Professional Documents
Culture Documents
41482660
41482660
1
ظاهرة بطالة الشباب في العراق أسبابها وطرق عالجها
م.د.أحمد حافظ حميد
تدريسي /الجامعة المستنصرية /كلية اإلدارة واالقتصاد
المقدمة:
تُعد مشكلة البطالة واحدة من أخطر المشاكل إالقتصادية التي تواجه إقتصاديات الدول المتقدمة والنامية على
حد سواء نظراً لما تتضمنه هذه المشكلة من جوانب إقتصادية وإ جتماعية في الوقت نفسه.ولقد تعرض اإلقتصاد ٍ
ت من قبل بع ْ
العراقي لهذه المشكلة من ُذ عقوداً من الزمن بفعل الظروف والسياسات إالقتصادية الخاطئة التي أتُ َ
الحكوم ات الس ابقة،ومم ا زاد من ح دة ه ذه المش كلة ه و تف اقم المش كلة ض من الفئ ة الش بابية،إذ إن ه ذه المش كلة
األخير تمثل تحدياً كبيراً لواضعي السياسة إالقتصادية للبلد نظراً لضرورة توافر المزيد من الخدمات التعليمية
ومرافق البنية التحتية ،فض الً مم ا يتطلب إيجاد فرص عمل الئقه للشباب هذا من جإنب ،ومن جإنب أخر فإن
إرتف اع نس بة الش باب في البل د هي طاق ة بش ريه وض رورة إس تثمارها ،والس يما الش باب المتعلم منهم لغ رض
اإلستفادة من جميع ما يمتلكونه من خبرات فنيه وعلمية تُساهم في تطور االقتصاد العراقي.
مشكلة البحث:
يعاني االقتصاد العراقي من مشكلة البطالة والسيما بطالة الشباب ،والتي ينجم عنها إنعكاسات خطيرة على
الش باب الع اطلين بص ورة خاص ة وعلى المجتم ع بص ورة عام ة،إذ إنه ا ت ؤدي إلى ه در تل ك الطاق ات البش رية
والسيما طاق ات الشباب المتعلم منهم،لذلك فمن الضروري اإلسراع في معالجته ا للتخفي ف من حدة أثارها ،وما
ينجم عنها من تداعيات أقتص ادية واجتماعية ونفس ية على الشباب الع اطلين ،والتي تنعكس في نهاية األمر على
واقع المجتمع عموماً.
فرضية البحث:
جزء من
ً تُشكل بطالة الشباب اليوم ظاهرة لها تداعياتها االجتماعية واالقتصادية ،حيث ان بطالة الشباب تعد
البطالة ،لذا من البديه ان يكون حجم الجزء منسجماً مع التغير الحاصل للكل.
هدف البحث:
يحاول البحث تسليط الضوء على قضية مهمة وخطيرة تعاني منها اقتصاديات الدول المتقدمة والنامية على
ح ٍد س واء ومنه ا ،كمحاول ة لتحلي ل واق ع مش كلة بطال ة الش باب في الع راق والتع رف على أس باب بطال ة الش باب
وطرق عالجها ،بوصفها اليوم تُمثل تهديداً كبيراً لصانعي السياسة االقتصادية للبلد ،وعلية اقترح إيجاد الحلول
المناسبة لتلك المشكلة والحد من تأثيراتها االقتصادية واالجتماعية.
منهجية البحث:
استخدم الباحث المنهج الوصفي -التحليلي لدراسة ظاهرة بطالة الشباب في العراق ،وصوالً الى استنتاجات
ثم توصيات التي تُساهم في الحد من أثارها السلبية على الشباب العاطلين عن العمل.
ومن َّ
هيكلية البحث:
توزع البحث بين مبحثين األول تناول اإلطار النظري للبطالة،وقد تضمنه مطلبين األول حاول التعرف على
مفه وم البطال ة وأنواعه ا وأس بابها ،فض الً عن البطال ة في الفك ر اإلقتص ادي ،أم ا المطلب الث اني فتن اول التع رف
على بطالة الشباب.
إما المبحث الثاني فقد تناول بطالة الشباب في العراق،وقد توزع على ثالثة مطالب،األول مؤشرات عن واق ع
الش باب بخص وص التعليم والعم ل،إم ا المطلب الث اني فتض من مؤش رات مس حية عام ة عن الش باب الع راقي،إم ا
2
المطلب الثالث فقد تضمن أسباب وطرق عالج بطالة الشباب،وأخيراً تم التوصل إلى مجموعة من اإلستنتاجات
والتوصيات التي يمكن إن تُساهم في عالج مشكلة بطالة الشباب في العراق.
3
للحص ول على عم ل جدي د ،وق د تظه ر ه ذه البطال ة بس بب التط ورات الحاص لة في ظ روف العم ل ،والس يما
التطورات التقنية التكنولوجية(.)5
ت.البطالة المقنعة :
وهي البطالة الناجمه عن عدم التناسب بين إنتاجية العامل واألجور التي يحصل عليها.
ث.البطالة الهيكلية :
وهي البطال ة الناجم ة عن ع دم التواف ق بين ف رص العم ل وخ برات الع اطلين عن العم ل ،أي إن العم ل
موج ود ومت وافر أو يمكن توف يره ،إال إن الب احثين عن ه إم ا لم يع ثروا علي ه بع د ،أو إنهم ال يتمتع ون ب المؤهالت
الضرورية لهذا العمل(.)6
ج.البطالة السافرة أو اإلجبارية :
وهي بطالة ناجمة عن عدم توفر فرص العمل للراغبين فيه ،أو هي بطالة الباحثين عن عمل وراغبين
فيه ولكن ال يجدونه
ح.البطالة الدورية :
وهي البطالة الحاصلة بفعل هبوط في مستوى الطلب الكلي على العمل ،بفعل هبوط أو تراجع النشاط
االقتصادي(.)7
خ.البطالة الموسمية :
وهي البطال ة الحاص لة في موس م معين من الس نة دون آخ ر ،إذ إن هن اك بعض اإلعم ال ال تي ال يمكن
العمل بها إال في فصل الصيف ،وأُخرى ال يمكن تأديتها إال في فصل الشتاء ،وفي هذه الحالة يبقى العمال في
حال ة بطال ة في الفص ول األُخ رى من الس نة ،وه ذه الحال ة يتم عالجه ا بإيج اد أعم ال تتكام ل م ع ب اقي المواس م.
د.البطالة االختيارية
وهي البطالة التي تحصل بفعل إرتفاع إعانات البطالة ،أو تعويضات البطالة فإذا كانت التعويضات قريبة
من األجر الحقيقي ،فإن ذلك يشجع عدد غير قليل من العمال على أختيار البطالة(.)8
4
إما تحليل كنز للبطالة فأنه يرى إن سببها هو قصور في الطلب الكلي الفعال بسبب إرتفاع الميل الحدي لالدخار
وإ نخفاض الميل الحدي الستهالك إفراد المجتمع ،وهذا يؤدي إلى اتساع الفجوة بين الدخل واالستهالك،وفي حالة
عج ز االس تثمارات عن ملئ ه ذه الفج وة ف إن ه ذا ي ؤدي إلى قص ور الطلب ومن ثم إنخف اض التش غيل وأخ يراً
إرتفاع معدالت البطالة.
