Professional Documents
Culture Documents
معنى اللفظ ابليس - 6
معنى اللفظ ابليس - 6
تطبيقات
إبليس والشيطان والجن 6 -
قصي الموسوي
هذه المحاضرة أُلقيت بتاريخ
19ديسمبر 2014
الجن -القسم الثاني
ّ
• تعرضنا في المحاضر ة السابقة والتي كانت الخامسة في الترتيب من بين ست محاضرات
خصصناها لفهم االلفاظ المفتاحية الثالث :إبليس والشيطان والجن ،الى مفهوم الجذر
وملخص ما عرضناه في المحاضرة السابقة: َّ ( َج َننَ ) وامور اخرى،
.1الفهم التقليدي المأثور عن الجن ؤسواء عند المفسرين او علماء اللغة.
.2استعرضنا بعض المشاكل التي يثيرها التصور التقليدي.
.3حاولنا ان نقوم بعملية نظم للمعاني المطروحة في معاجم اللغة فتوصلنا الى التالي:
• أنَّ لفظ (الجن) الذي نعرفه يوحي بمعانى ابرز من سائر المعاني التي اشار اليها علماء
اللغة وارباب المعاجم وهي :النشاط ..القوة االنفجارية ..الكثرة المؤثرة ...الفعالية ...
النارية ...الشدة ...التميز ت َّم تاتي المعاني التي اشاروا اليها من قبيل :االختفاء ...
الكمون ...التستر ...وهكذا.
• وعلى هذا االساس تم َّكنا من فهم الخيط الناظم للمعاني التالية :الجان /الجن /الجنة/
الجنان /الجينَ /جنَّ الليل /وهكذا فكلها في الحقيقة تشير الى صفات قوية الجنون /ال ُج َّنةَ /
ومؤثرة وفعالة ومتكاثرة بشكل مؤثر ..
الجن 1-
ُّ تصورنا الجديد عن مفهوم
• ثم طرحنا تصورنا الجديد عن (الجن) وقلنا أ َّنه يمثل :الصفات النارية والقوية والفعالة
تكون االنسان العاقل الذي انتهى الى
التي خلقت في مرحلة سابقة في بعض االجناس التي َّ
االنسان المعاصر منها ومن غيرها من اجل تزويده بما يكفي من الطاقة والفعالية والرغبة
في مواصلة الحياة والقدرة على الدفاع عنه نفسه واثبات وجوده.
• واشرنا كذلك إلى انَّ عملية الخلط بين االنواع البشرية المختلفة والتي يمكن ان تص َّنف في
مجموعتين رئيسيتين هما :الجن واالنس تمت بعد ان ت َّم خلق انواع من الجن قوية وفعالة
وعنيفة وأنواع من االنس هادئة وذات فعالية منخفضة.
الجن 2 -
ُّ تصورنا الجديد عن مفهوم
• وكانت نتيجة المزج بين النوعين ان تكون االنسان العاقل الذي يحمل النوعين من الصفات
فاذا ظهرت فيه الصفات الجن َّية وحدها أحيانا صدرت عنه امور تفوق النمط االعتيادي
سواء سلبا او ايجابا.
• وان صدرت عنه الصفات االنسية مجردة عن قوة الصفات الجنية كان طيعا قابال لالستعباد
مسالما بشكل ملفت .مع التأكيد على ان لكال النوعين سيئاته وحسناته.
• اما اذا تفعل فيه النوعان من الصفات بشكل متوازن أمكن ان ينتج اإلنسان الذي تطمح
اليه كافة الشعوب والمتميز بقدراته العالية وبتحضره الرفيع .بعد ان يكون هو المسطير
على كل الصفات -سواء الجن َّية منها أو االنسية -والمفعل لها في اي وقت يشاء ،ودون
ان يكون لذلك اي أثر مخرب.
التطبيقات
بعد ذلك بدأنا بمحاولة تطبيق المعنى الذي قدمناه كفرضية على اآليات التي وردت فيها
مشتقات ( َج َننَ ) فحاولنا مع االمثلة التالية:
• اشارة النص القرآني الى مخلوقات (لَم َيطمِث ُهنَّ إِنس َقبلَ ُهم َو َال َجان (74الرحمن.))55
سولَ ُك ُم ا َّل ِذي أُرسِ ل َ إِلَي ُكم لَ َمج ُنون • معنى المجنون المشار اليه في النص التالي ( َقال َ إِنَّ َر ُ
(27الشعراء.))26
• معنى شمول الج َّن ِة والناس بالوعيد بجهنم من قول النص (إِ َّال َمن َر ِح َم َرب َك َولِ َذلِ َك َخلَ َق ُهم
اس أَج َمعِينَ (119هود.))11 َو َت َّمت َكلِ َم ُة َرب َك ََلَم ََلَنَّ َج َه َّن َم مِنَ ال ِج َّن ِة َوال َّن ِ
• معنى اجتنان الليل في النص القرآني ( َفلَ َّما َجنَّ َعلَي ِه اللَّيل ُ َرأَى َكو َك ًبا َقال َ َه َذا َربي َفلَ َّما أَ َفل َ
َقال َ َال أُحِب اآلفِلِينَ (76اَلنعام.))6
اليوم نتابع تطبيق المعنى على المزيد من اآليات
لنتأمل النصوص التالية التي تتحدث عن عشرة االنس والجن معا:
س َو َقال َ أَولِ َياؤُ هُم مِنَ اإلِن ِ
س َر َّب َنا ش َر ال ِجن َق ِد اس َتك َثر ُتم مِنَ اإلِن ِ ش ُرهُم َجمِي ًعا َيا َمع َ • َو َيو َم َيح ُ
شا َء ض َنا ِب َبعض َو َب َلغ َنا أَ َجلَ َنا الَّذِي أَ َّجل َت لَ َنا َقال َ ال َّنا ُر َمث َوا ُكم َخالِ ِدينَ فِي َها إِ َّال َما َاس َتم َت َع َبع ُ
ّللا ُ إِنَّ َر َّب َك َحكِيم َعلِيم (128اَلنعام)6 َّ
اء َيو ِم ُكم َه َذا سل مِن ُكم َيقُصونَ َعلَي ُكم آ َياتِي َو ُين ِذ ُرو َن ُكم لِ َق َ س أَلَم َيأتِ ُكم ُر ُ جن َواإلِن ِ ش َر ال ِ • َيا َمع َ
ش ِهدُوا َعلَى أَنفُسِ ِهم أَ َّن ُهم َكا ُنوا َكاف ِِرينَ ش ِهد َنا َعلَى أَنفُسِ َنا َو َغ َّرت ُه ُم ال َح َياةُ الدن َيا َو َ َقالُوا َ
(130اَلنعام)6
ض َفانفُ ُذوا َال ت َواَلَر ِ س َم َوا ِ ار ال َّس إِ ِن اس َت َطع ُتم أَن َتنفُ ُذوا مِن أَق َط ِ جن َواإلِن ِ ش َر ال ِ • َيا َمع َ
سل َطان (33الرحمن.)55 َتنفُ ُذونَ إِ َّال ِب ُ
نحتاج هنا ان نتعرف على معنى (معشر) فهي كلمة مفتاحية ستساعدنا على استيضاح معنى
توجيه الخطاب الى االنس والجن معا.
