Professional Documents
Culture Documents
وكأنه * لفت انتباهي ذلك "المسن" الذي أصبح يمسح بيديه الرصيف!!
يبحث عن شيء!! والناس تسير حوله دون أن يسأله أحد منهم عن
شأنه!! دون أن يحاول الكثير منهم مساعدته!! فيما بقيّت عالمات
االستفهام حوله تتخاطفها األفواه دون الوصول إلى إجابة؟
هو ال يتسول ..وال يمد يده لآلخرين ،لكنه يحاول العيش في دنياه
البائسة ،ومع ايماني بعجزه عن مواجهة الحياة إال أنه أكثر مني تفاؤالً
!!بالحياة
..بادرته السالم
علي
كررت عليه التحية ...فرد ّ
.مما أضفى على الجو شيئاً من اإللفة
قلت له :سالمات؟ مما تشكو؟ وعم تبحث؟ وهل أستطيع مساعدتك؟
أدخل يده في جيبه وأخرج لي قماشاً أبيض قد لُف وبداخله كانت هناك
صورة من بطاقته الشخصية أخذ (بفكها) وأعطاني صورة بطاقته قال ..
لي :هذه بطاقتي وعندها علمت أن اسمه عبداهلل عمر علي ،من مواليد
.عام 1349ه ببريدة
قال لي ..إنه قريب من هنا ،ومشيت معه لكننا أصبحنا نسير عدة
!!كيلومرات في حين تعبت أنا ..أما هو فقد اعتاد حياة الشقاء
عندها أوقفت سيارة "ليموزين" وركبنا سوياً حتى وصلنا إلى المكان الذي
.يسكنه
ولو ..لم يفتح لي الباب الذي كبل بالسالسل ودخلت معه ذلك المنزل
!!المهجور إال من صاحبه لم أصدق أن يعيش في هذا المكان إنسان
أمعنت النظر في المنزل الذي يعيش فيه فلم أجد في تلك "الخرابة" ما
يدل على أنه بإمكان أي إنسان أن يعيش في ذلك المكان فاألخشاب
تكاد أن تسقط من السقف ،واألبواب مخلوعة ال يوجد سوى الباب
الرئيسي المكبل بالسالسل ،وهناك تناثرت مالبسه وفراشه القديم ،وفي
زاوية من زوايا الغرف بقايا أكل تشير إلى ان هنا يعيش إنسان يعاني
المرارة ويقاسي األلم من أجل أن يعيش ..وقد ال يدري يقينا أنه يموت
!!!ببطء
!!تركني وبدأ يرتب في منزله
قال لي ..ال
وأين أسرتك؟
..وأين الديرة
وكيف تأكل؟
.فيه ناس "يجيبوا" لي أكل بعض األوقات
.يرزقني اهلل
كان أغلب الجيران من الوافدين الذين تهربوا حتى من الحديث معنا عن
هذا الشخص .إال أن أحدهم أكد لنا أنه يعيش هنا منذ فترة طويلة لكنه
.ال يعرف عنه شيئاً أكثر من ذلك
أعلى الصفحة