يؤك د ك نز على إن مس توى التش غيل يتح دد من خالل الطلب الكلي الفع ال وليس ت عن طري ق المس اومة على
األجور بين العمال وأصحاب العمل،وإ ن عالج البطالة بحسب كنز يتم عن طريق سياسة نقدية توسعية تساهم في
تخفيض أسعار الفائدة،فضال عن سياسة مالية ترتكز على زيادة اإلنفاق وخفض األعباء الضريبية.
إما وجهة نظر المدرسة النقودية (ملتون فريدمإن) بخصوص البطالة تستند على إن التحرك بعيداً عن المعدل
الطبيعي للبطالة وهو ذلك المعدل الذي تكون فيه التوقعات للعاملين وأصحاب اإلعمال لمعدل التضخم مساوية
لمع دل التض خم الحقيقي،وإ ن التح رك ه ذا يح دث بس بب ع دم ق درة العم ال على التنب ؤ بمع دل التض خم بص ورة
صحيحة ،لذلك فإنهم قد يقبلون أو يرفضون وظائف كانوا سيرفضونها أو يقبلونها لو كان باستطاعتهم التنبؤ
بشكل سليم،أو أنه عند تطابق التوقعات التضخمية مع الواقع فإن العمال سوف يتصرفون بشكل يؤدي إلى عودة
المعدل الطبيعي للبطالة،ويترتب على ذلك إن يتوافق هذا المعدل مع معدالت التضخم ،والبد من اإلشارة إلى إن
(فري دمإن)ال يف ترض إن ك ل من ي رغب في الحص ول على عم ل ب أجر حقيقي أو متوق ع س وف يحص ل علي ه
بصورة فورية،وإ نما قد تحدث تغيرات من الصعوبة توقعها.
وبحسب نظرية التوقعات العقإلنية والتي تُعد إمتدادا إلى المدرسة النقدية،فإنه ال توجد عملية تبادل بين التضخم
أقرها فيلبس في عام (،)1958والتي تؤكد على القب ول بمعدل اك بر للبطالة مقابل معدل تضخم والبطالة والتي ّ
منخفض،ولكن نظري ة التوقع ات العقإلني ة رك زت على إن ه ذا األم ر يمكن حدوث ه في األم د القص ير ،إذا إن
السياسات النقدية التوسعية التي تتخذها السلطات النقدية سوف تؤكد للعمال بأن الزيادة في عرض النقد تؤدي إلى
إتجاهات تضخمية،وفي ظل مرونة األجور النقدية واألسعار فإنها سوف تتجه نحو اإلرتفاع ويبقى إالجر الحقيقي
والبد من اإلشارة إلى إن نظرية التوقعات العقإلنية قد واجهت مجموعة من اإلنتقادات على
َ والبطالة دون تغيير.
10
بعض افتراضاتها القائمة .
4.أسباب البطالة:
نج د على ال رغم من اختالف أس باب البطال ة في ال دول المتقدم ة عن ال دول النامي ة،إال إن هن اك أس باب
حد سواء وعلى النحو األتي:مشتركة لها في كالً من الدول المتقدمة والنامية على ٍ
أ.تُع د البطال ة في االقتص ادات المتقدم ة الرأس مالية ج زءاً من حرك ة ال دورة إالقتص ادية ،بمع نى إنه ا تظه ر م ع
ظهور مرحلة الركود وتختفي مع مرحلة اإلنتعاش.
ب.بص ورة عام ة ص ارت البطال ة في ال وقت الح الي مش كلة هيكلي ة والس يما في ال دول النامي ة ،على ال رغم من
تحقق اإلنتعاش والنمو االقتصادي إال إنها أخذت تتفاقم سنة بعد أخرى.
ت.البد من اإلشارة إلى أن اإلقتصاديات المتحولة نحو أقتصاد السوق الحر ،بدأت البطالة تتفاقم فيها السيما بعد
إن أخ ذت ه ذه ال دول إتب اع سياس ات اإلص الح االقتص ادي ،وال تي من ش أنها زي ادة مع دالت البطال ة في األم د
القصير.
ت.إخف اق خط ط التنمي ة إالقتص ادية فض ال عن تف اقم أزم ة المديوني ة الخارجي ة وإ رتف اع مع دالت التخل ف
اإلقتص اديُ ،يض اف إلى ذل ك االس تغالل الغ ير الس ليم اقتص ادياً للم وارد المالي ة ه ذا من ج انب،ومن ج انب أخ ر
5
زي ادة مع دالت الفس اد الم الي واإلداري والس يما في ال دول النامي ة ،جمي ع ه ذه األس باب س اهمت في تف اقم مش كلة
البطالة في الدول النامية.
ج.زيادة معدالت النمو السكاني بنسبه تفوق أحيان اً( )%3في الدول النامية،األمر الذي يقود إلى زيادة نمو قوة
العمل ،في المقابل فأن هذه الدول تعاني من عدم مرونة جهازها اإلنتاجي،فضال عن عدم قدرة اقتصاد هذه الدول
على خل ق ف رص عم ل إض افيه تس توعب اإلع داد المتزاي دة من ق وة العم ل ،مم ا يق ود في نهاي ة األم ر إلى تف اقم
مشكلة البطالة في الدول النامية.11
ح.زيادة الترابط والتشابك اإلقتصادي بين الدول المتقدمة والنامية في ظل العولمة ،األمر الذي يؤدي في حالة
تعرض الدول الرأسمالية إلى أزمة معينه،فإن هذا يقود إلى تراجع اإلنتاج العالمي ،وهذا األخير سوف يقود إلى
تراجع الطلب على كالً من األيدي العاملة والمواد األوليه ،مما يعني في نهاية األمر زيادة معدالت البطالة ،وقد
تجلى هذا بوضوح في أالزمه العالمية األخيرة التي حصلت في عام(.12)2008
6
أخر لقضايا الشباب هو البعد السياسي والذي يتمثل بمشاركة الشباب في العمل مع المؤسسات السياسية الرسمية
16
وغير الرسمية ،والثقة بالنظام السياسي والقيادة،والمشاركة وغيرها.
