You are on page 1of 324

‫ت�أليف‬

‫�شريـــف عبـــد الهـــادي‬


‫تي�ستروجيـــن‬

‫ت�أليـــــــف‪:‬‬
‫�شريـــف عبـــد الهــــادي‬

‫�إ�شراف عام‪:‬‬
‫داليا محمد �إبراهيم‬

‫جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نه�ضة م�صر للن�شر‬


‫يحظـــــر طـبــــــع �أو نـ�شـــــر �أو ت�صــويــــر �أو تخـزيــــن‬
‫�أي جــزء مــن هــذا الكتــاب ب�أيــة و�سيلــة �إلكترونية �أو ميكانيكية‬
‫�أو بالت�صويـــر �أو خــالف ذلك �إال ب�إذن كتابي �صريــح من النا�شـــر‪.‬‬

‫الترقيم الدولي‪978-977-14-4882-2 :‬‬


‫رقـــم الإيــــداع‪2014 / 9310 :‬‬
‫الطبعة الأولى‪ :‬يــونـيـــــو ‪2014‬‬

‫تليفـــون ‪02 33472864 - 33466434 :‬‬


‫فاكـــــ�س ‪02 33462576 :‬‬
‫خدمة العمالء ‪16766 :‬‬
‫‪Website: www.nahdetmisr.com‬‬ ‫‪� 21‬شارع �أحمد عرابي ‪-‬‬
‫‪E-mail: publishing@nahdetmisr.com‬‬ ‫المهند�سين ‪ -‬الجيزة‬
‫المقـدمــة‬
‫(ال�سينما المقروءة – �أفـالم م�صرية على ورق)‪..‬‬
‫م�شروع بد�أته في عملي الأدبي الأول «كوابي�س �سعيدة»‪،‬‬
‫م�سبقا كل �شخ�صية في الرواية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫لتقر�أ الأحداث و�أنت تعلم‬
‫ومن الفنان �أو الفنانة التي ت�ؤديها‪ ،‬حتى ت�ش�������اهد الأحداث‬
‫في خيالك ب��������أداء وطريقة كالم النج�������وم‪ ،‬وك�أن الرواية‬
‫بمثابة فيلم مقروء‪.‬‬
‫فتعالوا اليوم ن�س�������تكمل تلك التجرب�������ة التي تمزج بين‬
‫الأدب و�إيقاع ال�س�������ينما‪ ،‬لنقر�أ رواية �سينمائية‪ ،‬مع الفارق‬
‫�أن�������ه ال توظي�������ف للنجوم ف�������ي هذا العم�������ل‪ ..‬ف�أن�������ت القارئ‬
‫والمخ�������رج ال�������ذي يختار النجم المنا�س�������ب لكل �شخ�ص�������ية‬
‫لت�ش�������اهد الأحداث بطريقتك الخا�صة‪ ،‬وك�أننا �أمام فيلم‬
‫ب�أكثر من ن�س�������خة‪ ،‬ولكل قارئ ن�س�������خته التي تختلف عن‬
‫ن�سخ الآخرين!‬

‫‪5‬‬
‫أصل سوء تفاهم بين اتنين‪،‬‬
‫الحب اً‬
‫وأول ما بيفهموا بعض صح‪ ..‬بيفركشوا !!‬
‫استديــــو برنامـــج «أستروجيـــن»‬

‫المذيع��ة (مروة ن��ور الدي��ن) تجلـ�س على مقع��د فاخر وتوج��ه حديثها‬
‫للكاميرا بهدوء‪..‬‬
‫من وجهها نكت�شف �أنها فتاة جميلة ذات مالمــح هادئــة جذابة‪� ..‬شعرها‬
‫كيرلي غير م�صفف عند الكوافيــ��ر‪ ،‬وترتـــدي مالبـ�س ‪Semi Formal‬‬
‫مكياجا عل��ى وجههــا‪ ،‬وتق��ول بابت�سامــة رقيق��ة وهي تقر�أ‬
‫ً‬ ‫وال ت�ض��ع‬
‫كلمات الـ ‪ Auto Q‬التي تظهر �أمامها على الكاميرا‪:‬‬
‫تبق��وا غلطانين ل��و افتكرت��وا �إن الكيمي��ا مج��رد تفاعالت بي��ن المواد‬
‫والعنا�صر اللي في الطبيعة وب�س‪ ..‬الكيميا جوايا‪ ،‬وجواكم‪ ،‬وجوا كل‬
‫النا�س اللي حوالينا‪.‬‬
‫يبد�أ باقي ج�سد (مروة) في الظهور قبل �أن ترتدي نظارة طبية �أنيقة لتوحي‬
‫بجدية الحديث وهي توا�صل كالمها بابت�سامتها التي ات�سمت بالغمو�ض‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫فيه نا�س‪ ..‬من �أول ما ن�شوفهم بنحبهم من غير �سبب‪ ..‬ونا�س‬
‫تانية‪ ..‬من غير مـ��ا يعملـوا حاجــة غـل��ط‪ ..‬مـ�ش بنطـيقـهــم‬
‫ؤخرا �إن في��ه خريطة‬
‫بر�ضه م��ن غير �سب��ب‪ ..‬العلم �أثب��ت م� ً‬
‫للح��ب موج��ودة ف دم��اغ الإن�س��ان‪ ..‬وتحدي�� ًدا ف عقل��ه‬
‫الباط��ن‪ ..‬الخريط��ة دي عبارة ع��ن مجموعة م��ن ال�صفات‬
‫والطباع والمالم��ح الل��ي بنحبها ونف�سن��ا نالقيه��ا ف الطرف‬
‫التاني‪ ..‬و�أول ما نقابل��ه‪� ..‬أتوماتيك بنتعلق بيه ونرتاح له‪..‬‬

‫‪9‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫و�ساعتها‪..‬بيف��رز الج�سم هرمون��ات �إ�ضافية وكمي��ات كبيرة‬


‫مـن م��ادة الأدرينـــالــين الل��ي بت�سب��ب �إن الـــو�ش يحمــر‪..‬‬
‫والإيدين تع��رق‪ ..‬والقلب يف�ضل يدق ب�سرع��ة لغاية ما نكون‬
‫م�ش قادرين ناخد نف�سنا‪ ..‬ه��ي دي �سر معادلة الحب اللي بنقع‬
‫فيـه فج���أة و�إحنــا م�ش عارفي��ن لي��ه وازاي؟‪ ..‬وهــو ده‪..‬‬
‫مو�ضوع حلقتنا النهارده في برنامجكم‪�« ..‬أ�ستروجين»‪.‬‬
‫هن��ا يت�سع ال��كادر ونحن ن�سم��ع �صوت ت�صفي��ق الجمهور الح��اد الذي‬
‫كبيرا م��ن جمهور‬
‫ع��ددا ً‬
‫ً‬ ‫نكت�ش��ف �أنه م��ن الن�ساء فق��ط‪ ،‬حي��ث ن�شاهد‬
‫جميعا على‬
‫ً‬ ‫ال�سي��دات والبن��ات‪ ،‬ذوات الأعم��ار المتفاوتة‪ ،‬ويجل�س��ن‬
‫مقاعد تم ت�صميمها ب�شكل مختلف عن مدرجات الجمهور في باقي برامج‬
‫التوك �شو؛ �إذ تكون المقاعد على �شكل قلوب‪..‬‬
‫الجمهور ي�صفق بحرارة‪ ،‬ونتابع حركة الكاميرا الكرين التي ت�ستعر�ض‬
‫اال�ستديــو من �أعلى لن�شاه��د ديكورات البرنام��ج ذات الطابع الأنثوي‬
‫الأحمر والقلوب والورود التي تملأ جنبات اال�ستديو‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫مكتــب جيتـــام في كافيـــه «‪»Emotions‬‬

‫الآن نكت�شف �أن الم�شه��د ال�سابق كان مجرد م�شه��د ي�شاهده (جيتام) في‬
‫التلفاز‪ ،‬وهو يجل�س �إلى مكتبه الذي يدي��ر من خالله الكافيه الذي يملكه‬
‫وا�سم��ه (‪ ،)Emotions‬قب��ل �أن يوجه الريم��وت كنت��رول بب�ساطة نحو‬

‫‪10‬‬
‫التلفاز ويغلقه‪ ،‬ث��م يلتفت لنا وعلى وجهه ابت�سام��ة �ساخرة‪ ،‬ليعلق على‬
‫كالم (مروة) قائلاً ‪:‬‬
‫متهي�ألكم‪ ..‬ل��و كان الحب كيمي��ا بتربط الب�ش��ر ببع�ضهم‪..‬‬
‫ماكان�ش معظ��م الحبيبة �سابوا بع�ض لأ�سب��اب تافهة‪ ..‬الحب‬
‫خطوات مكتوبة ف كتالوج �سري ربنا زارعه جوا كل واحد‬
‫فينا في مكان خف��ي‪ ..‬اللي بيعرف يالقي��ه وي�ستعمله‪ ،‬يقدر‬
‫يخطف قلب اللي قدام��ه‪ ..‬واللي م��ا يعرف�ش‪..‬ما قدامو�ش‬
‫غير حلين‪( ..‬يخرج من جيبه مناديل ورق ويلوح بها وهو‬
‫يتابع)‪ ..‬ورق الكلينيك�س ع�شان يم�سح دموعه‪( ..‬ي�شير �إلى‬
‫نف�سه ويتابع) �أو �إنه يعتمد عليا‪.‬‬
‫الكادر يت�سع لنرى م�ص��ور فيديو ي�صور (جيتام) وبج��واره (ح�سين)‪،‬‬
‫ذلك الجر�س��ون البدين الذي يرت��دي بذلة �سوداء منفوخ��ة بفعل كر�شه‬
‫مديرا للجر�سونات‪.‬‬
‫ً‬ ‫ال�ضخم‪ ،‬ويعمل‬
‫ما �إن ينتهي من الت�صوير‪ ،‬حتى يقول (جيتام) ب�صرامة‪:‬‬
‫!‪Stop‬‬

‫ثم يلتفت (جيتام) لـ(ح�سين) ويتابع وهو ي�شير نحو الم�صور‪:‬‬


‫روح معاه يا ح�سين ونزل الفيديو على ‪ CD‬وهاتهولي ع�شان‬
‫�ألحق �أرفعه ع الجروب بتاعي ع الفي�س بوك‪.‬‬
‫ح�سيــــــــــن‪:‬‬
‫ت�ؤمرني يا جيتام بيه‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫(جيتام) يوجه حديثه لـ(ح�سين) وهو ي�شير لم�صور الفيديو‪:‬‬


‫ماتحا�سبهو�ش غير لما تت�أكد من كواليتي ال�صورة‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫استديــــو برنامـــج «أستروجيـــــن»‬

‫(مروة) ت�س���تمع لإحدى المت�ص�ل�ات بالبرنامج وعلى مالمح وجهها‬


‫عالمات التحفز‪ ،‬في حين ن�س���مع �ص���وت الفتاة المت�صلة وهي تقول‬
‫بحزن وت�أثر‪:‬‬
‫بحبه م��ن �سنتين‪ ..‬بع��د �أول �سنـ��ة القيته بيقول ل��ي �إن فيه‬
‫حاجة ناق�صة‪..‬ولما �س�ألته �إيه اللـي ناقـ�ص ع�شــان �أكمله‪..‬‬
‫قال لي اللي ناق�ص عندي �أنا م�ش عندك �إنتي‪ ..‬و�إنه حا�س�س‬
‫نور ف و�شه فج���أة وم�ش ق��ادر يتحمل نوره‪..‬‬ ‫�إن ك�ش��اف ّ‬
‫قالها واختفى‪ ..‬وبعدين عرفت �إن��ه خطب‪ ..‬ب�س هو والله‬
‫رجع تاني زي ما كنت حا�سة‪ ..‬لك��ن بعد �شوية اختفى تاني‬
‫ول�سه عمال��ة �أدور عليه‪ ..‬وقب��ل ما تقولي ان�سي��ه زي اللي‬
‫قالوا‪� ،‬أنا فعلاً فكرت‪ ..‬لكن �س�ألت نف�سي‪ ..‬يا تري لو لقيت‬
‫فار�س �أحالم بديل هيحبن��ي زي ماهحبه والال هف�ضل م�ستنية‬
‫�إنه يتعطف عليا ويقول ل��ي بحبك وفي الآخر ما يقولها�ش‪..‬‬
‫هو �إحنا ليه ما عندنا�ش رفاهية االختيار؟ ليه م�ش من حقي �أنا‬
‫واللـي زيـي �إننا لمـا نالقـي فار�س �أحـالمنـا نروح ونقول له‬
‫كلمة بحبك و���ش زي م��ا الرجالة بييج��وا يقولولن��ا ع اللي‬

‫‪12‬‬
‫جواه��م �أول ما يح�سوا �إنه��م لقونا؟ ليه م�ش م��ن حقي �أختار‬
‫حيات��ي والراجل الل��ي هعي�ش مع��اه‪ ،‬بدل ما ار�ض��ى باللي‬
‫يحدف��ه الن�صيب لأن��ي حا�سة �إني ل��و �سيبته ممك��ن ماالقي�ش‬
‫غيره؟ ليه ماعندي�ش طول الوقت غير �إني �أ�ستنى اختيار اللي‬
‫ول لأ؟‬
‫قدامي ويا عالم هيختارني اَّ‬
‫مروة (بابت�سامة ب�سيطة)‪:‬‬
‫تعرفي �إن��ك فكرتيني بكالم جدت��ي الله يرحمه��ا لما خاالتي‬
‫كان��وا بيدعول��ي �إن ربن��ا ي�صلح حال��ي و�أتج��وز‪ ..‬كانت‬
‫بت�ضاي��ق �أوي وتق��ول مي��ن الل��ي ق��ال �إن �ص�لاح الحال‬
‫بالجواز؟ ما يمكن اللي هي فيه دلوقتي هو �صالح الحال‪.‬‬
‫فتــاة االت�صــال (بتحـ ٍّد)‪:‬‬
‫يمكن ده كالم جدتك‪ ..‬ب�س �أن��ا جدتي عمرها ما قالت كده‪،‬‬
‫وال جدة �صاحبت��ي‪ ،‬وال جدة جارت��ي‪ ،‬وال �أي �ست م اللي‬
‫دايما تقولي عقبال ما ا�شرب‬
‫حواليا‪ ..‬كل �ست كبيرة حواليا ً‬
‫ودايما برد عليه��م ب�صوت وا�ضح‪ ،‬عقبال‬
‫ً‬ ‫�شرباتك يا بنتي‪،‬‬
‫ما ا�ش��رب قهوتك يا طن��ط‪ ..‬يا ري��ت تقولي لي ح��ل ينفع‬
‫دايما في الكتب والحواديت‪.‬‬
‫�أعمله‪ ..‬م�ش نظريات بنقراها ً‬
‫مــروة (بلهجــة عقالنيــة هادئـــة)‬
‫م�ش مطلوب منك لما تالق��ي فار�س �أحالمك غير �إنك تكوني‬
‫نف�سك‪ ..‬لو هو فهمه��ا وق َّدرها يبقى الظ��روف والنا�س اللي‬

‫‪13‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫هيدوبوكوا ف بع�ض زي ما الملعقة بتقلّب ال�سكر في‬


‫َّ‬ ‫حواليكم‬
‫الميه‪ ..‬ولو مافهم�ش‪ ..‬يبقى ل��و مليون �ألف ملعقة قلّبوا مع‬
‫بع�ض‪ ..‬عمر الميه والزيت ما هيبقوا حاجة واحدة‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫كافيـــــه «‪»Emotions‬‬

‫�ص���ورة بانورامية داخل كافيه «‪ »Emotions‬الذي يجل�س رواده من‬


‫البنين والبنات في �ص���ورة ‪ ،Couples‬ونرى (جيت���ام) يت�أمل المنظر‬
‫من بعيد وهو يتمتم‪:‬‬
‫�إييييه‪ ..‬يا بخت من وفق مز ومزة في الحالل‪..‬‬
‫(جيت��ام) يعطي ظهره للزبائن ويه��م بالتوجه لمكتبه؛ لك��ن فج�أة تحدث‬
‫�صائحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫جلبة ويم�سك �أحدهم في الجر�سون‬
‫الزبـــــــــون‪:‬‬
‫فورا‪.‬‬
‫دي مهزلة‪� ..‬أنا عايز �صاحب المكان ً‬
‫جيتام يتجه نحو الزبون‪ ،‬وي�س�أله‪:‬‬
‫خير يا فندم؟‬
‫الزبون (وقد �أم�سك ب�ساندوت�ش)‪:‬‬
‫�أنا كنت طالب كب��دة �إ�سكندراني (يمد ي��ده بال�ساندوت�ش نحو‬
‫جيتام ويتابع)‪ ..‬اتف�ضل دوق بنف�سك واحكم‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫جيتام ي�أخذ ال�ساندوت�ش ويق�ضم منه قطع���ة‪ ،‬ثم يب�صقها بقرف اً‬
‫قائل‬
‫للجر�سون‪:‬‬
‫�إيه القرف ده؟! ‪ 100‬مرة �أنبه عليكم كبدة الحمير اللي بنتبرع‬
‫بيها لل�سيرك القومي تتح��ط ف ديب فريزر لوحدها بعيد عن‬
‫كب��دة الزباين‪(..‬جيتام ينظ��ر لم�ؤخرة الزب��ون ويتابع)‪..‬‬
‫عاجبك كده؟ �أهو الراجل طلع له ديل وقرب ينهق!‬
‫(�صائحا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫الزبون‬
‫اخر�س!‬
‫جيتام يجذبه من ياقة قمي�صه اً‬
‫قائل ب�صرامة‪:‬‬
‫اخر�س انت يا ن�صاب يا عمي��ل‪ ..‬فاكرني م�ش عارف مين‬
‫تبوظ �سمعة المحل ويخطف مني الزباين؟‬
‫اللي باعتك ع�شان ّ‬
‫الزبون (بقلق)‪:‬‬
‫�إنت بتقول �إيه؟‬
‫جيتــــــــام‪:‬‬
‫بقـ��ول �إن الكافيـه بتاعن��ا مفي�ش في ال��ـ ‪ menu‬بتاع��ه كبـدة‬
‫�إ�سكندران��ي م��ن �أ�صل��ه‪� ..‬ساندوت�ش��ك كان في��ه جمب��ري‬
‫�إ�سكندراني يا غ�شيم‪.‬‬
‫جيتام يلتفت للجر�سونات اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫روقوه‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪15‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫الزبون (بتو�سل)‪:‬‬
‫�أنا �آ�سف‪..‬ا�ستر عليا الله ي�ستر عليك‪.‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫ا�ستر علي��ك ده �إيه؟! �ش��رف الراجل زي ع��ود الكبريت ما‬
‫يولع�ش غير مرة واحدة‪.‬‬
‫الجر�سونات تكبل حركة الرجل‪ ،‬بينما يم�سك �أحدهم بفمه حتى يمنعه‬
‫من الكالم ثم ي�أخذونه بعي ًدا عن المكان‪ ،‬قب���ل �أن ي�ستوقف (جيتام)‬
‫�صائحا فيه‪:‬‬
‫ً‬ ‫الجر�سون (ح�سين) كبيرهم‬
‫يا ح�سين‪.‬‬
‫ح�سيـــــــن‪:‬‬
‫�أ�ؤمر يا فندم‪.‬‬
‫جيتــام (هام�سً ــا)‪:‬‬
‫ل�سه ما لقيت�ش �شيف بيعمل كبدة �إ�سكندراني معفنة زي بتاعت‬
‫العربيات؟‬
‫ح�سيـن (بخجــل)‪:‬‬
‫ل�سه يا فندم‪.‬‬
‫(هام�سـا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتــام‬
‫طب روح هات لي �ساندوت�شين كب��دة معفنين من عند زيزو‬
‫ب�سرعة ع�ش��ان في �ضيوف جايين لي‪ ..‬الج��روب بد�أ يندع‬
‫عاطفيا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫مجروحين‬

‫‪16‬‬
‫ح�سيـــــــن‪:‬‬
‫ثواني وهتكون عندك ال�ساندوت�شات‪.‬‬
‫(ح�سين) يترك (جيتام) ويهم باالن�ص���راف‪ ،‬في�صيح فيه (جيتام) �أمام‬
‫الزبائن‪:‬‬
‫لو م�ش معفنة م�ش هاخدها‪.‬‬
‫الزبائن تنظر له بده�شة‪ ،‬فيالحظ ذلك قب���ل �أن يبادلهم النظر بنظرة‬
‫من ي�شعر بالقرف منهم اً‬
‫قائل ب�سخرية‪:‬‬
‫�إيه القرف ده؟!‪ ..‬عالم مقرفة!‬
‫❀❀❀‬

‫أمــام مكتــب جيتــام فــي كافيــه «‪»Emotions‬‬

‫مكتوبا عليه��ا «�أ‪ .‬جيتام‬


‫ً‬ ‫على ب��اب مكتب (جيت��ام) ن�شاهد لوحة معلق��ة‬
‫الديب �صاحب كافي��ه ‪ »Emotions‬بخ��ط غريب لكن��ه مبتكر وجذاب‪،‬‬
‫وتحيط بالجملة مجموعة من القلوب الحمراء الالمعة بخليط من الجليتر‬
‫الذهبي والف�ضي‪..‬‬
‫الآن نرى �أكثر من يد تطرق الباب‪ ،‬فيفتح جيتام ويرمق الحا�ضرين‬
‫بنظرة طويلة �ساخرة قبل �أن يقول‪:‬‬
‫يا ‪.Welcome‬‬

‫❀❀❀‬

‫‪17‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مكتــــب جيتــــام مــــن الداخــــل‬

‫الآن نحن في مكتب (جيتام) الذي يقف حول ر�أ�س مائدة مايكرو�سوفت‬
‫المبه��رة «‪ »Microsoft touch table‬التي تعمــ��ل باللمـــ�س‪ ،‬وت�ضيــف‬
‫م�ؤثــرات ب�صريــ��ة مبهــرة على ال�صــور المعرو�ض��ة بها‪ ،‬كما يمكن‬
‫تو�صيلها بالهواتف المحمولة الذكية لت�ستقبل تلك المائدة ال�صور وملفات‬
‫الفيدي��و الموجودة داخ��ل الهوات��ف المحمولة‪ ،‬وتعر�ضه��ا بحجم كبير‬
‫جدا‪ ،‬وح��ول المائــدة ن�شاهـــد ثالثـ��ة �أ�شخا�ص متفاوتـ��ي الأعمــار‪،‬‬
‫ًّ‬
‫ما بين المراهقة‪ ،‬وال�شباب‪ ،‬والرجولة‪..‬‬
‫الرجـل الأول يرتــدي نظــ��ارة طبيـة‪ ،‬و�أ�صلـ��ع الر�أ�س‪ ،‬ذو مالمح‬
‫دميم��ة‪ ..‬ممتلئ الخدين‪ ،‬ويرت��دي بذلة �سوداء‪ ،‬ونالح��ظ �أن رابطة‬
‫عنقه غير م�ضبوطة وتميل للي�سار‪.‬‬
‫ال�شاب الثان��ي نجده يرت��دي مالب�س فانك��ي‪ ،‬وقد فت��ح �أزرار قمي�صه‬
‫ليظهر من تحتها �شع��ر �صدره الكثيف لدرجة تثب��ت نظرية �أن الإن�سان‬
‫كان (�أ�صله ق��رد) وتظهر من تحت القمي�ص �سل�سل��ة �ضخمة‪� ،‬أما �شعره‬
‫فقد تم ت�سريحه �إ�سبايكي بعد �أن �سهر عند الحالق ‪� 3‬أيام!‬
‫ال�شاب الثالث نجد �سنه �أكبر قليلاً من ال�شاب الثاني‪ ،‬ونالحظ �أنه يرتدي‬
‫(طقم كال�سيك) وقد ارتدى �سل�سلة يتدلى منها �صليب ذهبي‪.‬‬
‫في مائدة مايكرو�سوف��ت التي يلتف حولها الجمي��ع‪ ،‬ن�شاهد ر�سمتين‪..‬‬
‫الأول��ى بها �شاب يداع��ب حبيبته الت��ي تجل�س على مرجيح��ة وحولهما‬
‫�أ�شجار وزهور وع�صافي��ر‪ ،‬والثانية بها �شاب ينظ��ر حوله برعب في‬
‫�صحراء مترامية الأطراف وحوله ثعابين وذئاب‪..‬‬

‫‪18‬‬
‫(جيتام) ينظر للر�سمتين ويقول للجميع‪:‬‬
‫جيتــــــــام‪:‬‬
‫البني �أدمين زي الر�سم‪ ..‬منهم اللي نزل ف لوحة فيها ورد‬
‫و�شجر وع�صافير ملونة‪ ..‬ومنهم الل��ي نزل ف ر�سمة كلها‬
‫�أفاعي وديابة‪ ،‬في برواز مقفول عليه‪.‬‬
‫(جيتام) ينظ���ر للر�سمتين‪ ،‬ثم يجذب �ش���اب الر�سمة الأولي وي�ضعه‬
‫في لوحة ال�صحراء‪ ،‬بينما يجذب �ش���اب لوحة ال�صحراء لي�ضعه في‬
‫مبدل اًّ‬
‫كل منهما وهو يتابع‪:‬‬ ‫اً‬ ‫لوحة الحديقة‬
‫بـــ�س الفــرق‪� ..‬إن الر�ســام اللـي حطنــا ف لـــوح ممكــن‬
‫ماتعجبنا�ش‪ ،‬ح��ط ف �أدين��ا فر�ش��ة و�ألوان ع�ش��ان نغيرها‬
‫لل�شكل اللي ينا�سبنا‪ ..‬لذلــك �أنـــا مقتنــع �إن الق�سمة والن�صيب‬
‫اللي في ال�سما �إحنا اللي كتبناهم من قبل ما ننزل الأر�ض‪.‬‬
‫(جيتام) ينظر لل�شباب الثالثة بنظرة مطمئنة ويقول‪:‬‬
‫اتف�ضلوا‪.‬‬
‫كل منهم يخرج هاتف��ه المحمول وي�ضع��ه على مائ��دة مايكرو�سوفت‪،‬‬
‫فتخرج من الموبايالت ‪� 3‬صور لثالث بنات‪..‬‬
‫نالح��ظ �أن محم��ول الرج��ل الأول ذي النظ��ارة الطبي��ة وال�ش��كل‬
‫المتوا�ض��ع‪ ،‬خرجت من��ه �صورة فت��اة باه��رة الجم��ال‪� ..‬شقراء‪..‬‬
‫بي�ضاء‪ ..‬مم�شوقة القوام‪ ،‬ت�ستنــد على �سيـارة فخمــة �أحدث موديــل‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫(جيتام) ينظ���ر لل�صورة ث���م ينظر للرج���ل بخ�ضة ويرف���ع حاجبيــه‬


‫بده�شة‪ ،‬فيرفــع الرجــل كتفيــه ويمط �شفتيــه في خجل للداللــة على‬
‫�أنه يعلـم �صعوبة الموقف‪ ،‬وا�ستحالة االرتبـاط بهـا‪ ،‬فيقــول جيتام‬
‫�ساخرا‪:‬‬
‫ً‬
‫�إيه يا ع��م ال�صاروخ الفظي��ع ده؟! وريتهالي لي��ه ب�س ده �أنا‬
‫ممكن �آخدها منك‪.‬‬
‫الرجــل (ب�صدمــة)‪:‬‬
‫نعم؟!‬
‫جيتــام (�ضاحكً ــا)‪:‬‬
‫متخاف�ش �أوي كده‪ ..‬ه��ي �آه ت�ستاهل �إني �أبيع��ك ع�شانها‪..‬‬
‫ب�س �سمعة الكافيه �أغلي منكو �إنتو الجوز‪.‬‬
‫�أمـا موبايل ال�شاب الثاني الرو�ش الفانكي‪ ،‬فتخرج منه �صورة فتاة‬
‫إ�سدال»‪ ،‬وقد وقفت �أمام الم�سجد لترتدي حذاءها‪،‬‬
‫محجبة‪ ،‬ترتدي «� اً‬
‫وما �إن يرى جيت���ام �صورتها حتى ينده�ش‪ ،‬في�ضغ���ط على ال�صورة‬
‫ليتم تكبيرها ويت�أكد مما ت�شاهده عيناه‪ ،‬قبل �أن ينظر لل�شاب الفانكي‬
‫وي�سارا وهو يردد ب�سخرية‪:‬‬
‫ً‬ ‫ويهز ر�أ�سه بعتاب يمينًا‬
‫خ�سئت!‬
‫ال�شــاب الفانكـــي‪:‬‬
‫دي حتى ما بت�سلم�ش‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫(�ساخــرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتــام‬
‫وم��ا لـ��ه‪ ..‬البنـ��ت اللــ��ي تقــ��ول ل��ك ‪ sorry‬م��ا ب�سلمـ�ش‬
‫بالإيــد‪ ..‬بو�سها من خدها وقول لها وال �أنا كمان ب�سلم‪.‬‬
‫محمول ال�شاب الثال��ث ذي ال�صليب‪ ،‬تخرج منه �ص��ورة لفتاة ترتدي‬
‫نظارة طبي��ة‪ ،‬تجل�س في �إحدى المكتب��ات تقر�أ في كتاب م��ا بانهمــاك‬
‫�شدي��د‪ ،‬وعلى جانبيه��ا عمودان من الكتــ��ب‪ ،‬فيرفع جيتـــ��ام حاجبيه‬
‫ويه��ز ر�أ�سه لأعل��ى و�أ�سفل دالل��ة عل��ى اهتمامه وتركي��زه وهو يمط‬
‫�شفتيه‪ ،‬ث��م يخرج موبايله ال��ـ ‪ HTC‬وي�ضعه على مائ��دة مايكرو�سوفت‬
‫فتتح��رك كل ال�صور وتدخ��ل موبايله لت�صب��ح مخزنة علي��ه‪ ،‬فيلتقـــط‬
‫موبايله من على المائدة‪ ،‬وي�ضعه في جيبه قبل �أن ينظر في وجوههم‬
‫قائل‪:‬‬
‫اً‬
‫طبعا ال��كل ق��ال لك��م �إن ارتباطكم بفتي��ات �أحالمك��م �شيء‬
‫ً‬
‫م�ستحيل‪.‬‬
‫الجميع يهزون رءو�سهم في وقت واحد بما معناه (نعم)‬
‫جيتــــــــام‪:‬‬
‫وطبعا ما �صدقتو�ش الكالم وحاولت��وا �أكتر من مرة لغاية ما‬ ‫ً‬
‫اكت�شفتوا �إن مفي�ش فايدة فعلاً ‪.‬‬
‫الجميع يهزون رءو�سهم مرة �أخرى في ٍ‬
‫وقت واحد بما معناه (نعم)‬
‫(جيتام) يبت�سم ابت�سامة وا�سعة ويدير وجهه للجميع وهو يقول‪:‬‬
‫�ألف مبروك يا جماعة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ثم يفتح ذراعيه عن �آخرهما ويقول بلهجة مرحة عالية‪:‬‬


‫حان وقت المرح‪.‬‬
‫(جيتام) يقف مع الرجال الثالثة على مائ��دة مايكرو�سوفت وي�ستعر�ض‬
‫مجموعة من ال�ص��ور لفتياته��م‪ ،‬ومجموعة �صور لهم عل��ى �أن تكون‬
‫تماما م��ع �صور الفتيات الثالث‪ ،‬ويبدو‬
‫�صور الرجال الثالثة متناق�ضة ً‬
‫وك�أنه يتحدث معهم باهتمام‪..‬‬
‫فالرجل الأ�صلع نرى له �صورة وهو ي���أكل بطريقة مقززة‪ ،‬بينما ت�أكل‬
‫فتاته رائعة الجمال باتون �ساليه برقة وفي يدها كوب ن�سكافيه‪..‬‬
‫�أما �ص��ورة ال�ش��اب الفانك��ي فتكون ف��ي الدي�سك��و تك‪ ،‬بينم��ا �صورة‬
‫فتاته الملتزمة تكون وهي تجل�س على ال�سلم المجاور لل�سيك�شن وتقر�أ في‬
‫الم�صحف‪..‬‬
‫من جانب �آخر نجد �ص��ورة ال�شاب ذي ال�صليب وه��و ينظر للكمبيوتر‬
‫بتلعثم وحيرة‪ ،‬وتم�س��ك يده الماو�س ب�ش��كل خاطئ‪ ،‬بينم��ا تتابع فتاته‬
‫العبقرية �أحد مواقع الإنترنت باهتمام �شديد‪.‬‬
‫كل هذه ال�ص���ور ن�شاهدها بينما يت���ردد �صوت (جيت���ام) الهادئ في‬
‫الخلفية‪:‬‬
‫«قبل ما تدور على االرتباط ب�أي بن��ت الزم ت�شوف الأول‬
‫�إيه الثوابت اللي ماينفع�ش ت�ستغنى عنها في فار�س �أحالمها‪..‬‬
‫ماتفكر�ش تقنعه��ا بالنق�ص اللي فيك قد ما تح��اول تقنع نف�سك‬
‫ب�ض��رورة �إن��ك تكمل��ه‪ ..‬تكمل��ه بج��د‪ ..‬م�ش ك��ده وكده‬

‫‪22‬‬
‫قدامهـ��ا‪ ..‬لأن الل��ي بيلب�س قن��اع الزم بييج��ي عليه وقت‬
‫وبيخلعه‪ ..‬محد�ش بيمثل على طول»‪.‬‬

‫على مائدة مايكرو�سوفت‪ ،‬ي�ضغط (جيت��ام) على �صورة الرجل الأول‬


‫(�أبو نظارة) فتبد�أ في التح��رك باعتبارها ملف فيديو حتى ندخل في قلب‬
‫ال�صورة وتتحول ال�صورة �إلى م�شهد حي في منزله‪.‬‬

‫يتردد �ص��وت (جيتام) ف��ي الخلفية‪ ،‬حي��ن ن�شاهد الرج��ل (�أبو نظارة)‬
‫ي�صحو من نومه بمالمح ناع�سة‪ ،‬و�شعر منكو�ش‪ ،‬وعيون منتفخة‪ ،‬وقد‬
‫ارتدى فانلة داخلية مخرومة (وكال�سون) مت�سخ‪..‬‬
‫الرجل يظهر �أمام المر�آة ببذلة قديمة و�سيئ��ة‪ ،‬ويحاول �أن يبت�سم فتبدو‬
‫ابت�سامته م�صطنعة‪ ،‬قبل �أن يخلع البذلة القديمة ويبقى بالفانلة المخرومة‬
‫والكال�سون المت�سخ‪ ،‬ثم يتج��ه لدوالب مالب�سه ويخ��رج منه بذلة �شيك‬
‫ينظر لها ب�إعجاب‪.‬‬
‫الآن ن�شاه��د (�أبو نظ��ارة) وقد ارتدى البذل��ة ال�شيك ويق��ف ب�أناقة �أمام‬
‫المر�آة‪..‬‬
‫ناق�صا فن�شاه��ده يخلع بذلته‪ ،‬حت��ى يبقى بالفانلة‬
‫فج�أة ي�شع��ر �أن �شي ًئا ما ً‬
‫المخروم��ة والكال�سون المت�سخ ث��م يغادر الكادر‪ ،‬وبعده��ا نرى الفانلة‬
‫المخروم��ة تطير في اله��واء‪ ،‬وكذا الكال�س��ون المت�سخ‪ ،‬قب��ل �أن يعود‬
‫الرج��ل في الكادر ويق��ف �أمام المر�آة وق��د ارتدى فانل��ة داخلية نظيفة‬
‫وبوك�سر �شيك‪ ،‬وينظر للمر�آة ب�إعجاب قبل �أن يلقي بقبلة في الهواء نحو‬
‫المر�آة ثم يغادر الكادر‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫الآن عاد الرجل للكادر وقد ارتدى البذلة ال�شيك‪ ،‬ثم يقوم بتلميع حذائه‬
‫قبل �أن يرت��دي �ساعة �أنيقــ��ة ثم يعــدل مــ��ن هندامــه �أمــ��ام المر�آة‪،‬‬
‫ويقــوم بر���ش برفان عل��ى مالب�سه‪ ،‬ثم يرت��دي نظ��ارة �شم�سية �شيك‬
‫ويغادر �شقته المتوا�ضعة‪.‬‬
‫الرجل ينزل عل��ى ال�سلم فيمر بج��وار رجل وزوجته ين��زالن ال�سلم‪،‬‬
‫فتحرك الزوجة �أنفه��ا وقد �أعجبه��ا البرفان بينما ينظ��ر زوجها بده�شة‬
‫تماما‪.‬‬
‫للرجل (�أبو نظارة) وقد �شعر �أنه تغير ً‬
‫الرجل (�أبو نظارة) يدخل �شركته ويمر بجوار فتاته رائعة الجمال دون‬
‫�أن يكترث لها �أو ينظر �إليها‪ ،‬فتنظر هي �إليه بده�شة �شديدة‪.‬‬
‫بينما يتردد �صوت (جيتام) في الخلفية‪:‬‬
‫«لو كان لب�سك م�ش عل��ى مزاجها ب�س �شاي��ف �إن ذوقها هو‬
‫ذوق معظم النا�س يبقى العيب فعلاً ف��ي لب�سك‪ ..‬ع�شان كده‬
‫الزم تقنع نف�س��ك من ج��واك �إن ال�شياك��ة والأناق��ة �أوب�شن‬
‫�ضروري ف حياتك م��ن غيره هتف�ضل حاج��ة ناق�صاك في‬
‫عيون اللي حواليك‪ ..‬وخد بال��ك‪ ..‬ال�شياكة الحقيقية بتكون‬
‫وجوه‪ ..‬حتى اللي عيون النا�س م�ش �شايفاه روحهم‬
‫ّ‬ ‫من بره‬
‫دايما بتح�س بيه‪ ..‬ده غير �إن الل��ي عارف من جواه �إن فيه‬
‫ً‬
‫دايما بيت�صرف ت�صرفـ��ات النا�س الناق�صة‪..‬‬
‫حاجة ناق�ص��اه ً‬
‫واللي واثق �إنه تمام‪ ..‬كل النا�س بت�شوفه تمام»‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪24‬‬
‫مكتـــب جيتـــام فــي كافيـــه «‪»Emotions‬‬

‫عودة لمكت��ب (جيت��ام) ال��ذي يق��ف م��ع ال�شب��ان الثالثة عل��ى مائدة‬
‫مايكرو�سوفت ح�سا�س��ة اللم�س‪� ،‬إذ نرى �آخر �صورة لفت��اة الرجل (�أبو‬
‫نظ��ارة) وهي تنظر له بده�شة وق��د تجمدت ال�صورة عن��د هذا الم�شهد‪،‬‬
‫بينما ينظر جيتام ل�صورة ال�شاب الفانكي وه��و يتجه �إلى م�سجد الجامعة‬
‫في�ضغط عليها لتتحول من مجرد �صورة �إلى ملف فيديو يعمل على كالم‬
‫(جيتام) ون�شاهد في ملف الفيديو الم�شهد التالي‪:‬‬
‫❀❀❀‬

‫مسجــــد الجامعـــــة‬

‫ال�شاب الفانكي ي�صلي في الم�سجد‪ ،‬ثم يخرج ويرتدي حذاءه‬


‫ويربط رباطه وهو ينظر لفتاة �أحالمه الملتزمة التي خرجت‬
‫أي�ضا من المكان المخ�ص�ص للن�س��اء‪ ،‬بينما تنظر هي �إليه‬
‫هي � ً‬
‫نظرة خاطفة قبل �أن تعطيه ظهرها وتن�صرف‪.‬‬
‫ال�شاب الفانكي يرتدي نظارة �شم�سية‪ ،‬وي�ضع الهاند فري في‬
‫�أذنيه‪ ،‬ويج��ري مكالمة فيديو م��ع فتاة جميلة‪ ،‬ث��م يبدو �أنه‬
‫يتذك��ر �شي ًئا ما فيغل��ق الهاتف فج���أة قبل �أن يفت��ح الجاليري‬
‫وي�ستعر�ض عدة �صور ل��ه مع فتيـات جمي�لات ويم�سح كل‬
‫�صورة ي�ستعر�ضها!‬

‫‪25‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ال�شاب الفانكي يعود للم�سجد ويعيد �صالته بخ�شوع‬


‫بينما يتردد �صوت (جيتام) في الخلفية‪:‬‬
‫«ولو كان��ت حبيبتك متدين��ة وانت �شقي وم��ا بتركعها�ش‪..‬‬
‫�إوعى تخلي التدين مدخل م�ؤقت ليها وانت ناوي من جواك‬
‫ترجع لأ�صلك بعد م��ا تظبطه��ا‪ ..‬اقنع نف�س��ك �إن حبك ليها‬
‫هيغي��رك وهيخلي المك�س��ب مك�سبي��ن‪ ..‬الأول �إنك هترجع‬
‫لربنا اللي بعدت عنه‪ ..‬والتاني �إن��ك هتفوز ب�إن�سانة غير كل‬
‫اللي عرفتهم ف��ي �شقاوتك ولعبك بديل��ك‪ ..‬وماتن�سا�ش كالم‬
‫ربنا‪ ..‬الطيبون للطيبات‪ ..‬والخبيثون للخبيثات»‪.‬‬
‫مع نهاي��ة كالم (جيت��ام) وانتهاء الم�شهد تتجم��د �آخر �صورة‬
‫لل�شاب الفانك��ي وهو ي�صلي‪ ،‬قب��ل �أن ي�ضغ��ط (جيتام) على‬
‫�صورة جديدة للفتاة العبقرية التي تخ�ص ال�شاب ذا ال�صليب‪،‬‬
‫وهي تجل�س ف��ي المكتبة بي��ن عمودين من الكت��ب‪ ،‬لتتحول‬
‫ال�صورة بمجرد �ضغطته �إلى ملف فيديو‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫مكتبـــة مصــر العامــة بالدقـــي‬ ‫ ‬

‫كتابا‬
‫الفتاة العبقري��ة تجل�س بين عمودي��ن من الكتب وتق��ر�أ ً‬
‫تم�سكه بي��ن يديها بانهماك‪ ،‬بينم��ا ي�سير ال�ش��اب ذو ال�صليب‬
‫بجوار المكتب الذي تجل�س علي��ه الفتاة وفي يده كتاب يقر�ؤه‬

‫‪26‬‬
‫وهو �سائر‪ ،‬في�صطدم ب�أحد عمودي الكتب بعمد يبدو لها غير‬
‫أر�ضا‪..‬‬
‫مق�صود لت�سقط الكتب � ً‬
‫الفتاة تنه�ض مفزوعة‪ ،‬بينما يرف��ع ال�شاب يده باعتذار‪ ،‬قبل‬
‫�أن يجل�س على الأر�ض وي�ضع الكتاب الذي كان في يده بين‬
‫الكتب الملق��اة‪ ،‬ويقوم بجمعها وو�ضعهم��ا على المكتب مثلما‬
‫كتابا �آخر غير الذي كان يقر�ؤه ويهم‬
‫تماما‪ ،‬بينما ي�أخذ ً‬
‫كانت ً‬
‫باالن�صراف‪..‬‬
‫يت�صنع ال�شاب �أنه الحظ �أن الكتاب ال��ذي �أخذه لي�س كتابه‪،‬‬
‫فيع��ود للفتاة وي�ست�أذنه��ا �أن ي�أخذ كتابه من بي��ن عمود الكتب‬
‫الذي قام بر�صه للتو‪ ،‬فت�شير ل��ه دون اكتراث وهي توا�صل‬
‫القراءة‪.‬‬
‫ال�شاب يفح�ص عمود الكتب ال��ذي قام بر�صه حتى يعثر على‬
‫كتابه فيلتقط��ه ويراعي �أن ُيـظهِ ��ر غالفه للفت��اة وهو ي�أخذه‬
‫ثم ي�شكرها‪.‬‬
‫الفتاة تترك الكتاب الذي كانت تقر�ؤه وتنظر باهتمام للكتاب‬
‫الذي يم�سك به ال�ش��اب‪ ،‬ونالحظ �أنه كتاب مه��م ج ًّدا للغاية‬
‫بالن�سبة لها‪ ،‬حتى �إنها ت�ستوقف ال�ش��اب وت�أخذه منه بابت�سامة‬
‫مقت�ضبة‪ ،‬وتف��ر �صفحاته وه��ي تدقق فيها‪ ،‬ثم ي��دور بينهما‬
‫حوار ال يخلو من االبت�سامات الرقيقة‪.‬‬
‫ال�شـ��اب يجل�س على جه��از الكمبيوت��ر في قاع��ة المالتيميديا‬
‫بالمكتبة وقد فت��ح �أحد المواق��ع العلمية‪ ،‬وينظ��ر ل�ساعته في‬

‫‪27‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�ضجر‪ ،‬ثم ينظر لباب القاعة حتى يلمحها وهي قادمة فيلتفت‬
‫ب�سرعة ل�شا�شة الكمبيوتر ويمثل �أنه يتابع الموقع المفتوح على‬
‫جهازه بانهماك‪.‬‬
‫الفت��اة تجل�س على الجه��از المجاور له وت�سلم علي��ه بابت�سامة‬
‫رقيقة‪ ،‬ثم تالحظ الموق��ع الـذي يجل�س عليه فتنظر له بفرحة‬
‫�شديدة ويدور بينهما حوار حميمي‪.‬‬
‫ال�ش��اب والفتاة في �أح��د المعامل وقد ارت��دى كل منهما بالطو‬
‫�أبي�ض وتلتق��ط الفتاة �أنبوبة اختبار بها �سائ��ل معين ت�ضيفه �إلى‬
‫�أنبوبة اختبار �أخ��رى بها �سائل لونه مختل��ف‪ ،‬فيحدث تفاعل‬
‫ب�سي��ط وتف��رح وه��ي ت�شي��ر للتفاع��ل وتتح��دث م��ع ال�شاب‬
‫بحميمية‪ ،‬فيلتقط ال�شاب �أنبوب��ة اختبار ثالثة ويتطوع بو�ضعها‬
‫على الأنبوبة الثانية بطريقة من يعلم ما يفعله‪ ،‬فيحدث انفجار!‬
‫بينما يتردد �صوت (جيتام) في الخلفية‪:‬‬
‫«�أما لو كانت حبيبتك ‪� Genius‬أو عبقرينو وم�ش قادر تجاريها‬
‫ف عبقريته��ا‪ ..‬فعل��ى الأق��ل الزم يبقى عن��دك فكرة عن‬
‫الحاجة اللي هي عبقرية فيها‪ ..‬لو عبقرية في الكمبيوتر يبقى‬
‫الزم تك��ون بتع��رف تن��زل وين��دوز وبتدخ��ل ع النت‪..‬‬
‫لو جامدة في الكيمي��ا‪ ..‬يبقى الزم تع��رف �إن الميه بتتكون‬
‫من الأوك�سجين والهيدروجين‪ ..‬ل��و خبرة في الأحياء يبقى‬
‫الزم تكون فاهم �إن عملية البناء ال�ضوئي‪ ..‬النبات بي�ستن�شق‬
‫فيها ثاني �أك�سيد الكربون ويطلع �أوك�سجين‪ ،‬والوطواط م�ش‬

‫‪28‬‬
‫طائر لأن��ه م��ن الثديي��ات‪ ..‬مالحظتها �إن��ك بتهت��م بقراية‬
‫نف�س الكت��ب اللي بتحبه��ا هيح�س�سه��ا �إن �سخري��ة النا�س منها‬
‫راجع��ة لجهله��م‪ ..‬وهتفرح ج�� ًّدا م��ن جواه��ا �إن فيه على‬
‫الأقل واحد من ال�شباب ليه نف�س االهتمامات‪ ..‬وخد بالك‪..‬‬
‫كل كتاب هتم�سكه هيتح�سب عليك‪ ..‬وعلى كل حال‪ ..‬العلم‬
‫دايم��ا (تتزامن الجملة الأخيرة‬‫نور بر�ضه‪�..‬أ�أ�أ‪ ..‬ب�س م�ش ً‬
‫مع االنفجار)»‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫مكتـــب جيتـــام فــي كافيــــه «‪»Emotions‬‬

‫الرجل �أب��و نظارة وال�ش��اب الفانك��ي ينظ��ران لمائ��دة مايكرو�سوفت‬


‫وي�ضحكان على �صورة ال�شاب ذي ال�صليب وق��د تفحم وجهه‪ ،‬ووقف‬
‫�شعره في المعمل‪ ،‬وكذا فتاته العبقرية في م�شهد كوميدي للغاية‪..‬‬
‫�ساخرا‬
‫ً‬ ‫غا�ضبا‪ ،‬بينما ينظ��ر لهما (جيتام)‬
‫ً‬ ‫ال�شاب ذو ال�صليب ينظر لهما‬
‫قبل �أن ي�ضغط على �صورتين �أخريين �صغيرتين للغاية ويفردهما بحجم‬
‫كبير‪ ،‬فنجدهم��ا �صورتين عبارة ع��ن ملفي فيديو متح��رك للرجل �أبو‬
‫نظارة وه��و ي�سرع الخطى نحو فتات��ه الجميلة في ال�ش��ارع وهي ت�سير‬
‫وعلى وجهه��ا ابت�سامة عري�ض��ة نحو �سي��ارة �شاب �آخ��ر ينتظرها �أمام‬
‫ال�شركة ويفتح ذراعيه في ا�ستقبالها‪ ،‬بينما نجد في ال�صورة الثانية الفتاة‬
‫المتدينة وهي تقف مع �أح��د �ضباط حر�س الجامع��ة وت�شير نحو ال�شاب‬
‫الفانكي الذي ي�سرع محاولاً الهرب ثم يتوقف الفيديو عند هذا الحد‪..‬‬

‫‪29‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ال�شاب ذو ال�صلي���ب هو الذي ي�ضح���ك وكالهما متجه���م بينما يقول‬


‫(جيتام)‪:‬‬
‫كلكم وقعتوا ف نف�س الغلطة‪� ..‬أن��ا قولت تقنعوهم �إن عندكم‬
‫نف�س الثوابت اللي هما م�ؤمنين بيها‪..‬م���ش تبقوا ن�سخة منهم‬
‫وما قولت�ش كمان تدلقوا نف�سكم‪.‬‬
‫ثم يتردد �صوت (جيتــام) في الخلفية‪ ،‬بينما نرى عدة م�شاهد متتالية‬
‫لكل �شاب منهم مع حبيبته‬
‫«زي ما في المغناطي�س الزم يكون القطبين مختلفين ع�شان‬
‫ينجذبوا لبع�ض‪..‬البنات بتع�شق الول��د المختلف عنها‪ ..‬ب�س‬
‫االختـالف اللي يكمـل نقـ�ص ف �شخ�صيتهــا‪ ..‬مـ�ش يخوفهـا‬
‫منه‪ ..‬اوع��ى تحاول تح�س�سه��ا �إن��ك ‪ Copy‬و ‪ Paste‬منها‪..‬‬
‫و�إياك تلمح لها �إنك غيرت نف�سك عل�شانها‪ ..‬خليك انت زي‬
‫ما انت‪ ..‬وخلي تغييرك الل��ي اتغيرته يبان �إن��ه م�ش تغيير‬
‫وال حاج��ة‪ ..‬ح�س�سها �إنك كده م��ن زمان ب�س ه��ي اللي ما‬
‫كانت���ش واخدة باله��ا‪ ،‬وده ف حد ذات��ه كفيل �إنها تب��د�أ تعيد‬
‫ح�ساباتها وتقيم نظرتها ليك من �أول وجديد»‪.‬‬
‫الرجل �أبو نظارة ي�ضع برفان قبل �أن يدخل البارتي�شن الذي يعمل به ‪،‬‬
‫بكامل �أناقته و�شياكته فيلتفت له الجميع‪ ،‬وفي ي��ده كيــ�س �ساندوت�شـات‬
‫فــول وطعميـة وعلى وجهه ابت�سامة رقيقة مهذبة‪.‬‬
‫ويبدو �أن بع�ض زميالت��ه قد �أعجبهن البرفان‪ ،‬ف��ي الوقت الذي ينظر له‬
‫الجميع قبل �أن يخرج �ساندوت�شات من الكي�س ويوزعها عليهم وهو يبادلهم‬

‫‪30‬‬
‫ال�ضحك وتبدو ال�سع��ادة والرقـة عل��ى وجوههم‪ ،‬في حي��ن يقتــرب من‬
‫مكتب فتاته الجميلة وينظر �إلى عينيها مبا�شرة ويقول بابت�سامة رقيقة‪:‬‬
‫‪� SORRY‬إن��ي ما عملت�ش ح�ساب��ك ف��ي ال�ساندوت�شات‪ ..‬ب�س‬
‫عارف �إنك مالكي�ش في الف��ول والطعمية‪ ..‬ع�شان كده م�ش‬
‫هقول لك اتف�ضلي!‬
‫ثم يم�سك ب�ساندوت�ش ويق�ضم منه قطعة كبي��رة وهو يتركها وين�صرف‪،‬‬
‫دون �أن يهتم بالبح��ث عن �أي مو�ضوع يجاريها في��ه مثلما كان يفعل‪،‬‬
‫فتنظر له بده�شة‪.‬‬
‫�أما ال�شاب الفانكي‪ ،‬فبعد �أن يخرج م��ن الم�سجد ويرى فتاته‬
‫المتدينة هي الأخ��رى تهم بمغ��ادرة الجامع‪ ،‬يج��د �شلة من‬
‫�أ�صدقائه ي�ستمعون لأغنية جميلة عل��ى موبايل �أحدهم فيدخل‬
‫عليهم وي�سلم بمرح‪:‬‬
‫ال�شـــاب الفانكـــي‪:‬‬
‫ه��اي ‪ ..Guys‬جامدة ج ًّدا الأغنية دي‪�..‬أن��ا هفتح البلوتوث‬
‫يا عمر‪ ..‬ابعتهالي‪.‬‬
‫�صديقه عمر (ينظر له بده�شة اً‬
‫قائل)‪:‬‬
‫�إيه يا ابني‪� ..‬إنت م�ش كنت اتدرو�ش��ت؟‪� ..‬إيه اللي رماك‬
‫ع الأغاني من تاني؟‬
‫ال�شـــاب الفانكـــي‪:‬‬
‫ثاني��ا الدين ال�صح‬
‫�أولاً ا�سمه��ا التزم��ت م�ش اتدرو�ش��ت‪ً ..‬‬

‫‪31‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ما بيحرمك�ش من ال�سع��ادة‪� ..‬إدي لربنا حقه وفرو�ضه وخد‬


‫من الدنيا اللي يب�سطك ب�س ما يغ�ضبهو�ش‪.‬‬
‫الفتاة الملتزم��ة ترمق الموقف بط��رف عينها قبل �أن ت�صط��دم فج�أة كرة‬
‫�شابا عاب ًثا يجري‬
‫�سريعة بر�أ�سها‪ ،‬فت�صرخ وتنظر للمت�سبب في ذلك فتجده ًّ‬
‫خلف الكرة للحاق بها‪ ،‬دون حتى �أن ينظر لها ويعتذر فت�صرخ فيه‪:‬‬
‫حا�سب يا حيوان‪.‬‬
‫ال�شاب العابث (بتاع الكرة) ينظر لها بغ�ضب ويقول ب�سخرية ممتزجة‬
‫بال�ضيق‪:‬‬
‫كله من ذوقك يا �ست ال�شيخة‪ ..‬ما هي دي �أخالق الملتزمين‪.‬‬
‫الفتاة الملتزمة (�صارخة)‪:‬‬
‫و�إنت �أمثالك يعرفوا �إيه عن الملتزمين ع�شان تتكلم؟‬
‫ال�شاب الفانكي يدخل بينهما بهدوء وي�شارك في الحوار‪.‬‬
‫ال�شـــاب الفانكـــي‪:‬‬
‫�صلوا ع النبي يا جماعة واخزوا ال�شيطان‪.‬‬
‫ينظر ال�شاب الفانكي لل�شاب الذي �شاط الكرة ويتابع‪:‬‬
‫�أولاً �إن��ت غلط��ان‪ ،‬وكان �أول��ى بي��ك تعتذر لأن��ك �أكيد ما‬
‫تر�ضا�ش كده لأختك‪.‬‬
‫ثم ينظر ال�شاب الفانكي لفتاته الملتزمة ويتابع‪:‬‬
‫و�إنتي المفرو�ض كنتي م��ا ت�شتمي�ش‪..‬القوي الحق من يملك‬

‫‪32‬‬
‫نف�سه عند الغ�ض��ب زي ما الر�س��ول عليه ال�ص�لاة وال�سالم‬
‫بيقول‪..‬والم�ؤمن الح��ق لي�س بلعان وال طع��ان وال فاح�ش‬
‫وال بذيء‪.‬‬
‫ال�شاب العابث الذي �شاط الكرة ي�شعر بالحرج فيقول‪:‬‬
‫عموما �أنا �آ�سف وهعتبر ال�شتيمة اللي �سمعتها م�ش موجهة ليا‪.‬‬
‫ً‬
‫ال�شاب العابث ي�أخذ كرته وين�صرف‪ ،‬بينما ينظر ال�شاب الفانكي للفتاة‬
‫الملتزمة ويتابع وهو ينظر لعينيها بحب‪:‬‬
‫لما تيج��ي تكلمي واح��د م�ستهتر م�ش ع��ارف معنى االلتزام‬
‫خليكي �أب�سط من كده وا�ستحملي جهله‪ ..‬ربنا �سبحانه وتعالى‬
‫بيق��ول «ادع �إلى �سبي��ل ربك بالحكم��ة والموعظ��ة الح�سنة‬
‫وجادلهم بالتي هي �أح�سن»‪.‬‬
‫ثم يبت�سم ابت�سامة رقيقة وين�صرف فج���أة‪ ،‬وقد بد�أت الده�شة والإعجاب‬
‫يت�سلالن �إلى وجه فتاته‪.‬‬
‫ال�شاب ذو ال�صليب يجل�س على �أحد �أجه��زة الكمبيوتر في �سايبر المكتبة‬
‫وبجواره فتاته العبقرينو‪ ،‬التي تترك الموقع العلمي الذي تت�صفحه على‬
‫جهازها‪ ،‬وهي تنظر ل�شا�شة الجهاز الذي يجل�س عليه ال�شاب وهو ي�شاهد‬
‫فيلم كارت��ون وي�ضحك ب�ش��دة‪ ،‬وقد اندم��ج للغاية م��ع الفيلم وظهرت‬
‫روحه الطفولية التي ت�شاهدها فيه لأول مرة!‬
‫الآن ن�شاهد جيت��ام يلتف مع الثالثة حول المائدة وه��و منهمك في ر�سم‬
‫خط��وط معينة مع حركات من يدي��ه تدل �أنه يخط��ط ويجهز‪ ،‬ويتخلل‬
‫ذل��ك �أنه يرفع وجه��ه ويتطلع لوجوهه��م ما بين لحظ��ة و�أخرى‪ ،‬وقد‬

‫‪33‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�أن�صت الجميع له في اهتمام وتركي��ز �شديد‪ ،‬بينما اليزال �صوته يتردد‬


‫في الخلفية‪:‬‬
‫«و ف عز م��ا كل واحد فيكم هيالقي حببيت��ه م�ش باين عليها‬
‫�أي تغيير‪ ..‬يق��در يعتبر كل كلمة لأ معناه��ا �آه‪ ..‬و�أي كلمة‬
‫حا�ضر معناه��ا �صبرك علي��ا‪ ..‬والله لأوري��ك‪ ..‬ويوم ما‬
‫تدي��ك �ضهره��ا اع��رف �إنه��ا �شايف��اك م��ن قفاه��ا بطريقة‬
‫ماتفهمها�ش غير بنت زيها‪ ..‬و�ساعتها‪ ..‬ييجي معاد العالمة‬
‫تماما‪ ..‬لما تكت�شف‬
‫الفارقة اللي هتغير �شكل عالقتكم ببع�ض ً‬
‫فيك �أه��م حاجة كان��ت غايبة ع��ن عنيها من يوم م��ا عرفتك‬
‫وماالقتها�ش ف حد غيرك»‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫أمـــام شركـــة الرجــــل أبــــو نظــــارة‬

‫الفتاة الجميلة تغادر ال�شركة وتجد في انتظارها ال�شاب الذي انتظرها من‬
‫قبل ف��ي �سيارته‪ ،‬وم��ا �إن يراها حتى يغ��ادر �سيارته ويفت��ح لها الباب‬
‫فيبدو على وجهه��ا الحرج والت��ردد‪ ،‬وخلفها الرجل �أب��و نظارة الذي‬
‫يحبها وقد �أم�سك بعلبة ع�صير‪.‬‬
‫ن�شاهد (جيتام) وق��د �أم�سك بكلب �ضخم مخيف ب�إح��دي يديه‪ ،‬وي�سير به‬
‫في اتجاه الفتاة الجميلة بينم��ا في يده الأخرى موباي��ل ي�ضعه على �أذنه‬
‫ويتحدث فيه‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫فج�أة الموبايل ي�سقط من يد (جيتام) فيترك كلبه وينحني اللتقاط الموبايل‬
‫بينما نالحظ �أنه يهم�س في �أذن الكلب ب�صوت هام�س‪:‬‬
‫ه�شك عليها‬
‫الكلـب ينق�ض ب�صـوت��ه المرعب وج�س��ده ال�ضخم على الفت��اة فت�صرخ‬
‫أر�ضا‪ ،‬بينما يجري ال�شاب ال��ذي كان في انتظارها‬ ‫في رعب وت�سق��ط � ً‬
‫بعيـ��دا‪ ،‬وهنــا يتدخــ��ل الرجــ��ل �أبو نظ��ارة وينقــ�ض عل��ى الكلــب‬
‫ً‬
‫ويم�سك به قبل �أن ي�صل للفتاة التي �سقطت على الأر�ض بلحظة واحـدة‪،‬‬
‫تمام��ا قبل �أن‬
‫فيم�سك فم��ه ويربت علي��ه ليهدئه‪ ،‬فنج��د الكلب قد ه��د�أ ً‬
‫مبتعدا!‬
‫ً‬ ‫ي�سير‬
‫النا�س تتجمع‪ ،‬ومن بين التجمع نرى الرجل �أبو نظارة يم�سك بيد الفتاة‬
‫بكل الحب والحنان وي�ساعدها على النهو�ض‪.‬‬
‫ما �إن تنه�ض الفتاة حتى يخرج �أبو نظارة منديلاً من جيبه ويعطيه لها‪،‬‬
‫ثم يعطيها علبة الع�صير وهو يقول في طيبة قلب مفرطة‪:‬‬
‫متخافي�ش واهدي خال�ص‪� ..‬أنا م�شيته خال�ص‪.‬‬
‫متابعا‪:‬‬
‫ً‬ ‫يمد يده المم�سكة بعلبة الع�صير ويناولها لها‬
‫خدي ا�شربي ع�شان ت�ضيعي الخ�ضة‪.‬‬
‫الفتاة تنظر له وقد �سالت الدموع من عينيها ويبدو في نظراتها االمتنان‬
‫والخجل من نف�سها عل��ى ما فعلته مع��ه‪ ،‬دون �أن ترد علي��ه �أو ت�شرب‬
‫مبت�سما‪:‬‬
‫ً‬ ‫الع�صير‪ ،‬في�ستطرد‬
‫يا �ستي لو بتقرفي �أنا ل�سه ما �شربت�ش منها‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫الفتاة ت�أخذ العلبة وتبد�أ في ال�شرب وهي مازالت تتطلع له دون �أن تنب�س‬
‫ببنت �شفة‪ ،‬بينما ي�أتي رجل الـ ‪ Security‬الخا�ص بال�شركة وي�س�أل بلهفة‪:‬‬
‫خير في �إيه؟‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫الرجل �أبو نظارة‬
‫ال مفي�ش‪�..‬أ�صلها ع�ضت كلب بولي�س��ي و�ضميرها م�أنبها‪..‬‬
‫�إنت ل�سه فاكر؟‬
‫الرجل الـ ‪ Security‬ينظر حوله وي�س�أل‪:‬‬
‫هو فين الكلب ده؟‪ ..‬بتاع مين؟‬
‫الجميع ينظرون حولهم فال يجدون �أدنى �أثر لـ(جيتام) �أو الكلب‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫أمـــــام الجامعـــــة‬

‫الفتاة الملتزمة تخرج من الجامعة مع بع�ض زميالتها الملتزمات‪.‬‬


‫الفت��اة ت�سل��م على زميالته��ا ثم تهم ب���أن تعب��ر ال�شارع �إل��ى الر�صيف‬
‫المقابل‪ ،‬وفج���أة تظهر �سي��ارة تتجه نحوه��ا ب�سرعة �شدي��دة وقد �أطلق‬
‫مرعبا‪.‬‬
‫ً‬ ‫محركها �صو ًتا‬
‫الفتاة تت�سمر في مكانها وقد ارت�سم الرعب والهلع على مالمحها‪.‬‬
‫فج���أة تجذبه��ا ي��د ال�ش��اب الفانكي بق��وة قب��ل �أن تلم�سه��ا ال�سي��ارة في‬
‫اللحظة الأخيرة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الآن نرى (جيتام) داخ��ل ال�سيارة وهو ينظر نظ��رة �ساخرة في المر�آة‬
‫الأمامية‪ ،‬ومنه��ا نرى ‪ Zoom in‬عل��ى الم�شهد الخلفي لل�ش��اب والفتاة‪،‬‬
‫حيث ن��رى الفتاة تنظ��ر لل�شاب في امتن��ان‪ ،‬قبل �أن يوق��ف لها ال�شاب‬
‫الفانكي تاك�س ويركبه كالهما‪ ،‬بينما يغمز (جيتام) بعينه اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫والنبي اليقين على بع�ض‬
‫❀❀❀‬

‫فــي السايبـــر الملحـــق بالمكتبــــة‬

‫الفتاة العبقرينو ت�صرخ فج�أة وتبكي بانهيار وعلى وجهها الرعب‬


‫والهلع �أمام جهاز الكمبيوتر الذي تجل�س عليه وهي تردد‪:‬‬
‫لأ م�ش ممكن‪.‬‬

‫ال�ش��اب ذو ال�صليب ي�صوب الكامي��را الويب كام الملحق��ة بجهازه نحو‬


‫الفتاة العبقرينو‪ ،‬ثم ينه�ض من مكانه ويتجه نحوها وي�س�ألها باهتمام‬

‫في �إيه؟‬

‫الفتاة عبقرينو (بانهيار)‪:‬‬

‫�إيميل��ي المت�سج��ل علي��ه كل الإيمي�لات المهم��ة والكت��ب‬


‫والدرا�سات بتاعت��ي ات�سرق‪ ..‬ده غي��ر �أ�صحابي ومعارفي‬
‫اللي عرفتهم على م�ستوى العالم وم�ش هعرف �أجيبهم تاني‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ال�شاب (يطمئنها)‪:‬‬
‫طب اهدي‪ ..‬كل م�شكلة وليها حل �إن �شاء الله‪.‬‬

‫الفتاة عبقرينو (بانهيار �أكثر)‪:‬‬


‫�إال الم�شكل��ة دي‪ ..‬حت��ى الإيمي��ل التان��ي الل��ي المفرو�ض‬
‫�أ�ستقبل عليه كلم��ة �سر الإيمي��ل الأوالني هو كم��ان ات�سرق‬
‫ومبقـا�ش في��ه �أي حاج��ة ممك��ن تو�صلني بي��ه‪� ..‬أنا �ضعت‬
‫خال�ص‪.‬‬

‫ال�شاب يجل�س على جهازها ويعبث ب�أزرار الكيبورد‪.‬‬

‫في مكتبه يجل�س (جيتام) �أمام جهاز كمبيوت��ر‪ ،‬ويتابع الم�شهد من على‬
‫بعد عبر كامي��را الويب الملحقة بجهاز ال�شاب‪ ،‬قب��ل �أن يخرج (جيتام)‬
‫هاتفه المحمول ويكتب ر�سالة ق�صيرة وفي عينيه نظرة �ساخرة‪.‬‬

‫الموبايل الخا�ص بال�شاب يعطي رني ًنا يفيد بتلقيه �صوت ر�سالة ق�صيرة‪،‬‬
‫فيفتح ال�شاب الر�سالة التي تقول كلماتها‪ ..123456789 :‬ده الـ ‪Password‬‬
‫الجديد اللي عملته لإيميالتها الل��ي �سرقتها‪ ..‬رجع الإيميالت وقول لها‬
‫تغير ال��ـ ‪ Password‬قبل م��ا الحرامي ي�سيط��ر ع الإيمي��ل تاني‪ ،‬وربنا‬
‫يكفيها �شر والد الحرام‪.‬‬

