You are on page 1of 24

‫‪1‬‬

‫اصنع شخصيتك‬

‫مهدي األعرجي‬
‫اصنع شخصيتك‬

‫‪1‬‬
2
‫اصنع شخصيتك‬

‫مهدي األعرجي‬

‫‪3‬‬
4
‫المقدمة‬
‫ٌحتاج شبابنا المسلم فً هذه الفترة بالذات أن ٌتعلم كٌف ٌصنع‬
‫شخصٌته بسبب ما انتشر فً المجتمع من العوامل التً تؤثر‬
‫سلبا فً شخصٌة االنسان وهذا الكراس ٌقدم ما ٌحتاجه الشباب‬
‫فً تطوٌر شخصٌاتهم وبنائها‪.‬‬

‫اللجنة الثقافٌة فً مسجد أهل البٌت‬

‫‪5‬‬
6
‫( ‪)1‬‬

‫(مراحل شخصية اإلنسان)‬

‫هناك ثالث مراحل فً شخصٌة االنسان‪:‬‬


‫)‬ ‫والتربٌة والبٌئة‬ ‫(‬

‫‪7‬‬
‫هناك بعض الناس ٌولدون وفٌهم ما ٌؤهلهم فً‬
‫قوة الشخصٌة وفٌهم من شجاعة وعفة وسخاء‬
‫ولباقة وكذلك هناك بعض االشخاص ٌولدون‬
‫وٌحملون معهم بعض الطبائع والعُقد مما ٌجعلهم‬
‫ضعاف الشخصٌة‪.‬‬
‫كما قال علماء الطب والوراثة" ان لون العٌن‬
‫تكون موافقة لعٌن االبوٌن اذا كانت سوداء‬
‫‪1‬‬
‫او بنٌة" فكما ان جسم االنسان ٌورث شكل‬
‫وقد ثبت فً‬ ‫االبوٌن كذلك الطبائع النفسٌة‬
‫علم النفس االسالمً‪ 2‬ان االنسان بإمكانه تغٌٌر‬
‫هذه الطبائع الموروثة‬

‫‪8‬‬
‫( التربٌة )‬
‫اكثر االباء ومع االسف ٌنظرون الى ابنائهم صغاراً‬
‫ال ٌنظرون الٌهم كباراً وان كبروا‪ .‬واذا نظروا الٌهم فً‬
‫احسن األحوال (ٌراه مثله ) او أقل منه ‪.‬‬
‫وسٌأتً عالج ذلك فً (مراحل العبور)‬

‫( البٌئة )‬
‫حٌنما ٌفتح الشاب المسلم عٌناه لٌرى الحٌاة تتكالب علٌه‬
‫الوسائل المختلفة لتصغٌره وتضعٌف شخصٌته‪ ,‬وهذه‬
‫وسائل االعالم الحدٌثة ترٌد وبشتى الطرق من تضعٌف‬
‫طاقة االنسان وجعله فً بٌئة فاسدة وكذلك االصدقاء الذٌن‬
‫ٌكونون فً بٌئة فاسدة ؛‬
‫اما البٌئة الدٌنٌة ال ٌخرج منها اال الموهوب ألنها بٌئة‬
‫طٌبة وكما ٌقول الباري (عز وجل)‪َ (( :‬وا ْل َبلَ ُد ال َّط ٌِّ ُ‬
‫ب‬
‫(‪)1‬‬
‫ج إِ ََّل َن ِكدًا ))‬ ‫ج َن َبا ُت ُه ِبإِ ْذ ِن َر ِّب ِه َوالَّذِي َخ ُب َ‬
‫ث ََل ٌَ ْخ ُر ُ‬ ‫ٌَ ْخ ُر ُ‬

