Professional Documents
Culture Documents
م س ح2-1600-1601 التطهير العقاري بين استكمال عملية المسح والآليات الموازية- حجيرة لزهر
م س ح2-1600-1601 التطهير العقاري بين استكمال عملية المسح والآليات الموازية- حجيرة لزهر
العـفــو
الشكـر هلل أوال على عونه وانـارته لنا لدرب العلم والمعرفة في
أداء هذا العمل المتواضع و نسأله أن يجعل لكل مطلع عليه
إجابة عن كل تساؤل.
والشكـر الجزيل لألستـاذ الكريم المشرف *بومعراف يزيـد* الذي
لم يبخـل عليا بالنصـائح و التوجيهـات طيلـة إنجـاز هذا العمـل
وطيلـة المشوار الجـامعي ،والى أعضاء لجنة المناقشة .
وبعد انطالقة شاقة وبطيئة للعمليات بسبب نقص الوسائل البشرية والمادية والمالية
على الخصوص ،أولت السلطات التي كانت تُدرك أن مسح األراضي والسجل العقاري
يمثالن ضرورة مطلقة ،اهتماما خاصا لهذا الملف وعملت في أواخر الثمانينات على إعطاء
سيما مع المساعدة التي قدمها
انطالقة جديدة ألنشطة مسح األراضي على أسس أفضل ّ
البنك العالمي ،التي مكنت من تشخيص الوسائل وتمويلها.
وتبعا للحصيلة التي وضعتها الوكالة الوطنية لمسح األراضي في نهاية ،5001فإن
المساحة التي شملها مسح األراضي تغطي 1.7ماليين هكتار أي ما يعادل نسبة
هكتار. مليون بـ55.1 المقدرة للمسح، المفيدة المساحة من %10.1
ويخص الرصيد الوثائقي المتكون 5.805.711وحدة عقارية و5.559.505
مالك .وقد استلزم بلوغ هذه النتيجة قرابة 00سنة من الجهد (.)5001/5791
-أ-
مقدمــــــة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والحال أن وثائق مسح األراضي المعدة ليست ثابتة .فبمجرد بدء العمل بها يتغير
مضمونها إما ألسباب قانونية (عمليات نقل الملكية بين األحياء أو بسبب الوفاة )...أو
ألسباب مادية (بناءات جديدة ،عمليات الهدم.)...
تتزايد أهمية هذه التغييرات من حيث حجمها بحكم تحرير السوق العقارية وتسريع
وتيرة التنمية االقتصادية واالجتماعية في العديد من مناطق البالد.
واذا لم يقع الحرص على حفظ ما تحقق في هذا المجال ،فإن كافة التضحيات التي ُبذلت من
أجل إعداد مسح األراضي والفوائد المنتظرة منه في مجال التطهير العقاري وجعله أداة من
أدوات التهيئة العمرانية ،تكون ُمعرضة للخطر بصورة جدية.
ومن هذا المنطلق ،تتجلى حتمية أن يعطى لعملية تحيين مسح األراضي بصورة دائمة
ومستمرة ،اهتماما بقدر االهتمام الذي حظيت به عملية إنجازه.
ومع ذلك فإن الكيفيات المتصلة بالمحافظة على مسح األراضي ورد تحديدها وشرحها في
مجموعة من النصوص القانونية (مراسيم ،ق اررات ،تعليمات) يتعين إدراك مضمونها لألسباب
المذكورة أعاله لتسهيل تطبيقها الفعلي الصحيح.
جاء قانون التوجيه العقاري 52-09خاصة في المادتين 09و 00منه انه لكل
شخص حائز ألراضي ملكية خاصة لم تلمسها عملية المسح العام لألراضي وكانت الحيازة
عالنية وهادئة ومستمرة لمدة سنة ،على الشخص المستغل لألرض أن يقدم طلب الحصول
على شهادة الحيازة بموجب المرسوم التنفيذي 522-09المؤرخ في 9009/92/52المحدد
لكيفيات إعداد شهادة الحيازة وتسليمها .باإلضافة إلى النتائج السيئة التي خلفها العمل
بالمرسوم 025-30المؤرخ في 9030/92/59المتضمن سن إجراء إثبات التقادم المكسب
واعداد عقد الشهرة.
-ب-
مقدمــــــة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سعى المشرع إلى إصدار قانون يهدف إلى معاينة الملكية العقارية و تسليم سندات
الملكية عن طريق تحقيق عقاري وهو 95-92المؤرخ في 5992/95/52بحيث يطبق على
العقارات التي لم تخضع لعملية المسح العام لألراضي و التي ال يحوز أصحابها على
سندات ملكية .وبالنظر إلى أحكام األمر 22-22المتضمن إعداد مسح عام لألراضي
وتأسيس السجل العقاري وكذلك المراسيم الالحقة له وتفحصها للمرسوم الخاص إعداد شهادة
الحيازة 522-09و مضمون قانون 95/92المتعلق بالتحقيق العقاري.
تتمحور إشكالية الموضوع حول :مدى نجاعة آلية التحقيق العقاري و شهادة الحيازة
في تصفية الملكية العقارية الخاصة والمساهمة في استكمال عملية المسح.
من اجل تسليط الضوء على أهمية هذا البحث وما تقتضيه اإلشكالية المطروحة
قسمت الدراسة إلى فصلين .نتطرق في الفصل األول إلى المسح العقاري وتأسيس السجل
العقاري ،وفيه نتناول النظام القانوني للمسح العقاري (المبحث األول) وآثار المسح والنزاعات
القانونية الناتجة عنه (المبحث الثاني) ،أما في الفصل الثاني سنتناول اآلليات الموازية
الستكمال عملية المسح لألراضي العام والمتمثلة في شهادة الحيازة (المبحث األول)،
والتحقيق العقاري (المبحث الثاني).
-ج-
الفصل األول
المسح العام لأل راضي و تأسيس السجل العقاري
الفصل األول
عمل المشرع الجزائري جاهدا على إيجاد سياسة عقارية ناجحة للخروج من الوضعية
العقارية المعقدة التي خلفها االستعمار .نتيجة لهذه الوضعية اصدر األمر 57-57المؤرخ
في 2757/22/21المتضمن إعداد مسح األراضي العام و تأسيس السجل العقاري و الذي
يهدف إلى إعادة تنظيم الملكية العقارية و العمل على استقرارها و تطورها.
وبناءا على هذا وجب علينا التطرق إلى هذه العملية نظريا وذلك بتناولنا للنظام القانوني
للمسح العقاري ،مفهومه ،وأسسه وكما نتحدث أيضا عن الهيئة المكلفة بإعداد مسح األراضي
العام و أهم إجراءات المسح وتأسيس السجل العقاري (المبحث األول) .ثم نتطرق إلى آثار
المسح و النزاعات القانونية الناتجة عنها (المبحث الثاني).
-2-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
في إطار إعادة تنظيم الملكية العقارية واستقرارها وتطورها ،ونظ ار لألهمية القصوى
لعملية مسح األراضي من أجل إنجاح السياسة العقارية عمل المشرع الجزائري على إصدار
مجموعة من النصوص القانونية ،الهدف منها التحكم وضبط المعامالت العقارية ،والحقوق
الواردة عليها .يعتبر االمر 57-57المؤرخ في 2757/22/21المتضمن إعداد مسح
األراضي العام وتأسيس السجل العقاري من أهمها ،وتأتي بعده المراسيم التطبيقية منها:
ريم مراحي ،دور المسح العقاري في إثبات الملكية العقارية في التشريع الجزائري،منشورات بغدادي،2002،ص.7 1
-3-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
ورثت الجزائر وضعية عقارية معقدة بعد االستقالل ،فكان من الالزم عليها البحث
عن آليات قانونية فعالة للخروج منها ،بعد تبني الجزائر لنظام الشهر العيني سنة 2757م،
كلفت عملية تطبيقه مجموعة من التنظيمات والتشريعات والتي تهدف إلى تحقيق جملة من
األهداف لها عالقة مباشرة أو غير مباشرة بالسياسة التنموية للبالد ،هو ما دفع بالمشرع
الجزائري لإلصدار األمر رقم 57-57المؤرخ في 2757/22/21المتضمن إعداد مسح
األراضي العام وتأسيس السجل العقاري ،والذي كان الغرض منه إحصاء شامل للملكيات
العقارية ،قصد الدخول في نضام أكثر فعالية عن طريق تأسيس السجل العقاري ،والذي
تسبقه عملية المسح حيث تمثل العمود الفقري لعملية التأسيس .بناءا على هذا سنتناول
تعريف عملية المسح (الفرع األول) ،أسس عملية المسح العقاري (الفرع الثاني) والهيئة
المكلفة بإعداد مسح األراضي العام (الفرع الثالث).
لم يعط المشرع الجزائري كبقية التشريعات تعريفا واضحا ودقيقا لعملية المسح ،واكتفى
فقط بتوضيح الغاية والهدف من وراء عملية المسح ،وعليه فقد تكفل الفقه بإعطاء تعريفات
مختلفة لهذه العملية ،ويمكن تعريفها على أنها :عملية تقنية وفنية وقانونية وثابتة تقوم بها
جهة رسمية بهدف وضع نظام عقاري عصري له ركيزة مادية هي" البنك العقاري " ،1كما
يمكن تعريفها بأنها "تحديد مواقع العقارات وأوصافها وتعيين الحقوق المترتبة عليها ،وتعيين
األشخاص المترتبة لهم أو عليهم هذه الحقوق ،واجراء تسجيلها أول مرة في وثائق السجل
العيني".
سماح ورتي ،المسح العقاري واشكاالته في الجزائر ،رسالة ماجستير،جامعة تبسة،2002/2002 ،ص.22 1
-4-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
ويقصد بموضوع عملية المسح مشتمالت عملية المسح ونطاقها ،أي ما هي العقارات
التي تخضع إلجراء عملية المسح؟ هل تكون موضوع عملية مسح العقارات بجميع أنواعها
مهما كان مالكها؟ وهل تكون موضوعا لعملية المسح؟.
وحسب نص المادة 27من المرسوم 71-57فإن مسح األراضي المقسم إلى أقسام
والى أماكن معلومة ،يقسم بدوره إلى أجزاء للملكية والى قطع لألرض ،فالقسم المساحي هو
جزء من اإلقليم البلدي المحدد بطريقة ما ،والمكان المعلوم يطابق تجمعا من أجزاء الملكية
داخل نفس القسم ،أما جزء الملكية فيتكون من مجموع األمالك المتجاورة (قطع األراضي)
ويملكه عادة مالك واحد ،أو يعود إلى شيوع واحد في مكان واحد معلوم ويكون وحدة عقارية
مستقلة تبعا للترتيب المعطى للملكية ،أما قطعة األرض هي قسم من جزء الملكية لقطعة
واحدة ويمثل طبيعة واحدة لشغل أو تخصيص األرض.
-2-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
يكمن التساؤل هنا هل تدخل األمالك الوطنية ضمن عملية المسح العقاري؟ تصنف الملكية
العقارية حسب نص المادة 10من القانون 17-73المتعلق بالتوجيه العقاري إلى أمالك
وطنية ،أمالك الخواص ،الملكية الخاصة أو األمالك الوقفية وتتكون الملكية الوطنية من
أمالك وطنية عمومية وأمالك وطنية خاصة حسب نص المادة 31من القانون 03-73
المتعلق باألمالك الوطنية ،ولقد أخضع المشرع هذه األمالك إلى عملية الجرد المنصوص
عليه في المادة 34من القانون 03-73ويعني الجرد العام لألمالك الوطنية التسجيل
الوصفي والتقييمي لجميع األمالك الخاصة والتابعة للدولة والوالية والبلدية ،والتي تحوزها
مختلف المنشآت والهيئات والمؤسسات طبقا للمادة 31من المرسوم 777-72المؤرخ في
2772/21/10المتعلق بجرد األمالك الوطنية ويحدد ضمن القوام المادي وطبيعة
األراضي ،إن اقتضى األمر أنماط المزروعات الفالحية التي تنجز فيما يخص العقارات
الريفية ،والقوام المادي وطبيعة شغل أو تخصيصها ونمط استعمال البنايات المقامة عليها أو
استغاللها ووصفها حسب كل طابق فيما يخص العقارات الحضرية ،كما يتم تحديد المالك
الظاهرين وكذلك كيفية االستغالل ،حيث يجب أن تكون هذه العمليات مصحوبة بتحديد
الملكيات العمومية والخاصة ،ويجب أن تكون الحدود على اختالف أنواعها وحسب الحاجة
مجسمة بكيفية دائمة ،إما بواسطة معالم من حجر واما بواسطة عالمات أخرى وذلك طبقا
لتعليمات مصلحة مسح األراضي.
إن لعملية المسح العقاري أهداف اقتصادية واجتماعية واألهم قانونية ،كما تهدف
أيضا إلى تحديد محيط أقاليم البلديات وتحديد وتعريف النطاق الطبيعي للعقارات ويكون
أساسا ماديا للسجل العقاري ووضع مخططات.
إن إنشاء مسح األراضي العام حقيقة يبقى الخيار الوحيد من أجل الوصول إلى
هدفين ،هما التطهير العقاري ،وتجهيز التراب الوطني بمخططات وسندات مقيدة تخدم
-2-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
التطوير االقتصادي واالجتماعي على حد السواء ،ومسح األراضي العام المنشأ بموجب
األمر 57-57هو األجدر للقيام بذلك ،لذا يقتضي األمر أن يستند إنشاؤه وتقويته على قواعد
تقنية وقانونية تسمح بالحصول في نفس الوقت على تعيين دقيق لحدود كل ملك والتعرف
على المالك ،ويخضع تأسيس مسح األراضي إلى سيرورة والى قواعد وضوابط غالبا ما
تكون عالمية على الصعيد التقني ،ومستوحاة من القانون المدني على الصعيد القانوني.1
مما سبق يمكننا القول أن عملية المسح العقاري تخضع لها جميع العقارات الواقعة
في المناطق التي افتتحت فيها العملية وبغض النظر عن نوعها أو صنفها وأيا كان مالكها
ومنه يستوجب علينا معرفة كيفية سيرها واألسس التي تعتمد عليها .ومن هذا المنطلق يمكننا
تعريف عملية المسح العقاري بأنها " :تلك العملية الفنية والقانونية تهدف لوضع هوية العقار
عن طريق تثبيت وتحديد موقعه وتعديد أوصافه كاملة وتعيين الحقوق المترتبة له أو عليه
والتعريف باألشخاص أصحاب هذه الحقوق".
يقصد بأسس عملية المسح العقاري الوثائق والسندات وجميع الوسائل القانونية التي
على أساسها يتم تسجيل الحقوق العينية العقارية ألول مرة في السجل العيني أي في مجموع
البطاقات العقارية.
-7-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
العقارية والسيما السندات وشهادات الملكية المسلمة على إثر عمليات المعاينة لحق الملكية
المتممة في نطاق الثورة الزراعية في جميع المنازعات التي لم يمكن تسويتها بالتراضي،
فعبارة جميع الوثائق ال تحصر الوثائق في نوع معين ،ولو كانت الوثائق يشترط فيها شكال
لمَنع القانون على اللجنة االستناد إليه ،كما أن المشرع رتب الترقيم
خاصا إلثبات الحقوق َ
المؤقت لمدة 37أشهر بالنسبة للعقارات التي ليس لمالكيها الظاهرين سندات ملكية قانونية،
والذين يمارسون حيازة طبقا للقانون ،1كما رتب الترقيم المؤقت لمدة سنتين 31بالنسبة
للعقارات التي ليس لمالكها الظاهرين سندات إثبات كافية.2
وتدخل مهمة المسح العقاري ضمن مهام واختصاص المديرية العامة لألمالك
الوطنية ،حسبما أسماها المرسوم التنفيذي رقم 77-77المؤرخ في 2777/31/27المحدد
لصالحيات وزير المالية ،3والمرسوم التنفيذي رقم 77-77الصادر أيضا بنفس التاريخ،
الذي تضمن تنظيم اإلدارة المركزية على مستوى و ازرة المالية ،فتضم المديرية العامة لألمالك
الوطنية مديريتين ،المديرية األولى خاصة بعمليات أمالك الدولة والعقارية والثانية خاصة
بإدارة الوسائل ،وتشمل مديرية أمالك الدولة والعقارية أربع مديريات فرعية من بينها :المديرية
-8-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
الفرعية للحفظ العقاري ومسح األراضي ،وهي المديرية التي يعنيها نشاط المسح العقاري،
حيث تشكل أعلى هيئة إدارية مركزية مكلفة بالقيام وبمتابعة مراقبة عمليات المسح واعداد
المخطط العام له ،ومن بين مهامها اقتراح وتحضير النصوص القانونية التي تدخل ضمن
مهامها ومتابعة وتفتيش ومراقبة المحافظات العقارية عبر شكاوى المواطنين والتقارير التي
تصلها من المتعاملين ،وكذلك متابعة عمليات مسح األراضي ،ومراقبتها ومراعاة مدى
تطابقها مع القانون ،والتنسيق مع الو ازرات التي لها عالقة في إطار عملها كو ازرة العدل
والفالحة والمالية.