‫�شبح ابت�سامة يرت�سم على وجه ال�شاب وهو يقر�أ الر�سالة‪ ،‬قبل �أن يجل�س‬
‫على جه��از الفتاة‪ ،‬ويب��د�أ في �ض��رب �أزراره ب�سرع��ة وانهماك �شديد‬
‫يوحي باحترافه‪ ،‬وبذله للمجهود‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفتاة العبقرينو ت�س�أله بتوتر‪:‬‬
‫�إنت بتعمل �إيه؟‬
‫ال�شاب ذو ال�صليب‪:‬‬
‫�ش�ش�ش�ش�ش�ش�ش‪ ..‬عايز �أركز بعد �إذنك‪.‬‬
‫الفتاة ت�ضع يدها على فمها وهي تتمتم ب�صوت منخف�ض‪:‬‬
‫ا�ستر يا رب‪.‬‬
‫ال�شاب يقفز فج�أة في فرحة عارمة وهو ي�صيح في الفتاة‪:‬‬
‫يا ي�سوع‪.‬‬
‫الفتاة عبقرينو (بلهفة �شديدة)‪:‬‬
‫�إيه؟‬
‫ال�شاب ذو ال�صليب‪:‬‬
‫‪123456789‬‬

‫الفتاة العبقرينو‪:‬‬
‫�إيه ده؟‬
‫ال�شاب ذو ال�صليب‪:‬‬
‫ده ‪� Password‬إيميلك اللي ات�سرق‬
‫الفتاة ت�صرخ في فرحة عارمة‪:‬‬
‫‪� ..Yes..Yes‬إنت جبته �إزاي؟‬

‫‪39‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ال�شاب (ملتفتًا �إليها ب�سعادة)‪:‬‬


‫عملت هاك على اللي �سارقه وخدت البا�سوورد‪.‬‬
‫ثم يتابع بثقة ممتزجة بالفرحة‪:‬‬
‫ثانية واح��دة بقى �أغي��ر ‪� Password‬إيميلك ع�ش��ان مايعرف�ش‬
‫يدخل عليه تاني‪.‬‬
‫الفتاة تقف خلفه وتم�سك كتفيه ب�سع��ادة وحب دون �أن ت�شعر‬
‫وهي تراقب عمله‪ ،‬وعلى وجهها ابت�سامة رقيقة‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫كافيـــــه «‪»Emotions‬‬

‫�صورة بانورامية داخل كافيه «‪ »Emotions‬لل�شباب الثالثة؛ �إذ يجل�س كل‬


‫منهما مع حبيبته ف��ي حب وهيام‪ ،‬لكننا نالحظ �أن ال�ش��اب الفانكي قد بد�أ‬
‫ف��ي تربية ذقنه ب�ش��كل خفيف و�أني��ق للداللة عل��ى �أنه يجم��ع بين الدين‬
‫والدنيـا‪ ،‬بينما يجلـ���س ال�شــاب ذو ال�صليـب مـ��ع حبيبتـه العبقريـنو بعـد‬
‫واهتمام��ا بنف�سها‪ ،‬في‬
‫ً‬ ‫�أن خلعت نظارته��ا الطبية و�ص��ارت �أكثر جمالاً‬
‫حي��ن ارتدى الرج��ل �أبو نظ��ارة طقم كاج��وال �شيك زاه��ي الألوان‪،‬‬
‫ويعطيه �س ًّنا غير �سنه‪ ،‬وهو يجل�س مع فتاته رائعة الجمال‪.‬‬
‫ن�سبيا‪ ،‬وقف (جيت��ام) يت�أمل المنظر ب�سعادة‪ ،‬وما �إن‬ ‫ومن م�سافة قريبة ًّ‬
‫يعطي ظهره‪ ،‬ويهم بالدخ��ول لمكتبه حتى ت�شعر الفت��اة بارعة الجمال‬
‫المرتبط��ة بالرجل الأ�صل��ع �أبو نظارة‪� ،‬أنه��ا َت َت َ�ش َّب ُه علي��ه فتنادي عليه‬

‫‪40‬‬
‫ب�صرامة قائلة‪:‬‬
‫لو �سمحت‪.‬‬
‫(جيتام) يقف ويلتفت لها‪ ،‬فتنظر له بتركيز وتتابع‪:‬‬
‫�أنا �شوفتك فين قبل كده؟‬
‫جيتــــــــام‪:‬‬
‫م�ش ح�ضرتك المزة الل��ي كان فيه كل��ب هيع�ضها من قيم��ة كام يوم‪،‬‬
‫والأ�ستاذ ده �أنقذك و�إداكي �إزازة ع�صير؟‬
‫الرجل �أبو نظارة يتلعث��م ويبدو على وجهه االرتب��اك بينما تنظر الفتاة‬
‫بتحفز لـ(جيتام) وت�س�أله‬
‫الفتاة الجميلة (بتحفز وغ�ضب)‪:‬‬
‫�إنت �صاحب الكلب؟‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫ال �أنا �إزازة الع�صير‪.‬‬
‫الفتاة الجميلة‪:‬‬
‫نعم؟‬
‫جيتام (يداري على الموقف)‪:‬‬
‫�شوف الدنيا ال�صغيرة �إزاي‪ ،‬ده �أنا كنت دايخ عليكي‪.‬‬
‫الفتاة الجميلة (بده�شة)‪:‬‬
‫ليه؟‬

‫‪41‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫جيتــــــــام‪:‬‬
‫�أ�صلي كان عليا رهن‪.‬‬
‫الفتاة تبت�سم وي�ضحك الرجل �أبو نظارة ثم يحدث ‪ fading‬للكالم‪ ،‬وتبتعد‬
‫الكامي��را ونحن ن��رى كل من في الكافي��ه ي�ضحكون ب�ش��دة‪ ،‬و(جيتام)‬
‫م�ضحكا‪ ،‬بينما‬
‫ً‬ ‫كالما‬
‫ً‬ ‫يوا�صل كالمه مع الجميع وك�أنه يداعبه��م �أو يقول‬
‫يوا�صل ال�شاب الفانكي حديث��ه الرومان�سي لفتاته الملتزمة‪ ،‬وكذا ال�شاب‬
‫القبطي مع فتاته العبقرينو‪..‬‬
‫الكادر يت�سع ويبتعد فنجد (ح�سين) مدير الكافيه يقف في زاوية خفية مع‬
‫م�صور الفيديو ويقول له هام�سً ا‪:‬‬
‫ح�سيـــــــن‪:‬‬
‫�إن��ت مت�أكد �إنك �ص��ورت الت�لات ق�ص�ص م��ن بدايتها لغاية‬
‫اللحظة دي والال هتعملنا م�شكلة مع جيتام بيه؟‬
‫م�صور الفيديو‪:‬‬
‫ما تقلقــ�ش ي��ا با�شا‪ ..‬ماتحا�سبوني�ش غير لم��ا تت�أكدوا �إن كله‬
‫مت�صور وجاهز للعر�ض في �أي وقت‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫داخل أحد سكاشن الدراسة بالجامعة األمريكية‬

‫(�شريف) المعيد بكلية الـ ‪ Business Administration‬بالجامعة الأمريكية‪،‬‬


‫يبد�أ محا�ضرته في ال�سيك�شن المخ�ص�ص للدرا�سة‪ ،‬وقد ارتدى بذلة �أنيقة‬

‫‪42‬‬
‫قائلاً بابت�سامة مرحة‪ ،‬وهو يتجول بين المقاعد وي�شرح ب�شكل م�سرحي‪،‬‬
‫ونالحظ �أن في ال�سيك�ش��ن يوجد طالب يجل�س بج��وار طالبة وينظر لها‬
‫بحب‪ ،‬قبل �أن يمد يديه من �أ�سفل المقعد للإم�ساك بيديها في ان�سجام‪.‬‬
‫ٍّ‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫‪Good morning everybody.. We gonna talking today about‬‬
‫‪two of the most important concepts in the science of‬‬
‫‪economy.. Supply and demand.. Or‬‬

‫العر�ض والطلب‬
‫(�شري��ف) يلم��ح الم�شهــ��د الرومان�سـ��ي بيــن ال�شــ��اب والفتــ��اة �أثناء‬
‫ال�شرح‪ ،‬فيقترب منهم��ا بهدوء وخبــث وهو يوا�ص��ل ال�شرح دون �أن‬
‫يلفت نظرهما‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫وع�شان م�صطلح العر�ض والـطـلـ��ب هيقابلنـــا كتير في علم‬
‫االقت�صاد‪ ،‬خلوني �أبد�أ المو�ضوع ب�س���ؤال ب�سيط ج ًّدا بيقول‪:‬‬
‫يعني �إيه عر�ض وطلب؟‬
‫فج�أة يمد (�شريف) يده ويقب�ض على قب�ضت��ي ال�شاب والفتاة المت�شابكتين‬
‫ويجذبهما ليقفا‪ ،‬فينظر لهما طالب ال�سيك�شن‪ ،‬وقد ارت�سم على وجهيهما‬
‫الخجل والحرج بينم��ا ي�ضحك باقي الطالب و(�شري��ف) يتابع بب�ساطة‬
‫وتلقائية‪:‬‬
‫ده العر�ض‬

‫‪43‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�أحد الطلبة‬
‫‪ Cut‬والال ‪ Uncut‬؟‬
‫الطلب��ة ت�ضحــ��ك‪ ،‬بينم��ا يبت�ســم (�شري��ف) ويقاط��ع ال�ش��اب ال�ساخر‬
‫بطريقـــة مرحــة‪:‬‬
‫‪ ..Oh no no no‬نرك��ز ف��ي مو�ضوعن��ا وم��ا ا�سمع���ش �أي‬
‫تعليقات جانبية ‪Please‬‬

‫ال�شاب والفتاة يحاوالن التمل�ص‪ ،‬لكــن قب�ضة (�شريـف) القويــة تــحول‬


‫متابعا‪:‬‬
‫ً‬ ‫دون ذلك‪ ،‬قبل �أن ي�شير (�شريف) لهما‬
‫�إنتوا مالكم مرتبكين كده ليه؟ هو �إنتوا بتعملوا حاجة غلط؟‪..‬‬
‫(ينظــر لباقـ��ي الطلبــة ويتابــع ال�ش��رح) ‪ This Guy‬بيحــب‬
‫الـ ‪ ..This Mozza‬كلنا ندعي لهم ربنا يوفقهم‪.‬‬
‫طلبة ال�سيك�شن (في �آن واحد)‪:‬‬
‫ربنا يوفقهم‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫‪ ..So‬لما يروح يتقدم لباباه��ا (ينظر لل�شاب وي�س�أله)‪ ..‬م�ش‬
‫بر�ضه ناوي تروح تتقدم ولال ناوي تفل�سع؟‬
‫ال�شــاب (وقــد بــد�أ يت�شجــع)‪:‬‬
‫ال هروح �إن �شاء الله‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫‪ ..That’s great‬لم��ا هيتق��دم �إن �شاء الله ويق��ول الإ�سطوانة‬

‫‪44‬‬
‫اللي كلنا عارفينها وبتبد�أ بـ‪ :‬يا عمو ي�شرفني �أطلب �إيد بنتك‪..‬‬
‫ويرد باباها كالعادة بنفـ�س الأ�سطوانــة الل��ي بتبد�أ بـ‪ :‬يا ابني‬
‫احنا بن�شتري رجالة‪� ،‬إلى �آخره من الإ�سطوانات‪ ..‬هينتهي‬
‫االتفاق ب�شوية �شروط ب�سيطة من باباها ‪-‬اللي كان من �شوية‬
‫بي�شتري رجالة– لغاية ما في الآخر هيلب�س اخونا الغلبان في‬
‫حوالي ‪� 300 ،200‬ألف جنيه ع�شان الجوازة تتم‪.‬‬
‫الطلبة كلها ت�ضحك بينما يوا�صل (�شريف) �شرحه بطريقته الكوميدية‪:‬‬
‫‪ Imagine‬معاي��ا ي��ا جماعة �إن �أون��كل اتقدم ل��ه عري�س تاني‬
‫�أغنى من �صاحبن��ا وعر�ض عليه �إنه يتج��وز بنته بـ ‪Options‬‬
‫�أف�ضل تو�صل لبتاع ‪� 500‬ألف جنيه‪.‬‬
‫�أحــد الطلبـــة‪:‬‬
‫�أخونا الأوالني هيتـفل�سع و�ش‪.‬‬
‫�إحـدى الطالبات‪:‬‬
‫البنت هتغير رقمها ع�شان ما يعرف�ش يكلمها تاني‪.‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شاب �آخر‬
‫باباها هيعمل حادي بادي‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫‪ ..Nice‬ه��و ده العر���ض والطل��ب‪ ..‬كل م��ا زاد الطل��ب عل��ى‬
‫م��وزة‪�..‬أو �سلع��ة‪ ..‬زاد �سعره��ا‪ ..‬يبقى �إذن في عالق��ة تنا�سب‬
‫طردي بين الطلب وال�سعر‪ ..‬وكل ما زاد عر�ض الموزز �أو ال�سلع‬

‫‪45‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫كل ما رخ���ص �سعرها ع�شان �ساعته��ا هتبقى مرمي��ة وعلى قفا من‬
‫ي�شيل‪ ..‬يبقى فيه عالقة تنا�سب عك�سي بين العر�ض وال�سعر‪.‬‬
‫الطالبة جيرمين (بمالمح رقيقة وابت�سامة رومان�سية)‪:‬‬
‫طب والق�سمة والن�صيب يا م�ستر �شريف‪ ..‬فين دورهم؟‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫طبع��ا‪ ..‬ب�س عند �أم جيه��ان الخاطبة‪ ..‬م�ش في‬
‫موجودين ً‬
‫علم االقت�صاد‪.‬‬
‫جيرمي��ن ت�ضح��ك بخج��ل‪ ،‬فيبت�سم �شري��ف ويقول له���ا بلهجة رقيقة‬
‫(وك�أنه يعتذر لها)‪:‬‬
‫على فكرة �أنا زبون عند �أم جيهــان لأني م�ؤمــن ج ًّدا بالق�سمة‬
‫والن�صيب‪ ..‬ب�س الموزز هي اللي م�ؤمنة ب�أ�سعار ال�سوق‪.‬‬
‫❀❀❀‬
‫مكتــــب عميــــد الكليــــة‬
‫(م��روة) تجل�س م��ع عمي��د الكلي��ة في مكتب��ه‪ ،‬وق��د ارت��دت مالب�س‬
‫‪ Semi Formal‬دون �أن تفارقه��ا نظارتها الطبية‪ ،‬وق��د �سرحت �شعرها‬
‫بطريقة الكيرلي المميزة‪ ،‬في حين تقول ب�سعادة‪:‬‬
‫رغم �إني قولت ال��كالم ده قبل كده كتير ب���س هاف�ضل �أكرره‬
‫كل �شوية ي��ا فندم‪ ..‬قم��ة ال�ش��رف بالن�سبة ل��ي �إن الجامعة‬
‫تنتدبني لتدري�س مادة الـ ‪ ..Promotion‬رغم �إني م�ش دكتورة‬
‫مح�ضرة درا�سات عليا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وال حتى‬

‫‪46‬‬
‫المدير (بابت�سامة وقور)‪:‬‬
‫�أحيا ًنا بتك��ون النم��اذج الناجحة ف��ي المجتمع م��ا بتقل�ش في‬
‫�أهميتها عن الأ�ساتذة الجامعيين‪ ..‬و�إنتي ب�سم الله ما �شاء الله‬
‫م�صر كلها بتتفرج على برنامجك‪� ..‬شدي حيلك معانا ع�شان‬
‫النجاح اللي حققتيه في الميديا تحققيه مع والدنا وبناتنا يا �آن�سة‬
‫مروة‪ ..‬م�ش �آن�سة بر�ضه؟‬
‫مروة (بابت�سامة متحفزة)‪:‬‬
‫طبعا (ثم تميل ناحيته وتتابع بثقة) ‪and I’m Proud to be single‬‬
‫ً‬
‫❀❀❀‬

‫فـي إحدى الطرقـات داخــل الجامعــة األمريكيــة‬

‫على مو�سيقى مرحة منا�سب��ة‪ ،‬وفي م�شهد �سلو مو�ش��ن‪ ،‬ن�شاهد (�شريف)‬
‫مرتديا نظارة �شم�سية �أنيقة‪ ،‬وي�سير في اتجاه اليمين‪،‬‬
‫ً‬ ‫يخرج من ال�سيك�شن‬
‫بينما نرى (مروة) ت�سير في االتجاه الم�ضاد نحوه لتتالقى نظراتهما‪..‬‬
‫الإعجاب يرت�س��م على مالمح (�شري��ف) الذي يدقق النظ��ر في مالمح‬
‫(مروة)‪ ،‬ثم يخلع نظارته‪ ،‬بينما تنظر هي �إلي��ه نظرة حاولت �أن تبدو‬
‫طبيعية‪ ،‬و�إن بدت عيناها غير ذلك‪..‬‬
‫ثم ن��رى ال�ضيق عل��ى مالمح وج��ه الطالب��ة (جيرمين) الت��ي �شعرت‬
‫بالغيظ والغيرة‪..‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪47‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫خـــارج الجامعــــة األمريكيــــة‬

‫متجها نح��و �سيارت��ه‪ ،‬بينما يقول‬


‫ً‬ ‫(�شري��ف) ي�سير م��ع زميله (�أك��رم)‬
‫(�أكرم) بده�شة‪:‬‬
‫مين كان ي�صدق �إن �إنت وجيت��ام تجتمعوا في بيت واحد بعد‬
‫كل اللي كان بينكم في فت��رة الدرا�سة‪..‬ده �إنت��وا ما كنتو�ش‬
‫بتطيقوا بع�ض‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫�أديك قولتها‪ ..‬كنا‪ ..‬وبعدين �إحنا عل��ى �آخر �شهر في ال�سنة‬
‫الأخيرة بقين��ا �أ�صحاب ج ًّدا �أكت��ر من اللي كانــ��وا م�أنتميــن‬
‫خ�صو�صـ��ا �إنـ��ه عـــايــ�ش لوحده‬
‫ً‬ ‫طـ��ول الأربع �سنـي��ن‪..‬‬
‫ومار�ضي�ش ي�سافر دبي مع باباه و�أخت��ه‪ ..‬و�أنا زي ما انت‬
‫ع��ارف‪ ،‬م�ستقل ع��ن ماما م��ن زمان م��ن بعد ما باب��ا الله‬
‫يرحمه توفي‪.‬‬
‫�أكــــــــــــرم‪:‬‬
‫خ�سرتني رهان راهنته مع عمر �إن مفي�ش حد في‬ ‫ت�صدق �إنك ّ‬
‫الدفعة هيقدر ي�صلح بينكم ويخليكوا يع��دي عليكم �أ�سبوع من‬
‫غير خناق‪.‬‬
‫�شريف (بده�شة)‬
‫كنتوا متراهنين على كام؟‬

‫‪48‬‬
‫�أكــــــــــــرم‪:‬‬
‫‪One hundred dollar‬‬

‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف‬
‫يا ابن اللعيبة يا عمر‪.‬‬
‫�أكــــــــــــرم‪:‬‬
‫ا�شمعني؟‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫�أ�صله عمل قع��دة �صلح بين��ي وبين جيت��ام قال فيه��ا �إننا لو‬
‫ات�صالحنا وعدى علينا �أ�سبوع واحد ب�س من غير خناق هيدينا‬
‫‪ 50‬دوالر‪.‬‬
‫�أكرم (بغيظ ممتزج بالمرح)‪:‬‬
‫يعني �إداكوا ‪ 50‬دوالر و�أخد زيهم مني من غير �أي مجهود‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫وحياتك �أخد الـ ‪ 100‬دوالر كلهم‪.‬‬
‫�أكــــــــــــرم‪:‬‬
‫�إزاي؟‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫�أ�صله �آخر يوم ف��ي الأ�سبوع راهنا عل��ى ‪ 50‬دوالر �إننا م�ش‬
‫هنتخانق تاني حتى لو النا�س وقعت بينا‪� ..‬ساعتها �أنا وجيتام‬

‫‪49‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫حاولنا نعمل تمثيلية �إننا بنتخانق ع�شان ناخد منه الرهان ب�س‬
‫�إكت�شفنا �إن �شاهي اتخطبت‪.‬‬
‫�أكــــــــــــرم‪:‬‬
‫وما اتخانقتو�ش فعلاً من بعدها؟‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫بقول لك �شاهي اتخطبت‪.‬‬
‫�أكــــــــــــرم‪:‬‬
‫�صدق من قال يا �أخي‪ ..‬فت�ش عن المر�أة‪.‬‬
‫�شريف (بابت�سامة حزينة)‪:‬‬
‫كل �شيء ق�سمة ون�صيب يا مان‪.‬‬
‫�أكرم (بلهجة مرحة)‪:‬‬
‫بمنا�سب��ة الن�صيب �صحيح‪� ،‬أح��ب �أقول ل��ك �إن ن�صيبك طلع‬
‫لوز‪.‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف‬
‫�أنا �آخري ِل َوز م�ش لُوز‪ ..‬وم�ش بعيد بوا�سير‪.‬‬
‫�أكــــــــــــرم‪:‬‬
‫لما ت�شوفها هتغير ر�أيك‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫البوا�سير؟‬

‫‪50‬‬
‫�أكــــــــــــرم‪:‬‬
‫لأ القمراية الل��ي انتدبوها ع�شان تدر�س مع��اك‪ ..‬بنت �أمورة‬
‫ومثقفة ومافيها�ش غلطة‪.‬‬
‫الآن (�شري��ف) ي�ص��ل �إلى �سيارت��ه‪ ،‬في�ضغط عل��ى ال�سنتر ل��وك لفتح‬
‫الأبواب‪ ،‬قبل �أن يجـلـ�س (�أكرم) �إلى المقعـد المجاور لمقعد القائد‪ ،‬في‬
‫حين يدلف (�شريف) لل�سيارة ويجلــ�س‪ ،‬وهــو يــردد بلهجــة �ساخرة‪:‬‬
‫متابعا) حاج��ة كده زي‬
‫ً‬ ‫�شوفتها ي��ا معل��م‪( ..‬يغم��ز بعيني��ه‬
‫زغزغة البيب�س في زورك وقت ال�صيف‪ ..‬هيييييييح‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫منـــــزل مـــــــروة‬

‫منى والدة مــروة تجلـــ�س مع قدرية قارئـــة الفنجان‪ ،‬وقد �أخذت قدرية‬
‫تقر�أ الفنجان بتمعن‪ ،‬ونالح��ظ �أن والدة مروة مهتم��ة للغايـــة حتى �إنها‬
‫تكاد ت�ضع ر�أ�سها داخل الفنجان‪ ،‬قبل �أن ت�صيح قدرية فج�أة بحما�س‪:‬‬
‫�إيه ده؟‬
‫منى (بحما�س مماثل)‪:‬‬
‫�إيه؟‬
‫قدريــة (بحمــا�س �أكبـــر)‪:‬‬
‫الله �أكبر الله �أكبر‬

‫‪51‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫منى (بحما�س �أكبر مماثل)‪:‬‬


‫في �إيه؟‬
‫قدرية تنظر لها بخبث وتالعب حاجبيها وهي تقول بدهاء‪:‬‬
‫والنبي ما انطق بحرف واح��د غير لما �آخد الحالوة‪..‬هو ده‬
‫�أي خبر‪.‬‬
‫جنيها وتناولها له��ا بدون تفكير‬
‫ً‬ ‫منى تخرج ورقة مالي��ة فئة الع�شري��ن‬
‫وهي تقول ب�إلحاح‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫انطقي ب�سرعة‪.‬‬
‫قدريــــــــــة‪:‬‬
‫هتخلعه يا دكتورة منى وهيغور ف ‪ 60‬داهية‪.‬‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫تخلع مين يا ولية‪� ..‬إذا كنت �أنا جايباكي ع�شان ت�شوفي حظها‬
‫المنح�س اللي خالها لغاي��ة دلوقت ما تتجوز���ش‪ ..‬عايزاها‬
‫تخلعه قبل ما تتجوزه؟!‬
‫قدرية تهبد بيدها على �صدرها وهي تقول بتلعثم‪.‬‬
‫قدريــــــــــة‪:‬‬
‫يوه‪..‬الم�ؤاخذة يا �ست منى‪ ..‬ده �أنا كنت بقرى فنجاني �أنا‪..‬‬
‫هي تالقيه��ا البت عطيات بنت��ي‪� ..‬أ�صلها حلم��ت من كام يوم‬

‫‪52‬‬
‫بحلم �أ�سود على دماغها ودماغ اللي خلفوها قال �إيه ياختي ‪..‬‬
‫منى ت�سلمها فنجانها لتقر�أه وهي تقاطعها قائلة بنفاد �صبر‪.‬‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫خدي فنجاني �أقري��ه الأول ي��ا قدرية وبعدي��ن نبقى ن�شوف‬
‫حكاية بنتك عطيات وحلمها المنيل‪.‬‬
‫قدرية تلتقط الفنجان وهي تردد‪.‬‬
‫قدريــــــــــة‪:‬‬
‫منيل على دماغها ودماغ اللي خلفوها‪.‬‬
‫منى (بنفاد �صبر)‬
‫�ألف مرة‪ ..‬اقري فنجاني بقى وخل�صينا‪.‬‬
‫مني تع��ود للجلو�س بينم��ا تم�سك قدري��ة الفنج��ان وتدقق في��ه النظر ثم‬
‫ت�صيح فج�أة‬
‫قدرية (بحما�س)‬
‫�إيه ده؟‬
‫منى (بحما�س مماثل)‬
‫�إيه؟‬
‫قدرية (بحما�س �أكبر)‬
‫الله �أكبر الله �أكبر‬

‫‪53‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫منى (بحما�س �أكبر مماثل)‬


‫في �إيه؟‬
‫قدرية تنظر لها بخبث وتالعب حاجبيها وهي تقول بدهاء‪:‬‬
‫الخبر ده بقى ليه حالوة تانية‪..‬ده �أنا ه�شرح قلبك الحزين‪.‬‬
‫جنيها وتناولها له��ا بدون تفكير‬
‫ً‬ ‫منى تخرج ورقة مالي��ة فئة الع�شري��ن‬
‫وهي تقول بنفاد �صبر‪:‬‬
‫اللهم طولك يا روح‪.‬‬
‫قدريــــــــــة‪:‬‬
‫أخيرا يا �أم مروة والنهاردة كمان‪.‬‬
‫هتو ّقعه � ً‬
‫فج�أة جر�س باب ال�شقة يدق‪ ،‬فتهرول منى نحو الباب بال وعي وما �إن تفتحه‬
‫حتى تحت�ضنها مروة وتعانقها بفرحة و�سعادة الدنيا قائلة بحب وحما�س‬
‫و ّقعته يا ماما و ّقعته‬
‫قدرية تنه�ض من مكانها وتطلق زغرودة قوي��ة بينما ت�س�أل منى مروة‬
‫بلهفة ومرح طفولي‪:‬‬
‫طب �أو�صفيهولي‪� ..‬أو�صفيهولي ب�سرعة‬
‫مروة (تهر�ش ر�أ�سها بخفة ظل وهي تفكر)‪:‬‬
‫�أمممم‪� ..‬أبي�ض‪..‬وعري�ض‪..‬و�آخر �شياكة‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫وعرفتيه �إزاي؟‬

‫‪54‬‬
‫مروة (بده�شة)‪:‬‬
‫عادي يعني‪�..‬صاحبتي جابتهولي‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫وهييجي يقابلني �إمتى؟‬
‫مروة (با�ستغراب �شديد)‪:‬‬
‫يقابلك ده �إيه؟ مانا الب�ساه ف رجلي �أهو‪.‬‬
‫منى (ب�صدمة �شديدة)‪:‬‬
‫هو �إيه ده؟‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫ال�ش��وز الجديد‪(..‬تنظ��ر لحذائها بم��رح وفرح��ة وتتابع‪):‬‬
‫ماركة كري�ستيان ديور وب�سعر م�ش هت�صدقيه‪.‬‬
‫قدرية قارئة الفنجان تهم باالن�صراف وقد �شعرت بالحرج وتقول بخجل‪:‬‬
‫طب ا�ست�أذن �أنا بقى يا دكتورة منى‪.‬‬
‫منى تنق�ض عليها وه���ي تم�سكهـا م���ن كتفيهــا بق���وة وت�صيح فيها‬
‫بعنف‪:‬‬
‫ت�ست�أذني ده �إيه؟ هو دخول الحمام زي خروجه؟‬
‫مروة (بده�شة)‪:‬‬
‫مين دي يا ماما؟!‬

‫‪55‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫دي خالتك قدري��ة المبروكة بتاع��ة الفنج��ان‪� ..‬سرها باتع‬
‫ومقا�سه ‪ 39‬برباط‪( ..‬تلتفت لقدرية وت�ص��رخ فيها) �إيدك يا‬
‫وليه على الحالوة اللي خدتيها حار ونار في جتتك‪.‬‬
‫قدرية (محاولة المراوغة)‪:‬‬
‫ليه ب�س يا دكتورة منى‪ ..‬النهاردة برباط بكرة يبقى ببابيونة‪.‬‬
‫منى (ب�سخرية غا�ضبة)‪:‬‬
‫بابيونة يا ن�صابة؟‬
‫قدريــــــــــة‪:‬‬
‫ال والنبي ما ن�صابة‪�..‬أنا قولت هتوقع��ه وهي وقعته وبعدين‬
‫�أول الخي�ش قطرة‪.‬‬
‫منى ت�ضغط على عنقها بعنف وهي تقول بغ�ضب‪:‬‬
‫�أول الخي�ش قطرة يا ن�صابة يا جاهلة‪ ..‬طلعي الفلو�س بدل ما‬
‫هخل�ص عليكي‪.‬‬
‫مروة تنظر للموقف بفزع وتحاول تهدئة والدتها‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫خال�ص يا ماما ال�ست هتموت في �إيدك‪.‬‬
‫قدرية تخ��رج الفلو�س من جيبه��ا فت�أخذها من��ى بالكام��ل‪ ،‬بينما تقول‬
‫قدريـــــــــة‪:‬‬
‫�أنا خدت منك ‪ 40‬جنيه ودول ‪.60‬‬

‫‪56‬‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫الباقي هاخده ح�لاوة خلع بنتك عطيات لجوزه��ا‪( ..‬تدفعها نحو الباب‬
‫وهي تقلدها) هو ده بر�ضه �أي خبر؟‬
‫قدرية تن�صرف‪ ،‬وم��ا �إن تغلق منى الباب خلفه��ا بغ�ضب حتى ت�ضحك‬
‫مروة قائلة‪:‬‬
‫م�ش عي��ب تبقي دكت��ورة جامعي��ة وت�سلمي دماغ��ك للكالم‬
‫الأهبل ده‪ ..‬بجد م�ش م�صدقة‪.‬‬
‫منى تجل�س على الكر�سي وك�أنها ت�سقط عليه وتقول بحزن‪:‬‬
‫�أنا خال�ص قدمت ا�ستقالتي‪ ..‬وبعدين �أنا اللي م�ش م�صدقة �إزاي‬
‫بنتي المذيعة الجميلة المثقف��ة اللي م�ش ناق�صها حاجة تقعد من‬
‫غير جواز لحد دلوقت‪.‬‬
‫مروة تحت�ضنها من خلفها وتقول برقة‪:‬‬
‫عدم الجواز م�ش عيب يا �أمي‪� ..‬إنت��ي عارفة بنف�سك �إني لو‬
‫كنت عايزة �أتجوز وخال�ص زي اللي بيتجوزوا على نف�سهم‬
‫كان زمانك بقيتي جدة‪.‬‬
‫نرى الحني��ن واللهفة على وجه منى بمجرد ذكر كلم��ة (جدة) حتى �إنها‬
‫تغم�ض عينيها وتتذوقها وهي تقول‪:‬‬
‫الله‪ ..‬نف�سي �أبق��ى جدة فعلاً ‪� ..‬أدفع ن���ص عمري و�أ�سمعها‬
‫من والدك‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مروة (ت�ستدير وتواجه �أمها بغ�ضب)‪:‬‬


‫ممكن من بكرة ت�سمعيها لو عايزة‪ ..‬ب�س ممكن بعدها ت�سمعي‬
‫�إن بنتك مطلقة‪.‬‬
‫مالمح مروة تلين وهي تبت�سم وتتابع‪:‬‬
‫وعموما ما تقلقي�ش‪ ..‬فيه موز جديد ظهر‪.‬‬
‫ً‬
‫منى تنتف�ض وهي تلتفت لها قائلة بفرحة‪:‬‬
‫بجد؟‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫بجد‪ ،‬وفيه خبر تاني كمان هيب�سطك‪.‬‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫�إيه؟‬
‫مروة (مقلدة قدرية)‪:‬‬
‫والنبي ما �أنطق بحرف واح��د غير لما �آخد الحالوة‪..‬هو ده‬
‫بر�ضه �أي خبر‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫منــــزل جيتــــام وشريــــف‬

‫�شريف يدخل المنزل الأنيق الفخم‪ ،‬بينما ن�سمع �صوت جيتام منبع ًثا من‬
‫داخل غرفته‬

‫‪58‬‬
‫�ص‪.‬جيتام‪:‬‬
‫وووووو‪ ..‬الله عليك يا جوجو و�إن��ت مظبط قلوب الحبيبة‬
‫ومدوبهم ف بع�ض دوب‪ ..‬والليلة دوب والزم نر�ضى بالمكتوب‬
‫ّ‬
‫الفيمتو ثانية‪..‬‬
‫�شري��ف يتجه لغرف��ة جيت��ام ويفتح بابه��ا؛ حيث ن��رى عل��ى جدرانها‬
‫بو�سترات العبي الم�صارعة العالميين‪ ،‬في حين تبعثرت مالب�س جيتام‬
‫جال�سا على جهاز الكمبيوتر‬
‫ً‬ ‫ب�إهمال في جنبات الغرفة‪ ،‬بينم��ا نجد جيتام‬
‫الخا�ص به في انهماك وبجواره كلبه ال�ضخم‪.‬‬
‫جيتام (يتابع ب�سعادة وفخر)‪:‬‬
‫الجروب بتاعي ع الفي�س بوك و�ص��ل الم�شتركين فيه لـ ‪150‬‬
‫�ألف ‪ Member‬تعالى �شوف عمك‪.‬‬
‫�شريف (بده�شة)‪:‬‬
‫‪� 150‬ألف ‪ Member‬م�ش عارفين يظبطوا موززهم و�سايبينك‬
‫تخطط لهم؟‬
‫جيتام (بتفاخر)‪:‬‬
‫تخيل؟‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫أخيرا هنحل �أزمة اللحمة ال�ضاني ف م�صر‪..‬‬
‫� ً‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ا�شمعنى؟‬

‫‪59‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫(�ساخرا)‬
‫ً‬ ‫�شريف‬
‫بقى عندنا ‪� 150‬ألف خروف‪.‬‬
‫ثم ن�سمع �صوت جر�س الباب ي�ضرب فيتجه �شريف لفتح الباب‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫الطرقـة الموجودة خارج منزل جيتام وشريف‬

‫نف�سيا‪،‬‬
‫ما �إن يفتح �شريف الباب حتى يظهر عم (فك��ري) جارهما المري�ض ًّ‬
‫وقمي�صا‬
‫ً‬ ‫الذي ي�سكن في الطابق الأ�سفل م��ن �شقتيهما‪ ،‬وقد ارت��دى طاقية‪،‬‬
‫بحماالت‪ ،‬ويبدو من مظهره كما ل��و كان في حقبة ال�ستينيات وال�سبعينيات‪،‬‬
‫ب�سـوالفـه العري�ضـة وبنطلـونه القمـا�ش ال�شارل�ستـون‪ ،‬وقمي�صه ذي الإ�ستايل‬
‫القديم بطريقة ت�ضفي عليه ال�شياكة القديمة ذات المظهر الكوميدي‪..‬‬
‫وما �إن نطالع وجهه حتى يقول بلهجة كوميدية‪:‬‬
‫القطة ع�ضت رجلها‪ ..‬جابت الم�صيبة لنف�سها‪.‬‬
‫�شريف (وهو يربت على كتفه لي�أخذه على قد عقله)‪:‬‬
‫طب اهدى يا عم فكري‪ ..‬كله هيتحل �إن �شاء الله‪.‬‬
‫عم فكري (بع�صبية كوميدية)‪:‬‬
‫�ش�ش�ش�ش�ش�ش‪� ..‬إي�ش فهمك �إنت‪ ..‬بقولك القطة ع�ضت رجلها‬
‫جابت الم�صيبة لنف�سها يا م�ؤمن‪.‬‬
‫(�ساخرا وهو يبت�سم)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف‬
‫معل�ش يا عم فكري �أنا �أ�صلي مخي على قدي‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫عم فكري (بخيالء وعظمة)‪:‬‬
‫طبعا على قدك‪ ..‬دي ريني قطتي الأنتيم‪ ..‬محد�ش هيح�س بيها‬ ‫ً‬
‫زيي‪ ..‬ع�شان ك��ده انا طالـع �أقولك م��ا تعملـ�ش ح�سابك تحاول‬
‫ّ‬
‫تحل الم�شكلة دي‪� ..‬أنا هعرف �أحلها بطريقتي‪See you ..‬‬

‫عم فكري يولي ظهره وين�صرف‪ ،‬بينما ي�ضحك �شريف وهو‬


‫ي�ضرب ك ًّفا بكف ثم يغلق الباب‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫منـــزل جيتـــام وشريــف ‪ /‬غرفـــة السفــــرة‬

‫الآن ن��رى جيتـــام يجلــ�س عل��ى المائدة ليتن��اول الطعـــام‬


‫(�ساندوت�شــات تيــك �أواي) ويجلـــ�س �شريــف على ركبتيــه‬
‫م�صدرا م�ؤخرته للخلف ب�شكل كوميدي‪..‬‬ ‫ً‬ ‫على الكر�سي‬
‫�شريف ي�ستدير ليتـناول ملعقة من ال�سلطة في�صدر م�ؤخرته لجيتام اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫�إال قول لي يا جيتام‪.‬‬
‫ناظرا لم�ؤخرة �شريف بغ�ضب‬
‫ً‬ ‫جيتام يوقف الملعقة التي ي�أكل بها في فمه‬
‫وامتعا�ض‪ ،‬قبل �أن يقول بغيظ‪:‬‬
‫غير لي ي��ا جيتام‪�..‬شطفني ي��ا جيتام‪ ..‬م�ش‬
‫لأ كده ا�سمه��ا ّ‬
‫معقولة كده‪ ،‬هتكرهني ف الكبدة الإ�سكندراني اللي باكلها‬
‫�شريف بعد �أن �أخذ ال�سلطة ي�ستدير ليبعد م�ؤخرته عن جيتام اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫‪ ..Sorry‬ب�س �أنا فعلاً م�ش قادر �أفه��م �إيه �سر اهتمامك بدور‬

‫‪61‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مر�سال الغرام اللي عم��ال تلعبه طول الوقت ده ومكر�س له‬


‫وقتك وجهدك من غير �أي مقابل‪.‬‬
‫جيتام يتوقف عن الأكل‪ ،‬ثم يرفع عينه ل�شريف اً‬
‫قائل ب�صرامة‪:‬‬
‫كل راجل �أو �شاب ب�ساعده ب�ضمن �إنه بقى زبون م�ستديم في‬
‫الكافيه بتاعي‪ ،‬وده الل��ي بيخلـي النا�س تتخانق �شهور ع�شان‬
‫ب�س تع��رف تحج��ز عندي قع��دة مدتهـ��ا ن�ص �ساع��ة‪� ..‬أنا‬
‫الـ ‪ Waiting list‬عندي محجوز ل�سنة قدام‪.‬‬
‫�شريف يم�سك بال�ساندوت�ش ويقربه من فمه اً‬
‫قائل بابت�سامة خبيثة‪:‬‬
‫ما ده �شيء بديه��ي �أقدر �أفهم��ه لوحدي‪ ..‬ب�س ي��ا ترى ده‬
‫ال�سبب الوحيد؟‬
‫جيتام يوا�صل الأكل وهو يقول بال مباالة‪:‬‬
‫و�أنا هعوز �إيه تاني؟‬
‫�شريف يوا�صل الأكل اً‬
‫قائل بلهجة م�ستفزة‪:‬‬
‫يعني‪ ..‬تثبت لنف�سك حاجة مثلاً ‪� ..‬أو تعو�ض �شيء ناق�صك‪.‬‬
‫جيتام يتوقف عن ق�ضم ال�ساندوت�ش ويرفع عين��ه ليمعن النظر في وجه‬
‫�شريف لبرهة من الوق��ت قبل �أن ترت�س��م ابت�سامة �ساخ��رة على وجهه‬
‫قائل‪:‬‬
‫اً‬
‫ياريتـن��ي �أعرف �أعمل كده‪ ..‬كنت عو�ض��ت الحاجات اللي‬
‫ناق�صاني و�أنا بكملها فيك‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫�شريف (بمرح)‪:‬‬
‫ال ياخوي��ا �أبو�س �إي��دك خليني بعيد ع��ن �شغــ��ل البهلوانات‬
‫بتاع��ك ده‪� ..‬أنا اه��ون عن��دي �أف�ش��ل ف �أل��ف ق�صة حب‬
‫وال �أحكم على قلبي بحب ليه م��دة �صالحية هتخل�ص لما �أبان‬
‫على حقيقتي‪.‬‬
‫جيتــــــــام‪:‬‬
‫عمري ما علّمت حد يبان بحقيقة غير حقيقت��ه‪� ..‬أنا كل اللي‬
‫بعلمه لزباين��ي �إنهم يكت�شف��وا حقيقته��م الم�ستخبيــ��ة جواهـم‬
‫بــ�س همــا ما يعرفوهــا�ش‪ ..‬ممكــن تكــون خايـف م العوم‬
‫لكن لو حد زق��ك ف البحر هتو�ص��ل للبر التان��ي �أح�سن من‬
‫�أجدع عويم‪..‬‬
‫م�ستطردا‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام يمعن النظر في وجه �شريف وك�أنه يق�صده بالكالم‬
‫ب�س ده ما يمنع�ش �إن فيه نا�س تانيـة ما بحاولــ�ش �آجي ناحيتها‬
‫ع�شان ببقى عارف اني لو زقيتهم هيغرقوا ف �شبر ميه‪.‬‬
‫�شريف (يبت�سم وقد �أدرك المعنى)‪:‬‬
‫ماتن�سا�ش �إن �أنا و�إنت �شربنا من نف�س الكا�س يا عم الخبرة‪.‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫ب�س �أن��ا �أتعلمت من �أخطائ��ي لكن �إنت ل�س��ه عاي�ش ف زمن‬
‫الجامعة‪..‬متهي�أل��ي لو حبيت بن��ت هتقولها‪ :‬ممك��ن ت�سلفيني‬
‫ك�شكول محا�ضراتك؟‬

‫‪63‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫عارف يا جيتام �أنا الحب بالن�سبة لي �إيه؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�إيه؟‬
‫�شريف (ينظر لعيني جيتام مبا�شرة)‪:‬‬
‫لحظة ت�ضحية بت�ضحي فيها بحياتك ع�شان حبيبتك‪..‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫وبعد ما تنقذها وتموت تتجوز هي واحد تاني!‬
‫�شريف (برومان�سية مفرطة)‪:‬‬
‫لو حهون عليها �إنها ترتبط بواحد غي��ري بعد ما �أموت م�ش‬
‫هلومها‪ ..‬لأن حياتي نف�سها حته��ون عليا ع�شان خاطرها‪..‬‬
‫�أنا الحب عندي م�ش ب�س كلمة بحب��ك‪ ،‬وال �إله �إال الله محمد‬
‫ر�سول الل��ه ف �آخ��ر كل مكالمة‪ ..‬الحب يعن��ي حياة كاملة‬
‫بديها لحبيبتي‪..‬روح وقلب ودم برميه��م تحت رجليها من‬
‫غير ما انتظر منها �أي مقابل‪� ..‬أوقات كتير بحلم �إن حبيبتي‬
‫بتقع من مكان عالي و�أنا من غير ت��ردد برمي نف�سي وراها‬
‫ع�شان �أح�ضنها و�أخليها فوقيا قبل ما اخبط الأر�ض بدالها وانا‬
‫بحميها م��ن الوقعة‪ ..‬و�ساعات تانية عربي��ة بتجري ناحيتها‬
‫زي ال�ص��اروخ وقبل م��ا تلم�سها بطي��ر عليه��ا و�أزقها بعيد‬
‫و�أتلقى مكانها الخبطة وما اح�س�ش بوجعها لأني بكون فرحان‬

‫‪64‬‬
‫ومبت�سم‪..‬و�ساعات تانية جي�ش كامل ج��اي يهجم عليها بكل‬
‫معداته و�أن��ا بحاربهم م��ن غير م��ا يرم�ش لي جف��ن ع�شان‬
‫محد�ش يلم�س �شعرة واحدة منها‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫جي�ش �إيه ومع��دات �إيه اللي جاي يهجم عل��ى حبيبتك‪�..‬إنت‬
‫عايز تتجوز بن الدن؟ والال ناوي بعد ما تتجوزها تبلغ عنها‬
‫وتقب�ض مكاف�أة من �أمريكا؟‬
‫�شريف (بغ�ضب)‪:‬‬
‫عمرك م��ا هتفهمني‪ ..‬للأ�س��ف �أنا و�إن��ت مت�شابهين ف كل‬
‫حاجة �إال الحب!‬
‫(�ساخرا)‪ :‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫ده انا لو كنت �شبه��ك كنت اتبريت من��ي‪ ..‬وبعدين �إذا كان‬
‫ع‪ ‬الت�ضحية والأك�شن اللي نف�سك تعملهم مع حبيبتك ف�أنا ممكن‬
‫اعمل ل��ك كل ده من غير ما تم��وت يا �أخي‪ ..‬لي��ه ت�ستعمل‬
‫ر�صا�ص حقيقي لما فيه ر�صا�ص ف�شنك؟ ‬
‫�شريف (بجدية)‪:‬‬
‫عموما الق�سمة والن�صيب لما ييج��وا مابيحتاجو�ش الر�صا�ص‬
‫الف�شنك بتاعك‪.‬‬
‫جيتام (باهتمام)‪:‬‬
‫الق�سم��ة والن�صي��ب �إحن��ا الم�سئولي��ن عنه��م باختياراتن��ا‬
‫وقراراتنا‪..‬مفي�ش حاجة ظهرت قدامك؟‬

‫‪65‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف (ي�ضحك‬
‫تفتكر لو في��ه �أنا ممكن �أحكي لك بو�ش��ك الحلو عليا وبركاتك‬
‫اللي مغرقاني‪� ..‬إن ما فيه مو�ض��وع حكيتهولك وكمل على‬
‫خير‪ ..‬حتى اللي كنت هخطبها خال�ص طلع عندها ا�ضطراب‬
‫في الهرمونات وحولت ولد‪..‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫مـا �إنت ع�شان واطـي وماعندكـ���ش �إخال�ص �سيبتهـا‪ ..‬كان‬
‫المفرو�ض ماتتخال�ش عنها‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫بقول لك بقت ولد!‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫اقلب �إنــت يا �أخي واحنا هنغلــ��ب‪ ..‬ده حتى تحويلك �أ�سهل‬
‫بكتير وم�ش محتاج غير مق�ص‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫غي��ر ال�سي��رة دي‪( ..‬موا�ص�ًلااً الأكل)‬
‫يا ع��م خال�ص بقى ّ‬
‫عملت �إيه في الأ�سهم اللي �شاريها في البور�صة؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫تمام الحمد لله‪..‬من �إمبارح للنهاردة ك�سبت ‪ 1500‬جنيه‪.‬‬
‫فج�أة موباي��ل جيتام يرن رنة خا�ص��ة‪ ،‬فيلتقطه بلهف��ة ويعبث ب�أزراره‬
‫وه��و ينظر ل�شا�شت��ه بانهم��اك وتركيز قب��ل �أن يرفع عيني��ه ببطء نحو‬
‫قائل بلهجة ذات مغزى‪:‬‬‫�شريف وي�ضغط على الحروف اً‬

‫‪66‬‬
‫ق�صدي كنت ك�سبان ‪ 1500‬جنيه‪ ..‬يا و�ش ال�سعد يا �أبو �شريف‪..‬‬
‫يا بركة‪.‬‬
‫(مازحا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف‬
‫تقريبا ك��ده والله �أعلم العي��ب فينا �إحنا االتني��ن مع بع�ض‪..‬‬
‫ً‬
‫ماتيجي نهرب بره البلد‪.‬‬
‫جيتام (ب�سخرية مماثلة)‪:‬‬
‫ده �إحنا لو هربنا بري ع�شان ننجى من الطيارات والمراكب‪..‬‬
‫الأتوبي�س هيغرق بينا ف��ي الأ�سفلت‪� ..‬إحن��ا ‪Hopeless case‬‬
‫يابني ماتحاول�ش‪.‬‬
‫�صائحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫متجها نحو المطبخ‬
‫جيتام ينهي الأكل قبل �أن ينه�ض وهو يحمل ما تبقى ً‬
‫خبط علينا من �شوية؟‬
‫مين �صحيح اللي ّ‬
‫�شريف يدخل المطبخ حاملاً بع�ض الأطباق وهو يجيب‪:‬‬
‫ده عم فكري المجن��ون‪ ..‬كان طالع يتحفنا بل�سعة جديدة من‬
‫ل�سعاته ب�س �أنا خدته على قد عقله‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫كان نف�سي يقع ف �إيدي‪.‬‬
‫�شريف (�ضاحكً ا)‪:‬‬
‫م�ش كفاية عليك اللي بتعمله فيه؟ والل��ه م�ش بعيد الراجل ده‬
‫يعقل من كتر عمايلك‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫وماله؟! يعقل و�أجنن��ه تاني �إحنا ورانا �إي��ه؟‪ ..‬م�ش عارف‬
‫القطط والع�صافير بتوعه م�ستحميلنه �إزاي؟!‬
‫فج�أة ي�سمع جيتام و�شريف �صراخ عم فكري الذي ي�أتيهما عبر المنور‬
‫�ص‪.‬عم فكري‬
‫عااااااااااا‪ ..‬مين فيكوا اللي هيطبخ الرز؟‬
‫جيتام و�شريف ي�ضحكان بينم��ا يقول جيتام ب�سخرية وهو ير�ص بع�ض‬
‫الأطباق‪:‬‬
‫اتفرج يا عم‪..‬عايز القط��ط والع�صافي��ر يطبخوله الرز‪..‬‬
‫فاكر لما خليته يعلق �أمك وكانوا هيتجوزوا؟‬
‫�شريف يبت�سم ابت�سامة حزينة ويقول ب�سخرية مريرة وهو ير�ص بع�ض‬
‫الأطباق‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫كانت المرة الوحيدة اللي عرفت فيها قيمة عمايلك‪.‬‬
‫جيتام (وهو يفتح الثالجة ويلتقط زجاجة مياه م�شبرة)‪:‬‬
‫نف�سي �أع��رف جابت منين تاريخ��ه ف م�ست�شفى المجانين‪..‬‬
‫(ي�شرب ثم يتاب��ع) الظاه��ر �إن واحد تان��ي كان را�سم عليها‬
‫و�ضرب ف عم فكري زمبة‪.‬‬
‫�شريف (بنف�س االبت�سامة الحزينة)‪:‬‬
‫وهي حبايبها كتير �أ�صلها على قد �أطقم ال�سنان اللي ركبتهم‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫هي الجوازة اللي اتجوزتها من �شهرين دي كانت الكام؟‬
‫�شريف (وهو يلقي بواقي الطعام في الزبالة)‪:‬‬
‫من بعد الجوازة الحدا�شر بطلت �أعد وراها‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫يا نهار زي و�شها‪ ..‬دي على كده عملت توب �سكور!‬
‫�شريف يبت�سم بحزن وهو يم�سك �أحد الأطب��اق المت�سخة ثم يقول بلهجة‬
‫من يحاول تغيير الحديث وهو يلوح بالطبق‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫خد بال��ك النهاردة الدور عليك ف تن�ضي��ف المواعين يا �سي‬
‫فاالنتينو‪.‬‬
‫جيتام يفتح �صنب��ور الماء ويم�سك ب�أحد الأطب��اق لي�ضعه تحت ال�صنبور‬
‫�ساخرا‬
‫ً‬ ‫ويرد‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫دايما‪...‬‬
‫عيب عليك �أنا ً‬
‫(مقاطعا وهو يقلده)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف‬
‫بعمل اللي عليا‪ ..‬و�أول ما يجيلك ايميل بتخلع‪.‬‬
‫جديدا‪ ،‬فين�صرف‬
‫ً‬ ‫فج�أة ي�ص��در الكمبيوتر �صو ًتا يفي��د تلقي جيتام �إيمي��ل‬
‫م�سرعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫جيتام من المطبخ‬

‫‪69‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�شريف (بغ�ضب)‪:‬‬
‫�شوفت يا عم؟ �أديك بتخلع �أهو زي عوايدك يا بارد‪.‬‬
‫جيتام يتجه لجهاز الكمبيوتر في غرفته اً‬
‫قائل ب�سخرية‪:‬‬
‫عيب عليك‪ ..‬ده �أنا بثبت لك �إن ر�أي��ك فيا �صح‪ ..‬ير�ضيك‬
‫يعني �أخليك ت�شتمني من غير ما �أعمل بال�شتيمة؟‬
‫�صوت �شريف ي�أتيه من المطبخ‪:‬‬
‫يبقى �إنت اللي هتغ�سل يوم الجمعة‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫كل��ه �إال الجمعة‪�..‬إنت عارف �إن الي��وم ده بالذات �أنا بكون‬
‫فيه ‪.Off‬‬
‫�ص‪�.‬شريف‪:‬‬
‫بر�ضه م�ش ناوي تقول لي بتعمل فيه �إيه؟‬
‫جيتام يم�سك بالماو�س وهو ينظر لل�شا�شة اً‬
‫قائل في �سخرية‪:‬‬
‫ب�صلي الجمعة‪.‬‬
‫جيتام ينظر لل�شا�شة بتركيز ثم يعقد حاجبيه في ده�شة‪..‬‬
‫جيتام ي�سيطر الغ�ضب ال�شديد على مالمحه‪ ،‬وهو ي�شاهد ملف فيديو على‬
‫الجهاز وقد عق��د �ساعده الأي�س��ر على �ص��دره‪ ،‬بينما و�ض��ع ذقنه بين‬
‫�أ�صبعي الإبهام وال�سبابة ليده اليمنى الت��ي تتعامد على ذراعه الي�سرى‪،‬‬
‫في حين يدخل عليه �شريف الذي يالحظ �أن هناك �شي ًئا ما قد حدث‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫�إيه يا ابني في �إيه؟‬
‫جيتام ال يرد وقد ظل علـى نف�س مالمحه الغا�ضبة بنف�س الو�ضع كتمثال‬
‫مجمد فيقترب منه �شريف اً‬
‫قائل بنبرة �أعلى‪:‬‬
‫جيتـــــــــــام‪.‬‬
‫جيتام ي�ضغط زر م�سطرة الم�سافات ليوقف فيديو كان ي�شاهده‪ ،‬قبل �أن‬
‫يلتفت ل�شريف اً‬
‫قائل في لهجة بدت ك�أنها ا�ستجواب‪:‬‬
‫�إنت اديت الالب توب بتاعك لحد؟‬
‫ما انت عارف ي��ا جوجو �إني بعتبر ال�لاب توب بتاعي زي‬
‫مراتي‪ ..‬ما ينفع�ش �أ�سلفه لحد‪.‬‬
‫جيتام ي�شير نحو �شا�شة الكمبيوتر اً‬
‫قائل في ت�سا�ؤل‪:‬‬
‫�أومال مقطع الفيديو ده و�صل لحد غريب �إزاي؟‬
‫�شريف يقترب من ال�شا�شة وينظر لها‪ ،‬لي�شاهد مقطع الفيديو‪..‬‬
‫في مقطع الفيديو ن�شاهد (جيت��ام) بمالمح تبدو �أ�صغ��ر في ال�سن‪ ،‬حيث‬
‫طالبا وي�صيح في كل الطلبة‬
‫يقف في منت�صف �ساحة الكلية وقت �أن كان ً‬
‫بطريقة من فقد �أع�صابه‪:‬‬
‫‪ ..Come on everybody‬ال��كل الزم يعرف‪�..‬أنا ماعندي�ش‬
‫حاجة �أتك�سف منها‪.‬‬
‫تبد�أ الطلبة في التجمع حول جيتام وتتزايد �أعداده��م بينما يم�سك �أحدهم‬
‫جيتام ويحاول �أن يهدئه ويبتعد به‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�أحدهـــــــــم‪:‬‬
‫ب�س يا جيتام‪ ..‬تعالى معايا نقعد في الكافيتريا ن�شرب حاجة‪.‬‬
‫جيتام ينزل يد زميله بعنف اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫كافيتريا؟ ليه؟ متق��دم لك مين �إنت كمان وعاي��ز توريه �إنك‬
‫جامد وكل ال�شباب بيجروا وراك وبيعزموك‪ ..‬وكيل نيابة‬
‫والال ظابط �شرطة والال اب��ن رجل �أعمال نا�صب على ن�ص‬
‫بنوك م�صر؟‬
‫زميل جيتام ينظر حوله ب�إحراج بينما ي�ضحك الطلبة وترت�سم على وجوه‬
‫بع�ضهم ابت�سامة �ساخرة‪ ،‬بينما يتابع جيتام وقد فلتت �أع�صابه �أكثر‪:‬‬
‫�أي واحدة يا جماعة عايزة تغيظ حبيبها بيا �أنا في الخدمة‪.‬‬
‫ينظر لإحدى الواقفات ويقول لها‪:‬‬
‫ممكن �أنا و�إنتي ن��روح نقعد في الكافيتري��ا وتخلي �صاحبتك‬
‫الأنتيم تفتن عليكي ل�صاحبك‪ ..‬خليها تجيبه يطب علينا ع�شان‬
‫ي�شوفنا ويتغاظ ويهتم بيكي‪ ..‬وم�ش بعيد يخطبك‪.‬‬
‫جيتام يترك الفتاة التي حدثها وينظر ل�شاب �آخر قد �أطال �شعره وارتدى‬
‫�ساخرا‪:‬‬
‫ً‬ ‫مالب�س م�ستفزة ويقول له‬
‫وانت كمان‪ ..‬لو �صاحبك �ساب��ك وراح لقطة غيرك وم�ش‬
‫عارف تجيبه على ملى و�شه �إزاي‪ ،‬ممكن نظبط قدامه لغاية‬
‫ما يعرف قيمت��ك‪( ..‬يتح�سـ�س �شعـر الفت��ى ويتابع) هو يعني‬
‫هيالقي زيك فين‪َ ..‬ح َمار وحالوة زي ما بيقول الكتاب‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ثم يقوم ال�شخ�ص الذي ي�صور مقط��ع الفيديو بت�سليط الكاميرا على وجه‬
‫(�شريف) الذي ي�ضحك للكاميرا ب�سخرية!‬
‫نع��ود لغرفة (جيت��ام) الت��ي ي�شاهد فيه��ا مقطع الفيدي��و‪ ،‬بينم��ا تقفز يد‬
‫(�شريف) على م�سط��رة الم�سافات بالكمبيوتر ليوق��ف ملف الفيديو اً‬
‫قائل‬
‫في �إحراج وتوتر‪:‬‬
‫كفاية يا جيتام‪.‬‬
‫�ساخرا‪:‬‬
‫ً‬ ‫غا�ضبا ويتابع‬
‫ً‬ ‫(جيتام) ينظر له‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ال يا راجل؟‪ ..‬كفاية بعد ما خل�ص؟‬
‫رغما عنه ويقول بمزيج من الحرج وال�سخرية‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف ي�ضحك‬
‫�أ�صله ب�صراحة فكرني بالذي م�ضى‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�صور الموقف ده بالموبايل وقتها؟‬
‫مين تاني َّ‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫معرف�ش‪ ..‬ب�س �أنا متهي���أ لي محد�ش �صور غير عمر‪ ..‬و�أنا‬
‫بعد ما خدته منه بالبلوتوث م�سحه قدام عيني‪.‬‬
‫جيتــــــــام‪:‬‬
‫�إنت ل�سه محتفظ بيه على الالب توب؟‬

‫‪73‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫م�ش �أنا لما وريتهولك قبل كده وجيت �أم�سحه قولت لي �سيبه‬
‫ما تم�سحو�ش و�أ�صريت على كالمك‪� ..‬إيه اللي ج ّد يا جيتام؟‬
‫جيتام يم�سك ماو�س الكمبيوتر ويظه��ر �صفحة جروب على الفي�س بوك‬
‫عنوانها (احتر�سوا م��ن ن�صاب الغرام) وبجوار ا�س��م الجروب �صورة‬
‫�ساخرة كاريكاتورية لجيتام وهو يحني ظه��ره و�إحدى الفتيات ت�ضربه‬
‫على قفاه الذي تورم ب�شدة ثم يقول جيتام وهو ي�شير لل�شا�شة‪:‬‬
‫الل��ي ج��د �إن حد عم��ل �ض��دي ج��روب ع الفي�س ق��ال فيه‬
‫�إني فا�ش��ل ون�صاب وحمار وح��ط مقطع الفيدي��و ده ع�شان‬
‫ي�شرد لي‪.‬‬
‫ّ‬
‫جيتام ينظر لو�صف الجروب اً‬
‫قائل وهو ي�شير لل�شا�شة‪:‬‬
‫�شوف كاتبين عليا �إيه؟!‬
‫�شريف ينحني نحو ال�شا�شة ويقر�أ المكتوب ب�صوت م�سموع‪:‬‬
‫حا�س��ب ال تلب�س في الغرام على �إيد غ�شي��م غاوي منظرة‪..‬‬
‫كل البنات �ضحكت عليه وطلع له ديل من ورا‪ ..‬عامل فتك‬
‫�أوي يا �سالم وهو �أكبر م�سخرة‪.‬‬
‫�شريف (ي�ضحك منده�شً ا ويتابع)‪:‬‬
‫جامد �أوي البوق ده‪ ..‬مين ابن اللعيبة اللي كتبه؟‬
‫جيتام ينه�ض بعنف ويقول بغ�ضب �شديد‪:‬‬
‫ابن لعيب��ة؟ ق��ول بن��ت كل��ب‪� ..‬إنت مال��ك فرح��ان �أوي‬

‫‪74‬‬
‫وم�ست�سهل المو�ضوع كده ليه؟ �أنا بجروب زي ده ممكن �أفقد‬
‫و�سمعتي‪.‬‬
‫م�صداقيتي ُ‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫و�إنت ليه مدي��ه �أهمية؟ ما كل الميمبرز ف��ي الجروب بتاعك‬
‫عارفين �إنك اتبهدلت ف��ي الحب لغاية ما خ��دت الخبرة دي‬
‫كلها‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ب�س م�ش عارفين �أدق التفا�صيل‪.‬‬
‫�شريف يفك رابطة عنق��ه ويتجه نحو غرف��ة نومه ويدخله��ا اً‬
‫قائل منها‬
‫دون �أن نراه‪:‬‬
‫ياعم �سيب��ك‪ ..‬بقى هتق��ارن جروب م�شترك في��ه ‪ 15‬ع�ضو‬
‫بج��روب في��ه ‪� 150‬أل��ف؟‪ ..‬تالقيه��ا واحدة معجب��ة عايزة‬
‫ت�ستفزك ع�شان تح�س بيها‪.‬‬
‫جيتام يجل�س م��رة �أخرى عل��ى الكمبيـوتر موا�ص� فح�ص الجروب‬
‫ًلفاً‬
‫مرتبطا بموقع الـ «‪ »Youtube‬ال�شهير‪،‬‬
‫ً‬ ‫المعمول �ضده‪ ،‬فيجد لينك فيديو‬
‫في�ضغ��ط عليه ليعم��ل الفيدي��و ونكت�شف �أن��ه مقطع م�سجل م��ن برنامج‬
‫«�أ�ستروجين»‪ ،‬حي��ث تظهر في الفيديو (م��روة) مقدمة البرنامج وهي‬
‫تليفونيا من �أحد جماهير البرنامج‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫تتلقى ات�صالاً‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫ومعانا ات�صال تليفوني من جيرمين‪ ..‬اتف�ضلي‬

‫‪75‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�ص‪.‬جيرمين‪:‬‬
‫هاي مروة �إزي��ك‪ ..‬هو ليه البنات بتح��ب الولد الجامد اللي‬
‫�شخ�صيا م�ش‬
‫ًّ‬ ‫مقطع ال�سمك��ة وديلها زي م��ا بيقول��وا‪� ..‬أن��ا‬
‫عارفة ليه‪ ..‬لكن زي��ي زي �أي بنت الول��د اللي بحبه فظيع‬
‫وكل البنات بتموت فيه وا�سمه جيت��ام الديب‪ ،‬وم�ش عارفة‬
‫�أعمل ايه ع�شان يح�س بيا‪�..‬أنا واثقة �إنه م�ش هيح�س بال�سعادة‬
‫وال الحب غير معايا ع�شان لو لف الدنيا كلها م�ش هيالقي حد‬
‫يحبه قدي‪..‬قولي لي �أعمل ايه؟‬
‫مروة (وهي ت�ضحك ب�شقاوة)‪:‬‬
‫ول��و �إنك ماكـان���ش ينفــع تقول��ي ا�سمه كده ع اله��وا ب�س ما‬
‫علينا‪ ..‬م�ش كل البن��ات على فكرة بتحب الول��د اللي مقطع‬
‫ال�سمكة وديلها ولو �أني ما انكر�ش �إن معظمهم كده‪ ..‬م�شكلتك‬
‫�سهلة ج ًّدا يا جيرمين‪ ..‬لو كان هو من جواه حا�س�س بيكي‪..‬‬
‫كل المطلوب من��ك �إن��ك ت�ستفزيه ج�� ًّدا وتختف��ي �شوية بعيد‬
‫عنه‪� ..‬ساعتها هين�سى كل البنات اللي حواليه وم�ش هي�شوف‬
‫غيرك ويبد�أ يفكر �إنتي ليه عملتي ك��ده‪ ..‬ودي هتكون �أول‬
‫خطوة تقربكوا لبع�ض وبعدها‪...‬‬
‫جيتام ي�ضغط عل��ى زر م�سط��رة الم�ساف��ات ليوقف ا�ستم��رار عر�ض‬
‫مم�سكا ب�شا�ش��ة الكمبيوتر وهو ي�صيح‬
‫ً‬ ‫المقطع‪ ،‬ثم يهب واق ًفا ف��ي مكانه‬
‫بغ�ضب هادر‪:‬‬
‫يا بنت اللذينه‪ ..‬يا بنت اللذينه!‬

‫‪76‬‬
‫م�سرعا‪ ،‬وقد ارتدى فانلة حماالت وفردة واحدة فقط‬
‫ً‬ ‫�شريف يدخل عليه‬
‫من فردتي بنطل��ون الترينج بينما نرى رجله الأخ��رى خارج البنطلون‬
‫�صائحا فيه‬
‫ً‬ ‫ونراه يحجل ب�سرعة وهو يقترب من جيتام في قلق‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫في �إيه يا جيتام؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫كله من المذيعة الهبلة بتاعت برنامج �أ�سبرين‪..‬‬
‫�شريف (بقلق وتوتر)‪:‬‬
‫ق�صدك مروة اللي بتقدم برنامج �أ�ستروجين؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ما يهم�ش ا�سمه‪� ..‬أهو برنامج تافه وخال�ص بيقول كالم كله‬
‫هبل في هبل‪ ..‬ت�سمح تقول لي يعني �إيه �أ�ستروجين؟‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫يعني هرمونات الأنوثة‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�أنوثة؟ ودي �إيه عالقتها بالأنوثة �أ�صلاً ‪ ..‬دي دكر يا عم‪.‬‬
‫�شريف يت��رك البنطل��ون الذي يرت��دي �إحدى فردتي��ه في�سقط‬
‫أر�ضا ويقول وهو يجذب جيتام نحو كنبة الري�سب�شن‪.‬‬
‫البنطلون � ً‬

