‫مشمر؟‬

‫هل من ّ‬
‫‪.‬نتحدث بأصوات مرتفعة يف جمالس كثرية‪ ..‬أوقاتنا ضائعة وأيامنا مهدرة‪ &..‬فال نستفيد منها‬
‫‪..‬متر علينا الشهور والسنون دون فائدة‬
‫‪..‬ويتحول ذلك احلديث حنو مصب& واحد يتفق عليه اجلميع‪ ..‬إهنا مشاغل احلياة وزمحة األعمال‬
‫!!وتتواىل األعذار الواهية‪ ..‬فـتنفرج األسارير وكل جيد بغيته‪ ..‬ويلقي باللوم& على غريه‬
‫ولكن عندما رأيته كاجلبل ثابتاً قوة ورسوخاً‪ .‬أعمال ينجزها يف أيام ومشاريع يفكر فيها يف ساعات‪ ..‬هو الذي خيطط ويكتب‬
‫‪.‬وينفذ‪ ..‬مث يتابع بدقة مجيع األعمال‬
‫!هل عرفته؟‬
‫‪..‬إنه شاب يف مقتبل العمر‪ ..‬مثل كثري من الشباب له وظيفة ولديه زوجة وأطفال ووالدة وأهل‬
‫‪..‬له مشاغل يف احلياة ومهوم يف النفس‬
‫!!!له تالميذ يف اجلامعة‪ ..‬وله ابن ميرض وزوجة هلا مطالب‪ ..‬وسيارة حتتاج إىل إصالح‪ ..‬إهنا متطلبات الزمن‬
‫ولكنه خيتلف عنا حبياة يف قلبه‪ ،‬وحرقة يف كبده‪ ..‬لقد نذر نفسه خلدمة هذا الدين‪ ..‬فاجته إىل خدمته عرب إحدى اهليئات‬
‫‪..‬واملؤسسات اخلريية‬
‫شعلة من نشاط‪ ،‬وقبس من نور‪ ..‬إجازته تكون متابعة أعمال املؤسسة يف اخلارج ‪ ..‬أعمال ال هناية هلا‪ ..‬حدثين مرة أنه يستعد‬
‫!!للبدء يف رسالة دكتوراه‬
‫ومل يكن يدور يف خلدي أنه رغم هذه املشاغل واألعباء يالزم دروس العلماء بعد الفجر‪ ..‬وأحياناً أخرى بعد صالة املغرب إال‬
‫!!عندما أقنعين باحلضور& وتعللت بضيق الوقت‪ ..‬وفاجأين بأنه حيضر درس الشيخ العالمة بعد الفجر‬
‫‪.‬قلت يف نفسي‪ ..‬وعيين تتابع جسمه النحيل وبنيته الضعيفة‪ ..‬يكفي منك عشرة‪ ..‬يكفى أن تنجب أمهات املسلمني عشرة مثلك‬
‫مل يكن تعجيب يطال علماء األمة ومشاخيها فقد علمنا حرصهم على الوقت وحمافظتهم على دقائقه وثوانيه‪ ..‬ولكن تعجيب أن هذا‬
‫!!الشاب يف مثل سين وسنك‪ ..‬ورغم ذلك ركب املركب الصعب‪ ..‬وبذل نفسه واستطاع أن جيمع بني الدين والدنيا‬
‫‪.‬وحنن‪ -‬أخي احلبيب‪ -‬فرطنا يف الكثري‪ ..‬وما عملنا إال القليل‬
‫بقي أن نشمر سويّا ً‪ ،‬فاألبواب مفتوحة‪ ،‬وطرق الدعوة متعددة‪ ..‬وجماالت العمل فيها تتناسب مع قدرات كل فرد قل تعليمه أو‬
‫‪.‬ارتفع‬
‫‪..‬فكل يف طريق‪ ..‬وكل على ثغرة‬
‫والقطرات تصب يف هنر لتجتمع وتروي ظمأ املسلمني يف مشارق األرض ومغارهبا‪ ..‬دعوة وإغاثة وإصالحاً‬
‫!!تتأمل وأنت ترى شباب األمة تضيع أيامه وهتدر أوقاته‪ ..‬وهي أوقات غالية نفيسة تشرتى باملال‬
‫مشمر ؟‬
‫!أخي احلبيب‪ ..‬هل من ِّ‬

‫أعلى الصفحة‬