وفي الوقت الحالي تُعد بطالة الشباب من أخطر أنواع البطالة والسيما بطالة المتعلمين من الشباب ،ألنها تؤدي
إلى تق ويض الس لم إالجتم اعي و إالس تقرار إالقتص ادي،إذ تبل غ نس بة ه ذا الن وع من البطال ة ( )%50في ال دول
العربية من مجموع العاطلين عن العمل ،وفي الواقع فإن مشكلة بطالة الشباب في المنطقة العربية تُعد من أعقد
المش اكل على ال رغم من تف اوت نس بتها من دول ة إلى أخ ر،إذا تبل غ ( )%6.3في اإلم ارات و( )%45.6في
الجزائ ر وإ ن س بب البطال ة يع ود إلى إرتف اع ع دد الش باب المتعلمين ال ذين يرغب ون ال دخول إلى س وق العم ل في
الدول العربية ،مقابل ذلك نجد محدودية فرص العمل المتوفرة التي تتناسب ومؤهالتهم العلمية الستيعاب اإلعداد
17
المتزايدة من الشباب المتعلمين
وعليه فمن الضروري اإلشارة إلى إن هناك عالقة متقاطعة بين حجم السكان وحجم الموارد المتاحة ،إذ إن النمو
السريع للسكان يؤدي إلى عدم كفاية الموارد المتاحة ،ومن ثم عدم قدرة االقتصاد االوطني في تلبية إحتياجات
الش باب من ف رص العم ل ،مم ا ي دفعهم إلى إفتع ال المش اكل والعن ف للمطالب ة بحق وقهم ،ولغ رض إيج اد حل ول
لمشاكل الشباب فإن المجتمع الدولي سعى للحد منها ،وذلك عن طريق إعإلن األمم المتحدة لأللفية إذ إنعقد هذا
المؤتمر في أيلول من عام (،)2000وقد تضمن هذا المؤتمر مجموعة من الغايات واألهداف الواجب تحقيقها
بحلول عام (،)2015ولعل أهم االهداف التي ركزت على الشباب كانت على النحو األتي:18
.1اله@@دف الث@@اني وق@@د رك@@ز ه@@ذا اله@@دف على تعميم التعليم االبت@@دائي ،إذ ت أتي أهمي ة ه ذا اله دف لكون ه مؤش راً
يرصد التقدم الذي يحرز في معدل اإللمام بالقراءة والكتابة لدى الذكور واإلناث و الذين تتراوح أعمارهم بين (
15و)24سنة.
.2الهدف الثالث وقد ركز هذا الهدف على ضرورة تعزيز المساواة بين الجنسيين وتمكين المرأة،إذ ت أتي أهمي ة
ه ذا اله دف كون ه مؤش راً يرص د التق دم ال ذي يح رز في نس بة البن ات إلى الب نين ،في مراح ل التعليم االبت دائي
والثانوي والعالي.
.3اله @@دف الس @@ادس لق @@د رك @@ز ه @@ذا اله @@دف على مكافح @@ة ف @@ايروس نقص المناع @@ة البش @@رية (االي @@دز) والمالري @@ا
،ويعد هذا الهدف مؤشراً حول معدل إنتشار فايروس نقص المناعة البشرية (االيدز) في
وغيرهما من اإلمراض ُ
صفوف السكان.
والبد من اإلشارة إلى إنه على مستوى العالم إن الفجوة تزداد عمق اً بين بطالة اإلناث والذكور ،إذا ما تم األخذ
بنظ ر اإلعتب ار بطال ة الش باب ،إذ بلغت بطال ة اإلن اث ( )%30.9في دول ش مال إفريقي ا ،و( )%28.7في دول
الشرق األوسط مقارنة مع( )%20.1في دول شمال إفريقيا،و( )%17.1في دول الشرق األوسط للذكور في عام
(،)2010وعليه فإن بطالة الشباب تعد حالي اً من أعقد المشاكل التي يواجهها الع الم ،والتي تتطلب من المجتمع
19
الدولي السعي إليجاد الحلول المناسبة لها.
المبحث الثاني :بطالة الشباب في العراق
7
العراقيين المقبولين في الدراسات األولية ( )399091في كل من الجامعات الحكومية والخاصة إما هيئة التعليم
التقني فقد بلغ عدد طالبها( )77306للعام الدراسي( .)2010/2011والمالحظ إن هذا الرقم أصبح يزيد على
المائة ألف طالب منذ عام ( – )2003باستثناء عام
( )2006/2007الذي شهد تردياً في األوضاع األمنية وعزوف بعض الطلبة عن اإلنتظام أو االلتحاق بكلياتهم
ومعاهدهم ،وإ ن هذا العدد هو ست إضعاف العدد المسجل تقريباً في عام( )1992/1993والبالغ( )50000ولع ل
سبب إرتفاع إعداد ألطلبه الجامعين يع ود إلى ان التعليم العالي في العراق يشمل كل مخرجات التعليم الثانوي،
فض الً عن زيادة عدد الجامع ات الموجودة حاليا سواء كانت حكومية أو أهلية مقارنة بما كان متوفر سابقاً من
جامع ات في ع ام( ،)1992/1993أي إن ع دد الطلبة في الجامع ات والمعاه د العراقي ة الحكومي ة والخاص ة ق د
تضاعف بشكل كبير في أقل من عقدين عما كان عليه سابقاً،كما يظهر في شكل(.)1
اء كب يرة ج داً على الك وادر التدريس ية في الجامع ات العراقي ة ويتطلب مض اعفتها وتطويره ا
مم ا يلقي أعب ً
واإلهتمام كماً ونوعاً بهذه الكوادر،على الرغم من إن هناك توسعاً كبيراً في قبول التدريسيين نهاية عام ()2005
وع ام ( ،)2006لكن المالح ظ إن أك ثرهم ك ان من حمل ة الماجس تير ،ك ذلك ح دث التوس ع بغض النظ ر عن مدى
اإلحتياجات لكل اختصاص ،إذ نجد إن عدد أعضاء الهيئة التعليمية في الجامعات بلغ( )32078تدريسي،إما في
هيئة التعليم التقني فإن العدد بلغ( )3657تدريسي في عام (.20)2010/2011
كذلك نجد إن عدد الطلبة الخريجين من الجامعات والمعاهد العراقية الحكومية والخاصة قد أزداد بمقدار الضعف
في غض ون نفس الم دة ( )2010-1993أي في أق ل من عق دين،إذ بل غ في ع ام( )1993م ا ُيق ارب (
)40000خ ريج إم ا في ع ام ( )2010م ا يق ارب()80000خ ريج ،وعلي ه فإن ه في حال ة ع دم إيج اد ف رص عم ل
كافية لهؤالء الخريجين فإننا أمام ظاهرة خطيرة هي بطالة الخريجين الشباب ،كما يظهر من الشكل(.)2
أما بخصوص منظومة التعليم والتدريب المهني والتقني ،فإنها تعاني من صعوبة مواكبة التطورات التقنية
ألس باب ع دة ،من بينه ا ص عوبة تغي ير المن اهج التدريس ية وص عوبة تح ديث األجه زة التدريبي ة لش حت الم وارد
المالي ة الض رورية لتح ديث األجه زة التدريبي ة،وع دم الق درة على بن اء ق درات الجه از التعليمي Capacity
Buildingبأسلوب علمي حديث لمواكبة المستجدات التقنية الحديث ة في العالم ،مم ا ولد مشكلة تقادم البرامج
والمناهج وضعف إستجابتها للمتغيرات والتطورات التقنية في أسواق العمل ،ناهيك عن النظرة السلبية للمجتمع
للتعليم والتدريب المهني والتقني بعدها خيار من ألخيار له في التعليم الثانوي والتعليم الجامعي.21
وعلية فالبد من اإلشارة الى ان مقابل هذة الزيادة الحاصلة في عدد الشباب المتعلمين ،فأن االقتصادي العراقي
حالياً غير قادر على خلق فرص عمل لهم ،السيما ان معظم االنشطة االقتصادية شبة متوقفة حالياً بسبب الوضع
االمني غير المستقر في اغلب مناطق البالد ،وهذا يعني ان سوق العمل العراقي غير قادر حالي اً على استيعاب
الشباب المؤهل علمياً.
