You are on page 1of 26

‫ظاهرة بطالة الشباب في العراق أسبابها وطرق عالجها‬

‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار النظري للبطالة‬


‫المستخلص‪:‬‬
‫يعاني االقتصاد العراقي من مشكلة البطالة والسيما بطالة الشباب‪ ،‬والتي ينجم عنها إنعكاسات خطيرة على‬
‫الشباب العاطلين بصورة خاصة وعلى المجتمع بصورة عامة‪،‬لذلك فإن البحث يهدف إلى التقصي على أسبابها‬
‫وط رق عالجها‪،‬بع دها الي وم تُمث ل تهديداً كبيراً لص انعي السياس ة إالقتص ادية للبلد‪،‬مم ا يتطلب البحث عن أفض ل‬
‫اإلجراءات وأسرعها‪ ،‬والتي تُساهم في إيجاد الحلول المناسبة لمشكلة بطالة الشباب التي يتعرض لها البلد‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The economic of Iraq is suffering from unemployment problems specially the youth‬‬
‫‪resulting rescue reflection specially on youth unemployment and on society in‬‬
‫‪general , so the research is aim to find the causes and the way of treating which‬‬
‫‪represent a big threat on policymaker in the country who's searching to find best‬‬
‫‪and quick measures which counterpart to find the suitable results for youth‬‬
‫‪unemployment in the country‬‬

‫‪1‬‬
‫ظاهرة بطالة الشباب في العراق أسبابها وطرق عالجها‬
‫م‪.‬د‪.‬أحمد حافظ حميد‬
‫تدريسي ‪ /‬الجامعة المستنصرية ‪ /‬كلية اإلدارة واالقتصاد‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫تُعد مشكلة البطالة واحدة من أخطر المشاكل إالقتصادية التي تواجه إقتصاديات الدول المتقدمة والنامية على‬
‫حد سواء نظراً لما تتضمنه هذه المشكلة من جوانب إقتصادية وإ جتماعية في الوقت نفسه‪.‬ولقد تعرض اإلقتصاد‬ ‫ٍ‬
‫ت من قبل‬ ‫بع ْ‬
‫العراقي لهذه المشكلة من ُذ عقوداً من الزمن بفعل الظروف والسياسات إالقتصادية الخاطئة التي أتُ َ‬
‫الحكوم ات الس ابقة‪،‬ومم ا زاد من ح دة ه ذه المش كلة ه و تف اقم المش كلة ض من الفئ ة الش بابية‪،‬إذ إن ه ذه المش كلة‬
‫األخير تمثل تحدياً كبيراً لواضعي السياسة إالقتصادية للبلد نظراً لضرورة توافر المزيد من الخدمات التعليمية‬
‫ومرافق البنية التحتية ‪،‬فض الً مم ا يتطلب إيجاد فرص عمل الئقه للشباب هذا من جإنب‪ ،‬ومن جإنب أخر فإن‬
‫إرتف اع نس بة الش باب في البل د هي طاق ة بش ريه وض رورة إس تثمارها‪ ،‬والس يما الش باب المتعلم منهم لغ رض‬
‫اإلستفادة من جميع ما يمتلكونه من خبرات فنيه وعلمية تُساهم في تطور االقتصاد العراقي‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫يعاني االقتصاد العراقي من مشكلة البطالة والسيما بطالة الشباب‪ ،‬والتي ينجم عنها إنعكاسات خطيرة على‬
‫الش باب الع اطلين بص ورة خاص ة وعلى المجتم ع بص ورة عام ة‪،‬إذ إنه ا ت ؤدي إلى ه در تل ك الطاق ات البش رية‬
‫والسيما طاق ات الشباب المتعلم منهم‪،‬لذلك فمن الضروري اإلسراع في معالجته ا للتخفي ف من حدة أثارها‪ ،‬وما‬
‫ينجم عنها من تداعيات أقتص ادية واجتماعية ونفس ية على الشباب الع اطلين‪ ،‬والتي تنعكس في نهاية األمر على‬
‫واقع المجتمع عموماً‪.‬‬
‫فرضية البحث‪:‬‬
‫جزء من‬
‫ً‬ ‫تُشكل بطالة الشباب اليوم ظاهرة لها تداعياتها االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬حيث ان بطالة الشباب تعد‬
‫البطالة‪ ،‬لذا من البديه ان يكون حجم الجزء منسجماً مع التغير الحاصل للكل‪.‬‬
‫هدف البحث‪:‬‬
‫يحاول البحث تسليط الضوء على قضية مهمة وخطيرة تعاني منها اقتصاديات الدول المتقدمة والنامية على‬
‫ح ٍد س واء ومنه ا‪ ،‬كمحاول ة لتحلي ل واق ع مش كلة بطال ة الش باب في الع راق والتع رف على أس باب بطال ة الش باب‬
‫وطرق عالجها‪ ،‬بوصفها اليوم تُمثل تهديداً كبيراً لصانعي السياسة االقتصادية للبلد‪ ،‬وعلية اقترح إيجاد الحلول‬
‫المناسبة لتلك المشكلة والحد من تأثيراتها االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫منهجية البحث‪:‬‬
‫استخدم الباحث المنهج الوصفي‪ -‬التحليلي لدراسة ظاهرة بطالة الشباب في العراق‪ ،‬وصوالً الى استنتاجات‬
‫ثم توصيات التي تُساهم في الحد من أثارها السلبية على الشباب العاطلين عن العمل‪.‬‬
‫ومن َّ‬
‫هيكلية البحث‪:‬‬
‫توزع البحث بين مبحثين األول تناول اإلطار النظري للبطالة‪،‬وقد تضمنه مطلبين األول حاول التعرف على‬
‫مفه وم البطال ة وأنواعه ا وأس بابها‪ ،‬فض الً عن البطال ة في الفك ر اإلقتص ادي‪ ،‬أم ا المطلب الث اني فتن اول التع رف‬
‫على بطالة الشباب‪.‬‬
‫إما المبحث الثاني فقد تناول بطالة الشباب في العراق‪،‬وقد توزع على ثالثة مطالب‪،‬األول مؤشرات عن واق ع‬
‫الش باب بخص وص التعليم والعم ل‪،‬إم ا المطلب الث اني فتض من مؤش رات مس حية عام ة عن الش باب الع راقي‪،‬إم ا‬

‫‪2‬‬
‫المطلب الثالث فقد تضمن أسباب وطرق عالج بطالة الشباب‪،‬وأخيراً تم التوصل إلى مجموعة من اإلستنتاجات‬
‫والتوصيات التي يمكن إن تُساهم في عالج مشكلة بطالة الشباب في العراق‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار النظري للبطالة‬

‫أوال‪:‬مفهوم البطالة وأنواعها وأسبابها‬


‫‪.1‬مفهوم البطالة‪:‬‬
‫قبل التعرف على مفهوم البطالة‪ ،‬البد إن نميز بين مفهوم التشغيل والتشغيل الكامل‪ ،‬إذ إن التشغيل أو‬
‫التوظيف أو االستخدام وفق المعنى الواسع ينطبق على عناصر اإلنتاج المختلفة األُخرى (رأس المال – األرض‬
‫– التنظيم) فضالً عن عنصر (العمل) المشارك في العملية اإلنتاجية‪.‬‬
‫أم ا التش غيل ب المفهوم الض يق" فإن ه يش ير إلى إس تخدام عنص ر العم ل في العملي ة اإلنتاجي ة عن طري ق‬
‫الجهد وساعات العمل التي تبذل إلنتاج السلع والخدمات إثناء فترة زمنية معينة"‪.‬‬
‫ويمكن تعريف التشغيل الكامل فيقصد به "الحالة التي يتساوى فيها عدد العاطلين عن العمل مع عدد‬
‫الوظائف الشاغرة‪ ،‬إي هو الحالة التي يكون فيها العمل متاح ألكبر نسبه من القوى العاملة‪ ،‬وإ ن اإلستخدام أو‬
‫التوظيف أو التشغيل الكامل ال يقصد به إن (‪ )%100‬من القوى العاملة هي في حالة تشغيل‪ ،‬بمعنى إن التشغيل‬
‫الكامل ال يعني وجود معدل بطالة مقداره صفر وإ نما من الممكن وجود بطالة في حالة التشغيل الكامل ايضاً"(‪.)1‬‬
‫وتع رف منظم ة العم ل الدولي ة الع اطلون عن العم ل "ب أنهم األف راد الذين ال يعمل ون أكثر من س اعة في‬
‫الي وم وفي ال وقت نفس ه ل ديهم إس تعداد للعم ل ويبحث ون عن ه بش كل نش ط"‪ .‬وفي الواق ع إن ه ذا المعي ار (الس اعة)‬
‫يختلف من دولة إلى أُخرى‪ ،‬فقد يستخدم أسبوع كل شهر أو يوم في األسبوع(‪.)2‬‬
‫وبينما تُعرف منظمة التعاون والتنمية إالقتصادية العاطل عن العمل "بـأنة الشخص الذي ال يعمل وإ نما‬
‫(‪)3‬‬
‫هو جاهز للعمل والذي سعى إثناء الشهر السابق إلى العثور على العمل"‬
‫وبصورة عامة يمكن القول بأن البطالة "عبارة عن زيادة في المعروض من العمل عن الحاجة الفعليه‬
‫إي الطلب على تلك الكمية المعروضة من العمل إثناء فترة زمنية معينة يكون منخفض اً مقارن ةً مع ما متوفر من‬
‫ف رص عم ل متاح ة‪ ،‬وي ؤدي إتس اع الف رق بين المع روض والمطل وب من الع املين إلى ح دوث آث أر إقتص ادية‬
‫وإ جتماعي ة وسياس ية تتمث ل بتك اليف يتحمله ا اإلقتص اد وهي عب ارة عن اله در في الم وارد إالقتص ادية وإ هم ال‬
‫العنصر البشري والذي ُيعد من أهم العناصر الضرورية لعملية التنمية إالقتصادية‪.‬‬
‫‪.2‬أنواع البطالة‪:‬‬
‫تتمثل أنواع البطالة على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫أ‪.‬البطالة الوظيفية أو الطوعية ‪:‬‬
‫وهي البطالة الناجمة عن تغير األشخاص لوظائفهم متنقلين في البلد من منطقة إلى أُخرى‪ ،‬أو من قطاع‬
‫اقتصادي آلخر‪ ،‬بحثاً عن ظروف عمل أفضل أو عن أجر أعلى‪ ،‬وهذا النمط موجود دائماً ألن هناك على الدوام‬
‫أشخاص يغيرون وظائفهم(‪.)4‬‬
‫ب‪.‬البطالة االحتكاكية ‪:‬‬
‫إن الطلب على العمل في هذا النوع من البطالة ال يتوافق مع غرض العمل‪ ،‬والسبب في ذلك يعود إما‬
‫إلى مك ان العم ل أو ن وع المه ارات‪ ،‬وه ذه البطال ة قص يرة األم د إذ يقض ي الع اطلون عن العم ل وقت قص ير‬

‫‪3‬‬
‫للحص ول على عم ل جدي د‪ ،‬وق د تظه ر ه ذه البطال ة بس بب التط ورات الحاص لة في ظ روف العم ل‪ ،‬والس يما‬
‫التطورات التقنية التكنولوجية(‪.)5‬‬
‫ت‪.‬البطالة المقنعة ‪:‬‬
‫وهي البطالة الناجمه عن عدم التناسب بين إنتاجية العامل واألجور التي يحصل عليها‪.‬‬
‫ث‪.‬البطالة الهيكلية ‪:‬‬
‫وهي البطال ة الناجم ة عن ع دم التواف ق بين ف رص العم ل وخ برات الع اطلين عن العم ل‪ ،‬أي إن العم ل‬
‫موج ود ومت وافر أو يمكن توف يره‪ ،‬إال إن الب احثين عن ه إم ا لم يع ثروا علي ه بع د‪ ،‬أو إنهم ال يتمتع ون ب المؤهالت‬
‫الضرورية لهذا العمل(‪.)6‬‬
‫ج‪.‬البطالة السافرة أو اإلجبارية ‪:‬‬
‫وهي بطالة ناجمة عن عدم توفر فرص العمل للراغبين فيه‪ ،‬أو هي بطالة الباحثين عن عمل وراغبين‬
‫فيه ولكن ال يجدونه‬
‫ح‪.‬البطالة الدورية ‪:‬‬
‫وهي البطالة الحاصلة بفعل هبوط في مستوى الطلب الكلي على العمل‪ ،‬بفعل هبوط أو تراجع النشاط‬
‫االقتصادي(‪.)7‬‬
‫خ‪.‬البطالة الموسمية ‪:‬‬
‫وهي البطال ة الحاص لة في موس م معين من الس نة دون آخ ر‪ ،‬إذ إن هن اك بعض اإلعم ال ال تي ال يمكن‬
‫العمل بها إال في فصل الصيف‪ ،‬وأُخرى ال يمكن تأديتها إال في فصل الشتاء‪ ،‬وفي هذه الحالة يبقى العمال في‬
‫حال ة بطال ة في الفص ول األُخ رى من الس نة‪ ،‬وه ذه الحال ة يتم عالجه ا بإيج اد أعم ال تتكام ل م ع ب اقي المواس م‪.‬‬
‫د‪.‬البطالة االختيارية‬
‫وهي البطالة التي تحصل بفعل إرتفاع إعانات البطالة‪ ،‬أو تعويضات البطالة فإذا كانت التعويضات قريبة‬
‫من األجر الحقيقي‪ ،‬فإن ذلك يشجع عدد غير قليل من العمال على أختيار البطالة(‪.)8‬‬