-تنفيذ أعمال التحقيق العقاري الخاص برسم الحدود والطبوغرافيا بأساليب أرضية.
-تحضير العقود والملفات المتعلقة بأشغال لجان مسح األراضي ورسم الحدود المنصوص
عليها في إطار التنظيم الذي يخضع له إجراء إعداد مسح األراضي العام وتتولى الكتابة لها.
-القيام بتحرير مخططات مسح األراضي العام والوثائق الملحقة بها وضبطها باستمرار.
-2-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
-تطبيق عمليات تطابق مسح األراضي مع السجل العقاري الذي تمسكه إدارات الحفظ
العقاري.
-تنظيم األرشيف واالستشارة ونشر الوثائق المتعلقة بمسح األراضي بوسائل اإلعالم اآللي.
كل هذه المهام كانت من اختصاص إدارة أمالك الدولة واألمالك العقارية ،وقد تم
تحويلها بموجب نص المادة 03من المرسوم 107-47إلى الوكالة الوطنية لمسح
األراضي ،وقد ترتب على هذا التحويل:
-حلول الوكالة محل مفتشيات أقسام مسح األراضي التابعة للوالية واألقسام التقنية لمسح
األراضي التابعة لإلدارة المركزية في و ازرة االقتصاد ( المالية ) ،وانتهاء الصالحيات التي
تمارسها إدارة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية في هذه المهام ،وهو ما نصت عليه
المادة 02من المرسوم . 107-47
نتناول في هذا المطلب مراحل المسح العام لألراضي (الفرع األول) ،واإلجراءات
القانونية لتأسيس السجل العقاري (الفرع الثاني).
تمر عملية المسح العقاري بجملة من اإلجراءات القانونية ،الفنية واإلدارية ،يمكن
جمع هذه االجراءت في ثالث مراحل ،والتي تتمثل في تحديد حدود البلديات و الملكيات
-20-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
داخل كل بلدية ،التحقيق في الميدان إلبراز أصحاب الحقوق و المالك واعداد وثائق المسح
من مخططات و سجالت تبين العقارات الممسوحة و ترقيمها و رسم حدودها ،و بتمام هذه
اإلجراءات تبدأ عملية تأسيس السجل العقاري ،1والتي تضمنتها مجموعة من النصوص،
أهمها المرسوم رقم 71-57المؤرخ في 2757/30/17المتعلق بإعداد مسح األراضي
العام ،تكون على الشكل التالي:
تعتبر األعمال التحضيرية في عملية مسح األراضي الخطوة األولى والتي تتم على
مستوى إدارة مسح األراضي .يقوم بها أعوان مكتب محافظة المسح وهم رئيس المصلحة،
رئيس المكتب والتقنيين .تتم هذه المرحلة على النحو التالي:
يتم افتتاح عمليات المسح العقاري في كل بلدية بناءا على قرار يصدره الوالي
المختص إقليميا ويبين فيه على الخصوص تاريخ افتتاح العمليات التي تبدأ على األكثر بعد
مدة شهر من تاريخ نشر هذا القرار .يتم نشر هذا القرار في الجريدة الرسمية ،وفي مجموعة
الق اررات اإلدارية للوالية المعنية ،ويكون محل نشر واسع في الجرائد اليومية الوطنية ،كما
يبلغ رئيس المجلس الشعبي البلدي المعني بذلك .2وقبل افتتاح العملية بخمسة عشر()27
يوما ،يعلم المواطنون بهذه العمليات بواسطة لصق اإلعالنات في مقر الدائرة والبلدية المعنية
والبلديات المجاورة.3
-2لجنة المسح
ليلى زروقي وحمدي باشا عمر ،المنازاعات العقارية ،دار هومة،للطباعة والنشر،الجزائر.طبعة، 2002ص.42 1
-22-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
بمجرد افتتاح عملية المسح على مستوى بلدية ما تنشأ لجنة بلدية للمسح .تتكون هذه
اللجنة من قاض كرئيس لهذه اللجنة ،يتم تعيينه من طرف رئيس المجلس القضائي ،كما
تتكون أيضا من رئيس المجلس الشعبي البلدي أو من يمثله ويكون هو نائب الرئيس ،ومن
ممثل للمصالح المحلية إلدارة الضرائب المباشرة ،وممثل للمصالح المحلية لألمالك الوطنية،
وممثل و ازرة الدفاع ،وممثل مصلحة التعمير في الوالية ،وموثق تعينه الهيئة المخولة في
المنظمة المهنية ،ومهندس خبير عقاري تعينه الهيئة المخولة في المنظمة المهنية ،والمحافظ
العقاري المختص إقليميا أو ممثله ،والمسؤول المحلي للوكالة الوطنية لمسح األراضي أو
ممثله .1تجتمع لجنة المسح بناءا على طلب مسؤول الوالية لمسح األراضي وبناءا على
دعوة من رئيسها طبقا للمادة 34من المرسوم 71-57تتمثل مهام لجنة المسح في:
-جمع الوثائق والبيانات من أجل تسهيل إعداد الوثائق المساحية ،والتثبت إن اقتضى األمر
من اتفاق المعنيين حول حدود عقاراتهم أو التوفيق بينهم في حالة عدم وجود اتفاق إن أمكن.
-يمكن لها البت باالستناد على جميع الوثائق العقارية والسيما السندات وشهادات الملكية
المسلمة على اثر عمليات المعاينة لحق الملكية المتممة في نطاق الثورة الزراعية في جميع
المنازعات التي لم يمكن تسويتها بالتراضي.2
-تتخذ اللجنة ق ارراتها باألغلبية ،ويجب أن يكون ثلث أعضائها على األقل حاضرين ويرجح
صوت الرئيس في حالة تساوى األصوات ،وتنفذ ق اررات اللجنة بموجب مقرر من الوالي.3
-يعاب على هذه اللجنة أوال أنها تتشكل من عدة أعضاء يصعب جمعهم بأكملهم في وقت
واحد من أجل وضع الحدود في كل بلدية بمجرد افتتاح عمليات المسح ،كما أن المشرع
انظر المادة07من المرسوم 22—72والمعدلة بموجب المرسوم التنفيذي 234-22المؤرخ في .2222/04/07 1
أعطى وجعل رئاسة هذه اللجنة منوطة بقاضي ،أي إعطاء الصبغة القضائية للق اررات
الصادرة عن هذه اللجنة غير أنها ال تنفذ إال بقرار من الوالي وهو الصبغة اإلدارية أي إفراغ
الطبيعة القانونية لقرار اللجنة من الصبغة القضائية إلى الصبغة اإلدارية .كما أغفل المشرع
النص على الطعن في ق اررات اللجنة صراحة وأشار إلى فترة ثالثة أشهر الممنوحة إلى
األفراد بعد انقضاء ميعاد اإليداع القانوني لوثائق المسح في البلدية لرفع دعوى أمام القضاء
وال يعتبر ذلك طعنا .ينص المشرع على الطعن ويحدد كيفياته وآجاله كمرحلة أولى تسبق
مرحلة اللجوء إلى العدالة ،ألن ذلك قد يغني عن اللجوء إليها أصال وهذا من باب تثمين
وقت القضاء.
قبل البدء في عملية المسح ،البد من جمع الوثائق الالزمة التي تساعد على تحديد
محيط إقليم البلدية ،ويتعلق األمر بالوثائق المعدة تطبيقا للقانون رقم 37-47المؤرخ في
2747/31/37المتضمن التنظيم اإلقليمي للبالد ،وكذا مخططات الوحدات اإلدارية
القديمة ،تكمن أهمية هاتان الوثيقتان في معرفة محيط اإلقليم البلدي .وهناك وثائق أخرى تعد
ضرورية لعمليات المسح المتعلقة باألمالك التابعة للدولة والبلديات ،كما وجدت قبل صدور
األمر المتضمن الثورة الزراعية واألمالك التي كانت موضوع نزع الملكية على مستوى
البلدية ،وكذا المخططات الخاصة المتعلقة بالتنازل والتخصيص والتحويل توجد هذه الوثائق
على مستوى مصالح أمالك الدولة والوكاالت الجهوية لمسح األراضي ،كما يجب طلب قائمة
-23-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
المالك الذين لهم حقوق مشهرة من مصالح المحافظة العقارية ،وكذا السجل الجبائي المتواجد
على مستوى المصالح الجبائية.1
لقد أوجب القانون على البلديات القيام بتحديد محيط أقاليمها ،ويقوم بهذا التحديد
موظف مكلف بعمليات مسح األراضي وبحضور وتحت إشراف رئيس المجلس الشعبي
البلدي للبلدية ورؤساء المجالس الشعبية للبلديات المجاورة ،ويقوم وزير الداخلية بتفحص
وحل الصعوبات التي تنجر عن تحديد حدود البلديات .كما يتوجب على الدولة والواليات
والبلديات والمؤسسات والهيئات العمومية تقديم جميع التوضيحات الالزمة فيما يخص حدود
ملكيتها ،كما أن وضع الحدود للعقارات األخرى يتم بمساعدة مالكها ،تتم عملية وضع
الحدود اإلقليمية للبلدية أساسا في ثالثة مراحل :أشغال االستطالع ،إعداد المخططات
البيانية وتحرير المحضر.
-4تقسيم البلدية
بعد جمع الوثائق والمخططات الموجودة على مستوى جميع المصالح العمومية
المعنية ،1تأتي خطوة أخرى من األعمال التحضيرية والتي تتمثل في تقسيم البلدية إلى
قطاعات وأقسام ،حيث توضع جميع المخططات لدى إدارة المسح التي تقوم بواسطة تقنييها
المختصين بإجراء دراسة تقنية معمقة ويعتمد هؤالء في تقسيمها على معايير فنية بحتة .تقسم
البلدية إلى :القطاع ( ) secteurوهو رقعة جغرافية أرضية تمثل جزءا من تراب البلدية
عادة ما تكون حدودا تنتهي إلى فواصل طبيعية أو ثابتة مثل الطرق ،المجاري المائية،
كالوديان والسدود والقنوات والفواصل الحديدية ،والى القسم ( )sectionوهو جزء من القطاع
انظر التعليمة رقم 22المؤرخة في 2228/02/24المتعلقة بسير عمليات مسح األراضي والترقيم العقاري صادرة عن 2
المدير العام لألمالك الوطنية ،منشورة في كتاب ليل زورقي وحمدي باشا عمر ،المنازعات العقارية ،ص 227وما بعدها.
انظر المواد 02و 02من المرسوم السابق. 2
-24-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
يحتوي على مجموعة من أجزاء الملكية لها نفس طبيعة الوظيفة والتخصيص ،وفي هذا
الصدد يقوم تقنيو مسح األراضي بإعداد مخطط لكل قسم حتى يسمح لهم بمتابعة األشغال
بكل دقة ،واجراء التحقيقات وعمليات التحديد بكل بساطة دون تعقيد.
خالل هذه المرحلة تتم عملية جرد وتحقيق الوضعية العقارية من جانبها الطبيعي
والقانوني وهذا إلعداد المخطط المسحي للعقارات ونتناول فيه التحقيق (أوال) ،عملية وضع
الحدود (ثانيا ) ،إعداد مختلف وثائق المسح(ثالثا ) ،إيداع وثائق المسح بمقر البلدية (رابعا )
وتقديم الشكاوى ودراسة االحتجاجات (خامسا).
-1التحقيق
إن عملية التحقيق هي العملية التي تلي المرحلة التحضيرية ،ويتم خاللها جرد
وتحقيق للحالة العقارية في جوانبها الطبيعية والقانونية ،والتي تهدف إلى جمع والتقاط كل
العناصر الضرورية لمعاينة حق الملكية والحقوق العينية األخرى أو أي أعباء تثقل العقار،
وجمع المعلومات المتعلقة بتعريف هوية ذوي الحقوق وتطبيق هذه المعلومات .يتم سير
التحقيق بالموازاة مع عمليات تثبيت الحدود ،كما أن على المحققين حث األشخاص على
تقديم مساعداتهم ويشرحوا لهم موضوع التحقيق وهدف المسح الذي يرتكز على تمتين قانون
األمالك العقارية ،وهنا فإن مساهمة المالك أو الشاغلين بتنوير التحقيق ليس فقط بالوضعية
القانونية ألمالكهم ولكن أيضا بأمالك المجاورة .1وفي هذه المرحلة يتم إجراء عملية إشهار
واسعة ،طبقا لنص المادة 30و 23من المرسوم ،71-57ويتم استدعاء كل شخص له
-22-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
عالقة بالعقار موضوع المسح بواسطة ثالث استدعاءات ،تفصل بين كل استدعاء مدة 27
يوما ،واال فإن عملية التحديد تتم تلقائيا دون حضوره.
ويجري إعداد تحقيق عقاري ورسم تخطيطي للعقارات ،ويشرف على عملية التحقيق
العقاري محققان ،األول من المحافظة العقارية والثاني من إدارة أمالك الدولة ،باإلضافة إلى
حضور عون من البلدية عند عمليات التحقيق بصفته ممثال لهذه الجماعة فيما يخص
األمالك العقارية البلدية ،وكل هؤالء األعوان يؤدون مهامهم تحت رئاسة رئيس فرقة المسح
وهم مكلفون بفحص السندات والوثائق المقدمة لهم ،وجمع أقوال وتصريحات األشخاص
المعنيين ،واثارة وجلب كل اآلراء والمالحظات التي قد تنير التحقيق ،كما يقدرون وقائع
الحيازة المثارة ،والكشف عن الحقوق المحتملة للدولة على العقارات موضوع التحقيق ،واألهم
هو مقارنة المعلومات المستقاة ميدانيا بتلك الموجودة بأرشيف المحافظة العقارية ،أو
الموجودة على مستوى إدارة أمالك الدولة والوثائق األخرى المجمعة أثناء األشغال التحضيرية
واعداد بطاقة التحقيق العقارية .كما تسلم للحائز وثيقة التحقيق ليوقع عليها هو والشهود
الذين يثبتون حيازته ويسجل مؤقتا بها.
وفي إطار التحقيق الذي يجري في هذه المرحلة ،فإن المحققين عليهم االستناد في
إثبات حق الملكية إما بواسطة السند ،وفي غيابه بواسطة التحري ،فاإلثبات بواسطة السند
يرتكز على الفحص الدقيق للوثيقة المقدمة ،وهنا يكون المحققون أمام السندات الرسمية ومن
بينها ،سندات الملكية المعدة من طرف إدارة أمالك الدولة في عهد التشريع العقاري القديم،
العقود اإلدارية المنشئة ،الناقلة أو المصرحة أو المثبتة أو المعدلة للملكية العقارية أو الحقوق
العينية العقارية المعدة من طرف عامل عمالة أو رؤساء البلديات في السابق أو العقود
المتعلقة بالملكية أو حقوق عينية معدة من طرف الموثقين السابقين أو كاتب ضبط الموثق
والخاضع ة إلجراء اإلشهار العقاري ،وهناك عقود متعلقة بالملكية والحقوق العينية معدة من
-22-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
طرف القضاة والموثقين سابقا والتي كانت المناطق الريفية خاضعة ألحكام الشريعة
اإلسالمية ،والق اررات القضائية الحائزة لقوة الشيء المقضي فيه .واذا كانت هذه السندات ال
تعكس الوضعية الحقيقية للعقارات فهذا األمر ال يمنع من إجراء تحريات وبحوث دقيقة.1
أما السندات غير الرسمية فهي العرفية التي لها تاريخ ثابت قبل ، 22752/32/32ففي
التحري الذي يرمي إلى جمع كل العناصر
َ حالة غياب السند ،فإن التحقيق يتم عن طريق
الضرورية لتقدير وقائع الحيازة المثارة ،والتأكد ما إذا كان الشخص المعني بالتحقيق يمارس
الحيازة طبقا لمقتضيات القانون المدني .وعلى المحققين أو أعوان الفرق الميدانية بصفة
عامة االنتباه إلى المعامالت العقارية التي قد تحدث أثناء وخالل التحقيقات العقارية ،وذلك
بواسطة التنسيق بين إدارة مسح األراضي والمحافظة العقارية في البلدية محل المسح.
عند نهاية عملية التحقيق العقاري يتحصل المساحون على :إما عقار له سندات
ملكية قانونية ،أو عقار ليس له سندات الملكية ،أو عقار تم التحقيق فيه ولم يكن موضوع
تصريح ولم يدع أي شخص تملكه بالحيازة.
يتم وضع حدود العقارات الموجودة في المناطق الحضرية والمناطق الريفية بحضور
كل األطراف المعنية ،ويجب أن تكون الحدود على اختالف أنواعها وحسب الحاجة مجسمة
بكيفية دائمة إما بواسطة معالم من حجر واما بواسطة عالمات أخرى ،ويفضل أن تكون هذه
العالمات متسمة بالثبات .3وتؤدي عملية وضع الحدود إلى نقل الحدود المرفوعة على"
2المادة 328من القانون المدني " يكون تاريخ انعقاد العقد ثابتا :من تسجيله ،من يوم ثبوت مضمونه في عقد آخر حرره
موظف عام ،من يوم التأشير عليه على يد ضابط عام مختص ،من يوم وفاة أحد الذين لهم على العقد خط أو إمضاء ".