أما إذا أردنا إن نعلق على مؤشر تمكين الم رأة في التعليم ضمن فئة الشباب ،فنجد إن نسبة مشاركة المرأة قد
إزدادت بشكل مهم في قطاع التعليم سواء على مستوى التعليم الثانوي أو الجامعي أو التعليم العالي.
8
شكل( ) 1تطور عدد الطلبة العراقيين المقبولين في الجامعات والمعاهد العراقية(الحكومية والخاصة) لألعوام
2010/2011- 92/1993
والب د من اإلش ارة إلى إن مس حاً اقتص ادياً ق د ج رى في ع ام ( )2011أقامت ه وزارة التخطي ط والتع اون اإلنم ائي
كش ف،عن إن النس اء ُيش كلن ( )%16من إجم الي الق وى العامل ة العراقي ة والس يما النس اء الل واتي يحملن ش هادة
دبل وم ف أعلى ،إذ تبل غ ُمس اهمتهن ( )%68من إجم الي الق وى العامل ة النس ائية مقارن ة م ع( )%8من بين النس اء
22
اللواتي لم يحصلن على شهادة التعليم العالي.
وعلي ه ف إن تمكين الم رأة ُيفس ر بش كل مباش ر زي ادة مش اركتها في العم ل وه ذا يع ني زي ادة الض غط على الدول ة
حد سواء ،في المقابل نجد إن الدولة في ظل سياستها لغرض إيجاد فرص عمل أكثر إلى اإلناث و الذكور على ٍ
إالقتص ادية المتبع ة غ ير ق ادة في ال وقت الح الي على إس تيعاب اإلع داد المتزاي دة من الخ رجين الش باب ولكال
الجنس ين ،فض ال عن إن النظ ام التعليم المتب ع في أغلب الجامع ات والمعاه د ال ُيمكن الخ رجين الش باب ولكال
الجنسين من الحصول على المهارات المطلوبة التي يحتاجونها لعمل في القطاع الخاص مما يجعل من القطاع
9
العام مالذاً أمناً لعديد من الشباب لحصول على فرصة عمل فيه ،وهذا سوف يقود إلى ظهور البطالة المقنعة في
هذا القطاع،وفي المقابل نجد إنه على الرغم من طبيعة السياسة إالقتصادية المعتمدة من قبل الدولة والتي تهدف
إلى التح ول من اإلقتص اد المرك زي إلى إقتص اد الس وق الح ر والس يما السياس ات ال تي تتعل ق بتحري ر التج ارة
وسياسة استقرار سعر الصرف فض الً عن االنفتاح الحاصل تجاري اً على العالم الخارجي ،إال إن القطاع الخاص
يع اني من ن درة العدي د من أص حاب الكف اءات والمه ارات المالئم ة إلحتياجات ه بس بب اإلمتي ازات ال تي توفره ا
الوظائف الحكومية للشباب ،فضال عن عدم توافق مهارات الخرجين مع متطلبات القطاع الخاص .ولذلك فمن
زاء كب يراً من بطال ة الش باب يع ود إلى من اهج التعليم المتبع ة وال تي ال تتناس ب م ع متطلب ات
المكن الق ول ب أن ج ً
ُ
سوق العمل ،فضال عن العامل الديمغرافي المتمثل بزيادة حجم السكان وجاذبية الوظائف في القطاع العام.جميع
هذه األسباب تُساهم في تفاقم مشكلة بطالة الشباب في البلد.
.2العمل:
ُيع اني س وق العم ل في الع الم الع ربي والع راق ج زءاً من ه من مظ اهر اختالل ع دة ،أهمه ا ض عف األداء
اإلنت اجي ،وض عف الق درة على التش غيل ،واإلس تيعاب المتزاي د للعمال ة داخ ل القط اع الرس مي ،الن ابع من ال تزام
السياس ات الوطني ة على م دى عق و ٍد طويل ة بتوف ير ف رص العم ل ،م ع ض عف التوج ه أو غياب ه نح و تط وير الفن
التكنول وجي واإلنت اجي وإ هم ال تنمي ة المه ارات ،مم ا س اعد على ظهور البطال ة المقنع ة بين الع املين في القطاع
العام وتوقف حركة إستيعاب العمالة ،وبالتالي أصبح القطاع غير الرسمي هو المالذ األخير للباحثين عن العمل
وأغلبهم من الشباب.
والب د من اإلش ارة إلى إن هن اك ارتباط اً قوي اً بين العم ل والتنمي ة إالقتص ادية،إذ يتض ح ه ذا من خالل مفه وم
"التنمية المرتكزة على الحقوق" وهي عبارة عن عملية نمو إقتصادي ،يرافقها زيادة اإلنتاج والعمالة ،والتحول
المؤسسي ،والتقدم التكنول وجي في بلد ما ،وهي عملية ت ؤدي في نهاية األمر إلى تعزيز رفاه جمي ع الشعوب.
وتتضمن حقوق اإلنسان في التنمية العناصر اآلتية: 23
أ.الح ق في ممارس ة الس يادة الكامل ة على جمي ع الم وارد الطبيعي ة ،وتقري ر المص ير ،والمش اركة الش عبية في
التنمية.
ب .الحق في العمل وتكافؤ الفرص.
ج -الحق في تهيئة الظروف المواتية للتمتع بالحقوق المدنية والسياسية وإ القتصادية واإلجتماعية والثقافية
األخرى.
د -السلم واألمن كعنصريين أساسيين إلنجاز الحق في التنمية.
والب د من اإلش ارة إلى إن العم ل في الري ف يختل ف عن العم ل في الحض ر،إذ تبل غ نس بة س كان الحض ر من
الذكور()%69.2إما سكان الريف فتبلغ نسبتهم( )%30.8من إجمالي سكان العراق البالغ عددهم( )31664إلف
نسمة،كما إن الشباب من عمر(ُ )29_15يشكلون نسبة ()%28من سكان العراق إما فئة الشباب العاطلون عن
العمل من ( )24_15فتبلغ نسبتهم(ُ )%18يشكل الذكور نسبة()%17إما النساء فتبلغ نسبتهم ( )%27من إجمالي
النسبة البالغة ( )%18في عام (، 24)2011وعليه فإن األرقام تبين إن سكان الحضر ُيمثلون ضعف نسبة سكان
الريف،وهذا بسبب جذب المناطق الحضرية للشباب نظراً لتوافر فرص عمل أفضل وجامعات ومعاهد ومستوى
خدمات أحسن هذا من جهة ،ومن جهة أخرى فإن الشباب في هذا العمر أكثر استعداداً للهجرة الداخلية أو حتى
الخارجية عنهم في الفئات العمرية الكبيرة.
10
جدول()1
تقدير نسبة فئة الشباب من مجموع السكان في العراق للمدة()2050_2005
16.2 17.3 18.7 20.6 20.8 19.9 الفئ @@ة العمري @@ة(19.9 _15
)%()24
11
جدول()2
معدالت البطالة في العراق للمدة( )2011_2003
12
هناك العديد من المؤشرات ذات األبعاد العالمية التي تعنى بالشباب وفي إطار البحث سوف يتم التطرق الى
س بعة مؤش رات ،هي ( العم ل،الص حة واالي دز والص حة اإلنجابي ة لإلن اث وال ذكور)،اإلعاق ة ،تكنولوجي ا
المعلومات،الشباب واألمن،مشاركة الشباب ،الحقوق المدنية والمواطنة.