مناقشة النص األول
لنأخذ النص اَلول والثاني وهما في السياق:
س َو َقال َ أَولِ َياؤُ هُم مِنَ اإلِن ِ
س َر َّب َنا اس َتم َت َع ش َر ال ِجن َق ِد اس َتك َثر ُتم مِنَ اإلِن ِ ش ُرهُم َجمِي ًعا َيا َمع َ َو َيو َم َيح ُ
اء َّ
ّللاُ إِنَّ َر َّب َك َحكِيم ش َ ض َنا بِ َبعض َو َبلَغ َنا أَ َجلَ َنا الَّذِي أَ َّجل َ
ت لَ َنا َقال َ ال َّنا ُر َمث َوا ُكم َخالِدِينَ فِي َها إِ َّال َما َ َبع ُ
ضا ِب َما َكا ُنوا َيكسِ ُبونَ (129اَلنعامَ )6يا َمع َ
ش َر ض ال َّظالِمِينَ َبع ًَعلِيم (128اَلنعامَ )6و َك َذلِ َك ُن َولي َبع َ
ش ِهد َنا َعلَى اء َيو ِم ُكم ه ََذا َقالُوا َ
سل مِن ُكم َيقُصونَ َعلَي ُكم آ َياتِي َو ُين ِذ ُرو َن ُكم لِ َق َ س أَلَم َيأتِ ُكم ُر ُ ال ِجن َواإلِن ِ
ش ِهدُوا َعلَى أَنفُسِ ِهم أَ َّن ُهم َكا ُنوا َكاف ِِرينَ (130اَلنعامَ )6ذلِ َك أَن لَم َي ُكن أَنفُسِ َنا َو َغ َّرت ُه ُم ال َح َياةُ الدن َيا َو َ
َرب َك ُمهلِ َك القُ َرى ِب ُظلم َوأَهلُ َها َغافِلُونَ (131اَلنعام.)6
• اآليات تشير الى ان هناك تعاشر بين االثنين .والتعاشر مما يصعب تصوره بين جنسين مختلفين.
• المعشر يعني :تلك المجموعة من النوع الواحد او الجنس الواحد والتي تعيش مختلطة مع بعضها
البعض وفي العادة تستقوي ببعضها البعض وتعتمد على بعضها البعض.
• فكيف يمكن ان يكون هناك اختالط بين جنسين مختلفين؟ هذا ما ينبغي االجابة عنه بطريقة
مختلفة عما توارثناه.
ش َر) 1 -
وقفة مع معنى ( َع َ
شر) عبر محاولة فهم معنى الجذر دعونا إذا نبدأ رحلتنا في البحث عنى معنى كلمة (المع َ
الذي تعود اليه.
يقول ابن فارس المتوفي سنة ( 395هـ ) في معجم مقاييس اللغة:
أصالن صحيحان :أحدهما في عدد معلوم ثم يحمل عليه غي ُره، ِ • العين والشين والراء
مداخلة و ُمخالَطة.
َ واآلخر يدل علىَ
شرة .و َعشِ ي ُرك:والمداخلة فالعِشرة والمعا َ
َ • واضاف :فأ َّما اَلصل َ
اآلخر ال َّدال على المخالطة
الذي يعاش ُرك ... ،قال :وإنما سميت َعشِ يرة الر ُجل لمعاشر ِة بعضهم بعضا ً ،ح َّتى الزو ُ
ج
عشي ُر امرأتِه.
شر :كل جماعة أم ُرهم واحد ،نحو معشر المسلمين ،واإلنس معشر • وقال :قال :وال َمع َ
شر َنبت( .إنتهى)
والجن َمعشر ،والجمع َمعاشِ ر .وال ُع َ
شر وال يتحقق ال َعش ُر اال باالتصال • المالحظ أنَّ المخالطة والمداخلة اصل ثابت لمعنى ال َع ِ
عشر ًة) إذا تفرقت افراده! أو نقص منها أحدهم. المستمر المتواصل فالعدد عشرة ال يبقى ( َ
ش َر) 2-
وقفة مع معنى ( َع َ
وعلى اساس ذلك سميت المجموعة التي يكون االنسان جزءا مستمرا منها (عشيرته)
وسميت المرأة كما اوردنا عن ابن فارس (عشيرة) للرجل وارباب اللغة يرون االختالط
المستمر والمتواصل اصال في تحقيق مفهوم المعاشرة.