‫(‪ )1‬األعراف‪55 :‬‬

‫‪9‬‬
‫(‪)2‬‬

‫( مراحل العبور اىل قوة الشخصية )‬

‫اوَلً‪ :‬الشعور بأنك تستطٌع ان تكون كبٌراً‪.‬‬


‫وعلٌك االستفادة من المحٌط ومن الطبٌعة لبناء شخصٌتك‪,‬‬
‫‪ (:‬ولقد كرمنا بين ادم و محلناه يف الرب و البحر )‪.‬‬ ‫الباري(عزوجل)‬ ‫ٌقول‬
‫لو تدبرنا فً هذه اآلٌة المباركة لوجدنا ان كل ما خلقه هللا تعالى‬
‫هو فً خدمة االنسان ‪ ,‬لذا على االنسان ان ٌشعر بالكرامة ‪.‬‬

‫وٌنسب ألمٌر المؤمنٌن (عليه السالم) انه قال ‪:‬‬

‫و فٌك انطوى العالم اَلكبر)‬ ‫( اتزعم انك جرم صغٌر‬

‫ثانٌا ً‪ :‬القدرة على التعامل مع اآلباء ‪.‬‬


‫ثالثا ُ‪ :‬اَلختٌار‪...‬‬
‫على االنسان الذي ٌبحث عن قوة الشخصٌة ان ٌختار الطرٌق الذي‬
‫ٌؤهله ألن ٌكون انسان قوي الشخصٌة و ال ٌكون متقلبا ً ألن التقلب‬
‫وعدم استقرار القرار ٌضعف شخصٌة االنسان ‪.‬‬

‫رابعا ً‪ :‬البناء الصحٌح ‪...‬‬


‫من اٌن نبدأ ؟‬

‫‪10‬‬
‫ٌحتاج االنسان فً اطار كسب قوة الشخصٌة الى بناء ‪ ,‬و البناء‬
‫ٌتوقف على معرفة الذات ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫(‪)3‬‬

‫مراحل العني على الذات( اكتشاف الذات )‬

‫السؤال هو‪ :‬كٌف ٌمكن لإلنسان ان ٌكتشف ذاته؟‪.‬‬


‫اوَلً‪ :‬اكتشاف اَلخطاء ‪...‬‬
‫فكر بما لدٌك من سلبٌات او معوقات للوصول الى اهدافك‬
‫او الى النجاح او الى السعادة ‪ ,‬و حاول ان تكتشف ما ٌضعف‬
‫شخصٌتك من خجل او كسل او جبن او خوف ‪.......‬اخ ‪.‬‬
‫ثانٌا ُ‪ :‬اكتشاف اَلٌجابٌات ‪...‬‬
‫اودع هللا تعالى فً كل انسان مهاره و صفة تمٌزه عن غٌره ‪,‬‬
‫) الناس معادن كمعادن‬ ‫(صلى اهلل عليه و اله وسلن)‬ ‫وكما قال الرسول‬
‫الذهب و الفضة ) ‪.‬‬
‫فال ٌمكن اكتشاف (مهارات االنسان) التً توصله الى النجاح اال‬
‫من خالل كتابة مجموعة من االٌجابٌات التً ٌكتشفها االنسان‬
‫نفسه من خالل اختالطه مع الناس ‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬اكتب ما ٌمكنك ان تكون‪( ،‬اي فكر باألهداف) و ال تفكر‬
‫باألمانً ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬حاول ان تجد لنفسك قناعات صحٌحة ( سٌأتً بالتفصٌل) ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫تمرٌن عملً‪ :‬لو اتٌت بكأس فٌه ماء عكر‪ ,‬كٌف تجعل ذلك‬
‫الماء العكر ٌذهب‪................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪..................................................................‬‬