جدول ()3
أهم المؤشرات العامة عن الشباب
الفئة العمرية للشباب المؤشر
13
14
()25-30 ()15-24 تكنولوجيا المعلومات
40.0 40.0 نسبة من يعرفون كيفية استخدام الحاسوب
18.4 15.9 نسبة من يستخدمون اإلنترنت.
*36 *32 نسبة من يستخدمون اإلنترنت.
16 14 نسبة األسر التي تمتلك حاسوب شخصي.
*18 *15 نسبة األسر التي تمتلك حاسوب شخصي.
39.3 49.1 نسبة مستخدمي اإلنترنت لغرض الدراسة والبحث
77.2 61.2 نسبة من يمتلكون هاتف نقال.
*88.9 *71.7 نسبة من يمتلكون هاتف نقال.
()25-30 ()15-24 الشباب واألمن
73.8 68.2 نسبة من يرون إن الجماعات اإلرهابية سبب عدم االستقرار األمني
41.3 41.1 نسبة من يرون إن االحتالل سبب عدم االستقرار األمني
64.5 57.5 نسبة من يرون إن بدء األعمار والقضاء على البطالة سبب في تحقيق االستقرار
األمني
55.9 59.0 نسبة من يمارسون حياتهم اليومية بإطمئنإن
()25-30 ()15-24 مشاركة الشباب
30.7 28.2 نسبة من يرغبون بالمشاركة في األنشطة اإلجتماعية
49.7 45.3 نسبة من يرون إن الشباب ال يثق بالعمل السياسي
40.8 35.8 نسبة من يرون إن األحزاب مهمة في الحياة العامة
71.3 66.2 نسبة من يعتقـدون إن الشباب يجب إن يشارك في األنشطة السياسية
70.7 61.3 نسبة من لديهم دور في اتخاذ قرار زواجهم
()25-30 ()18-24 الحقوق المدنية والمواطنة
41.7 39.8 نسبة من يرون الحق األكثر أهمية هو تساوي العراقيين أمام القانون
82.7 62.8 نسبة من سبق إن شاركوا باإلنتخابات العامة الوطنية
88.0 86.2 نسبة من يعتزمون المشاركة في اإلنتخابات المقبلة
*67.7 *50.2 نسبة الترشيح إلنتخابات ذكور وإ ناث.
11.5 10.0 نسبة من يشعرون بالتمييز بسبب الدين أو الطائفة
15
9.3 10.1 نسبة من يشعرون بالتمييز بسبب الجنس
16.6 16.9 نسبة من يرغبون بالهجرة
*األرقام التي تتضمن هذه اإلشارة هي بيانات لعام (،)2011واألرقام التي ال تتضمن هذه اإلشارة فهي لعام (
.)2009
المصدر من عمل الباحث اعتماداً على:
وزارة الشباب والرياضة والجهاز المركزي لإلحصاء وجهات أخرى ،المسح الوطني للفتوة والشباب 2009
(التقرير الموجز) ،العراق ،ص . v-vii
وزارة التخطيط والتعاون اإلنمائي ،الجهاز المركزي لإلحصاء،العراق أرقام ومؤشرات،2012،ص.19
لعل أهم النتائج التي يمكن إن نستخرجها من الجدول كانت على النحو اآلتي:
يص ل مع دل نس بة اإللتح اق بس وق العم ل بين الش باب الع راقي( )24-15وقت إج راء المس ح في ع ام( أ.
)2009إلى ( ، )%23.6لكن نس بة االلتح اق في الفئ ة العمري ة الكب يرة ( 30-25س نة) تص ل إلى
ض عف نظيرته ا بين الفئ ة العمري ة الص غيرة ( 24-15س نة) ،أي إن مع دل البطال ة في الفئ ة العمري ة
الصغيرة هو ضعف نظيره عند الفئة العمرية الكبيرة.
إن نس بة من يع رف إس تخدام الحاس وب بين الش باب الع راقي يص ل إلى ()%40في ع ام( ،)2009بينم ا ب.
مؤشر نسبة المستخدمين لإلنترنت بين الشباب لفئة العمرية( )24-15بلغ(،)%15.9وفي المقابل بلغت
النس بة( )%18.4لفئ ة العمري ة الكب يرة( )30-25في ع ام(،)2009أم ا في ع ام ( )2011ف أن النس بة
تض اعفت إلى الض عف إذ بلغت()%32لفئ ة الشباب (،)24-15وكذلك ف إن الوضع لم يتغ ير لفئة( -25
)30إذ تض اعفت النس بة إلى الض عف أيض اً ،إذ بلغت النس بة ( )%36في ع ام ( ،)2011إن س بب
اإلرتفاع في هذه النسب يعود إلى عملية اإلنفتاح على العام الخارجي ،التي حصلت بعد عام ( )2003
مما أدى إلى سهولة الحصول على خدمات اإلنترنيت والحاسبات ،وهذا يظهر بوضح كبير عن طريق
زيادة إستخدام األسر إلى الحاسوب الشخصي من ( )%14بين الشباب لفئة العمرية ()24-15في عام
(،)2009ومن ثمة ()%16لفئة العمرية الكبيرة( )30-25لنفس العالم ،وفي المقابل نجد إن هذا المؤشر
ارتفع إرتفاعاً بسيطاً بين الشباب لفئة العمرية( )24-15إذ بلغ( )%15في عام(،)2011إما بخصوص
الفئة العمرية الكبيرة( )30-25فإن النسبة ارتفع إلى ( )%18في عام (.)2011
إن نس بة من يحم ل اله اتف النق ال بين الش باب الع راقي لفئ ة العمري ة()24-15بلغت()%61.1إم ا ت.
بخص وص الفئ ة العمري ة األك بر ف إن نس بة من يحم ل اله اتف النق ال بلغت( )%77.2في ع ام (
،)2009وفي المقاب ل ف أن النس بة بين الش باب لفئ ة العمري ة( )24-15ال تي تحم ل المباي ل ارتفعت إلى(
،)%71.7إم ا بخص وص الفئ ة العمري ة األك بر ف أن النس بة ارتفعت إذ بلغت( )%88.9في ع ام (
،)2011إن زيادة اإلقب ال على إستخدام الهاتف النقال يع ود لثالثة عوامل األول بس بب الوضع األمني
المت وتر مم ا يتطلب أس تخدام المباي ل لغ رض إطمئن إن اإلف راد على بعض هم البعض،والعام ل الث اني ه و
توق ف اغلب اتص االت اله اتف األرض ي بع د ت دمير الب دالت األرض ية بفع ل م ا تعرض ت ل ه من دم ار
شامل بفعل الحرب األخيرة في عام (،)2003والعامل األخير هو سهولة حمل واستخدام المبايل مما
أدى إلى زيادة إنتشاره بين الناس.