‫‪.3‬البطالة في إطار الفكر االقتصادي‪:‬‬


‫إن الفكر االقتصادي يسعى إلى دراسة الظواهر إالقتصادية الحاصلة عبر الزمن بهدف التعرف على أسباب‬
‫حص ولها وط رق عالجه ا‪،‬وطالم ا إن البطال ة تع د إح دى الظ واهر اإلقتص ادي المهم ة لم ا له ا من آث ار إقتص ادية‬
‫وإ جتماعي ة في الوقت نفس ه على العاطلين عن العم ل‪،‬لذلك فإن من الض روري التقصي عن أس باب حدوثها في‬
‫إطار الفكر االقتصادي‪ ،‬وعليه فإن المدرسة الكالسكية ترى إن حالة التشغيل الكامل هي الحالة االعتيادية للنشاط‬
‫االقتصادي‪،‬بمعنى أخر إن البطالة في إطار التحليل الكالسيكي هي اختيارية تحصل بسبب مطالبة العمال ألجور‬
‫أعلى من األجر التوازني في السوق‪،‬وهذا األخير يؤدي إلى تعرض العم ال إلى البطالة االختيارية أو الطوعية‬
‫ألنهم ط البوا ب أجور مرتفع ة‪،‬وإ ن التحلي ل الكالس يكي يؤك د على إن العم ال لن يبق وا م دة طويل ة ع اطلين عن‬
‫العمل‪،‬وذلك ألن مرونة األجور واألسعار سوف تعمل على معالجة البطالة وتساهم في إعادة التوازن ومعالجة‬
‫الخل ل الحاص ل بين ع رض العم ل والطلب علي ه‪ ،‬وبحس ب التحلي ل الكالس يكي ف إن ع دم مرون ة (جم ود) األج ور‬
‫سيؤدي إلى حدوث البطالة اإلجبارية أو القسرية‪.9‬‬

‫‪4‬‬
‫إما تحليل كنز للبطالة فأنه يرى إن سببها هو قصور في الطلب الكلي الفعال بسبب إرتفاع الميل الحدي لالدخار‬
‫وإ نخفاض الميل الحدي الستهالك إفراد المجتمع‪ ،‬وهذا يؤدي إلى اتساع الفجوة بين الدخل واالستهالك‪،‬وفي حالة‬
‫عج ز االس تثمارات عن ملئ ه ذه الفج وة ف إن ه ذا ي ؤدي إلى قص ور الطلب ومن ثم إنخف اض التش غيل وأخ يراً‬
‫إرتفاع معدالت البطالة‪.‬‬
‫يؤك د ك نز على إن مس توى التش غيل يتح دد من خالل الطلب الكلي الفع ال وليس ت عن طري ق المس اومة على‬
‫األجور بين العمال وأصحاب العمل‪،‬وإ ن عالج البطالة بحسب كنز يتم عن طريق سياسة نقدية توسعية تساهم في‬
‫تخفيض أسعار الفائدة‪،‬فضال عن سياسة مالية ترتكز على زيادة اإلنفاق وخفض األعباء الضريبية‪.‬‬
‫إما وجهة نظر المدرسة النقودية (ملتون فريدمإن) بخصوص البطالة تستند على إن التحرك بعيداً عن المعدل‬
‫الطبيعي للبطالة وهو ذلك المعدل الذي تكون فيه التوقعات للعاملين وأصحاب اإلعمال لمعدل التضخم مساوية‬
‫لمع دل التض خم الحقيقي‪،‬وإ ن التح رك ه ذا يح دث بس بب ع دم ق درة العم ال على التنب ؤ بمع دل التض خم بص ورة‬
‫صحيحة‪ ،‬لذلك فإنهم قد يقبلون أو يرفضون وظائف كانوا سيرفضونها أو يقبلونها لو كان باستطاعتهم التنبؤ‬
‫بشكل سليم‪،‬أو أنه عند تطابق التوقعات التضخمية مع الواقع فإن العمال سوف يتصرفون بشكل يؤدي إلى عودة‬
‫المعدل الطبيعي للبطالة‪،‬ويترتب على ذلك إن يتوافق هذا المعدل مع معدالت التضخم‪ ،‬والبد من اإلشارة إلى إن‬
‫(فري دمإن)ال يف ترض إن ك ل من ي رغب في الحص ول على عم ل ب أجر حقيقي أو متوق ع س وف يحص ل علي ه‬
‫بصورة فورية‪،‬وإ نما قد تحدث تغيرات من الصعوبة توقعها‪.‬‬
‫وبحسب نظرية التوقعات العقإلنية والتي تُعد إمتدادا إلى المدرسة النقدية‪،‬فإنه ال توجد عملية تبادل بين التضخم‬
‫أقرها فيلبس في عام (‪،)1958‬والتي تؤكد على القب ول بمعدل اك بر للبطالة مقابل معدل تضخم‬ ‫والبطالة والتي ّ‬
‫منخفض‪،‬ولكن نظري ة التوقع ات العقإلني ة رك زت على إن ه ذا األم ر يمكن حدوث ه في األم د القص ير‪ ،‬إذا إن‬
‫السياسات النقدية التوسعية التي تتخذها السلطات النقدية سوف تؤكد للعمال بأن الزيادة في عرض النقد تؤدي إلى‬
‫إتجاهات تضخمية‪،‬وفي ظل مرونة األجور النقدية واألسعار فإنها سوف تتجه نحو اإلرتفاع ويبقى إالجر الحقيقي‬
‫والبد من اإلشارة إلى إن نظرية التوقعات العقإلنية قد واجهت مجموعة من اإلنتقادات على‬
‫َ‬ ‫والبطالة دون تغيير‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫بعض افتراضاتها القائمة ‪.‬‬

‫‪4.‬أسباب البطالة‪:‬‬
‫نج د على ال رغم من اختالف أس باب البطال ة في ال دول المتقدم ة عن ال دول النامي ة‪،‬إال إن هن اك أس باب‬
‫حد سواء وعلى النحو األتي‪:‬‬‫مشتركة لها في كالً من الدول المتقدمة والنامية على ٍ‬
‫أ‪.‬تُع د البطال ة في االقتص ادات المتقدم ة الرأس مالية ج زءاً من حرك ة ال دورة إالقتص ادية‪ ،‬بمع نى إنه ا تظه ر م ع‬
‫ظهور مرحلة الركود وتختفي مع مرحلة اإلنتعاش‪.‬‬
‫ب‪.‬بص ورة عام ة ص ارت البطال ة في ال وقت الح الي مش كلة هيكلي ة والس يما في ال دول النامي ة‪ ،‬على ال رغم من‬
‫تحقق اإلنتعاش والنمو االقتصادي إال إنها أخذت تتفاقم سنة بعد أخرى‪.‬‬
‫ت‪.‬البد من اإلشارة إلى أن اإلقتصاديات المتحولة نحو أقتصاد السوق الحر‪ ،‬بدأت البطالة تتفاقم فيها السيما بعد‬
‫إن أخ ذت ه ذه ال دول إتب اع سياس ات اإلص الح االقتص ادي‪ ،‬وال تي من ش أنها زي ادة مع دالت البطال ة في األم د‬
‫القصير‪.‬‬
‫ت‪.‬إخف اق خط ط التنمي ة إالقتص ادية فض ال عن تف اقم أزم ة المديوني ة الخارجي ة وإ رتف اع مع دالت التخل ف‬
‫اإلقتص ادي‪ُ ،‬يض اف إلى ذل ك االس تغالل الغ ير الس ليم اقتص ادياً للم وارد المالي ة ه ذا من ج انب‪،‬ومن ج انب أخ ر‬

‫‪5‬‬
‫زي ادة مع دالت الفس اد الم الي واإلداري والس يما في ال دول النامي ة‪ ،‬جمي ع ه ذه األس باب س اهمت في تف اقم مش كلة‬
‫البطالة في الدول النامية‪.‬‬
‫ج‪.‬زيادة معدالت النمو السكاني بنسبه تفوق أحيان اً(‪ )%3‬في الدول النامية‪،‬األمر الذي يقود إلى زيادة نمو قوة‬
‫العمل‪ ،‬في المقابل فأن هذه الدول تعاني من عدم مرونة جهازها اإلنتاجي‪،‬فضال عن عدم قدرة اقتصاد هذه الدول‬
‫على خل ق ف رص عم ل إض افيه تس توعب اإلع داد المتزاي دة من ق وة العم ل‪ ،‬مم ا يق ود في نهاي ة األم ر إلى تف اقم‬
‫مشكلة البطالة في الدول النامية‪.11‬‬
‫ح‪.‬زيادة الترابط والتشابك اإلقتصادي بين الدول المتقدمة والنامية في ظل العولمة‪ ،‬األمر الذي يؤدي في حالة‬
‫تعرض الدول الرأسمالية إلى أزمة معينه‪،‬فإن هذا يقود إلى تراجع اإلنتاج العالمي‪ ،‬وهذا األخير سوف يقود إلى‬
‫تراجع الطلب على كالً من األيدي العاملة والمواد األوليه‪ ،‬مما يعني في نهاية األمر زيادة معدالت البطالة‪ ،‬وقد‬
‫تجلى هذا بوضوح في أالزمه العالمية األخيرة التي حصلت في عام(‪.12)2008‬‬

‫ثانياً‪ :‬بطالة الشباب‬


‫تُعرف األمم المتحدة الشباب "بأنهم الفئة العمرية التي تتراوح أعمارهم بين( ‪،"13)24_15‬والبد من اإلشارة إلى‬
‫إن تعري ف الش باب يختل ف ب اختالف ال دول ويت أثر بعوام ل ثقافي ة ومؤسس ية وسياس ية‪،‬ففي ال دول الص ناعية يك ون‬
‫الحد األدنى لسن الشباب عادةً مع سن إنتهاء فترة التعليم اإللزامي‪ ،‬إما الحد األعلى للسن فيتباين كثيرا بحسب‬
‫ك ل دول ة‪ ،‬ففي بريطاني ا ُيقصد بسياس ة عمال ة الشباب "بأنه ا السياس ات الموجه ة إلى المجموع ة العمري ة التي‬
‫ي تراوح عم ر إفراده ا بين ( ‪ )18-16‬س نه‪ ،‬أم ا في ايطالي ا ف إن سياس ة عمال ة الش باب تس تهدف الش باب ال ذين‬
‫أعمارهم بين( ‪ )29-14‬سنه ‪.14‬‬
‫وبحسب تعريف األمم المتحدة السابق‪،‬فقد قُِدر عدد الشباب في عام (‪)1995‬ب(‪ )1.30‬مليار نسمة أي ما نسبة‬
‫(‪ )%18‬من مجموع سكان العالم في ذلك العام‪ ،‬ومن المتوقع ان تنخفض فئة الشباب مقارنة مع عددها في عام(‬
‫‪ )1995‬لتس تقر عن د (‪ )1.26‬ملي ار نس مه في ع ام (‪،)2035‬إذ تًمث ل فئ ة الش باب(‪ )%12‬من حجم الس كن في‬
‫أوربا‪ ،‬بينما تُشكل (‪)%20‬في إفريقيا‪ ،‬وفي الوقت الحالي يوجد في إفريقيا(‪ )%17.5‬من شباب العالم‪،‬بينما يوجد‬
‫في أس يا(‪،)%61.9‬وبحل ول ع ام (‪)2050‬يتوق ع نم و حص ة إفريقي ا من فئ ة الشباب لتص ل إلى ( ‪ ،)%31.3‬بينم ا‬
‫من المتوقع تراجع الحصة في أسيا إلى ( ‪)% 24.4‬وهذا يعني إن القارة األكثر شباباً سوف تكون في المستقبل‬
‫القريب هي قارة إفريقيا‪.15‬‬
‫كما إن األهمية إالقتصادية للشباب تتمثل بكونهم ُيمثلون مرحلة إنتقالية من فئة مستهلكه للموارد إلى فئة منتجه‬
‫للثروات‪ ،‬وبعبارة أخرى أنهم بين عمر اإلعالة إالقتصادية وعمر اإلنتاج االقتصادي‪ ،‬كما إنهم أيضا في عمر‬
‫تكوين األسر واإلنج اب والزواج‪،‬إن هذا يعني من الناحية إالقتصادية إن الشباب يمتلك نمط إستهالكي مختلف‬
‫عن ب اقي الفئ ات العمري ة األخ رى‪،‬كم ا إن طلبهم على نوعي ة وكمي ة الس لع والخ دمات م ؤثر في الطلب الكلي‬
‫للمجتمع‪،‬وهم في الواقع أكثر الفئات استعداداً إلى الهجرة من الريف إلى الحضر أو حتى الهجرة الخارجية نحو‬
‫دول أخ رى غ ير البل د إالم‪،‬ومن الناحي ة إالقتص ادية نج د إن بعض المؤشرات إالقتص ادية ت ترك أث ار كب يرة على‬
‫الشباب من بين تلك المؤشرات البطالة والدخل واالدخار واإلنفاق‪،‬فضال عن فرص الحصول على التعليم العالي‬
‫بكلفة معقولة‪،‬والضرائب التي تفيد الفئات األكبر سناً ولو على نحو غير متكافئ‪،‬فضال عن إن لقضايا الشباب‬
‫بعداً أخر هو البعد اإلجتماعي‪ ،‬والذي يضمن قضايا الزواج والطالق والخصوبة والجريمة‪ ،‬كما إن هناك بعداً‬