‫‪77‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫طب تعالى نقعد ب�س ونتفاهم براحة‪.‬‬
‫مت�سائل بتوتر‪:‬‬
‫اً‬ ‫يجل�س جيتام بينما يرفع �شريف البنطلون ويلب�سه‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫�إيه اللي ح�صل؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫المذيعة الهبلة بتاعت البرنامج �إدت ن�صيحة غلط لبت معجبة‬
‫بي��ا فالب��ت �سمعت كالمه��ا وعمل��ت �ضدي ج��روب ع�شان‬
‫ت�ستفزني‪ ..‬وحياة �أمي لأربي الب��ت والمذيعة مع بع�ض‪..‬‬
‫هو البرنامج ده بييجي دلوقت م�ش كده؟‬
‫�شريف (بقلق)‪:‬‬
‫م�ش فاكر‪ ..‬يا عم خال�ص بقى كبر مخك‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�أب ًدا‪ ..‬والله لعرفهم هم��ا االتنين �أنا �أبقى مي��ن‪� ..‬إ�ستنى �أما‬
‫�أفتح وا�شوف‪ ..‬تبقى �أمها داعية عليها لو لقيتها‪.‬‬
‫جيتام يم�سك الريموت كنترول وي�صوبه نح��و التلفاز في غ�ضب فتظهر‬
‫مروة على �شا�شته‪ ،‬حيث تطل بمالمح متجهم��ة‪ ،‬وتقول بلهجة حزينة‬
‫وهي تقر�أ من الـ ‪Auto Q‬‬

‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫وبعد م��ا البنت ت�سلم ل��ه �شخ�صيتها ع�شان يغي��ر فيها ويبرمجها‬

‫‪78‬‬
‫زي ما هو عاي��ز‪ ..‬بتتحول مع الوقت لواح��دة تانية هي م�ش‬
‫عارفاها‪ ..‬م��ا بتعرف�شي تتكلم غي��ر بطريقته‪ ..‬م��ا بتعرف�ش‬
‫تخت��ار غي��ر بدماغ��ه‪ ..‬ول��و اكت�شفت �إن��ه بيخونه��ا بت�ضطر‬
‫ت�سامح��ه‪ ..‬لأنه��ا بتبق��ى حا�سة �إنه��ا من غي��ره وال حاجة‪..‬‬
‫الم�صيبة الأكبر �إنه ممكن يغدر بيها وي�سيبها بعد كل ده ويروح‬
‫يعي�ش حياته م��ع واحدة تانية ليها �شخ�صيته��ا الم�ستقلة ودماغها‬
‫الل��ي بت�شاركه في الق��رار والتخطي��ط‪ ..‬والغريب��ة �إنه بيبقى‬
‫مرحب ج ًّدا بده م��ع البنت التانية اللي اختاره��ا‪ ..‬من غير ما‬
‫يفكر لحظة واحدة ف �صاحبتنا القديم��ة اللي وهبته كل ما تملك‬
‫ع�شان تر�ضيه‪ ..‬ويوم ما يفتكرها ما بيح�س�ش بالندم �إنه �سابها‪،‬‬
‫لأنه بيبقى �شايف �إنه��ا عديمة ال�شخ�صية والتفكي��ر‪ ،‬مع �إنه هو‬
‫اللي خالها كده! (الدموع تلمع في عين مروة وتتابع)‬
‫وتح��اول �صاحبتنا ال�ضحي��ة �إنه��ا ترجع زي م��ا كانت قبل‬
‫ما تعرفه فتكت�شف �إنه��ا ن�سيت �شخ�صيته��ا القديمة‪ ..‬وتعي�ش‬
‫باقي عمرها م�سخ‪.‬‬
‫وت�ضيع البنت الم�سكينة وكل اللي حواليها يلوموها ع�شان هي‬
‫اللي عملت كده ف نف�سهـا‪ ..‬ده غيـ��ر نا�س تانية ماعندها�ش‬
‫�ضمي��ر وال رحمة ممكن يمثل��وا عليها �إنه��م متعاطفين معاها‬
‫وهما طمعانين فيه��ا باعتباره��ا �صيدة �سهل��ة وحاجة ببال�ش‬
‫ك��ده‪( ..‬تختفي لمع��ة الدموع وت�ستعي��د ج�أ�شها وه��ي ت�شير‬
‫ب�سبابتها ب�صرامة نح��و الم�شاهدين) ع�شان ك��ده وانتي بتدي‬
‫لحبيبك قلبك وم�شاعرك اوعي تفكري �إنك ت�سلميه عقلك فوق‬

‫‪79‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫دايما دماغك ملكي��ة خا�صة هو مالو�ش ن�صيب‬


‫البيعة‪ ..‬خلي ً‬
‫فيها‪ ..‬حتى لو انتوا االتنين بقيتوا واحد‪.‬‬
‫جمه��ور اال�ستديــــو ي�صفق‪ ،‬بينما تتوق��ف مروة عن الكالم‬
‫ويبدو عليها التركي��ز وهي ت�ضع يدها عل��ى الإيربيز وك�أنها‬
‫ت�ستمع لما يقوله لها المخرج عبر ال�سماعة المدفونة في �أذنها‪،‬‬
‫ثم تبت�سم وهي تقول مداعـبــــة‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫حتى وائل مخرج البرنام��ج بي�شجعني �أهو وم�ؤيد كالمي مع‬
‫�إنه راجل‪ ..‬م�ش �إن��ت راجل بر�ضه يا وائ��ل والال غيرت‬
‫ر�أيك لما ا�شتغلت معايا؟!‬
‫كوميديا منه‪ ،‬ثم ت�ضع يدها على �سماعة‬
‫ًّ‬ ‫ردا‬
‫مروة ت�ضحك وك�أنها تلقت ً‬
‫الإيربيز المدفو�سة في �أذنها ويبدو عليها التركيز لوهلة قبل �أن تقول‪:‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫ومعانا تليفون من‪( ..‬بده�ش��ة) ‪ ..somebody‬هو قال �إن‬
‫ا�سمه كده‪..‬اتف�ضل يا ‪somebody‬‬
‫�ص‪.‬جيتــام‪:‬‬
‫�إنتي بقى �شايف��ة �إن الول��د اللي مقط��ع ال�سمكة وديله��ا �أ�سلم‬
‫طريقة ع�شان نلفت نظره �إننا ن�ستفزه م�ش كده؟‬
‫مروة (وقد بد�أت ت�شعر بالتحدي)‪:‬‬
‫م�ش �أنا الل��ي �شايفة‪�..‬سيكولوجية الول��د وطبيعته ال�شخ�صية‬
‫هي اللي بتخليه كده‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�ص‪.‬جيتام (ي�ضحك‬
‫ويا ت��رى بقى ح�ضرتك دار�س��ة ايه عن ال��والد ع�شان تفتي‬
‫بال�شكل ده؟‬
‫مروة ( بتح ٍد غا�ضب)‪:‬‬
‫والله �أنا م�ش مخ�ص�صة وقــت الحلقة الثمين ع�شــان �أتكلم عن‬
‫نف�سي‪ ..‬لكن ح�ضرتـك لو بتعرف تدخل ع النت تقــدر تدخل‬
‫على جوجل وتكتب ا�سمي وانت تعرف عني كل حاجة‪.‬‬
‫�ص‪.‬جيتــام‪:‬‬
‫من غير ما �أعمل �سير�ش �أحب �أقول لك �إنك قارية كتب عفى‬
‫عليها الزمن‪� ..‬أح�سن لك تبليها وت�شربي ميتها‪.‬‬
‫مروة (�ساخرة)‪:‬‬
‫مير�س��ي كتير لذوق��ك‪ ..‬و�أن��ا ي�شرفني �أتعلم م��ن ح�ضرتك‬
‫الدرا�سات والكتب الحديثة اللي ما تتبل�ش وتت�شرب ميتها‪.‬‬
‫�ص‪.‬جيتام (بثقة)‪:‬‬
‫هو كتاب واحد بكل الكتب‪ ..‬ا�سمه مدر�سة الحياة‪.‬‬
‫مروة (�ساخرة)‪:‬‬
‫ده كتاب رائع‪ ..‬كل النا�س اللي قاعدي��ن بيفتوا ع القهاوي‬
‫قروه وبيتكلموا منه‪.‬‬
‫�ص‪.‬جيتام (بتحدٍ)‪:‬‬
‫�أنا براهنك ع الهوا �إنك غلط‪ ..‬و�إن بتوع القهاوي اللي م�ش‬
‫عاجبينك بيفهموا عنك وم�ستعد انفذ من دلوقت‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مروة (ت�ضحك ب�سخرية �أكثر)‪:‬‬


‫ههههههههه‪ ..‬هو فيه �أكتر من كده تنفيذ‪ ..‬ده �إنت �أفحمتني‬
‫يا راج��ل‪� ..‬أرج��وك ماتقفل�ش و�سي��ب ال�س��ادة الم�شاهدين‬
‫يتابع��وا بنف�سهم نم��وذج عمل��ي وواقعي بيلخ���ص كل �أنواع‬
‫الرجالة اللي اتكلمت عنهم في الحلقات اللي فاتت‪.‬‬
‫جمهور البرنامج ي�ضحك ب�شدة وي�صفق‪ ،‬بينما يحمر وجه جيتام ويقارب‬
‫على االنفجار من �شدة الغ�ضب‪ ،‬وه��و ينظر ل�شا�شة التلف��از‪ ،‬فيما يتابع‬
‫�شريف الموقف بحيرة وقلق‪ ،‬قبل �أن ي�أخذ جيتام نف�سً ا عميقًا ثم يقـــول‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�أنا بتحداكي �إن الحب م�ش كيميا وب�س زي ما بتقولي‪ ..‬و�إن‬
‫الخطط هي الأ�سا�س‪ ..‬و�أكبر دليل على كده �إني براهنك �إني‬
‫هخليكي تحبيني‪..‬وبعدها‪ ..‬ه�سيبك وم�ش هرتبط بيكي‪.‬‬
‫مروة (�ساخرة)‪:‬‬
‫لحظة يا م�ستر ‪� ..Somebody‬إزاي �إنت بتراهني و�إنت حتى‬
‫م�ش قادر تقول ا�سمك الحقيقي وتعرفنا بنف�سك‪..‬م�ش �شايف‬
‫�إن انت اللي م�ش قد كالمك م�ش �أنا؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫هعرفك بنف�سي ع الهوا وقدام كل الم�شاهدين بعد ‪� 4‬شهور من‬
‫دلوقت وانتي بتخ�سري الرهان‪ ..‬و�ساعتها هيكون �أكرم لك‬
‫تقدمي ا�ستقالتك‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫مروة (بتح ٍد �ساخر)‪:‬‬
‫و�أنا موافق��ة‪ ..‬ب�س لو �إن��ت اللي خ�سرت هتق��دم �إيه؟ طلب‬
‫وظيفة؟‬
‫جمهور البرنامج ي�ضحك‪ ،‬بينما يجيب جيتام بثقة‪:‬‬
‫ال و�إنت��ي ال�صادق��ة‪� ..‬ساعتها هاج��ي بنف�سي هنا ف��ي البرنامج‬
‫وهعلن خ�سارتي على الملأ‪ ..‬وهر�ضى ب�أي حكم تحكميه عليا‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫‪ OK‬يا م�ستر ‪ ..Somebody‬ب�س يا ري��ت لما تخ�سر ما تجي�ش‬
‫بنف�سك وكفاية عليا �أوي مكالمــة من ح�ضرتك‪ ..‬عارف ليه؟‬
‫�ص‪.‬جيتــــــــام‪:‬‬
‫ليه؟‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫ع�شان ا�ستديــــو البرنامج لل�سيدات فقط يا فندم‪.‬‬
‫الجمهور ي�ضحك ب�شدة وي�صفـق‪ ،‬بينما ينهي جيتام المكالمة‪،‬‬
‫ثم يم�سك الريموت ويغلق التلفاز في غ�ضب قائلاً في حدة‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫وديني‪..‬لأخلي عم فكري �أعقل منك‪.‬‬
‫ونالحظ �أن �شريف ينظر له في �ضيق‬
‫❀❀❀‬

‫‪83‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مكتــــب جيتــــام فـــي الكافيــــه‬

‫جيتام يجل�س في مكتبه ي�شاهد حلقات برنامج «�أ�ستروجين»‪،‬‬


‫عبر �شا�شة تلفاز �ضخمة تحتل جدران الحائط‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫وبعد م��ا خل�صنا مو�ضوعن��ا تعالوا ن�ستقب��ل تليفوناتكم ومعانا‬
‫تليفون من �أبرار‪ ..‬اتف�ضلي‪.‬‬
‫�ص‪�.‬أبرار‪:‬‬
‫مروة الحقيني‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫خير يا �أبرار في �إيه؟‬
‫�ص‪�.‬أبرار‪:‬‬
‫تخيل��ي �إن��ه بع��د �سنتي��ن كان بيطاردن��ي فيه��م ف كل حتة‬
‫بروحها‪ ..‬لدرجة �إنه كان ناق�ص يطلع لي م ال�شنطة‪ ..‬وفي‬
‫الآخر ارتبطت بيه ؟!‬
‫مروة (�ضاحكة)‪:‬‬
‫يا �شيخة خ�ضتيني‪ ..‬طريقة كالمك ح�س�ستن��ي �إنه بعد �سنتين‬
‫هو اللي رجع ف كالمه‪.‬‬
‫�ص‪�.‬أبرار‪:‬‬
‫ال �أنا اللي بفكر �أرجع‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫مروة (ب�صدمة)‬
‫ليه ؟‬
‫�ص‪�.‬أبــرار‪:‬‬
‫اكت�شف��ت �إن حبيب��ي عمل حيلة م��ع واحد عام��ل نف�سه خبير‬
‫عاطفي ع�شان يخليني �أقع ف حبه‪ ..‬وبعد ما عرفت الحقيقة‬
‫ب��د�أت ا�س�أل نف�س��ي‪ ..‬يا ترى �أن��ا وافقت ارتب��ط بيه ع�شان‬
‫حبيته بج��د‪ ..‬والال ع�ش��ان هو �ضح��ك علي��ا و�أوهمني �أني‬
‫بحبه‪ ..‬لم��ا فكرت بعقل��ي خدت بال��ي لأول م��رة من كل‬
‫ديفوهاته واكت�شفت �إني ماكان�ش ينفع �أحبه‪ ..‬ب�س لما حاولت‬
‫�أبعد عنه لقيتني ل�سه محتاجاه وم�ش قادرة �أبعد عنه‪ ..‬دليني‬
‫يا مروة‪� ..‬أنا بحبه والال ما بحبو�ش؟‬
‫جمه��ور اال�ستديــــو ي�ضحك‪ ،‬بينم��ا ترت�سم ابت�سام��ة �ساخرة على وجه‬
‫مروة‪ ،‬قبل �أن تقول بتح ٍد‪:‬‬
‫�شوف��ي يا بي��رو‪ ..‬زي ما قلت قب��ل كده وهف�ض��ل �أقول‪..‬‬
‫الحـب مفي�ش في��ه حيل وخطط‪ ..‬وم��ا دام �إنتـ��ي م�ش قادرة‬
‫تبعدي عن حبيبك يبقى �إنتـي كنتي بتحبيه وفيه بينكم كيميا من‬
‫الأول‪ ..‬جايز يكون ا�ستعان بحد ن�صاب �أوهمه �إنه هو اللي‬
‫ليه الف�ض��ل ف نجاح حبك��م لك��ن ده يح�سب له لأن��ه اجتهد‬
‫ع�شان يو�صل لك‪ ..‬اوعي تبعدي عنه‪.‬‬
‫جيتام يلتقط الريموت كنترول وي�صوبه نحو التلفاز ليغلقه قبل �أن يلتفت‬
‫بمقعده نحو جهاز الكمبيوتر ال��ذي يظهر عليه جروب جيتام على موقع‬
‫الفي�س بوك ويكتب على حائط الجروب اً‬
‫قائل‪:‬‬

‫‪85‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مذيعة برنامج �أ�ستروجين بتقول الحب م�ش بييجي بالتخطيط‬


‫وبتتهمني �إني ن�صاب‪..‬ينفع؟‬
‫جيتام ينظـر لل�شا�شة ب�ضع ٍ‬
‫ثوان قبل �أن تنهـال الردود التالية على الحائط‪:‬‬
‫‪Noooooo..she's stupid‬‬

‫وال يهمك يا جو تالقيها خططت لق�صة حب وف�شلت‪.‬‬


‫�أنا لو منك �أعلقها وبعدين �أقول لها �أنا كنت بخطط كده وكده‬
‫هههههههه‪.‬‬
‫جيتام ي�ضحك ويقهقه مع التعليق الأخير‪ ،‬قبل �أن ي�سمع �صوت طرقات‬
‫رقيق��ة على الب��اب‪ ،‬فيق��وم بتنزي��ل ال�شا�ش��ة ‪ Minimize‬لتظه��ر خلفية‬
‫مبت�سما بثقة في منت�صف قلب كبير‬
‫ً‬ ‫الـ ‪ Desktop‬عبارة عن �صورة لجيتام‬
‫�أحمر وحوله عدد من القلوب الحمراء وقد كتب �أعلى ال�شا�شة‪:‬‬
‫‪- How to get your girl’s heart in a few minutes BY ME.‬‬

‫فتعاد الخبطات على الباب بينما يعدل جيتام ياقة قمي�صه اً‬
‫قائل بابت�سامة‬
‫�ساخرة‪:‬‬
‫جيتــــــــام‪:‬‬
‫اخرج‪.‬‬
‫فيفتح الباب رجل رقي��ق المالمح ب�شكل يعطي��ك االنطباع ب�أن��ه �شــاذ‪ ،‬وقد‬
‫قميــ�صا ملي ًئا بالقلــوب وبنطلــون جينـــز �ضيق وهــو طقم ال يتنا�سب‬
‫ً‬ ‫ارتدى‬
‫مع �سنوات عمره التي تنم على �أنه في الأربعينيات‪ ،‬وفي يــده كي�س بال�ستيك‬
‫�صغير (به �ساندوت�شات)‪ ،‬ويقول بابت�سامة خجول و�صوت رقيق‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫الرجـــــــــل‪:‬‬
‫هو ح�ضرتك قولت ادخل واال اخرج؟‬
‫جيتام ينظر للرجل بتوج�س اً‬
‫قائل بريبة وقلق‪:‬‬
‫اخرج‬
‫الرجل يقترب من المكتب بخطوات �أنثوية وك�أن��ه يحاول �إغراء جيتام‬
‫قائل في دالل‪:‬‬
‫اً‬
‫يعني �أم�شي؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�إح��م‪..‬ال ده �أنا كن��ت بق��ول لل�شيطان‪�..‬أ�صل��ه كان عايــز‬
‫يكون تالتـنا‪.‬‬
‫الرج���ل ي�ضحك �ضحكة م�ستفزة ت���دل �أنه لي�س على ما ي���رام قبل �أن‬
‫يجل�س عل���ى المقعد المقابل لمكت���ب جيتام‪ ،‬بينما ي�أت���ي ح�سين كبير‬
‫الجر�سونات ليغلق الباب في�صيح فيه جيتــــــــام‪:‬‬
‫محد�ش يقفل الباب‪ ..‬وابقى تعالى كل �شوية �شقر عليا يا ح�سين‬
‫ع�شان ال�شيطان �شاطر‪.‬‬
‫قائــل‬
‫اً‬ ‫�سيجارا وي�ضعه في فمه قبل �أن يقترب من جيتــام‬
‫ً‬ ‫الرجل يخرج‬
‫في دالل‪:‬‬
‫ت�سمح تولع لي؟‬
‫(م�صدوما)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫تاني �إنت؟ ده �أنا ما �صدقت وزعت ال�شيطان‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫الرجل ي�صفف �شعره بيديه وهو يقول بتنهيدة حارة‪:‬‬


‫ما دخل خال�ص‪.‬‬
‫مبتعدا عن‬
‫ً‬ ‫مفزوعا وه��و يلت�صق ف��ي الحائط الخلفي ل��ه‬
‫ً‬ ‫جيت��ام ينه�ض‬
‫الرجل وهو يقول بفزع‪:‬‬
‫هو �إيه ده؟‬
‫الرجل (بتنهيدة)‪:‬‬
‫ال�شيطان‬
‫جيتام (بع�صبية)‪:‬‬
‫�إنت مين يا جدع �إنت‪ ،‬وعايز �إيه؟‬
‫الراجـــــــــل‪:‬‬
‫�أنا ر�سمي‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ما هو باين‬
‫ر�سمــــــــي‪:‬‬
‫باين �إن ا�سمي ر�سمي؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫لأ باين �إنك ا�سم على م�سمى‪�..‬أ�ؤمرني‪.‬‬
‫الرجل (ي�ضع كي�س ال�ساندوت�شات على المكتب)‪:‬‬
‫�أنا بحب حب من طرف واحد ونف�سي الطرف التاني يح�س‪،‬‬

‫‪88‬‬
‫ب�س ال�شيطان دخ��ل بينا‪ ..‬ع�شان ك��ده ماقدامي�ش غيرك‪..‬‬
‫اتف�ضل كل وانت بت�سمعني‬
‫جيتام (يلتقط الكي�س بريبة)‪:‬‬
‫�إيه ده؟‬
‫(غامزا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫ر�سمي‬
‫كبدة �إ�سكندراني‬
‫نف�سا عمي ًق��ا ب�سعادة ثم يهب واق ًف��ا وهو ي�صيح بلهفة مقل ًدا‬
‫جيتام (ي�أخذ ً‬
‫طريقة تهامي في �إعالنات ميلودي)‪:‬‬
‫أخيرا فهمتني يا ر�سمي‪� ..‬أيوه كده قلقتني عليك يا راجل‪ ..‬م�ش‬ ‫� ً‬
‫تقول م الأول �إن��ك طبيعي ك��ده وبتحب زينا وعاي��ز تظبط‪..‬‬
‫(ينظر لل�ساندوت�ش��ات داخل الكي���س ويتابع)‪..‬ه��ي الم�شكلة �إن‬
‫ال�ساندوت�ش��ات باين من ريحته��ا �إنها ن�ضيفة �شوي��ة و�أنا مابكلـ�ش‬
‫غير الكبدة المعفنـة‪ ..‬بـ�س مـا يهمـ�ش‪� ..‬أنا تحت �أمرك‪.‬‬
‫ر�سمــــــــي‪:‬‬
‫م�ش عارف �أخطط له �إزاي ع�شان يقع‪.‬‬
‫جيتام (ي�أكل ويقول بحما�س)‪:‬‬
‫�أنا �أوقعهولك‪.‬‬
‫ر�سمــــــــي‪:‬‬
‫م�ش عارف �أح�س�سه‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫جيتام (يوا�صل الأكل ويتابع بحما�س �أكبر)‪:‬‬


‫�أنا �أح�س�سهولك‪.‬‬
‫ر�سمــــــــي‪:‬‬
‫عم عبده البواب‪.‬‬
‫جيتام (يلقي ال�ساندوت�ش وي�صفع الرجل على قفاه بيده اليمنى)‪:‬‬
‫�أنا مالي�ش في الخ�شن‪.‬‬
‫(مفزوعا بعد �أن تلقى ال�صفعة)‪:‬‬
‫ً‬ ‫ر�سمي‬
‫ليه ب�س كده؟ ده �أنا كنت جايب لك �أتو‪.‬‬
‫جيتام (بده�شة)‪:‬‬
‫يطلع �إيه الأتو ده؟‬
‫الرجل (با�ستغالب)‪:‬‬
‫حاجة حلوة للي بياخدوه‪.‬‬
‫جيتام (يلقي في وجهه كي�س ال�ساندوت�شات ويتابع بنفاد �صبر)‪:‬‬
‫خليهولك هو و�ساندوت�شات الكبدة بتاعت��ك‪� ..‬أنا من �أول ما‬
‫القيتها ن�ضيفة وانا حا�س�س �إن فيه حاجة م�ش طبيعية‪ ..‬حاكم‬
‫الراج��ل بـيـب��ان من كبدت��ه‪( ..‬ين��ادي على مدي��ر المحل)‬
‫ح�سين‪ ..‬يا ح�سييييين‪.‬‬
‫�صائحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫ح�سين يدخل المكتب بتحفز وتوتر‬
‫�أ�ؤمر يا فندم‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫جيتــــــــام‪:‬‬
‫خد الكلب عدو الله ده وارميه برة هو و�ساندوت�شاته الن�ضيفة‬
‫اللي تق��رف‪( ..‬ينظر للرج��ل ويتابع في احتق��ار �ساخر) يا‬
‫عجلة يا بتاع الأتو‪.‬‬
‫ح�سين يهم �أن يحمل الرجل بقوة فيزيحه ر�سمي وهو يردد ب�صرامة‪:‬‬
‫ه�صوت و�أ�شق هدومي واقول‬ ‫ّ‬ ‫�إوعى حد يقرب‪� ..‬أي حركة‬
‫اغت�صبتوني‪ ..‬م�ش كل الطير اللي يتاكل لحمه يا حبيبي �إنت وهو‪.‬‬
‫ح�سين (بغ�ضب)‪:‬‬
‫ت�صدق �أنا هـ ‪...‬‬
‫(مقاطعا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫ما هو ده الل��ي نف�سـه فيه يا ح�سين‪� ..‬أوع��ى تكملهـا ال ي�شبط‬
‫في��ك �أكت��ر‪� ..‬سيبـ��ه يغ��ور ف داهي��ة ب��دل م��ا يتح�س��ب‬
‫علينا راجل‪.‬‬
‫ر�سمي ين�صرف وهو يردد في غ�ضب كوميدي‬
‫ر�سمـــــــــي‪:‬‬
‫قال و�أنا اللي فاكركوا ‪ ..Open mind‬ح�سبنا الله ونعم الوكيل‬
‫فيكوا‪ ..‬عالم ماعندها�ش قلب‪.‬‬
‫ح�سين ين�صرف بعده وهو يغلق الباب خلفه فينظر جيتام للباب في ذهول‬
‫ثم يغلق �صفحة الفي�س بوك المفتوحة على جهازه اً‬
‫قائل‪:‬‬

‫‪91‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫توب علينا يا رب من الفي�س بوك وبالويه واللي بيجرى فيه‪..‬‬


‫قال �أتو قال‪.‬‬
‫مناديا‬
‫ً‬ ‫جيتام ينظر ليده اليمنى التي �ضربت الرجل في قرف وا�شمئزاز‬
‫في ح�سين‪:‬‬
‫هات لي ديتول وقطن يا ح�سين لح�سن �إيدي هتبد�أ تاكلني‪.‬‬
‫الباب يطرق فيقول جيتــــــــام‪:‬‬
‫تعالى يا ح�سين‪.‬‬
‫الباب يفتح وتطل فتاة رقيقة رائعة الجمال‪� ..‬إنها جيرمين‪.‬‬
‫م�شدوها وهو يردد‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام ينظر لها بانبهار ويقف‬
‫يا ريته ييجي تاني‪� ..‬أنا �إيه ب�س اللي خالني �أوزعه؟!‬
‫جيرمين تعقد حاجبيها الجميلين في ت�سا�ؤل وهي تقترب من مكتب جيتام‬
‫قائلة برقة و�أنوثة‪:‬‬
‫هو مين ده اللي وزعته؟‬
‫(مبت�سما)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫ال�شيطان‬
‫جيرمين تبت�سم في رقة قبل �أن تمد يدها للم�صافحة في مودة قائلة‪:‬‬
‫�أنا جيرمين‪.‬‬
‫جيتام يمد يده اليمن��ى ثم ينتبه �أنها مط��رح الرجل‪ ،‬فيمد يده‬
‫الي�سرى لتم�سك بيده اليمنى وك�أنه ينقذ جيرمين من يده اليمنى‬
‫قبل �أن يمد يده الي�سرى لم�صافحتها اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫و�أنا جيتام‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫جيرمين ت�سلم على جيتام قائلة بابت�سامة ممتزجة بالده�شة‪:‬‬
‫طبعا غني ع��ن التعريف‪(..‬ث��م تنظر لي��ده الي�سرى التي‬ ‫�آه ً‬
‫ت�سلم عليها بت�سا�ؤل) �إنت �أ�شول؟‬
‫(مبت�سما في حرج)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫ال ده م�ؤق ًتا ب�س عقبال ما �أتخل�ص من �أثر الأتو‪.‬‬
‫جيرميــــــن‪:‬‬
‫نعم؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ال مـا تاخـديـ�ش ف بالك‪..‬القطن والديت��ول زمانهم جايين‬
‫وهبقى كوي�س‪� ..‬أ�ؤمريني‪.‬‬
‫جيرمين تجل�س على المقعد المقابل لمكتب جيتام ثم ت�س�أله‬
‫جيرمين (مبت�سمة)‪:‬‬
‫�إنت �شايفني؟‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫هزعل �أوي لو طلعتي عفريتة بعد كل ده‪.‬‬
‫نف�سا عمي ًق��ا ثم تميل نح��و جيتام‬
‫جيرمين ت�ضح��ك برقة قب��ل �أن ت�أخ��ذ ً‬
‫وتتطلع في عينيه بخجل‪:‬‬
‫م�ش ق�صدي‪� ..‬أنا �أق�صد يعن��ي �إنت �شايف �إني �أنثى و�أ�ستحق‬
‫الرحمة لو غلطت‪ ،‬م�ش كده؟‬

‫‪93‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�أكيد‬
‫جيرميــــــن‪:‬‬
‫توعدن��ي ل��و دخلت ف��ي المو�ض��وع على ط��ول واعترفت‬
‫اعتراف خطير انك هت�سامحني؟‬
‫جــيـتـام يغــو�ص �أكثــر في مقعده وهو يتطلع لها في تركيز‬
‫اً‬
‫قـائــــــل‪:‬‬ ‫واهتمام‬
‫�أوعدك‪.‬‬
‫جيرمين (بخجل)‪:‬‬
‫�أنا من زباين الكافيه من زمان‪ ،‬وكنت معجبة بيك ج ًّدا‪ ،‬وكان‬
‫نف�سي �ألفت نظرك ليا‪ ..‬ب�صراحة كـالم مــروة �أقنعني وقولت‬
‫�أجرب ا�ستفزك‪ ..‬ع�شان ك��ده عملت �ضدك جروب وحطيت‬
‫فيه فيديو قديــم ليك‪ ..‬واعفينـــي م�ش هقدر �أقول جبت الفيديو‬
‫بتاعك مني��ن‪ ..‬ب�س بع��د ما عمل��ت ك��ده ا�ست�صغ��رت نف�سي‬
‫�أوي‪ ..‬والأهم �إني اكت�شفــت �إنــ��ي مـ�ش بحبـك‪ ..‬وخال�ص‬
‫هتخطـب قريـب‪ ..‬وع�شان ربنا يوفقن��ي ف حياتي اللي جاية‬
‫كان الزم �آجي اعترف لك واطلب منك �إنك ت�سامحني‪.‬‬
‫جيتام (بغ�ضب)‪:‬‬
‫نف�سي �أعمل فيكي دلوقت حاجات كتير‪ ..‬لكن �أنا وعدتك‪ ..‬ب�س‬
‫�أحب �أقولك �إني كنت هجيبك ومكنت�ش هرحمك‪� ..‬إنتي محظوظة‬
‫ع�شان لحقتي نف�سك‪ ..‬لكن فيه نا�س غيرك هتدفع التمن‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫ح�سين يدخل ومعه القطن والديتول‪.‬‬
‫ح�سيــــــــــن‪:‬‬
‫القطن والديتول يا م�ستر جيتام‪.‬‬
‫جيت��ام ينه�ض لي�أخذهم من ح�سي��ن الذي يعطيهم له ث��م ين�صرف‪ ،‬بينما‬
‫يميل جيتام على �أذن جيرمين من خلفها ويتابع في برود‪:‬‬
‫نن�ضـف‬
‫جم ف وقتهم يا ح�سين‪ ..‬ع�شان عايزين ّ‬
‫جيرمين تنه�ض ب�إح��راج متجهة نحو الباب قب��ل �أن ت�ستدير نحو جيتام‬
‫مجددا وفي عينيها الحزن‪.‬‬
‫ً‬
‫جيرميــــــن‪:‬‬
‫�أنا �آ�سفة‪.‬‬
‫ثم تغادر المكان‬
‫❀❀❀‬

‫مكتــــب رئيـــس القنــــاة‬

‫باب مكتب رئي�س القناة ينفتح وتدلف منه مروة قائلة بتحفز‪:‬‬
‫ح�ضرتك طلبتني يا �أ�ستاذ �سمير؟‬
‫�سمير مدير القن��اة ينظر لها نظ��رة طويلة وك�أنه يفح�صها قب��ل �أن ي�شير‬
‫�إليها بالجلو�س قائلاً بنبرة غام�ضة‪:‬‬
‫اقعدي يا مروة‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫أمرا ما‬
‫مروة تجل�س عل��ى المقعد المقابل لمكتبه وقد �شعرت ب���أن هناك � ً‬
‫بينما يقول رئي�س القناة بلهج���ة غام�ضة وقد ارت�سمت ابت�سامة ب�سيطة‬
‫على وجهه‪:‬‬
‫عاملة �إيه؟‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫تمام الحمد لله‪.‬‬
‫�سميــــــــــر‪:‬‬
‫وماما عاملة �إيه؟‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫بخير‪.‬‬
‫�سميــــــــــر‪:‬‬
‫بتتابع البرنامج بتاعك؟‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫�أكيد‪.‬‬
‫�سميــــــــــر‪:‬‬
‫و�إيه ر�أيها؟‬
‫مروة (�ضاحكة)‪:‬‬
‫بتقول لي �إنت��ي هتعن�سي كل اللي بي�شوفوك��ي‪ ،‬والمتجوزين‬
‫هيتطلقوا على �إديكي‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫�سمير ي�أخذ �سيجارة م��ن علبة ال�سجائ��ر الموجودة �أمام��ه على المكتب‬
‫نف�سا عمي ًقا ويخرجه في هدوء وتلذذ قبل �أن يقول وهو‬
‫وي�شعلها ثم ي�أخذ ً‬
‫ينظر �إلى ال�سقف‪:‬‬
‫و�إنتي ردك �إيه؟‬
‫مروة (بتح ٍّد)‪:‬‬
‫بقول لها �أح�سن مايعي�شوا جواري‪.‬‬
‫�سمير يعتدل في جل�سته وينظر لعينيها مبا�شرة وهو يباغتها ب�س�ؤال‪:‬‬
‫مين تاني بينتقدك غير مامتك؟‬
‫مروة ت�سرح محاولة �أن تفكر وتح�صي الذين ينتقدونها قبل �أن تنظر له‬
‫بحيرة وهي تهز كتفيها قائلة‪:‬‬
‫يعني‪ ..‬بع�ض الجمهور اللي بي�شوفني في ال�شارع والنادي‪..‬‬
‫ب�س نقدهــم ما بيفرقـ�ش معايـا ع�شـان معظمهـم بنات متدلعين‬
‫المح��ن‪ ..‬حاك��م ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﺘﺮ‬‫و�سوري يعن��ي ليهم في ُ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻦ ﺑﺘﺤ�ﺲ �ﺇﻧﻬﺎ ﺑﺘ�ﺼﺤـ��ى ﺍﻟ�ﺼﺒﺢ ﺗﻘﻮﻝ ‪Good mo7ning‬‬
‫بدل ‪.Good morning‬‬

‫�سميــــــــــر‪:‬‬
‫و�صاحباتك الأنتيم؟‬
‫مــــــــــروة‪:‬‬
‫مالي�ش �صاحبة �أنتيم بعينها‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�سمير (ي�أخذ نف�سً ا �آخر)‪:‬‬


‫?‪Why‬‬

‫مروة (�ضاحكة)‪:‬‬
‫كلهم متجوزين‪.‬‬
‫�سميــــــــــر‪:‬‬
‫عندك فكرة عدد اللي انتقدوكي كام واحد؟‬
‫مروة (بتح ٍّد)‪:‬‬
‫لو فكرت �أعدهم يبقى ه�سيب �شغلي الأ�سا�سي و�أف�ضى لهم‪..‬‬
‫�أن��ا بتعامل م��ع الجمه��ور بمب��د�أ المي��ه وال�صخ��رة‪�..‬أول‬
‫نقطة بتطرط�ش ع الفا�ضي من غير ما ت�أثر ‪..‬لكن مع الوقت‬
‫ال�صخرة بتـتـفـتـت‪.‬‬
‫�سمير (وهو يميل نحوها اً‬
‫قائل بمكر)‪:‬‬
‫ولو حد قفل المحب�س مفي�ش ميا هتنزل على ال�صخر‪.‬‬
‫مروة (بتوتر)‪:‬‬
‫ويا ترى مين اللي عايز يقفل المحب�س؟‬
‫موجودا �أمامه على المكتب وي�سلمه لمروة اً‬
‫قائل بهدوء‪:‬‬ ‫ً‬ ‫�سمير يلتقط مل ًّفا‬
‫عدد م�ش قليل من الجمهور‬
‫مروة تت�سلم الملف وتطالعه في حين يتابع رئي�س القناة‪:‬‬
‫لما يجيلنا ف��ي يوم واحد وب�ش��كل مفاجئ �أكتر م��ن ‪� 10‬آالف‬

‫‪98‬‬
‫�إيميل بي�شتم في البرنامج وبيطالب القن��اة �إنها توقف عر�ضه‬
‫يبقى �أكيد في حاجة م�ش طبيعية!‬
‫مروة ترفع ر�أ�سها وتنظر لرئي�س القن��اة ب�صدمة في حين يخرج رئي�س‬
‫القناة من درج مكتبه �سي دي ي�سلمه لها اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫ده ال�س��ي دي بت��اع الحلق��ة الأخي��رة اللي عمل��ت �أزمة‪..‬‬
‫�إتفرجي عليه كوي�س وخدي معاكي الإيمي�لات اللي و�صلتنا‬
‫واقريها كلم��ة كلمة وخ�شي بالمرة عل��ى الفي�س بوك و�شوفي‬
‫الـ ‪ Groups‬اللي اتعملت �ضدك‪.‬‬
‫مروة (بده�شة)‪:‬‬
‫هما كمان عملوا �ضدي ‪ Groups‬ع الفي�س بوك؟‬
‫(مبت�سما بدهاء)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�سمير‬
‫ما ت�ستهوني�ش بالمو�ضوع‪ ..‬وا�ضح �إنك عملتي بلوة من غير‬
‫ما تق�صدي‪ ..‬ادر�سي المو�ضوع وم�ستني ردك‪.‬‬
‫مروة تهز ر�أ�سها بحزن ممتزج بالغ�ضب وتن�صرف‪ ،‬وما �إن تفتح باب‬
‫المكتب حتى ي�ستوقفها �سمير‪:‬‬
‫مروة‪.‬‬
‫مروة (ملتفتة نحوه بحزن)‪:‬‬
‫�أيوه يا فندم‪.‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�سمير‬
‫�إبقي �شوفي مامت��ك م�شتركة في ال��ـ ‪ Groups‬اللي �ضدك دي‬
‫وال لأ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مروة (ب�سخرية مماثلة)‪ :‬‬


‫ده لو ماكانت�ش هي اللي عامالها �أ�صلاً !!‬
‫❀❀❀‬

‫منــــزل مــروة – فــي حجـــرة نومهـــا‬

‫مروة تجل�س على مكتبها وقد ارتدت تريننج �سوت �شيك‪ ،‬ونظارة طبية‪،‬‬
‫وقد تركت �شعرها المغ�سول بطريقة الكيرل��ي و�أمامها الالب توب الذي‬
‫ي�شغل ت�سجي��ل الحلقة الما�ضية‪ ،‬بينما انهمكت ف��ي فح�ص الملف الموجود‬
‫فيه الإيميالت التي و�صلت للقناة �ضدها‪ ،‬وقد تركت الحلقة كخلفية ت�ستمع‬
‫لها وهي تفح�ص الإيميالت حيث ن�سمع المقطع التالي‪.‬‬
‫�ص‪.‬مروة‪:‬‬
‫�شوفي يا بيرو‪ ..‬زي ما قلت قبل ك��ده وهف�ضل �أقول الحب‬
‫مفي�ش فيه حيل وخط��ط‪ ..‬ومادام �إنتي م�ش ق��ادرة تبعدي‬
‫عن حبيب��ك يبقى �إنت��ي كنت��ي بتحبيه وفي��ه بينك��م كيميا من‬
‫الأول‪..‬جايز يكون ا�ستعان بحد ن�ص��اب �أوهمه �إنه هو اللي‬
‫ليه الف�ضل ف��ي نجاح حبك��م لك��ن ده يح�سب له لأن��ه اجتهد‬
‫ع�شان يو�صل لك‪..‬‬
‫ما �إن ت�صل م��روة للجملة الأخيرة حتى تجذب الجمل��ة انتباهها فتتوقف‬
‫عن مطالع��ة الإيميالت وتم�س��ك بالماو�س وهي تلتف��ت للكمبيوتر لتعيد‬
‫�سماع الجملة الأخيرة مرة �أخرى‪:‬‬

‫‪100‬‬
‫�ص‪.‬مــروة‪:‬‬
‫«بحد ن�صاب �أوهمه �إنه هو اللي ليه الف�ضل في نجاح حبكم»‬
‫وم��ا �إن ت�سمعها م��رة ثانية حت��ى ت�ضغط زر �إيق��اف الحلقة وق��د انعقد‬
‫حاجباها وهي تنظر لل�شا�شة في �شرود لتغرق في التفكير‪..‬‬
‫باب غرفتها يفتح مرة واحدة لتط��ل الأم بنظرة حنون تجمع بين الحب‬
‫والمرح وهي تقول بطيبة �شديدة‪.‬‬
‫مدام منــــى‪:‬‬
‫أخيرا عرفنا ال�سهر وال�سرحان‪ ..‬الموز الجديد عامل معاكي‬
‫� ً‬
‫�شغل م�ش كده؟‬
‫مروة تقفل مف�صل الالب توب‪ ،‬وتغلق الملف وهي تلتفت لأمها وتقول‬
‫بابت�سامة �ساخرة‪:‬‬
‫دايما كا�شفاني يا ماما‪ ..‬نف�سي مرة واحدة �أعرف �أخبي عليكي‪.‬‬
‫ً‬
‫الأم تقترب من مكتب م��روة وتجذب الكر�سي المقاب��ل له وتقعد وهي‬
‫تقول بمرح‪:‬‬
‫تخبي عليا ده �إيه‪ ..‬يا بت ده �أنا كنت داخلة �أعمل بي بي كده‬
‫فجبتك بالم��رة‪ ..‬يعن��ي مهما كبرت��ي وا�شتهرت��ي هتف�ضلي‬
‫ف‪ ‬نظري حتة بي بي ال راحت وال جت‪.‬‬
‫مروة ت�ضحك ب�شدة قبل �أن تقول بمرح‪:‬‬
‫الله عليكي وعلى ت�شبيهاتك اللي تفتـ��ح النف�س‪� ..‬إنتي مت�أكدة‬
‫يا ماما �إنك خدتي جايزة الأم المثالية زي ما حكيتي لي؟‬

‫‪101‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫منى (بفخر)‪:‬‬
‫‪ 4‬مرات‪.‬‬
‫مروة (�ساخرة)‪:‬‬
‫طب �شوفتي البي بي نفعك �إزاي؟‬
‫منى (تربت على بطنها بتفاخر وتتابع بمرح)‪:‬‬
‫الرك ع البطن اللي جابته‪.‬‬
‫مــــــــــروة‪:‬‬
‫طب يا ري��ت ن�شد ال�سيفون ع ال�سي��رة دي بقى ع�شان عندي‬
‫�شغل �ضروري للقناة الزم يخل�ص الليلة‪.‬‬
‫منى تنه�ض قائلة‪:‬‬
‫�إذا كان ع ال�شغل ف�أنا م�ش هعطلك‪� ..‬أخوكي ح�سام عايزني‬
‫�أح�ضر له الع�شا و�أنا ل�سه ما �صلت�ش الع�شاء‪..‬ب�س اعملي ح�سابك‬
‫م�ش هتنامي غير لما تيجي تحكي لي‪ ..‬ق�شطة؟‬
‫مروة (�ضاحكة)‪:‬‬
‫ق�شطة‪.‬‬
‫الأم تتجه لمغ��ادرة الحجرة ثم تغل��ق الباب خلفها فتطل��ق مروة زفرة‬
‫قوية‪ ،‬قبل �أن تم�سك الموبايل لتت�صل بمدير القناة‪ ،‬وما �إن ي�أتيها �صوته‬
‫حتى تقول‪:‬‬
‫م�س��اء الخي��ر ي��ا �أ�ست��اذ �سمير‪�..‬أرجو �إن��ي �أك��ون ات�صلت‬
‫ف‪ ‬وقت منا�سب‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫�سمير (ببرود)‪:‬‬
‫�أنا متاح في الـ ‪� 24‬ساعة يا مروة‪ ..‬خير؟‬
‫مــــــــــروة‪:‬‬
‫�أنا اتفرج��ت ع الحلقة تاني وتابعت الإيمي�لات والـ ‪Groups‬‬
‫اللي اتعملت ع الفي�س بوك وعرفت ال�سبب‪.‬‬
‫�سمير (بنف�س البرود)‪:‬‬
‫�إيه بقى؟‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫مفي�ش‪ ..‬مجرد واحد ن�صاب غاوي �شهرة عامل نف�سه ر�سول‬
‫الحب والغرام و�ضاحك على ‪� 150‬ألف عبيط وعبيطة ومفهمهم‬
‫�إنه رجل الم�ستحيل اللي مفي�ش ق�صة غرامية ت�ستع�صي عليه‪..‬‬
‫و�أنا �شتمته من غير ما �أق�صد في رد على مداخلة تليفونية‪.‬‬
‫�سميــــــــــر‪:‬‬
‫وبعدين؟‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫وال قبلين‪ ..‬هو�ضح الموقف في الحلقة الجاية‪.‬‬
‫�سميــــــــــر‪:‬‬
‫�شخ�صيا ب�س‬
‫ًّ‬ ‫من بين ال�سطور يا م��روة‪ ..‬ما تتكلمي�ش عن��ه‬
‫قولي كالم يو�ضح موقفك بطريقة �شيك‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫ما هو ده اللي كنت ناوية �أعمله بالظبط‪.‬‬
‫�سميــــــــــر‪:‬‬
‫‪OK‬‬

‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫‪ OK‬يا فندم مع ال�سـ‪...‬‬
‫قبل �أن تكمل حروف كلمتها الأخيرة ت�سمع �ص��وت غلق المكالمة فتعقد‬
‫حاجبيها في �ضيق وتغمغم غا�ضبة‪:‬‬
‫يا برودك يا �أخي‪ ..‬ده انت مقرف‪.‬‬
‫�أمها تفتح الباب فج�أة وهي ت�س�ألها‪:‬‬
‫هو مين ده؟‬
‫مروة (بغ�ضب �ساخر)‪:‬‬
‫الـ بي بي‬
‫مجددا‪ ،‬لتلتقط��ه وتت�أمل رق��م المت�صل‬
‫ً‬ ‫قبل �أن ي��رن هاتفها المحم��ول‬
‫بده�شة ثم ت�ضعه على �أذنها وتقول‪:‬‬
‫�آلو‬
‫❀❀❀‬

‫‪104‬‬
‫فــي الشـــارع – أمـــام بــرج جيتـــام وشريــف‬

‫�شريف يقف ب�سيارته �أمام البرج الذي ي�سكن في��ه مع جيتام ثم يغادرها‬
‫متجها لمدخل الب��رج الذي يجل�س‬
‫ً‬ ‫وتظه��ر البذلة الفاخرة الت��ي يرتديها‬
‫عنده البواب‪ ،‬وما �إن ي�شاهد الب��واب �شريف حتى ينه�ض من الم�صطبة‬
‫رافعا يده بمحاذاة ر�أ�سه على طريقة التحية الع�سكرية اً‬
‫قائل في تفخيم‪:‬‬ ‫ً‬
‫البــــــــواب‪:‬‬
‫حمد الله ع ال�سالمة يا دكتور‬
‫�شريف ي�صعد ال�ساللم الت��ي ت�سبق مدخل البرج وه��و يقول بلهجة من‬
‫اعتاد ذلك‪:‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫الله ي�سلمك يا عم محرو�س خليك قاعد‬
‫�شريف يدخ��ل البرج‪ ،‬وي�سي��ر في المدخل حت��ى ي�ص��ل للأ�سان�سير ثم‬
‫ي�ضغط زر اال�ستدعاء وينتظره لث��وان معدودة قبل �أن ينزل الأ�سان�سير‬
‫وما �إن يفتحه �شريف ليدخل حتى يجد عم فكري داخله وقد ارتدى فانلة‬
‫غا�ضبا‬
‫ً‬ ‫حماالت و�شورت وعلى وجهه مالمح الغ�ضب وهو يقول‬
‫فكـــــــــــري‪:‬‬
‫�إيه ده يا بني �آدم‪ ..‬م�ش تخبط قبل ما تدخل‬
‫�شريف يمد ر�أ�سه داخل الأ�سان�سير ليجد فوطة معلقة فيقول بده�شة‪:‬‬
‫�أخبط �إيه وا�ست�أذن مين‪� ..‬إنت بت�ستحمى في الأ�سان�سير يا عم‬
‫فكري؟‬

‫‪105‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫(غا�ضبا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫فكري‬
‫فيه بر�ضه حد بي�ستحمى في الأ�سان�سير يا مجنون؟‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫�أنا؟‬
‫فكـــــــــــري‪:‬‬
‫�أُمال �أنا؟‬
‫(�ضاربا كفًّا بكف)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف‬
‫ال‪ ،‬العفو‪ ..‬معل�ش خدني على قد عقلي وفهمني بتعمل �إيه!‬
‫فكـــــــــــري‪:‬‬
‫دي �أم��ور �شخ�صي��ة مالـكـ�ش دع��وة بيه��ا‪� ..‬إيــ��ه العالــم‬
‫الح�شرية دي‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫خال�ص حقك عليا‪ ..‬اتف�ضل اخرج ع�شان اطلع‪.‬‬
‫فكـــــــــــري‪:‬‬
‫ال �أنا م�ش خارج‪.‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف‬
‫هنا �آخر الخط‪.‬‬
‫فكري (بتعالٍ وكبرياء)‪:‬‬
‫هاخد لفة كمان‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫�شريف ي�ضحك غير م�صـدق نف�سـه ثم يدل��ف للأ�سان�سيــر اً‬
‫قائل بلهجــة‬
‫�ساخرة لكنها تبدو جدية‪:‬‬
‫طب اربط بقى الحزام ع�شان ما ن َّتاخد�ش مخالفة‪.‬‬
‫ثم يجذب �شريف باب الأ�سان�سير ويغلقه‪..‬‬
‫الأ�سان�سير ي�صع��د ب�شريف وفك��ري بينما نجد فكري ينه��ج وقد ت�صبب‬
‫وجهه بالعرق قبل �أن يم�سك بالفوطة لين�ش��ف بها وجهه و�شريف ينظر‬
‫له بده�شة وي�س�أله بلهجة قلقة‪:‬‬
‫بر�ضه م�ش عايز تـقوللي بتعمل �إيه يا عم فكري‪.‬‬
‫فكري (يلتفت له وهو ينهج)‪:‬‬
‫الم�شاية الكهرب��ا بتاعتي الل��ي كنت بعمل عليه��ا تمارين قبل‬
‫النوم باظت‪ ..‬فبطلع و�أن��زل بالأ�سان�سير ع�شان �أعو�ض‪..‬‬
‫�أنا م��ن غير ريا�ضة ممك��ن �أتخن وتجي لي ال�سمن��ة والبدانة‬
‫وي�ضيع م�ستقبلي‪.‬‬
‫�شريف (ينفجر �ضاحكً ا)‪:‬‬
‫و�إنت ل�سه بت��دور ع الم�ستقبل يا عم فك��ري؟‪ ..‬كفاية عليك‬
‫الما�ضي يا راجل‪ ،‬ده �إنت تاريخ‪.‬‬
‫فج�أة ي�ضغط فكري زر الـ ‪ Stop‬فيتوقف الأ�سان�سي��ر �أمام الحائط مطل ًقا‬
‫رجة عنيفة‪ ،‬فيقول له �شريف بقلق وتوتر‪:‬‬
‫الله الله الله ‪ ..‬ليه كده يا عم فكري؟‬

‫‪107‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫فكري (وهو ما زال ينهج وقد �أحنى ظهره للأمام)‪:‬‬


‫بريح �شوية ع�شان تعبت م التمرين‬
‫�شريف ينظر له بده�شة ويحملق فيه‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫أمــام مقــر القنـــاة التـــي تعمـــل بهـــا مــروة‬


‫جيتام يجل�س في �سيارته ي�سمع �أغني��ة «‪ »alors on danse‬وقد‬
‫منتظرا خروج مروة من القناة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫�أم�سك في يديه كاميرا فيديو‬
‫ً‬
‫�ضاغطا على زر‬ ‫ما �إن تخرج حت��ى ي�صوب الكاميرا عليه��ا‬
‫الزوم فنرى �صورته��ا في عد�سة كاميرت��ه‪ ،‬وهي ت�سير في‬
‫ثقة‪ ..‬تبت�سم ف��ي وجه كل م��ن تقابلهم وت�سل��م عليهم بمرح‬
‫وخفة ظل‪ ،‬قبل �أن ت�شي��ر لل�سائ�س الذي ي�أت��ي �إليها مهرولاً‬
‫م�شيرا ل�سيارتها التي تبرق في رونق‪ ،‬ونالحظ �أن �سيارتها‬ ‫ً‬
‫ذات �شكل بناتي جذاب ج ًّدا‪.‬‬
‫بحركات و�إيماءات من ال�سائ�س نفهم �أنه قام بتنظيفها‪ ،‬فتنظر‬
‫مبلغا‬
‫مروة ل�سيارتها نظرة ر�ضا قبل �أن تخ��رج من حقيبتها ً‬
‫ماليا تنقده له فينحني لها باحترام وهي تركب ال�سيارة‪ ،‬بينما‬
‫ًّ‬
‫يدعو لها ال�سائق وهي تنطلق بال�سيارة‪..‬‬
‫جيتام ي�ضع الكاميرا على المقع��د المجاور له قبل �أن يتحرك‬
‫ب�سيارت��ه خلفها ونالح��ظ �أن �سيارت��ه هو الآخر له��ا ا�ستايل‬
‫ينا�سب �شخ�صيته‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪108‬‬
‫داخـل أحـــد الكافيهــــات الشهيـــرة‬

‫نرى مـروة تجلـ�س بمفردهــا في �أح��د الكافيهات ال�شهيـــرة وقــد‬


‫و�ضعت �أمامها الالب توب الذي تنظر �إلى �شا�شته في اهتمام وهي‬
‫مرتدية نظارتها الطبية‪ ،‬بينم��ا تر�شف ر�شفة من كوب الإ�سبري�سو‬
‫الموجود �إلى جوارها ما بين الحي��ن والآخر‪ ،‬ثم نرى زوم على‬
‫ال�صفحة التي تت�صفحها م��روة‪� ..‬إنها الويب �ساي��ت ال�شخ�صي لها‬
‫على �شبكة الإنترنت‪ ،‬ثم نرى مروة تغلق ال�صفحة لتت�صفح �صفحة‬
‫�أخرى باللغة الإنجليزية لأحد مواقع ال�صحة النف�سية‪..‬‬
‫ال�صفحة �أعجبت مروة فقامت بت�سييفها على الجهاز‪..‬‬
‫مروة تغلق الالب توب وتنادي الجار�سون‬
‫مــــــــــروة‪:‬‬
‫ال�شيك لو �سمحت‪.‬‬
‫ال�صورة تظلم فج�أة‪..‬‬
‫الآن نكت�شف �أن ال�ص��ورة ال�سابقة التي كن��ا ن�شاهدها‪ ،‬كانت‬
‫�صورة حي��ة تلتقطها كاميرا ال�لاب توب ال��ذي يجل�س عليه‬
‫جيتام في مقعد مج��اور لم��روة ليراقبها من خالل��ه ويلتقط‬
‫جميع التفا�صيل التي تقوم بها‪..‬‬
‫جيتام بع��د �أن �أغلق الكاميرا وال�لاب توب‪ ،‬يدفع النق��ود وي�ضعها مع‬
‫ال�شيك في العلبة التي جاء فيها ثم ينه�ض وين�صرف �ساب ًقا مروة‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪109‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫أمـــام عيــادة أحـــد األطبــــاء البيطرييــــن‬

‫مروة تغادر �سيارتها وقد �شارفت ال�شم�س على المغيب‪ ،‬ثم تنظر لأعلى‬
‫نحو البناية التي ركنت �سيارتها �إلى جوارها‪..‬‬
‫مكتوبا عليه��ا «عيادة د‪.‬طارق الجهيني‬
‫ً‬ ‫مع تطلعها لأعلى ن�شاهد لوحة‬
‫للطب البيطري»‪..‬‬
‫جروا �سمي ًنا‬
‫ً‬ ‫مروة تتجه نحو مدخ��ل البناية وتمر بجوارها �سيدة تحم��ل‬
‫كثيف ال�شعر ثم تختفي كلتاهما داخل البناية‪..‬‬
‫متنكرا‪ ،‬وقد ارتدى جاكيت مختل ًفا عن‬
‫ً‬ ‫الآن نرى جيتام يغادر �سيارته‬
‫الذي ظهر به في الم�شه��د ال�سابق‪ ،‬و�آي�س كاب ونظ��ارة ذات عد�سات‬
‫زرقاء تخفي معظم مالمحه‪ ،‬وا�سكارف‪..‬‬
‫جيتام يدخل المبنى‪..‬‬
‫❀❀❀‬

‫داخـــل عيـــادة الطبيـــب البيطري‬

‫مروة تدخ��ل العي��ادة حي��ث يجل�س عدد م��ن ال��رواد الذي��ن يحملون‬
‫حيواناتهم المختلفة ما بي��ن قطط وكالب‪ ،‬وتتجه نح��و موظف الحجز‬
‫الذي ينه�ض فور ر�ؤيتها في احترام وتوقير اً‬
‫قائل في �سعادة‪:‬‬
‫يا �أهلاً و�سهلاً بمذيعتنا الجميلة المت�ألقة‪..‬‬

‫‪110‬‬
‫مروة (بابت�سامة رقيقة �شابها الخجل)‪:‬‬
‫�إزيك يا �أ�ستاذ ح�سن‪.‬‬
‫ح�ســـــــــــن‪:‬‬
‫تمام يا فندم الحمد لله‪� ..‬إزيك انتي وازاي زيتا‪.‬‬
‫مروة (برقة ممتزجة بالحزن)‪:‬‬
‫�أنا تمام ب�س زيتا م�ش عاجباني‪.‬‬
‫ح�ســـــــــــن‪:‬‬
‫ليه ب�س كفى الله ال�شر؟‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫مانا جاية احجز ع�شان اعرف‪.‬‬
‫ح�سن يم�سك بدفتر الحج��ز ويلتقط القلم قائ�ًلااً وهو يكتب في‬
‫الدفتر‪.‬‬
‫ح�ســـــــــــن‪:‬‬
‫تحت �أمرك‪.‬‬
‫على باب العي��ادة نالح��ظ �أن جيت��ام يقف يتاب��ع الموقف وق��د و�ضع‬
‫الموبايل على �أذنه للتمويه‪ ،‬وم��ا �إن تنهي مروة الحجز وتهم بالخروج‬
‫حتى يعطيها ظهره وهو يتحدث ف��ي الموبايل حتى ال تالحظه‪ ،‬وما �إن‬
‫تغادر حتى يدخل العيادة‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪111‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫أمــــام كافيــــه ‪Emotions‬‬

‫مروة تقف ب�سيارته��ا �أمام كافي��ه ‪ Emotions‬الذي يملك��ه جيتام‪ ،‬ومن‬


‫�سيارته ي�شاهدها جيتام وهي تغادر �سيارتها وته��م بدخول الكافيه فيعقد‬
‫�ساخرا‪:‬‬
‫ً‬ ‫حاجبيه ويغمغم‬
‫�إيه ده؟ وكم��ان جاية لي بنف�س��ك؟‪ ..‬تعالي ي��ا حبيبتي على‬
‫حجر عمو‪.‬‬
‫جيتام يغادر �سيارته في حما�س‬
‫❀❀❀‬

‫داخــــل كافيـــه ‪Emotions‬‬

‫م��روة تدخ��ل الكافي��ه ال��ذي ن�سم��ع داخل��ه �أغني��ة «‪»Yolanda be cool‬‬


‫وم��ا �إن تدخل حتى تخرج م��ن حقيبتها جه��از ‪ MP5‬وت�ضغط على زر‬
‫الت�سجيل ثم ت�ضعه في حقيبتها ‪..‬‬
‫متمتما‪:‬‬
‫ً‬ ‫من خلفها يلمح جيتام ذلك ويعقد حاجبيه‬
‫ودي ناوية ت�سجل �إيه دي؟‪ ..‬ما�شي يا م�ستر كرومبو‪ ..‬لما‬
‫ن�شوف �آخرتها‪.‬‬
‫مروة تتجه لح�سين مدير المكان وت�س�أله باهتمام‪:‬‬
‫لو �سمحت‪..‬‬

‫‪112‬‬
‫ح�سيـــــــــن‪:‬‬
‫تحت �أمرك يا فندم‪.‬‬
‫مــــــــــروة‪:‬‬
‫كنت عايزة �أقابل م�ستر جيتام الديب �صاحب الكافيه‪.‬‬
‫ي�أتيها �صوت جيتام من خلفها بنبرته ال�ساخرة‪:‬‬
‫‪ You are welcome‬يا �سنيوريتا‪.‬‬
‫مروة تلتفت نحوه في تحفز قائلة في �صرامة‪:‬‬
‫�إنت جيتام؟‬
‫جيتام (بابت�سامة �ساخرة)‪:‬‬
‫لو ماكان�ش عندك مانع‪.‬‬
‫مروة (ترمقه بنظرة طويلة)‪:‬‬
‫عايزاك على انف��راد لمدة ‪ 5‬دقاي��ق ف مو�ضوع �ضروري‬
‫لو �سمحت‪.‬‬
‫جيتام (بابت�سامة متحدية)‪:‬‬
‫�آ�سف والل��ه وقتي م�ش هي�سمح‪ ..‬ح�ضرت��ك تقدري تحددي‬
‫معاد مع �أ�ستاذ ح�سين و�أنا تحت �أمرك‪.‬‬
‫مروة تقترب منه وتهم�س في �أذنيه بنبرة تفي�ض بالتحدي‪:‬‬
‫لو ماكلمتـني�ش عل��ى انفراد هتكل��م على الم�ل�أ وده م�ش من‬
‫م�صلحتك‪ ..‬ن�صيحة �أخوية خد من وقتك الثمين ‪ 5‬دقايق ب�س‬
‫ع�شان �شكلك ما يبقا�ش وح�ش قدام ح�سين‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�ساخرا وينظر لح�سين ويقول بنبرة �ساخرة‪:‬‬


‫ً‬ ‫جيتام يبت�سم‬
‫طب ع�ش��ان خاطرك انت ب�س ي��ا ح�سين �أنا هقاب��ل الأ�ستاذة‬
‫لم��دة ‪ 5‬دقـاي��ق‪ ..‬ب�س خ��د بالك طلبات��ك كت��رت �أوي‪..‬‬
‫مـاتخـليـ�ش الع�ش��م ياخدك بقى ه��ا؟ (يلتفت لم��روة ويتابع)‬
‫�إتف�ضلي يا �سنيوريتا‪.‬‬
‫جيتام ي�صطحب مروة �إلى مكتبه بينما ينظر لهما ح�سين بده�شة وعدم فهم‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫مكتــب جيتــام داخل كافيه ‪Emotions‬‬

‫جيتام يدخل مكتبه‪ ،‬وي�شعل الإ�ضاءة ث��م يتجه لمكتبه ال�شخ�صي ويجل�س‬
‫على مقعده‪ ،‬بينما تجل�س مروة على المقعد المقابل له وا�ضعة �سا ًقا فوق‬
‫مبت�سما‪:‬‬
‫ً‬ ‫�ساق بثقة تميل �إلى الغرور في�س�ألها‬
‫ت�شربي �إيه يا �سنيوريتا؟‬
‫بتح��د و�صرامة وقد‬
‫ٍّ‬ ‫مروة تت�أم��ل المكتب قب��ل �أن تميل نحوه وتق��ول‬
‫تجاهلت �س�ؤاله‪:‬‬
‫�أنا قدامك اهو‪ ..‬وريني بقى هتخليني �أحبك ازاي‪.‬‬
‫جيتام ينظر �إليه���ا بده�شة ال ي�ستطيع �أن يخفيها وه���و يتراجع لي�سند‬
‫ظهره �إلى مكتب���ه‪ ،‬وي�شبك �أ�صابع يديه �أمام���ه دون �أن ينب�س ببنت‬
‫�شفة فتقول مـــــــــــروة‪:‬‬
‫م�ش قادرة افه��م ازاي واحد كبير وعاق��ل وعنده كافيه زي‬

‫‪114‬‬
‫ده يفكر انه يراهن مذيعة محترم��ة ع الهوا وقدام جمهورها‬
‫�إنه هيوقعها ف هواه‪ ..‬للدرجة دي م�شاع��ر النا�س وقلوبها‬
‫بقت لعبة م�سلية بالن�سبة لك؟‬
‫جيتام يعقد حاجبيه في �ضيق وهي تتابع‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫عيب‪ ..‬بجد عيب‪ ..‬ليه كل ده؟ وان��ا اللي كنت ناوية �أطلع‬
‫اعتذر لك ع الهوا ع�شان ار�ضي��ك وار�ضي �أتباعك التافهين‬
‫اللي �شتموني وعملوا جروب�س �ضدي بيهزقوني فيها؟ مكنت�ش‬
‫متخيلة �إن انت الل��ي كلمني وراهني ره��ان �سخيف زي ده‬
‫قبل ما ربنا يك�شفك ويعرفني عنك كل حاجة‪.‬‬
‫نف�سا عمي ًقا قبل �أن يقول بتح ٍّد‪:‬‬
‫جيتام ي�أخذ ً‬
‫الخم�س دقايق بتوعك خل�صوا يا �آن�س��ة مروة‪ ..‬ب�س للأ�سف‬
‫انتي �ضيعتيهم في عتاب واحد تاني غي��ر اللي كلمك لأني ما‬
‫اعمل�ش ت�صرفات زي دي‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫تيجي نتراهن تاني؟ �أنا ف لحظة �أقدر �أثبت لك انك كداب‪.‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫للأ�سف م�ش هقدر اراهنك ع�شان الرهان حرام‪.‬‬
‫مروة (بانفعال)‪:‬‬
‫والكدب حرام اكتر‪� ..‬إنت اللي ات�صلت يا �أ�ستاذ وانا مت�أكدة‬

‫‪115‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫وعرفت بطريقتي وذكائي اللي انت ا�ستهونت بيه‪( ..‬تنه�ض‬