16
نس بة الش باب الع راقي ال ذين ي وعزون ع دم االس تقرار األم ني للجماع ات اإلرهابي ة بين الش باب لفئ ة ث.
العمري ة( )24-15يص ل إلى ( ،)%68.2بينم ا الفئ ة العمري ة الكب يرة()30-25فإنه ا تعتق د إن ع دم
االستقرار األمني بفعل الجماعات اإلرهابية يصل إلى (. )%73.8
نس بة الش باب الع راقي ال ذين يقبل ون مص ادقة أش خاص مع اقين لفئ ة العمري ة( )24-15يص ل إلى( ج.
،)83.1بينما الفئة العمرية الكبيرة فإن النسبة تصل إلى (.)ً%85.8
نس بة الش باب الع راقي ال ذين يعرف ون عن م رض اإلي دز لفئ ة العمري ة( )24-15يص ل إلى( ح.
،)%72.6بينم ا الفئ ة العمري ة الكب يرة ف إن النس بة إرتفعت إلى(،)%79.6وه ذا يع ني إن مؤش ر ال وعي
الصحي بين الشباب في حالة تحسن وإ رتفاع جيد مما يعني زيادة درجة الثقافة الصحية بخصوص هذا
المرض بين فئة الشباب.
إم ا مؤش ر وس ائل تنظيم األس رة ف إن نس بة اإلن اث من الش باب الع راقي لفئ ة العمري ة خ.
()15-24بلغت(،)%81.1إما الذكور فإن النسبة بلغت(،)%77.2بينما الفئة العمرية األكبر()30-25
فإن نسبة النساء تبلغ(،)%94.0إما الذكور فإن النسبة بلغت ( ،)%93.9وهذا يعني إن النسبة ارتفعت
ولكال الفئتين ولذكور واإلناث في نفس الوقت.
نس بة الش باب الع راقي لفئ ة العمري ة()24-15ال ذين يرغب ون بالمش اركة في اإلنش طة اإلجتماعي ة تبل غ( د.
،)%28.2إم ا الفئ ة العمري ة الكب يرة ()30-25ف إن النس بة تبل غ( ،)%30.7وفي الواق ع إن النس بة تع د
منخفض ة لفئ تين من الش باب ،وذل ك بفع ل العام ل االقتص ادي واألم ني والس يما ك ثرة إنقط اع الط رق
لدواعي أمنية األمر الذي يقود إلى إنخفاض مشاركة الشباب في أغلب األحيإن بهذا المجال.
نسبة الشباب العراقي لفئة العمرية ()24-15الذين يرغبون المشاركة في اإلنتخابات للذكور واإلناث( ذ.
،)%50.2إما الفئة العمرية الكبيرة فإن النسبة ارتفعت إذ بلغت()%67.7في عام(،)2011إن هذا يؤشر
على زيادة الوعي اإلنتخابي بين فئتي الشباب.
إن نسبة الراغبين بالهجرة بين الشباب العراقي ولفئتين تقريب اً متقاربة إذ تبلغ( )%16.9لفئة العمرية( ر.
،)24-15إما الفئة العمرية الكبيرة( )30-25فإن النسبة تبلغ(.)%16.6
17
محدودية فرص العمل بالنسبة لخرجي الجامعات من الشباب،وذلك بسبب ضعف اغلب المناهج التعليم ة ب.
وعدم موائمتها الحتياجات سوق العمل الحالي،األمر الذي يجعل من بطالة الخرجين الشباب إنعكاسات
سلبية على الواقع النفسي للشباب أوال وعلى الواقع االقتصادي للبلد ثانياً.
االقتص اد الع راقي اقتص اداً اح ادي الج انب ُيش كل القط اع النفطي حالي اً النس بة األعلى في تركيب ة الن اتج ت.
المحلي اإلجمالي،وفي المقابل فإن هذا القطاع الحيوي ال يستوعب سوى( )%2من قوة العمل الحالية.
حال ة اإلحب اط السياس ي واالجتم اعي ال تي يعيش ها ش باب ه ذا الجي ل ،إذ إن الظ روف السياس ية على ث.
المس تويين المحلي واإلقليمي ت دفع نح و المزي د من الحري ة والمش اركة والش فافية ،إال إن الش اب ي رى
نفس ه إم ام حال ة من الجم ود وعدم والق درة على الفاعلي ه وال ي رى إنه بمق دوره المش اركة والتعبير عن
راية وطموحاته حتى في ابسط األمور.26
على الرغم من كل السياسات التي اعتمدت لغرض تحويل االقتصاد العراقي من إقتصاداً مركزي اً إلى ج.
إقتصاداً ينتقل تدريجياً نحو إقتصاد السوق الحر السيما ما بتعلق بسياسات استقرار سعر الصرف ال تي
ادت الى اس تقرار ال دينار الع راقي وتقوي ة قيمت ه ام ام العمالت االجنبي ة والس يما ال دوالر في نهاي ة(
،)2006فضالً عن اصادر قانون االستثمار رقم ( )13في عام ( )2006ومن ثم تعديله عام(، )2010
في مقاب ل ذل ك نج د إن طبيع ة اإلنظم ة التعليمي ة الس ائدة تفتق ر إلى من اهج س ليمة تُمكن الش باب من
الحصول على المهارات المطلوبة التي يحتاجها القطاع الخاص ،مما يجعل هذا القطاع يعاني من ندرة
الكفاءات والمهارات المالئمة إلحتياجاته،األمر الذي يوضح إن الذي يجد فرصة عمل في هذا القطاع
من الشباب ،هم في األعم الغالب الشباب الذين يمتلكون المهارات التي يحتاجها القطاع الخاص .لذلك
نجد إن مدى إمكانية الش باب في الحصول على فرصة عم ل مرتبطا بم ا يمتلكونه من مه ارات فني ة
ومؤهالت علمية يحتاجها هذا القطاع.27
وعليه فإن الدراسات التاريخية عن البطالة توضح إن معدل البطالة بين الشباب (فئة ) 24-15عادةً ما يكون
ضعفين إلى ثالث أضعاف نسبتها بين الكبار ،غير إن معدل البطالة الكلي ليس هو مصدر القلق الوحيد ،بل إن
من دواعي القلق هو طول المدة التي تستمر فيها البطالة بين العمالة الشابة ،وهو ما يحدث غالباً أثناء البحث عن
فرصة العمل األولى ،إذ يستغرق البحث عن فرصة عمل في اإلقتصاديات المتقدمة مدة ٍ
عام أو أكثر بالنسبة لكل
أث نين من أص ل عش رة من الع اطلين الش باب.وفض الً عن المش كالت قص يرة األج ل ال تي تجره ا البطال ة على
معوق ة طويل ة األج ل ،ويطل ق الخ براء على الت داعيات الس لبية طويل ة األج ل ال تي
الش باب ،فهي تتس بب في آث ار ِّ
تسببها البطالة المبكرة أسم " آثار الندوب ،" scarring effectsوكلما طالت مدة التعطل عن العمل ،زادت
احتم االت اس تمرار الن دوب طويل ة األج ل ،إذ ق د تص ل نس بة الفاق د من دخ ولهم الممكن ة إلى ( ) %20مقارن ة
بنظرائهم الذين يلتحقون بوظائف في وقت أبكر ،ويمكن إن يستمر هذا النقص في الدخل لمدة تصل إلى عشرين
عاماً.