‫‪6‬‬
‫أخر لقضايا الشباب هو البعد السياسي والذي يتمثل بمشاركة الشباب في العمل مع المؤسسات السياسية الرسمية‬
‫‪16‬‬
‫وغير الرسمية‪ ،‬والثقة بالنظام السياسي والقيادة‪،‬والمشاركة وغيرها‪.‬‬
‫وفي الوقت الحالي تُعد بطالة الشباب من أخطر أنواع البطالة والسيما بطالة المتعلمين من الشباب‪ ،‬ألنها تؤدي‬
‫إلى تق ويض الس لم إالجتم اعي و إالس تقرار إالقتص ادي‪،‬إذ تبل غ نس بة ه ذا الن وع من البطال ة ( ‪ )%50‬في ال دول‬
‫العربية من مجموع العاطلين عن العمل‪ ،‬وفي الواقع فإن مشكلة بطالة الشباب في المنطقة العربية تُعد من أعقد‬
‫المش اكل على ال رغم من تف اوت نس بتها من دول ة إلى أخ ر‪،‬إذا تبل غ (‪ )%6.3‬في اإلم ارات و(‪ )%45.6‬في‬
‫الجزائ ر وإ ن س بب البطال ة يع ود إلى إرتف اع ع دد الش باب المتعلمين ال ذين يرغب ون ال دخول إلى س وق العم ل في‬
‫الدول العربية ‪،‬مقابل ذلك نجد محدودية فرص العمل المتوفرة التي تتناسب ومؤهالتهم العلمية الستيعاب اإلعداد‬
‫‪17‬‬
‫المتزايدة من الشباب المتعلمين‬
‫وعليه فمن الضروري اإلشارة إلى إن هناك عالقة متقاطعة بين حجم السكان وحجم الموارد المتاحة‪ ،‬إذ إن النمو‬
‫السريع للسكان يؤدي إلى عدم كفاية الموارد المتاحة‪ ،‬ومن ثم عدم قدرة االقتصاد االوطني في تلبية إحتياجات‬
‫الش باب من ف رص العم ل‪ ،‬مم ا ي دفعهم إلى إفتع ال المش اكل والعن ف للمطالب ة بحق وقهم‪ ،‬ولغ رض إيج اد حل ول‬
‫لمشاكل الشباب فإن المجتمع الدولي سعى للحد منها‪ ،‬وذلك عن طريق إعإلن األمم المتحدة لأللفية إذ إنعقد هذا‬
‫المؤتمر في أيلول من عام (‪،)2000‬وقد تضمن هذا المؤتمر مجموعة من الغايات واألهداف الواجب تحقيقها‬
‫بحلول عام (‪،)2015‬ولعل أهم االهداف التي ركزت على الشباب كانت على النحو األتي‪:18‬‬
‫‪.1‬اله@@دف الث@@اني وق@@د رك@@ز ه@@ذا اله@@دف على تعميم التعليم االبت@@دائي‪ ،‬إذ ت أتي أهمي ة ه ذا اله دف لكون ه مؤش راً‬
‫يرصد التقدم الذي يحرز في معدل اإللمام بالقراءة والكتابة لدى الذكور واإلناث و الذين تتراوح أعمارهم بين (‬
‫‪15‬و‪)24‬سنة‪.‬‬
‫‪.2‬الهدف الثالث وقد ركز هذا الهدف على ضرورة تعزيز المساواة بين الجنسيين وتمكين المرأة‪،‬إذ ت أتي أهمي ة‬
‫ه ذا اله دف كون ه مؤش راً يرص د التق دم ال ذي يح رز في نس بة البن ات إلى الب نين‪ ،‬في مراح ل التعليم االبت دائي‬
‫والثانوي والعالي‪.‬‬
‫‪.3‬اله @@دف الس @@ادس لق @@د رك @@ز ه @@ذا اله @@دف على مكافح @@ة ف @@ايروس نقص المناع @@ة البش @@رية (االي @@دز) والمالري @@ا‬
‫‪،‬ويعد هذا الهدف مؤشراً حول معدل إنتشار فايروس نقص المناعة البشرية (االيدز) في‬
‫وغيرهما من اإلمراض ُ‬
‫صفوف السكان‪.‬‬
‫والبد من اإلشارة إلى إنه على مستوى العالم إن الفجوة تزداد عمق اً بين بطالة اإلناث والذكور‪ ،‬إذا ما تم األخذ‬
‫بنظ ر اإلعتب ار بطال ة الش باب‪ ،‬إذ بلغت بطال ة اإلن اث ( ‪ )%30.9‬في دول ش مال إفريقي ا‪ ،‬و(‪ )%28.7‬في دول‬
‫الشرق األوسط مقارنة مع(‪ )%20.1‬في دول شمال إفريقيا‪،‬و(‪ )%17.1‬في دول الشرق األوسط للذكور في عام‬
‫(‪،)2010‬وعليه فإن بطالة الشباب تعد حالي اً من أعقد المشاكل التي يواجهها الع الم‪ ،‬والتي تتطلب من المجتمع‬
‫‪19‬‬
‫الدولي السعي إليجاد الحلول المناسبة لها‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬بطالة الشباب في العراق‬

‫أوال‪:‬مؤشرات عن واقع الشباب‬


‫‪.1‬التعليم‪:‬‬
‫ُيشكل التعليم أحد ركائز تنمية رأس المال البشري وهو جزء مهم وحيوي من مفهوم التنمية البشرية‪ ،‬لذا تم‬
‫اعتماده كأحد العناصر الرئيسة في قياس مدى تقدم األمم من خالل مؤشرات التنمية البشرية‪ .‬لقد بلغ عدد الطلبة‬

‫‪7‬‬
‫العراقيين المقبولين في الدراسات األولية (‪ )399091‬في كل من الجامعات الحكومية والخاصة إما هيئة التعليم‬
‫التقني فقد بلغ عدد طالبها(‪ )77306‬للعام الدراسي( ‪ .)2010/2011‬والمالحظ إن هذا الرقم أصبح يزيد على‬
‫المائة ألف طالب منذ عام (‪ – )2003‬باستثناء عام‬
‫( ‪ )2006/2007‬الذي شهد تردياً في األوضاع األمنية وعزوف بعض الطلبة عن اإلنتظام أو االلتحاق بكلياتهم‬
‫ومعاهدهم‪ ،‬وإ ن هذا العدد هو ست إضعاف العدد المسجل تقريباً في عام(‪ )1992/1993‬والبالغ(‪ )50000‬ولع ل‬
‫سبب إرتفاع إعداد ألطلبه الجامعين يع ود إلى ان التعليم العالي في العراق يشمل كل مخرجات التعليم الثانوي‪،‬‬
‫فض الً عن زيادة عدد الجامع ات الموجودة حاليا سواء كانت حكومية أو أهلية مقارنة بما كان متوفر سابقاً من‬
‫جامع ات في ع ام(‪ ،)1992/1993‬أي إن ع دد الطلبة في الجامع ات والمعاه د العراقي ة الحكومي ة والخاص ة ق د‬
‫تضاعف بشكل كبير في أقل من عقدين عما كان عليه سابقاً‪،‬كما يظهر في شكل(‪.)1‬‬
‫اء كب يرة ج داً على الك وادر التدريس ية في الجامع ات العراقي ة ويتطلب مض اعفتها وتطويره ا‬
‫مم ا يلقي أعب ً‬
‫واإلهتمام كماً ونوعاً بهذه الكوادر‪،‬على الرغم من إن هناك توسعاً كبيراً في قبول التدريسيين نهاية عام (‪)2005‬‬
‫وع ام (‪ ،)2006‬لكن المالح ظ إن أك ثرهم ك ان من حمل ة الماجس تير‪ ،‬ك ذلك ح دث التوس ع بغض النظ ر عن مدى‬
‫اإلحتياجات لكل اختصاص‪ ،‬إذ نجد إن عدد أعضاء الهيئة التعليمية في الجامعات بلغ(‪ )32078‬تدريسي‪،‬إما في‬
‫هيئة التعليم التقني فإن العدد بلغ(‪ )3657‬تدريسي في عام (‪.20)2010/2011‬‬
‫كذلك نجد إن عدد الطلبة الخريجين من الجامعات والمعاهد العراقية الحكومية والخاصة قد أزداد بمقدار الضعف‬
‫في غض ون نفس الم دة (‪ )2010-1993‬أي في أق ل من عق دين‪،‬إذ بل غ في ع ام(‪ )1993‬م ا ُيق ارب (‬
‫‪)40000‬خ ريج إم ا في ع ام (‪ )2010‬م ا يق ارب(‪)80000‬خ ريج‪ ،‬وعلي ه فإن ه في حال ة ع دم إيج اد ف رص عم ل‬
‫كافية لهؤالء الخريجين فإننا أمام ظاهرة خطيرة هي بطالة الخريجين الشباب‪ ،‬كما يظهر من الشكل(‪.)2‬‬
‫أما بخصوص منظومة التعليم والتدريب المهني والتقني‪ ،‬فإنها تعاني من صعوبة مواكبة التطورات التقنية‬
‫ألس باب ع دة‪ ،‬من بينه ا ص عوبة تغي ير المن اهج التدريس ية وص عوبة تح ديث األجه زة التدريبي ة لش حت الم وارد‬
‫المالي ة الض رورية لتح ديث األجه زة التدريبي ة‪،‬وع دم الق درة على بن اء ق درات الجه از التعليمي ‪Capacity‬‬
‫‪ Building‬بأسلوب علمي حديث لمواكبة المستجدات التقنية الحديث ة في العالم‪ ،‬مم ا ولد مشكلة تقادم البرامج‬
‫والمناهج وضعف إستجابتها للمتغيرات والتطورات التقنية في أسواق العمل‪ ،‬ناهيك عن النظرة السلبية للمجتمع‬
‫للتعليم والتدريب المهني والتقني بعدها خيار من ألخيار له في التعليم الثانوي والتعليم الجامعي‪.21‬‬
‫وعلية فالبد من اإلشارة الى ان مقابل هذة الزيادة الحاصلة في عدد الشباب المتعلمين‪ ،‬فأن االقتصادي العراقي‬
‫حالياً غير قادر على خلق فرص عمل لهم‪ ،‬السيما ان معظم االنشطة االقتصادية شبة متوقفة حالياً بسبب الوضع‬
‫االمني غير المستقر في اغلب مناطق البالد‪ ،‬وهذا يعني ان سوق العمل العراقي غير قادر حالي اً على استيعاب‬
‫الشباب المؤهل علمياً‪.‬‬
‫أما إذا أردنا إن نعلق على مؤشر تمكين الم رأة في التعليم ضمن فئة الشباب‪ ،‬فنجد إن نسبة مشاركة المرأة قد‬
‫إزدادت بشكل مهم في قطاع التعليم سواء على مستوى التعليم الثانوي أو الجامعي أو التعليم العالي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫شكل(‪ ) 1‬تطور عدد الطلبة العراقيين المقبولين في الجامعات والمعاهد العراقية(الحكومية والخاصة) لألعوام‬
‫‪2010/2011- 92/1993‬‬

‫المصدر‪ :‬باإلعتماد على البيانات التي يوفرها موقع ‪. www.cosit.gov.iq‬‬

‫شكل (‪ )2‬تطور عدد الطلبة العراقيين الخريجين لألعوام ‪2009/2010- 92/1993‬‬


‫‪00008‬‬
‫‪00007‬‬
‫‪00006‬‬
‫‪00005‬‬
‫‪00004‬‬
‫‪00003‬‬
‫‪00002‬‬
‫‪00001‬‬
‫‪0‬‬