انظر المادة 04من المرسوم 22-72المعدل بالمرسوم400-84المؤرخ في .2284/22/24 3
-27-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
المخطط البياني لوضع الحدود " ،كما تتطلب أعمال التحديد استدعاء أصحاب العقارات
وأصحاب العقارات المجاورة لها الذين يعلمون بافتتاح هذه العمليات عن طريق لصق
اإلعالنات في مقر الدائرة والبلدية المعنية والبلديات المجاورة يجب أن يتم ذلك في أجل 15
يوما قبل افتتاح هذه العمليات ،وهو ما نصت عليه المادة 30من المرسوم .71-57
وبالنظر إلى المادة 23من المرسوم السابق الذكر الحضور إلى عين المكان للمالك
أو الحائزين أن يدلوا بمالحظاتهم عند الحاجة لمعرفتهم لألمكنة وحدودها .1وعند عدم
حضور المعنيين باألمر بعد استدعائهم لثالث مرات متتالية في المدة المحددة ب 27يوما،
فإن الحدود ترسم وتثبت وتسجل في السجل تحت اسم "مجهول" ،إما عند غياب المالك
المجاورين وعدم حضورهم إطالقا مع اتخاذ كل اإلجراءات القانونية ،فان الحدود تعين وتحدد
بصورة أحادية بناءا على وقائع الحيازة.
بعد االنتهاء من عملية المسح العقاري والوقوف على ما حققته من نتائج واعداد ما
يتم في المرحلة األولى من وثائق مساحية تبين أهم المعلومات الخاصة بالعقار وتسلم نسخة
منها في مقر البلدية للمعاينة من طرف الجمهور لتقييم اعتراضاتهم لدى لجنة المسح
العقاري ،تودع النسخة الثالثة بالمحافظة العقارية لتأسيس السجل العقاري ،وهو ما سنتطرق
إليه فيما يلي :
-2إعداد مختلف وثائق المسح :بعد االنتهاء من عمليات التحقيق الميداني وعملية تثبيت
الحدود ،تعد وثائق المسح والتي تحتوي على جدول لألقسام وسجل لقطع األراضي ،سجل
-أنظر المادة 02من المرسوم22-72المرجع السابق.وانظر المادة2من االمر، 74-72المتضمن إعدادمسح االراضي
1العام وتأسيس السجل العقاري.
-28-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
مسح األراضي والمخططات المساحية .يجب أن ترسل فور إعدادها صور رسمية ونسخ لهذه
الوثائق إلى البلديات واإلدارات المعنية.
بمجرد االنتهاء من العمليات التقنية والتحقيقات العقارية واعداد الوثائق ،تودع وثائق
مسح األراضي بمقر البلدية لمدة شهر على األقل لتمكين الجمهور من اإلطالع عليها وكل
شخص معني بعملية المسح ،وتسلم الوثائق من طرف رئيس مكتب المسح إلى رئيس
المجلس الشعبي البلدي الذي يسلمه شهادة إيداع .ويالحظ أن النص تناول اإليداع ولم
يوجب إعالنه وكيفيته بشكل صريح ،وتناول مدة اإليداع ولم يضبطها بدقة رغم ما لهذه
العملية من أهمية ،مما يترتب عليها من آثار قانونية ،حيث أن انتهاء هذه المرحلة يجعل
نتائج المسح بما فيها المخططات المنجزة والبيانات التي تحتويها نهائية .تكمن أهمية
اإلعالن بأنه يؤدي وظيفتين.الوظيفة األولى هي إعالم المعنيين بانطالق هذه المرحلة،
والوظيفة الثانية أن يكون أساسا لبدأ حساب مدة اإليداع.
يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي بإعالم الجمهور باإليداع عن طريق إشعار
ممضي من طرفه ،حيث ينشر في األماكن المعتادة لإلعالنات و المناشير للبلدية والبلديات
المجاورة ،وكذا بالوسائل أو اإلعالنات الكتابية أو الشفوية.1
قبل مرحلة اإليداع وطيلة مدة شهر بعد اإليداع تكون وثائق المسح مؤقتة ،حيث يمكن
ألي شخص تم المساس بحقه تقديم احتجاج مبينا فيه الدوافع واألسباب سواء إلى رئيس
المجلس الشعبي أو إلى رئيس الفرقة الذي يكون مداوما بمقر البلدية ،وتقديم الشكاوى كتابة
-22-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
أو شفاهة ،ويتعين على ممثل اإلدارة تسجيل خالصة الشكوى في سجل خاص بذلك يوقع
من طرف الشاكي أو المعترض ،ويوضع سجل االحتجاجات أمام لجنة المسح من أجل
فحصها وابداء رأيها فيما يخص الشكاوى المقدمة ،وتحاول التوفيق بين المعنيين ،فإذا فشلت
في ذلك تحدد الحدود المؤقتة للعقارات كما كان يجب أن تكون عليه في المخطط مع األخذ
بعين االعتبار الحيازة ،1ويحرر محضر لهذا الخالف ،وتنبه األطراف إلى منحهم أجال قدره
30أشهر فيما يخص األجزاء المتنازع عليها ،من أجل رفع دعوى أمام الجهات القضائية
المختصة ،وعند انتهاء هذا األجل فإن الحدود وبصفة مؤقتة تصبح نهائية ما عدا تلك التي
احتوت على غلط مادي معترف به ،أو ماعدا حقوق المالك الحقيقي الذي يأتي ويكشف عن
نفسه والذي ال تكون لشكواه أي أثر إال بينه وبين جيرانه المباشرين.2
ألجل تأسيس السجل العقاري البد من تكريس نتائج عمليات المسح وترجمتها في
مجموعة البطاقات العقارية التي تكون السجل العقاري ،بحيث تمر عملية الشهر العقاري
لوثائق مسح األراضي العام جملة من اإلجراءات يباشر بعضها المحافظ العقاري واألخرى
يساعده في إعدادها أعوان مختصين وسنتناول هذه اإلجراءات فيما يلي:
-20-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
بمجرد االنتهاء من عملية المسح العام لألراضي ،تقوم مصلحة مسح األراضي
بإيداع وثائق المسح لدى المحافظة العقارية ،و ذلك من أجل تحديد حقوق الملكية والحقوق
العينية األخرى وشهرها في السجل العقاري ،و يتم اإليداع عند االنتهاء من عمليات مسح
األراضي لكل قسم أو مجموعة من أقسام البلدية المعنية ،ويثبت هذا اإليداع عن طريق
محضر تسليم يحرره المحافظ العقاري 1و يصرح فيه بتعيين تاريخ اإليداع كما يحدد أقسام و
اسم البلدية و األماكن المذكورة التي تم مسحها ، 2ويكون هذا ا لمحضر محل إشهار واسع
في أجل أقصاه 08أيام إبتداءا من تاريخ إيداع وثائق المسح ولمدة 04أربعة أشهر،3
وذلك بإعالنه في الجرائد اليومية الوطنية ،كما يشهر عن طريق اللصق في مقر المحافظة
العقارية و المجلس الشعبي البلدي ،و في المقرات الرسمية ،و يجدد هذا المحضر كل
15يوم ،و ذلك لما لهذا الشهر من أهمية بالغة ،حيث أنه يعلم المالكين حول عملية
تأسيس السجل العقاري،و كذلك يمكنهم من تسلم وثيقة تشهد بحقوقهم على العقارات
الممسوحة ،كما ينص هذا المحضر في فقرته األخيرة على ضرورة إيداع كل المالكين
والحائزين اآلخرين للحقوق العينية لجدول وصفي ،يحرر على نسختين طيلة شهرين من يوم
إيداع وثائق المسح ويحرره الموثقون إذا كانت الملكيات مكتسبة بموجب عقود معدة من
طرفهم ،و يعده محررو العقود اإلدارية إذا كانت الملكيات تابعة للدولة أو الجماعات
المحلية ،و يحرره أيضا كتاب الضبط إذا كانت الملكيات محل أحكام جديدة ،و تؤشر هذه
الجداول من طرف المحرر ،ثم يتقدم المعنيون إلى المحافظة العقارية إليداعها مصحوبين
بالوثائق و السندات و العقود التي تبين أصل الملكية و يبين في هذا الجدول ،وصف
أنظر بوشناقة جمال ،شهر التصرفات العقارية في التشريع الجزائري ،طبعة ،2002الجزائر ،دار الخلدونية ،ص.22 1
أنظلر المادة 08من المرسوم ،23-72المتعلق بتأسيس السجل العقاري ،المرجع السابق. 2
-22-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
العقارات التي يحوزها أو يملكها على مستوى القسم أوكل من األقسام التي كانت موضوع
عمليات مسح األراضي في البلدية الممسوحة مع ذكر موقعها ومحتواها وأرقام مخطط مسح
األراضي ،ولقب و اسم الحائز أو المالك الحالي و تاريخ ميالده ومهنته وموطنه ،االمتيازات
والرهون والحقوق العينية األخرى ،والقيود الخاصة بحق الملكية المترتبة على كل عقار مع
ذكر ذوي الحقوق واألعمال المنشئة لهذه الحقوق.1
تنص المادة 11من المرسوم رقم 70-57على أنه " :يقوم المحافظ العقاري بترقيم
العقارات الممسوحة في السجل العقاري بمجرد استالمه وثائق مسح األراضي" ،ويعتبر
الترقيم العقاري قد تم من يوم اإلمضاء على محضر تسليم وثائق مسح األراضي ،ويتم تعيين
الحقوق المتعلقة بالعقارات موضوع الترقيم على أساس وثائق المسح ،كما هناك أيضا ترقيم
نهائي وترقيم مؤقت.
-1الترقيم النهائي :يكون الترقيم نهائي إذا ما توفرت لدى المحافظ العقاري السندات
القانونية المؤيدة للحقوق العقارية المراد إشهارها والتي تكون حجة في ثبوت مضمونها طبقا
للتشريع المعمول به في مجال الملكية العقارية ،كما يقوم المحافظ العقاري تلقائيا بقيد
االمتيازات والرهون وحقوق التخصيص غير المشطب عليها والتي لم تنقض مدة
صالحيتها ،2كما أنه ال يمكن إعادة النظر في الحقوق الناتجة عن الترقيم النهائي إال عن
طريق القضاء.
-22-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
الترقيم المؤقت لمدة سنتين :يعتبر الترقيم مؤقتا لمدة 02سنتين يجري سريانها
إبتداءا من يوم إتمام هذا الترقيم بالنسبة للعقارات التي ليس لمالكيها الظاهرين سندات
إثبات كافية وعندما ال يمكن للمحافظ العقاري إبداء رأيه في تحديد حقوق الملكية،
كما يصبح هذا الترقيم المؤقت نهائي عند انقضاء مدة سنتين ،تبدأ من تاريخ تسليم
وثائق المسح ،3إال إذا سمحت وقائع قانونية للمحافظ العقاري بالتثبت بصفة مؤكدة
من أن الحقوق العينية الواجب شهرها في السجل العقاري و يكون قد أطلع عليها في
غضون ذلك عن طريق أي شخص معني.4
أما بالنسبة لوضعية الملكية مجهولة المالك ،يثبت التحقيق العقاري أثناء مروره على
القطعة بأن مالكها مجهول فقد ورد في نص التعليمة رقم 27الفقرة 37بحيث أوجبت على
المحافظ العقاري في حالة عدم مطالبة ملكية العقار الممسوح يرقم ترقيما مؤقتا باسم الدولة
لمدة سنتين وتنتهي بالترقيم النهائي باسم الدولة.
أنظر المادة 827من األمر 28-72المتضمن القانون المدني ،المرجع السابق. 1
-23-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
استعمل المشرع مصطلح "الدفتر العقاري" ألول مرة في المادة 01من المرسوم رقم
01-50المؤرخ في 2750/32/37المتعلق بإثبات حق الملكية الخاصة .صدر تنفيذا
ألحكام األمر رقم 50-52المؤرخ في 2752/22/34المتضمن قانون الثورة الزراعية وفي
المادة 32منه ورد أنه بعد االنتهاء من عملية المسح العام لألراضي كما هو منصوص
عليه في المادة 17من األمر 50-52يسلم للمالكين دفتر عقاري بدال من شهادات الملكية.
يتضح أن الدفتر العقاري مرتبط ارتباطا وثيقا بعملية المسح العام لألراضي وتأسيس
السجل العقاري ،ألنه موضوع على أساس البطاقات العقارية المنشأة بمجرد إحداث المسح
وال يسلم لصاحب العقار إال بعد إجراء تحقيق ميداني تقوم به لجان المسح العام لألراضي
للتحري حول صحة البيانات المتعلقة بالعقارات محل المسح تحت رئاسة أحد قضاة المحاكم،
حيث ال يمكن ألي شخص أن يدعي خالف ما يتضمنه الدفتر العقاري من بيانات أو يدعي
حق عيني عقاري عليه ،ما لم يكن حقه مقيدا بالبطاقة العقارية المنشأة عن كل عقار
بمناسبة إحداث عملية مسح األراضي.1
وبالرجوع إلى المرسوم رقم 70-57المتعلق بتأسيس السجل العقاري المادة 77
"يسلم الدفتر العقاري إلى المالك الذي حقه قائم بمناسبة إنشاء بطاقة عقارية مطابقة" وألن
الدفتر العقاري يعد سند ملكية ،ال يمكن أن يمنح للمعنيين خالل مدة الترقيم المؤقت.
مجيد خلفوني ،مقال ،الدفتر العقاري ،مجلة الموثق العدد ،2002، 08ص.22
1
-24-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
تنتهي مرحلة المسح العقاري بمجرد إيداع وثائق المسح بالمحافظة العقارية ،لقيد
الحقوق العينية العقارية في السجل العقاري ،والمشرع الجزائري منح إمكانية الطعن في نتائج
المسح ،والسيما الترقيم المؤقت ،مما رتب عليه حجة نسبية قابلة إلثبات العكس ،ويظهر ذلك
من خالل ما نصت عليه المادة 27من المرسوم 70-57بقولها " :ال يمكن إعادة النظر
في الحقوق الناتجة عن الترقيم النهائي الذي تم بموجب المواد 27 ،20 ،21من هذا الفصل
إال تغيير الحقوق الناتجة عن ترقيم ال يزال مؤقتا تطبيقا ألحكام المادتين 20و 27فإن هذا
الترقيم يحافظ على طابعه المؤقت إلى غاية صدور حكم قضائي".
فيفهم من هذا النص إمكانية مراجعة جميع البيانات المسجلة في السجل العقاري في
مجال الحقوق المرقمة وذلك من طرف المحافظ العقاري بمناسبة تقديم األطراف المعنية
الدعائم المجدية والمؤيدة لحقوقهم ،شخصيا طبقا لما يمنحه القانون من صالحيات للتحقيق
والفحص والتثبت من صحة األسانيد واالدعاءات المطروحة أمامه وذلك خالل مهلة السنتين.
1
يستطيع الطرف المعني اللجوء إلى القضاء بموجب دعوى أما في حالة فشل المصالحة
قضائية يرمي من خاللها تغيير وتعديل الحقوق الناتجة عن الترقيم المؤقت ،ويرتب المشرع
أث ار في هذه الحالة أال وهو بقاء الترقيم مؤقتا إلى غاية صدور الحكم القضائي النهائي ،مما
ينتج عدة آثار أهمها بقاء الحقوق العينية العقارية معلقة وغير مستقرة إلى غاية صدور
الحكم القضائي ،وحتى بعد انتهاء فترة السنتين أين بموجبها يتحول الترقيم المؤقت إلى
نهائي .وقد أمهل المشرع في هذه الحالة مدة 37أشهر من أجل رفع الدعوى مما يجعله
أجال مسقطا لرفعها.
وتجدر اإلشارة أن الطعن في نتائج الترقيم النهائي تتم مباشرة أمام القضاء ،طبقا لما
تنص عليه المادة 27من المرسوم 70-57ونخلص إلى القول أن المادة 27من المرسوم
70-57قللت من شأن القوة الثبوتية المطابقة للسجل العقاري ،حيث خولت الحق
لألشخاص المنازعة في الحقوق الناتجة عن الترقيم النهائي واعادة النظر في ق اررات المحافظ
العقاري دون إمهالهم بأجل مسقط ،مما يفتح المجال لرفع الدعاوى للطعن في البيانات
المدونة بالسجل العقاري ،وحتى بعد صدور الدفتر العقاري وتسليمه مما يؤثر بصفة سلبية
على استقرار نظام الملكية العقارية.