معنى جديداً لآليات التالية فتكون أوضح واسهل ً الى ذلك يكون يمكننا اآلن ان نفترض
للفهم:
سي َرت س ُكو َرت (1التكويرَ )81وإِ َذا الن ُجو ُم ان َك َد َرت (2التكويرَ )81وإِ َذا ال ِج َبال ُ ُ شم ُ • إِ َذا ال َّ
وش ُحشِ َرت (5التكوير)81 شا ُر ُعطلَت (4التكويرَ )81وإِ َذا ال ُو ُح ُ (3التكويرَ )81وإِ َذا ال ِع َ
وس ُزو َجت (7التكويرَ )81وإِ َذا ال َمو ُءو َدةُ سج َرت (6التكويرَ )81وإِ َذا النفُ ُ َوإِ َذا ال ِب َحا ُر ُ
ف ُنشِ َرت (10التكوير)81 سئِلَت (8التكويرِ )81بأَي َذنب قُتِلَت (9التكويرَ )81وإِ َذا الص ُح ُ ُ
سع َرت (12التكويرَ )81وإِ َذا ال َج َّن ُة س َما ُء ُكشِ َطت (11التكويرَ )81وإِ َذا ال َجحِي ُم ُ َوإِ َذا ال َّ
ض َرت (14التكوير.)81 أُزلِ َفت (13التكويرَ )81علِ َمت َنفس َما أَح َ
ال ِعشار المعطلة! 1 -
ورد في تفسير عبارة ( َوإِ َذا ال ِع َ
شا ُر ُعطلَت) قول متطابق تقريبا وانقل النص التالي كنموذج على هذا الفهم :
• الزمخشري :والعشار في جمع عشراء ،كالنفاس في جمع نفساء :وهي التي أتى على حملها عشرة
أشهر ،ثم هو اسمها إلى أن تضع لتمام السنة ،وهي أنفس ما تكون عند أهلها وأعزها { ُعطلَت } تركت
مسيبة مهملة .وقيل :عطلها أهلها عن الحلب والصر ،الشتغالهم بأنفسهم.
• الطباطبائي { :وإذا العشار عطلت } قيل :العشار جمع عشراء كالنفاس جمع نفساء وهي الناقة الحامل
التي أتت عليها عشرة أشهر فتسمى عشراء حتى تضع حملها وربما سميت عشراء بعد الوضع أيضا ً
وهي من أنفس المال عند العرب.
• وتعطيل العشار تركها مهملة ال راعي لها وال حافظ يحفظها وكأن في الجملة إشارة على نحو الكناية إلى
أن نفائس اَلموال التي يتنافس فيها االنسان تبقى اليوم وال صاحب لها يتملكها ويتصرف فيها َلنهم
مشغولون بأنفسهم عن كل شيء.
• الرازي :العشار ُعطلت :كناية عن السحاب تعطلت عما فيها من الماء ،وهذا وإن كان مجازاً إال أنه أشبه
بسائر ما قبله ،وأيضا ً فالعرب تشبه السحاب بالحامل.
ال ِعشار المعطلة! 2 -
التفسير يبدو مضطرب وغير مقنع لالسباب التالية:
• الحديث عن آيات كبيرة وخطيرة من قبيل تكوير الشمس وانكدار النجوم وتسيير الجبال
فما قيمة النوق؟
• لو كانت االشارة الى النوق قد جاءت في البداية كمقدمة لهذا الموضوع الكبير والخطير
المكن القبول بهذا التفسير ،ولكن ان يأتي بين انكدار النجوم وتسيير الجبال من جهة
وحشر الوحوش من جهة ثانية فهذا على درجة كبيرة من الغرابة.
• حتى لو قبلنا بذلك فلماذا يستخدم لفظ ( ُعطلَت) للتعبير عن اإلهمال؟ وكلمة اإلهمال عربية
وموجودة؟
• ُث َّم هل المهم بالنسبة لالنسان الذي يرى هذه اآليات العظمى وهي تتوالي بحيث َّ
تكور
الشمس وتنكدر النجوم وتسير الجبال امر ناقته ام أهله وولده؟ فلماذا لم تشر اآليات الى
اَلهل والولد؟
ال ِعشار المعطلة! 3 -
حمل الناقة التي ِ العشرة من أشهر شا ُر) وهو تعبير عن َ • كذلك يحق لنا ان نسأل لماذا اع ُت ِب َر (ال ِع َ
يتراوح حملها بين 12و 14شهرا أمرا مهما؟
• وهل ان وجود الناقة كان في علم ّللا تعالى حتميا في حياة الناس على مدى الدهور حتى يربط
اآليات التي تشير كما يقولون الى قيام القيامة؟ أم أن الجزيرة العربية وارتباط ثقافتها بالنوق
امور على خطورة تتساوق مع خطورة اآليات الكبرى التي اشارت اليها اآليات؟ .
يبدو اننا بحاجة الى حل لهذه المسألة حتى نواصل محاولة فهم لفظ (المعشر) التي استخدمت في
االشارة الى الجن واالنس معا.
الحل الذي اوصلنا اليه المنهج اللفظي الترتيلي هو ان العِشار هنا وانسجاما مع المعنى الذي تمسك
به اللغويون هو( :العالقات القائمة على المخالطة القوية والطويلة) فيكون معنى تعطيل العالقات
الحميمية ،ان االنسان ال يمتلك في تلك الساعة اية امكانية لالرتباط باهله وناسه أو توظيف تلك
العالقات لمصلحته ،فهذه العالقات تتعطل تماما كما هو المشار اليه في النص اآلخر:
صي َح ًة َواحِدَ ًة َتأ ُخ ُذهُم َوهُم َيخِص ُمونَ (49يسَ )36ف َال َيس َتطِ ي ُعونَ َتوصِ َي ًة َو َال إِلَى َما َين ُظ ُرونَ إِ َّال َ
ث إِلَى َرب ِهم َينسِ لُونَ (51يس.)36 ور َفإِ َذا هُم مِنَ اَلَجدَ ا ِ
أَهلِ ِهم َير ِج ُعونَ (50يسَ )36و ُنف َِخ فِي الص ِ
ال ِعشار المعطلة! 4 -
• هكذا يكون النص اكثر انسجاما فيتحدث عن آيات كونية كبرى بينها هذه اآليات:
وش ُحشِ َرت (5التكويرَ )81وإِ َذا ال ِب َحا ُر شا ُر ُعطلَت (4التكويرَ )81وإِ َذا ال ُو ُح ُ• َوإِ َذا ال ِع َ
سئِلَت وس ُزو َجت (7التكويرَ )81وإِ َذا ال َمو ُءو َدةُ ُ سج َرت (6التكويرَ )81وإِ َذا النفُ ُ ُ
(8التكويرِ )81بأَي َذنب قُتِلَت (9التكوير.)81
• فتنقطع العالقات االنسانية وتتعطل وتنتهي المحسوبية والمنسوبية وينتهي تأثير الملوك
والقادة والكبراء ويختفي تأثيرهم بالكامل ولن يتمكن اي إنسان حينها من االستنجاد بهم
او اللوذ بحماهم ...ويتم القضاء على الوحوش وتتم ازالتها ...ثم يجري تصنيف االنفس
بناءا على معايير معينة وتبدا المحاكمات للناس ويجري سؤالهم عما دفعهم الى وأد
انفسهم بالعبودية لغير ّللا تعالى.
المزيد لفهم لفظ المعشر
الحظوا النص التالي:
ض َما ضلُوهُنَّ لِ َتذ َه ُبوا ِب َبع ِ
سا َء َكرهًا َو َال َتع ُ • َيا أَي َها الَّذِينَ آ َم ُنوا َال َيحِل لَ ُكم أَن َت ِر ُثوا الن َ
سى أَن ف َفإِن َك ِره ُت ُموهُنَّ َف َع َ شة ُم َبي َنة َو َعاشِ ُروهُنَّ ِبال َمع ُرو ِ آ َتي ُت ُموهُنَّ إِ َّال أَن َيأتِينَ ِب َفا ِح َ
ِيرا (19النساء.)4 ّللا ُ فِي ِه َخي ًرا َكث ً شي ًئا َو َيج َعل َ َّ
َتك َرهُوا َ
• من استخدام هذي المشتقة للتعبير عن طبيعة العالقة بين الرجل والمرأة واستخدام لفظة
العشيرة للتعبير عن قبيلة الرجل التي ينتمي اليها في النص التالي:
ارة • قُل إِن َكانَ آ َباؤُ ُكم َوأَب َناؤُ ُكم َوإِخ َوا ُن ُكم َوأَز َوا ُج ُكم َو َعشِ َ
ير ُت ُكم َوأَم َوال اق َت َرف ُت ُموهَا َوت َِج َ
صوا س ِبيلِ ِه َف َت َر َّب ُ سولِ ِه َو ِ
ج َهاد فِي َ ضو َن َها أَ َح َّب إِلَي ُكم مِنَ َّ ِ
ّللا َو َر ُ ساكِنُ َتر َ سا َدهَا َو َم َشونَ َك َ َتخ َ
ّللا ُ َال َيهدِي ال َقو َم ال َفاسِ قِينَ (24التوبة.)9 ّللا ُ ِبأَمر ِه َو َّ
َح َّتى َيأت َِي َّ
ِ
• يتبين لنا بان المعاشرة تعني مخالطة شديدة وطويلة وذات محددات كثيرة.
س) ال ش َر ال ِجن َواإلِن ِ س) او ( َيا َمع َ ش َر ال ِجن َق ِد اس َتك َثر ُتم مِنَ اإلِن ِ • لذا نقول بان العبارة ( َمع َ
يمكن ان تعني عالقة غير مفهومة وغير واضحة المعالم وال بين جنسين او نوعين
مختلفين وا َّنما عالقة حميمة وقوية وفيها مخالطة شديدة.
النص الثالث لحسم الموقف
نحتاج هنا لفهم النص الخاص باقطار السموات واالرض ،ان نأخذ النص ضمن سياقه كما
تعودنا:
ض َفانفُ ُذوا َال َتنفُ ُذونَ ت َواَلَر ِ
س َم َوا ِ
ار ال َّ
ِ َ
ط قَ أ ِن م وا ُ
ذ ُ ف نتَ نَ س إِ ِن اس َت َطع ُتم أش َر ال ِجن َواإلِن ِ َيا َمع َ
ش َواظ سل ُ َعلَي ُك َما ُان (34الرحمنُ )55ير َ سل َطان (33الرحمنَ )55ف ِبأَي َآال ِء َرب ُك َما ُت َكذ َب ِ إِ َّال ِب ُ
ان (35الرحمن.)55 مِن َنار َو ُن َحاس َف َال َتن َتصِ َر ِ
• فنالحظ ما يلي :إنَّ الشمول في عدم القدرة للنفوذ من السموات واالرض للنوعين يشير
سل ُ َعلَي ُك َما
الى انهم من جنس واحد س َّيما حينما يشملهما معا في اآلية 35فيقول ( ُير َ
ان (35الرحمن ))55ما يعني شمولهما بالتحدي معا ش َواظ مِن َنار َو ُن َحاس َف َال َتن َتصِ َر ِ
ُ
وبنفس االسلوب وهو اسلوب شواظ من نار ونحاس فال ينتصران.
• فتصورنا عن الجن ككائنات مغ َّيبة عن حسنا تقتضي ا َّنهم يستطيعون النفاذ من أقطار
االرض على اَلقل ولكن اآلية تشير الى عدم قدرة النوعين وشمولهم بالعجز طبقا لنفس
القانون ،وفي القدرة على ذلك فقط في حال وجود سلطان.
اإلنس والجن والتحدي بالقرآن
انظروا في النص التالي:
س َوال ِجن َعلَى أَن َيأ ُتوا ِبمِث ِل َه َذا القُر ِ
آن َال َيأ ُتونَ ِبمِثلِ ِه َولَو َكانَ َبع ُ
ض ُهم قُل لَئ ِِن اج َت َم َع ِ
ت اإلِن ُ
يرا (88اإلسراء.)17 لِ َبعض َظ ِه ً
• لو كان االنس والجن غير قادرين على اإلتصال والتنسيق فإنَّ هذا يعني بأنَّ ّللا تعالى
تحدى بما هو ممتنع اصال! ،بينما الواضح من النص أنَّ التعاضد والتظاهر بينهما امر
ممكن وهذا يعزز اإلعتقاد بأ َّنهما من جنس واحد.
• ثم لو افترضنا إمكانية أن يحصل هذا مرة واحدة فكيف سيتم التنسيق؟ فالمشهور أنَّ
طريقة الجن في التلقي والفهم مختلفة.
االنس والجن لم يجتمعوا قط على فهم آية واحدة ،بل ان المسلمين لم يحدث لهم ذلك بل ُ •
ان طائفة واحدة من المسلمين لم يحدث لعلمائها ذلك س َّيما وان االمر مرتبط باللغة
واللسان فما معنى هذا التحدي؟ وما معنى شمولهما معا به؟
اإلنس والجن والتحدي بالقرآن
يبدو ان التحدي ليس لجنسين مختلفين وال هو تحدي لإلتيان بقرآن مكتوب فقط .ونذكر باننا قلنا
في محاضرات سابقة بانَّ القرآن الكريم نوعان :القرآن التكويني والقرآن التدويني كما ذكر ذلك
العديد من أعالم التفسير االسالمي.
عليه فان التحدي – على ما يبدو – هو بأن يتمكنوا من خلق كائنات ذات عالقات متشعبة كما هو
حال المخلوقات في هذا القرآن التكويني والربط بينها بطريقة ال تخلق تناقضا بل تؤدي الى تسيير
حياتها جميعا بانسجام وكفاءة .واَلمر ينسحب على القرآن التدويني طبعا فهو النص الذي تحدى
بكونه خالي من االختالف والتضارب.
وبالنتيجة فإنَّ المعشر المشار اليه هو معشر من جنس واحد مع اختالفات معينة فالزوج والزوجة
معشر والعالقة بينهما نوع من (العِشار) والقبيلة بكل افرادها (عشيرة) واالنس معشر والجن
معشر واالنس والجن معشر ،والعالقات بين افراد تلك المجموعات هي (عِ شار).
تماما كما لو قلنا معشر اليابانيين ومعشر الفرنسيين ومعشر اليابانيين والفرنسيين فمهما كانت
الفروقات بينهما كمجموعتين اال انهما كمجموعة واحد ال وان امرا ما يربط بينهما وهو ما ينبغي
ان نكتشفه من السياق.
مالحظة ظريفة
نالحظ من سياق اآليات التي تلوناها أنَّ هناك:
• تقديم للجن على االنس.
• أنَّ هناك نوع من التالزم من اجل النفوذ من اقطار السموات واالرض.
والذي اظن ُه هو ان الجنَّ لما كانوا يعبرون عن الصفات القوية الفعالة النشطة المتميزة في االنسان
فهم دوما -كأشخاص يحملون هذه الصفات الجنية -لهم الريادة والقيادة والتخطيط واالبتكار.
• اال ا َّنهم ال يتمكنون من القيام بعمل اي شيئ دون وجود اعداد كبيرة من الطيعين المنفذين الذي ال
يملون من العمل الرتيب وهم اإلنس.
• وعلى هذا االساس يكون التحدي لهما معا او لكل واحد منهما على حدة وهو ما يتحمله المعنى
العام للنص.
• فال الجن يتمكنون لوحدهم ورغم قابلياتهم العالية من القيام بشيئ وال االنس يتمكنون من شيئ
رغم كثرتهم وامكانياتهم في تنفيذ واعادة تنفيذ ما ت َّم تخطيطه من غيرهم ..
• فضال عن أنَّ النوعين ال يتمكنان من القيام باالمر المشار اليه في اآلية وإن تعاضدا.
مالحظة أخرى
• قد يتصور المتأمل في النص أنَّ القضية مرتبطة بصواريخ أو أقمار صناعية أو ما شابه
ش َواظ مِن َنار َو ُن َحاس) سل ُ َعلَي ُك َما ُ ذلك للنفاذ من اقطار السموات واالرض .وان مقولة ( ُير َ
تشير الى ان هلل تعالى جنود يدافعون عن سمائه فيطلقون صواريخ نحاسية وشواظ من
نار.
• هذا التصور يبدو ساذجا إذا عرفنا بان ّللا تعالى لديه القدرة الكافية على تعطيل كل ما في
شي ًئا أَن َيقُول َ لَ ُه ُكن
الكون دون هذه االسلحة ودون هذه الطريقة (إِ َّن َما أَم ُرهُ إِ َذا أَ َرا َد َ
َف َي ُكونُ (82يس.))36
• أظن وطبقا لما اوصلنا إليه المنهج اللفظي الترتيلي -وهو المرجح عندي بقوة -انَّ
الحديث عن سماء الكروموسومات والجينات والمورثات والحمض النووي الذي تجتمع
فيه الصفات الجنية والصفات االنسية.
• والتحدي المشار إليه هو في الحدود النهائية الموضوعة لتلك المورثات أو الصفات
ض) فهي رغم ت َواَلَر ِس َم َوا ِار ال َّبحالتها المادية على تجاوز القوانين المحددة لها (أَق َط ِ
قوتها -النسبية -احيانا اال انها ال تتمكن من تجاوز القوانين الكونية العامة .وّللا اعلم.
ماذا تشبه هذه اآلية؟
هذا التصور الذي نعتقد ان اآلية توحيه يشبه الى حد بعيد التعابير التي اوردناها عن ابليس
والتي تعطيه فرصة الخروج على االطر المحددة له ولكن تتوعده بالمزيد من التضييق
والحصار والدحر كما في النصوص التالية:
• َقال َ َفاخ ُرج مِن َها َفإِ َّن َك َر ِجيم (34الحجر.)15
ورا َل َمن َت ِب َع َك مِن ُهم ََلَم ََلَنَّ َج َه َّن َم مِن ُكم أَج َمعِينَ • َقال َ اخ ُرج مِن َها َمذ ُءو ًما َمد ُح ً
(18اَلعراف.)7
صدًا (9الجن.)72 • َوأَ َّنا ُك َّنا َنق ُع ُد مِن َها َم َقا ِع َد لِل َّ
سم ِع َف َمن َيس َتم ِِع اآلنَ َي ِجد لَ ُه شِ َها ًبا َر َ
سم َع َفأَت َب َع ُه شِ َهاب ُم ِبينشي َطان َر ِجيم (17الحجر )15إِ َّال َم ِن اس َت َر َق ال َّ • َو َحفِظ َناهَا مِن ُكل َ
(18الحجر. )15
س َّم ُعونَ إِ َلى ال َم َ َِل اَلَع َلى َو ُيق َذفُونَ مِن ُكل َجانِب (8الصافاتُ )37د ُح ً
ورا َولَ ُهم َع َذاب • َال َي َّ
ف ال َخط َف َة َفأَت َب َع ُه شِ َهاب َثاقِب (10الصافات.)37 َواصِ ب (9الصافات )37إِ َّال َمن َخطِ َ
الشواظ والنار والنحاس
وعلى اساس الفرضية اعاله يكون الشواظ هي تلك القوة التي تسلطها المالئكة الجراء عملية
التطوير والتحديد للصفات الجينية وتعزيز السيطرة عليها وعدم السماح لها باالنفالت من القوانين
(االقطار).
وهذا الشواظ يعتمد على قضيتين اساستين:
.1طاقة قوية تقوم بالتطوير والتعديل لما هو موجود واضافة مواد جديدة الحداث ذلك التطوير.
.2او تعديل البرنامج من اجل السماح بإنتقال الصفات المطلوبة الى اَلجيال الالحقة.
فحتى التطور الطبيعي وظهور بعض الصفات الجن َّية واالنس َّية المراد تنحيتها انما يتم على اساس
قوانين خاصة بهذا االمر وال تتم بشكل عشوائي.
بمعنى اننا يمكن وبناءا على هذه االفكار االولية ان نقرر بان عملية االنتقاء الطبيعي انما تتم على
قوانين ثابتة وال يمكن لها ان تخرج عن سيطرة تلك القوانين .اما الطفرات الوراثية التي تساعد في
تطوير الخلق فلها قوانين اخرى تستند الى برامج خاصة بها للتطوير .وّللا اعلم.
مثال علمي من دراسة حديثة
صدرت دراسة حديثة نشرها موقع ( )Scientific Americanتشير إلى أنَّ ظهور مورثات
جديدة لدى االنسان تتم بطريقتين:
• اَلولى ثبات الظروف المحيطة باالنسان لفترة ال تقل عن 5000سنة اي 200جيل
متتالي حتى تتغير نسبة وجود المورثة المسؤولة عن قضية معينة من نسبة %1الى
%99وتتحول الى صفة ثابتة لدى الناس.
• الثانية :ان تحدث طفرة جينية سريعة ال تحتاج الى اكثر من 3000سنة وهو قريب نصف
المدة التي يحتاجها قانون التطور الدخال صفة جديدة للمورثات االنسانية وتحويلها الى
صفة ثابتة في مجموعة بشرية معينة.
• المثال الذي اوردته الدراسة هو التالي( :في عام 2010توصلت دراسات عدة إلى
اكتشاف نسخة لمورثة لدى التيبيتيين (سكان هضبة التيبت التي تعلو سطح البحر بـ 14
الف قدم) غير موجودة عند باقي الشعوب ،هذه المورثة تضبط إنتاج الخاليا الحمراء
مفسرة كيف استطاع التيبيتيون العيش في هذه الظروف القاسية).
العالقة بين النص والعلم
ما اوردناه موجود للمراجعة بنسختيه:
• االنجليزية على الرابط التالي:
()/http://www.scientificamerican.com/article/how-we-are-evolving
• والعربية على الرابط التالي:
(. )http://www.syr-res.com/article.php?id=2653
• نحن طبعا ندَّ عي بأنَّ النص القرآني هنا يتحدث عن آلية إحداث التغييرات الجينية وتطوير
المورثات في داخل الحمض النووي االنساني.
• بينما الدراسة تتحدث عن أثر ذلك التغيير الجيني على االنسان واالجيال المتعاقبة وكيف
يؤدي التطور الى تطوير االجيال الالحقة ورفع مستوى تالؤمها مع المحيط .وّللا اعلم.
عودة الى المعشر
الستيضاح ما يجمع كل معشر نعود الى النصوص:
س َو َقال َ أَولِ َياؤُ هُم مِنَ اإلِن ِ
س َر َّب َنا ش َر ال ِجن َق ِد اس َتك َثر ُتم مِنَ اإلِن ِ ش ُرهُم َجمِي ًعا َيا َمع َ • َو َيو َم َيح ُ
شا َء ض َنا ِب َبعض َو َب َلغ َنا أَ َجلَ َنا الَّذِي أَ َّجل َت لَ َنا َقال َ ال َّنا ُر َمث َوا ُكم َخالِ ِدينَ فِي َها إِ َّال َما َاس َتم َت َع َبع ُ
ّللا ُ إِنَّ َر َّب َك َحكِيم َعلِيم (128اَلنعام)6 َّ
اء َيو ِم ُكم َه َذا سل مِن ُكم َيقُصونَ َعلَي ُكم آ َياتِي َو ُين ِذ ُرو َن ُكم لِ َق َ س أَلَم َيأتِ ُكم ُر ُ جن َواإلِن ِ ش َر ال ِ • َيا َمع َ
ش ِهدُوا َعلَى أَنفُسِ ِهم أَ َّن ُهم َكا ُنوا َكاف ِِرينَ ش ِهد َنا َعلَى أَنفُسِ َنا َو َغ َّرت ُه ُم ال َح َياةُ الدن َيا َو َ َقالُوا َ
(130اَلنعام)6
ض َفانفُ ُذوا َال ت َواَلَر ِ س َم َوا ِ ار ال َِّ َ
ط قَ أ ِنم وا ُ
ذ ُ ف نتَ نَ س إِ ِن اس َت َطع ُتم أ جن َواإلِن ِ ش َر ال ِ • َيا َمع َ
سل َطان (33الرحمن.)55 َتنفُ ُذونَ إِ َّال ِب ُ
إذن كل واحدة من اآليات تشير الى محور مشترك بين النوعين المتعاشرين.
مواصلة السعي لفهم معنى (المعشر) .1-
اء َيو ِم ُكم َه َذا سل مِن ُكم َيقُصونَ َعلَي ُكم آ َياتِي َو ُين ِذ ُرو َن ُكم لِ َق َ س أَلَم َيأتِ ُكم ُر ُ جن َواإلِن ِ • َيا َمع َ
ش َر ال ِ
ش ِهدُوا َعلَى أَنفُسِ ِهم أَ َّن ُهم َكا ُنوا َكاف ِِرينَ ش ِهد َنا َعلَى أَنفُسِ َنا َو َغ َّرت ُه ُم ال َح َياةُ الدن َيا َو َ َقالُوا َ
(130اَلنعام.)6
نالحظ المالحظات التالية:
• الخطاب مشترك للجن واإلنس.
سل مِن ُكم َيقُصونَ • االرسال إليهما معا وليس كالً على حِدة َلنَّ النص يقول (أَلَم َيأ ِت ُكم ُر ُ
َعلَي ُكم آ َياتِي َو ُين ِذ ُرو َن ُكم لِ َقا َء َيو ِم ُكم َه َذا) ولو كان المقصود ان يكون لكل منهما رسلهم
الخاصة لقال النص (ألم يأتكما رسل منكما) تماما كما خاطب الجنسين في قصة آدم
سو َءا ُت ُه َما َو َطفِ َقا َيخصِ َف ِ
ان ش َج َر َة َبدَت لَ ُه َما َ والشجرة بالقول ( َفد ََّال ُه َما ِب ُغ ُرور َفلَ َّما َذا َقا ال َّ
شي َطانَ ش َج َر ِة َوأَقُل لَ ُك َما إِنَّ ال َّ َعلَي ِه َما مِن َو َر ِق ال َج َّن ِة َو َنا َدا ُه َما َرب ُه َما أَلَم أَن َه ُك َما َعن تِل ُك َما ال َّ
س َنا َوإِن لَم َتغفِر لَ َنا َو َتر َحم َنا لَ َن ُكو َننَّ لَ ُك َما َعدُو ُم ِبين (22اَلعرافَ )7ق َاال َر َّب َنا َظلَم َنا أَنفُ َ
مِنَ ال َخاسِ ِرينَ (23اَلعراف.) )7
تأكيدات في النص
إذا عدنا الى النص الذي بدأنا به لفهم معنى المعشر سنجد ان المقطع القرآني ينتهي باآلية التالية :
َذلِ َك أَن لَم َي ُكن َرب َك ُمهلِ َك القُ َرى بِ ُظلم َوأَهل ُ َها َغافِلُونَ (131اَلنعام .)6فيتكلم عن قرى موحدة لها
أهل يتأهلون بها ومعها ويعيشون فيها بأمان وسكينة ودون ان يميز بين نوعين او جنسين من
الخلق .وعليه تكون االمور التي تدفعنا الى االعتقاد بوحد المعشر هي التالية:
• إستكثار الجن من االنس.
• إستمتاع الجن واالنس بعضهم ببعضهم.
• بلوغهم معا أجال واحد أجله ّللا تعالى لهم.
• لهم رسل منهم يأتونهم ويقصون عليهم آيات ّللا.
• ورود تحديين للجن واالنس معا بالنفاذ من اقطار السموات واالرض وباالتيان بمثل هذا القرآن.
• واخيرا ان اآليات تتحدث عن عملية إهالك موحدة َلهل القرى الذين يعيشون معا إذا ما ظلموا.