‫المصدر‪ :‬باإلعتماد على البيانات التي يوفرها موقع ‪. www.cosit.gov.iq‬‬

‫والب د من اإلش ارة إلى إن مس حاً اقتص ادياً ق د ج رى في ع ام ( ‪ )2011‬أقامت ه وزارة التخطي ط والتع اون اإلنم ائي‬
‫كش ف‪،‬عن إن النس اء ُيش كلن (‪ )%16‬من إجم الي الق وى العامل ة العراقي ة والس يما النس اء الل واتي يحملن ش هادة‬
‫دبل وم ف أعلى‪ ،‬إذ تبل غ ُمس اهمتهن (‪ )%68‬من إجم الي الق وى العامل ة النس ائية مقارن ة م ع(‪ )%8‬من بين النس اء‬
‫‪22‬‬
‫اللواتي لم يحصلن على شهادة التعليم العالي‪.‬‬
‫وعلي ه ف إن تمكين الم رأة ُيفس ر بش كل مباش ر زي ادة مش اركتها في العم ل وه ذا يع ني زي ادة الض غط على الدول ة‬
‫حد سواء‪ ،‬في المقابل نجد إن الدولة في ظل سياستها‬ ‫لغرض إيجاد فرص عمل أكثر إلى اإلناث و الذكور على ٍ‬
‫إالقتص ادية المتبع ة غ ير ق ادة في ال وقت الح الي على إس تيعاب اإلع داد المتزاي دة من الخ رجين الش باب ولكال‬
‫الجنس ين‪ ،‬فض ال عن إن النظ ام التعليم المتب ع في أغلب الجامع ات والمعاه د ال ُيمكن الخ رجين الش باب ولكال‬
‫الجنسين من الحصول على المهارات المطلوبة التي يحتاجونها لعمل في القطاع الخاص مما يجعل من القطاع‬

‫‪9‬‬
‫العام مالذاً أمناً لعديد من الشباب لحصول على فرصة عمل فيه‪ ،‬وهذا سوف يقود إلى ظهور البطالة المقنعة في‬
‫هذا القطاع‪،‬وفي المقابل نجد إنه على الرغم من طبيعة السياسة إالقتصادية المعتمدة من قبل الدولة والتي تهدف‬
‫إلى التح ول من اإلقتص اد المرك زي إلى إقتص اد الس وق الح ر والس يما السياس ات ال تي تتعل ق بتحري ر التج ارة‬
‫وسياسة استقرار سعر الصرف فض الً عن االنفتاح الحاصل تجاري اً على العالم الخارجي‪ ،‬إال إن القطاع الخاص‬
‫يع اني من ن درة العدي د من أص حاب الكف اءات والمه ارات المالئم ة إلحتياجات ه بس بب اإلمتي ازات ال تي توفره ا‬
‫الوظائف الحكومية للشباب‪ ،‬فضال عن عدم توافق مهارات الخرجين مع متطلبات القطاع الخاص‪ .‬ولذلك فمن‬
‫زاء كب يراً من بطال ة الش باب يع ود إلى من اهج التعليم المتبع ة وال تي ال تتناس ب م ع متطلب ات‬
‫المكن الق ول ب أن ج ً‬
‫ُ‬
‫سوق العمل‪ ،‬فضال عن العامل الديمغرافي المتمثل بزيادة حجم السكان وجاذبية الوظائف في القطاع العام‪.‬جميع‬
‫هذه األسباب تُساهم في تفاقم مشكلة بطالة الشباب في البلد‪.‬‬
‫‪.2‬العمل‪:‬‬
‫ُيع اني س وق العم ل في الع الم الع ربي والع راق ج زءاً من ه من مظ اهر اختالل ع دة‪ ،‬أهمه ا ض عف األداء‬
‫اإلنت اجي‪ ،‬وض عف الق درة على التش غيل‪ ،‬واإلس تيعاب المتزاي د للعمال ة داخ ل القط اع الرس مي‪ ،‬الن ابع من ال تزام‬
‫السياس ات الوطني ة على م دى عق و ٍد طويل ة بتوف ير ف رص العم ل‪ ،‬م ع ض عف التوج ه أو غياب ه نح و تط وير الفن‬
‫التكنول وجي واإلنت اجي وإ هم ال تنمي ة المه ارات‪ ،‬مم ا س اعد على ظهور البطال ة المقنع ة بين الع املين في القطاع‬
‫العام وتوقف حركة إستيعاب العمالة‪ ،‬وبالتالي أصبح القطاع غير الرسمي هو المالذ األخير للباحثين عن العمل‬
‫وأغلبهم من الشباب‪.‬‬
‫والب د من اإلش ارة إلى إن هن اك ارتباط اً قوي اً بين العم ل والتنمي ة إالقتص ادية‪،‬إذ يتض ح ه ذا من خالل مفه وم‬
‫"التنمية المرتكزة على الحقوق" وهي عبارة عن عملية نمو إقتصادي‪ ،‬يرافقها زيادة اإلنتاج والعمالة‪ ،‬والتحول‬
‫المؤسسي ‪ ،‬والتقدم التكنول وجي في بلد ما‪ ،‬وهي عملية ت ؤدي في نهاية األمر إلى تعزيز رفاه جمي ع الشعوب‪.‬‬
‫وتتضمن حقوق اإلنسان في التنمية العناصر اآلتية‪: 23‬‬
‫أ‪.‬الح ق في ممارس ة الس يادة الكامل ة على جمي ع الم وارد الطبيعي ة‪ ،‬وتقري ر المص ير‪ ،‬والمش اركة الش عبية في‬
‫التنمية‪.‬‬
‫ب‪ .‬الحق في العمل وتكافؤ الفرص‪.‬‬
‫ج ‪ -‬الحق في تهيئة الظروف المواتية للتمتع بالحقوق المدنية والسياسية وإ القتصادية واإلجتماعية والثقافية‬
‫األخرى‪.‬‬
‫د‪ -‬السلم واألمن كعنصريين أساسيين إلنجاز الحق في التنمية‪.‬‬
‫والب د من اإلش ارة إلى إن العم ل في الري ف يختل ف عن العم ل في الحض ر‪،‬إذ تبل غ نس بة س كان الحض ر من‬
‫الذكور(‪)%69.2‬إما سكان الريف فتبلغ نسبتهم(‪ )%30.8‬من إجمالي سكان العراق البالغ عددهم( ‪)31664‬إلف‬
‫نسمة‪،‬كما إن الشباب من عمر(‪ُ )29_15‬يشكلون نسبة (‪)%28‬من سكان العراق إما فئة الشباب العاطلون عن‬
‫العمل من (‪ )24_15‬فتبلغ نسبتهم(‪ُ )%18‬يشكل الذكور نسبة(‪)%17‬إما النساء فتبلغ نسبتهم (‪ )%27‬من إجمالي‬
‫النسبة البالغة (‪ )%18‬في عام (‪، 24)2011‬وعليه فإن األرقام تبين إن سكان الحضر ُيمثلون ضعف نسبة سكان‬
‫الريف‪،‬وهذا بسبب جذب المناطق الحضرية للشباب نظراً لتوافر فرص عمل أفضل وجامعات ومعاهد ومستوى‬
‫خدمات أحسن هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن الشباب في هذا العمر أكثر استعداداً للهجرة الداخلية أو حتى‬
‫الخارجية عنهم في الفئات العمرية الكبيرة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫جدول(‪)1‬‬
‫تقدير نسبة فئة الشباب من مجموع السكان في العراق للمدة(‪)2050_2005‬‬

‫‪2050‬‬ ‫‪2040‬‬ ‫‪2030‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫السنوات‬

‫‪16.2‬‬ ‫‪17.3‬‬ ‫‪18.7‬‬ ‫‪20.6‬‬ ‫‪20.8‬‬ ‫‪19.9‬‬ ‫الفئ @@ة العمري @@ة(‪19.9 _15‬‬
‫‪)%()24‬‬

‫المصدر من عمل الباحث اعتماداً على‪:‬‬


‫وزارة التخطيط والتعاون اإلنمائي‪،‬خطة التنمية الوطنية للسنوات (‪،2009،)2014_2010‬ص‪.141‬‬
‫ومن الجدول نجد إن نسبة فئة الشباب لمدة(‪)2010_2005‬مستقرة عنده(‪،)%19.9‬ومن المتوقع ان ترتفع قليالً‬
‫إلى(‪ )20.8‬في ع ام (‪،)2015‬ثم تنخفض ت دريجياً لم دة (‪ )2050_2020‬لتس جل ادنى نس بة إنخف اض في ع ام(‬
‫‪ )2050‬إذ تقدر (‪.)%16.2‬في الواقع إن سبب إنخفاض نسبة فئة الشباب حالياً يعود إلى استمرار تردي الوضع‬
‫األم ني في البل د‪،‬وال ذي يق ود إلى تف اقم ظ اهرة الهج رة نح و الخ ارج من قب ل ه ذه الفئ ة بحث اً عن العم ل أوال‬
‫والمستقبل والحياة المستقرة ثانياً‪.‬‬
‫والب د من اإلش ارة إلى إن هن اك ارتباط اً قوي اً بين بطال ة الش باب ومع دالت البطال ة في البل د‪،‬إذ يوض ح‬
‫ج دول(‪ )2‬مع دالت البطال ة وال تي تك ون عن د أعلى مس توياتها في ع امي(‪)2004(،)2003‬وعلى الت والي(‬
‫‪،)%26.2(،)%28.1‬وي رجى س بب ه ذا اإلرتف اع إلى الح رب األخ يرة ال تي تع رض له ا البل د في ع ام (‬
‫‪،)2003‬وما نتج عنه من تسريح إعداد كبيرة من الجيش والقوى االمنيه األخرى‪ ،‬فضال عن تدمير أغلب ألبنى‬
‫التحتي ة للبل د ه ذا من ج انب‪،‬ومن ج انب أخ ر ف إن السياس ة إالقتص ادية ال تي إتبعته ا الحكوم ة في ع ام (‬
‫‪،)2004‬والس يما سياس ات اإلص الح االقتص ادي لغ رض اإلنتق ال الت درجي من اإلقتص اد المرك زي إلى إقتص اد‬
‫السوق الحر‪ُ ،‬يضاف إلى ذلك إحداث العنف الطائفي التي حصلت في عام(‪.)2006‬جميع هذه العوامل ُمجتمعته‬
‫م ع بعض ها س اهمت في تف اقم مع دالت البطال ة‪،‬أإل أنه ا إنخفض ت إلى أدنى مس تواً له ا في ع ام( ‪ )2008‬إذ بلغت(‬
‫‪ )% 15.3‬بفع ل تحس ن الوض ع األم ني فض ال عن إرتف اع موازن ة البل د إلى (‪25)70‬ملي ار دوالر في ه ذا الع ام‪،‬‬
‫وهذا أدى إلى زيادة فرص العمل المتاحة إمام العاطلين عن العمل‪،‬إما في عام (‪ )2011‬فإن معدل البطالة بلغ(‬
‫‪ .)%16.0‬وعليه ُيمكن القول إنه كلما إزدادت معدالت البطالة فإن بطالة الشباب سوف ترتفع لكون إن بطالة‬
‫الشباب هي في الواقع جزءاً من البطالة الحاصلة بصورة عامة في البلد‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫جدول(‪)2‬‬
‫معدالت البطالة في العراق للمدة( ‪)2011_2003‬‬

‫‪2011‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫السنوات‬

‫‪16.0‬‬ ‫‪15.3‬‬ ‫‪17.7‬‬ ‫‪17.5‬‬ ‫‪18.0‬‬ ‫‪26.2‬‬ ‫مع@@@@@@@@@@@@@@@@@@@دل ‪28.1‬‬


