Professional Documents
Culture Documents
3 PDF
3 PDF
المجلّد الثالث
الفساد املالي
واالعتداء على املال العام
ديسمبر2018
1 اجلزء الثالث :تفكيك منظومة الفساد
الفهرس_____________________________________________________________
الخالصة 30........................................................................................................................................................................
الفساد في املجال العقاري31.................................................................................................................................. ......
.Iآليات الفساد في املجال العقاري 32..........................................................................................................................
.1ملف مشروع مارينا قمرت 32...............................................................................................................................
.2ملف أراض ي خليج املالئكة 34...............................................................................................................................
.IIاالنتزاع من أجل املصلحة العامة36....................................................................................................................... ..
.1الوكالة العقارية تنتزع بدعوى املصلحة العامة وتفوت باملحاباة 36...................................................................
.2الوكالة العقارية للسكنى ووزارة أمالك الدولة تفوتان باملليم الرمزي في قطع أرض للمدرسة الدولية
بقرطاج37............................ ......................................................................... ............................................................
.3ملف أراض ي قمرت وشركة العريش العقارية 40..................................................................................................
الـق ـطــاع الـبـن ـكـي وال ـم ــالــي42.................................................................................................................................. ........
الـق ـطــاع الـبـن ـكـي 43..........................................................................................................................................................
.Iإحالة االنتهاكات املتعلقة باملجال البنكي على القضاء 43.........................................................................................
.1تقديم قروض دون ضمانات أو بضمانات وهمية وعدم استرجاعها 47...........................................................
.2توظيف آلية اإلنقاذ الواردة بالقانون املتعلق باملؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية 48........................
.3توظيف الجهاز البنكي للتضييق على رجال األعمال 48......................................................................................
.4البنك الفرنس ي التونس ي كنموذج يحوصل الفساد البنكي51...........................................................................
.4.1فساد نموذجي 51...........................................................................................................................................
.4.2الخوصصة واالعتداء على الحقوق املدنية للمستثمرين 52.....................................................................
.4.3توزيع القروض دون ضمانات53.................................................................................................................
.4.4سوء متابعة نزاع البنك التونس ي الفرنس ي 54...........................................................................................
.4.5استعمال القضاء للضغط على الخصم 55...............................................................................................
.4.6اإلنتهاكات 56..................................................................................................................................................
.4.7عواقب النزاع املمتد طيلة 35عام 57........................................................................................................
.IIالقروض املتعثرة58.....................................................................................................................................................
1ش ـط ــب ال ـقـ ــروض ال ـبـن ـك ـيـ ــة58............................................................................................................. ..................
.1.1الـحـط ب ـدون مـوج ـب لـلـقــروض وإسناد إمـتـيــازات ّ
بنكية 59....................................................................
ّ
.1.2حـط ديـون الـمـؤس ـســات الـتي تـمر بـصعـوبـات إقـتـصـاديـة وتـمـتـيـعـها بـإمـتـيـازات بـنـكـيـة 62.....................
مقدمة___________________________________________
عهد القانون األساس ي املتعلق بالعدالة االنتقالية لهيئة الحقيقة والكرامة النظر في ملفات
ّ الفساد املالي واالعتداء على املال العام ،وقد ّ
تم إيداع 17292شكاية تتعلق بالفساد املالي واالعتداء على
املال العام لدى الهيئة و 685ملفا أودعها املكلف العام بنزاعات الدولة .وقامت الهيئة بعقد جلسات
متضررين وشهود ومنسوب إليهم اإلنتهاك .كماّ استماع سرية لـ 11331حالة .وتنقسم هذه الطلبات إلى
تلقت الهيئة 1486ملفا من الهيئة الوطنية ملكافحة الفساد التي ورثت أغلبها بدورها عن الهيئة الوطنيةّ
للتقص ي في ملفات الفساد والرشوة.
خصصت الهيئة جلسة استماع علنية حول الفساد املالي بتاريخ 19ماي 2017قدم فيها أحد اصهار بن
علي شهادة على املباشر حول طرق استغالل النفوذ والفساد في النظام السابق ،بثت على القناة الوطنية
وعدة قنوات خاصة.
والجدير بالذكر أن خالل هذه الجلسة العلنية أحضرت الهيئة شاهد على الفساد في الديوانة إال أ ّنه ّ
تم
الضغط عليه قبل الجلسة وعند إعطائه الكلمة أنكر كل التصريحات التي أدلى بها امام وحدة التحقيق
قويا مما دفع الحكومة إلى القيامبالهيئة وزعم العكس أمام املأل .وكان أثر هذه الجلسة على الراي العام ّ
بعد ثالثة أيام بحملة إيقافات انطلقت في 23ماي في صفوف بارونات الفساد ( 55موقوف).
وبمناسبة املؤتمر الختامي الذي قدمت الهيئة خالله مخرجات اعمالها أيام 14و 15ديسمبر 2018
عرضت ملف البنك الفرنس ي التونس ي الذي يعتبر حالة نموذجية في الفساد وتعبيرا مركزا يلخص جميع
اشكال الفساد وسيعرض هذا امللف بالتفصيل الحقا.
ّ ّ
االطاري ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدد 120لسنة 2011املتعلق بمكافحة الفساد ،على أنه "
املشرع الفساد في املرسوم ِ عرف
ّ
شخصية" .ومن جهتها تعتبر سوء ِاستخدام السلطة أو النفوذ أو الوظيفة للحصول على منفعة
العاملية الفساد "التعسف في ِاستعمال السلطة املوكلة لشخص لتحقيق مكاسب ّ ّ
الشفافية منظمة
ّ
عمومية منصبه ملصلحته الخاصة". خاصة " ،ويعرفه البنك الدولي ب ـ ـ" ِاستخدام مسؤول عن وظيفة
تهدف هيئة الحقيقة والكرامة من خالل أعمال البحث والتقص ى في ملفات التجاوزات املالية إلى كشف
حقيقتها وتفكيك املنظومة التي ساهمت في حصولها وتحديد قائمة في املسؤولين عنها وتقييم أثارها املادية
وتقديم مقترحات كفيلة بالحد منها ومن آثارها.
نخرت هذه اآلفة املجتمع التونس ي منذ عقود حيث انتشر الفساد في أعلى هرم السلطة خالل فترة حكم
الصادق باي ومصطفى خزندار وكان سببا رئيسيا لفقدان السيادة الوطنية وانتصاب املحتل الفرنس ي
أواخر القرن التاسع عشر فقد كانت الدولة تلتجئ إلى زيادة الضغط الجبائي وانتهاك حقوق اإلنسان
مقابل عجزها على االستجابة الستحقاقات املجتمع كما كان الحال خالل ثورة علي بن غذاهم.
ّ
قيم البنك الدولي الثروة التي راكمها الرئيس السابق وعائلته بأكثر من 50مليار دوالر في شكل عقارات
وشركات وحصص وأسهم وحسابات بنكية ممسوكة في دول سويسرا وفرنسا وكندا وقطر واإلمارات
العربية املتحدة ولبنان ودول أمريكا الالتينية وبعض املالذات الضريبية .ويجدر الذكر ان هذا املبلغ
يتجاوز أربعة أضعاف ميزانية الدولة التونسية ،التي حددت ب 14.5مليار دوالر لسنة .2018
ورغم تتالي الهيئات واللجان املكلفة بإسترجاع األموال املنهوبة ،فإن النتائج كانت أضعف من املأمول.
ورغم محاوالت الهيئة التدخل في إطار صالحياتها املمنوحة قانونا لتقييم التجاوزات وتحديد املسؤوليات
ومتابعة جبر ضرر الدولة ،فإنها قوبلت بغياب تعاون باقي مؤسسات الدولة املتداخلة في املوضوع وعاينت
في بعض الحاالت عراقيل إلنجاز أعمالها.
نظرا ملا يمثله الفساد من تحويل ملداخيل امليزانية العمومية أو التقليص فيها ،ولتحقيق التوازنات املالية
العمومية تلتجئ الحكومات إلى االقتراض .وعليه تتجاوز آثار الفساد لتصل إلى األجيال القادمة التي تجد
نفسها مرتهنة لخالص قروض ضخمة أبرمت للتغطية عن إنتهاكات وتجاوزات مالية .إضافة ملا يمثله
الفساد املالي من أثر على موارد املالية وارتهانا لألجيال القادمة فإنه يتسبب في إفالس الدولة وعدم قدرتها
على اإليفاء بإلتزاماتها ومصادرة سلطتها االقتصادية.
قامت الهيئة في إطار أعمالها بقبول ملفات إنتهاكات وفساد مالي أودعها أصحابها مباشرة .كما توصلت
الهيئة من خالل دراسة أرشيف رئاسة الجمهورية أو امللفات التي أحالتها الهيئة الوطنية ملكافحة الفساد
أو األرشيف الدبلوماس ي الفرنس ي أو التي إكتشفتها الهيئة بمختلف الوسائل املتاحة إلى مجموعة ملفات
ّ
تمثل تجاوزات ذات طابع مالي وإقتصادي.
سجلت الهيئة باإلعتماد على نتائج مختلف أعمالها ارتباطا متينا بين انتهاكات حقوق اإلنسان والتجاوزات
املالية من خالل سعي أذرع األنظمة االستبدادية الحصول على امتيازات ومنافع مادية أو تعود أسبابها
إلى انتشار الفساد املالي من خالل التوزيع غير العادل للثروة وزيادة الضغط الجبائي ومحاولة اسكات
األصوات التي تعارضها .وبذلك تعتبر االنتهاكات املالية مركز ثقل االنتهاكات املشمولة بالعدالة االنتقالية
أهم أسبابها ووسيلة ملكافأة مرتكبيها .وعلى هذا األساسّ ، ّ
وتمثل ّ
تم دراسة ظاهرة الفساد املالي وتحديد
أسبابها وطرق إنتاجها وتعقيداتها القانونية واملالية وتقديم توصيات تشريعية واجرائية ملقاومتها يكون
لها انعكاس مباشر على إقامة العدل وفرض سيادة القانون.
االكراهات اعتمدت الهيئة على معايير علمية كمية وكيفية لتحديد املجاالت األكثر عرضة النتشار الفساد ِ
وأهمية آثاره االقتصادية واملالية على الفرد واملجموعة.
كما تمت اإلشارة سابقا ،يهدف الفساد املالي لتحقيق منافع ،دون وجه حق ،مادية مباشرة أو غير مباشرة.
يستوجب الحصول على هذه املنافع توفر شرطين:
-قابلية التحويل السريع لسيولة،
-وجود سوق نشيط لهذه العمليات.
ولهذه األسباب مثلت األنشطة ذات السيولة املرتفعة مع وجود سوق نشيط مرتعا للفساد وأرضية
خصبة لنمو منظومة متشابكة من املنتفعين واملتداخلين .وبناء على هذه الخاصيات وعلى الخيارات
االقتصادية لتونس خالل فترة عهدة الهيئة ومن خالل امللفات الواردة اختارت الهيئة دراسة امللفات من
خالل 6مجاالت اقتصادية:
-املجال العقاري
-املجال البنكي واملالي
-مجال استغالل الثروات الباطنية
-مجال الحوكمة الرشيدة
-مجال خوصصة املؤسسات العمومية ،منظومة انقاذ املؤسسات واالمتيازات الجبائية واملالية.
-مجال التهريب عبر التجاوزات الجمركية
.2أسباب االختيار
قامت هيئة الحقيقة والكرامة ،باالعتماد على املعايير الكمية والكيفية التي سبق شرحها ،بإعداد
مصفوفة للفساد ورسمت خارطة للمخاطر حسب الرسم التالي:
إحتمال الحدوث (درجة السيولة ونشاط السوق)
أسلحة النظام الفاسد في االقتصاد حيث استعملت البنوك ملعاقبة من رفض االنصياع للمنظومة
ّ
والضغط عليهم للتنازل عن حقوقهم ،كما شكلت في ِ
االتجاه اآلخر آلة ملكافأة أعوان النظام املخلصين.
املنظومة البنكية التي ساهمت في استشراء الفساد في هذا الباب تشمل البنك املركزي والبنوك العمومية
والتي كانت تمثل أغلبية والبنوك الخاصة بدرجات متفاوتة .االنتهاكات في هذا املجال كلفت املجموعة
الوطنية أمواال طائلة إلعادة رأسملة هذه املؤسسات (سنة 2015تكفلت الدولة بإعادة رأسملة الشركة
التونسية للبنك وبنك اإلسكان بمبلغ 867مليون دينار).
ويجب اإلشارة في هذا الخصوص أن محصلة البنوك العمومية من الديون املشكوك في استخالصها تمثل
47%من جملة الديون املصنفة للمنظومة البنكية ،بقيمة 5,9مليار دينار.
لم تبق أسواق األوراق املالية في منأى عن استغالل الفاسدين حيث:
-قاموا بإدراج شركات ال تستجيب للشروط املنظمة للسوق املالية وبقيمة أكبر من قيمتها
الحقيقية ،محققين بذلك مرابيح هائلة
-استغالل معطيات ومعلومات سرية لتحقيق منافع خاصة
وحيث بلغت رأسملة سوق األواراق املالية سنة 2010ما قدره 15,282مليار دينار ،مقابل حجم معامالت
سنوي 3,837مليار دينار .باعتبار أهمية األموال املتداولة في سوق البورصة والسيولة التي تمثلها ،وجدت
الهيئة فائدة في دراسة هذا الفرع خاصة وأن صغار املستثمرين هم األكثر عرضة لخسارة مدخراتهم
وبالتالي عزوفهم عن االستثمار وفقدان االقتصاد لرافد مهم للتمويل.
.3مجال استغالل الثروات الباطنية
بالرجوع إلى األرقام املصرح بها من قبل فرنسا خالل فترة إحتالل البالد التونسية ،تبين لنا أن االقتصاد
التونس ي يعتمد في جزء هام منه على الثروات الطبيعة املتنوعة التي تزخر بها البالد.
قبل اإلستقالل حاولت فرنسا أن تعطي النصيب األكبر من لزمات إستغالل الثروات لشركات مواطنيها،
ّ
وقع عليها املقيم العام و ّ
تمتعت بواسطتها وذلك من خالل إصدار مجموعة من املراسيم العليا التي
ّ
الفرنسية بأفضل اإلمتيازات واللزمات وبشروط تفاضلية. الشركات
بعد اإلستقالل ،لم تكتف الحكومات املتعاقبة بعدم مراجعة تلك العقود واللزمات السترجاع حقوق
الشعب التونس ي ،بل سلكت نفس املنهج من خالل تدخلها لفائدة مقربين من السلطة للحصول على
حقوق استغالل هذه الثروات.
تعتبر الثروات الطبيعية وخاصة النفط ذات سيولة مرتفعة وسوق نشيطة ،خاصة أن البيوعات تتم
دون ّ
أي حدود ،بالعملة الصعبة ،وفي اغلب الحاالت دون اثباتات إدارية.
وفي هذا الصدد تم التوصل إلى ارتفاع مخاطر الفساد في هذا القطاع كما وكيفا ،حيث تسمح املنظومة
الحالية بـ ـ ـ:
ّ
املصرح بها بين الكميات الحقيقية لإلنتاج من قبل الشركة األجنبية مع تضارب الكميات ّ إخفاء -
مما يؤدي إلى عدم القدرة على املراقبة الجديةاملؤسسة التونسية لألنشطة البترولية ووزارة الطاقةّ ،
ملداخيل القطاع.
تضخيم املصاريف خالل فترة االستكشاف والبحث ،مما ينجر عنه نقص في نصيب الدولة عند تأكيد -
االكتشاف ،أو عزوف الدولة عن املشاركة بسبب عدم املردودية.
ّ
البترولية عن حقوقها في الحقول املكتشفة ،وذلك ّإما لصالح ّ
التونسية لألنشطة تنازل املؤسسة -
أشخاص نافذين أو لصالح أحد مسؤوليها بدعوى عدم املردودية.
التمطيط في فترة البحث ،مما ينجر عنه استنزاف الحقل دون استفادة الدولة منه, -
ّ
العمومية ّ
املؤسسات ّ
التصرف في .4مجال الحوكمة العمومية وحسن
تتمثل الحوكمة في النظام الذي يتم من خالله إدارة املؤسسات واملنشآت واإلدارات والتحكم في أعمالها.
يمكن من خالل هذا التعريف اعتبار الحوكمة مجموعة من األنظمة والترابطات الكفيلة ب:
-الحفاظ على املوارد وحسن التصرف فيها
-حسن استغالل املداخيل املتاحة
تعاني اإلدارة التونسية واملؤسسات العمومية من سوء حوكمة ويشمل ذلك الوزارات ،الصناديق
االجتماعية ،املؤسسات اإلستشفائية واملنشآت األقتصادية دون استثناء املخزون العقاري.
املحاسبة النقدية أثبتت عجزها مقارنة باملحاسبة املتعلقة بالتعهدات املالية ،فمن خالل مسك حسابات
املالية العمومية بإعتماد قواعد محاسبة مبنية على غياب املعلومة املوثوقة والناجعة ،تبقى قرارات
التصرف ارتجالية وغير علمية.
نتيجة لذلك ،تعاني اإلدارات العمومية من ضعف فادح في منظومتها املعلوماتية ،من حيث تأخر املعلومة
وعدم مالءمتها.
ركزت الدولة أنظمة رقابية غير فعالة وغير رشيدة حيث التستند إلى منظومة رقابية ذاتية وال تغطي
بصفة شاملة كامل أعمال التصرف.
نالحظ أهمية:
-تكلفة اإلدارة العمومية
-حجم املخاطر املعرضة لها والتي لم تتم إزالتها
وجاء في نفس التقرير أن ثلث الشركات التي تملكها عائلة بن علي والتي يبلغ عددها 662شركة تعمل في
التصدير واالستيراد .وباإلضافة إلى الخسائر التي تتكبدها املالية العمومية ،فإن ّ
التهرب من الرسوم
الجمركية على الواردات أدى أيضا إلى ضرب املنافسة وغياب تكافؤ الفرص وتشجيع االقتصاد املوازي.
ّ ّ
وفي نطاق ما أسند لها من صالحيات بمقتض ى القانون بادرت بجمع األدلة املتمثلة في تسجيالت ومحاضر
وشهادات وشكايات واألرشيف الرئاس ي وثبت لديها اقتراف االنتهاكات املتمثلة في الفساد املالي واالستيالء
على املال العام وتبييض األموال واملشاركة في ذلك من طرف املنسوب إليهم االنتهاك اآلتي ذكرهم.
• االنتهاكات
كيفت الهيئة االنتهاكات املتعلقة باملنسوب اليهم االنتهاك من قبيل الفساد املالي واالستيالء على املال
العام وتبييض األموال واملشاركة في ذلك وفق ما تستوجبه املواثيق واملعاهدات الدولية املصادق عليها
من طرف الجمهورية التونسية وبالخصوص اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد املعتمدة من قبل
العامة في 2003/10/31واملوافق عليها بمقتض ى القانون عدد 16لسنة 2008املؤرخ في ّ الجمعية
2008/02/25واملجلة الجزائية في الفصول 82و 96 95و 97و 98و 99و 100والقانون عدد 75لسنة
2003املؤرخ في 2003/12/10املتعلق بدعم املجهود الدولي ملكافحة اإلرهاب ومنع غسيل األموال
واملشاركة في ذلك طبق الفصل 32من املجلة الجزائية.
وحيث أن االنتهاكات املرتكبة تنحصر في املجاالت التالية:
الفساد املالي واالستيالء على املال العام في املجال العقاري -
إستغالل الوكالة العقارية للسكنى للمصلحة الخاصة -
إستغالل شركة البحيرة للتطهير واالستصالح واالستثمار -
التفويت في أراض ي دولية -
إنشاء شركات عقارية مختصة في شراء عقارات لفائدة اقارب الرئيس السابق وأصهاره -
وضع وزارة أمالك الدولة والشؤون العقارية في خدمة بن علي واملقربين منه -
الفساد املالي واالستيالء على املال العام في مجال خوصصة املؤسسات العمومية -
الفساد املالي واالستيالء على املال العام في مجال الديوانة -
الفساد املالي واالستيالء على املال العام في مجال التهرب الضريبي -
الفساد املالي واالستيالء على املال العام في مجال االمتياز الجبائي -
الفساد املالي واالستيالء على املال العام في مجال الصفقات العمومية -
• املنسوب إليهم االنتهاك
-زين العابدين بن علي
-محمد الغنوش ي
-صالح الدين الشريف،
التتبعات القضائية:
املتخصصة إل ّتهام املنسوب إليهم االنتهاكات
ّ وعلى إثر ذلك ،قامت الهيئة بإصدار الئحة اتهام إلى الدوائر
بجرائم الفساد املالي واالعتداء على املال العام بتاريخ 30ديسمبر .2018
.IIمساهمة الفساد في توسيع الفوارق الجهوية
ّ ّ ّ
يمثل الفساد أهم سبب للتخلف االقتصادي في املجتمعات ألنه يقف عقبة في سبيل التطور السليم
والصحيح لها .وبصرف النظر عن السياسة االقتصادية ومنوال التنمية للدولةّ ،
فإن الفوارق الجهوية
املدن الساحلية الثالث هي مركز النشاط االقتصادي الذي يمثل ٪ 85من الناتج الخام
للبالد ".
مؤسسات صغرى ( ٪94من الشركات املؤسسات الخاصة في املناطق الداخلية هي ّ
-أغلب ّ
في الوسط الغربي هي من شكل الشخص الواحد) ،تعتبر محدودة من حيث توفير الوظائف.
وتعتبر هذه العوامل من األسباب األساسية الندالع الثورة ومن األسباب الرئيسية لالحتقان االجتماعي،
من خالل غضب سكان املناطق ّ
املهمشة ضد المباالة الحكومة تجاه الحالة االجتماعية املتدنية التي تؤثر
مباشرة على تدهور املقدرة الشرائية وظروف العيش.
وتفاقم التحركات اإلجتماعية الذي شهدته البالد خالل الفترة األخيرة ليس سوى تذكير للمجتمع التونس ي
ان التهميش الذي تعاني منه اغلب مناطق البالد لم يقع استدراكه بعد الثورة.
ليس هذا فحسب ،بل أشار تقرير البنك الدولي أ ّن " الفوارق الجهوية تفاقمت ،على النقيض ،بسبب
السياسات اإلقتصادية التي اعتمدتها البالد .السياسة الصناعية وتحديدا قانون تشجيع االستثمار
وتنظيم سوق العمل والسياسة الزراعية ساهمت في إبراز التفاوت الجهوي بدال من تخفيفه ".
غياب تام ملراقبة مداخيل الدولة .III
ّ ّ
سجلت الهيئة غيابا تاما للرقابة على حسن استغالل املوارد العمومية رغم أهميتها .حيث تتركز أغلب
تفرعاتها حول املصاريف والدفوعات فقط. الهياكل الرقابية للمالية العمومية بمختلف ّ
تنقسم موارد املالية العمومية حسب القانون األساس ي للميزانية إلى ثالث أبواب:
-مداخيل جبائية :من ضرائب مباشرة (على الدخل والشركات مثال) وضرائب غير مباشرة (على
االستهالك وعلى القيمة املضافة مثال)
-مداخيل غير جبائية :من موارد منجمية (بترول وغاز) وضريبة عبور أنبوب الغاز ومداخيل
املساهمات واملؤسسات العمومية
-مداخيل التداين الداخلي والخارجي :من خالل دراسة ال ّ
تطور النسبي لهذه املوارد (ملحق )1
الحظنا:
oارتفاعا مهما لقيمة املوارد الجبائية للدولة حيث بلغت %50سنة 1996لتصل سنة 2010
(مع انتشار الفساد وضعف قدرة الدولة على تطوير مواردها الذاتية) إلى نسبة قياسية تتجاوز
.%76
oانخفاض ملحوظ للموارد الغير جبائية لتنحدر من نسبة %25إلى %10خالل العشرية األولى
من القرن الواحد والعشرين.
oضعف املداخيل املتأتية من إستغالل املوارد الطبيعية خالل الفترة املمتدة من سنة 2000
ّ
سنويا رغم ما شهدته هذه الفترة من ارتفاع إلى حدود سنة 2010ليبقى دون 100مليون دينار
مهول ألسعار املحروقات باألسواق العاملية.
من خالل دراسة امللفات والتقارير الواردة على الهيئة أو املنشورة للعموم توصلنا إلى تبويب بعض مظاهر
الفساد املالي في املحاور التالية:
-سوء استغالل املوارد الوطنية
-ضعف مردودية املساهمات واملؤسسات العمومية
-مصاريف وتدخالت خارج امليزانية ومجال الرقابة
.1مناجم الذهب
من خالل دراسة الوثائق املتوفرة لدى الهيئة باالرشيف الرئاس ي توصلنا إلى مراسلة 1في شهر مارس 1989
إلى رئيس الجمهورية مفادها توفر مناطق بالشمال الغربي للبالد التونسية على مناجم للذهب .رغم
األهمية املادية لإلكتشاف ،إال أننا لم نتوصل بما يفيد أن املالية العمومية استفادت بمداخيل في هذا
املجال.
وأن الدولة التونسية منحت لشركة ألبدون تونس املحدودة »«ALBIDON Tunisia Limited علما ّ
بمقتض ى قرار لوزير الصناعة والطاقة بتاريخ 25أكتوبر ،2004رخصة بحث ملواد معدنية من املجموعة
الثالثة على مساحة 4164كلم.2
الشركة األم للشركة الحاصلة على رخصة البحث قدمت طلبها سنة 2003وأكدت حصولها على
الترخيص من خالل موقعها الرسمي وصرحت بأهمية كميات الذهب املكتشفة بمنطقة الكاف العقاب
بنفزة بالشمال الغربي التونس ي.
تجدر اإلشارة إلى أن شركة ألبدون تونس املحدودة لم تتكون رسميا كما وقع اشهاره بالرائد الرسمي إال
في شهر مارس سنة 2006برأس مال قدره 10آالف دينار .ونظرا ملا يشوب هذه العملية من ضبابية
وتضارب من ضعف رأس املال مقارنة بمشاريع مماثلة والحصول على الترخيص قبل التكوين القانوني،
قامت مصالح الهيئة بمزيد البحث حول هذه الشركة ،واكتشفنا أنها شركة أسترالية مسجلة باملالذ
الضريبي "الجزر العذراء البريطانية" وأسهمها متداولة ببورصة كندا وتعود ملكيتها لصندوق استثمار
مسجل بجزر القمر ومن أهم املساهمين فيه حكومات أوروبية.
1انظر مالحق
طورت الحكومات التي تناوبت على تسيير الدولة شكال من اإلدمان للجوء إلى املديونية، مر السنينّ ،
على ّ
مما وضع تونس تحت وطأة املؤسسات الدولية والجهات من أجل تغطية التدهور الهيكلي لعجز امليزا نيةّ ،
املانحة.
لقد بدأت هذه الظاهرة مع األزمة االقتصادية لسنة 1986وخطة إعاة الهيكلةّ ،
وتطورت خالل نظام بن
ّ
الدكتاتورية. يتغير ّ
حتى بعد سقوط التوجه لم ّ
ّ علي .وهذا
بعد الثورة ،ا عتبر معظم الدين العام للدولة التونسية غير شرعي بسبب افتراسه من قبل حاشية
بن علي ،ولم تتدخل السلطات لتلتزم بوقف اختياري او بتدقيق لتحديد املديونية .هذا على الرغم من
تقديم مشروعي قانون حول مراجعة الديون في البرملان ،األول في جويلية 2012في املجلس التاسيس ي،
والثاني في جويلية 2016في مجلس نواب الشعب .اال ان املشروع األول وقع سحبه في فيفري ،2013اما
املالية ملجلس نواب الشعب .وهذا ّ
يدل على العقبات املشروع الثاني وقع التغاض ي عنه من قبل اللجنة ّ
التي تقف في طريق هذه املبادرة ،بالرغم من سالمتها تجاه املالية الع ّ
مومية.
وعوض تفادي أخطاء املاض ي والشروع في اإلصالحات الضرورية لتحسين مردودية املوارد الذاتية للدولة
حل أسهل وهو: يتم تهريبها من الخزينة العامة ،اتجهت الحكومة نحو ّ من خالل استهداف األموال التي ّ
للدين العام التونس ي .وقد تضاعف اللجوء إلى املديونية .و ّأدت هذه الخيا ات السياسية إلى ا تفاع حاد ّ
ر ر
الدين الخارجي وحده ثالث مرات في غضون ست سنوات ،حيث ارتفع من 5.6مليار يورو إلى 15.7
مليار يورو بين عامي 2011و.2017
ظل النمو ضعيفا ،ولم يتجاوز معدل %1.5ارتفع مستوى املديونية بشكل كبير في الوقت نفسه في حين ّ
مما ّأدى إلى اختالل في توازنات االقتصاد
من ٪44إلى ٪70من الناتج املحلي اإلجمالي بين 2011وّ 2017
التونس ي.
إذا كان الغرض من اللجوء للمديونية عموما هو تحسين الخدمات العامة وتطوير البنية التحتية والحد
من البطالة واعادة تأهيل النسيج الصناعي فقد تستفيد من ذلك تونس على املدى املتوسط ،لكن حاليا،
القروض ّ
يتم التعاقد بها أساسا من أجل تغطية العجز في ميزانية الدولة وتمويل التكاليف التشغيلية
للدولة.
ّ
العمومية ،فقد تأثرا بتضخيم خدمة الدين ،أدى اللجوء املفرط للمديونية إلى تدهور تدريجي في املالية
وصلت تونس خالل سنة 2018إلى وضع تجاوزت فيه املوارد املحتكرة من خدمة الدين تلك املخصصة
ّ
لالستثمار .كما كشف منشور البنك املركزي الصادر في فيفري 2017أنه تم تمويل ٪88من عجز
امليزانية عبر املوارد الخارجية على امتداد األشهر العشر األولى لسنة .2017وهذا ّ
يدل على وجود خلل في
الحوكمة االقتصادية.
ّ ّ
ترتب عنه من ّ ّ وهكذا حصرت تونس نفسها في ّ
قسرية تورط في إصالحات املديونية املفرطة ،وما دوامة
ال تتالءم مع سياقها االقتصادي ومع احتياجاتها االستراتيجية.
.Vارتفاع مؤشر الفساد وتأثيراته على صورة البالد
في اآلونة األخيرة ،كان النتشار الفساد واالقتصاد املوازي تأثيرا كار ّثيا على مستوى النمو االقتصادي وتصور
الهيئات الدولية ملناخ األعمال التونس ي.
وهكذا نزلت تونس من املرتبة 40إلى املرتبة 76في مؤشر تصورات الفساد في تقرير منظمة الشفافية
الدولية ،بين عامي 2014و.2016
باإلضافة إلى ذلك ،سجلت تونس واحدة من أكبر التدهورات في درجة مخاطر غسيل األموال في
مؤشر « Basel AML index report 2017في تقرير معهد الحوكمة ببازل في سويسرا .إذ ارتفع هذا املؤشر
من 4.62إلى 6.37بين عامي 2016و ،2017مما أدى إلى سقوط تونس ب 70رتبة في الترتيب العام.
يتضمن هذا املؤشر في منهجيته تقييم فرقة العمل املعنية باإلجراءات املالية ( )GAFIلفعالية نظام
مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب .حيث تم نشر نتائج هذا التقييم في ماي ،2016وبخصوص تونس
كان تام الوضوح " :العديد من الثغرات تبقى من حيث االمتثال التقني ،وال تزال فعالية نظام مكافحة
غسل األموال وتمويل اإلرهاب ضعيف أو متواضع ".
ّ
مفصلة في تقرير اللجنة التونسية للتحليل املالي ) (CTAFالذي نشر في افريل كما حددت هذه الثغرات
وتقر اللجنة بان البالد تواكب خطر "مرتفع نسبيا" على مستوى الفساد،و ّ
التهرب الضريبي ّ .2017
والجمركي والجرائم اإللكترونية التي ّ
تم تحديدها كتهديدات رئيسية مرتبطة بالقطاع املالي التونس ي.
قامت اللجنة التونسية للتحاليل ّ
املالية ،وهي وحدة إستخبارات مالية تقدم تقاريرها إلى البنك املركزي،
بتنبيه السلطات التونسية عن طريق إجراء تشخيص دقيق ألوجه القصور الرئيسية في آلية مكافحة
غسل األموال ومكافحة اإلرهاب في املسائل املالية.
من بين العدد الهائل للنواقض التي تم تحديدها ،تذكر اللجنة:
تهريب املعادن الثمينة لتزويد األسواق اآلسيوية -
العديد من االخالالت املتعلقة باالستثمارات العقارية -
استغالل بورصة تونس إلدماج أموال مكتسبة من أفعال الفساد -
إنهاء عقود تأمين على الحياة بهدف إعادة استثمار أصولها -
تورط محامين ومحاسبين في الهيكلة القانونية واملالية للمعامالت املخصصة للمالذات -
الضريبية
وحتى هذه اللحظة ،لم يقع اعتماد أي توصية من التوصيات الصادرة عن اللجنة لتحسين آلية نظام
مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب .وعلى غرار ذلكّ ،
تم في 13ديسمبر 2017إدراج تونس في القائمة
ُ ّ
السوداء لالتحاد األوروبي للدول املعرضة لغسل األموال وتمويل اإلرهاب ،مما نتج عنه عواقب تؤثر
سلبا على االقتصاد التونس ي.
ضعف تفاعل الدولة مع ظاهرة الفساد .VI
بالرغم من آثاره السلبية على االقتصاد الوطني ،إال أن اصحاب النفوذ لم يجابهوا الفساد في حجمه
ّ
الحد من انتشاره. الحقيقي .ومختلف الحمالت التي أجرتها الحكومات املتعاقبة لم تكن قادرة على
فمكافحة الجرائم املالية مثال ملموس في هذا الخصوص :التهرب الضريبي ،واختالس األموال العمومية،
ّ
وتضارب املصالح أصبحت ممارسات شائعة تنسف النشاط االقتصادي وتولد خسائر ضخمة لخزينة
الدولة.
وقد تميزت السنوات األخيرة بالتشهير اإلعالمي لعدد كبير من قضايا الفساد ،سواء على املستوى الدولي،
فضائح مالية تورط فيها مواطنون تونسيون )… ،(Swiss Leaks, Panama Papers,أو على املستوى
الوطني :قضايا تشمل سياسيين ورجال أعمال واطارات عليا ووزراء ونواب ومسؤولين أمنيين ...وعلى
ّ
الرغم من أن العديد من وسائل االثبات قد نشرت للعموم ،إال أنه لم يتم القيام بإجراءات ردعية
لتفكيك شبكات الفساد وحماية املالية العمومية.
ّ
وظلت حصيلة اإليقافات ضعيفة للغاية ،ال سيما فيما يتعلق بتلك التي أسفرت عن إدانات .وتواصل
غياب العقوبات الرادعة ضد مرتكبي الجرائم لم يخلق سوى مناخ اإلفالت من العقاب الذي أضر بالدولة
من عدة جوانب.
صوت في سبتمبر 2017على قانون املصالحة اإلدارية ،أي ّأن ا ّ
ملشرع سمح واألسوأ من ذلك أن البرملان ّ
بتبييض مرتكبي الفساد في أعين العدالة ،دون اي مساءلة.
.VIIفقدان ثقة املواطنين في مؤسسات الدولة
ّ
لم تعمل الدولة في نظر املواطنين التونسيين ،إال على تعزيز الشعور باإلفالت من العقاب والتشكيك في
فعالية الحمالت التي تقودها مختلف حكومات ما بعد الثورة .وقد تأكد هذا من خالل دراسة نشرتها
» .« Carnegie Endowment for International Peaceكشف فيها االستطالع حول "تصورات الفساد"،
تم إجراؤه بين جويلية وأوت ،2017عن العديد من الحقائق الالفتة للنظر: الذي ّ
-أكثر من ربع املستجوبين ّ
أقروا أنهم يواجهون الفساد بشكل يومي.
-تعتقد أغلبية املستطلعين أن التصدي لإلفالت من العقاب يجب أن يكون من أولويات الحكومة
في مكافحتها للفساد ،تليها مكافحة التهريب.
-تعتقد األغلبية الساحقة من املستجوبين أن الحكومة لم تكن فعالة بأي حال من األحوال في
مكافحتها للفساد.
.VIIIتدهور مناخ األعمال التجارية
تدهور مناخ األعمال له تأثير واضح على تصور املستثمرين املحتملين.
شجع على االستثمار منذ زمن طويل بسبب اإلجراءات اإلدارية فزيادة على ّأن الشركات األجنبية لم تت ّ
ُ
البطيئة ،وعدم االستقرار السياس ي ،واإلحتقان االجتماعي ،واملنافسة الغير عادلة ،فقد أضيف إلى قائمة
املعوقات انتشار الفساد وغسل األموال .ونتيجة لذلك افتقدت تونس املزيد من الجاذبية لالستثمار.
وتوجت هذه الحالة بتراجع الرتبة االئتمانية السيادية لتونس من قبل وكاالت التصنيف ،ووجدت
الدولة نفسها تنحدر بشكل خطير إلى صفوف البلدان ذات املخاطر العالية من حيث االستثمار.
وبصرف النظر عن الحقيقة املؤدية إلى ارتفاع إضافي في املخاطر املرتبطة بديونها وزيادة في شروط
سداد الديون ،فإن الدولة التونسية ستواجه املزيد من املشاكل في إقناع املقرضين وجذب املستثمرين.
الخالصة
منذ الثورة ،تنوعت ممارسات الفساد" :الفساد الكبير" في ظل الديكتاتورية ،مع استيالء أقارب النظام
على أجزاء كبيرة من االقتصاد ،وهو ما فسح املجال "للفساد الصغير" منذ سقوط نظام بن علي ،والذي
همية لكن بحجم غير مسبوق. يمثل مبالغ بأقل أ ّ
ّ
على الرغم من أن تونس لديها ترسانة قانونية وإدارية متناغمة ،إال أن آلياتها ملكافحة الفساد وغسل
األموال (هيئات الرقابة والتنظيم والتنفيذ ،واملوارد البشرية املخصصة لهذه الهيئات ،وإجراءات
وممارسات الرقابة ،والعقوبات اإلدارية ،والتحليل واملعالجة اإلحصائية للجرائم) ال تزال غير فعالة كما
يجب.
ليس الفساد فقط أحد األسباب الرئيسية للجوء الدولة إلى املديونية ،بل يؤثر بشكل خطير على صورة
البالد.
وإلى جانب استعادة ثقة املواطنين في مؤسساتهم وتنظيف مناخ األعمال ،فإن مكافحة حقيقية للفساد
كان يمكن أن تكون مصدرا بديال لزيادة اإليرادات الضريبية ،أو حتى أداة لالنتعاش االقتصادي.
ّ
وبالتالي فإنه في خضم األزمة اقتصادية ،تجد الدولة نفسها محرومة من املوارد الضرورية لتأمين
إمداداتها والوفاء بالتزاماتها تجاه مانحيها.
2انظر مالحق.
قبل ذلك وبتاريخ 11أفريل 2007قدمت هذه الشركة مطلبا إلى بلدية املرس ى قصد الحصول على
ّ
وتحصلت عليها بتاريخ 30افريل .2007 رخصة بناء مجمع سكني وسياحي بمنطقة "كاب قمرت"
وحيث تحصلت الشركة العقارية والسياحية "مارينا قمرت" بتاريخ 24ماي 2007من الديوان الوطني
التونس ي للسياحة على شهادة إيداع تصريح باستثمار عدد 08190إلنجاز ميناء ترفيهي وتوابعه (مركز
تجاري وفضاءات تنشيطية ومطاعم سياحية بجهة قمرت) .واملالحظ هنا أنه تم تغيير صيغة االستثمار
من "ميناء ترفيهي وتوابعه" كما نص على ذلك عقد البيع وشهادة إيداع تصريح باستثمار إلى بناء "مجمع
سكني سياحي وترفيهي" بموافقة بلدية املرس ى.
هذا امللف يطرح عديد التساؤالت:
إ ّن الشركة املذكورة تحصلت على املوافقة ببناء مجمع سكني وسياحي بمنطقة كاب قمرت من طرف
بلدية املرس ى في 30أفريل ،2007وذلك قبل شراء قطعة األرض الذي تم في وقت الحق ،أي في 20ديسمبر
2008؟
أصدرت البلدية قرارها بالترخيص بسرعة غير عادية حيث قدمت الشركة السياحية والعقارية مطلبها
ّ
بتاريخ 11افريل 2007وتحصلت على املوافقة من البلدية بتاريخ 30أفريل ،2007وقد عللت البلدية
هذا التسريع بحصول شركة "مارينا قمرت" على موافقة الديوان الوطني للسياحة بتاريخ 27فيفري
،2007في حين أ ّن موافقة الديوان كانت بتاريخ 24ماي 2007ولم تتضمن ترخيصا ببناء مجمع سكني
ّ
التمتع ببعض وانما نصت على مشروع ميناء ترفيهي وتوابعه .وبمقتض ى هذه املوافقة أصبح جائزا
االمتيازات الجبائية املنصوص عليها في مجلة التشجيع على االستثمار.
مخالفة ما جاء في كراس الشروط املرفقة بعقد البيع والذي يمنح الحق للبائع أي الوكالة العقارية
نص االتفاق "،في صورة استعمال مخالف السياحية وهي منشأة عمومية في الغاء العقد في حال مخالفة ّ
لطبيعة املشروع املوافق عليه وكذلك في صورة عدم انجاز املشروع في اآلجال...فإنه يحق للبائع الوكالة
كليا أو جز ّئيا " ...وذلك عمال بأحكام الفصل 13من
العقارية السياحية طلب تجريد املشتري من حقوقه ّ
القانون عدد 21لسنة 1973املؤرخ في 14افريل .1973وفي هذه املخالفة تجاهل لحق الدولة في متابعة
املشروع والتزام املستثمر بصبغته املتفق عليها.