بجرد انتقال العمل من نظام الشهر الشخصي إلى نظام الشهر العيني تنشأ عنه عدة
نزاعات سواء كانت متعلقة بإجراءات سير عملية المسح أو أثناء تأسيس السجل العقاري أو
بعد االنتهاء منه نتطرق إليها على النحو التالي:
يعد المسح عملية تقنية وميدانية تتطلب توافر مجهودات جبارة على العديد من
المستويات المادية والبشرية وحتى القانونية ،وتوفير جميع اإلمكانيات بالقدر الالزم يشكل
حتما عائقا يحول دون إتمام وتعميم عمليات المسح عبر جميع التراب الوطني من جهة ومن
جهة أخرى فإن المساحات الشاسعة للقطر الجزائري وبقاء الملكية مجهولة أو غائبة المالكين
وانتشار التصرفات والعقود العرفية من شأنه خلق مشاكل عويصة تصادف أعوان المسح
-22-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
والدولة إلتمام عملية المسح ،وما يهم في دراستنا هو التطرق للمشاكل والعوائق القانونية ،من
أهم هذه المشاكل:
تعد األراضي أو القطع عقارات مجهولة المالك التي يثبت أعوان المسح بعد إجرائهم
للتحقيق العقاري ومحاولة معرفة المالكين بأنهم غير معروفين أو مجهولين ،ويقيدون ذلك في
وثائق يودعونها لدى المحافظة العقارية ،أين يقوم المحافظ العقاري بتسجيل العقار مجهول
المالك باسم الدولة ويمنحه ترقيما مؤقتا لمدة سنتين كإجراء أولي .وتجدر اإلشارة إلى أنه يبدأ
سريان مدة السنتين انطالقا من يوم الترقيم ،1من أجل تلقي االعتراضات واالحتجاجات إن
وجدت طبقا للمادة 27من المرسوم 70-57السابق الذكر ،فإذا انتهت المدة لم يتم تقديم
أي اعتراض أو احتجاج يصبح الترقيم نهائيا وبذلك تصبح القطعة األرضية تابعة ألمالك
الدولة الخاصة .فإذا لم يتم تقدي م للمحافظ العقاري اعتراض يسعى هذا األخير للبت فيه
بالطرق القانونية ،وبناءا على ما تم تقديم للمحافظ العقاري من وثائق ومستندات نفرق بين
ثالثة وضعيات:2
إذا ما قدم المعترض وثائق ذات حجية قانونية كالعقد الرسمي ،أو السند اإلداري أو
الحكم القضائي أو عقد عرفي ثابت التاريخ فإن المحافظ العقاري ال يملك سوى تسجيله باسم
مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري ،مقال منشور بمجلة التوثيق ،دورية متخصصة تصدر عن الغرفة الوطنية للموثقين، 1
تبسه،2002،ص .22-22
-27-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
مالكه واعطائه ترقيما نهائيا ويخطر بعد ذلك اإلدارة المكلفة بالمسح بواسطة نموذج
،PR121فإذا ما تضمن العقد المساحة اإلجمالية للعقار المسجل فال يترتب أي إشكال.
يطرح اإلشكال في حالة ما إذا قدم المعترض وثائق تغطي جزءا فقط من المساحة المسجلة
في الترقيم المؤقت ،في هذه الحالة يجب إعداد محضر معاينة الحدود تحت إشراف مهندس
خبير عقاري مع إخطار إدارة المسح بذلك ،وبعد إلغاء الترقيم السابق يتولى المحافظ العقاري
في كل األحوال ترقيم القطعة أو العقار ،وتسجيله بناءا على محضر المعاينة ووثائق القياس
المقدمة من طرف الخبير.
قد يتقدم الشخص باعتراض أمام المحافظ العقاري دون حيازته لوثائق أو سندات
رسمية ، 2فال يكون أمام المحافظ العقاري سوى توجيه الشخص المعترض إلى القضاء خالل
مدة أقصاها ستة أشهر واال رفضت دعواه ،بعد تبليغه بقرار رفض االعتراض يسجل ذلك في
خانة المالحظات بعبارة "وجه إلى القضاء" ،إال أن هذه الوضعية خلقت عدة إشكاالت أمام
المحاكم والمجالس القضائية والتي غالبا ما تبقى بدون حلول .إثر ذلك أصدر المدير العام
لألمالك الوطنية مذكرة بتاريخ 1337/37/37والتي ألزم بموجبها اإلدارة المعنية في حالة
عدم وجود سند إجراء تحقيق عقاري معمق للتأكد من توافر عنـاصر الحيازة على األقل من
يوم شروع فرقة المسح في تحديد مجموعة الملكية المعنية ،فإذا ثبت من خالل التحقيق أن
الحيازة تعود إلى فترة ما قبل عمليات المسح يمكن الترقيم العقاري شريطة أن تكون أقوال
وتصريحات الحائز مدعمة بشهادة شخصين مصرحة أمام موثق ،باإلضافة إلى أنه ال يمكن
-28-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
تسجيل القطعة باسم الحائز إال بعد مراسلة مصالح أمالك الدولة واثباتها لعدم تبعية العقار
ألمالك الدولة.
في حالة عدم تسجيل أي اعتراض خالل مدة السنتين من الترقيم المؤقت ،فإن
المحافظ العقاري يتولى تسجيل العقار باسم الدولة بصفة نهائية ،1إال أن اإلشكال الذي يبقى
مطروحا هو حالة ظهور معترض بعد مضي المدة ،وتسجيل العقار باسم الدولة سواء كان
هذا الشخص المعترض يملك سندات رسمية أو عرفية ثابتة التاريخ ،فالسؤال المطروح هو:
ما هو الحل القانوني لهذه اإلشكالية؟ السيما وأن النزاع متعلق بين شخص طبيعي مالك
العقار وهو ال يمكن تجاهله ،وبين إدارة أمالك الدولة التي تبقى كذلك مالكة للعقار باسم
الدولة .ففي ظل هذا اإلشكال القانوني ال يسعنا إال اإللحاح على ضرورة تعديل القانون
السيما المرسوم ،70-57أو إصدار قوانين أخرى من شأنها سد هذا الفراغ والقضاء على
هذا اإلشكال.
:2العقود العرفية
2
إن ظاهرة العقود العرفية متأصلة في المجتمع الجزائري ،يعد انتشار العقود العرفية
من أهم المشاكل التي تعترض عملية المسح ،خاصة وأن هذه العقود ال تحتوي على إشارات
مدققة للمساحات العقارية وأوصاف العقارات محل التصرف ،وعدم ذكر أصل الملكية
والحقوق العينية المثقلة بالعقار ،وعدم ذكر أسماء المتعاقدين وهويتهم بالطريقة الدقيقة
والواضحة ،أو أسماء الورثة وهويتهم ،كل هذه المعطيات من شأنها أن تشكل نزاعات عقارية
يعرف العقد العقاري على انه :العقود أو األوراق التي ال تحرر من طرف ضابط عمومي أو موضف عام ،إال انه يجب 2
أن يكون لها تاريخ ثابت من اجل االحتجاج بها بالنسبة للغير.
-22-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
عكست نتائجها بعد مرور ثالث عقود من الزمن في ظل العقود العرفية السيما في الفترة
الممتدة من االستقالل ،والى غاية 2753تاريخ صدور القانون المتعلق بالتوثيق ،1وحتى بعد
صدور القانون المدني سنة ،2757والقانون 15-44المتعلق بالتوثيق ،أين أوجب هذا
األخير مبدأ الرسمية في التعاقد ووجوب الشهر العقاري لكافة التصرفات الناقلة للملكية،
ورغم كل هذه الثورة التشريعية وتجسيدها من خالل العديد من ق اررات المحكمة العليا ،2إال أن
األفراد ال يزالون يفضلون التعامل بالعقود العرفية وذلك لعدة اعتبارات ،مما نتج عنه ظاهرة
الترقيم المؤقت ،وما ظهر عنها من نتائج انعكست بصفة سلبية على إتمام إجراءات المسح
العقاري في كامل التراب الوطني.
:3تغيير الحدود
تعيين الحدود في عملية المسح العقاري لها أهمية كبيرة خاصة من ناحية النتـائج
المتحصل عليها وهذه العملية تتم بطرق مختلفة إما عن طريق التصوير الجوي ،بحيث تكون
مخالفة للقياسات عند معالجة التصاوير الجوية واسقاطها على خرائط األقسام ،مما يترتب
عليه زيادة المساحة لمالك آخر مجاور يؤدي إلى اعتراض من قبل المالك الحقيقي،
وأن المسح يعتمد أساسا على التصريحات لألشخاص أثناء التحقيق ،مما يجعلهم يصرحون
بجزء فقط العتقادهم أنها مصالح الضرائب تتهرب من الضريبة .وكذلك تتغير الحدود لما
يكون عقار واحد ينتمي إلى بلديتين متجاورتين ،مما يستوجب ضمه إلى بلدية واحدة ،بعد
موافقة الهيئات المركزية ،وغالبا ما يتشبث رؤساء البلديات بالحدود ورفض تغييرها فينشأ
نزاع .ومن أمثلة ذلك :ملعب بلدي يقع جزء منه في بلدية بئر مقدم والثاني في بلدية
الحمامات لوالية تبسة.
-30-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
باإلضافة إلى االعتراضات التي تعود إلى شاغلي أراضي العرش رغم أن المشرع
يزلون يعتقدون أنهم يستطيعون تملكها باإلرث
يعتبرها من األمالك الوطنية الخاصة ،ال ا
والبعض يقدم للفرق التقنية المكلفة بالمسح عقود عرفية أو سندات تحقيق جزئي أو إجمالي
وحتى من ال يملك أي سند.1
لقد أوجب المرسوم 70-57عند االنتهاء من عملية المسح أن تودع الوثائق الناتجة
عن تلك العملية على مستوى المحافظة العقارية ،من أجل تحديد حقوق الملكيات وشهر
التصرفات في السجل العقاري ،تكون من مهام المحافظ العقاري لترقيمها ترقيما نهائيا أو
مؤقت ،2مما ينجم عنه آثار قانونية تمس باألشخاص أضرار تتسبب في ضياع حقوقهم
العينية أثناء القيد األول ،حيث وضع المشرع الجزائري جملة من القواعد الواجب إتباعها في
تضرر المعني من الترقيم األول ،وله كل الحق في طلب مراجعتها .
حسب نص المادة 27من المرسوم السابق أن النزاع أثار سوءا في الترقيم المؤقت لمدة 37
أشهر أو 17شهـ ار بواسطة رسالـة موصى عليها ،تستدعي األطراف ألجل الصلح ،ففي كل
الحاالت صلح أو العكس يحرر محضر مع منحهم مدة 37أشهر من تاريخ التبليغ لرفع
النزاع إلى السلطات القضائية المختصة ،هذه الدعوى القضائية ترفع ضد المدير العام
للوكالة لمسح األراضي.3
نعيمة حاجي،المسح العام وتأسيس السجل العقاري في الجزائر،دار الهدى ،الجزائر ،2002 ،ص.224 1
بوزيتون عبد الغاني،المسح العقاري في تثبيت الملكية العقارية في التشريع الجزائري ،مذكرة التخرج .جامعة قسنطينة، 3
،2020/2002ص .223-222
-32-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
يقرر المحافظ رفض اإليداع إذا تبين له وجود خلل في الشرط الشخصي لألطراف،
إضافة إلى ذلك هناك أسباب تدفع بالمحافظ العقاري إلى رفض إيداع المحرر منها :غياب
إحدى الوثائق أو البيانات المطلوبة في الوثائق المودعة أو وجود نقص أو خلل في تعيين
األطراف و العقارات في المحرر المودع و هذه األسباب تمت اإلشارة إليها في المادة 233
من المرسوم رقم 70-57ويمكن إجمالها في النقاط التالية:
في حالة عدم تقديم الدفتر العقاري للمحافظ العقاري أو مستخرج مسح األراضي إذا
تعلق األمر بعقارات واقعة في مناطق ممسوحة.
عندما يكون أيضا التصديق على هوية األطراف وعلى الشرط الشخصي مخالفا
للشروط و الكيفيات السابقة الذكر.
عند عدم تقديم أي وثيقة تكون واجبة التسليم للمحافظ العقاري ألجل قبول اإليداع.
إذا كان تعيين العقارات ال يستجيب لحكام المادة 77من المرسوم رقم .70-57
عندما تكون الجداول المتعلقة بتسجيل الرهون واالمتيازات ال تحتوي على أي من
البيانات المطلوبة أو عندما تكون غير محددة على االستمارات المقدمة من طرف
اإلدارة.
عندما تظهر الصورة الرسمية أو النسخة المودعة بأن العقد الذي قدم لإلشهار غير
صحيح من حيث الشكل.
-32-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
1
كذلك توجد حاالت أخرى تم النص عليها في المادة 070من قانون التسجيل
يمكن إجمالها فيما يلي:
في حالة غياب التصريح التقييمي للعقار موضوع التصرف ،بمعنى عدم تحديد القيمة
التجارية للمعاملة.
عدم الدفع المسبق لرسم اإلشهار العقاري من طرف ملتمس اإليداع.
بعد اإلطالع الدقيق للمحافظ العقاري على الوثائق المودعة بمصلحته ،و تبين أن بها
عيب من العيوب سواء عند عدم إرفاق بعض الوثائق التي طلب استكمالها أو أن التصرف
الذي يحمله المحرر مخالف للنظام العام و اآلداب وبناء على المادة 237من المرسوم
" 70/57يحق للمحافظ العقاري بمجرد إطالعه على البيانات الموجودة في الوثيقة المودعة
بان موضوع أو سبب العقد غير مشروع أو مناف لألخالق أو مخالف للنظام العام بكل
وضوح" ،و بناء على ما نصت عليه المادة 232من المرسوم 70-57هناك عدة حاالت
يقبل فيها المحافظ العقاري اإليداع ولكنه يرفض إجراء اإلشهار العقاري وتكون في الحاالت
التالية:
عندما تكون الوثائق المودعة و الوثائق المرفقة بها غير متطابقة و غير متوافقة.
عندما تكون مراجع اإلجراء السابق و الخاصة بالوثائق و جداول قيد الرهون و
االمتيازات غير متطابقة مع الوثائق المودعة قصد الشهر.
عندما يكون تعيين األهداف والعقارات والشرط الشخصي كما هو محدد في المادة
77من المرسوم رقم 70-57غير متوافق مع البيانات المذكورة في البطاقة العقارية.
أنظر المادة 323من قانون التسجيل ،األمر رقم 202-72المؤرخ في ،2272/22/02ص.223 1
-33-
المسح العام لأل راضي وتأسيس السجل العقاري الفصل األول:
عندما يكون التحقيق المنجز بموجب المادة 237من نفس المرسوم يكشف بأن الحق
غير قابل للتصرف.
عندما يظهر وقت التأشير على اإلجراء أن اإليداع كان من الواجب رفضه.
عندما يكون موضوع العقد أو المحرر المراد شهره غير مشروع و مخالف للنظام
العام.
قبل إجراء الشهر العقاري يتولى المحافظ مع أعوانه تفحص مدى صحة الوثائق
المقدمة له ،من أجل اإلشهار و يبلغ المعنيين باألمر خالل اجل 27يوما ابتداء من تاريخ
اإليداع بالعيب الموجود و المكتشف على الوثائق للقيام بتصحيحها أو استكمال النقص ،أو
إيداع الوثائق التعديلية و يؤشر على البطاقة العقارية بعبارة "إجراء قيد االنتظار" ،بعد
االنتهاء يؤشر على هذه البطاقة باإلجراء النهائي ،ويكون له أثر رجعي إلى تاريخ اإليداع
من أجل الترتيب في سجل اإليداع ،كما يكون على المعني باألمر أن يصلح العيب أو أن
يودع الوثائق التعديلية خالل مدة 27يوما من تاريخ التبليغ واال فإن المحافظ العقاري يرفض
إجراء الشهر العقاري و يكتب عبارة في العمود المخصص للمالحظات في سجل اإليداع
يوضح فيها تاريخ قرار الرفض و النص الذي يبرر هذا القرار.
أما إذا تعلق األمر بتصحيح األخطاء الواردة في وثيقة تم إشهارها ،فيتم إيداع وثيقة
جديدة بدال من الوثيقة األولى المشوبة باألخطاء ،ويؤشر ذلك في البطاقة العقارية و الدفتر
العقاري قصد اإلشارة إلى التعديالت ،وفي حالة عدم إيداع هذه الوثيقة التعديلية يقوم
المحافظ العقاري بإصدار قرار رفض عملية اإلشهار العقاري فيما يخص الحق.
-34-
الفصل الثاني
اآلليات الموازية الستكمال عملية المسح
الفصل الثاني
إن تأخر في القيام بعملية المسح لتشمل كامل التراب الوطني يراجع هذا إلى
الصعوبات التقنية التي واجهت األعوان المكلفين بعملية المسح ميدانيا وقلة السيولة المالية
لكثرة التنقالت الميدانية لجميع ممثلي الهيئات المشكلة للجنة المسح أستوجب وضع آليات
تكون بالموازاة مع عملية المسح والمتمثلة في شهادة الحيازة والحقيق العقاري.
-63-
اآلليات الموازية الستكمال عملية المسح العقاري الفصل الثاني:
نظ ار التساع رقعة مساحة األراضي التي لم تمسها عملية المسح العقاري ،وحتى يمكن
السير الحسن نحو تطهير الملكة العقارية في الجزائر .لجأ المشرع عن طريق ق ـانون -09
52المتضمن التوجيه العقاري إلى دفع المواطنين الذين يحوزون على أراضي لم تشملها بعد
عملية المسح العقاري ألجل الحصول على سند حيازي يسمى " شهادة الحيازة " تسلم لهم من
طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي يوجد بدائرة اختصاص موقع العقار محل الطلب
بعد إجراءات تحقيق حددها المرسوم التنفيذي رقم 522-09المؤرخ في 9009/93/53
المحدد لكيفيات إعداد شهادة الحيازة وتسليمها و تشهر بالمحافظة العقارية .وهـذا من أجـل
المساهمة ولو بطريقة غير مباشرة في تكوين السجل التجاري ومجموعة البطاقات العقارية
المزعم إنجازها في إطار مسح األراضي العام المنصوص عليه بموجب األمر 32-32
المؤرخ في 9032/99/95المتضمن إعداد المسح العام لألراضي وتأسيس السجل العقاري.