‫البطال@@@ة(‪%‬‬
‫)‬

‫المصدر من عمل الباحث اعتماداً على‪:‬‬


‫وزارة التخطيط والتعاون اإلنمائي‪،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪ ،‬أرقام مسوح التشغيل والبطالة لمدة(‪_2003‬‬
‫‪،)2006‬ص‪.212‬‬
‫وزارة التخطيط والتعاون اإلنمائي‪،‬الجهاز المركزي لإلحصاء ‪،‬المسح االجتماعي واالقتصادي‪،2007 ،‬ص‪.44‬‬
‫وزارة التخطيط والتعاون اإلنمائي‪،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪ ،‬أرقام مسوح التشغيل والبطالة‪2008 ،‬ص‪.76‬‬
‫وزارة التخطيط والتعاون اإلنمائي‪،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪،‬المجموعة اإلحصائية السنوية (‪،)2008/2009‬‬
‫ص‪120‬‬
‫وزارة التخطيط والتعاون اإلنمائي‪،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪ ،‬المجموعة اإلحصائية السنوية (‪)2010/2011‬‬
‫ص‪.224‬‬
‫شبكة االقتصاديين العراقيين‪www.iraqieconomists.net‬‬
‫*لم تتوفر بيانات للسنوات( ‪.)2010()2009‬‬
‫والبد من اإلشارة إلى إنه على رغم من التحسن الذي شهدهُ سوق العمل العراقي السيما ما يتعلق بأستخدام‬
‫االنترنيت في العمل‪ ،‬فضالً عن الطلب على العمالة ذوي اللغة االجنبية يضاف الى ذلك فتح مصارف اجنبية في‬
‫البلد‪ ،‬كل هذة العوامل ساهمت في ايجاد تطوراً نوعياً للعمالة المحلية الداخلة لسوق العمل العراقي نتيجة إنفتاحه‬
‫على الع الم بع د ع ام (‪،)2003‬إال إن ه ذا الس وق م ازال يع اني نتيج ة عق ود من إالنع زال عن الع الم الخ ارجي‬
‫وإ هم ال الت دريب والتأهي ل لل داخلين إلي ه‪ ،‬وغي اب قواع د وتش ريعات العم ل على أرض الواق ع وبقاؤه ا ض من‬
‫النص وص الورقي ة‪ ،‬و ب الرغم من ك ل ه ذه العوائ ق‪ ،‬إال إن س وق العم ل الع راقي ع اجالً أم آجالً س يلتحق ب ركب‬
‫أسواق العمل العالمية‪ ،‬وعند ذاك ستتغير هيكليه بشكل واضح من خالل تغير نوعية الداخلين إليه‪ ،‬ومما يتطلب‬
‫جودة عالية في التعليم والتدريب والتأهيل على مستوى عالي للعاملين‪ ،‬والسيما الشباب الداخلين في هذا السوق‪.‬‬
‫وبحس ب إعتقادن ا ف إن الوظ ائف ال تي س وف يك ون الطلب عليه ا أك ثر من غيره ا الس يما لخ رجين الج دد في‬
‫المس تقبل‪ ،‬هي تل ك الوظائف التي ترتب ط باختصاص ات هندس ة االتص االت والحاسبات وأمني ة الشبكات‪ ،‬وإ ذا م ا‬
‫شهد قطاع المصارف العراقية إنفتاح اً فسيزداد الطلب على اختصاصات المحاسبة و إدارة األعمال والسيما من‬
‫ذوي المهارات العاليه في هذا االختصاص‪ ،‬فض الً عن الفنيين في قطاع النفط‪ ،‬والتقنيين والكوادر الوسيطة في‬
‫قطاعي الصناعة والصحة‪.‬‬

‫ثانياً‪ .‬مؤشرات مسحية عامة عن الشباب العراقي‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫هناك العديد من المؤشرات ذات األبعاد العالمية التي تعنى بالشباب وفي إطار البحث سوف يتم التطرق الى‬
‫س بعة مؤش رات‪ ،‬هي ( العم ل‪،‬الص حة واالي دز والص حة اإلنجابي ة لإلن اث وال ذكور)‪،‬اإلعاق ة‪ ،‬تكنولوجي ا‬
‫المعلومات‪،‬الشباب واألمن‪،‬مشاركة الشباب‪ ،‬الحقوق المدنية والمواطنة‪.‬‬
‫جدول (‪)3‬‬
‫أهم المؤشرات العامة عن الشباب‬
‫الفئة العمرية للشباب‬ ‫المؤشر‬

‫(‪)25-30‬‬ ‫(‪)15-24‬‬ ‫العمل‬


‫‪46.3‬‬ ‫‪23.6‬‬ ‫نسبة االلتحاق بسوق العمل (وقت المسح)‬
‫‪63.9‬‬ ‫‪52.3‬‬ ‫نسبة الشباب المؤيد لعمل المرأة‬
‫‪24.7‬‬ ‫‪32.3‬‬ ‫نسبة الشباب المؤيد للعمل المبكر‬
‫(‪)25-30‬‬ ‫(‪)15-24‬‬ ‫الصحة واإليدز‬
‫‪6.4‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫نسبة من يعانون من مرض مزمن‬
‫‪79.6‬‬ ‫‪72.6‬‬ ‫نسبة من يعرفون اإليدز‬
‫‪49.2‬‬ ‫‪42.5‬‬ ‫نسبة من يعرفون إن المصاب باإليدز يمكن إن يكون ذو مظهر صحي‬
‫‪27.0‬‬ ‫‪20.8‬‬ ‫نسبة من يعرفون مكان إلجراء فحص اإليدز‬
‫‪86.5‬‬ ‫‪83.7‬‬ ‫نسبة من يرون ضرورة في عزل المصابين باإليدز‬
‫‪14.8‬‬ ‫‪14.1‬‬ ‫نسبة من هم على استعداد لمصافحة شخص مصاب باإليدز‬
‫(‪)25-30‬‬ ‫(‪)15-24‬‬ ‫الصحة اإلنجابية لإلناث‬
‫‪99.0‬‬ ‫‪97.9‬‬ ‫نسبة اإلناث الالتي يعرفن أي عالمة لبلوغ اإلناث‬
‫‪42.5‬‬ ‫‪35.6‬‬ ‫نسبة من يرين إن لزواج األقارب أضرار صحية‬
‫‪93.0‬‬ ‫‪90.5‬‬ ‫نسبة من يرين ضرورة إجراء فحوصات قبل الزواج‬
‫‪94.0‬‬ ‫‪81.1‬‬ ‫نسبة من يعرفن وسائل تنظيم األسرة‬
‫(‪)25-30‬‬ ‫(‪)15-24‬‬ ‫الصحة اإلنجابية للذكور‬
‫‪97.7‬‬ ‫‪95.2‬‬ ‫نسبة الذكور الذين يعرفون عن أي عالمة لبلوغ الذكور‬
‫‪40.0‬‬ ‫‪31.1‬‬ ‫نسبة من يرون إن لزواج األقارب أضرار صحية‬
‫‪93.9‬‬ ‫‪77.2‬‬ ‫نسبة من يعرفون وسائل تنظيم األسرة‬
‫(‪)25-30‬‬ ‫(‪)15-24‬‬ ‫اإلعـاقـة‬
‫‪85.8‬‬ ‫‪83.1‬‬ ‫نسبة من يقبلون مصادقة أشخاص معاقين‬
‫‪87.1‬‬ ‫‪86.7‬‬ ‫نسبة من يقبلون الدراسة مع أشخاص معاقين‬
‫‪77.4‬‬ ‫‪76.1‬‬ ‫نسبة من يقبلون العمل مع أشخاص معاقين‬
‫‪17.1‬‬ ‫‪13.3‬‬ ‫نسبة من يقبلون الزواج من أشخاص معاقين‬
‫‪84.4‬‬ ‫‪77.1‬‬ ‫نسبة من يعرفون عن كيفية تأهيل المعاق‬
‫‪1.7‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫نسبة المعاقين‬

‫‪13‬‬
14
‫(‪)25-30‬‬ ‫(‪)15-24‬‬ ‫تكنولوجيا المعلومات‬
‫‪40.0‬‬ ‫‪40.0‬‬ ‫نسبة من يعرفون كيفية استخدام الحاسوب‬
‫‪18.4‬‬ ‫‪15.9‬‬ ‫نسبة من يستخدمون اإلنترنت‪.‬‬
‫‪*36‬‬ ‫‪*32‬‬ ‫نسبة من يستخدمون اإلنترنت‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪14‬‬ ‫نسبة األسر التي تمتلك حاسوب شخصي‪.‬‬
‫‪*18‬‬ ‫‪*15‬‬ ‫نسبة األسر التي تمتلك حاسوب شخصي‪.‬‬
‫‪39.3‬‬ ‫‪49.1‬‬ ‫نسبة مستخدمي اإلنترنت لغرض الدراسة والبحث‬
‫‪77.2‬‬ ‫‪61.2‬‬ ‫نسبة من يمتلكون هاتف نقال‪.‬‬
‫‪*88.9‬‬ ‫‪*71.7‬‬ ‫نسبة من يمتلكون هاتف نقال‪.‬‬
‫(‪)25-30‬‬ ‫(‪)15-24‬‬ ‫الشباب واألمن‬
‫‪73.8‬‬ ‫‪68.2‬‬ ‫نسبة من يرون إن الجماعات اإلرهابية سبب عدم االستقرار األمني‬
‫‪41.3‬‬ ‫‪41.1‬‬ ‫نسبة من يرون إن االحتالل سبب عدم االستقرار األمني‬
‫‪64.5‬‬ ‫‪57.5‬‬ ‫نسبة من يرون إن بدء األعمار والقضاء على البطالة سبب في تحقيق االستقرار‬
‫األمني‬
‫‪55.9‬‬ ‫‪59.0‬‬ ‫نسبة من يمارسون حياتهم اليومية بإطمئنإن‬
‫(‪)25-30‬‬ ‫(‪)15-24‬‬ ‫مشاركة الشباب‬
‫‪30.7‬‬ ‫‪28.2‬‬ ‫نسبة من يرغبون بالمشاركة في األنشطة اإلجتماعية‬
‫‪49.7‬‬ ‫‪45.3‬‬ ‫نسبة من يرون إن الشباب ال يثق بالعمل السياسي‬
‫‪40.8‬‬ ‫‪35.8‬‬ ‫نسبة من يرون إن األحزاب مهمة في الحياة العامة‬
‫‪71.3‬‬ ‫‪66.2‬‬ ‫نسبة من يعتقـدون إن الشباب يجب إن يشارك في األنشطة السياسية‬
‫‪70.7‬‬ ‫‪61.3‬‬ ‫نسبة من لديهم دور في اتخاذ قرار زواجهم‬
‫(‪)25-30‬‬ ‫(‪)18-24‬‬ ‫الحقوق المدنية والمواطنة‬
‫‪41.7‬‬ ‫‪39.8‬‬ ‫نسبة من يرون الحق األكثر أهمية هو تساوي العراقيين أمام القانون‬
‫‪82.7‬‬ ‫‪62.8‬‬ ‫نسبة من سبق إن شاركوا باإلنتخابات العامة الوطنية‬
‫‪88.0‬‬ ‫‪86.2‬‬ ‫نسبة من يعتزمون المشاركة في اإلنتخابات المقبلة‬
‫‪*67.7‬‬ ‫‪*50.2‬‬ ‫نسبة الترشيح إلنتخابات ذكور وإ ناث‪.‬‬
‫‪11.5‬‬ ‫‪10.0‬‬ ‫نسبة من يشعرون بالتمييز بسبب الدين أو الطائفة‬