إ ّن تغيير صبغة املشروع السياحي بشكل غير قانوني تهدف باألساس إلى استغالل املنظومة التشريعية
ّ
والديوانية الواردة بالفصول 7و 8و 9و 56من مجلة ّ
الجبائية لتحفيز االستثمار لالنتفاع باالمتيازات
التشجيع على االستثمار والتي تشمل تخفيض املعاليم بنسبة 10باملائة وتوقيف العمل باآلداءات واألداء
على القيمة املضافة على التجهيزات املستوردة الالزمة للمشروع االستثماري .هذا إضافة إلى أن الصبغة
ّ
السياحية للمشروع "الشركة العقارية والسياحية" مكن من اقتناء املقسم البالغ مساحته 21.7هكتار
بمبلغ قدره 8881مليون دينار ،أي بـ ـ ـ ـ 40.6دينارا املتر املربع الواحد في املنطقة السياحية بقمرت التي
يفوق السعر املتداول للمتر الواحد فيها في تلك الفترة 800دينار.
إضافة إلى ذلك عمدت الشركة املستثمرة إلى إقامة أحياء سكنية تتضمن شققا وفيالت بلغ عددها 200
ّ
الجبائية املذكورة سابقا. وحدة تم انشاؤها تحت غطاء الصبغة السياحية للمشروع وتمتعت باالمتيازات
لتبدأ الشركة العقارية والسياحية في تسويق هذه العقارات بأسعار تتراوح بين 600ألف دينار ومليوني
دينار.
ما يمكن مالحظته هو حجم الخسائر التي ّ
تكبدتها الدولة نتيجة تغيير صبغة املشروع من ميناء ترفيهي
ّ
العمومية من العائدات الضريبية والديوانية وتوابعه إلى إقامات سكنية فاخرة ،حيث ّ
تم حرمان الخزينة
ّ
املسجل بين القيمة الحقيقية املتعلقة بتجهيزات االنشاء ،إضافة إلى خسائر ضخمة نتيجة فارق السعر
للمقسم وثمن التفويت فيه للشركة العقا ية والسياحية "ما ينا قمرت" والتي ّ
تقدر بعشرات ماليين ر ر
الدينارات.
املنسوب إليهم االنتهاك
الرئيس السابق باعتباره سهل تنفيذ املشروع من خالل اصدار أمر تغيير صبغة األرض ثم التفويت -
فيها باالستعانة بوزير أمالك الدولة رضا قريرة ،ليستفيد من هذا املشروع املقربين من رئيس الدولة
وشركائهم (سليم شيبوب وعزيز ميالد وقطريين).
الحداد مستعينا بمدير الديوان الوطني للسياحة محمد رؤوف وزير السياحة االسبق التيجاني ّ -
الجمني الذي لعب دورا في اعطاء املوافقة املسبقة للشركة السياحية والعقارية وتمتيعها بالحوافز
الجبائية لالستثمار قبل شراء االرض.
تورط وزارة السياحة أيضا من خالل الوكالة العقارية السياحية والتي كان يديرها محمد معالي -
وهي التي فوتت في قطعة أرض تابعة للدولة إلى الشركة املذكورة بثمن رمزي.
رئيس بلدية املرس ى املدعو محمد كمال الصالحي وأعضاء اللجنة الفنية لرخص البناء اللذين -
ّ
اعطوا املوافقة للشركة ببناء مجمع سكني سياحي دون توفر االساس القانوني.
املالئكة3
.2ملف أراض ي خليج
يطرح هذا امللف إشكالية تغيير صبغة األراض ي لتحقيق منافع وارباح وتتلخص وقائعه في أ ّن شركة "ألفا
انترناسيونال" والتي يملك أسهمها كل من بلحسن الطرابلس ي صهر الرئيس السابق ومحمد الطويل
اقتنت مجموعة من العقارات ذات صبغة فالحية بمنطقة القنطاوي في حمام سوسة تمسح في مجملها
24هك بثمن قدره 3،5م د وذلك سنة 2003ليتم بعد ذلك وبأمر من الرئيس السابق مؤرخ في 13
3انظر مالحق
أفريل 2004الرد باإليجاب على طلب املقاول املتداخل في العملية عبد الحكيم هميلة وتغيير صبغة هذه
األراض ي من أراض ي فالحية إلى أراض ي صالحة للبناء تكتس ي صبغة سكنية.
تم منحه بقرار مباشر منتم تمويل اقتناء هذه األراض ي بقرض من بنك عمومي وهو بنك اإلسكانّ ، وقد ّ
رئيسه املدير العام آنذاك دون الحصول على موافقة لجنة القروض بالبنك ،باعتبار ان البنك ال يخول
ّ ّ ّ
له القانون إال تمويل العمليات العقارية التي تكون الغاية منها إقامة املشاريع السكنية ،كما أنه ال يتولى
تمويل اقتناء األراض ي ذات الصبغة الفالحية.
وبعد اقتناء هذه األراض ي وتغيير صبغتها بطرق غير مشروعة ّ
تم التفويت بالبيع في الشركة املالكة بنحو
30مليون دينار.
إضافة إلى ذلك قام املقاول عبد الحكيم هميلة بإيعاز من عائلة زوجة الرئيس السابق وبمساعدة والي
سوسة عبد الرحمان ليمام آنذاك ،بالضغط على مالكين خواص لبيع أراضيهم ليتم بعد ذلك تقسيمها
والتفويت فيها بثمن ال ّ
يقل عن ألف دينار للمتر املربع الواحد كما أقاموا عليها عددا من القصور
واالقامات الفاخرة.
احتوى هذا امللف على جملة من التجاوزات القانونية:
-استغالل السلطة من طرف رئيس الدولة السابق وصالحياته في إصدار األوامر لتحقيق منافع
شخصية له ولعائلته املوسعة بتغيير صبغة األراض ي الفالحية ،فقد تم تغيير صبغة العقار بعد
عملية اقتنائه من طرف شركة Alfa internationalأي أ ّن العقار عندما وقع بيعه مازالت صبغته
فالحية ،وهو ما يتعارض مع ما جاء بالفصل الثاني من القانون عدد 87لسنة 1983مؤرخ في
ّ علق بحماية األراض ي الفالحية الذي ّّ
نص على أنه ال يمكن التفويت في العقارات 1983/11/11املت
ّ
الدولية الفالحية إال في حاالت التسوية واملعاوضة املنصوص عليهما بالبابين الثالث والرابع من هذا
القانون.
-جاء إسناد هذا القرض مخالفا للنظام األساس ي لبنك اإلسكان الذي ينص على أن هذا البنك ّ
يمول
العمليات العقارية التي تكون بغاية إقامة املشاريع السكنية وال يتولى تمويل اقتناء األراض ي ذات
الصبغة الفالحية .وإثر اقتناء هذا العقار صدر في 13افريل 2004األمر عدد 953القاض ي بتغيير
فوت الشريكان بلحسن الطرابلس ي صبغة العقار من أرض فالحية إلى أرض صالحة للبناء .إثر ذلك ّ
ومحمد الطويل في كافة أسهمهما في شركة ألفا انترناسيونال" أي Stremarسابقا إلى صاحب
املقاوالت املدعو عبد الحكيم هميلة وذلك بثمن قدره 30مليون دينار ،والذي اقتنى هذه الشركة
ليستغل العقار في إقامة مشروع سكني (خليج املالئكة) .وقامت شركته باستيعاب شركة Stremar
باإلدماج.
ّ
ال يمكن في هذا اإلطار تقدير حجم الخسائر التي طالت خزينة الدولة باعتبار أ ّن الفساد هنا تعلق بثروة
ّ
ومخزون عقاري هو ملك املجموعة الوطنية وال يمكن ان يستأثر به أحد ولو كان رئيس الدولة ،إال أ ّن
خاصة تضر باملصلحة ّ كل استغالل لهذه الثروة من طرف أشخاص ذوي نفوذ ،بغاية تحقيق منفعة
الجماعية ومقدرات الدولة ،فيه اضرار باملصلحة العامة واستنزاف لتلك الثروة على حساب برامج تنمية
ومشاريع استثمارية لو أنجزت على تلك العقارات لحققت من ورائها خزينة الدولة أرباحا مادية وأخرى
ّ
متعلقة بالتنمية والتشغيل .فالخسائر الناجمة عن هذه التجاوزات متعلقة أساسا بعدم احترام مبدأ
التوزيع العادل للثروات حيث ال يمكن أن تستأثر فئة دون بقية الشعب بمقدرات الدولة.
أفاد أصحاب هذه امللفات أ ّنهم يملكون قطع أرض في منطقة "عين زغوان" آلت إليهم بمقتض ى الشراء،
وفي سنة 2000صدر أمر عدد 1467لسنة 2000املؤرخ في 20جوان 2000واملتعلق باالنتزاع من أجل
املصلحة العمومية لفائدة الوكالة العقارية للسكنى لقطع أرض كائنة بعين زغوان قصد تهيئة منطقة
سكنية وتجهيزات .واجبر املالكون على التنازل على مقاسمهم مقابل تعويض غير عادل حيث تم احتسابه
على أساس أ ّن املتر املربع يقدر ثمنه ب عشرين دينارا بينما يبلغ بمنطقة عين زغوان أضعاف ذلك ،كما
وعدت الوكالة العقارية للسكنى بعض املالكين بتمكينهم من مقاسم في أماكن أخرى كالبحر األزرق دون
ان يكون هناك تساوي في املساحة حيث أسندت قطعة أرض مساحتها 179متر مربع كتعويض على
ّ
انتزاع قطعة أخرى تمسح 440متر مربع وهو ما اعتبره املالكون ظلما مسلطا عليهم خاصة وأ ّنهم علموا
بعد ذلك أ ّن مجموع قطع األراض ي التي انتزعت منهم لم يكن الهدف منها تنفيذ مشاريع ذات مصلحة
4انظر مالحق
ّ
عامة وإنما تم توزيعها على أشخاص مقربين من السلطة :أعضاء حكومة ،مديرين عاميين وصحفيين...
وقعت مكافأتهم على خدماتهم للنظام بمقاسم تم انتزاعها من مالكيها ،خاصة وان العقود التي امضوها
مع الوكالة تمت تحت الضغط.
إضافة إلى ذلك افاد املالكون لهذه القطع أ ّنهم لم يتحصلوا على قيمة التعويض العادلة لعقاراتهم ،بل
تم احتساب الغرامة على أساس أن املتر املربع في منطقة عين زغوان (حدائق قرطاج حاليا) يقدر ب 20
دينارا للمتر املربع في ذلك الوقت أي تاريخ نشر امر االنتزاع أي سنة .2000معنى ذلك أ ّن قطعة أرض
تمسح 800م مربع وقع تقدير قيمتها ب ـ ـ 16ألف دينارا ،وهو ما ال يستقيم واقعا وقانونا بالنظر إلى قيمة
العقارات القريبة من تلك املنطقة وفي ذلك التاريخ ،وهو ما حصل مع العارض "محمد لغلوغ".
وتدعيما لهذا القول ،نذكر ان العارض "محمد النفطي" واملالك ملساحة قدرها 500م مربع في نفس
املنطقة أي عين زغوان كان قد التجأ إلى القضاء في سبيل الحصول على تعويض عادل ،وبالفعل حكمت
له املحكمة اإلدارية بتعويض قدره 45ألف دينار بتاريخ 15جويلية 2010أي بحساب 90د املتر املربع
الواحد.
ّ
تحصل عليه السيد "محمد لغلوغ" من الوكالة العقارية فالحيف هنا واضح بمقارنة التعويض الذي
للسكنى ( 16ألف دينار مقابل مساحة قدرها 800م م) ،والتعويض الذي حكمت به املحكمة اإلدارية
للسيد "محمد النفطي" ( 45ألف دينار مقابل مساحة قدرها 500م م).
هذا إضافة إلى الوعود الصادرة عن الوكالة العقارية للسكنى ملجموعة من املالكين بأن تمنحهم األولوية
في اقتناء مقسم ميهئ بثمن التكلفة بتقسيم البحر األزرق ملن لم يتحصل على تعويض مادي ،مثلما هو
تم منحها قطعة أرض تمسح 179م مربع مقابل الحال بالنسبة لوضعية العارضة "خضرة جاللي" ،التي ّ
ارضها املنتزعة والتي تمسح 440م مربع وهو ما اعتبرته ظلما واعتداء على حقها في امللكية.
.2الوكالة العقارية للسكنى ووزارة أمالك الدولة تفوتان باملليم الرمزي في قطع أرض للمدرسة
5
الدولية بقرطاج
في 05نوفمبر 2001أرسل وزير أمالك الدولة مكتوب إلى الوكالة العقارية للسكنى يعلمها فيه بموافقة
جمليا 26هكتار تابعة لعدة رسوم عقارية كائنة ّ الدولة على التفويت لها في قطعة أرض دولية تمسح
بعين زغوان بثمن جملي قدرة 4 020 780د أي بما قدره 15د للمتر امل ّربع الواحد.
وفي 27سبتمبر 2005اعادت الدولة اقتناء جزء من تلك القطع بما مساحته 20 000م م من الوكالة
العقارية للسكنى بحساب 200د للمتر املربع وذلك بعد تهيئته لتفوت فيه فيما بعد وبتاريخ 03
5انظر مالحق
أكتوبر 2005لفائدة شركة "املدرسة العاملية لتونس" بالدينار الرمزي والتي أحدثت فوقها املدرسة
الدولية بقرطاج لصاحبتها ليلى بن علي زوجة الرئيس السابق.
وحيث إن وزارة أمالك الدولة تكون قد أعادت الشراء من الوكالة العقارية للسكنى للعقارات التي
أقيمت فوقها املدرسة الدولية بقرطاج بثمن قدره 200د للمتر املربع الواحد بعد تهيئتها والحال أ ّن
الثمن الذي سبق لها البيع به هو 15د فقط للمتر املربع الواحد وهو ما ألحق خسائر هامة بخزينة الدولة
وحرمها من مداخيل باملليارات سواء عند البيع للوكالة أول األمر أو عند التفويت في العقار للمدرسة
الدولية بقرطاج باملليم الرمزي.
وال ننس ى في خضم كل ما سبق ذكره أن معظم هذه األراض ي تم انتزاعها من أصحابها دون وجه حق نذكر
من بينهم العارض سمير الفقيه صاحب ملف عدد 12868/1الذي انتزع منه 800م م والعارضة سعيدة
الكريبي صاحبة ملف عدد 2937/1التي انتزعت منها قطعة أرض تمسح 369م م .وقد صدر أمر انتزاع
مقابل تعويضهم بـ 20دينارا للمتر الواحد وأبرمت معهم الوكالة العقارية للسكنى عقود معاوضة عقارية
منحت لهم بموجبها بعض املقاسم بثمن قدره 70دينارا للمتر املربع.
وفي سنة 2005تم تكوين شركة املدرسة الدولية لتونس وهي شركة ذات مسؤولية محدودة ّ
تم تصنيفها
من ضمن الشركات املصدرة كليا بالرغم من أنها ال تستجيب للشروط املنصوص عليها بمجلة تشجيع
االستثمار.
ّ
وتبين أن الرئيس األسبق بن علي وزوجته ليلى الطرابلس ي قد خططا لتكوين الشركة املذكورة وذلك
كل من وزيرا ألمالك الدولة والشؤونبسعيهما القتناء قطعة األرض ثم ّتمت عملية التفويت بمشاركة ّ
العقارية والرئيس املدير العام للوكالة العقارية للسكنى وتم انجاز املشروع.
االنتهاكات
العامة وفق ما ّ
حدده القانون ،حيث ثبت أن قطعة األرض التي وقع انتزاعها يحقق االنتزاع املصلحة ّ -لم ّ
تم التنصيص عليه بأمر من أصحابها لم يتم استغاللها في إنشاء مناطق سكنية وتجهيزات كيف ما ّ
لعدة أشخاص مقربين من السلطة، االنتزاع ،وإ ّنما وقع تهيئة هذه القطع وتقسيمها وبيعها كامتياز ّ
سياسيين ،نقابيين ،صحفيين....
وهذه العملية التي نجم عنها تجاوز للسلطة يعاقب عليها جزائيا بسبب عملية االنحراف بالسلطة
واإلجراءات واستعمال آليات املصلحة العامة للمآرب الخاصة ،كما أ ّن عملية التفويت التي قامت بها
الوكالة العقارية للسكنى ألشخاص مقربين من السلطة فيها مخالفة لخيارات املشرع املضمنة للمبادئ
واإلجراءات العقارية ،اذ حجر الفصل 11من القانون عدد 21لسنة 1973واملؤرخ في 14أفريل 1973
ّ
والسكنية على الوكاالت العقارية الثالث التفويت في واملتعلق بتهيئة املناطق السياحية والصناعية
العقارات لغير أصحاب املشاريع التي وقع املصادقة عليها من طرف الوزير املكلف بالنظر قصد تحقيق
األهداف املحددة بهذا القانون.
-كما أ ّنه لم يتم التعويض ألصحاب العقارات املنتزعة منهم وفق ما حدده الفصل الرابع من القانون
ّ
عدد 26لسنة 2003مؤرخ في 14أفريل 2003املنقح للقانون عدد 85لسنة 1976املتعلق باالنتزاع
للمصلحة العامة إ ّن "غرامة االنتزاع تحدد بحسب قيمة العقار مع مراعاة طبيعة العقار واالستعمال
الفعلي املعد له في تاريخ نشر غرامة االنتزاع وبالتنظير بين تلك الغرامة واالسعار الجارية في ذلك التاريخ
بالنسبة إلى العقارات املماثلة الواقعة باملنطقة".
إ ّن عدم تقدير غرامة الحرمان بالتعويض العادل يعد تجاوزا في حق مالكي األراض ي مما اجبر العديد
منهم على االلتجاء إلى القضاء والحصول على تعويض معنوي.
-إسناد مقاسم إلى شخصيات مقربة من السلطة تمثل خروقات قانونية ،تعارض شروط التمتع
باملقاسم التي وضعتها الوكالة العقارية للسكنى (أقدمية امللف ،الوضعية االجتماعية ،عدم امتالك عقار
في تونس الكبرى )...باعتماد املحاباة .حيث تمتع بها أشخاص غير مرسمين بقائمة االنتظار ،على حساب
ّ
التمتع بهذه املقاسم ويجدر الذكر أنهم في انتظار أدوارهم العديد من املواطنين اللذين لهم األولوية في
منذ عشرات السنين ،كما هو الحال بالنسبة للعارض توفيق الزواغي صاحب ملف عدد 15053/1الذي
قدم مطلب للوكالة العقارية السكنى قصد االنتفاع بمقسم وذلك منذ سنة ،1984وإلى حدود سنة
2013تاريخ تقديمه الشكوى لم يتحصل على مبتغاه.
ّ
-فيما يتعلق بملف مدرسة قرطاج الدولية فقد كان الهدف املعلن في البداية إحداث مشروع ثقافي
فتحصلت زوجة الرئيس السابق على قطعة األرض باملليم الرمزي ،إضافة إلى ّ تربوي مندمج بالجهة،
عديد االمتيازات األخرى املمنوحة للمستثمرين ،وإذ به يتحول بعد ذلك إلى مدرسة قرطاج الدولية وهو
در على أصحابه أمواال طائلة. عبارة عن مشروع تجاري مربح ّ
-مخالفة إجراءات إخراج العقار املنتزع من ملك الدولة العام إلى ملك الدولة الخاص فأوامر إخراج
قطعة أرض من ملك الدولة العام إلى ملك الدولة الخاص تخص على وجه الحصر امللك العمومي البحري
ّ
وملك الدولة العام املتعلق بالطرقات .وتتم اإلجراءات عن طريق تلقي مطلب من الوزارة املعنية وهي
غالبا وزارة أمالك الدولة ،فتتم على ضوء ذلك دراسة إمكانية إخراج القطعة املعنية وذلك بالتعاون
مع املصلحة الفنية.
فاألشخاص املتورطين قد استغلوا السلطات املمنوحة لهم قانونا لغير املصلحة العامة وفي مخالفة
صريحة لقواعد الشرعية القانونية ،حيث ان الرئيس األسبق وزوجته سعيا إلى تحقيق مصلحة خاصة
والبقية سعوا إلى الحفاظ على مراكزهم وامتيازاتهم وعمدوا إلى التالعب باإلجراءات القانونية.
6انظر مالحق
االنتهاكات
-عملية التفويت في العقار الكائن بقمرت حروش لفائدة شركة العريش العقاري هي عملية مخالفة
لقواعد بيع ملك الدولة الخاص وقع تجاوز مبدأ التفويت باملزاد العلني ،الذي يتم إ ّما عن طريق البتة
العمومية أو عن طريق طلب عروض .بينما في صورة الحال تمت عملية البيع باملراكنة بين وزارة أمالك
الدولة وشركة العريش بتزكية وتدخل مباشر من رئيس الدولة ،وكأن االمر يتعلق بملكية خاصة ،بعد
أن كانت نية اإلدارة العامة للتصرف والبيوعات متجهة نحو عدم االستجابة لطلب شركة العريش
العقاري.
ّ
تم اعتماده في عملية بيع ملك الدولة الخاص هو ثمن حدده رئيس الجمهورية -تثمين البيع الذي ّ
حدده خبير أمالك الدولة بصفته املخول وبتوصية منه ولم يتم األخذ بعين االعتبار ثمن املتر املربع الذي ّ
الوحيد لذلك ،ونتج عن هذا التجاوز للصالحيات خسارة مالية لخزينة الدولة ال تقل عن 1430ألف
دينار.
املنسوب إليهم االنتهاك
تورط في هذا امللف صاحب شركة «العريش العقاري» املنسوب إليه االنتهاك محمد األزعر الرويس ي ّ
ّ
الذي اقتنى قطعتي أرض بصفة مخالفة ملبدأ التفويت في العقارات الدولية وقد حصل ذلك بتدخل من
رئيس الجمهورية السابق ورئيسة الدائرة القانونية برئاسة الجمهورية محرزية بن عياد واعتمادا على
تعليمات رضا قريرة الوزير السابق ألمالك الدولة والشؤون العقارية.
عهدت الهيئة بالنظر في القضايا املتعلقة بانتهاكات الفساد املالي واالداري فقد ثبت حصول االنتهاكات
التالية في حق املجموعة الوطنية واملال العام:
تقديم قروض دون ضمانات أو بضمانات وهمية -
عدم استرجاع القروض -
اسناد تسهيالت غير قانونية -
تمويل مشاريع وهمية -
تبييض أموال -
إساءة استخدام موظفي الدولة لنفوذهم عند ممارسة املهام املكلفين بها -
-التواطؤ بين السلطة السياسية والسلطات املالية والقطاع البنكي الخاص في عمليات تحويل وإخفاء
أموال أو أصول مؤتمنة عليها أو في عهدتها.
كما ثبت عديد االنتهاكات في حق مجموعة من الشركات ورجال األعمال واملواطنين تتمثل في:
إيقاف أو تجميد حسابات بنكية دون موجب وال سابق إعالم أو إنذار، -
عقلة عقارات مرهونة وتبتيتها وبيعها رغم انقضاء الرهن بموجب الخالص، -
رفض تسليم شهادة رفع اليد لسنوات عديدة رغم ثبوت الخالص، -
االستيالء على أموال الحرفاء بدعوى استرداد مبالغ قروض وهمية، -
تجميد أموال وأصول شركات بدون وجه حق، -
محاولة استخالص ذات الدين ملرتين، -
انشاء ديون وهمية ومحاولة استخالصها، -
تدليس عقود رهن أو كشوفات حسابات أو تقارير اختبار ومسك واستعمال مدلس، -
التعسف في استعمال السلطة والنفوذ والضغط على القضاء والتأثير على سير العدالة. -
تحويل طبيعة حساب من حساب إيداع إلى حساب جاري دون موافقة الحريف وال إعالمه، -
استعمال عقود ضمان على أساس أنها عقود قرض واصطناع ديون وهمية -
التحيل -
خيانة املؤتمن -
ّ
االتهام بالباطل -
املنسوب إليهم االنتهاكات
عن البنك املركزي التونس ي :املسؤولون األول زمن حصول التجاوزات
❖ محمد الباجي حمدة (محافظ البنك املركزي )2001/1990
❖ الشاذلي العياري (محافظ البنك املركزي )2018/2012
❖ توفيق بكار (محافظ البنك املركزي )2011/2004
❖ إبراهيم سعادة :نائب محافظ البنك املركزي (توفيق بكار)
❖ نادية قمحة :مديرة عامة سابقا ثم نائبة محافظ البنك املركزي
عن الشركة التونسية للبنك
-علي دبايا ،ر.م.ع سابق للشركة التونسية للبنك ()1999-2002
-العروس ي بيوض :ر.م.ع سابق للشركة التونسية للبنك ()2004-2008
-أبو حفص عمر النجعي ،ر.م.ع سابق للشركة التونسية للبنك ()2008-2010
عن البنك الوطني الفالحي :املسؤولون األول
رئاسة الجمهورية:
زين العابدين بن علي :رئيس الجمهورية السابق ()2011/01/14 - 1987 /11/7
املنجي صفرة :املستشار االقتصادي برئاسة الجمهورية
رجال أعمال من عائلة الرئيس وزوجته وأصهاره أو مقربين منهم أو متعاملين معهم:
بلحسن الطرابلس ي
ليلى الطرابلس ي بن علي
صخر املاطري
محمد مروان املبروك
خبراء وإداريون مشاركون في االنتهاكات
األحداث
من أهم التجاوزات التي وقع تسجيلها في القطاع البنكي :عمليات إسناد القروض دون ضمانات أو
بضمانات وهمية ،عدم استرجاع القروض ،تقديم تسهيالت غير قانونية ،تبييض األموال ،تمويل مشاريع
وهمية ،...،وكان من نتائج مختلف هذه العمليات أن تحولت آالف املليارات إلى جيوب فئة قليلة على
ّ
النمو واالستثمار. حساب املجموعة الوطنية وعلى حساب قدرة االقتصاد الوطني على
ُ
وق ّدر حجم الديون املصنفة أو املشكوك في خالصها لدى البنوك التونسية حسب التصريحات
املختلفة ملحافظي البنك املركزي ما بين 12500و 13500مليون دينار .وكان نصيب البنوك العمومية
منها أكثر من 5000مليون دينار أي مايفوق %20من جملة تعهداتها و %55من مجموع ديونها.
وقد جاء في تقرير البنك العاملي "الثورة غير املكتملة" الصادر في 24ماي ( 2014في الصفحة 18ثم
الصفحة 130من النسخة الفرنسية للتقرير):
" ّإن ضعف الحوكمة لدى البنوك العمومية الكبيرة في تونس ،قد أعاق املنافسة في النظام املصرفي
ّ
وأدى إلى ضعف األداء وانخفاض الكفاءة في تحويل املدخرات إلى الشركات واملشاريع.
فمجموع ما خصصته البنوك التونسية من تمويالت ملشاريع تعود لعائلة الرئيس املخلوع بن علي قد
بلغ حوالي %2,5من الناتج املحلي اإلجمالي ،أي ما يعادل %5من مجموع التمويل الذي يمنحه القطاع
املصرفي التونس ي .عالوة على ذلك ،فقد ّتم منح ما يقارب %30من القروض والتمويالت بدون ضمانات
سداد.
مثل هذه اإلخفاقات في الحوكمة تفسر إلى ّ
حد كبير الحجم الهائل من الديون العالقة وغير الخالصة
في امليزانيات العمومية للبنوك ،وهذا املعطى يفسر الصعوبات التي تشير إليها الشركات التونسية في
الوصول إلى التمويل واالقتراض من البنوك .حيث تعتبر %34من الشركات التونسية أن صعوبة
الحصول على تمويل ألنشطتها ومشاريعها أحد أهم العوائق لنشاطها وتطورها .ففي الوقت الذي كانت
فيه الدوائر القريبة من السلطة تحصل على التمويالت بدون قيود وال ضمانات وبأسعار فائدة جذابة،
فإن الشركات األخرى تحرم تقريبا من الوصول إلى التمويل وتوضع أمامها شتى أنواع العراقيل .والنتيجة
هي التكل فة الباهظة التي ستتحملها البالد سواء بشكل مباشر من خالل الخسائر املتراكمة لدى البنوك
العامة (تقدر بنحو 3إلى ٪5من الناتج املحلي اإلجمالي حتى نهاية عام )2012وبشكل غير مباشر من
خالل زيادة أثر البيئة غير التنافسية على القطاع الخاص".
وللتذكير فإن البنوك العمومية الثالث :الشركة التونسية للبنك وبنك اإلسكان والبنك الوطني الفالحي
تمثل العمود الفقري للقطاع املصرفي في تونس وتعود أهميتها إلى كون هذه املؤسسات تمثل %40من
حجم تداوالت االقتصاد التونس ي وتشارك األصول البنكية بنسبة % 23من قيمة التمويل اإلجمالي
لالقتصاد ،وتشغل هذه البنوك ما يقارب من 9000موظفا وتساهم بنسبة %3من الناتج الداخلي
الخام.
.1تقديم قروض دون ضمانات أو بضمانات وهمية وعدم استرجاعها
ساهمت حالة الفساد املستشري في اإلدارة التونسية وسياسة املحاباة والوالءات واالنتماءات في التعيين
على رأس البنوك العمومية والتصرف غير املسؤول في أموال املجموعة الوطنية في تدهور وضعية هذه
البنوك .فقد كانت العائلة الحاكمة في نظام بن علي تتصرف في أموال البنوك العمومية وتطالبها بإسناد
قروض دون ضمانات.
مولت البنوك العمومية الثالث (الشركة التونسية للبنك ،بنك اإلسكان ،البنك الوطني الفالحي) وقد ّ
شركات مرتبطة بعائلة الرئيس بمبالغ وصلت قيمتها 1750مليون دينار وما يقارب %30من هذه املبالغ
ّ
قدمت نقدا دون ّأية ضمانات للسداد ودون احترام للقوانين واملناشير املعمول بها.
وحيث أن سياسة املحسوبية وإهدار املال العام لم تكن تقتصر على الرئيس بن علي وحاشيته بل شمل
مجموعة من رجال األعمال الذين استفادوا من تسهيالت بنكية كبرى وقروض دون ضمانات بحكم
ّ
تحصل 126رجل أعمال على حوالي 7000مليون دينار من نفوذهم وقربهم من دائرة السلطة .فقد
ّ
البنوك العمومية (وهو مايمثل %25من ميزانية الدولة لسنة )2019طيلة فترة حكم الرئيس بن علي
دون إرجاعها إلى اليوم.
.2توظيف آلية اإلنقاذ الواردة بالقانون املتعلق باملؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية
ّ
وظف عدد من رجال األعمال وأصهار الرئيس بن علي وأفراد عائلته اآللية الواردة بالقانون عدد 34
للتحيل .حيث بعد الحصول على قروض ّ لسنة 1995املتعلق باملؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية
ضخمة من البنوك من دون تقديم ضمانات ،يتم اهدار جزء هام من هذه التمويالت لسوء التصرف
املالي أو بعد استعمالها في غير وجهتها ،وملا تصل هذه الشركات إلى حالة العجز عن تسديد ديونها للبنوك
املقرضة يتم اعتماد آلية التسوية الرضائية التي بمقتضاها يتم الحط والشطب اتفاقيا لجزء كبير من
الفوائض التعاقدية وفوائض التأخير (بلغت % 83,5في أحد امللفات) كما يتم الحط من أصل الدين
وجدولة الجزء املتبقي منه .علما وأن أصحاب هذه املؤسسات ال يلتزمون فيما بعد بقواعد التسوية
الرضائية في خرق تام لالتفاق املبرم وللمبادئ القانونية .ثم في مرحلة أخيرة وبعد تمطيط اآلجال وربح
الوقت يتم اللجوء إلى آليات التسوية القضائية بعد رجوع الحالة إلى ما كانت عليها ،ويقع تعيين خبير
عدلي شريك ومتعاون مع منظومة الفساد إلعداد برنامج إنقاذ على املقاس ،وبتوجيه من مستشار الدائرة
االقتصادية بالقصر املنجي صفرة الذي يقدم غالبا مذكرات للرئيس متضمنة القتراحاته ،يتم استصدار
أحكام قضائية على املقاس لشطب الديون الراجعة لتلك البنوك .وهكذا تظهر العملية للعموم وكأنها
عملية عادية إلنقاذ مؤسسة تمر بصعوبات اقتصادية.
وتجدر املالحظة أنه بالرغم من أن األمر يتعلق غالبا بأموال عمومية وتمويالت من بنوك عمومية وعلى
الرغم من أن قانون اإلنقاذ نص صلب الفصل 54فقرة 2منه على أن وزير املالية يختص باملوافقة
على إجراءات التسوية الخاصة بديون الدولة والجماعات املحلية واملؤسسات العمومية فإن هذا
اإلجراء غير محترم والترخيص غير موجود في أغلب امللفات املعنية وحتى إن توفر فإنه يكون بعد صدور
الحكم القضائي (في أحد امللفات ورد ترخيص وزير املالية بعد سنة ونصف من تاريخ صدور الحكم).
دون الحديث عن القروض التي تم نهبها في إطار شركات صورية أو شركات ترجع ملكية مناباتها وأسهمها
تعرضت له املنظومة املالية من عمليات فساد وتبيض أموال كشفت ملستشاري الرئيس وأبنائهم ،وال ما ّ
بعضها واقعة Suisse Luxeمنها أن 256تونسيا لهم ما ياقرب عن 679حسابا بقيمة 554,2مليون
يورو في بنك HSBCفي سويسرا.
.3توظيف الجهاز البنكي للتضييق على رجال األعمال
تم توظيف الجهاز البنكي للتضييق على العديد من رجال األعمال املشكوك في والئهم لنظام بن علي أو ّ
من الذين رفضوا الرضوخ إلمالءات بعض أفراد العائلة الحاكمة أو املقربين منها أو امتنعوا عن املشاركة
في بعض أدوارها املشبوهة فضال عن التضييق على الشركات التي يرغب بعض أفراد هذه العائلة أو
املقربين منهم االستيالء عليها.
حق مجموعة من الشركات فقد ثبت من خالل أعمال البحث والتحري حصول عديد االنتهاكات في ّ
ورجال األعمال.
الضحايا
أ .الدولة التونسية واملالية العمومية
رغم أن أجهزة الدولة التونسية كانت طرفا في االنتهاكات التي تعرض لها العديد من املواطنين والشركات
ورجال األعمال من خالل توظيف سلطاتها وأجهزتها وقوانينها وأدواتها للنهب والتحيل والتنكيل
ّ
والتضييق ،إال ّأن الدولة التونسية وماليتها العمومية كانت ضحية أيضا لعمليات نهب كبرى ،م ّما أضعف
قدراتها الدولة وأفرغ خزينتها وارتهن قرارها السيادي لرغبة وتوجيهات وشروط املقرضين.
ب .البنوك العمومية
رغم أن البنوك العمومية من خالل املسؤولين عنها كانت طرفا أساسيا في الفساد املالي الذي استشرى
في القطاع البنكي وشريكا في االنتهاكات التي تعرض لها العديد من املواطنين والشركات ورجال األعمال
من خالل توظيف صالحياتها وأجهزتها وامكانياتها املالية لتيسير عمليات النهب والتحيل والسرقة لثروات
الشعب وتحويل األموال العامة إلى حسابات بعض املتنفذين واملقربين منهم ،فضال عن أعمال التضييق
ُ
املالي وتجميد أصول وممتلكات بعض املغضوب عليهم من املعارضين أو املبعدين من دوائر القرار أو
املنافسين ألصحاب النفوذ...
إال أن البنوك العمومية كانت ضحية أيضا لعمليات النهب والتحيل ،بما أضعف رأس مالها وقدراتها
املالية وقدراتها على القيام بوظيفتها في االقراض ودعم االقتصاد الوطني ومن أبرز ضحايا الفساد املالي
في القطاع البنكي:
-بنك الجنوب،
-البنك التونس ي الفرنس ي (الذي كان يمثل جزءا من الشركة التونسية للبنك).
تقدر بعض الدراسات فضال عن تأثير األموال املنهوبة في تونس طيلة أ بعين سنة 2010/1970والتي ّ
ر
الدولية حجمها ب ـ ـ ـ 39مليار دوالر بما ّ
تسبب في إضعاف قدرة االقتصاد على توفير التمويالت الالزمة لدعم ّ
االستثمار وتطوير البنية التحتية وتحقيق التنمية املستدامة والتقليص من نسب البطالة والفقر وتنمية
الجهات الداخلية واملهمشة ،...،فإن الفساد الذي طال القطاع البنكي قد تسبب في إفالس العديد من
الشركات الناجحة وبيع العديد من الشركات العمومية وارتفاع كلفة املشاريع العمومية والخاصة
والتضييق على عديد من املستثمرين ورجال األعمال الفاعلين ،...،كما تسبب في ارتهان االقتصاد الوطني
لالقتراض الخارجي وإلى إرادة وتوجيهات وشروط الصناديق والبنوك الدولية والجهات املانحة...
ث .الشعب التونس ي
الضحية األكبر هو الشعب التونس ي ،حيث تسبب الفساد املالي بطريقة غير مباشرة في إفقار الشعب
وإضعاف القيمة الحقيقة ملمتلكاته ومداخيله من خالل تراجع قيمة الدينار واالرتفاع املتزايد لألسعار
وتفاقم الديون وزيادة الضغط الضريبي ...كما تسبب هذا الفساد في تدني جودة الخدمات العمومية
(صحة ،تعليم ،أمن ،قضاء ،خدمات إدارية )...وفي ضعف البنية التحتية (طرقات ،جسور ،سكك
حديدية ،مطارات )...،وعجز االقتصاد عن توفير مواطن الشغل وضمان العيش الكريم للمواطنين بما
ساهم بشكل مباشر في تفجر تحركات غضب شعبية متتالية كان أبرزها أحداث الثورة ( 17ديسمبر
14 - 2010جانفي ...)2011
فضال عن هذا ،فإن هذا الفساد قد تسبب في تعمير ّ
ذمة كل املواطنين ،لألجيال الحالية والالحقة ،بديون
خارجية ضخمة لم تكن طرفا فيها ولم تستفد منها ،لكنها ملزمة بآدائها والخضوع لشروط املقرضين.
ج .عدد كبير من الشركات الخاصة ورجال األعمال
من ضحايا الفساد املالي وتوظيف املنظومة املالية لتصفية حسابات سياسية أو لخدمة مصالح خاصة
وأغراض شخصية لطائفة من املقربين من الرئيس السابق بن علي نجد عددا كبيرا من الشركات
الخاصة ورجال األعمال .وسنكتفي بتقديم 9من امللفات املهمة من دون أن يكون هذا العدد شامال وال
كامال:
محمد الفاضل الدوالتلي -
عبد املجيد بودن ومؤسسة ABCIلالستثمار -
محمد خالد بوعزيز والشركة العاملية لإلدارة -
محمد البشير جغام -
علي بن الجيالني بن يوسف -
عبد املجيد قدور -
نور الدين ونبيل بن جميع -
7انظر مالحق
ّ
كما تجدر اإلشارة إلى أ ّن الدولة التونسية وقعت على محضر اتفاق 8مع ومجموعة االستثمار العربي
لألعمال التجارية) (ABCIبتاريخ 31اوت 2012مفاده ان تلتزم مجموعة ABCIبإعادة استثمار املبالغ التي
تحصلت عليها في اطار جبر الضرر الذي حكمت بها هيئة التحكيم الدولية لفائدتها وال تتمسك بحقها
الكامل في جبر ضرر من الدولة التونسية وفي املقابل تلتزم الدولة بتنفيذ االعتراف الرسمي بملكية ABCI
ّ ّ
للبنك الفرنس ي التونس ي) . (BFTإال أنه سرعان ما تراجعت الدولة على هذا االتفاق وخسرت فرصة
ذهبية للتخلص من ديون أثقلت كاهلها.
.4.2الخوصصة واالعتداء على الحقوق املدنية للمستثمرين
تكون البنك الفرنس ي التونس ي سنة 1879من طرف مستثمرين فرنسيين وقامت الدولة التونسية
بمصادرة البنك من مالكه الفرنس ي "دانينو "DANINOSسنة .1964
ّ
حركية في املجال البنكي حيث تكون بنك تونس العربي الدولي شهدت أواخر سبعينات القرن املاض ي
بعد إدماج فرع تونس للبنك البريطاني للشرق األوسط والشركة املرسيلية للقرض .وخالل سنة 1980
قام البنك الفرنس ي التونس ي بعملية ترفيع في رأس ماله عن طريق عرض إكتتاب عمومي بقيمة 2,5
مليون دينار في إطار سياسة الدولة لتخصيص جزء من املؤسسات البنكية.
سنة 1982قامت ّ
املؤسسة العربية املصرفية ABCI Internationalباكتتاب %50من رأس مال البنك
الفرنس ي التونس ي )يمثل فرع من الشركة التونسية للبنك( بقيمة 2,5مليون دينار لتصبح صاحبة أغلبية
ّ
تحججت بعدم وجود ترخيص خاص بالعملية ،وأن الترخيص التونسية ّ
ّ حقوق التصويت .إال أ ّن الدولة
املمنوح ال يمثل إال ترخيصا أوليا .وقامت بإيداع املبلغ بالبنك املركزي وتنزيل الفوائض بحسابات الشركة
التونسية للبنك .كما تم إدراج مبلغ 17.5مليون دينار من الديون العسيرة للشركة التونسية للبنك
وتحصيلها في حسابات البنك الفرنس ي التونس ي.
ورفضت املؤسسات املشرفة على القطاع البنكي ووزارة التخطيط واملالية االنصياع للقانون إلى حدود
سنة ،1985حيث تم بعد ذلك إنهاء اإلجراءات اإلدارية وتسليم اإلدارة للشريك األغلبي ،حيث انتخب
السيد عبد املجيد بودن املمثل القانوني للمؤسسة العربية املصرفية على رأس مجلس إدارة البنك
الفرنس ي التونس ي .وقامت انذاك إدارة البنك بإشعار الهياكل الرقابية والقضائية بوجود مخالفات
وتجاوزات ومغالطات بحسابات البنك خالل الفترة املنقضية.