وتظهر اآلث ار السلبية التي تضر بمستوى الدخل مدى الحياة في أوضح صورها عندما تكون البطالة في سن
الشباب ،ال سيما وقت التخرج من المرحلة الجامعية .ومثالها الواضح هو ما حدث للجيل الذي دخل سوق العمل
في الياب ان في عق د التس عينات من الق رن الماض ي ال ذي يس مى " العقد الضائع " ،إذ إن أص حاب العم ل الياب انيين
كانوا يفضلون تعيين حديثي التخرج بدالً ممن وقعوا في أسر البطالة طويلة األجل.28
وبذات العقد حصل في العراق نتيجة الحصار الخانق الذي تعرض له بعد فرض العقوبات نتيجة دخول الكويت،
حصلت إنتكاسة في نوعية عمل خريجي الجامعات والمعاهد العراقية إذ عزف معظم الخريجين عن الدخول إلى
18
س وق العم ل النظامي ة نتيج ة ض عف ال دخول ،وق اموا بممارس ة أنش طة ته دف إلى تحقي ق ال ربح الس ريع ،إذ قام ة
الكثير منهم وخاصة ذوي االختصاصات الطبية والهندسية وحملة الشهادات العليا إلى مغادرة الع راق ،والبحث
ٌ
عن أوطان بديلة لتبدأ أول ظاهرة هجرة واسعة بين الشباب العراقي في تاريخ العراق الحديث.
19
االقتصاد العراقي والسيما القطاعات السلعية والخدمية،وذلك الن نشاط هذه القطاعات تراجعت بفعل الظروف
غير المستقرة امنياً في البلد والتي ادت الى هروب بعض رؤوس االموال الى الخارج.
20
االستنتاجات:
لقد توصل البحث إلى مجموعة استنتاجات كانت على النحو اآلتي:
تُعد بطالة الشباب من اخطر أنواع البطالة والسيما بطالة المتعلمين منهم ،ألنها تؤدي إلى تقويض الس لم .1
االجتم اعي و إالس تقرار إالقتص ادي في البل د ،فمن الض روري اإلش ارة إلى إن هن اك ارتباط اً قوي اً بين
حجم السكان وحجم الموارد المتاحة ،إذ إن النمو السريع للسكان يؤدي إلى عدم كفاية الموارد المتاحة،
ومن ثم ع دم ق درة الحكوم ة على تلبي ة احتياج ات الش باب ،مم ا ي دفعهم إلى إفتع ال المش اكل والعن ف
للمطالبة بحقوقهم ولعل سلسلة الثورات األخيرة الحاصلة في الدول العربية ما هي إال تعبيراً واضحاً
عن سعي الشباب للمطالبة بحقوقهم المسلوبة.
والبد من اإلشارة إلى إنه على مستوى العالم فأن الفجوة بين بطالة اإلناث والذكور تزداد عمق اً ،إذا ما .2
تم اخ ذ بنظ ر االعتب ار بطال ة الش باب ،إذ بلغت بطال ة اإلن اث ( )%30.9في دول ش مال إفريقي ا ،و(
)%28.7في دول الش رق األوس ط مقارن ة م ع( )%20.1في دول ش مال إفريقي ا،و( )%17.1في دول
الش رق األوس ط لل ذكور في ع ام (،)2010وعلي ه ف إن بطال ة الش باب تُع د حالي اً من أعق د المش اكل ال تي
يواجهها العالم ،والتي تتطلب من المجتمع الدولي السعي إليجاد الحلول المناسبة لها.
إن االقتصاد العراقي في الوقت الحالي يعاني من مشكلة بطالة ذات بنيه معقدة التركيب ،فكلما ازدادت .3
معدالت البطالة فسوف ترتفع بطالة الشباب ،لكون إن بطالة الشباب هي في الواقع جزءاً من البطالة
الحاصلة بصورة عامة في البلد.
حص ول تحس ن في س وق العم ل الع راقي الس يما م ا يتعل ق بأس تخدام االن ترنيت في العم ل ،فض الً عن .4
الطلب على العمالة ذوي اللغة االجنبية يضاف الى ذلك فتح مصارف اجنبية في البلد ،كل هذة العوامل
ساهمت في ايجاد تطوراً نوعي اً للعمالة المحلية الداخلة لسوق العمل العراقي نتيجة إنفتاحه على العالم
بع د ع ام ( ،)2003إال إن ه ذا الس وق م ازال يع اني نتيج ة عق ود من اإلنع زال عن الع الم الخ ارجي
وإ هم ال الت دريب والتأهي ل لل داخلين إلي ه ،وغي اب قواع د وتش ريعات العم ل على أرض الواق ع وبقاؤه ا
ضمن النصوص الورقي ة ،و ب الرغم من ك ل هذه العوائ ق ،إال إن سوق العم ل العراقي عاجالً أم آجالً
س يلتحق ب ركب أس واق العم ل العالمي ة ،وعن د ذاك س تتغير هيكلي ه بش كل واض ح من خالل تغ ير نوعي ة
الداخلين إليه،مما يتطلب جودة عالية في التعليم والتدريب والتأهيل على مستوى ٍ
عال للعاملين ،والسيما
الشباب الداخلين في هذا السوق .وبحسب اعتقادنا فإن الوظائف التي سوف يكون الطلب عليها أكثر من
غيره ا الس يما لخ رجين الج دد في المس تقبل ،هي تل ك الوظ ائف ال تي ترتب ط باختصاص ات هندس ة
االتصاالت والحاسبات وأمنية الشبكات،وإ ذا ما شهد قطاع المصارف العراقية إنفتاح اً فسيزداد الطلب
على اختصاص ات المحاس بة و إدارة األعم ال والس يما ذوي المه ارات عالي ة في ه ذا االختص اص،
فضالً عن الفنيين في قطاع النفط ،والتقنيين والكوادر الوسيطة في قطاعي الصناعة والصحة.
إن أغلب أسباب بطالة الشباب هو عدم الموأمه بين إحتياجات سوق العمل ومخرجات التعليم ،فضال .5
عن العوام ل الديموغرافي ة والت أثر بمظ اهر العولم ة من قب ل الش باب،والس يما التط ور الحاص ل بوس ائل
االتص االت الحديث ة،إض افة إلى هيمن ة القط اع الع ام على التوظ ف ،وع دم التش جيع على إس تحداث
المش اريع الجديدة ،وتوجيه ه اإلس تثمارات نح و قطاعات كثيفة راسمال وعالي ة التقنية ،فضال عن عدم
تق ديم التس هيالت المالي ة والمص رفية ألص حاب القط اع الخ اص لغ رض توس يع مش اريعهم ،األم ر ال ذي
ُيساهم في إستيعاب إعداد من الشباب العاطلين والحد تدرجياً من التوجه نحو التوظف في القطاع العام.