1سماعين شامـة – النظـام القـانوني في الجزائر للتوجيه العقاري ،دار هومة ،4002 ،ص 57
-63-
اآلليات الموازية الستكمال عملية المسح العقاري الفصل الثاني:
الغير المشروع لقطع األراضي ،والصعوبة التي واجهت السلطات العموميـة في إرجاع
األوضاع 1إلى ما كانت عليهـ ا من قبل مما أدى بالمشرع الجزائري إلى محاولة حل مشكلة
إثبات الملكية العقارية بصفة انتقالية عن طريق تسليـم شهادة الحيازة للمالك الظاهر.
فوفقا للمادة 39من قانون التوجيه العقاري " يمكن لكل شخص حسب مفهوم المادة 823
من األمر 58-32يمارس في أراضي الملكية الخاصة التي لم تحرر عقودها ،حيازة مستمرة
وغيـر منقطعـة وهادئة وعالنية ال تشوبها شبهة أن يحصل على سند حيازي ،وهي تخضع
لشكليات التسجيل واإلشهار والعقابي ،وذلك في المناطق التي لم يجري فيهـا عملية إعداد
سجل مسح األراضي". 2
ألجل تطهير الفهرس العقاري والمتضمن جردا عاما لكل الممتلكات العقارية سواء
كانت تابعة للجماعات المحلية أو الخواص ،استحدث المشرع شهادة الحيازة وكانت الغاية
والهدف مزدوج 3فالهدف األول والرئيسي يتمثل في الضرورة الملحة لتفعيل وتشريع عملية
التطهير العقاري للملكية الخاصة في المرحلة االنتقالية السابقة الستكمال عملية المسح العام
لألراضي التي ال تزال آجاله بعيدة والمساهمة في تكوين السجل العقاري ومجموعة البطاقات
العقارية .أما الهدف الثاني فهو المساهمة في التنمية الشاملة ،ألن أغلب الحاالت يتعذر
1قانون 05-85المـؤرخ في 1985/80/13الذي يحـدد قـواعد األراضي قصـد المحافظة عليها وحمـايتها ج .رقـم 47
2تسلـم شهادةحيازة في المنـاطق الرعـوية خـاضعة لقـانون 26( 43/75سبتمبـر )1975جريدة رسمية 75
3بن عبيدة عبد الحفيظ ،إثبات الملكية والحقوق العينيـة العقـارية في التشريع الجزائري -الجزائر دار هوموة ط – 6 -
2009
-63-
اآلليات الموازية الستكمال عملية المسح العقاري الفصل الثاني:
معها تبرير ممارسة الحيازة في المدة القانونية إلتمام أجل التقادم المكسب والتوجه إلى
الموثق للحصول على سند قانوني ،بموجب أحكام المرسوم رقم 352-83المتضمـن
إجراءات إثبات التقادم المكسب وانشاء عقد الشهرة المتضمن االعتراف بالملكية .وألجل جعل
الوضعية القانونية تطابق الواقع والهدف من إسناد الحيازة باعتبارها وسيلة ناجمة مؤقتة
للتكفل بالصعوبات الموجودة في هذا المجال وتفادي المشاكل الملغاة في السير العقاري.1
وقبل توضيح الطبيعة القانونية لشهادة الحيازة واإلجراءات العملية والجهة المخولة إلصدارها
علينا أن نبين مفهومها ،فنجد من عرفها على أنها "شبه عقد أو مقرر إداري يكتسي طابعا
رسميا وهو وال تترقى إلى سند الملكية ،إال أنه يمكن أن تكون سندا قويا الكتساب الملكية
عن طريق التقادم المكسب ". 2
الحيازة هي حالة واقعية تتألف من وضع اليد على الشيء أو ممارسة األعمال
القانونية عليه استعماال وانتفاعا كما لو كان ملكا لواضع اليد وينطبق التعريف على المثال
الذي أورده العالمة :سافيني " أن المالح يحوز سفينته ولكنه ال يحوز الماء الذي تجري عليه
مع أنه يستخدم كالهما على السواء."3
وعليه فإن موقع شهادة الحيازة يبين الوثائق التي تتعلق بالملكية العقارية أقل من العقود
الرسمية و أفضل من العقود العرفية بحيث يمكن االحتجاج بها كسند ملكية أمام الغير ،كما
توفر لحاملها صفة التقاضي ،إال أنها ال ترقى إلى درجة العقود الرسمية الناقلة للملكية
1علـوي عمار ،الملكية والنظام العقاري في الجزائر – دار هومـة ،ط ،5السنة 2004
2عبد الحفيظ بن عبيده ،المرجع السابق ص
3حامدي مصطفى ،الملكية العقارية في العراق – ج 1 -الحقوق العينية األصلية العراق – مطبعة لجنة البيان العربي -رئيس
ديوان التدوين القانوني – بغـداد1964,
-60-
اآلليات الموازية الستكمال عملية المسح العقاري الفصل الثاني:
النتقاء عنصر التأبيد .1ويصح أيضا أن يقال أنها واقعة تتألف من إيقاع مظاهر الحق على
2
الشيء مباشرة أو بواسطة شخص آخر مالك لذلك الحـق أو غيـر مالك له
تبين المواد 42إلى 45من قانون التوجيه العقاري ،اآلثار القانونية التي يمكن
للمستفيد منها ترتيب رهن عقاري من الدرجة األولى ضمانا للقروض المتوسطة والطويلة
األمد والحصول على رخصة البناء والهدم دون حق المقايضة أو البيع أو الهبة وكل
التصرفات الناقلة للملكية والحقوق العينية العقارية األخرى .3مما يدفع بنا إلى بيان
الخصائص لهذا السند للوصول إلى تحديد الصيغة القانونية له.
تعد شهادة الحيازة حسب المادة 39وما بعدها من قانون 25-90وكذلك المرسوم
التنفيذي 254-91المؤرخ في 9009/93/53المتضمن تحديد كيفيات إعداد شهادة الحيازة
وتسليمها والمحدثة بموجب المادة 39السابقة الذكر على أنها شهادة اسمية غير قابلة
التصرف بالبيع وال تغير الوضعية القانونية للعقار.4
حسب المادة 42من التوجيه العقاري وهذا يميز شهادة الحيازة على أنها ذات الطابع
الشخصي ،وال يعني حسب نص نفس المادة باعتبارها شهادة اسمية عدم انتقالها لورثة
1بربارة عبد الرحمان الحماية الجزائية لألمالك العقارية الخاصة ،رسالة لنيل الماجستير فرع عقاري و زراعي ،جامعة
البليدة ،الجزائر 2000 - 1999ص .54
2حامدي مصطفى ،الملكية العقارية في العراق – ج 1 -الحقوق العينية األصلية العراق – مطبعة لجنة البيان العربي-
رئيس ديوان التدوين القانوني – بغـداد 1964ص 307
3د .محمودي عبد العزيز – آليات تطهير وتسوية سندات الملكية العقارية الخاصة في تشريع الجزائري طبعة 2010 -
منشورات بغـدادي.
4المادة 43من قانون التوجيه العقاري.
-29-
اآلليات الموازية الستكمال عملية المسح العقاري الفصل الثاني:
المستفيد ،إذ أوجب ه ذا النص القانوني الورثة بالسعي لتجديد شهادة الحيازة باسمهم في أجل
سنة تسري إبتداءا من تاريخ وفاة الحائز المورث تحت طائلة إلغائها عند عدم تقديم الطلب.
والشهادة الحيازية الجديدة تخضع إلجراءات عملية التسجيل والشهر ثانية.1
-2شهادة الحيازة ال تغير في الوضعية القانونية للعقار
تنص المادة 43فقرة 01من قانون التوجيه العقاري" ال يترتب على تسليم شهادة
الحيازة تغيير في العقار القانوني …" ،وبينت المادة 47من نفس القانون على أن استكمال
إجراءات مسح األراضي تؤدي إلى تصفية الوضعية العقارية للعقارات المعنية بشهادة الحيـازة
وتسليـم حــائزها لدفـاتر عقــارية تمثـل األسـاس القــانوني الوحيـد إلثبـات الملكيـة العقــارية،
المـالك الحقيقـي في الفتـرة ما بيـن استكمال أعمـال المسح ،أو إثارة مدة التقادم المكسب
للمستفيد تجعل من الضروري التساؤل على كيفية الحفاظ على حقوق المالك ورغم ضمانات
نص المادة 43الفقرة األولى أعاله ،حيث منحت للمستفيد سلطات خاصة أثناء البيع والرهن
العقاري الذي يكون لفائدة الهيئات المقرضة ضمانا للقروض المتوسطة والطويلة األمد .وفي
هذه الحالة الرهن العقاري يتعلق بحق االنتفاع واالستغالل فقط وال يحق الملكية وهذا األخير
لم ينقل إلى الحائز بعد.
-3شهادة الحيازة غير قابلة للصرف
تنص المادة 43فقرة ..." 5غير أنه مع استثناء التحويل المجاني أو بمقابل مالي،
يحق لمن يجوز قانونيا شهادة الحيازة أن يتصرف بصرف المالك الحقيقي ما لم يقرر القضاء
المختص خالف ذلك" ،وتعني عدم إمكانية التحويل المجاني أو بمقابل مال للحقوق العينيـة
العقارية المتضمنة شهادة الحيازة حسب هذه المادة ،حظي أي تصرف بالبيع أو الهبة أو
الوصية وكل التصرفات العقارية الناقلة للملكية أو الحقوق الغيبية العقارية األخرى.
1لحلو غنيمـة -شهادة الحيازة في ق .التوجيـه العقـاري مجلة قضائية ،اإلجتهـاد القضائي للغرفة العقارية – محكمة عليا –
ج – 2004 - 2ص 161
-29-
اآلليات الموازية الستكمال عملية المسح العقاري الفصل الثاني:
والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل يجوز التنازع عن الحصص بين الشركاء في شهادة الحيازة
الواحدة نرى أنه يجب ذلك وهذا خدمة للتصفية العقارية واالبتعاد عن الشي ـوع شريطة أن
ي كون العقار المعني بالشهادة غير قابل للتقسيم بين الشركاء ،أو أن التقسيم من شأنه أن
يقلل من القيمة المنفعية وحتى التجارية للعقار.1
ثانيا :الطبيعة القانونية لشهادة الحيازة
باعتبارها شهادة الحيازة سند حيازي اسمية ال يحق التصرف في الحقوق العينية
المثبتة بالبيع وال تترتب بغير الوضعية القانونية للعقار .وألجل التطهير العقـاري وتشجيع
االستثمارات الفالحية خاصة بعد سنة 1990مما جعل المشرع السماح لحاملي شهادة
الحيازة بالحصول على شهادة التعمير حسب المبادئ التي أقرها القـانون 29-90المتعلق
بالتهيئة والتعمير 2حتى الحصول على رخصة البناء والهدم. 3
وكل هذه التسهيالت واالمتيازات ألجل تشجيع عمليات البناء الذاتي (الريفي) حاليا ،واتاحة
الحائز على إتاحة الحائز على شهادة الحيازة المبادرة بطلب رخصة البناء.
المطلب الثاني :شروط إعداد شهادة الحيازة واجراءات تسليمها
بالنظر إلى نص المادة 39من قانون التوجيه العقاري المعدل والمتمم والمادة 823
من األمر 58-75الحيازة يجب أن تكون على أراضي خاصة ،هادئة وعالنية غير منقطعة
وتسلم شهادة اسمية "شهادة الحيازة" بحيث تخضع لكل شروط التسجيل والشهر العقاري
وبحيث تكون في المناطق التي لم يتم فيها المسح العقاري العام .والمرسوم 254-91المؤرخ
في 9009/93/53يحدد كيفية إعداد وتسليم شهادة الحيازة.
نحاول التطرق إليها على النحو التالي:
تس اهل المشرع في بعض الشروط الموضوعية التي يجب أن تتوفر في طالب شهادة
الحيازة حيث اعتبر أن مدة سنة واحدة كافية لممارسة الحيازة القانونية ألجل حصول الحائز
عليها ،فالمدة الدنيا التي اشترطها المشرع في الفقرة الثانية من المادة 25من المرسوم
التنفيذي رقم 522-09المحدد لكيفية إعداد شهادة الحيازة وتسليمها ،1نرى أنها ال تكفي
ألجل تقدير الطابع الهادئ والمستمر والعلني للحيازة ،كما يعد خروجا عن المدة التي نص
عليها المشرع في القانون المدني في المادتين 827و .2 828
إن التسهيالت التي قدمها المشرع فيما يخص المدة القانونية للحصول على شهادة
الحيازة ال تبرر له تقليص مدة التقادم المكسب إلى سنة واحدة باإلضافة إلى أن المادة من
المرسوم التنفيذي رقم 254-09السابق ذكره وكذا المادة 413من األمر رقم 922-33
المتضمـن قانون اإلجراءات المدنية ال يتطابقان ألن المادة األخيرة تخص دعاوى الحيازة
عدى دعوى استرداد الحيازة التي من الممكن أن يرفعها الحائز بغية حماية حقه من
التعرض الذي يتسبب فيه الغير أما شهادة الحيازة فينجم عن تسليمها تمكين الحائز من
الممارسة الفعلية لحق الملكية ؛ و بالتالي فإن اشتراط ممارسة الحيازة سنة واحدة ينجر عنه
حتما نزاعات بين الحائزين الذين استوفوا هذا الشرط و الحاملين لشهادة الحيازة واآلخرين
الذين يدعون بحيازة أفضل .3وعلى طالب شهادة الحيازة أن يكون المالك لألرض محل طلب
1المرسوم التنفيذي رقم 254-91المؤرخ في 17جويلية 1991المحدد لكيفيات إعداد شهادة الحيازة وتسليمها ،الجريدة
الرسمية ،العدد 36المؤرخة في 31جويلية. 1991
2ميسون زهوين،مذكرة لنيل شهادة الماجستير بعنـوان:اكتساب الملكية العقـارية الخـاصة عن طـريق الحيـازة جامعة
قسنطينة،4002/4002،ص .341
هاته الشهادة (ملك خاص) أي غير تابعة لألمالك الوطنية وفقا لقانون ،69-90وأن تكون
بدون سند يثبت ملكيتها ولو عرفيا 1كما يجب أن يتوفر في الحيازة عناصرها المادية
والمعنوية باالستعمال واالستغالل بنية التملك 2وأن تكون هادئة ،علنية ومستمرة وال يشوبها
أي عيب حسب ما نصت عليه المادة 413من قانون إ.م.إ الجزائري والمادة 139من
قانون التوجيه العقاري.
بعد تقديم ملف تقني إلى البلدية مكان وجود العقار وفق إجراءين هما :
بعد توفر الشروط الموضوعية التي تطرقنا إليها سابقا ،يتقدم الحائز إلى البلدية التي
يقع العقار بدائرة اختصاصها بعريضة مكتوبة تتضمن المعلومات والبيانات الالزمة من:
مساحة العقار ،حدوده ،موقعه وهوية الحائز أو الحائزين في حالة ما إذا عاد العقار إلى
مجموعة من األشخاص الحائزين معا مرفقة بتصريح شرفي ،شهادة الحالة المدنية ومخطط
يبين حدود القطعة األرضية وموقعها.
برامج التحديث الريفي أو الحضري ذات المنفعة العامة أو برامج إعادة التجميع العقاري.
وعليه من خالل ما تطرقنا إليه سابقا فإن االختالف بين اإلجراء الفردي واإلجراء الجماعي
يكمن في أن األول هو وسيلة للتملك في المستقبل أما الثاني فهو أداة للتهيئة العقارية
فحسب.1
وهي مرحلة إدارية من اختصاص رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي يقوم بالتحقيق
والتحري ألجل إعداد شهادة الحيازة وتسليمها حيث يقوم بفتح سجل خاص مرقم وموقع من
طرف رئيس المحكمة المختصة إقليميا ،يسجل فيه تاريخ إيداع العرائض والتسلسل الزمني
لتقديمها ،2يقوم رئيس المجلس الشعبي بالتحقيق ويتبع المراحل التالية:
-الفحص السريع :حيث تودع شهادة الحيازة في نسختين على مستوى المحافظة العقارية
المختصة إقليميا ،و يتم الفحص السريع قبل التسجيل على سجل اإليداع من طرف
المحافظ العقاري بكيفية سهلة و سريعة ،إذ أن الوثيقة ذات شكل موحد يكتفي فيها المحرر
بإعطاء المعلومات المناسبة.3
-التسجيل في سجل اإليداع و الرسم المطبق :يكون التسجيل بعد ذلك مؤقتا في سجل
إليداع مؤقت لمدة خمسة عشرة يوما ثم تسجل بعد انقضاء هذه المهلة في سجل اإليداع
النهائي.
