Professional Documents
Culture Documents
معنى اللفظ ابليس - 5
معنى اللفظ ابليس - 5
تطبيقات
إبليس والشيطان والجن 5 -
قصي الموسوي
هذه المحاضرة أُلقيت بتاريخ
12ديسمبر 2014
ملخص وتذكير 1-
استعرضنا في المحاضرة األولى من هذه المجموعة فهمنا للفظة (إبليس) ويمكن تلخيص ما
تعرضنا له في تلك المحاضرة بما يلي:
س :يعني اإلحاطة والحصر ومحاولة تقييد الحرية. • ال َبلَ ُ
• إبليس :يمكن ان يكون إسم آله أو إسم مفعول أو إسم فاعل ولكنها جميعا تشير إلى ما
تحاول قوة معينة -ذاتية او خارجية -بلسه وتقييده والسيطرة عليه.
• طرحنا فهمنا القاضي بأن األمر ال يتعلق بشخص رفض اإلنصياع ألوامر هللا وإنما
لمجموعة من الصفات المعينة في الحمض النووي االنساني يراد تنحيتها إما في بدنه أو
في تركيبته النفسية أو المنطقية أو العقلية او غير ذلك من أجل تطوير النسخة اإلنسانية
إلى نسخة قادرة على العمل ذاتيا بوعي في محاولة اإلنطباق مع قوانين هللا تعالى
المس ِّي َرة لهذا الكون بأسره.
ورا) تعني السماح ببقاء هذه الصفات اخ ُر ْج م ْن َها َم ْذ ُءو ًما َمدْ ُح ً
• قلنا كذلك بأن العبارة ( ْ
ولكن ضمن قيود وضوابط وهي وإن عاودت الظهور في النسخ الجديدة فإن مصيرها
الذأم والدحور .
ملخص وتذكير 2 -
ش ْطنُ تعبير عن االبتعاد عن حدود معينة او عن نقطة • قلنا في المحاضرة السابقة بأن ال َ
محددة مع بقاء أثر معين يتعلق بذلك اإلطار سواء سلبا أو إيجابا ..
ش َطن يكون مشيرا إلى :ذلك األثر الناجم عن صعوبة مشتق من ال َ
ُ • عليه ولمـّا كان الشيطان
السيطرة على الصفات المبلسة فيظهر منها ما يبتعد عن اإلطار المراد البقاء ضمنه
بالصفات األخرى الحسنة وذلك بشكل متكرر.
النص القرآني تشير إلى :ذلك التكوين
ِّ • عليه نفترض أن معنى لفظة (الشيطان) الواردة في
الناتج عن خروج بعض التصورات واألفكار والمشاعر والنوازع والدوافع وما إلى ذلك
األطر المحددة لها في داخل النفس وتأثيرهذا التكوين الجديد على النفس وعلى عن ُ
البرامج األصل ّية فيها.
• وكلها امور تحدث في داخل النفس االنسانية وليس هناك شخص مستقل ينتمي الى نوع
آخر من الخلق.
النتيجة العامة
فإذا إستجابت النفس لهذا التكوين الغريب فقد اتبعت الشيطان وإذا واصلت اإلستجابة له •
فقد إستحوذ عليها الشيطان .وإذا تحولت إلى برامج ثابتة في النفس أصبح الضحية بذاته
شيطانا.
أ ّما إذا لم تستجب النفس لهذا التكوين الجديد فقد عصمت النفس ذاتها عن أثر ذلك •
التكوين ما سيؤدي بالنتيجة الى زوال هذا التكوين.
اإلنسان لديه القدرة على عدم اإلستجابة لهذه البرامج التي سيشعر بها بسهولة نتيجة •
وجود برامج التشخيص الفطري في النفس.
كذلك فإن اإلنسان يتمكن من نصب برامج حماية جديدة عبر عمليات التقوى ومحاربة •
الهوى واإلبتعاد عن الشبهات وما شابه ذلك من البرامج التي طرحها القرآن الكريم
تفصيال.
ثالثا :الجن
بعد ان قدمنا فرضيتنا عن (إبليس والشيطان) وألن التصور التقليدي يرى أن ابليس هو
الشيطان وأنه كان من الجنِّ ففسق عن أمر ربه ..صار لزاما علينا ان نتعرف على الجنِّ ،
عليه ننتقل في هذه المحاضرة للتعرف عن اللفظ الثالث وهو (الجنّ ) .وكما تعودنا أن نبدأ
اوال بطرح التصور التقليدي الموروث كمعنى لهذا اللفظ ثم نحاول ان نقف على بعض
المشاكل التي يثيرها هذا التحليل المتوارث للفظ لتشكيل األرضية لطرح سؤالنا المركزي ثم
محاولة تقديم اإلجابة المناسبة عليه.