ونظرا لتضارب املصالح واملسؤوليات للمسؤولين بالشركة التونسية للبنك والبنك املركزي ،تدخلت
مؤسسات الدولة لتحمي املتسببين في التجاوزات ،باستعمال بالسلطات التنفيذية والقضائية لتقديم
شكاية كيدية ّ
ضد الهياكل التي أثارت التجاوزات (املتمثلة في رئيس مجلس اإلدارة السيد عبد املجيد
بودن واملدير العام السيد عمر قراش) وذلك بتسخير كامل الجهاز التنفيذي للبنك املركزي والشركة
التونسية للبنك ومصالح وزارة املالية والجهاز القضائي من محاكم وخبراء عدليين.
بالزج بالسيد عمر قراش املدير العام بالبنك في السجن بسبب رفضه االدالء بشهادةانتهت هذه الفترة ّ
ّ
القضائية التي أطلقها نتيجة سوء التصرف زور للضغط بها على الشريك األجنبي للتخلي عن التتبعات
وتزوير حسابات البنك خالل الفترة السابقة.
ّ
لم يتوقف استعمال السلط القضائية والتنفيذية عند هذا الحد بل أصدر حكم قضائي بسجن عبد
املجيد بودن وتعيين متصرف قضائي على رأس البنك الفرنس ي التونس ي ولجوء الشريك األجنبي بعد
إجباره على التخلي على مساهمته في إطار عملية مقايضة إلى التحكيم الدولي بالخارج.
.4.3توزيع القروض دون ضمانات
تواصل مسلسل التجاوزات بالبنك الفرنس ي التونس ي خالل فترة اشراف توفيق بالحاج ومنير القليبي
امللحقين من البنك املركزي حيث قام البنك بتقديم قروض دون ضمانات لرجال اعمال مقربين من
النظام ولم يسع إلى استخالصها وقام بشطب أغلبها .تجاوزت خالل هذه الفترة الوجيزة قيمة القروض
املمنوحة األلف مليون دينار.
رغم عدم تعاون مصالح البنك املركزي ،املكلف قانونيا بمراقبة العمليات البنكية والسهر على سالمة
تحصلت الهيئة على وثائق ّ
توصلت بها إلى ّ
أهم املنتفعين ّ املعامالت واحترام تراتيب عمليات اإلقتراض،
ّ
بالقروض املتضخمة:
مؤسسات لطفي عبد الناظر -
مؤسسات محمد مقني -
مقاوالت يوسف اللطيف -
مؤسسات شفيق الجراية -
مؤسسات عماد الطرابلس ي -
مؤسسات رشيد الحمامي -
مؤسسات الطاهر بلحسن -
مجموعة طارق الفوراتي -
مجموعة شكري الشافعي -
مؤسسات مفتاح الحاج بلقاسم -
مجموعة محمد وبشير ماجوري -
مجموعة عبد الرافيع كمون -
ُ
بالبنك املركزي )الهيكل املشرف على سالمة العمليات البنكية بالبالد التونسية( ،التي تعن بمتابعة ملف
التجاوزات.
لم يقف تضارب املصالح عند هذا الحد .بل قام منير القليبي بنفسه باختيار مكتب املحاماة باملراكنة،
وبقي لسنوات املتابع الوحيد ألعمال املكتب الذي يمثل البالد التونسية لدى الهيئات التحكيمية الدولية
املنتصبة للنظر في ملفات البنك الفرنس ي التونس ي.
الكلفة الجملية ألتعاب هذا املكتب تجاوزت 50مليون يورو .قامت الدولة بتحويلها دون أدنى ضمانات
الجدية والرقابة املستوجبة من مصالحها التعديلية والرقابية ،خاصة في مادة التصرف حيث كان السيد
منير القليبي املشرف الفعلي األول على هذه العمليات.
.4.5استعمال القضاء للضغط على الخصم
سياسة الهروب إلى األمام ومحاولة دفن التجاوزات مثل الحل السهل الذي واصلت في انتهاجه مصالح
البنك املركزي للخروج من األزمة املتعلقة بهذا البنك .حيث واصلت الدولة من خالل مصالح رئاسة
الحكومة سنة 2011ابتزاز الشريك األجنبي ABCI Internationalبالتعهد بعدم تتبع املسؤولين
السابقين بالبنك ومن أهمهم توفيق بالحاج ومنير القليبي (امللف تعهد به الكاتب العام للحكومة رضا
بالحاج شقيق املتهم األساس ي توفيق بالحاج).
قامت السلطات التونسية من سنة 1987إلى يومنا هذا باستغالل القضاء إلرغام السيد عبد املجيد
بودن على التنازل عن القضايا التي رفعها ضد الدولة باسم الدفاع عن املصالح العليا للدولة .كما
شملت التتبعات انتهاكات تمس بالحريات العامة نذكر منها اإلقامة الجبرية وعدم مغادرة البالد وعقوبات
سجنية في حقه.
وأقرت محكمة التعقيب 9سنة 2012بتوظيف القضاء خالل املتابعات واملالحقات السابقة للسيد عبد
املجيد بودن ،املمثل القانوني للشريك األجنبي.
رغم ذلك ،واصلت السلطات التونس ّية تضييقاتها وهرسلتها في حق املدعى عليه عبر إعادة التتبعات
الجزائية وإرساء بطاقات حمراء وبطاقات جلب وطنية ودولية.
كما تم تجديد التتبعات بإصدار بطاقات الجلب والتمظهر دوليا ووطنيا عبر Interpol10سنة 2016
و .2018لكن اعترفت Interpolفي 4جويلية 2018ان التتبعات ليست قانونية ولها جانب سياس ي بحت
كما قامت بإلغائها.
.4.6اإلنتهاكات
تمثل قضية البنك فرنس ي التونس ي حالة نموذجية لفساد 11مستشرى في املؤسسات العمومية
مقترنة بمالحقة قضائية تجمع الجرائم التالية:
-سوء استخدام النفوذ ملسؤولين حكوميين للتأثير في ممارسة مهامهم الرسمية والستخالص
منافع خاصة أو ملنافسة غير شريفة.
-التواطؤ بين السلطة السياسية والسلطات املحلية والقطاع الخاص في ارتكاب جريمة اختالس
وتدليس ملعطيات محاسب ّية.
-توظيف القضاء واستعمال السلط القضائية البتزاز مستثمرين خواص ورفض تتبع منتهكين
ومسؤولين عن فساد..
-خيانة مؤتمن في إدارة األموال العمومية
-املخاطر التي تهدد البنك املركزي التونس ي في قدرة الدولة على الخالص واستقرار النظام املالي
الوطني.
ّ
-تضارب مصالح :الوزير املكلف باإلشراف على القطاع البنكي عضو مؤسس وشريك فاعل في
مؤسسة بنكية.
-تفعيل صندوق ضمان الودائع البنكية واثقال كاهل االقتصاد الوطني بأعباء إضافية ،وذلك لتوفير
مؤونة بقيمة 400مليون دينار ،خاصة بملف البنك الفرنس ي التونس ي ،عمال بتوصية صندوق
النقد الدولي في هذا الباب
رغم عدم وجود مبرر ،استولى منير القليبي على جميع الوثائق الخاصة بالبنك ومصادرتها بمكتبه بالبنك
املركزي ،أين واصل االشراف على امللف حتى بعد احالته على التقاعد ولم يتحرر من قبضته اال بعد
وفاته.
كما عين منير القليبي ونادية قمحة ،ممثلي البنك املركزي ،في إدارة الشؤون القانونية واإلدارة العامة
للرقابة البنكية .على إثر ذلك ،اقترحا تصفية البنك خالل املجالس الوزارية املنعقدة بهذا الخصوص،
دون اإلشارة إلى استخالص الديون املتضخمة الناجمة عن عمليات الفساد واملحاباة واملسؤولين عنها
وتتبع املسؤولين عنها لدى املحاكم.
تربطهم عالقات عائلية وقرابة أو صداقة أو مصاهرة بالرئيس السابق من إمتيازات غير معهودة سواء
مباشرة لدى مسؤولي البنك أو عن طريق البنك املركزي وذلك باإلعتماد أساسا على قانون 1995الذي
بعث إلنقاذ املؤسسات التي تشهد صعوبات إقتصادية والذي ّ
تم توظيفه إلصدار أحكام قضائية تقض ي
بالحط من فوائض التأخير والفوائض التعاقدية أو حتى من أصل الدين ،فتم تحويل هذا القانون من
مقصده لقضاء مآرب خاصة.
13 .1.1الـحـط بــدون مـوجــب لـلـقــروض وإسناد إمـتـيــازات ّ
بنكية
ملف ش ــركات ل ــزهر س ـ ــطا
سنتناول في هذا السياق ملف طرح الديون البنكية املسندة من الشركة التونسية للبنك واملتخلدة بذمة
الشركات التابعة للزهر سطا:
بالرجوع إلى ملف شركة إسمنت قرطاج تبين وأن املنسوب إليه لزهر سطا والشركات التابعة له قد
ّ
تمتع بطرح جزئي من الديون املتخلدة لفائدة عدة بنوك عمومية والتي بلغت قيمتها 52,223مليون
دينار.
وتجدر اإلشارة أن مجموعة هذه البنوك تملك رهنا عقاريا من الدرجة األولى على العقار املسمى "بالسكوم
األدهم" موضوع الرسم العقاري عدد 41020والكائن بجبل الرصاص والذي يملكه لزهر سطا والذي
ساهم به في مشروع بناء معمل إسمنت قرطاج واملقدر بعد إعادة تقييمه من طرف الخبير العدلي جمال
الدين بن رمضان عند إحداث الشركة بما قيمته 130مليون دينار وهو ما يؤثر إيجابيا على تحسين
مردودية الشركة وإرتفاع فرص اإلستخالص.
ّ ّ
إال أنه رغم هذه القيمة املرتفعة لألرض اململوكة من طرف لزهر سطا وشركائه ،فإن البنوك قامت
مصنفة كديون هالكة بلغت قيمتها 16,919مليون ّ
بإسقاط جزء هام من هذه الديون التي أصبحت
تمر بصعوبات إقتصادية ،وليس هناك دينار سنة 2010بدون سبب .حيث لم تكن شركات لزهر سطا ّ
أي صعوبات تنفيذية بل إ ّن األمر يتعلق بدخول املنسوب إليه بلحسن الطرابلس ي صهر الرئيس السابق
كشريك في مؤسسات لزهر سطا.
وتجدر اإلشارة أيضا أن البنوك قامت حسب العقد املسجل بتاريخ 27ماي 2010بتمويل املشروع
بقروض بنكية جديدة بمبلغ جملي قيمته 357مليون دينار.
13انظر مالحق
وحيث بلغت قيمة الدين املتخلد بذمة لزهر سطا وشركاته في الشركة التونسية للبنك 27,306مليون
دينار وقد تخلت هذه األخيرة على مبلغ قيمته 8,306مليون دينار.
اإلنتهاكات
-خرق أحكام منشور البنك املركزي عدد 24لسنة 1991املؤرخ في 17ديسمبر 1991املتعلق بتوزيع
املخاطر وتغطيتها ومتابعة التعهدات.
-عدم الحصول على ترخيص وزير املالية قبل القيام بعملية الحط من ديون شركات لزهر سطا.
14
مـلـف مجمع ال ـطــاه ــر ال ـع ـت ــروس
ّ
شهد مجمع الطاهر العتروس صعوبات مالية حادة ومتخلدات بنكية هامة بلغت قيمتها 126مليون
ّ
دينار في موفى سنة 2009توزعت كما يلي:
-الشركة التونسية للبنك 27مليون دينار
14انظر مالحق
-جميع أعضاء اللجان التابعة للشركة التونسية للبنك والبنك الوطني الفالحي وكذلك أعضاء
مجالس اإلدارة ولجان اإلسقاط ولجان القروض واملسؤولين الذين وافقوا على الحط من
القروض.
15
مـلـف م ـق ــاوالت ي ــوسـف الـلـطـيــف
بلغت متخلدات الديون البنكية ملقاوالت يوسف اللطيف سنة 2000ما قيمته 44,329مليون دينار
طبقا ملا ورد في كتب اإلتفاق املمض ى 16بين مقاوالت يوسف اللطيف ومجموعة البنوك الدائنة
العمومية والخاصة بتاريخ 08سبتمبر .2000
وقد ّ
تمتعت هذه األخيرة بإعادة جدولة جزء من مجموع ديونها وذلك بتجميعها وتصنيفها كقرض جديد
طويل املدى على مدة 11سنة مع سنتين إمهال بنسبة فائدة TMM+ 1%بقيمة 27,258مليون دينار
مقابل الترفيع في رأس مال املؤسسة بـ ـ 02مليون دينار مقسمة على سنتي 2000و 2001بمعدل 01
مليون دينار عن كل سنة وشطب الجزء اآلخر البالغ قيمته 15,390مليون دينار مما ّ
صيره دينا هالكا.
وتجدر املالحظة أن مجموع ديون البنك الوطني الفالحي والشركة التونسية للبنك وبنك اإلسكان
وبنك الجنوب بوصفها بنوكا عمومية قد بلغ 36,1مليون دينار ّ
تم شطب ما قيمته 12,5مليون دينار
منها وإعادة جدولة
اإلنتهاكات
خرق أحكام قانون 10جويلية 2001املتعلق بمؤسسات القرض -
خرق أحكام قانون 19سبتمبر 1958املتعلق بتنظيم البنك املركزي -
ّ
خرق أحكام القانون عدد 52لسنة 2000املؤرخ في 11ماي 2000واملتعلق بسند القرض. -
خرق أحكام مجلة الحقوق العينية (قواعد الضمان العام). -
خرق أحكام الفصل 242من مجلة اإللتزامات والعقود (القوة امللزمة للعقد وآداء اإللتزام مع تمام -
األمانة).
ّ
.1.2حـط ديـون الـمـؤس ـســات الـتي تـمر بـصعـوبـات إقـتـصـاديـة وتـمـتـيـعـها بـإمـتـيـازات بـنـكـيـة
15انظر مالحق
16أنظر النسخة املصاحبة من كتب اإلتفاق
17انظر مالحق
وأصدرت املحكمة اإلبتدائية قرارا يقض ي باملصادقة على هذا البرنامج بتاريخ 26مارس ،2008علما
وأن قيمة مبلغ الدين الجملي إلى غاية املصادقة على برنامج اإلنقاذ بلغ 112.157.418دينار مقسما
بين بنوك عمومية وخاصة ومؤسسات مالية.
وتجدر املالحظة أن دين الشركة التونسية للبنك بلغ قيمته 39.345.254دينار وهو ما يمثل نسبة %35
من قيمة الدين الجملي.
على أنه إثر البدء في تنفيذ برنامج اإلنقاذ في بداية سنة ،2010تراءى للشركة أنه لضمان حسن سير
النزل يتعين إدخال مستثمرين أجانب لضخ أموال جديدة تستوجبها أشغال الصيانة لتحسين خدماته.
حيث إشترط هؤالء املستثمرون الجدد خروج الشركة من مرحلة التسوية القضائية وتم بالتالي إدخال
تعديل في برنامج اإلنقاذ يتم بمقتضاه:
❖ خالص %65من أصل الدين املصادق عليه بموجب حكم التسوية (في حدود 34مليون دينار
إضافة إلى 3،5مليون دوالر أمريكي).
❖ خالص الفوائض املتأتية من السنتين السابقتين (بداية من صدور قرار املصادقة على برنامج اإلنقاذ)
على أن يقع طرح %35من أصل الدين املذكور أعاله والفوائد التعاقدية املجمدة التي تحل آجالها
بداية من 2023والتي تبلغ 10,5مليون دينار باإلضافة إلى حوالي 42ألف دوالر أمريكي.
مما سبق بيانه أن"شركة تونس الخليج السياحية" قد تمتعت من خالل عملية التسوية يستخلص ّ
القضائية في مرحلتيها بطرح ديون هامة تجاه القطاع البنكي .وهو ما يمثل إخالال بمصالح البنوك
العمومية الدائنة حيث تم تقديم املصلحة الخاصة بأفراد عائلة الرئيس السابق على مصلحة املساهمين
في رؤوس أموال البنوك ،وكذلك على املصلحة العامة وذلك عبر التنازل عن أموال املجموعة الوطنية
لفائدة فئة خاصة إستغلت صلة القرابة مع الرئيس السابق لتوظيف القطاع البنكي في خدمة مصالحها.
اإلنتهاكات
عدم اإللتزام بمحتوى التسوية الرضائية وهو ما يشكل خرقا ألحكام الفصل 242من مجلة -
اإللتزامات والعقود الذي أقر مبدأ القوة اإللزامية للعقود واإلتفاقات.
خرق أحكام الفقرة 2من الفصل 13من القانون عدد 34لسنة 1995املؤرخ في 17أفريل 1995 -
الذي ينص على ّأن .....":جدولة الديون مهما كانت طبيعتها ال تتجاوز الثالث سنوات "....
خرق أحكام منشور البنك املركزي عدد 24لسنة 1991املؤرخ في 17ديسمبر 1991املتعلق بتوزيع -
املخاطر وتغطيتها ومتابعة التعهدات.
خرق أحكام الفصول 24و 34من القانون عدد 65لسنة 2001املؤرخ في 10جويلية 2001املتعلق -
بمؤسسات القرض.
-خرق أحكام الفصل 33من القانون عدد 90لسنة 1958املؤرخ في 19سبتمبر 1958واملتعلق
بإنشاء وتنظيم البنك املركزي واملنقح بمقتض ى القانون عدد 26لسنة 2006املؤرخ في 15ماي
.2006
-عدم الحصول على ترخيص وزير املالية قبل القيام بعملية الحط من الديون البنكية.
املنسوب إليهم االنتهاك
بلحسن الطرابلس ي :بصفته الرئيس املدير العام للشركة -
صالح الذهيبي :بصفته املتصرف القضائي -
العروس ي بيوض :رئيس مدير عام الشركة التونسية للبنك من 2004/08/04إلى .2008/09/03 -
توفيق بكار :بصفته محافظ البنك املركزي -
محمد رشيد كشيش :بصفته وزير املالية -
املنجي صفرة :املستشار االقتصادي برئاسة الجمهورية -
آسيا العياري :القاضية التي قامت بفتح التسوية القضائية للشركة -
خموس ي بوعبيدي :قاض ي بالدائرة التجارية -
هالة سالمة :قاضية بالدائرة التجارية -
حافظ العبيدي :ممثل النيابة العمومية -
إيناس معطر :القاضية املراقبة املعينة من طرف املحكمة -
ماهر الدريوش :مسؤول بالشركة التونسية للبنك -
نجوى بن عثمان :مسؤولة بالشركة التونسية للبنك -
الهادي الحمروني :مسؤول بشركة إستخالص الديون -
منذر رورو :مسؤول بالشركة التونسية إلسخالص الديون -
نجاة الدواس :محامية الشركة التونسية للبنك -
محمد صالح البريكي :محامي شركة تونس الخليج السياحية -
عائدة الشريف :محامية شركة تونس الخليج السياحية -
عفيف بن يونس :محامي شركة تونس الخليج السياحية -
18انظر مالحق
-خرق أحكام الفصل 33من القانون عدد 90لسنة 1958املؤرخ في 19سبتمبر 1958واملتعلق
بإنشاء وتنظيم البنك املركزي واملنقح بمقتض ى القانون عدد 26لسنة 2006املؤرخ في 15ماي
.2006
-خرق أحكام الفقرة 2من الفصل 39من القانون عدد 34لسنة 1995املؤرخ في 17أفريل 1995
واملتعلق بإنقاذ املؤسسات التي تمر بصعوبات إقتصادية.
-عدم الحصول على ترخيص وزير املالية قبل القيام بعملية الحط من الديون البنكية.
-موافقة اللجنة الداخلية بوزارة املالية على برنامج اإلنقاذ املقترح من املتصرف القضائي املنتدب
قبل املصادقة عليه من طرف املحكمة.
املنسوب إليهم االنتهاك
-صالح الذهيبي :املتصرف القضائي
-املنجي صفرة :الوزير املستشار لدى رئيس الجمهورية السابق
-رجاء إسماعيل :الخبيرة املحاسبة
-العجمي الدواس :املمثل القانوني لشركة حورية بالص.
.......... -
ملف شركة Agromedلصاحبها ل ـط ـف ــي ع ـب ــد ال ـنــاظ ــر19
تفيد املذكرة عـ ـ2009/80ــدد الصادرة عن البنك املركزي بتاريخ 27أكتوبر 2009واملوجهة ملستشار
الرئيس السابق والتي تتعلق بوضعية مجمع لطفي عبد الناظر وإحداث وحدة إلنتاج املعدات الصحية
بوالية قفصة ،أن الوضعية املالية للمجمع قد إتسمت بثقل مديونيته البنكية وتنامي املتخلدات لدى
ّ البنوك املمولة والتي ّ
تم الحط منها في شهر أوت 2009إلى 7,3مليون دينار .وتجدر املالحظة أن مجمع
مر بعدة صعوبات مالية وقد تم وضع برنامج تطهير للمجمع بداية من سنة .2001 لطفي عبد الناظر ّ
ورغم تعدد برامج التطهير وما ترتب عنها من خسائر للبنوك في شكل التخلي عن املستحقات ،فإن
الوضعية املالية بقيت تشكو اختالالت نتيجة إنجاز بعض اإلستثمارات دون توفير موارد التمويل
الالزمة.
ومن بين شركات املجمع التي شهدت برامج إنقاذ ،نجد شركة Agromedصاحبة السجل التجاري
B1535541996التي شهدت صعوبات مالية ّأدت بها إلى اإلنتفاع بإجراءات التسوية الرضائية في مرة
أولى في 14جويلية 2007وتكليف شركة "خبرة وإستشارة مالية " في شخص ممثلها القانوني السيد
صالح الذهيبي بإنجاز عملية توفيق بين كل من كتلة البنوك وشركة .Agromedوقد بلغت قيمة
19انظر مالحق
الديون املتخلدة بذمة هذه األخيرة لغاية 31جويلية 2006ما قيمته 36,7مليون دينار .وكان نصيب
البنوك العمومية كما يلي:
-الشركة التونسية للبنك 6,9 :مليون دينار
-البنك الوطني الفالحي 1,2مليون دينار
كما تمتعت نفس الشركة Agromedوللمرة الثانية على التوالي بإجراءات التسوية الرضائية وكان ذلك
بتاريخ 16جويلية 2009وقد تم تعيين صالح الذهيبي للمرة الثانية كمصالح بين الشركة ودائنيها الذي
قام بإعداد تقرير املصالحة والذي صادقت عليه املحكمة اإلبتدائية بتونس 1بتاريخ 15أوت 2009
طبقا ألحكام الفصل 13جديد من قانون عدد 35لسنة .1995
وقد واصلت الشركة نشاطها طبقا لهذا البرنامج الواقع إعداده إال أنها لم تتمكن من تنفيذه فتم إبرام
إتفاقية إطارية جديدة لتعديل إتفاق التسوية الرضائية في القضية عدد 264املنشورة باملحكمة
اإلبتدائية تونس 1وذلك بعرض أغلب املساهمين في رأس مال الشركة ( ECP MENAو )AIGبيع
مساهماتهم والتي تمثل %53من رأس املال ألحسن عارض قادر على مواصلة نشاط املؤسسة .وقد أرس ى
العرض على مجمع بولينا بإعتباره أحسن عارض بعد جلسة 13ديسمبر 2010املنعقدة بالبنك املركزي
والتي تم بمقتضاها الترفيع في قيمة بيع أسهم شركة Agromedملجمع بولينا بمبلغ قدره 1.200.000
دينار بعد أن كان 362.000دينار واإللتزام بخالص 4,7مليون دينار ناجزا لفائدة املؤسسات املالية
تم الحط من دينها األصلي والذي قدر ب 26,2مليون دينار إلى غاية 30نوفمبر .2010 الدائنة بعد أن ّ
علما و ّأن من بين البنوك التي وقع الحط في ديونها نجد بنكين عمومين وهما الشركة التونسية للبنك
والبنك الوطني الفالحي وفقا ملصادقة وزير املالية بموجب املكتوبين عــدد 1465وع ــدد 1464املؤرخين
في 28ديسمبر .2010
و لتمكين املؤسسة من تطهير وضعيتها مع القطاع املالي تحصلت شركة Agromedعلى قرض جديد
بقيمة 4,7مليون دينار من طرف البنك الوطني الفالحي والبنك التونس ي الليبي بمدة سداد 15سنة
وبنسبة فائدة تساوي %0,75 + TMMيتم تخصيصه لفائدة املؤسسات املالية الدائنة على أساس
املديونية البالغة 4,7مليون دينار مع تعهد مجمع بولينا بخالص قيمة القرض ناجزا وبالتالي أصبحت
الذمة املالية لشركة Agromedعامرة في خصوص الديون املسجلة مع املؤسسات املالية وتم رفع كل
التوظيفات والرهون والضمانات السابقة املقدمة من طرف املؤسسة ومساهميها لفائدة املؤسسات
املالية.
اإلنتهاكات
-خرق أحكام منشور البنك املركزي عدد 24لسنة 1991املؤرخ في 17ديسمبر 1991املتعلق بتوزيع
املخاطر وتغطيتها ومتابعة التعهدات.
-خرق أحكام الفصول 24و 34من القانون عدد 65لسنة 2001املؤرخ في 10جويلية 2001املتعلق
بمؤسسات القرض.
-خرق أحكام الفصل 33من القانون عدد 90لسنة 1958املؤرخ في 19سبتمبر 1958واملتعلق
بإنشاء وتنظيم البنك املركزي واملنقح بمقتض ى القانون عدد 26لسنة 2006املؤرخ في 15ماي
.2006
-مصادقة وزير املالية بتاريخ 28ديسمبر 2010على طرح جزء من املديونية الراجعة للشركة التونسية
للبنك طبقا ألحكام الفقرة 2من الفصل 57من القانون عدد 34لسنة 1995املتعلق بإنقاذ
املؤسسات التي تمر بصعوبات إقتصادية (فترة أحداث الثورة 17ديسمبر 14 / 2010جانفي )2011
وبعد سنة ونصف من مصادقة املحكمة اإلبتدائية بتونس على برنامج اإلنقاذ الذي كان من
املفروض أن يحظى بموافقة وزير املالية قبل صدور الحكم بتاريخ 15أوت .2009
املنسوب إليهم االنتهاك
صالح الذهيبي :املتصرف القضائي -
وزير املالية آنذاك -
املديرين العامين للبنك الوطني الفالحي والشركة التونسية للبنك -
توفيق بكار :محافظ البنك املركزي -
املنجي صفرة :املستشار اإلقتصادي للرئيس السابق -
عبد الرحمان بوراس :وكيل رئيس املحكمة اإلبتدائية تونس 1 -
لطفي عبد الناظر :صاحب املجمع -
فوزي بن شعبان :املدير العام املساعد لشركة "أقروماد" -
وبتاريخ 31ديسمبر 1999تم ضبط الديون املتخلدة بذمة شركة اآلجر العصري بقرمبالية لفائدة
املؤسسات البنكية العمومية والخاصة بما قيمته 23,604مليون دينار.
ّ
الرضائية من طرف املحكمة اإلبتدائية بأريانة بتاريخ 06سبتمبر وقد تمت املصادقة على إتفاق التسوية
2000إال أ ّن محاولة تنفيذ الصلح بين الشركة ودائنيها لم يقع إنجازه نظرا لتفاقم الصعوبات الفنية
التي تعرضت لها الشركة واملشاكل التي يعاني منها القطاع وترتب عن ذلك تفاقم مديونتها لدى كتلة
موفى ديسمبر 2003ماقد ه 29,422مليون دينار وتشمل أصل ّ ّ
الدين والفوائض ر البنوك والتي بلغت
ّ
التصرف قصيرة املدى. التعاقدية وفوائض التأخير والقرض الرقاعي وقروض
ولتجاوز جملة هذه الصعوبات إتصل املدعو دريد بن الحبيب عمار بصفته كفيال عينيا وشخصيا
بالتضامن بكتلة البنوك الدائنة طالبا تغيير هيكلة رأس املال وإدخال مستثمرين جدد تكون لهم خبرة
هامة في اإلدارة والتصرف في وحدات العمل في قطاع صناعة اآلجر وكان نتيجة ذلك الحصول على موافقة
املمثل القانوني لشركة صناعة اآلجر بزرمدين على املساهمة في رأس مال املؤسسة وإعادة تنشيطها
شريطة أن تعدل مديونية الشركة حتى يتمكن من اإلنخراط فيها وقد قبلت كتلة البنوك هذا التمش ي
بعد مصادقة املحكمة.
وتنفيذا ملا تم اإلتفاق عليه مع كتلة البنوك الدائنة تم طرح جزء كبير من قيمة املديونية الذي شمل
ّ
التعاقدية وفوائض التأخير ونسبة هامة من أصل الدين والقرض الرقاعي ،لتصل قيمة طرح الفوائض
الشطب 24,562مليون دينار أي ما يمثل % 83.48من قيمة مجموع الديون.
ّ
العمومية 14,268مليون دينار شطب منها 11,91مليون دينار. هذا وقد كانت قيمة ديون البنوك
وتجدر املالحظة أن شركة اآلجر العصري بقرمبالية قد تعهدت بخالص مبلغ الدين بعد الطرح ناجزا
مقابل رفع كافة الرهون والترسيمات.20
اإلنتهاكات
-موافقة إدارة الشركة التونسية للبنك دون الرجوع إلى لجنة إسناد القروض على جدولة نسبة من
أصل الدين على مدى 15سنة مع توظيف نسبة فائض ب %8والسماح للشركة بإيداع باقي أصل
الدين بحساب جاري دون فوائض يتم خالصه إثر خالص القرض موضوع الجدولة.
-خرق أحكام الفقرة 2من الفصل 13من القانون عدد 34لسنة 1995املؤرخ في 17أفريل 1995
واملتعلق بإنقاذ املؤسسات التي تمر بصعوبات إقتصادية.
20انظر مالحق
-عدم الحصول على املصادقة املسبقة من طرف وزير املالية إلسقاط الديون املقدرة ب 24,562
مليون دينار طبقا ألحكام الفصل 57من قانون إنقاذ املؤسسات التي تمر بصعوبات إقتصادية.
املنسوب إليهم االنتهاك
صالح الذهيبي :املتصرف القضائي -
البشير علية :رئيس املحكمة اإلبتدائية بمنوبة -
محمد الدواس :محافظ البنك املركزي -
دريد بن الحبيب عمار :صاحب الشركة -
السيد الشرشاري :املمثل القانوني لشركة صناعة اآلجر بزرمدين -
الرؤساء املديرين العامين للبنك الوطني الفالحي والشركة التونسية للبنك وبنك الجنوب سنة -
.2004/ 2003
.2ال ـقـ ــروض ال ـه ــال ـكــة les crédits carbonisées
في هذه الصورة يتم إعتماد خطة لإلقراض دون ضمانات إذ يكفي أن يقدم الحريف ملفا عاديا للحصول
ويدون جميع البيانات املطلوبة في إستمارة القرض وبعد مدة تحصل املقابلة مع إدارة البنك على قرضّ ،
التي تكون شريكة في هذه العملية ليتم إعادة جدولة القرض كنوع من التمويه وإسقاط الضمانات قبل
أن يتم تصنيفه في نهاية املطاف.
ملف ال ـقـروض الهالـكـة فـي الـبـنـك الـفـرنـسـي الـتـونـسـي:21
بتاريخ 27أكتوبر 2008تحصلت مؤسسات يوسف اللطيف على قرض من طرف البنك الفرنس ي
التونس ي بقيمة 02مليون دينار مقابل ضمان .وفي 10ديسمبر 2008تم إسقاط الوديعة اإلئتمانية
عن طريق مذكرة بخط يد منير القليبي وبهذه الطريقة إختفى هذا املبلغ من حسابات الدولة.
وتجدر املالحظة أن كل من يوسف اللطيف وشفيق الجراية قد تحصال على قروض من البنك الفرنس ي
التونس ي تبلغ قيمتها قرابة 200مليون دينار وهو ما تثبته وثيقة كشف الحسابات الصادرة عن اإلدارة
املركزية للقروض إلى غاية سنة .2013
وقد أسند البنك الفرنس ي التونس ي عدة قروض إلى عدة مؤسسات أدرجت جميعها ضمن الديون غير
ّ
املتمتعين بها عماد الطرابلس ي ولطفي عبد الناظر املسددة وناهزت قيمتها 700مليون دينار ومن بين
وشفيق الجراية والطاهر بن حسين...
21انظر مالحق
اإلنتهاكات
-خرق أحكام منشور البنك املركزي عدد 24لسنة 1991املؤرخ في 17ديسمبر 1991املتعلق بتوزيع
املخاطر وتغطيتها ومتابعة التعهدات.
-خرق أحكام الفصول 24و 34من القانون عدد 65لسنة 2001املؤرخ في 10جويلية 2001املتعلق
بمؤسسات القرض.
-خرق أحكام الفصل 33من القانون عدد 90لسنة 1958املؤرخ في 19سبتمبر 1958واملتعلق
بإنشاء وتنظيم البنك املركزي واملنقح بمقتض ى القانون عدد 26لسنة 2006املؤرخ في 15ماي
.2006
-خرق أحكام املنشور عدد 47لسنة 1987املؤرخ 23ديسمبر 1987واملتعلق بطرق منح القروض
ومراقبتها وإعادة تمويلها.
-خرق أحكام منشور البنك املركزي عدد 04لسنة 1980املؤرخ في 31جانفي 1980املتعلق بمركزية
املخاطر البنكية.
.3ال ـقـ ــروض ال ـخ ـ ــاسرة les crédits perdus
تعتمد هذه اآللية على إقراض الحريف ومن ثم إنتظار األجل األقص ى للتسديد ،عند هذه املرحلة يتوجه
البنك إلى القضاء ليرفع دعوى ضد املدين دون تقديم األدلة والوثائق الالزمة إلثبات عدم سداد القرض
وهنا ستحكم املحكمة لصالح املقترض وسيضطر البنك الذي خسر القضية إلى تسجيل قيمة القرض
كخسارة وهي آلية سهلة وفعالة دون رقابة أو أثر كما أنها تمثل بالنسبة للمستفدين وسيلة شبه دائمة
لإلثراء خصوصا وأن أجهزة الرقابة تخضع لسلطة وتحكم البنك.
لم تتلق الهيئة ملفات في هذا الصنف من التجاوزات لذلك إقتصر نظرها على تقديم التجاوز وآليات
إرتكابه.
.4ال ـ ـقـ ــروض ب ــإم ـت ـيـ ــازات ب ــن ـك ـي ــة les crédits avec des privilèges
يمكن تعريف اإلمتيازات البنكية بكونها جملة اإلمتيازات التي يتم منحها للحريف عند حصوله على قرض
وتتوزع هذه اإلمتيازات على عدة أصناف وهي :قرض بدون ضمانات أو ضمانات غير كافية أو ضمانات
لم يقع تقييمها وقروض بنسب فوائض منخفضة وأقل مما هو متعامل به.
22
م ـل ــف شـ ــرك ـ ــة Enjoy Hôtels collection
طبقا ملا ورد في وثائق ملف تم إيداعه من طرف بنك اإلسكان لدى اللجنة الوطنية لتقص ي الحقائق
حول الرشوة والفساد والواقع إحالته إلى هيئة الحقيقة والكرامة تبين وأن شركة enjoy hôtels
collectionsلصاحبها عماد الطرابلس ي قد تحصلت على ضمانين بنكيين من قبل بنك اإلسكان :األول
كان بتاريخ 2010/12/04بقيمة 2.124.000دينار والثاني بتاريخ 2010/12/06بقيمة 1.062.000دينار.
وتجدر املالحظة أن هذه الشركة قد تم تأسيسها بتاريخ 2010/10/28برأس مال ال يتجاوز 150ألف
دينار تم تحرير ربعه فقط أي قبل حصولها على الضمانات البنكية بشهرين وبالتالي لم تمارس هذه
الشركة أي نشاط فعلي ولم تقدم للبنك ما يمكنها من الحصول على مثل هذه الضمانات إضافة إلى
تحصل هذا األخير على قروض دون ضمانات في غياب قرار في الشأن من لجنة القروض صلب البنك.
املنسوب إليهم االنتهاك
-السيد إبراهيم الحاجي :الرئيس املدير العام لبنك اإلسكان
-دليلة بدر حرم قوبعة :املدير املركزي لالستغالل والقروض ببنك اإلسكان
-الحبيب العمري :املدير املركزي للقروض ببنك اإلسكان.
بـسـوس ــة"23 مـل ــف "شــركة الـبعــث الـعـقـاري
أسند بنك اإلسكان قرضا بعد الثورة لفائدة الشركة املذكورة العائدة بامللكية لنعيمة بن علي شقيقة
الرئيس السابق بالرغم من التتبعات الصادرة في شأنها حيث بلغت قيمته 900ألف دينار في فيفري
.2011وبالرجوع إلى الكشوفات البنكية لحساب الشركة تبين ّأنها كانت مدينة وأن تاريخ عملية تنزيل
) (date d’opérationالقرض كانت بتاريخ 24فيفري 2011في حين تاريخ القيمة ) (date valeurكانت 31
تم تحويله إلى الحساب الجاري للشركة املذكورة بالرغم من أنه قد وقع تعيين مؤتمن ماي 2010وقد ّ
عدلي بإذن قضائي صادر عن املحكمة اإلبتدائية بتونس بتاريخ 2011/02/03والذي تم تكليفه بضبط
وإدارة الحساب الجاري علما وأن القرض قد تم إسناده دون الرجوع إلى لجنة القروض ضمن البنك.
وتجدر املالحظة ّأنه بعد اإلطالع على كشوفات حساب نعيمة بن علي املظروفة في ملف الحال ّ
تبين أن
هذه األخيرة تمتعت بمجموعة من اإلعتمادات البنكية التي لم يقع خالصها في اآلجال القانونية من
سنة 2009إلى سنة 2010وقد بلغت قيمتها 367.800دينار ولم يتم تنزيلها في حسابها املدين إال بتاريخ
19فيفري 2011أي بعد تعيين املتصرف القضائي لضبط وإدارة حساب املدينة.
22انظر مالحق
23انظر مالحق
لم تتلق الهيئة ملفات مهمة خاصة بهذا التجاوز على أنه سبق لنا وأن أشرنا إلى هذا الصنف من التجاوز
صلب امللفات التي تم تناولها سابقا.
.5ال ـقــروض الــوهـمـي ــة les crédits fictifs
تتمثل هذه العملية في توجه املقترض إلى مؤسسة بنكية وتقديم مطلب في الحصول على قرض سواء
كان قرض إستهالك أو قرض تصرف أو قرض إستثمار وباإلتفاق مع إدارة البنك يتم إبرام عقد قرض
صوري ودون أن يتم البنك عملية إيداع قيمة القرض في حساب املقترض )(opération de déblocage
والغاية من ذلك هو أن يستغل صاحب القرض العقد في مواجهة إدارة الجباية للتفص ي من اآلداءات
الجبائية أو إستعمال ذلك العقد كغطاء يخفي عملية تبييض ألموال تكون مصادرها غير شرعية وغير
م ّ
صرح بها.
وفي العادة ال يتم تسجيل جملة هذه القروض في محاسبية البنك وال يتم تمريرها على لجنة القروض
مما يصيرها قروضا وهمية بدون أي أثر يذكر.كما ال يتم إعالم البنك املركزي بهذه العملية ّ
لم تتلق الهيئة ملفات في هذا السياق وبالتالي إقتصر مرجع نظرها على تحديد مفهوم التجاوز وآلية
إرتكابه.
املجال املالي______________________________________
يتعلق هذا املحور بدراسة جملة التجاوزات الحاصلة في املجال املالي وباألساس صلب بورصة األوراق
املالية وهيئة السوق املالية.
.Iإستغالل معلومات سرية وممتازة ()délit d’initié
مـلـف الـشـركـة الـتـونـسـيـة لـلـتـأمـيـن وإعـادة الـتـأمـيـن ()star
تتلخص وقائع امللف في أنه على إثر رواج معلومة سرية وممتازة تتعلق بنية املجموعة الفرنسية
Groupamaالدخول في رأس مال الشركة التونسية للتأمين وإعادة التأمين سنة 2008إستغل البعض
من أصحاب النفوذ وبعض املسؤولين بالشركة هذه املعلومة السرية واملمتازة وقاموا بعملية مضاربة
على أسهم الشركة من سنة 2007إلى سنة 2008مثلما يبينه الرسم البياني الالحق وهو ما أدى إلى
إرتفاع قيمة أسهم هذه الشركة من 35دينار للسهم الواحد إلى ما يقارب 110دينار سنة .2008
سعر التداول
120
100
80
60
40
20
0
رســم بـيــانــي عــدد :1ت ـس ـ ّـرب ال ـم ـع ـلــوم ــة وتـأثـي ــرهــا فـي ع ـمـلـيــة الـت ــداول
.IIال ـتـجــاوزات الـم ـس ـج ـلــة عـنــد اإلدراج بــال ـب ــورص ــة وإشكالية تبييض األموال عبر املساهمين
األجانب في رأس مال الشركات :ملف شركة إسمنت قرطاج
تتلخص وقائع ملف شركة إسمنت قرطاج إعتمادا على ما أودعه املدعو لزهر سطا بالهيئة وإستنادا ملا
ورد في تقرير لجنة التقص ي في ملفات الفساد والرشوة وكذلك بما ورد في تقرير اإلختبار املأذون به في
القضية عدد 21653/3من طرف حاكم التحقيق باملحكمة اإلبتدائية بتونس.
السنة .وفي 10مارس 2008صدر قرار عن وزير الصناعة بالترفيع في القدرة اإلنتاجية للشركة .وتجدر
املالحظة أن شركة إسمنت قرطاج مازالت مجرد مشروع فكرة ولم تتأسس بعد في حين أن لزهر سطا
يطالب بالترفيع في الطاقة اإلنتاجية للشركة.
والجدير بالذكر أنه ورد بتقرير اإلختبار ّأن لزهر سطا قد تراجع على مشروع شراكته مع الشركة األملانية
"هيدلبيرق " نتيجة خوفه من بلحسن الطرابلس ي الذي أملى عليه التخلي عن الشريك األملاني على أن
ينجز املشروع أنصافا بينهما.
.2التحضير إلنشاء شركة إسمنت قرطاج
بعد حصول لزهر سطا على ترخيص إنشاء شركة إسمنت قرطاج قام هذا األخير بتأسيس شركة BINA
HOLDINGبتاريخ 28فيفري 2008مناصفة بينه وبين بلحسن الطرابلس ي وقد تحصلت هذه الشركة
املحدثة على نسبة %58،62من رأس مال شركة املقاطع الكبرى بالشمال قبل تقييم أصولها ودون
تقييم القيمة الحقيقية للسهم الواحد (القيمة اإلسمية = 10د) ثم قام بتأسيس شركة BINA CORP
في 17مارس 2008برأس مال متأتي بنسبة %99من شركة .BINA HOLDING
.3تأسيس شركة إسمنت قرطاج
إثر إنقسام شركة املقاطع الكبرى للشمال تم في أكتوبر 2008إحداث شركة إسمنت قرطاج برأس
قيم الخبير املنتدب من قبل املحكمة اإلبتدائية بتونس جمال مال قدره 108.8مليون دينار ،حيث ّ
الدين بن رمضان األصول املرصودة ملشروع اإلسمنت ب 146مليون دينار علما وان قيمة املقطع
املسند إلى الشركة قد قدرت قيمته الجملية بأكثر من 130مليون دينار ( 01هكتار 600.000/دينار)
إعتمادا على مدخراته ملدة 20سنة والتي وقع الترفيع فيها فيما بعد إلى 25سنة.
وقد بلغت جملة الخصوم املسلطة على هذه األصول ما قدره 35.919.717دينار تتمثل في ديون بنكية
قيمتها 30,3مليون دينار وديون جبائية بقيمة 5.6مليون دينار.
وبالتالي تكون القيمة الصافية للمساهمة في رأس مال الشركة 110.628.081دينار رصد منها
108.800.000دينار بعنوان مساهمة في رأس املال.
علما و ّأن رأس مال شركة إسمنت قرطاج متأتي من مساهمات عينية تتمثل في أصول وجزء من خصوم
شركة املقاطع الكبرى للشمال.
ويجدر التذكير أن الشركة األملانية "هيدلبيرق لإلسمنت " قد قامت سنة 2007بتقييم القيمة الجملية
لألصول بما في ذلك العناصر الغير مادية واملعدات وقبل تصفية كل الديون لشركة املقاطع الكبرى
للشمال ب 64مليون أورو أي ما يعادل 117مليون دينار في ذلك التاريخ.
وتجدر املالحظة أن الترخيص الذي تحصل عليه لزهر سطا كانت مدته 6أشهر فقط والسؤال املطروح
كيف يمكن تقييم األصول املحالة إلى شركة اسمنت قرطاج اعتمادا على مقطع مرخص في استغالله
ملدة 6أشهر فقط من ناحية وادراج الشركة بالبورصة باحتساب 20سنة.
بالتوازي مع دخول بلحسن الطرابلس ي في رأس مال شركة املقاطع الكبرى للشمال عن طريق BINA
HOLDINGتم الحط من التعهدات املالية للشركات التابعة إلى لزهر سطا رغم وجود ضمانات لفائدة
البنوك تفوق بكثير قيمة التعهدات وهو ما يؤكد تدخل بلحسن الطرابلس ي لدى البنوك للحط في هذه
الديون.
التخفيض في رأس املال .3.1
وبتاريخ 10نوفمبر 2008تم التخفيض في رأس مال شركة إسمنت قرطاج من 108.800.000دينار إلى
42.480.060دينار وفتح حسابات جارية مشتركة لفائدة شركة BINA HOLDINGالراجعة بامللكية
مناصفة بين لزهر سطا وبلحسن الطرابلس ي ومجمع لزهر سطا .وذلك بأن إقتنت الشركة جزء من
أسهمها إللغائها وتحويل قيمتها البالغة 66.319.940دينار ملدة 12سنة إلى الحسابات الجارية مع
إحتساب فائض يساوي نسبة السوق النقدية زائد %3دون أن تقل عن ،% 8وهو ما يشكل مخالفة
ألحكام املجلة التجارية وخصوصا الفصل 318فقرة 3التي تنص على أنه " :ال تكون األسهم املمثلة
لحصص عينية قابلة للتداول إال بعد مض ي عامين على إستكمال التأسيس القانوني للشركة ويجب
خالل هذه املدة أن يقوم املديرون بالتنصيص على نوعها في تاريخ تكوين الشركة أو الزيادة في رأس
املال".
وبالرجوع إلى تقرير اإلختبار املأذون به من طرف حاكم التحقيق أفاد املدعو "نور الدين فرشيو" في
خصوص عملية التخفيض في رأس املال وشراء الشركة ألسهمها ّأن هذه العملية تعتبر قانونية وإستند
إلى الفصل 88من القانون عدد 117لسنة 1994املؤرخ في 14نوفمبر 1994واملتعلق بإعادة تنظيم
السوق املالية حيث خول هذا الفصل للشركات شراء أسهمها قصد إلغائها.
كما إستند نور الدين فرشيو على أحكام الفصل 319من مجلة الشركات التجارية الذي أجاز للشركات
بيع األسهم املمثلة ملساهمات عينية قبل إنتهاء مدة السنتين من تاريخ املساهمة في حالة عملية إندماج
أو في حالة مساهمة جزئية ببعض األصول.
رسم بياني عدد :2تحديد طبيعة املساهمة في رأس مال شركة إسمنت قرطاج
بلحسنّالطرابلسيّ لزهرّسطاّومجمعّ
ومجمعّكارطاقو لزهرّسطا
50% 50%
المرحلة ّ1:بعثّ
شركةّ BINA
HOLDING
BINA HOLDING
41.38%
أد 500
المرحلةّّ3:
ّّّّ58.62% دخولّشركةّ
المرحلةّّ2:بعثّ
99%
شركةّ BINA BINA
CORP ّHOLDING
فيّرأسّمالّ
BINA CORP
المقاطعّالكبرىّللشمال ّGCN
أد 500 )(GCN ب%58.62
مّد 6.4
اسمنتّقرطاج
المرحلةّّ4:انقسامّ مّد108 المقاطعّالكبرىّ
شركةّGCN 58.62% للشمالّللتجارة
BINA
ّHOLDING
(لزهر سطا ( %41.38
BINA HOLDING
لزهرّسطاّومجمعّ
أد 500 لزهرّسطا
فتحّحسابّ فتحّحسابّ
ّالتخفيضّفيّراسّ بيعّالشركةّ جاري
مالّشركةّاسمنتّ جاري أسهمهاّلنفسها بيعّالشركةّ
قرطاجّبماّيعادلّّ66 أسهمهاّلنفسها
مّد
اسمنتّقرطاج
د 42.480.060
وبتاريخ 05فيفري 2009تم الترفيع في رأس مال شركة BINA CORPمن 500ألف دينار إلى 72,180
مليون دينار .وذلك ب
-بيع 4.248.006سهم التابعة لشركة إسمنت قرطاج في شركة BINA HOLDINGوالبالغة قيمتها
42,480مليون دينار
-دخول شريك أجنبي جديد (GIO) Gulf Investment Overseasبقيمة 29,2مليون دينار بسعي
من بلحسن الطرابلس ي .وتجدر املالحظة أن الشركة املذكورة مسجلة بالجزر العذراء البريطانية
(إحدى الجنات الضريبية) وهي شركة صورية ممثلها هو املحامي "نور الدين فرشيو" الذي قام
باإلجراءات القانونية املتعلقة بالزيادة في رأس املال.
رسم بياني عدد :4شراء BINA CORPأسهم شركة اسمنت قرطاج من BINA HOLDING
BINA HOLDING
أد 500
بيعّّ4.248.006
99% سهمّشركةّاسمنتّ
فتحّحسابّجاري
قرطاجّإلى BINA
CORP
شراءّّBINA CORP BINA CORP
أسهمّشركةّاسمنتّ أد 500
قرطاجّلدىّ BINA
HOLDING
100%
اسمنتّقرطاج
مّد 42.480
BINA HOLDING
أد 500
المساهمةّفيّالرفعّفيّ
رأسّالمالّبالحسابّ 59.55%
الجاريّّّ42.480مّد 40.45% GIO
BINA CORP
الترفيعّفيّرأسّمالّ
مّد72.18 ّ(ّ29.200مّد)
شركةّّ BINA
CORP
100%
اسمنتّقرطاج
مّد 42.480
BINA CORP
د72.180.000
الترفيعّفيّرأسّمالّ
شركةّّاسمنتّقرطاجّ 99.99%
اسمنتّقرطاج
د71.680.060
وكنتيجة لذلك تم الترفيع في رأس مال شركة إسمنت قرطاج من 42,480مليون دينار إلى 71,680
مليون دينار وبالتالي لم تكن مساهمة شركة GIOفي شركة اسمنت قرطاج بصفة مباشرة.
ّ
كما أنه سبق تعليل التخفيض في رأس مال شركة إسمنت قرطاج لتوفير فرصة إلستقطاب مستثمر
أجنبي لها وهو ما يستشف منه شبهة تبييض األموال.
وحيث تعذر علينا الحصول على جملة الوثائق املتعلقة بالشركات األجنبية املكتتبة في الزيادة في رأس
املال عند دخول الشركة إلى البورصة إال أنه تبين وجود شركات ّتمت مصادرتها بعد وجود شبهة في عالقة
مع بلحسن الطرابلس ي وهما شركة G.I.Oاملساهمة في رأس مال شركة BINA CORPالتي تعد أول شريك
في رأس مال شركة إسمنت قرطاج وشركة ( ASHBY CAPITALشركة أجنبية وقع تجميد أسهمها لإلشتباه
في مصدر تمويلها).
إنشاءّشركةّ انقسامّوإحالةّ
المقاطعّالكبرىّ
األصولّوالخصوم
للشمالّللتجارةّ
إنشاءّ BINA
شراءّّBINA CORP
58.62 % Holding
السهمّاسمنتّقرطاجّمنّّ 50%لزهر سطا
ّBINA Holdingبّ
50%بلحسن الطرابلسي
ّ42.480مّد إنشاءّشركةّ 58.62 %
اسمنتّقرطاجّ
برأسّمالّّ108مّد إنشاءّ BINA
الترفيعّفيّرأسّمالّشركةّّّ CORP
ّBINA CORPمنّّ500أدّ برأس مال % 99 إنشاءّشركةّ
إلىّّّ180ّ.72مّدّبدخولّ BINA المقاطعّالكبرىّ
GIO Holding للشمالّ
2010 2009 2008 2007 2006 …
10/06 05/02 16/10 28/02
17/03 19/09 13/06 1985
07/01
10/11 15/02
20/02
10/03
التحضيرّإلنشاءّ التحضيرّللحصولّعلىّ
اإلدراجّ التحضيرّلإلدراجّ اإلنشاءّ شركةّاسمنتّ الترخيص
الترخيص
بالبورصة قرطاج
هيئة احلقيقة والكرامة | التقرير الهنايئ 2018
85 اجلزء الثالث :تفكيك منظومة الفساد
تركيبة رأس مال شركة إسمنت قرطاج قبل اإلدراج بالبورصة .3.3
رسم بياني عدد :7الزيادة في رأس مال إسمنت قرطاج عبر إدراجها بالبورصة
BINA CORP
د72.180.000
إدراجّشركةّاسمنتّ
قرطاجّبالبورصةّوالزيادةّ 50.54%
فيّرأسّالمالّمنّقبلّ
العمومّبّ71مّد
اسمنتّقرطاج
49.46% العمومّ
د142.680.060
وقبل دخول الشركة إلى البورصة تم إعادة تقييم األصول من قبل مكتب KPMGو Deloitteمما ّأدى
إلى الترفيع في قيمة املقطع وهو ما أثر في عملية تحديد قيمة عرض األسهم بالسوق املالية.
والجدير بالذكر أن إعادة التقييم أدت إلى الترفيع في قيمة األسهم التي تم تحديدها من قبل مكتب
FINORواختالق منحة اإلصدار والهدف منه تضخيم قيمة الشركة وإيهام وتمويه املستثمرين.
وقد أوردت نشرية اإلدراج ( )prospectus d’admissionاملالحظات التالية:
-إ ّن الطريقة املعتمدة لتقييم الذمة املالية لشركة املقاطع الكبرى بالشمال إعتمدت على الحاصل الصافي
املحاسبي ( )actif net comptableإنطالقا من البيانات املالية املصادق عليها بتاريخ 31ديسمبر 2007
ّ
ومرفعة بقيمة األصل التجاري (.)Goodwill
-إ ّن التقييم قد إرتكز على قيمة الربح املتوقع مستقبال ومعتمدا على رقم املعامالت وعلى نتائج اإلستغالل
خالل الثالث سنوات األخيرة.
-إ ّن التقييم قد أدرج اآلداءات الجبائية املحمولة على شركة إسمنت قرطاج خالل 05سنوات إنطالقا
من تاريخ اإلنقسام عن شركة املقاطع الكبرى للشمال وقد تم تسوية هذه الوضعية سنة .2011
وتجدر املالحظة أن قيمة األصل التجاري Goodwillلم يتم إحتسابها حسب أحكام فقرة 38الفصل 36
من قواعد املعايير املحاسبية.
وبمزيد التدقيق في هذه النشرية تم ضبط جملة من التجاوزات حيث وبالرجوع إلى الفصل 7من ترتيب
هيئة السوق املالية املتعلقة باملساهمات العامة والذي ينص على ما يلي ":يجب أن تتضمن نشرية
اإلصدار كل املعلومات الالزمة للعموم لبناء حكمها حول أمالك املصدر ونشاطه ووضعيته املالية
وآفاقه".
كما جاء في الصفحات 58إلى 61من النشرية أن مجمع BINA HOLDINGيتكون من ثمانية شركات
في حين أن هذه املجموعة من الشركات ال يمكن أن تكون مجمعا على إعتبار أن هذه األخيرة تراقب
مؤسستين فحسب من جملة ثمانية إذ ينص الفصل 461من مجلة الشركات التجارية على أن ":تجمع
الشركات هو مجموعة من الشركات لكل واحدة منها شخصيتها القانونية تكون مرتبطة بمصالح
مش تركة وتمسك إحداها ،تسمى الشركة األم ،ببقية الشركات تحت نفوذها القانوني أو الفعلي
وتمارس عليها رقابتها بشكل يؤدي إلى وحدة القرار".
والقول بوجود مجمع شركات فيه إيهام وتمويه مما يمكن ان يعطي صورة مضخمة تؤثر على إرادة
وقرار املستثمرين.
كما ورد بنشرية اإلصدار في الصفحة 59أن شركة BINA CORPاملساهمة ب % 99من رأس مال شركة
إسمنت قرطاج قد أحدثت في 23مارس 2008برأس مال قدره 72.180.000دينار في حين أن رأس املال
الحقيقي الذي تكونت به الشركة هو 500.000دينار فقط أما املبلغ املذكور بالنشرية فمصدره زيادة
نسجل وجود تجاوز ألحكام مجلة الشركات التجارية حيث ينص الفصل في رأس املال .وفي هذه الصورة ّ
5من مجلة الشركات التجارية على أنه ":تكون املساهمات في الشركة نقدا أو عينا أو عمالّ .
ويكون
مجموع هذه املساهمات ،بإستثناء املساهمة بالعمل ،رأس مال الشركة .وهذا األخير يكون ضمانا
لدائنيها دون سواهم".
وينص الفصل 9من نفس املجلة على ّأنه ":يجب أن تتضمن العقود التأسيسية للشركات شكل
الشركة وتسميتها االجتماعية ومقرها وموضوعها ومقدار رأس مالها ومدتها".
وأقر الفصل 17من نفس املجلة أنه ":يترتب عن عدم إحترام شكليات اإلشهار املشار إليها بالفصولّ
السابقة ،بطالن الشركة املحدثة أو بطالن العقد أو بطالن املداولة إال في صورة التسوية املنصوص
عليها بهذه املجلة".
اإلنتهاكات
-خرق أحكام الفصل 318فقرة 3من مجلة الشركات التجارية
-خرق أحكام الفصل 319قديم من مجلة الشركات التجارية
-خرق أحكام الفصل 309من مجلة الشركات التجارية
-خرق أحكام الفصول 74مكرر و 78و 80من أحكام 2003املتعلق بمكافحة اإلرهاب وجريمة غسل
األموال.
-خرق أحكام الفصل 461وما بعده من مجلة الشركات التجارية.
-خرق أحكام الفصل 74من القانون عدد 65لسنة 2009املؤرخ في 12أوت 2009املتعلق بسالمة
األسس املالية للشركات.
.IIIآثار الفساد
ّ ما من شك أن للفساد آثار وإنعكاسات ّ
سلبية على كافة املستويات اإلقتصادية واإلجتماعية واألخالقية
والسياسية ،وفي هذا الصدد سوف نتناول آثار الفساد على مستوين :األول هو التأثير املباشر والثاني
التأثير غير املباشر.
.1التأثير املباشر
• إعاقة نمو املؤسسات الصغرى واملتوسطة.
• إعاقة النمو اإلقتصادي مما يقوض كل مستهدفات خطط التنمية طويلة وقصيرة األجل.
• إهدار مال الدولة أو سوء إستغاللها بما يعدم الفائدة املرجوة من اإلستغالل األمثل.
• هروب اإلستثمارات سواء الوطنية أو األجنبية لغياب حوافزها.
• تركز الثروة في يد فئة قليلة من املجتمع مما يحرم اآلخرين من اإلنتفاع بموارد البالد املالية
واإلقتصادية.
• املس بالنسيج االقتصادي
.2التأثير غير املباشر
• رفع تكاليف املشاريع نتيجة الرشوة والعموالت.
• إرتفاع نسبة البطالة والتضخم والفقر واملهمشين إجتماعيا
• ظهور نشاطات غير إنتاجية أو ما يعرف "بإقتصاد الظل"
• تحقيق أدنى نفع ممكن من اإلنفاق على املشاريع.
• سوء توزيع املوارد اإلقتصادية وتوجيهها إلى قطاعات أقل أهمية عند املجتمع كاألنشطة الترفيهية
والرياضة واملظاهر اإلحتفالية والدعاية واإلعالن.
• ضعف اإلنفاق على املشاريع اإلستثمارية وإهمال املناطق النائية.
• التشكيك في فاعلية األجهزة الحكومية
• تقسيم املجتمع إلى فقراء وأغنياء وبالتالي القضاء على الطبقة الفاعلة وهي الطبقة الوسطى.
• تدهور القيم اإلجتماعية واألخالقية مما يشكل خطرا على السلم اإلجتماعي.
• إضعاف الشعور بالوطنية واإلنتماء إلى الدولة.
تردي الخدمات املقدمة للمواطن على مستوى التعليم والصحة والنقل. • ّ
• تسرب اليأس واإلحباط إلى النفوس مما ينعكس سلبا على العمل واإلبداع.
مقدمة
لقد توصلت هيئة الحقيقة والكرامة بعدة ملفات فساد في مجال املحروقات – النفط والغاز-إما عن
طريق لجنتي البحث والتقص ي والتحكيم واملصالحة صلب الهيىة ،أو عن طريق امللفات املحالة من قبل
هيئة مكافحة الفساد أو من خالل التعهد التلقائي الذي تقوم به الهيئة إثر اكتشاف انتهاكات.
وقد توصلت الهيئة من خالل دراسة امللفات املختارة أساسا إلى تحديد االنتهاكات التالية:
فساد في إسناد رخص البحث -
تنازالت عن حقوق املؤسسة في االمتيازات -
السماح بفتح مكاتب استشارات من قبل موظفين في املؤسسة فور خروجهم منها -
عدم القيام باملراقبة الالحقة في آجالها وتحمل الدولة ملصاريف غير معترف بها. -
ويعود وجود هذه االنتهاكات أساسا الى:
-تعقيد املنظومة التشريعية لقطاع املحروقات الناتج عن سريان مفعول عدة تشريعات تعود إلى
حقبات سياسية مختلفة في تاريخ تونس .فنجد األمر العلي 1948الذي وضعته فرنسا لضمان
حقوقها عند خروجها من تونس ،ونجد مرسوم 1985الذي وضعته حكومة محمد املزالي إثر دخول
تونس سنة 1984إلى منظمة األقطار العربية املصدرة للنفط وهو يعتبر أول تنقيح حقيقي لقانون
املحروقات بعد االستقالل ،و ّأول محاولة للخروج عن سيطرة فرنسا وقد تم العمل به فعليا سنة
1986إثر خروج املزالي من الحكومة ،ونجد مجلة املحروقات لسنة 1999والتي فتحت مجاال كبيرا
للفساد بجعل كل التراخيص تحت السلطة التنفيذية ممثلة في وزارة الصناعة وجعلت للسلطة
التشريعية إشرافا صوريا.
-تعقيد املنظومة الجبائية وترجع أساسا لتطبيق نظام قانوني معتمد 24يسمح بخالص الضريبة
عينا (بترول) أو نقدا.
-تضارب املصالح داخل املؤسسة التونسية لألنشطة البترولية خاصة دور الشريك في اإلمتياز ودور
جامع الضرائب ودور مراقب مصاريف املشغل.
24أنظر أعلى.
وصية لتسهيل ّ
املتعلق بإحداث تدابير خص ّّ
التفتيش عن -األمر العلي الصادر بتاريخ 13ديسمبر 1948
ّ ّ
املواد املعدنية من الجمع الثاني وتسهيل استغاللها
ّ
-األمر العلي الصادر بتاريخ غرة جانفي 1953املتعلق بتحوير نظام املناجم
-القانون عدد 36لسنة 1958املؤرخ في 15مارس 1958املنقح لألمر العلي املؤرخ في 13ديسمبر
.1948
.IIاتفاقيات وعقود املحروقات في تونس
.1االتفاقية الخاصة
تمثل االتفاقية الخاصة أهم عقد للمحروقات وتنظم العالقة التعاقدية بين الدولة واملؤسسة
التونسية لألنشطة البترولية واملستثمرين في مجال االستكشاف والبحث واستغالل املحروقات
تطبيقا ألحكام مجلة املحروقات .ولضمان توحيد شكل االتفاقيات الخاصة صدرت اتفاقية نموذجية
باألمر عدد 1842بتاريخ 1أوت 2001متعلقة بأعمال البحث عن حقول املحروقات واستغاللها.
في إطار تطبيق أحكام مجلة املحروقات والنصوص الترتيبية املتخذة لتطبيقها تتخذ العقود البترولية
شكل عقود خاصة ،او عقود مشاركة أو عقود اقتسام اإلنتاج.
نظام اقتسام اإلنتاج نظام املشاركة طريقة املنح
تمنح رخصة البحث مشاركة بين تمنح رخصة البحث إلى املؤسسة
املؤسسة الوطنية واملستثمر أو الوطنية لوحدها .
املستثمرين حسب نسب تضبط -يسند للمستثمر صفة املقاول على
ّ
الرخصة باالتفاقية الخاصة.
30سنة. مدة أولية أقصاها 5سنوات ملدة سنتين سنة واحدة مدة االسناد
-تجديد لفترتين متتاليتين فترة أقصاها 12شهر ال تجدد التجديد
أقصاها 4سنوات لكل واحدة.
-إمكانية التجديد مرة ثالثة
ملدة 4سنوات إذا ما تم تحقيق
اكتشاف حقل محروقات
-إمكانية التمديد بسنتين
وسنة في كل تجديد.
برنامج جيولوجية -األعمال التقنية األدنى حسب حسب االستكشاف -دراسات أعمال - األعمال املسموح بها
عقد الشراكة أو عقد تقاسم التطوير. التمهيدي باستثناء أعمال وجيوفيزيائية
اإلنتاج. -تسجيل مسح زلزالي . املسح الزلزالي والحفر
-عمليات حفر ال يتجاوز -رخصة حصرية. -ترخيص غير حصري.
عمقها 300م من أجل
أخذ عينات جيولوجية .
-رخصة حصرية.
ّ
مفصلة كما يلي: مدة خصة البحث في أقص ى ّ
حد 29سنة (*) تبلغ ّ
ر
25انظر مالحق
ّ
شركة " "omvلبيع حصتها) .وتجدر اإلشارة في هذا الصدد أنه اليمكن تعليل رفض عرض اقتناء شركة
"آل ثاني" لحصة من امتياز "حقل الشرقي" لعدم قدرتها الفنية واملالية لتشغيل االمتياز بل إ ّن هذه
الشركة تمتلك رخصتي بحث باملحيط النفطي التونس ي (رخصة الجم بتاريخ 2005/6/03ورخصة توزر
بتاريخ .)2006/01/24
ّ
الفرضية االقتصادية على مجلس اإلدارة خالل شهر جويلية 2006والتي أثبتت أ ّن
ّ ت ّم عرض الدراسة
يعد االفضل من ناحية التونسية ّ
ّ املتمثلة في شراء حصة " "omvوتطوير الحقل من قبل املؤسسة
الحينية الصافية لنتائج االستغالل املرتقبة طيلة فترة ّ ّ
االقتصادية حيث تناهز القيمة املر ّ
دودية
التتعدى نفس القيمة في حالة ممارسة ّ
حق األ ّ
ولوية ّ االستغالل في هذه الحالة 37مليون دوالر بينما
حصة من املشروع إلى شركة بتروفاك 22,5مليون دوالر. وإحالة ّ
ّ ّ ّ
البترولية التونسية لالنشطة وت ّم بتاريخ 2006/08/09املصادقة على مذكرة االتفاق بين املؤسسة
وشركة بتروفاك تم بموجبها إحالة %.45من هذا االمتياز لشركة بتروفاك بمبلغ قدره 27مليون دوالر.
وتم تحديد الثمن بالطريقة التالية:
-1ثمن شراء %49من امتياز حقل الشرقي واملتعلق بحصة OMVبمبلغ قدره 30مليون دوالر
-2بيع %45من هذا االمتياز لشركة بتروفاك بمبلغ قدره 27مليون دوالر
اإلنتهاكات
فرطت في نسبة من اكتشاف ثابت للغاز أي دون أن يتحمل املشتري مخاطر ّ
التونسية ّ ّ
املؤسسة -
البحث مما كان يستدعي تحديد سعر البيع باألخذ بعين االعتبار املردودية املستقبلية للحقل.
-عدم عرض هذه االحالة على الرأي املسبق للجنة االستشارّية للمحروقات طبقا ملقتضيات الفصل
ّ ّ ّ
1.55من مجلة املحروقات الذي ينص على عدم إمكانية إحالة امتياز االستغالل جزئيا أو كليا إال
بمقتض ى ترخيص يصدره الوزير املكلف باملحروقات بناء على رأي باملوافقة صادر عن اللجنة
االستشارّية للمحروقات.
.2سوء التصرف من قبل الشريك األجنبي
إثر إحالة حصة %45من امتياز حقل شرقي لشركة بتروفاك ،تولت مواصلة تطويره إلى حين تشغيل
ّ
املخصصة للتطوير شهدت ًّ
نموا ملحوظا وتبين في هذا الصدد ّأن امليزانيةالحقل بتاريخ 8أوت ّ 2008
انية الجملية لتطوير االمتياز من 44م.د سنة 2004إلى 128م.د فاقت نسبته % 190حيث ارتفعت امليز ّ
في سبتمبر 2009علما وأ ّنه ّتمت املصادقة على هذه امليزانية النهائية من قبل ّ
املؤسسة بتاريخ 4سبتمبر
.2009
املؤسسة بعنوان االستثمار في عمليات االستكشاف والتطوير 100م.د في موفى سنة 2010 حصة ّوبلغت ّ
من بينها 27م.د بعنوان مصاريف االستكشاف.
ّ
الذي ّ
تم عرضه على أنظار مجلس وعلى صعيد آخر تبين من خالل تقييم إدارة دراسات اإلنتاج والتطوير
اإلدارة في جويلية 2011أن هذه الزيادة في قيمة االستثمار ترجع أساسا إلى عدم إيفاء شركة " Mondial
"Contractorبالتزاماتها التعاقدية في أجالها طيلة الفترة التي شهدت ا تفاع لكلفة ّ
املعدات والخدمات ر
مما تسبب في ا ّ
لتعهد بهذه االنجازات بكلفة البترولية نتيجة الرتفاع سعر البترول على الصعيد العالميّ ،
أرفع من تلك التي ّ
تم التعاقد بها.
تم فسخ العقد األصلي مع " " Mondial Contractorالتي التجأت ّ
الصدد أنه ّ وتجدر اإلشارة في هذا
فيما بعد إلى التحكيم الذي أنصفها في أوت وسبتمبر 2010بإصدار قرار يقض ي بدفع مبلغ 14م.د
تم انجازها ولم يقع قبولها من قبل مؤسسة بتروفاك لعدم تقديم لصالحها وذلك بعنوان خدمات ّ
اإلثباتات الضرورية في شأنها .وعلى غرار ذلك ّتولت املؤسسة التونسية إيداع املبالغ والفوائد امل ّ
قررة
حسب القرار التحكيمي بالخزينة العامة.
وعلى صعيد آخر ،أفضت أعمال الرقابة الالحقة ملصاريف التطوير املنجزة من قبل بتروفاك للفترة
2007-2008إلى الوقوف على تحفظات بقيمة 29م.د من مجموع مصاريف مدقق فيها بقيمة 94م.د
(أي %31من مصاريف التطوير املنجزة).
ّ
ورفضت شركة بتروفاك في إجابتها األولية قبول حوالي 22م.د من تلك التحفظات ،ولم يتوصل الطرفان
ّ
إلى التسوية النهائية إلى موفى نوفمبر .2011كما لم تشرع املؤسسة في تدقيق في بقية مصاريف التطوير
بعنوان الفترة .2010-2009
هذا وتشوب التقرير العديد من النقائص:
تصرف شركة بتروفاك في امتياز" حقل الشرقي" على مستوى ّ -
ّ
(املخول الوحيد قانونا حسب على مستوى عدم الحصول على املصادقة املسبقة للجنة العمليات -
االتفاقيات البترولية للمصادقة على كل الصفقات التي يتجاوز مبلغها 300.000دوالر)
ّ
على مستوى اللجوء املكثف للتسوية في أذون التزويد من شأنه ان يفقد املؤسسة التونسية -
ّ ّ
إمكانية املتابعة اللصيقة والتحكم في التكلفة ملختلف عناصر املشروع.
املجموع 135مليون دينار -
oالفارق األدنى في ثمن البيع 10مليون دينار
oمصاريف االستكشاف 27مليون دينار
oالزيادة في كلفة التطوير الناتجة أساسا عن اختيار 84 "Mondial Contractorمليون دينار
.3إسناد رخص إكتشاف أو رخص بحث لشركات ال تمتلك القدرة الفنية واملالية.
26
VOYAGEUR OIL &GAS CORPORATION
ينص الفصل 10و15من قانون املحروقات على انه " :تمنح رخصة البحث بالخصوص بناء على معايير
القدرات الفنية واملالية لصاحب املطلب وعلى أهمية وطبيعة محتوى برنامج االشغال املقترح ."...
وتسري هذه اإللتزامات على طالبي رخص اإلستكشاف.
غير أنه ،من ناحية التطبيق ال تلتزم املؤسسة الوطنية لألنشطة البترولية بهذه الشروط ،إذ نجد من
بين أصحاب رخص اإلكتشاف ورخص البحث شركات غير معروفة يصعب التأكد من قدرتها املالية
والفنية .بل إن معظم الشركات الناشطة في تونس هي شركات غير معروفة عامليا وأغلبها مسجلة بجنان
ضريبية .ونظرا لكون اإللتزامات في اإلكتشاف أو البحث مكلفة تضطر هذه الشركات الصغرى لطرق غير
مشروعة ملواصلة نشاطها.
فعلى سبيل املثال استغل سليم شيبوب ضعف امكانيات شركة فوياجور التي من املفترض أن ال تمنح
رخصة البحث "باكس" واستولى على نصيب هام من أسهمها .وبالبحث في تاريخ شركة فوياجور اتضح
حسب تصريحات دارن ستيفنسن مؤسس الشركة املذكورة سنة 2006أن سليم شيبوب قد استعمل
نفوذه السياس ي للدخول كشريك واالستحواذ على اسهم هامة من الشركة املذكورة مقابل مبلغ مالي من
العملة الصعبة تم دفعه نقدا في كندا من طرف سليم شبوب .والحال أنه مواطن تونس ي وغير مقيم في
الخارج وال ّ
يخول له قانون الصرف وقانون البنك املركزي تصدير العملة .وقد كان ذلك بمساعدة عماد
مقرب لعائلة الطرابلس ي والذي سعى بمساعدة سليم شبوب الدرويش بصفته مدير لشركة بتروفاك و ّ
للحصول على تجديد غير قانوني لرخصة البحث باكس (برج الخضراء الجنوبي) مقابل االسهم املذكورة
كما تحصل عماد الدرويش بدوره على 300سهم في شركة فوياجور.
.4اإلستحواذ على أسهم مصادرة في شركة بترولية :كمثال أسهم سليم شيبوب في شركة
27.
VOYAGEUR OIL & GASوالتي تم بيعها لشركة ANADARKO BEKS TUNISIA
على إثر الثورة التونسية صدر مرسوم مصادرة ممتلكات رموز النظام السابق .وتعتبر املصادرة املذكورة
إجراء تحفظيا إلى حين البت في قضايا الفساد املرفوعة ضدهم .غير أن عدة تجاوزات في التطبيق
26انظر مالحق
27انظر مالحق
حصلت كسوء التصرف املسبب للخسائر أو البيع بأبخس األثمان قبل تكوين لجنة التصرف في
األمالك املصادرة.
قام مجلس إدارة شركة فواياجور بتاريخ 2011/01/21بتجميد أسهم سليم شيبوب في الشركةالتي
يمتلكها عن طريق شركتي مايدور maydorوقرين اويل للنفط والغاز green oil & gas corpوإنهاء
مهامه كعضو مجلس إدارة وكرئيس شرفي للمجلس وذلك قبل صدور املرسوم 13-2011املتعلق باألمالك
املصادرة .وقد قامت السلطات الكندية بإعالم السلطات التونسية بهذا اإلجراء التحفظي.
وبعد صدور مرسوم املصادرة لم يتم تعيين متصرف قضائي في الشركة ليحل محل سليم شيبوب الذي
يملك %20.3من األسهم بدعوى أن مقر الشركة بكندا بالرغم من أن الشركة تنشط في تونس.
في تاريخ 2011/03/07تم تعيين السيد الباجي قايد السبس ي رئيسا للحكومة املؤقتة األولى .وهو شريك
في مكتب محاماة مع شقيقه صالح الدين قايد السبس ي .وينشط املكتب أساسا في مجال األعمال
والعقود النفطية .وكان شقيقه ممثال لشركة Anadarko Tunisia Anaguid Companyعندما كانت
الشركة األمريكية تنشط في حقل عناقيد.
تم بتاريخ 2011/04/28تكوين شركة Anadarko Tunisia BEKS companyبجزر الكايمان iles
Caymanبرأس مال 100 000دوالر أمريكي وتابعة لشركة Anadarkoاألمريكية.
عقدت شركة voyageur oil & gas companyوشركة Anadarko Tunisia BEKSبتاريخ 2011/07/12
إتفاقا بإحالة %80من حصصها في رخصة برج الخضراء الجنوبي أي %36من اإلنتاج الجملي بثمن
مفصل كاآلتي:
20 -مليون دوالر بالنسبة للمصاريف التي تكبدتها الشركة بالعمليات التي نفذت بموجب االتفاق
وعقد املشاركة.
٪100 -من التكاليف (بما في ذلك حصة voyageur oil & gas companyمن هذه التكاليف) لحفر
بئرين للبحث ،بموجب االتفاقية ،وأي عمليات أخرى يتم تنفيذها تخضع لالختبارات ذات الصلة.
وقد صادقت الجمعية العامة للمساهمين املجتمعة يوم 2011/08/04على إتفاقية اإلحالة دون
إحتساب أسهم سليم شيبوب ودون حضور ممثل للدولة التونسية.
وقد أودعت شركة أناداركو مبلغ 20مليون دوالر لدى Macleod Dixon LLPمكتب محامي الشركة
فوياجور لتوزيعها على كافة املساهمين .هذا املكتب هو في نفس الوقت مكتب محامي شركة Green
،Oil & gas companyالراجعة بامللكية لسليم شيبوب.
قام رئيس مجلس إدارة شركة Voyageurبإرسال مكتوب إلى رئيس لجنة املصادرة ومحافظ البنك
املركزي إلعالمهم بأنه سيتم إيداع األموال الراجعة لبيع نصيب سليم شيبوب من رخصة بحث برج
الخضراء الجنوبي في حساب خاص ببنك تونس العربي الدولي .ولم تجد هذه املراسلة أي تحفظ من
قبل املتلقيين بالرغم من أن لجنة املصادرة ليست مختصة في إبداء الرأي في بيع األمالك املصادرة (بل
من اختصاص وزير املالية بصفته رئيس لجنة التصرف في األمالك املصادرة) ،ولم يالحظ البنك املركزي
أن األموال املذكورة يجب أن تودع في خزينة الدولة وليس في بنك خاص ألنها تعود للدولة التونسية.
وبتاريخ 2011/09/05تم إمضاء مذكرة تفاهم بين املؤسسة التونسية لألنشطة البترولية و Anadarko
Tunisia Beks companyو.voyageur oil and gas
بعد شهر من مذكرة التفاهم تم عقد اجتماع بين لجنة املصادرة واإلدارة العامة للطاقة لدراسة ملف
اإلحالة الجزئي من رخصة برج الخضراء الجنوبي لصالح شركة .Anadarko Tunisia Beks company
وبعدها بيوم تم اجتماع اللجنة اإلستشارية للمحروقات التي قررت الترخيص في إحالة %36من
الرخصة املذكورة لصالح الشركة األمريكية Anadarko companyوذلك بعد موافقة لجنة املصادرة.
وبتاريخ 2011/12/05صدر قرار من وزير التكنولوجيا ووالصناعة عبد العزيز الرصاع بإحالة %36
من رخصة برج الخضراء الجنوبي إلى شركة Anadarko Tunisia Beks companyوقد إطلع على األمر
الوزير األول الباجي قايد السبس ي .ولم يشر األمر املذكور إلى قانون املصادرة بتاتا.
وبالبحث حول شركة Anadarko Tunisia Beks companyتبين ّأنه ّتم التصريح بوجودها في تونس
يوم 2011/12/13وقد تم تعيين املحامي صالح الدين قايد السبس ي مدير فرعها في تونس ومقرها
الرئيس ي في جزر الكايمان.
االنتهاكات
-التفويت في ملك مصادر:
ّ
oرغم وضوح النص ورغم صدور أسهم سليم شيبوب ضمن قائمة األمالك املصادرة إال أ ّن اللجنة
اإلستشارية للمحروقات سمحت بإحالة جزئية لرخصة البحث املذكورة ومخالفة صريحة
ألحكام الفصل الثاني من مرسوم املصادرة وأيضا الفصل التاسع.28
oكما أنه بتاريخ العملية لم تتكون بعد لجنة التصرف في األمالك املصادرة .ولجنة املصادرة ليست
مخولة بإبداء الرأي في اإلحاالت.
ّ
28ينص الفصل 9على أنه ":تكون باطلة قانونا جميع العقود بعوض او بدونه وكذلك االلتزامات واالتفاقات املبرمة بداية من /14جانفي 2011واملتعلقة بتلك
األموال العقارية واملنقولة والحقوق املنصوص عليها بالفصل األول من هذا املرسوم كما تفقد حجيتها وآثارها في مواجهة الدولة التي ال يمكن مطالبتها بأى تعويض
مهما كان نوعه او استرجاع ملا وقع دفعه بمناسبتها".
-إجراءات اإلحالة
تم اللجوء إلى السلطة املانحة (اللجنة اإلستشارية للمحروقات) بعد عملية اإلحالة الفعلية ّ o
بشهر ،خالفا ملقتضيات الفصل 29 34التي تعارضه قانونيا.
-كما أن الوثائق القانونية املؤسسة لشركة انداركو باكس نجدها ال تحترم أيضا مقتضيات مجلة
املحروقات لسببين أساسيين :
oرأسمال الشركة املذكورة 100 000دوالر حسب القانون األساس ي للشركة ،والحال أن عمليات
التنقيب تحتاج إلى مبالغ ضخمة وهامة وبالتالي فليس للشركة املذكورة االمكانيات املادية التي
تخول لها مباشرة اعمال التنقيب في تونس كما هو مذكور بالفصل 15من مجلة املحروقات. ّ
oيتضح من شهادة تسجيل شركة انداركو أن مقرها هو جزر الكايمن وهي تعد من الجنان
الضريبية وال تربطها بتونس عالقات ديبلوماسية .وهو ما يمثل مخالفة واضحة ألحكام مجلة
املحروقات في فصلها 34الفقرة الخامسة.
املنسوب إليهم االنتهاك
الوزير األول في الحكومة املؤقتة األولى الباجي قايد السبس ي -
وزير الصناعة والتكنولوجيا في الحكومة املؤقتة األولى عبد العزيز الرصاع -
املدير العام للطاقة خالد قدور -
أعضاء اللجنة اإلستشارية للمحروقات -
رئيس لجنة املصادرة عادل بن إسماعيل -
محافظ البنك املركزي مصطفى كمال النابلي -
29اقتض ى الفصل 34من مجلة املحروقات انه "يحجر على كل صاحب الرخصة الشريك ،اال بمقتض ى ترخيص سابق من السلطة املانحة ،ان يفوت كليا او جزئيا
وباى وجه من الوجوه في حقوقه والتزاماته املترتبة عن رخصة االستكشاف او رخصة البحث ".
30 .1تفويت املؤسسة الوطنية لألنشطة البترولية في امتياز استغالل رخصة " زارات"
أسندت رخصة "زارات" بمقتض ى االتفاقية املمضاة بتونس في 5أفريل 1990وصادق عليها بالقانون عدد
7لسنة 1991املؤرخ في 11فيفري 1991وتتمتع بها حاليا الشركة السويدية "ب -أ -رسورس" بنسة
%45واملؤسسة التونسية لألنشطة البترولية بـ %55والواقعة بخليج قابس والخاضعة للقوانين
السابقة لصدور مجلة املحروقات.
وفي إطار عملية البحث تم اكتشاف حقل نفطي وتم تأسيس امتياز "م ب زارات" ومن املفترض حسب
القانون التونس ي أن تكون الدولة التونسية شريكة في االنتاج بنسبة %55وشركة خاصة بنسبة .%45
وعوض أن تدافع عن مصالح الدولة التونسية ،اعتبرت الشركة التونسية لألنشطة البترولية بواسطة
طارق مكادة بصفته مدير ،أن كمية النفط الواقع اكتشافها غير قابلة لالستغالل التجاريّ .
وبالتالي ّ
فإن
عدم مشاركة الدولة التونسية في االمتياز كان بغرض تجنب مصاريف البحث واالستكشاف السابقة،
فتم بناء على ذلك تأسيس امتياز االستغالل ومنحه %100لفائدة الشركة الخاصة التابعة ملجمع
بوشماوي مقابل ضريبة ال تتجاوز %10من صافي االنتاج تتحصل عليها الدولة التونسية ،ومن مبلغ
5م.د دفعها املستثمر التونس ي.
وبمجرد تطوير البئر ودخوله حيز اإلنتاج ،اتضح أن طاقة إنتاجه تمثل اهم طاقة انتاج يومية في كامل
تراب الجمهورية وصلت 20.000برميل ( )BBLSيوميا في سنتي .2007-2006
و يجدر الذكر ان في سنة 1991تم تكوين شركة MP Zaratبين كل من طارق مكادة مدير إستغالل
باملؤسسة التونسية لألنشطة البترولية بنسبة ( %25أي لديه كافة املعلومات حول املخزون) ورجل
األعمال الهادي بوشماوي بنسبة %75بهدف شراء رخصة بحث "زارات" من قبل شركة .COHO
التونسية عن ّ
حقها في الشراكة ّ ويمكن اعتبار ذلك كامتياز فوض إلى طارق مكادة مقابل تخلي ّ
الدولة
في اإلنتاج رخصة "زارات".
31
.2عالقة إقتصادية كمجموعة
بعد تكوين شركة MP Zaratبين كل من طارق مكادة والهادي بوشماويّ ،
تم تكوين شركة Medex
التي يمتلكها الهادي بوشماوي في 1996/03/25وتحويل ملكية MP Zaratإلى Medexوالتي أصبحت
بعد ذلك شركة تابعة لـ ـ ـ.MP Zarat
30انظر مالحق
31انظر املالحق
وبالبحث حول شركة MP Zaratلم نتمكن من إيجاد معلومات غير ناقلة نفط مسجلة ببنما تحمل هذا
اإلسم وتمتلكها شركة Didon Tunisia Pty. Ltdوتديرها شركة Hydrocarbure Tunisie EL Biban
التي يترأسها السيد Paul Elestanوهو في نفس الوقت مدير عام شركة PA Ressourcesوبمزيد البحث
تبين أن الشركة األخيرة هي الشركة األم لشركة ,Hydrocarbure Tunisie EL Biban
ّ
وهنا نستخلص أنه برغم اإلحاالت العديدة إال ّأن رخصة البحث بقيت في نفس املجموعة.
32
.3إسناد رخص املكاتب االستشارية ملسؤولي الشركة التونسية لألنشطة البترولية بعد تقاعدهم
لقد تعمد بعض املوظفون السامون بوزارة الصناعة واإلدارة العامة للطاقة مثل بشير بن تقية وبشير
النهدي وعبد العزيز الرصاع الحصول حال مغادرتهم لعملهم بتلك املؤسسات على رخص ملزاولة نشاط
بأجر وقاموا على أساسها بتأسيس شركات استشارات يقدمون من خاللها استشارات قانونية في مجال
الطاقة ،وتقديم عديد الخدمات القانونية لشركات أجنبية كاملفاوضات مع اإلدارة العامة للطاقة
والشركة التونسية لألنشطة البترولية وحضور اجتماعات رسمية مع شركات النفط ونيابتهم أمام
الهيئات االدارية وأعوان اإلدارة التابعة لوزارة الصناعة قصد ابرام عقود نفطية وعقود لزمة
ويباشرون املفاوضات مع املوظفين الحاليين الذين كانوا هم رؤساؤهم السابقون ومن هذه الرخص على
سبيل الذكر ال الحصر:
-الرخص املسندة للسيد بشير بن تقية مدير الشؤون القانونية واملفاوضات السابق للشركة التونسية
لألنشطة البترولية منذ أكثر من 25سنة والذي أسس شركة BT Consulting Oil & Gaz
Contract&Legislationومن حرفائه شركات Fapco/CGG/Colombus/Petroscnadia/ Rigooil
وغيرها .
-الرخصة املسندة للسيد بشير النهدي الرئيس املدير العام السابق للشركة التونسية لألنشطة
البترولية لشركة " "SVIفنشن انتارناشيونال ستورم (بئر بن طرطارة) وقد سبق وأن منح عديد
االمتيازات وسهل الحصول على رخص البحث لفائدة الشركة املذكورة والتي هو حاليا شريك فيها بنسبة
هامة .مما يدل على شبهة فساد أثناء تأديته لوظيفته.
-تأسيس السيد عبد العزيز الرصاع لشركة .AREC
32انظر مالحق
يقوم هؤالء املوظفون السابقون إلى اليوم بنيابة الشركات االجنبية والتفاوض مع زمالء سابقين لهم
مما يخل بشروط املنافسة الشريفة وم ّما يشكل خرقا واضحا لشرط املحافظة على السر املنهي.33
وحيث تأكد من تقرير دائرة املحاسبات إثر أعمال التدقيق في باب الترويج للمجال النفطي ما يلي:
ّ
-يمثل نشاط الترويج للمجال الوطني النفطي من تمكين املؤسسات البترولية سواء كانت دولية أو
وطنية من الولوج إلى بنك املعطيات ( )Data Roomباملؤسسة التونسية لألنشطة البترولية في
مهمات استطالعية تهدف إلى اإلطالع على الخاصيات الفنية للقطع الحرة أو الحصول على إطار ّ
معلومات عامة تتعلق بالخاصيات الجيولوجية للمجال النفطي باإلضافة إلى املشاركة في تظاهرات
عاملية ذات عالقة بقطاع املحروقات بهدف التعريف بمؤهالت املخزون الوطني من املحروقات.
-الشركات التي تمكنت من الولوج إلى بنك املعطيات تبين أن % 60من عدد الزيارات وعدد األيام
تم االستحواذ عليها من قبل 5جنسيات فقط من جملة 30جنسية تتمثل في انقلترا واستراليا
وكندا وتونس وفرنسا وهو مايستدعي مزيد توجيه مجهودات املؤسسة التونسية لألنشطة
البترولية لتدعيم عمليات الترويج املباشر في البلدان ذات القدرات املبرهنة في مجال إنتاج
املحروقات وبالخصوص في مجال الغاز من بينها خاصة بلدان "روسيا وايران وقطر والواليات
ّ ّ ّ
واملصدرة للغاز على الصعيد األمريكية والجزائر" والتي تعتبر من أهم البلدان املنتجة املتحدة
العالمي.
ّ
وتولت الشركات البترولية خالل الفترة 2010-2005اإلطالع على املعطيات الفنية ملا عدده 47نقطة
املخصصة للحصول على معطيات عامة حول املجال الوطني وإجراءات ّ حرة وذلك دون اعتبار الزيارات
االستكشاف به .غير أنه تبين أنه لم يتم إسناد إال 16رخصة على أساس هذه الزيارات أي بنسة %34
وفي املقابل تم إسناد 14رخصة خالل نفس الفترة في حين لم تتو ّل أي شركة بترولية الحصول على
معطيات من خالل النفاذ إلى بنك معطيات املؤسسة التونسية لألنشطة بالبترولية ،ومن الرخص
املسندة دون الولوج إلى بنك املعطيات:
رخصة استكشاف "أزمور" املسندة بتاريخ 2010/07/16 -
رخصة استكشاف "بزمة " املسندة بتاريخ 2006/07/28 -
رخصة استكشاف "بشاطر" املسندة بتاريخ 2006/05/16 -
رخصة استكشاف "كاب سرات" املسندة بتاريخ 2006/05/16 -
رخصة استكشاف "دوالب الغريبة" املسندة بتاريخ 2008/04/04 -
33حسب املنشور املؤرخ في 2012/11/22الصادر عن وزير الصناعة التذكير بمنع ممارسة املوظفين العمومين السابقين لنشاط خاص بمقابل ،إال بترخيص مسبق
وبالشروط االستثنائية لهذه الرخصة وإجراءات الحصول عليها الواردة باألمر عدد 1875لسنة 1998املؤرخ في 1998/09/28واألمر عدد 38لسنة 1995املؤرخ في
1995/01/16
ح ّددت أزمة قطاع النفط في تونس من خالل عدة مؤشرات نذكر منها:
-االنخفاض الشديد في أعمال االستكشاف في عام 2014خاصة في أعمال التنقيب والحفر
فقد تم استكمال 3آبار فقط في عام ،2014مقارنة بمتوسط يبلغ حوالي 15بئرا استكشافية سنويا
خالل العقد السابق ،إذ نستنتج ضعف تاريخي في األداء.
انسحاب أحسن الشركات البترولية في املردودية مثل Marathon ،Total-Elf ،Shell ،ENIوقد -
انخفضت احتياطيات الهيدروكربونات املؤكدة واملستغلة بمقدار النصف خالل العقود الثالثة
املاضية.
الحاد لألسعار ساهم في الضرر على مداخيل الدولة من قطاع النفط وساهم خاصة في ّ االنخفاض -
تراجع الناتج الخام وتقلص حصة الدولة وانخفاض مداخيل الجباية على األرباح الصافية
ّ
إضافة إلى تعطل عمليات انتاج الفسفاط منذ الثورة تأتي أزمة املحروقات لتزيد في تدهور رصيد -
الدولة من العملة الصعبة وقدرتها على توريد املواد األساسية وكذلك قدرتها على تسديد القروض
األجنبية.
التباطؤ في أنشطة االستكشاف وعدم كفاية االحتياطيات الهيدروكربونية ّأدى إلى تفاقم عجز -
الطاقة ،إلى جانب التدهور الحاد في امليزان التجاري.
البيئة األمنية واالضطرابات االجتماعية والعقبات التي تعترض اإلدارة الفعالة لالتفاقات السارية -
وتجميد التراخيص (الصعوبات في تفسير املادة 13من الدستور) هي من بين األسباب الجذرية لهذه
الحالة.
الغاء أو تأخير بعض املشاريع البترولية وذلك لعدم توفر معدات انتاج جديدة أو استبدال القديم -
اهتراء النسيج الخدمي بتونس وتكريس االحتكار في املستقبل. -
غياب العقوبات في مواجهة سوء إدارة هذا القطاع ،وغياب رغبة الدولة في الشفافية التي دفعت -
املستثمرين إلى االبتعاد .
ومن خالل العوامل املذكورة فإن الهيئة توص ي بالتدخل الفوري للدولة وسلطة االشراف لتدارك -
قطاع املحروقات.
ّ
تمتلك تونس حقوال نفطية كبيرة وهذا أمر ثابت وال رجعة فيه ،على اعتبار أن عمليات البحث غطت
الذي ّّ
تم اكتشافه سنة 1968ويليه سنة 1973عشتروت. كامل التراب التونس ي ،أكبرها حقول البرمة
ّ هذين الحقلين ينتجان اليوم واحد من خمسة إلى واحد من سبعة ّ
مما كانا ينتجانه في الثمانينات.،قد بلغا
النضوب في االنتاجية وفي الجودة .بعد إحداث املؤسسة التونسية لألنشطة البترولية ) (ETAPفي مرحلة ّ
سنة ،1978كان من املنتظر منها ا ِالستغالل املباشر لبعض الحقول وتطويرها بعد اكتساب الخبرة الالزمة
على املستوى التقني واإلداري وحتى املض ي في اإلستكشاف والحفر في مرحلة ثانية .علما وأن الشركات
األجنبية كانت تتعامل مع الحكومة التونسية بعقود توقع مباشرة بين طرفين.
منذ التسعينات ،اختارت الشركة التونسية لألنشطة البترولية ETAPأن تتوقف عن السماح للشركات
األجنبية بالتصرف املباشر في االنتاج من دون أن تقوم بالدور الرقابي بالفاعلية الالزمة .فقد كان من
املأمول أن تتخذ الحقول املنتجة واملتخلى عنها من قبل شريك أجنبي بعد الخروج منها لتطويرها من
ّ
وحتى استغاللها. جديد
ّ
مستغل وتقوم الشركات األجنبية بإدارة في سنة ،2015أصبح التعاقد عن طريق صبغة الشريك الغير
ّ
الحقول وعمليات التطوير بنفسها .إذ تحتسب عائدات املحروقات بعد حذف التكاليف .ومع تضخم
تكاليف بعض الحقول -الراجع ألسباب عديدة -تتقلص مساحة الربح للدولة التونسية .كذلك يضرب
هذا العامل مردودية هذه الحقول وآفاق استغاللها املستقبلية ،وهنا تتحمل الشركة التونسية لألنشطة
البترولية ETAPمسؤولية حقيقية في مراقبة التكاليف ،وترشيدها بشكل فاعل ،ورفع مردودية الحقول
من أجل دفع آفاقها.
ّ
ّ
اللوبيات كمدخل تعتبر مشكلة الطاقة في تونس مشكلة استراتيجية وإدارّية باألساس ،استغلها عدد من
بحية صادمة .ولكن االعتقاد السائد ،هو أن ما يكلفه سوء حوكمة وقلة املهنية فيللفساد في عمليات ر ّ
مما يحدثه الفساد املباشر من خسائر .إلى جانب فقدان الخبرة والكفاءة في ( ،)ETAPهو أكثر بكثير ّ
توضيف الخبراء داخل الشركة.
خالصة
ّ
إ ّن املنهجية التي اعتمدتها ETAPفي إدارة املجال الطاقي في العقود األخيرة ،قد أثبتت فشلها ،مخلفة
مشاكل عديدة انعكست سلبا على الدولة واملواطن .وبالرغم من حجم املشاكل ،فإن اإلصالح ليس باألمر
الصعب ،إن توفرت النوايا الحقيقية لإلصالح وفتح ملفات الفساد .
ّ
املؤسسات العمومية____ مجال الحوكمة وحسن التصرف في
ّ
مقدمة
تونس من املجتمعات التي تعاني من إهدار املال العام والفساد املالي ،ويعود ذلك إلى ضعف نظم الرقابة
الداخلية من املنظورين املالي واإلداري وكذلك غياب قواعد الرقابة واملساءلة املحاسبية وتفادي الفساد
ّ
العمومية. املالي واإلداري في املؤسسات
ّ
التصرف فيه من الفساد املالي .ومن أبرز مظاهر الفساد املالي واإلداري في يعتبر إهدار املال العام وسوء
ّ
العمومية نذكر :الرشوة ،املحسوبية ،املحاباة ،الوساطة ،االبتزاز والتزوير. املؤسسات
ّ
العمومية من أخطر أنواع الفساد ،نتيجة ملا يسببه من أضرار كما يعتبر الفساد املالي صلب املؤسسات
على الصعيد املحلي والدولي .وعالجه بالشكل النهائي يعتبر من األمور املستعصية نتيجة املعوقات التي
السيما ذوي املراكز ّ
املالية والرسمية املتقدمة. يتسبب فيها الذين يمارسون الفساد ّّ
ّ
العمومية .Iمنهجية العمل في معالجة الفساد املالي صلب املؤسسات
.1املرحلة األولى :التشخيص
تتمحور هذه املرحلة في الحصول على معرفة خاصة بامللفات املعروضة للدرس وتجميع املعلومات
املتعلقة بطبيعة أوجه الفساد وتقييمها وربط النتائج الصادرة عن عملية التشخيص بكافة مراحل
الدراسة.
على إثر القيام بعملية التشخيص وتجميع املعلومات املتعلقة بطبيعة أوجه الفساد وتقييمهاّ ،يتم تبويب
أوجه الفساد حسب املحاور التالية :
ّ
شخصية استغالل اإلدارة ألغراض -
استغالل نفوذ -
تزوير وثائق ر ّ
سمية -
تصرف ّأدت إلى خسائر ّ
مالية فادحة عدم التتبع أثر حصول أخطاء ّ -
ّ
العمومية تجاوزات في الصفقات -
تجاوزات في اللزمات -
إهدار املال العام -
.IIامللفات املدروسة
املدني35 .1الطيران
في إطار نشاطها ،تقوم شركة الخطوط التونسية بإقتناء طائرات من قبل املزودين الرئيسيين Airbus
و .Boeingغير أنه خالل نظام بن علي ،إزدادت حصة شركة Airbusمقارنة ب .Boeingاذ قامت
الشركة الفرنسية املذكورة بعقد صفقتين مهمتين مع تونس:
-األولى في سنة ،1998حيث أبرمت شركة الخطوط التونسية صفقتين مهمتين يفصل بينهما
أسبوعين إلقتناء أرباص Airbus A319و Boeing B737
-الثانية في سنة ،2008وفي إطار تجديد أسطول شركة الخطوط التونسية تمت برمجة إقتناء 16
طائرة أكيدة ( 13صنف 150مقعد و 3صنف 250مقعد) و 4طائرات إختيارية ( 3صنف 150
مقعد وطائرة 250مقعد) .وكانت قيمتها 1001مليون دوالر.
بداية من سنة ،2011الحقت شركة Airbusعدة شبهات فساد بخصوص الصفقات التي تقوم بها
خاصة في شمال إفريقيا وقد وصلت التحقيقات في كل من فرنسا وتونس وسويسرا إلى تورط مسؤولين
سامين وأصحاب نفوذ في تونس وفرنسا في تلقي رشاوي في شكل عموالت إلتمام هذه الصفقات.
ففي صفقة ،1998قام املدعو يوسف زروق العامل في مجال الوساطة الدولية بربط الصلة مع صهر
الرئيس األسبق محمد سليم شيبوب وذلك للفوز بحصة لشركة Airbusفي صفقات الخطوط
35انظر مالحق
التونسية .ومقابل ذلك ،تحصل يوسف زروق على عقد عمولة مع شركة EADSالشركة األم لشركة
Airbusبنسبة % 3من قيمة الصفقة ،تسلم منها مبلغ 10,250مليون دينار في الفترة ما بين نوفمبر
1997وسنة .2002غير أنه تبين أن هذا األخير ليس إال غطاء لذوي نفوذ من الدولتين ،وهم :محمد
سليم شيبوب ،بلحسن الطرابلس ي والوزير الفرنس ي األسبق .Louis Mexandeauتقاسم معهم هذه
العمولة ،وكان نصيب كل منهم %25من املبلغ املذكور.
أما في صفقة ،2008قام صهر الرئيس السابق صخر املاطري بمرافقة وزير النقل عبد الرحيم الزواري
خالل زيارته إلى مصنع Airbusحيث قدمه هذا األخير على أنه رجل تونس املستقبلي .وقد طالب صخر
املاطري بعمولة تساوي %5أي ما يناهز 50مليون دوالر وهو ما رفضه مدير عام مجمع Airbusغير
أنه رضخ بعد تدخل الرئيس الفرنس ي ساركوزي.
وقد طلب السيد صخر املاطري أن يتم دفع املبلغ املطلوب دفعة واحدة عند إبرام العقد ،وهو ما إعتبره
مدير عام مجمع Airbusمخالفا للمعامالت املتداول بها .غير أنه وبتدخل مباشر من الرئيس الفرنس ي
ساركوزي رضخ لطلبه.
غير أن التحقيقات التي حصلت بهذا الخصوص ،لم تفد بوجود تحويالت لحسابات تابعة لصخر املاطري
تهم هذه العمولة .وهو ما يحيلنا إلى فرضية أن شركة EADSلم تبرم عقد مع صخر املاطري ،بل إرتأت
أن يكون الخالص في شكل مساهمات في إحدى شركات املجمع.
وبالرجوع إلى شروط قبول عرض مجمع Airbusمن قبل لجنة القبول املكونة من وزير النقل في
،2008/02/25ذكرت أن املصنع قدم نيته في إنشاء مشروع صناعي مشترك في تونس مع التنصيص
على إضافة هذا الشرط في عقد شراء 16طائرة.
ّ
كما ّأن شركة الخطوط التونسية بررت إختيارها للمصنع ،بأنه يتماش ى مع توجهات الحكومة في إطار
إنشاء مشروع صناعي مشترك يوفر 1000موطن شغل وبكلفة إستثمار مباشر وغير مباشر تناهز 50
تم إمضاء العقد سنة 2009وفي نفس السنة مليون دوالر ،وهو مبلغ مقارب لقيمة العمولة .وقد ّ
تكونت شركة أيروليا بنفس قيمة اإلستثمار.
كما أن شبهات الحصول على عموالت في هذه الصفقة ال تزال تالحق الرئيس الفرنس ي ساركوزي
والرئيس التونس ي السابق بن علي ووزير النقل السابق عبد الرحيم الزواري.
قامت الهيئة باستدعاء املنسوب اليه االنتهاك محمد عماد الطربلس ي لشبهات الفساد في حقه ،وأثناء
جلسات االستماع قام بتصريح حول مشروع املترو.
صرح أن عالقته بهذا املشروع كانت بشرائه شركة SOTUDEFمن مالكها الحبيب الدالي التي كانت وإلن ّ
تمر بصعوبات في التسيير ،فقام بتسوية وضعيتها مع الجباية والضمان اإلجتماعي وخالص العملة وقتها ّ
وغيرها .وكان محمد عماد الطرابلس ي ينوي بداية النشاط في ميدان الطرقات والجسور في دولة ليبيا.
وعندما قامت وزارة النقل بطلب عروض إلنجاز مشروع املترو ،قام محمد عماد الطرابلس ي باإلتصال
بشركة TECHNISوهي شركة إيطالية مختصة في األنفاق والجسور وغيرها وهي من الشركات التي أنجزت
مشاريع في أمريكا واليابان.
وقد تقدمت شركة محمد عماد الطرابلس ي إلى وزارة النقل بعرض فيه 57مليون دينار ،حيث تقدمت
بقية الشركات بعروض أغلبها ال يقل عن 86مليون دينار.
وعند فتح العروض تفطن وزير النقل أنذاك إلى أن عرض شركة محمد عماد الطرابلس ي كان غير
منطقي للفرق الكبير املوجود بين عرض الشركة وبقية العروض (فارق 30مليون دينار) ،فإتصل محمد
عماد الطرابلس ي بالخبراء الذين أعدوا ملف شركته وطلب منهم التثبت من وجود خطأ من عدمه في
تحديد قيمة العرض املقدم.
وقد نفى جميع الخبراء وخاصة املسؤولين عن شركة TECHNISأن يكون هناك خطأ ،وأن السعر املقترح
ممتاز وأن هامش الربح .7%إال أنهم لفتوا نظره إلى أن كراس الشروط به خطأ يتمثل في وجود تكرار
لجزء من املشروع .فإتصل محمد عماد الطرابلس ي بوزير النقل وطلب منه أن يطرح اإلشكال على
اللجنة الوزارية املكلفة باملشروع وهو ما تم بالفعل إال أن اللجنة املذكورة تعمدت عدم اإلعتراف بذلك
الخطأ.
وقد أكد محمد عماد الطرابلس ي أن وزير النقل عبد الرحيم الزواري قد طلب منه اإلنسحاب من
املناقصة ووعده بأن يقع مده بعمولة من بقية الشركات املشاركة.
وبالتثبت في العروض املقدمة من بقية الشركات ،تفطن محمد عماد الطرابلس ي أن أغلب العروض
كانت تضمن باألسعار املقترحة هامشا من الربح يتجاوز .40%فمثال تم تحديد سعر Gravierب 14
دينار في حين أن سعره وقتها 6دنانير ،والعديد من اإلخالالت التي تظهر أن الشركات املشاركة تريد نيل
نصيب كبير من هذا املشروع .وهذا األمر جعل محمد عماد الطرابلس ي يرفض الخروج من طلب
العروض ،فإتصل به عبد الرحيم الزواري وطلب منه مرة أخرى اإلنسحاب ألن البنك الدولي قد تعجب
36انظر مالحق
من الفرق الحاصل بين العرض املقدم من طرفه وبقية العروض ،ويمكن أن يطلب فتح عروض ثانية
األمر الذي سيعطل املشروع إال أن محمد عماد الطرابلس ي رفض ذلك.
ّ وقد ّ
صرح محمد عماد الطرابلس ي أن نفس املديرين الذين تواطؤوا في هذا الخطأ بقوا في وزارة النقل
بعد الثورة.
37
.3شركة ALSTOM
تتمثل أطوار هذه القضية في ابرام الشركة التونسية للكهرباء والغاز بتاريخ 1999/03/24عقد بيع
كهرباء مع شركة CPCوالذي التزمت بموجبه بإنجاز وتشغيل محطة توليد الكهرباء برادس.2
وحيث رغبت شركة Alstomفي الدخول في املناقصة التي ستفتتحها شركة CPCلبناء املحطة .وأبرمت
في هذا اإلطار عقد استشارة مع شركة Dalmel Trading Incوهي الشركة الواجهة ملحمد سليم
شيبوب ،موضوعها قيام هذه األخيرة بخدمات استشارية ومساعدة لشركة Alstomيتعلق باملشاركة في
مناقصة شركة CPCوتنفيذ العقد والسعي لربحها.
ّ
في إطار التحقيق في قضية ،Alstomتسلم محمد سليم شيبوب عمولة %3من قبل شركة Alstom
Internationalمقابل مساعدته لها للحصول على صفقات بصفة غير مباشرة مع الشركة التونسية
للكهرباء والغاز.
وقائع امللف
نسبت إلى محمد سليم شيبوب تهمة التدخل واستغالل نفوذ لفائدة شركة أجنبية ،وذلك بإجراء
مقاصة 38بين كل من:
ALSTOM T&D SA -
ALSTOM Power Centrales S.A -
الشركة التونسية للكهرباء والغاز -
CPC -
أبرمت الشركة التونسية للكهرباء والغاز عقد بيع كهرباء مع شركة CPCبتاريخ ،1999/03/ 24إلنجاز
وتشغيل محطة توليد الكهرباء برادس .2
37انظر مالحق
38رسم توضيحي لعملية املقاصة بين مجمع ALSTOMوشركة CPCوالشركة التونسية للكهرباء والغاز
كما تنص االتفاقية على أنه " يجب على املستشار تقديم االستشارات التجارية واملعطيات الالزمة
ملساعدة الشركة للحصول على الطلبية إلنجاز املشروع" .
وحيث يلتزم املستشار بتقديم خدمات تتالءم مع النظام األساس ي والنظام القانوني املنطبق على األنشطة
التي تدخل تحت نطاق هذا االتفاق ،من بينها:
-املرافقة في اعداد العرض وكذلك في فترة التقييم
-املرافقة أثناء التشاور في بنود العقد مع الحريف
-املرافقة بطلب من الشركة ،أثناء فترة تنفيذ العقد
كما يحدد الفصل 5األتعاب والتعويضات ،التي سيتلقاها مفصلة كما يلي:
Article 5 : Rémunération et compensation :
5.1 En compensation des services du consultant, si 5.1كتعويض عن الخدمات االستشارية ،إذا
ceux-ci ont contribué à la conclusion du contrat, et à ساهمت في إبرام العقد ،شريطة العقد يصبح
condition que le contrat entre en vigueur pendant la ساري املفعول خالل مدة سريان هذه االتفاقية،
période de validité du présent accord, Alstom ستقوم شركة ALSTOMبتوفير املستشار اتعاب
accordera au consultant une rémunération de : بـ ـ ـ ـ:
-3% en cas de commande par STEG du Lot n°1 seul ou
%3-في حالة طلب STEGمن Lot 1وحده أو
du Lot n°2 seul de l’appel d’offre AO n° 97 E4042
Lot 2وحده في املناقصة عدد postes blindés
postes blindés
97 E4042
-5% en cas de commande par STEG du Lot n°1 et du
%5-في حالة طلب STEGمن Lot 1مع Lot 2
Lot n°2 de l’appel d’offre 97 E4042 postes blindés
من املناقصة عدد postes blindés E4042 97
Du montant du contrat, ci-après déduction de tous
مبلغ العقد ،ويخصم من جميع الرسوم
droits et taxes, le cas échéant. Cette rémunération
والضرائب ،إن وجدت .تعتبر هذه املكافآت
sera réputée couvrir tous les frais encourus par le
لتغطية جميع التكاليف التي تكبدها املستشار في
Consultant dans l’exécution de ses obligations au titre
أداء التزاماته بموجب هذه االتفاقية.
du présent accord.
................. 5.2
5.2……………..
(أ) ..........
(a)……….
(ب) تكون شروط الدفع كما يلي:
(b) les modalités de paiement seront les suivantes :
٪50-عند بدء سريان العقد وبعد استالم -50% à l’entrée en vigueur du contrat et après
réception par ALSTOM de l’intégralité du premier ALSTOMمن أول دفعة خالصة كاملة.
٪30-بعد استالم ALSTOMللدفع املتعلق acompte.
-30% après réception par ALSTOM du paiement lié à بالقبول املؤقت
٪20-بعد استالم ALSTOMللدفع املتعلق la réception provisoire
-20% après réception par ALSTOM du paiement lié à بالقبول النهائي
la réception définitive
ّ
مفصل للعموالت التي تلقاها في إطار هذا العقد (تلقاه من قبل كما ّ
أمدنا محمد سليم شيبوب بجدول
السلطات السوسرية وهو متطابق مع ما حصل عليه قاض ي التحقيق)
االنتهاكات
بالرجوع إلى عقد االستشارة املوقع بتاريخ 1999/10/13واملتعلق بمشاركة شركة Alstomفي صفقة
محطة توليد الكهرباء برادس ،2وبالتحديد إلى الفصل 54منه ،نتبين أن أتعاب املستشار مرتبطة
ّ
بخالص فواتير الشركة وبكل الخطايا التي يمكن أن تسلط عليها ،إذ أن أي خطية محتملة يقع طرحها
من أتعاب املستشار .مع اإلشارة أن هذه النقطة وقع إثارتها في عقد االستشارة املبرم بتاريخ .1999/06/02
وبناء على ماسبق ،سعى املستشار إلى التقليص من الخطايا التي يمكن أن تسلط على الشركة نتيجة
التأخير أو األخطاء.
.IIIالضرر املادي
تبعا لقرار مجلس الهيئة الصادر في 2018/05/ 22واملتعلق بالفرضيات األساسية لتقييم األضرار املادية
الالحقة بالدولة في ملفات التحكيم واملصالحة املالية ،يكون احتساب الضرر املادي كما يلي :
-بخصوص عقد االستشارة املبرم في ،1999/10/17يكون الفارق بين الخطية األصلية والتعويض
املدفوع للشركة التونسية للكهرباء والغاز.39
-بخصوص عقد االستشارة املمض ى بتاريخ ،1999/06/02لم نتمكن من احتساب الضرر الحاصل
للشركة التونسية للكهرباء والغاز:40
39انظر مالحق
40انظر مالحق
وبناء على ما سبق يكون املبلغ الجملي للضرر املادي في قضية ALSTOMهو 56 214 367دينار.
.1املجال البيئي :مركز معالجة النفايات الخطرة بجرادو وثالثة مراكز للخزن والتحويل
تم إنشاء وحدة مركزية ملعالجة النفايات الصناعية والخطرة بمنطقة جرادو من معتمدية الزريبة والية ّ
زغوان ،بكلفة جملية بلغت 30مليون دينار بتمويل بنسبة %60من قبل البنك األملاني للتنمية KFW
كهبة في إطار التعاون التونس ي األملاني وبنسبة %40من الحكومة التونسية .وقد انطلقت األشغال بتاريخ
15سبتمبر 2005وانتهت في موفي ديسمبر .2007
وفي إطار تسهيل نقل النفايات من املؤسسات الصناعية إلى املركز ،تم إحداث 03مراكز للخزن والتحويل
تغطي كامل واليات الجمهورية (بنزرت بالنسبة إلى واليات الشمال ،وصفاقس بالنسبة إلى واليات الوسط،
وقابس بالنسبة إلى واليات الجنوب) .وقد بلغت كلفتها الجملية 22مليون دينار بتمويل مشترك بين
الحكومة التونسية بنسبة %40والبنك األملاني للتنمية KFWبنسبة %60في شكل قرض ميسر.
ويعتبر مركز جرادو ملعالجة النفايات الخطرة النموذج األول بإفريقيا ،وكان الهدف من انشائه الحد من
تلوث املحيط بالنفايات الصناعية والخاصة من ناحية ،ومن ناحية أخرى الحد من توجيه هذه النفايات
املخصصة ملعالجة النفايات املنزلية واملشابهة وتسهيل مهمة الصناعيين وإعانتهم علىّ إلى املصبات
معالجة نفاياتهم وتأهيل مؤسساتهم بيئيا.
وقد تم تصميمه ملعالجة 90ألف طن سنويا من النفايات الصناعية والخاصة .حيث يتم قبول كل
النفايات املصنفة حسب األمر عدد 2339لسنة 2000املؤرخ في 10أكتوبر 2000واملتعلق بضبط قائمة
النفايات الخطرة باستثناء املواد املتفجرة واملواد املشعة والفسفوجيبس واملرجين وكل املواد املندرجة
ضمن منظومة وطنية للرسكلة والتثمين41.
.2اإلخالالت في مرحلة دراسة التأثير على املحيط وفي مرحلة انشاء مركز جرادو
وعلى ضوء املعطيات والوثائق التي قامت بدراستها الهيئة:
-تم اعداد دراسة املؤثرات على املحيط سنة 1998من قبل مكتب الدراسات األملاني Fichtner
ومكتب الدراسات التونس ي ،STUDIولم يقع تحيينها بمناسبة انطالق انجاز املنشآت سنة ،2005
اذ لم تأخذ بعين االعتبار التخصيصات األخرى (اثار االشغال ومقاطع الحجارة املستغلة جوار موقع
املركز.)...
-تم انجاز مركز جرادو على أرض فالحية مرتبة ضمن مناطق الصيانة ،والتي يتعين حماية صلوحيتها
الفالحية نظرا ملا لها من أثار على األمن الغذائي.42
41انظر مالحق
42انظر الى املالحق
-باالعتماد على تقرير االختبار فإن املركز يجاور مناطق عمرانية ومجاري أودية .حيث أقيم هذا األخير
على منحدر به طبقة طينية مع وجود طبقات من الرسوبيات النافذة ،ينجر عنه مخاطر بيئية تهدد
املتساكنين.
-لم يتم انشاء املركز وفقا للمخطط التنفيذي الصادر من.KFW43
-كما تم إنشاء املركز دون موافقة أهالي منطقة جرادو وقد عبروا عن رفضهم من خالل عريضة
وجهوها إلى رئيس الجمهورية.
إضافة إلى ما سبق ،فإن مركز جرادو شيد دون احترام اإلجراءات القانونية امللزمة قبل الشروع في انجاز
ّ
الوحدة .حيث لم يتحصل مركز جرادو على كل التراخيص القانونية الالزمة لفتح مؤسسة مرتبة من
صنف أول وذلك حسب املراسلة التي وصلتنا من الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات:
-ال وجود ملصادقة رسمية للوكالة الوطنية لحماية املحيط على دراسة املؤثرات على املحيط ملشروع
مركز جرادو املحدثة بقرار وزير البيئة والتنمية املستديمة بتاريخ 23مارس 2006واملصادقة جاءت
في مكتوب من الوكالة الوطنية لحماية املحيط لوزير الفالحة في 22أفريل 2005بطلب من وزارة
الفالحة في مارس .2005
-ال وجود لترخيص من وزارة الصناعة في فتح مؤسسة خطرة أو مخلة بالصحة أو مزعجة قبل
ّ انجاز املركز (أمر عدد 2687لسنة ّ 2006
مؤرخ في 9أكتوبر 2006يتعلق بإجراءات فتح املؤسسات
ّ ّ
بالصحة أو املزعجة واستغالله) .حيث جاء الترخيص في سنة 2013أي بعد الخطرة أو املخلة
غلقه.44
-تشييد وتشغيل املركز دون ترخيص من إدارة السالمة ،اذ جاء الترخيص بتاريخ 30مارس .452011
صلوحية األرض الفالحية واملرتبة ضمن مناطق الصيانة واملناطق ّ -تم اصدار األمر املتعلق بتغيير
الفالحية األخرى التي شيد عليها املركز بتاريخ 18نوفمبر ( 2013أمر عدد 4709لسنة 2013مؤرخ
في 18نوفمبر 2013يتعلق بتغيير صلوحيه قطعة أرض فالحية مرتبة ضمن مناطق الصيانة واملناطق
الفالحية األخرى وبتحوير حدود مناطق الصيانة باألراض ي الفالحية لوالية زغوان) أي بعد فتحه
واستغالله وغلقه.46
ّ
يجدر الذكر أ ّن الهيئة لم تتمكن من دراسة الصفقة املتعلقة بإنشاء املركز النعدام املعطيات الالزمة.
.3اإلخالالت في مرحلة طلب العروض املتعلقة بتفويض استغالل مركز جرادو وثالث مراكز خزن
وتحويل تابعة لها
أنجزت الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات دراسة أولية حول املساعدة الفنية لتفويض استغالل
مركز جرادو وثالث مراكز خزن وتحويل تابعة لها في شهر أفريل .2007تم على إثرها طلب عروض دولي
بتاريخ 30جانفي .2008وبعد التدقيق في ظروف إبرام الصفقة ،تم تحديد جملة من اإلخالالت:
اإلعالن عن العروض -
ّ
تم اإلعالن عن طلب العروض بتاريخ 30جانفي 2008ووقع التمديد في أجل قبول العروض ألكثر من
مرة وذلك بناء على مطالب تقدمت بها بعض الشركات.
طلب التمديد األجل األقص ى األصلي األجل بعد التمديد تاريخ اإلعالن عن التمديد
الوكالة 12/03/2008 06/05/2008 15/04/2008
Igiam 18/04/2008 20/05/2008 06/05/2008
New eau ster / Segor / Tredi 19/05/2008 03/06/2008 20/05/2008
تم طلب تمديد ثالث من قبل شركة Trediبتاريخ 09ماي 2008وتم اقتناء كراس الشروط من كما ّ
قبل شركة Nehlsenبتاريخ 08ماي ،2008علما أن الشركتين كونتا الحقا مجمعا للمشاركة في طلب
العروض تحت اسم .Nehlsen/Tredi
-تقييم العروض:
oالفرز الفني :تمت عملية فتح العروض والفرز الفني بتاريخ 04جوان 2008وأفضت إلى قبول 4عروض.
النقاط العارض
83,75 Nehlsen/Tredi
78,75 Remondis
77,25 SARP/Onyx
70,5 Teseco/SPA
oالفرز املالي :تم فتح العروض املالية بتاريخ 24سبتمبر 2008وتم ترتيبها باالعتماد على وثيقة التعهد
(.)soumission
تقديرات اإلدارة مبلغ العرض بالدينار العارض
97 284 968 Remondis
123 770 938 Tesco/SPA
58 758 905
75 793 253 SARP/Onyx
61 331 132 Nehlsen/Tredi
عند فتح العروض تبين للجنة الفرز املالي أن العرض املالي للمجمع Nehlsen/Trediتضمن فرق بين
املبلغ الجملي املبين بوثيقة التعهد وبجدول األثمان الفردية والتفصيل التقديري لألثمان.47
حسب تقرير فريق الرقابة إن العارض لجأ إلى التخفيض في كميات النفايات الواجب معالجتها واملرسمة
بالتفصيل التقديري ،وذلك انطالقا من السنة السادسة لتنفيذ العقد وإلى غاية السنة العاشرة ،رغم
أن هذه الكميات متغيرة طيلة فترة إنجاز الصفقة .اذ يعتبر هذا اإلجراء مخالف ملقتضيات كراسات
الشروط فقد أدخل تغييرا على الشروط التعاقديةّ ،
السيما وأن تغير الكميات بالتخفيض ينتج عنه
تخفيض في عرضه املالي وال يمكن مقارنته ببقية العروض التي احتسبت على كميات أرفع.
ونظرا لعرضه الفني الجيد املستوى من ناحية ،والقتراحه أسعار فردية أغلبها أقل من تقديرات اإلدارة
من ناحية أخرى ،اقترحت لجنة الفرز مناقشة األسعار الفردية مفرطة االرتفاع على مستوى األثمان
الفردية وذلك عمال بمقتضيات الفصل 80من األمر عدد 3158لسنة 2002املتعلق بتنظيم الصفقات
العمومية .وقد تم احالة هذا املقترح إلى اللجنة العليا للصفقات العمومية بتاريخ 04ديسمبر ،2008
والتي بدورها نظرت بتاريخ 23جانفي 2009في تقرير فرز العروض الفنية واملالية املتعلق باستغالل
مركز جرادو وثالث مراكز للخزن والتحويل ،وأكدت وجود خطأ ّبين بجدول األسعار بالنسبة للعرض
املالي للمجمع األملاني الفرنس ي .Nehlsen/ Trediوتبعا لذلك سمحت للوكالة بالتفاوض مع العارض
ملراجعة عرضه املالي.
وفق الفصل 80من األمر املنظم للصفقات العمومية ،ال يجوز للجنة الفرز مناقشة األسعار .إال أنه
يمكن للجنة الصفقات ذات النظر ،عندما يتبين لها أن العرض املالي األفضل املقترح مقبول إجماليا
لكنه مشط في بعض فصوله ،الترخيص في مناقشة أسعار هذه الفصول قصد التخفيض فيها.
اعتبرت لجنة الرقابة أنه ال يجوز اعتبار عرض مجمع Nehlsen/ Trediاألفضل على املستوى املالي:
oبالنظر الحتسابه على أساس كميات منخفضة مقارنة بباقي العروض املنافسة
oفضال على تضمنه أخطاء جوهرية على مستوى األثمان الفردية بين مختلف الوثائق املكونة للعرض
املالي.
فانه كان يتعين إقصاء العرض أو على األقل إعادة احتسابه على أساس الكميات املنصوص عليها
بكراس الشروط ثم مقارنته بالعروض املالية للمنافسين ،ومن ثمة اقتراح القرار املناسب على اللجنة
العليا للصفقات.
وبعد التفاوض في قيمة العرض املالي للمجمع ،Nehlsen/ Trediتقرر إسناد الصفقة له ملدة عشرة
سنوات بتاريخ 20مارس ،2009وبمبلغ قدره 61 331 132دينار دون اعتبار األداءات وذلك بموجب
مراسلة سرية صدرت عن الكاتب العام للحكومة بتاريخ 20ماي .2009
-كما ّ
تبين لنا أن شركة Trédiأغلقت بتاريخ 02فيفري 2011مع إغالق املركز.49
ومن جهة أخرى تبين إلى فريق هيئة الرقابة أن امللف االداري للمجمع ال يحتوي على نسخة من السجل
التجاري واملعرف الجبائي والهوية البنكية وانخراط بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي بالنسبة
إلى شركة .Trédi
.4النفقات املنجزة لتهيئة مركز جرادو في إطار االعداد لزيارة الرئيس السابق لتدشينه
بدأ استغالل مركز جرادو في نوفمبر 2009أي بعد انشائه بما يقارب السنتين ،اذ لم تخضع التجهيزات
إلى الصيانة الالزمة مما نتج عنها مصاريف ونفقات إلعادة صيانتها بلغت قيمتها 511 929دينار.
نصت االتفاقية املبرمة بين l’ANPEو KFWعلى أن االستغالل يكون مباشرة بعد االنشاء لكي ال ينجر
عن ذلك كلفة لصيانة األجهزة.
تم انجاز هذه النفقات بشكل مباشر ودون اعتماد آلية االستشارات بتعلة الطابع االستعجالي لزيارة ّ
الرئيس السابق للمركز قصد تدشينه .ثم قامت الكتابة القارة للصفقات بتنظيم استشارات وهمية
بناء على طلب اإلدارة العامة وإدارة ايكوالف ،وقامت املكلفة بإعداد أذون التزود بتغيير تواريخ إصدار
أذون التزود وذلك قصد تسوية وضعية النفقات املنجزة باالتفاق املباشر.
.5اإلخالالت التي شابت مرحلة استغالل املركز
وقع تشغيل املركز منذ تدشينه في جوان 2009بدون مخططات سالمة ومخططات طوارئ الواجب
وجودها باملركز.
تقييم الضرر:
الضرر الحاصل
30 000 000,000 كلفة انشاء املركز
511 929,670 كلفة الصيانة
61 331 132,000 صفقة االستغالل
91 843 061,670 املجموع
تعلق طلب العروض الدولي عدد 1/2005باستغالل القسط الثاني من املصب املراقب بجبل شاكير
وتمثلت أهم عناصر املشروع في:
-تأمين التصرف في املصب
-اقتناء وسائل النقل واملعدات الالزمة الستغالل املصب
-اقتناء وتركيز واستغالل محطة معالجة مياه الرشح
اإلعالن عن العروض
تم اإلعالن عن نفس طلب العروض في ثالث مناسبات غير مثمرة مارس 2005ونوفمبر 2005وجانفي
،2007ثم في أكتوبر 2007للمرة الرابعة ّ
وحدد آخر أجل لفتح الظروف بتاريخ 11ديسمبر .2007
17شركة سحبت ملف طلب العروض .تم تسجيل 4عروض من قبل 4مجمعات تكونت من 9شركات
من ساحبي كراس الشروط.
فتح العروض
تم فتح العروض بتاريخ 12ديسمبر 2007وتم قبول العروض 4الواردة على الوكالة مع املطالبة
باستكمال بعض الوثائق املنقوصة.
تقييم العروض
-الفرز الفني :تم فرز العروض الفنية بتاريخ 04مارس ،2008وأسفرت أعمال لجنة فرز العروض
إلى قبول األربعة عروض الواردة على الوكالة ملطابقتها للخاصيات الفنية .وبناء على ذلك تم احالتها
على أنظار اللجنة العليا للصفقات التي قامت بمناقشة التقرير وطلبت من الوكالة مدها ببعض
التوضيحات املتعلقة بقبول املجمعات وبتغير مواصفات محطة معالجة مياه الرشح .وبتاريخ 26
ماي 2008تمت مراسلة الوكالة من قبل اللجنة العليا للصفقات وإعالمها بدعوة كل املجمعات
لتقديم عروضها املالية على أساس فرضيتي اإلبقاء والتقليص في طاقة استيعاب محطة معالجة
مياه الرشح.
الفرز املالي
ّ
تم فتح العروض املالية بتاريخ 2008/06/18وكانت كالتالي:
املبلغ العارض
21 360 000,000 VANHEEDE/POLYSERIVCE
32 630 000,000 PONTICELLI/KOBBI
41 400 000,000 DECO/SOCOBAT
41 800 000,000 SOVATRAM/PIZZORNO/AMSE
أفضت عملية الفرز إلى اقتراح اسناد الصفقة إلى مجمع Vanheede/ Polyservicesالذي قدم العرض
االقل ماليا بمبلغ قيمته 21,360مليون دينار (هذا املبلغ يقل عن تقديرات االدارة بنسبة .)%33
ّ ّ
إال أنه لم يتم عرض هذا املقترح على أنظار اللجنة العليا للصفقات ،وبتدخل من الرئيس األسبق ووزير
البيئة نذير حماده تم اسناد الصفقة بطريقة غير شرعية ومشبوهة إلى مجمع
Sovatram/Pizzorno/AMSEبمبلغ قدره 34,2مليون دينار بعد مراسلة العارض ملراجعة املبلغ
املقدم ،وذلك ألن مستشار الشركة الفرنسية Pizzornoوالذي كان في السابق يشغل خطة وزير
بالحكومة الفرنسية يعتبره الرئيس السابق صديقا للدولة التونسية.
تم إقصاء باقي العروض الواردة على الوكالة واملقبولة من الناحية الفنية واستبعاد العرض األقل ثمناّ
بتعليمات غير شرعية وغير منطقية من رئيس الجمهورية السابق ووزير البيئة نذير حمادة .وقد وافق
على ذلك الكاتب العام للحكومة والرئيس املدير العام للوكالة .ويعتبر هذا اإلجراء غير قانوني ومخالف
للتراتيب املنظمة للصفقات العمومية وملبدأ الشفافية واملنافسة واملساواة أمام الطلب العمومي ،خاصة
وأن رئيس الجمهورية والكاتب العام للحكومة ليس من صالحيتهما النظر في مشاريع الصفقات
العمومية.
تجدر اإلشارة إلى أن وراء هذه التجاوزات الجلية ،تمتع أحد األطراف بمنافع مقابل اسناد الصفقة إلى
الشركة الفرنسية .Pizzornoوبناء على ذلك فإن مستشار الشركة استغل نفوذه وعالقته قصد التأثير
كل مشارك في صفقة عمومية يقدم تصريحا على الشرف يلتزم على إجراءات ابرام الصفقة .علما وأن ّ
بموجبه بعدم التأثير في مختلف إجراءات الصفقة .ترتب عن هذه اإلخالالت والتجاوزات اإلضرار بالوكالة
التي تحملت أعباء مالية إضافية بلغت 12,840مليون دينار.
إنجاز الصفقة
لم ينجز املجمع الذي تم التعاقد معه موضوع الصفقة وفق املعايير التعاقدية ،حيث ارتكب عديد
اإلخالالت والتجاوزات مما تسبب في أضرار بيئية كبيرة.
وترتب عن ذلك جملة من التجاوزات ،حيث تم باألساس التالعب بقرارات إسناد الصفقات على غرار:
-االستبعاد غير املبرر لصاحب العرض املالي األقل ثمنا
-دعوة بعض العارضين لتقديم عروض مالية رغم إقصائها إداريا أو فنيا
-إبرام صفقات بالتفاوض املباشر بالرغم من عدم توفر الشروط الالزمة لذلك
في حين كان من املفروض تفعيل املنافسة لضمان املساواة أمام الطلب العمومي وحصول اإلدارة على
أفضل األسعار.
.2اإلخالالت في مستشفى الهادي شاكر
بلغ حجم الشراءات دون ترخيص مسبق من سلطة اإلشراف مايناهز 15.6م د أي %71من جملة
ّ
وتمثلت ّ
أهم اإلخالالت التي شابت الشراء العمومي فيما يلي: شراءات املستشفى الهادي شاكر
اإلخالل بمبدأ املنافسة ،وذلك بالتعامل مع مزودين معنيين بوضع بعض اآلالت على الذمة، -
مرفوقة بشرط القتناء قطاع الغيار واملستلزمات الخاصة بها مباشرة من قبلهم
توجيه املتطلبات التقنية الخاصة بكراس الشروط في اتجاه مصالح بعض املزودين الذين لهم -
مصالح مع رؤساء األقسام
عدم تضمين كراسات الشروط ما يكفي من بيانات وشروط أو عدم تحديد الخصائص الفنية -
تضمن كراسات الشروط عالمات إشهارية لشركات الالزمة مما يتيح املجال للتأويل إضافة إلى ّ
معينة
إقصاء العروض رغم إستجابتها للشروط الفنية حيث ال يمكن تحميل أصحاب هذه العروض عدم -
دقة املواصفات املنصوص عليها بكراس الشروط
إقصاء عروض استنادا على شروط لم ترد بكراس الشروط -
تعارض مضامين الوثائق التعاقدية مع كراس الشروط (احتساب آجال التنفيذ أو تاريخ اإلذن -
بالتزود).
وكان لهذه التجاوزات األثر السلبي على منظومة الصفقات العمومية وخاصة على مصداقية اإلدارة
وتكريس مبادئ املساواة والشفافية واملنافسة.
كما مكنت عديد الشركات واملؤسسات من صفقات دون وجه حق ،حيث تم شراء كميات كبيرة من املواد
واألدوات الصحية التي تفوق حاجة املستشفى ثم القيام بإتالفها بحجة نهاية الصلوحية ،مبررها الوحيد
وجود مصالح مشتركة ومشبوهة بين األطراف املعنية بالصفقة.
كما أبرمت الشركة التونسية للمالحة بغرض تموين السفن التي تستغلها باملواد الغذائية خالل فترة
2010-2008عددا من الصفقات اإلطارّية وذلك عن طريق طلب عروض تم إصداره في بداية سنة .2007
وفي هذا اإلطار قامت الشركة بتقسيم حاجيات البواخر من املؤونة إلى 19قسطا ،غير أنها لم تتوصل
ّ
إلى إبرام صفقات إال في شأن 15قسطا.
ويعود ذلك إلى تراجع املؤسسة عن التعاقد مع املزود Tunisian Tarading Compagnyالذي تم
إختياره بالنسبة لألقساط 3و 10و 13و 15وذلك لعدم حصوله على ترخيص إداري يؤهله لتزويد
السفن باملؤونة.
وتعود هذه الوضعية إلى عدم التنصيص على شرط الحصول على الترخيص اإلداري املشار إليه بصفة
مسبقة ضمن ملف طلب العروض ،بما يحول دون مشاركة املزودين غير املؤهلين ويتيح للمؤسسة
إمكانية إسناد األقساط املعنية إلى مزود مؤهل.
وقد ترتب عن عدم إتمام الصفقة بالنسبة لألقساط األربعة املشار إليها ،قيام الشركة بالتزود بمواد
ومنتجات خارج إطار الصفقة املعنية لدى مزود آخر Debbabi Supplierوذلك على أساس أسعار أرفع
ّ
املضمنة بعرض املزود Tunisian Tarading Compagnyوكذلك أرفع من األسعار التي تضمنها من األثمان
عرض املزود Debbabi Supplierنفسه.
سوء تصرف الدولة في مداخيلها .V
.1لزمات ديوان الطيران املدني واملطارات
يمكن التأكيد أن اللزمات نالها أيضا ا نال الصفقات العمومية من تجاوزات وانحراف .ونذكر في هذا
النطاق أن % 94أي 228من جملة 239من اللزمات التي أبرمها ديوان الطيران املدني واملطارات كانت
بالتراض ي وهو ما يمثل مخالفة ملبدأ اللجوء للمنافسة.
وقد أسند ديوان الطيران املدني واملطارات اللزمة الخاصة بمأوى السيارات بمطار تونس قرطاج (الذي
يمثل أهم وأكبر مأوى للسيارات تابع للديوان) لشركة الخدمات الجوية املمثلة بالسيد توفيق املستيري،
والتي تستغل %45من امللك العمومي املستغل والتابع للديوان والتي لديها ديون تبلغ قدرها 5،614
مليون دينار .حيث أسندت اللزمة بالتراض ي ،وبمعاليم تقل بكثير عما يمكن التحصل عليه لو أعتمد
مبدأ املنافسة ،مما ألحق ضررا ّ
ماديا فادحا بالديوان.
كما اعتمد الديوان مداخيل املأوى خالل سنة 1993لتحديد معاليم اللزمة (عندما كانت طاقة استيعابه
تبلغ 736سيارة) ،في حين ّأنها تطورت إلى 2500سيارة عند انتهاء أشغال توسعته وقبل انطالق استغالله
في إطار اللزمة.
تم الترخيص لصاحب اللزمة ببيع املأكوالت واملشروبات بكل من املأوى ومقر الديوان دون مراجعة كما ّ
املعاليم تبعا لذلك ،ولتركيز لوحات إشهارية بتعريفة تمثل نصف التعريفة املعتمدة بالنسبة للديوان مع
مستلزمين أخرين ،مما سبب خسارة ال تقل عن 489ألف دينار.
أما فيما يخص اللزمة الخاصة باستغالل مطعم بمطار املنستير ،فقد الحظت الهيئة أنه تم إسناد
املحددة ولم يقدم أفضل العروض .كما أن العروض الخاصة ّ اللزمة لعارض وصل عرضه بعد اآلجال
باللزمة لم تعرض على لجنة فرز العروض ولم يتم تسجيلها بمكتب الضبط.
ّ
تتمثل أهم التجاوزات بالنسبة لبقية اللزمات في:
-تمكين بعض أصحاب اللزمات من ممارسة نشاطهم قبل إتمام كافة اإلجراءات الالزمة والخاصة
منها بتسجيل العقود وتقديم الضمان واالستظهار بعقود التأمين.
-فسخ إتفاقية مع وكالة توزر للرحالت دون أن يسدد صاحب اللزمة ما تخلد بذمته 4177دينار.
-تحديد معاليم إشغال امللك العمومي أقل من املعاليم املذكورة بمقرر اإلدارة العامة للديوان
الصادرة خالل سنة 71 ،1996دينارا للمتر املربع عوضا عن 96،750دينار للمتر املربع.
هذا باإلضافة إلى اعتماد طريقتين مختلفتين الحتساب معاليم إشغال امللك العمومي بالنسبة لنفس
النوع من النشاط دون تبرير:
لزمة كراء السيارات بمطار طبرقة ،والتي حددت بألف دينار دون زيادة ،في حين لزمة كراء السيارات -
بمطار توزر ب 7473دينار مع زيادة ب 320دينار سنويا.
لزمة مطار منستير 7433دينار مع زيادة ب 320دينار سنويا ،في حين لزمة مطار تونس قرطاج -
7183دينار مع زيادة 700دينار سنويا.
لزمة وكاالت األسفار بمطار توزر 2000دينار دون زيادة ،في حين لزمة مطار طبرقة 6000دينار دون -
زيادة ،ولزمة مطار منستير 13892دينار مع زيادة ب % 5سنويا.
لزمة مطار تونس قرطاج 13892دينار مع زيادة % 5سنويا ،في حين مطار جرجيس 11577دينار -
مع زيادة % 5سنويا.
األمر عدد 2317املؤرخ في 22أوت 2005املتعلق بإحداث الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات:
ّ
وتتمتع بالشخصية املدنية تصنف الوكالة ضمن املؤسسات العمومية ذات الصبغة غير اإلدارية
واالستقالل املالي .كما تخضع إلشراف وزارة البيئة والتنمية املستديمة.
.4مهام الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات طبقا لألمر عدد 2317املؤرخ في 22أوت 2005
ّ
التصرف املستديم في النفايات؛ -إعداد وتنفيذ برامج توع ّوية وتحسيسية بشأن
-املشاركة في تطوير النصوص التشريعية والتنظيمية املتعلقة بإدارة النفايات.
ّ
-املشاركة في إطار التعاون الدولي بحثا عن التمويل الالزم لتنفيذ البرامج وتنفيذ املشاريع املتعلقة
ّ
بالتصرف في النفايات.
ّ .5مسؤ ّ
ولية املديرين العامين للوكاالت التي تحت اشراف وزارة البيئة
ّ
املسؤولية املباشرة للمسؤول املشرف على ّ
مسؤولية الوزير في صرف النفقات غير املستوجبة ال تنفي ان
للتصرف في النفايات التي تبين مساهمتها في انجاز أشغال ونفقات كانت خارج مجاالتّ ّ
الوطنية الوكالة
مالية طائلة ملشاريع خاصة عوض صرفها لفائدة الصالح نشاطها واهتماماتها وبالغت في صرف مبالغ ّ
العام .إ ّن الفصل الثاني من األمر عــدد 552املؤرخ في 1997/03/31املتعلق بضبط مشموالت املديرين
ّ
نص على أنه منالعمومية ّالتي التكتس ي صبغة ادارّية قد ّ
ّ العامين ومهام مجال املؤسسة للمؤسسات
ّ
بين مشموالت املدير العام تنفيذ كل مهمة أخرى تتصل بنشاط املؤسسة والتي ّ
تم تكليفه بها من قبل
املتصلة بنشاط مؤسسته فحسب ورفض وأن القانون لم يفرض عليه ّإال تنفيذ املهام ّ
سلطة اإلشراف ّ
ّ
مسؤولية السيد منير حتى وإن كانت بطلب من سلطة اإلشراف وتبعا لذلك فقد ثبتت ما خرج عنها ّ
انية املخصصة للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات. الفرشيش ي بصفته آمر الصرف للميز ّ
ّ .6
تعدد النفقات الغير متصلة بنشاط الوكالة
هبات ومنح مسندة إلى حزب التجمع ّ
الدستوري الديمقراطي وجمعيات أخرى
التاريخ
تحين الضرر الحاصل (د.ت) قيمة الضرر الحاصل (د.ت) نتائج أعمال االختبار املوضوع الجهة املعنية
املرجعي
2 000,000
1 000,000 لجنة التنسيق باملنزه
1 000,000
500,000
شعبة خير الدين باشا
500,000 تبرعات مسندة إلى حزب تم تنزيل هذه النفقات على منظومة
28602,833 12 700,000 2006
500,000 "ايكولف" التجمع املنحل
جامعة الخضراء املهنية
2 000,000
3 000,000
شعبة الطموح
2 000,000
200,000 جامعة الخضراء الترابية
شعبة الوكالة الوطنية
2 000,000
تم تنزيل هذه النفقات على منظومة للتصرف
تبرعات مسندة إلى حزب
24837,253 11 800,000 500,000 2007 "ايكوزيت" جامعة الخضراء املهنية
التجمع املنحل
300,000 لجنة التنسيق باملنزه
1 000,000 لجنة التنسيق باملنزه
2 000,000
1 000,000
1 000,000
تم تنزيل هذه النفقات على منظومة
2 000,000 شعبة سيدي ثابت
"ايكولف"
500,000 جامعة الخضراء املهنية
شعبة الوكالة الوطنية
1 500,000
للتصرف
300,000 جامعة الخضراء الترابية
تم تنزيل هذه النفقات على منظومة"
شعبة الوكالة الوطنية
1 097,601 ايكولف"
للتصرف
1 500,000
لجنة التنسيق باملنزه
1 000,000
500,000 تبرعات مسندة إلى حزب
38202,886 19 420,410 2008
1 500,000 التجمع املنحل جامعة الخضراء املهنية
تم تنزيل هذه النفقات على منظومة
3 000,000
"ايكوزيت"
الوطنية الوكالة شعبة
1 500,000
للتصرف
3 000,000
شعبة الطموح
930,509
1 526,000
1 200,000 شعبة خير الدين باشا
1 866,300 حزب التجمع
500,000 الجامعة الترابية باملنزه
2 000,000
2 000,000 لجنة التنسيق باملنزه
1 500,000
1 500,000 لجنة التنسيق ببنزرت
تم تنزيل هذه النفقات على منظومة
1 500,000 لجنة التنسيق بالوردية
"ايكوزيت"
5 000,000 لجنة التنسيق باملرس ى
2 000,000 لجنة التنسيق باملنوبة
تبرعات مسندة إلى حزب
70872,603 38 550,000 1 250,000 2009 جامعة الخضراء
التجمع املنحل
1 000,000 جامعة الخضراء املهنية
تم تنزيل هذه النفقات على منظومة
300,000 جامعة الخضراء الترابية
"ايكولف"
تم تنزيل هذه النفقات على منظومة
3 000,000
"ايكوزيت" الوطنية الوكالة شعبة
تم تنزيل هذه النفقات على منظومة للتصرف
2 000,000
"ايكولف"
22622,241 11 500,000 11 500,000 2008 لحماية البيئة كما شغل خطة
5515,378 3 000,000 3 000,000 2009 مدير ديوان وزير البيئة والتنمية
5154,559 3 000,000 3 000,000 2010 املستديمة
57771,605 28 500,000 املجموع
7868,605 4 000,000 4 000,000 2008 تبرعات لفائدة الجمعية
تم تنزيل هذه النفقات على منظومة الجمعية التونسية الفرنسية
التونسية الفرنسية ألمراض
8590,931 5 000,000 5 000,000 2010 "ايكوزيت" ألمراض القلب
القلب
16459,536 9 000,000 املجموع
تم تنزيل هذه النفقات على منظومة
15765,341 7 000,000 7 000,000 2006 تبرعات لفائدة جمعية بسمة جمعية بسمة
"ايكوزيت"
15765,341 7 000,000 املجموع
جمعية الشبكة املتوسطية تبرعات لفائدة جمعية الشبكة تم تنزيل هذه النفقات على منظومة"
2577,279 1 500,000 1 500,000 2010
املتوسطية للتنمية املستديمة ايكوزيت" للتنمية املستديمة
2577,279 1 500,000 املجموع
3934,303 2 000,000 2 000,000 2008 تحملت الوكالة مبالغ في إطار
تم تنزيل هذه النفقات على منظومة
مساندة االنتخابات أو التهاني دعاية حزبية
3309,227 1 800,000 1 800,000 2009 "ايكوزيت"
بالفوز باالنتخابات
7243,529 3 800,000 املجموع
اعدد اذن تزود باسم الشركة العامة للمحيط باالعتماد على نتائج
االستشارة وعملية الفرز الفني التي أنجزت من وزارة االشراف.
تهيئة منتزه املروج التابع للوكالة
2010 -عدم تسلم االشغال الخاصة بعملية التهيئة وتحمل نفقات انجاز 49 000,000 منتزه املروج
الوطنية لحماية املحيط
االشغال من قبل الوكالة التي ال تتعلق بنشاط الوكالة.
-تنزيل مصاريف االشغال على موارد منظومة ايكوزيت.
-اسناد الصفقة إلى الشركة العامة للبناء تم على مستوى التسوية
وبالتفاوض املباشر وفي غياب املنافسة وذلك خالفا ألحكام الفصل
انجاز ملعب متعدد االختصاصات
2009 257 298,000 40من األمر املنظم للصفقات العمومية. ملعب سيدي بوسعيد 6/27741
بسيدي بوسعيد
-تنزيل خالص كلفة األشغال على موارد منظومة ايكوزيت.
-موضوع الصفقة ال يندرج ضمن مهام ونشاط الوكالة.
2006 236 929,000
2007 12 940,000 القاعة الشرفية بسيدي تهيئة القاعة الشرفية بفضاء بسيدي
2009 -مصاريف ال تندرخ ضمن نشاط الوكالة تم تنزيلها على موارد منظومة 41 350,000 بوسعيد بوسعيد
2010 12 840,000 ايكوزيت.
شراء حواسيب للقاعة الشرفية
2008 28 560,000 املكتبة الرقمية
بسيدي بوسعيد
-تحميل قيمة الصفقة على مداخيل منظومة ايكوزيت عوضا عن 46 805,530
شارع البيئة بمنطقة سبالة تهيئة شارع البيئة بمنطقة سبالة بن
2008 تحميلها على ميزانية الوكالة رغم أن هذه النفقات ال تندرج أصال في
20 052,500 عمار التابعة لبلدية سيدي ثابت بن عمار
إطار نشاط مشموالتها.
تحمل الوكالة مصاريف تهيئة املنتزه -مصاريف ال تندرج ضمن نشاط الوكالة تم تنزيلها على موارد منظومة
2008 78 120,000 املنتزه الحضري ميانة بطبربة
ايكوزيت. الحضري ميانة طبربة
-مصاريف ال تندرج ضمن نشاط الوكالة تم تنزيلها على موارد منظومة املجلس الجهوي والية سيدي
2009 50 000,000 تهيئة حديقة 7نوفمبر
ايكوزيت. بوزيد
تحمل الوكالة مصاريف انجاز
-مصاريف ال تندرج ضمن نشاط الوكالة تم تنزيلها على موارد
2007 47 517,000 أشغال التنوير العمومي بطريق معبد طريق معبد املياه زغوان
منظومة ايكوزيت.
املياه بزغوان
-مصاريف ال تندرج ضمن نشاط الوكالة تم تنزيلها على موارد منظومة
2007 43 485,000 تهيئة شارع البيئة بالقصرين شارع البيئة بالقصرين
ايكوزيت.
-مصاريف ال تندرج ضمن نشاط الوكالة تم تنزيلها على موارد منظومة
2009 75 000,000 تهيئة حديقة 7نوفمبر بالكاف حديقة 7نوفمبر بالكاف
ايكوزيت.
-مصاريف ال تندرج ضمن نشاط الوكالة تم تنزيلها على موارد منظومة
2008 23 087,000 تهيئة شارع البيئة بالقفصة شارع البيئة بالقفصة
ايكوزيت.
-مصاريف ال تندرج ضمن نشاط الوكالة تم تنزيلها على موارد منظومة
2008 8 961,000 إنجاز بئر بمنتزه حي الزهور سوسة منتزه حي الزهور
ايكوزيت.
-مصاريف ال تندرج ضمن نشاط الوكالة تم تنزيلها على موارد منظومة
2010 11 840,000 خالص فاتورة االسالك الرفيعة سوق الجملة ببئر القصعة
ايكوزيت.
Travaux d'etalage
2010 23 420,000 -تم تنزيلها على موارد منظومة ايكوزيت. منطقة نفزة بطبرقة
enfouissement
إثر اكتشاف مخزون نفط هام من النفط في إجلي الجزائرية ،بدأت فرنسا في التفكير جديا في إنشاء
شبكات نقل عبر األنابيب لنقل نفط الصحراء إلى فرنسا .وكان اختيار الطريق الذي سيعبره هذا األنبوب
يخضع لعدة معايير ليست اقتصادية فقط .فقد كان الجانب السياس ي واألمني ذو أهمية بالغة تفوق
الجانب االقتصادي وذلك لألسباب التالية:
-النفط منتوج استراتيجي وكل تعطل في توزيعه يكلف خسائر مالية هامة
-كلفة اإلستثمار في أنابيب النقل باهضه جدا وكل عبث فيها له انعكاسات مالية ولوجستية هامة.
-يمكن أن تستعمل أنابيب النقل كوسائل ضغط في املفاوضات بين الدول.
وقد ذكر الكاتب الجزائري حسين مالطي في كتابه Histoire secrète du pétrole Algérienفي صفحته
:18
" Les tracés de ces deux oléoducs n’ont pas été choisis en fonction de critères économiques,
; mais plutôt politiques. En effet, In -Amenas est plus proche de la cote libyenne que tunisienne
de même, Haoud el -Hamra est plus proche du golfe de Gabès que Bejaïa, avec un avantage
supplémentaire, celui de ne pas avoir à traverser la chaine de l’Atlas. Les autorités avaient
priviligié des tracés situés en majeur partie en territoire français – puisque l’Algérie est
" française- ou à la rigueur en territoire Tunisien.
وقد عارض مجلس النواب الفرنس ي في جلسة يوم 21جويلية 1959قرار الحكومة الفرنسية عبور
األنبوب من تونس بسبب تصريحات الرئيس بورقيبة التي تجرأ فيها على حكومة فرنسا وموقفه من
إيصال األسلحة للمقاومة الجزائرية وإيواء تونس للمقاومين الجزائريين.
وكان التخوف أيضا من أن ال تتمكن تونس من حماية هذه االستثمارات الفرنسية الهامة كما وعدت.
وقد طمأنهم الوزير املعتمد لدى الوزير األول بقوله:
"الحكومة الفرنسية لم تتدخل في هذا بخالف إعطاء Trapsaتصريحها لخروج النفط من إجلي
بواسطة خط أنابيب عبر األراض ي التونسية .ومع ذلك ،فإن وسائل ضغطها على قرارات Trapsaبعيدة
كل البعد عن أن تكون مهملة"
وقد كانت مناقشات مجلس النواب الفرنس ي مركزة على الجانب األمني والسياس ي ولم تهتم بالجانب
االقتصادي.
أما من جانب حكومة الدولة التونسية املستقلة حديثا والتي تعاني من تبعية مالية لفرنسا والتي تدفع
تمكن من ّ
ضخ مبالغ م ّ
الية ّ ّ
مهمة في خزينة الدولة. لها إعانات سنوية ،فقد
وقد حاول الرئيس بورقيبة أن يطمئن الجزائريين الذين اعتبرو أن األنبوب يسهل سرقة نفطهم وفي
نفس الوقت يحمي مصلحة التونسيين ،فقد 50وضح أن الهدف الوحيد املتبع في إبرام هذه االتفاقية
"يكمن في ضرورة خلق فرص جديدة لتعزيز االقتصاد التونس ي وتوفير العمل لسكان في منطقة حساسة
مثل الجنوب"
وطمأنهم ،مشيرا إلى أن مهمة شركة " ،Trapsaمحدودة" لنقل النفط ،لكنها تبقى مستقلة عن االستغالل.
يتطلب العمل في بناء ميناء الصخيرة ،الذي سيتم نقل النفط منه عن طريق القوارب من خط األنابيب،
ما ال يقل عن سنتين .ويحذر الرئيس بورقيبة من أنه "بحلول ذلك الوقت ،لن تمر أي قطرة من النفط
الجزائري عبر هذا الخط".
نستخلص من موقف الحكومة التونسية أن مفاوضات اإلتفاقية كانت ثنائية وليس ثالثية .إذ كانت في
الجزء الذي يمر من تونس "تونسية-فرنسية" ،والجزء الذي يمر عبر الجزائر وخاصة التزويد كانت
فرنسية بإمتياز ،من خالل تمثيل فرنسا للشركات النفطية وللحكومة الجزائرية في شركة نقل باألنابيب.
ّ
والتقص ي إلى الحصول على نص االتفاقية املذكورة أو أي تتوصل الهيئة من خالل أعمال البحثّ لم
مفاوضات اقتصادية جادة تفيد بأنها كانت عادلة .كما أنها لم تتوصل إلى ما يفيد أن للدولة التونسية
حق الرقابة على الشركة الفرنسية Trapsaالتي ستقيم منشآت كبرى فوق األراض ي التونسية.
كما وجدت صعوبة كبرى في إيجاد قيمة اإلستثمار املزمع إنجازه والذي حددت على أساسه مدة
االستغالل.
التأميم في الجزائر سنة 1971
في سنة 1971قامت الجزائر بتأميم النفط وذلك باتخاذ القرارات التالية:
-أصبحت مساهمة الجزائر في كافة الشركات البترولية الفرنسية في الجزائر تبلغ %51وذلك
لضمان السيطرة الفعلية
-تأميم كافة حقول الغاز الطبيعي
وقد شمل هذا اإلجراء 13شركة فرنسية بما في ذلك شركة Trapsaفي جزئها الجزائري الذي يمثل 263
كم من جملة 775كم.
إثر هذا الحدث الهام ،أصبحت الجزائر ركنا هاما في اإلتفاقية املذكورة ،بوصفها تسيطر على حقول
النفط املزودة لألنبوب في جزئه الجزائري .هذا األمر أربك الحكومة التونسية حينها والتي لم تدخل في
تفاوض مباشر مع الجزائر إذ اعتبر أن هذا التصرف غير مسؤول .وطلبت من الحكومة الفرنسية أن
تتفاوض مكانها مع الجزائريين بخصوص مواصلة استغالل األنبوب املذكور وعدم تغيير املسار املتفق
عليه كي ال يحصل ضرر مادي يمس ميزانية الدولة.
ونتيجة لهذا الحدث أصبحت شركة Trapsaتشغل األنبوب في جزئه التونس ي فقط وهو ما يدعم موقف
تونس لتطالب بمزيد من املداخيل واإلتاوة أو املساهمة في رأس املال.
من جهة أخرى فقد توسعت شبكة أنابيب هذه الشركة في التراب التونس ي لتنقل النفط التونس ي من
حقل البرمة (استغالل إيطالي-تونس ي).
ولكن ورغم توسع الشبكة وتضاعف عدد املتداخلين في اإلتفاقية إال أن الحكومة التونسية لم تطالب
بتغيير نسبة اإلتاوة املدفوعة (باعتبار اإلتاوة على الكمية وعلى املسافة) وهو ما لم نجد له تفسيرا ّ
خاصة
تميزت بموجة تأميم اجتاحت معظم املستعمرات السابقة. وأن تلك الفترة ّ
وبذلك تكون تونس قد بدأت في إسترداد حقوقها في الشركة التي تنشط فوق أراضيها وفق لزمة بعد
25سنة من االستغالل
إقتناء مساهمة ألف أكيتان في شركة Trapsaمن قبل الشركة التونسية لألنشطة البترولية نسبة
% 35منذ سنة 1994
غير أن الهيئة لم تتوصل للتأكد من طريقة خالص هذه املساهمات ،إن كان عن طريق االقتراض أو دون
مقابل أو الدفع عينا.
.9إخالالت اإلستغالل بعد التونسة
الكميات املنقولة من النفط الخام خالل السنوات 2007إلى 2010على التوالي 3.460ألف طن ّ بلغت
و 4.955ألف طن و 4.350ألف طن و 3.605ألف طن .وسجل نشاط نقل البترول الجزائري تطورا
ملحوظا بين سنتي 2007و 2008حيث ارتفع حجم الكميات املنقولة من 905ألف طن إلى 2147ألف
طن.
ّ
ظرفية تتمثل في ضخ ّ ّ ّ
كميات إضافية من التطور الذي بلغت نسبته % 2,137إلى عوامل ويعزى هذا
تفقد لألنبوب حيث أن هذه الكميات سجلت تراجعا خالل فترة عملية ّ
ّ النفط الجزائري استوجبت
ّ
2010-2008بـما نسبته على التوالي %40,2و.40,3%
ّ
وشاب نشاط االستغالل وفق تقرير 51دائرة املحاسبات عدد 27لسنة 2012عديد النقائص املتعلقة
بإنجاز مشروع الشراكة مع الجانب الجزائري وبنقل وخزن النفط الخام وباستغالل امليناء نذكر منها:
مشروع الشراكة مع الجزائر
بهدف املحافظة على مردودية Trapsaفي مجال نقل النفط ،أقرت الدولة التونسية بتا ريخ 22سبتمبر
1997مبدأ التفاوض مع الجزائر بخصوص الشراكة بين Trapsaوالشركة الجزائرية " سوناطراك".
وقد أبدى الطرف الجزائري في جلسة العمل املنعقدة بالجزائر بتاريخ 19سبتمبر 2000استعداده
للموافقة على نقل 10ماليين طن سنويا مع تعهده بإنجاز أنبوب طوله 170كلم يربط "حوض بركين"
بأنبوب Trapsaبتكلفة تناهز 170مليون دوالر ،مقترحا في هذا اإلطار بالخصوص املساهمة في رأس مال
Trapsaبنسبة % 50وتطبيق القانون العام في املجال الجبائي على Trapsaواعتماد سعر السهم في
ّ ّ
حدود Trapsaعوضا عن السعر املعروض من الطرف التونس ي والذي يبلغ 58دوالرا.
51
http://www.courdescomptes.nat.tn/Ar/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA_58_4_0_1_0_0000_0000_%
D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%91%D9%82%D9%84%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9
?%86%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A8%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%91%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8 %A1__83#
أمام التأخير املسجل في إنجاز الشراكة وعدم الرد على مقترحات شركة صونتراك ،أبلغت هذه األخيرة
ّ
الطرف التونس ي بتاريخ 30ديسمبر 2002أنه لم يعد بإمكانها ضمان نقل 10ماليين طن من النفط
تولت إنجاز تجهيزات إضافية لنقل هذه الكميات عبر األنابيب ّ ّ ّ
التابعة لها الخام عبر أنبوب Trapsaوأنها
نحو الشمال الجزائري.
ّ
ونتيجة لذلك ،لم يعد أمام الطرف التونس ي سوى القبول بمقترح شراكة جديد يتمثل في نقل مليوني
ّ ّ
طن سنويا عبر أنبوب Trapsaمتأتية من الحقول املتواجدة في منطقة "عين أميناس" مع إمكانية الترفيع
في هذه الكميات في املستقبل إثر إتمام األشغال املرتقبة لتحسين مردودية حقول "زارزايتين" وبناء على
ّ ّ
االستكشافات التي يمكن أن تحصل في حقول "الليزي" بالتراب الجزائري.
تم القبول وبذلك ،يكون قد ضاع على الدولة التونسية فرصة توفير موارد إضافية ،حيث ّأنه لو ّ
باملقترحات األصلية لشركة "صوناتراك" في اإلبان ألمكن تحقيق مداخيل خالل العشر سنوات -2003
ّ 2012ال ّ
تقل عن 241,812م.د عالوة على املوارد املتأتية من بيع األسهم واستخالص الضرائب واألداءات.
أمام تراجع نشاط نقل النفط الجزائري ومحدودية طاقة اإلنتاج الوطني من النفط فإن Trapsaمدعوة
إلى إعداد دراسة استراتيجية تستشرف اآلفاق املستقبلية للشركة وتبحث في مختلف السبل الكفيلة
بتطوير نشاطها وتنويعه .وقد انعكس التراجع في الكميات املنقولة من النفط الجزائري مباشرة على
نسبة استغالل األنبوب التي لم تتجاوز %25في أفضل الحاالت.
ّ ّ كما ّ
تم التفريط في فرصة أخرى تتمثل في مشروع الشراكة مع الطرف الجزائري لنقل غاز البترول
السائل ) (GPLمن خالل تجسيم مشروع إنجاز أنبوب مواز لألنبوب الحالي ل Trapsaيربط بين منطقة
الغار بالجزائر وميناء الصخيرة ويسمح بنقل حوالي مليوني طن سنويا.
أ .نقل وخزن البترول
تسدي شركة Trapsaأساسا خدمات نقل البترول الخام عبر أنبوبها املمتد من الحدود التونسية
الجزائرية إلى ميناء الصخيرة حيث تقوم بخزنه لديها إلى حين شحنه عبر امليناء وذلك بمقتض ى عقود
تربطها بحرفائها.
ّ ّ
وتتولى Trapsaعن طريق الشركة التونسية لألنشطة البترولية بيع حصتها من النفط الخام املتأتية
كل حريف. من اقتطاع نسبة تتراوح بين 2و ‰ 3من حجم النفط الخام املنقول لفائدة ّ
تم التفويت وتبين أن الشركة لم تتول تحيين أغلب العقود املبرمة مع الحرفاء .ويذكر في هذا اإلطار ّأنه ّ
في حق استغالل بعض حقول النفط من شركة ألخرى دون إعالم Trapsaبذلك ،على غرار حقل "شوش
ّ
واملستغل األصلي في 28سبتمبر السيدة" وهو ما يعد مخالفا للفصل 17من العقد املبرم بين Trapsa
تستغل حقلي "آدم" و"جبل قروز" وتقوم بنقل النفط الخام عبر أنبوب ّ . 1977علما وأن الشركة املفوتة
Trapsaباعتماد مراسالت ّتمت في الغرض على أساس العقد املذكور رغما عن كونه لم يعد نافذا تجاهها
إثر التفويت في حق استغالل حقل "شوش السيدة" .وأفادت الشركة بأنها ستتولى مستقبال مراجعة
عقود الحرفاء.
وتبين كذلك أن Trapsaتخصص الخزان رقم S 15لفائدة شركة خاصة قصد خزن النفط الخام
املتأتي من حقل "بني طرطر" بمقتض ى مراسلة بتاريخ 2جويلية 2009ضبطت املعاليم املستوجبة
واحتسابها باالعتماد على أيام استغالل الخزان في حين كان يتعين إبرام عقد بين الطرفين يحدد جميع
ّ
حقوق والتزامات كال الطرفين .ولإلشارة فإن الشركات األخرى التي تتولى كراء خزانات للنفط الخام تقوم
بدفع معلوم أدنى في حال عدم استغالل هذه الخزانات.
وأفادت الشركة بهذا الخصوص بأن" إنتاج حقل "بني طرطر" هو في طور التجربة ،لذلك تم االتفاق
مع شركة SVIعلى احتساب أيام تفريغ الصهاريج في الخزان رقم S 15بما يعادل أيام استغالل الخزان
وذلك إلى نهاية طور التجربة ،حينها سيقع إبرام عقد مع الشركة املعنية وذلك على غرار ما ت ّم العمل به
بالعقود األخرى".
تم الوقوف على فارق سلبي في مخزون النفط الخام لحقل "نسيم" يساوي 302,665م من جهة أخرىّ ،
ّ
مكعب أي بما يعادل 1904برميل بمبلغ يناهز 219ألف دوالر .تأتى من تمكين ،Trapsaالشركة صاحبة
ّ
الحقل ،من هذه الكمية دون تسوية الوضعية الحقا ،علما أن هذا الحقل توقف عن النشاط منذ ما
ّ
يزيد عن 12سنة .وأفادت الشركة بأنها "ستتولى القيام بالتسوية النهائية للفارق السلبي في مخزون
النفط الخام لهذا لحقل".
ّ
وفي ذات السياق ،توقف حقل "النخيل" عن االستغالل منذ 2009وشهد مخزونه فارقا سلبيا يساوي
121,480م مكعب خالل سنتي .2010-2009وبالرغم من ذلك فقد تواصل إسناد كميات نفط على
حساب هذا الحقل خالل الثالثيتين األوليين من سنة 2011ليبلغ حجمها 772,998م .مكعب وتقدر
ّ
قيمتها بما يفوق 559ألف دوالر ولم تتم تسوية هذه الوضعية إال في شهر ديسمبر .2011
كما تبين أن حسابية املواد في موفي سنة 2010لم تكن شاملة لكل الكميات الراجعة إلى Trapsaمن
النفط الخام ،حيث لم يتم إحتساب حصتها من مكثفات حقلي مسكار وصدربعل ومن النفط من نوع
"رمورة" وبلغ الفارق السلبي بشأنها ما مجموعه 1563,576م مكعب.
وأفادت الشركة بأنه ال يتم احتساب كميات النفط من مكثفات "مسكار" و"صدربعل" ومن نوع "رمورة"
مع كميات نفط "زرزاتين" ،ألنها ليست لها نفس املواصفات ،من جهة ،وهي غير قابلة للبيع ألنها محفوظة
في الخزانات املخصصة لشركة BGTLو TPSمن جهة اخرى.
ب .عدم ضبط أدوات القيس
خالفا للفصلين الرابع والسادس من القانون عدد 40لسنة 1999املؤرخ في 10ماي ،1999واملتعلق
باملترولوجيا القانونية ،واملنقح بالنصوص الالحقة والتي ّ
تنص على أن أدوات القيس التي تستعمل في
املعامالت التجارية وغيرها تخضع للرقابة املترولوجية القانونية املنصوص عليها باألمر عدد 1036لسنة
2001املؤرخ في 8ماي 2001واملتعلق بضبط طرق الرقابات املترولوجية القانونية وخصائص وعالمات
الرقابة وشروط وضعها على أدوات القيس ،لم تخضع 4خزانات من جملة 15خزانا للنفط الخام
لعملية التحقق الدوري .وقد تراوحت مدة تجاوز صلوحية شهادة التحقق الدوري بين 11و 15سنة
للخزانات املذكورة.
ولوحظ كذلك أن شركة Trapsaتتولى ضبط الكميات املنقولة من النفط من قبل حريفين عبر أنبوبهما
الخاص إلى قاعدة الصخيرة واملخزنة لدى الشركة ،باعتماد عدادات قيس أحجام السوائل غير املاء لم
تخضع لعملية التحقق الدوري املذكورة .ومن شأن هذه اإلخالالت أن تؤدي إلى عدم احتساب كميات
ّ
بالدقة املطلوبة وإلى فوترة كميات ّ
تقل عن الكميات الحقيقية .وبينت الشركة في إجابتها " أنها النفط
قامت بمراسلة الحريفين املعنيين ،وهما بصدد شراء التجهيزات الضرورية".
.1املسار
يبدأ مسار خط األنابيب من حقل حاس ي الرمل في الجزائر ملسافة 550كيلومتر ،حتى الحدود التونسية.
في تونس ،يمتد خط األنابيب ملسافة 370كيلومتر حتى الهوارية في منطقة الوطن القبلي ،وبعدها سوف
يمتد ملسافة 155كيلومتر حيث يصل إلى قناة صقلية ونقطة اإلنزال األرضية في مازر في صقلية .ومن
هناك يستمر خط األنابيب ملسافة 340كيلومتر في صقلية 15 ،كيلومتر عبر مضيق ميسينا و1,055
كيلومتر في األراض ي االيطالية نحو شمال ايطاليا ،ويمتد إلى سلوفينيا.
.2قيمة اإلستثمار
ينقسم أنبوب الغاز الجزائري إلى أربعة أقسام مفصلة بالجدول التالي ،الذي يفصل مبلغ االستثمار
وامللكية (السيادة) وطريقة التمويل:
تمويل الدين املالك اإلستثمار باملليون دوالر قسم
(السعر املرجعي سنة )2000
2بليون في الجملة: صوناتراك %100 2.000 الجزائر
1.2بليون من البنوك اإليطالية
بضمان من شركة إيني
وصوناتراك تستعمل لشراء
املعدات والخدمات من إيطاليا
800مليون من مجمع بنوك دولية
لقد أعطيت ملكية األنبوب الذي يمر عبر قناة صقلية إلى شركة TMPCالتي هي عبارة عن شراكة بين
شركة صوناتراك الجزائرية وشركة SNAMاإليطالية وهي شركة مسجلة ب ( Jerseyجنة ضريبية).
وبالرجوع إلى القوانين واملعاهدات الدولية بخصوص تحديد الحدود البحرية يتضح أن للدولة التونسية
منطقة إقتصادية خالصة تخول لها التمتع بجميع الحقوق التجارية (أنظر الخريطة).
بما أن طول صقلية 155كم ،وإذا اعتبرنا أن املسافة الراجعة بالنظر إلى تونس هي النصف أي 77.5
كم ،أي 20%من مسافة أنبوب .Sotugat
فإن ّ ّ
لالتفاقيات املبرمة ّ
ملكية األنبوبين واملنشآت الفرعية تحال إلى شركة Sotugatمقابل ووفقا
وتعد نسبة %99الباقية بمثابة دفع مسبق لتعريفة دفع هذه األخيرة ملا نسبته %1من قيمتهاّ ،
ّ
حصريا لسعة النقل. نقل الغاز مقابل استغالل شركة TTPC
الجملية املنقولة من قبل شركة TTPCمنذ بداية استغالل األنبوب سنة 1983إلى ّ ّ
الكمية ّ
وبالنظر إلى
فيقدر الهامش ّ
التجاري على األعباء ا ّ مكعب ّ موفى سنة ،2010والتي بلغت 513مليار متر ّ ّ
ملتغيرة حوالي
املؤشرات لسنتي 2009و ،2010بينما لم ّ ّ 2537م.دينار وذلك باالعتماد على ّ
تتعد قيمة األعباء معدل
ّ ّ ّ ّ
مما مكن من تسجيل هامش ربح تجاري بحوالي املتأتية من استهالكات األصول الثابتة 926م.دينار. القا ّرة
تم إعفاؤها من دفع جميع أنواع ّ وأن شركة ّ TTPC موفى سنة ،2010علما ّ ّ
الضرائب 1611م.دينار إلى
ّ
املتعلقة بنشاطها على املستوى الوطني.
الوضعية ضرو ة د اسة إعادة ّ
ّ ّ ّ وبالنظر إلى ّ ّ
النظر في هذا الجانب من ر ر املسجلة تتطلب هذه أهمية األرباح
ّ ّ
النشاط بما يمكن من تنمية املردود املالي ألنبوب الغاز.
األنبوب52
التركيبة القانونية للشركات املتداخلة في إنشاء واستغالل
أفضت املفاوضات بين كل من إيطاليا ،الجزائر وتونس بخصوص مسار األنبوب واستغالله إلى إنشاء
عدة شركات في عدة بلدان تهتم باملسائل التقنية ،القيس ،الصيانة ،املحاسبة والفوترة:
-بخصوص الجزء الجزائري ملك % 100صوناتراك ويدار من قبلها.
-بخصوص الجزء التونس ي (على اليابسة) تملكه شركة Sotugatوهي شراكة تونسية-إيطالية
متناصفة ،تديره شركة SNAMالتابعة ملجمع إيني.
-وبالنسبة للجزء العابر تحت البحر األبيض املتوسط (بما في ذلك التابع للمياه التونسية) من
الهوارية إلى صقلية ،تملكه شركة TMPCشراكة جزائرية-إيطالية متناصفة بين صوناتراك
و ،SNAMوخاصية هذه الشركة أن لديها مقرين إجتماعيين :األول في ميالنو يهتم باالستغالل
مع غياب ترابط النظام املعلوماتي للمستشفى مع نظام معلومات الصندوق االجتماعي إذ ّ
تم : -
oتسجيل مرض ى تحت نظام عون صحة عمومية ال ينتمون إلى هذا السلك
oانتفاع عدد آخر باإلقامة تحت أنظمة تغطية مختلفة خاصة.
إسناد أكثر من معرف استشفائي للمريض الواحد ( 1191وضعية) .كما لم يتم فوترة الخدمات -
املسداة من املستشفى ( 6801حالة) ،مما تسبب في أضرار فادحة للمستشفى بلغت 3.4مليون
دينار.
عدم خضوع عملية االستخالص للتراتيب القانونية إذ ،خالفا ملا يقتضيه القانون ،بادراج -
املعطيات في الكمبياالت بصفة غير دقيقة مع نقص العديد من املعلومات.
إلغاء الكمبياالت دون مبرر ودون تعويض ودون استخالص ،فضال عن فقدان عدد كبير من -
الكمبياالت.
عدم تحيين البيانات حول ما تم رفضه من فواتير من قبل الصناديق االجتماعية على املنظومة -
اإلعالمية
غياب التتبعات القضائية بالنسبة للكمبياالت التي لم يتم خالصها وهو ما يعرضها للسقوط -
بالتقادم.
كميات كبيرة من األدوية باألروقة في متناول العموم حيث لوحظ عدم إحترام التراتيب وجود ّ -
املتعلقة بضرورة إرجاع األدوية الغير مستهلكة إلى الصيدلية ( 3837حالة) وقد قدر النقص في
الربح الذي تحملته املستشفى نتيجة لهذه النقائص بما يفوق 5مليون دينار.
بعض األدوية الواردة بالوصفات لم يتم التنصيص عليها بامللف الطبي -
فقدان غير مبرر ألدوية: -
oكمية 5729حقنة موبرال 40ملغ بقيمة 58.026أد مما أدى إلى نفاذ للمخزون ،في حين أن
بطاقة املخزون تبين وجود 5729حقنة ولم يتم إبالغ وكيل الجمهورية بهذه الحاالت.
oأفرزت عملية جرد املضادات الحيوية ذات ثمن مرتفع ،مما أدى إلى خسائر بقيمة 116.553
أد.
ح .الخدمات املسداة :الشركة التونسية للمالحة
يشوب عملية إسناد الخدمات املسداة لفائدة وكالة أسفار العديد من اإلخالالتّ ،أدت إلى خسائر ما ّدية
للشركة ونذكر من بينها:
-عدم تحديد الشروط الدنيا التي يجب أن تتوفر في وكاالت األسفار عند إسنادها اإلعتماد.
ّ
-عدم مطالبة وكاالت األسفار بتقديم نسخة من الترخيص املسلم من الديوان الوطني التونس ي
للسياحة ونسخة من القانون األساس ي للوكالة.
-املطالبة بضمان بنكي جزافي قدره 10آالف دينار ،وذلك بقطع النظر عن عدد املعامالت مع وكالة
األسفار امل ّ
عنية.
-عدم تقديم ضمانات ّ
بنكية من بعض وكاالت األسفار املعتمدة ،ومواصلة التعامل معها.
-تقديم ضمان وقتي بقيمة 5آالف دينار من بعض وكاالت األسفار ،عوضا عن 10آالف دينار.
مما سبق أن العديد من االطراف النافذة داخل الشركة استغلت مناصبها وسلطاته لضرب ويستنتج ّ
كل القوانين املنظمة لنشاط الشركة.
من خالل الوثائق التي قامت بدراستها الهيئة ،يتبين أن إجراءات فوترة ّ
عملية نقل البضائع قد تخللتها
ّ
محققة. عديد النقائص التي ّكلفت الشركة خسائر ّ
مادية ّ
وأدت إلى حرمانها من مرابيح
خ .اخالالت في عمليات الفوترة
و نذكر على سبيل املثال فوترة يدوية لتذاكر سائقي شاحنات الحريف ،Benntransعوض فوترتها
ّ
املعلوماتية .Axi Agent باالعتماد على التطبيقة
ّ
األولية ،وتعويضها بفاتورة أخرى تحمل نفس الرقم بتاريخ 18فيفري ،2009 حيث إلغاء الفاتورة
علما ّأن الفاتورة الجديدة ال تتضمن فوترة تذكرة سائق الشاحنة رقم W4681GTالتي ّ
تم نقلها على
متن الباخرة Saronic Starبتاريخ 29سبتمبر .2008
د .اخالالت في استخالص فوائد التأخير
كشفت أعمال التقص ي وجود تأخير هام على مستوى استخالص مستحقات الشركة بلغ في بعض
تم خالص بصفة متأخرة مبلغ دين الحريف Benntransوالبالغ 136149أورو. الحاالت 4أشهر حيث ّ
هذا باإلضافة لعدم املطالبة بفوائد التأخير ،رغم التنصيص عليها ضمن العقود املبرمة .وقد بلغت فوائد
التأخير الغير مفوترة خالل الثالثي األول لسنة 2008للحريف Benntransمبلغا قيمته 10آالف أورو،
وخالل السداس ي األول لسنة 2008للحريف MAESمبلغا قيمته 75آالف أورو.
فعلية تتعلق بعمليات شحن قام بهاتم إقرار عمليات خالص غير ّ وثبت كذلك من خالل الوثائق أ ّنه ّ
ّ
املمتدة من 16نوفمبر 2007و 15أفريل 2008بما قيمته 900ألف الحريف ، Benntransخالل الفترة
أورو .حيث قام العون املكلف باالستخالص بتسجيل تحويالت ّ
بنكية بناء على نسخ أذون بالتحويل
ّ
التفطن ّ
املستحقة .هذا ولم يتم مرسلة من قبل الحريف املعني ،دون التثبت من االستالم الفعلي للمبالغ
ّ
إلى عدم خالص هذه املبالغ إال خالل شهر جوان .2008
تم على أقساطّ ،
مما أضر وقد بينت أعمال البحث والتقص ي أن مطالبة الحريف بخالص تلك املبالغ ٌ
ّ ّ بمصالح الشركة ّ
إضافية دون موجب ،بلغت 6أشهر. املالية .حيث تم تمتيع الحريف بآجال استخالص
إضافية متمثلة في فوائد التأخير وعائدات التوظيف ،في صورة ّ وبالتالي حرمان الشركة من مداخيل
توظيف املبلغ املذكور ،وهو ما من شأنه أن يمثل خطأ تصرف على معنى الفصل الثالث من القانون
عدد 74لسنة .1985
ّ ّ
الجملية 1مليون يورو، كما تبين احتفاظ كاهية مدير املالية واملحاسبة بوكالة رادس بصكين قيمتهما
بعنوان خالص عمليات نقل البضائع لفائدة الحريف وذلك منذ نوفمبر 2008وإلى غاية شهر فيفري
.2009
ّ
وملا قامت مصالح الشركة بإيداع الصكين املذكورين بتاريخ 22جوان ،2009اعترض الحريف لدى
عملية الخالص .وتبعا لذلك تم االتفاق مع الحريف على إمضاء وثيقة اعتراف مما ّأدى إلى تجميد ّ بنكه ّ
ّ
بدين وقد التزم املعني من خالل هذه الوثيقة بدفع املبلغ املذكور في أجل ال يتجاوز ديسمبر .2009إال
ّ
التونسية .ولدى ضده لدى املحاكمقضائية ّ
ّ مما جعل الشركة ترفع دعوى ّأنه لم يحترم هذا االلتزامّ ،
عملية الشحن وعدم خالصها،بأنه ال يمكن تفعيل االعتراف بالدين ّإال بعد ثبات ّ ّ ّ
استشارة املحامي ،أكد
ّ
القانونية نظرا لعدم إيداعهما بالبنك في ظرف 8أيام من تاريخ كما ّأن الصكين قد فقدا قيمتهما
إمضائهما ،وفقا للتشريع األملاني.
وبالتالي تسبب عدم إيداع الصكين املعنيين في اآلجال القانونية في ضرر مالي للشركة ،يتمثل في عدم
ّ
إضافية متمثلة في فوائد التأخير وعائدات التوظيف في خالص قيمتهما وحرمان الشركة من مداخيل
صورة توظيف املبلغ املذكور .وهو ما من شأنه أن يمثل خطأ تصرف على معنى الفصل الثالث من
القانون عدد 74لسنة 1985املتعلق بتحديد أخطاء التصرف.
ذ .اخالالت في اسناد إمتيازات مالية غير مبررة
لم تقم الشركة بإدراج البند املتعلق بتأثير تغيير أسعار املحروقات على ثمن النقل ضمن العقد املبرم
ّ
وأنه قد ّ
تم إدراج هذا العنصر في العقد السابق مع الحريف Martinelliبتاريخ 03ديسمبر ،2003علما
املبرم بتاريخ 10أفريل .2003ولم تقم مصالح الشركة بتفادي هذا الخطأ في امللحق عدد 1املبرم بتاريخ
داخلية بداية من أوت 2004،تمت على أساسها فوترة املعلوم ّ 04أفريل .2004واكتفت بإصدار مذكرات
تم دفعها ّ
قضائيا باسترجاع املبالغ التي ّ ّ
الوضعية مطالبة الحريف التعديلي املذكور .وقد انجر عن هذه
بعنوان املعلوم التعديلي خالل سنتي 2004و .2005وبتاريخ 07أفريل 2009صدر حكم يقض ي بإلزام
الشركة بكامل املبلغ املطلوب والبالغ 287ألف أورو.
ولم تقتصر األضرار التي لحقت الشركة على التجاوزات السابقة الذكر ،بل أثبتت التحريات اعتماد
تسعيرة غير تلك املنصوص عليها بالعقد املبرم مع الحريف Martinelliبتاريخ 03ديسمبر ،2003
وإصدار الفواتير املتعلقة بعمليات الشحن املنجزة في الفترة املمتدة بين أوت وأكتوبر 2004وفقا ملذكرة
عهدت الهيئة إلى تحري في امللف حيث تبين العديد من االنتهاكات منها الفساد املالي واالعتداء على املال
ّ
العام املتمثل في استغالل موظف عمومي أو شبهه أو مدير أو عضو أو مستخدم ،بإحدى املؤسسات
الدولة في رأس مالها بصفة مباشرة العمومية ذات الصبغة الصناعية والتجا ية أو الشركات التي تساهم ّ
ر
أو غير مباشرة بنصيب ما ،صفته الستخالص فائدة ال وجه لها لنفسه أو غيره أو لإلضرار باإلدارة أو
خالف التراتيب املنطبقة على تلك العمليات لتحقيق الفائدة أو إلحاق الضرر املشار إليهما طبقا ألحكام
الفصلين 82و 96من املجلة الجزائ ّية .53
الوقائع
تم انتداب املدعوة سلوى مليكة شقيقة رئيس الدولة السابق زين العابدين بن غرة أكتوبر ّ 1996 في ّ
علي ،كعون إداري بشركة الخطوط التونسية بصفة مباشرة عن طريق املحاباة ودون أن تتوفر لديها
الشروط القانونية لالنتداب.
إال أ ّن انتداب سلوى مليكة كان صوريا ،إذ كانت تتقاض ى راتبا شهريا من شركة الخطوط الجوية
التونسية ال يقل عن ألفي دينار دون أن تكون قد مارست مقابل ذلك أي عمل أو نشاط فعلي لفائدة
شرعية من مداخيل ّ
مالية ّ الشركة ،باعتبار ّأن الهدف من هذا اإلنتداب الوهمي كان تمكينها بطريقة غير
وتمتيعها بأجور وامتيازات ّ
مادية وعينية ال تستحقها وهو ما يعبر عنه بالوظائف الوهمية.
في شهر فيفري 1997صدر قرار مخالف لإلجراءات والشروط املستوجبة من اإلدارة ّ
العامة للخطوط
التونسية بإلحاق سلوى مليكة للعمل بالتمثيلية العامة لشركة الخطوط التونسية بفرنسا(الكائن مقرها
بباريس) وتمتعت نتيجة ذلك بامتيازات مالية وعينية إضافية ال تستحقها باعتبار أنها لم تكن تقدم
ّ
االبتدائية بتونس. ّ
االنتقالية باملحكمة ّ
املتخصصة في العدالة ّ
القضائية موضوع الئحة ّإتهام عدد 54التي ّ
تم إحالتها بتاريخ 31ديسمبر 2018على الدائرة 53
فعلية مقابل ذلك للشركة وكان قرار إلحاقها بالخارج مخالف للقانون ألنه صدر بعد بضعة خدمات ّ
أشهر فقط من تاريخ انتدابها ،في حين يفرض القانون األساس ي للشركة أن يستوفي العون املرشح للتمتع
ّ ّ
املدعوة سلوى مليكة. بهذا االمتياز أقدمية في العمل ال تقل عن أربع سنوات ،الش يء الذي ال يتوفر في
واملحددة بخمس سنوات حسب ما جاء بالقانون ّ مدة إلحاقها بالخارج امل ّدة ّ
املقررة قانونا وتجاوزت ّ
ملدة خمسة عشرة سنة ،من فيفري 1997إلى جانفي .2011وبقيت تتمتع وامتدت ّ
ّ األساس ي للشركة،
وعينية ال تستحقها ودون املباشرة بصفة فعلية ،تمثلت أساسا في أجورّ طيلة تلك امل ّدة بامتيازات ماد ّية
مالي ة إضافية وتذاكر سفر مجانية بتعريفة منخفضة لها ولجميع أفراد عائلتها .وبلغت قيمة ما ومنح ّ
تمتعت به من أجور وامتيازات عن الفترة املمتدة بين سنة 1997وموفى سنة ،2010ما قيمته
1.195.885.721دينارا وفق ما انتهى إليه الخبراء في القضية التحقيقية عدد.9/24102
مجال االنتهاكات
-في صفة املوظف العمومي أو شبهه
-أن يقع استخالص فائدة ال وجه لها أو اإلضرار بمؤسسة عمومية أو شركة تساهم الدولة في
رأسمالها
-أن يستخلص املوظف فائدة ال وجه لها لنفسه أو لغيره
-توفر عنصر اإلضرار باإلدارة
-مخالفة التراتيب
-الركن املعنوي املتمثل في العلم بارتكاب فعل من شأنه إلحاق الضرر باإلدارة
ّ ّ قيمة ّ
الضرر الالحق بالشركة
ّ ّ حسب الخبراء قيمة ّ
الضرر الالحق بالشركة بسبب املمثلين العامين لها بفرنسا املذكورين آنفا ،كما يلي:
-محمد الحبيب بن سالمة بمبلغ 501.106.581دينار.
-علي امليعاوي بمبلغ 30.150.493دينار.
-محمد غاللة بمبلغ 147.296.797دينار.
-بدر العزيز الجبالي بمبلغ 109.992.292دينار.
-البشير بن ساس ي بمبلغ 186.526.402دينار.
-الطاهر الحاج علي بمبلغ 2.723.332دينار
-رفيع دخيل بمبلغ 193.089.230دينار
-يوسف ناجي بمبلغ 169.753.120دينار
-نبيل الشتاوي بمبلغ 328.841.050دينار
تلقت هيئة الحقيقة والكرامة يوم 2مارس 2018مراسلة 54من االتحاد األوربي عن طريق األمم املتحدة ّ
مفادها ان السلطات التونسية دعت مؤخرا االتحاد االروبي إلى إزالة السيد مروان مبروك من قائمة
األشخاص الخاضعين لتجميد أصولهم في االتحاد األوروبي بموجب نظام عقوبات األموال املنهوبة،
وطلبت رفع التجميد عن أرصدته التي تبلغ 7.454.347يورو .كما أرفق هذا املطلب بمذكرة 55صادرة
عن سفير تونس ببروكسال بتاريخ 22جانفي 2018تحتوي على هذا الطلب.
ُ
وفي هذا السياق ،طلب من هيئة الحقيقة والكرامة معرفة ما إذا كان السيد مروان مبروك معني باملسألة
في اطار العدالة االنتقالية .فاعترضت الهيئة عن هذه املعاملة التمييزية في رفع العقوبات بشكل
استثنائي وبصفة غير مبررة ،أشارت الهيئة ّأنها بصدد البحث والتقص ي في 3ملفات تخصه وتتعلق
بانتهاكات الفساد املالي واالعتداء على املال العام .حيث أحالت الهيئة بتاريخ 31ديسمبر 2018امللفات
ّ
املتعلقة بالسيد مروان مبروك على الدوائر القضائية املتخصصة ،وذلك بعد رفضه االستجابة
الستدعاءاتها.
وتجدر اإلشارة أن السيد مروان مبروك متورط في انتهاك إضافي متعلق بالفساد املالي واالعتداء
ّ
على املال العام ،واملتمثل في استرجاع أسهمه في شركة Orangeرغم قرار املصادرة .وت ّم ذلك بامتياز
من املشرف على لجنة التصرف في األمالك املصادرة سنة ،2013وهو وزير املالية سليم بسباس.
تعتبر هذه العملية غير قانونية وتجسد التعامل بمنطق االمتيازات بعد الثورة .إضافة لذلك فهي
تتضارب مع مصالح الدولة التونسية،حيث كانت شركة Orangeضمن ملكية الدولة وتتميز بنصيب
عالي من سوق االتصاالت.
.14سوء التوظيف املالي للدولة :مثال الصناديق االجتماعية
أحدثت الصناديق االجتماعية تحت سلطة إشراف وزارة الشؤون االجتماعية وينقسم نشاط الصناديق
حسب الطبقة الشغيلة املنتفعة بجراية:
-الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة االجتماعية بالنسبة للقطاع العمومي
-الصندوق الوطني للضمان االجتماعي بالنسبة للقطاع الخاص
54انظر املالحق
55انظر املالحق
-الصندوق الوطني للتامين على املرض بالنسبة لجرايات التقاعد والتأمين على املرض
واجهت الصناديق االجتماعية عجزا ما ّليا أدى إلى صعوبات في االستغالل وتفاقم للعجز واللجوء الي
تمويل الدولة لتغطية العجز.
في السنوات األخيرة شارفت الصناديق على اإلفالس ،وقارب عجزها الجملي أكثر من 1250مليون دينار
في سنة .2017
الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة االجتماعية
ر .تقديم الصندوق
تم إحداث الصندوق سنة ،1959وفي سنة 1975وقع إدماجه بصندوق الحيطة ّ
االجتماعية ،وهو منشأة عمومية ذات صبغة غير إدارية ،تتمتع بالشخصية املدنية واالستقالل املالي.
وفي ماي 1998وقع إدماجه مع صندوق مستخدمي املصالح العمومية للكهرباء والغاز والنقل.
ّ ّ ّ ّ
ويتولى ّ
االجتماعية ورأس املال عند الوفاة .وتشمل التصرف في أنظمة التقاعد والحيطة الصندوق
ّ ّ الدولة و ّاالجتماعية أعوان ّ
ّ ّ
عمومية والجماعات املحلية وبعض املنشآت ذات املؤسسات ال التغطية
ّ ّ ّ ّ
تكميلية لفائدة املنخرطين تتمثل في إسناد القروض العمومية .كما يتولى إسداء خدمات املساهمات
ّ
والجامعية وتوفير مساكن للكراء. االجت ّ
ماعية
وينتفع بخدمات الصندوق حوالي 880ألف منخرط ،وباعتبار ذوي الحقوق من أفراد أسرهم ّ
فإن
مجموع املنتفعين يصل إلى حوالي ثالثة ماليين.
وطبقا ملقتضيات الفصل األول من قانون 12لسنة ،1985يخضع لهذا النظام كل األعوان املنتمين
للقطاع العمومي مهما كانت وضعيتهم اإلدارية وكيفية صرف مرتباتهم وجنسهم وجنسيتهم والذين
تشغلهم:
عرف الصندوق منذ سنوات تدهورا للوضعية املالية ،يتمظهر ذلك من خالل استمرارية العجز املالي
وتفاقمه من سنة إلى أخرى .حيث تضاعف عجز الناتج الفني املباشر في الفترة املمتدة بين 2012و،2016
تطور العجز من 121م.د إلى 272م.د.
ويقوم الصندوق بالتصرف في املخصصات الفنية عن طريق املساهمات والتوظيفات املالية ،اال أن هذه
املساهمات والتوظيفات لم تمكن الصندوق من تغطية العجز الفني .وذلك بسبب ّ
تطور األعباء الفنية
بنسبة تفوق املداخيل الفنية ،مما ساهم في تفاقم العجز املالي.
وتتمثل املخصصات الفنية في املبالغ الالزمة لخالص جميع الديون الفنية للمنخرطين في صورة تم
املطالبة بها عند اعداد القوائم املالية.
وتتكون األعباء الفنية من منح تقاعد األنظمة العامة واألنظمة الخاصة ،ويقع االعتماد على أعلى أجر
خالل آخر سنتين قبل التقاعد.
أما املداخيل الفنية ،فهي االقتطاعات من األجور التي تم صرفها للصندوق وتتكون العائدات من
مساهمات املباشرين.
ز .الصندوق الوطني للضمان االجتماعي
تقديم الصندوق
الصندوق الوطني للضمان االجتماعي مؤسسة عمومي ــة تتمت ــع بالشخصية املدنيــة وباالستقالل املالي،
أحدث بمقتض ى القانون عدد 30لسنة 1960املؤرخ في 14ديسمبر .1960ويخضع في نشاطه إلى إش ـراف
وزارة الشــؤون االجتماعية.
تتمثل مهام الصندوق الوطني للضمان االجتماعي في التصرف في:
-نظام املنافع العائلية (املنح العائلية ومنح الراحة بمناسبة ازدياد مولود)...
-نظام التأمينات االجتماعية (منحة الوفاة ورأس املال عند الوفاة(.
-نظام جرايات الشيخوخة والعجز والباقين على قيد الحياة لألجراء وغير األجراء وكذلك النظام
التكميلي للجرايات في القطاع غير الفالحي ذوي األجر الذي يفوق 6مرات األجر األدنى املنهي
املضمون.
ّأما بالنسبة الحتساب جراية التقاعد ،فيتم احتسابها حسب الفصل 17من االمر عدد 499-74بنسبة
%40من مع ّدل األجر امل ّ
صرح به ،وذلك عند حصول شرط العمل ل ـ ـ 120شهر.
ّ
االتفاقيات الثنائية للضمان االجتماعي. كما ّ
يمول الصندوق نفقات العمل االجتماعي ويسهر على تطبيق
تقديم الصندوق
تم انشاء الصندوق بمقتض ى قانون 71 -2004ويتولى الصندوق اسناد الخدمات التالية:
-احتساب الجراية على أساس آخر أجر أو على أعلى أجر تقاضاه املنخرط ملدة سنتين.
-إمكانية بلوغ الجراية % 90من االجر املعتمد.
-عدم وجود مخصصات في القوائم املالية للصناديق
-عدم تمكن الصناديق من مجابهة تدهور املؤشر الديمغرافي (تغيير التركيبة العمرية ،تحسن أمل
الحياة)
-ضعف نسبة العائدات املالية وكراء العقارات مقارنة بالسوق ومقارنة بتطور العجز الفني.
مما يحد بدوره من السيولة لدى -مواصلة الصناديق لتقديم املساعدات لألجراء رغم العجزّ ،
الصناديق.
-ضعف نسبة استخالص العائدات من املؤسسات املشغلة
يتشابه نشاط الصناديق االجتماعية بنشاط شركات التأمين ،إال أن عددا من االخالالت أدت إلى تفاقم
العجز املالي ،واغلبها راجعة لحوكمة الصناديق:
عائدات التوظيفات املالية ال تسمح بتغطية نمو العجز الفني -
األصول املالية ال تمكن من الحصول على عائدات مالية ،ويوجد صعوبة في استخالصها -
ضعف نجاعة الرقابة لدى الصندوق -
ضعف نسبة االستخالص -
عدم تخصيص مخصصات لخالص الجرايات عند تهرم الطبقة الشغيلة -
ّ
تحتل مكانة متميزة ضمن السياسة االجتماعية لتونس، وضمانا الستمرارية الصناديق االجتماعية التي
باعتبارها رافدا للتنمية االقتصادية واالجتماعية وأحد العناصر األساسية للمحافظة على السلم
االجتماعي من خالل تكريس قيم التضامن والتآزر بين مختلف األجيال والفئات وتحسين مستوى عيش
األفراد واألسر ودعم االستقرار والتماسك االجتماعي.
خوصصة ّ
املؤسسات العمومية ،منظومة إنقاذ املؤسسات
والديوانة من ّ
التهرب الضريبي ________________________
وقد تناسبت هذه السياسة االقتصادية املفروضة على تونس مع تأزم الوضع املالي واالقتصادي.
ظهرت منذ سنة 1980عالمات اإلنذار بتأزم الوضع االقتصادي للبالد ،وفي سنة 1986أصبحت األزمة
االقتصادية شاملة ومعترف بها من طرف الحكومة وذلك من خالل برنامج اإلنقاذ االقتصادي املعروض
على مجلس النواب بتاريخ .1986/08/19وسقوط حكومة نويرة في فيفري .1986في حين شهدت البالد
ّ ّ
اقتصاديا إال ّأن هذا النمو تسبب في ارتفاع الدين الخارجي .ومنذ سنة 1982تأزم في سنة ّ 1970
نموا
الوضع االقتصادي للبالد وقد كانت نسبة النمو سلبية وانخفض الدخل الفردي وتدهورت القدرة
الشرائية بسبب تجميد األجور في سنة .1983
ومنذ السداس ي األول لسنة 1986أصبحت البالد عاجزة تماما عن دفع ديونها ،واشتدت األزمة
االقتصادية بتسجيل العجز في القطاع العام الذي أ ّثر سلبا على ميزانية الدولة ّ
مما جعلها تضطر إلى
االقتراض من صندوق النقد الدولي لتسوية الوضعية االقتصادية للبالد واضطرت تونس إلى جدولة
ديونها مع صندوق النقد الدولي والى االقتراض من البنك الدولي ،والتزمت بتحويل مجموعة من
املؤسسات العمومية إلى القطاع الخاص والذي يعد شرطا من بين شروط إسناد القرض لفائدتها ،وفي
إطار تلك التوجهات السياسية االقتصادية اتجهت تونس إلى الخوصصة للحد من مصاريف القطاع
العام.
ويتمحور مخطط االصالح الهيكلي لسنة 1986حول النقاط التالية:
-التخفيض في النفقات العمومية
-تحرير القطاع البنكي
يبين الجدول ّ
التالي ّ
تطور عمليات الخوصصة بين عمليات الخوصصة ذروتها في سنة 2006و ّو قد بلغت ّ
سنة 2000وسنة 2008كاآلتى :
وجهتها هيئة الحقيقة والكرامة لإلدارات العمومية املتداخلة في باب خوصصة رغم املراسالت التي ّ
املؤسسات منذ سنة ،2017والتي بقيت دون رد ،ونظرا ملا توصلت إليه الهيئة من إدراك للتجاوزات
ّ
فإنها تعتبر القائمين الحاليين على اإلدارات واللجان املوالية شركاء في الفساد ومساهمين في فقدان الدولة
ملداخيل هامة:
ّ
العمومية -لجنة التطهير وإعادة هيكلة املنشآت ذات املساهمة
-اللجنة ّ
الفنية للخوصصة
-اإلدارة العامة للخوصصة
تمظهرات آليات الفساد في إطار الخوصصة:
من بين أهم األهداف لقانون 9-89إلعادة هيكلة املؤسسات العمومية :
-تحسين نسيج املؤسسات العمومية
-تحرير االقتصاد
-تخفيف العبء املالي على الدولة عن طريق التفويت في بعض املساهمات التي تعاني من صعوبات
ّ
وتتم عملية التفويت حسب النص القانوني عن طريق بيع أسهم أو بيع أصول أو إسناد لزمة.
الحظنا من خالل دراسة بعض امللفات ملؤسسات عمومية وقع التفويت فيها وجود بعض االختالالت
ألهداف القانون املذكور أعاله:
املؤسسات العمومية التي وقع التفويت فيها ال تعاني من صعوبات تذكر في النشاط األصلي إذ أن -
نتيجة اإلستغالل ) (Résultat d’exploitationيكون عادة إيجابي كما تتميز بقيمة ربحية عالية
يتزامن قرار التفويت لبعض املؤسسات مع تاريخ سن قوانين لتحرير القطاع الذي تنشط فيه -
املؤسسة موضوع التفويت مما يزيد في القيمة الربحية للمؤسسة
املؤسسات التي تمر بصعوبات كشركة STIAالتي وقع التفويت فيها عن طريق بيع اصول مما ساهم -
في تدهور وضعيتها املالية.
يبلغ عدد عمليات بيع األصول للمؤسسات العمومية بين سنة 1986وسنة 272, 2009من بين -
427مؤسسة عمومية أي بنسبة %59
تم التفويت في عدة أصول لشركات في إطار إعادة هيكلتها لصالح مجموعة من النافذين واملقربين ّ -
من سلطة القرار.
يمكننا مما سبق استنتاج ما يلي:
-وقع استعمال طريقة التفويت في األسهم بالنسبة للمؤسسات ذات القيمة الربحية وطريقة بيع
األصول ألغلبية املؤسسات وبيع االصول ينجر عنه تدهور للوضعية املالية للمؤسسة ويمكن ان
ينجر عنه عدم إمكانية خالص ّ
املزودين
-لم تقع عملية إعادة الهيكلة بالنسبة للمؤسسات قبل عملية التفويت وإنما اكتفت اللجنة ببيع
األصول وتجميع أغلب خصوم الشركات التي وقع بيع أصولها وكافة التعهدات السابقة املتعلقة بها
تحت مظلة شركة البنيان (تحت إشراف رئاسة الحكومة) علما وأن تأسيس هذه الشركة في أواخر
الستينات كان بغرض تأميم قطاع مواد البناء ولذلك سميت البنيان.
ّ -إن عدم نشر شركة البنيان لقوائمها املالية وعدم نشر لجنة التطهير وإعادة هيكلة املنشآت ذات
املساهمات العمومية لتقارير سنوية حول عمليات التفويت الحاصلة واملبرمجة يعتبر مساسا ملبدأ
الشفافية.
امللفات املدروسة
لقد توصلت هيئة الحقيقة والكرامة لعدة ملفات ّ
تهم خوصصة الشركات الحكومية غير أن هذه امللفات
ال تحتوي على تقارير التقييم للشركات املذكورة وبالتالي لم نتمكن من فحص الفرضيات املستعملة عند
صحتها ،لذلك قمنا بدراسة عملية التخصيص باستعمال املعلومات املتوفرة وإبراز التقييم ومدى ّ
املؤشرات املالية للشركات التي وقعت خوصصتها إلبراز قيمتها الشرائية .فمن خالل املؤشرات املالية
يمكنا استنتاج القيمة الربحية للشركات موضوع الدراسة
شركة املغازة العامة
مراحل عملية التخصيص
قامت اإلدارة العامة للتخصيص بانجاز مذكرة بتاريخ 2004/04/21عرضت فيها الصعوبات املالية التي
تمر بها شركة املغازة العامة.
من بين الصعوبات املذكورة نذكر علي سبيل املثال:
-نسبة تأطير ضعيفة
-مبلغ هام ملصاريف االجور
-ضعف اآلليات اللوجستية
-ضعف م ّ
ردودية نقاط البيع باملقارنة مع فرنسا
-غياب الوجبات الساخنة
نظرا لوجود هذه الصعوبات اقترحت اإلدارة خوصصة ّ
املؤسسة بصفة جزئية في حدود 35%من رأس
املال.
ووافقت لجنة تطهير املؤسسات بتاريخ 2004/05/28برئاسة محمد الغنوش ى الوزير األول على بيع
املساهمات العمومية في الشركة من قبل املساهمين العموميين.
ّ
بعملية التقييم ،وبتاريخ 2006/08/18تم قبول عرض مجمع تم فتح طلب عروض لتعيين مكتب يقوم
بات مكتب قالل وشركائه مكتب رؤوف قيقة و ّ
تم قبول عرض التقييم بمبلغ 218 350دينار.
اجتمعت لجنة التطهير بتاريخ 2007/08/04التخاذ قرار الخوصصة وتم بيع املساهمات العمومية والتي
تبلغ %76.31من رأس املال إلى مجمع ماد انفست بسعر 70.321مليون دينار.
وبتاريخ 2008/08/05ا جتمعت لجنة التطهير ملناقشة طلب التعويض من قبل ماد انفست على
مخصصات املخزون بقيمة 4.36مليون دينار ومخصصات على الحر فاء بقيمة 579ألف دينار.
في 2009/04/18أقرت لجنة التطهير بقبول مطلب التعويض على قيمة املخزون بقيمة 1.569مليون
دينار في شكل تفويت جزئي في مساهمات البنك الوطني الفالحي ،الشركة التونسية للكهرباء والغاز
ّ
إال ّأنه في 2010/07/14اجتمعت لجنة التطهير و ّ
قررت رفض مطلب التعويض والديوان الوطني للتجارة،
على مخصصات الحرفاء والتعويض على رفت أجراء.
ّ
يخص مصاريف التغذية بنسبة 34%سنة .2005 أغلبية اإلنفاق -
شهد القطاع تح ّوالت كبرى منذ سنة 2001ووقع تحريره بدخول شركات عاملية لتجارة التوزيع -
كارفور وجيان
تم تحرير قطاع اإلنتاج واالقتصاد مما ساهم في وجود عرض هام للسلع واملواد -
تم تحرير القطاع من حيث تشاريع إنشاء وحدات البيع -
56انظر املالحق
شركة النقل
مراحل عملية التخصيص
من خالل دراسة الوثائق املتوفرة لدى الهيئة يتبين أنه:
في 2005/03/29تم إرسال مذكرة من الوزارة األولى إلى رئاسة الجمهورية تبين ضرورة اإلسراع في
خوصصة شركة النقل .وتشير هذه املذكرة إلى تدهور رقم معامالت الشركة من 104مليون دينار سنة
2001إلى 97مليون دينار سنة ،2004وقد بلغت النتيجة املحاسبية لسنة 4.5 2004مليون دينار.
تم توزيع أرباح مخصصة بقيمة 25مليون دينار إلى شركة البنيان قبل عملية الخوصصة ،كما ّ
تم توزيع
أرباح مؤجلة إلى شركة البنيان قبل عملية الخوصصة بما يقدر بـ ـ 10مليون دينار ،وبلغت قيمة
التوظيفات قبل عملية الخوصصة 12مليون دينار بينما بلغت السيولة 3مليون دينار .أفرزت عملية
تقييم الشركة مبلغا قدره 21.43مليون دينار من قبل مكتب التقييم وإدارة الدولة ،وفي 2006/08/25
توصل اجتماع لجنة التطهير وهيكلة املؤسسات العمومية إلى فرز العروض وهي كاآلتي:
العرض العارض
22,021 MDT برانساس هولدنغ
19,1 MDT اوليس ديفلوبمون
57انظر املالحق
التجاوز
اتخذت لجنة التطهير قرار خوصصة شركة "املحرك" في قرار محضر جلسة بتاريخ 1998-01-22وذلك
في إطار تطهير محفظة سندات الشركة التونسية للبنك.