-مسك مجموعة من البطاقات العقارية :إن مجموعة البطاقات العقارية التي تنشأ
بمناسبة إشهار شهادات الحيـازة والتي تمسك على الشكل الشخصي طبقا ألحكام المادتين
113و 114ومن المرسوم رقم 36-33المتعلق بتأسيس السجل العقاري المعدل و المتمم،
يجب أن ترتب على حدة بصفة متميزة وبالنسبة لكل بلدية وهذا من شأنه السماح بتسهيل
البحث واستعمال البطاقات فضال عن تسهيل اإلحصائيات الدورية .مع مالحظة أن العامل
المتحكم في مدى تحرير شهادات الحيازة هو عمليات المسح العقاري وبالتالي كلما تقدمت
وتغيرت عملية المسح كلما قلت أو انعدمت فرص الحائزين في الحصول على شهادة
الحيازة.
إن أهم خاصية تتميز بها شهادة الحيازة أنها سند إسمي ،فهي تسلم شخصيا لطـالبها
و يتم ذلك إما بصفة فردية أو مجموعة من الحائزين على الشيوع و تسقط بمضي مدة سنة
من وفاة صاحبها إال إذا وقع طلب من الورثة خالل تلك المدة للحصول على شهادة حيازة
جديدة بأسمائهم.
فعلى الرغم من كونها شهادة إسمية إال أنها يمكن أن ترقى إلى سند إلثبات الحيازة،
واإلحتجاج بالتقادم لكسب ملكية العقار موضوع شهادة الحيازة .1كما أنها تخول للحائز
صالحيات والتكسبـه حقــوقا عدا إكتسـاب ملكيـة العقار والتصـرف فيـه حيث أنـه يصبح واضع
يد بسند حيازي 2و اليمكنه أن يستفيد من القاعدة التي سنها المشرع ضمن المادة 831من
1حمدي بـاشـا عمـر،حمـاية الملكية العقـارية الخـاصة ،الجـزائر دار هومـة ،2003 ،ص . 52
2حمدي باشا عمر محررات شهادة الحيازة ،الجـزائر – دار هومـة ،2002ص . 158
-23-
اآلليات الموازية الستكمال عملية المسح العقاري الفصل الثاني:
األمر رقم 58/75المتضمن القانون المدني الجزائري المعدل و المتمم وعليه ليس له أن
يكتسب بالتقادم خالفا لسنده.
نظ ار ألهمية شهادة الحيازة ولآلثار التي ترتبها حتما تؤدي إلى نشوب منازعات حتى
لو كانت ضد المالك الحقيقي فمنها ما يختص بها القاضي العادي وما يعود للقاضي
اإلداري.
-1القاضي العقاري:
-في حالة االعتراض على صفة الحائز ترفع الدعوى في محكمة مكان تواجد
العقار بالقسم العقاري خالل شهرين إبتداءا من تاريخ اإلعالن أو من يوم نشره في الصحف
اليومية .
-2القاضي الجزائي
ينظر في جرائم جنحة الحصول على شهادة الحيازة بالطرق االحتيالية كاستعمال
تصريح غير صحيح أو تقديم وثائق مزورة وجنحة التعدي على الحيازة العقارية نصت عليها
المادة 633من قانون العقوبات .1
في حالة تقديم طعن اإللغاء من قبل صاحب الملك الحقيقي الذي بحوزته سند رسمي
وبالتالي المحكمة اإلدارية هي المختصة بإلغاء شهادة الحيازة ،كونها وثيق إدارية والهيئة
التي أصدرتها هي البلدية ممثلة في رئيس المجلس الشعبي البلدي ،ويحق للمالك أن يرفع
دعواه ضد المحافظ العقاري إللغاء إجراءات الشهر إذا تم شهرها.
بالرغم من الجهود الجبارة التي قامت السلطات العمومية في إنجاح عملية المسح
العام لألراضي ،ببرمجة 95مليون هكتار إال أنه لم يتحقق سوى مسح %92من كامل
2
األراضي إلى غاية 5993وهذا راجع إلى عدم االستقرار السياسي والمؤسساتي للبالد
خاصة خالل العشرية السوداء وفي هذا السياق لجأت الدولة إلى إجراءات دراسات شاملة
لإلطار النظامي والمؤسساتي ،ولمواكبة تسارع وتيرة اإلصالحات االقتصادية ،فإنه بات من
الضروري البحث عن آليات جديدة تكون دعما لعملية المسح العام ألراضي والحاجة إلى
سندات الملكية ،وخاصة من أجل إنجاح مشاريع استثمارية تمول بصفة إلية باللجوء القرض
الرهني.
ونظ ار لمحدودية شهادة الحيازة وبعد أن ثبت عقد الشهرة كآلية لتطهير الملكية العقارية
الخاصة ،والتناقضات العملية والمساوئ الجوهرية التي خلفها العمل بالمرسوم 252-33
المؤرخ في 9036/92/59:المتضمن سن إجراء إثبات التقادم المكسب واعداد عقد الشهرة.
ومن ثم تم إلغاء بصفة رسمية بعد أن تدخل المشرع الجزائري بإستحدات إلية جديدة ،وهي
إعداد وصياغة القانون رقم 72-70:المؤرخ في 5993/95/53 :المتضمن تأسيس إجراء
لمعاينة حق الملكية العقارية وتسليم سندات الملكية عن طريق "تحقيق عقاري" المرسوم
التنفيذي رقم 140-73:المؤرخ في 5993/92/90 :المتعلق بعمليات التحقيق العقاري
وتسلم سندات الملكية يطبق بالتوازي مع عملية المسح العام لألراضي بحيث يسمح
لألشخاص وفي أجال قصيرة من معاينة حقوق الملكية العقارية ،وتسليم سندات ملكية وهذا
بإشراف اإلدارة الوالئية المكلفة بالحفظ العقاري .1مما يتعين التطرق إلى هذه اآللية الجديدة
وفق النحو التالي:
المطلب األول :مفهوم وشروط إعمال معاينة الملكية العقارية عن طريق تحقيق عقاري.
المطلب الثاني :مراحل واجراءات معاينة الملكية العقارية الخاصة عن طريق تحقيق عقاري.
المطلب األول :مفهوم وشروط إعمال معاينة الملكية العقارية عن طريق تحقيق عقاري
إن التقدم في إعمال المسح العام لألراضي وبهدف تطهير الوضعية العقارية لألمالك
غير الممسوحة كرس إجراء معاينة حق الملكية عن طريق " تحقيق عقاري" آلية جديدة
لتطهير الملكية العقاري ،تختلف عن آلية عقد الشهرة الذي الغي بموجب القانون ،2 95-93
وذلك بتقديم طلبات فتح ا لتحقيق العقاري إلى المدير الوالئي للحفظ العقاري المختص إقليميا،
وهذا ما سندرسه في فرعين:
الفرع األول :مفهوم وأهداف معاينة الملكية العقارية الخاصة عن طريق تحقيق عقاري
التحقيق العقاري في ضوء القانون 72-70هو بحث منهجي قائما أساسا على خالل
األسئلة المطروحة والشهادات المستقاة المتمثلة في إجراء تحريات وفحوص تهدف إلى تحرير
محضر ،مبر از أهم النتائج من الوقائع ،األقوال ،الوثائق الضرورية لتحديد حق الملكية والقيام
بجمعها ودراستها في عين المكان ،على مستوى إدارة أمالك الدولة والضرائب ومصالح
الحفظ العقاري ومسح األراضي واذا أقتضى األمر لدى أي مصلحة أخرى ، 1وهو ما أجازته
المادة 74من القانون السابق الذكر ،لكل شخص طبيعي أو معنوي مارس حيازة على
عقارات ولم يخضع إلى عملية المسح العام لألراضي بعد ، 2أو للمالك الذي بيده سند محرر
قبل ،9039/96/99أما التعليمة رقم 73المؤرخة في 5993/90/53المتعلقة بسير
عمليات التحقيق العقاري ومعاينة حق الملكية العقارية والحقوق العينية األخرى عرفته أنه
إجراء ميداني يقوم به أعوان مكلفين تحت مسؤولية مدير الحفظ العقاري ،على عقارات
الخواص غير ممسوحة .كما نشير إلى أن نصوص التحقيق العقاري مستوحاة من النصوص
التي وضعتها اإلدارة الفرنسية مع القيام بعض التعديالت الجزئية.
إن هذا القانون من شأنه أن يسمح بتوفير في أسرع وقت ممكن سندات ملكية ،لها
مصدقيه وتكرس وضعيات شرعية ،غرضها تشجيع البناء خاصة السكن والنشاطات
الفالحية بتقديم القروض الرهنية .إن الحقيق العقاري عكس المسح العام لألراضي ،يهدف
إلى تغطية إجباري وبصفة آلية جميع إقليم البلدية ،أما اإلجراء الجديد هو اختياري وجزئي ،
حيث ال يعني إال الذين قدموا طلبا بذلك .1
كما أن آلية التحقيق العقاري ترفع من قيمة العقارات األمر الذي يسهل على المالك
الحصول على االئتمان المطلوب فينال القروض التي يحتاج إليها ،في مقابل رهن العقار أو
إنشاء تأمين عليه ،3ويترتب على كل هذ ا تنشيط االئتمان العقاري ،وبالتالي استثمار أكثر
لألموال العقارية مما يزيد في الدخل القومي للبالد .
وبالتالي تفعيل دور البنوك كمتعامل إستراتيجي في المجال االقتصادي الذي يدفع
بالضرورة عمليات للتمويل الذاتي للمشاريع االستثمارية المرتبطة أساسا بتحديد الوضعية
القانونية لألوعية العقارية الضامنة للقروض الممنوحة لألشخاص الوطنيين واألجانب.1
تعتبر عملية المسح العقاري قمة السياسة العقارية ،اعتبارها أداة دائمة لتطهير
الوضعية العقارية لمجمل التراب الوطني ،وهو هدف إستراتيجي من جهة ،ووضع حد لتعقد
الوضعية
الراهنة للعقارات والمعامالت العقارية ،غير أن التأخر المعتبر للمسح العام لألراضي عبر
كامل التراب الوطني والنتائج الضعيفة له طيلة هذه المدة يبين عكس ذلك .2ومنه بات من
الضروري إيجاد آليات مدعمة لهذه العملية بسبب األهمية البالغة لسندات الملكية ،خاصة
في إنجاز المشاريع االستثمارية ،لتمويلها عن طريق القرض الرهني.
-4تسوية الوضعية العقارية للملكيات التي لها سندات محررة قبل 1691/73/71
تنص المادة 95الفقرة 95من القانون 95-93على " أن يشمل هذا اإلجراء
العقارات التي ال يحوز أصحابها سندات ملكية أو التي حررت بشأنها سندات ملكية قبل 99
مارس 9039والتي لم تعد تعكس الوضعية العقارية الحالية ".
إن المشرع الجزائري حاول من خالل تحديد هذا التاريخ معالجة نظام الشهر
االختياري وما خلفه المرسوم رقم 909-20المؤرخ في 9020/99/59المتضمن إصالح
نظام الحفظ العقاري السابق ،بحيث كانت الوضعية العقارية آنذاك تمتاز بعدم دقة عقود
الملكية ،وال تعكس هوية األطراف ،وجل المتعاملين والتعيين الدقيق للعقارات ومخططات
مسح جزئي غير واضحة والوثائق األصلية التي سلمت للمالكين. 1
الفرع الثاني :شروط معاينة الملكية العقارية الخاصة عن طريق تحقيق عقاري
عمال باألحكام التي جاءت بها المواد 96 ،95و 92من قانون 95-93أن تأسيس
هذا اإلجراء واالستفادة منه يتطلب جملة من الشروط ،منها ما يخص العقار المعني
والطبيعة القانونية له ،ومنها ما يتعلق بالحيازة و وضع اليد المكسب للملكية ،وهذا ما سيتم
شرحه وفقا للترتيب التالي:
طبقا للمادة 95فقرة 99من قانون 95-93أن هذا اإلجراء يطبق على العقارات
التي لم تخضع لعمليات المسح العام ، 2وهذا أمر طبيعي أن يتم تأسيس هذا اإلجراء ليشمل
العقارات التي تأخرت بشأنها عملية المسح العام لألراضي المستحدثة بموجب األمر رقم
3محمودي عبد العزيز،آليات تطهير وتسوية سندات الملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري،منشورات
بغدادي،الجزائر،4006،ص465
4وهو نفس الشرط الذي تم العمل به بموجب م03ف3من الرسوم 154/01المؤرخ في3601/05/43المتضمن سن إجراء
إثبات التقادم المكسب وإعداد عقد الشهرة
-22-
اآلليات الموازية الستكمال عملية المسح العقاري الفصل الثاني:
الشرط الثاني :أن يكون العقار معدوم السند أو له سند ملكية محرر قبل 1691/73/ 71
بهذا الشأن تنص المادة الثانية الفقرة الثانية من قانون 95-93على أنه " :يشمل
هذا اإلجراء العقارات التي ال يحوز أصحابها سندات ملكية أو التي حررت بشأنها سندات
ملكية قبل أول مارس سنة 9039و التي لم تعد تعكس الوضعية العقارية الحالية "
يستخلص من هذه المادة أن هذا اإلجراء يشمل أوال العقارات التي ال يحوز أصحابها على
سندات ملكية ،وعليه فكل شخص يملك عقا ار بموجب سند رسمي مشهر بالمحافظة العقارية
يكون غير معني إطالقا بهذا اإلجراء ،و ثانيا أن هذا اإلجراء جاء لتطهير العقارات التي
حررت بشأنها سندات ملكية قبل 9039/96/99على اعتبار أن هذه السندات ليست لها
حجية اإلثبات المطلقة و تعتبر كمحررات عرفية ،ألنها عادة ما تكون قد حررت وفقا لنظام
الشهر الشخصي القديم .2ال يتضمن اغلبها البيانات األساسية الواجب ذكرها في العقد
الرسمي من اسم العقار وطبيعته ،مساحته ،حدوده و أصل ملكيته ،و بذلك أصبحت ال
1تقرير لنيل شهادة الليسانس في القانون العقاري حول التحقيق العقاري جامعة قسنطينة ،4034/3،4033ص.32-31
4عبد الحفيظ بن عبيدة،إثبات الملكية العقارية والحقوق العينية في التشريع الجزائري،دار هومة،،الجزائر،4006ص-433
.434
-22-
اآلليات الموازية الستكمال عملية المسح العقاري الفصل الثاني:
تعكس الوضعية العقارية الحقيقية ،حيث ثارت بشأنها الكثير من المنازعات أدت إلى في
بعضها إلى صدور إحكام لمن بيدهم هذه السندات رغم انتقال ملكية العقار عرفيا إلى مالكين
آخرين .1
حيث تنص المادة الثالثة من القانون 95-93على أنه ":ال تطبق أحكام هذا القانون
على األمالك العقارية الوطنية بما فيها األراضي المسماة سابقا عرش و األمالك الوقفية" مع
العلم أن المادة 56من القانون رقم 52-09المؤرخ في 9009/99/93المتضمن التوجيه
العقاري المعدل والمتمم باألمر 53-02المؤرخ في ،9002/93/52قد أعطت تصنيفا
ثالثيا لألمالك العقارية ،و منه فإن العقارات المعنية بتطبيق تدابير القانون 95-93هي
العقارات التابعة للملكية الخاصة ،و عليه فإن قراءة المادة الثالثة أعاله يؤدي إلى استبعاد
العقارات التالية واستثنائها من مجال تطبيق هذا القانون و هي كالتالي:
استبعاد اإلشكاالت القانونية التي يطرحها هذا النوع من األراضي والتي يصعب حلها في
الكثير من المناطق في الوطن ،نظ ار لحيازتها أزيد من 999سنة.
واستبعد المشرع أراضي العرش من تطبيق أحكام القانون ،95-93هو كون الكثير من
عقود الشهرة التي حررت على ضوء القانون رقم 625-36والتي شملت حتى أراضي
العرش.1
ال يجوز اكتساب األمالك الوقفية بالتقادم عن طرق الحيازة مهما طالت حيازتها ،إن
الملكية الوقفية أمرها محسوم بموجب المادة 92من قانون األوقاف رقم 99-09المؤرخ في
9009/92/53المتعلق باألوقاف المعدل والمتمم جريدة الرسمية ،العدد 59سنة ،9009
والتي اعتبرت أن الوقف ليس ملكا لألشخاص الطبيعيين وال االعتباريين ويتمتع بالشخصية
المعنوية وال يمكن تملكه بالتقادم المكسب ،وتبعا لذلك تم استبعادها منذ تطبيق هذا اإلجراء،
وذلك ما أيدته المحكمة العليا في إحدى ق ارراتها .2
إن الحيازة القانونية الصحيحة في مفهوم المادة الرابعة والمادة الربعة عشر من هذا
القانون الجديد والتي تمكن صاحبها من الحصول على حق الملكية عن طريق التقادم
المكسب يجب أن تمارس وفقا ألحكام القانون المدني وذلك كما يلي:
تنص المادة 92الفقرة 95من القانون 95-93على انه " يمكن كل شخص طبيعي
أو معنوي يمارس حيازة على عقار ،سواء بنفسه مباشرة أو بواسطة شخص آخر ،أو يحوز
سند ملكية كما هو مبين في المادة 95من نفس القانون ،أن يطلب فتح تحقيق عقاري
لمعاينة حق ملكيته وتسليمه سند ملكية ،"...وعليه فإن الحيازة التي اشترطها المشرع يجب
أن يراعى فيها توافر الركن المادي والمعنوي ،1بحيث يجب أن تكون الحيازة هادئة وعلنية
ومستمرة خالية من عيب الغموض واإلكراه و الخفاء وعدم االستمرار .2ويمكن لكل شخص
أن يمارس في أراضي الملكية الخاصة التي لم تحرر عقود ملكيتها أن يحصل على سند
حيازي يسمى بشهادة الحيازة يمكن أن تكون ضمن مرفقات طلب التحقيق العقاري .3فيما
يخص تحديد مفهوم الحيازة والتقادم المكسب لم يأتي القانون 95-93بشيء جديد فالمرجع
األساسي والقانوني هو القانون المدني.