21
إن بطال ة الش باب ت ترك إنعكاس ٍ
ات س لبيةً على المجتم ع بص ورة عام ة،أهمه ا زي ادة هج رة أص حاب .6
االختصاص العلمية والفنية من الشباب ،وسعيهم للبحث عن وطن بديل نظراً لعدم توافر فرص العمل
المناس بة لهم في أوط انهم ،كم ا حص ل في الع راق بع د إح داث الث اني من آب في ع ام ( ،)1990ك ذلك
فإنه كلما أزادت مدة البطالة التي يتعرض لها الشاب والسيما الخريج فإنها سوف تترك اثأر سلبية على
الشاب العاطل ،قد تصل إلى حد اإلنتحار كما فعل الشاب التونسي محمد بوعزيزي بحرق نفسه نتيجة
لطول مدة البطالة التي تعرض لها،فضال عن إنه في حالة استمرار تعرض الشباب للبطالة فإن روح
المواطن ة اتج اه بلدهم س وف تنعدم ويكون ون عرض ة لإلنج راف نح وه اإلرهاب وبذلك قد يكون ون أداةً
لتدمير بلدهم وخلق المشاكل فيها.
إن أغلب المؤش رات ظه رت بص ورة ايجابي ة فيم ا يخص الش باب الع راقي م ا بين فئ ة ( )29-15س نة، .7
مثل معرفتهم بشؤون الصحة العامة واإليدز والصحة اإلنجابية وموقفهم من ذوي اإلعاقة وإ ستخدامهم
للنق ال ومش اركتهم في اإلنتخاب ات وغيره ا ،ك ذلك ف إن مؤش ر مس تخدمي اإلن ترنيت تحس ن إلى ح د
الضعف في عام ( )2011إذ بلغ()%32لفئة الشباب (،)24-15وكذلك فإن الوضع لم يتغير لفئة(-25
)30إذ تض اعفت النس بة إلى الض عف أيض اً ،إذ بلغت النس بة( )%36في ع ام (،)2011بينم ا في ع ام(
)2009فإن فئة الشباب( )24-15لم تتجاوز( )%15.9إما فئة الشباب األكبر( )30-25فإن نسبتهم لم
تتجاوز( )%14.8في عام (.)2009
22
التوصيات:
لقد توصل البحث إلى مجموعة توصيات كانت على النحو اآلتي:
ض رورة وج ود سياس ات تش غيل مناس بة بإمكانه ا خل ق ف رص عم ل للش باب الع اطلين عن العم ل ،م ع .1
إعطاء دوراً كبيراً للقطاع الخاص في مجال االستثمار عن طريق منحه التسهيالت المالية والمصرفية،
مما يمكنه من إستيعاب إعداداً من الشباب العاطلين ،األمر الذي يؤدي إلى التقليل توجه الشباب نحو
التوظف في القطاع العام في المستقبل.
زيادة حجم التخصيصات المالية للبرامج المخصصة للشباب في إطار الموازنة العامة،فضال عن إيجاد .2
تسهيالت تعليمية وثقافية للشباب لمن ال تتوافر لهم فرص التعليم النظامي.
االس تمرار في تعزي ز دور األس رة والمدرس ة ومنظم ات المجتم ع الم دني ،لغ رض تنش ئة الش باب على .3
نحو سليم ،األمر الذي ُيساهم في الحد من إنحراف الشباب عن قيم المجتمع ومعاييره.
االهتمام بالتنمية الريفية ،وإ يجاد بيئة مناسبة وصالحة للعيش أوال وللعمل ثاني اً من خالل زيادة اإلهتمام .4
بتوفير الخدمات وتحسينها ،وإ يجاد فرص العمل الالئقه بين شباب األرياف ،وذلك عن طريق دعمهم
ودعم مش اريع القط اع ال زراعي في من اطقهم ،وإ يج اد بن وك متخصص ة لمنح الق روض الص غيرة ب ل
والمتناهي ة الص غر( ) Micro-Creditللش باب في المن اطق الريفي ة ،األم ر ال ذي ُيس اهم في الح ّد من
بطالة شباب األرياف.
مش اركة الجمي ع على مس توى الحكوم ة والبرلم إن والمواط نين في الس عي نح و تحقي ق إس تقرار في .5
األوض اع األمني ة والسياس ية للبل د،األم ر ال ذي يق ود إلى زي ادة ت دفق االس تثمارات مم ا ي ترك إنعكس ات
إيجابية على واقع الشباب،تتمثل بزيادة فرص العمل لهم،فضال عن ذلك تنامي وزيادة شعورهم الوطني
إتجاه تطوير البلد وعلى كافة المستويات إالقتصادية واإلجتماعية والثقافية،وذلك عن طريق اإلستفادة
من ما يمتلكونه الشباب من خبرات ومؤهالت علمية.
23
الهوامش
24
1
ج .دورسك :البطالة ،مشكلة سياسية اقتصادية ،ترجمة :محمد عزيز ،د .محمد سالم ،منشورات جامع قاريونس ،بنغازي ،ط ،1
،1997ص . 40
th
2
Griffiths and S. wall, Applied Economics 7 Ed, Longman, England, 1997, P.494.
3
.Richard Layard,Stephan Nickell and Richard Jackman,The Unemployment Crisis,Oxford
University P ress Inc. 3
اللجن ة إالقتص ادية واإلجتماعي ة لغ ربي آس يا ،البطال ة في منطق ة االس كوا دراس ات ح االت مخت ارة ،ج ،2مس ح للتط ورات 4
،2000ص. 129
صندوق النقد العربي وآخرون ،التقرير االقتصادي العربي الموحد ،أيلول ،2003 ،ص.171 6
برنامج األمم المتحدة اإلنمائي والصندوق العربي لإلنماء االقتصادي واالجتماعي ،تقرير التنمية اإلنسإنية العربية ،2002 ،ص 7
89
8مصطفى سلمان وآخرون،مبادئ االقتصاد الكلي،االردن ،دار الميسرة للطباعة ،ط ،1مصدر سابق ،ص. 255
9مايكل ادجمإن ،االقتصاد الكلي -النظرية والسياسة،ترجمة:محمد ابراهيم منصور،دار المريخ للنشر ،الرياض،1988،ص.90
10علي عبد الوهاب نجا،مشكلة البطالة واثر برنامج االصالح االقتصادي عليها دراسة تحليلية-تطبيقية،الدار الجامعية،االسكندرية،
،2005ص.50
11رمزي زكي،االقتصاد السياسي للبطالة ،سلسJJلة كتب عJالم المعرفJJة،المجلس الوطJJني للثقافJJة والفنJJون واآلداب،العJJدد،226JالكJJويت،
،1997ص.488
12جJJون كاسJJيدي،ترجمJJة:سJJمير كJJريم،كيJJف تفشJJل األسJJواق منطJJق المصJJائب إالقتصJJادية،المركJJز القJJومي للترجمJJة،القJJاهرة،العJJدد
،2060الطبعة االولى.2013ص.212
13
Cincotta,R.Pengelman and Anastasion ]vhsm _(2003),The Security Demographic-Population and
CiviL Conflict after the Cold War.Population Action international.
14وزارة العمJJل والشJJؤون اإلجتماعيJJة،ورقJJة عن واقJJع الشJJباب في العJJراق إلغJJراض ألخطJJه الخمسJJية للسJJنوات( )2014-2010
www.molsa.gov p1