‫‪15‬‬
‫‪9.3‬‬ ‫‪10.1‬‬ ‫نسبة من يشعرون بالتمييز بسبب الجنس‬
‫‪16.6‬‬ ‫‪16.9‬‬ ‫نسبة من يرغبون بالهجرة‬
‫*األرقام التي تتضمن هذه اإلشارة هي بيانات لعام (‪،)2011‬واألرقام التي ال تتضمن هذه اإلشارة فهي لعام (‬
‫‪.)2009‬‬
‫المصدر من عمل الباحث اعتماداً على‪:‬‬
‫وزارة الشباب والرياضة والجهاز المركزي لإلحصاء وجهات أخرى‪ ،‬المسح الوطني للفتوة والشباب ‪2009‬‬
‫(التقرير الموجز)‪ ،‬العراق‪ ،‬ص ‪. v-vii‬‬
‫وزارة التخطيط والتعاون اإلنمائي‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪،‬العراق أرقام ومؤشرات‪،2012،‬ص‪.19‬‬
‫لعل أهم النتائج التي يمكن إن نستخرجها من الجدول كانت على النحو اآلتي‪:‬‬
‫يص ل مع دل نس بة اإللتح اق بس وق العم ل بين الش باب الع راقي( ‪)24-15‬وقت إج راء المس ح في ع ام(‬ ‫أ‪.‬‬
‫‪ )2009‬إلى (‪ ، )%23.6‬لكن نس بة االلتح اق في الفئ ة العمري ة الكب يرة (‪ 30-25‬س نة) تص ل إلى‬
‫ض عف نظيرته ا بين الفئ ة العمري ة الص غيرة (‪ 24-15‬س نة)‪ ،‬أي إن مع دل البطال ة في الفئ ة العمري ة‬
‫الصغيرة هو ضعف نظيره عند الفئة العمرية الكبيرة‪.‬‬
‫إن نس بة من يع رف إس تخدام الحاس وب بين الش باب الع راقي يص ل إلى (‪)%40‬في ع ام(‪ ،)2009‬بينم ا‬ ‫ب‪.‬‬
‫مؤشر نسبة المستخدمين لإلنترنت بين الشباب لفئة العمرية(‪ )24-15‬بلغ(‪،)%15.9‬وفي المقابل بلغت‬
‫النس بة(‪ )%18.4‬لفئ ة العمري ة الكب يرة(‪ )30-25‬في ع ام(‪،)2009‬أم ا في ع ام (‪ )2011‬ف أن النس بة‬
‫تض اعفت إلى الض عف إذ بلغت(‪)%32‬لفئ ة الشباب (‪،)24-15‬وكذلك ف إن الوضع لم يتغ ير لفئة( ‪-25‬‬
‫‪ )30‬إذ تض اعفت النس بة إلى الض عف أيض اً‪ ،‬إذ بلغت النس بة (‪ )%36‬في ع ام (‪ ،)2011‬إن س بب‬
‫اإلرتفاع في هذه النسب يعود إلى عملية اإلنفتاح على العام الخارجي‪ ،‬التي حصلت بعد عام ( ‪)2003‬‬
‫مما أدى إلى سهولة الحصول على خدمات اإلنترنيت والحاسبات‪ ،‬وهذا يظهر بوضح كبير عن طريق‬
‫زيادة إستخدام األسر إلى الحاسوب الشخصي من (‪ )%14‬بين الشباب لفئة العمرية (‪)24-15‬في عام‬
‫(‪،)2009‬ومن ثمة (‪)%16‬لفئة العمرية الكبيرة(‪ )30-25‬لنفس العالم ‪،‬وفي المقابل نجد إن هذا المؤشر‬
‫ارتفع إرتفاعاً بسيطاً بين الشباب لفئة العمرية(‪ )24-15‬إذ بلغ(‪ )%15‬في عام(‪،)2011‬إما بخصوص‬
‫الفئة العمرية الكبيرة(‪ )30-25‬فإن النسبة ارتفع إلى (‪ )%18‬في عام (‪.)2011‬‬
‫إن نس بة من يحم ل اله اتف النق ال بين الش باب الع راقي لفئ ة العمري ة(‪)24-15‬بلغت(‪)%61.1‬إم ا‬ ‫ت‪.‬‬
‫بخص وص الفئ ة العمري ة األك بر ف إن نس بة من يحم ل اله اتف النق ال بلغت( ‪)%77.2‬في ع ام (‬
‫‪،)2009‬وفي المقاب ل ف أن النس بة بين الش باب لفئ ة العمري ة( ‪)24-15‬ال تي تحم ل المباي ل ارتفعت إلى(‬
‫‪،)%71.7‬إم ا بخص وص الفئ ة العمري ة األك بر ف أن النس بة ارتفعت إذ بلغت( ‪)%88.9‬في ع ام (‬
‫‪،)2011‬إن زيادة اإلقب ال على إستخدام الهاتف النقال يع ود لثالثة عوامل األول بس بب الوضع األمني‬
‫المت وتر مم ا يتطلب أس تخدام المباي ل لغ رض إطمئن إن اإلف راد على بعض هم البعض‪،‬والعام ل الث اني ه و‬
‫توق ف اغلب اتص االت اله اتف األرض ي بع د ت دمير الب دالت األرض ية بفع ل م ا تعرض ت ل ه من دم ار‬
‫شامل بفعل الحرب األخيرة في عام (‪،)2003‬والعامل األخير هو سهولة حمل واستخدام المبايل مما‬
‫أدى إلى زيادة إنتشاره بين الناس‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫نس بة الش باب الع راقي ال ذين ي وعزون ع دم االس تقرار األم ني للجماع ات اإلرهابي ة بين الش باب لفئ ة‬ ‫ث‪.‬‬
‫العمري ة(‪ )24-15‬يص ل إلى (‪ ،)%68.2‬بينم ا الفئ ة العمري ة الكب يرة(‪)30-25‬فإنه ا تعتق د إن ع دم‬
‫االستقرار األمني بفعل الجماعات اإلرهابية يصل إلى (‪. )%73.8‬‬
‫نس بة الش باب الع راقي ال ذين يقبل ون مص ادقة أش خاص مع اقين لفئ ة العمري ة( ‪)24-15‬يص ل إلى(‬ ‫ج‪.‬‬
‫‪،)83.1‬بينما الفئة العمرية الكبيرة فإن النسبة تصل إلى (‪.)ً%85.8‬‬
‫نس بة الش باب الع راقي ال ذين يعرف ون عن م رض اإلي دز لفئ ة العمري ة( ‪ )24-15‬يص ل إلى(‬ ‫ح‪.‬‬
‫‪،)%72.6‬بينم ا الفئ ة العمري ة الكب يرة ف إن النس بة إرتفعت إلى(‪،)%79.6‬وه ذا يع ني إن مؤش ر ال وعي‬
‫الصحي بين الشباب في حالة تحسن وإ رتفاع جيد مما يعني زيادة درجة الثقافة الصحية بخصوص هذا‬
‫المرض بين فئة الشباب‪.‬‬
‫إم ا مؤش ر وس ائل تنظيم األس رة ف إن نس بة اإلن اث من الش باب الع راقي لفئ ة العمري ة‬ ‫خ‪.‬‬
‫(‪)15-24‬بلغت(‪،)%81.1‬إما الذكور فإن النسبة بلغت(‪،)%77.2‬بينما الفئة العمرية األكبر(‪)30-25‬‬
‫فإن نسبة النساء تبلغ(‪،)%94.0‬إما الذكور فإن النسبة بلغت (‪ ،)%93.9‬وهذا يعني إن النسبة ارتفعت‬
‫ولكال الفئتين ولذكور واإلناث في نفس الوقت‪.‬‬
‫نس بة الش باب الع راقي لفئ ة العمري ة(‪)24-15‬ال ذين يرغب ون بالمش اركة في اإلنش طة اإلجتماعي ة تبل غ(‬ ‫د‪.‬‬
‫‪،)%28.2‬إم ا الفئ ة العمري ة الكب يرة (‪)30-25‬ف إن النس بة تبل غ( ‪ ،)%30.7‬وفي الواق ع إن النس بة تع د‬
‫منخفض ة لفئ تين من الش باب‪ ،‬وذل ك بفع ل العام ل االقتص ادي واألم ني والس يما ك ثرة إنقط اع الط رق‬
‫لدواعي أمنية األمر الذي يقود إلى إنخفاض مشاركة الشباب في أغلب األحيإن بهذا المجال‪.‬‬
‫نسبة الشباب العراقي لفئة العمرية (‪)24-15‬الذين يرغبون المشاركة في اإلنتخابات للذكور واإلناث(‬ ‫ذ‪.‬‬
‫‪،)%50.2‬إما الفئة العمرية الكبيرة فإن النسبة ارتفعت إذ بلغت(‪)%67.7‬في عام(‪،)2011‬إن هذا يؤشر‬
‫على زيادة الوعي اإلنتخابي بين فئتي الشباب‪.‬‬
‫إن نسبة الراغبين بالهجرة بين الشباب العراقي ولفئتين تقريب اً متقاربة إذ تبلغ( ‪)%16.9‬لفئة العمرية(‬ ‫ر‪.‬‬
‫‪،)24-15‬إما الفئة العمرية الكبيرة(‪ )30-25‬فإن النسبة تبلغ(‪.)%16.6‬‬

‫ثالثاً‪ :‬أسباب بطالة الشباب وطرق عالجها‬


‫‪.1‬أسباب بطالة الشباب‪:‬‬
‫إن بطالة الشباب لفئة العمرية(‪ )24-15‬تًعد من أخطر أنواع البطالة‪،‬ولغرض عالجها والحد من أثارها‬
‫على الشباب العاطلين‪،‬فالبد من التعرف على أسبابها للتمكن من عالجها ضمن أطر اقتصادية سليمة‪،‬وعليه فإن‬
‫أسباب بطالة الشباب ُيمكن توضيحها على النحو األتي‪:‬‬
‫عدم قدرة الحكومات السابقة والحالية على صياغة سياسة محددة وفاعلة لمواجه الضغوط و االختالالت‬ ‫أ‪.‬‬
‫في س وق العم ل‪،‬مم ا يتطلب مواجه ة المع دالت المرتفع ة من الق وى العامل ة العاطل ة والس يما الش باب‬
‫منهم‪،‬األمر الذي أدى إلى إندفاع اغلب الشباب نحو العمل في القطاع العام مما جعل هذا القطاع ُيعاني‬
‫من إرتفاع إعداد العاملين فيه ووقوعهم ضمن إطار البطالة المقنعة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫محدودية فرص العمل بالنسبة لخرجي الجامعات من الشباب‪،‬وذلك بسبب ضعف اغلب المناهج التعليم ة‬ ‫ب‪.‬‬
‫وعدم موائمتها الحتياجات سوق العمل الحالي‪،‬األمر الذي يجعل من بطالة الخرجين الشباب إنعكاسات‬
‫سلبية على الواقع النفسي للشباب أوال وعلى الواقع االقتصادي للبلد ثانياً‪.‬‬
‫االقتص اد الع راقي اقتص اداً اح ادي الج انب ُيش كل القط اع النفطي حالي اً النس بة األعلى في تركيب ة الن اتج‬ ‫ت‪.‬‬
‫المحلي اإلجمالي‪،‬وفي المقابل فإن هذا القطاع الحيوي ال يستوعب سوى(‪ )%2‬من قوة العمل الحالية‪.‬‬
‫حال ة اإلحب اط السياس ي واالجتم اعي ال تي يعيش ها ش باب ه ذا الجي ل‪ ،‬إذ إن الظ روف السياس ية على‬ ‫ث‪.‬‬
‫المس تويين المحلي واإلقليمي ت دفع نح و المزي د من الحري ة والمش اركة والش فافية ‪،‬إال إن الش اب ي رى‬
‫نفس ه إم ام حال ة من الجم ود وعدم والق درة على الفاعلي ه وال ي رى إنه بمق دوره المش اركة والتعبير عن‬
‫راية وطموحاته حتى في ابسط األمور‪.26‬‬
‫على الرغم من كل السياسات التي اعتمدت لغرض تحويل االقتصاد العراقي من إقتصاداً مركزي اً إلى‬ ‫ج‪.‬‬
‫إقتصاداً ينتقل تدريجياً نحو إقتصاد السوق الحر السيما ما بتعلق بسياسات استقرار سعر الصرف ال تي‬
‫ادت الى اس تقرار ال دينار الع راقي وتقوي ة قيمت ه ام ام العمالت االجنبي ة والس يما ال دوالر في نهاي ة(‬
‫‪،)2006‬فضالً عن اصادر قانون االستثمار رقم (‪ )13‬في عام (‪ )2006‬ومن ثم تعديله عام(‪، )2010‬‬
‫في مقاب ل ذل ك نج د إن طبيع ة اإلنظم ة التعليمي ة الس ائدة تفتق ر إلى من اهج س ليمة تُمكن الش باب من‬
‫الحصول على المهارات المطلوبة التي يحتاجها القطاع الخاص‪ ،‬مما يجعل هذا القطاع يعاني من ندرة‬
‫الكفاءات والمهارات المالئمة إلحتياجاته‪،‬األمر الذي يوضح إن الذي يجد فرصة عمل في هذا القطاع‬
‫من الشباب‪ ،‬هم في األعم الغالب الشباب الذين يمتلكون المهارات التي يحتاجها القطاع الخاص‪ .‬لذلك‬
‫نجد إن مدى إمكانية الش باب في الحصول على فرصة عم ل مرتبطا بم ا يمتلكونه من مه ارات فني ة‬
‫ومؤهالت علمية يحتاجها هذا القطاع‪.27‬‬
‫وعليه فإن الدراسات التاريخية عن البطالة توضح إن معدل البطالة بين الشباب (فئة ‪ ) 24-15‬عادةً ما يكون‬
‫ضعفين إلى ثالث أضعاف نسبتها بين الكبار‪ ،‬غير إن معدل البطالة الكلي ليس هو مصدر القلق الوحيد ‪ ،‬بل إن‬
‫من دواعي القلق هو طول المدة التي تستمر فيها البطالة بين العمالة الشابة‪ ،‬وهو ما يحدث غالباً أثناء البحث عن‬
‫فرصة العمل األولى‪ ،‬إذ يستغرق البحث عن فرصة عمل في اإلقتصاديات المتقدمة مدة ٍ‬
‫عام أو أكثر بالنسبة لكل‬
‫أث نين من أص ل عش رة من الع اطلين الش باب‪.‬وفض الً عن المش كالت قص يرة األج ل ال تي تجره ا البطال ة على‬
‫معوق ة طويل ة األج ل‪ ،‬ويطل ق الخ براء على الت داعيات الس لبية طويل ة األج ل ال تي‬
‫الش باب‪ ،‬فهي تتس بب في آث ار ِّ‬
‫تسببها البطالة المبكرة أسم " آثار الندوب ‪ ،" scarring effects‬وكلما طالت مدة التعطل عن العمل‪ ،‬زادت‬
‫احتم االت اس تمرار الن دوب طويل ة األج ل‪ ،‬إذ ق د تص ل نس بة الفاق د من دخ ولهم الممكن ة إلى ( ‪) %20‬مقارن ة‬
‫بنظرائهم الذين يلتحقون بوظائف في وقت أبكر‪ ،‬ويمكن إن يستمر هذا النقص في الدخل لمدة تصل إلى عشرين‬
‫عاماً‪.‬‬
‫وتظهر اآلث ار السلبية التي تضر بمستوى الدخل مدى الحياة في أوضح صورها عندما تكون البطالة في سن‬
‫الشباب‪ ،‬ال سيما وقت التخرج من المرحلة الجامعية‪ .‬ومثالها الواضح هو ما حدث للجيل الذي دخل سوق العمل‬
‫في الياب ان في عق د التس عينات من الق رن الماض ي ال ذي يس مى " العقد الضائع "‪ ،‬إذ إن أص حاب العم ل الياب انيين‬
‫كانوا يفضلون تعيين حديثي التخرج بدالً ممن وقعوا في أسر البطالة طويلة األجل‪.28‬‬
‫وبذات العقد حصل في العراق نتيجة الحصار الخانق الذي تعرض له بعد فرض العقوبات نتيجة دخول الكويت‪،‬‬
‫حصلت إنتكاسة في نوعية عمل خريجي الجامعات والمعاهد العراقية إذ عزف معظم الخريجين عن الدخول إلى‬