‫هعرف كل الجمه��ور �إن ال�شخ�ص‬
‫قائلة) وفي الحلق��ة الجاية ّ‬
‫التافه اللي ات�صل خ�سر الرهان‪.‬‬
‫مروة تولي ظهرها لجيتام من�صرفة فينه�ض م��ن مكانه ويم�سك حقيبتها‬
‫لي�ستوقفها قائلاً ‪:‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫هت�سمعيهم الحوار اللي دار بيني وبينك؟‬
‫ّ‬
‫مروة تلتفت �إليه وهو يم�سك بحقيبتها لت�س�أله بارتباك‪:‬‬
‫حوار �إيه؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫الحوار اللي انتي بت�سجليه دلوقت بالـ ‪ MP5‬اللي ف �شنطتك‪.‬‬
‫مروة تنظر لعينيه ال�صارمتين ونظرته الواثقة فتقول بارتباك‪:‬‬
‫َّ‬
‫بطل تخريف‪ ..‬عن �إذنك‪.‬‬
‫مروة توليه ظهرها من�صرفة فيقب�ض جيت��ام بيده على حقيبتها بقوة �أكبر‬
‫قائل ب�صرامة‪:‬‬
‫اً‬
‫�أنا اللي براهنك دلوقت انك كدابة‪.‬‬
‫جيتام يجذب حقيبتها بعنف ويفتح ال�سو�ست��ة وهي تحاول �أن تجذب منه‬
‫ال�شنطة �صائحة فيه‪:‬‬
‫�سيب ال�شنطة بدل ما هوديك ف ‪ 60‬داهية‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫�ساخرا‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام يجذب الـ ‪ MP5‬وي�ضغط �أحد �أزراره وهو يقول‬
‫عليا‬
‫هت�صوتي وتقولي خطفتك ف مكتبي الل��ي انتي اتحايلتي َّ‬
‫بي��ا فيه؟‪ ..‬وال هتقولي ان��ي �أخدت الـ ‪MP5‬‬
‫ع�شان تنفردي َّ‬
‫اللي بت�سجلي لي بيه من غير �إذني؟‬
‫يلــوح جيتــام بالـ ‪ MP5‬قائــلاً‬
‫مــــروة تنظــر للموقــف في قلــق بينمــا َّ‬
‫في �سخرية‪:‬‬
‫‪ Sorry‬يا �سنيوريت��ا‪ ..‬م�ش هتعرفي تثبت��ي لجمهورك حاجة‬
‫في الحلقة الجاية‪ ..‬ب�س �أنا بعر���ض عليكي عر�ض �أعتقد انه‬
‫هيعجبك �أوي‪.‬‬
‫جيتام ي ِّقرب الـ ‪ MP5‬من فمه وي�ضغط زر الت�سجيل اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫�أقر �أنا جيتام الديب اللي ات�ص��ل بالإعالمية مروة نور الدين‬
‫من ‪� 4‬شهور في برنامج �أ�ستروجي��ن‪ ..‬وراهنها �إنه هيخليها‬
‫تحبه‪� ..‬إني خ�س��رت الرهان وعلى ا�ستع��داد لتقبل �أي حكم‬
‫ي�صدر منها هي والجمهور‪.‬‬
‫بتحد‬
‫جيتام ي�ضغط زر �إيقاف الت�سجيل وهو ينظ��ر لعيني مروة مبا�شرة ٍّ‬
‫فتبدو الده�شة على مالمحها‪ ،‬قبل �أن ت�س�أله‪:‬‬
‫�إنت عملت �إيه؟‬
‫�ساخرا ويكمل بغمو�ض‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام يبت�سم‬
‫بعترف اني خ�سرت الره��ان‪ ..‬ب�س بمزاج��ي م�ش غ�صب‬
‫عن��ي‪� ..‬أ�صلي م��ا اتعودت�ش �أب�� ًدا �إن حد يل��وي دراعي‪..‬‬
‫�إتف�ضلي جهازك‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫متابعا‪:‬‬
‫ً‬ ‫يمد يده بالـ ‪ MP5‬فتمد يدها لت�أخذه في�سحب يده مرة �أخرى‬
‫م�ش ت�سمعي العر�ض الأول؟‬
‫مروة (بغ�ضب)‪:‬‬
‫عر�ض �إيه؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�أنا هديكي ال��ـ ‪ ..MP5‬ب�س هاخ��د منك كلمة �ش��رف �إنك ما‬
‫تذيعي�ش االعتراف �إال في نهاية الرهان‪� ..‬أظنك الحظتي �إن‬
‫كالمي ف زمن الما�ضي وك�إننا ع َّدى علينا ‪� 4‬شهور فعلاً ‪.‬‬
‫مروة تنظر له بده�شة وتتطلع �إلى عينيه اللتين تبدوان لها وك�أنهما ات�سعتا‪،‬‬
‫وتحد للدنيا كلها فتعقد حاجبيها وت�س�أله بريبة‪:‬‬
‫ٍّ‬ ‫وظهرت بهما �صرامة‬
‫ليه؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫لما اخ�سر بع��د ‪� 4‬شهور غير لما اخ�سر بع��د يوم‪� ..‬أرجوكي‬
‫راع��ي �إن��ي لي��ا جمه��وري ومعجبين��ي زي��ك بالظب��ط ده‬
‫لو ماكان�ش �أكتر‪.‬‬
‫مروة تنظر له في �شك ثم تقول بتح ٍّد وثقة‪:‬‬
‫‪ ..O.K‬ب�س �أحب اعرفك �إن الحكم اللي هحكمه عليك �ساعتها‪..‬‬
‫�إنك تقفل الجروب بتاعك وتعتزل الن�صب ده‪.‬‬
‫�ساخرا وهو يناولها الـ ‪ MP5‬اً‬
‫قائل‪:‬‬ ‫ً‬ ‫جيتام يبت�سم‬
‫مبروك عليكي الـ ‪ ..MP5‬فلو�سك حالل‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫مروة ت�أخذ الـ ‪ MP5‬وت�ضعه في حقيبتها ب�سرعة فيقول لها‪:‬‬
‫ب�س حتى وانت��ي ك�سبانة �أح��ب �أعرفك حاجة مهم��ة‪� ..‬إنتي‬
‫بتعلمي بناتك �إزاي يم�سحوا دموعه��م‪� ..‬أما �أنا بعلم رجالتي‬
‫�إزاي ما يعيطو�ش من �أ�صله‪.‬‬
‫مروة تنظر له �ساخرة قبل �أن تعطيه ظهرها وتن�صرف‪.‬‬
‫ما �إن تغلق الباب خلفها حتى ينظر جيتام �إلى لوحة مراقبة تتابع الكافيه‬
‫كله‪ ،‬موجودة ف��ي مكتبه‪ ،‬ثم ينظ��ر لكاميرا موجودة ف��ي �سقف مكتبه‬
‫وينه�ض واق ًفا �أمامه��ا‪ ،‬بينما نحن (الم�شاهدي��ن) نتابعه من خالل لوحة‬
‫ملوح��ا ب�سبابته �أمام الكاميرا‬
‫ً‬ ‫المراقبة التي نراه يق��ف فيها �أمام الكاميرا‬
‫قـائــــل‪:‬‬
‫اً‬ ‫تحد‬
‫في ٍّ‬
‫ك��ده المك�سب بقى �شب��ه م�ستحي��ل‪..‬وده اللي هيخل��ي اللعبـة‬
‫�أجمل‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫أمـام بـاب مكتـب جيتــام فــي كافيـــه ‪Emotions‬‬

‫جيتام يخ��رج من مكتبه وه��و يرتدي الجاكي��ت وفي �إحدى‬


‫يديه ‪ C.D‬فيجد ح�سين �أمامه فيقول له‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫عايز اطلب منك طلب لو غلطت فيه م�ش هنكمل مع بع�ض‪..‬‬

‫‪119‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ح�سين (بقلق)‪:‬‬
‫خير يا فندم؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫كمان ‪� 4‬شهور �إال يومين من النهارده فكرني بالـ ‪ C.D‬بتاعي‬
‫و�أنا هفهم كل حاجة‪.‬‬
‫ح�سين يتراجع في خوف اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫يا نهار ا�سود‪�..‬إنت كمان ليك ‪ C.D‬يا فندم؟‬
‫جيتام يهز كتفيه اً‬
‫قائل في ب�ساطة‪:‬‬
‫�آه وفيها �إيه؟‬
‫ح�سين يبعد يده ويتراجع في رعب اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫�أبو�س �إيدك اقبل ا�ستقالتي‪ ..‬م�ش عاي��ز نهاية خدمة‪..‬م�ش‬
‫علي��ا بعد ما اموت‬
‫عايز ت�أمينات‪ ..‬ب�س �سي��ب النا�س تقول َّ‬
‫الراجل ده عا�ش تمام ومات تمام‪.‬‬
‫جيتام (وقد قب�ض على ح�سين من كتفيه)‪:‬‬
‫وانا �أتمم منك‪ ..‬والال ن�سيت �أنا عمل��ت �إيه ف الراجل بتاع‬
‫الأتو يا ح�سين؟‬
‫ح�سيـــــــن‪:‬‬
‫مانا بر�ضه م�ستغرب �إزاي لحقت تتغير‪� ..‬إنفلونزا ال�سيديهات‬
‫طالتك والال �إيه يا فندم؟‬

‫‪120‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�إخر�س‪ ..‬ده ‪ C.D‬ثقافي مع الآن�سة اللي كانت هنا من �شوية‪..‬‬
‫ح�سين يطلق �شهقة برعب وفزع فيتابع جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ق�ص��دي ‪ Project‬يا غبي‪ ..‬م�ش��روع علمي ب ّن��اء يعني‪..‬‬
‫ناويين نطور الكبدة الإ�سكندراني ب�إذن الله‪.‬‬
‫ح�سين يطلق زفرة حارة ويقول بفرحة وهو يعانق جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫الحمد لله يا فندم‪ ..‬ده انا الدنيا م�ش �سايعاني م الفرحة‪.‬‬
‫جيتام يعانقه بفرحة مماثلة وهو يقول ب�سعادة‬
‫و�أنا كمان‪� ..‬ألف مبروك يا ح�سين (يربت على كتف ح�سين‬
‫أخيرا ات�أكدت من رجولتك‪ ..‬م�ش �أي حد على فكرة‬
‫متابعا) � ً‬
‫ً‬
‫بينجح ف االختبار ده‪.‬‬
‫جيتام يترك ح�سين وين�صرف وهو يغمغم‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�صحيح‪� ..‬إن بع�ض الظن �إثم‪.‬‬
‫ح�سين ينظر له بده�شة وعدم فهم‪ ،‬بينما يمط جيتام �شفتيه ب�شكل كوميدي‬
‫ويلقي قبلة في الهواء لح�سي��ن قبل �أن ين�صرف‪ ،‬بينما م��ا تزال الده�شة‬
‫مرت�سمة على وجه ح�سين‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪121‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مكتب شريف ومروة في الجامعة األمريكية‬

‫�شريف ومروة ي�ضحكان في مكتبهمـ��ا الخا�ص ب�أع�ضاء هيئة التدري�س‪،‬‬


‫حيث يجل�سان كالهما على مكتبين متجاورين‪ ،‬وتقول مروة بحما�س‪:‬‬
‫و�شه ات�ص��دم ازاي وان��ا بواجهه‬
‫بج��د �أنا مهم��ا حكيت ل��ك ُّ‬
‫بالحقيقة وبقوله �إنت خ�سرت الرهان‪ ..‬م�ش هتتخيل المنظر‬
‫كان عامل ازاي‪ ..‬فظيييييع‪.‬‬
‫(مبت�سما بخبث)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف‬
‫ال‪ ،‬مانا ياما �شوفته وهو بيت�صدم قبل كده‪..‬تالقي كتافه كده‬
‫طلعت لفوق ومناخيره جـت علـى جنب مـ�ش عارف ازاي‪،‬‬
‫وعينه عمالة تلف ف مكانها زي مغامرات توم وجيري‪.‬‬
‫مروة ت�ضحك على ه��ذا الت�شبيه قب��ل �أن تنظر ل�شري��ف بابت�سامة رقيقة‬
‫وتقول بامتنان‪:‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫ا�ستغربت لم��ا لقيتك بتت�صل ّبيا بالليـ��ل ومكـنتـ�ش متخيلة �إنك‬
‫هتقدم لي الخدمة دي‪ ..‬مير�سي يا �شريف �أوي‪.‬‬
‫�شريف (برقة ورومان�سية)‪:‬‬
‫ال‪ ،‬مير�س��ي دي تقوليه��ا للأوفي���س ب��وي لم��ا يعم��ل ل��ك‬
‫الإ�سبري�س��و بتاعتك ب�ضمير‪..‬لك��ن بي َّنا وبي��ن بع�ض مفي�ش‬
‫مير�سي‪ ..‬ثم �أنا اللي المفرو�ض ا�شكرك م�ش انتي‪..‬‬

‫‪122‬‬
‫مروة (تنظر له بت�سا�ؤل)‪:‬‬
‫ليه؟‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫ع�شان الكالم الحلو اللي قولتيه ف حقي من كام يوم للطلبة بتوعك‪.‬‬
‫(مروة) بابت�سامة يمل�ؤها الحما�س‪:‬‬
‫ثانيا �أنا بجد عاجباني ج َّدا‬ ‫�أولاً َّ‬
‫هما م�ش الطلبة بتوعي لوحدي‪ً ..‬‬
‫طريق��ة تدري�سك‪ ،‬وبقيت اقل��دك في طريقة ال�ش��رح المب�سطة‪،‬‬
‫و�ضربت �صحوبية معاهم لغاية مابقوا يحبوني زيك بالظبط‪.‬‬
‫(ناظرا لعينيها بابت�سامة رقيقة)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف‬
‫ب�س انا بحب �أكتر منهم‪.‬‬
‫مروة (تت�صنع ال�صرامة وعدم الفهم)‪:‬‬
‫بتحب �إيه؟‬
‫�شريف (بارتباك و�إحراج)‪:‬‬
‫�إحم‪ ..‬طريقة التدري�س‪.‬‬
‫�شري��ف ينظر لجه��از الالب ت��وب ليداري احم��رار وجهه‬
‫وخجل��ه‪ ،‬فتنظر هي بدوره��ا �إلى كت��اب مفت��وح �أمامها ثم‬
‫ت�سرق نظرة جانبية �سريعة نحو �شريف وعلى وجهها يرت�سم‬
‫�شبح ابت�سامة �سرعان ما يختفي‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪123‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫منـــزل مــــروة – حجــــرة نومهــــا‬

‫مروة تن��ام على �ص��در والدتها التي تم�س��ح �شعرها بح��ب وحنان وقد‬
‫جل�س��ت كلتاهما عل��ى ال�سرير‪ ،‬وتقول م��روة بلهجة م��ن ينهي حدوتة‬
‫انتهى من �سردها للتو‪:‬‬
‫ب�س يا �ستي‪� ..‬آدي كل الحكاية‪.‬‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫طب و�إيه الل��ي خاله يعمل كده ف �صاحب��ه اللي عاي�ش معاه‬
‫من �سنين ويعرفه قبل منك؟‬
‫مروة (بابت�سامة خبيثة)‪:‬‬
‫يفوق جيتام من اللي هو فيه‪ ،‬بدل‬
‫ال�سبب اللي قالهولي �إنه نف�سه ّ‬
‫ما هو مقتنع �إن الحب ممكن ييجي بالحوارات والتخطيط‪.‬‬
‫منى (بابت�سامة خبيثة مماثلة)‪:‬‬
‫وال�سبب الحقيقي اللي ماقالهو�ش؟‬
‫مروة (تت�سع ابت�سامتها الخبيثة وتزداد خب ًثا)‪:‬‬
‫�إنه خايف على زميلته الجديدة ف نف�س الق�سم‪.‬‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫زميلته بر�ضه؟‬
‫مروة (بحيرة وغمو�ض)‪.‬‬
‫لحد دلوقت زمالة‪ ..‬وممكن ت�ستمر زمالة على طول‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫�أمها ترفع ر�أ�سها وتزيحه عن �صدرها بعنف وتنظر لعينيها بغ�ضب‪.‬‬
‫منى (بغيظ)‪:‬‬
‫والله �إنتي ما راجعة غير لما تمر�ضيني �أو تموتيني ناق�صة عمر‪.‬‬
‫مروة (بغ�ضب)‪:‬‬
‫�شفتي بقى‪� ..‬أهو ع�شان حركاتك دي �أنا مبحب�ش �أحكي لك حاجة‪.‬‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫ماهو انت��ي اللي عمرك ما كملتي حكاية حل��وة لحد �آخرها‪..‬‬
‫من �ساعة الزفت اللي كنتي مخطوبة ل��ه ‪� 5‬سنين وف الآخر‬
‫�سابك وانتي عاي�شة لي ف دور المعقدة‪.‬‬
‫مروة (بغ�ضب و�ضيق)‪:‬‬
‫�أنـا م�ش معقدة يا ماما‪�..‬أنا فاهمة الدنيــا والرجالة �أكتر منك‪..‬‬
‫ع�شان كده م�ش ه�سمح لحد يك�سرني تاني �أو يخدعني �أو اكت�شف‬
‫عليا بعد ما يموت زي ما بابا خدعك‪.‬‬ ‫�إنه كان متجوز َّ‬
‫الأم تنظر لها ب�صدمة وتتمتم‪..‬‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫نف�سي �أعرف ب�س �إنتي عايزة �إيه؟‬
‫تلمع الدموع في عيني مروة وهي ت�سرح وتقول وك�أنها تحدث الكون كله‪..‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫نف�سي �أرج��ع لأيام ما ك��ان الحب هو ح�ضن��ك‪ ..‬ولما كان‬

‫‪125‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫كتف �أبويا هو �أعلى مكان في الأر�ض‪( ..‬تجل�س على الكنبة‬


‫وت�ستمر في �سرحانها وهيمانها وه��ي تتابع) لما كنت بنام في‬
‫�أي حتة وب�صحى �أالق��ي نف�سي على �سري��ري‪ ..‬ولما كانت‬
‫الحاج��ات الوحي��دة الل��ي بتتك�س��ر ف��ي حيات��ي ه��ي اللعب‬
‫والعــرايـ�س‪ ..‬ولمـ��ا كانت كلمة باي معناه��ا ه�شوفك تاني‬
‫بكرة‪ ..‬تن�س��ال دمعة �ساخن��ة رقيقة على خده��ا وهي تقول‬
‫باك‪ :‬دلوقت اللي بيروح ما بيرجع�ش‪.‬‬ ‫ب�صوت مبحوح ٍ‬
‫بعدها ن�سمع �صو ًت��ا ي�أتي من خ��ارج الغرفة‪� ..‬إنه ح�س��ام �شقيق مروة‬
‫الذي يقول بلهجة ناع�سة �ساخرة قبل �أن نراه‪..‬‬
‫�ص‪ .‬ح�سام‪:‬‬
‫نف�سي مرة ما ا�صحا�ش على �صوت خناقكم‪..‬‬
‫متابعا‪:‬‬
‫ً‬ ‫الأم ومروة تنظران بخجل لح�سام وهو يدخل الغرفة‬
‫ح�ســــــــــام‪:‬‬
‫الو�ش ده؟ �إنتوا �إيه‪..‬‬
‫امتى بقى الواحد يتجوز ويرتاح مـ��ن َ‬
‫دماغكو فيها �صرا�صير؟‬
‫مروة (بلهجة مرحة وهي تم�سح دموعها)‪:‬‬
‫والنبي يا خويا خلي��ك ف جوازتك اللي عمال تذلنا بيها بقالك‬
‫‪� 3‬سنين ومفي�ش ملِّي واحد اتقدمته‪.‬‬
‫ح�سام يتمطع وهو يتثاءب اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫عي��ب عليك��ي‪ ..‬هيح�ص��ل �إن �شاء الل��ه على �آخ��ر دي�سمبر‬
‫ول ‪ 31‬يوم؟‬ ‫الجاي‪ ..‬هو �صحيح دي�سمبر ‪ 30‬اَّ‬

‫‪126‬‬
‫مروة (�ساخرة)‪:‬‬
‫�إنت وحظك بقى‪ ..‬ح�سب الهالل!‬
‫❀❀❀‬

‫الطرقــة المواجهــة لمكتـــب رئيـــس القنـــاة‬

‫مروة ت�سير متجهة نحو مكتب رئي�س القناة ويمر بجوارها �شخ�ص يقول‬
‫في الموبايل‪..‬‬
‫ال�شخــــــ�ص‪:‬‬
‫خال�ص �أن��ا حجزت مونتاج م��ن ‪ 5‬لـ ‪ ،11‬ه��ات الماتيريال‬
‫وتعالى حالاً ‪.‬‬
‫بينما تقف فتاة مع �شخ�ص �آخر على جنب وتقول له ب�صرامة‪..‬‬
‫الفتـــــــــــاة‪:‬‬
‫بعد بكرة عي��د ميالد ي�س��را‪ ..‬اعم��ل ح�ساب��ك �إن انت اللي‬
‫هتطلع الأوردر ده وعايزاه يتمنتج ف نف�س اليوم‪.‬‬
‫ال�شخ�ص الذي تتحدث �إليه الفتاة‪:‬‬
‫ماينفع�ش‪�..‬أنا عندي �أوردر تانـ��ي لكواليـ�س م�سل�سل جمال‬
‫�سليمان الجديد‪.‬‬
‫الفتاة (ب�صرامة)‪:‬‬
‫خلي حد يطلعه غيرك واطلع انت �أوردر ي�سرا‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ما �إن ت�صل مروة �إلى الباب المكت��وب عليه «مكتب رئي�س القناة» حتى‬
‫ينفت��ح الباب من الداخ��ل ويخرج جيتام ال��ذي ينظر له��ا ب�سخرية بينما‬
‫تنظر هي له ب�صدمة فيقول في مرح �ساخر‪..‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫م�ش معقول‪..‬مروة؟‪ ..‬وفي القن��اة اللي �أنا ب�شتغل فيها؟‪..‬‬
‫الالال بجد �صدفة بمليون جنيه‪..‬ابقي خليها تتكرر تاني بقى‬
‫ها؟‬
‫متابعا‬
‫ً‬ ‫�سمي��ر رئي�س القناة يطل بر�أ�س��ه وقد وقف على عتبة ب��اب مكتبه‬
‫الموقف‪ ،‬فينظر له جيتام بابت�سامة �ساخرة ويقول وهو ين�صرف‪..‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫خلي بالك منها يا م�ستر �سمير‪ ..‬البنت دي تخ�صني‪.‬‬
‫جيتام يعطيهما ظه��ره ويلوح بي��ده بما معناه (ب��اي) فتنظر‬
‫مروة على ظه��ره بمقت وقرف وتم��ط �شفتيها وه��ي تتمتم‬
‫بكلمات في �سرها فيقول جيتام دون �أن ينظر لهما‪:‬‬
‫�شايفك يا مروة‪ ..‬عيب كده �إنتي كبيرة ع الحركات دي‪.‬‬
‫جيتام الآن و�صل لنهاية الطرقة فيلتف��ت ويلوح لكليهما قائلاً‬
‫بمرح �ساخر‪..‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫بااااااي‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪128‬‬
‫مكتــــب رئيــــس القنــــاة‬

‫مروة تجل�س على مقعدها المقابل لمكتب رئي�س القناة قائلة في حدة وغيظ‪.‬‬
‫يعني �إيه الكالم ده يا فندم؟‬
‫نف�سا عمي ًقا من �سيجاره ويطلق دخانه في �سماء الحجرة وهو‬
‫�سمير ي�أخذ ً‬
‫ينظر لل�سقف اً‬
‫قائل بلهجته الباردة ومالمحه الجامدة‪:‬‬
‫تح�سن��ي عالقتك بيه ع�شان‬
‫زي ما �سمعتي يا مروة‪ ..‬الزم ِّ‬
‫من هنا ورايح هيبقى زميلك‪ ..‬كلها كام يوم ودورة البرامج‬
‫الجديدة هتبد�أ وهيقدم برنامج زيك بالظبط‪.‬‬
‫م���روة تق���ول بلهج���ة ع�صبي���ة دون �أن ت�ستطيع كتم���ان م�شاعرها‬
‫وانفعاالتها‪:‬‬
‫بعد كل اللي حكيتهولك عنه؟‬
‫�سمير يعتدل في جل�سته ويتطلع �إلى عينيها مبا�شرة اً‬
‫قائل في مكر‪:‬‬
‫موقف وع ّدى يا مروة‪ ..‬خلينا في اللي جاي‪.‬‬
‫مروة (بحدة)‪:‬‬
‫�إزاي ب�س يا فندم؟‬
‫�سمير (ب�صرامة)‪:‬‬
‫ممكن تهدي؟‬
‫نف�سا عمي ًق��ا وتظل تهز رجليها في توت��ر وع�صبية‪ ،‬في�ستمر‬
‫مروة ت�أخذ ً‬
‫�سمير في النظر �إليها اً‬
‫قائل‪:‬‬

‫‪129‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫قبل ما �أقعد ع الكر�سي ده �أنا ا�شتغل��ت مذيع ‪� 15‬سنة مع نا�س‬


‫م�ش ب�س كانوا بيكرهون��ي‪..‬دول كانوا بيخططوا لموتي‪..‬‬
‫وهما مالهم�ش وجود ع الخريطة‪..‬‬ ‫النهارده �أنا رئي�س قن��اة َّ‬
‫ه��ي دي الدنيا‪..‬اتعلم��ي تبت�سم��ي ف و���ش ع��دوك قب��ل‬
‫حبيبك‪ ..‬وبعدين �إنتي قلقانة كده ليه؟‪�..‬إنتي خايفة منه؟‬
‫مروة (بحدة)‪:‬‬
‫وال منه وال الأجع�ص منه‪� ..‬أنا ب�س م�ستغربة �إزاي القناة تتعاون‬
‫مع ن�صاب زي ده!‬
‫�سمير (ي�ضحك بمكر)‪:‬‬
‫وهو مين بيتكل��م عن الحب وم���ش ن�صاب‪ ..‬المه��م �إنه ليه‬
‫‪ Fans‬عدده��م ‪� 150‬ألف واح��د‪ ،‬ده غير �إنه ج��اب ‪sponsor‬‬
‫للبرنامج هنك�س��ب م��ن وراه ‪ 2‬مليون جني��ه‪ ..‬ركزي ف‬
‫البرنامج بتاعك ي��ا مروة و�سيبي كل واح��د ياخد فر�صته‪..‬‬
‫الدورة البرامجية مدتها ‪� 3‬شهور يا يثب��ت نف�سه فيهم ويك ّدب‬
‫ظنك يا ينطرد في ال�شارع لو برنامجه ف�شل‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫استديــــو برنامـــج «تيستيستيــــرون»‬

‫جيتام يقف في منت�صف ا�ستديــــو البرنامج الذي يوحي ديكوره باللمحة‬


‫الذكوري��ة‪� ،‬سواء �صور الموديل��ز الرجال التي تم�ل�أ جنباته‪ ،‬وتتنوع‬
‫�صور الرجال ما بي��ن رجال على ق��در هائل من الو�سام��ة‪ ،‬و�آخرين‬

‫‪130‬‬
‫يتمتعون ب�أج�س��اد �ضخمة قوية‪ ،‬وتت�س��م �ألوان اال�ستديــــ��و ب�أنها �ألوان‬
‫�صريحة ما بين الأ�سود والبني والرمادي ‪..‬‬
‫جمهور البرنامج كلهم من الذكور متفاوتي ال�سن والعمر والأج�سام‬
‫جيتام ينظر لجمهور البرنامج ويقول بثقة ت�شوبها خفة الظل‪:‬‬
‫خريطة الهرمونات جوا كل واحد فينا ح�صل فيها زلزال جاب‬
‫عاليها واطيها‪.‬‬
‫جيتام ينظر للكاميرا ويقر�أ من الـ ‪ Auto Q‬وك�أنه يحدث الم�شاهدين‬
‫ويتابع في خفة ظل‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ف��ي برنامجن��ا «تي�ستي�ستي��رون» �أو هرمون��ات الذك��ورة‪..‬‬
‫هنرجع كل حاجة زي ما كانت‪ ..‬م�ش هنتكلم كالم علمي كبير‬ ‫ّ‬
‫محد�ش بيفهم��ه‪ ..‬وال هن�ست�ضي��ف متخ�ص�صي��ن الب�سين بدلة‬
‫وكرافتة وبيقولوا نفــ�س الكالم اللي بن�سمعه في كل البرامج‪..‬‬
‫كل اللي هنعمله‪� ..‬إننا هنقعد في الكافيه بتاعي‪ ..‬وهن�شوف مع‬
‫بعـ�ض ق�ص�ص حبكم الل��ي مفي�ش منها رجا وه��ي بتتحول من‬
‫حلم لحقيقة‪ ..‬و�ساعتها‪ ..‬ليكوا منا هدية‪ ،‬بدلة عري�س وف�ستان‬
‫عرو�سة‪ ..‬والم�شاريب عل��ى ح�سابنا‪..‬وكمان تكاليف الفرح‬
‫علين��ا م��ن �أول �أج��رة الم���أذون لغاي��ة بوفي��ه المعازي��م‪..‬‬
‫ف‪ ‬تي�ستي�ستيرون جرح القلوب كان مو�ضة وانتهت‪.‬‬
‫جمهور البرنامج ي�صفق ب�شدة وبع�ضهم يطلق ال�صفافير‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪131‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫منــــــزل مــــــروة‬

‫مروة تجلـ�س ف��ي ري�سيب�شن منزلها ت�شاه��د على �شا�ش��ة التلفاز برنامج‬
‫«تي�ستي�ستيرون» ال��ذي يقدمه جيتام حي��ث يذيع البرنام��ج نهاية م�شهد‬
‫الكافيه ال��ذي تعرفت فيه فت��اة الرجل �أب��و نظارة عل��ى �شخ�ص جيتام‬
‫في بالزم��ا موجودة داخ��ل اال�ستدي��و لي�شاه��د فيها جمه��ور البرنامج‬
‫التقرير الم�صور‪.‬‬
‫الفتاة رائعة الجمال لجيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�إنت �صاحب الكلب؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ال �أنا �إزازة الع�صير‪..‬‬
‫وفي اال�ستديو ت�سطع الأ�ضواء وهي تت�سلط على مالمح الفتاة‬
‫رائعة الجمال وهي ترت��دي الف�ستان الأبي���ض وقد �أ�صبحت‬
‫عرو�سة تجلـ�س في م��درج الجمهور وبجواره��ا الرجل �أبو‬
‫نظارة وهو يرت��دي بذلة الفرح البي�ضاء‪ ،‬حي��ث تنظر الفتاة‬
‫رائعة الجمال للرجل �أبو نظارة �ضاحكة‪ ،‬بينما نرى جمهور‬
‫اال�ستديو ي�ضح��ك وي�صفق ب�شدة‪ ،‬وجيت��ام يقف في منت�صف‬
‫فاردا ذراعيه بطريقة م�سرحية والكل ي�صفق له‪ ،‬ثم‬ ‫ً‬ ‫اال�ستديو‬
‫ينظر لم��درج الجمهور بابت�سام��ة واثقة وي�شير بي��ده لل�شاب‬
‫الفانكي الذي طال ذقنه وقد ارتدى بذل��ة �سوداء فينه�ض هو‬
‫محت�شما‬
‫ً‬ ‫وعرو�ست��ه الملتزم��ة الت��ي ارتدت ف�ست��ان زف��اف‬
‫و�أني ًقا‪ ،‬فينه�ض كالهما ويغادران م��درج الجمهور متجهين‬

‫‪132‬‬
‫لأ�سفل‪ ،‬وك��ذا يفعل الرجل �أب��و نظارة والفت��اة الجميلة‪ ،‬ثم‬
‫ين�ض��م له��م ال�ش��اب ذو ال�صلي��ب وه��و يت�أب��ط ذراع فتاته‬
‫العبقرين��و حتى ي�صب��ح ال�شبان الثالث��ة مع فتياته��م في زي‬
‫العرو�سة والعريـ�س‪ ،‬فتــدخل فرقـ��ة المــزمار و�أهـــل كل‬
‫عرو�سي��ن في اال�ستديو حي��ث ن�سمع �ص��وت زغاريد وطبل‬
‫وزمر في زفة على الهواء مبا�شرة‪.‬‬
‫مروة توج��ه الريموت نحو التلفاز لتغلقه في غ�ض��ب وتهب واقفة وهي‬
‫تقول في حدة‪:‬‬
‫ن�صاااااب‪ ..‬كل ده ن�صب‪ ..‬ن�صب‪.‬‬
‫والدتها التي كانت تجل�س ت�شاهد الحلقة على الكنبة تقول غا�ضبة‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫�إيه �شغل الجنان ده؟‪..‬م�ش فيه بني �آدمة قاعدة بتتفرج على‬
‫التليفزيون معاكي؟‬
‫مروة تلتفت لها في ده�شة غا�ضبة وتقول‪:‬‬
‫�إنتي عاجبك الن�صب اللي �شغال ده يا ماما؟!‬
‫منى (بجدية وحما�س)‪:‬‬
‫جوز ف حلقة واحدة‬ ‫هو فين ده الن�صب؟‪..‬الولد كتر خيره ّ‬
‫‪� 3‬شب��اب زي الف��ل‪ ..‬وك�س��ر دم��اغ البن��ات الهبل��ة اللي‬
‫ماكانو�ش مقدرين قيمتهم‪..‬يا ري��ت ب�س ربع البرامج تعمل‬
‫زيه‪( ..‬تنه�ض مغادرة وهي تغمغ��م بتلقيح كالم) كان نا�س‬
‫�صحابنا عقدتهم اتحلت من زمان‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مروة تنظ��ر بغيظ �شديد لوالدته��ا التي �أعطتها ظهره��ا وان�صرفت‪ ،‬ثم‬
‫تم�سك الموبايل وت�ضغط �أزراره في ع�صبية ثم ت�ضعه على �أذنها وما �إن‬
‫ي�أ ِتها الرد حتى تقول في ع�صبية‪:‬‬
‫�أيوه يا �شريف‪..‬عايزة �أ�شوفك �ضروري‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫فــــي أحد الكافيهــــات‬

‫�شري��ف يجل�س مع مروة ف��ي �أحد الكافيه��ات حيث نج��د �أمامها فنجان‬
‫�ساخرا‪:‬‬
‫ً‬ ‫�إ�سبري�سو بينما �أمامه التيه فرابيه ويقول‬
‫و�شي؟‪..‬‬
‫بقى هو ده ال�سبب الل��ي جايباني ع�شانه على م�َل اَ ِّ‬
‫يا‪� ‬شيخة افتكرتك عايزاني ف ميعاد غرامي‪.‬‬
‫مروة ت�ضحك �ضحكة رقيقة ثم تقول بمرح‪:‬‬
‫تفول�ش على نف�سك‪ ..‬بعد ال�شر عليك م ّني‬
‫يا راجل ما ّ‬
‫�شريف يميل نحوها ويقول بمرح مماثل‪:‬‬
‫ده انتي لو مر�ض ه�صلي ليل نهار وادعى ربنا يبتليني بيكي‪.‬‬
‫مروة تم�س��ك بفنج��ان اال�سبري�سو وتر�شف من��ه ر�شفة وهي‬
‫تقول بلهجة من يغير المو�ضوع‪:‬‬
‫عليا‪..‬‬
‫�أنا بجد محتاجة �أعرف منك كل حاجة ال�شخ�ص ده قالها َّ‬
‫المو�ضوع و�صل للعند والتحدي ف ال�شغل يا �شريف‪ ..‬معل�ش‬

‫‪134‬‬
‫ا�ستحملن��ي ل��و تقلت علي��ك‪ ،‬بـ�س بج��د �أول ما لقي��ت نف�سي‬
‫مخنوقة �إنت �أول واحد فكرت فيه‪.‬‬
‫�شريف ينظر له��ا بفرح��ة ورومان�سية وما �إن تنف��رج �شفتاه‬
‫للكالم حتى تدوي �ضحكة خليعة فيتراجع في قلق وينظر �إلى‬
‫جواره لمعرف��ة م�ص��در ال�ضحكة فيجده��ا من ام��ر�أة بدينة‬
‫ترتدي مالب�س ال تتنا�س��ب مع بدانتها وت�ض��ع الموبايل على‬
‫�أذنها وهي تقول في خالعة‬
‫المر�أة البدينة‪:‬‬
‫مفاج�أة م�ش متوقعة‪.‬‬
‫�شريف يلتفت لمروة ويميل نحوها وهو يبت�سم في رومان�سية اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫من ناحية �إنها مفاج�أة م�ش متوقعة فهي فعلاً م�ش متوقعة خال�ص‪.‬‬
‫منزعجا‬
‫ً‬ ‫�صوت ال�ضحكة الخليعة ي��دوي مرة �أخرى فيتراج��ع �شريف‬
‫�ساخرا‪:‬‬
‫ً‬ ‫ويقول في توتر‬
‫ما تيجي نم�شي من هنا قبل ما بولي�س الآداب يطب علينا‪.‬‬
‫مروة ت�ضحك في رقة وتقول‪:‬‬
‫طب ا�ستنى ب�س ربع �ساعة نتكل��م فيها عن �صاحبك‪( ..‬تنظر‬
‫للم��ر�أة وتبت�س��م ف��ي �سخرية وه��ي تمي��ل نح��وه وتهم�س)‬
‫ماتخاف�ش �إجراءات ال�ضبط والإح�ضار بتاخد وقت‪.‬‬
‫�صوت ال�ضحكة الخليعة يـدوي مرة �أخرى بعنف �أكثـر فتنهـ�ض مـروة‬
‫وتلتقط �شنطتها وهي تقول‪:‬‬
‫ال ده كده فعلاً الزم يح�صل كب�سة‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�شريف ينه�ض بدوره وينادي على الجر�سون‬


‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫ال�شيك لو �سمحت‪.‬‬
‫فج�أة ن�سمع �صوت �سارينة النجدة فتنه�ض المر�أة في هلع‪� ،‬إال �أن �شريف‬
‫يربت على كتفها ويخرج موبايل��ه من جيبه وهو يلوح ب��ه �أمامها اً‬
‫قائل‬
‫في لهجة �ساخرة‪:‬‬
‫رايحة فين متخافي�ش‪ ..‬دي رنة الموبايل بتاعي‪.‬‬
‫نف�س��ا عمي ًقا وهي تغم�ض‬
‫المر�أة ت�ضع يده��ا على قلبها وت�أخذ ً‬
‫عينيها ف��ي طم�أنين��ة‪ ،‬في الوقت ال��ذي ي�أتي في��ه الجر�سون‬
‫وي�سلم �شريف ال�شيك اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫الجر�ســـون‪:‬‬
‫ال�شيك يا فندم‪.‬‬
‫�ساخرا‬
‫ً‬ ‫�شريف يقول للجر�سون وهو ي�شير للمر�أة‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫ال ده الم��دام عازمان��ا ح�لاوة ما ربن��ا نجاه��ا‪ ..‬م�ش كده‬
‫يا‪ ‬طاهرة؟‬
‫مروة تنظر للأر�ض ف��ي محاولة لتداري �ضحكتها بينم��ا المر�أة البدينة‬
‫ت�ضحك نف�س �ضحكتها الخليعة‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪136‬‬
‫فــي مكـــان مفتــوح بـــه مساحـــات خضـــراء‬

‫�شريف ومـروة ي�سيـران ونجـد الغ�ضب على وجـه مروة وهــي تقــول‬
‫بحدة وع�صبية‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫ده فعلاً �إن�س��ان ماعندو�ش ذوق وال �أخ�لاق‪� ..‬إزاي يقول‬
‫عليا كالم زي ده؟‬ ‫َّ‬
‫�شريف (بحزن)‪:‬‬
‫�أنا لو كنت �أعرف �إنك هتزعلي كده مكنت�ش قولت لك‪.‬‬
‫مروة (بحرج لأن �شريف الحظ �أن الكالم �أثر فيها)‪:‬‬
‫ال ال عادي �أنا م�ش مت�ضايقة‪ ..‬كمل لو �سمحت‪ ..‬عايزة �أعرف‬
‫عليا‪.‬‬
‫كل كلمة قالها َّ‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫يعني‪ ..‬هو من وجهة نظره �إنك عمرك ما هتتجوزي وم�ش‬
‫نف�سهم يجوزوكي‬
‫هتالقي الل��ي يبـ�ص لك‪ ،‬وق��ال �إيه �أهل��ك ُ‬
‫طبعا‬
‫وم�ش عارفين‪( ..‬ينظر لها برومان�سي��ة ويتابع) مغفل ً‬
‫لإن �ألف من يتمناكي‪.‬‬
‫مروة ت�صمت في وجوم فيتابع �شريف الذي �شعر بالحرج لأنها تجاهلت‬
‫جملته الأخيرة‪:‬‬
‫طبعا �أنــا �ساعتهـا ما �سكتلـو�ش‪ ..‬بـ�س هــو قــال �إن تحليلــه‬
‫ً‬

‫‪137‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ل�شخ�صيتـك بي�ؤكـد �إنــك م�سترجلـة ومابتعرفي�ش تتعاملــي مع‬


‫الجن�س الخ�شن‪ ..‬ع�شان جواكي عقدة من ق�صة حب فا�شلة‪،‬‬
‫و�إن��ك بتحاول��ي تعمل��ي نف�سك قوي��ة ع�شان ت��داري �ضعف‬
‫فظيع جواكي‪.‬‬
‫مروة ت�سرح وتلتمع الدموع في عينيه��ا فينظر �شريف لها بحرج �شديد‬
‫ويقول‪:‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫كفاية بقى كالم في ال�سيرة دي وخلينا فيكي �شوية‪.‬‬
‫مروة تظل على �سرحانها وت�سير كالم�شدوهة فينادي �شريف عليها‪:‬‬
‫مروة‪..‬‬
‫مروة تنظر له بارتباك وتقول‪:‬‬
‫نعم‪..‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫و�صلتي لحد فين؟‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫يعني �إيه؟‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫يعني الكالم اللي حكيتهولك خالكي ت�سرحي وتبقي وال �إنتي‬
‫هنا‪ ..‬وبعدين م�ش مالحظة �إننا م��ن �ساعة ما خرجنا مفي�ش‬
‫غير �سيرة جيتام؟‬
‫❀❀❀‬

‫‪138‬‬
‫مكتـــــب رئيـــــس القنــــاة‬

‫�سمير رئي�س القن��اة يريح ظهره على مقعده وينظ��ر لجيتام نظرة ثعلبية‬
‫وهو يقول بابت�سامة ماكرة‬
‫�سميـــــــــــر‪:‬‬
‫با�ستثناء كام ملحوظة �صغيرين �أحب �أقول لك مبروك يا جيتام‪..‬‬
‫�سمع وعجب النا�س ع�شان كده حبيت �أح َّذرك‪..‬‬
‫البرنامج ّ‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫من �إيه يا �سمير بيه؟‬
‫�سميــــــــــر‪:‬‬
‫من التك��رار‪( ..‬ثم يميل نح��و جيتام ويقول بح��زم) معظم‬
‫برامج الحب اللي بتعيده بتزي��ده زي ما انت فاهم‪� ..‬أنا م�ش‬
‫عايزك تقع في الفخ ده‪.‬‬
‫جيتام (بثقة)‪:‬‬
‫اط ِّمن خال�ص‪� ..‬أنا بعر�ض ق�ص�ص حب‬‫ال‪ ،‬من الناحية دي َّ‬
‫حية م��ن الكافيه بتاعي‪ ..‬وك��ل ق�صة حب مختلف��ة عن اللي‬
‫قبلها‪ ،‬ده غير �إن �أبطال الق�ص�ص دي بق��وا �أ�صحابي وكلهم‬
‫دايما هيكون فيه‬
‫هييجوا اال�ستديو‪ ..‬ع�شان كده �أوع��دك �إن ً‬
‫تفا�صيل جديدة‪.‬‬
‫�سميــــــــــر‪:‬‬
‫طب تمام‪ ..‬ت�شرب �إيه؟‬

‫‪139‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫قهوة مظبوطة �سكر زيادة ع الريحة‪.‬‬
‫يبت�سم �سمير‪ ،‬وما �إن يمد يده نحو �سماعة التليفون وقبل �أن يلتقطها حتى‬
‫يرن �صوت جـر�س التليفون‪ ،‬فيلتقط ال�سماعة بهدوء وي�ضعها على �أذنه‬
‫وينتظر قليلاً ثم يقول ببروده المعهود‬
‫�سميــــــــــر‪:‬‬
‫خليها تدخل‪.‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬

‫دي القه��وة جاي��ة بنف�سه��ا‪ ..‬م�ؤدب��ة �أوي وبت�ست���أذن قب��ل‬


‫ما تدخل‪ ..‬حقيقي �إنت م�سيطر يا ري�س‪.‬‬
‫�سمي��ر ي�ضحك بينم��ا الباب ينفت��ح فتدخل منه م��روة في قمة‬
‫تمام��ا عن ذي قبل في اال�ستايل‬ ‫الجمال والأناقة وقد اختلفت ً‬
‫مكياجا‬
‫ً‬ ‫الخارج��ي‪ ..‬الآن ترت��دي ف�ستا ًن��ا �شي��ك‪ ،‬وت�ض��ع‬
‫كاملاً ‪ ،‬وقد عملت �شعرها في الكوافير وخلعت نظارتها!!‬
‫م�شدوها ويقول‬
‫ً‬ ‫جيتام تت�سع عيناه في ده�شة بينما يق��ف �سمير‬
‫ب�إعجاب‪:‬‬
‫�أوباااااااا‪.‬‬
‫مروة ت�سير بخطـوات واثقــة وعلى وجهها ابت�سامة �ساحرة‪ ،‬لت�سلـم‬
‫على �سمير الذي ينظـر لها ب�إعجاب‪ ،‬بينما يغمغم جيتـام‪:‬‬
‫دي كده بقت فروت �سالط خال�ص‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫مروة ت�سمع العبارة فتنظر لجيتام وتبت�سم بثقة قائلة‪:‬‬
‫هاي‪.‬‬
‫جيتام ينظر لها ب�إعجاب ويقول‪:‬‬
‫مذيعات عربي �أم الأجنبي!‬
‫مروة تك�شر عن �أنيابها وتقول في جدية‪:‬‬
‫بعد �إذنك يا �أ�ستاذ جيتام‪� ..‬أنا مبحب�ش الهزار ده‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫وال �أنا والله ب�س �أ�ستاذ �سمير هو ال�سبب‪.‬‬
‫�سميــــــــــر‪:‬‬
‫�أنا؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫م�ش قلت �أوبا؟ انكر بقى‪( ..‬يلتفت لم��روة ويتابع) خال�ص يا‬
‫مروة �أ�ستاذ �سمير عرف غلطته وم�ش هيعمل كده تاني‪.‬‬
‫رغما عنها فينظ��ر �سمير لكليهما ويق���ول بلهجته الثعلبية‬
‫ً‬ ‫مروة تبت�س��م‬
‫الماكرة‬
‫�سميـــــــــــر‪:‬‬
‫�أنا جمعتك��م النه��ارده ف الحقيقة ل�سبـبـي��ن‪ ..‬ال�سبب الأول‬
‫ع�شان كان نف�سي �أ�شوف اللي �أنا �شوفته‪.‬‬
‫مروة وجيتام (في �آن واحد)‪:‬‬
‫وهو ح�ضرتك �شوفت �إيه؟‬

‫‪141‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�سميــــــــــر‪:‬‬
‫�شوفت حاجات كتير تخليني َّ‬
‫مط ِّمن‪ ..‬ال�سب��ب التاني �إن فيه‬
‫بكرة حفلة بمنا�سبة مرور ‪� 5‬سنين على القناة‪ ،‬وتحقيقنا لأعلى‬
‫ن�سبة م�شاه��دة ح�سب ا�ستطالع��ات ال��ر�أي‪ ..‬هيحيي الحفل‬
‫عمرو دياب‪ ،‬والكل الزم يح�ضرها ع�شان‪..‬‬
‫مروة (مقاطعة)‪:‬‬
‫�أنا �آ�سفة يا فندم‪ ..‬م�ش هينفع‪.‬‬
‫�ساخرا ثم يقول ل�سمير بلهجة خبيثة‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام ينظر لها‬
‫�أنا بالن�سبة لي يا فندم اعتبرن��ي �أول الموجودين‪ ..‬دي حفلة‬
‫القناة يعن��ي ك�أنها ي��وم فرح��ي بالظبط‪ ..‬م���ش هيكون فيه‬
‫رقا�صة بر�ضه؟‬
‫غا�ضبا‬
‫ً‬ ‫�سمير يتجاهله ويتحدث �إلى مروة‬
‫�سميــــــــــر‪:‬‬
‫مفي�ش اعت��ذارات يا م��روة تح��ت �أي ظ��رف‪ ..‬اللي م�ش‬
‫هييجي يعتبر نف�سه م�ش في القناة‪.‬‬
‫مروة (بحرج)‪:‬‬
‫ي��ا فن��دم �أن��ا عن��دي ارتبــ��اط مهــ��م جــ�� ًّدا ك��ل جمعــ��ة‬
‫ومقدر�ش‪..‬‬
‫(مقاطعا ب�صدمة)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫�إيه ده؟ هو بكرة الجمعة؟‬

‫‪142‬‬
‫�سمير (ينظر له بغ�ضب)‪:‬‬
‫ول �إيه؟‬
‫�إنت كمان م�ش هتقدر اَّ‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ح�ضرتك �أنا قايل لك من �أول ي��وم �إن �أنا طول الوقت تحت‬
‫�أمر القناة ما عدا يوم الجمعة‪.‬‬
‫مروة (غا�ضبة)‪:‬‬
‫زيي‬
‫ما �إنت ل�سه قايل �إن��ك �أول اللي هييجوا‪ ..‬غيرت ر�أيك ّ‬
‫ليه بقى؟ �إنت ناوي على �إيه؟‬
‫جيتام (بتح ٍّد)‪:‬‬
‫عنيا �إن يوم الجمعة م�ش‬
‫على فكرة بقى �إنتي كنتي �شايف��ة ف َّ‬
‫هينا�سبني فقولتي ت�سبقي‪ ..‬بعد �إذنك يا فندم‪..‬‬
‫مقاطعا حديثهمــا بغ�ضــب‬
‫ً‬ ‫�سميـــر يخبـــط �سطــح مكتبــه بعنــف‬
‫قائــل‬
‫(مقاطعا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�سمير‬
‫كفاية‪.‬‬
‫جيتام ومروة ي�صمتان‪ ،‬فيتابـع رئي�س القنـاة وقد ا�ستعاد هدوءه‪� ،‬إال �أن‬
‫كلماته جاءت في منتهى ال�صرامة وهو يلوح ب�سبابته‪:‬‬
‫كل واحد عنده م�شوار مه��م يروحه وبعدين نتقابل في الحفلة‬
‫اللي هتتذاع ع الهوا مبا�شرة‪ ..‬واللي م�ش هييجي يعتبر نف�سه‬
‫م�ش معانا‪ ..‬ده �أوردر‪O.K..‬؟‬
‫❀❀❀‬

‫‪143‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫خـــارج منـــزل جيتــــام وشريــــف‬

‫جيتام يفتح باب ال�شقة وهو في كامل �أناقت��ه وقد ارتدى نظارة �شم�سية‪،‬‬
‫وفي يده الأخرى كلبه الذي ظهر به من قبل ثم ي�سحب الأ�سان�سير‪..‬‬
‫الأ�سان�سير ي�صل وداخله عم فكري وقد ظهرت عليه النظافة‬
‫الم�سرح‪� ،‬أو وجهه‬
‫َّ‬ ‫و�آثار اال�ستحمام‪� ،‬سواء �شعره المغ�سول‬
‫الوردي وقد ارتدى ترينج �أني ًقا وفي يده جورنال الأهرام‪،‬‬
‫وعلى وجهه ابت�سام��ة عري�ضة �سرعان ما تتب��دد فور ر�ؤية‬
‫الكلب‪ ،‬حتى �إن عم فكري يتراجع في رعب ويل�صق ظهره‬
‫في الأ�سان�سير اً‬
‫قائل في رعب‪:‬‬
‫عم فكـــــــــــري‪:‬‬
‫�إيه الكلب ده؟ ده م�ش ممكن يكون بني �آدم‪( ..‬يقول لجيتام‬
‫متو�سلاً ) �أرجوك ابعده ع�شان م��ا يتعور�ش‪ ..‬م�ش كل كام‬
‫يوم �أدبح لي كلب و�أو�سخ هدومي‪.‬‬

‫�ساخرا وهو يدفع نحوه الكلب‬


‫ً‬ ‫جيتام‬

‫جيتـــــــــــام‪:‬‬

‫ابن حالل يا�ض يا عم فك��ري‪� ..‬أنا كنت نازل �أدبحه ع�شان‬


‫موته‪.‬‬
‫�أعمله ع الغدا‪ ..‬خد ّ‬
‫عم فكري يقفز برعب ويظل يتنطط وهو يقول في هلع‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫عم فكـــــــــــري‪:‬‬
‫الالالالال م�ش دلوقتي م�ش دلوقتي‪� ..‬أنا عندي كام م�شوار‬
‫مهمين‪ ،‬هخل�صهم وبعدين هدبحهولك‪.‬‬
‫�ساخرا‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام يجذب الكلب بعي ًدا ويقول‬
‫�إيه رايح فين كده؟‬
‫عم فكـــــــــــري‪:‬‬
‫رايح �أحجز تذكرة لكا�س العالم في قطر ‪.2022‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫ما انت هت�شوفه كده كده م��ن غير تذاكر‪ ..‬فوق بيو�صل لهم‬
‫كل حاجة‪ ،‬ما تقلق�ش يا عم فكري‪.‬‬
‫فكـــــــــــري‪:‬‬
‫ها؟‬
‫جيتام ي�شير لفكري بالخروج م��ن الأ�سان�سير وهو يه��دده بالكلب اً‬
‫قائل‬
‫في غيظ‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫يل خدها جري لحد قطر‪.‬‬
‫�إنت ل�سه ه َّت َّنح لي‪ ..‬اَّ‬
‫�صارخا‪:‬‬
‫ً‬ ‫عم فكري يغادر الأ�سان�سير ويقفز درجات ال�سلم‬
‫فريرة‪.‬‬
‫جيتام يركب الأ�سان�سير ويغلق بابه‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪145‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫أمــــام إحدى دور األيتـــام‬

‫مروة ترك��ن �سيارتها �أم��ام �إحدى دور الأيت��ام وتنزل من‬


‫ال�سي��ارة حامل��ة قطته��ا «زيت��ا» وه��ي تت�أم��ل العدي��د من‬
‫الأتوبي�سات الواقفة �أم��ام الدار بده�ش��ة‪ ..‬نالحظ �أن مروة‬
‫عادت لهيئتها (بدون مكياج وب�شع��ر كيرلي)‪ ،‬ثم تفتح حقيبة‬
‫ال�سيارة وتخرج منها العديد من الهدايا وتحملها بحيث تحمل‬
‫القطة ف��ي يد وباق��ي الهدايا بالي��د الأخرى وت�سي��ر بها حتى‬
‫تدخل الدار‪.‬‬
‫مروة تدخ��ل دار الأيتام وف��ي يدها العديد م��ن الهداي��ا فت�ستقبلها مي�س‬
‫عفاف‪� ،‬إحدى الموظفات‪ ،‬بابت�سامة عري�ضة وتقول في ترحاب ومودة‬
‫وهي تحمل عنها الهدايا‪.‬‬
‫مي�س عفاف‪:‬‬
‫يا �ألف �أهلاً و�سهلاً ب�أ�ستاذتنا العظيمة‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫�صباح الخير يا مي�س عفاف‪� ..‬إيه الأتوبي�سات دي كلها؟‬
‫عفاف تنظر لها بده�شة وتقول‬
‫مي�س عفاف‪:‬‬
‫يوه‪ ..‬ده انا افتكرت��ك عارفة ع�شان كده جايب��ة معاكي كل‬
‫الهدايا دي‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫عارفة �إيه؟‬
‫مي�س عفاف‪:‬‬
‫النهارده ي��وم اليتيم وكلنا طالعين ف رحل��ة هنتقابل فيها مع‬
‫كل دور الأيتام اللي ف م�صر‪.‬‬
‫طابورا م��ن الأطفال ي�سير بانتظام يغ��ادر الدار ويتجه نحو‬
‫ً‬ ‫الآن نرى‬
‫الأتوبي�س الواقف خارجها‪..‬‬
‫طفل و�سيم للغاي��ة يبلغ م��ن العمر حوال��ي ‪� 6‬أو ‪� 7‬سن��وات ينف�صل عن‬
‫قائل في فرحة عارمة‪:‬‬ ‫م�سرعا نحو مروة اً‬
‫ً‬ ‫الطابور ويجري‬
‫مي�س مروة حبيبتي‪..‬‬
‫م��روة تنحن��ي لتعانق��ه فيحت�ضنه��ا بح��ب �شديد وه��و يم�س��ح ر�أ�سه في‬
‫�صدرها‪ ،‬بينما هي تم�سح �شعره وتقبل ر�أ�سه قائلة بفرحة �شديدة‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫بجاد حبيبي‪..‬عامل �إيه يا بيجو؟‬
‫بجــــــــــــاد‪:‬‬
‫الحمد لله‪� ..‬أنا طلعت الأول ع الف�صل في امتحانات ال�شهر‪.‬‬
‫مروة ت�أخذ �إحدى الهدايا وتعطيها له قائلة في فرحة‪:‬‬
‫هو ده بج��اد ال�شطورة اللي �أنا �أعرفه‪ ..‬خ��د بقى الهدية دي‬
‫وم�ش عايزاك تنزل عن الأول بعد كده‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫بجــــــــــــاد‪:‬‬
‫حا�ضر‪.‬‬
‫بجاد ي�أخذ قطة مروة ويم�سح فروتها في حب وحنان اً‬
‫قائل لها‬
‫بجــــــــــــاد‪:‬‬
‫�إزيك يا زيتا‪.‬‬
‫مروة تعتدل واقفة وتقول لمي�س عفاف بت�أثر‪:‬‬
‫وزعي بقى باقي الهدايا على الأوالد يا مي�س عفاف‪.‬‬
‫مي�س عفاف‪:‬‬
‫ول �إيه؟‬
‫�إيه �إنتي م�ش هتيجي معانا اَّ‬
‫مروة (تقترب منها وتهم�س)‪:‬‬
‫معل�ش �أنا م�ش عامل��ة ح�سابي‪�..‬أنا كنت جاية �أ�سلم على بجاد‬
‫و�أوزع الهدايا و�أم�شي ع�شان ورايا م�شوار مهم‪.‬‬
‫بجاد يجذب مروة من جيبتها لت�سمعه اً‬
‫قائل في براءة‬
‫بجــــــــــــاد‪:‬‬
‫�أنا ه�سبقك مع زيتا ع الأتوبي�س يا مي�س مروة ع�شان �أوريها‬
‫الخواتي‪.‬‬
‫مروة تنظر ل��ه بخجل لكن��ه ال ينتظر جوابه��ا‪ ،‬وبالفعل ي�أخ��ذ «زيتا»‬
‫ويخرج بها من بوابة الدار فتقول مي�س عفاف با�ستعطاف‪:‬‬
‫مجت�ش من ن�ص �ساعة يا �أ�ستاذة‪ ..‬ده هو يوم وحيد في ال�سنة‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫مروة تنظر لها في خج��ل وحيرة فت�شعر عفاف �أنها ب��د�أت تقتنع فتتابع‬
‫بحما�س‬
‫مي�س عفاف‪:‬‬
‫والنبي ما تك�سفي بجاد‪� ..‬صدقيني الجو هناك هيعجبك �أوي‪.‬‬
‫مروة ما زالت حائرة ثم تنظر لأتوبي�س الأطفال‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫فــــي أتوبيـــس دار األيتــــام‬

‫مروة تجل�س وقد ا�ستندت بر�أ�سها وظهرها على مقعدها في �شرود و�سرحان‬
‫بجوار بجاد الذي يم�سك القطة ويم�سح �شعرها الأبي�ض الكثيف‪..‬‬
‫بجاد يلتفت لمروة ويقول لها‪:‬‬
‫النهارده بال��ذات كنت هزعل �أوي ل��و ماكنتيـ�ش جيتي معايا‬
‫يا‪ ‬مي�س‪.‬‬
‫مروة تنظر له برقة وتبت�سم قائلة‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫�إ�شمعنى؟‬
‫بجاد يقترب منها ويهم�س‪:‬‬
‫ع�شان كان نف�سي ت�شوفي البنت اللي هتجوزها‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مروة ت�ضحك ب�شدة وتقول بده�شة �شديدة ممتزجة بالفرحة‪:‬‬


‫�آه يا �شقي‪� ..‬إنت بتحب يا بجاد؟‬
‫بجاد يهز ر�أ�سه بابت�سامة ويتابع‪:‬‬
‫من ال�سنة اللي فاتت‪.‬‬
‫مروة (مداعبة)‪:‬‬
‫�إوعى تقول لي مي�س عفاف‪.‬‬
‫بجــــــــــــاد‪:‬‬
‫مي�س عفاف؟‪ ..‬يع‪ ..‬دي وح�شة �أوي‪.‬‬
‫مروة تكتم فم��ه وهي تنظر حولها في قلق وعلى وجهه��ا ابت�سامة �شقية‬
‫وهي تقول‪:‬‬
‫ه�ش�ش�ش‪ ..‬ا�سكت ال ت�سمعك‪.‬‬
‫مروة تبعد يدها عن فمه ثم تقترب منه وت�س�أله في هم�س‪:‬‬
‫مين اللي بتحبها؟‬
‫بجاد (بهم�س مماثل)‪:‬‬
‫بنت �أمورة �أوي عرفتها من �سنة ف يوم اليتيم اللي فات‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫عرفتها �إزاي؟‬
‫بجــــــــــــاد‪:‬‬
‫قولتلها عايز �ألعب معاكي ب�س هي ماوافقـت�ش‪ ..‬وف �آخر اليوم‬
‫قالت لي لو �شوفتك ال�سنة الجاية زي النهارده هلعب معاك‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫وهي عارفة �إنك بتحبها؟‬
‫بجــــــــــــاد‪:‬‬
‫�أكيد‪..‬وهي كمان بتحبني‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫عرفت منين؟!‬
‫بجــــــــــــاد‪:‬‬
‫مادام ماوافقت�ش تلعب معايا واتحدتني يبقى بتحبني‪.‬‬
‫مروة تنظر له بده�شة عارمة وت�سرح مع جملته الأخيرة‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫فــي إحدى الحدائـــق الخضـــراء‬

‫مروة ت�سير فوق الم�ساحة الخ�ضراء ال�شا�سعة وهي تحمل زيتا‪ ،‬وتم�سك‬
‫بيدها بجاد الذي ينظر حوله في اهتمام‪..‬‬
‫بجاد تت�سع عيناه وي�شير بيده اً‬
‫قائل في فرحة و�سعادة‬
‫بجــــــــــــاد‪:‬‬
‫�أهيه هناك �أهيه‪.‬‬
‫الآن ن�شاه��د العدي��د م��ن اللقطات بطريق��ة ال�سل��و مو�شن عل��ى نغمات‬
‫المقطوعة المو�سيقية ال�شهيرة ‪ One Man’s Dream‬للمو�سيقار ‪Yanni‬‬

‫‪151‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مروة تنظر �إل��ى االتجاه الذي �أ�ش��ار �إليه بجاد فت�شع��ر ب�صدمة وده�شة‬
‫�شديدة‪ ..‬لقد ر�أت جيتام مع الطفلة الت��ي يحبها بجاد ونالحظ �أنها طفلة‬
‫جميلة ذات �شعر �أ�صفر ناعم وب�شرة بي�ضاء‪..‬‬
‫جيتام يقوم برفع الطفلة لأعلى ثم يلـقـفها ب�سعادة وحب �شديد عدة مرات‬
‫متتالية‪ ،‬بينما يقفز كلبه في �سعادة ومرح وقد راقت له اللعبة‪..‬‬
‫مروة ما زالت تنظر غير م�صدقة عينيها‪..‬‬
‫م�سرع��ا ليلتقطه‬
‫ً‬ ‫بعيدا فيج��ري كلبه‬
‫الآن جيت��ام يلقي بالطب��ق الطائ��ر ً‬
‫وي�سابقه جيتام والطفلة للإم�ساك بالطبق‪..‬‬
‫الكلب �أم�سك بالطبق في�أخذه جيتام من فمه من جديد ويمثل �أنه �سيقوم ب�إلقائه‬
‫في اتجاه فيجري الكل��ب والطفلة في هذا االتجاه لكن جيت��ام يلقيه في اتجاه‬
‫�ساخرا‪..‬‬
‫ً‬ ‫�آخر ويخدعهما ثم يجري هو ليم�سك بالطبق وي�ضحك عليهما‬
‫بجاد يفلت من يد مروة‪ ،‬ويجري نحوهم بح��ب و�سعادة ثم ين�ضم للعبة‬
‫ويت�ساب��ق مع الطفل��ة والكل��ب للإم�ساك بالطب��ق الطائ��ر وي�سقط بجاد‬
‫والطفلة في مرح طفولي بريء ثم تتالقى عيناهما في حب‪..‬‬
‫جيتـــام يجـري عليهمــا بقلــ��ق وي�ساعدهمــا على النهــو�ض‪ ،‬ثـم نرى‬
‫حدي ًثـا �صام ًتا يـدور بين جيتـام وبجـاد‪ ،‬قبــل �أن يلتفــت بجــاد وي�شيــر‬
‫نحو مروة‪..‬‬
‫جيتام ينظر حيث ي�شي��ر بجاد‪ ،‬فيجد مروة وترت�س��م الده�شة على عينيه‬
‫التي تت�سع غير م�صدقة ما ترى وتتالقى عيناهما‪..‬‬
‫جيتام ومروة ي�سير كل منهما نح��و الآخر وكل منهما غير م�صدق نف�سه‬
‫ويت�أمل الآخر في �صمت‪..‬‬

‫‪152‬‬
‫الآن تالقى جيتام ومروة في�سلم كل منهما على الآخر‪..‬‬
‫جيتام ينظر خلفه حيث يلعب بجاد والطفلة م��ع الكلب‪ ،‬ثم ينظر لمروة‬
‫مت�سائل‪:‬‬
‫اً‬ ‫ب�إعجاب‬
‫�إنتي بتكفلي طفل يتيم؟‬
‫مـروة تبت�سـم في خجـل وهــي تهز ر�أ�سها بما معنـــاه‬
‫(�أي نعم)‪..‬‬
‫جيتام ينادي على الطفلة التي يكفلها اً‬
‫قائل في مرح‪:‬‬
‫تعالي يا مي َ�سلّمي‪.‬‬
‫الطفلة مي ترك�ض هي وبجاد‪ ،‬وما �إن ي�صال حتى ينحني جيتام نحو‬
‫مي ويقول لمـــــــــــروة‪:‬‬
‫�أعرفك يا مي�س مروة بمي �صاحبتي االنتيم‪.‬‬
‫مي تنظر لمروة بابت�سامة �شقية وتقول‪:‬‬
‫م�ش دي المذيعة اللي �إنت حكيت لي عنها؟‬
‫جيتام ينظر لمي ب�إحراج وي�شدها م��ن �شعرها في الخباثة ويهم�س بغيظ‬
‫محاولاً �أال يظهر في نبرات �صوته‪:‬‬
‫اخر�ســي خال�ص وليكـي عندي �ساندوت�شيــن زيــادة من عند‬
‫زيزو‪.‬‬
‫جيتام ينظ��ر لمروة ويبت�س��م في محاولة لي��داري على جمل��ة مي اً‬
‫قائل‬
‫في مرح‪:‬‬

‫‪153‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫بريئ��ة ج ًّدا زي م��ا انتي �شايف��ة وم�ش ممكن ح��د يوقعها في‬
‫الكالم‪..‬م�ش كده يا مي؟‬
‫مي (بخبث)‪:‬‬
‫لو ال�ساندوت�شين بقوا تالتة‪ ..‬يبقى كده ون�ص‪.‬‬
‫الجميع ي�ضحك��ون‪ ،‬فينظر جيت��ام لبجاد قب��ل �أن ينظر لمي‬
‫قائلاً بلهجة خبيثة مماثلة‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫(هام�سا لمي) ولو الـ ‪� 3‬ساندوت�شات‬
‫ً‬ ‫ع�سول بجاد‪ ..‬زي القمر‪..‬‬
‫بقوا �ساندوت�ش م�ش هجيب له �سيرة �إنتي قولتي عليه �إيه‪.‬‬
‫مي (بتح ٍّد)‪:‬‬
‫لأ قول يا خوي��ا‪( ..‬موجهة كالمه��ا لبجاد) �أن��ا قولت عليك‬
‫�أمور يا بجاد وكل البنات هتموت عليك‪� ..‬أقول �أنا بقى؟‬
‫بجاد ينظر لمروة بفرحة وثقة وقد ثبتت وجهة نظره‪ ،‬بينما ي�ضع جيتام‬
‫ي�ضع يده على فم مي ويقول لها هام�سً ا‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫اعتبري محل ال�ساندوت�شات كله بتاعك يا حبيبتي‪ ،‬ب�س �أبو�س‬
‫�إيدك ما تفتحي�ش بقك‪.‬‬
‫مروة تقول لجيتام بعتاب‪:‬‬
‫اخ�ص عليك يا جيتام‪ ..‬كده بر�ضه ت�ضحك على مي بكالم فا�ضي‪.‬‬
‫مروة تحمل مي وتقول لها بحب وحنان‬