يقسم رأس مال الشركة قبل عملية التخصيص على املساهمين كاالتي :
النسبة من رأس املال املساهم
54,34% مجمع stb
25,91% ورثة بوعواجة
15,33% مساهمين تونسيين
4,42% مساهمين أجانب
كما ّ
توصلت الهيئة إلى شهادة تفيد ممارسة ضغوط من رئيس مدير عام الشركة التونسية للبنك علي
دبية ،املشرف على العملية ،على الشاهد لجبره على التخلي عن تقديم عرض لشراء مساهمة الدولة.
في هذا العرض عبر ورثاء بوعواجة املس اهم الثاني في الشركة عن نيتهم في بيع مساهمتهم مع جمع
مساهمتهم مع مساهمة مجمع الشركة التونسية للبنك قصد البيع.
ّ
تولى مكتب االستشارة CAFالقيام بمهمة تقييم قيمة السهم وأفضت عملية التقييم إلى سعر يتراوح بين
56دينار و 69دينار للسهم الواحد.
في تاريخ 2000/03/03تم تقديم مذكرة إلى رئاسة الجمهورية حول اإلمكانيات املتاحة للقيام بعملية
الخوصصة:
-القيام بطلب عروض ثاني وذلك للترفيع من نسبة رأس املال للبيع ليشمل حصة ورثة بوعواجة
وذلك ملستثمر استراتيجي في حدود %65ومستثمر اجنبى في حدود .% 35
-اإلبقاء على طلب العروض األول وتعهد العارض بشراء حصة ورثة بوعواجة حسب نفس الثمن
ملساهمة مجمع الشركة التونسية للبنك.
وقع االتفاق على اإلبقاء على طلب العروض األول وقبول عرض مجمع مبروك مع التزامه بشراء أسهم
ورثة بوعواجة حسب نفس الشروط.
املؤشرات املالية للشركة بتاريخ التفويت
ّ
شركة "املحرك" هي شركة تونسية محدثة سنة 1931وتمثل شركة "املحرك" العالمة التجارية فيات
مرسيدس وايفيكو وتقوم بتوزيع العربات من هذه العالمات في تونس.
تتزامن عملية الخوصصة مع السياسة الجديدة املتبعة من تونس في 1995واللجوء إلى نظام الحصص
عند توريد العربات.
في سنة 1999تحتل شركة املحرك مكانة مرموقة من حيث عدد املبيعات وهو مبين بالجدول التالي:
2001 2000 1999 1998 1997 1996
3789 3130 3458 3353 3613 1731 شركة املحرك
6764 4716 4386 3375 3098 1176 شركة النقل
4868 4517 4309 3532 3779 شركة ستافيم بيجو 2794
7019 5064 6373 2993 4289 2245 شركة رينو
2230 2889 2924 2735 1508 1680 سيتروان
11146 10910 10368 8670 9662 8305 عالمات أخرى
35816 31226 31818 24658 25949 17931 املجموع
11% 10% 11% 14% 14% نسبة من املبيعات 10%
ّ
يتبين لنا من خالل هذا الجدول ّ
نمو املبيعات في قطاع بيع السيارات الخفيفة حيث إرتفع عدد املبيعات
من 17931عربة سنة 1996إلى 31226عربة سنة 2000أي بنسبة ّ %43
مما يدل على القيمة الربحية
لقطاع بيع السيارات.
طرح التجاوز
يدل ّأن
قام "مجمع جمال العارم" بتقديم عرض يفوق 4,110مليون دينار عرض "مجمع مبروك" مما ّ
ّ
إال أ ّنه بعد تنحي "مجمع جمال العارم" ّ
تم القبول القيمة الشرائية للشركة تبلغ 25,110مليون دينار
بصفة آلية لعرض "مجمع مبروك" دون إعادة املناقشة حول الثمن .إثر هذه العملية خسرت الدولة
4,110مليون دينار.
ّ
إحداث لجنة تسمى لجنة متابعة املؤسسات االقتصادية لدى وزارة الصناعة تتولى تجميع املعطيات -
عن نشاط املؤسسات
املتابعة األولية للشركة :يتعين على بعض األشخاص املوجودين في القانون إشعار لجنة متابعة -
املؤسسات االقتصادية بوجود مخاطر تهدد استمرارية الشركة
مرحلة التسوية الرضائية :يمكن ألي مسير قبل التوقف عن الدفع أن يقدم لرئيس املحكمة مطلبا -
كتابيا في االنتفاع بالتسوية الرضائية .يمكن هذا اإلجراء من تفادي تدهور الوضعية املالية للشركة
ّ
وضعية التوقف عن الخالص قبل
مرحلة التسوية القضائية :تتم عملية التسوية القضائية وفق قانون 34-95على ثالث مراحل -
مهمة تقص ي الوضع االقتصادي oالفترة التمهيدية :يقوم القاض ي بتعيين خبير محاسبي يتولى ّ
واملالي للمؤسسة وإمكانية مساعدتها ويدلي بنتيجة اعماله للقاض ي املراقب.
oفترة املراقبة :في صورة إمكانية انقاذ املؤسسة يقوم القاض ي بتعيين متصرف قضائي يتولى
إعداد برنامج إنقاذ ،تصادق املحكمة على برنامج اإلنقاذ وتعين مراقبا لتنفيذه
oإمكانية إحالة املؤسسة :يمكن للمحكمة ان تؤذن بإمكانية اإلحالة إلى الغير في صورة تعذر
إنقاذها طبقا للفصل 41إلى 46من القانون.
ّ
مما سبق أ ّن قانون 1995لم يتمكن من إنقاذ املؤسسات وتحمل االقتصاد الوطني يمكننا أن نستنج ّ
ّ
كإمكانية ّ
اإلمكانيات املتاحة من قبل القانون خسارة هامة إثر إسقاط الديون ،كما تجدر اإلشارة إلى
تعديل برامج اإلنقاذ أو اإلحالة إلى الغير وامللفات املدروسة في العنوان التالي تبرز كيف تم التجاوز
باستعمال قانون .1995
مجمع عفاس
مراحل االنقاذ
يتكون املجمع من 5شركات وهي:
STPAرأس مال 21.4مليون دينار -
CDSرأس مال 25مليون دينار -
Flexoprintرأس مال 14مليون دينار -
Caravane Distribution -
SPPASرأس مال 2.5مليون دينار -
بتاريخ 2004/04/16وبطلب من البنك الوطني ألفالحي تمت إحالة املجمع على التسوية القضائية ،على
إثر ذلك القرار قدم مجمع عفاس طلب للتمديد في قرار التسوية القضائية .بتاريخ 2006/12/26انعقدت
جلسة بين مجمع عفاس ومجموعة من البنوك لدراسة مقترح إنقاذ .وطبق محضر الجلسة تقرر ما يلي:
-الترفيع في رأس املال ب 30مليون دينار من خالل إدخال مجموعة من املستثمرين تحويل ديون
بنكية ومساهمة عائلة عفاس
-تحديد مديونية املجمع بـ ـ ـ ـ 1مليون دينار
بتاريخ 2007/12/17قررت املحكمة اعتماد برنامج اإلنقاذ املتمثل في:
-الترفيع في رأس املال بـ 30مليون دينار موزعة كاالتي :بعض املساهمين ب 10مليون دينار ،مساهمة
عائلة عفاس بمبلغ 5مليون دينار وتحويل ديون بنكية بمبلغ 15مليون دينار
-تحديد مديونية املجمع بمبلغ 110مليون دينار
-إسقاط ديون بنكية بمبلغ 7.75مليون دينار
وفي جلسة 2008/01/29فوضت املحكمة إلى املتصرف القضائي مهام إعادة هيكلة رأس املال وهياكل
التسيير ودعوة الجلسة العامة الخارقة للعادة لالنعقاد وذلك للتداول حول التخفيض والترفيع في رأس
املال في حدود املبلغ الذي يضمن التوافق في املوازنات املالية ،وقد قام املتصرف القضائي بالبحث عن
مستثمرين وانتهى مقترح الخبيرين في التشخيص واملتصرف القضائي إلى تفضيل طلب دخول مجمع
بالخيرية.
ولهذه األسباب قضت املحكمة في 2008/05/27إتمام عملية تمكين املستثمر الجديد من املؤسسة كما
ّ
العامة ذكر في الحكم تمسك املستثمر األصلي باملقترح األول ،وفي 2008/05/05تم اجتماع الجلسة
الخارقة للعادة لشركات املجمع ّ
وتقرر اآلتي:
القرار الشركة
تحديد راس املال ب 2,3مليون دينار SPPAS
مساهمة مجمع بالخيرية بمبلغ 1,75مليون دينار
تحديد راس املال ب 4مليون دينار Caravane immobilière
مساهمة مجمع بالخيرية بمبلغ 3,050مليون دينار
تحديد راس املال بمبلغ 5مليون دينار Flexoprint
مساهمة مجمع بالخيرية بمبلغ 3,850مليون دينار
تحديد رأس املال بمبلغ 6,5مليون دينار CDS
مساهمة مجمع بالخيرية ب 5مليون دينار
تحديد راس املال بمبلغ 12,2مليون دينار STPA
مساهمة مجمع بالخيرية ب 9,35مليون دينار
ّ
اقترح السيد صالح الذهيبي على املحكمة أنه بالنظر إلى خبرة مجمع بالخيرية فإ ّن التفويت في رأس املال
هو البرنامج األنجع إلنقاذ املجمع.
وبتاريخ 2008/05/27قررت املحكمة تعديل برنامج اإلنقاذ.58
التجاوز القانوني
طبقا للفصل 47من قانون 34-95يمكن للمحكمة أن تأذن بإحالة املؤسسة للغير إذا تعذر إنقاذها طبقا
ّ
إال إذا ّ
تبين عدم إمكانية إنجاز للفصل 41إلى 46من القانون .يمكننا أن نستنتج أن قرار اإلحالة ال يتم
املدة بين قرار تعديل برنامج اإلنقاذ والبرنامج األولي (خمسة أشهر) يجعلنا نتساءل برنامج اإلنقاذ ،قصر ّ
حول عدم إمكانية تنفيذ برنامج اإلنقاذ األولي وتعديله عبر اإلحالة.
58انظر املالحق
التجاوز االقتصادي
ّ يهدف قانون 34-95إلنقاذ املؤسسات إلى ضمان استمرارّية ّ
املؤسسة ويمثل هذا اإلجراء القانوني دعم
يؤدي في أغلب األحيان إلى تنازل الدائنين عن بعضوامتياز للمؤسسة لتحقيق االستمرارية حيث أنه ّ
ديونهم.
ّ
وفي هذا السياق فان دور القاض ي يتمثل في املوافقة على برنامج إنقاذ يضمن االستمرارية دون التأثير
سلبا على الدائنين.
من خالل املقارنة بين برنامج اإلنقاذ األولي والبرنامج النهائي تبين لنا ارتفاع قيمة الدين املتخلى عنه وهو
كما يبينه الجدول التالي:
اإلسقاط املقترح
الفارق اإلسقاط املقرر قيمة الدين
األولي
18 335 935 66 790 321 85 126 256 176 790 321 ديون الشركات
18 335 935 66 790 321 85 126 256 176 790 321 املجموع
يبين هذا الجدول قيمة الخسارة التي تحملها الدائنون إثر تعديل برنامج اإلنقاذ أي بمبلغ 18مليون
ّ
دينار .كما تجدر اإلشارة أن الدين املسقط الجديد لم يتمتع به صاحب املؤسسة الفعلي وإنما مجمع
بالخيرية املستفيد من اإلحالة.
الشركة السياحية تونس الخليج
مراحل االنقاذ
في 2007/04/03قرر قاض ى املحكمة االبتدائية اسيا عياري فتح التسوية القضائية للشركة وذلك بعد
الرجوع إلى طلب الشركة التونسية للبنك ،قامت املحكمة بتعيين إيناس معتر قاض ي مراقب وصالح
الذهيبى مجددا متصرفا قضائيا .تبلغ قيمة الدين إلى غاية إعداد برنامج اإلنقاذ وهو مفصل كاآلتي:
الدائن
39 345 254 الشركة التونسية للبنك
14 232 664 االسفاء لالستخالص
3 125 179 االتحاد البنكى للتجارة والصناعة
3 509 398 االتحاد الدولى للبنك
4 278 184 البنك التونس ي التجاري
ّ
في 2008/03/26اجتمعت املحكمة حول برنامج إنقاذ املؤسسة .تمثل برنامج اإلنقاذ فيما يلي:
ّ
-طرح كلي ملعاليم التأخير
-طرح %50من الفوائض التعاقدية
-تخصيص 80%من مدا خيل بيع العقارات واملباني لخالص الديون
-إيواء مداخيل بيع العقارات في حساب بنكي لدى الشركة التونسية للبنك التي تتكفل بتوزيع املبالغ
املستخلصة
-جدولة باقي الديون والفوائض على 15سنة ابتداء من السنة السادسة
في 2010/02/11تقدمت "الشركة السياحية تونس الخليج" بطلب إلى صالح الذهيبي تبين فيه أن املبلغ
املستخلص من بيع العقارات هو 19 278 779دينار وتم تخصيصه لخالص الديون ويبلغ الدين املتبقي
34 345 884دينار لم يتم خالصه.
وتطلب الشركة إعادة صياغة برنامج اإلنقاذ وذلك بطرح 40%من أصل الديون وكل الفوائض املؤجلة
والتزام الشركة بخالص الباقي في ّ
اإلبان.
وفي 2010/06/13تم تعديل برنامج اإلنقاذ وإمضاء عقد إطار مع الدائنين يقض ي بطرح 35%من أصل
الدين والتي تبلغ قيمتها 11 955 389دينار وكل الفوائض املؤجلة التي تبلغ قيمتها 10 591 242دينار
وتحديد املبلغ الواجب خالصه للبنوك ب 7 210 560دينار.
التجاوز
نالحظ مما سبق النقاط التالية:
تم تعديل برنامج اإلنقاذ حسب طلب صاحب املؤسسة بالحسن الطرابلس ى رغم عدم وجود أدلة ّ -
كافية لعدم إمكانية انجاز البرنامج األولى قرار التعديل هو قرار عدلي وتعديله يجب أن يكون يتماش ى
مع أهداف قانون 34-95وليس بمحض إرادة صاحب املؤسسة
-تم تبرير طلب التعديل بان املؤسسة تعتزم تحقيق استثمارات جديدة لتحسين جودة الخدمة
والتحسين من رقم املعامالت وبالتالي إلى قروض أخرى
يقر بأن املؤسسة قادرة على النشاط ومواصلة االستغالل كما أ ّنها ال تستحق -إن برنامج اإلنقاذ األولي ّ
إلى سيولة على املدى القصير بما أ ّن الدين ّتمت جدولته إلى سنة .2016
التطور وبالتالي فإ ّن
ّ يمكننا القول إن الهدف من قانون 34-95هو إنقاذ املؤسسة وليس مساعدتها على
تعديل برنامج اإلنقاذ ال يتماش ى مع أهداف ومجال قانون .34-95
للحصول على مطلب التسوية القضائية يجب على املؤسسة أن تكون في وضعية التوقف عن الخالص
حسب الفصل 18من قانون 34-95باالستناد إلى هذا الفصل فإن املؤسسة لم تعد في وضعية التوقف
عن الخالص بما أنها تقوم بتغطية مصاريف االستغالل وقامت بدفع قسط هام من الديون البنكية.
تجدر اإلشارة أن هناك سبل يمكن اتخاذها لتطوير املؤسسة والتي من بينها الزيادة في رأس املال إال أن
شركة السياحية تونس الخليج لم تقم بهذه املبادرة.
خصصت هيئة الحقيقة والكرامة جلسة استماع علنية 59بتاريخ 17ماي 2017حول الفساد املالي ّ
وقدم عماد الطرابلس ي خاللها شهادة عرض فيها آليات الفساد املالي في عهد واالعتداء على املال العامّ .
بن علي شمل "تغيير صبغة األراض ي"" ،التحيل الديواني"" ،التجارة املوازية للمواد الكحولية"" ،املراكنة"،
"الصفقات العمومية" و"بورصة موظفي الدولة".
.2املراقبة الديوانية عند رفع البضاعة واالمتيازات املخولة للمؤسسات املصدرة كليا
يخضع رفع البضاعة من الديوانة إلى املراقبة (اآللية تقريبا) باألشعة بواسطة أجهزة املفراس Scanners
املتواجدة بجميع املعابر واملوانئ واملطارات.
59انظر املالحق
مما يسهل على عون الديوانة التفطن إلى الغش فييتم فحص البضاعة باالستئناس بالتصريح الديوانيّ ،
ّ
األشعة. صورة عدم تطابق البيانات املدرجة با ّلتصريح مع نتيجة
ًّ
كليا بمعاملة تف ّ ّ
اضلية من بين مظاهرها: املصدرة على خالف املؤسسات العادية ،تنتفع املؤسسات
-إمكانية إتمام جميع اإلجراءات الديوانية املتعلقة بتصاريح التوريد والتصدير بمكتب اإللحاق ،وهو
مكتب الديوانة األقرب إلى وحدة اإلنتاج الذي يتحصل على اإلذن بالرفع إليه.
-توجيه جميع التصاريح التي تقوم بها إلى الرواق األخضر ،أي الرفع اآللي للبضائع املوردة دون معاينة
فعلية.
وتتمتع املؤسسات املتحصلة على صفة املتعامل االقتصادي املعتمد Opérateur Economique Agréé ّ
بنفس االمتيازات (وهي صفة تمنحها اإلدارة بناء على توفر شروط ،ولكن أيضا في إطار سلطتها التقديرية).
مظاهر الخلل في إجراءات تسريح البضائع املؤدية إلى اختراق الديوانة
ّ
الوضعيات املماثلة من مكتب إلى آخر، -إجراءات معقدة وغير متجانسة ،إذ تختلف طريقة التعامل مع
بل ومن متفقد إلى آخر داخل نفس املكتب.
-غياب دليل إجراءات واضحة وشفافة يضمن عدم استغالل عون الديوانة لنفوذه البتزاز املتعامل
االقتصادي من خالل اختالق ل ّ
شكليات ال وجود لها في القانون ،أو إيهامه بتذليل الصعوبات أو التدخل
لدى املسؤولين في سبيل الحصول على رشوة.
-إتمام اإلجراءات الديوانية من قبل أشخاص غير مرخص لهم
على غرار عديد من القطاعات ،يشكو قطاع الوسطاء لدى الديوانة من الدخالء والسماسرة ،الذين
يوهمون حرفاءهم بأنهم حاصلون على ترخيص في ذلك ،وهم في أغلب الحاالت ال يحرصون على حسن
تطبيق اإلجراءات السليمة باعتبار أن غايتهم الحصول على عمولة مقابل إرضاء الحريف ،مهما كانت
السبل.
-الطريقة الثانية :تتمثل في خروج حاوية خاضعة للمسلك األحمر عبر املسلك األخضر الذي تمر عن
طريقه الشركات التي ّ
تتمتع باإلعفاء الجمركي (على غرار شركات قانون )72واالكتفاء بمراقبة الوثائق
شكال بعد استخالص مبالغ رشوة تتراوح بين 5آالف دينار و 30ألف دينار حسب نوع ّ
السلع ،وإن كان
املعسل ّ
مرخص بها أم ممنوعة (مثل ّ ّ
والسجائر) .وفي حالة توريد سلع ممنوعة تستبدل الصورة الحقيقة
ويصرح عن حاوية ّ
معسل ّ للحاوية بآلة سكانير بصورة قديمة تنقل من ملف اخر مستوفي شروط ّ
الرقابة،
بأنها حاوية أقمشة مثال.
ّ
املنجمية من شاحنة استكملت إجراءات املراقبة إلى شاحنة تحتوي كما يمكن أيضا استبدال اللوحات
على سلع غير مراقبة.
.4امتيازات املقربين
قبل ،2011/01/14كانت مجموعة من الشركات التابعة لعائلتي بن علي والطرابلس ي تنشط في عمليات
التهريب والتوريد العشوائي ،باستغالل امتيا ات كانت ّ
تتمتع بها على مستوى الديوانة دون وجه حق ز
ومن ذلك:
تسريح الحاويات في آجال قياسية. -
عدم تطبيق تراتيب مراقبة التجارة الخارجية (املراقبة الفنية عند التوريد ،رخص التوريد، -
التحاليل).
التثبت خاصة في عناصر الجباية ،وهي: قبول املعطيات موضوع التصريح دون ّ -
النوع :من النادر أن تقوم مصالح الديوانة باملعاينة الفعلية للبضاعة املوردة وتكتفي بما يقدمه o
ّ
املورد من وثائق ،والتي تكون في أغلبها مفتعلة.
املصرح بها واملضمنة بالفاتورة التي يقدمها ّ
املورد ،والتي تكون ّ القيمة :تقبل مصالح الديوانة القيمة o
في الغالب متدنية مقارنة بالقيمة الحقيقية والثمن املدفوع في الخارج على خالف الصيغ القانونية.
املنشأ :يتم اعتماد شهادات منشأ مفتعلة وبالتالي غير منطبقة على البضاعة ّ
املوردة لالنتفاع o
باإلعفاءات من املعاليم الديوانية طبقا لالتفاقيات املصادق عليها من قبل الدولة التونسية (إتفاق
الشراكة مع االتحاد األوروبي ،اتفاقية جامعة الدول العربية ،اإلتفاقية األورو-متوسطية
.EUROMED
وبموجب هذه املعاملة التفاضلية املخالفة للقوانين والتراتيب ،انتفعت الشركات التابعة لعائلتي بن علي
والطرابلس ي وغيرهم من املقربين بالتهريب من دفع مبالغ مالية هامة لفائدة خزينة الدولة وإدخال بضائع
مجهولة املصدر وغير مطابقة للمواصفات الصحية والفنية.
ّ
وخاصة يتم تحديد شروط الصلح إدارة النزاعات والتتبعات إذا تجاوزت القيمة املبلغ املذكور ،و ّ
مبلغ الخطية املستوجب بناء على أساس مقاييس معينة مدرجة بمذكرة إدارية سابقة تأخذ بعين
االعتبار الجانب الديواني والجانب الصرفي للقضية.
تم إصدار اإلذن برفع الحاويات دون إتمام موجبات املراقبة الفنية عند التوريد والتأكد من سالمة ّ -
البضائع التي تحتويها والتثبت من تأثيرها على صحة اإلنسان والحيوان والبيئة .
ّأدت التقصيات التي قامت بها الهيئة إلى تحديد عدد تقريبي للحاويات التي تم إخراجها من الديوانة طبقا
للمذكرة الصادرة عن الطاهر بن حتيرة وهو 800حاوية ،وأن القيمة التقريبية للبضائع ناهزت 100
مليون دينار.
ّ
االبتدائية بتونس هذا امللف. ّ
املتخصصة باملحكمة ّ
الجنائية وعلى هذا األساس ع ّهدت الهيئة إلى الدائرة
-يقوم ّ
املزود بإعداد فاتورة تتضمن قيمة متدنية غير حقيقية للبضاعة ليتم تقديمها الحقا عند
وصول البضاعة إلى مصالح الديوانة التونسية صحبة التصريح الديواني قصد خالص املعاليم
واألداءات املستوجبة وإتمام إجراءات تسريح البضاعة .Dédouanement
طريقة الخالص
-يتكفل وسيط تونس ي بخالص ثمن البضاعة لفائدة املزود األجنبي ،بعد أن يتسلم املبلغ من الحريف
بالدينار التونس ي مقابل عمولة تحتسب على سعر الصرف ). (cours de change
لمزود األجنبي عن طريق بنوك موجودة في دبي وتركيا. -يصل املبلغ بالعملة األجنبية ل ّ
اإلجراءات الديوانية
يتم تسريح البضاعة بناء على الفاتورة املتضمنة لقيمة متدنية مقارنة بالقيمة الحقيقية ودفع أداءات
ومعاليم ديوانية غير مطابقة لقيمة البضاعة وبالتالي ّ
التهرب من دفع مبالغ هامة لفائدة خزينة الدولة.
اإلجراءات البنكية
نشرت القضية بمكتب التحقيق التاسع بالقطب القضائي االقتصادي واملالي تحت عدد .41041
قامت القاضية املتعهدة بسماع األطراف وإتمام جميع األعمال االستقرائية في سبيل الوصول إلى تفكيك
ّ
إال ّأنه وقع نقلها من القطب ،ولم يقع تعويضها إلى ّ
حد التاريخ، شبكة تهريب العملة إلى خارج البالد،
علما وأن قضاة القطب القضائي االقتصادي واملالي يعينون بأمر حكومي باقتراح من املجلس األعلى
للقضاء.
الخالصة
لقد عاينت كل من إدارة الديوانة والتقارير الرقابية الصادرة عن مختلف الهيئات الرقابية إدارية كانت
أو قضائية كل هذه االخالالت واقترحت جملة من الحلول والتوصيات الوقائية والعالجية ،ولكن تعاقبت
الحكومات بعد الثورة دون إتخاذ إجراءات ّ
فعالة للقضاء على آفة الفساد التي تعيق نمو البالد ،وقد
حان الوقت لتجاوز شعارات مقاومة الفساد لنذهب إلى التصدي الفعلي لهذه اآلفة.
مهمة السلط التشريعية أو التنفيذية أو القضائية فحسبّ ،
وإنها هي إ ّن مسؤولية مقاومة الفساد ليست ّ
أيضا مسؤولية الشعب املتضرر األول واألخير من هذه اآلفة.
التوصيات _______________________________________
.8وضع نظام جزائي صارم ومشدد في خصوص عملية تسريب معلومات سرية ممتازة إستراتيجية
حق كل شخص ثبت في حقه Delit d’initiéإلى جانب تفعيل تطبيق عقوبة مصادرة األمالك في ّ
وبحكم وظيفته تسريب هذا الصنف من املعلومات.
خاصة باملعلومات السرية واإلستراتيجية وإلزام العاملين بها بآداء يمين قانونية ّ أ .إحداث م ّ
ركزية
مع التعهد بميثاق شرف
ب .إعتماد آلية التصريح باملكاسب لكل املوظفين بهذه املركزية
.9مراجعة اإلطار القانوني للسوق الثانية ووضع شروط ومعايير للدخول إلى هذه السوق
أ .منع اإلدراج على الفكرة cotisation sur idée de projet
ب .ضرورة أن تنشر الشركة الراغبة في اإلدراج بالسوق الثانية كامل وضعيتها املالية للثالث سنوات
األخيرة مع بيان جملة القروض البنكية املتخلي عليها وقيمة ضماناتها.
ت .مراجعة آليات وشروط التخفيض والزيادة في رأس مال الشركة.
ث .وضع إطار قانوني دقيق وصارم بخصوص إعادة شراء الشركة ألسهمها ( le rachat de la société
)de ses propres actions
ج .ضرورة تفعيل دور لجنة التحاليل املالية بالبنك املركزي وذلك بتوسيع صالحياتها وتدعيم دورها
الرقابي وتكريس إستقالليتها عن البنك املركزي.
ح .تفعيل دور البنك املركزي في خصوص مراقبة التدفقات الخارجية للعملة.
خ .إحداث وحدة صلب لجنة التحاليل املالية تهتم بالتقص ي والبحث وجمع املعطيات بخصوص
الشركات املسجلة بالجنات الضريبية وتدعيم التنسيق مع باقي الدول لحصر مجال نشاط هذه
الشركات.
.IIIالثروات الطبيعية
.1توص ي هيئة الحقيقة والكرامة بإتخاذ اإلجراءات الالزمة وإقرار التشاريع الكفيلة بمنع املوظفين
العموميين في املجاالت ذات الصلة بالثروات الطبيعية من مزاولة أي نشاط في عالقة بموضوع
عملهم األصلي بصفة أجير أو مستثمر قبل مض ي خمس سنوات على إنتهاء مهامهم باإلدارة وإقرار
عقوبات سالبة للحرية عند كل تجاوز.
.2إدخال تحويرات على مجلة املحروقات نحو فرض التدقيق السنوي من هياكل مستقلة في مصاريف
شركات االستكشاف والبحث واالستغالل للتثبت من حقيقة العمليات املنجزة ومالئمة العملية ومن
قيمتها وعلى الشركات ذات الصلة ونشر تقارير التدقيق للعموم.
.3تكليف هيكل بالوزارة املكلفة بالطاقة بحفظ قاعدة البيانات الجيولوجية وتحليلها واستغاللها في
إطار احترام سيادة الدولة على ثرواتها.
.4إقرار عقد نموذجي ومراجعة طرق احتساب الضرائب واالداءات على األنشطة البترولية واالستئناس
في ذلك بتجربة منظمة الدول املصدرة للنفط ونشر نصوص االتفاقيات كاملة بالرائد الرسمي.
.5مراجعة اتفاقيات استغالل النفط والغاز السابقة وخاصة منها التي كان نصيب تونس من االنتاج
كشريك %0
.6فرض نشر القوائم املالية للشركات الناشطة في مجال االستكشاف والتنقيب في تونس بالرائد
الرسمي وعلى موقع الوزارة املكلفة بالطاقة.
.7إعادة هيكلة هذه املؤسسة في اتجاه الفصل بين مهامها املتنافرة:
أ .القيام بالدراسات ذات الصبغة البترولية
ب .السهر على تحسين وتكوين اإلطارات التونسية
ت .املساهمة في عمليات البحث والتنقيب واالستغالل
ث .جمع ومراقبة الضرائب البترولية
.8إحداث هيكل رقابي عمومي مستقل للمراقبة السنوية للمداخيل الجبائية للشركات الناشطة في
مجال االستكشاف والتنقيب على الطاقة.
.9تدعيم لجنة الطاقة بمجلس نواب الشعب بخبرات مستقلة ّ
يتم اقتراحها من الهياكل املهنية املشرفة
على القطاع ممن تتوفر فيها شروط االستقاللية والحياد والنزاهة
التلوث الناجم عن األنشطة البترولية وتفعيل .10تعزيز قدرات الوكالة الوطنية لحماية املحيط ملراقبة ّ
دورها في إطار املعايير املطلوبة.
.IVالحوكمة العمومية
توص ي الهيئة ب ـ ـ ـ ـ
ضرورة القطع مع نظام املحاسبة العمومية في القطاع العام واعتماد محاسبة التعهد وفقا للمعايير .1
املحاسبية الدولية للقطاع العام لضمان مصداقية املعطيات املالية العمومية.
مراجعة النظام القانوني لتعيين كبار املسؤولين في مجاالت الرقابة والتدقيق والعقود في اتجاه .2
تكريس مبدأ التناوب والتداول واعتماد معايير موضوعية قائمة على الكفاءة والنزاهة.
تبسيط وظيفة الرقابة القبلية على التصرف العمومي وتطوير األنظمة املعلوماتية وفق املعايير .3
الدولية للرقابة الداخلية وتركيز وظيفة مراقبة التصرف والتدقيق الداخلي بكل منشأة عمومية
ومنحها االستقاللية التامة لالضطالع بمهامها على الوجه األمثل.
سن التشاريع الرامية لتجميع الهياكل الرقابية العمومية بمختلف أسالكها في هيكل رقابي موحد .4
يتمتع بالكفاءة واالستقاللية وتكامل األعمال.
.5ضرورة تبسيط اإلجراءات وتقليص التدخل البشري وتحديد اآلجال واإلجراءات ونشرها للعموم
وتسهيل التشكي وتمكين املواطن من متابعة الشكاوى املودعة والبت فيها في آجال معقولة.
.6ضرورة مراجعة النظام القانوني الحالي في إتجاه التشهير بالفساد وتسليط الضوء على آلياته ونشر
قائمة في القائمين به أو املتسببين فيه وإلغاء كل املسؤوليات املسندة إليهم.
مؤسسات التعليم العالي بتقييم املترشحين في امتحانات القبول للتكوين باملدارس العليا .7تكليف ّ
لإلدارة.
ّ ّ
التصرف واإلطارات املكلفة بمهام .8الفصل في تكوين اإلطارات العمومية بين اإلطارات املكلفة بمهام
الرقابة.
.9نشر تقارير الرقابة والتفقد ومتابعة تنفيذ التوصيات ومعاقبة وتتبع املسؤولين باإلدارة العمومية
الذين ثبت تورطهم أو لوحظ تراخي أو تغاظي عن إحالة املشبوه فيهم على مجالس التأديب وعلى
القضاء.
.10إتخاذ جملة إجراءات لتدعيم منظومة الرقابة الداخلية من خالل:
أ .إعادة هيكلة اإلدارة في اتجاه التقليص من تداخل املسؤوليات إلسداء الخدمة العمومية.
ب .تدعيم اإلدارة الرقمية وتركيز منظومة تقييم ومتابعة الكترونية لتقدم انجاز الخدمات في اآلجال
املحددة لها قانونا.
ت .تطوير مؤشرات مردودية املوظف العمومي وإرساء مبدأ املساءلة واملعاقبة عند معاينة تدنيها
ومكافأة املوظف حسب املؤشر.
ث .إعتماد البرمجة السنوية للشراءات وتطوير قاعدة بيانات حول الشراءات العمومية ووضعها على
ذمة العموم.
.11إتخاذ اإلجراءات اإلدارية الالزمة للحد من اإلمتيازات العينية للموظفين العموميين وربها باملردودية
وإقرار وجوب التنصيص عليها في املعطيات املالية العمومية ومنع املقاصة بين املصاريف واملداخيل.
ّ
املؤسسات العمومية .Vخوصصة
ّ
املؤسسات العمومية .1ضرورة مراجعة النصوص القانونية املحدثة للجان املشرفة على هيكلة
وتدعيمها بمهنيين مستقلين يتم اختيارهم عن طريق القرعة من بين قوائم مقترحة من هياكلهم
املهنية
.2تغيير النصوص القانونية ذات العالقة بالتفويت في املؤسسات العمومية واتخاذ اإلجراءات
للمؤسسات املزمع خوصصتها للعشر سنوات السابقة بكلّ اإلدارية الالزمة لنشر القوائم املالية
الوسائل املتاحة.
املؤسسات املعنية بالخوصصة إلى 03تقييمات مستقلة .3تغيير التشاريع في اتجاه إلزامية إخضاع ّ
من قبل خبراء في املجال.
.4تحوير التشاريع وإقرار:
أ .حرمان أصحاب املؤسسات املنافسة واملسؤولين عن تسييرها من املشاركة في طلب العروض.
ب .نشر كراس الشروط للعموم،
ت .نشر نتائج تقديم العروض والتعهدات املحولة على العارضين سنويا على موقع وزارة املالية
وإلزامها بمتابعة ومراقبة احترامها.
.5ضرورة تحوير القوانين الحالية من مجلة الشركات التجارية ومجلة التجارة والنصوص ذات
ّ
للمؤسسات املعنية للنظر في الصلة في اتجاه إحداث مؤسسات تقييم تقدم أعمالها سنويا
الوضعية املالية واملخاطر املتعلقة بمواصلة النشاط حسب الطرق العلمية املتعارف عليها دوليا.
.6مراجعة التشريع املتعلق باإلجراءات الجماعية في االتجاه التالي:
أ .تكريس ضمانات بعدم املساس بحقوق املستثمرين األصليين باملؤسسات التي تمر بصعوبات
اقتصادية من خالل إتاحة الفرصة لتقديم برنامج إنقاذ متالئم مع أهداف مواصلة النشاط.
ب .إرساء آليات متابعة ومراقبة لتنفيذ برنامج اإلنقاذ أو اإلحالة وإرساء مسؤولية جزائية على
كاهل الهياكل املكلفة بالتابعة.
.VIالجباية
.1ضرورة تجميع النصوص التشريعية في املادة الجبائية في مجلة واحدة وإلغاء كل النصوص الخاصة
واالستثنائية.
.2مراجعة النصوص الترتيبية ل ـ ـ ـ ـ ـ:
أ .تطوير املنظومة املعلوماتية املتشابكة وتكوين بنك معطيات
ب .تكوين أعوان الرقابة وتمكينهم من آليات العمل
ت .مزيد إرساء الضمانات للمطالب باألداء أمام تعسف اإلدارة
ث .إقرار املساءلة الجزائية ألعوان الرقابة للحد من التعسف في استعمال السلطة التقديرية
ج .إحداث مصفوفة للتهرب الضريبي قصد ضبط برنامج الرقابة املعمقة السنوي إلضفاء نجاعة
للتدخل.
ح .مزيد تطوير آليات الرقابة األولية من خالل تمكينهم من قاعدة بيانات عريضة.
تهرب ضريبي أو تصريح مغلوط عند تجاوز سقف معين. خ .فرض عقوبات سالبة للحرية لكل ّ
.3أهمية إشاعة مناخ من االستقرار التشريعي الجبائي والتجاري وإقرار خط توجيهي واضح املعالم.
.4إقرار التشاريع الخاصة بذلك من خالل منع القيام بأعمال ذات صلة بوظيفته األصلية ألعوان
الجباية قبل خمس سنوات على األقل من تركها.
سن التشريعات في اتجاه تعميم الضرائب واألداءات لتشمل الثروة إضافة لالستهالك .5ضرورة ّ
واملداخيل وتفعيل دور املواطنين من أجراء وغيرهم في منظومة الرقابة وتقييم االمتيازات الجبائية
املمنوحة دوريا.
.2مزيد إحكام متابعة ومراقبة عمليات إرجاع محاصيل الصادرات التونسية إلى الخارج واملقابل املالي
للخدمات املسداة من قبل ّ
مؤسسات تونسية في الخارج.
.3مراقبة خالص عمليات التوريد املنجزة من قبل املؤسسات التونسية ،لتفادي تسديد األثمان
بطريقة غير قانونية.
.4اعتماد دليل إجراءات موحد بين مختلف مكاتب الديوانة عند إتمام عمليات التوريد يأخذ بعين
االعتبار النظام الديواني املوجهة إليه البضاعة ،وخاصة عند الوضع لالستهالك بالسوق املحلية.
.5تحديد اآلجال القصوى ) (Quandوصالحيات أعوان الديوانة ) )Qui fait quoiلكل مرحلة من
إجراءت التوريد ،لتفادي االبتزاز واالرتشاء.
ّ
التحري املنجزة .6مزيد إحكام مراقبة املؤسسات املصدرة كليا ،باعتبار أنه ثبت من خالل أعمال
بالهيئة ّأن تلك املؤسسات استغلت املعاملة التفاضلية وخاصة توجيه تصاريحها نحو الرواق
األخضر للقيام بعمليات تهريب ،كما ثبت أن بعض املهربين استغلوا الرموز الديوانية لتلك
املؤسسات دون علمها للتفص ي من تدابير املراقبة
ّ
التشدد مع املتدخلين في مجال الديوانة ،وذلك من خالل: .7
ّ
املستمرة لدفاتر الوسطاء لدى الديوانة ملنعهم من تمكين الغير من تسجيل تصاريح أ .املراقبة
مشبوهة.
ب .مزيد التشدد في منح شارات الدخول لألشخاص التابعين للوسطاء لدى الديوانة ،وال ّ
تثبت من
وجود عقود عمل وتسجيل بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي لتفادي الدخالء والسماسرة.
ت .منع أي شخص ال يحمل ترخيصا من الدخول إلى املصالح الديوانية وإتمام إجراءات في حق
الغير ،سواء كان هذا الغير مالك البضاعة أو وسيطا لدى الديوانة.
.8مراجعة شاملة للتشريع الديواني وخاصة مجلة الديوانة ،من خالل تحديد املبادئ والقواعد املنظمة
ّ
والحد من الفصول التي تمنح سلطة تقديرية مطلقة لإلدارة تجيزها مخالفة القانون للعمل الديواني
وخرق الدستور ،وعلى سبيل املثال:
أ .الفصل 6الذي يجيز للسلطة الترتيبية مخالفة القانون وذلك بتوقيف العمل باملعاليم
الديوانية أو التخفيض فيها أو إعادة العمل بها أو الترفيع فيها ،في حين أن الفصل 65من
الدستور ينص على أن "ضبط قاعدة األداءات واملساهمات ونسبها وإجراءات االستخالص"
من اختصاص املشرع دون سواه.
ب .الفصل 14الذي يمنح إلدارة الديوانة إمكانية عدم إرجاع املعاليم واألداءات إلى ّ
املورد ،رغم
ثبوت الخطأ في جانب اإلدارة واستخالصها دون وجه حق.
ت .الفصل 46الذي يخول للمدير العام للديوانة مخالفة اإلجراءات القانونية للعمليات الديوانية.
ث .الفصل 90الذي يجيز لوزير املالية مخالفة القواعد القانونية التي حددها املشرع بخصوص
دخول البضائع إلى فضاءات األنشطة اللوجستية.
.9تفعيل لجنة املصالحة واالختبار الديواني املنصوص عليها بمجلة الديوانة (الصادرة بموجب
القانون عدد 34لسنة 2008املؤرخ في 2008/06/02والتي دخلت حيز النفاذ بداية من غرة جانفي
حد اليوم ،ذلك أن اختصاصها يتعلق بفض النزاعات بين اإلدارة )2009والتي لم ترى النور إلى ّ
واملتعاملين معها في خصوص بيانات التصريح املتعلقة بنوع البضائع أو بمنشئها أو بقيمتها ،وذلك
أل ّن إدارة الديوانة غير مستعدة للتنازل عن صالحياتها في اتخاذ قرارات واجبة التنفيذ من قبل
التي تضمن الحياد من خالل تركيبتها (قاض املصرح ،وحرمانه من حقه في التقاض ي أمام اللجنة ّّ
عدلي ،مستشار من املحكمة اإلدارية ومساعدين من أهل االختصاص) وإجراءاتها (معاملة اإلدارة
ّ
واملصرح على قدم املساواة).