‫إنك لست وحيداً‬

‫من نافذة تلك الغرفة يطل ويتأمل اخللق البديع ‪ ..‬جبال خضراء كنفوس من حوله من الطلبة ‪ ..‬غيوم بيضاء تسافر حمملة بالطهر والغيث ‪ ..‬ال يدري ملاذا تذكر صحبة الدعاة الذين سافروا هلذه البقعة‬
‫‪ ..‬البعيدة جداً لنشر املنهج الصحيح ‪ ..‬منهج أهل السنة واجلماعة ‪ ..‬تعب واستنشق من اهلواء النقي‬
‫درسنا اليوم عن الثبات أليس كذلك ؟؟ ‪-‬‬
‫نعم أستاذ ‪ ..‬لكن حنن هنا مسلمون لوحدنا ‪ ،‬كل ما حولنا يضج بالكفر‪ ،‬باملعصية ‪ ،‬باإلمث‪ ..‬كم أنتم حمظوظون يف اجلزيرة ؟؟ ‪-‬‬
‫‪ ..‬سكت األستاذ وقال ‪ :‬وأيضاً هل هناك من مزيد ‪ ..‬تكلموا عن الشعور بالوحدة ‪ ،‬بالغربة ‪ ..‬القبض على اجلمر‬
‫فتح النافذة فدخل اهلواء الصباحي البارد ‪ ،‬هذا الصباح الذي مل تلوثه معاصي بين آدم بعد ‪ ..‬انظروا لتلك القمم ؟؟ هل تروهنا ؟؟‬
‫نعم ( قالوها مبتسمني ) ‪-‬‬
‫‪ ..‬أبصروا هناك األشجار ‪ ،‬انظروا األطيار ‪ ،‬بل ومدوا أعناقكم أكثر لتبصروا الشالالت واألهنار تعالوا انظروها ‪-‬‬
‫نراها يا أستاذ ‪ ،‬نراها ليس هذا جبديد علينا ‪ ..‬هل رأيتم األحجار ‪ ،‬األمطار ‪ ..‬الغيوم ‪ ..‬األطيار ‪..‬؟؟ ‪-‬‬
‫‪.‬هذه كلها معك تسبح اهلل ‪ ،‬معك يف طريق العبودية تسبح وتعبد اهلل { ولكن ال تفقهون تسبيحهم }‬
‫‪ ..‬فغر الطالب أفواههم فقد أجلمتهم املفاجأة‬
‫صرخ األستاذ ‪ :‬كال بل معك أطهر اخللق ‪ ،‬الذين ال يعصون اهلل ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ‪ ..‬معك املالئكة ‪ ،‬عن ميينك وعن مشالك ومن أمامك اثنان ومن خلق اثنان حيمونك ويرعونك ‪،‬‬
‫‪ ..‬وهم يف نفس الفلك يدورون ‪ :‬فلك العبودية هلل تعاىل‬
‫أطرق الطالب ‪ ،‬بعضهم نشج ‪ ،‬بعضهم ما زال فمه مفتوحاً ‪..‬املدرس يتنفس ببطء نشج تأوه ببطء قال ‪ :‬ومازال مطرقاً رأسه ‪ :‬معك اهلل ‪ ،‬اهلل ‪ ،‬اهلل جل جالله ‪ ،‬معك بعلمه ‪ ،‬بتأييده ‪..‬‬
‫بنصره ‪ ،‬إن كنت مؤمناً حقاً ‪ ،‬كما قرر ذلك سلفنا يف كالمهم عن املعية ‪ ..‬أطرق ودموع تتفجر يف عينيه فأشاح وجهه يداريها وينظر للجبال ‪ ،‬لألطيار ‪ ،‬لألشجار ‪ ،‬للثمار ‪ ،‬كل شيء حوله‬
‫‪ ..‬يسبح و يسبح ‪ ..‬ويسبح‬
‫‪ :‬هتف هبم بكل ود باإلجنليزية‬
‫‪So that you are not alone‬‬
‫!فهل وعى التالميذ الدرس جيداً ؟‬
‫!!!‪....‬وهل وعيت أخي قارىء القصة الدرس جيداً‬
‫أيهـُّذا الشاكي وما بـك داءُ *** كيف تغدو إذا غدوت عليالً‬
‫وترى الشوك يف الورود وتعمى *** أن ترى فوقها الندى إكلي ً‬
‫ال‬
‫والذي نفسه بغري مجال *** اليرى يف الوجود شيئاً مجيالً‬