عملية االعتراف بالملكية للحائز المؤسسة على مفهوم المادة 92من قانون 95-93
يشترط من صاحب الطلب أن يكون قد استكمل مدة الحيازة المؤدية الكتساب العقار أو
الحق العيني العقاري ،ويكون ذلك إما بالتقادم المكسب لمدة 99سنوات عند توافر حسن
النية أو السند الصحيح أو 92سنة في حالة التقادم الطويل ،4وعليه يجب على المحقق
العقاري التأكد من عناصر الحيازة وله أن يستعين أثناء التحري بجميع الوثائق التي تدعم
إدعاءات الحائز بشان الحيازة الصحيحة ،ومن بين ما يعتمد عليه المحقق :الشهادة
المكتوبة الصادرة من بعض المصالح(االستغالل -االنتفاع -السكن بالعقار المعين)،
الشهادات الجبائية واجراء بعض البحوث والتحريات على مستوى المحافظة العقارية للتأكد
من وجود إشهار أو سند لهذا العقار.
المطلب الثاني :إجراءات ومراحل معاينة الملكية العقارية عن طريق تحقيق عقاري
تتم مراحل واجراءات معاينة الملكية العقارية عن طريق تحقيق عقاري من طرف محقق
عقاري تحت إشراف المحافظ العقاري بالوالية وبسعي من طالب حق الملكية ،ويمكن إتباع
هذا اإلجراء سواء لفائدة األفراد أو لفائدة الجماعة العمومية .هذا اإلجراء يعد مسألة جوازيه
بمقتضاه يجوز لكل حائز بدون سند أن يبادر بطلب تحقيق عقاري يوجه إلى مصالح الحفظ
العقاري ألوالئي يتضمن طلب المعاينة القانونية والمادية بحسب الحالة لألمالك العقارية
والحقوق العينية المرتبطة بها ،وتحديد مساحتها وموقعها ووضع معالم للحدود لها ،وقبل
الخوض في مراحل هذا اإلجراء البد من ذكر بعض القواعد العامة التحضيرية وبعض
المبادئ اإلجرائية لهذه العملية .
قبل التطرق إلى مرحلة طلب التحقيق واإلجراءات التالية له هناك بعض القواعد
العامة التحضيرية البد من الوقوف عليها وهي:
بما أن هذه العملية تتم تحت رقابة واشراف ومسؤولية مدير الحفظ العقاري ألوالئي
بهذه الصفة يتعين عليه السهر على توفير الشروط الضرورية لضمان حسن سير العملية،
ولهذا الغرض يتم الحرص على تنصيب خلية دائمة على مستوى المديرية وتمكينها بما يلي:
-20-
اآلليات الموازية الستكمال عملية المسح العقاري الفصل الثاني:
وضع في متناولها " الجهاز البشري المكلف بالقيام بالتحقيق العقاري" جميع
النصوص القانونية المنظمة لهذه العملية ودليل التحقيق العقاري المعد ألجل اإلجراء.
أن توفر لها جميع السجالت والمطبوعات الضرورية.
تثبيت برنامج اإلعالم اآللي المخصص لإلجراء مع توفير الدعم الالزم الذي
يساعدهم للقيام بمهمتهم.1
بما أن إجراء معاينة الملكية العقارية يقوده محقق عقاري تحت مسؤولية مصالح
الحفظ العقاري الوالئي ،وبالنظر إلى هذه المهمة ينبغي أن يكون المحقق رجال ذو قدرات
عالية وكفاءات مهنية جدية كتحصيل مجموعة من المعارف تكون ذات طابع قانوني و
يقتضي من المحقق أن يتصف بقدرات التنفيذ ويتجسد ذلك في القدرة على تطبيق القوانين
مع جمع وتحليل المعلومات ثم تحرير مختلف الوثائق.
بالرجوع إلى نص المادة 92والمادة 93من القانون 95-93يتضح انه يمكن إتباع
إجراءات التحقيق العقاري سواء لفائدة األفراد أو لفائدة الجماعة العمومية ويكون ذلك على
النحو التالي:
تنص المادة 92من القانون 95-93على انه " :يمكن كل شخص طبيعي أو
معنوي ،يمارس حيازة على عقار ،سواء بنفسه مباشرة أو بواسطة شخص ،أو يحوز سند
ملكية كما هو مبين في المادة 95أعاله ،أن يطلب فتح تحقيق عقاري كمعاينة حق ملكيته
وتسليمه سند ملكية" ،كما تنص المادة 93الفقرة 99من نفس القانون أعاله على ما يلي:
"يتم فتح تحقيق عقاري بصفة فردية في أي وقت" .ومن ثم فانه يحق لكل حائز لعقار معدوم
السند آو حرر بشأنه سند ملكية قبل أول مارس سنة 9039أن يقدم طلب فتح تحقيق إلى
مدير الحفظ العقاري الوالئي ،حيث يحرر الطلب في استمارة نموذجية متضمن البيانات
التالية:
-الصفة التي يتصرف بها صاحب الطلب ،إما حائ از واما مالكا فرديا او مالكا في الشيوع
كما يرفق الطلب بمخطط طوبوغرافيا للعقار 2و كل وثيقة من شانها أن تسمح
لصاحب الطلب إثبات حقه بها .وبعد ذلك يودع الطلب ومرفقاته بالمصلحة المختصة ،حيث
يتم ترقيمه وتاريخ تسجيله في السجل الخاص ويستلم وصل إيداع يبين فيه الرقم التسلسلي
وتاريخ اإليداع .3
تنص المادة 93الفقرة 5من قانون 95-93على انه ":غير انه يمكن فتح تحقيق
عقاري بصفة جماعية ،في إطار انجاز برامج بناء آو تهيئة عقارية ،ريفية او حضارية "،
يفهم من هذا النص أن الدولة عن طريق الوالية والبلدية هي التي تبادر بالتحقيق الجماعي
3أنظر المرسوم التنفيذي 322-00المؤرخ في 4000/05/36المتعلق بعمليات التحقيق وتسليم سندات الملكية،المادة-1ج ر
العدد 42سنة .4000
2المادة 2من المرسوم .322-00
3أنظر المادة 32من القانون ، 04-02والتعليمة رقم 01السابقة الذكر.
-39-
اآلليات الموازية الستكمال عملية المسح العقاري الفصل الثاني:
في إطار انجاز بناء آو تهيئة عقارية ريفية او حضارية ،الهدف من ذلك تفادي عرقلة إنجاز
هذه البرامج وتسوية وضعية العقارات بالمناطق المعنية من اجل تحديد مالكي هذه
العقارات .1وبالرجوع إلى المادة 93من القانون أعاله ،فإن التحقيق العقاري الذي يفتح
بصفة جماعية يكون بمقتضى قرار يتخذه الوالي بمبادرة منه آو من رئيس المجلس الشعبي
البلدي المختص إقليميا ،بعد اخذ أري كل من مسؤول مصالح الحفظ العقاري الوالئي،
وحسب الحالة مسؤول البناء او المصالح الفالحية للتأكد من قابلية االراضي النجاز برامج
البناء ،وعدم المساس باألراضي الفالحية الخصبة وينشر القرار في سجل العقود اإلدارية
للوالية.2
بعد ايداع الطلب وتسجيله يقوم مدير الحفظ العقاري الوالئي بفحص الطلب ودراسته
دراسة اولية وهذا من أجل التأكد من أن الغقار محل الطلب ليس موضوع أشغال المسح وأن
الطلب يحتوي على مرفقاته ،يقرر بعد ذلك إمكانية قبول الطلب آو رفضه.
-في حالة القبول يتخذ مقرر فتح تحقيق عقاري ،هذه البيانات حددتها المادة 93من
المرسوم التنفيذي 923-93ويرسل خالل شهر واحد ابتداءا من تاريخ استالم الطلب إلى
رئيس المجلس الشعبي البلدي قصد إلصاقه بمقر البلدية لمدة 92يوما قبل تنقل المحقق
العقاري إلى عين المكان.3
-في حالة الرفض يبلغ صاحب الطلب بذلك على مطبوع مطابق للنموذج المرفق.
1نذير بيوت ،االجتهاد القضائي للغرفة القضائية،الجزء 1قسم الوثائق للمحكمة العليا .4030،45
2المرسوم السابق ,المادة 5منه.
3أنظر المادة 00من المرسوم السابق.
-35-
اآلليات الموازية الستكمال عملية المسح العقاري الفصل الثاني:
وعليه وبمجرد قبول الطلب يصدر مدير الحفظ العقاري الوالئي مقرر تعيين المحقق
العقاري من ضمن أعوان سلك مفتشي أمالك الدولة ،حيث تبدأ مهمته بمجرد تبليغه مقرر
فتح التحقيق وهي نفسها سواء تعلق األمر بطلب فتح التحقيق العقاري الملتمس بصفة فردية
او بصفة جماعية ،وتنتهي مهمته حين إتخاذ مقرر الترقية.
أوال :جمع كل الوثائق المرسومة والمكتوبة التي تسمح بتعيين العقار المعني بالتحقيق
واالطالع عليها السيما :مخطط البلدية و محضر وضع المعالم و المخططات الخاصة
المعدة من طرف مسح األراضي .1
عند وصوله إلى الميدان يقوم بإثبات هوية األشخاص مع تشخيص العقار ثم العالقة
بين الملتمس والعقار ،وبالتزامن مع ذلك يقوم بجمع الشهادات وأقوال الشهود ،مع استقبال
المعترضين ،وفي كل األحوال يقوم بضبط حدود العقار بعد مقارنة المخطط الملحق بالطلب
مع الواقع الميداني ،وكذلك التحقيق القانوني بشان المدعي بالملكية العقارية بالتقادم المكسب
وفي األخير يحرر بطاقة العقار.
طبقا للمادة 99فقرة 96من القانون 95 – 93والمادة 95من المرسوم التنفيذي رقم
923 – 93يقوم المحقق بتحرير محضر مؤقت خالل 92يوما على األكثر بعد تاريخ تنقله
إلى عين المكان يسجل فيه نتائج تحقيقه ،2ثم تنشر نسخه منه عن طريق اللصق لمدة 69
يوما في مقر بلدية موقع العقار،لكي يطلع عليه الجمهور و ذلك قصد تقديم االعتراضات
المحتملة ،وتبدأ المدة المقترحة لالعتراضات التي تساوي 69يوما بعد ثمانية أيام من بداية
مدة لصق المحضر المؤقت يقوم خاللها المحقق بتسجيل كل ما يثار من اعتراضات في
سجل خاص ،ويمكن للمحقق العقاري عند االقتضاء أن ينتقل من جديد إلى الميدان قصد
دراسة تلك االعتراضات ،ثم يحرر بشأنها تقرير مفصل يرسل إلى مدير،الحفظ العقاري
الوالئي.1
طبقا للمادة 95من القانون 95-93يحدد المحقق العقاري جلسة للصلح بين
مدعي الحيازة والمعترضين عليها ،فإذا توصل اإلطراف الى اتفاق يحرر محض ار بذلك،
يكون ملزما ألطرافه ،أما إذا باءت المحاولة بالفشل يحرر بذلك محضر عدم الصلح ،يبلغ
لألطراف ،مبينا فيه أن إجراء التحقيق العقاري تم توقيفه إلى غاية صدور الحكم النهائي
وحينها يلزم جميع األطراف بتنفيذ منطوق الحكم بحسب ما إذا كان لصالح طالب التحقيق أو
ضده ،وان للمعترض الذي قدم اعتراضا المبادرة برفع دعوى قضائية خالل مدة شهرين
ابتداءا من تاريخ تسليمه المحضر المذكور أعاله .ويحدد االختصاص القضائي على الوجه
اآلتي:
-1إذا كان النزاع بين أشخاص طبيعيين او أشخاص معنوية خاضعين للقانون الخاص،
يعقد االختصاص إلى المحاكم العادية – القسم العقاري ،2أما االختصاص المحلي وطبقا
للمادة 9/92من ق أ م د يكون للمحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها العقار محل الدعوى.
-2أما إذا كان احد أطراف النزاع شخصا معنويا عاما ذو طابع إداري فانه وطبقا للمادة
399من قانون إ م د فاالختصاص يؤول إلى المحكمة اإلدارية ،وفي الحالتين فان آجال
رفع الدعوى هي شهرين من تاريخ تسلم محضر عدم الصلح ،وذلك ما تقتضي به المادة 95
من القانون . 95-93
ليقوم بشهر دعواه العقارية بالمحافظة العقارية واذا تم شهر الدعوى في المدة
المحددة يخبر مدير الحفظ العقاري الملتمس بتعليق إجراءات التحقيق إلى حين صدور حكم
قضائي نهائي ،كما يخبر الوالي ورئيس المجلس الشعبي البلدي المعنيين إذا كان التحقيق
يدخل في إطار عملية جماعية ،1وفي حالة ما إذا لم تقدم عريضة الدعوى لإلشهار في
اآلجال المذكورة أعاله يستمر التحقيق العقاري طبقا ألحكام المادة 96أعاله. 2
في حالة عدم وجود أي اعتراضات وبعد االنتهاء من إجراءات التحقيق العقاري يحرر
المحقق العقاري محض ار نهائيا يسجل فيه نتائج التحقيق الذي قام به ،وعليه يقوم المهندس
الخبير العقاري على الفور وبحضور المحقق برسم معالم حدود العقار والمخطط الطوبوغرافي
باإلشارة إلى معالم الحدود ورقم الوحدة العقارية ثم يسلمه للمحقق العقاري ،ويعتبر المحضر
حجة إلى حين إثبات العكس فيما يتعلق بإثبات حق الملكية ،ويتم التقيد بمنطوق الحكم او
القرار النهائي في حالة رفع دعوى قضائية 3ثم يتم إيداعه إلى مدير الحفظ العقاري الوالئي .
هذه العملية تعتمد على تدخل مدير الحفظ العقاري ألوالئي والمحافظ العقاري كل
حسب اختصاصه حيث يعهد لألول بإعداد مقرر االعتراف أو مقرر الترقيم ،ويقوم الثاني
بتنفيذه.
أوال :صالحيات مدير الحفظ العقاري الوالئي في إعداد وتسليم سند الملكية
بعد انتهاء المرحلة األولى من التحقيق العقاري يتولى مدير الحفظ العقاري ألوالئي
تقدير إصدار مقرر الترقيم الذي يكرس بصفة نهائية حق الملكية ومن اجل ذلك ،يتولى على
الخصوص العمليات التالية:
إذا لم يسجل أي اعتراض ونتج عن التحريات التي قام بها المحقق العقاري أن
صاحب الطلب يمارس حيازة من شانها ان تسمح له بالحصول على حق الملكية عن طريق
التقادم المكسب طبقا ألحكام القانون المدني ،فانه يعترف له بأحقيته على العقار محل
التحقيق ،1حيث يصدر مقر ار يتعلق بالترقيم العقاري يكون باسم المالك المعني للعقار،2
يتضمن هذا المقرر اإلشارة إلى هوية المالك وتعيين العقار وحدوده بدقة وفقا لمخطط المسح
المعد من قبل الخبير المهندس العقاري ،ثم يرسل إلى المحافظ العقاري المختص إقليميا
قصد تنفيذه.