‫ٌحتاج الماء العكر الى ماء نقً اكثر منه و اال سٌبقى الماء العكر‬
‫ٌتغلب على الماء النظٌف ‪ ,‬كذلك النفس االنسانٌة فإذا كانت فٌها‬
‫حالة من الضعف او اي رذٌلة تحتاج الى كم هائل من الفضائل‬
‫وعوامل القوة للوصول الى تقوٌة الشخصٌة ‪ ,‬فاألنسان ٌحتاج‬
‫و لكً ٌجعلها ال تأبه‬ ‫الى ان ٌتعب على نفسه لكً ٌطهرها‬
‫سانُ إِ َّن َك َكا ِد ٌح إِلَى َر ِّب َك َكدْ ًحا‬ ‫الصعاب‪ ,‬قال تعالى (( ٌَا أَ ٌُّ َها ْ ِ‬
‫اْل ْن َ‬
‫(‪)2‬‬
‫َف ُم ََلقٌِ ِه )) ‪.‬‬

‫(‪ )2‬اإلنشقاق‪6:‬‬

‫‪13‬‬
‫(‪)4‬‬

‫دور القناعات يف حتديد شخصية االنسان‬

‫قال امٌر المؤمنٌن(عليه السالم)‪ (:‬القناعة مال َل ٌنفد ) ‪ .‬اذا كان‬


‫ألنسان رغم صغر سنه قناعات ال تهتز سٌكون ذاك االنسان‬
‫قوي الشخصٌة فً كبره‪ ,‬ال اقصد عناداً حالة نفسٌة سلبٌة‬
‫تهدف الضعف فً شخصٌته نابعة من الشعور بالنقص حٌث‬
‫ٌرى بعد ذلك نفسه على خطأ فٌكون فً حالة الضعف‪ ,‬لما قوي‬
‫الشخصٌة هو الذي جاء بقناعات ال تقبل الشك او الخطأ و كل‬
‫حٌاته اصبحت مبنٌة على قناعات مثل اصل قناعة االنسان‬
‫بوجود الباري تعالى نابع من فكرته ‪.‬‬
‫قصة‪ :‬قٌل ان معلم كان وجودي (شٌوعً) ٌعلم االطفال فً احدا‬
‫المدارس‪ ,‬و فً ٌوم ما قال لتالمٌذه ال تصدقوا و ال تؤمنوا بأي‬
‫بشً ال ترونه‪ ,‬بعد ذلك سأل التالمٌذ ‪ :‬هل ترون هللا عز وجل ؟‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬ال‪.‬‬
‫فقال لهم‪ :‬اذاً ال تصدقوا بوجوده‪.‬‬
‫فقام الٌه احد الصبٌان االذكٌاء(من اصحاب القناعات) و سأل‬
‫الطالب‪ :‬هل ترون عقل االستاذ؟‪.‬‬
‫فقالوا ال‪.‬‬
‫قال الصبً ‪ :‬اذاً هو مجنون ألنه بدون عقل‪.‬‬
‫وهكذا ٌنتصر اصحاب القـناعـات ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫(‪)5‬‬

‫مصادر القناعات يف شخصية االنسان‬

‫ولعل سائل ٌسأل هنا‪ :‬من اٌن نأتً بالقناعات؟‪.‬‬


‫بعض الناس ٌأخذون قناعاتهم من آبائهم و افكارهم من التلفاز‬
‫مثالً‪ ,‬او من الشارع فٌكونون مهزوزي الشخصٌة ‪.‬‬
‫اما االنسان المؤمن الذي عنده عمق فً الرؤٌة فٌأخذ افكاره من‬
‫مصادرها الحقٌقٌة ‪ ,‬و قد ثبت ان االفكار لها تأثٌر على شخصٌة‬
‫االنسان ‪ ,‬وكما ٌقول امٌر المؤمنٌن (عليه السالم)‪( :‬التفكر بالخٌر‬
‫ٌدعو الى العمل به) ‪.‬‬
‫تنقسم مصادر القناعة الى قسمٌن ‪:‬‬
‫أ ) مصادر قناعات قوي الشخصٌة ‪...‬‬
‫‪ ) 1‬القرآن الكرٌم‪ :‬فهو الناصح الذي ال ٌغش كما وصفه امٌر‬
‫المؤمنٌن (عليه السالم) ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ )2‬نهج البَلغة‪ :‬فقد ثبت انه الوحٌد بعد القرآن ٌعطً اللباقة ‪.‬‬
‫‪ )3‬القٌادة (المرجعٌة)‪ :‬حٌث امرنا بأتباعها ألنها تزرع فٌنا‬
‫األمل وخصوصا ً التً تستوحً افكارها من القرآن الكرٌم‪.‬‬