‫‪18‬‬
‫س وق العم ل النظامي ة نتيج ة ض عف ال دخول‪ ،‬وق اموا بممارس ة أنش طة ته دف إلى تحقي ق ال ربح الس ريع‪ ،‬إذ قام ة‬
‫الكثير منهم وخاصة ذوي االختصاصات الطبية والهندسية وحملة الشهادات العليا إلى مغادرة الع راق‪ ،‬والبحث‬
‫ٌ‬
‫عن أوطان بديلة لتبدأ أول ظاهرة هجرة واسعة بين الشباب العراقي في تاريخ العراق الحديث‪.‬‬

‫‪.2‬عالج بطالة الشباب‪:‬‬


‫بع د التع رف على أس باب بطال ة الش باب لفئ ة العمري ة (‪،)24-15‬فمن الض روري إيج اد مجموع ة من‬
‫اإلجراءات لغرض عالج هذه المشكلة بصورة اقتصادية سليمة وعلى النحو األتي‪:‬‬
‫أ‪.‬ضمن المنظور االقتصادي ُيمكن إن َن ُع ّد اإلرتفاع الحاد في إعداد شابات وشباب العراق تحدياً لصانعي السياسة‬
‫إالقتصادية للبلد‪،‬نظرا لضرورة توفير المزيد من الخدمات التعليمية ومرافق البنى التحتية فضال عن إيجاد فرص‬
‫عم ل الئق ة لهم‪،‬ه ذا من ج انب‪ ،‬ومن ج انب أخ ر ف أن إرتف اع نس بة الش باب تُع د طاق ة كامن ة من الض روري‬
‫إستثمارها في برامج التنمية الوطنية وهذا األخير لم يتحقق إال عن طريق حشد الجهود الحكومية لغرض تنمية‬
‫قدرات الشباب‪ ،‬بما ُيمكنهم من المساهمة الفاعلة في عملية التنمية إالقتصادية للبلد‪.‬‬
‫ب‪.‬تش خيص مش كالت الش باب على نح و موض وعي وش امل عن طري ق دراس ات معمق ة وبن اء قاع دة معلوم ات‬
‫شاملة وقابلة للتطور‪.‬‬
‫ت‪.‬إس تيعاب الش باب المه اجر خ ارج البل د والس يما أص حاب الش هادات العلمي ة‪ ،‬وذل ك عن طري ق توف ير ف رص‬
‫العم ل المناس بة لهم وبحس ب إختصاص اتهم العلمي ة‪ ،‬علم اً إن الحكوم ة ق امت به ذا اإلج راء عن طري ق برن امج‬
‫يتض من ع ودة الكف اءات المتواج دين في الخ ارج‪ ،‬من أس اتذة الجامع ة و أالطب اء لغ رض اإلس تفادة من خ براتهم‬
‫العلمية‪.29‬‬
‫ث‪ .‬مراعاة الحكم الرشيد الذي يهتم بقضايا الشباب‪،‬فضالً عن ضرورة توفير الرعاية الصحية الشاملة لهم‪،‬وذلك‬
‫إن الص حة له ا نفس الدرج ة من األهمي ة ك التعليم والت دريب‪ ،‬األم ر ال ذي ُيس اهم في تعزي ز المه ارات ال تي‬
‫يحتاجونها الشباب‪ ،‬ليصبحوا من أعضاء المجتمع المنتجين اقتصادياً‪.30‬‬
‫ج‪ .‬تستطيع الحكومة القيام بمجموعة إجراءات يستفيد منها كالً من القطاع الخاص والشباب في الوقت ذاته‪،‬وذلك‬
‫عن طري ق تش جيع أص حاب األعم ال الخاص ة على تع يين أك بر ع دد من الش باب‪ ،‬باتخ اذ إج راءات محف زة مث ل‬
‫تخفيض مس اهماتهم في م دفوعات الض مان االجتم اعي للمعي نين الج دد‪ ،‬ك ذلك يمكن تق ديم دعم اً مالي اً فض الً عن‬
‫التس هيالت المص رفية‪،‬للش ركات ال تي تعين ش باباً ك انوا ع اطلين لم دة طويل ة أو من ذوي المه ارات المح دودة أو‬
‫ذوي االحتياجات الخاصة ‪.31‬‬
‫وعلي ه ُيمكن الق ول إن أغلب أس باب بطال ة الش باب ه و ع دم الموأم ه بين إحتياج ات س وق العم ل ومخرج ات‬
‫التعليم‪،‬فضال عن العوامل الديمغرافية والتأثر بمظاهر العولمة من قبل الشباب‪،‬والسيما التطور الحاصل بوسائل‬
‫االتصاالت الحديث ة‪،‬مم ا يتطلب ضرورة صياغة رؤي ة حديث ة بعي دة المدى‪ ،‬تتضمن تحس ين وخلق ف رص عم ل‬
‫إض افية للش باب ال داخلين الج دد في س وق العم ل‪،‬فض ال عن تمكين الم رأة‪،‬فمن الض روري العم ل على تغي ير‬
‫معطي ات الطلب في س وق العم ل‪،‬كالح د من هيمن ة القط اع الع ام على التوظ ف‪،‬وتش جيع إس تحداث المش اريع‬
‫وتوجيهه اإلستثمارات نحو قطاعات كثيفة العمل وعالية التقنية ‪،‬لغرض استيعاب ذوي المهارات ودونهم على ٍ‬
‫حد‬
‫س واء‪،‬ش ريطة النه وض ببيئ ة اإلعم ال‪ ،‬األم ر ال ذي ي ؤدي إلى تط وير مه ارات الش باب وزي ادة ق دراتهم المهني ة‬
‫والذهنية في الوقت نفسه‪ ،‬هذا من جانب ومن جانب اخر فمن الضروري ايضاً السعي نحو اعادة تأهيل قطاعات‬

‫‪19‬‬
‫االقتصاد العراقي والسيما القطاعات السلعية والخدمية‪،‬وذلك الن نشاط هذه القطاعات تراجعت بفعل الظروف‬
‫غير المستقرة امنياً في البلد والتي ادت الى هروب بعض رؤوس االموال الى الخارج‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫االستنتاجات‪:‬‬
‫لقد توصل البحث إلى مجموعة استنتاجات كانت على النحو اآلتي‪:‬‬
‫تُعد بطالة الشباب من اخطر أنواع البطالة والسيما بطالة المتعلمين منهم‪ ،‬ألنها تؤدي إلى تقويض الس لم‬ ‫‪.1‬‬
‫االجتم اعي و إالس تقرار إالقتص ادي في البل د‪ ،‬فمن الض روري اإلش ارة إلى إن هن اك ارتباط اً قوي اً بين‬
‫حجم السكان وحجم الموارد المتاحة‪ ،‬إذ إن النمو السريع للسكان يؤدي إلى عدم كفاية الموارد المتاحة‪،‬‬
‫ومن ثم ع دم ق درة الحكوم ة على تلبي ة احتياج ات الش باب‪ ،‬مم ا ي دفعهم إلى إفتع ال المش اكل والعن ف‬
‫للمطالبة بحقوقهم ولعل سلسلة الثورات األخيرة الحاصلة في الدول العربية ما هي إال تعبيراً واضحاً‬
‫عن سعي الشباب للمطالبة بحقوقهم المسلوبة‪.‬‬
‫والبد من اإلشارة إلى إنه على مستوى العالم فأن الفجوة بين بطالة اإلناث والذكور تزداد عمق اً‪ ،‬إذا ما‬ ‫‪.2‬‬
‫تم اخ ذ بنظ ر االعتب ار بطال ة الش باب‪ ،‬إذ بلغت بطال ة اإلن اث ( ‪ )%30.9‬في دول ش مال إفريقي ا‪ ،‬و(‬
‫‪ )%28.7‬في دول الش رق األوس ط مقارن ة م ع(‪ )%20.1‬في دول ش مال إفريقي ا‪،‬و(‪ )%17.1‬في دول‬
‫الش رق األوس ط لل ذكور في ع ام (‪،)2010‬وعلي ه ف إن بطال ة الش باب تُع د حالي اً من أعق د المش اكل ال تي‬
‫يواجهها العالم‪ ،‬والتي تتطلب من المجتمع الدولي السعي إليجاد الحلول المناسبة لها‪.‬‬
‫إن االقتصاد العراقي في الوقت الحالي يعاني من مشكلة بطالة ذات بنيه معقدة التركيب‪ ،‬فكلما ازدادت‬ ‫‪.3‬‬
‫معدالت البطالة فسوف ترتفع بطالة الشباب‪ ،‬لكون إن بطالة الشباب هي في الواقع جزءاً من البطالة‬
‫الحاصلة بصورة عامة في البلد‪.‬‬
‫حص ول تحس ن في س وق العم ل الع راقي الس يما م ا يتعل ق بأس تخدام االن ترنيت في العم ل‪ ،‬فض الً عن‬ ‫‪.4‬‬
‫الطلب على العمالة ذوي اللغة االجنبية يضاف الى ذلك فتح مصارف اجنبية في البلد‪ ،‬كل هذة العوامل‬
‫ساهمت في ايجاد تطوراً نوعي اً للعمالة المحلية الداخلة لسوق العمل العراقي نتيجة إنفتاحه على العالم‬
‫بع د ع ام (‪ ،)2003‬إال إن ه ذا الس وق م ازال يع اني نتيج ة عق ود من اإلنع زال عن الع الم الخ ارجي‬
‫وإ هم ال الت دريب والتأهي ل لل داخلين إلي ه‪ ،‬وغي اب قواع د وتش ريعات العم ل على أرض الواق ع وبقاؤه ا‬
‫ضمن النصوص الورقي ة‪ ،‬و ب الرغم من ك ل هذه العوائ ق‪ ،‬إال إن سوق العم ل العراقي عاجالً أم آجالً‬
‫س يلتحق ب ركب أس واق العم ل العالمي ة‪ ،‬وعن د ذاك س تتغير هيكلي ه بش كل واض ح من خالل تغ ير نوعي ة‬
‫الداخلين إليه‪،‬مما يتطلب جودة عالية في التعليم والتدريب والتأهيل على مستوى ٍ‬
‫عال للعاملين‪ ،‬والسيما‬
‫الشباب الداخلين في هذا السوق‪ .‬وبحسب اعتقادنا فإن الوظائف التي سوف يكون الطلب عليها أكثر من‬
‫غيره ا الس يما لخ رجين الج دد في المس تقبل‪ ،‬هي تل ك الوظ ائف ال تي ترتب ط باختصاص ات هندس ة‬
‫االتصاالت والحاسبات وأمنية الشبكات‪،‬وإ ذا ما شهد قطاع المصارف العراقية إنفتاح اً فسيزداد الطلب‬
‫على اختصاص ات المحاس بة و إدارة األعم ال والس يما ذوي المه ارات عالي ة في ه ذا االختص اص‪،‬‬
‫فضالً عن الفنيين في قطاع النفط‪ ،‬والتقنيين والكوادر الوسيطة في قطاعي الصناعة والصحة‪.‬‬
‫إن أغلب أسباب بطالة الشباب هو عدم الموأمه بين إحتياجات سوق العمل ومخرجات التعليم‪ ،‬فضال‬ ‫‪.5‬‬
‫عن العوام ل الديموغرافي ة والت أثر بمظ اهر العولم ة من قب ل الش باب‪،‬والس يما التط ور الحاص ل بوس ائل‬
‫االتص االت الحديث ة‪،‬إض افة إلى هيمن ة القط اع الع ام على التوظ ف‪ ،‬وع دم التش جيع على إس تحداث‬
‫المش اريع الجديدة‪ ،‬وتوجيه ه اإلس تثمارات نح و قطاعات كثيفة راسمال وعالي ة التقنية‪ ،‬فضال عن عدم‬
‫تق ديم التس هيالت المالي ة والمص رفية ألص حاب القط اع الخ اص لغ رض توس يع مش اريعهم‪ ،‬األم ر ال ذي‬
‫ُيساهم في إستيعاب إعداد من الشباب العاطلين والحد تدرجياً من التوجه نحو التوظف في القطاع العام‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫إن بطال ة الش باب ت ترك إنعكاس ٍ‬
‫ات س لبيةً على المجتم ع بص ورة عام ة‪،‬أهمه ا زي ادة هج رة أص حاب‬ ‫‪.6‬‬
‫االختصاص العلمية والفنية من الشباب‪ ،‬وسعيهم للبحث عن وطن بديل نظراً لعدم توافر فرص العمل‬
‫المناس بة لهم في أوط انهم‪ ،‬كم ا حص ل في الع راق بع د إح داث الث اني من آب في ع ام ( ‪ ،)1990‬ك ذلك‬
‫فإنه كلما أزادت مدة البطالة التي يتعرض لها الشاب والسيما الخريج فإنها سوف تترك اثأر سلبية على‬
‫الشاب العاطل‪ ،‬قد تصل إلى حد اإلنتحار كما فعل الشاب التونسي محمد بوعزيزي بحرق نفسه نتيجة‬
‫لطول مدة البطالة التي تعرض لها‪،‬فضال عن إنه في حالة استمرار تعرض الشباب للبطالة فإن روح‬
‫المواطن ة اتج اه بلدهم س وف تنعدم ويكون ون عرض ة لإلنج راف نح وه اإلرهاب وبذلك قد يكون ون أداةً‬
‫لتدمير بلدهم وخلق المشاكل فيها‪.‬‬
‫إن أغلب المؤش رات ظه رت بص ورة ايجابي ة فيم ا يخص الش باب الع راقي م ا بين فئ ة (‪ )29-15‬س نة‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫مثل معرفتهم بشؤون الصحة العامة واإليدز والصحة اإلنجابية وموقفهم من ذوي اإلعاقة وإ ستخدامهم‬
‫للنق ال ومش اركتهم في اإلنتخاب ات وغيره ا‪ ،‬ك ذلك ف إن مؤش ر مس تخدمي اإلن ترنيت تحس ن إلى ح د‬
‫الضعف في عام (‪ )2011‬إذ بلغ(‪)%32‬لفئة الشباب (‪،)24-15‬وكذلك فإن الوضع لم يتغير لفئة(‪-25‬‬
‫‪ )30‬إذ تض اعفت النس بة إلى الض عف أيض اً‪ ،‬إذ بلغت النس بة( ‪ )%36‬في ع ام (‪،)2011‬بينم ا في ع ام(‬
‫‪ )2009‬فإن فئة الشباب(‪ )24-15‬لم تتجاوز(‪ )%15.9‬إما فئة الشباب األكبر(‪ )30-25‬فإن نسبتهم لم‬
‫تتجاوز(‪ )%14.8‬في عام (‪.)2009‬‬