بالرجوع الى المادة 93من القانون 95-93إذا لم يفض التحقيق العقاري إلى نتيجة
تسمح له بالحصول على حق الملكية،يعد بذلك مقر ار مسببا يتضمن رفض الترقيم العقاري
،يبلغ إلى المعني أو الوالي في اجل أقصاه ستة اشهر ابتداء من تاريخ إيداع الطلب،ومنه
يجوز الطعن في مقرر رفض الترقيم العقاري أمام المحكمة اإلدارية طبقا للمادة 399وما
بعدها من ق.ا.م.د خالل اآلجال المقررة قانونا والمحددة في المادة 95الفقرة 95من القانون
93ـ.95
تنص المادة 95/92من القانون 93ـ 95على انه" :يرسل مقرر الترقيم العقاري
للمحافظ العقاري المختص إقليميا قصد التنفيذ" ،ومنه فإن عملية التنفيذ أوكلت للمحافظ
العقاري الذي يقوم بإعداد السند الذي يشكل مجرد تنفيذ لمقرر الترقيم العقاري 1وذلك بعد أن
يقوم بالترقيم العقاري بمعنى شهر الحقوق المعاينة أثناء التحقيق في السجل العقاري ،وذلك
بالتأشير على مجموعة البطاقات العقارية المؤقتة ، 2وعلى إثر اإلشهار يقوم المحافظ
العقاري بإعداد سند الملكية طبقا للنموذج المرفق في المادة 59من المرسوم التنفيذي رقم
،926-93ثم يرسله إلى مدير الحفظ العقاري ألوالئي لغرض تسليمه لصاحب طلب
التحقيق وذلك ما تقضي به المادة 93من القانون 93ـ ،95وفي األخير يحتفظ بمديرية
الحفظ العقاري بكل تحقيق عقاري مغلق ،ملف يحتوي على مجمل الوثائق المجمعة والمعدة
أثناء التحقيق وبحسب الحالة أما نسخة من سند الملكية المتضمن تأشيرة الشهر العقاري واما
نسخة مقرر رفض الترقيم وترتب حسب كل بلدية.
يجب على المحقق العقاري التأكد من وقائع الحيازة عند وجوده في الميدان ،وقد تنشأ
نزاعات بين المالك في هذا الشأن ،أو الحائزين المجاورين الذين يمكن له تقديم اعتراضات
أمام العون ،أو بالسجل الخاص بذلك ،على مستوى المصالح الوالئية للحفظ العقاري، 1بعد
أن يتم تحرير المحضر المؤقت ويتم إعالمه للجمهور ،عن طريق اللصق وخالل المدة
المحددة لتلك االحتجاجات والقدرة ب 69:يوم حيث يحدد المحقق العقاري جلسة للصلح
خالل 93أيام على األكثر من تاريخ تقديم االعتراضات ،واذا أقتضى األمر االنتقال من
جديد إلى الميدان ،قصد دراسة االحتجاجات.
يحرر المحقق العقاري إذا ما أفضت محاولة الصلح إلى اتفاق ،في الحين محضر
صلح ويتمم عملية التحقيق العقاري ،أما إذا جاءت محاولة الصلح بالفشل يقوم المحقق
العقاري حينها بتحرير محضر عدم الصلح بين اإلطراف ،يبين فيه توقيف إجراءات التحقيق
إلى غاية صدور قضائي نهائي .وقد يكون موضوع النزاع منصب على الطعن في مدى
مشروعية حيازة الحائز الفعلي لتخلف أحد األركان ،أو عدم تحقق مواصفاتها القانونية ،أو
معيبة.
وترفع الدعوى من قبل المعترض المالك أو الحائز ،أمام الجهة القضائية المختصة،
1
وهذا في القسم العقاري ،كونها دعوى منصة على عقار سواء دعوى ملكية أو دعوي حيازة
2
،في أجل شهرين بالمحكمة الواقع في دائرة اختصاصها العقار محل المعاينة أو التحقيق
حسب نص المادة 95الفقرة 6من القانون 95-93مع وجوب شهر هذه الدعوى بالمحافظة
العقارية تحت طائلة عدم قبولها شكال.
إذا لم يفض التحقيق العقاري إلى نتيجة يقوم مدير الحفظ العقاري الوالئي بتحرير
واعداد مقرر رفض الترقيم مع التسبيب ،و يبلغ إلى المعني أو المعنيين الحائزين على
اإلجراء الفردي أو الوالي عند اإلجراء الجماعي للتحقيق العقاري ،يكون هذا المقرر قابال
للطعن فيه باإللغاء أمام الجهات القضائية اإلدارية المختصة و هنا يجب أن تراعى جملة
من الشروط الشكلية لرفع دعوى اإللغاء و كذا شروطها الموضوعية ،إذ يجب أن يبنى طلب
اإللغاء بناء على أحد عيوب القرار اإلداري ،مع مراعاة أحكام المادة 399من قانون
اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،فإن دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية في هذه الحالة من
اختصاص المحكمة اإلدارية .
وفيما يخص االختصاص اإلقليمي لمحكمة اإلدارية ،فقد أحالتنا المادة 396من
قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية إلى تطبيق المادة 63منه و التي خولت االختصاص
اإلقليمي للجية القضائية التي يقع في دائرتها موطن المدعى عليه وعليه هذه الحالة موطن
مدير الحفظ العقاري الوالئي هو مدير المحافظة العقارية الموجودة عمى مستوى الوالية التي
تم فيها إجراء التحقيق العقاري سواء الفردي أو الجماعي.
تنص المادة 93الفقرة األولى من القانون 95-93على انه " :يقوم المحافظ العقاري
بالترقيم العقاري وذلك بنشر الحقوق المعاينة أثناء التحقيق العقاري في المجال العقاري،
وعليه فإن عملية الشهر المنصوص عليها في هذا النص تؤدي إلى سند الملكية للحائز
المستفيد من إجراءات معاينة الملكية عن طريق تحقيق عقاري رغم وجود سند ملكية مشهر
للغير ،أو الحق العيني العقاري المعني بالمعاينة 1وهنا يمكن للمالك الحقيقي رفع دعوى
قضائية أمام المحكمة اإلدارية المختصة إقليميا و نوعيا ،يطلب فيها التعويض عن أخطاء
المحافظ العقاري " دعوى المسؤولية اإلدارية " باعتبار المحافظة العقارية مرفقا عموميا ،و
ذلك في أجل سنة من تاريخ اكتشاف الخطأ ،و يتقادم الحق في رفع الدعوى بمرور 92سنة
من تاريخ ارتكاب الخطأ ،إذ أن الدولة مسؤولة عن األخطاء التي يرتكبها المحافظ العقاري
أثناء تأدية مهامه ،ويبقى للدولة الحق في الرجوع على المحافظ العقاري في حال ارتكابه
خطأ جسيم.2
في حالة اكتشاف ترقيم على أساس تصريحات غير صحيحة ،أو تقديم وثائق مزورة
يقوم مسؤول مصالح الحفظ العقاري الوالئي برفع دعوى قضائية للمطالبة بإلغاء الترقيم
العقاري المعني ويمكن له تقديم شكوى أمام وكيل الجمهورية لمباشرة الدعوى العمومية بناءا
على التصريحات الكاذبة أو الوثائق المزورة التي تقدم بها الحائز المستفيد من عملية الترقيم
العقاري نتيجة للمعاينة و التحقيق الميداني ،بحيث يقتضي إثبات هذه الوقائع ذات الوصف
الجزائي ضرورة الحصول على حكم جزائي نهائي يقضي بإدانة الحائز بتهمة التصريحات
الكاذبة أو التزوير واستعمال المزور .1بحيث يستند المحافظ العقاري على هذا الحكم
القضائي الجزائي لرفع و تدعيم دعوى إلغاء الترقيم العقاري التي ستباشر أمام المحكمة
اإلدارية المختصة.
بالرجوع إلى المادة 93من القانون رقم 95-93نجدها تنص على أنه في حالة
اكتشاف ترقيم تم على أساس تصريحات غير صحيحة أو تقديم وثائق مزورة ،يقوم مسؤول
مصالح الحفظ العقاري الوالئي برفع دعوى قضائية للمطالبة بإلغاء الترقيم العقاري المعني
ويقدم شكوى أمام وكيل الجمهورية لتحريك الدعوى العمومية .وعليه فقد منح الحق لمدير
الحفظ العقاري الوالئي لرفع شكوى أمام وكيل الجمهورية في حالة تقديم الحائز المستفيد من
عملية الترقيم العقاري تصريحات كاذبة أو وثائق مزورة 2والتي يتم مقضاته على أساسها.
يحق للمدير الوالئي للحفظ العقاري تحريك الدعوى العمومية بإعتباره رئيس الهيئة
المشرفة على عملية التحقيق العقاري ،كان من المفروض توسيع صالحياته واعطائه الحق
في تحريك الدعوى العمومية خصوصا لكل متضرر من عملية الحصول على سند الملكية
على تصريحات مزورة ،3وب صدور حكم جزائي نهائي يحق للمحافظ العقاري باتخاذ كل
التدابير بما فيها رفع دعوى قضائية أمام المحكمة اإلدارية المختصة إللغاء الترقيم العقاري
السابق.
إن تبني المشرع الجزائري نظام الشهر العيني الذي يقوم على جملة من األسس
والمبادئ التي تضمن استقرار الملكية العقارية وتطهيرها وتمكين أصحابها على الحصول
على دفاتر عقارية ومخططات نظامية تماشيا مع النهج الجديد الذي فرضته األحداث من
خالل النصوص والقوانين التي تم إصدارها.
وهذا ما يجيبنا على اإلشكالية المطروحة حيث أنه الستكمال عملية المسح ال بد من
الب حث عن ميكانيزمات وأدوات جديدة إلنجاز عملية التطهير العقاري ومن أهم هذه اآلليات
شهادة الحيازة الذي حددها المرسوم التنفيذي رقم 177-77المتضمن تحديد كيفيات إعدادها
وتسليمها والمادة 97من قانون التوجيه العقاري 17-79المؤرخ في 7779/79/71والمعدل
والمتمم باألمر 12-77المؤرخ في 7777/97/17يضمن تسليم سند حيازي وتكوين سجل
عقارية ،أما القانون 91-95المؤرخ في 1995/95/15المتضمن تأسيس إجراء لمعاينة
حق الملكية العقارية وتسليم سندات الملكية والذي يتم بصفة اختيارية وكل من اآلليتين تتم
في األراضي غير ممسوحة.
نقيم مدى نجاعة هذه اآلليات عمليا في استكمال عملية المسح والوصول إلى تطهير
الوضعية العقارية للملكية العقارية الخاصة ،مما لها من أهمية كبيرة في تطوير االقتصاد
72
خاتمــــــــــــة
الوطني وتشجيع االستثمار الداخلي واألجنبي ،وتلبية حاجيات المواطنين من سكن وعلى
التداول العقاري بكل ائتمان و يضمن للدولة الضرائب العقارية.
وألجل تحقيق نتائج أفضل وأحسن و فعالة يستوجب إصدار قوانين ومراسيم وخلق
آليات أخرى إلنجاح عملية التطهير العقاري الشامل عبر كامل التراب الوطني وفي آجال
قصيرة و بتكاليف أقل من جهة ومن جهة أخرى التحلي بروح المسؤولية وتغلب اإلدارة
الجزائرية على البيروقراطية ،وسياسة التسيير المركزي .كلها تثقل وتيرة التطهير والعمل على
خدمة الصالح العام و الخاص.
73
المــراجــع
المراجــــــع
القوانيـــن :
األوامــــــــــــر:
74
المراجــــــع
المراسيـــم :
75
المراجــــــع
المؤلفات والمذكــرات:
76
المراجــــــع
.9بن عبيـد ة عبد الحفيـظ ،إثبـات الملكيـة والحقـوق العينيـة العقـارية في التشريع
الج ازئـري ،دار هومـة ،الجزائر ،طبعـة . 1119 ،6
.0علـوي عمـار ،الملكيـة والنظـام العقـاري في الج ازئـر – دار هومـة،الجزائر ،طبعـة ،0
.2004
.77بربارة عبد الرحمان ،الحماية الجزائية لألمـالك العقـارية الخاصة ،رسالة لنيـل
الماجستير فـرع عقـاري و زراعي ،جامعة البليـدة ،الجزائر. 2000-7999
محمودي عبد العزيز،آليات تطهير وتسوية سندات الملكية العقارية الخاصة .01
في التشريع الج ازئـري ،منشـورات بغـدادي ،الج ازئـر.1119 ،
د .محمـودي عبد العزيز ،آليـات تطهيـر وتسويـة سنـدات الملكيـة العقارية الخاصة .10
في تشريـع الجزائـري ،منشورات بغـدادي ،طبعـة.2010 ،9
شهـادة الحيـازة في قـانون التوجيـه العقـاري مجلة قضـائية لحلو غنيمـة، .14
اإلجتهـاد القضائي للغرفة العقـارية ،محكمة عليـا ،ج .2004 ، 2
حمـدي بـاشـا عمـر ،حمـاية الملكية العقـارية الخـاصة ،دار هومـة ،الجـزائر، .10
.2003
حمدي بـاشا عمر ،محـررات شهـادة الحيـازة ،الجـزائر ،دار هومة.2002 ، .71
حمـدي بـاشا عمر،آليـات تطهيـر الملكية العقـارية الخـاصة،دار هومة الجزائر، .10
عدم ذكر الطبعة والسنة.
77
المراجــــــع
تدخـالت ومحـاضرات:
.1أ .بن دعـاس سهـام ،مداخـلة حـول التحقيـق العقـاري والمنـازعات النـاتجة عنـه ،جـامعة
المديـة.
78
المالحـــق
الفــهـرس
مقدمة.........................................................................أ ب ج
- 88 -
المبحث األول :شهادة الحيازة02.....................................................
المطلب األول :مفهوم وشروط إعمال معاينة الملكية العقارية عن طريق تحقيق
عقاري09.......................................................................... ...
الفرع األول :مفهوم وأهداف معاينة الملكية العقارية الخاصة عن طريق تحقيق عقاري32...........
الفرع الثاني :شروط معاينة الملكية العقارية الخاصة عن طريق تحقيق عقاري30.....................
المطلب الثاني :إجراءات ومراحل معاينة الملكية العقارية عن طريق تحقيق عقاري39................
- 89 -
الفرع الثاني :تقديم طلب فتح تحقيق عقاري06..........................................
خاتمة 00.............................................................................
المالحق 02...........................................................................
الفهرس88................................................,...........................
الملخص 92..........................................................................
- 90 -
الملخــص
ملخص
إن المسح العقاري هو عملية تثبيت الحدود القانونية للعقارات والممتلكات .تشير عبارة
الممتلكات إلى أية منطقة أرضية أو حيز ال يمكن نقله وهو مصنف إما طبيعيا أو على شكل
مخصص مبنى.
يتم افتتاح عملية المسح بقرار من الوالي وباقتراح من مصالح مسح األراضي ،وتمر
على ثالث مراحل .المرحلة األولى وتعرف بالمرحلة التحضيرية ويتم من خاللها فتح عملية
المسح على مستوى البلدية وانشاء لجنة المسح .تقوم بإعداد وجمع الوثائق والبيانات
المساحية وتقسيم البلدية إلى قطاعات وأقسام .أما المرحلة الثانية فتعرف بالمرحلة الميدانية
ويتم من خاللها فتح عملية التحقيق العقاري لجرد واعداد المخططات المسحية للعقارات
وجمع المعلومات المتعلقة بتعريف هوية ذي الحقوق وهذا بحضور ممثلي الهيئات المشاركة،
ووضع حدود للعقارات في كل المناطق الحضرية والريفية .أما المرحلة األخيرة فيتم من
خاللها إيداع الوثائق والتقرير المعد من قبل المحقق في مقر البلدية ويقوم رئيس البلدية
باإلشهار إلعالم الجمهور بتقديم اعتراضاتهم.
عند نهاية إجراءات المسح يقوم المحافظ العقاري بإيداع وثائق المسح لدى المحافظة
العقارية ألجل تحديد حقوق الملكية والحقوق العينية وشهرها في السجل العقاري وبعد ذلك
يقوم بعملية الترقيم النهائي وترقيم مؤقت لمدة 40أشهر ولمدة سنتين وبعد تفقد الوثائق
والسندات التي تثبت الملكية أو الحيازة تصبح نهائية.
لعد م تحقيق عملية المسح األهداف والنتائج المرجوة استلزم األمر البحث عن آليات
تساعد في تطهير الوضعية العقارية بالموازاة مع المسح العقاري .تمثلت في شهادة الحيازة
التي بدت بوادرها بموجب قانون التوجيه العقاري 52-04المتعلق بتفعيل قواعد الحيازة و
بإصدار المرسوم 520-09المحدد لكيفيات إعداد شهادة الحيازة أوكلت الى رئيس البلدية
في إعدادها وتسليمها .بعد إيداع الملف الخاص بها يراسل مديرية أمالك الدولة لمعرفة ما
- 92 -
ملخص
إذا كانت األرض تابعة للدولة أم ال وبعدها يتم إصدار شهادة الحيازة ،ويسلم إلى صاحب
الطلب قرار يتضمن شهادة الحيازة.
في نهاية العملية يسلم مدير الحفظ العقاري ملفا كامال مكون من طلب ،سندات
المحضر المؤقت والنهائي والتقرير المفصل مع مختلف مراحل التحقيق لدراسته تثبيت
الملكية أو رفض الترقيم المؤقت قابال للطعن .وبعد ذلك يصدر مقرر ترقيم عقاري للعقار
باسم صاحب الطلب ويرسل إلى المحافظ العقاري لتنفيذه ويسلم سند الملكية مطابقا للنموذج
الموجود بالمرسوم 900-40إلى غاية إتمام إجراءات المسح فيرقم العقار ترقيما نهائيا،
وبعدها يتم إعداد الدفتر العقاري حسب نص المادة 45من القانون .45-40
- 93 -