‫وهم احلب‬

‫كم من فتياتنا الغافالت املغرر هبن يعشن هذا الوهم فرمبا أهنن يف بداية الطريق ولكن النهاية مره الن التعامل مع أولئك الذئاب‬
‫البشرية صعب للغاية فهم ميتلكون الكلمات الرنانة اليت تالمس شغاف القلوب وااللسانه اليت تقطر عسال لنيل رغباهتم مث البحث‬
‫عن صيد جديد يستلون عليه وتبقي اآلهات واحلسرات يف قلوب تلك الفتيات ويبقي العار واملذلة مصاحبا هلن طيلة أعمارهن‬
‫وهنا أورد بعض القصص الواقعية اليت ارجوا إن تكون فيها العظة والعربة لكل من سلكت هذا الطريق أو تفكر يف سلوكه فهذا‬
‫‪.‬الطريق مظلم واليكم القصص‬
‫القصة األوىل‬
‫أنا فتاة يف التاسعة والعشرين من عمري ‪،‬تعرفت على شاب أثناء دراسيت اجلامعية! وكانت الظروف كلها تدعونا لكي نكون معا‬
‫رغم انه ليس من بلدي ‪ ،‬تفامهنا منذ الوهلة األويل ‪ .‬ومع مرور األيام توطدت العالقة حبيث أصبحنا ال نطيق فراقا!‪،‬وبعد انتهاء‬
‫الدراسة عاد إىل بلده ‪ ،‬وعدت إىل أسريت ‪ ،‬واستمر اتصالنا عرب اهلاتف والرسائل ‪ ،‬ووعدين بأنه سيأيت لطلب يدي عندما حيصل‬
‫على عمل ‪ ،‬وبالطبع وعدته باالنتظار ‪ .‬ومل أفكر أبدا بالتخلي عنه رغم توفر فرص كثرية لبدء حياة جديدة مع آخر!!‪ ..‬عندما‬
‫حصل على عمل اتصل يب ليخربين أنه آيت لطلب يدي‪ ،‬وفاحتت أهلي باملوضوع وأنا خائفة من رفضهم‪،‬ولكنهم مل يرفضوا‬
‫!‪..‬سألين أىب أن كان أحد من أهله سوف يأيت معه ‪ ،‬وملا سألته تغري صوته وقال‪ :‬انه قادم يف زيارة مبدئية‪..‬شئ بداخلي أقنعين‬
‫بأنه مل يكن صادقا ‪ .‬وليته مل يأيت_رمبا النه قد يكون سلبها أغلى ما متلك وهي عفتها‪ -‬حيث عاد بعدها إىل بلده وانقطعت‬
‫اتصاالته‪ ،‬وكلما اتصلت به هترب مين ‪ ،‬إىل أن كتبت له خطابا ‪ ،‬وطلبت• منه تفسري ما حصل‪ ،‬وجاءين الرد الذي صدمين ‪ ،‬قال‬
‫وبكل وقاحة((مل أعد احبك‪ ،‬وال أعرف كيف تغري شعوري حنوك ‪ ،‬ولذلك أريد إهناء العالقة‪ .))..‬أدركت كم كنت مغفلة‬
‫‪.‬وساذجة ألنين تعلقت• بالوهم ست سنوات ‪ ..‬ماذا أقول الهلي ؟ اشعر بالوحدة القاتلة‬
‫القصة الثانية‬
‫ال أريد أن تكتبوا مأسايت هذه حتت عنوان(دمعة ندم)بل اكتبوها بعنوان(دموع الندم واحلسره) تلك الدموع اليت ذرفتها سنني‬
‫طواال ‪ ....‬أهنا دموع كثرية جترعت خالهلا آالما عديدة ‪ ،‬وإهانات‪ ،‬ونظرات كلها حتتقرين بسبب ما اقرتفته يف حق نفسي‬
‫‪.‬وأهلي‪...‬وقبل ذاك‪ :‬حق ريب‬
‫أنين فتاة ال تستحق الرمحة أو الشفقة ‪ ....‬لقد اسئت إىل والدايت وأخوايت ‪ ،‬وجعلت أعينهم دوما إىل األرض ال يستطيعون رفعها‬
‫خجال من نظرات اآلخرين ‪....‬كل ذلك كان بسبيب ‪...‬لقد خنت الثقة اليت أعطوين إياها بسبب اهلاتف اللعني‪....‬بسبب ذلك‬