‫‪22‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫لقد توصل البحث إلى مجموعة توصيات كانت على النحو اآلتي‪:‬‬
‫ض رورة وج ود سياس ات تش غيل مناس بة بإمكانه ا خل ق ف رص عم ل للش باب الع اطلين عن العم ل‪ ،‬م ع‬ ‫‪.1‬‬
‫إعطاء دوراً كبيراً للقطاع الخاص في مجال االستثمار عن طريق منحه التسهيالت المالية والمصرفية‪،‬‬
‫مما يمكنه من إستيعاب إعداداً من الشباب العاطلين‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى التقليل توجه الشباب نحو‬
‫التوظف في القطاع العام في المستقبل‪.‬‬
‫زيادة حجم التخصيصات المالية للبرامج المخصصة للشباب في إطار الموازنة العامة‪،‬فضال عن إيجاد‬ ‫‪.2‬‬
‫تسهيالت تعليمية وثقافية للشباب لمن ال تتوافر لهم فرص التعليم النظامي‪.‬‬
‫االس تمرار في تعزي ز دور األس رة والمدرس ة ومنظم ات المجتم ع الم دني‪ ،‬لغ رض تنش ئة الش باب على‬ ‫‪.3‬‬
‫نحو سليم‪ ،‬األمر الذي ُيساهم في الحد من إنحراف الشباب عن قيم المجتمع ومعاييره‪.‬‬
‫االهتمام بالتنمية الريفية‪ ،‬وإ يجاد بيئة مناسبة وصالحة للعيش أوال وللعمل ثاني اً من خالل زيادة اإلهتمام‬ ‫‪.4‬‬
‫بتوفير الخدمات وتحسينها‪ ،‬وإ يجاد فرص العمل الالئقه بين شباب األرياف‪ ،‬وذلك عن طريق دعمهم‬
‫ودعم مش اريع القط اع ال زراعي في من اطقهم‪ ،‬وإ يج اد بن وك متخصص ة لمنح الق روض الص غيرة ب ل‬
‫والمتناهي ة الص غر(‪ ) Micro-Credit‬للش باب في المن اطق الريفي ة‪ ،‬األم ر ال ذي ُيس اهم في الح ّد من‬
‫بطالة شباب األرياف‪.‬‬
‫مش اركة الجمي ع على مس توى الحكوم ة والبرلم إن والمواط نين في الس عي نح و تحقي ق إس تقرار في‬ ‫‪.5‬‬
‫األوض اع األمني ة والسياس ية للبل د‪،‬األم ر ال ذي يق ود إلى زي ادة ت دفق االس تثمارات مم ا ي ترك إنعكس ات‬
‫إيجابية على واقع الشباب‪،‬تتمثل بزيادة فرص العمل لهم‪،‬فضال عن ذلك تنامي وزيادة شعورهم الوطني‬
‫إتجاه تطوير البلد وعلى كافة المستويات إالقتصادية واإلجتماعية والثقافية‪،‬وذلك عن طريق اإلستفادة‬
‫من ما يمتلكونه الشباب من خبرات ومؤهالت علمية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الهوامش‬

‫‪24‬‬
‫‪1‬‬

‫ج‪ .‬دورسك ‪ :‬البطالة‪ ،‬مشكلة سياسية اقتصادية‪ ،‬ترجمة ‪ :‬محمد عزيز‪ ،‬د‪ .‬محمد سالم‪ ،‬منشورات جامع قاريونس‪ ،‬بنغازي‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪ ،1997‬ص ‪. 40‬‬
‫‪th‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Griffiths and S. wall, Applied Economics 7 Ed, Longman, England, 1997, P.494.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.Richard Layard,Stephan Nickell and Richard Jackman,The Unemployment Crisis,Oxford‬‬
‫‪University P ress Inc. 3‬‬
‫اللجن ة إالقتص ادية واإلجتماعي ة لغ ربي آس يا‪ ،‬البطال ة في منطق ة االس كوا دراس ات ح االت مخت ارة‪ ،‬ج‪ ،2‬مس ح للتط ورات‬ ‫‪4‬‬

‫إالقتصادية واإلجتماعية في منطقة االسكوا‪ ،1998-1997 ،‬نيويورك‪ ،2002 ،‬ص‪.1‬‬


‫ك اظم جاس م العيس اوي‪ ،‬محم د ال وادي‪ ،‬االقتص اد الكلي‪ ،‬تحلي ل نظ ري وتط بيقي‪ ،‬األردن‪ ،‬دار المس تقبل للنش ر والتوزي ع‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ ،2000‬ص‪. 129‬‬
‫صندوق النقد العربي وآخرون‪ ،‬التقرير االقتصادي العربي الموحد‪ ،‬أيلول‪ ،2003 ،‬ص‪.171‬‬ ‫‪6‬‬

‫برنامج األمم المتحدة اإلنمائي والصندوق العربي لإلنماء االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬تقرير التنمية اإلنسإنية العربية‪ ،2002 ،‬ص‬ ‫‪7‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ 8‬مصطفى سلمان وآخرون‪،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪،‬االردن‪ ،‬دار الميسرة للطباعة‪ ،‬ط‪ ،1‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪. 255‬‬
‫‪ 9‬مايكل ادجمإن‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ -‬النظرية والسياسة‪،‬ترجمة‪:‬محمد ابراهيم منصور‪،‬دار المريخ للنشر‪ ،‬الرياض‪،1988،‬ص‪.90‬‬
‫‪ 10‬علي عبد الوهاب نجا‪،‬مشكلة البطالة واثر برنامج االصالح االقتصادي عليها دراسة تحليلية‪-‬تطبيقية‪،‬الدار الجامعية‪،‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪،2005‬ص‪.50‬‬
‫‪ 11‬رمزي زكي‪،‬االقتصاد السياسي للبطالة ‪،‬سلس‪JJ‬لة كتب ع‪J‬الم المعرف‪JJ‬ة‪،‬المجلس الوط‪JJ‬ني للثقاف‪JJ‬ة والفن‪JJ‬ون واآلداب‪،‬الع‪JJ‬دد‪،226J‬الك‪JJ‬ويت‪،‬‬
‫‪،1997‬ص‪.488‬‬
‫‪ 12‬ج‪JJ‬ون كاس‪JJ‬يدي‪،‬ترجم‪JJ‬ة‪:‬س‪JJ‬مير ك‪JJ‬ريم‪،‬كي‪JJ‬ف تفش‪JJ‬ل األس‪JJ‬واق منط‪JJ‬ق المص‪JJ‬ائب إالقتص‪JJ‬ادية‪،‬المرك‪JJ‬ز الق‪JJ‬ومي للترجم‪JJ‬ة‪،‬الق‪JJ‬اهرة‪،‬الع‪JJ‬دد‬
‫‪،2060‬الطبعة االولى‪.2013‬ص‪.212‬‬
‫‪13‬‬
‫‪Cincotta,R.Pengelman and Anastasion ]vhsm _(2003),The Security Demographic-Population and‬‬
‫‪CiviL Conflict after the Cold War.Population Action international.‬‬
‫‪ 14‬وزارة العم‪JJ‬ل والش‪JJ‬ؤون اإلجتماعي‪JJ‬ة‪،‬ورق‪JJ‬ة عن واق‪JJ‬ع الش‪JJ‬باب في الع‪JJ‬راق إلغ‪JJ‬راض ألخط‪JJ‬ه الخمس‪JJ‬ية للس‪JJ‬نوات( ‪)2014-2010‬‬
‫‪www.molsa.gov p1‬‬

‫‪ 15‬ديفيد بلوم‪ ،‬شباب على المحك‪،‬مجلة التمويل والتنمية‪،‬اذار‪،2012‬ص‪.10‬‬


‫‪ 16‬ديفيد بلوم‪ ،‬شباب على المحك‪،‬مجلة التمويل والتنمية‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.12‬‬
‫‪ 17‬د‪.‬وليد عبد مواله ‪،‬بطالة الشباب‪،‬مجلة جسر التنمية‪،‬العدد‪ J‬السابع والثمانون‪،‬المعهد العربي للتخطيط ‪ ،‬الكويت‪،2011،‬ص‪.3-2‬‬
‫‪ 18‬مجموعة األمم المتحدة للتنمية‪،‬التقرير الوطني لألهداف التنموية األلفية الثالثة‪،‬المذكرة التوجيهية الثانية‪،2003،‬ص‪.18‬‬
‫‪19‬د‪.‬وليد‪ J‬عبد مواله ‪،‬بطالة الشباب‪،‬مجلة جسر التنمية‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.5‬‬
‫‪ 20‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪،‬العراق أرقام ومؤشرات‪،2012،‬ص‪.21‬‬
‫‪ 21‬منظمة العمل العربية‪ ،‬موجز التقرير األول لمنظمة العمل العربية حول التشغيل والبطالة في الدول العربية ‪ ،‬تموز‪/‬يوليو ‪، 2008‬ص‪. 13‬‬
‫‪ 22‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪،‬مسح شبكة معرفة العراق‪،‬واقع سوق العمل العراقية‪،2011،‬ص‪.2‬‬
‫‪ 23‬اللجنة إالقتصادية واإلجتماعية لغربي آسيا( االسكوا) ‪ ،‬مسح للتطورات إالقتصادية واإلجتماعية في منطقة االسكوا ‪– 2007‬‬
‫‪ ، 2008‬األمم المتحدة ‪ ،‬نيويورك ‪ ، 2008‬ص ‪. 52‬‬
‫‪ 24‬العراق أرقام ومؤشرات‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.20‬‬
‫‪ 25‬د‪.‬غازي إبراهيم رحو‪،‬موازنة العراق ُ‬
‫منذ االحتالل ومعانات العراقيين ‪www.zowaa.org‬‬
‫‪ 26‬وزارة التخطيط والتعاون اإلنمائي‪،‬ورقة عن واقع الشباب في العراق إلغراض الخطة الخمسية للسنوات(‪،)2014-2010‬‬
‫‪2013‬ص‪wwwjauiraq.org.17‬‬
‫‪ 27‬د‪.‬وليد عبد مواله ‪،‬بطالة الشباب‪،‬مجلة جسر التنمية‪J،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.8‬‬
‫‪ 28‬حنان مرسي‪ ،‬التمويل والتنمية‪ J،‬مارس‪ ، 2012‬ص‪.16‬‬
‫وزارة التخطيط والتعاون اإلنمائي‪،‬خطة التنمية الوطنية للسنوات (‪،2009،)2014-2010‬ص‪.142-141‬‬ ‫‪29‬‬

‫ديفيد بلوم‪ ،‬شباب على المحك‪،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 11‬‬ ‫‪30‬‬

‫حنان مرسي‪ ،‬جيل لن تنمحي ندوبه‪،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬ ‫‪31‬‬

You might also like