‫(‪ )3‬ذكر سماحة المرجع الدٌنً اٌة هللا العظمى السٌد محمد تقً المدرسً‬
‫(دام ظله) فً جلسة مع شباب مشروع الرحمة الخٌري‪ ( :‬التفكٌر فً فً‬
‫احادٌث اهل البٌت علٌهم السَلم ٌؤثر فً شخصٌة اَلنسان ) ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ب) مصادر افكار ضعٌف الشخصٌة ‪...‬‬
‫تكون افكار ضعٌف الشخصٌة افكار مزاجٌة مهزوزة بأي هزة‬
‫تنتهً ألنها غٌر عمٌقة ‪.‬‬
‫هناك قصة ال بأس بذكرها ‪:‬‬
‫فً احد المدارس كان هناك معلم ٌزعج التالمٌذذ بأفكذاره و آرائذه‬
‫و كالمه‪ ,‬وفً ٌوم ما اتفق التالمٌذ على ان ٌدبروا له المكٌدة !‬
‫فقرروا انه كلما ٌدخل علٌه احداً منهم ٌسأله السؤال التالً ‪:‬‬
‫ما بك ٌا استاذ ؟ نرى وجهك قد اصفر؟‪ .‬رغم انه لم ٌكن ٌعانً‬
‫من شًء‪ ,‬فً البدء كان ٌصرخ بوجه كل من ٌسأله هذا السؤال‬
‫و ٌقول له ما شأنك انت ؟‬
‫وحٌنما ازداد عدد التالمٌذ الذٌن ٌكثرون من سؤاله ‪ :‬ما بك؟‪.‬‬
‫توقع انه قد تمرض فعالً !‬
‫فترك الدرس و قال ( فعالً انً مرٌض) ‪.‬‬
‫نتٌجة‪ :‬عدم وجود ثابت فً شخصٌة االنسان ٌهز القناعة‪ ,‬وكما‬
‫قالوا ‪ (( :‬الكثرة تغلب القناعات المهزوزة )) ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫(‪)6‬‬

‫ترك التوافه يقوي شخصية االنسان‬

‫ما أجمل الحدٌث القائل‪ ( :‬ان هللا ٌحب معالً اَلمور وٌكره‬
‫سفاسفها )‪ ,‬حاول ان تتدبر فً هذا الحدٌث‪.....................:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪..................................................................‬‬
‫االنسان الذي ٌرٌد ان ٌقوي شخصٌته علٌه ان ال ٌنشغل بالتوافه‬
‫فأن بٌن االرتقاء و االنحدار و بٌن المعالً و التوافه صراع فً‬
‫شخصٌة االنسان‪ ,‬فالشخصٌة الضعٌفة ال ترٌد ان تكبر‬
‫وترتقً‪ ,‬اما الشخصٌة القوٌة ترٌد ان تكون كبٌرة ‪.‬‬
‫مثالً لو خٌرت بٌن اللعب و بٌن المطالعة او قراءة قصة فٌها‬
‫عبرة‪ ,‬هنا ٌتبٌن قوي الشخصٌة من ضعٌف الشخصٌة ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫(‪)7‬‬