الجن 1 -
ِّ التصور التقليدي المشهور عن
يقول القرطبي المتوفي سنة ( 671هـ) في ذيل اآلية األولى من سورة الجنّ :
البصري :أن الجنّ و ْل ُد
ّ • وٱختلَف أهل العلم ،في أصل الجنّ ؛ فروى إسماعيل عن الحسن
واإلنس و ْل ُد آدم ،ومن هؤالء وهؤالء مؤمنون وكافرون ،وهم شركاء في الثواب َ إبليس،
ولي هللا ،ومن كان من هؤالء وهؤالء والعقاب .فمن كان من هؤالء وهؤالء مؤمنا ً فهو ّ
كافراً فهو شيطان.
الجن هم ول ُد الجان وليسوا بشياطين ،وهم يؤمنون؛ • وروى الضحاك عن ٱبن عباس :أن ّ
ومنهم المؤمن ومنهم الكافر ،والشياطين هم ول ُد إبليس ال يموتون إال مع إبليس .وٱختلفوا
في دخول مؤمني الجن الجنة ،على حسب االختالف في أصلهم .فمن زعم أنهم من الجان
ذرية إبليس فلهم فيه ذرية إبليس قال :يدخلون الجنة بإيمانهم .ومن قال :إنهم من ّ ال من ّ
قوالن :أحدهما ـ وهو قول الحسن يدخلونها .الثاني ـ وهو رواية مجاهد ال يدخلونها وإن
الماوردي .وقد مضى في سورة «الرحمن» عند قوله تعالى:
ّ صرفوا عن النار ،حكاه
{ لَ ْم َي ْطم ْث ُهن إنس َق ْبلَ ُه ْم َوالَ َجآن }[الرحمن ]56 :بيان أنهم يدخلونها.
الجن 2 -
ِّ التصور التقليدي المشهور عن
وفي لسان العرب البن منظور المتوفي سنة ( 711هـ) ورد ما يلي:
الجتنانهم عن األَبصار وألَنهم • والجن :ول ُد الجانّ .ابن سيده :الجن نوع من العالَم سموا بذلك ْ
اس َت َجنوا من الناس فال ُي َر ْون ،والجمع جنان ،وهم الجنة .وفي التنزيل العزيز :ولقد َعل َمت الجن ُة ْ
المالئكة عند قوم من العرب ،وقال الفراء في قوله تعالى: ُ ض ُرون؛ قالوا :الجن ُة ههنا إنهم لَ ُم ْح َ
سبا ً ،قال :يقال الجن ُة ههنا المالئكة ،يقول :جعلوا بين هللا وبين َخ ْلقه وجعلوا بي َنه وبين الجنة َن َ
ضرون في النار. بنات هللا ،ولقد َعل َمت الجن ُة أَن الذين قالوا هذا القول َ ُم ْح َ ُ ُ
المالئكة َن َ
سبا ً فقالوا
والج ِّني :منسوب إلى الجنِّ أَو الجنة.
لق منه َن ْسلُه .والجان :الجن ،وهو اسم جمع كالجامل • والجان :أَبو الجنِّ ُخلق من نار ثم ُخ َ
والباقر.
ماء؛ روي أَن َخ ْلقا ً يقال لهم • وقال أَبو إسحق في قوله تعالى :أَ َت ْج َعل ُ فيها َمنْ ُي ْفس ُد فيها و َي ْسف ُك الدِّ َ
فسدوا فيها وس َفكوا الدِّ ماء فبعث هللاُ مالئك َته أَ ْجلَ ْتهم من األَرض ،وقيل: الجان كانوا في األَرض فأ َ َ
سكانَ األَرض بعد الجانِّ فقالوا :يا َربنا أَ َت ْج َعل ُ فيها َمن ُيفسد فيها. َ
المالئكة صا ُروا ُ إن هؤالء
الجن 3 -
ِّ التصور التقليدي المشهور عن
يقول الطباطبائي المتوفي سنة (1401هـ) في الميزان ما يلي:
ص ِّد ُق القرآن الكريم بوجودهم و يذكر أنهم • الجن نوع من الخلق مستورون من حواسنا ُي َ
بنوعهم مخلوقون قبل نوع اإلنسان ،و أنهم مخلوقون من النار كما أن اإلنسان مخلوق
من التراب قال تعالى َ ( :وا ْل َجان َخلَ ْق َناهُ منْ َق ْبل ُ منْ َنار الس ُموم ) الحجر .27
• وأنهم يعيشون و يموتون و يبعثون كاإلنسان قال تعالى( :أُولَئ َك الذينَ َحق َعلَ ْيه ُم ا ْل َق ْول ُ
في أ ُ َمم َقدْ َخلَ ْت منْ َق ْبله ْم منَ ا ْلجنِّ َو ْاإل ْنس...اآلية ) األحقاف .18
• وأن فيهم ذكورا و إناثا يتكاثرون بالتوالد و التناسل قال تعالى ( َوأَن ُه َكانَ ر َجال منَ ْاإل ْنس
َي ُعو ُذونَ بر َجال منَ ا ْلجنِّ ...اآلية ) الجن .6
• و أن لهم شعورا و إرادة و أنهم يقدرون على حركات سريعة و أعمال شاقة كما في
قصص سليمان (عليه السالم )و تسخير الجن له و قصة ملكة سبإ.