مواصلة السعي لفهم معنى (المعشر) – .2
• كذلك نالحظ بأ َّنهم – كجنسين – كانوا يشهدون على انفسهم بشكل مشترك ويقرون بالكفر
غرتهم بشكل مشترك وواضح للجنسين. بشكل مشترك وتشير اآلية الى ان الحياة الدنيا قد َّ
وهذا كله يتناقض وفهمنا عن (الجن) وكونهم جنس آخر مغيب عن أعيننا.
• الى كل ذلك يبدو وكما في الحاالت اَلخرى بانَّ المعشر يثبت على معناه هنا وهو اإلختالط
الشديد بين جنسين أو نوعين أو أفراد جنس واحد كما هو الحال في المعاشرة الزوجية أو
العشيرة التي يتعاشر أفرادها بشكل أكبر بكثير مما يحصل بين أفراد عشائر مختلفة تنتمي
الى مجموعات بشرية أخرى.
موحدا واع ُت ِبروا مجموعة واحدة وليس َّ • وعلى هذا اَلساس جاء الخطاب الى الجن واإلنس
سل مِن ُكم َيقُصونَ َعلَي ُكم آ َياتِي س أَلَم َيأتِ ُكم ُر ُ مجموعتين فقال النص ( َيا َمع َ
ش َر ال ِجن َواإلِن ِ
ش ِهدُوا َعلَى ش ِهد َنا َعلَى أَنفُسِ َنا َو َغ َّرت ُه ُم ال َح َياةُ الدن َيا َو َ
َو ُين ِذ ُرو َن ُكم لِ َقا َء َيو ِم ُكم َه َذا َقالُوا َ
أَنفُسِ ِهم أَ َّن ُهم َكا ُنوا َكاف ِِرينَ (130اَلنعام.))6
خالصة معنى (المعشر).
إلى كل ما تقدَّ م يكون معنى (المعشر) هو :المجموعة المختلط أفرادها اختالطا شديدا – نسبيا – •
بحيث يمكن اعتبارهم نسيجا واحدا يمكن توجيه الخطاب إليه بشكل موحد .على أن يعي أفراد تلك
المجموعة الخطاب ال أن تعي فقط مجموعة من االفراد منهم ذلك.
فال يمكن ان نقول (يامعشر االنس واالشجار) او نقول (يامعشر الحيوانات واالشجار) فقصد •
الخطاب ينبغي ان يكون قائما دوما وهو محاولة إيصال رسالة وليس مجرد القاء الكلمات.
وبذا يكون الخطاب القرآني المبني على (معشر الجن واإلنس) هو خطاب لمجموعة مختلطة •
اختالطا قويا وهي مجموعة تدرك معنى هذا الخطاب لذلك فهي ترد احيانا كما نقل لنا النص
القرآني في أكثر من مناسبة.
وهذا ما يؤكد لنا بأنَّ الجنَّ واالنس هما نوعين من اَلصول التي ُبني عليهما التكوين االنساني •
الحالي .وقد يكون كال النوعين منقسما داخليا الى اكثر من فصيلة.
وعلى هذا االساس نالحظ اليوم وجود اجناس بشرية مختلفة لها صفات عامة مشتركة ومختلفة •
عن عموم الصفات في الفصيلة اَلخرى.
الخالصة
• يمكننا مواصلة مشوارنا مع مشتقات الجذر ( َج َننَ ) للتأكد من المعنى ولكن نفضل أن نترك الباقي
للجهود الشخصية لكل واحد من االخوة واالخوات الكرام ونقول بان الجن كما قدمنا تعبير عن
نوع بشري اقدم من االنس او معاصر له قبل اَلدم -وبقي بعده أيضا -وهو يحمل صفات قوية
وفعالة للغاية على عكس االنس الذي يحمل صفات على درجات عالية من الهدوء والسكينة.
• وقد اريد من خالل أدم االنواع المختلفة من البشر توليد نوع جديد هو آدم الذي يحمل الصفات
القوية المسيطر عليها والصفات االنسية الهادئة ليتم بذلك دفعه نحو التحضر والبناء واالعمار
بقابلياته المعتمدة على قوة العناصر الجنية القوية المسيطر عليها والعناصر االنسية المتحضرة
باالساس لمواصلة مشوار االرتقاء والتطور للوصول الى حالة العبودية الكاملة هلل تعالى.
• عملية السيطرة على القوى الجنية في االنسان هي عملية بلس لصفات معينة تحمل طاقة عالية
ويراد تنحيتها من قبيل الصفات الغابية العنيفة والعدوانية.
• ويحدث احيانا ان تشطن بعض الصفات من تلك الصفات المقيدة وترتبط مع شطن آخر فيتكون
الشيطان وهي برامج غير صحيحة وغير اصلية تؤثر على مسيرة االنسان.
امور نحتاج الى التأكد من انطباقها مع الفرضية
بقيت امور عديدة نحتاج الى التأكد من انطباق المعنى المفترض عليها من مثل:
• ال ِج َّنة :الحالة المفردة من الجن او الحالة التطبيقية له.
الج َّنة :الموضع الذي يتاح للطاقات الجنية التعبير عن نفسها فيه. • َ
• ال ُج َّنة :الموضع الذي يحتوي على طاقة مركزة ومسيطر عليها.
الجنات :جمع ج َّنة. • َ
• الجنون :ظهور طاقة ال ِجن بشكل منفلت.
• أَ ِج َّنة :جمع (جنين) وهو طاقة جنية متطورة ومتزايدة بمرور الوقت.
• َجنَّ :تحدثنا عنها َل َّنه مورد واحد .وهو تكاثر طاقة الظالم .او اي شيئ آخر
• الجان :واح ُد ال ِجن.
رجاء وإعتذار