‫دور التعلم يف شخصية االنسان‬

‫قال تعالى‪ْ ٌَ ( :‬ر َفع َّ‬


‫هللاُ الَّذٌِنَ آَ َم ُنوا ِم ْن ُك ْم َوالَّذٌِنَ أُو ُتوا ا ْل ِع ْل َم‬ ‫ِ‬
‫ت) ٌقول موالنا امٌر المؤمنٌن (عليه السالم ) فً كتاب نهج‬ ‫دَر َجا ٍ‬
‫َ‬
‫البالغة‪ ( :‬اوضع العلم ما وقف على اللسان‪ ،‬و ارفعه ما ظهر‬
‫فً الجوارح و اَلركان ) ‪.‬‬
‫العلم ٌغٌر فً شخصٌة االنسان و ٌجعله مهابا ً بٌن الناس ‪.‬‬
‫ولكن اي علم ؟‬
‫ٌجٌب بقوله ( و ارفعه ما ظهر‬ ‫االمام(عليهن السالم)‬ ‫نحن نسأل و‬
‫فً الجوارح و االركان ) ‪ ,‬فالعلم الذي ٌدعو الى التفكر و التأمل‬
‫هو الذي ٌعطً مهابة لإلنسان‪ ,‬و لذا ورد الحث على طلب العلم‬

‫‪18‬‬
‫احلث على طلب العلم‬

‫‪ -1‬قال رسول هللا (صلى هللا علٌه و اله وسلم)‪( :‬من ٌرد هللا به‬
‫خٌراً ٌفقهه فً الدٌن)‪.‬‬
‫‪ -2‬وقال(صلى هللا علٌه و اله و سلم)‪( :‬العالم امٌن هللا سبحانه فً‬
‫اَلرض)‪.‬‬
‫‪ -3‬وقال‪( :‬موت قبٌلة اٌسر من موت عالم)‪.‬‬
‫‪ -4‬وقال‪ ( :‬فضل العالم على العابد كفضلً على ادنى رجل من‬
‫اصحابً )‪.‬‬
‫‪ -5‬وقال‪( :‬من طلب العلم فهو كالصائم نهاره قائم لٌله)‪.‬‬
‫‪ -6‬وقال‪( :‬ان بابا ً من العلم ٌتعلمه الرجل خٌر له من ان ٌكون ابو‬
‫قبٌس ذهبا ً فأنفقه فً سبٌل هللا تعالى)‪.‬‬
‫‪ -7‬وقال‪( :‬من جائه الموت وهو ٌطلب العلم لٌحًٌ به اَلسَلم كان‬
‫بٌنه وبٌن اَلنبٌاء درجة واحدة فً الجنة )‪.‬‬
‫‪ -5‬وقال‪( :‬من طلب علما ً فأدركه كتب هللا له كفتٌن من اَلجر‪،‬ومن‬
‫طلب علما ً و لم ٌدركه كتب هللا له كفَلً من اَلجر)‪.‬‬
‫‪ -9‬وقال‪( :‬من احب ان ٌنظر الى عتقاء هللا من النار فلٌنظر الى‬
‫المتعلمٌن‪ ،‬فو الذي نفسً بٌده ما من متعلم ٌختلف الى باب‬
‫العلم اَل كتب هللا تعالى له بكل قدم عبادة سنة و بنى هللا له بكل‬

‫‪19‬‬
‫قدم مدٌنة فً الجنة و ٌمشً على اَلرض وهً تستغفر له‬
‫و ٌمسً و ٌصبح مغفوراً له و شهدت المَلئكة انهم عتقاء هللا‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫من النار)‬

‫قصة‪ٌ :‬ذكر ان شخصا ً كان ابوه عالما ً و كان قرٌبا ً من الخلٌفة‪,‬‬


‫و بعد ان توفً هذا العالم دخل ابنه على الخلٌفة وكان ٌظن ان‬
‫محله من الخلٌفة كمحل والده (العالم) لذلك اراد الجلوس قرب‬
‫الخلٌفة فً مكان والده‪ ,‬فسأله الخلٌفة عن بعض المسائل فلم ٌجبه‬
‫ألنه لم ٌكن متعلما ً و إذا بالخلٌفة ٌرجعه الى الخلف ‪ ,‬فقام الرجل‬
‫و قال‪ :‬كان‪...‬‬