• وأنهم مكلفون كاإلنسان ،منهم مؤمنون و منهم كفار ،و منهم صالحون و آخرون
طالحون.
الجن 4 -
ِّ التصور التقليدي المشهور عن
ويضيف الطباطبائي القول:
• ويظهر من كالمه تعالى أن إبليس من الجن و أن له ذرية و قبيال قال تعالىَ ...« :كانَ منَ ا ْلجنِّ
س َق َعنْ أَ ْمر َر ِّبه ...اآلية » :الكهف 50و قال تعالى...« :أَ َف َتتخ ُذو َن ُه َو ُذ ِّري َت ُه أَ ْول َيا َء منْ دُوني َف َف َ
ث َال َت َر ْو َن ُه ْم ...اآلية »: ...اآلية» :الكهف 50 :و قال تعالى ...« :إن ُه َي َرا ُك ْم ه َُو َو َقبيل ُ ُه منْ َح ْي ُ
األعراف .27
الصفات الجن ّية القوية والفعالة تقابل الصفات االنسية الهادئة وغير الفعالة وآدم ُخلطت •
فيه هذه الصفات وتم تنحية البعض من كال النوعين ليكون متعادال.
الجن ُة :هم الذين تتفوق فيهم الصفات الجن ّية .والحديث قد يكون عن صفات داخلية أو بشر •
متصفون بها.
اإلنس :هم الذين تتفوق فيهم الصفات اإلنسية الهادئة .والحديث قد يكون عن صفات ُ •
داخلية أو بشر متصفون بها.
الناس :هم الذين يجمعون الصفات المختلفة من الجنِّ واإلنس. •
جولة مع مشتقات الجذر ( َجنَ َن)
للتأكد من انسجام المعنى نحاول ان نطبقه على مشتقات الجذر ( َج َننَ ) كما يلي:
• جن :هو ذلك المخلوق الخفي الهائل القوى والمستور عن حواسنا (قوة هائلة خفية ومستورة) .
• َجنةَ ( :جن ُة الدنيا) مكان قادر على توليد النبات وانماء الحياة وتزويد الناس بما يحتاجونه منها
من زرع وثمر وظل وراحة( .قوة وطاقة فعالة)
• َجنةَ ( :جنة اآلخرة) مكان فيه قدرة خارقة لتزويد اعداد كبيرة من المخلوقات بما تشاء (قوة
هائلة).
• َجنان :القلب أو مركز النفس الذي يزود االنسان بما يحتاج من قوة سواء ماديا او معنويا (قوة
هائلة).
• َجنين :قوة حياة قابلة للبقاء والتطور في مكان محدود ومخفي (قوة كبيرة وفعالة ومخفية).
• جنون :طاقة كبيرة ُتخرج االنسان عن المألوف (طاقة كبيرة غير مألوفة).
• جين :حامل للصفات الوراثية قادر على نقلها من جيل الى جيل (طاقة كبيرة وفعالة).
• ُجنة :وهو الدرع او الوقاء( ..طاقة في دفع الضرر واخفاء لشيئ تحته).
• جنة :حالة الجنّ اي الحالة المفردة منه( .طاقة كبيرة ايضا).
أهم ما يطلقه اللفظ من معنى
ال بد لنا هنا من االشارة إلى أن لفظ (الجنّ ) الذي نعرفه يوحي بمعانى معينة تكون هي
األبرز دون سائر المعاني التي اشار اليها علماء اللغة وأرباب المعاجم وهو: