You are on page 1of 194

‫وزارة التعميم العالي و البحث العممي‬

‫جامعة العربي بن مهيدي‪ -‬أم البواقي‪-‬‬


‫كمية العموم االقتصادية والعموم التجارية وعموم التسيير‬
‫قسم‪ :‬عموم التسيير‬

‫الموضوع‪:‬‬

‫مذكرة مكممة ضمن متطمبات نيل شهادة ماستير في عموم التسيير تخصص مالية‪LMD‬‬

‫من إعداد الطـلبت(ة)‪:‬‬


‫إشراف األستاذ‪:‬‬
‫قريش عمار‬
‫عليمت حساني‬

‫السنت الجامعيت‪2102-2102:‬‬
‫شكر و عرف ان‬
‫ق ال تعالى ‪ ':‬و إن تأذن ربكم لئن شكرتم ألزيدنكم و لئن كفرتم أن عذابي شديد'‬

‫بادئة ذي بدئ الشكر الجزيل و الحمد الكثير لو عز و جل أن أليمنا‬

‫صبرا عنده و توفيق ا إلتمام ىذا العمل‬

‫و خالص الشكر لمن كان لنا خير عون األستاذ الكريم‬

‫قريش عمار جزاه اهلل ألف خير‬

‫كما ال يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل لمن ساعدني من قريب‬

‫أو بعيد و لو بالكلمة الطيبة ألجل إتمام ىذه المذكرة‬


‫إهداء‬
‫أهدي ثمرة جهدي هذا إلى نور الق لوب وسيد الوجود سيدنا محمد صلى اهلل عليه و سلم‪.‬‬
‫إلى التي سهرت سنوات طوال و ذاقت ألجلي الحلو و المر‬
‫إليك أمي الحبيبة ‪.‬‬
‫إلى أعظم أب أعتز به في حياتي‪ ،‬إلى من كان دائما سندا لي في كل عمل أقوم به‪ ،‬مع كل الحب‬
‫و التقدير إليك أبي الغالي‪.‬‬
‫إلى رفيق دربي وشريك عمري إلى زوجي الحبيب توفيق‪ ،‬والي ابنتي الغالية وف لذة كبدي‬
‫الكتكوتة مالك‬
‫إلى إخوتي‬
‫كميلية ‪،‬سفيان ‪،‬وليد‬
‫إلى كل العائلة‪.‬‬
‫إلى من ساعدني في هذا العمل األستاذ قريش عمار '‬
‫إلى كل من عرف عليمة‬
‫الفهرس‬
‫قائمة الجداول‬
‫قائمة األشكال‬
‫المقدمة العامة‬
‫الفصل األول ‪ :‬عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫مقدمة الفصل‪20....................................................................................:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪20............................................‬‬
‫المطمب األول ‪ A‬معايير تعريف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪20....................................‬‬
‫المطمب الثاني‪ A‬تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪23..............................................‬‬
‫المبحث الثـــاني‪ :‬أنواع وخصائص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪26...................................‬‬
‫المطمب األول‪ A‬أنواع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪26...............................................‬‬
‫المطمب الثاني‪ A‬خصائص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪63...........................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬دور المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في التنمية االقتصادية‪65.......................‬‬
‫المطمب األول ‪ A‬وضعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر خالل الفترة(‪-0223‬‬
‫‪65...........................................................................................)0266‬‬
‫المطمب الثاني ‪ A‬مساهمة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في االقتصاد الوطني‪02.....................‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬المشاكل التي تواجهها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪02...............................‬‬
‫المطمب األول‪ A‬المشاكل التي تواجهها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪02...............................‬‬
‫المطمب الثاني‪ A‬كيفية مواجهة العراقيل وعوامل نجاح وانتشار المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪05........................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬اشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫مقدمة الفصل‪16.....................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول التمويل‪10............................................................‬‬
‫المطمب األول‪ A‬تعريف التمويل وأهميته‪10.............................................................‬‬

‫المطمب الثاني ‪ A‬طرق التمويل و وظائفه ‪;:..........................................................‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع التمويل والعوامل المحددة له‪14..................................................‬‬

‫المطمب األول‪ A‬أنواع التمويل‪14......................................................................‬‬

‫المطمب الثاني ‪ A‬العوامل المحددة ألنواع التمويل‪;@....................................................‬‬

‫المبحث الثالث ‪ A‬مخاطر التمويل و إجراءات تفاديها ‪<;...............................................‬‬


‫المطمب األول ‪ A‬مخاطر التمويل ‪<;.................................................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ A‬إجراءات تفادي مخاطر التمويل‪<<....................................................‬‬


‫المبحث الرابع‪ :‬مصادر التمويل التقميدية المتاحة أمام المؤسسات الصغيرة و‬
‫المتوسطة‪<?.........................................................................................‬‬

‫المطمب األول ‪ A‬المصادر التقميدية لتمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪<?..........................‬‬

‫المطمب الثاني‪ A‬العوامل المحددة الختيار مصادر التمويل وعوامل إيجاد بدائل‬
‫تمويمية‪>?...........................................................................................‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫مقدمة الفصل‪?8.....................................................................................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬التمويل ألتأجيري ‪50.................................................................‬‬

‫المطمب األول ‪ A‬ماهية التمويل ألتأجيري و أنواعه‪?:..................................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ A‬مزايا وعيوب التموي ــل ألتأجيري‪?:.....................................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬التمويل عن طريق تحويل عقد الفاتورة ‪?@................................Factoring‬‬

‫المطمب األول ‪ A‬ماهية الفاكتورينغ و أنواعه‪@9........................................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ A‬خدمات وتكمفة الفاكتورينغ‪60..........................................................‬‬

‫المبحث الثالث ‪ A‬نظام حاضنات األعمال ‪63.........................................................‬‬

‫المطمب األول ‪ A‬ماهية حاضنات األعمال ‪65.........................................................‬‬

‫المطمب الثاني ‪ A‬أنواع و دور حاضنات األعمال‪89...................................................‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬التمويل عن طريق رأس المال المخاطر‪201..........................................‬‬

‫المطمب األول ‪ A‬ماهية رأس المال المخاطر و أهميته ‪881............................................‬‬

‫المطمب الثاني ‪ A‬مزايا وعيوب رأس المال المخاطر ‪662...............................................‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬نصيب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬

‫مقدمة الفصل ‪606..................................................................................‬‬


‫المبحث األول ‪ :‬الهيئات الحكومية و المؤسسات المتخصصة في دعم المؤسسات‬
‫الصغيرة و المتوسطة ‪899...........................................................................‬‬
‫المطمب األول ‪ A‬الهيئات الحكومية لدعم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‪899...............‬‬
‫المطمب الثاني ‪ A‬برامج تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر ‪8:1........................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬التمويل ألتأجيري في الجزائر ‪8;9...................................................‬‬
‫المطمب األول ‪ A‬تجارب بعض الدول في اعتمادها عمى التمويل ألتأجيري‪8;9..........................‬‬
‫المطمب الثاني ‪ A‬دور التمويل ألتأجيري في الجزائر‪8;;................................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة عن‬
‫طريق رأس المال المخاطر في الجزائر‪8;?...........................................................‬‬
‫المطمب األول ‪ A‬تجارب بعض البمدان الرائدة في مجال تمويل المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة عن طريق رأس المال المخاطر‪8;?.......................................................‬‬
‫المطمب الثاني ‪ A‬دراسة حالة لشركة رأس مال المخاطر ‪ SOFINANCE‬الجزائر‪8<8..................‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬دور حاضنات األعمال في تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في‬
‫الجزائر‪8<<.........................................................................................‬‬
‫المطمب األول‪ A‬بعض التجارب العالمية الرائدة في إقامة حاضنات األعمال‪8<<.........................‬‬
‫المطمب الثاني‪ A‬واقع حاضنات األعمال في الجزائر وسبل تفعيمها‪8=8..................................‬‬
‫الخاتمة العامة‪.‬‬
‫الممخص‪.‬‬
‫المصطمحات األساسية ‪.‬‬
‫‪ / I‬قائمــــــة الجــــــداول‬

‫رقــــــم‬
‫الصفحة‬ ‫عنــــــــــــوان الجـــــــــــدول‬
‫الجــــدول‬
‫‪08‬‬ ‫تقسيم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة حسب معيار عدد العمال واإليراد السنوي‬ ‫‪10‬‬
‫‪12‬‬ ‫تعريف المشرع الجزائري لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫‪10‬‬
‫‪09‬‬ ‫تطور تعدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر لمفترة(‪)3122-2006‬‬
‫‪10‬‬
‫‪22‬‬ ‫تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب قطاع النشاط لمفترة(‪-3112‬‬
‫‪10‬‬
‫‪)3122‬‬

‫‪24‬‬ ‫توزيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب الجهات لمفترة(‪-3112‬‬


‫‪)3122‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪26‬‬ ‫تطور الناتج الداخمي الخام خارج المحروقات حسب الطابع القانوني‬
‫خالل الفترة ‪ 2005-2001‬م‬ ‫‪10‬‬

‫‪28‬‬ ‫يبين تطور القيمة المضافة حسب طبيعة النشاطات خالل الفـترة‬

‫‪1002-1002‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪30‬‬ ‫تطور يبين الشغل خالل الفترة ‪2007-2006‬‬


‫‪10‬‬

‫‪31‬‬ ‫توزيع المستوردين حسب الطابع القانوني لمسداسي األول ‪2007‬‬


‫‪10‬‬

‫‪32‬‬ ‫يـبـين الـواردات الجـزائـرية بـين الســداســي األول ‪ 1002‬والسـداسـي األول‬


‫‪01‬‬
‫‪1002‬‬
‫‪33‬‬ ‫يبين أهم المنتجات المصدرة خارج قطاع المحروقات خالل السداسيين األولين‬
‫‪ 2006‬و ‪.2007‬‬ ‫‪00‬‬
‫‪34‬‬ ‫يبين التوجه العام لممؤشرات خالل السداسيين األوليين ‪ 2006‬و‪2007‬‬
‫‪00‬‬

‫‪123‬‬ ‫التطور السنوي لحجم المشاريع المصرح بها لدى‪APSI :‬‬


‫‪00‬‬

‫‪124‬‬ ‫توزيع مشاريع االستثمار المصرح بها حسب قطاع النشاط مجتمعة لعام ‪2011‬‬
‫‪00‬‬

‫‪125‬‬ ‫الجدول رقم(‪ -)14‬توزيع مشاريع االستثمار المصرح بها حسب قطاع النشاط‬
‫مجتمعة لعام ‪2011‬‬ ‫‪00‬‬

‫‪126‬‬ ‫توزيع مشاريع االستثمار المصرح بها حسب الجهات(‪-)2011-12-31‬‬


‫‪00‬‬

‫‪129‬‬ ‫يوضح وضعية الممفات المعالجة حسب المشاريع منذ ‪ 2004‬إلى غاية نهاية‬
‫‪.2011‬‬
‫‪00‬‬

‫‪149‬‬ ‫مقارنة بين المشروعات الممولة برأسمال المخاطر والمشروعات الممولة ذاتيا في‬
‫أمريكا‪:‬‬
‫‪00‬‬

‫‪150‬‬ ‫مقارنة بين المشروعات الممولة برأسمال المخاطر والممولة ذاتيا في فرنسا‬
‫‪00‬‬

‫‪153‬‬ ‫تقييم نشاط وخدمات شركة ‪SOFINANCE‬‬


‫‪01‬‬
‫‪ /II‬قائمــــــــــــة األشكــــــــــال‬

‫الصفحة‬ ‫عنـــــــــوان الشكـــــــل‬ ‫رقـــــــــم الشكـــــل‬


‫‪00‬‬ ‫أنواع وأشكال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫‪10‬‬

‫‪01‬‬ ‫تطور نسب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لمفترة(‪)3122-3112‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪00‬‬ ‫الشكل البياني رقم(‪ -)14‬تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة‬ ‫‪10‬‬
‫حسب قطاع النشاط لمفترة(‪-)3112-3112‬‬

‫‪52‬‬ ‫توزيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب الجهات لسنة‬ ‫‪40‬‬

‫‪.3122‬‬

‫‪77‬‬ ‫‪42‬‬
‫أشكال التمويل بالمشاركة‬

‫‪52‬‬ ‫‪40‬‬
‫مخطط يوضح كيفية تطبيق عقد الفاتورة‬

‫‪55‬‬ ‫‪47‬‬
‫مراحل تطور الحاضنات‬

‫‪747‬‬ ‫‪40‬‬
‫العالقة بين الحاضنة التكنولوجية ومراكز البحوث‪/‬الجامعة والصناعة‬

‫‪740‬‬ ‫‪45‬‬
‫أهمية حاضنات األعمال‬

‫‪771‬‬ ‫‪74‬‬
‫مبدأ وأساس شركات رأس المال المخاطر‬
‫‪705‬‬ ‫يبين التعامالت عن طريق القرض اإليجاري في ‪ 1992‬عمى المستوى‬ ‫‪77‬‬

‫العالمي‪.‬‬
‫المقدمة العامة‬

‫‪-1‬المقدمة‬

‫تعتبر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من روافد التنمية االقتصادية و ذلك لمساىمتيا الفعالة في‬
‫تخفيض معدالت البطالة كما أنيا دعامة لتطوير القطاعات األخرى فيي تتمتع بمرونة كبيرة تسمح ليا‬
‫بالتكيف مع أي تغيير جديد في محيطيا العام ‪ ،‬كل ىذا يحتم عمى الحكومات تمويل ىذه الشريحة اليامة‬
‫من المؤسسات تمويال فعاال يضمن ليا البقاء و التوسع عمى اعتبار أن التمويل المنتظم يؤدي إلى‬
‫توازن المؤسسة و استقرارىا ‪ ،‬الشيء الذي يرفع من أدائيا و قدراتيا التنافسية ‪ ،‬ليذا حاولت العديد من‬
‫الدول أن توفر المناخ المالئم إلنشاء و توسيع مؤسساتيا الصغيرة و المتوسطة ال سيما من ناحية التمويل‬
‫‪ ،‬و عمى الرغم من ذلك تبقى ىذه المؤسسات تعاني من مشاكل و قيود في التمويل بسبب شروط و‬
‫مبادئ التمويل التقميدي و ذلك لقمة الضمانات التي يجب أن تقدم لمبنوك من جية و عدم قدرتيا عمى‬
‫الدخول األسواق المالية لقمة مواردىا من جية أخرى و ىنا تبرز المصادر الحديثة كأحد الوسائل الفعالة‬
‫في تمويل ىذه المؤسسات كبديل مستحدث لمتمويل التقميدي الذي يركز‬
‫اىتماماتو عمى الضمانات دون دراسة الجدوى و من ىنا تبرز اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫‪-2‬اإلشكالية‬

‫ما مدى فعالية المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ؟‬

‫و لموصول إلى اإلجابة عمى ىذه اإلشكالية قمنا بطرح األسئمة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪-‬التساؤالت الفرعية‬

‫‪-1‬ما ىي المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ؟‬

‫‪-2‬ما ىي االحتياجات التمويمية لممؤسسات الصغيرة و المتوسطة في مختمف مراحل حياتيا ‪ ،‬و ما مدى‬
‫مالئمة مصادر التمويل المتاحة لتمبيتيا ؟ ‪،‬‬

‫‪-3‬ما ىي قيود التمويل عن طريق المصادر التقميدية التي تعاني منيا ىذه المؤسسات ؟‬

‫‌أ‬
‫المقدمة العامة‬

‫‪-4‬ما ىي أىم الصيغ التمويمية الحديثة المعتمدة في ترقية تمويل ىذه المؤسسات الصغيرة و المتوسطة؟‬

‫‪-5‬كيف تبرز فعالية ىذه المصادر الحديثة إذا ما قورنت بالمصادر التقميدية ؟‬

‫في ضوء اإلشكالية الرئيسية و من أجل اإلجابة عمى التساؤالت الفرعية تم صياغة الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪-3‬الفرضيات‬

‫‪-‬المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ركيزة أساسية لالقتصاد الوطني ليا دور في تحقيق التنمية االقتصادية‬

‫‪-‬تعاني المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مشاكل تمويمية تتمثل في نقص مصادر التمويل الطويمة و‬
‫المتوسطة األجل خاصة عند تطوير و توسيع نشاطيا‬
‫‪ -‬ال تساىم صيغ و أساليب التمويل التي تعرضيا البنوك مساىمة فعالة في تنمية المؤسسات‬
‫‪ -‬ضرورة مراعاة احتياجات المؤسسة الصغيرة و المتوسطة من خالل تطوير صيغ و أساليب التمويل‬
‫‪-‬تبرز فعالية المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بالتخمص من قيود التمويل‬
‫بالمصادر التقميدية ‪.‬‬
‫‪-4‬أهمية الموضوع‬
‫و نظ ار ألىمية التمويل في المؤسسة الصغيرة و المتوسطة و كونو يندرج ضمن تخصصنا ىو ما حفزنا‬
‫عمى االىتمام بو و اختياره ليكون موضوع بحثنا‪ ،‬فدراستنا تيدف إلى فيم ىذه التقنية التمويمية و محاولة‬
‫توضيحيا أكثر خاصة مع ظيور عدة مصادر حديثة نسبيا و غير معروفة لدى أغمبية المتعاممين‬
‫االقتصاديين‪ ،‬و محاولة إبراز فعاليتيا ‪.‬‬
‫‪-5‬الهدف من الدراسة‬
‫نيدف من خالل ىذه الدراسة إلى إلقاء الضوء عمى المشاكل و العراقيل التي تعاني منيا المؤسسات‬
‫الصغيرة و المتوسطة في مجال التمويل بالمصادر التقميدية و ضرورة وجود و استعمال مصادر أخرى من‬
‫اجل النيوض و الرقي بيذه المؤسسات التي تعتبر من عوامل و ركائز التنمية االقتصادية و لذلك و بناءا‬
‫عمى ما تقدم أردنا أن يكون ىذا البحث محاولة لبموغ األىداف التالية ‪:‬‬
‫‌ب‬
‫المقدمة العامة‬

‫‪-‬الوقوف عمى صعوبات و مشاكل تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪،‬‬


‫‪-‬المساىمة في إبراز البدائل التمويمية المتاحة لممؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪،‬‬
‫‪-‬محاولة إيجاد حل إلشكالية تمويل ىذه المؤسسات من خالل اقتراح أساليب تمويمية حديثة و إبراز فعاليتيا‬
‫من خالل مقارنتيا باألساليب التمويمية القديمة ‪.‬‬
‫‪-7‬المنهج المستخدم‬
‫من أجل تغطية بحثنا ىذا اعتمدنا عمى المنيج الوصفي قصد استيعاب و فيم معالم الموضوع من أجل‬
‫إعطاء فكرة شاممة عن المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من خالل عرض مفيوميا و خصائصيا و أىميتيا‬
‫و المشاكل التي تعاني منيا باالظافة إلى إبراز فعالية الطرق الحديثة في التمويل كحل بديل لمطرق التقميدية‬
‫‪.‬‬
‫‪ -8‬الدراسات السابقة‬
‫و في حدود عمم الباحثة تم تناول فعالية المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في‬
‫البحوث التالية‪:‬‬
‫‪-‬طمحي سماح ‪ :‬قرض اإليجار و إشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة –مذكرة ماجيستر في‬
‫عموم التسيير – تخصص مناجمنت المؤسسة ‪.‬‬
‫‪-‬برايس نورة ‪ ،‬المشروعات الصغيرة و المتوسطة و إشكالية تمويميا –مذكرة ماجيستر ‪،‬كمية العموم‬
‫االقتصادية و التسيير‪-‬‬
‫‪-‬يوسف قريشي ‪ ،‬سياسة تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة –أطروحة دكتورة‪-‬تخصص تسيير ‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪.‬‬
‫‪ -9‬هيكل البحث وتقسيماته‬
‫من أجل معالجة موضوع البحث واإلجابة عن التساؤالت المطروحة ومحاولة إثبات أو نفي‬
‫الفرضيات الموضوعة تم تقسيم البحث إلى ثالثة فصول ‪:‬‬
‫الفصل األول يتمثل في عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تناولنا ىذا الفصل في‬
‫أربعة مباحث تتمثل في ‪ :‬مفيوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪،‬وأنواع وخصائص المؤسسات الصغيرة‬
‫‌ج‬
‫المقدمة العامة‬

‫والمتوسطة‪ ،‬أما المبحث الثالث يتمثل في دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫وفي المبحث الرابع تم التعرف عمى المشاكل التي تواجييا ىذه المؤسسات‪ ،‬كما تم التطرق في الفصل‬
‫الثاني إلى إشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في أربعة مباحث ‪ :‬المبحث األول حول ماىية‬
‫التمويل‪ ،‬أما المبحث الثاني تمثل في أنواع التمويل والعوامل المحددة ليا ‪ ،‬المبحث الثالث كان حول‬
‫مخاطر التمويل واجراءات تفادييا وأخي ار المبحث الرابع تناولنا مصادر التمويل التقميدية المتاحة أمام‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسط‪ ،‬أما الفصل الثالث تم التطرق فيو إلى المصادر الحديثة في تمويل‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪،‬والمتمثمة في التمويل ألتأجيري ‪،‬وتحويل عقد الفاتورة والتمويل عن طريق‬
‫تقنية رأس المال المخطر وكذلك التمويل عن طريق حاضنات األعمال وفي الفصل ال اربع واألخير تم‬
‫التعرف عمى نصيب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‪ ،‬وذلك‬
‫إلبراز و التأكيد عمى فعالية ىذه المصادر التمويمية الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪.‬‬

‫‌د‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫تمييد‬

‫تعد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة النواة األساسية لبناء اقتصاد أي بمد‪،‬لذلك اىتم االقتصاديون‬

‫بدراستيا والبحث في خصائصيا وأساليب تطويرىا‪،‬مما جعميا تحتل مكانة ىامة لدى صانعي الق اررات و‬

‫أصحاب المشاريع‪،‬حيث يكمن دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪،‬خاصة في محاربة البطالة من خالل‬

‫خمق مناصب شغل‪،‬وتحقيق النمو ودفع عجمة التنمية االقتصادية وىذا لما ليا من مردودية ىامة عمى‬

‫االقتصاد الوطني ‪.‬‬

‫بناءا عمى ىذا سنتطرق في ىذا الفصل إلى مفيوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وأنواع و‬

‫خصائصيا‪،‬ودورىا في التنمية االقتصادية و مدى مساىمتيا في االقتصاد الوطني ‪،‬و أيضا ما يواجييا‬

‫من مشاكل ومعوقات ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفيوم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫إن أحد أهم الجوانب التً ال زالت تشكل جدال بٌن الباحثٌن فً مجال المؤسسات الصغٌرة‬
‫والمتوسطة تلك المتعلقة بصٌاغة مفهوم شامل وموحد لها‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬معايير تعريف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫أوال ‪ :‬صعوبات تحديد تعريف موحد‬

‫ٌمكن إرجاع صعوبات تحدٌد تعرٌف موحد للمؤسسات الصغٌرة و المتوسطة إلى عاملٌن أساسٌٌن‬
‫هما ‪:‬‬
‫أ‪ -‬عوامل اقتصادية ‪ :‬وتشمل‬

‫* اختالف مستويات النمو‪ :‬إن تفاوت درجة النمو و التً تعكس تفاوت مستوٌات التكنولوجٌا‬
‫وأهمٌة الهٌاكل االقتصادٌة فً كل دولة تترجم اختالف النظرة للمؤسسات الصغٌرة و المتوسطة‪ ،‬حٌث‬
‫أن المؤسسة الصغٌرة فً أي بلد صناعً متطور تعتبر كبٌرة فً بلد نامً‪ ،‬إضافة إلى تباٌن شروط‬
‫النمو االقتصادي و االجتماعً عبر الزمن فالمؤسسة الكبٌرة الٌوم قد تصبح صغٌرة فً فترة أخرى‪.‬‬
‫* اختالف طبيعة النشاط االقتصادي‪ :‬حٌث تختلف المؤسسات الصغٌرة و المتوسطة حسب‬
‫اختالف القطاعات االقتصادٌة ( صناعٌة‪ ،‬تجارٌة‪ ،‬زراعٌة‪ ،‬خدمٌة ) وذلك الختالف الحاجة إلى العمالة‬
‫ورأس المال …الخ‪ ،‬فالمؤسسات الصناعٌة عادة ما تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة وٌد عاملة كثٌفة‬
‫إضافة إلى هٌكل تنظٌمً أكثر تعقٌدا وهً أمر ال تطرح بنفس الحدة فً المؤسسات التجارٌة أو‬
‫الخدماتٌة‪.‬‬
‫* اختالف فروع النشاط االقتصادي‪ :‬إن تفرٌع قطاع اقتصادي معٌن كالقطاع الصناعً إلى‬
‫صناعة استخراجٌة وأخرى تحوٌلٌة‪ ،‬والقطاع التجاري إلى تجارة بالجملة وأخرى بالتجزئة كفٌل بظهور‬
‫اختالفات بٌن المشروعات من حٌث عدد عمالها وحجم استثماراتها‪ ،‬إذ أن المؤسسة الصغٌرة أو‬
‫المتوسطة فً مجال الصناعات التعدٌنٌة قد تعتبر كبٌرة فً مجال الصناعات الغذائٌة أو التجارٌة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعدد معايير التعريف أو التصنيف‬

‫ٌعتبر تعدد هذه المعاٌٌر بٌن الدول من أهم النقاط التً تزٌد من إشكالٌة إٌجاد تعرٌف موحد‬
‫للمؤسسات الصغٌرة والمتوسطة‪ ،‬إذ قد وصل عددها فً بعض الدول إلى ‪ 28‬معٌارا كما هو الحال فً‬
‫بلجٌكا‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫حركات السعيد ‪ ،‬برامج تأىيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر ‪ ،‬الممتقى الوطني الثاني ‪ ،‬جامعة العربي بن‬
‫مييدي ‪ ،‬أم البواقي يومي ‪ 14-13‬نوفمبر ‪2012‬‬
‫‪3‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫ثــانيـا‪ :‬معايير تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫عادة ما تقســم إلى‪:‬‬

‫أ‪ .‬معايير كمية‪ :‬أىميا‪:‬‬

‫‪ .1‬معيار حجم العمالة‪ :‬اختمف ىذا المعيار في الوقت الحالي عن الفترة الماضية وذلك بعدما‬
‫تمكنت الصناعات الصغيرة من الدخول في العصر واستخدم التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬حيث يتضاءل فييا‬
‫حجم العمالة بالمقارنة بالصناعات التي تستخدم ىذه التكنولوجية ويتراوح ىذا العدد بين ‪ 01‬عمال و‪011‬‬
‫عامل في معظم الدول النامية‪ ،‬بينما يختمف في الدول المتقدمة صناعيا إذ يتراوح بين ‪ 011‬و‪511‬‬
‫عامل‪.‬‬

‫‪ .2‬معيار رأس المال المستثمر‪ :‬أنصار ىذا المعيار يرون أن رأس المال المستثمر بالمنشأة قد‬
‫يكون ىو العامل األكثر فعالية‪ ،‬وبصفتو المعيار السميم لمتمييز والتفرقة بين األحجام المختمفة لممنشأة إال‬
‫أن ثمة صعوبة تثار بصدد استخدام ىذا المعيار ‪،‬وتتعمق ىذه الصعوبة بضرورة تحديد المقصود من رأس‬
‫المال الثابت فقط‪ ،‬ويعبر رأس المال الثابت عن قيمة األرض والمباني واآلالت والمعدات وغيرىا من‬
‫التجييزات اإلنتاجي ة المختمفة الالزمة لممشروع والتي تعكس حجم الطاقة اإلنتاجية لممشروع‪ ،‬أما رأس‬
‫المال العامل المتغير فيو يمثل المواد المتغيرة لممشروع من المخزون السمعي لممواد األولية‪ ،‬الخامات‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫الوقود‪ ،‬وما يمزم لدفع أجور العمال‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ .3‬معيار العمالة و رأس المال‪ :‬أو ما يسمى بالمعيار الثنائي أو المزدوج ‪،‬وذلك يوضع حد‬
‫أقصى لمعمالة بجانب مبمغ معين لالستثمارات الرأسمالية في المشروعات الصغيرة ‪،‬ويعتبر ىذا المعيار‬
‫من أكثر المعايير استخداما في قياس المشروعات في المنشئات الصناعية التي ال يزيد عدد عماليا عن‬
‫‪ 011‬عامل ‪،‬وال يزيد حجم رأس ماليا الثابت عن مميون و أربعة مئة ألف بعد استبعاد األرض والمباني‪،‬‬
‫وبالمقارنة يعتبر المشروع صغي ار في اليابان إذ قام بتوظيف ‪ 311‬عامل ما ال يقل ورأس مال مستثمر‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬فتحي السيد عبده أبو سيد أحمد‪ ،‬الصناعات الصغيرة ودورىا في التنمية الفالحية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬جامعة عمر المختار‪،‬‬
‫الجماىيرية الميبية‪ ،2005 ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪4‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫قدره ‪ 28511‬ألف دوالر‪ ،‬بينما يعتبر المشروع صغي ار في الواليات المتحدة األمريكية إذ قام بتوظيف ما ال‬
‫‪1‬‬
‫يقل عن ‪ 511‬عامل‪.‬‬

‫ب‪ .‬المعايير النوعية‪ :‬إن استعمال المعايير الكمية وحدىا لتحديد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة غير‬
‫كاف بصورة دقيقة لذا نحتاج إلى مجموعة من المعايير المكممة وىي المعايير النوعية المتمثمة في‪:‬‬

‫‪ .1‬معيار الممكية "قانوني"‪ :‬يعرف الشكل القانوني لممؤسسة الصغيرة والمتوسطة بأنو اليوية‬
‫الرسمية التي تمنحيا الدولة عند تكوينيا ‪،‬فيي التي تحدد الواجبات وحقوق المؤسسة وكذلك تنظم العالقات‬
‫مع كافة األطراف التي تتعامل معو ‪،‬أي ممكية ىذا النوع من المؤسسات يعود أغمبيا إلى القطاع الخاص‬
‫في شكل مشروعات فردية أو جماعية "عائمية" وفي ىذا المعيار يعتبر المالك ىو الذي يقوم باتخاذ القرار‪.‬‬

‫‪ .2‬معيار االستقاللية "المسؤولية"‪ :‬تعود معظم الق اررات المتخذة داخل المؤسسة لممالك فيو‬
‫يجمع بين عدة وظائف في آن واحد ‪،‬وبالتالي لو تأثير عمى التنظيم والييكمة وأسموب اإلدارة ‪،‬كما يقوم‬
‫بتحديد مخاطر متعمقة باألزمة المالية‪ ،‬ويشرف عمى العديد من الوظائف كالتمويل والتسويق واإلنتاج‬
‫‪2‬‬
‫ويجب التعامل مع الصفقات بخبرة عالية‪.‬‬

‫‪.3‬طبيعة الصناعة‪ :‬وكما تسمى أيضا بمعايير طبعية وسائل اإلنتاج ‪،‬حيث تتوقف حجم‬
‫المؤسسة عمى أساس وسائل اإلنتاج المستعممة‪ ،‬فنجد ىناك من المؤسسات التي تحتاج وحدات كبيرة من‬
‫العمل ووحدات صغيرة من رأس المال إلنتاج سمعتيا‪ ،‬عمى سبيل المثال السمع االستيالكية تحتاج رأس‬
‫مال بوحدات صغيرة بينما العمل بوحدات كبيرة ‪،‬وىناك من الصناعات تحتاج إلى وحدات قميمة من العمل‬
‫ووحدات نسبية من رأس المال مثل الصناعات اليندسية المعدنية‪.‬‬

‫‪ .4‬إدارة التنظيم‪ :‬حسب ىذا المعيار نجد أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ليا ما يميزىا عن‬
‫المؤسسات كبيرة الحجم من حيث مستوى تنظيم المؤسسة‪ ،‬وكيفية إدارتيا من حيث التنظيم الداخمي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬اقتصاديات تمويل المشروعات الصغيرة‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪ ،2009‬ص‬
‫‪.22‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بمحمدي سيد عمي ‪،‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كأداة لمتنمية االقتصادية في ظل العولمة حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير في عموم التسيير فرع إدارة األعمال‪ ،‬جامعة البميدة‪ ،2006 ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪5‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫لممؤسسة‪ ،‬أل نو غالبا ما ينقصو األصول العممية لتنظيم عممياتيا من حيث اإلدارة‪ ،‬فإن المؤسسات‬
‫‪1‬‬
‫الصغيرة والمتوسطة عادة ما تدار بواسطة صاحب المؤسسة والذي ال ينطبق عميو صفة المتخصص‪.‬‬

‫‪ .5‬مستوى التكنولوجيا المستخدمة‪ :‬تميل المنشأة الصغيرة والمتوسطة إلى استخدام التكنولوجيا‬
‫بمستوى منخفض أو استخدام آالت ومعدات قديمة لغرض تخفيض التكاليف‪ ،‬كما أن كونيا صغيرة يعني‬
‫أنيا تقوم بجزء من العممية اإلنتاجية أو التسويقية ‪،‬وعمى الرغم من جدارة ىذا المعيار فإن قياس مستوى‬
‫‪2‬‬
‫التكنولوجيا ليس سيال ويتطمب خبرات متخصصة في مجال تحديد درجة تقدميا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫نشير أنو تقريبا كل دولة من دول العالم تتفرد بتعريف خاص بيا بغض النظر عن التوصيات التي‬
‫تقدميا بعض المؤسسات والمنظمات الدولية ‪ ،‬فبعض الدول تقدم تعار يف ترتبط بدرجة نموىا االقتصادي‬
‫ودول أخرى تقدم تعارف قانونية ‪ ،‬كما ىو الشأن في الواليات المتحدة األمريكية أو اليابان والبعض األخر‬
‫يقدم تعار يف إدارية كما ىو الحال في ىولندا‪...‬الخ‬

‫‪ .1‬تعريف الواليات المتحدة األمريكية‬

‫أصدرت الواليات المتحدة األمريكية قانون األعمال لممؤسسة الصغيرة والمتوسطة في سنة ‪0953‬‬
‫وىو ما زال ساري إلى حد اآلن‪ ،‬حيث تعتبر المؤسسة الصغيرة والمتوسطة بأنيا تمك المؤسسة التي يتم‬
‫امتالكيا وادارتيا بطريقة مستقمة‪ ،‬ومن بين التعاريف لممؤسسة الصغيرة والمتوسطة في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية ىو التعريف الذي اعتمدتو اتحاد المصارف األمريكية ‪،‬يؤكد اإلتحاد عمى أن ىناك العشرات‬
‫ومئات اآلالف من المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تتوسط بين الشركات والمؤسسات الكبيرة وبين‬
‫المستيمكين ‪،‬وىي تؤلف الوحدات األكثر عددا في أي نظام اقتصادي قياس وغيرىا من أنواع ممكية‬
‫المنشآت ويضم مجتمع المشروعات الصغيرة المصانع والمزارع والتجارة بالتجزئة ومحالت الخدمات‬
‫‪3‬‬
‫والحرفيين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬كاسر النصر المنصور وشوقي ناجي‪ ،‬إدارة المشروعات الصغيرة‪ ،‬إدارة حامد لمنشر‪ ،‬عمان‪ -‬األردن‪ ،2000 ،‬ص‬
‫‪.43‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محمد وحيد بدوي‪ ،‬تنمية المشروعات الصغيرة الشباب الخارجين ومردوده االقتصادي واالجتماعي‪ ،2004 ،‬ص‬
‫‪.10‬‬
‫‪6‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2‬تعريف منظمة العمل الدولية‬

‫تعرف المؤسسات الصغيرة حسب المنظمة بأنيا المؤسسات التي يعمل بيا أقل من ‪ 01‬عمال‪ ،‬أما‬
‫المؤسسات المتوسطة فيي التي يعمل بيا ما بين ‪ 01‬إلى ‪ 99‬عامل‪ ،‬وما يزيد عن ‪ 99‬يعد صناعات‬
‫‪1‬‬
‫كبيرة‪.‬‬

‫‪ .3‬تعريف بريطانيا‪:‬‬

‫عرف قانون الشركات البريطاني الذي صدر عام ‪ 0985‬المشروع الصغير والمتوسط بأنو ذلك‬
‫المشروع الذي يستوفي شرطين أو أكثر من الشروط التالية‪:‬‬

‫حجم تداول سنوي ال يزيد عن ‪ 04‬مميون دوالر أمريكي؛‬


‫حجم رأس المال المستثمر ال يزيد عن ‪ 6556‬مميون دوالر أمريكي؛‬
‫‪2‬‬
‫عدد العمال والموظفين ال يزيد عن ‪ 251‬عامل‪.‬‬
‫‪ .4‬تعريف اإلتحاد األوروبي‪:‬‬

‫قام اإلتحاد األوروبي بإصدار تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة سنة ‪ 0996‬في توصيات‬
‫الموصوفة في تاريخ ‪، 0996/13/13‬المتعمقة بتعريف ىذه المؤسسات ويستخدم التعريف معيار عدد‬
‫‪3‬‬
‫العمال ‪ ،‬واإليراد السنوي أو إجمالي األصول ‪ ،‬باإلضافة إلى معيار االستقاللية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬روابح عبد الباقي والعابد لزىر‪ ،‬تصحيح اإلبداع في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (تجربة اإلتحاد الدولي)‪ ،‬ممتقى‬
‫دولي حول اإلبداع والتغيير التنظيمي في المنظمات الحديثة (دراسة وتحميل تجارب وطنية ودولية)‪ ،‬جامعة سعد دحمي‪،‬‬
‫البميدة‪ ،‬الجزائر‪ 14 ،‬ماي ‪.2001‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نبيل جواد‪ ،‬إدارة وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬لبنان‪ ،2007 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪7‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫الجدول رقم (‪ :)01‬التقسيم حسب معيار عدد العمال واإليراد السنوي‪.‬‬


‫ميزانية سنوية‬ ‫رقم األعمال‬ ‫عدد العمال‬ ‫المؤسسات‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أقل من ‪01‬‬ ‫المؤسسات المصغرة‬

‫ال تتجاوز ‪ 5‬ماليين‬ ‫ال تتجاوز ‪7‬ماليين آورو‬ ‫أقل من ‪51‬‬ ‫المؤسسات الصغيرة‬
‫آورو‬

‫ال تتجاوز ‪27‬‬ ‫ال تتجاوز ‪ 4‬مميون آورو‬ ‫من ‪ 51‬إلى ‪251‬‬ ‫المؤسسات المتوسطة‬
‫مميون آورو‬

‫المصدر‪ :‬عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪26‬‬

‫‪ .5‬تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪:‬‬

‫قد اعتمد المشروع الجزائري عمى الجمع بين معيار عدد العمال ومعيار رقم األعمال‪ ،‬أو الحصيمة‬
‫السنوية في تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وىي المعايير التي اعتمد عمييا أيضا اإلتحاد‬
‫األوروبي فقد عرفيا القانون التوجييي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كما يمي‪:‬‬

‫تعرف المؤسسة الصغيرة والمتوسطة ميما كانت طبيعتيا القانونية أنيا مؤسسة إنتاج السمع أو‬
‫الخدمات؛‬
‫تشغل من ‪ 0‬إلى ‪ 251‬عامال؛‬
‫ال يتجاوز رقم أعماليا السنوي ممياري دينار ‪ ،‬أو ال يتجاوز مجموع حصيمتيا السنوية ‪511‬‬
‫مميون دينار؛‬
‫‪1‬‬
‫يستوفي معايير االستقاللية‪.‬‬
‫ويمكن تخميص تعريف المشروع الجزائري ليذه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجدول التالي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ 77‬المتضمن القانون التوجييي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪،‬‬
‫المواد (‪ ،)4،5،6،7‬القانون رقم ‪ 18 -1‬المؤرخ يوم السبت ‪ 30‬رمضان ‪ 1420‬الموافق لـ ‪.2001-12-15‬‬
‫‪8‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫جدول رقم (‪ :)02‬تعريف المشرع الجزائري لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫المجموع السنوي‬ ‫رقم األعمال‬ ‫عدد العمال‬ ‫الصنف‬ ‫رقم‬


‫لمميزانية‬ ‫المواد‬

‫مابين‪011‬و‪511‬مميون‬ ‫‪211‬مميون‪2-‬ممياردج‬ ‫‪251-51‬‬ ‫المادة مؤسسة متوسطة‬


‫دج‬ ‫‪15‬‬

‫التتجاوز‪011‬مميون‬ ‫اليتجاوز‪211‬مميون دج‬ ‫‪49-01‬‬ ‫المادة مؤسسة صغيرة‬


‫دج‬ ‫‪16‬‬

‫التتجاوز‪01‬مميون دج‬ ‫أقل من‪211‬مميون دج‬ ‫‪9-0‬‬ ‫المادة مؤسسة متناىية الصغر‬
‫‪17‬‬

‫المصدر‪ :‬القانون التوجييي لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة جريدة رسمية ‪2001-12-15‬‬

‫المبحث الثـــاني‪ :‬أنواع وخصائص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬


‫إن من بين أىم النقاط الواجب إبرازىا والتطرق إلييا في ىذا المبحث ىو تصنيف المؤسسات حسب‬
‫مختمف المعايير‪ ،‬التي يمكن االعتماد عمييا لمتميز بين كل من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وىذا‬
‫لكي نتمكن من تحديد أىم األنشطة االقتصادية التي يمكن لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة ممارستيا ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬أنواع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬

‫يمكن لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة أن تأخذ عدة أشكال وأنواع وذلك حسب تعدد المعايير التي‬
‫سوف نتحدث ونذكرىا في ما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب المعيار القانوني‬

‫تنقسم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كغيرىا من المؤسسات حسب ىذا المعيار إلى‪:‬‬

‫‪ .1‬المؤسسات الخاصة‪ :‬ىي المؤسسات التابعة لمقطاع الخاص‪ ،‬حيث تعود ممكيتيا لمخواص‪ ،‬سواء كان‬
‫القطاع الخاص محميا أو عبارة عن إشيار أجنبي‪ ،‬حيث وجد أن ىذا النوع من المؤسسات ىو أكثر‬
‫انتشا ار في العالم ‪،‬وتتخذ عدة أشكال يمكن إدراجيا ضمن مجموعتين أساسيتين ىما‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫أ‪ .‬المؤسسات الفردية‪ :‬ىي المؤسسات التي يمتمكيا شخص واحدا وليذا النوع من المؤسسات‬
‫عدة مزايا منيا‪:‬‬

‫‪ -‬صاحب المؤسسة ىو المسؤول األول واألخير عن نتائج أعمال المؤسسة؛‬


‫‪ -‬صاحب المؤسسة ىو الذي يقوم لوحده بإدارة وتنظيم وتسيير المؤسسة‪.‬‬
‫ب‪ .‬مؤسسات الشركات‪ :‬في ىذا النوع من المؤسسات يتوزع التسيير ورأس المال عمى أكثر من‬
‫شخص‪ ،‬وقياميا يتطمب توفير بعض الشروط مثل الحرص بين الشركاء حول موضوع نشاط المؤسسات ‪،‬‬
‫وقيمة ما يقدمو كل شريك كحصة في رأس المال وتتفرع إلى‪:‬‬

‫ب‪ .1.‬شركات األشخاص‪ :‬يمكن اعتبارىا بأنيا إعادة إنتاج لعدد من المؤسسات الفردية‪ ،‬بحيث‬
‫تسمح بتجميع رؤوس األموال‪ ،‬وتضم شركات التوصية البسيطة وشركات التضامن وشركات ذات‬
‫المسؤولية المحدودة‪.‬‬

‫ب‪ .2.‬شركات األموال‪ :‬تتكون من أشخاص يقدمون حصص عمى رأس ماليا عمى شكل أسيم‪،‬‬
‫وتتمثل في شركات التوصية وشركات المساىمة‪.‬‬

‫‪ .2‬المؤسسات العامة‪ :‬ىي المؤسسات التي تعود ممكيتيا إلى القطاع العام ويمكن تقسيميا إلى‪:‬‬

‫أ‪ .‬المؤسسة العمومية التابعة لمجماعات المحمية‪:‬‬

‫ىي المؤسسات التي تنشأ من قبل الوالية‪ ،‬البمدية أو معا‪ ،‬وتكون ذات أحجام صغيرة ومتوسطة‬
‫ويكمن نشاطيا في النقل والخدمات العامة‪.‬‬

‫ب‪ .‬المؤسسات النصف العمومية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫وتضم الطرفين ‪ ،‬الدولة ممثمة في مؤسسة عمومية ‪ ،‬والقطاع الخاص‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬كاسر النصر المنصور وشوقي ناجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪01‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيــا‪ :‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب طبيعة النشاط‪:‬‬

‫ونجد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب ىذا المعيار تنقسم إلى‪:‬‬

‫‪ .1‬المؤسسات الصناعية‪ :‬يقصد بالمشروعات الصناعية اإلنتاجية تحويل المواد الخام إلى المواد‬
‫مصنعة‪ ،‬أو نصف مصنعة‪ ،‬أو بتحويل المواد النصف مصنعة إلى مواد كاممة التصنيع أو التجييز‬
‫وتعبئتيا وتغميفيا‪ ،‬وتتسع أنشطة القطاع الصناعي لتقديم مجاالت عديدة لنشاط المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة ويتم توظيفيا في ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬صناعة السمع ذات المواصفات الخاصة لممستيمكين كمنتجات الخياطة وكذا الصناعات التي‬
‫تعتمد عمى العمل اليدوي والحرفي؛‬
‫‪ -‬الصناعات التي تنتج منتجات سريعة التمف ‪ ،‬فتكون فترة التخزين لمنتجاتيا قصيرة جدا وىذا ما‬
‫يجعل ويبرر قرب المؤسسات من أسواق المستيمكين‪.‬‬

‫‪ .2‬المؤسسات الزراعية‪:‬وتشكل مثل ىذه المؤسسات مع المؤسسة الصناعية والمؤسسات التجارية‬


‫قطاعا اقتصاديا متكامال وفعال‪ ،‬حيث لوحظ في اآلونة األخيرة أن المؤسسات الزراعية حققت نموا‬
‫ممحوظا‪ ،‬ومساىمة ىامة في الدخل القومي لمبمدان النامية‪.‬‬

‫‪ .3‬المؤسسات التجارية‪ :‬ىم الوسطاء في قنوات التوزيع حيث ىم الذين يبيعون السمع إلى‬
‫المستيمك‪ ،‬وال سيما في ىذه الحالة تجار البيع بالتجزئة ‪،‬أو يشترون البضائع لبيعيا إلى تجار التجزئة‬
‫ويسمى في ىذه الحالة تجار البيع بالجممة‪ ،‬إن نظام اإلنتاج بالجممة يعتمد عمى المصنع الصغير‬
‫المتخصص فإنو يعتمد عمى المؤسسة التجارية الصغيرة‪ ،‬وبالتالي مؤسسات التجارة ىي التي تقوم بيع‬
‫بإعادة السمع والمتوجات في حالتيا األولى دون إدخال عمييا أي تغيير‪ ،‬وتشمل المتاجر بجميع أنواعيا‪.‬‬

‫‪ .4‬المؤسسات الخدماتية‪ :‬وتشمل المؤسسات العامة في مجال الخدمات وتقدم الكثير من‬
‫الخدمات إلى المستيمكين والييئات الحكومية والمؤسسات التي تيدف إلى تحقيق األرباح والى شركات‬
‫أخرى مثل الخدمات المصرفية الفندقية‪ ،‬السياحة‪ ،‬خدمات الصيانة أو خدمات النظافة والنشر واإلعالن‪.‬‬

‫إن الميزة الخاصة لممؤسسات العامة في مجال الخدمات ىي صغر حجميا ‪،‬كما أن معظميا يتطمب‬
‫استثما ار أوليا صغي ار أو يعتمد بصورة كبيرة عمى اإلشراف الشخصي الدقيق‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .5‬مؤسسات المقاولة‪ :‬يعتبر ىذا النوع من المؤسسات من أىم أشكال التكامل الصناعي‬
‫الحديث‪ ،‬ونعني بو تجسيد التعاون بين المؤسسات الكبيرة ‪،‬والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫ونقول أن المقاولة الباطنية وسيمة بموجبيا يقوم المتعيد بإتمام أعمال معينة لمغير بمقابل‪،‬ومن‬
‫أىم ال مجاالت التي تعمل فيو ىذه المؤسسات ىو قطاع البناء واألشغال العمومية‪ ،‬وكما تعتبر المقاولة‬
‫الباطنية وسيمة لخمق مناصب العمل وتنمية الصناعات ‪،‬تساعد عمى تحقيق تقسيم العمل وحل المشاكل‬
‫التسويقية ‪ ،‬وتأخذ األشكال التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تنفيذ األشغال‪ :‬حيث تقوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بقيام وتنفيذ األشغال لصالح مؤسسات‬
‫أخرى و ذلك خالل مدة محددة بمقابل؛‬
‫‪ -‬اإلنتاج‪ :‬في ىذه المرحمة يتم إنتاج قطاع غيار وبعض المعادن حسب المواصفات المتفق عمييا؛‬
‫‪ -‬تقديم الخدمات‪ :‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تقدم خدمات لفائدة جيات مختمفة مثل‪ :‬الدراسات‬
‫‪1‬‬
‫وتقديم استشارات فنية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب طبيعة العمل‪:‬‬

‫من خالل تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب طبيعة تنظيم العمل يمكن أن نميز بين‬
‫نوعين من المؤسسات وىي‪:‬‬

‫‪ .1‬المؤسسات المصنعة‪ :‬تشمل كل المصالح الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وتتميز بتقسيم العمل وتعقيد‬
‫العمميات اإلنتاجية ‪،‬واستخدام األساليب الحديثة في التسيير واتساع أسواقيا وطبيعة السمع المنتجة‪.‬‬

‫‪ .2‬المؤسسات الغير مصنعة‪ :‬ىي المزيج بين النظام العائمي والنظام الحرفي‪ ،‬حيث يعتبر‬
‫اإلنتاج العائمي الموجو لالستيالك الذاتي أقدم شكل في تنظيم العمل‪،‬أما اإلنتاج الحرفي فيصنع بموجبو‬
‫‪2‬‬
‫سمع أو منتوجات حسب احتياجات الزبائن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بمحمدي سيد عمى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬يوسف قريشي‪ ،‬سياسة تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر أطروحة دكتورة‪ ،‬تخصص تسيير‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪02‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫رابعا‪ :‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب إمكانياتيا‬

‫ىذا التصنيف يركز عمى اإلمكانيات اإلنتاجية والتسييرية التي تعتمدىا المؤسسة خالل عممياتيا‬
‫اإلنتاجية ونجد‪:‬‬

‫‪ .1‬المؤسسات العائمية‪ :‬يمثل ىذا النوع من المؤسسات أصغر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪،‬‬
‫حيث نجد عممياتيا اإلنتاجية غير مكمفة ألنو تم االعتماد عمى ميارات و مجيودات أفراد العائمة في أغمب‬
‫األحيان‪ ،‬وتتميز أيضا بمنتجاتيا التقميدية وتكون بكميات محدودة جدا ‪ ،‬ويمثل مقر ىذه المؤسسة في‬
‫المنزل ‪،‬فعمى سبيل المثال بعض الدول األوروبية (سويسرا) نجد معظم القطع الصغيرة التي تحتاجيا‬
‫شركة ‪ SWATCH‬يتم توفيرىا من طرف العائالت البسيطة تقوم التي بتزويدىا في إطار ما يعرف‬
‫بالمقاولة الباطنية‪.‬‬

‫‪.2‬المؤسسات الحرفية‪ :‬ىذا النوع ال يختمف كثي ار عن المؤسسات العائمية ‪ ،‬ولكن ما يميزه كونيا‬
‫قد تستعين بالعامل األجير األجنبي عن العائمة وممارستو تتم في محل معين وليس المنزل‪ ،‬وتتميز‬
‫ببساطة في المعدات المستعممة لمنشاط اإلنتاجي‪.‬‬

‫‪ .3‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتطورة والشبو متطورة‪ :‬تتميز ىذه المؤسسات عن سابقييا‬
‫باعتمادىا عمى طرق إنتاجية وادارية حديثة ومتطورة ‪ ،‬سواء من ناحية استخدام رأس مال ثابت أو من‬
‫ناحية التكنولوجيا التي تختمف درجاتيا بين المؤسسات المتطورة وشبو متطورة‪ ،‬وتتميز بأنيا تنشط في‬
‫إطار القطاع الرسمي في أغمب األحيان‪ ،‬كما تتميز منتجاتيا بدرجة تطور العصرنة‪ ،‬وأيضا تتميز بوجود‬
‫نظام ىيكمي بسيط واستعمال أيدي عاممة أجيرة‪ ،‬وىذه المؤسسات تساعد عمى دفع عجمة التنمية‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب طبيعة المنتجات‬

‫تصنف المؤسسات حسب ىذا المعيار إلى‪:‬‬

‫‪ .1‬مؤسسات إنتاجية استيالكية‪ :‬يتمثل نشاطيا في تصنيع المنتجات الغذائية وتحويل المنتجات‬
‫الفالحية ومنتجات الجمود لألحذية والنسيج والورق ‪ ،‬ومنتجات الخشب ومشتقاتو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬منى طمعت محمود‪ ،‬التنمية والمجتمع‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص ‪.305‬‬
‫‪03‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2‬مؤسسات إنتاج السمع الوسيطة‪ :‬يشمل المؤسسات المختصة في التمويل العادي لمصناعات‬
‫الييكمية والكيربائية ‪ ،‬والصناعات الكيميائية والبالستيكية‪ ،‬صناعة مواد البناء والمحاجر والمناجم‪ ،‬وىذه‬
‫الصناعات ىي من أىم الصناعات التي تمارسيا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خاصة في الدول‬
‫المتطورة‪.‬‬

‫‪ .3‬مؤسسات إنتاج سمع التجييز‪ :‬من مميزات صناعة سمع التجييز ما يمي‪:‬‬

‫احتياجاتيا لرؤوس أموال كبيرة وىذا ما ال يتماشى وامكانيات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مما‬
‫يضيف عمييا دائرة النشاط؛‬
‫احتياجيا إلى آالت ضخمة ‪ ،‬و التي تتمتع بتكنولوجيا حديث وعالية اإلنتاج ؛‬
‫ينحصر نشاطيا في بعض األنشطة البسيطة مثل تركيب وصناعة بعض التجييزات البسيطة بالنسبة‬
‫لمدول المتطورة‪ ،‬أما الدول النامية نجد نشاطاتيا ال تتعدى مجال الصيانة واصالح بعض اآلالت‬
‫‪1‬‬
‫‪،‬والمعدات كوسائل النقل وغيرىا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بمحمدي سيد عمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪04‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل رقم(‪ :)01‬أنواع وأشكال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫أنواع وأشكال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫حسب طبيعة‬ ‫حسب‬ ‫حسب طبيعة‬ ‫حسب طبيعة‬ ‫حسب المعيار‬


‫المنتجات‬ ‫إمكانياتها‬ ‫العمل‬ ‫النشاط‬
‫القانوني‬
‫مؤسسات‬ ‫المؤسسات‬ ‫المؤسسات‬ ‫المؤسسات‬ ‫المؤسسات‬
‫إنتاج سلع‬ ‫العائلية‬ ‫المصنعة‬ ‫الصناعية‬ ‫الخاصة‬
‫استهالكية‬
‫المؤسسات‬ ‫المؤسسات‬ ‫المؤسسات‬ ‫المؤسسات‬
‫مؤسسات‬ ‫الحرفية‬ ‫غير المصنعة‬ ‫الزراعية‬ ‫العامة‬
‫إنتاج سلع‬
‫وسطية‬ ‫المؤسسات‬ ‫المؤسسات‬
‫المتطورة‬ ‫التجارية‬
‫مؤسسات‬ ‫وشبه متطورة‬
‫إنتاج سلع‬ ‫المؤسسات‬
‫التجهيز‬ ‫الخدماتية‬

‫مؤسسات‬
‫المقاولة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة‬

‫‪05‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب الثاني‪ :‬خصائص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫تتميز المشروعات الصغيرة والمتوسطة بعدد من الخصائص ‪،‬سوف تتعرض فيما يمي ألىم ىذه‬
‫الخصائص‪:‬‬

‫‪ .1‬انخفاض مستويات معامل رأس المال‪/‬العمل‬

‫حيث تتخصص المشروعات الصغيرة والمتوسطة عادة في عدد محدد من عمميات التصنيع مما‬
‫يتيح ليا استخدام تكنولوجيا أقل كثافة رأسمالية ‪ ،‬ويؤدي ىذا بدوره إلى انخفاض مستويات معامل رأس‬
‫المال‪/‬العمال نسبيا في المنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة ‪ ،‬وينجم عن انخفاض مستويات معامل‬
‫رأس المال‪/‬العامل نسبيا‪ ،‬أن ىذه المنشأة الصغيرة تكون أقل قدرة عمى استيعاب العمالة‪ ،‬كما أن‬
‫استخداميا لتكنولوجيا أقل تعقيدا أو أقل كثافة رأسمالية ‪،‬وبالتالي تيسر فرص وعمميات التجريب والتدريب‬
‫عند استخداميا وىذا يؤدي إلى اإلقالل من نفقات وتكاليف الصيانة ومن ثم اإلقالل من مشكالت‬
‫األعطال في ىذه المنشآت‪.‬‬

‫‪ .2‬انخفاض الحجم المطمق لرأس المال الالزم إل نشا وتشغيل المشروعات الصغيرة‬

‫وتشير ىذه الخاصية إلى أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة تكون أكثر جاذبية لصغار المدخرين‬
‫والذين ال يميمون إلى أنماط االستثمار والتوظيف التي تحرميم من اإلشراف المباشر عمى استثماراتيم ‪،‬‬
‫من ىنا يمكن القول بأن إقامة المشروعات الصغيرة يميل إلى إقامتيا برؤوس أموال صغيرة نسبيا والتي‬
‫‪1‬‬
‫تستخدم في نفس الوقت أسموب اإلنتاج الحديث‪.‬‬

‫‪ .3‬اختالف أنماط الممكية‬

‫يرتبط انخفاض الحجم المطمق لرأس المال الالزم إلقامة وتشغيل المنشآت الصغيرة والمتوسطة‬
‫بأشكال معينة لمممكية‪ ،‬والتي في الغالب في الممكية الفردية أو العائمية أو في شركات األشخاص ‪،‬‬
‫وتساعد ىذه األنماط من الممكية عمى استقطاب وابراز الخبرات ‪،‬والميارات التنظيمية واإلدارية في البنية‬
‫المحمية عمى تنميتيا‪ ،‬وال مانع أن تتحول إلى شركات مساىمة إذ أرادت أن تحصل عمى تمويل من‬
‫البورصة فيما بعد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بمحمدي سيد عمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪06‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .4‬انخفاض القدرات الذاتية عمى التوسع والتطوير والتحديث‬

‫ىذه الخاصية ناجمة عن انخفاض الطاقة اإلنتاجية والقدرات التنظيمية ‪،‬والتمويل لممشروعات‬
‫الصغيرة والمتوسطة تمقي بأعباء كبيرة عمى عاتق األجيزة المسؤولة عن التنمية الصناعية‪ ،‬وتتعاظم ىذه‬
‫المسؤوليات باستمرار ال سيما مع ازدياد المتطمبات المالية والفنية لمعمميات الصناعية مع التقدم الفني‪.‬‬

‫‪ .5‬انخفاض وفورات الحجم وأىمية االستفادة من وفورات التجمع‬

‫تنخفض وفورات الحجم في المشروعات الصغيرة والمتوسطة وذلك بالمقارنة بالمشروعات الكبيرة‬
‫نتيجة النخفاض الطاقة اإلنتاجية لحجم اإلنتاج‪ ،‬ويتطمب تعويض ىذا االنخفاض ضرورة استفادة‬
‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة من نوع آخر من الوفورات الناجمة عن وجود الخدمات األساسية‬
‫والخدمات التمويمية ‪،‬والفنية والتجارية وتسييالت التدريب والتأىيل الميني ‪،‬والطمب المناسب وتغير‬
‫‪1‬‬
‫اعتبارات توظيف المشروعات الصغيرة والمتوسطة نتيجة لذلك أىمية خاصة‪.‬‬

‫‪.6‬خصائص أخرى‬

‫رأس المال األجنبي ال يقل عمى االستثمار في مجال المشروعات الصغيرة ‪،‬إما لعدم تفضيل‬
‫األجانب بطرق ومجاالت المشروعات الصغيرة أو إما لعدم تفضيل أصحاب المشروعات الصناعية‬
‫الصغيرة ليذه المشاركة نظ ار لمطبيعة العائمية ليذه المشروعات؛‬
‫تميل ىذه المشروعات بطبيعتيا إلى ارتفاع كثافة العمل بيا إما أنيا مشروعات يدوية أو حرافية‬
‫أو ألنيا تعتمد عمى عمميات تجميع أجزاء مغذية لصناعات أخرى ومن ثم فإنو يكون لدى ىذه‬
‫المشروعات عادة قدرة كبيرة عمى خمق فرص جديدة لمعمالة؛‬
‫مرونة التنظيم‪ :‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عمى شكل اقتصادي أكثر قدرة عمى التكييف مع‬
‫‪2‬‬
‫األوضاع المختمفة‪ ،‬فنجد ىذه المؤسسات تقوم بإنتاج بحسب الطمب بدفعات محددة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد ىيكل‪ ،‬ميارات إدارة المشروعات الصغيرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2003 ،‬مجموعة نيل العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬توفيق عبد الحميد يوسف‪ ،‬إدارة األعمال التجارية‪ ،‬دار الصفاء لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬طبعة األولى‪ ،2002 ،‬ص‬
‫‪.27‬‬
‫‪07‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬دور المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في التنمية االقتصادية‬


‫تحتل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مكانة ىامة في االقتصاد الجزائري‪ ،‬ويمكن تأكيد ذلك من‬
‫خالل التطور الممحوظ في عددىا‪ ،‬والتنوع في األنشطة وتوزيعيا عمى مختمف جيات الوطن‪ ،‬كما تعتبر‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من أىم األجيزة التي يمكن من خالليا امتصاص البطالة وتوفير مناصب‬
‫الشغل‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬وضعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر خالل الفترة(‪-2006‬‬


‫‪)2011‬‬

‫سوف نتطرق في ىذا المطمب إلى تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من حيث العدد‪ ،‬وحسب‬
‫قطاع النشاط وحسب الجيات‪ ،‬وما وفرتو من مناصب الشغل‪،‬وذلك خالل الفترة(‪.)2100-2116‬‬

‫‪ -1‬تطور تعداد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬

‫لمعرفة تطور تعداد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لمفترة(‪ ، )2100-2116‬البد من تفحص‬


‫وقراءة لمجدول رقم (‪ )2‬والشكل البياني رقم(‪ )0‬حيث من خالليما يمكن تبيان تطور تعداد المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة بالقيم المطمقة والنسب‪.‬‬

‫‪08‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫جدول رقم(‪ - )3‬تطور تعدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر لمفترة(‪-)2011-2006‬‬

‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫طبيعة‬


‫المؤسسة‬
‫الصغيرة‬
‫والمتوسطة‬

‫‪500856‬‬ ‫‪482892‬‬ ‫‪455398 392103‬‬ ‫‪293946 269816‬‬ ‫المؤسسات‬


‫الخاصة‬

‫‪572‬‬ ‫‪557‬‬ ‫‪590‬‬ ‫‪626‬‬ ‫‪666‬‬ ‫‪739‬‬ ‫المؤسسات‬


‫العمومية‬

‫‪046880‬‬ ‫‪035623‬‬ ‫‪069181 026887‬‬ ‫‪006347 016222‬‬ ‫الصناعات‬


‫التقميدية‬

‫‪659319‬‬ ‫‪609172‬‬ ‫‪625169 509526‬‬ ‫‪401959 376797‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر ‪ :‬السعيد بريكة‪ ،‬فوزي شوقي‪ ،‬المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و التنمية المستدامة ‪ :‬واقع‬
‫وأفاق‪ ،‬الممتقى الوطني‪ ،‬جامعة العربي بن مييدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬يومي ‪ 14-13‬نوفمبر ‪ ، 2012‬ص ‪09‬‬
‫‪.‬‬

‫‪09‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل رقم (‪ -)02‬تطور نسب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لمفترة(‪-)2011-2006‬‬

‫‪100%‬‬
‫‪95%‬‬

‫‪21,91‬‬

‫‪22,28‬‬
‫‪24,43‬‬

‫‪27,06‬‬
‫‪28,31‬‬
‫‪90%‬‬
‫‪28,2‬‬

‫‪85%‬‬
‫‪80%‬‬ ‫‪0,09‬‬ ‫‪0,08‬‬
‫‪75%‬‬ ‫‪0,12‬‬
‫‪0,2‬‬ ‫‪0,17‬‬ ‫‪0,09‬‬
‫‪70%‬‬
‫‪65%‬‬
‫‪60%‬‬ ‫تقمي ية‬ ‫صناعا‬
‫‪55%‬‬
‫‪50%‬‬
‫‪45%‬‬ ‫عمًمي ة‬ ‫م سسا‬

‫‪77,64‬‬
‫‪75,45‬‬

‫‪72,85‬‬
‫‪71,52‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪78‬‬
‫‪71,6‬‬

‫‪35%‬‬ ‫خاص ة‬ ‫م سسا‬


‫‪30%‬‬
‫‪25%‬‬
‫‪20%‬‬
‫‪15%‬‬
‫‪10%‬‬
‫‪5%‬‬
‫‪0%‬‬
‫‪20‬‬
‫‪06‬‬

‫‪20‬‬
‫‪07‬‬

‫‪20‬‬
‫‪08‬‬

‫‪20‬‬
‫‪09‬‬

‫‪20‬‬
‫‪10‬‬

‫‪20‬‬
‫‪11‬‬
‫المصدر‪ :‬نفس المصدر السابق ‪.‬‬

‫من خالل الجدول رقم(‪ )3‬والشكل البياني رقم(‪ )12‬يمكن القول أن قطاع المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة في الجزائر عرف تطور كبير خالل الفترة(‪، )2011-2006‬وذلك من خالل أن عدد‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ارتفع من ‪ 376797‬مؤسسة خالل سنة ‪ 2006‬إلى ‪ 659309‬مؤسسة‬
‫خالل سنة ‪ 2100‬أي بنسبة ‪ % 75‬وىي نسبة كبيرة ‪،‬ويمكن إرجاع ذلك إلى تشجيع الدولة عمى إنشاء‬
‫ىذا النوع من المؤسسات وذلك من خالل تنويع وسائل الدعم وتوفر الدولة عمى األموال نتيجة ارتفاع‬
‫أسعار البترول وبالتالي وفرة مصادر التمويل ‪،‬ومن خالل برامج اإلصالحات التي تبنتيا الدولة خالل ىذه‬
‫الفترة االقتصادية ىذا بصورة عامة‪.‬‬

‫ومن جية أخرى إذا ما تفحصنا الجدول والشكل البياني نجد أن المؤسسات الخاصة ىي المييمنة‬
‫إذا ما قورنت بالمؤسسات العمومية والصناعات التقميدية حيث بمغت نسبتيا في سنة ‪2100‬‬
‫حوالي‪ ،% 77564‬ويمكن إرجاع ذلك إلى االمتيازات واإلجراءات الحكومية من أجل تنويع االقتصاد‬
‫الجزائري من خالل التشجيع عمى إنشاء المؤسسات الخاصة‪ ،‬ومن المالحظات األخرى يمكن القول أن‬
‫المؤسسات العمومية تعرف تناقص إذا ما قورنت بسنة ‪ 2116‬أين بمغت نسبتيا حوالي ‪ %31‬ويمكن‬
‫إرجاع ذلك إلى شطب بعض المؤسسات من سنة إلى أخرى ‪،‬وذلك لسبب عدم قدرتيا عمى البقاء‬
‫واالستمرار والمنافسة الشديدة من القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫حيث نجد أنو خالل عام ‪ ،2011‬بمغ عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحديثة النشأة ‪44390‬‬
‫مؤسسة صغيرة ومتوسطة مقارنة بـ ‪ 42665‬عام ‪ ،2010‬كما تم شطب خالل نفس الفترة ‪ 9545‬مؤسسة‪،‬‬
‫واعادة تنشيط ‪ 5392‬مؤسسة‪ ،‬أي بمجموع ‪ 40237‬مؤسسة منشأة بمعدل نمو يقدر بـ ‪ % 6.5‬مقارنة‬
‫بعام ‪.2010‬‬

‫عند نياية عام ‪ ،2100‬تم تسجيل ‪ 658737‬مؤسسة صغيرة متوسطة خاصة موزعة عمى‪:‬‬

‫‪ ‬أشخاص معنوية‪ 391761 :‬مؤسسة صغيرة ومتوسطة( تمثل ‪ % 59.41‬من المجموع)؛‬

‫‪ ‬أشخاص طبيعية‪ 120095 :‬مؤسسة صغيرة ومتوسطة( تمثل ‪ %18.21‬من المجموع )؛‬

‫‪ ‬النشاطات الحرفية‪ 146881 :‬مؤسسة صغيرة ومتوسطة ( تمثل ‪ %22.28‬من المجموع)‪.‬‬

‫‪ -2-1‬تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب قطاع النشاط‬

‫من أجل معرفة أىم القطاعات التي تعرف عدد كبير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة البد‬
‫من تفحص الجدول رقم (‪ )14‬والشكل البياني رقم (‪.)13‬‬

‫‪20‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫الجدول رقم(‪ -)4‬تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب قطاع النشاط لمفترة(‪-2006‬‬
‫‪-)2011‬‬

‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫مجموعات‬


‫فروع‬
‫النشاط‬

‫‪086057‬‬ ‫‪072653‬‬ ‫‪059444‬‬ ‫‪047582‬‬ ‫‪035050 023782‬‬ ‫الخدمات‬

‫‪035752‬‬ ‫‪029762‬‬ ‫‪022238‬‬ ‫‪000978‬‬ ‫‪011251‬‬ ‫‪91712‬‬ ‫البنا‬


‫واألشغال‬
‫العمومية‬

‫‪63891‬‬ ‫‪60228‬‬ ‫‪59671‬‬ ‫‪57352‬‬ ‫‪54310‬‬ ‫‪50343‬‬ ‫الصناعة‬

‫‪4116‬‬ ‫‪3816‬‬ ‫‪3642‬‬ ‫‪3599‬‬ ‫‪3410‬‬ ‫‪3086‬‬ ‫الفالحة‬


‫والصيد‬
‫البحري‬

‫‪0956‬‬ ‫‪0871‬‬ ‫‪918‬‬ ‫‪876‬‬ ‫‪843‬‬ ‫‪793‬‬ ‫الخدمات ذات‬


‫الصمة‬
‫بالصناعة‬

‫‪390760‬‬ ‫‪369309‬‬ ‫‪345912‬‬ ‫‪320387‬‬ ‫‪293946 269816‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬نفس المصدر السابق ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل البياني رقم(‪ -)03‬تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب قطاع النشاط‬
‫لمفترة(‪-)2001-2006‬‬

‫لصمة‬ ‫خ ما‬
‫‪100%‬‬ ‫‪0,3‬‬
‫‪1,18‬‬ ‫‪0,29‬‬
‫‪1,16‬‬ ‫‪0,27‬‬
‫‪1,12‬‬ ‫‪0,26‬‬
‫‪1,06‬‬ ‫‪0,51‬‬
‫‪1,04‬‬ ‫‪0,45‬‬
‫‪1,02‬‬ ‫بالصناعة‬
‫‪95%‬‬
‫‪90%‬‬ ‫‪19,03‬‬ ‫‪18,47‬‬ ‫‪17,84‬‬ ‫‪17,26‬‬ ‫‪16,57‬‬ ‫‪16,31‬‬
‫لفالحة ً لصي‬
‫‪85%‬‬
‫لبح‬
‫‪80%‬‬
‫‪75%‬‬ ‫لصناعة‬
‫‪70%‬‬
‫‪65%‬‬ ‫‪33,62‬‬ ‫‪34,1‬‬ ‫‪34,85‬‬ ‫‪35,33‬‬ ‫‪35,14‬‬ ‫‪34,65‬‬

‫‪60%‬‬
‫‪55%‬‬ ‫لبنا ً الشغال‬
‫‪50%‬‬ ‫لعمًمية‬
‫‪45%‬‬
‫‪40%‬‬ ‫لخ ما‬
‫‪35%‬‬
‫‪30%‬‬
‫‪25%‬‬ ‫‪45,87‬‬ ‫‪45,98‬‬ ‫‪45,92‬‬ ‫‪46,09‬‬ ‫‪46,74‬‬ ‫‪47,52‬‬
‫‪20%‬‬
‫‪15%‬‬
‫‪10%‬‬
‫‪5%‬‬
‫‪0%‬‬
‫‪2008‬‬

‫‪2009‬‬
‫‪2006‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2011‬‬

‫المصدر‪ :‬نفس المصدر السابق ‪.‬‬

‫من خالل الجدول رقم(‪ )4‬والشكل البياني رقم (‪ )03‬نالحظ أن قطاع الخدمات ىو القطاع المييمن‬
‫عمى باقي القطاعات حيث يمثل حوالي ‪ %47.62‬سنة ‪ ، 2011‬ثم يميو قطاع البناء واألشغال العمومية‬
‫بـ‪ %34.66:‬من نفس السنة‪ ،‬ثم يميو قطاع الصناعة بنسبة ‪ ،%16.31‬أما قطاع الفالحة والصيد البحري‬
‫وخدمات ذات الصمة بالصناعة فيمثالن نسب ضئيمة جداً‪ ،‬ويمكن إرجاع ذلك إلى ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬يعتبر قطاع الخدمات من القطاعات التي ال تتطمب أموال كثيرة وال تقنيات ليذا السب يعتبر ىذا‬
‫القطاع محل إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة؛ حيث يشمل ىذا القطاع الفروع التالية‪ :‬النقل‬
‫والمواصالت‪،‬التجارة‪ ،‬الفندقة واإلطعام‪،‬خدمات لمعائالت‪ ،‬مؤسسات مالية‪ ،‬أعمال عقارية‪ ،‬خدمات‬
‫لممرافق الجماعية؛‬

‫‪23‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬تمركز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في قطاع البناء واألشغال العمومية‪ ،‬يمكن إرجاعو إلى‬
‫سياسة الدولة التنموية في تحسين الظروف االجتماعية لممواطنين(السكن‪ ،‬الطرق‪،‬بناء السدود‪،‬‬
‫المستشفيات‪ ،‬المدارس‪...،‬الخ)‪.‬‬

‫‪ -3-1‬توزيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب الموقع الجغرافي‬

‫من خالل الجدول رقم (‪ )15‬والشكل البياني رقم(‪ )14‬يمكن معرفة الجية التي تتمركز فييا‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر الوطن‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ -)05‬توزيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب الجيات لمفترة(‪-2006‬‬
‫‪)2011‬‬

‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪232664‬‬ ‫‪219270 205857 193483‬‬ ‫‪177730‬‬ ‫‪163492‬‬ ‫الشمال‬

‫‪119146‬‬ ‫‪112335 105085‬‬ ‫‪96354‬‬ ‫‪87666‬‬ ‫‪80072‬‬ ‫اليضاب العميا‬

‫‪32216‬‬ ‫‪30153‬‬ ‫‪27902‬‬ ‫‪25033‬‬ ‫‪22576‬‬ ‫‪20803‬‬ ‫الجنوب‬

‫‪7735‬‬ ‫‪7561‬‬ ‫‪7058‬‬ ‫‪6517‬‬ ‫‪5974‬‬ ‫‪5439‬‬ ‫الجنوب الكبير‬

‫‪391761‬‬ ‫‪369319 345902 321387‬‬ ‫‪293946‬‬ ‫‪269806‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬نفس المصدر السابق ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل البياني رقم(‪ -)05‬توزيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب الجيات لسنة ‪.2011‬‬

‫المصدر‪ :‬نفس المصدر السابق ‪.‬‬

‫من خالل الشكل البياني رقم(‪ )15‬يمكن القول أن أغمب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تتمركز في‬
‫الشمال وبدرجة أقل في اليضاب العميا‪ ،‬ويمكن إرجاع ذلك إلى توفر جية الشمال عمى موقع جغرافي ىام‬
‫يتمثل في القرب من الموانئ وبالتالي تسييل عممية االستيراد‪ ،‬باإلضافة إلى توفرىا عمى اليد العاممة‬
‫المؤىمة‪ ،‬الكثافة السكانية المرتفعة وبالتالي سيولة في تسويق المنتجات بمختمف أنواعيا ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬مساىمة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في االقتصاد الوطني‬

‫لقد أصبحت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمختمف أشكاليا تحتل مكانة ىامة في سياسة اإلنعاش‬
‫االقتصادي التي انطمقت فييا الجزائر منذ مطمع التسعينات‪ ،‬وىذا باعتبارىا قطاعا حيويا في السياسة‬
‫االقتصادية الجديدة المبنية عمى تحرير السوق وتشجيع القطاع الخاص عمى االستثمار‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ /1‬المساىمة في الناتج الداخمي الخام ‪PIB‬‬

‫إن القفزة النوعية التي عرفتيا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من حيث مساىمتيا في الناتج‬
‫الداخمي الخام‪ ،‬تعبر حقا عن إنجاز تاريخي حققو ىذا القطاع‪ ،‬حيث ساىم بنحو ‪ ٪75‬من الناتج‬
‫الداخمي الخام خارج قطاع المحروقات ‪،‬كما نسجل تجاوز مساىمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫التابعة لمقطاع الخاص عن تمك التي تحققيا المؤسسات العمومية‪ ،‬والجدول التالي يوضح ذلك‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬معطيات إحصائية لسنة ‪ ،2006‬ص ‪.42‬‬

‫‪26‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫الجدول رقم (‪ :)06‬تطور الناتج الداخمي الخام خارج المحروقات حسب الطابع‬
‫القانوني خالل الفترة ‪ 2005-2001‬م‬

‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬


‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬
‫‪95.13‬‬ ‫‪015.6 95.2‬‬ ‫‪132.01 99.3‬‬ ‫‪116.0 9..5‬‬ ‫‪161.6 9..0‬‬ ‫‪525.1‬‬ ‫نسبة‬
‫القطاع في‬
‫المنتوج‬
‫الداخمي‬
‫الخام‬
‫‪12.55‬‬ ‫‪9.05.1 12.9‬‬ ‫‪9550.11 11.5‬‬ ‫‪5225.9 10.3‬‬ ‫‪5013.5 10.5‬‬ ‫‪5106.9‬‬ ‫نسبة‬
‫القطاع‬
‫الخاص في‬
‫المنتوج‬
‫الداخمي‬
‫الخام‬
‫‪100‬‬ ‫‪301505‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2745‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪243408‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪218401‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪204107‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر ‪ :‬الديوان الوطني اإلحصائيات ‪2006 ONS‬‬

‫إن القراءة األولية لمعطيات الجدول أعاله‪ ،‬تشير إلى تراجع مساىمة القطاع العام في الناتج‬
‫الداخمي الخام من ‪ ٪23.6‬سنة ‪ 2001‬إلى ‪% 21.59‬سنة ‪ ،2005‬بسبب عدم قدرتو عمى مسايرة‬
‫متطمبات وشروط اقتصاد السوق‪ ،‬و تحت وقع تحرير التجارة الخارجية وعولمة االقتصاد‪ ،‬وبالمقارنة نجد‬
‫ىناك تزايدا في مساىمة قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث ارتفعت من ‪ ٪76.4‬سنة ‪2001‬‬
‫إلى ‪٪78.41‬سنة ‪ ،2005‬والذي يمكن تفسيره بالثقل االقتصادي واالجتماعي ليا‪ ،‬والدعم الذي حظيت‬
‫بو من طرف الدولة‪.‬‬

‫‪ /2‬المساىمة في القيمة المضافة ‪VA‬‬

‫يسمح لنا الجدول التالي بمعرفة الوزن الحقيقي لي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ ،‬حسب‬
‫القطاعات االقتصادية في خمق الثروة عمى المستوى الوطني خاصة بالنسبة لمقطاع الخاص مقارنة‬
‫بالقطاع العام ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫الجدول رقم(‪ : )07‬يبين تطور القيمة المضافة حسب طبيعة النشاطات خالل الفـترة‬

‫‪2005-2001‬‬

‫الوحدة ‪ :‬مليار‬
‫الطابع‬ ‫قطاعات‬
‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬

‫القانوني‬ ‫النشاط‬
‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬

‫‪99,84‬‬ ‫‪578,79‬‬ ‫‪99,84 577,97‬‬ ‫‪99,75 508,78‬‬ ‫‪99,69 415,91‬‬ ‫‪99,61 140,49‬‬ ‫خاص‬
‫الزراعة‬
‫‪0,16‬‬ ‫‪0,93‬‬ ‫‪0,16‬‬ ‫‪0,94‬‬ ‫‪0,24‬‬ ‫‪1,24‬‬ ‫‪0,31‬‬ ‫‪1,31‬‬ ‫‪0,39‬‬ ‫‪1,62‬‬ ‫عام‬

‫‪79,81‬‬ ‫‪403,37‬‬ ‫‪78,12 358,33‬‬ ‫‪70,85 284,09‬‬ ‫‪17,17 263,29‬‬ ‫‪69,12 221,52‬‬ ‫خاص‬ ‫البنا‬

‫واألشغال‬
‫‪20,19‬‬ ‫‪102,05‬‬ ‫‪21,87 100,34‬‬ ‫‪29,15 116,91‬‬ ‫‪28,83 106,64‬‬ ‫‪30,88‬‬ ‫‪98,98‬‬
‫عام‬ ‫العمومية‬

‫‪69,86‬‬ ‫‪417,59‬‬ ‫‪79,27 349,06‬‬ ‫‪74,01 305,23‬‬ ‫‪74,30 270,68‬‬ ‫‪73,50 247,85‬‬ ‫خاص‬ ‫النقل‬

‫‪30,14‬‬ ‫‪180,19‬‬ ‫‪30,72 154,81‬‬ ‫‪25,99 107,20‬‬ ‫‪25,70‬‬ ‫‪93,65‬‬ ‫‪26,50‬‬ ‫‪89,36‬‬ ‫عام‬ ‫والمواصالت‬

‫‪79,77‬‬ ‫‪45,65‬‬ ‫‪71,13‬‬ ‫‪36,06‬‬ ‫‪72,03‬‬ ‫‪31,80‬‬ ‫‪71,45‬‬ ‫‪29,01‬‬ ‫‪72,61‬‬ ‫‪26,78‬‬ ‫خاص‬ ‫خدمات‬

‫‪20,23‬‬ ‫‪11,58‬‬ ‫‪28,86‬‬ ‫‪14,62‬‬ ‫‪27,97‬‬ ‫‪12,35‬‬ ‫‪28,55‬‬ ‫‪11,59‬‬ ‫‪27,39‬‬ ‫‪10,10‬‬ ‫عام‬ ‫المؤسسات‬

‫‪87,45‬‬ ‫‪60,88‬‬ ‫‪87,00‬‬ ‫‪54,50‬‬ ‫‪86,81‬‬ ‫‪51,52‬‬ ‫‪86,58‬‬ ‫‪47,93‬‬ ‫‪87,48‬‬ ‫‪43,75‬‬ ‫خاص‬ ‫الفندقة‬

‫‪12,55‬‬ ‫‪8,74‬‬ ‫‪13,00‬‬ ‫‪8,14‬‬ ‫‪13,19‬‬ ‫‪7,83‬‬ ‫‪13,42‬‬ ‫‪7,43‬‬ ‫‪12,52‬‬ ‫‪6,26‬‬ ‫عام‬ ‫واإلطعام‬

‫‪80,48‬‬ ‫‪101,79‬‬ ‫‪78,41‬‬ ‫‪93,50‬‬ ‫‪74,96‬‬ ‫‪86,49‬‬ ‫‪71,41‬‬ ‫‪80,54‬‬ ‫‪69,33‬‬ ‫‪74,56‬‬ ‫خاص‬ ‫الصناعة‬

‫‪19,52‬‬ ‫‪24,69‬‬ ‫‪21,58‬‬ ‫‪25,73‬‬ ‫‪25,04‬‬ ‫‪28,89‬‬ ‫‪28,59‬‬ ‫‪32,25‬‬ ‫‪30,67‬‬ ‫‪32,99‬‬ ‫عام‬ ‫الغذائية‬

‫‪84,93‬‬ ‫‪2,31‬‬ ‫‪83,20‬‬ ‫‪2,23‬‬ ‫‪82,11‬‬ ‫‪2,02‬‬ ‫‪82,63‬‬ ‫‪2,14‬‬ ‫‪76,11‬‬ ‫‪1,72‬‬ ‫خاص‬
‫صناعة الجمد‬
‫‪15,07‬‬ ‫‪0,41‬‬ ‫‪16,80‬‬ ‫‪0,45‬‬ ‫‪17,89‬‬ ‫‪0,44‬‬ ‫‪17,37‬‬ ‫‪0,45‬‬ ‫‪23,89‬‬ ‫‪0,54‬‬ ‫عام‬

‫‪94,17‬‬ ‫‪629,18‬‬ ‫‪93,43 567,19‬‬ ‫‪93,19 514,56‬‬ ‫‪93,43 475,80‬‬ ‫‪93,88 447,07‬‬ ‫خاص‬
‫التجارة‬
‫‪5,83‬‬ ‫‪38,95‬‬ ‫‪6,56‬‬ ‫‪39,86‬‬ ‫‪6,81‬‬ ‫‪37,61‬‬ ‫‪6,57‬‬ ‫‪33,47‬‬ ‫‪6,12‬‬ ‫‪29,13‬‬ ‫عام‬

‫المصدر‪ :‬المصدر السابق‪.‬‬

‫وما يشد االنتباه في ترتيب مساىمة مختمف فروع األنشطة االقتصادية في خمق القيمة المضافة‬
‫والمبينة في الجدول‪ ،‬ىو ضعف مساىمة فروع أنشطة المؤسسة الصناعية الصغيرة والمتوسطة الخاصة‬
‫عمى ض وء تمك التي تساىم بيا كل من الصناعة الغذائية وصناعة الجمود‪......‬الخ‪ ،‬مقارنة بمساىمة‬
‫األنشطة غير اإلنتاجية كالخدمات والتجارة وغيرىا‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫وبالتالي تعنى التوجو المستمر الجديد وبصفة تمقائية إلى االستثمار في النشاط التجاري‪ ،‬مقارنة‬
‫ببقية األنشطة االقتصادية األخرى‪ ،‬والتي ال تزال بعيدة عن توفير محيط استثماري جذاب لرؤوس األموال‬
‫الخاصة‪،‬وعمى الرغم من ىذا‪،‬تبقى ىذه األنشطة االقتصادية فرصا مستقبمية لتطوير المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة الخاصة‪ ،‬شريطة جمع العوامل الضرورية لتحقيق ذلك ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪/3‬المساهمة في التشغيل‬

‫تعتبر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من أىم القطاعات االقتصادية الخالقة والموفرة لمناصب‬
‫الشغل‪ ،‬فيي تتميز بدينامكية متفوقة مجال دوران مناصب العمل وامتصاص البطالة بالمقارنة مع‬
‫المؤسسات الكبرى‪ ،‬من خالل خمق استثمارات ومشاريع جديدة خاصة ناجحة‪ ،‬تعتمد بالدرجة األولى عمى‬
‫اإلمكانيات الذاتية في مجال التسيير والتنظيم والتموين‪.‬‬

‫والجدول التالي يبين تطور مناصب الشغل الخاصة في القطاع‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة معطيات إحصائية لسنة ‪ 2007‬ص ‪.06‬‬

‫‪29‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫جدول رقم (‪ :)08‬تطور يبين الشغل خالل الفترة ‪2007-2006‬‬

‫السداسً‬
‫السداسً األول‬
‫‪%‬‬ ‫التطور‬ ‫األول‬ ‫طبيعة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪9661‬‬ ‫‪9660‬‬

‫‪5.90‬‬ ‫‪92.19‬‬ ‫‪03.250‬‬ ‫‪001505‬‬ ‫األجراء‬ ‫المؤسسات‬

‫‪3.09‬‬ ‫‪95309‬‬ ‫‪925955‬‬ ‫‪913929‬‬ ‫أرباب المؤسسات‬


‫الخاصة*‬
‫‪-55.02 -56.50‬‬ ‫‪13391‬‬ ‫‪16955‬‬ ‫المؤسسات العمومية **‬
‫‪3.2.‬‬ ‫‪96595‬‬ ‫‪995016‬‬ ‫‪965109‬‬ ‫نشاطات الصناعة التقميدية ***‬
‫‪5026‬‬ ‫‪63103 1262655‬‬ ‫‪1199549‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‬

‫*‪ -‬الصندوق الوطني لمضمان االجتماعي لغير األجراء‪.‬‬

‫**‪-‬و ازرة الصناعة وترقية االستثمار‪.‬‬

‫***‪-‬غرف الصناعة التقميدية والحرف‪.‬‬

‫ىنا نسجل تطور حجم العمالة الذي قدر ب ‪ 1.03‬مميون عامل سنة‪ 2006 ،‬أين كان نسيج‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يقدر ب ‪ 200000‬مؤسسة‪ ،‬لينتقل عدد العمال إلى ‪ 1.04‬مميون عامل‬
‫سنة ‪ ،2007‬بعدد مؤسسات يقدر ب ‪ 293946‬مؤسسة‪ ،‬أي ما يعادل زيادة تقدر ب ‪ ، ٪0.97‬غير أن‬
‫عدد العمال بالمؤسسات العمومية انخفض من ‪ 70241‬عامل خالل السداسي األول لسنة ‪ 2006‬إلى‬
‫‪ 59925‬عامل خالل السداسي األول ‪ 2007‬وىذا بسبب خوصصة معظم المؤسسات العمومية وبالتالي‬
‫‪).(1 . 1‬‬
‫تسريح العمال من ىذه األخيرة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وزير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪ ،‬حصة منتدى التمفزيون الجزائر ‪2008 ،‬‬

‫‪31‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ /4‬المساىمة في التجارة الخارجية‬

‫إن األىمية التي اكتسبتيا المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من خالل مساىمتيا في الناتج‬
‫الداخمي الخام و القيمة المضافة‪ ،‬وكذا تشجيع االستثمار وخمق مناصب عمل‪ ،‬انعكست بشكل مباشر‬
‫عمى دورىا في قطاع التجارة الخارجية بشقييا الصادرات والواردات‪ ،‬والذي سنفصل فيو كما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المساىمة في االستيراد ‪:‬‬

‫تحتل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة مكانة بارزة من خالل نسب مساىمتيا في االستيراد التي‬
‫تعرف معدالت تطور ممحوظة تتضح من خالل ىذا الجدول‪:‬‬

‫جدول رقم ( ‪ :)09‬توزيع المستوردين حسب الطابع القانوني لمسداسي األول ‪2007‬‬

‫الوحدة‪ :‬بالمليون دوالر‬


‫الكلٌة‬ ‫القٌمة‬ ‫الخاص‬ ‫فً‬ ‫المتعاملٌن‬ ‫العام‬ ‫المتعاملٌن فً‬ ‫قائمة المواد‬
‫القطاع‬ ‫القطاع‬
‫النسبة‬ ‫القٌمة‬ ‫القٌمة‬ ‫القٌمة‬
‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬
‫المئوٌة‬ ‫بالدوالر‬ ‫بالدوالر‬ ‫بالدوالر‬
‫‪51.01‬‬ ‫‪9906‬‬ ‫‪26.11‬‬ ‫‪5291‬‬ ‫‪210‬‬ ‫‪53.91‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪01‬‬ ‫منتجات غذائٌة‬
‫‪6.21‬‬ ‫‪563‬‬ ‫‪02.25‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪563‬‬ ‫‪.5.53‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪553‬‬ ‫طاقة –مزٌنات‬
‫‪5.52‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪02.95‬‬ ‫‪531‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪5..10‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪23‬‬ ‫منتوجات خام‬

‫السلع النصف‬
‫‪90.53‬‬ ‫‪..15‬‬ ‫‪12.39‬‬ ‫‪051‬‬ ‫‪1296‬‬ ‫‪95.62‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪.50‬‬
‫مصنعة‬

‫منتجات التجهٌز‬
‫‪6.16‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪01.53‬‬ ‫‪5.‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪.9.25‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪01‬‬
‫الفالحٌة‬
‫منتجات التجهٌز‬
‫‪.0.1.‬‬ ‫‪5091‬‬ ‫‪01..9‬‬ ‫‪.695‬‬ ‫‪2550‬‬ ‫‪.5.02‬‬ ‫‪5065‬‬ ‫‪1.5‬‬
‫الصناعٌة‬

‫منتجات استهالكٌة‬
‫‪55.96‬‬ ‫‪5252‬‬ ‫‪2..22‬‬ ‫‪5191‬‬ ‫‪5501‬‬ ‫‪50.59‬‬ ‫‪93.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫غٌر غذائٌة‬

‫‪100‬‬ ‫‪12804‬‬ ‫‪75022‬‬ ‫‪9631‬‬ ‫‪20968‬‬ ‫‪24078‬‬ ‫‪3173‬‬ ‫‪1597‬‬ ‫المجموع‬


‫المصدر‪ :‬المركز الوطني لممعمومات اإلحصائية الجمركية السداسي األول ‪.)CNIS ( 2007‬‬

‫‪30‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫من خالل متابعة أرقام الجدول‪ ،‬تظير لنا ىيمنة القطاع الخاص لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫في عممية االستيراد مقارنة بالمتعاممين في القطاع العام‪ ،‬حيث أن نسبة الخواص تصل ‪ ٪75.22‬من‬
‫مجموع المستوردين عمى المستوى الوطني‪ ،‬حيث تمكنوا من استيراد ما قدره ‪ 9631‬مميون دوالر أي بنسبة‬
‫‪، ٪24.78‬أما فيما يتعمق بقائمة المواد المستوردة‪ ،‬فقد ارتأينا إحداث مقارنة ليا يبين السداسي األول‬
‫‪ 2006‬والسداسي األول ‪ 2007‬لمعرفة معدل تطورىا‪.‬‬

‫جــدول رقـم(‪ :) 10‬يـبـين الـواردات الجـزائـرية بـين الســداســي األول ‪ 2006‬والسـداسـي األول‬
‫‪.1 2007‬‬

‫الوحدة ‪ :‬بالمليون دوالر األمريكي‬

‫معدل‬
‫التطور‬ ‫السداسً األول ‪7002‬‬ ‫السداسً األول ‪7002‬‬ ‫المجموعات‬

‫)‪(%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫القٌمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القٌمة‬ ‫اإلنتاجٌة‬

‫‪20,99 17,80‬‬ ‫‪2 260,00‬‬ ‫‪18,38‬‬ ‫‪1 868,00‬‬ ‫الوسائل الغذائٌة‬

‫‪38,06 30,38‬‬ ‫‪4 037,00‬‬ ‫‪26,99‬‬ ‫الوسائل الخاصة باإلنتاجٌة ‪2 924,00‬‬

‫‪9,10 36,97‬‬ ‫‪4 689,00‬‬ ‫‪39,92‬‬ ‫‪4 298,00‬‬ ‫وسائل التجهٌزات‬

‫وسائل االستهالك غٌر‬


‫‪19,76 14,84‬‬ ‫‪1 818,00‬‬ ‫‪14,70‬‬ ‫‪1 518,00‬‬ ‫الغذائٌة‬

‫‪87,91‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪12 804,00‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪10 608,00‬‬ ‫المجموعات‬

‫المصدر‪ :‬نفس المصدر السابق‪.‬‬

‫سجمت الواردات الجزائرية ارتفاعا يقدر بأكثر من ‪، ٪20.70‬مقارنة مع السداسي األول ‪2006‬‬
‫حيث كانت ‪ 10.60‬مميار دوالر أمريكي وأصبحت ‪ 12.80‬مميار دوالر أمريكي‪.‬‬

‫‪1‬وزير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪ ،‬معطيات إحصائية لسنة ‪ ،2007‬ص ‪.38‬‬

‫‪32‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫ويؤكد التنوع في المواد المستوردة عمى تراجع القطاع العام لألسباب سابقة الذكر‪ ،‬بالنظر إلى تطور‬
‫‪).‬‬
‫قيمة المواد المستوردة من قبل المتعاممين الخواص‪.‬‬

‫إذن يمكننا القول بأن ىذا النوع من المؤسسات‪ ،‬وبالنظر إلى خصوصياتو‪ ،‬يساىم في تفعيل حركة‬
‫الواردات‪ ،‬والتي بدورىا تبين بان ىذا القطاع يشيد تطو ار واستم ار ار في نشاطو‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬المساىمة في التصدير‬

‫تقدر قيمة الصادرات خارج المحروقات خالل السداسي األول ‪2007‬بـ‪ 539 :‬مميون دوالر‬
‫بانخفاض يقدر بـ ‪ ٪12.92‬مقارنة مع السداسي األول ‪2006‬‬

‫أما بالنسبة لممنتجات التي يتم تصديرىا من طرف ىذا القطاع نوردىا في الجدول التالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)11‬يبين أىم المنتجات المصدرة خارج قطاع المحروقات خال ل السداسيين األولين‬
‫‪ 2006‬و ‪.2007‬‬

‫معدل التطور‬ ‫السداسي األول ‪7002‬‬ ‫السداسي األول ‪7002‬‬ ‫تعٌٌـن المنتـوج‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة بالدوالر‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة بالدوالر‬

‫‪56,42‬‬ ‫‪4,65‬‬ ‫‪25,09‬‬ ‫‪2,59‬‬ ‫‪16,04‬‬ ‫فوسفات الكــالسٌوم‬


‫‪- 68,24‬‬ ‫‪3,88‬‬ ‫‪20,92‬‬ ‫‪10,64‬‬ ‫‪65,87‬‬ ‫نفـٌا وبقاٌا المواد السبكٌة‬
‫‪- 70,85‬‬ ‫‪2,69‬‬ ‫‪14,49‬‬ ‫‪8,03‬‬ ‫‪49,70‬‬ ‫الزٌتزن والمواد األخرى األتٌة من تقطٌر الزفت‬
‫‪23,66‬‬ ‫‪2,40‬‬ ‫‪12,96‬‬ ‫‪1,69‬‬ ‫‪10,48‬‬ ‫دوالٌب مطاطٌة‬
‫‪-‬‬ ‫‪2,29‬‬ ‫‪1,90‬‬ ‫‪10,23‬‬ ‫‪1,69‬‬ ‫‪10,47‬‬ ‫نمور‬
‫‪264,14‬‬ ‫‪1,60‬‬ ‫‪8,63‬‬ ‫‪0,38‬‬ ‫‪2,37‬‬ ‫المٌاه‪،‬بما فً ذالك المٌاه المعدنٌة‬
‫‪- 91,80‬‬ ‫‪1,50‬‬ ‫‪8,11‬‬ ‫‪15,97‬‬ ‫‪98,88‬‬ ‫النشادر المنزوعة المـاء‬
‫‪301,64‬‬ ‫‪0,91‬‬ ‫‪4,90‬‬ ‫‪0,20‬‬ ‫‪1,22‬‬ ‫الخروب‪،‬الطحالب‪،‬شمندر السكر‬
‫‪521,79‬‬ ‫‪0,90‬‬ ‫‪4,85‬‬ ‫‪0,13‬‬ ‫‪0,78‬‬ ‫المعجنات الغذائٌة المطبوخة أو المحشوة‪,‬‬
‫‪- 88,91‬‬ ‫‪0,77‬‬ ‫‪4,16‬‬ ‫‪6,06‬‬ ‫‪37,50‬‬ ‫الزنك فً الحالة الخامة‬
‫‪- 61,02‬‬ ‫‪21,21‬‬ ‫‪114,34‬‬ ‫‪47,38‬‬ ‫‪293,31‬‬ ‫المجموع الجزئً‬
‫‪-12,92‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪539‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪619‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬نفس المصدر السابق ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫لقد عرف ىذا القطاع انخفاضا ممحوظا بين السداسيين األولين ‪2006‬و‪ 2007‬ب ‪ ٪12.92‬لذا‬
‫يجب عمى الدولة اعتماد سياسة تنمية الصادرات الوطنية خارج قطاع المحروقات‪ ،‬وبالتالي يجب تكثيف‬
‫جميع الجيود في سبيل إزالة جميع العقبات التي تقف أمام تسييل دخول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫إلى األنشطة التي تحتوى قيمة مضافة عالية تسمح ليا بزيادة قيمة صادراتيا‪.‬‬

‫وىذا ما اثر عمى الميزان التجاري الذي شيد انخفاضا خالل السداسي األول ‪ 2007‬قدر بـ ‪14.31‬‬
‫مميار دوالر أمريكي أي انخفض ب ‪٪19.14‬مقارنة بالسداسي األول ‪2006‬‬

‫والجدول التالي يبين ذلك ‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)12‬يبين التوجو العام لممؤشرات خالل السداسيين األوليين ‪ 2006‬و‪2007‬‬

‫المجموعات اإلنتاجٌة السداسً األول السداسً األول نسبة التطور‬

‫‪%‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪20,7‬‬ ‫‪12804‬‬ ‫‪10608‬‬ ‫االستٌراد‬

‫‪-4,21‬‬ ‫‪27111‬‬ ‫‪28302‬‬ ‫التصدٌر‬

‫‪-19,14‬‬ ‫‪14307‬‬ ‫‪17694‬‬ ‫المٌزان التجــاري‬

‫المصدر‪ :‬نفس المصدر السابق‬

‫‪34‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الرابع‪ :‬المشاكل التي تواجييا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫تواجو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كغيرىا من المؤسسات مشاكل عديدة ‪،‬منيا ما يتعمق‬
‫بتأسيسيا ومنيا ما يتعرض بقائيا وتنميتيا‪ ،‬ويمكن الوقوف عمى أىم المشاكل التي تواجو المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة ‪،‬وكذا كيفية مواجية ىذه المشاكل والتغمب عمييا‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬المشاكل التي تواجييا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫يعتبر التعرف عمى المشكالت التي تواجييا المشروعات الصغيرة عموما في البمدان النامية أم ار‬
‫ضروريا‪ ،‬حتى يمكن التصدي لمعالجة ىذه المشاكل ويمكن القول بصفة عامة أن تمك المشكالت إنما‬
‫ترجع إلى كونيا صغيرة أي أنيا غالبا ما تنشأ ويرتبط مصيرىا بمصير فرد واحد غالبا ما يقترن بالندرة في‬
‫رأس مال المشروع‪ ،‬والميارات الفنية و اإلدارية المتاحة لو وبناءا عمى ذلك تختمف طرق اإلنتاج واإلدارة‬
‫‪،‬ما ينجم عنو انخفاض في مستوى اإلنتاجية لممشروع ‪،‬وعدم قدرتو عمى التوسع و النمو‪ ،‬كما تعاني‬
‫المشروعات الصغيرة عامة من بعض المشكالت التقميدية التي تفوق المشروعات وتعوق ارتقائيا في جميع‬
‫بالد العالم تقريبا‪.‬‬

‫وبصفة عامة يالحظ أن المشكالت والمعوقات التي تواجو المشروعات الصغيرة ترجع إلى‬
‫مجموعتين من العوامل‪:‬‬

‫عوامل داخمية خاصة بطبيعة تمك المشروعات؛‬


‫عوامل خارجية يسببيا المناخ االستثماري الذي تعمل من خاللو تمك المشروعات‪.‬‬
‫‪ .1‬مشكالت المشروعات الصغيرة التي ترجع إلى العوامل الداخمية‪:‬‬

‫ترجع ىذه المجموعة من العوامل إلى طبيعة المشروع ذاتو ‪،‬من حيث رأس المال والييكل التنظيمي‬
‫‪،‬وتكشف عن المشكالت التالية‪:‬‬

‫‪ 1.1‬وجود عجز في القدرات اإلدارية التنظيمية‪ :‬إن طبيعة المشروعات الصغيرة والمتوسطة تتيح‬
‫حرية لمنشاط بالنسبة لألفراد ‪،‬عمى اختالف أوضاعيا االجتماعية واالقتصادية ومن أبرز سمات ىذه‬
‫المشروعات ىو بساطة الييكل التنظيمي ‪،‬ألن المشروع الصغير يدار بواسطة صاحبو الذي يتخذ جميع‬
‫الق اررات اليامة‪،‬وىذا االعتماد المباشر عمى صاحب المشروع في جميع النواحي اإلدارية من أىم عيوبو‬

‫‪35‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫التي تتمثل في‪ ،‬أن قدرة الشخص الواحد تكون محدودة غالبا‪ ،‬حيث يعتمد صاحب المشروع عمى الخبرة‬
‫والفطرة وىما عامالن ينقصيما الكثير‪ ،‬بالنسبة لمنواحي اإلدارية فالشخص المؤىل لذلك تكون خبرتو أوسع‬
‫وتجربتو أعمق؛‬

‫‪ .2.1‬عدم تطبيق قواعد النظام المحاسبي في إدارة النشاط‪ :‬إذ تختمف مينة المحاسبة في كثير‬
‫من الدول خاصة النامية منيا ‪،‬أدى إلى انتشار صورة من عدم الكفاءة في المشروعات ‪،‬ويترتب عمى ذلك‬
‫تقميل قدرة المستثمر الصغير عمى إدارة االستثمارات بكفاءة وتوقع النفقات واإليرادات المرتقبة من‬
‫االستثمار الجديد؛‬

‫‪ .3.1‬عجز مصادر التمويل الداخمي لممشروع‪ :‬يعتبر العجز في مصادر التمويل الداخمية بالنسبة‬
‫لممشروعات من أبرز العقبات التي تواجو صاحب المشروع‪ ،‬فاألموال التي يتم تدبيرىا لشراء أصل ثابت‬
‫ىي في الواقع غير كافية ىذا ومع اقتراض ىذه األموال فيناك عقبة أخرى تتمثل في عدم وجود مصادر‬
‫التمويل لرأس المال المتداول في المشروع المتمثل في المخزون‪ ،‬ويترتب عمى ذلك عادة تخمف طرق‬
‫اإلنتاج ‪،‬وما ينتج عن ذلك من انخفاض مستوى الكفاءة اإلنتاجية لممشروع وعدم القدرة عمى التوسع‬
‫والنمو‪.‬‬

‫‪ .2‬مشكالت المشروعات الصغيرة والمتوسطة الناتجة عن العوامل الخارجية‪:‬‬

‫وترجع ىذه العوامل إلى المناخ العام‪،‬الذي من خاللو تمارس المشرعات الصغيرة والمتوسطة‬
‫أنشطتيا المختمفة وتتمثل تمك الجموع من العوامل اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1.2‬حماية السياسات الحكومية لممشروعات الكبيرة‪ :‬يظير ىذا بوضوح في الممارسات‬


‫المختمفة لمسياسات الحكومية لصالح المشروعات الكبيرة‪ ،‬ونجد أن أنشطة المشروعات الكبيرة تحصل عمى‬
‫المناخ المباشر الذي تقدمو الحكومة ليا محل الصرف األجنبي ‪،‬واالمتيازات الجمركية واإلعفاءات بل أن‬
‫سياسة الحكومة ال تحمي المشروعات الكبيرة من المنافسة األجنبية فحسب بل من منافسة المشروعات‬
‫الصغيرة والمتوسطة أيضا ‪،‬كما أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تواجو الموائح الحكومية والمطالب‬
‫البيروقراطية شأنيا في ذلك شأن المشروعات الكبيرة ‪،‬في الوقت الذي تستطيع أن تتغمب فيو الكبيرة عمى‬

‫‪36‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫الروتين ال حكومي من خالل تعميق العالقات من األجيزة الحكومية سواء بشكل ظاىر أو غير ظاىر‬
‫‪1‬‬
‫لمشروع أو غير مشروع في نفس الوقت الذي تستطيع فيو المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫‪ .2.2‬مشكمة تمويل المشروعات الصغيرة بالعمالت األجنبية والقروض الدولية‪ :‬من الواضح أن‬
‫المشروعات ال صغيرة تتحصل عمى تمويل محدود باالقتراض و التسييالت من كل من البنوك التجارية‪،‬‬
‫وبنوك االستثمار واألعمال‪ ،‬وبنك التنمية‪ ،‬ويترتب عمى ذلك أن تمك المشروعات تحتاج لمتمويل أجنبي‬
‫لمحصول عمى المعدات الرأسمالية كاآلالت والمعدات الحديثة‪ ،‬ويتوفر لدى بعض من العاممين بالخارج‬
‫أرصدة من العمالت تستخدم في التمويل لكنيا ليست بالدرجة الكافية ‪،‬كما أن المشروعات الصغيرة‬
‫المشتركة عادة تعتمد عمى الشريك العربي أو األجنبي في توفير العمالت األجنبية الالزمة إال أن ذلك ال‬
‫يتوفر لمكثير من المشروعات األخرى‪ ،‬حيث أن الصناعات التصديرية ال توجد مشكمة توفير احتياجاتيا‬
‫من العمالت األجنبية فالصادرات السمعية تمول اآلالت والمعدات الجديدة المستوردة ‪،‬رغم ذلك فإن‬
‫المشروعات الصغيرة تواجو مشاكل عديدة عند التصدير؛‬

‫‪ .3.2‬مشكالت ارتفاع أسعار الفائدة عمى القروض الممنوحة‪ :‬المالحظ أن معدل الفائدة عمى‬
‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة مرتفع لمغاية مقارنة بمعدالت الفائدة عمى المشروعات الكبيرة ‪،‬حيث أن‬
‫سعر الفائدة عمى المشروعات الكبيرة أقل بكثير من معدل التضخم المحمي ‪،‬إضافة إلى المشروعات‬
‫الصغيرة والمتوسطة تكون مقيدة باألعباء خالل فترات اإلعداد األولي مما يمنعيا من القدرة عمى السداد‬
‫بالتعثر والبحث عن جدولة القروض المتعثرة بسبب ارتفاع أسعار الفائدة عمى القروض الممنوحة لتمك‬
‫المشروعات؛‬

‫‪ .4.2‬غياب التنسيق في العروض من القروض المصرفية وضعف المعمومة المعموماتية‪ :‬حيث‬


‫تكشف العديد من الدراسات والمعمومات المتاحة عن المالحظات التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬ال يوجد تنسيق بين جانب العرض من القروض المصرفية وغير المصرفية المقدمة لممشروعات‬
‫الصغيرة والمتوسطة؛‬
‫‪ .2‬ىناك فاصل بين جانب العرض من القروض المصرفية وجانب الطمب عمى القروض المصرفية؛‬
‫‪ .3‬ال توجد قاعدة بيانات دقيقة وال نظام معمومات متكاممة لممشروعات الصغيرة والمتوسطة يساعد‬
‫عمى تدعيم ق اررات اإلقراض واالقتراض؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬كاسر النصر المنصور وشوقي ناجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪37‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .4‬نقص الخبرة المصرفية لممشروعات الصغيرة والمتوسطة مما يضعف من الق اررات االفتراضي‬
‫وسوء أو عدم فيم السياسات النقدية وأدواتيا؛‬
‫‪ .5‬ال تراعي السياسة النقدية المشروعات الصغيرة والمتوسطة من حيث حجم القروض المخصصة‬
‫‪1‬‬
‫لممشروعات الصغيرة والمتوسطة حسب النوع والموقع الجغرافي وأسعار الفائدة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬كيفية مواجية العراقيل وعوامل نجاح وانتشار المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‬

‫من خالل العراقيل التي تم ذكرىا سابقا تم الخروج ببعض اإلجراءات واالقتراحات لحل أو كيفية‬
‫التخمص وايجاد حمول ليذه العراقيل كما يمي‪:‬‬

‫التحقيق من اإلجراءات اإلدارية بصفة عامة وبمصالح السجل التجاري بصفة خاصة؛‬
‫تسييالت من حيث االستفادة من القروض البنكية‪ ،‬مع إعادة النظر في نسبة الفوائد وكذا النظر‬
‫في مدة استرجاع القرض التي تستحق التمديد؛‬
‫تكوين المسيرين والمؤطرين لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذا التقنيين المختصين؛‬
‫إجراء تخفيضات في مجاالت مختمفة لتشجيع المستثمرين‪ ،‬كالتخفيض في الضريبة والرسوم‬
‫الجمركية وكذا رسوم االشتراك في الصندوق الضمان االجتماعي؛‬
‫إن الضروريات من ماء وكيرباء وغاز تستحق إعادة النظر في أسعارىا من جية وضمان توفيرىا‬
‫لممستثمر أي دون انقطاع عمى مستوى المناطق الصناعية ‪،‬ومناطق النشاط االجتماعي من جية‬
‫‪2‬‬
‫أخرى‪.‬‬

‫ومن بين عوامل انتشار ونجاح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ما يمي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬اقتصاديات تمويل المشروعات الصغيرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬حكيم شبوطي‪ ،‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عمى تحقيق التشغيل‪ ،‬مذكرة ماجستير في العموم االقتصادية‪،‬‬
‫النشر جامعة الجزائر‪ ،2000 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪38‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬العوامل الخاصة‬

‫عدم رغبة الكثير من األفراد في الوقت الحاضر العمل عند الشركات الكبرى‪ ،‬وىذا لسبب شعور‬
‫األفراد بالخطر وانعدام امتالكيم عمى اتخاذ الف اررات والمشاورات في أمور اإلدارة وىذا كمو غير موجود‬
‫بالنسبة لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة ولذلك يمجئون إلى ىذه المؤسسات ألن العامل يشعر بارتياح وكذا‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باشتراك العاممين في رأس المال وأرباح المؤسسة ويكون ىناك اتصال‬
‫مباشر بين اإلدارة والعمال وفي ىذه الحالة يشعر العمال بالثقة وىذا ما يحفزىم عمى بذل الجيود الكبيرة‬
‫لتحقيق أىداف تمك المؤسسة بالتالي تزداد مردوديتيا وأرباحيا وىذا ما يؤدي إلى توسع نشاطيا وفتح‬
‫فرص عمل جديدة ولكن ىذه المميزات التي نجدىا في المؤسسات الكبرى وىذا ما يجعل العمال يمجئون‬
‫إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫كذلك نجد من بين العوامل التي تؤدي إلى انتشار المؤسسات الصغيرة والمتوسطة رأس المال‬
‫المستثمر فمن أجل إقامة مؤسسة صغيرة ومتوسطة يكفي مبمغ قميل من المال‪ ،‬كما يمكن لمجموعة قميمة‬
‫‪1‬‬
‫من المستثمرين إقامة مؤسسة وذلك بجميع األموال المتوفرة لدييم من مدخراتيم وغيرىا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العوامل العامة‪:‬‬

‫سيولة إقامة مشروع صغير أسيل بكثير من إقامة مشروع كبير وىذا لنتيجة إقامة مشروعات كبرى‬
‫يتطمب لتييئة األراضي الالزمة لممؤسسة من حيث دراسة التربة والحفر واعداد اليياكل القاعدية من تعبيد‬
‫الطرقات وحفر قنوات لتمرير الغاز والكيرباء وغيرىا من متطمبات المشروع الكبير وكل ىذه المعطيات‬
‫تحتاج إلى األموال الضخمة لتييئة المشروع بينما نجد المشروع الصغير والمتوسط ال يتطمب كل ىذه‬
‫التكاليف الباىظة فالمؤسسة الصغيرة والمتوسطة ت تسع لعدد فميل من اآلالت وكذا يتطمب تييئة بسيطة‬
‫لألراضي ومعدات متواضعة وىذا ال يكمف إعدادية كبيرة مثل ما سبق ونستخمص أنو من السيل إقامة‬
‫مشروع أو مؤسسة صغيرة ومتوسطة بأقل تكمفة فيذا يخفض من معدالت البطالة ويشجع عمى إقبال‬
‫المستثمرين عمييا‪.‬‬

‫المؤسسة الصغيرة والمتوسطة ال تتطمب يد عاممة ماىرة فيذا يعتبر سبب أساسي من أسباب انتشار‬
‫ىذه المؤسسات فيي تتطمب يد عاممة ماىرة ومتخصصة ومتكونة تكوين عالي فقط يد عاممة بسيطة التي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حكيم شبوطي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65 ،64‬‬
‫‪39‬‬
‫عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل األول‬

‫تمكنيا من القيام بأعمال ونشاطات التي تتطمبيا تمك المؤسسات ويكفي القميل من المعرفة والخبرة لمقيام‬
‫‪1‬‬
‫بالعمل فيذا ما يسيل التوسع واالنتشار واقبال المستثمرين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ناجي المرتجي‪ ،‬المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مفيوم ومشكالت إطار التطوير‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،‬مصر‪،2004 ،‬‬
‫ص‪.36 -‬‬
‫‪41‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‬

‫يعتبر التمويل من المعوقات الرئيسية التي تواجو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خاصة في الدول‬
‫النامية‪ ،‬نظ ار لما تعانيو من ندرة في رؤوس األموال ‪،‬عمى الرغم من بساطة حجم رأس مال ىذه‬
‫المؤسسات‪.‬‬

‫ومن اجل مواصمة نشاطيا االقتصادي وجعمو أكثر ديناميكية لرفع معدالت تنميتيا وتحقيق‬
‫استقرارىا‪،‬عمييا أن تختار أفضل مصدر من مصادر التمويل وبأقل تكمفة‬

‫وبناء عمى ذلك سنتطرق في ىذا الفصل إلى اإللمام بأىم مصادر التمويل‪ ،‬وخاصة التقميدية منيا‬
‫ليذه المؤسسات وذلك بعد معرفة مفيوم وطرق ووظائف التمويل وكذا أنواعو والعوامل المحددة ليا‬
‫باإلضافة إلى المخاطر التي يمكن أن تنجم عنو وطرق قياسيا‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول التمويل‬


‫يعتبر التمويل من الوظائف ذات األىمية البالغة‪ ،‬ومن بين الطرق التي تمجأ إلييا المؤسسة التي‬
‫تعاني من عجز مالي‪ ،‬أو التي تريد االستفادة من مزايا التمويل الخارجي فبظيور ىذه العممية زادت حركة‬
‫النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫من خبلل ىذا المبحث سيتم التعرف عمى مختمف مفاىيم التمويل وأىميتو ثم طرق الحصول عميو‬
‫وكذا وظائفو‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف التمويل وأهميته‬

‫‪ -1‬تعريف التمويل‪:‬‬

‫يعتبر التمويل النواة األساسية التي تعتمد عمييا المنشأة في توفير مستمزماتيا اإلنتاجية وتسديد‬
‫جميع مستحقاتيا ونفقاتيا‪ ،‬ليذا حاول الباحثون إعطاء مفيوم لمتمويل حيث يجمعون عمى أن التمويل‬
‫يعني توفير المبالغ النقدية البلزمة إلنشاء أو تطوير مشروع خاص أو عام وانو باعتبار التمويل يقصد بو‬
‫الحصول عمى األموال بغرض استخداميا لتشغيل أو تطوير المشروع كان يمثل النظرة التقميدية‪.‬‬

‫حيث تركز النظرة الحديثة لموظيفة التمويمية عمى تحديد أفضل مصدر لؤلموال عن طريق‬
‫‪1‬‬
‫المفاضمة فيما بين المصادر المتاحة من خبلل دراسة التكمفة والعائد‬

‫كما نجد عدة تعار يف لمتمويل نذكر منيا‪:‬‬

‫التمويل ىو تدبير األموال والمبالغ النقدية الضرورية لقيام المؤسسة بالمشاريع االستثمارية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫التمويل ىو الحصول عمى األموال من مصادرىا المختمفة وىو جزء من اإلدارة المالية‬

‫وعرفو الدكتور "عمر حسين" بأنو توفير النقود في الوقت المناسب ‪ ،‬أي الوقت الذي تكون في‬
‫‪3‬‬
‫المؤسسة في أمس الحاجة لبلستيبلك واإلنتاج وذلك في فترات زمنية معينة‬

‫‪1‬‬
‫فريد بوشيرة ‪ ،‬التمويل اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،1945،‬ص ‪.192‬‬
‫‪2‬‬
‫عمر حسين‪ ،‬الموسوعة االقتصادية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪،2000،‬ص‪.145‬‬
‫‪3‬‬
‫احمد بوراس‪ ،‬تمويل المنشات االقتصادية ‪،‬دار العموم لمنشر والتوزيع‪.، 2008،‬ص‪.242‬‬
‫‪24‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وكما يمكن اعتبار التمويل مختمف العمميات التي تمكن المؤسسة من الحصول عمى األموال‬
‫البلزمة لتمويل نشاطيا سواء كان من مصادر داخمية من خبلل التمويل الذاتي أو من مصادر خارجية‬
‫‪1‬‬
‫عن طريق االقتراض ‪.‬‬

‫‪ -2-‬أهمية التمويل‬

‫تحتاج المؤسسة إلى التمويل من أجل الحصول عمى التجييزات و مواكبة جميع التطورات‬
‫الحاصمة في محيطيا (اإلنفاق الرأسمالي )‪ ،‬و دفع أجور عماليا و مصاريف أخرى متنوعة (اإلنفاق‬
‫التشغيمي)‪ ،‬فيي تمجأ عند الحاجة التمويل الخارجي فقط لسد حاجاتيا سواء في الصندوق أو لتسديد‬
‫االلتزامات‪ ،‬و من ىذا المنطمق يمكن القول أن لمتمويل أىمية كبيرة تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ ‬تحرير األموال أو الموارد المالية المجمدة سواء داخل المؤسسة أو خرجيا؛‬


‫‪ ‬يساىم عمى إنجاز مشاريع معطمة وأخرى جديدة و التي بيا تزيد التنمية الوطنية؛‬
‫‪ ‬يساىم في تحقيق ىدف المؤسسة من أجل اقتناء أو استبدال المعدات؛‬
‫‪ ‬المحافظة عمى سيولة المؤسسة وحمايتيا من خطر اإلفبلس والتصفية؛‬
‫‪ ‬يساىم في ربط الييئات والمؤسسات المالية والتحويل الدولي؛‬
‫‪ ‬يعتبر التمويل كوسيمة سريعة تستخدميا المؤسسة لمخروج من حالة العجز المالي؛‬
‫‪ ‬يساىم في تحسين الوضع االجتماعي خاصة بالنسبة لمدول النامية؛‬
‫‪ ‬يساىم في بناء اقتصاديات الدول و خروجيا من أزمة المديونية ‪.2‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬طرق التمويل و وظائفه‬
‫‪ -1‬طرق التمويل ‪:‬‬
‫تولي المؤسسة اىتماما كبي ار لطرق الحصول عمى التمويل البلزم لمشاريعيا التنموية وذلك بإتباع‬
‫طريقتين أساسيتين وىما التمويل المباشر وغير مباشر ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أشرف محمد دوابة ‪ ،‬اشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الدول العربية ‪ ،‬مداخمة ضمن ممتقى تأىيل‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬كمية العموم االقتصادية ‪ ،‬جامعة حسين بن بوعمي الجزائر ‪ -18-17‬أفريل ‪، 2006‬‬
‫ص ‪. 37‬‬
‫‪2‬‬
‫جميل أحمد توفيق‪ ،‬أساسيات اإلدارة المالية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬بيروت بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪.340‬‬
‫‪22‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫التمويل المباشر ‪:‬‬

‫أ – تعريف التمويل المباشر ىو عبارة عن العبلقة المباشرة بين المقرض والمستثمر بدون تدخل‬
‫أي وسيط مالي مصرفي أو غير مصرفي‪ ،‬إذ أن الوحدات ذات الفائض في الموارد النقدية االدخارية‬
‫االستمررية‪ ،‬و‬
‫ا‬ ‫تحولو إلى الوحدات ذات العجز في الموارد النقدية‪ ،‬والتي تستخدمو لتغطية احتياجاتيا‬
‫التمويل في ىذه الحالة يتخذ صور متعددة كما أنو يختمف باختبلف المقترضين (مؤسسات أفراد)‪ ،‬فيمكن‬
‫ليذه األخيرة أن تحصل عمى قروض و تسييبلت ائتمانية من موردييا أو عمبلئيا‪ ،‬أو من المدخرين الذين‬
‫يرغبون في توظيف أمواليم بدون أن يرتبط نشاطيم مباشرة بالنشاط االقتصادي لممؤسسات‪ ،‬و يتمثل ىذا‬
‫في تقديم المؤسسات لسندات وأسيم متعددة األنواع بقيم اسمية نقدية إلى المدخرين مقابل أن يقدم لآلخرين‬
‫مدخراتيم النقدية المساوية ليذه األسيم و السندات إلى المؤسسات من أجل أن تستخدميا في تأسيس‬
‫مشروع ما أو شراء آالت أو زيادة رأسمال المشروع القائم‪.‬‬

‫ب – الصعوبات الناجمة عن العالقة المباشرة‪ :‬إن وجود العبلقة المالية المباشرة بين المقرض‬
‫والمستثمر تصادفيا صعوبات لمطرفين أىميا يتمثل في ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬صعوبة التوافق في الرغبات من حيث الزمان والمكان‪ ،‬فالمؤسسة فقد تحتاج إلى األموال في فترة‬
‫معينة‪ ،‬لكن المقرض ال يستطيع توفيرىا في تمك الفترة‪ ،‬كما قد ال يكون الطرفين في نفس المكان‪ ،‬مما‬
‫يصعب التبلقي بينيما؛‬
‫‪ ‬صعوبة توافق الرغبات من حيث المبمغ‪ ،‬فالمؤسسة قد تحتاج إلى مبمغ أكبر من الفائض المالي‬
‫لممقرض‪ ،‬ومنو البد من البحث عن مقرض آخر؛‬
‫‪ ‬عدم قدرة المقرض عمى تقدير كل األخطار المحتممة‪ ،‬مما يضعف من فرص التوظيف الجيد‬
‫لؤلموال‪ ،‬ويقمل إمكانية االستعمال األمثل لمموارد‪.‬‬

‫‪-1‬مصطفى رشيد شيحة‪ ،‬النقود و المصارف االئتمان‪ ،‬الدار الجامعية الجديدة لمنشر و الطباعة و اإلعبلم‪ ،‬اإلسكندرية‬
‫‪ ،1999‬ص ‪.196‬‬
‫‪24‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1-1‬التمويل الغير المباشر‪:‬‬

‫الوساطة المالية ىي الحمقة األساسية لمعبلقة الغير مباشرة في التمويل‪ ،‬و لمعرفة طبيعة ىذه‬
‫العبلقة يجب اإلشارة إلى أىم أطرافيا و طبيعة الوضع المالي الذي تمثمو‪.‬‬

‫أ – أطراف الوساطة المالية‬

‫‪ ‬أصحاب الفائض المالي‪ :‬ىم األشخاص الذين لدييم مداخيل عالية تفوق نفقاتيم‪ ،‬و بما أنيم‬
‫يحاولون توظيف أمواليم بطريقة مثمى‪ ،‬فيم الطرف الذي لو القدرة عمى التمويل‪.‬‬
‫‪ ‬أصحاب العجز المالي‪ :‬ىم األشخاص الذين تفوق نفقاتيم (المتعمقة بتأسيس مشروع أو التوسيع‬
‫فيو) مجموع مداخميم( إراداتيم المتاحة )‪ ،‬و بيذا يكونون في حاجة إلى أموال لتغطية عجزىم‪.‬‬
‫‪ ‬اآلليات التي تسمح بتحويل عبلقة التمويل المباشر إلى تمويل غير مباشر بين أصحاب الفائض‬
‫وأصحاب العجز‪ ،‬من خبلل جمع فوائض التمويل من جية و تقديميا في شكل قروض لمجيات التي‬
‫بحاجة لمتمويل‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫ب – أهمية التمويل غير مباشر‪ :‬تتجسد من خبلل الدور الذي تمعبو الوساطة المالية في‪:‬‬
‫مصداقية الوسيط المالي مضمونة لمقوانين و التنظيمات المخصصة لحماية المودعين‪.‬‬

‫‪ -‬تمكن المدعين من الحصول عمى السيولة و كذا اإليداع في أي وقت؛‬

‫‪ -‬توقير األموال البلزمة ألصحاب العجز في الوقت المناسب و بشكل كافي؛‬

‫‪ -‬تفادي عرقمة النشاط االقتصادي لعدم توافق الرغبات بين أصحاب الفائض المالي و أصحاب‬
‫العجز المالي؛‬

‫‪ -‬تقميص المجوء إلى اإلصدار النقدي بتعبئة السيولة الموجودة‪ ،‬و ىذا ما يبين مدى فعالية الوساطة‬
‫المالية في جمب األموال وتجميعيا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الطاىر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪ ،2001‬ص ‪06‬‬
‫‪24‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬وظائف التمويل ‪:‬‬


‫‪ -‬لمتمويل وظائف متعددة و مختمفة تتمثل في التخطيط المالي و الرقابة المالية و غيرىا من‬
‫الوظائف التي سوف نتطرق إلييا بالتفصيل كالتالي ‪:‬‬

‫‪ -1-2 -‬التخطيط المالي‬

‫‪ -‬ىو نوع من أنواع التخطيط يركز عمى األموال‪،‬فيو يساعد في اإلعداد المستقبمي حيث يقوم‬
‫بتخطيط االحتياجات المالية لممنشآت سواء أكانت ىذه االحتياجات قصيرة ‪ ،‬أو طويمة المدى كما نجد‬
‫الخطط تقوم عمى معمومات غير كاممة وال كبيرة‪ ،‬ألنو يقوم عمى التنبؤ بالمستقبل ‪.‬‬

‫‪ -2-2 -‬الرقابة المالية‬

‫‪ -‬تقوم وظيفة الرقابة المالية بتقييم أداء المنشآت وذلك بمقارنتو بالمخطط التي تتم وضعيا مسبقا‬
‫لكي تتمكن من اكتشاف األخطاء وتعديل الخطط نفسيا إذا لزم األمر ثم مع معالجة ذلك تصحيح لمتأكد‬
‫من تنفيذه‪.‬‬

‫‪ -3-2 -‬الحصول عمى األموال‬

‫‪ -‬ىذه الوظيفة تبين لنا مقدار األموال التي تحتاجيا المنشاة ومواعيد الحاجة ليذه األموال‪ ،‬وفي‬
‫حالة عدم كفاية األموال يمجا المدير المالي إلى مصادر خارجية لمحصول عمى ىذه األموال لتغطية ىذه‬
‫الحاجات‪.‬‬

‫‪ -4-2‬استثمار األموال‬

‫بعدما قام المدير المالي بإعداد الخطط المالية والحصول عمى األموال الفعمية يتأكد أن ىذه األموال‬
‫تستخدم استخداما اقتصاديا داخل المنشاة‪ ،‬وان ىذا االستخدام يؤدي إلى الحصول عمى عائد اكبر لممنشاة‬
‫‪1‬‬
‫وذلك من خبلل استثمار تمك األموال في أصول مختمفة‬

‫‪1‬‬
‫محمد شفيق حسين الطيب‪ ،‬محمد إبراىيم عبيدات‪ ،‬أساسيات اإلدارة المالية‪.،‬دار المستقبل لمنشر ‪،‬والتوزيع ‪،‬عمان‪-‬‬
‫األردن‪،2007،‬ص‪.24،21 :‬‬
‫‪24‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬أنواع التمويل والعوامل المحددة له‬


‫‪ -‬ىناك عدة أنواع لمتمويل تختمف باختبلف المعيار الذي تم من خبللو التصنيف فالتمويل من‬
‫الوظائف التي اختمفت فييا وجيات النظر ‪،‬خاصة من ناحية التصنيف تعدد األنواع ووجيات النظر مع‬
‫وجود عوامل تحد من العممية اختيار التمويل المناسب‪،‬والمبلئم لطبيعة ونشاط المؤسسة ‪،‬والذي يمكن ان‬
‫يحافظ عمى االستمرار‪.‬‬

‫‪ -‬من خبلل ىذا المبحث سيتم التعرف عمى أنواع التمويل وكذا العوامل المحددة لو‪.‬‬

‫‪ -‬المطمب األول‪ :‬أنواع التمويل‪:‬‬

‫‪ -‬تختمف أنواع التمويل باختبلف وجيات النظر إلييا فيمكن أن تصنف إلى عدة أنواع وىذا حسب‬
‫المعايير التالية‪:‬‬

‫‪ -1 -‬من حيث المدة التي يستغرقها التمويل‪:‬‬

‫‪ -‬ينقسم إلى‪:‬‬

‫‪ -1-1 -‬التمويل القصير األجل‬

‫‪ -‬يقصد بو تمويل العمميات لمد ال تزيد عن ‪ 24‬شي ار ‪،‬يتم الوفاء مع نياية العممية ويوجد ىذا‬
‫التمويل لتغطية االحتياطات التي تبرز عمى مستوى حسابات الموردين ‪،‬وعادة ما يتم التسديد التكاليف من‬
‫‪1‬‬
‫إيرادات الستة‬

‫‪ -2-1 -‬تمويل متوسط األجل‬

‫‪ -‬ىو التمويل الذي يشمل جميع األموال المستحقة الدفع ‪،‬خبلل مدة ال تتجاوز ‪ 4‬سنوات حيث يتم‬
‫التسديد ىذه األموال عمى شكل أقساط دورية خبلل فترات قد تكون (شيرية‪،‬أو ثبلثية أو سنوية)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد صالح الحناوي‪ ،‬السيد عبد الفتاح عبد السبلم ‪،‬المؤسسات المالية البورصة والبنوك التجارية ‪،‬الدار الجامعية‬
‫‪، 1998‬ص ‪267‬‬
‫‪24‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -3-1 -‬تمويل طويل األجل‬

‫‪ -‬ىو التمويل الذي يشمل جميع األموال المستحقة الدفع خبلل مدة ال تتجاوز ‪ 4‬سنوات وتكون‬
‫موجية لشراء أصول حديده لزيادة االستثمارات ‪ ،‬وكذا زيادة اإلنتاجية أو تطوير نشاطيا‪.1‬‬

‫‪ -‬طويل األجل يتعارض مع ىدف الربحية ألنو قد ال يكون باستطاعة المؤسسة إعادة األموال إلى‬
‫المقرضين عند انتياء الموسم ‪،‬وتوفير الفوائض النقدية لدييا في الوقت المناسب بسبب استعماليا في‬
‫احتياجات أخرى ‪ ،‬باإلضافة إلى احتمال وجود غرامات عمى التسديد المبكر‪. 2‬‬

‫‪ -2 -‬من حيث الغرض‬

‫‪ -‬حسب ىذا المعيار نجد‪:‬‬

‫‪ -1-2 -‬تمويل االستغالل‪ :‬ىي األموال المخصصة لكافة النفقات المتعمقة بتنشيط الدورة اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪ -2-2 -‬تمويل االستثمار‪ :‬ىي األموال المخصصة لمواجية نفقات بترتب والتركيبات وغيرىا‪،‬‬
‫والذي يؤدي إلى زيادة رأسمالية المؤسسة‬

‫‪ -3‬من ناحية مصدر الحصول عمى األموال‬

‫‪ -‬ىناك نوعين من المصادر تتمثل في ‪:‬‬

‫أ – تمويل ذاتي(داخمي)‪ :‬يعرف عمى أنو وسيمة تمويمية جد ىامة وىي األكثر استعماال بحيث‬
‫تسمح لممؤسسة بتمويل نشاطيا االستغبللي بنفسيا دون المجوء إلى أي مصدر آخر‪ ،‬أي أنو وسيمة‬
‫تمويمية داخمية و تتمثل في النتيجة الصافية بعد الضريبة واالمتبلك والمئونات‪ ،‬أما قدرة التمويل الذاتي‬
‫فيي عبارة عن قياس لمكتمة المالية التي تصرف من طرف المؤسسة لمواجية النفقات المالية المرتبطة‬
‫بتنمية االستثمارات و رأس المال العامل‪.‬‬

‫من خبلل ىذا التعريف نستنتج أن قدرة التمويل الذاتي ىي عبارة عن التمويل الذاتي قبل التوزيع‬
‫العوائد التي توزع عمى المساىمين إذن‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫رضوان وليد العمار‪ ،‬أساسيات في اإلدارة المالية(مدخل إلى ق اررات االستثمار‪ ،‬وسياسات التمويل) ‪،‬دار المسيرة لمطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪،‬األردن‪ ،1997 ،‬ص ‪.192‬‬
‫‪2‬‬
‫مفتاح محمد عقل‪ ،‬مقدمة في اإلدارة المالية التحميل المالي ‪،‬دار المستقبل لمنشر والتوزيع ‪،‬عمان‪-‬األردن الطبعة‪،02‬سنة‬
‫‪2000‬‬
‫‪24‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫قدرة التمويل الذاتي = التمويل الذاتي ‪ +‬العوائد‬


‫من خبلل ىذه التعاريف نستنتج أن لمتمويل ثبلث خصائص ىي‪:‬‬
‫* التمويل الذاتي نتيجة لتقييم مردودية المؤسسة؛‬
‫* التمويل الذاتي يعتبر مورد لتمويل المؤسسة؛‬
‫* التمويل الذاتي يترجم التدفق في الخزينة‪ ،‬ويعطي الفرق بين مدخبلت ومخرجات الخزينة لمدة‬
‫معينة داخل المؤسسة‪.‬‬

‫ومنو نستنتج أن التمويل الذاتي وسيمة ىامة لتسوية الديون عن طريق تسديد القروض القصيرة‬
‫والمتوسطة األجل‪ ،‬من خبلل كل ىذا يمكننا القول أنو ذا أىمية قصوى عمى مستوى المؤسسة‪ ،‬بحي‬
‫‪1‬‬
‫يسمح ليا التمتع بالحرية القرار وعدم الخضوع لمضغوط الخارجية التي يمكن أن تؤثر عمييا سمبا‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬العوامل المحددة ألنواع التمويل‬

‫يختمف الييكل المالي لممؤسسات في مكوناتيا‪ ،‬فبعضيا يعتمد بشكل رئيسي عمى األموال الذاتية‬
‫لتمبية احتياجاتو المالية‪ ،‬في حين يعتمد اآلخر إلى حد كبير عمى األموال المقترضة و البعض قد يختار‬
‫أم ار وسط بين ذلك‪ ،‬ىذا األمر يضعنا أمام تساءل حول األسباب التي تؤدي الى وجود ىذه االختبلفات‬
‫في تركيبة الجانب األيسر في ميزانية المؤسسات من حيث طبيعة المصدر التمويمي المستعمل فييا كما‬
‫يضعنا أمام تساءل حول العوامل التي يحدد في ضوءىا المصدر األنسب لمتمويل‪ ،‬والجواب عمى الشق‬
‫األول أن ىذه االختبلفات ىي نتيجة لعدة عوامل متنازعة تتراوح بين ظروف المؤسسة نفسيا والحالة‬
‫االقتصادية‪ ،‬وتوفر األنواع المختمفة من األموال وطبيعة النشاط الذي تمارسو المؤسسة وتركيبة‬
‫موجوداتيا‪ ،‬أما بخصوص العوامل التي تحدد في ضوئيا أنواع األموال المناسبة لممؤسسة فيمكن ذكرىا‬
‫في‪:‬‬

‫‪ -1‬المالئمة بين طبيعة المصدر وطبيعة االستخدام (التوازن المالي)‪ :‬القاعدة العامة في التمويل‬
‫ىو أن يتم تمويل الموجودات الثابتة من مصادر التمويل طويمة األجل كأموال الممكية أو قروض طويمة‬
‫األجل‪ ،‬أما المصادر قصيرة األجل فيي مبلئمة لتمويل االستخدامات قصيرة األجل‪ ،‬وتعتبر عممية‬
‫المبلئمة بين طبيعة المصادر و طبيعة االستخدامات عممية ضرورية إليجاد ارتباط بين التدفقات النقدية‬

‫‪1‬‬
‫جميل أحمد توفيق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪341،340 :‬‬

‫‪45‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المتوقع حصوليا من األصول الممولة‪ ،‬وتسديد االلتزامات الناشئة عن اقتناء ىذه األصول‪ ،‬فاألصول‬
‫الثابتة مثبل تقدم خدماتيا لفترة زمنية طويمة وعن طريق استخدام ىذه الخدمات وبيع المنتجات يتوقع أن‬
‫تحصل المؤسسة عمى فائض من التدفق النقدي والمتمثل في األرباح المحققة مضاف إلييا إىتبلك‬
‫الموجودات الثابتة الممولة خبلل فترة مالية واحدة‪ ،‬ويجب ترتيب الوفاء بالديون المرتبطة بيا عمى عدة‬
‫فترات مالية بشكل يتناسب مع حجم الفوائض النقدية المحققة نتيجة حيازتيا‪ ،‬وىي غالبا ما تكون نسبة‬
‫قميمة من ىذه األصول الثابتة‪ ،‬وعامل المبلئمة يقضي أيضا بتمويل احتياجات المؤسسة القصيرة األجل‬
‫من المصدر قصير األجل ألن تحويميا بواسطة مصدر طويل األجل يتعارض مع ىدف الربحية ألنو قد‬
‫ال يكون باستطاعة المؤسسة إعادة األموال إلى المقرضين عند انتياء الموسم‪ ،‬و توفر الفوائض النقدية‬
‫لدييا في الوقت المناسب بسبب استعماليا في احتياجات أخرى‪ ،‬باإلضافة إلى احتمال وجود غرامات عمى‬
‫‪1‬‬
‫التسديد المبكر‬

‫‪-2‬الدخل‪ :‬الدخل ىو العائد المحقق لممنشاة جراء استخدام األموال المتاحة لدييا فعندما تقدم‬
‫المنشاة عمى االقتراض لتمويل عممية معينة ‪،‬فإنيا تقارن بين معدل الفائدة التي ستدفعيا لمممول ومعدل‬
‫العائد الذي ستحصل عميو فان كان فرقا ايجابيا مرضيا يتم اعتماد القرض وسيمة لمتمويل تل العممية ‪.‬‬

‫فاليدف من عمميات المنشاة تحقيق العائد المناسب عمى أموال المساىمين (المبلك) عن طريق‬
‫المتاجرة بالممكية أي المتاجرة باألموال أصحاب المنشاة‪ ،‬واستخدام أموال الغير‪.‬‬

‫‪ -3‬الخطر‪ :‬يقصد بو مدى تعرض أموال المبلك لمخاطر اإلفبلس أو الضياع نتيجة زيادة العبء‬
‫ا لمالي عمى المنشاة ولكثرة الجيات التي ليا الحق واألولوية عمى حقوق المبلك‪ ،‬وبالتالي يزداد الخطر‬
‫عمى مبلك كمما زادت ديون المنشاة وكمما اعتمدت عمى القروض‪.‬‬

‫فديون المنشاة تأكل من أصول المنشاة وكمما زادت ىذه الديون كمما ىددت بالقضاء عمى مبلك‬
‫األصول ومن جية أخرى ‪،‬ال يكون ىناك خطر عمى المبلك‪ ،‬إذا كانت المنشاة اعتمد عمى أصوليا في‬
‫تمويل عممياتيا ‪،‬وال تقتصر عمى االقتراض إذ تبقى أصول المنشاة لمبلكيا إذ تعثرت أعمال المنشاة أو‬
‫توقفت عن اإلنتاج أو حتى إذا أدى الفشل إلى التصفية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مفتاح محمد عقل‪ ،‬مقدمة في اإلدارة المالية التحميل المالي‪ ،‬دار المستقبل لمنشر و التوزيع‪ ،‬عمان – األردن‪ ،‬الطبعة‬
‫‪ ،02‬سنة ‪.2000‬‬
‫‪42‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -4‬اإلدارة والسيطرة‪ :‬يقصد ىنا بسيطرة األشخاص أو الييئات التي تممك حق التأثير عمى مجرى‬
‫عمميات المنشاة والتصويت عمى ق ارراتيا أو تعديل طريقة عمميا أو تغيير مجمس اإلدارة بالكامل والجية‬
‫‪1‬‬
‫الوحيدة التي تممك حق اإلدارة ‪،‬والسيطرة عمى المنشاة ىي مبلك العاديين أو المساىمين العاديون‬

‫‪ -5‬المرونة ‪ :‬وتعني قدرة المؤسسات عمى زيادة أو تخفيض األموال المقترضة تبعا لمتغيرات‬
‫الرئيسية في الحاجة لؤلموال‪ ،‬ويتيح توفر المرونة لممؤسسة ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬إمكانية الخ يار بين البدائل العديدة عندما تحتاج المؤسسة إلى التوسع أو االنكماش في مجموع‬
‫األموال التي تستخدميا؛‬

‫‪ -‬زيادة قدراتيا عمى المساومة عمى مصادر التمويل ‪.‬‬

‫كما قد تفقد المؤسسة مرونتيا في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ ‬إذا زادت التزاماتيم‪ ،‬الن ىذه الزيادة تحد من القدرة عمى االقتراض بشروط معقولة ‪ ،‬بالرغم من‬
‫توافر األموال في األسواق و قد ال تستطيع االقتراض مطمقا ؛‬

‫‪ ‬تقديم ضمانات لمقروض األولى التي حصمت عمييا يجعل من أية قروض جديدة تتطمب‬
‫ضمانات وعدم توافر ىذه الضمانات يحد من قدرتيا عمى االقتراض‪ ،‬وتحتاج المؤسسة لممرونة عند‬
‫التوسع وعند االنكماش‪ ،‬فإذا رغبت في التخمص من بعض األصول واستعمال حصيمتيا بتخفيض‬
‫التزاماتيا‪ ،‬فان األموال المقترضة تحقق ليا ىذه الميزة بشكل أفضل إذا كان ىناك شرط يعطييا حق الدفع‬
‫المسبق أو استدعاء اإلسناد قبل موعدىا ‪.‬‬

‫‪ -6‬التوقيت‪ :‬المقصود بالتوقيت ىو تحديد الوقت الذي ستدخل في المؤسسة إلى السوق مقترضة‬
‫ألجل الحصول عمى األموال بأدنى تكمفة ممكنة و بأفضل الشروط‪ ،‬لكن حاجة المؤسسة لؤلموال في‬
‫بعض األحيان قد تمغى قدرتيا عمى التوقيت‪ ،‬إذ قد تضطر إلى الدخول إلى سوق االقتراض عمى الرغم‬
‫من عدم مناسبة التوقيت‪ ،‬و في كل األحوال يجب أن ينظر إلى التوقيت في إطار قدرة المؤسسة عمى‬
‫قراءة األسواق المالية و األحداث المتوقعة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ىيثم محمد الزغبي‪،‬اإلدارة والتحميل المالي‪.،‬دار الفكر لمطباعة والنشر والتوزيع‪.‬عمان‪.،‬الطبعة األولى‪، 2000.‬ص ‪:‬‬
‫‪.121،118‬‬
‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -7‬معيار المديونية لمصناعة‪ :‬وىنالك مستويات متعارف عمييا لنسبة إجمالية الديون إلى صافي‬
‫حقوق المساىمين لمختمف أنواع الصناعات‪ ،‬و يجب أال تزيد المؤسسة في حجم مديونيتيا عن الحجم‬
‫الم تعارف و المتفق عميو عموما (ىذا الحجم يختمف من نشاط إلى آخر)‪ ،‬ألن ىذا ينبو الدائنين و يجعميم‬
‫‪1‬‬
‫يشكون في سبلمة الموقف المالي لممقترض‪.‬‬

‫‪ -8‬الظروف االقتصادية العامة‪ :‬قد تشجع ظروف الرواج االقتصادي عمى توسع المؤسسات في‬
‫االقتراض لتمويل عممياتيا بدال من االعتماد عمى زيادة رأس المال‪ ،‬ألن ظروف الرواج تعطي المؤسسات‬
‫الثقة بقدرتيا عمى خدمة دينيا‪.‬‬

‫‪ -9‬حجم المؤسسة‪ :‬حجم المؤسسة عامل في قدرتيا عمى التوسع في االقتراض‪ ،‬فالمؤسسات ذات‬
‫المصادر المالية الكبيرة و ذات الحجم الواسع غالبا ما تتمتع بثقة مصادر التمويل أكثر من ثقة التي تتمتع‬
‫بيا المؤسسات الصغيرة‪.‬‬

‫‪ -10‬التصنيف االئتماني لممؤسسة‪ :‬ىو عبارة عن رأي فني في مبلئمة المؤسسة المصنعة‪ ،‬فكمما‬
‫كان ىذا الرأي إيجابيا زادت قدرة المؤسسة عمى زيادة مصادرىا التمويمية سواء عن طريق االقتراض أو‬
‫زيادة رأس المال‪.‬‬

‫‪ -11‬نمط التدفق النقدي‪ :‬المقصود بو ىو الفترة الزمنية التي تنقضي عمى االستثمار حتى يبدأ‬
‫بتحقيق النقد من عممياتو‪ ،‬فالفترة الطويمة التي تنقضي حتى تبدأ المؤسسة بتحقيق النقد ليا أثار سمبية‬
‫عمى السيولة‪ ،‬لكن يمكن تفادي ىذا األثر السمبي باختيار مصادر تمويل يتزامن وقت سدادىا مع مواعيد‬
‫دخول النقد إلى المؤسسة‪.‬‬

‫ومن أفضل مصادر التمويل في منظور السيولة رأس المال‪ ،‬فاإلضافة إلى عدم الحاجة إلى إعادتو‬
‫كما ىو الحال بالنسبة القتراض‪ ،‬فإن باإلمكان تعديل األرباح الموزعة حسب الظروف‪ ،‬إذا يمكن أن‬
‫تتراوح النسب الموزعة كربح بين الصفر و نسبة معقولة‪ ،‬بينما لو تم التمويل بواسطة قرض فإن دفعات‬
‫الفائدة و اإلقساط ستشكل عبئا أكبر والتزاما لدفع ىذه االلتزامات حتى و لو لم يحقق أي عائد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الحكيم كراجة ‪ ،‬عمي ربابعة ‪ ،‬االدارة التحميل المالي ‪ ،‬دار الصفاء لمنشر و التوزيع ‪ ،‬الطبعة االولى ‪، 2000 ،‬‬
‫ص ‪.99‬‬
‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -12‬طاقة االقتراض‪ :‬قد يكون استعمال الدين لتمويل عمميات المؤسسة مواتيا لممؤسسة من‬
‫الناحية الضريبية ألن الفائدة تشكل نفقة و تقطع من الدخل الخاضع لمضريبة‪ ،‬لكن قدرة المؤسسة عمى‬
‫االقتراض و تقديم الضمانات تحد من إمكانية االستفادة من االقتراض دون حدود ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مخاطر التمويل و إجراءات تفاديها‬


‫إن عممية التمويل يترتب عمييا بعض األخطار بالنسبة لمبنك المانح لمقروض‪ ،‬و مصادر ىذه‬
‫األخطار مختمفة فمنيا ما ىو مرتبط بالظروف االقتصادية‪ ،‬االجتماعية و السياسية‪ ،‬ومنيا ما ىو مرتبط‬
‫بعممية تسيير المؤسسة الممولة سواء كانت مؤسسة مصرفية أو غير مصرفية‪ ،‬لذا ييتم الممول اىتماما‬
‫كبي ار بدراسة المشاريع المراد تمويميا ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المطمب األول ‪ :‬مخاطر التمويل‬

‫تتمثل أىم المخاطر التمويمية التي يتعرض ليا الممول فيما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬خطر عدم التسديد ( ‪)Risque d’insolvabilité‬‬

‫يعتبر خطر عدم التسديد من أىم و أكبر المخاطر التي يمكن أن يتعرض ليا الممول‪ ،‬وينتج عن‬
‫ىذا الخطر العجز الكمي أو الجزئي لممقترض أو المدين عن الوفاء بالتزاماتو في تاريخ االستحقاق‪ ،‬وىذا‬
‫ما يسمى بإعسار المدين أو عدم قدرة الممول في حد ذاتو إذا كان مصرفا مدينا بالنسبة لممودعين‪ ،‬و‬
‫يعود ىذا الخطر لعدة عوامل نذكر منيا‪:‬‬

‫*القطاع الذي تمارس فيو المؤسسة نشاطيا ؛‬


‫* العوامل السياسية و االقتصادية و االجتماعية لمبمد؛‬
‫* عوامل متعمقة بالمؤسسة في حد ذاتيا مثبل‪ :‬الوضعية المالية‪ ،‬الصناعية أو التجارية لممؤسسة‬
‫(كل ما يتعمق باإلنتاج‪ ،‬المنتوج‪ ،‬األسعار ‪ ......‬الخ)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خطر السيولة (‪)Risque d’immobilisation‬‬

‫‪1‬‬
‫مفتاح محمد عقل‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪187،186 :‬‬
‫‪42‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يكون ىذا الخطر مرتبط بكيفية تسيير الخزينة بالبنك‪ ،‬أو يكون مرتبط بعدم تسديد القرض عند‬
‫تاريخ االستحقاق وعدم إمكانية البنك عمى مواجية طمب المودعين‪ ،‬الزبائن أو المؤسسات قرض أخرى‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬خطر سعر الفائدة ( ‪)Risque de taux d’intérêt‬‬

‫يتحمل البنك ىذا الخطر عندما يحتفظ بالحقوق أو الديون بمعدل ثابت و يتغير ىذا المعدل‪ ،‬مثل‬
‫حامل محفظة األوراق المالية‪ ،‬بمعدل فائدة السوق المتغيرة‪ ،‬و من ثم فإن ىذا يؤثر عمى سعر الفائدة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬خطر الصرف (‪)Risque de taux de change‬‬

‫يعتبر من المخاطر التي يتعرض ليا المستثمرون أو البنوك‪ ،‬و ينتج عن تغيير سعر العممة‬
‫األجنبية مقابل القيمة العممة الوطنية بصفة عكسية‪ ،‬حيث كمما ارتفعت قيمة العممة األجنبية تنخفض قيمة‬
‫العممة الوطنية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬إجراءات تفادي مخاطر التمويل‬

‫نظ ار لممخاطر التي يمكن أن يقع فييا الممول‪ ،‬يمجأ ىذا األخير الستخدام مجموعة من التقنيات‬
‫لمتقميل من حدوث ىذه المخاطر و تغطيتيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أدوات الوقاية من مخاطر التمويل‬

‫يتم تتبع عدة وسائل ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬الحصول عمى المعمومات حول الزبائن‪ :‬ينبغي عمى الممول أن يحصل عمى المعمومات‬
‫الكافية التي تمكنو من الرؤية الصائبة‪ ،‬التخاذ قرار منح القرض أو المساىمة وتتمثل ىذه المعمومات في‪:‬‬
‫‪ ‬قدرة المقترض عمى السداد لما عميو من ديون؛‬
‫‪ ‬شخصية المقترض لمكشف عن رغبة في تسديد ما عميو من مستحقات في مواعيد االستحقاق؛‬
‫‪ ‬المركز المالي لممقترض المتمثل في الموارد المتاحة لممؤسسة المقترضة؛‬
‫‪ ‬الظروف المحيطة بالمقترض أي تأثيرات المحيط االقتصادي من حيث المنافسة واإلعانات‬
‫الحكومية‪ .....‬الخ ؛‬

‫‪1‬‬
‫مفتاح محمد عقل‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪189،188:‬‬

‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬الضمانات التي يمكن لممقترض تقديميا كضمان لمبنك‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ -2‬تقدير مخاطر القرض‪ :‬بتحميل المعمومات المحصل عمييا من المقترض بيدف اتخاذ قرار سميم لمقرض‬
‫‪ -3‬قواعد الحذر‪ :‬و تتمثل في المقاييس والقواعد التي يجب احتراميا من طرف الممول لمحفاظ عمى أموالو و‬
‫تجنب مخاطر التمويل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تغطية المخاطر‬

‫لضمان استرجاع األموال المقترضة تقوم البنوك خاصة بطمب ضمانات لتغطية المخاطر التي‬
‫يمكن أن تحدث نتيجة عدم التسديد أو التأخر عن معاد االستحقاق‪ ،‬و تتمثل ىذه الضمانات في‪:‬‬

‫‪ -1-‬الضمانات الشخصية‪ :‬ىي كل تعيد لشخص أو لمجموعة من األشخاص بالتسديد لمدائن في‬
‫حالة عجز المدين الرئيسي عن الدفع معاد االستحقاق‪ ،‬و ىي تأخذ األشكال التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الكمفة‪ :)Caution( :‬ىي نوع من الضمانات الشخصية‪ ،‬يمتزم بموجبيا شخص معين‬
‫بتنفيذ التزامات المدين تجاه البنك إذا لم يستطع الوفاء بيذا االلتزام في تاريخ االستحقاق‪ ،‬و ال يمكن‬
‫لمكافل أن يتدخل إال إذا لم يتمكن المدين من الوفاء بالتزاماتو‪.‬‬

‫ب‪ -‬الضمان االحتياطي (‪ :)Aval‬عبارة عن التزام مكتوب من طرف شخص معين يتعيد‬
‫بموجبو عمى تسديد مبمغ ورقة تجارية أو جزء منو في حالة عدم قدرة أحد الموقعين عمييا عمى التسديد‬
‫عند أجل استحقاقيا ‪،‬ويسري ىذا النوع من الضمان عمى كل من السند ألمر‪ ،‬السفتجة والشركات‪ ،‬كما‬
‫يمكن لو أن يكون من طرف الغير أو من طرف أحد الموقعين عمى الورقة‪.‬‬

‫‪ -2‬الضمانات الحقيقية‪ :‬تتمثل في وضع منقوالت و عقارات تحت تصرف الدائن أو عمى سبيل‬
‫الرىن ضمانا لتسديد الدين في تاريخ االستحقاق‪ ،‬وىي نوعان‪:‬‬

‫* الرهن الحيازي(‪ :)Nantissement‬و يشمل ىذا النوع كل من الرىن الحيازي لممعدات‬


‫واألدوات الخاصة بالتجييز و الرىن الحيازي لممحل التجاري‪.‬‬

‫* الرهن العقاري(‪ :)Hypothèque‬ىو عبارة عن عقد يكتسب بموجبو الدائن حقا عينا عمى عقار‬
‫لموفاء بدينو‪ ،‬حيث يمكنو استفاء الدين من ثمن العقار في أي يد كان‪ ،‬و تكون لو األولوية عمى الدائنين‬
‫التاليين لو في المرتبة‪.‬‬

‫نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪17،16،15 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تخص الضمانات الحقيقية التمويبلت طويمة األجلً‬

‫كما توجد طرق التغطية ضد مخاطر الصرف و سعر الفائدة نذكر منيا‪:‬‬

‫‪ -‬تعجيل أو تأخير التسديدات‪ :‬تسمح لممؤسسة أن تسدد قبل تاريخ استحقاق ديونيا إلى الخارج إذا‬
‫خشيت ارتفاع سعر العممة األجنبية مقابل العممة الوطنية‪ ،‬كما تقوم بتعجيل تحصيل حقوقيا بالعممة‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫المجوء إلى شركات التأمين‪ :‬مثل شركة ‪ CAGEX‬في الجزائر‪ ،‬و ىي شركات متخصصة في‬
‫التجارة الخارجية تمنح تأمينات لممصدرين ضد مخاطر الصرف‪.‬‬
‫االفتراضات بالنوافذ‪ :‬في ىذه الحالة تكون التسديدات بتواريخ محددة مسبقا‪ ،‬ففي حالة ارتفاع‬
‫المعدالت فإن الممول يمكنو أن يخرج من التزامو و إيجاد توظيف أفضل‪ ،‬أما في حالة انخفاض‬
‫المعدالت فإن الممول يمكنو أن يسدد مسبقا و البحث عن تمويل جديد بشروط أفضل‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الرابع‪ :‬مصادر التمويل التقميدية المتاحة أمام المؤسسات الصغيرة‬


‫و المتوسطة‬
‫تحتاج المؤسسات الصغيرة و المتوسطة مثميا مثل باقي المؤسسات االقتصادية لكي تنموا و تواصل‬
‫نشاطيا ‪ ،‬إلى الحصول عمى األموال من مصادر مختمفة ‪ ،‬حيث تعتمد عمى مصدرين أساسيين ىما ‪:‬‬
‫مصادر التمويل الذاتية‪ ،‬ومصادر التمويل الخارجية‪ ،‬تعدد ىذه المصادر أوجد عوامل تحد من اختيار‬
‫المصدر المبلئم و الذي يمكن أن يزيد من عوائدىا وتطورىا وبالتالي ضمان استم ارريتيا ‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬المصادر التقميدية لتمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫تحتاج المؤسسة في تمويل نشاطيا لؤلموال التي تغطي عجزىا وىذا ما يجعميا تمجا إلى االقتراض‬
‫من الغير لسد حاجاتيا‪ ،‬وتتزايد ىذه الحاجة عند القيام بعممية التوسع‪ ،‬ويقصد بمصادر التمويل تمك‬
‫التشكيمة من المصادر التي حصمت منيا المؤسسة عمى األموال بيدف تمويل استثماراتيا أو عممياتيا‬
‫االستغبللية ‪ ،‬و مصادر التمويل يمكن أن تكون من أصل داخمي أو خارجي كما يمي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬المصادر الداخمية ( الذاتية )‬

‫‪ / 1‬مفهوم التمويل الذاتي‪ :‬يتمثل في تمك األموال المتولدة عن مجموع النشاط االستغبللي‬
‫لممؤسسة خبلل الدورة إلنتاجية‪ ،‬و ىذا من خبلل إعادة االستثمار الجزئي أو الكمي لؤلرباح المحققة و كذا‬
‫مخصصات االىتبلكات و المؤونات‪ ،‬والمعبر عنو بقدرة التمويل الذاتي‪ ،‬ويختمف ىذا المفيوم األخير عن‬
‫مفيوم التمويل الذاتي الذي يمثل الفائض النقدي الصافي الذي تحققو المؤسسة بعد طرح األرباح الموزعة‬
‫واقتطاع المصاريف المالية و الجبائية‪ ،‬و الذي يمكن أن نعبر عنو بالعبلقة التالية‪:‬‬

‫قدرة التمويل الذاتي = نتيجة الدورة الصافية ‪ +‬حصص االمتالك ‪ +‬حصص المخصصات ذات‬
‫الطابع االحتياطي‪.‬‬

‫و التمويل الذاتي ىو المبمغ المتبقي لدى المؤسسة من قدرة التمويل الذاتي بعد توزيع األرباح عمى‬
‫أصحاب المؤسسة و منو‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫التمويل الذاتي = االهتالك ‪ +‬المؤونات ‪ +‬أرباح صافية غير موزعة‪.‬‬

‫إن المؤسسات الصغيرة الحجم تعتمد في الجزء األكبر من احتياجاتيا المالية عمى الموارد الذاتية‬
‫ألصحابيا‪ ،‬باإلضافة إلى الموارد المالية ألفراد العائمة واألصدقاء كمرحمة أولى و ىذا ما أثبتتو العديد من‬
‫الدراسات ‪ ،‬ففي فرنسا ‪ %32‬من المؤسسات الصغيرة و المتوسطة اعتمدت كمية عمى التمويل الذاتي‬
‫لتمويميا لبلستثمار لسنة ‪ 2004‬وأن ‪ %39‬لجأت إلى التمويل البنكي‪.‬‬

‫‪ /2‬مزايا استخدام التمويل الذاتي في عممية التمويل‪:‬‬

‫استخدام التمويل الذاتي كمصدر من مصادر التمويل ينطوي عمى مجموعة من المزايا يمكن‬
‫‪2‬‬
‫تمخيصيا فيما يمي‪:‬‬

‫* التمويل الذاتي يزيد من رأس المال الخاص لممنشأة و يجنبيا الوقوع في أزمات السيولة الطارئة‪،‬‬
‫أو الناتجة عن زيادة األعباء الثابتة‪ ،‬كتسديد فوائد و أقساط القروض؛‬
‫* يرفع من القدرة المالية واالفتراضية لممؤسسة كما يكسبيا حرية واسعة في التصرف في أمواليا‬
‫الخاصة؛‬
‫* يشجع المؤسسات عمى القيام باستثمارات جديدة و خاصة االستثمارات التي تكون تكاليفيا مرتفعة‬
‫وامكانيات انجازىا تتطمب خبرات فنية مما يجعل درجة المخاطرة فييا مرتفعة؛‬
‫* إن الطبيعة القانونية لممؤسسات الصغيرة و المتوسطة تمنعيا من الدخول إلى السوق المالي ليذا‬
‫فيو يحقق ليا درجة كافية من االستقبللية و إدارة أعماليا بنفسيا دون المؤسسات المالية؛‬
‫*تنظيم التدفقات النقدية الداخمة بشكل يمكنيا من مواجية التزاماتيا اتجاه الغير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ماجدة العطية‪ ،‬إدارة المشروعات الصغيرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الميسرة لمنشر و التوزيع و الطباعة‪ ،‬عمان‪،2002 ،‬‬
‫ص ‪63‬‬
‫‪2‬‬
‫طمحي سماح‪ ،‬قرض اإليجار و إشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪ ،‬مذكرة ماجيستار جامعة أم البواقي‬

‫‪ ،2007-2006‬ص ‪49‬‬
‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ /3‬مساوئ التمويل الذاتي‪ :‬إن احتواء التمويل الذاتي عمى مجموعة من المزايا ال ينفي وجود بعض‬
‫‪1‬‬
‫المساوئ و العيوب والتي يمكن تمخيصيا في النقاط التالية‪:‬‬

‫يرى البعض أن األموال الناتجة عن التمويل الذاتي ليس ليا أي تكمفة‪ ،‬ليذا تمجأ بعض المؤسسات‬
‫الى توظيفيا في استثمارات ذات ربحية ضعيفة‪ ،‬ما ينتج عنو في النياية سوء استخدام الموارد المالية‬
‫لممؤسسة ؛‬

‫* ال تعتبر الموارد الذاتية حاف از لمعمال لزيادة إنتاجيتيم ألنيم يريدون فييا تمك الموارد المالية التي‬
‫كانت قد توجو لمتوزيع‪ ،‬األمر الذي يضعف من القدرة الشرائية ليم‪ ،‬خاصة عند ارتفاع مستوى األسعار‪،‬‬
‫مما ينعكس سمبا عمى األداء و منو عمى المؤسسة؛‬

‫* يتميز التمويل الذاتي في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة باعتماده عمى مدخرات صغيرة جدا‬
‫غالبا ال تكفي لمواجية احتياجات ىذه المؤسسات من أجل تغطية نفقاتيا المختمفة‪ ،‬و تتجمى خاصة‬
‫المشكمة التمويمية ليذه المؤسسات إذا تعرضت إلى مشاكل سيولة نتيجة عدم قدرتيا عمى بيع منتجاتيا في‬
‫الفترة المناسبة أو إذا فوجئت بارتفاع شديد في أسعار المواد األولية التي تحتاجيا‪.‬‬

‫‪/4‬مصادر التمويل الذاتي (الداخمي)‪:‬‬

‫يمكن حصر مكونات التمويل الداخمي في العناصر التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬األرباح المحتجزة‬

‫ان تحقيق الربح ىو احد األىداف األساسية والضرورية لكل المؤسسات وىذا الربح تقوم بتجزئتو‬
‫إلى عدة أقسام فمنو ما يذىب إلى المساىمين ليوزع عمييم ‪،‬ومنو ما يحتفظ بو ويسمى ىذا األخير‬
‫باألرباح المحتجزة‬

‫وتمثل األرباح المحتجزة احد مصادر التمويل الذاتي لممؤسسة ‪،‬فالمؤسسة بدال من توزيع كل‬
‫الفائض المحقق عمى المساىمين تقوم بتجميد جزء من ذلك الفائض في عدة مستقمة يطمق عمييا اسم‬
‫احتياطي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الغفار حنفي ‪ ،‬رسمية قرياقس ‪ ،‬االستثمار و التمويل ‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 2001‬ص ‪423‬‬
‫‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وسياسة التوزيع األرباح ىي التي تحدد الجزء من األرباح التي توزع عمى المبلك وأيضا الجزء‬
‫الذي يحتجز ‪ ،‬وعند التخطيط سياسة توزيع األرباح عمى المؤسسة نأخذ بعين االعتبار مصالح المؤسسة‬
‫‪1‬‬
‫من جية ومصالح المساىمين من جية أخرى‬

‫ب‪ -‬االهتالك‬

‫وىو عبارة عن مبالغ سنوية تخصص لتجديد االستثمارات التي تتدىور قيمتيا مع مرور الزمن‬
‫بفعل االستعمال‪،‬أو التمف‪ ،‬أو التقادم ويمعب االمتبلك في المؤسسة دور اقتصاديا يتمثل في امتبلك مثالي‬
‫االستثمارات ودو ار ماليا يتمثل في عممية إعادة تكوين األموال المستثمرة في األصول الثابتة‪ ،‬بيدف إعادة‬
‫تجريدىا في نياية حياتيا اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫حيث يتم حجز المبالغ السنوية لذلك تبقى تحت التصرف المؤسسة كتمويل ذاتي إلى يوم صرفيا‬

‫ج‪ -‬المئونات‬

‫تعرف عمى أنيا مبالغ مالية ترصد من قبل المؤسسات لمواجية أي انخفاض غير عادي في قيمة‬
‫األصل أو أي خسائر قد تقع فعبل خبلل دورة االستغبلل ‪،‬ومنيا تواجو المؤسسة ىذه الخسائر‪ ،‬وقد ال تقع‬
‫فتبقى األموال المخصصة ليا تحت تصرف المؤسسة وفي نياية الدورة المالية تنطمق االحتياطات وىذا‬
‫بعد طرح نسبة ضريبية منيا‪ ،‬وتنحل ضمن التمويل الذاتي بيا‪.3‬‬

‫بما ان التمويل الذاتي غالبا ما يكون لتغطية متطمبات المالية لممؤسسة الصغيرة والمتوسطة وحتى‬
‫تحافظ ىذه األخيرة عمى مستويات االستثمار عند الحدود المطموبة وحتى تتجاوز أزمات السيولة الظرفية ‪،‬‬
‫يحتم عميو المجوء إلى المصادر الخارجية لمحصول عمى األموال البلزمة عمى ذلك ‪.‬‬

‫وىذا التمويل الذي يتم بشروط واجراءات البد معرفتيا ألنيا تختمف باختبلف المصدر الذي‬
‫تعتمده المؤسسة ص‪.‬و‪.‬م وفقا لؤلوضاع والشروط التي يحددىا سوق المال‪ ،‬وعائد الفرصة البديمة ومن‬
‫ىنا يمكن حصر المصادر الخارجي لمتمويل المؤسسات الصغير والمتوسطة فيما يمي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫سمير محمد عبد العزيز‪ :‬التمويل واصالح خمل الهياكل المالية ‪، .‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفني لبنان‪، 1997 ،‬ص‬
‫‪. 55‬‬
‫‪2‬‬
‫بولحيفية عبد الكريم‪ :‬العجز المالي ومشكل التمويل في المؤسسات االقتصادية العمومية الج ازئرية ‪.،‬مذكرة مجيستار‬
‫‪.‬كمية العموم االقتصادية والتسيير ‪.‬جامعة‪.‬منتوري‪ ،‬قسنطينة ‪.‬الجزائر ‪، 1998.‬ص ‪.34‬‬
‫‪3‬‬
‫بولحيفية عبد الكريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 35‬‬
‫‪42‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬المصادر الخارجية‬

‫‪ -1‬االئتمان التجاري‪:‬‬

‫يعتبر أىم القروض االستغبللية التي تعتمد عمييا المؤسسات ص‪.‬و‪.‬م لتمويل احتياجاتيا‬
‫االستغبللية‪.‬‬

‫‪ -1-1‬مفهوم االئتمان التجاري‬

‫وىو عبارة عن التسييبلت بالدفع التي يمنحو الورد لمتاجر (المنشاة) عند القيام األخير بشراء‬
‫بضاعة وإلعادة بيعيا أو شراء مواد حام لتصنيعيا وبيعيا ‪،‬ويجب اإلشارة ىنا ان البيع بالتقسيط ال يندرج‬
‫ضمن االئتمان التجاري كما ان بيع األصول الثابتة بكمبياالت يندرج تحت االئتمان التجاري‬

‫كما يعرف بأنو نوع من أنواع التمويل قصيرة األجل تحصل عميو المؤسسة من الموردين ويتمثل‬
‫في قيمة المشتريات اآلجمة لمسمع أو المواد األولية‪ ،‬تمجا إلييا في حالة عدم كفاية رأس المال العامل‬
‫لمواجية االحتياج الجارية‪.‬‬

‫حيث يتسنى ليا االستفادة من األموال المحتفظة بيا والمتمثمة في قيمة المشتريات وذلك خبلل‬
‫الفترة الفاصمة بين تاريخ الشراء وتسديد قيمتيا والمؤسسات ص‪.‬و‪.‬م‪ ،‬تعتمد عمى ىذا المصدر في التمويل‬
‫بدرجة اكبر من اعتمادىا عمى االئتمان المصرفي ‪.‬‬

‫كذلك يطمق عمى االئتمان التجاري بالتمقائي ألنو عادة ما يزيد‪ ،‬وينقص تبعا لتقمبات حجم النشاط‪،‬‬
‫أي انو يكون مناخ بالقدر المبلئم وفي الوقت المناسب‪.1‬‬

‫‪ -2-1‬أشكال االئتمان التجاري‬

‫أ‪ -‬الحساب الجاري المفتوح‪ :‬ويسقف معين أي أن يقوم المشتري باالتفاق مع البائع عمى أن‬
‫يشتري من البضائع التي يريدىا عمى الحساب عمى أن ال يتجاوز رصيده المدين لو مبمغ معين‪.‬‬

‫ب‪ -‬الكمبياالت‪ :‬تعتبر الشكل األقل تفضيبل من المدينين في االئتمان التجاري ولكنيا أكثر تفضيبل‬
‫من الدائنين لؤلسباب التالية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫فيصل جميل السعايدية‪.‬فضال عبد اهلل فريد‪ ،‬الممخص الوجيز لإلدارة المالية والتحميل المالي‪، .‬مكتبة العربي لمنشر‬
‫والتوزيع ‪،‬الطبعة األولى‪،2004 ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1‬المدينون‪ :‬ال يفضمون الكمبياالت ألنيا تضع في يد الدائنين مستندا قانوني قد يعرضو لمشاكل‬
‫في حالة وجود خبلف‪.‬‬

‫‪ -2‬الدائنون‪ :‬يفضمونيا ألنيم قد يستخدمونيا عن طريق التظيير في الحصول عمى بعض السمع‪.‬‬

‫ج‪ -‬الشيكات المؤجمة‪ :‬غير مفضمة لدى المدنين بسبب خطورتيا وعدم إلزامية التاريخ المكتوب‬
‫عمييا أي يمكن صرف الشيك في إي وقت‪.1‬‬

‫‪ -3-1‬مزايا االئتمان التجاري‪:‬‬

‫بسبب المزايا الكثيرة لبلئتمان التجاري جعمتو مصدر تمويل تعول عميو الكثير من اإليرادات‬
‫المالية لتمويل بعض االستثمارات التشغيمية لشركة األعمال ‪،‬ىذه المزايا يمكن إجماليا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬أىم ميزة لبلئتمان التجاري كونو مصدر تمويل تمقائي ؛‬

‫‪ -‬المرونة التي يتمتع بيا حيث تمجا إليو اإلدارة المالية عندما تحتاج إليو ففي حالة زيادة المبيعات‬
‫تستطيع أن تزيد من مقدار ىذا االئتمان‪ ،‬وذلك بزيادة الكميات المشترات بأجل؛‬

‫‪ -‬سيولة الحصول عميو بسبب عدم وجود حاجة لعمل أي إجراءات أو ترتيبات تمويمية بشكل‬
‫رسمي وليست ىناك الحاجة لممساومة مع المورد ؛‬

‫‪ -‬يعد مصد ار تمويميا ميما بالنسبة لشركاء األعمال الصغيرة أو تمك التي دخمت السوق حديثا والتي‬
‫لم تتمكن من إظيار قوتيا االئتمانية‪ ،‬مما يتعذر عمييا الحصول عمى االئتمان مصرفي من البنوك‬
‫التجارية؛‬

‫‪ -‬االستم اررية ‪ :‬حيث يتمتع االئتمان التجاري بقدرة تجديده بشكل مستمر مما يعطيو ميزة‬
‫االستم اررية في التوفير وفي االعتماد عميو‪. 2‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد صالح الحناوي‪ ،‬أدوات التحميل والتخطيط في اإلدارة المالية‪ ،‬دار الجامعية المصرية ‪،‬مصر ‪،‬ص ‪46‬‬
‫‪2‬‬
‫حمزة محمود الزبيدي‪ ،‬اإلدارة المالية المقدمة ‪،‬الوراق لمنشر والتوزيع‪، 2004،‬ص ‪.941‬‬
‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬التمويل المصرفي‬

‫يمثل التمويل المصرفي الشكل التقميدي و المعروف لتمويل المؤسسات‪ ،‬حيث يبقى الجياز البنكي‬
‫ىو الممجأ األول لمحصول عمى الموارد األولية‪ ،‬بعد تعذر حصوليا عمييا من المصادر السابقة الذكر‪ ،‬لذا‬
‫تعتبر البنوك التجارية مصد ار أساسيا لؤلموال بالنسبة ألغمب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪ ،‬فيو‬
‫الوحيد المتاح ليا‪ ،‬خاصة في البمدان النامية‪ ،‬و ذلك من خبلل عدة أنواع من القروض المصرفية‬
‫المختمفة من حيث المدة و الغرض‪ ،‬و ىكذا نجد التمويل المصرفي قصير‪ ،‬متوسط وطويل األجل‪.‬‬

‫‪-1-2‬التمويل المصرفي القصير األجل‪ :‬ىو ذلك التمويل الموجو لتمويل النشاطات االستغبللية‬
‫لممؤسسة‪ ،‬حيث تحصل عميو البنوك التجارية و تمتزم بتسديد تمك القروض خبلل مدة ال تزيد عادة عن‬
‫سنة‪ ،‬من أجل مواجية النفقات التي تتعمق بالتشغيل الجاري لمطاقات اإلنتاجية و االحتياطات المؤقتة في‬
‫األصول المتداولة‪ ،‬كما يتوقف حجم استخدامو عمى قرار المؤسسة فيما يتعمق االعتماد عميو و درجة توفره‬
‫عند الحاجة إليو‪ ،‬و يتوقف ىذا المصدر عمى المركز االئتماني لممؤسسة طالبة القرض من جية و عمى‬
‫شروط االقتراض التي يطمبيا المقرض من جية أخرى‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ويمكننا بصفة إجمالية تصنيف ىذه القروض إلى صنفين‪ :‬القروض العامة و القروض الخاصة‪.‬‬
‫‪-2-2‬التمويل المصرفي المتوسط األجل‪ :‬تمجأ المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ليذه القروض‬
‫لتمويل أعماليا التوسعية أو المستثمرات التشغيمية و التي عادة ما تتراوح مدة استحقاقيا بين ‪ 2‬إلى ‪7‬‬
‫سنوات و لعل أىم الشروط موضوع التفاوض بين المؤسسة و جية االقتراض ىي الشروط المتعمقة بطريقة‬
‫السداد و القيود المالية عمى الحرية التشغيمية لممؤسسة‪ ،‬إذ عادة ما يتضمن عقد القرض شرط السداد‬
‫التدريجي بحيث ال تترك عممية السداد إلى حين نياية مدة القرض‪ ،‬أما الضمانات التي يطمبيا البنك‬
‫لممحافظة عمى أموالو الرىن الرسمي و الكفالة و الرىن الحيازي و أحيانا الكفالة المصرفية‪ ،‬و بصورة‬
‫عامة يمكن أن يأخذ ىذا النوع من التمويل إحدى الصورتين‪ :‬قروض المدة‪ ،‬قروض التجييزات‪.‬‬
‫‪ -1‬التمويل الطويل األجل‪ :‬تيدف المؤسسة من خبلل المجوء إلى استعمال ىذا النوع من القروض‬
‫إلى تمويل استثمارات تمتد عمى فترة طويمة من الزمن‪ ،‬و تميز بالتكمفة العالية‪ ،‬و تحصيل العوائد فييا‬
‫يكون عمى مدة طويمة‪ ،‬و القروض طويمة األجل تأتي لتمبية ىذا النوع من االحتياجات‪ ،‬حيث أنيا تفوق‬
‫مدة ‪ 7‬سنوات لتصل إلى ‪ 20‬سنة‪ ،‬و ىي موجية لتمويل استثمارات ضخمة مثل الحصول عمى‬

‫‪1‬‬
‫سماح طمحي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 51‬‬

‫‪42‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العقارات‪ ،‬أراضي‪ ... ،‬التي تتطمب أمواال ضخمة‪ ،‬و نظ ار لطبيعتيا تقوم مؤسسات مالية متخصصة‬
‫بتوفير ىذه القروض‪ ،‬حيث تعتمد في تعبئة األموال البلزمة لذلك عمى مصادر ادخارية طويمة األجل‪.‬‬

‫إال أن ىذه الخاصية تجعل ىذه القروض تنطوي عمى مخاطر عالية‪ ،‬األمر الذي يدفع بالمؤسسات‬
‫المالية المتخصصة في مثل ىذا النوع من التمويل إلى البحث عن الوسائل كفيمة بتخفيف درجة المخاطرة‬
‫كأن تطمب ضمانات حقيقية ذات قيمة عالية قبل الشروع في عممية التمويل‪.‬‬

‫و نتيجة لمشروط و الضمانات المطموبة‪ ،‬فإنو غالبا ما تعجز المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في‬
‫الحصول عمى ىذا النوع من التمويبلت الموجية لعمميات التوسع والتطور‪ ،‬وذلك لعدم قدرتيا عمى تمبية‬
‫الشروط الصعبة المطموبة من طرف الجية الممولة‪ ،‬التي تعتبر ىذه العممية جد محفوفة بمخاطر شبو‬
‫‪1‬‬
‫مؤكدة التحقق خاصة عند التعامل مع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪.‬‬

‫و أخي ار فإن العديد من الدراسات في البمدان النامية تثبت أن البنوك التجارية تتسم بعد الرغبة و‬
‫عدم القدرة في آن واحد عمى تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬سواء عند بداية نشاطيا أو خبلل‬
‫عممية التوسع‪ ،‬و األمر ليس بالغريب وال يحتاج إلى أدلة أو شواىد‪ ،‬و ذلك من خبلل إىمال طمبات‬
‫التمويل المقدمة لمبنوك التجارية من قبل أصحاب صغار المشاريع‪ ،‬حيث تشير دراسة قام بيا البنك‬
‫العالمي أن المؤسسات المالية الرسمية لم تمد المشروعات الصغيرة في البمدان النامية بأكثر من ‪%01‬‬
‫من احتياجاتيا‪ ،‬ىذا ما يقود أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة لمجوء إلى أسواق مالية ومصادر‬
‫تمويمية أخرى غير تمك الرسمية‪.‬‬

‫‪ -3‬التمويل عن طريق السوق غير الرسمية لإلقراض‬

‫يطمق مصطمح غير رسمي في الفكر والتطبيق االقتصادي عمى مزاولة النشاط االقتصادي خارج‬
‫إطار القانون والقواعد الرسمية المنظمة ولمنشاط في الدولة كما أنيا ال تسجل لدى الجيات الحكومية‬
‫المختصة و ال تتوفر عنيا بيانات يمكن إدراجيا في الحسابات القومية لمدولة‪ ،‬تعدد مصادر التمويل غير‬
‫‪2‬‬
‫الرسمي في الواقع العممي نوضحيا بإيجاز فيما يمي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫– أحمد بوراس‪ ،‬أسواق رؤوس األموال‪ ،‬مطبوعات جامعة منتوري قسنطينة‪ ،2002 ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪2‬سماح طمحي‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.56 :‬‬
‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1‬االقتراض من األصدقاء واألقارب‪ :‬أول و أىم مصدر خارجي تمجأ إليو المؤسسات الصغيرة و‬
‫المتوسطة في حالة عدم كفاية مواردىا الذاتية ىو التمويل عن طريق األقارب واألصدقاء ىذا غالبا عند‬
‫اإلنشاء أو التكوين بشكل خاص‪ ،‬إما قرضا حسنا بدون فائدة من باب المعونة‪ ،‬أو بفائدة منخفضة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدينو الرهانات‪ :‬و ىؤالء يقدمون خدماتيم التمويمية لمن يممك أصوال عينية يمكن تداوليا في‬
‫السوق فيقومون برىنيا حيازتيا لدى المقرض و يحصمون عمى قرض قصير األجل بنسبة أقل من قيمة‬
‫األصول المرىونة و إذا قام المقترض بسداد القرض في خبلل المدة المحددة يسترد األصل المرىون‪ ،‬و‬
‫بمجرد ا نتياء المدة بدون سداد فإن الدائن يستولي عمى األصل‪ ،‬و الذي ال ييتم بأية معمومات عن‬
‫المقترض عند اإلقراض ألن الرىن يكفيو مخاطر االئتمان‪ ،‬كما أنو ال ييتم بسبب توقف المدين عن‬
‫السداد‪.‬‬

‫‪ -3‬المرابون‪1 :‬وىو مصطمح أطمق عمى ىذه الفئة من الممولين غير الرسميين الذين يقدمون‬
‫القروض بفائدة مرتفعة جدا‪ ،‬في العادة تكون ىذه القروض قصيرة األجل حتى و لو ليوم واحد كما أنو ال‬
‫يقرض إال لعمبلء استقرت منزلتيم من طويل‪ ،‬و بالتالي ال يمكن لمن يريد إنشاء مشروع جديد لمحصول‬
‫عمى قرض من المرابي إال بشروط في غاية الصعوبة‪.‬‬

‫أيا كان الدافع وراء المجوء إلى ىذه الصيغة‪ ،‬يبقى كأي بديل تمويمي يتضمن سمبيات أيضا مزايا‬
‫وايجابيات ىذا ما شجع أصحاب المشروعات الصغيرة المجوء إلى قنوات التمويل غير الرسمي مثمما يقال‬
‫‪«:‬السوق غير الرسمية تنشط عندما يكون القطاع المالي الرسمي مقيدا شديدا بالقواعد التنظيمية» لذلك‬
‫حاولت الحكومات في شتى الدول و منذ وقت بعيد القيام بإجراءات لتحفيز البنوك عمى توجيو‪.‬‬

‫جزء من قروضيا لممشروعات الصغيرة وفق شروط إقراض ميسرة و بأسعار فائدة تفضيمية‪،‬‬
‫وضمان حكومي ليذه القروض‪ ،‬مثل كوريا التي أنشأت بنكاً خاصاً إلقراض ىذه المشروعات‪ ،‬ومثل ما‬
‫حدث في مصر بإنشاء الصندوق االجتماعي لمتنمية‪.‬‬

‫غير أنو بقيت ىذه المشاكل ببل حل كمي لئلشكالية التمويمية‪ ،‬األمر الذي استدعى ضرورة البحث‬
‫أكثر في أسبابيا و خمفيات ىذه المشكمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سعاد نايف البرنوطي‪ ،‬إدارة المشروعات الصغيرة‪ ،‬الطبعة‪ ،01‬دار وائل لمنشر ‪ ،2005‬ص ‪.274‬‬

‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -4‬الصيغ اإلسالمية في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫تعتبر الصيغ اإلسبلمية في التمويل من المصادر التقميدية ولكنيا استحدثت وأصبحت من‬
‫مصادر التمويل الحديثة نسبيا لذلك لم ندرجيا في الفصل الموالي‪.‬‬

‫ذلك الن المر استدعى ضرورة البحث عن أساليب‪ ،‬وصيغ تمويمية دون فائدة وبضمانات معقولة‬
‫باعتبار ان تكمفة االقتراض العادي من المصادر التقميدية األخرى ىي التي تشكل عائق األول لمتمويل‬
‫تمييا مسالة الضمانات سواء عمى األسواق الرسمية أو غير الرسمية‪.‬‬

‫التي أصبحت عاجزة عن تمبية االحتياجات المالية الخاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ليذا‬
‫قامت الدول اإلسبلمية بانتياج صيغ التمويل اإلسبلمية‪.‬‬

‫غير ذلك اعتمدت البنوك التقميدية حيث تكون أكثر نجاعة ومساىمة في حل إشكالية تمويل ىذه‬
‫المؤسسات وذلك بتقديم بدائل تمويمية متعددة سنتطرق إلييا في ىذا الصدد إلى بعض منيا كالمضاربة‬
‫‪1‬‬
‫‪،‬الم اربحة‪،‬المشاركة‬

‫أوال‪ -‬ماهية البنوك اإلسالمية‬

‫‪ -1‬نشأة البنوك اإلسالمية وتطورها‬

‫إن المحاوالت الجادة في العصر الحديث لمتخمص من المعمومات المصرفية الربوية واقامة مصارف‬
‫تقوم بالخدمات واألعمال المصرفية بما يتفق والشريعة اإلسبلمية بدأت عام ‪، 1963‬عند إنشاء بنوك‬
‫االدخار المحمية بإقميم الدقيمية في مصر عمى يد الدكتور احمد عبد العزيز النجار حيث كانت بمثابة‬
‫صناديق ادخار والتوفير لصغار الفبلحين‪ ،‬بعدىا تم إنشاء بنك ناصر االجتماعي عام ‪1971‬م ‪،‬بالقاىرة‬
‫عمل في مجال جمع وصرف الزكاة والقرض الحسن‪ ،‬ثم كانت محاولة مماثمة في باكستان ‪ ،‬ثم البنك‬
‫اإلسبلمي لمتنمية بالسعودية عام ‪ ،1974‬ثم بنك فيصل اإلسبلمي المصري عام‪ ،1977‬أما في األردن‬
‫فقد كانت البداية بالبنك اإلسبلمي األردني لمتمويل واالستثمار عام ‪ ،1978‬فالبنك العربي اإلسبلمي عام‬

‫‪1‬احمد بوراس‪ ،‬تمويل المنشات االقتصادية ‪،‬المرجع السابق‪، 2008،‬ص‪.242‬‬


‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪،1997‬واآلن انتشرت البنوك اإلسبلمية في جميع أنحاء العالم حتى أن البنوك التقميدية العالمية عممت‬
‫‪1‬‬
‫عمى فتح غرفة أو فروع أو بنوك إسبلمية مثل سيتي بنك وليدز‪....‬وغيرىا‬

‫‪ -2‬مفهوم البنوك اإلسالمية‬

‫اختمف الكتاب والباحثون في مجال البنوك اإلسبلمية في وضع تعريف محدد باعتباره مؤسسة من‬
‫المؤسسات االئتمان كما ان القوانين المنظمة ليا اقتصرت عمى ذكر العمميات التي تجعل من المؤسسة‬
‫مصرفا وسيتم استعراض ىذه التعريفات فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬عرفو الدكتور احمد النجار بأنو مؤسسة مصرفية تمتزم في جميع معامبلتيا و نشاطاتيا‬
‫االستثمارية ‪،‬وادارتيا لجميع أعماليا بالشريعة اإلسبلمية ومقاصدىا ‪ ،‬وكذلك بأىداف المجتمع اإلسبلمي‬
‫داخميا وخارجيا‪. 2‬‬

‫‪ -‬المصرف ال يكون إسبلميا إال إذا كانت اعممو كميا ممتزمة بأحكام الشرع واالمتناع عن التعامل‬
‫بالربا ليكون المصرف إسبلميا‪. 3‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أساليب التمويل في البنوك اإلسالمية‪:‬‬

‫ىناك العديد من الطرق التمويمية التي تسير عمييا البنوك اإلسبلمية في تمويل المشاريع نذكر‬
‫بعضيا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬المضاربة‬
‫‪ -1-1‬تعريف المضاربة‬

‫يقصد بيا عبلقة المشاركة التي قوم بين طرفين احدىما صاحب المال واألخر صاحب الخبرة‬
‫وىذه الصيغة من التمويل تؤلف بين عنصري النشاط واإلنتاج وىما‪ :‬العمل والمال وىي تختمف عن‬
‫المضاربة في البورصات واألسواق المالية ‪،‬وفي ىذه الحالة فان المدخرين وأصحاب األموال يقدمون‬

‫‪1‬‬
‫محمد حسين الوادي‪،‬حسين محمد سمحان‪،‬المصارف اإلسالمية‪،‬دار النشر والتوزيع والطباعة ‪،‬عمان‪،‬الطبعة الثانية‬
‫‪، 2008‬ص ‪.38‬‬
‫‪2‬‬
‫احمد سميمان خصوانة‪ :‬المصارف اإلسالمية‪ ،‬عالم الكتب الحديث ‪ ،‬لمنشر والتوزيع‪،‬عمان ‪،‬طبعة أولى‪،2008،‬‬
‫‪،‬ص ‪. 60،59‬‬
‫‪3‬‬
‫حريبي محمد عريقات‪ :‬يعيد جمعة عقل‪ ،‬إدارة المصارف اإلسالمية ‪ ،‬دار وائل لمنشر والتوزيع عمان ‪،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪، 2010‬ص‪110،109 ،‬‬
‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أمواليم إلى البنك اإلسبلمي بوصفو صاحب الخبرة في األنشطة المختمفة فيكون في ىذه الحالة صاحب‬
‫‪1‬‬
‫المال ويكون المتعاممون معو مضاربين في ىذا المال‬

‫حيث تتوزع األرباح بينيما حسب النسب المتفق عمييا ويتحمل صاحب رأس المال الخسارة في‬
‫حالة عدم تقصير المضارب واخبلصو بشروط المضاربة ىذا األخير الذي تكون فرصتو ىي تكمفة‬
‫الفرصة البديمة لخدماتو التي قام بيا خبلل فترة المضاربة‪.‬‬

‫ويتحمل الخسارة كاممة في حالة تقصيره أو إخبللو بشروط المتفق عمييا المتعمقة بالنشاط‬
‫االستثماري فالمضاربة ىي شكل من أشكال المبلئمة إلقامة وتنظيم المشروعات المصغرة والفردية‬
‫الصغيرة سواء كانوا من الفنيين كاألطباء والميندسين‪ ،‬أم كانوا من أصحاب الخبرات العممية في التجارة‬
‫‪،‬والحرف اليدوية المختمفة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫فيقدم البنك التمويل البلزم بصفتو صاحب المال يستثمرونو لقاء حصة من الربح المتفق عميو‬

‫‪ -2-1‬شروط صحة المضاربة‪:‬‬

‫ىناك شروط صحة المضاربة وتتعمق برأس المال والربح والعمل وسوف نذكر منيا فيمايمي‪:‬‬

‫أ‪ -‬الشروط المتعمقة برأس المال‪:‬تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬ان يكون رأس المال نقدا أي من النقود التي تتمتع بقبول عام؛‬

‫‪ -‬ان يكون رأس المال عينا ألدينا في ذمة المضارب ؛‬

‫‪ -‬ان يكون رأس المال معموما قد ار ووصفو لكل من صاحب المال والمضارب ؛‬

‫‪ -‬تسميم المال إلى المضارب يعني تمكين المضارب من التصرف بو لكن شرط انو ال يفسد‬
‫المضاربة‪. 3‬‬

‫‪1‬‬
‫سامر جمدة‪،‬البنوك التجارية والتسويق المصرفي‪،‬دار أسامة لمنشر والتوزيع ‪،‬األردن ‪.‬طبعة األولى‪، 2009 ،‬ص ‪220‬‬
‫‪2‬‬
‫احمد بوراس ‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.134‬‬
‫‪3‬‬
‫سامر جمدة‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪221‬‬
‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ب‪ -‬الشروط الخاصة بالربح ‪:‬وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬ان يكون نصيب كل طرف معموما عند التعاقد فمن شروط صحة المضاربة ان يتفق الطرفان‬
‫عمى كيفية توزيع الربح بينيما ؛‬

‫‪ -‬ان يكون الربح مشتركا بين المتعاقدين بحيث ال يخص احدىما دون األخر؛‬

‫‪ -‬يتعين تحديد نصيب كل من صاحب المال والمضارب فيما يتحقق من ربح عن عممية المضاربة‬
‫بالنسبة المئوية أو بالجزئية (نصف الربح أو الثمث) وال يجوز أن يحدد نصيب أي من الطرفين بمبمغ من‬
‫المال محدد سمفا؛‬

‫‪ -‬الخسارة تكون عمى رب المال وال يتحمل منيا المضارب شيئا طالما لم يخالف الشروط ويمغيو‬
‫(المضارب )‪،‬وما يتحممو من ضياع وقتو وجيده دون عائد ؛‬

‫‪ -‬من حيث الضمانات فان لمبنك اإلسبلمي أن يطمب ضمانات شخصية مناسبة ضد تقصير‬
‫المضارب وعدم التزامو بشروط المضاربة‪.‬‬

‫ج‪ -‬الشروط المتعمقة بالعمل ‪:‬وتتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬العمل من اختصاص المضارب فقط فبل يجوز ان يشترط رب العمل ان يعمل معو؛‬

‫‪ -‬عدم تضييق رب المال عمى العمال ولو فعل ذلك تكون المضاربة فاسدة أي انو يمكن لرب‬
‫المال ان يفرض الشروط ويضع القيود التي يراىا مناسبة ذات مصمحة‪. 1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -3-1‬الخطوات العممية لتنفيذ المضاربة‬

‫عادة ما يكون التمويل عن طريق المضاربة لدى المصارف اإلسبلمية عن طريق تقديم النقد كميا‬
‫أو جزئيا بالتمويل عممية محددة‪ ،‬ويقوم فييا شخص أخر وتتم وفق الخطوات التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الطمب‪ :‬يتقدم العميل طالب المضاربة إلى المصرف بدراسة جدوى اقتصادية لمصفقة أو‬
‫المشروع الذي يود تمويمو عن طريق المصرف اإلسبلمي موضحا فيو‪:‬‬

‫‪ -‬وصفا تحميبل كامبل لطبيعة الصفقة ؛‬

‫‪1‬‬
‫ديمون يوسف فرحات‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2004 ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪2‬‬
‫حريبي محمد عريقات‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪161،160‬‬
‫‪45‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬التكمفة الجزئية والكمية المتوقعة والمبينة عمى أسس منطقية ؛‬

‫‪ -‬العائدات الجزئية أو الكمية المتوقعة والمبنية عمى أسس منطقية؛‬

‫ب‪ -‬الدراسة االئتمانية‪ :‬تتم دراسة الطمب من فبل فرع المصرف المعني من حيث‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة سوقية عن الصفقة لمتأكد من مطابقتيا لواقع السوق؛‬

‫‪ -‬التأكد من ربحية العممية وامكانية استعادة التمويل المقدم من قبل المصرف ضمن المدة‬
‫المحدودة؛‬

‫‪ -‬التأكد من خبرة العميل وكفاءتو ومدى معرفتو بالسوق المتوقع ليذه الصفقة ؛‬

‫‪ -‬التأكد من السيرة الذاتية لمعميل خمقا وأمانة من خبلل تجربة المصرف معو ‪.‬‬

‫ج‪ -‬موافقة المصرف عمى التمويل‪ :‬في ضوء التقرير الذي يقدمو الفرع لممسؤولين من التمويل‬
‫تصور الموافقة عمى التمويل وشروطو ومقداره ونسبة األرباح ‪.................‬‬

‫د‪ -‬تنفيذ عممية المضاربة‪ :‬يفتح حساب خاص لمعممية (مضاربة‪/‬اسم العميل) ‪،‬بيتم صرف منو‬
‫عمى المضاربة وإليداع الوردات فيو ولتصفية العممية عن طريقو‪.‬‬

‫هـ‪ -‬متابعة العميل المضارب‪ :‬تتم متابعة المضارب أثناء فترة المضاربة من قبل موظفي دائرة‬
‫التمويل واالستثمار لدى الفرع المعني عند عممية البيع‪ ،‬والشراء الرئيسية ‪،‬ومتابعتو ضمن فترات زمنية‬
‫مناسبة لمتأكد من سير عممية المضاربة حسب الخطة المتفق عمييا‬

‫و‪ -‬التصفية النهائية‪ :‬يقدم العميل حساباتو لممصرف عمى مقدار ما سحب من الحساب لتمويل‬
‫العممية بمختمف مراحميا‪ ،‬وما ورده لحساب المضاربة من أموال مرفقة مع الوثائق الضرورية ‪.‬‬

‫‪ -2‬المرابحة‪:‬‬

‫‪ -1-2‬تعريف المرابحة‪ :‬ىي احد صور البيوع ولذا تعرف المرابحة شرعا بأنيا بيع السمع بأثمان‬
‫شرائيا زائد ربحا معموما يتفق عميو ويظير الجانب التمويمي إذا ائتمانا تجاريا يمنحو البائع لممشتري الذي‬
‫يسدد الثمن فيما ‪،‬بعد من ايرداتو إما مرة واحدة بعد اجل معين أو عمى أقساط‪،‬واألنسب أن تقدر ىذه‬
‫الزيادة بمعدل عائد عمى االستثمارات التي يحققيا البائع من نشاطو أو يسترشد بالعائد عمى حسابات‬

‫‪42‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫االستثمار في البنوك اإلسبلمية في الدولة ‪ ،‬وقد يتم البيع أو استيراد تجييزات أو أصول محددة‬
‫‪1‬‬
‫المواصفات‪.‬من قبل المشتري‬

‫‪ -2-2‬شروط المرابحة ‪ :‬تتمثل شروط المرابحة فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون ثمن السمعة معموما ؛‬

‫‪ -‬أن يكون الربح معموما لمبائع والمشتري؛‬

‫‪ -‬أن يبين البائع ما أنفقو عمى البيع زيادة عمى الثمن؛‬

‫‪ -‬أن يكون العقد األول صحيحا فمو كان فاسد لم تجرى المرابحة ألنيا بيع بالثمن األول نع زيادة‬
‫الربح‪ 2‬؛‬

‫‪ -‬أن يكون البيع ممموكا لمبائع فبل يصح بيع الفضولي وان ال يكون في البيع حق لغير البائع‬

‫‪ -‬أن يخمو البيع من الخيارات (خيار التعيين‪،‬خيار العيب‪ ،‬خيار الرؤية‪ )............‬؛‬

‫‪ -‬وجود الرضا كون البيع مقدور التسميم دون إلحاق ضرر بالبائع‪.3‬‬

‫‪ -3-2‬أهمية المرابحة‪ :‬من الجدير بالذكر بان المرابحة من أكثر أساليب التمويل شيوعا بين‬
‫المصارف اإلسبلمية وتقدر ما بين ‪% 70‬و ‪، %80‬من إجمالي التمويل الذي تقدمو المصارف اإلسبلمية‬
‫يتم عن طريق المرابحة‪.‬‬

‫ولقد استطاعت المصارف اإلسبلمية عن طريق المرابحة المنافسة عمميات االقتراض لدى البنوك‬
‫التقميدية وذلك لؤلسباب التالية‪:‬‬

‫‪ -‬سيولة تطبيق عمميات المرابحة لؤلمر بالشراء بعكس بقية أنواع التمويل اإلسبلمية؛‬

‫‪ -‬سيولة المراقبة تنفيذ العممية من قبل أجيزة البنك من حيث الرقابة الداخمية؛‬

‫‪ -‬إمكانية تحديد مستوى ومقدار عوائد التمويل منذ بداية دراسة عممية المرابحة؛‬

‫‪1‬‬
‫الطيب الداودي ‪،‬اإلستراتجية الذاتية لتمويل التنمية االقتصادية‪ ،‬الطبعة ‪، 01‬دار الفجر لمنشر و التوزيع‪، 2008 ،‬ص‬
‫‪.129‬‬
‫‪2‬‬
‫محمود حسين الوادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد صالح الحناوي‪،‬المؤسسات المالية‪،‬الدار الجامعية لمطبع النشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪، 1998 ،‬ص ‪.406‬‬
‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬تشمل تطبيقات بيع المرابحة لؤلمر بالشراء نطاقا واسعا يغطي معظم السمع معمرة أو غير معمرة‬
‫أو استيبلكية؛‬

‫‪ -‬يتمكن البنك قبل تقديم التمويل بالمرابحة لؤلمر بالشراء من دراسة وضع العميل وامكانياتو‬
‫المادية ونشاطو‪....‬؛‬

‫‪ -‬يتحقق البنك من جدية العميل عمى ىذا النوع من التمويل عن طريق اشتراط دفع عربون يمثل‬
‫نسبة من قيمة السمعة‪.1‬‬

‫ومنو يعتبر أسموب التمويل بالمرابحة أسموبا مناسبا لمشروعات ص و م ألنو يساعد عمى‬
‫الحصول عمى مختمف اآلالت والموارد المالية التي تحتاجيا دون دفع فوري حيث أنيا عادة ال تممك‬
‫األموال الكافية لذلك ساعدىا أسموب المراجعة عمى دفع ما عمييا عمى شكل أقساط مستقبمية وىذا‬
‫األسموب أيضا يناسب البنك ألنو يحصل عمى عائد مع ضمان استرداد مالو ‪،‬ولو ان يطمب ضمان طرف‬
‫ثالث في حالة البيع المرابحة لؤلمر بالشراء‪.‬‬

‫‪ -3‬المشاركة‬

‫‪ -1-3‬تعريفها‬

‫يتمثل ىذا األسموب في تقديم المشاركين لممال بنسب متساوية أو متفاوتة من اجل إنشاء مشروع‬
‫جديد أو المساىمة في المشروع قائم بحيث يصبح كل مشارك ممتمكا حصة في رأس المال بصفة دائمة‬
‫ومستحقا لنصيب من األرباح‪.‬‬

‫حيث تقوم فكرة المشاركة عمى أساس ان الممول صاحب رأس المال (البنك) يعتبر شريكا‬
‫لممتعامل معو من حيث تربطو معو عبلقة شريك بشريك وليست عبلقة دائن بمدين فالمشاركة ال تحتاج‬
‫إلى تقديميا إلى ضمان لمحصول عمى التمويل وتكون الشراكة دائمة كما يمكن ان ان تكون متناقصة أي‬
‫منتيية بالتمميك حيث يعطي البنك الحق لمشريك ان يجعل محمو في ممكية المشروع ويوافق عمى التنازل‬
‫‪2‬‬
‫عمى حصتو في المشاركة دفعة واحدة ‪،‬أو عمى دفعات حسبما تقتضي الشروط المتفق عمييا‬

‫‪1‬‬
‫حريبي عريقات ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪83‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الرحمن يسري احمد ‪ ،‬تنمية الصناعات الصغيرة ومشكالت تمويمها‪ ،‬دار الجامعية لمنشر والتوزيع ‪،‬اإلسكندرية مصر‬
‫‪، 1996‬ص‪84،83 :‬‬
‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2-3‬شروط المشاركة‬

‫تتمثل فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون رأس المال من نقود وأجاز بعض الفقياء ان يكون من عروض إال إذ جرى تقويميا‬
‫بالنقود وقت المشاركة ؛‬

‫‪ -‬أن يكون رأس المال موجودا أو معموما ويمكن التصرف فيو؛‬

‫‪ -‬أن يكون الربح بين الشركاء عمى ما اشترطوا وبنسبة شائعة معمومة فإذا لم يشترطوا يكون الربح‬
‫حسب نسبة رأس المال؛‬

‫‪ -‬أما في حالة الخسارة فتكون عمى الشركاء عمى حسب النسب المتفق عمييا أو حسب نسب رأس‬
‫المال كل منيم إلى رأس مال الشركة؛‬

‫‪ -‬ال يشترط التساوي في حصص رأس المال كما ال يشترط المساواة في العمل‪ ،‬والمسؤولية‬
‫واإلدارة في الشركة؛‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬ان يكون العقد واضحا فييا يتعمق بقوانين توزيع الربح البيع بين الشركاء تجنبا لمخبلف مستقببل‬

‫‪ -3-3‬مزايا الشراكة‪:‬‬

‫ىناك عدة مزايا لممشاركة ىي كما يمي‪:‬‬

‫أ‪ -‬المزايا الشرعية‪:‬تتمثل في صيغة غير مثيرة لمجدل من النواحي الشرعية كما ىو الحال في‬
‫المرابحة وىي خالية من العيوب الشرعية ومن الربا‬

‫ب‪ -‬مزايا تجارية‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬استغبلل السيولة الزائدة عادة في المصارف اإلسبلمية في تحقيق عوائد مرتفعة؛‬

‫‪ -‬توزيع المخاطر بين أصحاب رؤوس األموال وتوفير الجيود بسبب توزيع المسؤوليات بين‬
‫الشركاء‪2‬؛‬

‫‪1‬‬
‫محمد صالح الحناوي ‪،‬المؤسسات المالية ‪،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪406‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد حسين الوادي‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪170‬‬
‫‪42‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬من جية أخرى نظ ار لمعميل فان نظام المشاركة عادة يحتاج لتقديم رىن عقاري أو ضمانات‬
‫وبالتالي فان الجدوى االقتصادية لممشروع وميزاتو ىي الوحيدة المؤىمة لمتمويل من المصارف ‪.‬‬

‫ج‪ -‬مزايا اجتماعية‪:‬وهي‪:‬‬

‫‪-‬تعمل عمى معالجة األمراض االقتصادية من خبلل زيادة الناتج والدخل القومي ؛‬

‫‪ -‬ارتفاع فرص التشغيل العمال والفنيين؛‬

‫‪ -‬انتشار ظاىر التكافل؛‬

‫تقميل اآلثار السمبية لمتضخم‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫حريبي عريقات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪83‬‬
‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل رقم (‪ :)05‬أشكال التمويل بالمشاركة‬

‫المشاركة المتناقصة‬ ‫المشاركة الثابتة‬

‫المنتهية‬ ‫المستثمرة‬
‫حلول للشريك محل المصرف بعقد بحيث يكون‬
‫للشريك حريته في البيع لشريكه أو لغيره‬

‫تمويل عملية‬

‫تخصيص جزء من الدخل المتولد لسداد تمويل‬


‫المصرف إضافة إلى نصيبه من العائد‬
‫تمويل صفقة‬

‫تقسيم العملية إلى حصص أو أسهم و للشريك حق‬


‫تمويل نشاط‬
‫اقتناء عدد من األسهم المصرف كل مرة حتى‬
‫يمتلك كل األسهم‬

‫تمويل دورة‬

‫حلول الشريك محل المصرف و ملكيته التامة‬


‫للشركة‬

‫المصدر‪ :‬الطيب داودي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪12 :‬‬

‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطمب الثاني‪ :‬العوامل المحددة الختيار مصادر التمويل وعوامل إيجاد بدائل تمويمية‬

‫أوال‪ :‬العوامل المحددة الختيار مصادر التمويل‬

‫إن اعتبار مصادر التمويل األكثر مبلئمة يتأثر بعدة عوامل منيا ما ىي مرتبط بسياسة التمويل‬
‫في المؤسسة من جية ‪،‬ومنيا ما يتعمق بطبيعة الظروف االقتصادية العامة من جية أخرى وىو ما‬
‫سنوضحو كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬العوامل المرتبطة بسياسة التمويل في المنشاة‬

‫وتعبر عن شكل أساسي عن إمكانية المنشاة واحتياجاتيا وقدرتيا عمى تسديد التزاماتيا كذلك نجد‬
‫ان المؤسسات الحديثة غالبا ما تعتمد عمى مواردىا المالية الداخمية نظ ار لعدم قدراتيا عمى الحصول عمى‬
‫األموال من مصادر خارجية ‪.‬‬

‫وبالنسبة لشركات المساىمة فإنيا تعتمد عمى اصدراتيا من األسيم العادية واألسيم الممتازة اما‬
‫بالنسبة لممؤسسات التقميدية الكبيرة ‪ ،‬والتي تتعامل بعدة أنواع من السمع فاتيا تتجو غالبا لبلستفادة من‬
‫أموال الغير‪ ،‬أي ان االعتماد عمى القروض في التمويل ‪.‬‬

‫ومن أىم العوامل التي تؤثر في تحديد نوعية مصادر التمويل نذكر منيا عمى سبيل المثال ما‬
‫يمي‪:‬‬

‫‪-‬نوعية االستثمارات القائمة في المؤسسة؛‬

‫‪ -‬نوعية االستثمارات الجديدة المطموبة تمويميا؛‬

‫‪ -‬حجم اإليرادات المتوقعة؛‬

‫‪ -‬تركيبة رأس المال في المؤسسة ودرجة مديونيتيا؛‬

‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬أسعار األسيم في السوق المالية (بالنسبة لشركات المساىمة)؛‬

‫‪ -‬درجات السيولة النقدية؛‬

‫‪ -‬نوع السمعة المنتجة؛‬

‫‪ -‬درجة الخطر المرتبطة باالستثمارات المفتوحة‪.‬‬

‫‪ -2‬العوامل المتعمقة بطبيعة الظروف االقتصادية العامة (العوامل الخارجية)‬

‫ىناك الكثير من العوامل التي تفرضيا الظروف االقتصادية العامة ومنيا‪:‬‬

‫‪ -‬اإلجراءات التي تفرضيا الدولة في تحديد معدالت الفائدة؛‬

‫‪ -‬اإلجراءات الخاصة بإصدار األسيم ؛‬

‫‪ -‬اإلجراءات الخاصة بتكوين االحتياطات وطرق االستيبلك الواجب تطبيقيا؛‬

‫‪ -‬معدالت الضريبة عمى الربح ؛‬

‫‪ -‬ظاىرة التضخم النقدي‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬عوامل إيجاد حمول تمويمية لممؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫نظ ار ألىمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و المشاكل التي تعاني منيا خاصة المتعمقة بالتمويل‬
‫كان البد من إيجاد صيغ تمويمية حديثة مع تفعيل الصيغ التقميدية‪ ،‬و ىذا لم يكن وليد الصدفة بل نتج‬
‫‪2‬‬
‫عن تغيير في العديد من العوامل أىميا‪:‬‬

‫‪ / 1‬تزايد مستوى الوعي لدى المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بقدرتيا و أىميتيا إذا ما حسنت‬
‫مستوى تنظيميا الداخمي‪ ،‬أيضا تنظيم نفسيا في جمعيات مينية؛‬

‫‪ /2‬تزايد الوعي لدى صانعي القرار عمى مستوى المحمي و الدولي بمشاكل المؤسسات الصغيرة و‬
‫المتوسطة و أىميتيا االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬و لقد انعكس ذلك في خمق ىياكل و وضع آليات و‬
‫سياسات لدعم ىذه المؤسسات في نموىا و تطورىا؛‬

‫‪1‬‬
‫رضوان وليد العمار ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.229‬‬
‫‪2‬‬
‫سماح طمحي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.68،67 :‬‬
‫‪44‬‬
‫إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ / 3‬أدت عولمة مصادر التمويل إلى التوجو المتزايد لممؤسسات الكبيرة نحو تنويع مصادر تمويميا‪،‬‬
‫و بالتالي انخفاض الحاجة إلى الوسطاء كالبنوك التجارية مما جعل ىذه األخيرة تبحث عن زبائن جدد‬
‫الستغبلل الودائع المختمفة لدييا‪ ،‬ىذا ما أدر إلى التوجو المتزايد ليذه المؤسسات المالية نحو قطاع‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بابتكار آليات جديدة لمتمويل؛‬

‫‪ /4‬ظيور تعاضديات أنشأتيا المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بغرض تقديم المساعدات الفنية‬
‫واإلدارية‪ ،‬و كذا تسيير عممية الحصول عمى التمويل و شروطو؛‬

‫‪ /5‬ظيور مؤسسات ومكاتب متخصصة في ميدان جمع المعمومات حول المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة مما جعميا تمعب دور الوسيط بين ىذه المؤسسات ومحيطيا‪ ،‬وجودىا كان لعدم قدرة‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عمى تقديم المعمومات حول أنشطتيا مما يصعب من ميمة ىذه األخيرة‬
‫عمى تقييم مستوى المخاطر‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمهيد‬

‫إف االتجاه الجديد في تنمية االقتصاد الحديث ىو االعتماد عمى مؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫والتركيز عمى دورىا في تحقيؽ التنمية‪ ،‬ولكف في ظؿ محدودة االستفادة بالحجـ المطموب والشروط‬
‫المناسبة مف التمويؿ المصرفي كمصدر تقميدي‪ ،‬باإلضافة إلى نقؿ الضمانات التي يغمب عمييا الطابع‬
‫البيروقراطي أصبحت ىذه المصادر أي التقميدية المعتمدة لحد اآلف ال تتماشى مع الواقع االقتصادي‪،‬‬
‫لذا أصبح لزاما عمى المؤسسات البحث عف مصادر أخرى حديثة تكوف متخصصة وليا مميزات‬
‫تتماشى مع الواقع الجديد الذي أفرزتو البيئة الداخمية وحتى الخارجية(الدولية)‪ ،‬إذ أف اتساع نشاط‬
‫المؤسسات وتنوعيا أجبرىا عمى استحداث تجييزاتيا مف آالت ومعدات‪ ،‬واكتساب تقنيات حديثة‪ ،‬وىذا‬
‫ما تضمنو ليا المصادر الحديثة لمتمويؿ‪ ،‬وعميو تـ تقسيـ ىذا الفصؿ إلى أربعة مباحث يتضمف كؿ‬
‫مبحث مصدر مف المصادر الحديثة‪ ،‬مف خالؿ التعرؼ عمى ماىيتو وكذلؾ كؿ مف مزاياه وعيوبو‪،‬‬
‫حيث تتمثؿ ىذه المصادر في قرض اإليجار أو التمويؿ ألتأجيري‪ ،‬التمويؿ عف طريؽ تحويؿ عقد‬
‫الفاتورة أو الفاكتوريغ‪ ،‬التمويؿ عف طريؽ حاضنات األعماؿ‪ ،‬وفي األخير التمويؿ عف طريؽ رأس‬
‫الماؿ المخاطر‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول ‪ :‬التمويل ألتأجيري‬


‫توجد العديد مف طرؽ تمويؿ االستثمارات العقارية منيا والمنقولة‪ ،‬لكف قرض اإليجار يختمؼ عف‬
‫ىذه الطرؽ ويتميز عنيا بخصوصيات‪ ،‬رغـ حداثتو‪ ،‬مما يعطيو أصميتو‪،‬وقد استعمؿ قرض اإليجار سنة‬
‫‪1930‬في و‪.‬ـ‪.‬أ لمعقارات‪ ،‬ومنذ ‪ 8951‬لممنقوالت تحت تسمية ‪ ،Leasing‬لكنو لـ يعرؼ في ارويا إال‬
‫بعد ‪ 8961‬حيث ظيرت تسمية ‪ "Credit-bail‬في فرنسا‪ ،‬و ‪ Location-Financement‬في‬
‫ايطاليا ثـ"‪ " Locazione Finanziaria‬في بمجيكا‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬ماهية التمويل ألتأجيري و أنواعه‬

‫أوال ‪ :‬ماهية التمويل ألتأجيري‪:‬‬

‫نتعرؼ في ىذا العنصر عمى مفيوـ القرض أإليجاري ‪،‬وأىـ خصائصو وكيفية سير ىذا النوع مف‬
‫التمويؿ‪.‬‬

‫‪ -1‬نشأة وتطور القرض أإليجاري‬

‫لقد نشأت تقنية اإليجار وتطورت بتطور النشاط االقتصادي لإلنساف عبر‬
‫تـ اكتشاؼ‬
‫المعدات مف النشاطات ذات التاريخ الطويؿ‪ ،‬فقد ّ‬
‫ّ‬ ‫ويعد تأجير‬
‫العصور‪ّ ،‬‬
‫سجالت لإليجار تعود إلى بعض المعامالت المادية والتجارية التي وقعت قبؿ عاـ ‪0111‬‬
‫أف أىـ سجؿ لقوانيف اإليجار يعود‬
‫قبؿ الميالد‪ ،‬وذلؾ في مدينة أوز السومرية القديمة كما ّ‬
‫إلى عاـ ‪ 8711‬ؽ‪.‬ـ عندما قاـ الممؾ حمورابي بإدماج القواعد واألعراؼ السومرية‬
‫واألكادية في مجموعة قوانينو الشييرة‪ ،‬كما وجدت حضارات قديمة أخرى كاإلغريؽ‬
‫المعدات واألرض‬
‫ّ‬ ‫والروماف‪ ،‬والمصرييف والفينيقييف ‪،‬في اإليجار وسيمة جذابة لتمويؿ‬
‫‪1‬‬
‫‪،‬والسفف ومختمؼ أنواع الخيرات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لممعدات اإلنتاجية‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص ‪.07‬‬
‫ّ‬ ‫العال‪ ،‬اإليجار التمويمي‬
‫‪ -‬طو محمد أبو ُ‬

‫‪28‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -2‬تعريف أسموب التمويل ألتأجيري‬

‫يعرؼ التمويؿ ألتأجيري عمى انو " اتفاؽ بيف طرفيف يخوؿ أحدىما حؽ االنتفاع بأصؿ ممموؾ‬
‫لمطرؼ اآلخر‪ ،‬مقابؿ دفعات دورية لمدة زمنية محددة‪ ،‬المؤجر ىو الطرؼ الذي يحصؿ عمى الدفعات‬
‫الدورية مقابؿ تقديـ األصؿ‪ ،‬في حيف أف المستأجر ىوا لطرؼ المتعاقد عمى االنتفاع بخدمات األصؿ‬
‫‪1‬‬
‫مقابؿ سداده ألقساط التأجير لممؤجر‬

‫مؤىمة قانونيا‬
‫ويعرؼ أيضا عمى انو" عممية يقوـ بموجبيا بنؾ أومؤسسة مالية أو شركة تأجير ّ‬
‫تصرؼ مؤسسة عمى سبيؿ اإليجار‪ ،‬مع‬
‫لذلػؾ بوضع آالت ومعدات أولية وأصوؿ مادية أخرى تحت ّ‬
‫إمكانية التنازؿ عنيا في نياية القترة الموثقة في العقد‪ ،‬ويتـ التسديد عمى أقساط يتفؽ بشأنيا تسمى‬
‫ثمف اإليجار ‪.‬‬
‫‪0‬‬

‫ولمتمويؿ التأجيري تسميات أخرى مثؿ التمويؿ باالستئجار‪ ،‬التمويؿ أالستئجاري‪ ،‬التمويؿ بالتأجير‪،‬‬
‫تأجير األصوؿ‪ ،‬التمويؿ االيجاري‪ ،‬القرض االيجاري‪ ،‬االعتماد االيجاري‪ ،‬قرض التأجير‪ ،‬التأجير‬
‫بالتمويؿ واإلجارة‪.‬‬

‫كما يعرؼ التأجير عمى أنو اتفاؽ يتـ بمقتضاه تحويؿ الحؽ في استخداـ عقارات أو آالت أو‬
‫‪3‬‬
‫معدات مف المؤجر إلى المستأجر لمدة معينة مف الزمف مقابؿ مبمغ معيف‪.‬‬