‫اإلنسان اجملرد من الضمري الذي أغراين بكالمه املعسول ‪ ،‬فلعب بعواطفي وأحاسيسي حىت أسري معه يف الطريق السئ‪....‬‬
‫وبالتدرج جعلين أمتادى يف عالقيت معه إىل أسوأ منحدر‪..‬كل ذلك بسبب احلب الومهي الذي أعمي عن عيين احلقيقة‪ ،‬وأدي يب يف‬
‫النهاية إىل فقدان أعز ما تفخر به الفتاة ‪ ،‬ويفخر به أبواها ‪ ،‬عندما يزفها إىل الشاب الذي يأيت إيل منزهلا باحلالل‪ ...‬لقد أضعت‬
‫هذا الشرف مع إنسان عدمي الشرف‪ ،‬إنسان باع ضمريه وإنسانيته بعد إن اخذ مين كل شئ ‪،‬فرتكين أعاين واقاسي بعد حلظات‬
‫قصرية قضيتها معه‪ ...‬لقد تركين يف حمنة كبرية بعد أن أصبحت حامال!!! ومل يكن أحد يعلم مبصيبيت سوى اهلل سبحانه ‪....‬‬
‫وعندما حاولت البحث عنه كان يتهرب مين ‪..‬على عكس ما كان يفعله معي من قبل إن يأخذ ما يريد‪ ....‬لقد مكثت يف نار‬
‫وعذاب طوال أربعة اشهر ‪،‬وال يعلم إال اهلل ما قاسيته من آالم نفسية بسبب عصياين لريب ‪ ،‬واقرتايف هلذا الذنب ‪ ..‬وألن احلمل‬
‫اثقل نفسييت وأتعبها ‪ ..‬كنت أفكر كيف أقابل أهلي هبذه املصيبة اليت تتحرك يف أحشائي؟‪...‬فوالدي رجل ضعيف وال يكاد‬
‫الراتب يكفيه ‪ ...‬ووالديت امرأة عفيفة وفرت كل شئ يل من اجل أن أمت دراسيت ألصل إىل أعلى املراتب ! لقد خيبت ظنها ‪،‬‬
‫وأسأت أليها إساءة كبرية ال تغتفر‪ ،‬ال زلت أجترع مرارهتا حىت اآلن ‪ ......‬إن قلب ذلك الوحش رق يل أخريا حيث رد على‬
‫مكامليت اهلاتفية بعد إن طاردته‪...‬وعندما علم حبملي ‪ ،‬عرض على مساعديت يف اإلجهاض وإسقاط اجلنني الذي يتحرك داخل‬
‫أحشائي‪ ....‬كدت اجن ‪...‬مل يفكر إن يتقدم للزواج مىن الصالح ما أفسده بل وضعين أمام خريين ‪ :‬أما أن يرتكين يف حمنيت ‪ ،‬أو‬
‫أسقط هذا احلمل للنجاة من الفضيحة والعار‪...‬وملا مرت األيام دون أن يتقدم خلطبيت ‪ ،‬ذهبت إىل الشرطة أخربهم مبا حدث من‬
‫جانبه ‪ ،‬وبعد إن حبثوا عنه يف كل مكان وجدوه بعد شهرين من بالغي‪ ،‬حيث انه أعطاين اسم غري امسه احلقيقي ‪....‬لكنه يف‬
‫النهاية وقع يف أيدي الشرطة واتضح انه متزوج ولديه أربعة من األوالد ‪،‬ووضع يف السجن‪...‬وها أنا اآلن اكتب لكم بعد‬
‫خروجي من سجن الشرطة إىل سجين األكرب منزيل ‪ ،‬ها أنا قابعة ال اكلم فيه أحد‪ ،‬وال يراين أحد ‪ ،‬بسبب تلك الفضيحة اليت‬
‫سببتها ألسريت ‪ ،‬فأهدرت كرامتها ‪ ،‬ولوثت مسعتها النقية‪.....‬لقد اصبح والدي كالشبح ميشي متهالكا هزيال يكاد يسقط من‬
‫اإلعياء ‪..‬بينما أمي أصبحت هزيلة ضعيفة ‪ ،‬هتذي باستمرار ‪،‬وسجنت نفسها بإرادهتا داخل املنزل خشية من كالم الناس‬
‫ونظراهتم‪ .....‬أنين من هذه الغربة املريرة أرسل لكم حبايل ‪ ..‬إنين ابكي ليال هنار ولعل اهلل يغفر يل خطيئيت يوم الدين‪ ,‬وأطلب‬
‫منكم الدعاء بان يغفر يل ويتوب على وخيفف من آالمي‬

‫أعلى الصفحة‬