‫و قبل إكماله قال الخلٌفة‪ :‬خلً كان ‪.‬‬

‫فأنتبه ذلك الرجل الى كلمة الخلٌفة (خلً كان) واسمى نفسه بهذه‬
‫الكلمة‪.‬‬

‫بعض الناس ٌجعلون آبائهم مٌزة ألنفسهم وٌكثرون من قول‬


‫(كان ابً) ‪.‬‬

‫فالشاب المؤمن ال ٌتفاخر بأبٌه ‪ ,‬المهم ان ٌكون هو عالما ً ال ان‬


‫ٌكون ابٌه وال ان ٌكون جده ‪.‬‬

‫(‪ )4‬وغٌرها من االحادٌث المذكورة فً كتب المحجة البٌضاء او التشرٌع االسالمــــً‬


‫او منٌة المرٌد ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫(‪)8‬‬

‫االرتباط باهلل تعاىل‬

‫من اهم االمور التً تجعل الشخصٌة مستقرة و قوٌة و ممٌزة‬


‫هو االرتباط باهلل تعالى ‪,‬و هو ان نتصالح مع هللا تعالى ‪.‬‬
‫ٌقول موالنا امٌر المؤمنٌن (علٌه السالم)‪ ( :‬من اصلح ما بٌنه‬
‫و بٌن هللا اصلح هللا ما بٌنه و بٌن الناس ‪ ،‬ومن اصلح امر اخرته‬
‫اصلح هللا اه امر دنٌاه ‪ ،‬ومن كان له من نفسه واعظ كان علٌه من‬
‫هللا حافظ ) ‪.‬‬

‫فاالنسان كلما تقرب الى هللا ازداد حبا ً بٌن الناس ‪ ,‬وان االنسان اذا‬
‫اراد ان ٌطلب الهٌبة‪.‬‬
‫فهذا موالنا امٌر المؤمنٌن (علٌه السالم) ٌقول فً دعاء السٌفً‬
‫الصغٌر الذي هو مجرب لجعل االنسان مهابا ً‪ ( :‬و قونً بقوة سطوة‬
‫سلطان فردانٌتك حتى اخرج الى فضاء سعة رحمتك و فً وجهً‬
‫لمعات برق القرب من آثار حماٌتك مهٌبا ً بهٌبتك)‪.‬‬
‫فلو تأملنا فً هذا الدعاء وجدنا الكثٌر من البصائر التً تجعل‬
‫االنسان قوي الشخصٌة‪ ,‬اذكر منها بإٌجاز ‪:‬‬
‫‪ ) 1‬اننا البد ان نطلب المهابة من هللا تعالى ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬ان هللا تعالى ٌرزق االنسان العزة اي عدم االحتٌاج الى اآلخرٌن‪,‬‬
‫حٌث ٌقول فً الدعاء ( عزٌزاً بعناٌتك ) ‪.‬‬

‫‪21‬‬
22
‫الفهرس‬
‫المقدمة‪7.............................................................‬‬
‫مراحل شخصٌة اْلنسان‪9..........................................‬‬
‫مراحل العبور إلى قوة الشخصٌة‪12..............................‬‬
‫مراحل العٌن على الذات(اكتشاف الذات)‪14......................‬‬
‫درور القناعات فً تحدٌد شخصٌة اْلنسان‪16...................‬‬
‫مصادر القناعات فً شخصٌة األنسان‪17.........................‬‬
‫ترك التوافه ٌقوي شخصٌة اْلنسان‪19...........................‬‬
‫دور التعلم فً شخصٌة اْلنسان‪20...............................‬‬
‫الحث على التعلم‪21...............................................‬‬
‫اَلرتباط باهلل تعالى‪28..............................................‬‬
‫الفهرس‪25..........................................................‬‬

‫‪23‬‬

You might also like