‫‪154‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫طب اوعده��ا �إنك هتجيب لها لع��ب كتير وتف�سحه��ا وتوديها‬
‫المالهي زي ما انا هعمل‪.‬‬
‫مي (بذكاء وب�صوت عالٍ )‪:‬‬
‫بر�ضه م�ش هقولك �أي حاجة‪.‬‬
‫جيتام يحمل بجاد ويح�ضنه بحب وي�ضحك قائلاً بفرحة‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫حبيبتي يا ميوية‪..‬تمرت فيكي التربية والله‪.‬‬
‫مي تح�ضن مروة فج�أة ثم تهم�س في �أذنها‬
‫مــــــــــــــي‪:‬‬
‫تعالي لي في الدار بتاعتي وانا �أقولك كل حاجة‪ ..‬م�ش قدامه‬
‫يا عبيطة‪.‬‬
‫جيتام يح�ضن بجاد ح�ض ًنا مماثلاً وهو يهم�س في �أذنه‬
‫جيتام (هام�سً ا)‪:‬‬
‫هجوزك مي‪.‬‬
‫لو عرفتـني كل حاجة عن مروة ّ‬
‫بجاد (هام�سً ا)‪:‬‬
‫طب عدي عليا بكرة في الدار‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫اتفقنا‪.‬‬
‫مروة تنزل مي‪ ،‬بينما جيتام ينزل بجاد‪..‬‬

‫‪155‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مروة لـبجاد‪:‬‬
‫يل بقى يا بج��اد نكمل لع��ب ال�شوي��ة اللي فا�ضلي��ن مع زيتا‬
‫اَّ‬
‫ع�شان قربت �أم�شي‪.‬‬
‫اً‬
‫(قائل لمي)‪:‬‬ ‫جيتام‬
‫و�أنا كمان يا مي قدامي ن�ص �ساعة وهم�شي‪.‬‬
‫بجــــــــــــاد‪:‬‬
‫طب ما نلعب كلنا‪.‬‬
‫مـــــــــــــــي‪:‬‬
‫ال يا بجاد‪� ..‬أن��ا هلعب انا وان��ت وريك�س وزيت��ا‪ ،‬وجيتام‬
‫هيروح يجيب لنا �ساندوت�شات كبدة �إ�سكندراني مح�صلت�ش‪.‬‬
‫بجــــــــــــاد‪:‬‬
‫�أنا بر�ضه م��روة بتجيب ل��ي �ساندوت�شات كب��دة �إ�سكندراني‬
‫مالها�ش حل‪ ..‬من واحد واقف على عربية‪.‬‬
‫مروة تنظر له بغ�ضب وت�صيح فيه‪:‬‬
‫بجــــــــــــاد‪..‬‬
‫مي تقول لها بلما�ضة‬
‫مـــــــــــــــي‪:‬‬
‫ي�َّل ا روحوا هاتلونا ال�ساندوت�شات مع‬
‫�إنتي ل�سه هتزعقيله؟‪ ..‬اَّ‬
‫بع�ض وب�سرعة ع�شان جعانين‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫مروة وجيت���ام ينظران لها بده�ش���ة �شديدة‪ ،‬بينما تج���ذب مي بجاد‬
‫وينطلق كالهما مع زيـت���ا وريـك�س دون �أن تنتظ���ر ردهما‪ ،‬فيقول‬
‫�ساخرا لمـــــــــــروة‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫�إنتي كمان طلع ليكي ف الكبدة المعفنة؟‪ ..‬يا بركاتك يا يوم‬
‫اليتيم‪.‬‬
‫مروة تنظر للأر�ض مبت�سمة في خجل بينما ي�شير لها جيتام للأمام اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫اتف�ضلي يا �سنيوريتا‪.‬‬
‫مروة ت�سير للأمام ثم يحذو جيتام حذوها ليذهبا �إلى بتاع الكبدة‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫عنــــد إحدى عربـــات الكبـــدة‬

‫زيــزو �صاحب عربــ��ة الكبدة يقف على العربة ويق��وم بو�ضع الثوم‪،‬‬
‫ثـم يقـوم ب�صب كيـ�س الكبدة في ال�صينية ثم ي�ضع الفلفل الأخ�ضر والملح‬
‫والكمون ليخرج دخان كثيف ذو رائحة نفــاذة‪..‬‬
‫الآن نرى جيتام ومروة وهما ي�سيران بفعل قوة ال�شم �إذ يمد‬
‫كل منهما �أنفه نحو الرائحة‪ ،‬وما �إن يراهما زيزو حتى يرفع‬
‫حاجبيه بده�شة ثم يقول بترحاب �شديد‪.‬‬
‫زيـــــــــــزو‪:‬‬
‫الأ�ستاذ جيتام والأ�ستاذة مروة مع بع�ض؟!‪ .‬ده �إيه النور ده كله!‬

‫‪157‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫جيتام يقف عل��ى العربة ويم��د يده لي�أخذ �أح��د ال�ساندوت�ش��ات المعمولة‬
‫ويق�ضم منه وهو يقول‪:‬‬
‫�إدينا ‪ 12‬رغيف ب�سرعة يا زيزو ع�شان م�ستعجلين‪.‬‬
‫زيزو يقوم بتقليب الكبدة وهو يقول بود وحما�سة‪:‬‬
‫عنيا‪.‬‬
‫َّ‬
‫مروة تفتح حقيبتها لت�أخذ منها الفلو�س فيم�سك جيتام يدها ويقول ب�صرامة‪:‬‬
‫�إنتي بتعملي �إيه؟‬
‫مروة (ب�إ�صرار)‪:‬‬
‫هدفع ح�سابي �أنا وبجاد و� اَّإل م�ش هناكل‪.‬‬
‫(مداعبا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫ده بدل ما تعزمينا؟‬
‫مروة (بح�سم)‪:‬‬
‫�أعزمك �آه لكن تعزمني لأ‪.‬‬
‫مروة تخرج نقودها وتقف بجوار زيزو وتمد يدها بالفلو�س قائلة‪:‬‬
‫ام�سك يا زيزو ح�سابك‪.‬‬
‫زي��زو ينظر لجيتام نظ��رة ذات مغ��زي ونرى ال�سخري��ة على مالمح‬
‫جيتام بينما يقول زيزو بح�سم‪:‬‬
‫وفري فلو�س��ك يا �أ�ست��اذة‪� ..‬أنا ل��و كنت �أع��رف �إنك تعرفي‬
‫جيتام بيه من الأول‪ ..‬مكنت�ش حا�سبتك طول الفترة اللي فاتت‬

‫‪158‬‬
‫مروة (بده�شة)‪:‬‬
‫ليه يعني؟‬
‫الآن نرى فتاة جميلة‪ ،‬ولكنه جمال من النوع ال�شعبي وقد كحلت عينيها‬
‫الوا�سعتين ولمت �شعرها �ضفيرة‪ ،‬وارتدت عباءة �سوداء‪ ،‬وتحمل على‬
‫كتفها �صندو ًقا به ع�شرات الأرغفة الفين��و وتقترب في خفة ودالل نحو‬
‫عربة الكبدة فينظر لها زيزو بحب ويقول‪:‬‬
‫زيـــــــــــزو‪:‬‬
‫�أول مرة �شوفت فيهــا عواطــف‪ ..‬ن�سيت كل العك اللي عكيته‬
‫في حياتي‪ ..‬وافتك��رت بــ�س �إن �صورتها ه��ي ال�صورة اللي‬
‫في بالي من �سنين وم�ش القي وال واحـدة ت�شبههــا في الحقيقة‪.‬‬
‫عواطف و�صلت لعرب��ة الكبدة‪ ،‬لت�ض��ع �صندوق الفين��و على الأر�ض‬
‫بجوار العربة ثم تقف بجوار زيزو لت�أخ��ذ الفينو من ال�صندوق وت�ضعه‬
‫على العربة وتق��وم بتقطيعه وفتح��ه‪ ،‬وتلقي نظرة خاطف��ة على زيزو‬
‫الذي يتكلم وعلى وجهها ابت�سامة واثقة وزيزو يتابع‪:‬‬
‫حاولت �أكلمها‪�..‬أفهمهــا �إني دوبــت في التراب اللي بتم�شــي‬
‫عليه م��ن �أول نظرة‪..‬لكن ماكانتــ�ش حا�س��ة بيــا‪..‬روحت‬
‫اتقدمت لأبوها الحاج عبده بتــاع الخ�ضار اللــه يرحمــه بـ�س‬
‫ماوافقتــ�ش‪ ..‬عيطت بالدمــوع‪..‬دعيــت �إن ربنا ياخدني‪.‬‬
‫عواطف تقوم بو�ض��ع الكبدة ف��ي ال�ساندوت�شات وقد راق��ت لها كلمات‬
‫زيزو ونرى في عينيها نظرة ر�ض��ا وابت�سامة �سعيدة‪ ،‬بينما يقوم زيزو‬
‫بموا�صلة تقليب الكبدة ببطء وهو ينظر لمروة ويردف‪:‬‬

‫‪159‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫وف ليل��ة م الليالي اللي كان��ت فيها �أب��واب ال�سما مفتوحة‪..‬‬


‫بعت ل��ي ربنا �أ�ستاذ جيت��ام اللي ح�س بي��ا‪ ..‬وفهم كل حاجة‬
‫�أول ما ع َّدت عواطف من جنب العربية و�شاف حالي �أتلخبط‬
‫�إزاي ب�سببها‪..‬‬
‫طفالن �صغيران يرك�ضان نحو العربــة ويم�سكــ��ان بعبــاءة عواطــف‬
‫التي تنظر لهما بح��ب وحنان‪ ،‬فيلتفــت زيزو �إليهــم��ا وي�ضع يــده على‬
‫كت��ف عواطف بحب و�سعــ��ادة وينظــ��ر للطفلين بحنـــان ثــ��م ينظـــر‬
‫لمروة وي�ستطرد‪:‬‬
‫و�آدينا النهارده معانا عبد الرحمن و�أحمد‪ ..‬عقبالك يا رب‪.‬‬
‫مروة تنظ��ر لجيتام بت�أث��ر بينما يبت�سم جيت��ام ويمعن النظ��ر �إلى عينيها‪،‬‬
‫فتنف�ض ر�أ�سها لتفيق من الت�أثير الذي وقعت فيه وهي تقول لجيتام بتلعثم‪:‬‬
‫يعني ح�ضرتك بتاخد كبدة ببال�ش حق ما وفَّقت بين قلبين في‬
‫الحالل‪.‬‬
‫غا�ضبا بينم��ا تقوم عواطف‬
‫ً‬ ‫زيزو يترك كتف عواطف وينظ��ر لمروة‬
‫بلف ال�ساندوت�شات وهو يقول‪:‬‬
‫جيتام بيه هو اللي جاب لي العربي��ة دي بعد ما البلدية خدت‬
‫عربيتي القديم��ة‪ ..‬ودفع لي مهر عواطف الل��ي طلبه �أبوها‬
‫وماكان�ش معايا‪ ..‬وبعد الج��واز‪ ..‬عر�ض عليا ا�شتغل عنده‬
‫في المحل بتاعه‪ ..‬ب�س �أنا قولت له �إن��ي م�ش بعرف �أ�شتغل‬
‫عند حد‪ ..‬وحلفت يمين ط�لاق �إنه ما يدفع عندي مليم واحد‬
‫ف �ساندوت�شاتي طول مانا عاي�ش وحتي بعد ما �أموت كمان‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫مروة تنظر لجيت��ام بخجل وت�أثر بينما مازال هو ينظ��ر لعينيها بابت�سامة‬
‫واثقة‪ ،‬وتمد عواطف يدها بكي�س به ال�ساندوت�شات نحو مروة‪.‬‬
‫عواطــــــف‪:‬‬
‫ال�ساندوت�شات يا �أ�ستاذة‬
‫مروة مازالت تنظ��ر لجيتام بخجل وت�أث��ر‪ ،‬بينما مازال ه��و ينظر لها‬
‫بنف�س ابت�سامته الواثقة التي تركز على عينيها مبا�شرة‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫فـــي إحدى الحدائـــق الخضــــراء‬

‫جيت��ام ي�أكل �آخر ق�ضمة ف��ي �ساندوت�شه‪ ،‬وكذا مروة‪ ،‬بينم��ا ي�أكل بجاد‬
‫ومي ببطء وحولهما الكلب والقطة‪ ،‬وقد مالت ال�شم�س للمغيب فينه�ض‬
‫جيتام ويقول وهو ينظر ل�ساعته‪:‬‬
‫يالال بقى �أنا الزم ا�ست�أذن‪ ..‬الحفلة بد�أت‪.‬‬
‫مروة تنظر ل�ساعتها ب�صدمة فتكت�ش��ف �أن الوقت �أزف وقد ت�أخرت عن‬
‫الحفل فتنه�ض مخ�ضو�ضة وتقول بتوتر‪:‬‬
‫يا نهــار �أبيــ�ض‪..‬ده �أنــا راكنــة عربيتي عند الدار‪ ..‬م�ش‬
‫هلحق �أروح �آخدها و�أرجع ع القناة‪.‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫وماله يا �سينيوريتا‪ ..‬مانا قالب عربيتي تاك�س بعد ال�ضهر‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مروة (تنظر له بخجل)‪:‬‬


‫ال كده هبقى ‪ ..Over‬م�ش كفاية و�صلتني لبتاع الكبدة‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ال مانا هحا�سبك ما تقلقي�ش‪ ..‬عم ع�شم مات والمعلم محبو�س‬
‫مابيبعت�ش فلــو�س‪ ..‬بــ�س ه�ست�أذنــ��ك نعدي على المول ع�شان‬
‫عايز �أجيب بدلة للحفلة‪.‬‬
‫مروة (تبت�سم وتتابع في دالل)‪:‬‬
‫ب�صرة‪� ..‬أنا كمان كنت ناوية �أجيب ف�ستان‪ ..‬ولو ما عندك�ش‬
‫مانع يا ريت ترجعني بعد الحفلة للدار ع�شان �آخد عربيتي‪.‬‬
‫مي وبجاد ينظران لبع�ضهما نظرة ذات مغزي ويبت�سمان‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫سيـــــارة جيتـــــام‬

‫مروة تركب �سي��ارة جيتام وتغلق الب��اب‪ ،‬وما �إن يهم جيت��ام بت�شغيل‬
‫ال�سيارة حتى تطل على مروة من الناف��ذة المجاورة لها مندوبة مبيعات‬
‫جميلة ال�ش��كل‪ ..‬محجبة‪..‬ترتـ��دي مالبـ�س محترم��ة ومتوا�ضعة في‬
‫الوقت نف�سه‪ ..‬تحمل حقيبة على كتفه��ا‪ ،‬بينما تحمل في يديها زجاجات‬
‫عطور‪ ،‬وفواح��ات لل�سي��ارات‪ ،‬وتقول بلهج��ة من يحف��ظ معلومات‬
‫�سريعا في �أقل وقت‪.‬‬
‫ً‬ ‫وير�صها‬

‫‪162‬‬
‫المندوبــــــة‪:‬‬
‫م�ساء الخير يا فندم‪ ..‬معانا لح�ضرتك‪..‬‬
‫مروة (مقاطعة)‪:‬‬
‫ال مير�سي م�ش عايزة‪.‬‬
‫الفتاة توا�صل الكالم وك�أنها لم ت�سمع‪:‬‬
‫فيه معان��ا فواحة عربية �أ�صلي �سعرها ف��ي المحالت ‪ 15‬جنيه‬
‫بنبيعها بـ ‪ 10‬جنيه وكمان معاها فواحة تانية هدية‪.‬‬
‫مروة (ب�ضيق)‪:‬‬
‫ال مير�سي‬
‫المندوبـــــة‪:‬‬
‫في كمان علبة مكياج �أ�صلي‪..‬‬
‫مروة (تقاطعها بع�صبية)‪:‬‬
‫كفاية بقى‪�..‬إنتي ما بتزهقي�ش؟‪..‬م�ش ه�شتري حاجة‬
‫(مناديا على الفتاة)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫تعالي يا �آن�سة‬
‫الفتاة تذهب �إليه وتطل عليه من نافذته فيخرج ‪ 20‬جنيه يعطيها لها اً‬
‫قائل‬
‫في لهجة مرحة‪:‬‬
‫معايا ليكي عر�ض �أح�سن‪ ..‬الفواحة اللي بـ ‪ 10‬جنيه هاخدها‬
‫بـ ‪ 20‬جنيه وم�ش عايز معاها الهدية‪.‬‬
‫الفتاة تنظر له بده�شة وت�شكك فيتابع اً‬
‫قائل‪:‬‬

‫‪163‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫خدي الفلو�س وهاتي الفواحة ع�شان مت�أخر‪ ..‬متخافي�ش م�ش‬


‫هطلب حاجة تاني‬
‫�ساخرا وهو يغمز بعينه اليمنى‪:‬‬
‫ً‬ ‫الفتاة تعطيه الفواحة وت�أخذ الفلو�س فيقول لها‬
‫ع�شان تعرفي �إن فيه زباين كمان �أ�صلي‬
‫الفتاة ت�ضحك وتقول ب�سعادة حقيقية وت�أثر‪:‬‬
‫ربنا يبارك لك‪.‬‬
‫المندوبة تن�صرف بينم��ا يلتفت جيتام لمروة التي تتاب��ع الموقف بده�شة‬
‫ويقول لها‪:‬‬
‫م�ش ع�شان ه��ي بنت غلبان��ة وعايزة تاكـ��ل عيـ�ش بالحالل‬
‫نتع�صب عليها‪..‬الله �أعلم بظروفها‪.‬‬
‫مروة (بخجل)‪:‬‬
‫�أ�صل فيه منهم ن�صابين‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫لو ك��ان ليها ف الح��رام كان��ت قلع��ت الإي�ش��ارب ولب�ست‬
‫بنطلـون مح��زق ووقـفـت هنا بر�ض��ه ف نـفــ�س المكـان‪..‬‬
‫و�ساعتها كل زباينها كان��وا هيدفعوا ورقة بمية �أقل واجب‪..‬‬
‫وم�ش بعيد بالدوالر‪ ..‬الدنيا علّمتني �إن فيه بنت بميت راجل‬
‫وبنت بميت جنيه‪.‬‬
‫جيتام يدير ال�سيارة ويتحرك بينما مروة تنظر له ب�إعجاب‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪164‬‬
‫منــــزل جيتـــام وشريـــف‬

‫تقطي��ع بين من��زل جيتام و�شري��ف –منزل م��روة– �إحدى‬


‫قاعات الفنادق الكبري – منزل جيرمين‬
‫ف��ي منزله يجل�س �شري��ف �أمام �شا�شة تلف��از ‪ LCD‬يعمل ف��ي الري�سب�شن‬
‫ويتابع من خالله احتفالية القناة‪� ،‬إذ نرى على ال�شا�شة جيتام وهو يجل�س‬
‫بجوار مروة عل��ى مقعدين متجاوري��ن‪ ،‬في حين تنظر م��روة لجيتام‬
‫بنظرة رقيقة تفي�ض بالرومان�سية‪.‬‬
‫وبالتزامن مع النظرات الحالم��ة‪ ،‬كان عمرو دياب يغني على الم�سرح‬
‫�أغنية «�أنا جرالي �إيه» و�سط عر�ض ا�ستعرا�ضي تتخلله �إ�ضاءات ليزر‪،‬‬
‫والـ ‪ Fire works‬المبهرة‪.‬‬
‫ومن جديد تتالقي نظرات مروة وجيتام على �صوت عمرو دياب وهو‬
‫يخلب الألباب ب�صوته الدافئ اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫مرة واحدة �أنا لقيت حواليا نور مل��ى حياتي‪ ..‬اتوهمت بيه‬
‫ن�سيت‪ ..‬كل اللي عدى في حياتي‪� ..‬أنا جرالي �إيه؟ جرالي‬
‫�إيه؟ الدنيا مالها �إحلوت ليه؟‬
‫بينما تلمع الدموع في عيني �شريف وهو ي�شعر ب�أن ما يراه على ال�شا�شة‬
‫بمثابة حكم بالإعدام على قلبه ال�ضعيف الذي ال يحتمل‪.‬‬
‫وبعد انتهاء الأغنية‪ ،‬تنته��ي معها فقرة اله�ضبة‪ ،‬لت�سط��ع الأ�ضواء من‬
‫جديد‪ ،‬قبل �أن يقف �سمير رئي�س القناة ف��ي منت�صف خ�شبة الم�سرح بين‬
‫من�صتي��ن عموديتي��ن في ك��ل منهم��ا ميكروف��ون‪ ،‬بينما يم�س��ك �سمير‬

‫‪165‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ميكروفو ًنا ثال ًثا م�ستقلاًّ ويقول بنبرة واثقة وبنظرته الثعلبية المميزة‬
‫�سميــــــــــر‪:‬‬
‫ودلوقت بع��د ما �سمعنا كلم��ة المذيعين والمذيع��ات اللي ت�شرفت‬
‫القناة بوجودهم فيها‪ ..‬جه الدور على �آخر مذيع ومذيعة ان�ضموا‬
‫ؤخرا‪ ..‬جيتام الديب ومروة نور الدين‪ ،‬اتف�ضلوا‪.‬‬ ‫للقناة م� ً‬
‫جيتام وم��روة يتب��ادالن ابت�سام��ة خاطفة ث��م ينه�ض��ان ويتقدمان نحو‬
‫الم�سرح‪ ،‬قبل �أن ي�صع��داه وي�سلما عل��ى �سمير الذي ينتق��ل ليقف على‬
‫جانب الم�سرح‪ ،‬بينما يقف جيتام على المن�صة العمودية الموجودة على‬
‫اليمين ويم�سك الميكروفون‪ ،‬وكذا تفعل م��روة التي تقف على المن�صة‬
‫الأخرى الموجودة على الي�سار وتم�سك المايك‪.‬‬
‫مروة تنظر لجيتام وعلى وجهها ابت�سامة خجولة وت�شير له �أن يبد�أ الكالم‪،‬‬
‫فيبادل ابت�سامتها بابت�سام��ة خجولة مماثلة وي�شير له��ا �أن تبد�أ هي الكالم‪،‬‬
‫ويظالن على هذا الو�ضع فيعطي �سمير ظه��ره للجمهور حتى ال ي�شاهدوا‬
‫مالمح وجهه‪ ،‬وينظر لجيتام وم��روة َ�ش ْز ًرا بنظ��رة غا�ضبة ويجز على‬
‫�أ�سنانه ويرفع حاجبيه ليحثهم��ا على الكالم في�ضطر جيت��ام �أن يبد�أ الكالم‬
‫ويم�سك المايك وينظر للجمهور بتطلع ورهبة‪.‬‬
‫وفي منزل��ه‪ ،‬ينظر �شريف ل�شا�ش��ة التلفاز بغ�ضب وغي��ظ ويتابع كالم‬
‫جيتام الذي يقول‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫جميعا‪ ..‬باخت�صار ومن غير مقدمات كلنا‬
‫ً‬ ‫م�ساء الخير عليكم‬
‫م�ؤمني��ن �إنن��ا كب�ش��ر بنتعر���ض لأن��واع كتيرة م��ن الوجع‬

‫‪166‬‬
‫أي�ضا �إن �أ�صعب و�أقوى الأنواع دي‪..‬‬
‫والألم‪ ..‬وم�ؤمنين � ً‬
‫هو وجع القلوب‪..‬‬
‫الت�أثر يت�ضح �أكثر على وج��ه �شريف وتلتمع عين��اه بالدموع مع الكلمة‬
‫الأخيرة‪.‬‬
‫�أما في الم�سرح‪ ،‬فنرى مروة تنظر لجيتام باهتمام وهو يتابع‪:‬‬
‫لكن الإن�سان الذكي لما بيتوج��ع ف قلبه‪ ..‬بيحول الوجع ده‬
‫لر�صيد ي�شتري بيه الفرحة وال�سعادة‪ ..‬ويحمي بيه نف�سه من‬
‫�أي وج��ع جديد‪� ..‬أن��ا بالن�سبة ل��ي الحمد لل��ه اتوجعت كتير‬
‫�أوي‪( ..‬بت�أثر �أكب��ر) �أوي‪ ..‬من �أول م��ا اتعلمت يعني �إيه‬
‫حب وان��ا بتوجع‪..‬م�ش ب�س في فت��رة الجامعة وال حتى ف‬
‫مرحلة المراهقة‪ ،‬لأ‪� ..‬أنا اتوجعت من قبل كده بكتير‬
‫الدموع تلمع في عيني مروة وهي تهز ر�أ�سها بت�أثر وقد جاء‬
‫الكالم على الجرح‪..‬‬
‫الآن نح��ن في منزل م��روة �إذ تتاب��ع والدتها ف��ي التلفاز ك�لام جيتام‬
‫باهتمام‪ ،‬وترى الدموع تبد�أ في اللمعان بعينيه وهو ي�ستطرد‪:‬‬
‫في ليلة م الليالي‪ ..‬و�أنا طف��ل ف ‪ KG2‬م�ش جاي له نوم مع �إن‬
‫الوقت �أت�أخر‪ ..‬قومت من على �سريري وحاولت �ألعب بلعبــي‬
‫من غيــر ما حــ��د يحــ���س ‪ ..‬و�ساعتهــا �سمعــ��ت �أمــي بتقول‬
‫لأبويا ف �أو�ضتهم‪� ..‬أنا حلم حياتي �إننا نعي�ش �سوا ونموت �سوا‪.‬‬
‫الآن انتقلن��ا �إلى الم�سرح حي��ث ن�شاهد جيت��ام عن ق��رب وهـــو يتابع‬
‫بعينين المعتين‪:‬‬

‫‪167‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�ضحـك �أبويـا وقـال لهـا نعيـ�ش �سـ��وا دي مقدور عليها‪..‬لكن‬


‫نموت �سوا فده معناه �إننا هنموت موت��ة ب�شعة‪ ..‬اتخ�ضت �أمي‬
‫و�س�ألته بخ��وف‪ ..‬ا�شمعنى؟‪ ..‬ق��ال لها بنب��رة حكيمة‪� ..‬إن‬
‫الب�شر م��ا بيموتـو�ش موتة جماعي��ة غير في ك��وارث بتقب�ض‬
‫�أرواحهم م��ع بع�ض‪..‬لك��ن مابيح�صل���ش �إنهم يموت��وا موتة‬
‫طبيعية ف وقت واحد‪ ..‬وبعدي��ن �إحنا لو اتمنينا �إننا نموت مع‬
‫بعـ�ض هنبقى ف منتهي الأنانية‪..‬لأننا هن�سيب عيالنا لوحدهم‪.‬‬
‫وفي غرفتها الفخمة‪ ،‬نرى (جيرمين) وهي تتابع كالم جيتام في التلفاز‬
‫وعلى وجهها الت�أثر‪ ،‬وفي عينيها الدموع الالمعة‪:‬‬
‫وفي الحفل يتابع جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫َ�س َرحت �أم��ي ف كالمه وبعدين قالت له‪ ..‬يبق��ى �أنا اللي �أموت‬
‫الأول‪..‬ع�ش��ان �إنت لو �سبق��ت‪ ..‬م�ش هقدر �أتحم��ل‪ ..‬وك�أن‬
‫�أبواب ال�سم��ا كانت مفتوح��ة واتـقـفل��ت بعد �آخر ح��رف نطقته‬
‫�أم��ي‪� ..‬صحي��ت ال�صب��ح ودخل��ت عليه��م‪ ..‬لقيت �أبوي��ا عينه‬
‫مرغرغة بالدموع وهو حا�ضنها قدام �شباك الأو�ضة المفتوح‪..‬‬
‫و�أمي على و�شها ابت�سامة باهتة وهي بتقول له ب�صوت �ضعيف‪..‬‬
‫ب�ص ال�سما �صافية �إزاي؟‪ ..‬تح�س �إنك لو دققـت النظـر هت�شـوف‬
‫ربنا وهـو واقـف بيبـ�ص علينـا من وراه��ا‪ ..‬وب�ص �أبويا معاها‬
‫مطرح ما بتب�ص‪ ..‬وطولوا في النظر‪..‬ولما رجع بعينه لو�شها‬
‫ع�شان يطمن عليها‪ ..‬كانت عينها فعلاً �شايفة ربنا‪ ..‬ووفى �أبويا‬
‫بوعده وف�ضل عاي�ش على ذكراها‪ ..‬وعلموني هما االتنين يعني‬
‫�إيه حب‪ ..‬ومن يوميها و�أنا بدور عليه‪ ..‬ورغم كل اللي �شوفته‬

‫‪168‬‬
‫م��ن �ألم ووج��ع ف رحلة البحث عن��ه‪ ..‬هف�ضل ط��ول عمري‬
‫مت�أكد‪� ..‬إن الحب �أجمل �شيء في الدنيا‪.‬‬
‫الدموع تنزل �ساخن��ة من عين جيت��ام دون �أن يدري بينم��ا ي�صفق له‬
‫الجمهور ب�شدة‪.‬‬
‫وفي منزله‪ ،‬تنهم��ر الدموع م��ن عيني �شري��ف �أمام التلف��از وتقترن‬
‫بدموع جيتام‪..‬‬
‫وعلى الم�سرح‪ ،‬ينظر �سمير �إلى مروة بت�أثر وي�شير لها �أن تبد�أ بالكالم‬
‫فتهز يدها بما معناه (ال) وهي غير قادرة على الكالم وقد التمعت عيناها‬
‫�شزرا ويجز على �أ�سنانه ليحثها على الكالم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بالدموع‪ ،‬فينظر لها‬
‫عدنا �إلى من��زل �شريف ال��ذي يتابع الموق��ف بحزن عميق‬
‫وجرح �شديد وهو يرى دموع مروة وقد �أفلتت على ال�شا�شة‬
‫وبد�أت ف��ي االنهمار م��ن عينيه��ا فتدي��ر وجهها بعي�� ًدا عن‬
‫الكاميرات وتدفن وجهها بين راحتي يدها وهي ت�صرخ‪:‬‬
‫ابعد الكاميرا عني يا �أ�ستاذ �سمير‪ ..‬م���ش عايزة حد ي�شوفني‬
‫و�أنا بعيط‪ ..‬م�ش عايزة حد ي�شوف دموعي �أرجوك‪.‬‬
‫وفي منزل والدتها التي تتابع الموقف تنزل دموع الأم �ساخنة‪،‬‬
‫حتى �إنها تم�سك الريموت كنترول وت�صوبه نحو التلفـاز لتغلقـه‪،‬‬
‫في نفـ�س اللحظـة التي يلقي فيها �شريف الريموت كنترول بعي ًدا‬
‫ونحن نرى التلفاز مغلقًا قبل �أن ي�ضم ركبتيه �إلى �صدره وي�ضع‬
‫عليهما جبهته ويبكي في حرقة �شديدة‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪169‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫أمـام البـرج الـذي يقيـم فيــه جيتــام وشريــف‬

‫جيتام يركن �سيارته �أمام البرج الذي يقيم فيه‪ ،‬ويرى �أحدهم ينام على‬
‫الم�صطبة الموجودة عند باب البرج وق��د و�ضع ر�أ�سه الذي يغطيه �آي�س‬
‫كاب بين ركبتيه بحيث ال نعرف من هو‪.‬‬
‫جيت��ام يغادر �سيارت��ه وي�صعد �سالل��م المدخل بخط��وات منهكة حزينة‬
‫فيرفع الرجل ر�أ�سه ويتطلع �إلى وجه جيتام بعينين محمرتين‪� ..‬إنه عم‬
‫فكري الذي يقول ب�صوت �ضعيف واهن‬
‫فكـــــــــــري‪:‬‬
‫�إي��ه الت�أخير ده كل��ه يا ابني‪� ..‬إن��ت مخل�ص الحفل��ة بقالك ‪3‬‬
‫�ساعات‪.‬‬
‫جيتام (بده�شة)‪:‬‬
‫و�إنت عرفت منين؟‬
‫فكـــــــــــري‪:‬‬
‫�شوفتك ف التليفزيون‪ ..‬و�أول م��ا الحفلة خل�صت نزلت هنا‬
‫ا�ستناك ع�شان عايزك‬
‫جيتام يتركه ويدخل من باب العمارة وهو يقول ب�ضيق‪:‬‬
‫بعدين يا عم فكري‪ ..‬م�ش وقت كالم دلوقت خال�ص‬
‫الآن نرى وج��ه جيتام الحزي��ن يدخل البواب��ة لكننا ن�سم��ع �صوت عم‬
‫فكري يتردد من خلف جيتام بنبرة حزينة‬

‫‪170‬‬
‫فكـــــــــــري‪:‬‬
‫بتحبك‬
‫جيتام يتجمد في مكانه من ال�صدمة ثم ي�ستدير ببطء وبطريقة �آلية نحو عم‬
‫فكري الذي يتابع‪:‬‬
‫لكن م�ش هتبقى ليك‬
‫جيتام يقترب من فكري ثم يجل�س على الم�صطبة ويقول بقلق ولهفة‪:‬‬
‫هي مين دي اللي بتحبني؟‪ ..‬وليه م�ش هتبقى ليا؟‬
‫فكري يتطلع �إلى عينيه وينظر لها بقوة وتركيز وهو ي�ضغط‬
‫على حروفه‬
‫فكـــــــــــري‪:‬‬
‫�إنت فاهم ق�صدي كوي�س‬
‫جيتام ينهج وقد �شع��ر بالرهبة والخوف‪ ،‬ويتطلع �إل��ى عيني عم فكري‬
‫الذي يتابع‪:‬‬
‫ك��ل حاج��ة كان��ت باين��ة زي ال�شم���س‪ ..‬ب���س الل��ي �إنت‬
‫ماتعرفو�ش‪� ..‬إنه��ا تخ�ص واحد تاني م���ش هي�سمح لك بكده‬
‫�أب ًدا لحد �آخر يوم ف عمره‪ ..‬ع�شان �إنت بالذات من وجهة‬
‫نظره ما تنفعها�ش‬
‫جيتام تت�سع عيناه ويقول بقلق وتوتر ال مثيل له‪:‬‬
‫هو مين ده؟‬

‫‪171‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫(رافعا ر�أ�سه بخيالء)‪:‬‬


‫ً‬ ‫فكري‬
‫�أنا‬
‫جيتام (بده�شة)‪:‬‬
‫�إنت؟‬
‫فكـــــــــــري‪:‬‬
‫�أيوه �أنا‪ ..‬كنت فاكرني نايم على وداني؟‪ ..‬دي ديلها وقف‬
‫عليك �أول ما �شافتك في التليفزيون يا �أ�ستاذ‬
‫جيتام (غير م�صدق نف�سه)‪:‬‬
‫هي مين دي؟‬
‫فكري (ب�صرامة وتحدٍ)‪:‬‬
‫رينـي قطتي الإنتيم‪ ..‬م���ش ه�سمح لحد ياخده��ا مني �أب ًدا‪..‬‬
‫�إنت فاهم؟‬
‫فكري ينه�ض من على الم�صطبة ويترك جيت��ام الذي ينظر له بده�شة‪،‬‬
‫ملوحا ب�سبابته في �صرامة‬
‫ً‬ ‫ويدخل من باب العمارة ثم ي�ستدير‬
‫فكـــــــــــري‪:‬‬
‫�أنا بحذرك‪ ..‬وقد �أذعر من �أعور‬
‫فك��ري ي�ستدير ويدخل من ب��اب العمارة بخي�لاء بينما ينظ��ر له جيتام‬
‫بده�شة قبل �أن يبت�سم بحزن‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪172‬‬
‫شقــــة جيتــــام وشريــــف‬

‫جيتام يدخ��ل المنزل حي��ث الري�سب�شــ��ن المظلــ��م‪ ،‬في�شع��ل الإ�ضاءة‬


‫الخافت��ة‪ ،‬ويدخل بخطوات بطيئ��ة حزينة حتى ي�سم���ع �صوت �شريف‬
‫ال�صارم من خلفه‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫ا�ستنى عندك‬
‫جال�سا على الكنبــة فــي هيئـــة مزريــة حيــث تمـلأ‬
‫جيتـام يلتفـت لــه فيجــده ً‬
‫الدموع وجهه‪ ،‬و�شعـ��ره منكـــو�ش‪ ،‬بينمـا يح�ضن ركبتيــ��ه الم�ضمومتيــن‬
‫�إلى �صــدره‪ ،‬في�شعـــر جيتــام بالده�شة ويقــول فــي حيــــرة‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�إيه ده؟ اللي عمل فيك كده‪� ..‬أمك هتتجوز تاني والال �إيه؟‬
‫مترنحا َك ِ�س ّكي��ر �أزاح ن�صف البار بمفرده‪،‬‬
‫ً‬ ‫�شريف ينه�ض ويتجه نحوه‬
‫ثم يقول في حزن‪:‬‬
‫بتحبها‪ ..‬م�ش كده؟‬
‫جيتام ي�شعر بالقلق فيت�ساءل ب�سخرية ليهرب من ال�س�ؤال‪:‬‬
‫�أمك؟‬
‫�شريف (ب�صرامة)‪:‬‬
‫�إنت فاهم ق�صدي كوي�س‪ ..‬وهي كم��ان بتحبك‪ ..‬لكن م�ش‬
‫هتبقى ليك‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫جيتام (بلهجة مراوغة)‪:‬‬


‫طبعا م�ش هتبق��ى ليا‪ ..‬عم فك��ري حلف �إن رين��ي هتف�ضل‬
‫ً‬
‫طول عمرها ملكه حتى لو ديلها وقف عليا كل ما ت�شوفني‪.‬‬
‫الدموع تلمــع ف��ي عين �شريـ��ف قبل �أن تن��زل دمع��ة �ساخنــة وهــو‬
‫يقــول بنبــرة �صوت ت�سل���ل �إليها �ضعفه الب�شــ���ري ويجاهـــد ليخفي‬
‫هـــذا ال�ضعف‪:‬‬
‫�أنا بتكلم عن مروة يا جيتام‪ ..‬زميلتي وزميلتك‪.‬‬
‫جيتام (بده�شة)‪:‬‬
‫زميلتك؟‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫طول عم��ري ب�سمع �إن التاريخ بيعيد نف�س��ه‪ ..‬لكن مح�ست�ش‬
‫بالجملة دي قد النهاردة‪..‬للمرة التاني��ة �أنا وانت نحب نف�س‬
‫الإن�سانة‪..‬وللم��رة التانية �أكون �أنا الل��ي حبيت الأول و�إنت‬
‫واخد المو�ضوع هزار ويقلب معاك بجد‬
‫(م�صدوما)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫�إوعى تقول لي للمرة التانية كمان حاولت ت�ضرب �أ�سافين فيا‬
‫من ورايا واتقلبت عليك‬
‫الدموع تنهمر �أكثر من عي��ن �شريف وقد ظهر ال�ضع��ف والتخاذل في‬
‫نبرة �صوته وهو يوا�صل‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫كل اللي �أق��در �أقولهولك �إنه��ا ممكن ت�ضيع منا للم��رة التانية‬
‫وت��روح لواحد غري��ب ‪� ..‬أن��ا بحذرك م��ن �أوله��ا ع�شان‬
‫مانبني�ش �أنا وانت �صداقتنا من �أول وجديد على حب مهزوم‬
‫زي المرة اللي فاتت‪.‬‬
‫جيتام (بغ�ضب)‪:‬‬
‫�إنت اللي طول عمرك م�ش دوغري‪ ..‬لم��ا �إنت حبيتها قبل‬
‫مني و�شوفتني بت�سلى‪ ،‬ليه ماحاولت���ش تلحق المو�ضوع قبل‬
‫ما يتطور‪.‬‬
‫�شريف (بخجل)‪:‬‬
‫ا�ستعيبت نف�سي �أواجهك على مو�ض��وع مـ�ش في دماغك‪..‬‬
‫واتك�سفت ن�شد مع بع�ض ع�شان خاطر بن��ت‪� ..‬أتاريني بعيد‬
‫الما�ضي اللي كنت فاكر نف�سي بهرب منه‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫المرة اللي فاتت عملت كده و�إحنا م�ش �أ�صحاب‪..‬لكن المرة‬
‫دي حق ال�صداقة كان يلزمك �إنك ت�صارحني‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫خوفت ال��كالم في المو�ضوع ده يقربك��م من بع�ض‪..‬قولت‬
‫مادام هي كده كده م�ش ف دماغ��ك يبقى من حقي �أبعد بينكم‬
‫�أكتر ع�ش��ان �أقرب �أنا‪ ..‬ك��ان كل همي �أحذره��ا منك ومن‬
‫�أالعيبك‪ ..‬و�أن��ا �شايف المو�ضوع بالن�سب��ة لك مجرد رهان‬

‫‪175‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ال راح وال ج��ه‪ ..‬لكن بالن�سب��ة لي كان حي��اة �أو موت‪..‬‬
‫(ي�صمت قليلاً ويتاب��ع بدموع �ساخنة �أكث��ر) م�ش عارف ليه‬
‫طول عمري بالقي النا�س ال�صح في الوقت الغلط‪.‬‬
‫جيتام (بت�أثر)‪:‬‬
‫ع�شان �إنت ياما �ضيعت الوقت ال�صح مع النا�س الغلط‪.‬‬
‫يقترب منه �شريف ويم�سك يديه ويقول بت�ضرع‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫جيتام‪ ..‬ل��و المو�ضوع بالن�سب��ة لك ل�سه ف �أول��ه‪� ..‬أبو�س‬
‫�إيدك ت�شيله من دماغك وتديني فر�صتي مع الإن�سانة الوحيدة‬
‫اللي قلبي اختارها‪.‬‬
‫جيتام (بحيرة)‪:‬‬
‫ولو المو�ضوع دخل خال�ص في الجد وم�ش هقدر؟‬
‫�شريف (بحيرة مماثلة)‪:‬‬
‫يبقى مفي�ش قدامنا غير �إن ك��ل واحد يحاول‪ ..‬ب�س فكر ولو‬
‫للحظة واحدة‪� ..‬إن التاريخ فع�ًلااً ممكن يعيد نف�سه للنهاية‪..‬‬
‫وت�ضيع منا �إحنا االتنين‪.‬‬
‫جيتام ينظر ل�شريف بحيرة وت�أثر‬
‫❀❀❀‬

‫‪176‬‬
‫مكتــب شريـــف ومـــروة فـــي الجامعـــة‬

‫مروة تجل�س عل��ى مكتبها تتطلع �إلى جهاز الالب ت��وب المفتوح �أمامها‬
‫في �شرود‪ ،‬ونرى ف��ي عينيها حي��رة �شديدة تنم عن تفكي��ر وت�ضارب‬
‫�شديد في �أعماقها‪..‬‬
‫�شري��ف يدخل المكت��ب بخط��وات بطيئة ت��دل على �أن��ه ي�شع��ر بالقلق‬
‫والخ��وف داخل��ه‪ ..‬نظرات��ه م�صوبة عليه��ا‪ ..‬يقترب منه��ا في توتر‬
‫وتحفز بينما هي ال ت�شع��ر به‪..‬يميل نحوها لي�صب��ح وجهه في مواجهة‬
‫وجهها اً‬
‫قائل بابت�سامة مرتبكة‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫�صباح الخير يا مروة‬
‫مروة تظل على نظرته��ا الحائرة وتطلعه��ا �إلى الالب ت��وب‪ ،‬لتجيبه‬
‫دون �أن تنظر �إليه‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫�صباح النور‬
‫مقع��دا وي�ضعه �إل��ى جوارها ثم يجل�س �إل��ى الي�سار وهو‬
‫ً‬ ‫�شريف يجذب‬
‫يقول لها في ترقب‪:‬‬
‫�إيه مالك؟‬
‫مروة تنظر �إليه ب�صرام��ة وتحفز وتطيل النظرة وك�أنه��ا ت�سبر �أغواره‬
‫وتغو�ص في �أعماق��ه‪ ،‬ثم تعود للتطل��ع �إلى الالب ت��وب بنف�س الحيرة‬

‫‪177‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫وهي تقول بلهجة خافتة‪:‬‬


‫م�شكلة كده بحاول �أالقي لها حل‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫طب ما تحكيهالي يمكن �أقدر �أ�ساعدك‬
‫نوعا ما‪ ،‬ثم تقول وهي‬
‫تلتفت �إليه وترمقه بنف�س النظرة وتطيل النظرة ً‬
‫ت�ضغط على حروف كلماتها‪:‬‬
‫تفتكر لما احتجت م�ساعدتك قبل كده و�صلت لحل؟‬
‫�شريف ينظر �إلى عينيها نظرة مبا�شرة بها مزيج من التحدي والقلق قبل‬
‫�أن يقول‪:‬‬
‫لو كل م�شكلة بتتحل بمجرد ما اللي حوالينا ي�ساعدونا ب�آرائهم‬
‫ماكان�ش حد غلب‪..‬الجزء الأ�صعب في الح��ل �إننا نقدر ننفذ‬
‫الكالم اللي بيتقال لنا‪.‬‬
‫مروة (بلهجة ذات مغزي)‪:‬‬
‫ده لو اللي بيتقال لنا ن�صيحة كاملة‪ ..‬مفيها�ش حاجة ناق�صة‬
‫�شريف (بحدة)‪:‬‬
‫و�أنا هقول لك حاجة ناق�صة ليه؟ كل اللي حبيتي تعرفيه �أنا قولته‬
‫مروة (بتحدٍ)‪:‬‬
‫لأ م�ش كله‪� ..‬إنت ماعرفتني�ش �إنه بيكفل طفل يتيم‪ ..‬وال �إنه‬
‫بي�ساعد الغالبة‪..‬وال �إن والدته اتوفت وباباه رباه هو و�أخته‬
‫قبل ما ي�سافر معاها دبي بعد ما اتجوزت‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫�شريف ي�صمت وهو يتطلع �إلى عينيها ب�ضعف وقد �شعر بالخوف قبل �أن‬
‫ترتع�ش خلجاته وهو يقول‪:‬‬
‫الحظي �إنك قولتي لي �أنا عايزة �أعرف كل كلمة قالها عني‪..‬‬
‫م�ش كل كلمة عن حياته اللي كنتي مبينة �إنها ماتهمكي�ش‬
‫مروة تباغ��ت ب�إجابته وت�شع��ر بالحرج فتنظر له بعيني��ن زائغتين وهي‬
‫ال تعرف ماذا تقول قبل �أن ن�سمع �صوت جيتام وهو يقول بمرح‪:‬‬
‫هتف�ضل طول عمرك خايب في تعبيرك عن م�شاعرك‪.‬‬
‫�شريف وم��روة ينتف�ضان بمجرد �سم��اع �صوت جيت��ام ويلتفت كالهما‬
‫�إلى م�صدر ال�صوت فيجدان جيتام واق ًفا عل��ى عتبة باب المكتب وعلى‬
‫وجهه ابت�سامة مرحة قبل �أن يدخل ويتقدم نحوهما بثقة ومرح ثم يقول‬
‫بمجرد �أن ي�صبح �أمامهما‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫وريحنا‪ ..‬فلـقـتـن��ا ليل نهار‬
‫قولها يا �أخ��ي �إنك معجب بيه��ا ّ‬
‫ب�سيرتها اللي ماوراك�ش غيرها‬
‫�شريف ومروة ينظران له بذهول‪ ،‬ثم يخرج �شريف عن ذهوله ويقول‬
‫محاول �أن ي�سيطر على الموقف‬
‫اً‬ ‫بلهجة غا�ضبة‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫جيتام‪� ..‬إيه اللي �إنت بتقوله ده؟‪� ..‬إنت �إيه اللي جابك �أ�صلاً ؟!‬
‫جيتام (بثقة)‪:‬‬
‫م�ش �إن��ت قولت لي �إمب��ارح �أنا هق��ول لها بك��رة �إني بحبها‬

‫‪179‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫وهيح�صل لي حاجة لو طلعت م��ا بتحبني�ش‪�..‬أنا جاي انقذك‬


‫ع�شان ك��ان قلبي حا�س�س �إن��ك هتقف تتنح زي م��ا �أنا �شايفك‬
‫دلوقت‪�..‬صاحبك بقى و�أدري واحد بيك‪.‬‬
‫م��روة تنظر لجيت��ام بذهول غي��ر م�صدقة عينيه��ا وال �أذنيه��ا‪ ،‬وتلتمع‬
‫الدموع في عينيها وهي تقول‪:‬‬
‫مروة (بغ�ضب)‪:‬‬
‫وماحطيتلـو�ش خط��ة ليه بالم��رة ع�شان يوقعن��ي ف هواه؟‬
‫ما �إنت اتحدتني قبل كده ع الهوا وم�ش بعيدة عليك‪.‬‬
‫�ساخرا‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام يبت�سم وينظر �إلى عينيها نظرة ال مباالة ويقول‬
‫الكالم ده ك��ان قبل ما نبقى زمايل و�صح��اب‪ ..‬لكن دلوقت‬
‫ليكي عليا حق ال�صحوبية‪ ..‬هو ال�صاحب ليه عند �صاحبه �إيه؟‬
‫مروة ال تجيب وترمقه بنظ��رة طويلة وك�أن عينيها ت�س�أل��ه في ا�ستنكار‬
‫(ان��ت بتتكلم ج��د؟)‪ ،‬لكن �شري��ف يقطع نظرته��ا و�صمتها وق��د �أك�سبه‬
‫الموقف جر�أة وثقة فيقول وهو يتطلع �إلى عينيها بحب وحنان‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫�أنا فعلاً بحبـك يا مروة‪ ..‬ووالله العظيـم هيح�صـل لي حاجـة‬
‫لو قولتي لأ؟‪� ..‬أينعم ماكنت�ش �أح��ب �أقولهالك بالطريقة دي‬
‫ب�س يمكن فعلاً جيتام لو ماكان�ش ج��ه مكنت�ش هقدر �أقولها‪..‬‬
‫�إنتي م�ش متخيلة رف�ضك للمو�ضوع ده ممكن يعمل فيا �إيه‪.‬‬
‫مروة تنظ��ر ل�شريف بحي��رة و�صدمة‪ ،‬ث��م تتطلع �إلى جيت��ام و�شريف‬

‫‪180‬‬
‫وتنقل نظرها بينهما قبل �أن تن�صرف لن��رى ال�صدمة على وجهها وهي‬
‫تغادر المكت��ب بينما ن��رى خلفها جيت��ام و�شريف قب��ل �أن يقول جيتام‬
‫�ساخرا وهي على عتبة باب المكتب‬ ‫ً‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫عليكي واحد‪.‬‬
‫الفرحة ال�شديدة ترت�سم على وجه م��روة وت�ستدير �إليه ب�سعادة فيـتـابـــع‬
‫�ســــاخـرا‪:‬‬
‫ً‬
‫الب توب كنتي نا�سياه‪.‬‬
‫فترمقه بنظرة فيها غ�ضب الدنيا كله ثم تن�ص��رف غا�ضبة دون �أن ت�أخذ‬
‫الالب توب‪ ،‬فينظر �شريف لجيتام بتوتر وحيرة فيلكزه جيتام في كتفه‬
‫�صائحا فيه بحما�س‪.‬‬
‫ً‬ ‫ويدفعه للأمام‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫وراها يا مغفل‪� ..‬إنت ل�سه هتب�ص لي؟!‬
‫م�سرعا خلف مروة‪ ،‬وم��ا �إن يختفي من المكتب حتى‬
‫ً‬ ‫�شريف ين�صرف‬
‫ترت�س��م ابت�سامة حزينة عل��ى وجه جيتام ث��م يجل�س عل��ى مكتب مروة‬
‫�ساخرا‬
‫ً‬ ‫وينظر �إلى الالب توب ويقول له‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫عموما �آديني‬
‫ً‬ ‫�شوفت يا عم البني �آدمين بيعملوا �إيه ف بع�ض؟‬
‫عملت اللي عليا‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫معدنيا يقول‪:‬‬
‫ًّ‬ ‫ن�سمع �صوتًا‬
‫‪Stupid‬‬

‫جيتام ينظر �إلى الالب توب بده�شة ويلكزه في غ�ضب قائل‬


‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫احترم نف�سك‪.‬‬
‫ال�صوت يتكرر من جديد‪.‬‬
‫ال�صوت المعدني‪:‬‬
‫‪Stupid‬‬

‫مرددا في غيظ‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام يغلق مف�صل الجهاز في عنف‬
‫اخر�س‬
‫ال�صوت المعدني يتكرر من جديد‪:‬‬
‫‪Stupid‬‬

‫تماما‪،‬‬
‫جيتام ي�صرخ بغي��ظ وهو يف�ص��ل البطارية من الجه��از فينطفئ ً‬
‫ورغم ذلك ن�سمع ال�صوت المعدني‬
‫‪Stupid‬‬

‫جيتام يرفع الالب توب ويهم بك�سره لكنه ي�شعر باهتزازة قوية في جيبه‬
‫فيخرج الموبايل ليكت�ش��ف �أنه هو الذي يردد ذل��ك ال�صوت‪ ،‬وقد ظهر‬
‫ا�سم �شريف على ال�شا�شة‪ ،‬حي��ث خ�ص�ص له جيتام ه��ذه الرنة‪ ،‬ليتمتم‬

‫‪182‬‬
‫�ساخرا‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫هو انت؟‬
‫ثم ي�ضغط زر الرد اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫م�ش تقول �إن انت اللي ‪ ..Stupid‬الالب توب كان هيروح فيها‪.‬‬
‫فيت�ساءل �شريف بع�صبية‬
‫�إنت غبي ياال؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ال ‪Stupid‬‬

‫�ص‪�.‬شريــــــــف‪:‬‬
‫طب انزل ب�سرعة ع�شان عايزك‪.‬‬
‫جيتام يغلق الموباي��ل وي�ضعه في جيب��ه ثم ينظر لالب ت��وب اً‬
‫قائل في‬
‫اعتذار و�أ�سف‪:‬‬
‫�شات داون بقي‪ ..‬مانجيلك�ش في تنزيل ويندوز‪.‬‬
‫جيتام يغ��ادر المكتب ومن خلفه ال�لاب توب لكنن��ا ن�سمع مرة �أخرى‬
‫ال�صوت المعدني يتكرر‪:‬‬
‫‪Stupid‬‬

‫جيتام يلتفت خلفه في ده�شة‪.‬‬


‫❀❀❀‬

‫‪183‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫فــــي سيـــــارة شريــــف‬

‫�شريف يقود بع�صبية وتوتر بينما يقول جيتام الذي يجل�س �إلى جواره‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫طب يا عم قلقان ليه؟‬
‫�شريف (بع�صبية)‪:‬‬
‫ع�شــان مفي�ش وال مرة بنت قال��ت لي هفكر و�أرد عليك غير‬
‫وكان الرد خلينا �أ�صحاب‪ ..‬بكرة تالقي الأح�سن مني‪.‬‬
‫مبت�سما بثقة وق��د �أ�صدر �صو ًتا من فمه بما معناه‬
‫ً‬ ‫جيتام يرفع ذقنه للأمام‬
‫(لأ) ثم يقول بنف�س ابت�سامته الواثقة‪:‬‬
‫المرة دي غير كل مرة‬
‫�شريف (عاق ًدا حاجبيه بتوتر وع�صبية)‪:‬‬
‫ليه يعني؟‬
‫جيتام (بثقة)‪:‬‬
‫ع�شان المرة دي �أنا معاك وم�ش ه�سيبك‬
‫تماما‪.‬‬
‫�شريف ينظر �إليه بت�شكك وريبة حتى �إنه ين�سى �أمر القيادة ً‬
‫❀❀❀‬

‫‪184‬‬
‫منـــــزل مـــــروة‬

‫مروة تدخ��ل منزلها بخط��وات م�سرعة بح ًث��ا عن والدتها وف��ي عينيها‬


‫الدموع‪ ..‬ت�سرع الخطى وتقول بلهجة ملتاعة‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫ماما‪ ..‬ماما‬
‫ردا فتتجه نحو غرفة ن��وم والدتها وقد ت�ل�ألأت الدموع‬
‫مروة ال تج��د ًّ‬
‫�أكثر في عينيها وت�ضع يدها على مقب�ض الباب وتفتح بعنف ولوعة وهي‬
‫تقول ب�صوت اقترب من البكاء‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫ماما‬
‫ما �إن تفتح الباب حتى تجد �شقيقها ح�سام في ح�ضن والدتها يبكي بنحيب‬
‫�شديد بينما تم�سح الأم على �شعره وهي تقول ب�صوت ٍ‬
‫باك‪:‬‬
‫ماتخاف�ش يا ابني‪ ..‬كل م�شكلة وليها حل �إن �شاء الله‬
‫م��روة تت�سمر في مكانه��ا وتبتلع �أحزانه��ا و�آالمها وه��ي ت�س�أل بده�شة‬
‫وقلق بينما مازالت الدموع تتلألأ في عينيها‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫في �إيه؟‬
‫ح�سام مازال داف ًنا وجهه ف��ي ح�ضن �أمه‪ ،‬بينما تلتف��ت لها الأم بدموع‬
‫باكية وتقول ب�صوت حزين متهدج‪:‬‬

‫‪185‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�شركة �أخوكي �سرحت ‪� 75‬شاب ب�سب��ب الأزمة المالية فف�سخ‬


‫خطوبته‬
‫مروة تت�أمل الم�شه��د وتنزل دموعها ال�ساخنة عل��ى وجنتيها بينما يردد‬
‫�أخوها الذي يبكي في ح�ضن �أمه وك�أنه ال يريد �أن يرى �أحد دموعه‬
‫ح�ســــــــــام‪:‬‬
‫طول عمري كده‪ ..‬مالي�ش حظ في ال�شغل وال الحب‬
‫الدموع تنهمر �أكثر من عيني مروة‪ ،‬وقد جاءت الكلمات على الجرح‬
‫وهي تردد‪:‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫ربنا م�ش هي�سيبنا‪� ..‬أكيد رحمته �أكبر من كده بكتير‪،‬‬
‫ثم تنظر لأعلى وك�أنها تناجي الله قائلة في حرقة ولوعة‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫يا رب‬
‫ثم تداري وجهها وتن�ص��رف بينما مازالت الأم تم�س��ح ب�شعر ابنها غير‬
‫�شاعرة بما تعاني منه مروة‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫حجـــــرة نــــوم مــــروة‬

‫م��روة تدخ��ل غرفتها م�سرع��ة‪ ،‬ثم تغل��ق بابه��ا بالقف��ل الداخلي حتى‬
‫ال يدخ��ل عليها �أحد‪ ،‬ثم ترتمي عل��ى �سريرها وتبكي ف��ي حرقة �شديدة‬

‫‪186‬‬
‫ولوعة‪ ،‬وقد دفنت وجهها ف��ي الو�سادة‪ ،‬بينما ن�سم��ع �صوت حنجرتها‬
‫المنحورة من فرط الت�أثر والبكاء‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫داخــل مكتـب جيتــام فــي كافيــه «‪»Emotions‬‬

‫جيتام يدخل مكتبه المظلم وي�ضيء �إ�ضاءته ثم يتطلع �إليه‪ ،‬و�إلى ترابيزة‬
‫مايكرو�سوفت ح�سا�سة اللم�س وترت�س��م على وجهه ابت�سامة حزينة‪ ،‬قبل‬
‫�أن يتجه �إلى مكتبه ويجلـ�س عليه ثم ي�ضيء �شا�ش��ة الكمبيوتر المعد �سل ًفا‬
‫على و�ضع ال��ـ ‪ Sleep‬ثم يحـ��رك المـاو�س ويجعل الجه��از يعمل على‬
‫و�ضعه الطبيعي‪ ،‬وينظر �إلى �شا�شته فيجد �شريف �أون الين على برنامج‬
‫�ساخرا وهو يحدث نف�سه قائل‪:‬‬
‫ً‬ ‫الـ ‪ ،Skype‬في�ضحك‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫وانت من �أمتي بت�شغل الـ ‪ Skype‬يا �سفاح الن�ساء؟‬
‫ثم يلب�س جيتام �سماعة الهيدفون وي�ضغط بالماو�س على �أيقونة االت�صال فن�سمع‬
‫غريبا عن �شريف يقوم بالرد‬‫ً‬ ‫�صـوت جر�س االت�صال قبل �أن ن�سمع �صو ًتا‬
‫ال�صوت الغريب‪:‬‬
‫�أيوه مين؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�إيه يا ابني �إنت م�ش عارف الـ ‪ Account‬بتاعي والال �إيه؟‬

‫‪187‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ال�صوت الغريب‪:‬‬
‫م�ش واخد بالي‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�أنا جيتام يا دونجوان ع�صرك‪.‬‬
‫ال�صوت الغريب (بده�شة)‪:‬‬
‫جيتام مين؟‬
‫(غا�ضبا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫هو �إنت �شريف وال هاكر ابن كلب واخد الـ ‪ Account‬بتاعه؟‬
‫�ص‪�.‬شريف (�ضاحكً ا)‪:‬‬
‫�أنا �شريف يا ابني ب�س ب�شتغلك‪.‬‬
‫(�ساخرا)‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫�آه مانا عارف ب�س قولت فر�صة �أ�شتمك‪.‬‬
‫�ص‪� .‬شريــــــــف‪:‬‬
‫بيعجبني فيك احترامك‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫بتعمل �إيه �أون الين يا �صايع؟‬
‫�ص‪� .‬شريــــــــف‪:‬‬
‫�أب ًدا كنت داخل �أقرى الجرايد ع النت‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ما انت ط��ول عم��رك بتخ���ش تقراها م��ن غير م��ا تفتح الـ‬
‫‪ ..Skype‬مروة �أون الين؟‬
‫�ص‪� .‬شريف (بده�شة)‪:‬‬
‫�آه عرفت منين؟‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫يا �أم ذكاءك‪ ..‬كانت محتاجة �أ�صلها نباهة وتفكير ع�شان �أفهم‬
‫�ص‪� .‬شريف (ب�شك)‬
‫هي �أون الين عندك؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�أنا م�ش معايا الـ ‪ Account‬بتاعها �أ�صلاً ‪ ..‬خد بالك ما تتكلم�ش‬
‫معاها ف �أي حاجة وخليك ه��ادي وعلى طبيعتك وي�ستح�سن‬
‫ما تطول�ش ف الكالم‪.‬‬
‫�ص‪� .‬شريف (ب�شك)‪:‬‬
‫�أومال انت كنت داخل تعمل �إيه ع النت؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�إنت مالك بت�س�أل كده ك�أن��ك ماتعرف�ش �إني عندي جروب ع‬
‫الفي�س بوك بتابع من عليه الميمبرز وجمهور البرنامج‪.‬‬
‫�ص‪� .‬شريف‪:‬‬
‫طب ادخل بقى بالمرة و�شوف الل��ي ح�صل في البور�صة‪..‬‬
‫بيقولك معظم الأ�سهم اتطربقت وبقت في الأر�ض‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�آه مانا عارف وتالت تربع فلو�سي راحت الحمد لله‪..‬خليك‬
‫�إنت ب�س في اللي بتعمله‪.‬‬
‫�ص‪� .‬شريــــــــف‪:‬‬
‫خال�ص ما�شي‪� ..‬أنا ه�سيبك بقى ع�شان ورايا �شوية حاجات‬
‫اعملها‪ ..‬م�ش عايز حاجة قبل ما ام�شي؟‬
‫جيتام يعقد حاجبيه وهو يقول ب�ضيق‪:‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫هعوز �إيه من ع النت يعني؟‪ ..‬اتنين كيلو لبن؟‪� ..‬سالم‪.‬‬
‫ح�سين يدخل حاملاً فنجان اال�سبري�سو اً‬
‫قائل في احترام‬
‫ح�سيــــــــــن‪:‬‬
‫�أح�سن ا�سبري�سو مخ�صو�ص‪ ،‬عاملهالك بنف�سي يا �أ�ستاذنا‪.‬‬
‫ح�سين ي�ضع الكوب �أمام جيت��ام الذي يخلع الهيدف��ون‪ ،‬ثم يقف ح�سين‬
‫متطلعا �إلى جيتام بابت�سامة بلهاء‪.‬‬
‫ً‬
‫ح�سيـــــــــن‪:‬‬
‫عندي ليك مفاج�أة جامدة �آخر حاجة‪.‬‬
‫جيتام (�ضاحكً ا ب�سخرية)‪:‬‬
‫الله عليك‪..‬قول‪ ..‬م��ا الأخبار ال�سعيدة الل��ي زي و�شك ما‬
‫بتجي�ش غير بالجملة‬

‫‪190‬‬
‫ح�سين (بفرحة‪� ،‬إذ لم ينتبه ل�سخرية جيتام)‪:‬‬
‫هو فيه �أخبار �سعيدة تانية يا با�شا و�صلتك النهاردة؟‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫�آه ب�س م�ش هقدر �أقول لك ع�شان الح�سد‪.‬‬
‫ح�سين (�ضاحكً ا ببالهة)‪:‬‬
‫طب ربنا يزيد ويبارك‪( ..‬بحما�س �شدي��د) والحمد لله جالنا‬
‫واحد بيعمل �ساندوت�شات كبدة �إ�سكندران��ي هي�شتغل عندنا‪..‬‬
‫�شوفت بقى الحظ؟‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫ياما انت كري��م يا رب‪ ..‬م�ش تقول ي��ا راجل‪�..‬أهو �أنا كده‬
‫كل م�شاكلي اتحلت‪.‬‬
‫ح�سين (�ضاحكً ا ببالهة)‪:‬‬
‫م�ش قولت لك؟‪ ..‬وكمان واقف برة م�ستني الإنترفيو ع�شان‬
‫تت�أكد �إنه كبدهانجي مالو�ش مثيل‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫وكمـان كبدهانجي؟‪ ..‬ده كده بقى الزم تخليه يدخل ب�سرعة‪.‬‬
‫ح�سين يلتفت نحو الباب وي�صيح ب�سعادة وحما�س‪:‬‬
‫ح�سيـــــــن‪:‬‬
‫ادخل وبان عليك الأمان‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫وكمان جن بعد ال�ضهر؟‪ ..‬ده كتير عليا يا ح�سين‪.‬‬
‫ح�سيـــــــن‪:‬‬
‫ا�صبر يا با�شا‪� ..‬إنت ل�سه �شوفت حاجة‪.‬‬
‫يدخل ال�شاب وقد �أوقف �شعره بطريق��ة الإ�سبايكي رغم هيئته ال�صعيدية‬
‫�ساخرا‬
‫ً‬ ‫فينظر له جيتام‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫وال �إيه؟‬
‫�إيه يا عم ال�شعر الجامد ده‪ ..‬حاطط عليه فياجرا اَّ‬
‫ال�شـــــــــاب‪:‬‬
‫ده جيل يا با�شا‪.‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫رِ وِ �ش‪.‬‬
‫ال�شـــــــــاب‪:‬‬
‫خدامك �سيد �شمعة يا با�شا‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�شمعة؟ و�إن��ت �إيه اللي جابك النه��ارده‪� ..‬إنت مع��ادك تيجي ف �أعياد‬
‫الميالد ب�س‪.‬‬
‫�سيـــــــــــــد‪:‬‬
‫تحت �أمرك يا با�شا في كل المنا�سبات‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫و�أنا فرحان بيك �أوى وحا�سـ�س �إنك جاي تنورنا هنا‪ ..‬ا�سم‬
‫الدلع بتاعك �إيه بقى‪�..‬أوف يح؟‬
‫ح�سين ي�ضحك ويهم ب�ضرب �سيد على ظه��ره كنوع من المرح في�صيح‬
‫محذرا‪:‬‬
‫ً‬ ‫فيه جيتام‬
‫حا�سب يا ح�سين‪.‬‬
‫(متراجعا في قلق)‪:‬‬
‫ً‬ ‫ح�سين‬
‫في �إيه يا فندم؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫وعــرفـــه تفا�صيل‬
‫َّ‬ ‫يال خده‬
‫م�ش للمـ�س ده بدل ما يل�سعك‪ ..‬اَّ‬
‫�ساخرا) فففف‪.‬‬
‫ً‬ ‫ال�شغل‪ ..‬اتف�ضلوا‪( ..‬يميل نحو �سيد وينفــخ‬
‫ح�سين ي�صح��ب ال�ش��اب وين�صرف��ان‪ ،‬بينما يتابعهم��ا جيت��ام بابت�سامة‬
‫عاقدا‬
‫ً‬ ‫حزينة‪ ،‬قبل �أن يرن هاتف��ه المحمول فيلتقطه وينظر �إل��ى �شا�شته‬
‫حاجبيه في ده�شة قبل �أن يرد قائل‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�أيوه مين؟‬
‫في�أتيه �صوت مروة برقة وخجل قائلة‪:‬‬
‫�أيوه يا جيتام �أنا مروة‪.‬‬
‫جيتام يبعد الموبايل عن �أذنه وينظر له في ده�شة‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪193‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫حجـــــرة مـــــروة‬

‫مروة تجل�س على �سريرها وقد ارت�سم الخجل واالرتباك على مالمحها‬
‫وهي تعبث ب�شعرها وت�ضع خ�صلة خلف �أذنها وهي تقول‪:‬‬
‫�أنا ات�صلت ف وقت غير منا�سب؟‬
‫�ص‪.‬جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ال �أب ًدا يا مروة‪ ..‬خير؟‬
‫مروة ت�صمت قليلاً وك�أنها ال تقوى على الكالم ثم ترتع�ش خلجاتها‪..‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫�آ�آه‪� ..‬أنا كنت عايزة اتكلم معاك ف مو�ضوع لو وقتك ي�سمح‪.‬‬
‫�ص‪.‬جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫طبعا‪.‬‬
‫ي�سمح ً‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫يمكن �أنا م�ش �صاحبتك زي �شريف‪ ..‬ب�س متهي�أ لي �إحنا بقينا‬
‫زمايل دلوقت ف قناة واحدة‪ ..‬والزمالة بر�ضه ليها حقوق‬
‫زي ما انت قولت ‪ ..‬م�ش كده والاّ �إيه؟‬
‫جيتام (بخبث)‪:‬‬
‫عليا حقوق كمان‪ ..‬وزمالتك‬
‫أخويتي ل�شريف ليها َّ‬
‫�أكيد‪ ..‬و� ِّ‬
‫ليه بر�ضه ليها عليكي حقوق‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫قليــل قبـل‬
‫اً‬ ‫مروة تعقد حاجبيهـا ف��ي غيــظ ممزوج بالحـ��رج وت�صمت‬
‫�أن تقول‪:‬‬
‫�أنا ه�س�أل �س�ؤال واحد ب�س‪ ..‬بحكم خبرتك في الحياة ودرايتك‬
‫ب�شريف �أكتر مني‪� ..‬إنت �شايف �إن �أنا وهو منا�سبين لبع�ض؟‬
‫�ص‪.‬جيتام‪:‬‬
‫�إنتي �شايفة �إنك محتاجة �إجابتي؟‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫م�ش فاهمة‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫لأ �إنتي فاهمة‪ ..‬وبعدين ما اعتقد�ش �إن �أنا لوحدي اللي عنده‬
‫خبرة في الحي��اة‪ ..‬و�إال عل��ى �أي �أ�سا�س بتقدم��ي الن�صيحة‬
‫لجمهور برنامجك‪.‬‬
‫مروة (بخجل)‪:‬‬
‫مفي�ش �أ�سه��ل م الن�صيحة طـول مـا ان��ت بـا�ص�ص م البلكونة‬
‫وكا�شف كل حاجة من ف��وق‪ ..‬لكن �أول م��ا تنزل ال�شارع‬
‫بالليل بتبقى حا�س�س �إنك هتعمل حادثة ع�شان م�ش �شايف غير‬
‫يادوب قدامك‪.‬‬
‫جيتام (بحزن)‪:‬‬
‫ف الحالة دي يبقى �أنا كمان محتاج اللي ين�صحني‪.‬‬
‫�ص‪.‬مـــــــــــروة‪:‬‬
‫ليه؟‬

‫‪195‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫جيتام (بحزن �ساخر)‬


‫عندي ع�شا ليلي‪.‬‬
‫مروة (بغ�ضب)‪:‬‬
‫ما تتكلم ‪ Direct‬يا جيت��ام وتجيب م الآخ��ر‪ ..‬مالي�ش انا ف‬
‫اللف والدوران و�شغل التمثيل بتاعك ده‪.‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫�أن��ا بمثِّل؟ لعلم��ك بقى ان��ا �أكتر واح��د تلقائ��ي ف الدنيا دي‬
‫كله��ا‪ ..‬ده حتى من كت��ر تلقائيت��ي ببقى ما�ش��ي تلقائي على‬
‫روحي ف ال�شارع كده وم�ش عارف �أعمل �إيه ف نف�سي‪.‬‬
‫(غا�ضبا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�ص‪.‬مروة‬
‫�أنا على فكرة ما بهزر�ش دلوقت وبتكلم جد‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ال مـ��ا تقوليـ�ش‪ ..‬معقـولـ��ة والله مـ��ا بتهـزريـ�ش؟ وكمان‬
‫بتتكلمي ج��د؟ دي معج��زة يا جدع��ان‪�..‬أول م��رة �أ�شوف‬
‫واحدة ما بتهزر�ش وبتتكلم جد ف وقت واحد‪� ..‬إنتي باباكي‬
‫ومامتك قرايب؟‬
‫رغما عنها فن�سمع �صوت جيتام المرح‪:‬‬
‫ً‬ ‫مروة ت�ضحك‬
‫�ص‪.‬جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫يبقوا قرايب‪ ..‬مفي�ش حاجة بت�ستخبى‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫مروة تبت�سم ب�سعادة وفي عينيها �شقاوة وفرحة ث��م ت�صمت قليلاً قبل �أن‬
‫تقول بلهجة ذات مغزى‪:‬‬
‫عموما مير�سي على المكالمة لأني بج��د عرفت منها حاجات‬
‫ً‬
‫كتير‪ ..‬ت�صبح على خير‪.‬‬
‫�ص‪.‬جيتام (بلهفة)‪:‬‬
‫مروة‪..‬‬
‫مروة (بلهفة مماثلة)‪:‬‬
‫نعم‪.‬‬
‫جيتام ( ي�صمت اً‬
‫قليل ثم يقول بحزن)‪:‬‬
‫لو لفيتي الدنيا كلها م�ش هتالقي �أح�سن من �شريف‪.‬‬
‫الدموع تلمع في عينيها ونرى في وجهها ال�صدمة ثم تحاول �أن تتمالك‬
‫نف�سها وهي تقول غا�ضبة‪:‬‬
‫�آه‪ ..‬ما هو ده اللي انا فهمته‪ ..‬ت�صبح على خير‪.‬‬
‫جيتام (بحزن)‪:‬‬
‫و�إنتي من �أهله‪.‬‬
‫جيتام يغل��ق الموبايل ثم يبعده ع��ن �أذنه بحزن وب��طء �شديد وهو يحك‬
‫وجهه قب��ل �أن ت�سقط ي��ده التي تم�س��ك الموباي��ل على فخ��ذه ك�أنه جثة‬
‫فقدت الروح‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪197‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫خــــارج شقـــــة مــــروة‬

‫جـر�س منــزل مــروة ي�ض��رب فتتجه والدتهــــا �إل��ى الباب لتفتحـــه‪،‬‬


‫مرتديا بذل��ة �شيك وقد حمل بوكيــه‬
‫ً‬ ‫وما �إن تفتحــه حتى تجــد �شريــف‬
‫فخـــما‪ ،‬فتنظر له بده�شة بينما يبت�سم ابت�سامــة رقيقـة اً‬
‫قائل‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ورد‬
‫�صباح الخير يا فندم‪.‬‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫�صباح النور‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫الزم ح�ضرتك دكتورة منى والدة مروة‪.‬‬
‫منى (يتراق�ص على وجهها �شبح ابت�سامة)‪:‬‬
‫خير!‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫�أنا �شريف زميلها في الجامعة‪ ..‬وج��اي � َّأطمن عليها ع�شان‬
‫ماجات�ش النهارده وموبايلها مقفول‪.‬‬
‫منى (ب�سعادة وفرحة)‪:‬‬
‫�أهلاً و�سهلاً يابني‪ ..‬اتف�ضل‪.‬‬
‫�شريف يتقدم داخل ال�شقة بينما تغلق الأم الباب‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪198‬‬
‫ريسبشـــن منـــزل مــــروة‬

‫�شريف يدخل ال�شقة ثم تقوده الأم �إلى الري�سب�شن وتقول له‬


‫منى (ب�سعادة وفرحة)‪:‬‬
‫اتف�ضل اقعد يا دكتور‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫مير�سي‪.‬‬
‫�شريف يجل�س فتتابع الأم بابت�سامة رقيقة‪:‬‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫عن �إذنك ثواني‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫اتف�ضلي يا فندم‪.‬‬
‫الأم تعطيه ظهرها ثم تع��ود لتلتفت �إليه وتقترب من��ه بابت�سامة غريبة‪،‬‬
‫فينظر لها بابت�سامة حائرة قلقة‪ ،‬فتقترب من �أذنه في�شعر بالقلق وي�سحب‬
‫بعيدا عن فمها‪ ،‬لكنها تقترب �أ�س��رع من �أذنه فيم�سك �أذنه بخوف‬
‫ر�أ�سه ً‬
‫قائل في توتر‬
‫اً‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫فيه حاجة يا طنط؟!‬
‫الأم تزيح يده عن �أذنه ثم ت�ضع فمه��ا بجوار �أذنه وعلى وجهها ابت�سامة‬
‫كوميدية وهي تقول‪:‬‬

‫‪199‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫معل�ش يا ابني �أنا زي امك‪ ..‬ولما ت�سمع مني الملحوظة دي‬
‫�أح�سن ما ت�سمعها من مروة‪..‬‬
‫�شريف (بخوف)‪:‬‬
‫ملحوظة �إيه؟‬
‫منى (هام�سة)‪:‬‬
‫�سو�ستة البنطلون مفتوحة‪.‬‬
‫�شريف تت�سع عيناه وينظر لل�سو�ستة ب�إحراج‪ ،‬بينم��ا تعتدل الأم وتبت�سم‬
‫وهي تقول في �أمومة حنون‪:‬‬
‫أ�صحي مروة م�سافة ما تقفل ال�سو�ستة‪.‬‬
‫�أنا هروح � ِّ‬
‫تن�صرف متجهة نحو غرفة مروة‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫غرفـــــة مـــــروة‬

‫الأم تدخ��ل غرفة مروة ب�سع��ادة‪ ،‬فتجد مروة غارقة ف��ي نوم عميق‪،‬‬
‫فتهزها بفرحة وحما�س قائلة ب�سعادة‪:‬‬
‫مـــــــــــروة‬
‫مروة ال ترد فتهزها الأم حتى توقظها قائلة ب�صوت عال ً‬
‫نوعا ما‪:‬‬
‫مـــروةةةة‪..‬‬
‫مروة ت�سحب الغطاء على وجهها بحي��ث تغطي مالمحها‪ ،‬فتحاول الأم‬

‫‪200‬‬
‫جذبه دون ج��دوى فت�سحبه م��ن ناحية قدميها وتزغزغه���ا في قدميها‬
‫�صائحة بحما�س‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫الموز جه لغاية عندك ي�س�أل عليكي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قومي يا مروة‪..‬‬
‫مروة تقف فج���أة مفزوعة في منت�صف ال�سري��ر والغطاء مازال يغطيها‬
‫بحيث تبدو مثل ال�شبح فتقول لها �أمها بده�شة‪:‬‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫مروة‪..‬‬
‫مروة تلقي الغطاء على �أمها ليغطيها وتبدو �أمها مثل ال�شبح فتقول ب�ضيق‬
‫من تحت الغطاء‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫الله الله‪�..‬إيه الحركات دي؟‬
‫مروة تقفز من ال�سرير وتم�سك بكتفي �أمها وتقول باهتمام‪:‬‬
‫هو اتكلم معاكي ف حاجة؟‬
‫منى (من تحت الغطاء)‪:‬‬
‫طب افتحي الأول وانا �أقولك‪ ..‬هف�ض��ل واقفة ع الغطا كده‬
‫كتير؟‬
‫مروة تنزع الغطاء عن �أمها وهي تقول بحما�س‪:‬‬
‫قال لك �إيه؟‬

‫‪201‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫ه��و لح��ق؟ اجه��زي ب�سرع��ة عقب��ال م��ا �أعمـل ل��ه حاجة‬
‫يدور على �شغ��ل ومحـد�ش هنـا‬ ‫ي�شربها ع�ش��ان �أخوكي نزل َّ‬
‫يقعـد معـاه‪.‬‬
‫الأم تتركها وتتجه نحو الباب لتغادره‪..‬‬
‫ما �إن ت�صل الأم �إلى باب الغرفة لتغادرها حتى تقول مروة بحيرة‪:‬‬
‫ماما‪..‬‬
‫منى (تلتفت لها ب�سعادة)‪:‬‬
‫�إيه يا حبيبة قلب ماما‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫هو ده م�ش حلم؟‬
‫الأم (�ضاحكة)‪:‬‬
‫وال م�سل�سل‪ ..‬يالاّ اجهزي ب�سرعة‪.‬‬
‫الأم تغادر الحجرة وتغلق الب��اب خلفها دون �أن تنتظ��ر �أي تعليق من‬
‫مروة‪ ،‬بينما تنظر مروة تجاه الباب ب�صدمة قبل �أن تغمغم‪:‬‬
‫كده اليوم بان من �أوله‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪202‬‬
‫ريسبشـــن منـــزل مـــروة‬

‫الأم تعطي كوب ع�صير ل�شريف الذي ي�أخذه منها بابت�سامة رقيقة اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫ت�سلم �إديكي يا طنط‪.‬‬
‫منى (بابت�سامة ودود)‪:‬‬
‫على �إيه ي��ا حبيب��ي دي حاجة ب�سيط��ة‪ ..‬عقبال م��ا ن�شرب‬
‫�شربات فرحك �إن �شاء الله‪.‬‬
‫�شريف ينظر لها ب�سعادة وقد �شجعت��ه الكلمة‪ ،‬في�ضع كوب الع�صير على‬
‫الترابيزة �أمامه‪ ،‬ثم يقترب منها ويقول ب�صوت منخف�ض‪:‬‬
‫فيكي من يكتم ال�سر؟‬
‫الأم تميل نحوه وتقول ب�صوت منخف�ض مماثل‪:‬‬
‫ف بير‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫وطبعا ح�ضرتك فاهمة ق�صدي‪.‬‬
‫ً‬ ‫�أنا نف�سي الفرح يكون ب�سرعة‪..‬‬
‫الأم تتراجع وك�أنها تنده�ش لما ت�سمع وهي تقول بده�شة كمن ال ت�صدق‬
‫ما �سمعت‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫لأ!!‬
‫�شريف (ب�صدمة)‪:‬‬
‫وال لأ م�ش موافقة ؟!‬
‫لأ م�ش فاهمة اَّ‬

‫‪203‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫منى (بلهفة لت�صحح �سوء الفهم)‪:‬‬


‫ق�صدي لأ م�ش م�صدقة‪(..‬تعود بظهرها للخلف وتقول كمن تفكر‬
‫في الأمر) في الحقيقة �إنت فاجئتني‪(..‬تعبث ب�شعرها) �أفكر‪.‬‬
‫�شريف (ب�إحراج)‪:‬‬
‫�إحم‪� ..‬أنا بتكلم عن فرحي على مروة‪ ،‬ح�ضرتك‪...‬‬
‫منى (�ضاحكة)‪:‬‬
‫مانا فاهم��ة يابني ب�س به��زر مع��اك‪� ..‬أنا والله م��ن �ساعة‬
‫ما �شفتك و�أنا حا�سة �إنك زي ح�سام ابني بالظبط‪.‬‬
‫�شريف (بابت�سامة متفائلة)‪:‬‬
‫وانا والله اعتبرتك ف غالوة بابا بالظبط‪.‬‬
‫منى (ب�صدمة)‪:‬‬
‫نعم؟‬
‫�شريف (ب�إحراج)‪:‬‬
‫�سوري يا طنط‪ ..‬ب�س �أ�صلي كنت بحب بابا الله يرحمه �أكتر‬
‫من ماما فمت�أثر بالموقف‪.‬‬
‫منى (بابت�سامة متفهمة)‪:‬‬
‫�آه‪� ..‬إذا كان كده معل�ش‪.‬‬
‫بعدها ن�سمع �صوت مروة وهي تدخل عليهم قائلة‪:‬‬
‫هاي �شريف‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫�شريف ينه�ض لي�سلم عليها‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫هاي مروة‪� ..‬ألف �سالمة عليكي‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫الله ي�سلمك‪.‬‬
‫الأم تبعد عن �شريف وهي تقول لمروة بلهجة ذات مغزى‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫تعالي اقعدي بقى جنب زميلك عقبال ما �أقوم �أعمل له كوباية‬
‫ع�صير لح�سن الع�صير الأوالني برد‪.‬‬
‫مروة ت�ستبدل المكان مع والدتها وهي تنظر لها غا�ضبة فت�صطدم بكوب‬
‫مخ�ضو�ضا وعلى وجهه‬
‫ً‬ ‫الع�صير لي�سقط على بنطلون �شريف الذي يقف‬
‫ال�صدمة بينما ت�شهق الأم وهي تقول‪:‬‬
‫يا خبر‪ ..‬لي��ه كده يا م��روة؟ دي البدل��ة باينها ل�س��ه جديدة‬
‫وغالية‪.‬‬
‫�شريف (بحزن وت�أثر كوميدي)‪:‬‬
‫�أوي �أوي‪.‬‬
‫مروة تنظر له بده�شة فيقول لها بخجل ممتزج بالح�سرة والحزن‪:‬‬
‫ب�س ما تغال�ش عليكي‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫منى تزيح مروة بعي ًدا عنه لتقترب منه قائلة‪:‬‬


‫ملحوقة يا ابني‪ ..‬اقلع البنطلون �أغ�سله و�أكويه ب�سرعة‪.‬‬
‫�شريف يم�سك ببنطلونه اً‬
‫قائل ب�صدمة‪:‬‬
‫البنطلون لأ‪..‬‬
‫❀❀❀‬

‫حجـــرة نـــوم مـــروة‬

‫مروة تقول لوالدتها بغ�ضب‪:‬‬


‫لأ يا ماما لأ‪ ..‬بجد كده ‪Over‬‬

‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫أفــ��وره يا بنتي‪ ..‬الواد ع�شــ��ري وانا مالي�ش‬‫�إيه بـ�س اللي � َ‬
‫في الر�سميات و�شغــل �ســ�ؤ �س�ؤ وت�ؤت�ؤ‪ ..‬يبقى �إيه الم�شكلــة؟‬
‫مروة (بع�صبية)‪:‬‬
‫�إزاي تم�سكي فيه يقلع البنطلون؟‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫وهــو يعنــي قلعــ��ه قدامــك‪..‬مانــا خليتـــ��ه يخـ�ش يغيــره‬
‫ف �أو�ض��ة ح�س��ام‪ ..‬ده بــ��دل م��ا ت�شكريني �إن��ي �صلحت‬
‫غلطتــك؟‬

‫‪206‬‬
‫مروة (بده�شة)‪:‬‬
‫غلطتي؟‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫وال انتي‪ ..‬م�ش‬
‫�أيوه غلطتك‪..‬ه��و انا اللي دلقت الع�صي��ر اَّ‬
‫جزاته �إنه ييجي ي�س���أل عليكي ينزل من عندن��ا مبلول‪ ..‬ده‬
‫والد البواب كان ممكن يزفوه‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫طب والغدا اللي م�سكتي فيه ياكله معانا؟‬
‫منى (بغيظ)‪:‬‬
‫لأ‪..‬ال ال ال لأ‪ ..‬ده �إنتي بخيلة ومعفنة بقى‪.‬‬
‫مروة تقترب منها وتنظر لعينيها بخبث وتقول بتح ٍّد‪:‬‬
‫ما�شي ي��ا كريم��ة‪ ..‬ب�س الل��ي ف دماغ��ك ده ل�س��ه بدري‬
‫عليه‪� ..‬أنا وعدته �إني هفكر الأول‪.‬‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫فكري وبعدين وافقي‪..‬هي دي فيها م�شكلة؟‬
‫وماله‪ّ ..‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪207‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مكتـــب شريــــف ومــــروة‬

‫�شريف يجل�س بجوار مروة ويقول لها بهدوء ونبرة عقالنية‬


‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫يعني دي جزاتي �إني جيت ا�س�أل على حبيبتي؟‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫م�ش �أنا قولت لك بال�ش الكلمة دي؟ ثم احنا اتفقنا ت�سيبني �آخد‬
‫على‪.‬‬
‫وقتي في التفكير وماتفكر�ش ت�ضغط َّ‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫وانا عند اتفاقي وما�ضغطت�ش وال حاج��ة‪ ..‬كل ما في الأمر‬
‫�إني قلق��ت عليكي فحبي��ت َّ‬
‫اطمن‪ ..‬ب���س ب�صراح��ة مكنت�ش‬
‫اعرف �إن طنط لذيذة �أوي كده‪.‬‬
‫مروة (�ساخرة)‪:‬‬
‫كلهم بيبقوا كده في الأول لغاية ب�س الزبون ما تيجي رجله‪.‬‬
‫�شريف (برومان�سية)‪:‬‬
‫دي تبقى �أحلى توريطة اتورطتها ف حياتي‪.‬‬
‫مروة (بابت�سامة خبيثة)‪:‬‬
‫وبالن�سبة للزبونة اللي هتتورط معاك‪ ..‬م�ش من حقها تقرر‬
‫م�صيرها؟ ما يمكن التوريطة ما تعجبها�ش‪.‬‬
‫�شريف تتحول مالمحه الرومان�سية �إلى الوجوم‬

‫‪208‬‬
‫�شريف (يزفر زفرة حارة ويقول بحزن)‪:‬‬
‫عموما �أنا م�ش ه�ضغط عليكي تاني‪.‬‬
‫ً‬
‫بتحد وتتحول لهجته �إلى ال�صرامة‬
‫ثم يميل نحوها ٍّ‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫ب�س اعمل��ي ح�ساب��ك �إن حياتك الجاي��ة لو ظلمت��ي فيها حب‬
‫بالقوة والإخال�ص ده‪ ..‬عمرها ما هتكون �سعيدة �أب ًدا‪.‬‬
‫�شريف ينه�ض ويهم بمغادرة المكتب‪..‬‬
‫وهو على عتبة المكتب يج��د جيرمين التي تنظر له نظ��رة طويلة تحمل‬
‫معاني كثيرة وتقول بحزن‪:‬‬
‫جيرميــــــن‪:‬‬
‫‪Good afternoon doctor‬‬

‫�شريف ينظر لها ويقول بالمباالة‪:‬‬


‫‪Good afternoon‬‬
‫ثم ين�صرف دون اكتراث‪ ،‬فتنظر له من ظهره قبل �أن تدخل‬
‫المكت��ب‪ ،‬وتقت��رب م��ن م��روة الت��ي تتطل��ع �إل��ى �شا�ش��ة‬
‫الالب‪ ‬توب وتقول لها وفي عينيها الدموع وب�صوت متهدج‬
‫من الحزن وال�ضعف‬
‫جيرميــــــن‪:‬‬
‫ممكن �آخد ر�أي ح�ضرتك في مو�ضوع م�صيري؟‬
‫مروة ترفع عينيها م��ن الالب توب وتنظر لجيرمي��ن بينما ت�سقط دمعة‬
‫�ساخنة من عيني جيرمين‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪209‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مكتــــب جيتــــام بالكافيــــه‬

‫جيتام يجل���س على مكتب��ه يطالع الج��روب الخـا�ص به على‬


‫الفي�س بوك‪ ،‬ثم ي�سمع �صوت طرقات على باب مكتبه فيقول‬
‫وهو مازال منهمكً ا في متابعة الجروب‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫اخرج‪.‬‬
‫الباب ينفت��ح فيدخل ح�سين و�سي��د‪� ،‬إذ نالحظ على وج��ه ح�سين �سعادة‬
‫خجولاً ‪ ،‬فيترك جيتام الكمبيوتر وينظر لكليهما بتوج�س اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫حتة تجر �ستة‪ ..‬خير؟‬
‫ح�سين ينظر للأر�ض في خجل‪ ،‬بينم��ا ينظر �سيد لجيتام ببالهة‪ ،‬فيلكزه‬
‫ح�سين في الخباثة‪ ،‬فيبد�أ في الكالم‬
‫�سيد (بلهجته ال�صعيدية)‪:‬‬
‫جايبين لح�ضرتك مفاج�أة يا جيتام بيه‪.‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫لحقت تحمل يا ح�سين‪.‬‬
‫ح�سين (بابت�سامة خجول)‪:‬‬
‫م�ش لما اتجوز الأول يا فندم‪.‬‬
‫جيتام (بده�شة)‪:‬‬
‫هو انت كل ده ل�سه ما اتورطت�ش؟‬
‫ح�سيـــــــن‪:‬‬
‫بكون نف�سي يا فندم ويا دوب ل�سه مخل�ص‪.‬‬
‫كنت ِّ‬

‫‪210‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫بعد �إيه ي��ا ح�سين‪..‬ا�صبر �شوي��ة �صغيرة وان��ت تتجوز ف‬
‫الجنة �إن �شاء الله‪.‬‬
‫�سيـــــــــــــد‪:‬‬
‫كمان �شهر خطوبة ح�سي��ن يا فندم‪ ..‬ب���س هتبقى ع ال�ضيق‬
‫وم�ش هيعزم حد‪ ..‬وانا جاي ا�ست�أذن��ك �أم�سك المحل مكانه‬
‫قبلها ب�أ�سبوع ع�شان يعرف يح�ضَّ ��ر نف�سه‪�..‬إنت عارف بقى‬
‫الكافيه ده بلوة بتخوت نافوخ الواحد ازاي‪.‬‬
‫ح�سين يلكزه ثم يقول لتلطيف الجو‪.‬‬
‫ح�سيــــــــــن‪:‬‬
‫ق�صده يعني يا فندم‪..‬‬
‫مقاطعا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام (ينه�ض‬
‫�ألف مبروك يا ح�سين‪.‬‬
‫ح�سي��ن يندفع نح��و جيتام ويعانق��ه بح��رارة كوميدية ثم ت��ذرف عيناه‬
‫قائل‪:‬‬
‫الدموع اً‬
‫الله يبارك فيك يا فندم‪ ..‬كان نف�سي �أفرح بيك الأول‪.‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫اخر�س بدل ما ارجع ف كالمي و�أجيبك يوم فرحك‪.‬‬
‫(مازحا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫ح�سين‬
‫ب�صراحة كنت عايز �أجرب فيك‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫وبعد ما تعرف بر�ضه هتتورط‪ ..‬ده �شر البد منه مابيفرق�ش‬
‫فيه الترتيب‪.‬‬
‫ح�سيــــــــــن‪:‬‬
‫بالمنا�سبة دي يا فندم كنت عايز �آخد ر�أيك في بدلة الخطوبة‪.‬‬
‫جيتام ينظر لح�سين نظرة ثاقبة ويت�أمله ثم يقول‪:‬‬
‫�أمممم‪...‬هاتها �سودا مقلمة‪..‬هتليق عليك‪.‬‬
‫ح�سيــــــــــن‪:‬‬
‫ب�س انا م�ش عايزها �سودا يا فندم‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫خال�ص هاتها فيراني �أو بيج‪.‬‬
‫ح�سيــــــــــن‪:‬‬
‫عليا‪.‬‬
‫ما انت عارف �إن اللونين دول بالذات م�ش بيليقوا َّ‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�أممم‪ ..‬ممكن تجيب لون بني‪ ..‬بر�ضه هيبقى جامد‪.‬‬
‫ح�سيــــــــــن‪:‬‬
‫�شحتها‪.‬‬
‫جبت قبل كده واحدة بني وبعدين ِّ‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ما ت�صارحني يا ح�سين‪� ..‬إنت مغ�صوب ع الجوازة دي؟‬

‫‪212‬‬
‫ح�سيـــــــــن‪:‬‬
‫لأ يا فندم‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�أُمال مطلع عين �أمــي معاك م ال�صبح ليه؟ دي كانت خطوبة‬
‫مهببة ب�ستين نيلة‪..‬عنك ما �أتجــوزت يا �أخــي‪�..‬إحنا �أ�صلاً‬
‫مـ�ش هنبق��ى موجودي��ن وال هن�شوف خلقت��ك وال خلقتها‪..‬‬
‫روح لها الب�س بدلة قديمة وطربو�ش وخليها تلب�س خدامة‪..‬‬
‫وق�ضوها حفلة تنكرية بو�شك المنفوخ زي البالونة ده‪.‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�سيد‬
‫بالونة؟ كل �سن��ة وانت طيب يا ح�سي��ن‪ ..‬عايزين نعلقك في‬
‫عيد الميالد‪.‬‬
‫غا�ضبا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫ح�سين (وهو ي�صفعه‬
‫ب�س يا �شمعة‪.‬‬
‫�ساخرا‬
‫ً‬ ‫�سيد ي�صمت وينظر له ب�إحراج فيقول جيتام‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫عاجبك كده‪�..‬آديك طفيت نف�سك‪.‬‬
‫ثم يفتح جيت��ام ذراعي��ه فيحت�ضنهم��ا وي�ضحك الجميع‪ ،‬قب���ل �أن يردد‬
‫ح�سين بفرحة‪:‬‬
‫�شكلي ه�شوف �أيام �سودة‪yes.. yes ..‬‬

‫❀❀❀‬

‫‪213‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫داخـــل كافيـــه جيتــام ‪ /‬خـــارج مكتبــــه‬

‫�شاب ب�سيط الهيئ��ة‪ ،‬متوا�ضع المالب�س‪ ،‬بحذاء مخ��روم يدخل ويت�أمل‬


‫حوله رواد الكافيه وقد ظهر الخجل من نف�سه عل��ى مالمحه في�أتي �إليه‬
‫�أحد الجر�سونات من وراء ظهره وي�س�أله‬
‫الجر�سون‪:‬‬
‫خير يا �أخ‪ ..‬فيه حاجة؟‬
‫ال�شاب يلتفت �إليه ويقول بتلعثم‪:‬‬
‫�آ�آ�آ�آ�آ‪� ..‬أ�ستاذ جيتام موجود؟‬
‫الجر�سون‪:‬‬
‫فيه ميعاد؟‬
‫ال�شـــــــــاب‪:‬‬
‫دايما بيقول �إن مكتبه مفتوح للجميع‪�..‬أرجوك‬
‫لأ‪..‬ب�س هو ً‬
‫�أنا محتاجه �ضروري‪.‬‬
‫الجر�سون يت�أمله من فوق لتحت ثم يقول بتهكم‪:‬‬
‫طب خليك هنا ثواني يا عم المنكوب‪.‬‬
‫الجر�سون ين�صرف‪ ،‬بينما يتطلع ال�شاب حوله �إلى رواد الكافيه ثم ينظر‬
‫للأر�ض بح��زن و�ضعف‪ ،‬حت��ى ي�ضع الجر�س��ون يده علي��ه فينتـف�ض‬
‫�ساخرا‬
‫ً‬ ‫بطريقة تجعل الجر�سون يقول‬

‫‪214‬‬
‫الجر�سون‪:‬‬
‫�إيه يا عم‪ ..‬مالك فيه �إيه؟ �إيدي بتكهرب‪.‬‬
‫ال�شاب (بخجل)‪:‬‬
‫ال‪ ،‬العفو‪.‬‬
‫متهكما‬
‫ً‬ ‫الجر�سون يت�أمله بازدراء قبل �أن يقول‬
‫الجر�سون‪:‬‬
‫طب اتف�ضل قدامي‪.‬‬
‫الجر�سون ي�سير ويتبعه ال�شاب‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫مكتـــب جيتـــام فـــي الكافيــــه‬

‫ناظرا نحو باب المكتب بت�أهب‪ ،‬فيفتحه الجر�سون‬


‫ً‬ ‫جيتام يجل�س على مكتبه‬
‫وي�شير لل�شاب الذي يدخل على ا�ستحياء اً‬
‫قائل وهو ينظر للأر�ض‬
‫ال�شـــــــــاب‪:‬‬
‫�سالمو عليكم‪.‬‬
‫الجر�س��ون يخرج ويغلق الب��اب خلفه‪ ،‬بينما يقول جيت���ام وهو ي�شير‬
‫للمقعد المواجه لمكتبه‬

‫‪215‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫وعليكم ال�سالم‪ ..‬اتف�ضل‪.‬‬
‫ال�شاب يجل�س على ا�ستحياء ويقول وهو ينظر للأر�ض‬
‫ال�شـــــــــاب‪:‬‬
‫لو حد عرف حدانا في البلد �إن��ي جيت لح�ضرتك ع�شان تحل‬
‫لي م�شكلتي العاطفية‪ ..‬م�ش بعيد يتب��روا مني ويحكموا على‬
‫�أبويا يبيع �أر�ضه ويفارقهم هو كمان‪.‬‬
‫جيتام (وهو يت�أمل مالمحه)‪:‬‬
‫ولما انت خايف منهم �أوي كده �إيه اللي جابك؟‬
‫ناظرا لجيتام با�ستعطاف)‪:‬‬
‫ً‬ ‫ال�شاب (وهو يرفع ر�أ�سه‬
‫ع�شان انا �أهون عندي �أخ�س��ر �أر�ضي و�أر�ض �أبويا وعمري‬
‫كله‪ ..‬ب�س ما اخ�سر�ش حبيبتي‪.‬‬
‫جيتام (وهو يت�أمل مالمحه)‪:‬‬
‫وليه تخ�سرها؟ ما دام �أبوك عنده �أر�ض خليه يجوزهالك‪.‬‬
‫ال�شـــــــــاب‪:‬‬
‫بيه‪..‬هما يا دوب‬
‫َّ‬ ‫م�ش �أر�ض بالمعنى اللي انت متخيله يعني يا‬
‫كام قيراط ُعمي‪ ..‬ب�س �أ�سامة بتاع الجيم عنده �أكتر منهم‪.‬‬
‫جيتام (بده�شة)‪:‬‬
‫جيم؟‬

‫‪216‬‬
‫ال�شـــــــــاب‪:‬‬
‫المو�ضوع وم��ا فيه �إن��ي ماعجبتنيـ�ش حياة البل��د‪ ..‬وف يوم‬
‫مــا‪ ‬ح�ستــ�ش بنف�سي غيـ��ر وانـا �ساحـب خلجات��ي ونازل على‬
‫م�صر‪ ..‬ا�شتغلت ف م�صن��ع بـ ‪ 700‬جني��ه ف ال�شهر وح�سيت‬
‫اني بقيت راجل‪ ..‬وهناك عرفت �أمينة‪..‬بنت غلبانة ب�س �أهلها‬
‫مطفحينها الدم‪..‬ع�شان كده كانت عاي��زة تهرب م البيت ب�أي‬
‫�شكل‪..‬ف الوقت ده ك��ان �أ�سامة بتاع كلي��ة التربية الريا�ضية‬
‫ل�سه راجع م الكويت ومحو�ش قر�شين فت��ح بيهم جيم‪ ..‬اتقدم‬
‫لها وزغلل عنيها بالفلو�س وعمل له��ا رجيم ببال�ش ف ن�سيتني‬
‫وراحت ل��ه‪ ..‬وبعد فتـ��رة ح�س��ت بقيمتـي ورجع��ت لـي‪..‬‬
‫وبعدين راحت له‪..‬وبعدين جات لي‪..‬وبعدين راحت له‪..‬‬
‫وع�شان يكون مفي�ش ترجيع‪..‬‬
‫(مقاطعا ب�سخرية)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫خدت برم برام‪.‬‬
‫ال�شـــــــــاب‪:‬‬
‫لأ‪ ،‬كتبوا الكتاب‪ ..‬و�ساف��ر �أ�سامة تان��ي‪ ..‬ب�س للإمارات‬
‫المرة دي‪ ..‬و�ساب �أخوه يدير الجيم عقبال ما يرجع ع�شان‬
‫يفتح فرع تاني‪..‬ومن �ساعتها وانا بحاول �أقنعها ت�سيبه‪.‬‬
‫مفزوعا‬
‫ً‬ ‫ن�سمع �صوت طائرة في الخلفية فيقوم جيتام‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫يا نهار ا�سود‪� ..‬أ�سامة رجع‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ال�شاب ينظر له في قلق ويتابع‬


‫ال�شـــــــــاب‪:‬‬
‫عليا‬
‫عرفت منين؟ ده فعال رجع وع��رف اللي ح�صل وقالب َّ‬
‫الدنيا‪.‬‬
‫جيتام (بقلق)‪:‬‬
‫طبعا يكون بيراقبك وما�شي وراك؟‬
‫وم�ش بعيد ً‬
‫ال�شـــــــــاب‪:‬‬
‫احتمال‪.‬‬
‫جيتام (بتوتر)‪:‬‬
‫اطلع بره‪.‬‬
‫(م�صدوما)‪:‬‬
‫ً‬ ‫ال�شاب‬
‫ليه ب�س؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫يابا ده بتاع جيم‪..‬يعني يقوم بينا احنا الجوز‪�..‬أُمال بقى لو‬
‫جاب معاه �صحابه هيعملوا فينا �إيه؟‬
‫ال�شـــــــــاب‪:‬‬
‫ما هي دي م�شكلتي الل��ي عايزك تحلهالي قب��ل ما يدخل بيها‬
‫و�أت�سوح انا‪..‬ده لو خدها ممكن �أروح فيها‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫م�ش �أح�سن م��ا اروح �أنا فيه��ا‪ ..‬ده انا لو ُ�شف��ت �صر�صار‬

‫‪218‬‬
‫أع��زل‪ ..‬تقوم موقعن��ي مع �صاحب‬ ‫بيطير في بيتن��ا ممكن � َّ‬
‫جي��م؟ وبعدين يا �أخ��ي خال�ص �ضاق��ت بيك الدني��ا؟ من قلة‬
‫بتف��وت بتنقط بنات‪..‬‬
‫ّ‬ ‫البن��ات؟ ده حنفية الحم��ام بتاعتنا لما‬
‫ازاي هت�أمن لها بعد‬ ‫حرام عليك يا �أخي‪ ..‬ما �س�ألت�ش نف�س��ك ّ‬
‫ما عملت كده مع اللي قبلك؟‬
‫ال�شاب ينه�ض قائلاً في حرقة‪.‬‬
‫ال�شـــــــــاب‪:‬‬
‫�أنا الحب الأول‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫دلوقت البنات بق��ت تجيب للرابع و�ساع��ات للخام�س ح�سب‬
‫الموديل‪.‬‬
‫ال�شـــــــــاب‪:‬‬
‫وان��ا اللي كنت فاك��رك هت�ساعدني وتقف جنب��ي ف الم�شكلة‬
‫المثارة دي!‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫بال �أم �سارة بال �أم ح�سين‪� ..‬أنا �ضد المب��د�أ من الأ�سا�س وما‬
‫بن��ي على باط��ل فه��و باط��ل‪ ..‬ن�صيح��ة �أخ (ينفخ ف��ي يده‬
‫الم�ضمومة ويتابع) انفد بجلدك واخلع م المو�ضوع ده‪.‬‬
‫ناظرا للأر�ض بانك�سار‪.‬‬
‫ً‬ ‫ال�شاب يغادر مكتب جيتام‬
‫ال�شاب يدخل �شقته المتوا�ضعة ويجمع هدومه‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫متكد�سا بحيث ن��راه يقف على باب الأتوبي�س من‬


‫ً‬ ‫ال�شاب يركب �أتوبي�س‬
‫الخارج حاملاً حقيبته المتوا�ضعة‪.‬‬
‫ال�شاب يدخل محطة م�صر وينظر للقطار الذي يتحرك بتردد‪.‬‬
‫القطار يتحرك ويغادر المحطة‪.‬‬
‫ال�شاب يجري خلف القطار ب�سرعة ويقفز داخله في اللحظة الأخيرة‪.‬‬
‫ال�شاب يدخل البلد و�سط الحقول فتنظر له �إحدى الفتيات بفرحة و�سعادة‪.‬‬
‫ال�شاب يدخل منزله ويقبل يد والده‪.‬‬
‫ال�شاب ي�ضع يده في يد والد الفتاة ونرى م�أذو ًنا يتحدث‪.‬‬
‫الفتاة التي كانت تنظر لل�ش��اب تجلـ�س و�سط بن��ات عائالتها حيث الكل‬
‫يرق�ص ويزغرد لها‪ ،‬بينما ارت��دت ف�ستا ًنا �أبي�ض فالحي وتجل�س �سعيدة‬
‫و�سطهم‪.‬‬
‫فر�سا �أبي�ض و�أمامه تجل�س الفت��اة وي�سير بها و�سط فرحة‬
‫ال�شاب يركب ً‬
‫�أهل القرية‪.‬‬
‫وعلى الم�شاهد الما�ضية‪ ،‬يتردد �صوت (جيتام) في الخلفية اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫دايم��ا حوالي��ك البنت الل��ي بتحب��ك و�إنت م���ش �شايفها‪..‬‬
‫« ً‬
‫لو دورت عليها هتالقيها موجودة وانت م�ش حا�س�س بيها‪..‬‬
‫زي ما انت بتحب واحدة وم�ش حا�س��ة بيك بالظبط‪ ..‬جايز‬
‫تطلع جارتك اللي مفي�ش بينك وبينها غير �صباح الخير �صباح‬
‫النور‪ ..‬وممكن تكون زميلتك اللي ُعمر ما دار بينك وبينها‬
‫كالم‪ ..‬وم��ع ذلك عنيها دايم��ا ما بتنزل�ش م��ن عليك و�إنت‬

‫‪220‬‬
‫مديها �ضهرك‪ ..‬وم�ش بعيد تكون قريبتك اللي متربي معاها‬
‫وبت�شوفها كتير لكن عم��رك ما فهمت نظراته��ا‪ ..‬لما نكون‬
‫بنحب نا�س م�ش حا�سين بينا‪ ..‬ب�س فيه �أمل �إن الحب ييجي‪،‬‬
‫وفيه �أم��ل �أكبر �إنه يتح��ول لج��واز‪ ..‬بنن�سى الل��ي بيحبونا‬
‫في‪� ‬صم��ت‪ ،‬وبنقول �أكيد ف ي��وم هيالق��وا ن�صيبهم‪ ..‬لكن‬
‫فيوم م��ا نحب حب �صعب �إن��ه ييجي‪ ،‬وم�ستحيل ل��و جه �إنه‬
‫يتحول لجواز‪ ..‬بيكون �أح�سن و�أ�سل��م حل �إننا ندور حوالينا‬
‫ع اللي بيحبونا من ورانا ونديلهم و�شنا»‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫أمــــام أحــــد السكاشـــــن‬

‫مروة تغادر ال�سك�ش��ن وخلفها ين�صرف الطلب��ة والطالبات فتجد �شريف‬


‫وعلى وجهه ابت�سام��ة رقيقة وبج��واره جيتام‪ ،‬وقد وقفا ف��ي انتظارها‬
‫فتعقد حاجبيها بم��رح وتتطلع �إليهما وق��د �أمالت ر�أ�سها ف��ي اتجاه كتفها‬
‫الي�سرى‪ ،‬وهي تنظر لهما با�ستغراب ث���م تبت�سم ابت�سامة رقيقة وهي‬
‫تقول‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫�إيه اللي لم ال�شامي ع المغربي؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�إنتي‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مروة (بده�شة)‪:‬‬
‫�أنا؟‬
‫جيتام (بابت�سامة خبيثة)‪:‬‬
‫�شريف يا �ستي ق��ال �إنه م�ش هيح�ضر فرح بن��ت خالتي غير‬
‫لو‪ ‬جيتي‪ ..‬فجي��ت �أعزمك بنف�س��ي لأنه لو م��ا ح�ضر�ش �أنا‬
‫كمان م�ش هح�ضر‪.‬‬
‫مروة ت�ضحك برقة ثم تقول‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫ده �سبب �أدعى �إني ماجي�ش ع�شان �أنقذ بنت خالتك من و�شك‬
‫الحلو‪ ..‬م�ش طالبة �أي مفاج�آت ف يوم فرحها‪.‬‬
‫�شريف (بمرح)‪:‬‬
‫نف�س ر�أيي‪ ..‬ع�شان كده بحط العقدة في المن�شار‪.‬‬
‫جيتام (يميل نحو �شريف وي�س�أله في الخباثة هام�سً ا)‪:‬‬
‫�إحم‪�..‬إنت قلت لها �إيه عني؟‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫الحقيقة‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫الله يك�سفك‪ ..‬ودي بر�ضه حاجة تتقال؟‬

‫‪222‬‬
‫ثم ينظر جيتام لمروة با�ستعطاف قائل‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫م الآخر بقى يا م��روة‪ ..‬الواد ده �أنح�س من��ي‪ ..‬ومع ذلك‬
‫عزمته لأن بنت خالتي هتتزف ف عربيت��ه‪� ..‬أ�صل جوزها‬
‫على قد حاله كده وهي يتيمة وكلنا هنقف جنبها‪ ..‬و�أنا للأ�سف‬
‫عربيتي ما ينفع�ش تزفها ع�شان البابين بتوعها قدام ب�س‪...‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫�آه بـــ�س ه��و اللي هي�سـ��وق عربيتي ويزفه��م‪ ..‬و�أنا وانتي‬
‫هنركب عربيته‪.‬‬
‫مروة تنظر لهما بخجل وتقول بارتباك‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫والله يا جيتام �أنا نف�سي‪ ،‬ب�س معرف�ش ظروفي وكمان‪..‬‬
‫�شريف (يقاطعها ويتابع بابت�سامة خبيثة)‪:‬‬
‫خال�ص بق��ى ي��ا مروة‪..‬الراجل حل��ف بالط�لاق‪� ..‬إنتي‬
‫عايزاه يطلق قبل ما يتجوز‪.‬‬
‫جيتام (بهزار)‪:‬‬
‫ومراتي تطلبني ف بيت الطاعة بقى‪ ..‬وانا �أهرب بالعيال‪.‬‬
‫�شريف (يبت�سم ويتابع)‪:‬‬
‫فيجيلي بعياله والد الكلب والدنيا بتمطر و�أقفل الباب ف و�شه‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�آه ب�س هيقفله من برة ال�شقة ع�ش��ان هيكت�شف �إن العيال والد‬
‫الكلب دول عياله‪ ..‬وبعدين البطل��ة هتكت�شف في الآخر �إن‬
‫�أبوها كان مابيخلف�ش‪� ..‬إنتي فا�ضية �أكمل والال تحبي تتابعي‬
‫الم�سل�سل بنف�سك؟‬
‫مروة تتبادل النظر بين وجهيهما وهي عاقدة حاجبيها بده�شة وا�ستغراب‪،‬‬
‫ثم ترفع يديها لت�ستوقفهما قائلة بمــرح‪:‬‬
‫خال�ص‪ ..‬خال�ص‪( ..‬تبت�سم وتتابع)‪� ..‬أنا هاجي ب�س ع�شان‬
‫خاطر العيال‪ ..‬ب�س هم�شي قبل ال�ساعة ‪.12‬‬
‫جيتام ينظر ل�شريف وي�ضحك اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫�أي خدمة يا عم‪ ..‬قلبتهالك �سندريال‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫فـــي سيــــارة شريــــف‬

‫مروة في �سيارة �شريف وهي ف��ي كامل �أناقتها‪ ،‬وقد ارتدت‬


‫عد�سات خ�ضراء‪ ،‬وف�ستا ًنا �سواري��ه �شيك لكنه محت�شم‪ ،‬بينما‬
‫يقود �شريف وعلى وجهه ابت�سامة �سعيدة‪ ،‬فتنظر �إليه وتت�أمل‬
‫مالمحه ثم ت�س�أله‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫في النهارده؟‬
‫ماقولتلي�ش‪� ..‬إيه �أكتر حاجة عجبتك َّ‬

‫‪224‬‬
‫�شريف يت�أمل مالمحها بحب ورومان�سية قبل �أن يقول برقة‪:‬‬
‫عنيكي‪.‬‬
‫مروة تجفل ث��م تبت�سم ابت�سام��ة �صفراء محرجة وه���ي تقول في �ضيق‬
‫تحاول �أن تخفيه‪:‬‬
‫ب�س دي لين�سز‪.‬‬
‫�شريف ي�شعر بالحرج ويقول بارتباك‪:‬‬
‫�أق�صد عنيكي اللي ورا اللين�سز على فكرة‪.‬‬
‫مروة (�ساخرة)‪:‬‬
‫ورا ع اليمين والال ال�شمال؟‬
‫�شريف (بابت�سامة تحاول �أن تداري على الموقف)‪:‬‬
‫ال اللي ف الن�ص‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫الباركنـــــــج‬

‫�شريف يركن ال�سيارة في الباركنج ثم يهبط منها وكذا تفعل مروة‪ ،‬وما‬
‫�إن تهبط م��ن ال�سيارة حتى يمر بجوارها �شلة بن��ات يرتدين الإ�سداالت‬
‫�شزرا‪ ،‬فتنظر لهن مروة بده�شة ثم تنظر ل�شريف فيبت�سم‬
‫ً‬ ‫وينظرن �إليها‬
‫وهو يهز كتفيه با�ستغراب ويتجهان نحو القاعة‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪225‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫أمــــام القاعـــة التــي يقــام فيهـــا الفــرح‬

‫�شريف ومروة يقتربان من القاع��ة فيجدان رجلين ملتحيين؛ �أحدهما �ضخم‬


‫وملتح لحي��ة جميلة مهذبة تزي��ده جمالاً‬
‫ٍ‬ ‫الجثة والآخ��ر عادي في الج�س��م‬
‫ووقارا‪ ،‬حيث يق��ف الرجالن خ��ارج القاعة بجوار جيت��ام على الجانب‬ ‫ً‬
‫الأي�سر لباب القاعة‪ ،‬بينما تقف على الجانب الأيمن �سيدة �ضخمة وعدد من‬
‫ال�سيدات العاديات في الج�سم‪ ،‬في�شير جيتام لل�سيدة ال�ضخمة اً‬
‫قائل لمـروة‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫الحاجة زينب �أم العري�س‪.‬‬
‫وقبل �أن يكمل كلمته‪ ،‬تجذب زين��ب مروة وتحت�ضنها وتقبلها بحميمية‪.‬‬
‫زائدة ت�ؤلم مروة وتده�شها وهي تقول لها‬
‫الحاجة زينب‪:‬‬
‫يا �أهلاً و�سهلاً يا �أهلاً و�سهلاً ‪ ..‬عقبالك يا قمر �إن �شاء الله‬
‫مروة (ب�ألم)‪:‬‬
‫الله يبارك فيكي يا طنط‪.‬‬
‫ثم تتولى بقي��ة ال�سيدات ال�سالم عل��ى مروة‪ ،‬بينما يفع��ل بالمثل الرجل‬
‫الملتحي ال�ضخم م��ع �شريف الذي ي�شعر ببطنه و�ص��دره يرتجان بعنف‬
‫مع الح�ضن العنيف الذي يح�ضنه الرجل‬
‫الرجل الملتحي ال�ضخم‪:‬‬
‫نورتنا والله يا �أ�ستاذ‪ ..‬بارك الله فيك‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫وما �إن يترك الرج��ل الملتحي ال�ضخم �شريف حت���ى يقول جيتام وهو‬
‫ي�شير �إليه‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ده الحاج عبد الجبار والد العري�س‪.‬‬
‫�شريف ينظر للرجل ويهز ر�أ�سه بابت�سام��ة طفيفة ثم ينظر جيتام للرجل‬
‫الملتحي الآخر ويقول‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫وده الحاج عبد الهادي عم العري�س‪.‬‬
‫�شريف ي�صافحه بقلق وتحفز حتى ال يحت�ضن��ه الرجل بعنف مثل �أخيه‪،‬‬
‫لكن الرجل ي�سلم بهدوء وبابت�سامة رقيقة دون �أن يتكلم فيعانقه �شريف‬
‫قائل ب�سعادة‬
‫اً‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫عبد الهادي و�إنت هادي والله يا حاج‪ ..‬ده �إيه الجمال ده‪.‬‬
‫�شريف ينتهي من ال�سالم ثم ينظر لجيتام بده�شة ويقول هام�سً ا‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫هو فيه �إيه؟‬
‫في�أخذه جيتام على جنب ويقول له هام�سً ا‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫الفرح �إ�سالمي‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�شريف (بغيظ)‪:‬‬
‫الله يخرب بيتك‪ ..‬م�ش كنت تقول؟‬
‫جيتام (هام�سً ا)‪:‬‬
‫مانا عارف �إنكم متدينين‪.‬‬
‫�شريف ينظر له بغيظ‪ ،‬ثم يالحظ مروة وهي تتجه نحو الرجل لت�صافحه‬
‫وعلى وجهها ابت�سامة‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫�ألف مبروك يا فندم‪.‬‬
‫الرجل ينظ��ر ليدها الممدودة نح��وه بغ�ضب وا�ستهج��ان‪ ،‬فيقوم الحاج‬
‫عبد‪ ‬الهادي بم�صافحة مروة بدلاً منه بابت�سامة ودود محترمة اً‬
‫قائل لها‪:‬‬
‫�أنا الحاج عبد الهادي عم العري�س وده عبد الجبار �أخويا ب�س‬
‫ما بي�سلم�ش‪.‬‬
‫�شريف ينظر للحاج عبد الهادي بفرحة ثم يعانقه مرة �أخرى قائل‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫ربنا يحفظك يا حاج عبد الهادي‪ ..‬يا �سالم ع الإيمان ال�سليم‬
‫والفهم ال�صحيح للدين!‬
‫�شزرا فيقول له �شريف بقلق‪:‬‬
‫ً‬ ‫عبد الجبار ينظر ل�شريف‬
‫ال‪ ،‬ده �أن��ا �أق�ص��دك �إنت ي��ا حاج‪ ..‬م���ش �إنت الح��اج عبد‬
‫الهادي؟‬
‫عبد الجبار‪:‬‬
‫ال‪� ،‬أنا الحاج عبد الجبار اللي ما بي�سلم�ش‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫�شريف يلتفت للحاج عبد الهادي وي�صافحه بحرارة اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫بر�ض��ه ربن��ا يحفظك ي��ا ح��اج عبد اله��ادي‪� ..‬إن��ت رجل‬
‫والرجال قليل‪.‬‬
‫جيتام ي�صحب �شريف ومروة للداخل اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫اتف�ضلوا يا جماعة‪.‬‬
‫ثم ينظر جيت��ام لعبد الجب��ار ذي المالمح المتجهم��ة‪ ،‬قبل �أن‬
‫يتابع (جيتام) كالمه لـ(�شريف) و(مروة) بلهجة ذات مغزى‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�إن �شاء الله نفرح بيكو قريب على �سنة الله ور�سوله‪.‬‬
‫بينما يقول عبد الجبار ب�صوته الغليظ‪:‬‬
‫�آمين‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫داخـــل قاعـــــة الفــــرح ‪/‬‬


‫الجانــب األيمـــن المخـــصص للسيـــدات‬
‫مروة تجل�س ف��ي الجان��ب الأيمن من القاع��ة حيث الج��زء المخ�ص�ص‬
‫للحري��م‪ ،‬ونجدها الفت��اة الوحيــ��دة غير المحجب��ة‪ ،‬حيث ال��كل ما بين‬
‫محجبات ومختمـرات ومنتقبــات وتنظـر لهن بحرج‪ ،‬في حيــن ن�سمــع‬
‫في الخلفيــة �إحدى الأغنيات التي يتم ت�شغيلها في الأفراح الإ�سالمية‪.‬‬
‫�إحدى البنات المحجبات التي ترتدي بادي كارينا ومالب�س �ضيقة ال‪ ‬تليق‬
‫بالحجاب تنظر لمروة با�ستهجان ثم تتهام�س مع فتاة بجوارها‪..‬‬

‫‪229‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫وحجابا «�شي��ك» ال يتنافى مع الح�شمة‬


‫ً‬ ‫فتاة �أخرى ترتدي مالب�س �أنيقة‬
‫انطباعا بال�شياكة والأناقة‪ ..‬تنظر لمروة وتبت�سم قائلة‬
‫ً‬ ‫ومع ذلك يعطي‬
‫الفتاة المحجبة‪:‬‬
‫م�ش ح�ضرتك �أ�ستاذة مروة بتاعة برنامج �أ�ستروجين؟‬
‫مروة (بابت�سامة رقيقة)‪:‬‬
‫�أيوه‪.‬‬
‫الفتاة المحجبة‪:‬‬
‫نورتينا‪� ..‬أنا متابعة ح�ضرتك ومعجبة ب�آرائك المحترمة العميقة‪.‬‬
‫مروة (بنف�س االبت�سامة الرقيقة)‪:‬‬
‫مير�سي ربنا يخليكي‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫داخـــل قاعـــــة الفــــرح ‪/‬‬


‫الجانــب األيســـر المخـــصص للرجـــال‬

‫جيت��ام و�شريف يجل�سان ف��ي الجانب المخ�ص�ص للرج��ال‪ ،‬ون�سمع في‬


‫الخلفية �أغنية �أخرى من التي يت��م ت�شغيلها في الأفراح الإ�سالمية‪ ،‬بينما‬
‫كل الرجال حولهما ملتحون‪..‬‬
‫ملتح �آخر بجواره‪ ،‬بينما يقترب‬
‫�شزرا ويتهام�س مع ٍ‬
‫ً‬ ‫�أحدهم ينظر �إليهما‬
‫منهما الحاج عبد الهادي‬

‫‪230‬‬
‫عبد الهادي (بابت�سامة رقيقة)‪:‬‬
‫�آن�ستونا ي��ا جماعة‪� ..‬أنا عاي��زك ماتقلق�ش عل��ى بنت خالتك‬
‫يا‪� ‬أ�ستاذ جيتام‪� ..‬أنا و�صيت �أحمد اب��ن �أخويا عليها و�أنا اللي‬
‫هت�صدر لها قبل منك لو زعلها‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫من غير ما تقول يا حاج �أنا عارف‪�..‬أن��ا �أ�صلاً وافقت على‬
‫�أحمد مخ�صو�ص ع�شانك‪.‬‬
‫عبد الهادي (بده�شة)‪:‬‬
‫بـ�س �أن��ا ما�شوفتك�ش غي��ر بعد م��ا اتفقتوا على ك��ل تفا�صيل‬
‫الجوازة‪.‬‬
‫جيتام (بحرج)‪:‬‬
‫�إحم‪ ..‬م�ش محتاج �أ�شوفك‪� ..‬سيرتك �سابقاك يا حاج‪.‬‬
‫ي�ضحك الحاج عبدالهادي ثم يربت على كتف جيتام اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫الله يحفظ��ك ولو �إن��ك �أونطج��ي‪ ..‬ربنا يكرم��ك بالزوجة‬
‫ال�صالحة �إن �شاء الله‪.‬‬
‫جيتام يبت�سم ابت�سامة حزينة يالحظه��ا �شريف‪ ،‬في�شعر بالحرج ويداري‬
‫وجهه‪ ،‬بينما ينظ��ر جيتام نحو ابن��ة خالته وهي تجل�س ف��ي الكو�شة مع‬
‫عري�سها وعلى وجهيهما ال�سعادة والحب ويطيل النظر‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪231‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫خــــــارج قاعــــة الفــــرح‬

‫�أك��رم �صديق �شري��ف وجيت��ام‪ ،‬يدخل عل��ى القاع��ة في�ستقبل��ه الحاج‬


‫عبد‪ ‬الجب��ار ال�ضخم وي�صافح��ه بقوة ويحت�ضن��ه بعنف فينظ��ر له �أكرم‬
‫برعب وتوتر‪ ،‬بينما يقول عبد الجبار بطريقته الم�ألوفة و�صوته الغليظ‪:‬‬
‫نورتنا والله يا �أ�ستاذ‪ ..‬بارك الله فيك‬
‫�أكرم يجد جيتام وقد خرج للتو من القاعة فينادي عليه برعب وتوتر‬
‫�أكــــــــــــرم‪:‬‬
‫جيتام‪� ..‬إلحقني يا جيتام‪.‬‬
‫جيتام ينظ��ر �إليه بده�ش��ة غير م�صدق عيني��ه وما �إن يقت��رب منه حتى‬
‫يحت�ضنه بعنف مماثل اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫م�ش معقول‪� ..‬أك��رم؟‪� ..‬إيه اللي جابك؟‪ ..‬محد�ش عزمك‬
‫يا راجل!‬
‫�أكرم (وهو يبعده ب�ألم و�صدمة)‪:‬‬
‫نعم؟‬
‫جيتام (�ضاحكً ا)‪:‬‬
‫محد�ش عزمك ع�شان �إنت �صاحب فرح‪ ..‬اتف�ضل خ�ش‬
‫�أكرم يهم بالتراجع اً‬
‫قائل بخوف‪:‬‬
‫ال �أنا كنت ج��اي �أبارك ل��ك و�أ�شوفك ع�ش��ان وح�شتني من‬
‫�ساعة ما اتخرجنا‪ ..‬نعو�ضها بعدين‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫عبد الجبار يلتفت له ويقول ب�صوته الغليظ‪:‬‬
‫والله ال يمكن‪.‬‬
‫�أكرم يلت�صق بجيتام اً‬
‫قائل في خوف‪:‬‬
‫طبعا ال يمك��ن‪ ..‬ده �أنا �آخر واحد هم�ش��ي‪ ..‬دخلني ب�سرعة‬
‫ً‬
‫يا جيتام‪.‬‬
‫جيتام و�أكرم يدخالن القاعة ب�سرعة‬
‫❀❀❀‬

‫داخـــل قاعـــــة الفــــرح ‪/‬‬


‫الجانــــب األيســـر المخـــصص للرجـــال‬

‫�أك���رم يجل�س و�س���ط �شريف وجيت���ام‪ ،‬وينظر بقل���ق وخوف لجمع‬


‫الملتحين الذي يحا�صرهم ثم يهم�س لجيتام‪..‬‬
‫�أكــــــــــــرم‪:‬‬
‫طب بخ�صو�ص الفرح واليوم ال�سعيد ده‪� ..‬إيه ظروف �ضرب‬
‫النار بعد ما نخلّ�ص‪.‬‬
‫جيتام (بده�شة)‪:‬‬
‫�ضرب نار �إيه‪� ..‬إنت عليك تار يا �أكرم؟‬
‫جرابا به طبنجة قائل‬
‫ً‬ ‫�أكرم يك�شف جانب البذلة الأي�سر لنرى‬

‫‪233‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�أكــــــــــــرم‪:‬‬
‫ال يا راجل‪ ،‬ده �أنا كنت ناوي �أجاملك بكام طلقة‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�إيه؟ تجاملني بكام طلقة؟ الله يخرب بيتك‪ ..‬وريني كده‬
‫�أكرم يخرج الم�سد�س من الجراب ويعر�ضه على جيتام‪ ،‬فيالحظ جمع‬
‫الملتحين ذلك‪ ،‬فيقتربون وهم ينظرون للطبنجة بده�شة وتوتر‪..‬‬
‫جيتام ي�أخ��ذ الطبنجة وي�سحب الأج��زاء ليعمرها فيتراج��ع الكل وي�ضع‬
‫بع�ضهم يديــ��ه فوق ر�أ�ســ��ه في خ��وف في�صوبها جيتــ���ام نحو �أكرم‬
‫قائل‪:‬‬
‫بخوف اً‬
‫جيتام (بتوتر)‪:‬‬
‫دي عمل��ة تعملها بر�ضه ي��ا �أكرم؟ هي الحاج��ات دي لعبة؟‬
‫�إحنا ناق�صين م�صايب؟‬
‫جيتام ت�ص��در منه طلق��ة دون �أن ي��دري‪ ،‬فيجري الجمي��ع في رعب‬
‫وتح��دث حالة من اله��رج والمرج‪ ،‬ونج��د مروة تج��ري و�سط ح�شد‬
‫الن�ساء الالت��ي ي�صرخن فتتعث��ر وت�سقط‪ ،‬لكن يد �شري��ف تم�سك بها في‬
‫اللحظة الأخيرة لي�ساعدها على الوقوف ثم يجريان‪..‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪234‬‬
‫داخــــل قاعــــة الفـــرح‬

‫القاعة كلها خالية م��ن الجميع عدا �أكرم الذي يجل���س على الأر�ض في‬
‫وا�ضعا يديه ف��وق ر�أ�سه‪ ،‬بينما ينظ��ر جيتام للطبنجة‬
‫ً‬ ‫و�ضع القرف�ص��اء‬
‫التي يخرج منها الدخان‪ ،‬ثم ينظر لـ �أكرم ويقول بغ�ضب‪:‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�شوفت �آخرة اللعب بالنار؟ ه��ات بقى الجراب بالمرة ع�شان‬
‫�أ�شيل الطبنجة معايا لآخر الف��رح‪ ..‬خلي اليوم يخل�ص على‬
‫خير‪.‬‬
‫فيما ينظر �أكرم للقاعة التي بدت خاوية عل��ى عرو�شها بدون معازيم‪،‬‬
‫وعيناه تقول لـ(جيتام)‪:‬‬
‫�إنت عبيط؟‬
‫❀❀❀‬

‫فــــي سيــــارة شريــــف‬

‫�شريف ي�سير بال�سيارة وبجواره مروة فينظر لها برقة ورومان�سية اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫كان يوم جميل �أوي‪ ..‬بجد مير�سي يا مروة‪.‬‬
‫مروة تبت�سم برقة ث��م ن�سمع �صوت كالك�س الزف��ة المميز (تيت تيت‪..‬‬
‫قائدا �سيارة �شريف وفي‬
‫تيت تيت تيييت) فتنظر �إلى يمينها فتجد جيت��ام ً‬

‫‪235‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ملوحا لهما بحب‪ ،‬فيقوم �شريف‬


‫ً‬ ‫الخلف العرو�سان‪ ،‬فيخرج جيتام ي��ده‬
‫ب�إ�صدار �صوت كالك���س زفة الفرح لل��رد عليه وعلى وجه��ه ال�سعادة‬
‫والحب‪ ،‬ثم ينطلق جيتام ليتجاوز �سي��ارة �شريف ويبتعد‪ ،‬فتنظر مروة‬
‫ل�شريف وتقول ب�سعادة‪:‬‬
‫بيحبك �أوي‪.‬‬
‫�شريف (بخجل ممزوج بال�سعادة)‪:‬‬
‫و�أنا والله ربنا يعلم بحبه قد �إيه‪.‬‬
‫فج�أة نرى �إ�ضاءة ك�شافات تغمر �سيارة �شري��ف‪ ،‬ثم نرى ميكروبا�ص‬
‫بجوار ناف��ذة مروة ويطل م��ن الميكروبا�ص وجه �سائ��ق بغي�ض دميم‬
‫ناظرا نحو مروة بابت�سامة �شهوانية ثم يغمز لها بعينيه‪ ،‬فت�شيح‬
‫ً‬ ‫المالمح‪،‬‬
‫بعيدا عنه في قرف بينما يقول له �شريف بع�صبية‪:‬‬‫مروة بوجهها ً‬
‫ما ترك��ز ف طريقك �أح�سن ب��دل ما تحط نف�س��ك ف موقف‬
‫مانت�ش قده‪.‬‬
‫الرجل ينظ��ر ل�شري��ف بعيني��ه المحمرتين ويق��ول بلهجة به��ا قدر من‬
‫ال�سطالن كمن وقع تحت ت�أثير المخدر‪.‬‬
‫ال�سائــــــــق‪:‬‬
‫موقف؟‪ ..‬الموقف ل�سه فا�ضل علي��ه ‪ 5‬محطات‪ ..‬هيع هيع‬
‫هيع‪.‬‬
‫ثم يمي��ل ب�سيارته على �سي��ارة �شريف فج���أة في اتجاه الي�س��ار‪ ،‬فيجنح‬
‫�شريف ب�سيارته في اتجاه الي�سار لالبتعاد عنه و�سط �صرخة مروة‪ ،‬لكن‬

‫‪236‬‬
‫الرجل يعود التجاهه الطبيعي فج�أة وق��د �شعر �أنه خدع �شريف وا�شتغله‬
‫في�ضحك �ضحكة �ساخرة م�ستفزة‪ ،‬فيعقد �شريف حاجبيه في غ�ضب بينما‬
‫تقول مروة في توتر‪:‬‬
‫�سيبك منه يا �شريف‪ ..‬ده باين عليه م�سطول‪.‬‬
‫عاقدا حاجبيه في غ�ض��ب ويتنف�س ب�صوت م�سموع ينم عن‬‫�شريف يظل ً‬
‫غ�ضبه ال�شديد‪ ،‬فيعود الرجل لالقت��راب من �سيارته‪ ،‬ويلقي قبلة طائرة‬
‫م�سرعا‪ ،‬فيتمتم �شريف بغ�ضب و�صرامة‪:‬‬
‫ً‬ ‫لمروة ثم يبتعد‬
‫طول عمري بحلم بلحظة �أك�شن و�أهيه جت‪.‬‬

‫مروة تم�سك ذراعه لتهدئه‪ ،‬لكنه يجذب حزام الأمان ويقول لها � ً‬
‫آمرا‪:‬‬
‫�شدي حزام الأمان‪.‬‬
‫مروة تنظر له بخوف وتوتر وتقول‪:‬‬
‫�شريف ‪.Please‬‬

‫(�صائحا ب�صرامة)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف‬
‫قولت لك �شدي حزام الأمان‪.‬‬
‫م��روة تطي��ع كالمه ف��ي خوف وه��و يزي��د م��ن �سرعته حت��ى ي�صل‬
‫للميكروبا�ص ويتجاوزه وفج�أة يجذب الهاند بريك بغ�ضب ويدير عجلة‬
‫القي��ادة لت�ستدي��ر �سيارت��ه ح��ول نف�سه��ا وت�صبح ف��ي المواجه��ة �أمام‬
‫ميكروبا���ص ال�سائق‪ ،‬في�ضغ��ط ال�سائ��ق الفرامل فج�أة حت��ى ال ي�صدم‬
‫�سيارة �شريف ليندفع للأمام بعن��ف وت�صطدم ر�أ�سه بالزجاج الأمامي‪،‬‬
‫بينما يفك �شريف ح��زام الأمان ويخ��رج من �سيارته ف��ي قمة الغ�ضب‬
‫ويجري نحو ميكروبا�ص ال�سائق اً‬
‫قائل بغ�ضب‪:‬‬

‫‪237‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ده �إنت هتطلع عين �أمك النهارده‪.‬‬


‫وما �إن ي�صبح �أمام الباب حتى يفتحه ثم يكيل لل�سائق عدة لكمات متوالية‬
‫�سريعة‪ ،‬دون �أن نرى �أي رد فعل من ال�سائق‪ ،‬وما �إن يتوقف �شريف‬
‫حتى يفاج�أ بنظرة ال�سائق ال�ساخرة الذي يقول بلهجته الم�سطولة‪:‬‬
‫ما بيحو�أ�ش‪.‬‬
‫ثم يلك��م ال�سائق �شري��ف بقوة في وجه��ه ليطير �شري��ف للخلف وي�سقط‬
‫أر�ضا‪ ،‬ثم يخ��رج ال�سائق من الميكروبا�ص ونجد ج�س��ده ال�ضخم يتجه‬
‫� ً‬
‫نحو �شريف بخط��وات واثقة ثقيلة كدينا�صور عثر عل��ى فري�سته‪ ،‬وكذا‬
‫م�سرعا ويقفز‬
‫ً‬ ‫ينزل تباع الميكروبا�ص ويت�أمل الموقف‪ ،‬فينه�ض �شريف‬
‫نحو ال�سائق‪� ،‬إال �أن الأخير يقب�ض بيده اليمنى على عنق �شريف ليوقف‬
‫اندفاعه ثم يجذبه بعنف نحو �سق��ف الميكروبا�ص في�صطدم وجه �شريف‬
‫مغ�شيا عليه‪ ،‬فتخرج‬
‫ًّ‬ ‫ب�سقف الميكروبا�ص وتنزف منه الدماء ثم ي�سق��ط‬
‫مروة من ال�سيارة وت�صيح بلوعة وهي تتجه نحو �شريف‪:‬‬
‫�شرييييف‪.‬‬
‫في اللحظة الت��ي يرفع فيها ال�سائق قدمه ليهوي به��ا على وجه �شريف‪،‬‬
‫لكن فج�أة نجد جيتام وقد طار في الهواء ليركل قدم ال�سائق بعنف فيختل‬
‫توازن ال�سائق فيم�سك بجاكت بذلة جيتام لي�ستعيد توازنه‪ ،‬قبل �أن يحمله‬
‫�صغي��را‪ ،‬وما �إن يحمل��ه حتى يرفع جيت��ام يديه �أمام‬
‫ً‬ ‫كمن يحمل طفلاً‬
‫وجهه في خوف‪ ،‬بينم��ا يالحظ ال�سائق ج��راب الم�سد�س ال��ذي يلب�سه‬
‫أر�ضا‪ ،‬بينما يردد ال�سائق‬
‫�ضابطا فيفلت جيتام الذي ي�سقط � ً‬
‫ً‬ ‫جيتام فيظنه‬
‫في رعب‪:‬‬

‫‪238‬‬
‫معالي البااااااااا�شا‪.‬‬
‫جيتام من �سقطته ينظر �إلى حيث ينظر ال�سائق فيالحظ �أن ال�سائق ينظر‬
‫�إل��ى ج��راب الم�سد�س فينه���ض جيتام بثق��ة و�صرامة وق��د �سيطر على‬
‫الموقف‪ ،‬ويقترب من ال�سائق ويقوم ب�صفع��ه على وجهه عدة �صفعات‬
‫�سريعة ومتتالية بينما يردد ال�سائق‪:‬‬
‫�أبو�س �إيدك يا با�شا‪ ..‬ال�سماح يا با�شا‪.‬‬
‫جيتام يركله بركبته بين قدميه فينحن��ي ال�سائق في �ألم بينما يم�سكه جيتام‬
‫من �شعره اً‬
‫قائل في �صرامة الدنيا‪:‬‬
‫�إنت عربجي وابن كلب وموتك �أح�سن‪� ..‬صح والال لأ؟‬
‫ال�سائــــــــق‪:‬‬
‫�صح يا با�شا‪.‬‬
‫جيتام يجذب ال�سائق نحو مروة و�شريف اً‬
‫قائل في غل وغ�ضب هادر‪:‬‬
‫وهتبو�س �إديهم ورجليهم ع�شان ي�سامحوك‪� ..‬صح والال لأ؟‬
‫(ناظرا لمروة)‪:‬‬
‫ً‬ ‫ال�سائق‬
‫�أبو�س يا با�شا‪.‬‬
‫متابعا‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام ي�صفعه على قفاه‬
‫�إديهم ورجليهم ب�س‪.‬‬
‫جيتام يترك ال�سائق الذي يقبل قدم �شري��ف الفاقد الوعي‪ ،‬وما �إن يتجه‬
‫ليقبل مروة من قدميها حتى ت�سحب قدمها قائلة في قرف‪:‬‬

‫‪239‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�أ�ستغفر الله‪ ..‬غور ابعد بعيد‪.‬‬


‫جيتام يالحظ �أن التباع بجواره يتابع الموقف في�صفعه على وجهه اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫و�إنت كمان ابن كلب‪.‬‬
‫التباع (بطاعة ورعب)‪:‬‬
‫ابن ‪ 60‬كلب يا با�شا‬
‫❀❀❀‬

‫فــــي سيــــارة شريــــف‬

‫جيتام يقود ال�سيارة وبجواره مروة بينما �شري��ف فاقد الوعي في الكنبة‬
‫الخلفية‪..‬‬
‫عاق��دا حاجبيه في غ�ضب‬
‫ً‬ ‫مروة تنظر لـ جيت��ام ب�إعجاب‪ ،‬بينم��ا جيتام‬
‫دون �أن ينب�س ببنت �شفة‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫بجد م�ش عارف��ة �أ�شك��رك �إزاي يا جيت��ام‪ ..‬ده م�ش ممكن‬
‫يكون بني �آدم‪ ..‬معقول فيه نا�س كده؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫كفاية �إنه قل��ع ملط في ال�ش��ارع والتباع بتاع��ه �سابه وم�شي‬
‫بالعربية‪� ..‬أراهنك �إنه زمانه دلوقت ف التخ�شيبة يا م�ست�شفى‬
‫المجانين‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫ده حالل فيه الحرق‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫عموما كوي�س �إن‬
‫ً‬ ‫قولي الحمد لله �إني خدت بال��ي ووقفت‪..‬‬
‫�أكرم �أنقذ الموقف وكمل الزفة بدالي‪.‬‬
‫مروة تزفر زفرة حارة ثم تتابع‪:‬‬
‫�أ�ستغفر الله العظيم‪( ..‬تلتف��ت ناظرة نحو �شريف) هنعمل �إيه‬
‫ف �شريف؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫أروحه‪..‬الحمد لله الج��رح طلع �سطحي‬
‫هو�صلك وبعدي��ن � ّ‬
‫وم�ش محتاج غير بال�ستر و�شوية تلج‪.‬‬
‫مروة تتلفت حولها بقلق وتوتر في�س�ألها جيتام بف�ضول‪:‬‬
‫في �إيه؟‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫كنت ما�سكة الموبايل ف �إيدي وبب�ص عليه م�ش القياه‪� ..‬أنا‬
‫خايفة يكون وقع برة العربية ف الخناقة‪.‬‬
‫جيتام يعطي لمروة الموبايل الخا�ص به اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫طب خدي رني عليه‪.‬‬
‫مروة ت�ضرب رقمه��ا ثم ت�ضغ��ط زر االت�صال فتج��د �أن جيتام م�سجل‬
‫رقمها با�سم الـ «‪!»Mozza‬‬

‫‪241‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫فتنظ��ر لل�شا�شة بده�شة بينما ي��رن موبايلها فتجده قد �سق��ط في الدوا�سة‪،‬‬


‫فتعطي لـ جيتام موبايله قائلة وهي تنحني اللتقاط موبايلها‪:‬‬
‫ماتقفل�ش عقبال ما الموزة توطي تجيب الموبايل بتاعها‪.‬‬
‫جيتام ينظر �إلى �شا�شة موبايله بحرج ثم تعتدل مروة فيقول لها بابت�سامة‬
‫بها �شيء من الإحراج‪:‬‬
‫ده �أوب�شن جديد ف الموبايل بي�سمي النا�س ب�أ�سمائها الحقيقية‪..‬‬
‫م��رة �سجلت رقم��ي علي��ه وجي��ت �أطلب��ه القيت��ه كاتب لي‬
‫ع‪ ‬ال�شا�شة مات�صيع�ش‪.‬‬
‫مروة تكتم �ضحك��ة داخلها وتنظر لجيت��ام ب�إعجاب بينم��ا ي�سرق جيتام‬
‫نظرة �سريعة لها ثم يكمل القيادة‪.‬‬
‫مروة تنظر لوالدتها بعينين دامعتين‪ ،‬بينما تنظر لها والدتها بحزن �شديد‬
‫ممزوج بالده�شة في حين تقول مـروة‪:‬‬
‫هي دي كل الحكاية يا ماما‪.‬‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫يااااااه يا مروة‪ ..‬كل ده كان جواكي و�ساكتة؟!‬
‫مع الجملة الأخيرة ال تتمالك مروة دموعها التي تنزل �ساخنة بينما تقول‪:‬‬
‫وحتى بعد ما قولت لك هتعملي �إيه؟ مفي�ش ف �إيدك حاجة تعمليها‬
‫�أمها ت�أخذها في ح�ضنها بحنان وح��ب جارف‪ ،‬وتم�سح على‬
‫�شعرها قائلة بح��زن وت�أثر وق��د لمعت عيناه��ا بالدموع هي‬
‫الأخرى‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫م�ش مه��م يك��ون ف �إيدي حاج��ة �أعمله��ا‪� ..‬أوق��ات كتير‬
‫الف�ضف�ضة بتكون حل ف حد ذاته بيخفف عنا العذاب‪ ..‬م�ش‬
‫عارفة �أنا �إيه العين اللي �صايباني فيكوا دي‪ ..‬ح�سام و�ساب‬
‫خطيبته و�إنتي وم�ش طايلة �سما وال �أر�ض‪.‬‬
‫مروة (باكية)‪:‬‬
‫�أنا بحب جيتام يا مام��ا‪ ..‬وف نف�س الوق��ت م�ش عارفة هو‬
‫بيحبني و�صرف نظر ع�شان �صاحبه والال �أنا م�ش ف دماغه‬
‫�أ�صلاً ؟‬
‫منى تزيح ر�أ�س مروة عن ح�ضنها ثم تنظر لعينيها نظرة مبا�شرة قائلة‪:‬‬
‫ا�سمعي يا م��روة‪ ..‬المثل بيقول خد الل��ي يحبك وماتاخد�ش‬
‫اللي تحبه‪� ..‬شري��ف �شاب تتمناه �أي بن��ت ف الدنيا‪�..‬أدب‬
‫و�أخالق ومرك��ز وغير ك��ده زي القم��ر‪ ..‬وبعدي��ن �إنتي‬
‫ت�ضمني منين �إن اللي ح�صل ده م�ش خطة من خطط جيتام اللي‬
‫أتم�سك‬
‫النا�س كله��ا حلفت بيها لم��ا �شافتها ف برنامج��ه‪ ..‬اللي � ّ‬
‫بيكي وف�ضل ُم�صر يكمل عمره معاكي هو الأولى بحبك‪.‬‬
‫مروة (باكية)‪:‬‬
‫طب واللي �أن��ا مرتاحة له ونف�سي �أكمل عم��ري معاه مالي�ش‬
‫حق �أتم�سك بيه؟‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫�أفتكري كالمك‪ ..‬م�ش مطلوب من��ك لما تالقي فار�س �أحالمك‬

‫‪243‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫غير �إنك تكوني نف�سك‪..‬ل��و هو فهمها وق ّدره��ا يبقى الظروف‬


‫والنا�س اللي حواليكو هيدوبوكوا ف بع�ض زي ما المعلقة بتقلّب‬
‫ال�سكر في الميــة‪ ..‬ولو مافهم�ش‪ ..‬يبق��ى لو مليون �ألف معلقة‬
‫قلّبوا مع بع�ض‪ ..‬عمر الميه والزيت ما هيبقوا حاجة واحدة‪.‬‬
‫مروة (بدموع �ساخنة)‪:‬‬
‫�أنا قري��ت بعده��ا �إن الزي��ت والمي��ه عمرهم م��ا هيجتمعوا‬
‫لو‪ ‬اتحطوا مع بع�ض لوحده��م‪ ..‬لكن ممكن يكون فيه عامل‬
‫تالت يغير الخوا�ص بتاعتهم لغاية ما يدوبوا‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫أمــــام منــــزل شريـــف وجيتــــام‬

‫جيتام ي�صعد المدخل حام�ًلااً �شريف فيجد ع��م فكري يجل�س‬


‫على الم�صطبة بدلاً م��ن البواب‪ ،‬وفي يده قطت��ه التي يم�سح‬
‫�شعرها بح��ب وحنان‪ ،‬وم��ا �إن ي�شاهد جيت��ام حاملاً �شريف‬
‫حتى يردد في قلق وتوتر‪.‬‬
‫فكـــــــــــري‪:‬‬
‫الم�صيبة لنف�سها‪.‬‬
‫القطة ع�ضت رجلها‪ ..‬جابت ُ‬
‫�شزرا وهو ي�صيح بغ�ضب)‪:‬‬
‫ً‬ ‫(ناظرا �إليه‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫�إنت هتقف تندب؟‪ ..‬تعالى �شيل معايا‪.‬‬
‫جيتام يدخل مدخل العمارة وخلفه عم فكري‪ ،‬ال��ذي يم�سك القطة بيده‬

‫‪244‬‬
‫الي�سرى‪ ،‬بينما يم�سك رباط حذاء �شري��ف المفكوك المدلدل من الحذاء‬
‫وي�سير خلف جيتام ف��ي حزن وت�أث��ر فيقول جيتام بغ�ض��ب وقد و�صل‬
‫للأ�سان�سير وي�ضغط زر اال�ستدعاء‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�إنت ما�سك رباط جزمته يا عم فكري؟‪..‬ده اللي ربنا قدرك‬
‫عليه؟‬
‫فكري (بغ�ضب)‪:‬‬
‫�ش�ش�ش�ش�ش‪�..‬إي�ش فهمك �إنت ف الحاجات دي‪ ..‬بقولك القطة‬
‫ع�ضت رجلها جابت م�صيبة لنف�سها‪.‬‬
‫الأ�سان�سير ي�صل فيدخل جيتام الذي يحمل �شريف بينما يقول فكري‪:‬‬
‫خلي بالك منه �إنت بقى ع�شان رايح �أ�شوف القطة‪.‬‬
‫فكري يغلق الباب بينما يقول جيتام في غيظ من الداخل‪:‬‬
‫الله ي�سخطك‪.‬‬
‫الأ�سان�سير ي�صعد لأعلى‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫داخــل مدخـــل منـــزل شريــــف وجيتــــام‬

‫جيتام ي�ضع �شريف المغم�ض العينين على �سريره‪ ،‬ثم يخرج من الغرفة‬
‫ليعود وفي يديه كي�س ثلج وبال�ستر‪ ،‬فيلتقط زجاجة البرفان وير�ش منها‬

‫‪245‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫على الجرح‪ ،‬ثم ي�ضع قطعة ثل��ج على الجرح‪ ،‬وبعدها يل�صق البال�ستر‬
‫على الجرح‪ ،‬ثم يبد�أ في �ضرب خدي �شريف لتفويقه وهو يردد‪:‬‬
‫�شريف‪� ..‬شريييييف‬
‫جيتام ير�ش المزيد من البرفان فيفتح �شريف عينيه بتخاذل ثم ي�س�أل ب�ضعف‪:‬‬
‫�أنا فين؟‬
‫(�ساخرا)‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫في الجنة يا �شهيد الحب‪.‬‬
‫جال�س��ا ن�صف جل�سة وينظر حوله‬
‫ً‬ ‫�شريف يفتح عينيه بو�ضوح ثم يعتدل‬
‫في رعب وقلق‬
‫�شريف (مخ�ضو�ضً ا)‪:‬‬
‫ال بجد؟‬
‫جيتام (�ضاحكً ا)‪:‬‬
‫متخاف�ش �أوي ك��ده‪ ..‬الحيوان اللي �ضرب��ك اتروق وحقك‬
‫اتاخد تالت ومتل��ت‪ ..‬بعد كده بال�ش تطل��ب لحظات �أك�شن‬
‫مانت�ش قدها يا روميو‪.‬‬
‫(ناظرا لجيتام ب�شك)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف‬
‫مين اللي خد لي حقي؟‬
‫جيتام (بابت�سامة واثقة)‪:‬‬
‫طبعا‪.‬‬
‫�أنا ً‬
‫جيتام يزيح جانب الجاكت الأي�سر ويك�شف عن الطبنجة اً‬
‫قائل في مرح‪:‬‬

‫‪246‬‬
‫الراجل افتكرني ظابط لما �شاف جراب الم�سد�س‪ ..‬لوال كده‬
‫كان زمان مروة هي اللي بتفوقنا ف الم�ست�شفى �أو بتقرا على‬
‫روحنا الفاتحة‪.‬‬
‫�شريف يظل ينظر �إلى جيتام ب�شك ثم يقول ب�ضيق‪:‬‬
‫ويا ت��رى بقى �سقف��ت ل��ك؟ وال �إديتك وردة عل��ى بطولتك‬
‫و�شجاعتك؟‬
‫جيتام ينظر له بده�شة ويقول بنبرة ما بين الذهول والغ�ضب‪:‬‬
‫تق�صد �إيه؟‬
‫غا�ضبا‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف ينه�ض واقفًا‪ ،‬ويقول‬
‫ا�سمع يا جيتام‪� ..‬إحنا م�ش ماليكة‪ ..‬وبر�ضه م�ش �شياطين‪..‬‬
‫ع�شان كده �أن��ا م�ش ه�سيء الظن بيك و�أ�ص��دق �شيطاني اللي‬
‫بيقولي �إن ك��ل اللي ح�صل ده خطة م��ن خططك‪ ..‬لكن ف‬
‫نف�س الوقت م�ش هقدر �أ�صدق مالكي اللي بيقول �إنك �صاحب‬
‫�صاحبه اللي �ضحى بحبه ع�شان خاطره‪.‬‬
‫جيتام (ب�صرامة)‪:‬‬
‫ما ينفع�ش ت�سيء الظن بي��ا ولو لحظة واحدة بعد ك��ل اللي عملته‬
‫ع�شانك‪� ..‬أنا لو ف دماغي �أرتبط بالطريقة دي كنت علقت ن�ص‬
‫بنات م�صر‪ ..‬والن�ص التاني كان ا�ستنى في الويتنج لي�ست‪.‬‬
‫�شريف (بحيرة)‪:‬‬
‫معقولة ال�صدفة ممكن تو�صل للدرجة دي؟‬

‫‪247‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫جيتام (ب�صرامة �ساخرة)‪:‬‬


‫وهو يعني كان معقول التاريخ يعيد نف�سه بال�شكل ده؟‬
‫❀❀❀‬

‫استديــــو برنامــــج جيتـــــام‬

‫جيتام يقف في منت�صف اال�ستديو ويقول بلهجة مت�أثرة بما حدث‪:‬‬


‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫النهارده حلقة مختلفة ع��ن كل اللي ف��ات‪ ..‬هنتكلم فيها عن‬
‫الق�سم��ة والن�صيب‪..‬ع�ش��ان كده م���ش هن�شوف م��ع بع�ض‬
‫ق�ص�ص حب بتتحول من حل��م لحقيقة زي ما عودتكم‪ ..‬لكن‬
‫هن�سم��ع ق�ص�ص ح��ب بعد م��ا اتحقق��ت‪ ..‬رف�ض��ت الق�سمة‬
‫والن�صيب �إنها تكمل للنهاية‪.‬‬
‫وفي حلقتها‪ ،‬تقف مروة ف��ي منت�صف اال�ستدي��و وتقول بلهجة تفي�ض‬
‫بالمرح الممزوج بالتحدي‪:‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫ولأول مرة ه�ستبعد مب��د�أ الكيميا في الحب‪ ..‬وه�شجع معاكم‬
‫مبد�أ التخطي��ط ف االرتباط‪ ..‬على الأقل ن��وع من التغيير‬
‫ع�شان محد�ش يتهمني بالتكرار‪.‬‬
‫�أما �شريف فيجل�س في غرفته المظلمة على مكتبه �أمام جهاز الالب توب‪،‬‬
‫ونراه يكتب بانهماك‪ ،‬بينما ن�سمع �صوت عقله الذي يردد ما يكتبه‪:‬‬

‫‪248‬‬
‫«كل ق�صة حب فا�شلة مريت بيه��ا‪ ..‬كنت بح�س معاها برغبة‬
‫�شديدة ف��ي الموت‪ ،‬لأن الحي��اة مبقا�ش ليه��ا طعم ومعنى‪..‬‬
‫و�أف�ض��ل �أ�س�أل نف�سي‪ ..‬معق��ول ممكن �أعو���ض حبيبتي اللي‬
‫راحت بواحدة تانية؟‪ ..‬ويا ترى هحبها نف�س الحب؟ وهتيجي‬
‫امتى؟ وحبي ليها هيكمل وال هت�صدم تاني؟ و�أ�سئلة تانية كتير‬
‫كنت ب�س�ألها من بين دموعي اللي ما بتن�شف�ش‪ ..‬لكن الحياة ف‬
‫كل مرة كانت بت�ستم��ر وال ك�أن حاجة ح�صل��ت‪� ..‬إال المرة‬
‫دي‪ ..‬م�ش ممكن حياتي هتكمل من غير مروة»‬
‫نعود لـ(جيتام) الذي مازال يوا�صل تقديم حلقته‪ ،‬ب�صوت جريح اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫و�ساعته��ا‪ ..‬اقتن��ع �صاحبن��ا لأول م��رة ف حيات��ه بالق�سمة‬
‫والن�صي��ب و�ص��دق �إن نج��اح �أي ق�ص��ة ح��ب م�ستحي��ل‬
‫ن�ضمنها‪� ..‬إال لو �ضمنا �إننا ما�سكين الميه ب�إدينا‪.‬‬
‫وفي حجرتها المظلمة‪ ،‬تجل���س (جيرمين) على �سريره��ا‪ ،‬وعلى رجليها‬
‫الم�ستربع��ة ت�ضع جهاز ال�لاب توب‪ ،‬بينم��ا ال نجد �أي �إ�ض��اءة �سوى‬
‫�إ�ضاءة التليفزي��ون الذي يعمل بال �ص��وت على و�ضع ال��ـ ‪ ،Mute‬فيما‬
‫تكتب جيرمين بانهماك‪ ،‬ون�سمع �صوت عقلها الذي يردد ما تكتبه‪:‬‬
‫«دلوقت ب�س عرفت خطورة اللعبة الل��ي بلعبها‪ ..‬وات�أكدت‬
‫�إني م�ش قدها وماكان�ش ينفع �أورط نف�سي فيها من الأول‪..‬‬
‫لكن زي ما ق��ال �شك�سبي��ر‪ ..‬الح��ب �أعم��ى‪ ..‬والمحبون‬
‫ال يرون الحماقة الت��ي يقترفون‪ ..‬م�ش عارف��ة �إزاي رغم‬
‫كل الكتب والروايات اللي قريتها عن الحب مفهمت�ش المقولة‬
‫اللي بتقول‪ :‬الحب كالحرب‪ ..‬من ال�سهل �أن ت�شعلها‪ ..‬ومن‬

‫‪249‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ال�صعب �أن تخمدها‪ ..‬دلوقت ب�س فهمتها‪( ..‬تبكي) وفهمت‬


‫مقولة تانية بتقول‪ :‬الحب ال يقتل الع�شاق ‪ . .‬هو فقط يجعلهم‬
‫معلقين بين الحياة والموت»‬
‫متابعا في التلفاز حلقة‬
‫ً‬ ‫�سمير رئي�س القناة‪ ،‬يجل�س عل��ى مكتبه‬
‫مروة‪ ،‬وتطل من عينيه نظراته الثعلبية المميزة‪.‬‬
‫بينما توا�صل مروة تقديم حلقتها‪.‬‬
‫مروة (بت�أثر �شديد)‪:‬‬
‫وع�شان ك��ده من حقن��ا �إننا مانفرط���ش ف حبنا الل��ي ف�ضلنا‬
‫ط��ول عمرنا ن��دور علي��ه‪ ..‬هيح�صل �إي��ه يعني ل��و جربنا‬
‫نتحدى الظروف ونعان��د خوفنا؟‪ ..‬يا هننج��ح ونطلع ل�سانا‬
‫للكل‪ ..‬يا هنت�صدم واحن��ا من جوانا مقتنعي��ن �إننا عملنا اللي‬
‫علينا للنهاية‪.‬‬
‫اليزال �شريف يجل�س في غرفته المظلمة عل��ى مكتبه �أمام جهاز الالب‬
‫توب‪ ،‬ليكتب بانهماك بينما ن�سمع �صوت عقله الذي يردد ما يكتبه‪:‬‬
‫«الأيام بتعدي ومروة ل�سه بتفك��ر‪ ..‬يمكن معاملتها اتغيرت‬
‫معاي��ا �شوي��ة؟‪ ..‬جايز‪..‬لك��ن معرف���ش للأح�س��ن وال�لا‬
‫طبعا رحب��ت ج ًّدا لما ا�ستعن��ت بيها ع�شان‬
‫للأ�س��و�أ‪ ..‬مامتها ً‬
‫تلين دماغه��ا‪ ..‬م�ش غريبة �إنها تتحد معاي��ا على بنتها مادام‬
‫في االتح��اد ده م�صلحته��ا‪ ..‬لكن لغاي��ة دلوق��ت مفي�ش �أي‬
‫نتيجة‪� ..‬أنا خايف �أوي‪ ..‬يا رب ق ّدم اللي فيه الخير»‬

‫‪250‬‬
‫وفي غرفة الطفلة (مي) التي يكفلها (جيت��ام) بدار الأيتام‪ ،‬نرى م�شرفة‬
‫الدار وهي تفتح باب الغرفة ومعها (مروة) التي تدخل عليها وتعانقها‪،‬‬
‫وكي�سا �آخر ب��ه �ساندوت�ش��ات‪ ،‬بينما مازال‬
‫ً‬ ‫كي�سا به هداي��ا‪،‬‬
‫ثم تعطيه��ا ً‬
‫�صوت (مروة) يتردد في الخلفية متذكرة نهاية حلقتها الما�ضية‪:‬‬
‫«م��ن �أول النه��ارده‪ ..‬اللي عنده��ا خطة عاي��زه توقع بيها‬
‫حبيبها يا ريت تبعتها لنا‪ ..‬و�صاحبة �أح�سن خطة هتفوز معانا‬
‫ب�أعظم جايزة ممكن الإن�سان يفوز بيها‪ ..‬الحب»‪.‬‬
‫ثم تقول (مروة) لـ(مي) بمرح وحب‪:‬‬
‫�آديني جت لك �أه��و يا �ست مي زي م��ا طلبتي‪ ..‬وجبت لك‬
‫ال�ساندوت�ش��ات واللعب اللي بتحبيها كم��ان‪ ..‬اعملي ح�سابك‬
‫بقى م�ش ه�سيبك �إال لما تحكي لي كل حاجة عن جيتام‪ ..‬من‬
‫ط�أط�أ‪ ..‬ل�سالمو عليكو‪.‬‬
‫مــــــــــــــي‪:‬‬
‫م�ش لما ترمي بيا�ضك الأول‪.‬‬
‫مروة تبت�ســ��م ثم تق��وم بفتح �أح��د الأكيـا�س‪ ،‬لتخ��رج منـه‬
‫ال�ساندوت�شات وتقوم بر�صها على �أح��د ال�صواني على �سرير‬
‫مي‪ ،‬وتبد�أ في �إطعامه��ا بال�سندوت�شات في فمه��ا‪ ،‬بينما ت�أكل‬
‫مي با�ستمتاع‪..‬‬
‫تقف لقمة في زور (مي) فتظل تكح‪ ،‬قب��ل �أن تخبطها مروة‬
‫على ظهرها ثم تناولها كوب ماء لت�شرب‪..‬‬

‫‪251‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مروة تفتح كي�س الهداي��ا وتخرج منه عرو�سة كبي��رة وتعطيها لـ(مي)‪،‬‬
‫لكنها ت�سحبها مرة �أخرى بمرح و�شقاوة قبل �أن تم�سكها الطفلة الجميلة‪..‬‬
‫مروة ومي ي�سرحان للعرو�سة �شعرها‪..‬‬
‫مروة تخرج ‪ Game boy‬وتفتحه �أمام مي‪ ،‬ث��م تلعب به بينما ت�شبط مي‬
‫وتحاول �أن ت�شده من يد مروة‪..‬‬
‫مروة ت�ضع مي على �سريرها وتم�سح على �شعرها لتنام‪..‬‬
‫كل هذا يحدث بينما ن�سمع في الخلفية �صوت (مي) التي تقول لـ (مروة)‬
‫«�أول �س�ؤال �س�ألته لجيتام بعد م��ا اتعرفت عليه‪� ..‬إيه الفرق‬
‫بين الراج��ل وال�ست‪..‬رد عليا وقال‪ :‬الحاج��ة الوحيدة اللي‬
‫بي�شترك فيه��ا الراجل وال�س��ت �إنهم بني �آدمي��ن‪ ..‬غير كده‬
‫هتالق��ي كل واح��د مخلوق تان��ي خال�ص‪ ..‬قول��ت ليه ربنا‬
‫ماخلق�ش البن��ي �آدمين ن��وع واح��د وريحنا‪�..‬ضحـك وقال‬
‫ع�شان يكون فيه جنة ونار‪..‬ومع الوقت‪ ..‬عرفت �إنه حب‬
‫يكفل بن��ت م�ش ولد ع�ش��ان يطلعه��ا خالية من عي��وب باقي‬
‫البن��ات الل��ي ربن��ا خلقه��ا‪ ..‬وقــ��ال �إن دي ر�سالتــ��ه ف‬
‫الحي��اة‪ ..‬وف كل مرة بيزورن��ي فيها بيدين��ي درو�س ف‬
‫ك�شك��ول جابهول��ي مخ�صو�ص‪ ..‬طل��ب مني �أحاف��ظ عليه‬
‫ع�شان م�ش هالقي زيه ف حياتي»‪.‬‬
‫الجملة الأخي��رة ن�سمعها ونحن نرى م��روة تم�سح على �شعر‬
‫مي لتنام‪ ،‬وم��ا �إن ي�أتي ذكر الك�شكول حت��ى تنتف�ض مروة‬
‫وت�س�ألها باهتمام‪:‬‬

‫‪252‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫وهو فين الك�شكول ده؟‬
‫مي ت�ضع يدها تحت الو�سادة وت�سحبه لت�سلمه لمروة قائلة‪:‬‬
‫جيتام حلفني �إني �أحطه تحت المخدة و�أق��را منه كل يوم قبل‬
‫ما انام‪.‬‬
‫مروة تفر �صفحاته باهتمام ثم تلتفت لمي وتقول با�ستعطاف‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫مي ي��ا حبيبتي‪� ..‬أن��ا هن��زل �أ�ص��ور الك�شك��ول ده واجيبه‬
‫تاني‪ ..‬ممكن؟‬
‫مي تبت�سم برقة وعذوبة ثم تهز ر�أ�سها بما معناه (ممكن)‪ ،‬فتح�ضنها مروة‬
‫ب�سعادة وتقبلها من ر�أ�سها‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫يا حبيبة قلبي‪.‬‬
‫الآن تن��ام مروة ف��وق �سريرها ف��ي غرفته��ا ذات الإ�ض��اءة الخافتة‪،‬‬
‫ونراها تقر�أ بانهماك عل��ى �ضوء الأباجورة م��ن ورق الك�شكول الذي‬
‫�صورته من مي‪ ،‬وهي تتخيل �أنها ت�سمع هذا الكالم ب�صوت (جيتام)‪:‬‬
‫«الراجل بيحب الأك�شن‪ ..‬ع�شان كده بيحب الأفالم اللي بتبد�أ‬
‫بمط��اردة وتخل���ص بانفج��ار‪ ..‬لك��ن ال�س��ت بتح��ب الأف�لام‬
‫الرومان�سية‪ ..‬اللي بتبد�أ بكلمة حلوة وتخل�ص ببو�سة‪( ..‬نرى‬
‫ابت�سامة مرحة على وجه مروة)‪.‬‬
‫الراجل ممك��ن يدف��ع ‪ 2‬جني��ه ف حاج��ة مابت�ساوي���ش غير‬

‫‪253‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫جنيـه‪ ..‬ب�س محتاجهـا‪ ..‬وال�س��ت تقدر ت�شتري بجنيه حاجة‬


‫ت�سوى ‪ 2‬جنيه ب���س م�ش محتاجاها‪( ..‬م��روة ترفع حاجبيها‬
‫وقد راقت لها الجملة)‪.‬‬
‫ع�شان يك��ون الرجل �سعيد م��ع فتاة �أحالم��ه الزم يحبها‪..‬‬
‫و�ساعتها هيفهمها‪ ..‬وع�شان تكون ال�س��ت �سعيدة مع فار�س‬
‫�أحالمه��ا الزم تفهم��ه‪ ..‬و�ساعته��ا هتحبه‪( ..‬م��روة تغلق‬
‫الورق وت�سرح في الجملة الأخيرة)(((»‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫فـــي أحـــــد محــــالت الكبــــاب‬

‫جيتام يجل�س مع مي قائلاً بتحفز وترقب‬


‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�آديني يا �ستي عزمت��ك عند الكبابجي زي م��ا طلبتي‪ ..‬كان‬
‫ماله الكافيه بتاعي والال زيزو بتاع الكبدة؟‬
‫مـــــــــــــــي‪:‬‬
‫م�ش عاي��زة �أقعد معاك ف مك��ان حد يعرفك في��ه‪ ..‬عندي‬
‫ليك مفاج�أة‪.‬‬
‫جيتام (بتوتر)‪:‬‬
‫طب انطقي ب�سرعة ع�شان مبحب�ش المفاج�آت‪.‬‬

‫((( اخلطاب الذي تقر�أه مروة م�أخوذ من �أحد مقاالت �صديقي الكاتب عمر طاهر‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫مـــــــــــــــي‪:‬‬
‫لما �آكل الأول‬
‫جيتام يناولها المينيو اً‬
‫قائل في غيظ‪:‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫المينيو �أهيه قدامك‪ ..‬اختاري اللي عايزاه‪ ،‬لما ن�شوف �آخرتها‬
‫مي تم�سك بالمينيو وتت�أمله ثم ت�س�أله ببراءة‪:‬‬
‫مـــــــــــــــي‪:‬‬
‫يعني �إيه مخا�صي؟‬
‫جيتام ينظر لها بده�شة ويقول ب�إحراج‪:‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫مخا�صي يعني‪� ...‬إحم‪ ..‬البتاعة دي اللي بتبقاااا‪ ..‬عارفة‬
‫�إنتي لم��ا تكون بقرة كبي��رة كده وعندها دي��ل وييجي بعدين‬
‫(�صارخ��ا)‪ ..‬جار�س��ون‪..‬‬
‫ً‬ ‫الج��زار يقلبه��ا جامو�س��ة‪..‬‬
‫جار�سوووووووووووون‪.‬‬
‫م�سرعا ويقترب من ترابيزة جيتام اً‬
‫قائل في توتر‬ ‫ً‬ ‫الجار�سون ي�أتي‬
‫الجر�سون‪:‬‬
‫�أ�ؤمرني يا فندم‬
‫(ناظرا لمي)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫البنت ال�صغيرة دي بت�س�أل يعني �إيه مخا�صي‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫الجر�سون (بحرج)‪:‬‬
‫�أفندم؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫مفي�ش �أفندم‪ ..‬اتف�ضل جاوب‬
‫محاول ال�شرح)‪:‬‬
‫اً‬ ‫الجر�سون (يلوح بيديه‬
‫المخا�صي دي اللي ه��ي بتبقى ( ي�صمت بحي��رة ويكور يديه‬
‫متابعا)‪ ..‬مخا�صي‪.‬‬
‫ً‬ ‫وهما مفتوحتان‬
‫غمي عين مي وي�صيح فيه‪:‬‬
‫جيتام ُي ّ‬
‫اخر�س يا قليل الأدب‪� ..‬إنت هت�ش��رح كمان‪ ..‬كان ناق�ص‬
‫تنزلوا �صورتها مع الميني��و‪� ..‬أنا هوديكو ف �ستين داهية‪..‬‬
‫�أخرج مع طفل��ة بريئة زي دي ع�شان �أوكله��ا كباب ت�س�ألني‬
‫عن المخا�صي؟ �أنا لفيت مطاعم كتي��ر وقليل م�شوفت�ش الكلمة‬
‫دي عند حد‪ ..‬لدرجة �إني افتكرتها اتلغت م البهيمة‪.‬‬
‫الجر�ســـون‪:‬‬
‫تتلغي �إزاي يا فندم‪ ..‬دي خلقة ربنا م�ش مناهج درا�سية‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫يااااه‪ ..‬المفرو�ض �إن��ي �أ�ضحك دلوقت و�أق��ول لك بي�س يا‬
‫مان يعني والال �إيه؟‬
‫الجر�ســون‪:‬‬
‫ال يا فندم العفو‪ ..‬احنا مت�أ�سفين‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫جيتام ي�سلم الجار�سون المينيو اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫خد المينيو الـ ‪ Uncut‬دي و�أكتب عليه��ا للكبار فقط‪ ،‬وروح‬
‫هات لنا مينيو للزباين الم�ؤدبين‪.‬‬
‫الجار�سون‪:‬‬
‫تحت �أمر معاليك يا با�شا‪.‬‬
‫جيتام (يقول خالل ان�صراف الجار�سون)‪:‬‬
‫قال مخا�صي ق��ال‪ ..‬ده اللي اخت�صوا ماتوا (ث��م يلتفت لمي‬
‫بابت�سامة رقيقة)‪ ..‬معل�ش يا حبيبتي‪..‬عندي �أنا دي‪.‬‬
‫الجار�سون ي�أتي وقد �أم�سك بمينيو جديدة ي�سلمها لجيتام اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫اتف�ضل يا فندم المينيو الجديدة اللي �سعادتك طلبتها‪.‬‬
‫مــــــــــــــي‪:‬‬
‫ال خال�ص مالها�ش لزوم‪� ..‬أنا عرفت خال�ص هطلب �إيه‬
‫الجار�سون‪:‬‬
‫�إيه يا فندم؟‬
‫مــــــــــــــي‪:‬‬
‫واحد مخا�صي!‬
‫جيتام ينظر لها بتلعثم‪ ،‬ثم يقول للجر�سون بكبرياء‪:‬‬
‫خليهم اتنين يا ابني‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪257‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫فــــي محــــل الكبــــاب‬

‫جيتام ينظ��ر لمي بذهول و�أمام ك��ل منهما طبق به بواق��ي �ساندوت�شات‬
‫وري�ش م�أكولة بينما تنظر له مي ب�شقاوة وثقة فيقول جيتام‪:‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫بقى كل ده يطلع منك �إنتي؟‬
‫مي (ب�شقاوة وخبث)‪:‬‬
‫تلميذتك‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫تلميــذة �إيه وناظرة �إيه ب�س‪� ..‬إزاي تعملي كده من ورايا؟‪..‬‬
‫بقى دي جزاتي بعد كل اللي عملته معاكي‪.‬‬
‫مي (بابت�سامة واثقة)‪:‬‬
‫مانا عملت كده ع�شان �أرد جمايلك عليا‪.‬‬
‫جيتام يت�أمـل مالمحهـا بده�شة دون �أن ينب�س ببنت �شفة فتتابــع مي ب�شقاوة‪:‬‬
‫م�ش �إنت علّمتن��ي �أ�شتري وما �أبيع�ش وم��ا �أخلي�ش حد يجيب‬
‫�آخري‪�..‬أنا �سيب��ت لها الحبل وعملت نف�س��ي �ضدك لغاية ما‬
‫هي اللي �شنكلت نف�سها‪.‬‬
‫جيتام (ي�أخذ نف�سً ا عميقًا ثم يقول)‪:‬‬
‫يعني الخال�ص��ة �إن مروة بتحبني �أنا ب���س بر�ضه م�ش عايزه‬
‫تظلم �شريف وت�ضيع��ه من �إيده��ا لأنه ممكن ه��و اللي يطلع‬
‫�أن�سب لها في الآخر‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫مي (ترفع ر�أ�سها بثقة وتبت�سم)‪:‬‬
‫�أينعم‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫و�إنتي كنتي عاملة فيها حمامة �س�لام وبتقربينا لبع�ض ع�شان‬
‫تعملي معايا واجب‪.‬‬
‫مي (ب�شقاوة)‪:‬‬
‫تقريبا كده خال�ص و�صلت للقرار‬
‫ً‬ ‫�شطور‪ ..‬وعلى فكرة هي‬
‫جيتام ينه�ض من مكانه اً‬
‫قائل لها‪:‬‬
‫طب خليكي قاعدة هنا ما تتحركي�ش‬
‫جيتام ين�صرف‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫خـــــارج محــــل الكبــــاب‬

‫جيتام يق��ف �أمام المحل ويج��ري مكالمة م��ن خالل موبايل��ه ثم ي�ضع‬
‫الموبايل على �إذنه في�أتيه �صوت �شريف‪.‬‬
‫�ص‪�.‬شريــــــــف‪:‬‬
‫كنت ل�سه هكلمك‪ ..‬م��روة ل�سه مكلماني وطلب��ت �إننا نتقابل‬
‫يا معلم‪ ..‬دعواتك‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫الحزن والخجل يرت�سم على مالمح جيت��ام وقد �شعر �إنه ال يجد ما يقول‬
‫ونرى عينيه وقد �سيطر عليهما الحزن والألم‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫فــــي أحــــد الكافيهــــات‬

‫مروة تجل�س مع �شريف في الكافيه‪� ،‬إذ نجد عل��ى وجه �شريف ابت�سامة‬
‫�سعيدة وقد �سيطرت الفرحة على مالمحه وهو يقول‪:‬‬
‫و�إنتي بتقولي لي بال�ش نتكلم في المكتب وتعالى نقعد في �أي‬
‫كافيه بره كانت هاتجي لي �سكتة قلبية‪.‬‬
‫مروة تنظر له بده�شة ممتزجة بالحزن‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫يا �ساتر يا رب‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫وحي��اة ربنا بجد‪� ..‬إنت��ي م�ش متخيل��ة �أنا فرحت ق��د �إيه‪..‬‬
‫لدرجة �إن الأوفي�س بوي بت��اع المكتب �إديته ‪ 5‬جنيه من غير‬
‫�سبب وال�ساي�س بت��اع الباركنج �إديته ‪ 10‬جني��ه وبقيت عامل‬
‫زي �سانت��ا كلوز‪�..‬أن��ا لو ك��ان في جيب��ي �أل��ف جنيه كنت‬
‫وزعتهم من غير تفكير‪.‬‬
‫مروة تنظر له بحزن وتلتمع الدموع في عينيها وهي تقول‪:‬‬
‫يااااااه‪� ..‬إنت طيب �أوي يا �شريف‪ ،‬وعندك �شفافية عالية �أوي‬

‫‪260‬‬
‫�شريف (بابت�سامة �سعيدة)‪:‬‬
‫�إنتي اللي يعرفك يا مروة بيبقى ناق�ص‪.‬‬
‫مروة (بده�شة)‪:‬‬
‫ناق�ص؟‬
‫�سريعا بابت�سامة رقيقة)‬
‫ً‬ ‫�شريف (يتابع‬
‫يطلع له جناحين ويبقى مالك‪.‬‬
‫نرى نظرة حيرة وتردد في عين مروة بينما يتابع �شريــــــــف‪:‬‬
‫ولو �إن��ك الفتــرة الل��ي فاتــت طلّعتي عين��ي‪ ..‬ماعندكيــ�ش‬
‫فكرة و�إنتي بتتهربــي مني �أو تتجاهلي تليفوناتي �أنا كنت ببقى‬
‫عامل �إزاي‪ ..‬عارفـه اللـي متعلــق بين الحيا والموت؟‬
‫بعي��دا عنه لتنهي حالة التردد‬
‫ً‬ ‫نف�سا عمي ًقا وهي ت�شيح بوجهها‬
‫مروة ت�أخذ ً‬
‫وتقول بلهجة حا�سمة رغم �إن الكلمات تخرج منها �صعبة وثقيلة‪:‬‬
‫�أن��ا منكر���ش �إني فع�ًلكاً كن��ت بتعم��د �أبع��د عن��ك و�أتجاهل‬
‫تليفوناتك‪ ..‬ب�س �أنا مكنت�ش عايزه حاجة ت�أثر على قراري‪..‬‬
‫لأن��ي بحب لما �آخ��د قرار �آخده م��رة واحدة وب�ش��كل نهائي‬
‫مفيهو�ش رجعة‪.‬‬
‫�شريف ينظر لها بخوف وق��د ارت�سم القلق والتوت��ر على مالمحه وهو‬
‫يقول‪:‬‬
‫قلقتيني‪ ..‬خ�شي ف المو�ضوع على طول ربنا ي�ستر‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مروة تنظر في كل االتجاهات ف��ي محاولة ال�ستجم��اع قوتها والتغلب‬


‫على حرجها وخجلها‪ ،‬ثم تخف�ض عينيها وتنظر لأ�سفل قائلة‪:‬‬
‫م�ش عارفة �أبد�أ منين؟‬
‫�شريف ينظر لعينيها ثم يبت�سم ابت�سامة فرحة اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫طب �أقول لك �أنا الأول على مفاج���أة فرحتني �أوي و�إن �شاء‬
‫هتفرحك وت�شجعك ع الكالم‪.‬‬‫الله ّ‬
‫مروة تنظر لعينيه بخجل قائلة‪:‬‬
‫قول‪.‬‬
‫�شريف (بابت�سامة رقيقة)‪:‬‬
‫جيتام هيخطب‪.‬‬
‫ال�صدمة والوجوم ي�سيطران على مالمح مروة‪،‬‬
‫حتى �إن عينيها تت�سع��ان وترتع�ش �شفتاها رع�شة حاول��ت �أن تبدوا ب�سيطتين‪،‬‬
‫قبل �أن تلمع الدموع في عينيها وهي تحاول �أن تبت�سم لتداري �صدمتها قائلة‪:‬‬
‫بجد؟‬
‫�شريف (وك�أنه ال ي�صدق نف�سه من الفرحة)‪:‬‬
‫تخيلي؟‪ ..‬ل�سه قايل ل��ي قبل ما �أ�شوف��ك‪ ..‬تبقى �أخت جوز‬
‫�أخته اللي ف دب��ي‪ ..‬عاي�شه م��ع �أخته وباباه هن��اك وكلهم‬
‫�شكروا ف �أخالقها وتربيتها‪.‬‬
‫مروة (بابت�سامة �صفراء م�صدومة)‪:‬‬
‫فعلاً مفاج�أة جميلة‪ ..‬ب�س ما تخيلت�ش �إن جيتام ممكن يتجوز‬
‫بالطريقة دي‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫�شريف (بمرح)‪:‬‬
‫وال �أنا‪ ..‬ب�س ه��و قال �إنه مفي�ش وال ق�ص��ة حب كملت معاه‬
‫للآخر‪ ..‬لدرج��ة �إنه اتعقد م��ن الحب وق��رر يتجوز جواز‬
‫�صالون��ات لأن��ه ه��و ده الل��ي بينج��ح رغ��م �إن النا�س م�ش‬
‫بتحبه‪ ..‬بيني وبينك‪ ..‬هو فعلاً عنده ح��ق‪� ..‬أنا لو مكنت�ش‬
‫قابلتك كان ممكن بر�ضه �أعمل كده‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫وهي مخل�صة �إيه بقى؟‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫ال دي ل�سه بتدر�س‪ ..‬ب�سالمته ات�شجع لما القاها �صغيرة‪.‬‬
‫مروة تحاول �أن ت�ضحك فتخونها �شفتاها المرتع�شتان فتلتقط حقيبتها‬
‫وتنه�ض فج�أة قائلة وهي تغالب دموعها التي تجاهد للنزول‪:‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫عن �إذنك‬
‫تعطي �شريف ظهرها دون �أن تنتظر رده في�س�ألها وهي تن�صرف‪:‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫رايحة فين؟‬
‫تجيبه من ظهرها‪:‬‬
‫التواليت‬
‫نرى دموعها تنزل �ساخنة وهي ت�سرع الخطى نحو الحمام‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪263‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫فــــي التواليـــــت‬

‫مروة تدخل التوالي��ت ب�سرعة وتغلق بابه بلهف��ة وك�أنها تحاول الهرب‬
‫من نظرات النا�س‪ ،‬وما �إن ت�صبح داخل التوالي��ت بمفردها حتى تبكي‬
‫بحرقة �شدي��دة حتى �إنه��ا تنحني وال تقوى عل��ى الوق��وف فت�ستند على‬
‫ال�سيفون ب�آخر م��ا تبقى لديها من ق��وة حتى ال ت�سقط وعل��ى يمينها تجد‬
‫�شباك التوالي��ت فتنظر لل�سم��اء بدموعها المنهمرة ووجهه��ا الذي حمل‬
‫حزن الدنيا كله‪ ،‬وتطيل النظر لل�سماء لنرى ف��ي عينيها العتاب والقهر‬
‫والت�ضرع في �آن واحد‪ ،‬ثم تقول ب�صوت خافت متلجلج‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫م�ش محتاجة �أدعي‪ ..‬وماينفع�ش �أدعي هنا‪.‬‬
‫ثم ترفع �سبابتها نح��و ال�سماء وك�أنها تخاطب الله ف��ي �سرها وبقلبها‪ ،‬ثم‬
‫تخف�ض �سبابتها نحو قلبها ثم ترفع �سبابتها مرة �أخرى نحو ال�سماء وك�أنها‬
‫تقول (�إنت عارف وجعي و�ألمي)‪.‬‬

‫❀❀❀‬

‫منــــــزل مـــــروة‬

‫مروة تدخل المن��زل في خطوات ثقيل��ة حزينة‪ ،‬ثم تبح��ث بعينيها عن‬
‫والدتها فال تجدها‪ ،‬فتتجه نحو غرفة والدتها‪.‬‬
‫مروة تدخل غرف��ة والدتها فتجد والدته��ا تجل�س فوق �سج��ادة ال�صالة‬

‫‪264‬‬
‫ن�سبي��ا وتقول بدموع وحرق��ة وهي ترفع‬
‫وتنا�شد الله ب�ص��وت مرتفع ًّ‬
‫يديها نحو ال�سماء‪.‬‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫يا رب �أنا ماعندي�ش م�شكل��ة �إني �أدعي وما ت�ستجاب�ش لو حتى‬
‫ف�ضلت �أدعي لك العمر كلــه‪..‬ب�س اللي خايفة منه �إنك تكون‬
‫قافل �أبواب ال�سما ف و�شي ودعايا ما بيو�صلكـ�ش‪� ..‬أعرف‬
‫منين يا رب �إن �أبواب ال�سما مفتوحة ودعايا بيو�صل لك؟‪..‬‬
‫ال بقى فيه �أنبي��ا ن�س�ألهم وال �إنت بتكلم البن��ي �آدمين‪ ..‬خايفة‬
‫تكون غ�ضب��ان عليـا بذنب عملـت��ه ومـ���ش عارفاه‪..‬خايفة‬
‫تبليني ف �أوالدي وتعاقبني فيهم‪ ..‬ل��و �أنا مزعالك يا رب‬
‫عذبني ب�س فرح قلب والدي اللي مالهمـ�ش غيــرك ولو �إن‬
‫رحمت��ك و�سعت كل �ش��يء‪ ..‬عايزة �أفتح ال�سم��ا و�أخ�ش لك‬
‫ب�س م�ش عارفة‪.‬‬
‫عند الجملة الأخي��رة يزداد نحي��ب الأم بحرقة فيمت��زج بدموع مروة‬
‫ال�ساخنة ونحيبها‪ ،‬فت�سمع الأم نحي��ب ابنتها فتلتفت الأم لها بخجل وك�أن‬
‫مروة ر�أتها في فعل فا�ضح بينما نجد وجهها غار ًقا في الدموع‪ ،‬فتتحول‬
‫دموع مروة ونحيبها �إلى �ضحكة مفتعلة وهي تجري على �أمها وتنحني‬
‫على ركبتيها لتحت�ضن �أمها قائلة في �سعادة تمثيلية‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫ربنا ا�ستجاب دعوتك يا ماما‪� ..‬أنا هتخطب خال�ص‪.‬‬
‫الأم تحت�ضن مروة ب�سعادة بالغة وهي تقول ب�سعادة وقد تحولت دموع‬
‫الحزن لدموع ال�سعادة‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫�ألف حمد و�شكر ليك يا رب‬
‫بينما نرى مالم��ح مروة وهي تبكي في حرقة ف��ي ح�ضن �أمها دون �أن‬
‫نف�سا عمي ًقا وتم�سح دموعها وهي تبتعد عن‬
‫تالحظ �أمها‪ ،‬ثم ت�أخذ مروة ً‬
‫ح�ضن �أمها قائلة‪:‬‬
‫فين ح�سام بقى ع�شان �أفرحه هو كمان؟‬
‫�سرعان ما ي�سيطر الحزن مرة �أخرى على وجه الأم وهي تقول‪:‬‬
‫أ�ضيع فرحتك‪.‬‬
‫بال�ش بدل ما � ّ‬
‫مروة (بقلق)‪:‬‬
‫ليه ماله؟‬
‫منـــــــــــــي‪:‬‬
‫�إنجي خطيبته كلمتني وقالت �إن هو اللي نهى معاها كل �شيء‬
‫لأنه مبقا�ش جدي��ر بيها‪ ..‬وبعدي��ن ِعرِ فت �إن��ه ملموم على‬
‫واحدة بت�صرف عليه وما�شي معاها‪.‬‬
‫مروة (بقلق)‪:‬‬
‫�إزاي الكالم ده؟‪ ..‬هو اتجنن!‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫الظاهر كده‪ ..‬بقاله يومين مختفي وبحاول �أكلمه ع الموبايل‬
‫ب�س قافله‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫مروة (بغ�ضب)‪:‬‬
‫و�إزاي ماتعرفيني�ش‪.‬‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫�إنتي ف �إيه والال ف �إيه يا بنتي؟‬
‫مروة تلتقط موبايلها من حقيبتها وت�ضرب �أزراره‪ ،‬فت�س�ألها �أمها بلهفة‪:‬‬
‫هتعملي �إيه يا مروة؟‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫هكلّم �إنجي �أفهم منه��ا كل حاجة‪� ..‬أنا م���ش ه�سمح �إن �أخويا‬
‫ي�ضيع مني‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫مكتــــب جيتـــام فـــي الكافيـــه‬

‫�صائحا بكل �سعادة الدنيا‪.‬‬


‫ً‬ ‫�شريف يدخل مكتب جيتام بفرحة عارمة‬
‫جيتــــــــــــام‪:‬‬
‫لكن �شري��ف ال يجد جيتام فيجل�س عل��ى المقعد المقاب��ل لمكتبه‪ ،‬قبل �أن‬
‫يدخل �سيد �شمعة ويقول بلهجته الع�صبية ال�صعيدية‪:‬‬
‫�إيه يا �أ�ستاذ‪ ..‬دي �أ�صول دي؟‪ ..‬تدخل كده من غير ا�ستئذان؟!‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫�إنت مين يا ابني وازاي تكلمن��ي بالطريقة دي؟ �إنت عارف‬
‫�أنا �أقرب لجيتام �إيه؟‬

‫‪267‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�سيد (بع�صبية)‪:‬‬
‫�إيه؟‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫�أخوه‪.‬‬
‫�سيـــــــــــــد‪:‬‬
‫�إذا كن��ت �أنا مقدر�ش ادخ��ل عليه من غير ا�ستئ��ذان‪ ..‬يقوم‬
‫يدخل عليه �أخوه‪ ..‬تيجي �إزاي دي؟‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫�أنا م�ش عارف �إزاي جيتام ّ�شغل واحد بالغباء ده عنده‪ ..‬لما‬
‫فورا‪ ..‬ابقى خلي عقلك‬‫ييجي ويعرف باللي ح�صل هيم�شيك ً‬
‫ال�ضلم ده ينفعك‪.‬‬
‫�سيـــد (بقلق)‪:‬‬
‫ال والنبي يا بيه‪..‬ال م�ؤاخذة‪..‬اللي ما يعرفك يجهلك‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫طب خال�ص‪ ،‬ب�س ابقى ركز ف كالمك‪ ..‬فين ح�سين؟‬
‫�سيـــــــــــــد‪:‬‬
‫واخد �أجازة ع�شان بيخطب و�أنا ما�سك المحل مكانه م�ؤق ًتا‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫طب روح هات لي �إ�سبري�سو عقبال ما جيتام ييجي‪.‬‬

‫‪268‬‬
‫�سيـــــــــــــد‪:‬‬
‫جيتام بيه م�ش جاي النهارده‪.‬‬
‫�شريف (عاق ًدا حاجبيه)‪:‬‬
‫غريبة‪ ..‬وموبايله كمان مقفول‪�..‬أومال راح فين؟ ‬
‫�سيد (يهز ر�أ�سه بطريقة كوميدية)‪:‬‬
‫م�ش عارف‪.‬‬
‫�شريف ينه�ض اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫طب لو �شوفته قوله �شريف جه وكان عايزك �ضروري‪.‬‬
‫�سيــــــــــــد‪:‬‬
‫�أقوله �شريف والال �أخوك؟‬
‫�شريف ينظر له بغ�ضب ثم يقول‪:‬‬
‫‪No Comment‬‬

‫�سيــــــــــــد‪:‬‬
‫الله ي�سامحك‪.‬‬
‫مليا قبل �أن ينادي عليه‬
‫�شريف ين�صرف؛ بينما يفكر �سيد ًّ‬
‫�سيـــــــــــــد‪:‬‬
‫�شريف بيه‬

‫‪269‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�شريف يلتفت له فيخرج �سيد �سي دي من جيبه ويقول‪:‬‬


‫بما �إن جيتام بي��ه خرج ولم يع��د و�إنتوا طلعت��وا �إخوات‪..‬‬
‫ح�سين كان �سايب ل��ي ال�سي دي ده وق��ال الزم �أديه لم�ستر‬
‫جيتام ف المع��اد المتفق عليه و�إال هيتقط��ع عي�شه‪ ..‬يا ريت‬
‫تديهوله‪.‬‬
‫�شريف ي�أخذ ال�سي دي ويقلبه بين يديه بده�شة اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫ده فيه �إيه ال�سي دي ده؟‬
‫�سيد (ب�صعيدية)‪:‬‬
‫�أبروجكت‪.‬‬
‫�ساخرا ثم ين�صرف بينما يقول �سيد بلهجة �صعيدية كوميدية‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف ينظر له‬
‫�أبروجكت ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫شركــــة والـــدة شريـــف‬

‫�شريف ي�صل ب�سيارته �أم��ام مقر �شركة والدته الفخم ث��م يركنها قبل �أن‬
‫يغادرها‪ ،‬ويتجه لمدخ��ل ال�شركة بحما�س وهمة ثم يدخ��ل مقر ال�شركة‬
‫مرتديا بذلة‬
‫ً‬ ‫الفخم المبهر فينظر له الجميع باحترام‪ ،‬بينما ي�ستقبله �أحدهم‬
‫�سوداء �أنيقة قائلاً في لهجة بها الكثير من التبجيل‪.‬‬
‫الرجــــــــــل‪:‬‬
‫�أهلاً و�سهلاً يا دكتور‪ ..‬نورتنا‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫�شريف يتجاهل جملته وهو يتقدم نحو مكتب والدته بحما�س قائلاً ‪:‬‬
‫ماما جوه؟‬
‫م�سرعا بحما�س وهو يقول‬
‫ً‬ ‫الرجل ي�سرع الخطى ليلحق ب�شريف الذي ي�سير‬
‫الرجــــــــــل‪:‬‬
‫مدام �صباح في قاعة االجتماعات يا فندم وعندها‪..‬‬
‫(مقاطعا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف‬
‫هدخل لها‪.‬‬
‫�شري��ف يتقدم نحو قاع��ة االجتماعات بينم��ا يتوقف الرج��ل وهو ينظر‬
‫ل�شريف بده�شة‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫داخـــل قاعـــة االجتماعـــات‬

‫�شريف يدخل غرفة االجتماعات حيث النور المظلم‪ ،‬و�أحدهم يقف على‬
‫�شا�شة البروجكتور بينما ينظر جمي��ع الجال�سين على المائدة نحو ال�شا�شة‬
‫فيتوق��ف الم�شه��د وينظ��ر الجمي��ع تج��اه �شريف ال��ذي ي�ض��يء النور‬
‫قائل ب�صرامة‪:‬‬
‫اً‬
‫عايزك يا ماما ف مو�ضوع �ضروري ج ًّدا لو �سمحتي‪.‬‬
‫الأم التي �صبغت �شعرها باللون الأ�صف��ر‪ ،‬وو�ضعت عد�سات زرقاء‪،‬‬
‫وطلت �أظافرها باللون الأحمر‪ ،‬وارتدت بذل��ة �أنيقة وحلت عنقها بعقد‬

‫‪271‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ٍ‬
‫لث��وان‪ ،‬ثم تنظر‬ ‫�ألماظ ترمق �شريف بنظرة طويل��ة‪ ،‬ويتجمد الم�شهد‬
‫الأم للموظفين قائلة ببرود‪:‬‬
‫‪ O.K‬يا جماعة‪That’s enough today ..‬‬

‫الموظفون ينه�ضون ويخلون القاعة ب�سرعة رغم كثافة عددهم‪ ،‬بينما ت�شعل‬
‫نف�سا عمي ًقا وهي ت�ضع �سا ًقا فوق �ساق قائلة ببرود‪:‬‬
‫�سيجارا وت�أخذ ً‬
‫ً‬ ‫الأم‬
‫خير؟‬
‫وا�ضعا هو الآخر �سا ًق��ا فوق �ساق‬
‫ً‬ ‫�شريف يجل�س ف��وق �أحد الكرا�س��ي‬
‫قائل ب�صرامة‪:‬‬
‫اً‬
‫مهما كانت الخالفات بينا ماينفع�ش �أروح �أخطب من غيرك‪.‬‬
‫ال�سيجار ي�سقط من ي��د الأم وهي تنظر ل�شريف غي��ر م�صدقة ما �سمعت‬
‫بينما تختل��ج �شفتاها وهي تنه���ض واقفة وتتقدم نح��و �شريف ببطء حتى‬
‫ت�صبح �أمام��ه فتنحني نحوه وتم�س��ك وجهه بيديه��ا المرتع�شتين ثم تجثو‬
‫على ركبتيها وتحت�ضنه بفرحة �شديدة قائلة بدموع الفرح‪:‬‬
‫كن��ت خايفة الي��وم ده ييجي وان��ت الغيني م��ن حياتك زي‬
‫مالغتني ال�سنين اللي فاتت دي كلها‪.‬‬
‫�شريف (بحزن)‪:‬‬
‫�إنتي اللي لغتيني‪.‬‬
‫الأم (ب�صدمة)‪:‬‬
‫�أنا ؟ �أنا بر�ضه اللي‪..‬‬

‫‪272‬‬
‫(مقاطعا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف‬
‫م�ش وقته يا ماما‪ ..‬خلينا في اللي جاي‪.‬‬
‫فج�أة الباب ينفتح وتدخل مروة التي ي�صعقها الموقف‪ ،‬حينما‬
‫ت��رى �شري ًفا في ح�ضن �أم��ه وتنظر لهما بده�ش��ة‪ ،‬بينما ي�أتي‬
‫خلفها الموظف الذي ي�صيح فيها‪.‬‬
‫الموظف‪:‬‬
‫�إنتي �إزاي تدخلي كده من غير ا�ستئذان؟ ‪..‬ب�أي حق‪..‬‬
‫مقاطعا �ص��وت الموظـف ب�صوتـ��ه المنده�ش وهو ينظر‬
‫ً‬ ‫�شريف ينه�ض‬
‫لمروة بده�شة‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫مروة؟‬
‫مروة (ب�صدمة)‪:‬‬
‫�إنت كمان وقعت في �شباكها؟‬
‫الأم تنه�ض وت�س�ألها بلهجة غا�ضبة‬
‫الأم‪:‬‬
‫�شباك �إيه؟‪�..‬إنتي مين؟‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫�أنا �أخت اللي انتي مرافقاه وواخدة �صحته و�شبابه بفلو�سك‬
‫الأم‪:‬‬
‫ح�سام؟‬

‫‪273‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫�أيوة ح�سام يا معدوم��ة القلب وال�ضمي��ر‪ ..‬دوري على حد‬
‫تاني تمثلي معاه فيلم �شباب امر�أة‬
‫الأم (�صارخة)‪:‬‬
‫اخر�سي‪ ..‬ده جوزي على �سنة الله ور�سوله‪.‬‬
‫مروة ت�صعق من الرد وتت�سع عيناها بينما ت�س�أل الأم �شريـفًا‬
‫الأم‪:‬‬
‫�إنت تعرف الحيوانة دي منين؟!‬
‫�شريف (وقد اغرورقت عيناه بالدموع غير م�صدق نف�سه)‪:‬‬
‫دي حبيبتي اللي كنت هخطبها‪.‬‬
‫مروة (باكية)‪:‬‬
‫ماتكمل�ش‪� ..‬أوعى تنطقها تاني على ل�سانك‪.‬‬
‫ن�سمع �صوت ح�سام من خارج الكادر‪.‬‬
‫�ص‪.‬ح�سام‬
‫�صباح‪.‬‬
‫ثم يدخل �إلى القاعة وهو ينادي على �صباح برقة ودلع‬
‫ح�ســـــــــــام‪:‬‬
‫�صبوحتي‪ ..‬فينك يا بيبي؟‬
‫ح�سام ي�ص��دم حينما يجد م��روة‪ ،‬وينظ��ر للموقف بده�شة بينم��ا يتبادل‬
‫الجميع النظر‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪274‬‬
‫ريسبشــــن منــــزل مــــروة‬

‫�شري��ف يبكي �أم��ام مروة ف��ي منزلها بح�ض��ور والدتها الت��ي تنظر له‬
‫بحيرة‪ ،‬بينما تنظر له مروة بغ�ضب و�صرامة‪.‬‬
‫(باكيا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف‬
‫بدور عل��ى الإن�سانة اللي ت�شد قلبي‪..‬‬ ‫�أنا ع�شت طول عمري َّ‬
‫وعاه��دت نف�سي �إني لم��ا �أالقيه��ا ال يمكن �أ�سيبه��ا ت�ضيع مني‬
‫�أب ًدا‪ ..‬لكن ما عملت�ش ح�سابي �إنك �إنت��ي اللي ت�ضيعيني‪ ..‬ده‬
‫ربنا نف�سه م���ش هيحا�سبنا بذنب �أهلنا‪ ..‬لي��ه تدمري بني �آدم‬
‫بي��دور عليكـي؟ مـ���ش ع�ش��ان يك�سب من‬ ‫َّ‬ ‫عا���ش عمره كل��ه‬
‫وراكي حاجة وال ي��ا خد من��ك �أي �شيء‪ ..‬هو ك��ان بيدور‬
‫عليكي ب���س ع�شان عن��ده كل الح��ب اللي في الدني��ا‪ ..‬وكل‬
‫الم�شاعر الجميلة اللي ربنا خلقها‪ ..‬وك��ل ال�سعادة اللي بتحلم‬
‫بيه��ا �أي بنت‪ ،‬ع�ش��ان يديهمل��ك‪ ..‬و�أول م��ا القيتك عملت‬
‫ح�سابي عليكي و�إنت��ي بنف�س��ك ح�س�ستيني �إنك عامل��ة ح�سابك‬
‫علي��ا‪ ..‬جاية دلوق��ت بعد م��ا علقتيني بيك��ي �أكت��ر تقولي �أنا‬
‫اكت�شفت �إني كنت غلط؟‪ ..‬جاية على �أكتر حاجة �صح عملتيها‬
‫ف حق نف�سك وقررتي �إنك تمحيها ب�أكب��ر ذنب ممكن تعمليه‬
‫ف عمرك كله؟‪ ..‬لو انتي م��ا خدتي�ش كل اللي جوايا محد�ش‬
‫تاني ممكن ياخده‪..‬لإن الحب والم�شاع��ر والأحا�سي�س اللي‬
‫ف قلبي اتخلقوا با�سمك �إنتي وب�س‪ ..‬بع��دك م�ش هيبقوا لحد‬
‫تاني‪ ..‬كل البنات اللي ربنا خلقها عاي�شة طول عمرها بتدور‬

‫‪275‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫على ذرة من كل ده‪� ..‬إزاي ت�ستخ�س��ري ف نف�سك اللي كل‬


‫النا�س هتموت عليه؟! طب كنت��ي اعملي نف�سك حتى بتاخديهم‬
‫مني و�سيني �أف��رح �شوية �إن��ي عطيتهمل��ك‪..‬و�أول ما �أدور‬
‫و�أم�ش��ي ارميهم‪ ..‬ارميه��م زي ما رميتين��ي و�أنا موافق‪..‬‬
‫ع�شان من الأول مكنت���ش منتظر منك �أي مقاب��ل ‪ ..‬الحاجة‬
‫الوحي��دة الل��ي كن��ت منتظره��ا �إن��ي �أحق��ق ل��ك الل��ي انتي‬
‫منتظ��راه‪( ..‬تحمر عيناه م��ن البكاء وت�ؤلمه ب�ش��دة فيفركهما‬
‫متابعا) عين��ي واجعان��ي �أوي‪ ..‬طول عم��ري كنت بخاف‬ ‫ً‬
‫عليه��ا‪ ..‬دلوق��ت نف�سي تتعم��ي ع�شان م��ا ت�شوف���ش حد من‬
‫بعدك‪ ..‬وقلبي الل��ي انتي دمرتي��ه وبيدق دلوق��ت �أوي‪..‬‬
‫نف�س��ي يقف خال���ص ع�شان م��ا يدق���ش وال دقة واح��دة لأي‬
‫مخلوق تاني‪ ..‬يا رب ‪ ..‬بحق رحمتك اللي الب�شر حرموني‬
‫منه��ا‪ ..‬خدني عندك وريحن��ي‪ ..‬ع�شان لو �أن��ا ا�ستنيت بعد‬
‫هموت نف�سي‪� ..‬أنا خ�س��رت الدنيا خال�ص ومبقت�ش‬ ‫النهارده ّ‬
‫عايز منها حاجة‪� ..‬أرجوك متخليني�ش �أخ�سر الآخرة كمان‪.‬‬
‫الأم تبكي بحرقة بينما تنزل دموع مروة �ساخنة وهي تقول بت�أثر‪:‬‬
‫من الأول واحنا م�ش لبع�ض‪ ..‬يمك��ن ربنا عمل كده ع�شان‬
‫يحمينا من خط��وة كنا هنخطيه��ا و�إحنا م���ش حا�سبنها‪ ..‬كل‬
‫�شيء ق�سمة ون�صيب‪.‬‬
‫(باكيا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫�شريف‬
‫�سهل عليكي دلوقت تقولي كده لأنك م�ش انتي المجروحة‪ ..‬ب�س‬
‫على فكرة‪ ..‬الق�سمة والن�صيب �إحنا الم�سئولين عنهم بقراراتنا‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫مروة (باكية)‪:‬‬
‫كفاية يا �شريف �أرجوك‪� ..‬أنا مقدر�ش �أ�ستحمل كل ده‪.‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫وال �أن��ا‪ ..‬الل��ي اتعم��ل في��ا ده ف��وق �أي احتم��ال‪..‬‬
‫يا‪ ‬جبروت��ك‪ ..‬بتدبحيني وم���ش عايزاني حت��ى �أ�صرخ من‬
‫الألم؟‪ ..‬م�ستكترة عليا �أ�صرخ و�أن��ا بموت ع�شان �صرختي‬
‫بتوجع ل��ك �ضمي��رك؟‪ ..‬حا�ضر‪ ..‬هموت و�أن��ا �ساكت‪..‬‬
‫مادام ده اللي ير�ضيكي‪.‬‬
‫�شريـف يهـم باالن�صـراف ومـا �إن ي�صـل للباب ويفتحــه حتى يلتفـت اً‬
‫قائـل‪:‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫ب�س م�ش هم��وت لوحدي‪ ..‬هموت �أنا وك��ل الم�سئولين عن‬
‫اللي ح�صل لي‪..‬‬
‫�شريف ين�صرف مغل ًقا الباب خلفه في عنف‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫منــــزل شريـــف وجيتـــام‬

‫�شريف يدخل ال�شقة ً‬


‫ثائرا وهو ي�صيح بثورة‪:‬‬
‫جيتاااااام‪ ..‬جيتاااااااااااااام‬
‫ن�سمع مقدمة �أغنية «لأ م�ش �أنا اللي ابكي» من الراديو الم�شغل في ال�شقة‪..‬‬

‫‪277‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�شريف يدخل المطبخ‪..‬‬


‫�شريف يدخل غرفة نوم جيتام‪..‬‬
‫�شريف يدخل الحمام ويزيح �ستار البانيو‪ ،‬ثم يفتح الكنيف وينظر فيه‪..‬‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫جيتاااااام‬
‫�شري��ف يدخل غرفت��ه ال�شخ�صية في�ضع ي��ده في جيبه ويخ��رج موبايله‬
‫ويت�صل بجيتام‪ ،‬لكن��ه ي�سمع ر�سالة ال�شبك��ة الم�سجلة الت��ي تعمل حينما‬
‫يكون الهاتف مغل ًقا‪.‬‬
‫حالي��ا‪ ..‬من ف�ضلك‪ ..‬حاول‬
‫الهاتف الذي طلبته غير متاح ًّ‬
‫االت�صال في ٍ‬
‫وقت الحق‪.‬‬
‫أر�ضا بعنف في حين تنتهي المقدمة المو�سيقية‬
‫فيلقي الموبايل � ً‬
‫ونبد�أ في �سم��اع �صوت عبد الوهاب وهو ي��ردد «لأ م�ش �أنا‬
‫ول �أنا اللي �أ�شكي لو ج��ار عليا هواك‪ ..‬وم�ش �أنا‬
‫اللي ابكي اَّ‬
‫اللي �أج��ري و�أقول ع�ش��ان خاطري وانا ليا ح��ق معاك‪..‬‬
‫تبق��ى ان��ت هاجرن��ي وان��ت الل��ي ظالمني‪..‬وفاكرن��ي‬
‫هترج��اك‪� ..‬أن��ا قولته��ا كلم��ة‪ ..‬وكل �ش��يء ق�سم��ة ودي‬
‫ق�سمتي وياك»‪..‬‬
‫�شريف ي�سم��ع الأغنية ويبك��ي ب�شدة وه��و ي�ضع يده ف��ي جيبه ويخرج‬
‫ال�س��ي‪ ‬دي الذي �أخ��ذه من �سيد ف��ي مكتب جيت��ام ثم ي�ضع��ه في جهاز‬
‫الالب‪ ‬توب ويجل�س �إلى المكتب‬
‫❀❀❀‬

‫‪278‬‬
‫فــــوق جبـــل المقطـــم‬

‫متطلعا �إل��ى القاهرة م��ن �أعلى‪،‬‬


‫ً‬ ‫جيتام يجل���س فوق �إح��دى ال�صخ��ور‬
‫م�سترجعا ن�صائحه لمي‪:‬‬
‫ً‬
‫لما تقابل��ك م�شكل��ة ِت َ‬
‫ك�س��رِ ك وماتعرفي�ش تالق��ي لها حل‪..‬‬
‫دوري عل��ى �أعل��ى حت��ة تق��دري تطلعيه��ا‪ ..‬وب�صي على‬
‫م�شكلتك من ف��وق‪ ..‬هت�شوف��ي الدنيا �صغي��رة �أوي ومفي�ش‬
‫حاجة فيها م�ستاهلة‪.‬‬
‫ابت�سامة حزينة ترت�سم على وجه جيتام وهو ما زال يتذكر‪.‬‬
‫�ص‪ .‬مـــــي‪:‬‬
‫وانت بتحب تطلع فين؟‬
‫�ص‪ .‬جيتـام‪:‬‬
‫المقطم‪..‬ع�شان �أ�شوف م�صر بو�شينها‪..‬الحلو والوح�ش‪.‬‬
‫وفج�أة ي�سمع �صوت مروة خلفه‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‬
‫جيتام يعقد حاجبيه ويلتف��ت خلفه ببطء غير م�ص��دق �أذنيه‪،‬‬
‫فيجد مروة واقفة وعلى وجهها الخجل‪ ،‬وفي عينيها الدموع‬
‫فيتطل��ع كل منهم��ا �إل��ى الآخر بنظ��رات �صامت��ة تحمل كل‬
‫المعاني‪ ..‬وكل الكالم‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪279‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫فـــوق جبـــل المقطـــم‬

‫مروة تجل�س بجوار جيتام والهواء ي�ضرب �شعرها ويبعثره بقوة‪ ،‬وتقول‬
‫له بعينين دامعتين يمل�ؤهما الحب‪:‬‬
‫ع�شان كده �أرجوك �إوعى تبات ف بيتك النهارده‪� ..‬شريف‬
‫فقد �أع�صابه وممكن يعمل �أي حاجة بعد ما افتكر �إن انت اللي‬
‫خططت لكل ده‪.‬‬
‫(متطلعا �إلى عينيها)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫للدرجة �إنتي خايفة عليا؟‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫للدرجة دي �إنت م�ش واخد بالك؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫حتي لو واخد‪ ..‬م�ش هتفرق كتير‪ ..‬ه��و �شريف ماقالكي�ش‬
‫�إني هخطب؟‬
‫مروة (بابت�سامة يمل�ؤها الحرج)‪:‬‬
‫مي قالت لي �إنك �ضحكت عليه‪.‬‬
‫جيتام ينظر لها بده�شة و�صدمة فتتابع بابت�سامة خجول‪:‬‬
‫لما خرج��ت برة المح��ل ع�شان تكلم��ه من وراه��ا م�شيت وراك‬
‫و�سمعت المكالمة ودخلت تاني من غير ما تح�س‪ ..‬تربيتك بقى‪.‬‬
‫جيتام (بحزن)‪:‬‬
‫مروة‪� ..‬شريف هي�ضيع من بعدك‪.‬‬

‫‪280‬‬
‫مروة (برزانة وعقالنية)‪:‬‬
‫هـات لـ��ي واحـد ف��ي الدنيا ف�ش��ل ف حب��ه ومـاقـالـــ���ش �إنـه‬
‫هي�ضيع‪( ..‬تتابع بخجل وك�أنها تتحدث ع��ن نف�سها) وهـات لي‬
‫واحدة قالت �إنها هتموت من بعد حبيبهــا وماتت‪ ..‬ا�س�ألني �أنا‪.‬‬
‫جيتام (بعتاب)‪:‬‬
‫ب�س انتي ظلمتيه ع�شان خدتيه بذنب �أمه‪.‬‬
‫مروة (بتح ٍّد)‪:‬‬
‫لو كنت بحبه بجد كن��ت هغفر له‪� ..‬صدقني ل��و ارتبطت بيه‬
‫هظلمه �أكتر‪.‬‬
‫جيتام (بحب)‬
‫ولو �أنا ارتبطت بيكي‪ ..‬هتظلميني؟‬
‫مروة (بابت�سامة رقيقة مليئة بالحب)‪:‬‬
‫هديك عمري‪.‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫هاتي لي واحدة قالت لحبيبها هديك عمري واديتهوله بجد‪.‬‬
‫مروة (ب�شقاوة)‪:‬‬
‫ويعني انت اللي هتديني عمرك بجد؟ يا �شيخ روح‪..‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ول �إيه؟‬
‫خالف ولما�ضة من �أولها‪ ..‬هو احنا اتجوزنا بدري اَّ‬

‫‪281‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫تدريجيا‬
‫ًّ‬ ‫جيتام ومروة ينظران نحو ال�سماء ونراهما يختفيان من الكادر‬
‫ونحن ننظر لل�سماء �سامعين �صوت مروة التي تقول بحب وفرحة‪:‬‬
‫دلوقت ب�س عرفت �إن دعوة مام��ا ا�ستجابت من غير ما تفتح‬
‫ال�سما وتخ�ش لربنا‪.‬‬
‫بينما ن�سمع �صوت جيتام ال�ساخر‪:‬‬
‫دلوقت ب�س عرفت �إن �أمك داعيالك‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫غرفــــة نــــوم مــــروة‬


‫مروة ت�صحو على �صوت طرقات �أمها لباب غرفتها‪..‬‬
‫تفرد ذراعيها وتتمطى بك�سل‪ ،‬قبل �أن تدخل عليها �أمها وفي يدها �سي‬
‫دي قائلة‪:‬‬
‫مروة‪ ..‬البواب بعت الـ ‪ C.D‬ده دلوقت‪.‬‬
‫مروة ت�أخذ ال�سي دي وتقلبه بين يديها بده�شة ثم ت�س�أل �أمها‪:‬‬
‫من مين؟‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫قال من واحد ماقال�ش ا�سمه‪ ..‬ده �أنا هزقته ع�شان ما�س�ألهو�ش‪.‬‬
‫مروة تنظر لأمها ب�سخرية وهي تقول‪:‬‬
‫ال فيكي الخير‪.‬‬
‫ثم تزيح الغطاء وتقوم‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪282‬‬
‫غرفــــة نـــــوم مـــــروة‬

‫مروة تدخل غرفتها وفي يدها كوب الن�سكافيه‪ ،‬وقد �سيطر الن�شاط على‬
‫جانبا‪،‬‬
‫مالمحها وحركتها‪ ،‬ثم تجل�س على مكتبها وت�ضع كوب الن�سكافيه ً‬
‫بينما ت�ضع ال�سي دي في ال�سي دي روم بجهاز الالب توب الخا�ص بها‬
‫ثم تم�سك بالكوب وتبد�أ تر�شف منه‪..‬‬
‫الـ ‪ C.D‬يعمل ويظهر الجزء الأخير من المواجهة التي دارت بينها وبين‬
‫جيتام حينما ذهبت �إليه في الكافيه وتحدته‪.‬‬
‫نرى عل��ى �شا�شة ال�لاب توب جيت��ام يقرب ال��ـ ‪ MP5‬لفمه‬
‫وي�ضغط زر الت�سجيل قائلاً ‪..‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�أقر �أنا جيتام الديب اللي ات�صل بالإعالمية مروة من ‪� 4‬شهور في‬
‫برنامج �أ�ستروجي��ن‪ ..‬وراهنها �إنه هيخليها تحب��ه‪� .‬إني خ�سرت‬
‫الرهان وعلى ا�ستعداد لتقبل �أي حكم ي�صدر منها هي والجمهور‪.‬‬
‫م��روة تنظر ل�شا�شة ال�لاب توب ب�صدمة ث��م تقوم بتجرية ه��ذا المقطع‬
‫لت�صل �إلى نهايته‪..‬‬
‫نعود ل�شا�شة الالب ت��وب حيث ن��رى م�شهد مروة وه��ي تنظر لجيتام‬
‫�ساخرة قبل �أن تعطيه ظهرها وتن�صرف‪..‬‬
‫ما �إن تن�صرف م��روة مغلقة الب��اب خلفها حتى ينظر جيت��ام �إلى لوحة‬
‫مراقب��ة تتاب��ع الكافيه كل��ه‪ ،‬موجودة ف��ي مكتبه‪ ،‬ث��م ينظــ��ر لكاميرا‬

‫‪283‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ملوحـا ب�سبابتــه �أمــام‬


‫ً‬ ‫واقفــا �أمامها‬
‫ً‬ ‫موجــودة في �سقــف مكتبه وينه�ض‬
‫تحد‪.‬‬
‫الكاميرا في ٍّ‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫كده المك�سب بقى �شبه م�ستحيل‪..‬وده اللي هيخلي اللعبة �أجمل‪..‬‬
‫بعد ‪� 4‬شهور هت�شوفوا معايا �إزاي �صاحبتنا هتخ�سر الرهان رغم‬
‫�إن اللع��ب بق��ى ع المك�ش��وف‪ ..‬ال��كالم ده مثب��ت بال�ص��وت‬
‫وال�صورة ع�شان كمان ‪� 4‬شهور هعر�ضه ليكم و�أفكر مروة بيه‪.‬‬
‫تن�سال الدموع ال�ساخنـــة على وجنتـــي مروة‪ ،‬وهي تهز ر�أ�سها ب�صدمة‬
‫غير م�صدق��ة نف�سهــا‪ ،‬قبل �أن ت�ض��ع ذراعيهــــا عل��ى المكتـــب وتدفن‬
‫ٍ‬
‫عــال مليء بالحرقــة واالنك�سار‪.‬‬ ‫فيهما ر�أ�سها وتجهـ�ش بالبكاء ب�صوت‬
‫❀❀❀‬

‫منــــزل جيتـــام وشريــــف‬

‫محطما بعنف‪ ،‬بينما يجد الب توب‬ ‫ً‬ ‫جيتام يدخل المنزل بترقب وحذر فيجده‬
‫أر�ضا فتت�سع عيناه ب�صدم��ة وغ�ضب وهو يتفقد الأثاث الذي تم‬ ‫�شريف ملقى � ً‬
‫تدميره‪ ،‬وما �إن ي�صل �إلى الالب توب حتى يلتقطه فيجده م�شغلاً فينظر �إليه‬
‫ب�صدمة وهو يتفقده ثم يقر�أ �آخر ما كتبه �شريف قبل �أن يغادر ال�شقة‪.‬‬
‫«الآن فق��ط �أكفر ب��كل ما �آمنت ب��ه في الحب م��ن نظريات‬
‫وم�سلمات‪ ..‬لذا قررت �أن �أترك الحياة حتى ال �أ�صبح مجرد‬
‫حالة تنتظر دورها في الويتنج لي�ست»‬

‫‪284‬‬
‫م�سرعا بالليل فوق جبل‬
‫ً‬ ‫وفي اللحظة نف�سها‪ ،‬كان �شريف يقود �سيارت��ه‬
‫المقطم‪ ،‬وبجواره �أمه المقيدة م��ن ذراعيها وقد كمم فمها بينما ما زالت‬
‫كلماته تتردد‪:‬‬
‫ٍ‬
‫بذنب ل��م �أقترفه‪ ..‬غير �أن‬ ‫«�س�أموت �أنا و�أمي التي عذبتني‬
‫الفارق بيننا �أنن��ي �س�أكون �أن��ا القاتل رغم �أنن��ي المقتول‪..‬‬
‫و�ستكون هي القتيلة رغم �أنها القاتل��ة‪ ..‬لكن قبل الرحيل‪..‬‬
‫ال بد و�أن �أذيق كل من ظلمني ِمن ِ‬
‫نف�س الك�أ�س»‬
‫ننتقل �إلى �أ�سف��ل منزل م��روة حيث ن��رى �شري ًفا يعطي ب��واب العقار‬
‫الـ ‪ C.D‬ويطلب منه �أن يعطيه لمروة ‪..‬‬
‫والدة م��روة تدخل عليه��ا غرفتها فتجدها ف��ي حالة انهي��ار فتحاول �أن‬
‫تهدئها بال جدوى‪..‬‬
‫نعود ل�شق��ة �شريف وجيتام‪ ،‬حيث يقف جيتام بي��ن الحطام وهو يقر�أ ما‬
‫في الالب توب ‪..‬‬
‫أر�ضا‪،‬‬
‫مع �آخر حرف يقر�ؤه‪ ،‬ي�سقط ال�لاب توب من يد جيت��ام ليتحطم � ً‬
‫بينما يخرج جيتام موبايله من جيبه وي�ضغط على �أزراره مت�صلاً ب�شريف‪،‬‬
‫لكنه ي�سمع ر�سالة ال�شبكة الم�سجلة التي تعمل حينما يكون الهاتف مغل ًقا‬
‫الر�سالة الم�سجلة‪:‬‬
‫حالي��ا‪ ..‬من ف�ضلك‪ ..‬حاول‬
‫الهاتف الذي طلبته غير متاح ًّ‬
‫االت�صال في ٍ‬
‫وقت الحق‪.‬‬
‫م�سرعا نحو باب ال�شقة ويفتحه ثم يخرج ويغلقه خلفه‪.‬‬
‫ً‬ ‫جيتام يجري‬
‫❀❀❀‬

‫‪285‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫على بــــاب منــــزل مــــروة‬

‫جيتام يط��رق باب منزل م��روة بقوة وم��ا �إن تفتحه �أمه��ا وتطل عليه‬
‫بعيونها الباكية حتى ت�صيح فيه بغ�ضب هادر‪.‬‬
‫منـــــــــــــى‪:‬‬
‫�إنت �إيه اللي جابك؟؟‪ ..‬م�ش مكفيك قلب بنتي اللي ك�سرته؟‪..‬‬
‫م�ش عايزه �أ�شوف و�شك هنا تاني‪.‬‬
‫مخ�ضو�ض��ا‪ ،‬ثم يخبط‬
‫ً‬ ‫منى تغلق الب��اب بعنف فيهت��ز جيتام‬
‫�صائحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مجددا بقوة‬
‫ً‬ ‫على الباب‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫افتحي يا مام��ا‪ ..‬والل��ه العظيم �إنت��ي فاهم��ة غلط‪..‬اديني‬
‫فر�صة ا�شرح لك‪.‬‬
‫الباب يفت��ح فج�أة وتخرج من��ى ب�سكين ت�ضع��ه على رقبت��ه وهي تقول‬
‫بغ�ضب وقد فقدت �صوابها‪:‬‬
‫لو خبطت تاني �أو ظهرت ف حياتها هقتلك‪� ..‬إنت فاهم؟‪ ..‬هقتلك‬
‫جيتام ينظر لها بحزن بينما ن�سمع �صوت مروة ينبعث من التلفاز الذي‬
‫يعمل بالداخل‬
‫�ص‪.‬مـــــــــــروة‪:‬‬
‫بعد ‪� 3‬شهور عدوا علينا بنكون نهينا مع بع�ض دورة برامجية‬
‫جديدة‬

‫‪286‬‬
‫جيتام ينظر لداخل ال�شقة حيث التلفاز الذي يذيع برنامج «�أ�ستروجين»‬
‫مرددا بلهفة‪:‬‬
‫ً‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬

‫ثم يتجاوز والدتها ويدخــ��ل كالم�شدوه قبل �أن يقف �أم��ام �شا�شة التلفاز‬
‫ويرى مروة التي تطل بعينيها الالمعتين على ال�شا�شــة قائلة‪:‬‬
‫وبعد جل�سات عمل طويلة مع �إدارة القن��اة‪ ..‬اتفقنا �إننا نخلي‬
‫حلقة النهارده حلقة خا�صة ج ًّدا‪ ..‬كلها مفاج�آت‬

‫مروة تقوم فج�أة بخلع �سماعة الإيربيز لتنقطع �صلتها عن الكنترول‪ ‬روم‬


‫الموجود به المخرج‪..‬‬
‫وفي الكنترول روم‪ ،‬تت�سع عينا المخرج وه��و ينظر لل�شا�شة التي يرى‬
‫من خاللها مروة وهي تخلع الإيربيز‪ ،‬وي�صيح بع�صبية في م�ساعده‬
‫المخـــــــرج‪:‬‬
‫�إيه ده؟‪�..‬إيه اللي مروة عملته ده؟‪ ..‬هكلمها �إزاي كده؟‪..‬‬
‫ح�ضر يابني فا�صل ننزل بيه ب�سرعة‬
‫ّ‬
‫نف�سا عمي ًق��ا وهي ال تزال تقدم حلقته��ا على الهواء‪،‬‬
‫بينما �أخذت مروة ً‬
‫قبل �أن تقول بدموعها‪:‬‬
‫�أه��م مفاج���أة هتكل��م عنه��ا النه��ارده يمك��ن ع��دد كبير من‬
‫ح�ضراتكوا ن�سيه��ا‪� ..‬أنا نف�سي كن��ت نا�سياه��ا و�شايالها من‬
‫ح�ساباتي خال�ص‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫تخرج ‪ C.D‬من جيب بدلتها وتلوح به �أمام الكاميرا وهي تتابع‪:‬‬


‫لغاية ماجالي ال��ـ ‪ C.D‬ده م��ن فاعل خير ح��ب يفوقني على‬
‫حقيقتي الل��ي مكنت�ش عارفاه��ا‪ ..‬حقيقة مذيع��ة عملت نف�سها‬
‫خبيرة عاطفية بتحل م�شاكل البنات وال�ستات وتعلمهم يهزموا‬
‫�أحزانهم وهي �أكتر واح��دة محتاجة لل��ي ين�صحها‪ ..‬ع�شان‬
‫كده ن�سيت خال���ص رهان كلك��م �شفتوه من واح��د ات�صل بيا‬
‫واتحدان��ي �إنه هيخليني �أحب��ه واعترف بحب��ي ليه ف خالل‬
‫‪� 4‬شهور‪ ..‬وفعلاً وقعت ف حبه‪( ..‬تبك��ي وتنزل دموعها‬
‫ال�ساخن��ة) وبعل��ن ق��دام العالم كل��ه �إني حبيت��ه‪ ..‬وخ�سرت‬
‫الرهان‪ ..‬ع�شان كده �أن��ا م�ش جديرة بثقتك��م فيا‪ ..‬وال ثقة‬
‫�إدارة القناة‪ ..‬ومن النهارده م�ش هن�صحكم تاني‪ ..‬لأن فاقد‬
‫ال�شيء ال يعطيه‪� ..‬أنا بعتزل التقدي��م‪ ..‬والحب‪ ..‬والحياة‬
‫نف�سها قدام ح�ضراتكم وم�ش راجعة تاني‪�..‬أب ًدا‪.‬‬
‫وفي الكنترول روم‪ ،‬هتف المخرج بع�صبية‪:‬‬
‫الله يخرب بيتك‬
‫م�ساعد المخرج‪:‬‬
‫الفا�صل جهز يا فندم‬
‫(�صارخا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫المخرج‬
‫انزل بيه ب�سرعة‬
‫وفي ري�سب�شن منزل م��روة‪ ،‬كان جيت��ام ينظر لل�شا�ش��ة مت�أملاً فا�صل‬
‫البرنامج الذي جاء بمثابة الف�صل الأخير من الم�سرحية‪ ،‬فيما بكت �أمها‬

‫‪288‬‬
‫بحرقة قائلة ب�ضعف وقد خارت قواها‪:‬‬
‫ح�سبنا الله ونعم الوكيل فيك‪.‬‬
‫مغادرا ال�شقة‬
‫ً‬ ‫جيتام تنهمر دموعه وهو ينظر لها‪ ،‬ثم يجري‬
‫❀❀❀‬

‫داخــــل استديــــو برنامـــج مــــروة‬


‫خاليا من الجمه��ور‪ ،‬وال �أثر داخله‬
‫جيتام يدخل اال�ستديو بلهف��ة فيجده ً‬
‫لأحد‪ ،‬ليت�أمل اال�ستديو وقد لمعت الدموع في عينيه‪..‬‬
‫�سمير رئي�س القناة يدخل اال�ستديو وقد �أم�سك في يديه ‪ C.D‬يلوح به �أمام‬
‫قائل ب�صرامة‬
‫جيتام اً‬
‫اللي ف الـ ‪ C.D‬ده �صدر منك بجد؟‬
‫جيتام يخف�ض عينيه بخجل ويقول‪:‬‬
‫�أيوه فندم ب�س والله‪..‬‬
‫�سمير يقاطعه ب�إ�شارة من يده وهو يخرج ورق��ة مطوية من جيب بذلته‬
‫قائل‪:‬‬
‫ويلوح بها اً‬
‫دي ا�ستقالة م��روة‪ ..‬المذيعة المحترم��ة الرقيقة اللي م�شيت‬
‫من القناة ب�إرادتها‪� ..‬أما ان��ت فهتم�شي منها مرفود‪( ..‬ي�شير‬
‫�صارخا فيه)‪ ..‬بره‪.‬‬
‫ً‬ ‫نحو الباب‬
‫جيتام ينظر للأر�ض ثم يم�شي وهو يجر �أذيال الخيبة‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪289‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫منـــــزل جيتــــام‬

‫جيتام يدخل منزل��ه فيجد كلبه ال�ضخ��م وقد فارق الحي��اة‪ ،‬فيحاول �أن‬
‫يوقظه بال جدوى ف��ي حين ن�سمع �أغنية محمد عب��د الوهاب «لأ م�ش �أنا‬
‫اللي �أبكي» �إذ يتردد المقطع ال��ذي يقول « ا�شمعنى �أنا عهدك‪�..‬صونته‬
‫وراعيت ودك‪..‬والعم��ر داب حواليه‪ ..‬لكن الل��ي بيحبك‪..‬مالو�ش‬
‫تمن عندك‪..‬والغالي يرخ�ص ليه‪�..‬أن��ا راح زماني هدر‪..‬والكان�ش‬
‫عندك خبر»‬
‫ن�شاهد بعدها جيتام وهو يغادر من��زل مروة بحزن وقد �أطلق لحيته‪ ،‬ونرى‬
‫والدتها تغلق الباب خلفه وعلى وجنتيها الدم��وع‪ ،‬ثم نراه ينزل ال�سلم ببطء‬
‫وبخطوات ثقيلة مهمومة وقد تجاهل الأ�سان�سي��ر‪ ،‬بينما ن�سمع �صوت والدة‬
‫مروة في الخلفية‬
‫«قدمت ا�ستقالتها من الجامعة كمان‪ ..‬وخدت �شنطة هدومها‬
‫من ورايا ومعرف�ش راحت فين‪� ..‬أمانة عليك لو لقيتها قول‬
‫تح�صل القطة بتاعتك‬
‫لها �أمك بتموت‪..‬يا ريت تلحقيها قبل ما ّ‬
‫اللي ماتت»‬
‫جيتام يجهز حقيبة �سفره في غرفته‪..‬‬
‫جيتام يخرج من غرفته ويت�أمل الري�سب�شن الذي ما زال مدمر الأثاث‪،‬‬
‫قبل �أن يخرج هاتفه المحمول ويجري مكالمة �أخيرة يقول فيها‪:‬‬
‫(باكيا)‬
‫ً‬ ‫�أيوه يا بابا‪� ..‬أنا خال�ص حجزت وجاي لك على دبي‪..‬‬
‫يا ريت ت�ستنوني �إنت ومايا ف المطار ع�شان تعبان �أوي‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫‪290‬‬
‫كافيــــــه ‪Emotions‬‬

‫جيتام يحت�ضن (ح�سين) ال��ذي يبكي هو و(�سيد �شمعة) ف��ي الكافيه الذي‬
‫خال من الزبائن قبل �أن يقول (جيتام) بحزن و�أ�سى‪:‬‬
‫�إنت الوحيد اللي ممكن �أ�أمنه ع الكافيه يا ح�سين‪ ..‬خلي بالك‬
‫منه وابقى حول لي الإيرادات �أول كل �شهر‪ ،‬ده لو حد فكر‬
‫ييجي �أ�صلاً ‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫فــي دار األيتـــام الـــذي تسكنــــه مــــي‬

‫حارا ف��ي غرفتها وكالهما يبك��ي ب�شدة‪ ،‬قبل �أن‬


‫جيتام يعانق مي عنا ًقا ًّ‬
‫يترك ال��دار حام�ًل�اً حقيب��ة مالب�س��ه‪ ،‬بينم��ا تح��اول مي الفك��اك من‬
‫الموظفات الالت��ي يم�سكنها وه��ي تقاومه��ن وتبكي في محاول��ة فا�شلة‬
‫للخروج من بوابة الدار وهي ت�صرخ هاتفة‪:‬‬
‫علي‪..‬‬
‫م�ش ممكن تك��ون دي النهاية‪ ..‬قول �إن��ك بت�ضحك َّ‬
‫قول �إنك بتهزر زي ما عودتني‪� ..‬أنا مقدر�ش �أ�ستغنى عنك‬
‫�أب ًدا‪( ..‬ببكاء وانهيار �أكثر) جيتاااااام‪.‬‬
‫لنرى بعدها جيتام يدخ��ل المطار حاملاً حقيبته بنف���س الخطوات الثقيلة‬
‫المهمومة‪ ،‬ثم ي�صع��د �سلم الطائرة قبل �أن يتم �إغ�لاق بابها‪ ،‬فيما يردد‬
‫قائل‪:‬‬
‫عقله بنبرة حزينة كلماته الحزينة اً‬

‫‪291‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫دلوقت ب�س �آمنت �إن التاريخ بيعيد نف�سه يا �شريف‬


‫ثم تحلق الطائرة في الجو‪.‬‬
‫❀❀❀‬

‫فـــي أحـــد الشاليهــــات‬

‫مروة تجل�س �أمام النافذة التي تطل على البحر وت�سمع �أغنية عبد الوهاب‬
‫«لأ م�ش �أنا اللي �أبكي» �إذ ت�سمع المقطع الذي يقول «فين قلبك من حبي‬
‫ليه‪..‬ليه‪..‬ليه م��ا �سكن�ش جنبي‪..‬ك��ان م�شاركن��ي ف عمري ون�سي‬
‫ي�شارك قلبي‪ ..‬ما قدر�ش يعرفني‪ ..‬ماعرفــ�ش يفهمني‪ ..‬وع�شان �إيه‬
‫ما عرف�شي‪ ..‬ده ذنبك م���ش ذنبي» لتردد مع الأغني��ة الجملة الأخيرة‬
‫بتمتمة �صامتة من �شفتيه��ا بينما تنهمر الدموع ال�ساخن��ة من عينيها ب�شدة‬
‫وت�أثر ف��ي حين نرى موج البحر م��ن النافذة وخلفها التلف��از يعمل لكنه‬
‫على و�ضع الـ ‪.Mute‬‬

‫مروة تنظر من بين دموعه��ا واندماجها نحو التلفاز‪ ،‬ف�إذ بها‬


‫تجد جيتام وهو يتحدث بابت�سامة متفائلة دون �أن ت�سمع �صوته‬
‫فتغلق الرادي��و‪ ،‬وتوجه الريموت نحو التلف��از لإلغاء و�ضع‬
‫الـ ‪ ،Mute‬لت�سمع جيتام‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫لكن المثل بيقول‪ :‬رب �ض��ارة نافعة‪ ..‬ع�شان كده �أنا طلعت‬
‫من الظروف اللي مري��ت بيها الفترة الأخي��رة بحكمة مهمة‬

‫‪292‬‬
‫ج�� ًّدا‪ ..‬فهمك الخاطئ للأم��ور‪ ..‬قد يقودك �إل��ى ال�صواب‬
‫ال��ذي عجز تفكي��رك ال�سليم ع��ن الو�صول �إلي��ه‪ ..‬وع�شان‬
‫تفهموا الحكمة �أكتر خلوني �أحكيلكوا الحكاية من �أولها‪.‬‬
‫م�ستعر�ضا ما حدث في ال�ساعات الما�ضية‬
‫ً‬ ‫ليعود جيتام بذاكرته �إلى الخلف‪،‬‬
‫جيتام داخل الطائرة يبحث ع��ن مقعده ف�إذا به فج�أة �أم��ام �شريف الذي‬
‫يرتدي بدلة عريـ�س‪ ،‬وجيرمين التي ترت��دي ف�ستان عرو�سة وكذا عم‬
‫فكري الذي ارتدى بدلة �أنيقة بينما يقول جيتام‪:‬‬
‫و�أنا ف الطيارة اللي ق��ررت اركبها ع�ش��ان اهرب لح�ضن‬
‫�أبويا واختي‪..‬كانت ف انتظاري مفاج�أة عمري‪� ..‬صاحبي‬
‫اللي خ�سرته‪..‬مع البنت اللي ا�ستفزتني وكانت �سبب معرفتي‬
‫بمروة‪ ..‬واالتنين �إيه‪ ..‬عري�س وعرو�سة‪.‬‬
‫جيتام ينظر للموقف ذاه�ًل�اً ‪ ،‬بينما ي�ضحك عم فك��ري بكوميدية وتبت�سم‬
‫جيرمين بحرج‪� ،‬أما �شريف فيرمق جيتام بنظ��رة طويلة قبل �أن يعانق‬
‫مخل�صا‪..‬‬
‫ً‬ ‫كالهما الآخر ويتحا�ضنان تحا�ض ًنا‬
‫جيت��ام يجل�س بج��وار �شريف وجيرمي��ن اللذي��ن يتحدثان ل��ه بحميمية‬
‫ويحكيان له الحكاية من بدايتها‪.‬‬
‫عم فكري يدخــل �شقته وداخلها يجــ��د جيرمين قد ح�ضرت لــه الأكــل‬
‫وتجلــ�س ت�أكــــل معـــه‪ ،‬لت�ستمــ��ع �إلى حكاياتـــ��ه الكوميديــة التــــي‬
‫ال تنتهــي‪..‬‬
‫جيرمين تحمي عم فكري في البانيو وتليف له ظهره‪..‬‬

‫‪293‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫جيدا‪ ،‬وعلى خلفية‬


‫جيرمين تغادر ال�شقة من الباب الآخر وتراقب ال�سلم ً‬
‫تلك الم�شاهد يتردد �صوت جيتام في الخلفية‪:‬‬
‫نف�سيا‪ ..‬طل��ع والد جيرمين‬
‫عم فك��ري المجنون‪ ..‬ق�ص��دي المري�ض ًّ‬
‫تلميذة �شري��ف ف الجامعة‪ ..‬ولأن��ه مري�ض نف�س��ي وت�صرفاته غريبة‬
‫وم�شاكله كتير‪ ..‬عزلت جيرمي��ن من �سكنها القديم الل��ي اتف�ضحت فيه‬
‫وقررت ت��روح لمكان جدي��د ماتعرف�ش في��ه حد‪ ..‬لكن ل�س��وء حظها‬
‫�سكن��ت معان��ا �أنا و�شري��ف ف ب��رج واح��د‪ ..‬وع�شان م��ا تتف�ضح�ش‬
‫جيرمين زي كل مرة‪ ..‬خ��دت �شقتين فتحتهم عل��ى بع�ض من غير ما‬
‫حد يعرف‪ ..‬واحدة �سكنت فيها لوحدها والتانية �أ�صبح المالك بتاعها عم‬
‫فكري ع�شان يتحمل م�سئوليته لوحده قدام النا�س‪ ..‬لكن الم�صيبة‪�..‬إنها‬
‫كانت بتحب �شريف‪.‬‬
‫نعود للطائرة �إذ تنام جيرمين على كتف �شريف وتقول بحب‬
‫جيرمين‪:‬‬
‫حبيت فيه طيبته وحنيته‪ ..‬رومان�سيته و�أحا�سي�سه العالية اللي‬
‫ما�شوفت�ش زيها ف حياتي‪ ..‬ده غير معاملته الكوي�سة مع بابا‬
‫في الوقت اللي كل النا�س كانت بتتريق عليه‪.‬‬
‫نعود ل�شاليه مروة التي تنظر فيه ل�شا�شة التلفاز بذهول ‪..‬‬
‫ننتقل بعدها للم�شاهد التالية التي يحكيها جيتام ليتردد �صوته في الخلفية‪..‬‬
‫جيرمين تجل�س في ال�سك�شن ت�ستمع �إلى �شرح �شريف وتنظر له بحب‪..‬‬
‫�شريف يجل�س في غرفته يكتب خواطره على الالب توب‪ ،‬بحيث نرى‬

‫‪294‬‬
‫الكلم��ات الت��ي يكتبها تظهر ف��ي الب ت��وب جيرمين وه��ي تجل�س في‬
‫غرفتها بعد �أن اخترقت جهازه دون علمه‪..‬‬
‫�صوت جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�صعب عليه��ا الموق��ف وخالها من‬ ‫ُح��ب جيرمين ل�شري��ف ّ‬
‫تعرفه �إنها جارته ف نف�س العمارة‪ ..‬لكن ف نف�س‬ ‫الم�ستحيل ّ‬
‫الوق��ت ا�ستغلت وجوده��ا معانا ف نف�س الب��رج بالدخول ع‬
‫النت ببال�ش من خالل الـ ‪ Wi Fi‬اللي كنا فاتحينــه مـــن غير‬
‫با�سوورد‪ ..‬ولأن الح��ب ف �أوقات كتيـــ��ر بيدفع �صاحبه‬
‫للجن��ون‪ ..‬ب��د�أت جيرمي��ن لعبة خطي��رة ودتن��ا كلنـــا ف‬
‫‪ 60‬داهي��ة‪ ..‬لما ق��ررت �إنها تعمــ��ل هاك عل��ى �أجهزتـــنا‬
‫ع�شان تعرف ك��ل حاجة بنفك��ر فيها عن ق��رب‪ ..‬وك�شفت‬
‫جيرمين ك��ل �أ�سرارن��ا وبالوينا‪..‬ا�ش��ي خواطــ��ر بيكتبها‬
‫�شريف ع الالب توب بتاعه ع�ش��ان يف�ضف�ض باللي جواه‪..‬‬
‫وا�ش��ي مواقع‪�..‬إح��م‪ ..‬وحاج��ات تاني��ة كتير �إحن��ا نف�سنا‬
‫كنا نا�سيينها‪.‬‬
‫جيرمين تت�صف��ح ملف «‪ »Word‬خـا���ص ب�شريــف‪ ،‬مكتوب‬
‫فيـ��ه (لم �أعــ��د �أقــوى عل��ى مواجهـــ��ة المجتمــ��ع في ظل‬
‫انت�ساب��ي لأم مت�صابيــ��ة كهــ��ذه‪ ..‬لق��د ت�سببت ف��ي �سخرية‬
‫الجميع منـي ولم تفلح جهـــودي عن �إثنائهــا عـــن الزيجـات‬
‫الفا�شلة التي انغم�ست فيهـا بعد مــوت والـــدي رحمه الله‪..‬‬
‫ولم يرغمها هجري لها وابتعادي عنها على التراجع)‪..‬‬

‫‪295‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫جيرمي��ن تبكي ب�شدة ويح��اول والده��ا م�ساعدتها لكنه��ا تخرجه خارج‬


‫غرفتها وتغلق على نف�سها وترتمي فوق ال�سرير وتبكي ف انهيار‪..‬‬
‫جيرمين تجل�س على الالب توب تفكر وعلى وجنتيها دموع ن�شفت للتو‪..‬‬
‫جيرمين تت�صفح ج��روب جيتام ع الفي�س بوك وعل��ى وجهها عالمات‬
‫التفكير‪..‬‬
‫�صوت جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ات�ص َد ِمت لما ِعر ِفت من مذكرات �شريف �إنه معجب‬
‫لغاية ما َ‬
‫بزميلت��ه الجدي��دة م��روة‪ ..‬وحلم��ه �إن الق�سم��ة والن�صيب‬
‫يجمعوهم ببع�ض‪ ..‬ف�ضل��ت تفكر‪ ..‬وت�ستغل كل اللي عرفته‬
‫عنا الفترة اللي فاتت‪ ..‬لغاية ما حطت خطة ما تخر�ش الميا‬
‫جيرمين تق��وم بعمل جروب �ض��د جيتام على موق��ع الفي�س‬
‫بوك‪..‬‬
‫جيتام ي�شاهد الجروب بغ�ضب �شديد‪..‬‬
‫�صوت جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫الخط��ة كانت �إنه��ا تحط م��روة ف طريقي ب���أي �ش��كل‪ ..‬ع�شان كده‬
‫ات�صلت ببرنامجها وقالت ا�سمي بكل و�ضوح‪.‬‬
‫جيرمين تجري مكالم��ة مع المخرج وم��ا �إن تدخل عل��ى الهواء حتى‬
‫تقوم بال�ضغط على �أحد الأزرار في الكمبيوتر المو�صل بالتلفاز لت�سجل‬
‫مقطع الفيديو الذي تتحدث فيه مع مروة في البرنامج‪..‬‬
‫نعود لوجه مروة الم�صدوم في ال�شاليه وهي تردد بده�شة الدنيا‪:‬‬

‫‪296‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫م�ش ممكن‪.‬‬
‫مروة تتذكر حديثها مع جيرمين في اال�ستديو بطريقة الفال�ش باك حين‬
‫قالت لها في �إحدى الحلقات‪:‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫م�شكلتك �سهلة ج ًّدا يا جوجو‪ ..‬ل��و كان هو من جواه حا�س�س‬
‫بيكي‪ ..‬كل المطلوب منك �إنك ت�ستفزيه ج�� ًّدا وتختفي �شوية‬
‫بعيد عن��ه‪� ..‬ساعتها هين�سى ك��ل البنات الل��ي حواليه وم�ش‬
‫هي�ش��وف غيرك ويب��د�أ يفكر �إنت��ي ليه عملتي ك��ده‪ ..‬ودي‬
‫هتكون �أول خطوة تقربكوا لبع�ض‪.‬‬
‫جيرمي��ن تجل���س على موق��ع ال��ـ «‪ »Youtube‬وعل��ى وجهه��ا ابت�سامة‬
‫ظافرة‪..‬‬
‫جيرمين تجل�س عل��ى موقع الفي�س ب��وك لتن�شئ جروب �ضد‬
‫جيتام‪..‬‬
‫جيتام يجل�س في �شقته على جهازه ي�شاه��د مقطع الفيديو الم�سجل له وهو‬
‫في الجامعة ويبكي والكل ينظر له ب�سخرية‪..‬‬
‫جيرمين تذهب لمكتب جيتام‪..‬‬
‫�صوت جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�أتاريها �سجلت مكالمتها مع مروة وحطتها في الجروب اللي‬
‫عملته �ضدي ع�شان ت�ستفزني وت�سخني على مروة‪ ..‬وخدت‬

‫‪297‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫ف نف�س الوقت مقط��ع الفيديو اللي كان مت�سج��ل لي و�أنا ف‬


‫الجامعة من الب توب �شريف اللي عملت عليه هاك وحطته‬
‫ف الج��روب‪ ..‬وبعدين جت ل��ي الكافيه ع�ش��ان تعتذر لي‬
‫وتخلع م المو�ضوع‪ ..‬بعد ما حطت النار جنب البنزين‪.‬‬
‫نعود للطائرة حيث تقول جيرمين لجيتام بخجل‪..‬‬
‫جيرميــــــن‪:‬‬
‫كان عن��دي �أم��ل �إن المواجهة بينك��م ممكن تخليك��وا تحبوا‬
‫بع���ض‪( ..‬ت�ضحك وتتابع بم��رح) ا�سكت‪ ..‬م���ش �أنا كمان‬
‫اللي عمل��ت مداخل��ة تليفونية با�س��م �أبرار‪ ..‬ب���س ب�صراحة‬
‫النتيجة جت �أح�سن بكتير مما كنت متوقعة‪.‬‬
‫نعود لال�ستديو حيث يقول جيتام بنظرة �ساخرة‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ماجات�ش �أح�س��ن وال حاجة‪ ..‬لأن ال�سح��ر اتقلب ع ال�ساحر‬
‫لما قررت �أ�شي��ل المو�ضوع من دماغ��ي‪ ..‬ورجع �شريف‬
‫يتم�سك بمروة �أكتر من الأول‬
‫نعود للطائرة حيث يقول �شريف لجيتام �ضاحكً ا‪:‬‬
‫فعلاً ‪ ..‬لح��د هنا وقف مب��د�أ التخطيط بتاع��ك‪ ..‬ب�س الق�سمة‬
‫والن�صيب ك��ان ليهم كلمتهم لم��ا طلع كل واح��د فيكوا بيكفل‬
‫طفل يتيم‪.‬‬

‫‪298‬‬
‫جيرمين تنظر ل�شريف بحب ثم تقول لجيتـــــــــــام‪:‬‬

‫ج��دا وح�سيت �إن فيه �أمل‪ ..‬لك��ن لما قريت ف خواطر‬


‫�ساعتها فرحت ًّ‬
‫�شريف �إنه �أ�سعد واح��د ف الدنيا لأنك وعدته �إن��ك هت�سيب له مروة‪..‬‬
‫عرفت �إني ل�سه ف خطر‪.‬‬

‫هاما‬
‫نع��ود ل�شاليه مروة ال��ذي تنظر فيه للتلفاز ث��م تعود لتتذك��ر موق ًفا ًّ‬
‫بطريقة الفال�ش باك‪..‬‬

‫في مكتب �شري��ف ومروة بالجامعة نرى جيرمي��ن تنظر ل�شريف الذي‬
‫ين�صرف م��ن المكتب ثم تدخ��ل مكتب مروة ف الجامع��ة وتقترب من‬
‫مروة التي تتطلع �إلى �شا�ش��ة الالب توب وتقول جيرمي��ن وفي عينيها‬
‫الدموع وب�صوت متهدج من الحزن وال�ضعف‪.‬‬

‫جيرميــــــن‪:‬‬

‫ممكن �آخد ر�أي ح�ضرتك في مو�ضوع م�صيري؟‬

‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫طبعا يا حبيبتي اتف�ضلي‪.‬‬
‫ً‬
‫جيرميــــــن‪:‬‬
‫�أنا بحب واحد كويــ�س وم�ش ناق�صة حاجة‪ ..‬ب�س مامته �ست‬
‫م�ش كوي�سة كل يومين تتجوز واحد قد عيالها‪.‬‬
‫نعود للطائرة حيث تقول جيرمين لجيتام بحما�س‬

‫‪299‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫جيرميــــــن‪:‬‬
‫ولما رف�ضت مروة بانفعال �شديد ج ًّدا وحذرتني من االرتباط‬
‫ده‪ ..‬عرف��ت �إن عمرها م��ا هترتبط ب�شري��ف‪ ..‬وقررت‬
‫�أكمل الخطة للنهاية‪.‬‬
‫نعود لمكتب �شريف ومروة بالجامعة �إذ تق��ول مروة بانفعال لجيرمين‬
‫التي تجل�س �أمامها وفي عينيها الدموع والحزن‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫واح��دة زي دي هتف�ض��ل طول عمره��ا و�صمة ع��ار على‬
‫حبيبك‪ ..‬تخيلي بع��د ما تتج��وزوا وتخلـف��ي منه‪..‬هتقولي‬
‫لوالدك عليها �إيه؟‪ ..‬جدتكو �ست ملعب وبتاعة عيال؟‬
‫نعود للتلفاز حيث يقول جيتام بنف�س نظرته المتفائلة ال�سعيدة‪:‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ولأن الق�سمة والن�صيب كتبوا �إن �أنا ومروة نكون لبع�ض‪..‬‬
‫ف�شلت ك��ل محاوالتي �إني �أبعده��ا عني‪ ..‬لغاية م��ا اكت�شفت‬
‫بنف�سها حقيقة �أم �شريف‪ ..‬فقرر �شري��ف �أن ينتقم منا وبعت‬
‫ال�سي دي لمروة‬
‫نعود للطائرة حيث يقول �شريف لجيتام بابت�سامة خجول‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫�أنا ع��ارف �إن اللي عملته مع��اك ده كان قل��ة �أدب مني ف‬
‫لحظة �ضع��ف‪ ..‬بـ�س انت كم��ان الزم تعذرن��ي‪� ..‬أ�صلك‬
‫علّمتني �إنك لما تح��ط حاجة ف دماغك بتخط��ط لها لغاية ما‬
‫تجيبها‪ ..‬ع�شان كده �أ�س�أت الظن فيك‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫نعود ل�شاليه م��روة الذي تنظ��ر فيه للتلف��از وقد انهم��رت الدموع من‬
‫عينيها وهي تنظر للتلفاز الذي يقول فيه جيتام بت�أثر‪:‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫م��ع �إن الـ ‪� C.D‬أن��ا كنت ن�سيت��ه خال�ص‪ ..‬ولو ك��ان ح�سين‬
‫فكّ رن��ي بي��ه كن��ت هك�س��ره‪ ..‬لك��ن الف��زورة الكبي��رة في‬
‫المو�ضوع بجد كانت �سر ارتباط �شريف بجيرمين‪.‬‬
‫نعود للطائرة حيث يقول �شريف لجيتام بده�شة‬
‫�شريــــــــف‪:‬‬
‫ف نف�س اللحظة اللي كنت بجري بيه��ا بالعربية وماما جنبي‬
‫ومفي���ش ف دماغي غير نية االنتح��ار‪ ..‬كنت واثق �إن دي‬
‫لحظاتنا الأخيرة في الحياة‪.‬‬
‫�شريف يقود �سيارته ب�سرعة فوق المقطم وبجواره �أمه المقيدة‪..‬‬
‫جيرمين تقود �سيارته��ا ب�سرعة �شديدة لتتجاوز �سي��ارة �شريف وت�صبح‬
‫�أمامه ثم ت�ضغط الفرامل فج�أة لتتوقف �سيارتها �أمام �سيارة �شريف الذي‬
‫يفاج�أ بما حدث في�ضغط بدوره الفرامل ليندفع هو و�أمه للأمام ويرتطما‬
‫بالزجاج الأمامي بينما ترتطم �سيارته ب�سيارة جيرمين‪..‬‬
‫جيرميــــــن‪:‬‬
‫و�ساعتها‪ ..‬جه معاد لحظة الأك�شن الحقيقية ف حياة �شريف‬
‫ع�شان يعرف فيها الطرف التاني هو بيحب��ه قد �إيه‪( ..‬تغمز‬
‫بعينيه��ا وتتاب��ع) ب�س بط��ل الأك�شن الم��رة دي ك��ان �أنا‪..‬‬
‫م�ش هو‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫تنظر م��روة للتلفاز وق��د انهمرت الدم��وع من عينيها �أكث��ر ف الوقت‬


‫الذي يقول فيه جيتام بت�أثر‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫وح�صل��ت مواجهة قوي��ة بين �شري��ف وجيرمين‪ ..‬وعرف‬
‫منها �إن �أمها هي كمان كانت �ست م�ش كوي�سة‪ ..‬لدرجة �إنها‬
‫رمتها وهي �صغيرة بعد ما ات�سببت ف��ي جنان �أبوها الغني‪..‬‬
‫اللي اكت�شف خيانتها ومقدر�ش ي�ستحم��ل ال�صدمة‪ ..‬وانتهت‬
‫المواجهة بنجاح خطتها وجوازهم‪ ..‬وق��رر االتنين يق�ضوا‬
‫�شهر ع�سلهم ف دبي‪.‬‬
‫نعود لـ(جيتام) الذي يزفر زفرة حارة من داخل اال�ستديو قائل‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫كانت حكاي��ة �أغرب من الخي��ال‪ ..‬ن�سينا فيه��ا الوقت طول‬
‫فترة الرحلة مـن م�صـر لدبي‪ ..‬مانـا مـا كانـ�ش ينفـع �أرجــع‬
‫بالطيارة زي �شغل الأفالم‪ ..‬ب�س لما و�صلت المطار حكيت‬
‫ك��ل الل��ي ح�ص��ل البوي��ا واخت��ي وجوزه��ا‪ ..‬وخدته��م‬
‫ورجعنا‪ ..‬لبلدي‪ ..‬وحبيبتي‪ ..‬ع�شان يح�ضروا فرحي‪.‬‬
‫جيتام ي�ضع يده على �أذنه حيث �سماعة الإيربيز‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ومعانا دلوقت ات�صال تليفوني من‪ ..‬م�ش معقول‪..‬جيتام؟‬
‫�ص‪.‬جيتام في المداخلة التليفونية‪:‬‬
‫ده انا هوديك ف ‪ 60‬داهية‪.‬‬

‫‪302‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ليه ب�س؟‬
‫ننتقل �إلى �شاليه مروة التي تنظر للتلفاز بده�شة وتتابع المكالمة التليفونية‪..‬‬
‫�ص‪.‬جيتام في المداخلة التليفونية‪:‬‬
‫ع�ش��ان �أن��ا جيت��ام الحقيق��ي وم���ش موج��ود دلوق��ت ف��ي‬
‫اال�ستديو‪..‬الحلقة دي م�سجلة‪.‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫طبعا م�سجلة‪ ..‬وانا وانت دلوقت موجودين هناك‪.‬‬
‫ً‬
‫�ص‪.‬جيتام (بطفولية)‪:‬‬
‫هناك فيييييين؟‬
‫(مبت�سما بحب)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫عند حبيبتنا مروة‪.‬‬
‫�ص‪.‬جيتام (بطفولية)‪:‬‬
‫ا�سم الله عليك‪� ..‬شطور‪.‬‬
‫مروة تنظر لل�شا�شة بده�شة فت�شعر بيد تمتد من ال�شباك خلفها وتخبط على‬
‫ناظرا �إليها بكل حب‬
‫ً‬ ‫ظهرها فتنتف�ض مرعوبة وتلتفت خلفها لتجد جيتام‬
‫الدنيا قائل‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫�سامحيه بقى والنب��ي يا �ست م��روة‪ ..‬ده بيحبك �أوي وانتي‬
‫فاهمة غلط والله‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫مروة تبت�سم بكل الحب والحنان قائلة بده�شة‪:‬‬


‫�إنت عرفت مكاني �إزاي؟‬
‫يطل من ال�شباك الطفالن بجاد ومي قائلين في وقت واحد‬
‫بجـاد ومـي‪:‬‬
‫حزري فزري مين؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫محد�ش قال ل��ك �إن الأطفال �س�لاح ذو حدين قب��ل كده؟ �أنا‬
‫كمان عرفت �أجند بجاد وحكى لي عنك كل حاجة‪.‬‬
‫مروة ت�سمع �صوت طرقات على ب��اب ال�شاليه‪ ،‬فتنظر له بترقب‪ ،‬بينما‬
‫مبت�سما‪:‬‬
‫ً‬ ‫يقول لها جيتام‬
‫روحي افتحي‪.‬‬
‫مروة تتجه نحو الب��اب لتفتحه فتج��د والدتها و�أخاها ح�س��ام‪ ،‬لتحت�ضن‬
‫مروة �أمها ب�ش��دة‪ ،‬بينما ي�أتي جيتام والطفالن م��ن خلفهما‪ ،‬وكذا والده‬
‫و�أخته وزوجها ليقول جيتام‪:‬‬
‫مفي�ش حاجة كده للغلبان اللي بيحبك‪� ..‬إن�شالله تعتبريني زي‬
‫�أمك و�أنا موافق‪.‬‬
‫الجميع ي�ضحك بينما ي�شير جيتام لوالده و�أخته وزوجها اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫أخي��را بابا و�أختي وجوزه��ا ظهروا في الأح��داث‪ ..‬طول‬
‫ً‬ ‫�‬
‫عمرهم �ضيوف �شرف ف حياتي‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫مروة تلكمه بدالل ثم ت�سلم عليهما قائلة‪:‬‬
‫دول هما الخير والبركة‪.‬‬
‫(�ساخرا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫هاها‪ ..‬كلكوا بتقولوا كده ف الأول‪.‬‬
‫هاتف جيتام يرن فيخرجه من جيبه وي�ضغط زر الإ�سبيكر اً‬
‫قائل‪:‬‬
‫طبعا حلقة مفي�ش بعد كده يا �أ�ستاذ �سمير‪.‬‬
‫�أظن ً‬
‫�صوت �سمير عبر الهاتف‪:‬‬
‫�ألف مبروك يا جيتام‪ ..‬اعمل ح�ساب��ك بقى �إنت ومروة �إن‬
‫الدورة البرامجية الجديدة هتبد�أ وهندمج البرنامجين بتوعكو‬
‫فيها مع بع�ض‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫وهيكون ا�سم البرنامج �إيه؟‬
‫❀❀❀‬

‫فـــي استديــــو البرنامـــج الجديـــد‬

‫جيتام وم��روة يقفان في منت�ص��ف ديكور مختلف‪ ،‬لبرنام��ج جديد‪� ،‬إذ‬


‫نرى اال�ستديو �أر�ضيات��ه �سوداء بينما جوانبه وردي��ة ونرى العديد من‬
‫ال�صور التي تجمع بين الرجل والمر�أة في مختلف جوانب الحياة‪� ،‬سواء‬
‫لوحة زفاف لرجل وام��ر�أة‪ ،‬و�أخرى لرجل يجري خلف زوجته على‬

‫‪305‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫البحر‪ ،‬وثالثة لزوج وزوجة يلعبان مع �أطفالهما في م�ساحات خ�ضراء‬


‫�شا�سعة‪ ،‬ونالحظ �أن هذه ال�صور تزين جنبات البرنامج‪..‬‬
‫البرنامج ب��ه جمه��ور مختلط من الرج��ال والن�س��اء‪ ،‬ب�أعم��ار مختلفة‬
‫ومتفاوتة‪.‬‬
‫مروة (بابت�سامة رقيقة)‪:‬‬
‫تي�ستروجين‪..‬‬
‫(متابعا بابت�سامة مماثلة)‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام‬
‫يعني هرمونات الذكورة وهرمونات الأنوثة متلخبطين على‬
‫بع�ض‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫وع�شان ما ينفع�ش نف�صلهم‪ ..‬هنحل م�شاكلهم باكج واحدة في‬
‫برنامج واحد‪.‬‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫بالمنا�سبة دي �أنا عندي �س�ؤال محيرني يا ريت كل الجمهور‬
‫ي�شاركني �إجابته‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫�س�ؤال �إيه؟‬
‫جيتـــــــــــام‪:‬‬
‫ول ق�سمة ون�صيب؟‬
‫ول خطة اَّ‬
‫هو الحب كيميا اَّ‬

‫‪306‬‬
‫مروة تنظر لجيت��ام بحيرة وترفع كتفيه��ا وهي تمط �شفتيه��ا دليل عدم‬
‫المعرفة ثم ت�س�أل جمهور البرنامج‪.‬‬
‫مـــــــــــروة‪:‬‬
‫حد عنده �إجابة يا جماعة؟‬
‫جمهور البرنامج يرفع ي��ده بالكامل فتنظر لهم م��روة وجيتام بحيرة‪،‬‬
‫بينما تقول �سيدة بدينة‪:‬‬
‫طبعا‪� ..‬أنا و ّقعت كل اللي بحبهم بدماغي‪.‬‬
‫الحب خطة ً‬
‫رجل �آخر عجوز يحت�ضن فتاة جميل��ة و�شابة‪ ،‬ويقول بثقة وهو يالعب‬
‫حاجبيه رغم معظم حروفه ال�ضائعة‪.‬‬
‫الرجــــــــــل‪:‬‬
‫الق�شمة والن�شيب هما الأ�شا�ش‪.‬‬
‫مروة (�ساخرة)‪:‬‬
‫ربنا يديك ال�صحة‪.‬‬
‫فج�أة يقف �شاب م�سطول يقول بلهجة م�سطولة‪:‬‬
‫�أهم حاجة الكيميا‪.‬‬
‫جيتام (بده�شة من طريقة الكالم)‪:‬‬
‫مين؟‬
‫ال�شاب (ب�سطالن �أكثر)‪:‬‬
‫الكيمياااااا‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫تي�ستروجيــــــن‬

‫�ساخرا‪:‬‬
‫ً‬ ‫جيتام ينظر لمروة وي�س�ألها‬
‫هو الحب نزل ف الجدول؟‬
‫مروة (�ضاحكة)‪:‬‬
‫م�ش عارفة‪.‬‬
‫جيتام ومروة ينظران للكاميرا ويتابعان‬
‫جيتام ومروة (في �آن واحد)‪:‬‬
‫وا�ضح �إن المو�ضوع كبير �أوي فعلاً ‪ ..‬نلتقي بعد الفا�صل‬
‫فا�صل البرنامج ينزل‬
‫النهايـــــــة‬

‫‪308‬‬
‫شكـــــر خــــــاص‬
‫�إل�������ى الملكة العظيمة‪ ،‬الت�������ي علمتني معنى الحب‬
‫والرومان�سية في زمن الم�سخ‪ ،‬و�أول من احت�ضنتني في‬
‫عالم الأدب وعلمتني متعة القراءة و�سحر الكتابة‪..‬‬
‫�أمي‪..‬‬
‫و�إل�������ى الرج�������ل ال�صالح الطي�������ب ال�������ذي تعلمت منه‬
‫م�������ا يعجز القلم ع�������ن و�صف�������ه‪ ،‬وي�ستحيل عل�������ى العقل‬
‫والقلب ح�صره‪..‬‬
‫�أبي‪..‬‬
‫و�إل�������ى موالتي و�ساحرت�������ي الجميلة‪ ،‬الت�������ي تلهمني‬
‫بعينيهـ ـ�������ا وجوارحهـ ـ�������ا �أجم�������ل م�شاعـ ـ�������ر خلقهـ ـ�������ا اللـ ــه‬
‫في �أر�ضـه‪..‬‬
‫زوجتي الحبيبة‪� ،‬أم جنى‪.‬‬

‫‪309‬‬
– ‫للتواصــــل مـــــع الكاتـــــب‬

The Contacts of Writer

E-Mail: «shiko_angel@yahoo.com« ‫بريد �إلكتروني‬

:»My Account On Twitter« »‫الح�ساب ال�شخ�صي على موقع «تويتر‬

twitter.com/#!/SherifAbdelhady

:»My Account On Facebook« »‫الح�ساب ال�شخ�صي على موقع «في�س بوك‬

http://www.facebook.com/sherif.abdelhady83

:»My Fan Page On Facebook« »‫�صفحتي ال�شخ�صية على الـ «في�س بوك‬

http://www.facebook.com/pages/Sherif-Abd-Elhady-‫�شريف عبدالهادي‬

:«Youtube My Channel on« »‫قناتي ال�شخ�صية على موقع الـ «يوتيوب‬

www.youtube.com/user/SheriFabdelhady83

:Good Reads ‫�صفحة الرواية على موقع‬


https://www.goodreads.com/book/show/21997875

‫كما يمكنك �أن ت�شارك بالمقوالت التي �أعجبت��ك ور�أيك في الرواية‬


.‫تي�ستروجين على موقعي تويتر وفي�س بوك‬# ‫عبر ها�شتاج‬
‫الكـــــاتــب في �ســــطــــــور‬

‫�شــريـــف عبــدالهـــادي‬

‫ تخرج �شريف عبدالهادي في كلية الآداب‪ ،‬ق�سم �إعالم‪� ،‬شعبة �صحافة‪ ،‬جامعة‬
‫حلوان‪ ،‬وعمل كات ًبا �صحف ًّيا‪ ،‬وناقدً ا فن ًّيا بالعديد من ال�صحف والمواقع‬
‫الإلكترونية‪ ،‬مثل موقع «ب�ص وطل» الإلكتروني‪ ،‬وجريدة «روز‪ ‬اليو�سف»‪ ،‬وموقع‬
‫«حريتنا»‪ ،‬وجريدة «ا�ضحك للدنيا»‪ ،‬وجريدة «�صوت الأمة»‪ ،‬ومجلة‬ ‫و�إذاعة ُ‬
‫«�إحنا»‪ ،‬وغيرها من ال�صحف والمجالت‪.‬‬

‫ كذلك عمل ب�إعداد البرامج التلفزيونية والإذاعية في العديد من القنوات‬


‫الف�ضائية ومحطات الراديو‪ ،‬مثل قنوات «الحـ ـي ـ ـ ـ ــاة»‪ ،‬و«التحـ ـ ــريـ ــر»‪ ،‬و«النهار»‪،‬‬
‫و«مودرن حرية»‪ ،‬و«نايل دراما»‪ ،‬و«القناة الأولى الم�صرية» و�إذاعة «نجوم ‪،»FM‬‬
‫و«راديو م�صر»‪ ،‬و«ال�شرق الأو�سط»‪ ...‬وغيرها‪.‬‬

‫ ويُ عد فيلم «تي�ستروجين» عمله الثالث بعد فيلم «كوابي�س �سعيدة»‪ ،‬ورواية‬
‫«�أبابيل»‪.‬‬
‫�أحــــدث �إ�صـــــدارات‬
‫الأ�ستاذ‬
‫شريف عبدالهادي‬

‫■ كـــوابـيــــ�س �سـعـــيــدة‪.‬‬
‫■ تيـــ�ســـتـــروجــــيــــــن‪.‬‬

You might also like