‫‪ -3‬عوامل ظهور التمويل ألتأجيري‪:‬‬

‫ظير التمويؿ ألتأجيري في مرحمة حديثة مف تطور نظـ االئتماف وفي الوقت المناسب لمواجية‬
‫العجز في رأس الماؿ‪ ،‬ويرجع ظيور وانتشار التمويؿ ألتأجيري لعدة عوامؿ نذكرىا‪:‬‬

‫‪ -‬مسايرة التطورات التكنولوجية اليائمة في وسائؿ اإلنتاج؛‬

‫‪1‬‬
‫بمعوج بمعيد ‪ ،‬تأجير األصول الثابة كمصدر لتمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬الممتقى الوطني األوؿ‬
‫حوؿ المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و دورىا في التنمية ‪ ، 2002-04-09 ،‬كمية العموـ االقتصادية و عموـ‬
‫التسيير جامعة ثمجي عمار ‪ ،‬االغواط ص ‪.08‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬الطاىر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،2005 ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬خالد الزاوي‪ ،‬التحميل المالي لمقوائم المالية واإلفصاح المحاسبي‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،2000 ،‬ص ‪.442‬‬

‫‪28‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬سرعة تقدميا بظيور تجييزات إنتاج أحدث؛‬


‫‪ -‬صعوبة تمويؿ امتالؾ التجييزات الحديثة؛‬
‫‪ -‬ارتفاع تكمفة ىذه التجييزات انعكس عمى تسويقيا وقد يسبب ذلؾ مف تعطؿ االستثمارات‬
‫اإلنتاجية؛‬
‫‪ -‬التمويؿ أإليجاري كاف وسيمة لترقية الطمب عمى المنتجات الصناعية واعطاء دفع قوي لنمو‬
‫الصناعات اإلنتاجية؛‬
‫‪-‬انخفاض قيمة النقود والظروؼ التضخمية واإلجراءات الصعبة التي يتطمبيا االقتراض طويؿ‬
‫األجؿ وقصور التمويؿ الذاتي ساىموا في ظيور التمويؿ اإليجاري الذي يربط العائد مباشرة‬
‫‪1‬‬
‫كالتكمفة‪.‬‬

‫‪-4‬خصائصه‬

‫إف عقد قرض اإليجار يتضمف عدة التزامات تشكؿ في مجمميا خصائص ليذا القرض‬
‫‪2‬‬
‫وأىميا‪:‬‬

‫‪ -‬األصل الممول‪ :‬وقد يكوف عقا ار أ ومنقوال فالمؤجر يموؿ األصوؿ التي يسيؿ بيعيا كما يموؿ‬
‫التجييزات المتخصصة‪ ،‬فوجود خطر يؤدي بالمؤجر إلى طمب ضمانات أخرى قد تكوف شخصية‬
‫أ وتعيد مف المورد باسترجاعو لألصؿ أ وتعيد بالمساعدة في بيعو‪.‬‬

‫‪ -‬مدة العقد‪ :‬يبرـ عقد قرض اإليجار لمدة متفؽ عمييا غير قابمة لإللغاء مف الطرفيف‪ ،‬تحدد عمى‬
‫أساس تغطيتيا تقريبا لمدة حياة األصؿ االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬إف المؤسسة المستفيدة مف قرض اإليجار غير مطالبة بإنفاؽ المبمغ الكمي لالستثمار مرة واحدة‬
‫وانما تقوـ بالدفع عمى أقساط تسمى بثمف اإليجار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سعدة سعيدة‪ ،‬االئتمان التجاري الطريقة الحديثة لمتمويل دورة تدريبية حول تمويل المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬أياـ ‪ 28 -25‬ماي ‪ ،2003‬عموـ االقتصاد والتسيير‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‬
‫‪2‬‬
‫بريبش السعيد ‪ ،‬طبيب سارة ‪ ،‬البدائل التمويمية المتاحة لممؤسسات الصغيرة و المتوسطة بين العروض النظرية و‬
‫الصعوبات العممية ‪ ،‬الممتقي الوطني الثاني حوؿ المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و التنمية المستدامة‬

‫‪28‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬في نياية مدة القرض تستفيد المؤسسة المستأجرة إما مف خيار تجديد عقد اإليجار وبالتالي‬
‫عقد االستعماؿ‪ ،‬واما خيار شراء األصؿ عمى أساس القيمة المتبقية واما خيار االمتناع عف‬
‫التجديد وارجاع األصؿ إلى المؤسسة المؤجرة‪.‬‬

‫‪ -‬صيانة وتأميف األصؿ يتحمميا المستأجر‬

‫ثانيا ‪ :‬أنواع التمويل ألتأجيري ( قرض اإليجار )‬

‫‪ -1‬القرض االيجاري حسب معيار نقل الخطر ‪ :‬حسب ىذا المعيار ينقسـ القرض االيجاري الى ‪:‬‬

‫أ‪-‬قرض اإليجار التمويمي ‪ :‬في ىذا النوع مف عقود التأجير ‪ ،‬المؤجر ال يتولى خدمة أو صيانة‬
‫األصؿ كما أف العقد غير قابؿ لإللغاء و يتـ امتالؾ األصؿ بالكامؿ خالؿ مدة االستئجار و بيذا فيو‬
‫‪1‬‬
‫يختمؼ عف االستئجار التشغيمي‬

‫و يتصؼ ىذا النوع بما يمي ‪:‬‬

‫‪ -‬يغطي المؤجر كافة تكمفتو مضافا إلى ذلؾ معدؿ عائد مناسب ؛‬

‫‪ -‬مدفوعات االستئجار السنوية تعطي إعفاء ضريبي لممستأجر‪. 2‬‬

‫ب – قرض اإليجار التشغيمي ‪ :‬وفؽ ىذا النوع يستخدـ المستأجر األصؿ خالؿ زمف قصير‬
‫بالمقارنة بالعمر اإلنتاجي لو ‪ ،‬ولذلؾ ال يتطمب نقؿ الممكية الخاص باألصؿ محؿ التأجير إلى‬
‫المستأجر ‪ ،‬بمعنى وجود فصؿ كامؿ بيف ممكية األصؿ الفعمية و تكوف لممؤجر و بيف استعمالو‬
‫بمعرفة المستأجر ‪.‬‬

‫وينتشر استخداـ ىذه النوعية مف التأجير في حالة السمع التي تتعرض لمتغيرات التكنولوجية‬
‫السريعة‪ ،‬مما يدفع إلى عدـ االحتفاظ بيا طيمة فترة عقد التشغيؿ كذلؾ تنتشر عقود التمويؿ التشغيمي‬

‫‪1‬‬
‫عبد الباقي روايج و طالبي خالد ‪ ،‬القرض االيجاري كبديل تمويمي لممؤسسات الصغيرة و المتوسطة – حالة الجزائر‬
‫– الممتقى الوطني الثاني حوؿ المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و التنمية المستدامة ‪ ،‬واقع و أفاؽ ‪ -14-13‬نوفمبر‬
‫‪ ، 2012‬كمية العموـ االقتصادية عموـ التسيير ‪ ،‬جامعة العربي بف مييدي ‪ ،‬أـ البواقي ‪ ،‬ص‪. 09‬‬
‫‪2‬‬
‫سمير محمد عبد العزيز ‪ ،‬التأجير التمويمي ‪ ،‬مكتبة و مطبعة االشعاع الفنية ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ، 2001 ،‬ص‬
‫‪. 114‬‬

‫‪28‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫في حاالت السمع السابؽ استخداميا ليا كحالة سيارات النقؿ و الركوب و آالت التصوير المستندات‬
‫الخاصة بكشؼ العمالت المزيفة‪.‬‬

‫نميز ثالثة أنواع‪:‬‬


‫‪ -2‬القرض أإليجاري حسب معيار طبيعة األصل المؤجر‪ :‬وىنيا ّ‬

‫ويخص تأجير أصوؿ منقولة كالعتاد واآلالت والوسائؿ‬


‫ّ‬ ‫‪ -1-2‬القرض أإليجاري لممنقوالت‪:‬‬
‫عموما‪ ،‬حيث يقوـ المؤجر بشرائيا وتأجيرىا لممستأجر لالنتفاع بيا وال تتعدى مدة العقد ‪7‬‬
‫ً‬ ‫اإلنتاجية‬
‫سنوات في أغمب األحياف‪.‬‬

‫القرض أإليجاري لمعقارات‪ :‬وىو عبارة عف عممية تأجير البنايات ذات استعماؿ ميني‬
‫لمؤسسة معينة قد تصبح مالكة لذلؾ األصؿ العقاري في نياية مدة العقد إذا اختارت ذلؾ‪،‬‬
‫وتتراوح مدة العقد ىنا ما بيف ‪ 8‬و ‪ 15‬سنة‪ ،‬وقد تصؿ إلى ‪ 20‬سنة ‪.‬‬

‫جـ‪ -‬القرض أإليجاري لمقيم المعنوية‪ :‬ويتمثؿ في قياـ مؤسسة بعقد قرض إيجاري يكوف موضوعو‬
‫براءات اختراع ورخص صناعية أو شيرة المحؿ ‪ fond de commerce‬بيدؼ إدخاؿ منتوج‬
‫جديد لمسوؽ أو اقتحاـ أجزاء جديدة مف السوؽ ‪،‬بيدؼ توسيع عمميا وىذا بدؿ القياـ بعمميات‬
‫البحث والتطوير بنفسيا ‪.‬‬

‫‪ -2‬القرض أإليجاري حسب معيار جنسية العقد‪ :‬ونميز ىنا كذلؾ نوعيف أساسييف‪:‬‬

‫‪ -1-2‬القرض أإليجاري المحمي‪ :‬وىو عقد يجمع بيف مؤسسة قرض إيجاري وزبوف ينتمياف‬
‫إلى نفس البمد‪ ،‬كما يمكف لمؤسسة القرض أإليجاري إنشاء فروع ليا في الخارج وممارسة القرض‬
‫أإليجاري المحمي في ذلؾ البمد‪.‬‬

‫‪ -2-2‬القرض أإليجاري الدولي‪ :‬يستخدـ عادة معيار المقر االجتماعي أو المقر الرئيسي‬
‫لألطراؼ المتدخمة في عممية القرض لتقرير الطابع الدولي لمقرض أإليجاري‪ ،‬حيث يعتبر القرض‬
‫دوليا عندما يكوف المؤجر والمستأجر مقيماف في بمداف مختمفاف ويخضعاف لتشريعات مختمفة‬
‫أإليجاري ً‬
‫‪.‬‬

‫‪-4‬أنواع أخرى لمقرض أإليجاري‪ :‬توجد أنواع خاصة أخرى لمقرض أإليجاري‪ ،‬أىميا‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المظهر‪ :‬حيث تقوـ مؤسسة معينة ببيع العتاد الذي نصنعو أو تنتجو‬
‫ّ‬ ‫‪ -1-4‬القرض أإليجاري‬
‫بنفسيا لمؤسسة مالية متخصصة في القرض أإليجاري‪ ،‬والتي تقوـ بتأجيره لممؤسسة المصنعة نفسيا‪،‬‬
‫وبعدىا تقوـ المؤسسة المصنعة التي أصبحت مستأجرة لعتادىا‪ ،‬بتأجيره لزبائنيا بشروط مشابية لعقد‬
‫التأجير األوؿ ‪.‬‬

‫‪ -2-4‬البيع واعادة التأجير‪ :‬ويقتضي قياـ مؤسسة معينة بالتنازؿ عف أصوؿ عقارية أو‬
‫منقولة لم ؤسسة مالية متخصصة‪ ،‬حيث تقوـ ىذه األخيرة بمنح حؽ استخداـ األصؿ المعني لنفس‬
‫المؤسسة عف طريؽ عقد إيجار يتضمف كؿ البنود الالزمة‪ ،‬وتتيح ىذه العممية توفير أمواؿ لتوظيفيا‬
‫في فرص استثمار أخرى‪.‬‬

‫‪ -3-4‬القرض أإليجاري المقرون برافعة تمويل‪ :‬ويتميز بوجود ثالثة أطراؼ في العقد‪ :‬المستأجر‪،‬‬
‫المؤجر‪ ،‬والجية المقرضة‪ ،‬وال يختمؼ دور المستأجر عما كاف عميو في عقود االستئجار األخرى‪ ،‬لكف‬
‫االختالؼ يكمف في دور المؤجر الذي يموؿ شراء األصؿ المطموب جز ًئيا فقط (‪ %30‬مثال)‪ ،‬ويموؿ‬
‫الجزء المتبقي (‪ )%70‬بقرض مضموف طويؿ األجؿ مف مؤسسة تمويمية (بنؾ تجاري‪ ،‬شركة‬
‫تأميف‪ ...،‬الخ)‪ ،‬وعادة يستخدـ ىذا النوع مف القروض اإليجارية في تمويؿ االستثمارات التي تتطمب‬
‫‪1‬‬
‫اتفاقات رأسمالية كبيرة‪.‬‬

‫وميما يكف النوع المطابؽ مف القرض أإليجاري‪ ،‬يبقى ىذا األخير تقنية تمويمية ضمف تشكيمة‬
‫واسعة مف التمويالت المتاحة في السوؽ‪ ،‬يجب عمى المدير المالي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫اختيار األفضؿ منيا باستخداـ تقنيات المفاضمة المعروفة أو مف خالؿ تحميؿ وتقييـ المزايا والسمبيات‬
‫التي توفرىا كؿ تقنية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الباقي روايج و طالبي خالد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 10‬‬

‫‪28‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطمب الثــــاني‪ :‬مزايـــا وعيوب التمويـــل ألتأجيري‬

‫أوال‪ :‬مزايا التمويل ألتأجيري‪ :‬لمتمويؿ ألتأجيري مزايا تتمثؿ في ما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬بالنسبة لممستأجر‪:‬يمكف رصد المزايا التالية‪:‬‬

‫‪-‬تمكيف المشروع مف حيازة األصوؿ الرأسمالية الالزمة لنشاطو اإلنتاجية دوف أف يضطرب إلى‬
‫تجميد جزء كبير مف أمواؿ إذا ما قاـ بشرائيا مما يوفر لممشروع مستوى أكبر مف السيولة؛‬
‫‪ -‬التأجير ىو الطريقة الوحيدة لمحصوؿ عمى حؽ استعماؿ موجودات أساسيا آلجاؿ طويمة‬
‫دوف زيادة رأس الماؿ المنشأة المستأجرة؛‬
‫‪ -‬تسييؿ عمميات اإلحالؿ والتجريد ومواكبة التطور التكنولوجي مما يسيـ في زيادة القدرة‬
‫التنافسية لممنتجات؛‬
‫‪ -‬يمكف لممستأجر سداد إيجار األصوؿ مف عائد إنتاجية ىذه األصوؿ وىي في حالة التشغيؿ‬
‫الكامؿ وبالتالي نقؿ ما يتحممو مف أعباء مالية؛‬
‫‪ -‬االستفادة مف المزايا الضريبية لعممية التأجير ‪،‬حيث أف قيمة إيجار اآلالت يتـ استقطاعيا‬
‫مف الوعاء الضريبي لممشروع المستأجر باعتبارىا تكاليؼ الزمة لمحصوؿ عمى الدخؿ الخاضع‬
‫لمضريبة؛‬
‫‪ -‬تعتبر شروط تأجير األصوؿ أكثر يس ار ومالئمة مف االقتراض خاصة وأف المخاطر تصبح‬
‫مشتركة بيف المؤجر والمستأجر؛‬
‫‪ -‬حماية المشروع مف آثار التضخـ في المدى القصير ‪،‬وذلؾ بالنسبة لألصوؿ الرأسمالية‬
‫المستأجرة؛‬
‫‪ -‬ال يعتبر التأجير عائؽ لالقتراض حيث يمكف لمشركة المستأجرة االقتراض لمتوسع في‬
‫‪1‬‬
‫استثماراتيا الرأسمالية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خالد اميف عبد اهلل‪ ،‬إسماعيؿ إبراىيـ الطراد‪ ،‬إدارة العمميات المصرفية المحمية والدولية‪ ،‬دار وائؿ لمنشر‪ ،‬عماف‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،2006 ،‬ص ‪.375‬‬

‫‪22‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -2‬بالنسبة لممؤجر ‪ :‬يمكف رصد أىـ ما يجنيو مف مزايا فيما يمي ‪:‬‬

‫إف الشركات المؤجرة التي تتمثؿ في المصارؼ والشركات المالية وشركات التمويؿ اإلستئجاري‬
‫المصرحة قانونا لمذيف يمولوف المشاريع االقتصادية مف خالؿ التمويؿ أالستئجاري تتمثؿ مزاياىا في‪:‬‬

‫‪ -‬الفائدة األساسية التي تخطى بيا الشركات المؤجرة مف حؽ الممكية التي ضمانا ليا وتأمينا‬
‫حقيقيا لالستثمار المؤجر وىذا ما يميزىا عف شركات القرض األخرى بحيث تستطيع استبقاء حقوقيا‬
‫كاممة مف قبؿ المستأجر؛‬

‫‪ -‬يستفيد المؤجر مف فوائد ضريبية واضحة تتمثؿ في امتالؾ السريع لالستثمار المؤجر‪ ،‬وىذا‬
‫ما ينجـ عنو فرصة تخفيض الضريبة عمى األرباح والتخفيض مف األرباح الجبائية؛‬

‫‪ -‬يحرص المؤجر عمى أف صيانة وتأميف االستثمار تكوف عمى عاتؽ المستأجر وىذا مف‬
‫نعرضو إلى مخاطر السوؽ وبالتالي يستفيد المؤجر مف صيانة تأميف التجييز ألنو بمثابة ضماف‬
‫استرجاع االستثمار بحالة جاىزة؛‬

‫‪ -‬عندما يقرر المستأجر شراء االستثمار في نياية مدة العقد يتحمؿ ىذا األخير انخفاض القيمة‬
‫بفعؿ التقادـ باإلضافة إلى تحممو لمخاطر تكنولوجية وىذا عمى عكس المؤجر الذي يتجنب المخاطرة؛‬

‫‪ -‬يحصؿ المؤجر عمى ميزة ضريبية وىي نسبة مف قيمة األصوؿ المستثمرة وتتفاوت ىذه‬
‫األخيرة (قيمة الضريبة) حسب نوع األصؿ وعمره اإلنتاجي والدليؿ عمى أىمية ىذه الميزة أف‬
‫المصارؼ في الواليات المتحدة األمريكية التي تقوـ بالتمويؿ عف طريؽ التمويؿ باإلستأجار يمكف‬
‫‪1‬‬
‫الحصوؿ عمى (‪ )10‬مف قيمة األصوؿ المستثمرة لتخفيض الضرائب المستحقة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سمير عبد العزيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬

‫‪28‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيـــا‪ :‬عيوب التمويـــل التـــأجيري‪:‬‬

‫بالرغـ مف أىمية التمويؿ باالستئجار سواء بالنسبة لممؤجر أو بالنسبة لممنشآت كما سبؽ تناولو‬
‫فإنو في حقيقة األمر ليذا النوع مف التمويؿ عيوب يجب تشخيصيا سواء ما يتعمؽ منيا بالمؤجر أو‬
‫المستأجر وىي كما يمي‪:‬‬

‫أ‪.‬العيوب بالنسبة لممؤجر‪ 1:‬عمى الرغـ مف وجود ضماف قوي لممؤجر يظير لو حؽ استرجاع‬
‫االستثمار والمتمثؿ في الممكية القانونية ليذا األخير إال أنو معرض لصعوبات ومخاطر تيدد سير‬
‫عممياتو وحياة شركتو‪ ،‬ىذه المخاطر تعتبر عيوبا بالنسبة لممؤجر وىي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬في حالة المستأجر أثناء اإليجار مف حؽ المؤجر استرجاع استثماره وبيعو في السوؽ‪ ،‬فرأس‬
‫الماؿ المتبقي وغير المستيمؾ مف طرؼ األقساط اإليجارية يكوف حتما أقؿ مف القيمة السوقية‬
‫لالستثمار ‪،‬وىنا يواجو المؤجر خطر انخفاض قيمة رأس الماؿ المتبقية؛‬

‫‪ -‬عند نياية مدة العقد وارجاع المستأجر األصؿ المؤجر يجب أف تكوف القيمة المتبقية المالية‬
‫تساوي القيمة السوقية‪ ،‬وىذا تفاديا لتحمؿ الخسارة مف طرؼ المؤجر‪،‬واال واجو خطر القيمة المتبقية؛‬

‫ب‪ -‬بالنسبة لممستأجر‪ :‬عندما يمجأ المستأجر إلى عممية التمويؿ باالستئجار فيو يخضع إلى‬
‫أعباء وتكاليؼ مالية قابمة لإللغاء في المدى الطويؿ‪ ،‬ليذا فيو يواجو صعوبات ومخاطر وتخص‬
‫بالذكر الشركات ذات المردود المنخفض وأبرز ىذه العيوب ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬التكمفة المرتفعة التي تشكؿ عائقا كبي ار وعامال أكثر صمبيو بالنسبة لممستأجر فمبمغ األقساط‬
‫اإليجارية التي يدفعيا ىذا األخير تتضمف كال مف‪:‬‬

‫‪ -‬تكمفة رأس الماؿ المستثمر؛‬


‫‪ -‬مكافئة الخدمة المقدمة المتمثمة في سرعة التمويؿ الكامؿ؛‬
‫‪ -‬استيالؾ االستثمار؛‬

‫‪1‬‬
‫السعيد فرحات ‪ ،‬جمعية األداء المالي لمنظمات األعمال ‪ ،‬دار المريخ لمنشر ‪ ،‬المممكة العربية السعودية ‪2000 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪456‬‬

‫‪89‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬تجديد المسؤولية التي تعتبر مف العيوب الخاصة عندما يحدث عدـ توافؽ استثمار المؤجر‬
‫مع المميزات التقنية المطموبة فيصبح المستأجر مضطر لدفع األقساط اإليجابية حتى نياية مدة العقد‬
‫بحجة أف المؤجر غير مسؤوؿ عف العيوب الحقيقية لالستثمار؛‬

‫‪ -‬مف الناحية المحاسبية فإف المستأجر ال يسجؿ قيمة االلتزامات في كشؼ الميزانية باعتبار‬
‫المستأجر ليس المالؾ القانوني لألصؿ مما‪ ،‬ال ينجح لو تقديـ ضمانات لمدائنيف المحتمؿ التعامؿ‬
‫‪1‬‬
‫معيـ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬التمويل عن طريق تحويل عقد الفاتورة ‪Factoring‬‬


‫بغض النظر عف النشأة التاريخية لطريقة تحويؿ الفاتورة "‪ "Factoring‬وتطورىا وانتشار‬
‫استخداميا كآلية لمتمويؿ‪ ،‬فمقد أثبتت نجاعتيا في مجاؿ تمويؿ المؤسسات خاصة الصغيرة‬
‫ومتوسطة الحجـ التي تتميز بمحدودية قدراتيا المالية واإلدارية ‪،‬ويعتبر نظاـ "‪ "Factoring‬دعما‬
‫ماليا لتمويؿ احتياجات ىذه المؤسسات‪ ،‬يمكف أف تحظى بو إلى جانب القروض التجارية‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬ماهية الفاكتورينغ و أنواعه‬

‫أوال ‪ :‬ماهية الفاكتورينغ‬

‫‪ -1‬نشأة نظام الفاكتورينغ‬

‫نشأ في إنجمت ار منذ أوائؿ القرف ‪ 19‬فقد كاف التجار البريطانيوف يجيموف السوؽ األمريكية مما‬
‫دفعيـ إلى التعامؿ مع مؤسسات الفاكتورينغ عف طريؽ بيعيـ فواتير الديف اآلجمة الخاصة بالمستورديف‬
‫األمريكييف مقابؿ نسبة مف قيمة الفاتورة قبؿ موعد استحقاقيا‪ ،‬ثـ تطورفيما بعد في أوروبا مع بداية‬
‫‪ ،1960‬و تمجأ الشركات ذات المسؤولية المحدودة كالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى نظاـ‬
‫الفاكتورينغ حيث نجده نظاما يتفؽ مع إمكانيتيا‪ ،‬و يكوف بمثابة دعـ فنجده دعما ماليا يسمح ليا‬
‫‪1‬‬
‫بتسيير أمورىا المالية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬السعيد فرحاف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.457‬‬
‫‪1‬‬
‫أحمد بوراس‪ ،2008 ،‬مرجع سابق ص ‪.111،110‬‬

‫‪81‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -2‬تعريف عقد تحويل الفاتورة ‪:‬‬

‫تمثؿ عممية "‪ "Factoring‬مصد ار لمتمويؿ تحصؿ ما بيف ‪ 30‬و‪ 120‬يوما‪ ،‬حيث تضمف ىذه‬
‫المؤسسة حسف سير عممية ‪Factoring‬وذلؾ مف ناحية تحصيؿ الديوف التجارية إذ تحؿ محؿ‬
‫المؤسسات في الدائنية‪.‬‬

‫المشرع الجزائري مف خالؿ المادة ‪ 543‬مكرر ‪ 14‬مف القانوف التّػػجاري الج ازئري عمى‬
‫ّ‬ ‫عرفو‬
‫وقد ّ‬
‫ّأنو‪ " :‬عقد تحؿ بمقتضاه شركة متخصصة تسمى " الوسيط" محؿ زبونيا المسمى "المنتمي" عندما‬
‫محدد ناتج عف عقد وتتك ّفؿ يعبئ عدـ التسديد وذلؾ مقابؿ‬
‫تسدد فو ار ليذا األخير مبمغ الفاتورة ألجؿ ّ‬
‫ّ‬
‫أجر‪.2‬‬

‫الفاكتورينغ و ‪ laffacturage‬بالمغة لمفرنسية عممية جديدة تدخؿ في إطار عمميات التسميؼ‬


‫وتيدؼ إلى تسديد أو تحصيؿ ديوف ذات األجؿ القصير وقد عرفت أساسا في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬حيث تعامؿ بيا الشركات األمريكية كحؿ عممي لتحصيؿ الديوف المترتبة ليا عمى عمالئيا‬
‫قبؿ استحقاؽ ذلؾ الديوف لما يوفره لذلؾ الشركات سيولة تعمؿ ليا عمميات بدال مف تجميد مبالغ‬
‫بانتظار مواعيد استحقاؽ ذلؾ الديوف المالية ولكف ما يحدث ىو أف المؤسسة قد تحتاج إلى السيولة‬
‫خالؿ تمؾ الفترة سواء لموفاء بالتزاماتيا لمغير أو لتحقيؽ طموحات التطور التي تفرضيا طبيعة‬
‫المنافسة التجارية‪ ،‬وىذا ما يجعؿ المؤسسة أماـ خياريف إما أف تشترط عمى مدينيا بالوفاء الفوري‬
‫لمثمف‪ ،‬ومنا تكوف النتيجة ركود البضاعة وعجز المؤسسات عف تصريؼ منتجاتيا أو أف تنتظر آجاؿ‬
‫االستحقاؽ ويحصؿ عمى قيمة البضائع لكف ىذا يعيؽ المؤسسة ويقؼ حائال أماـ وفائيا بالتزاماتيا‬
‫المختمفة كما أف قياـ المؤسسة بتحصيؿ قيمة األوراؽ التجارية بنفسيا مف العمالء يتطمب مف المؤسسة‬
‫وحتى تتجاوز المؤسسات ىذه المشكمة يمجأ البائع إلى عدة طرؽ والتي تعتبر طرؽ تقميدية وىي‪:‬‬

‫‪ .1‬عقد الوكالة‪ :‬أي أف توكؿ المؤسسة متخصصة بتحصيؿ الفواتير لكف ىذه الطريقة ال‬
‫تضمف تحصيؿ قيمة الفواتير‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫برايس نورة‪ ،‬المشروعات الصغيرة والمتوسطة واشكالية تمويمها‪ :‬دراسة حالة مؤسسة ‪ FERTIAL‬عنابة‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير تخصص مالية المؤسسة‪ ،‬كمية العموـ االقتصادية وعموـ التسيير‪ ،‬جامعة باجي مختار عنابة‪ ،2006 ،‬ص‬
‫‪.79‬‬

‫‪88‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .2‬عقد القرض‪ :‬أي االقتراض مف البنوؾ أو المؤسسات المتخصصة ويعاب عمى ىذه الطريقة‬
‫أنيا تواجو أبعاد المشكمة وىو عدـ حموؿ أجؿ االستحقاؽ كذلؾ إجراءات الحصوؿ عمى القروض‬
‫تعتبر معقدة وطويمة‪.‬‬

‫‪ .3‬عقد خصم األوراق التجارية‪ :‬تقوـ بيذه العممية أيضا البنوؾ والمؤسسات المتخصصة‬
‫وتضمف ىذه الطريقة تفعيؿ حقوؽ البائع وتحصيؿ األوراؽ التجارية‪ ،‬ولكف يعاب عميو أف الخصـ‬
‫نطاقو محدود ويتعمؽ فقط بالحقوؽ المتجسدة في أوراؽ تجارية دوف الثانية في الفواتير كما أف عمولتو‬
‫تبدو مرتفعة بالقياس بإمكانيات المؤسسات الصغيرة‪.‬‬

‫وازاء فشؿ القوالب التقميدية في عالج المشكمة كانت حاجة المؤسسات إلى عممية قانونية تواجو‬
‫بيا المخاطر المختمفة لممشكمة السابقة ضرورة ممحة وىو مف استطاع أف ينجز بنجاح كبير عقد شراء‬
‫الحقوؽ التجارية (تحويؿ الفواتير) ويقصد بشراع الحقوؽ التجارية أو الفاكتورينغ شراء أو حجز ديوف‬
‫المؤسسات التجارية التي تشغؿ عمى المستوى المحمي أو الدولي‪ ،‬وفي حقؿ السمع االستيالكية كما‬
‫تقوـ البنوؾ التجارية مف جيتيا بشراء حسابات المدينيف (أوراؽ قبض سندات فواتير) الموجودة بحوزة‬
‫المؤسسات التجارية أو الصناعية والتي تتراوح مدتيا ما بيف تاريخ استحقاؽ حسابات القبض أو رغـ‬
‫غياب اإلحصائيات لدينا إال انو في المجاؿ االقتصادي تـ إثبات نجاحاتيا في مجاؿ تمويؿ المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة عمى اعتبارىا ذات قدرات مالية محدودة خاصة في كؿ مف فرنسا وانجمترا‪ ،‬إال أنيا‬
‫لـ تعرؼ بعد طريؽ إلى الدوؿ العربية‪ ،‬رغـ أف في الجزائر مف الناحية القانونية ىناؾ إقرار بمقتضى‬
‫المرسوـ التنفيذي المؤرخ بتاريخ ‪ 1993/04/27‬والذي يجبر استخداـ آلية تمويؿ جديد في الجزائر‬
‫وىي آلية تحويؿ الفاتورة وذلؾ عمى مستوى المؤسسات المالية بما في ذلؾ البنوؾ التجارية إال أف‬
‫‪1‬‬
‫التعامؿ بيا الزاؿ في إطار ضيؽ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد الجميؿ بوداح‪ ،‬بدائل التمويل الخارجي في المشروعات الصغيرة والمتوسطة ‪ ،‬الدورة التدريبية حوؿ تمويؿ‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورىا في االقتصاد المغاربية‪ ،‬سطيؼ‪ -‬الجزائر‪ 28 -25 ،‬ماي ‪،2003‬‬
‫ص ‪.7 -‬‬

‫‪88‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .4‬أطراف عقد تحويل الفاتورة‪ :‬وتحتوي ىذه العممية عمى ثالثة أطراؼ‪:‬‬

‫الطرف األول‪ :‬ويمثؿ صاحب السمعة إما يكوف التاجر أو المنتج أو الموزع لمسمعة التي تكوف‬
‫بحوزتو حسابات المدينيف حيث يقدميا لمؤسسة ‪ Factoring‬عمى أساس بيعيا‪.‬‬

‫الطرف الثاني‪ :‬ويتمثؿ في الزبوف المديف لمطرؼ األوؿ الذي اشترى السمعة مف الطرؼ األوؿ‬
‫دوف تسديد ثمنيا فورا‪.‬‬

‫الطرف الثالث‪ :‬يتمثؿ في الشركة المالية المخصصة وىي شركة ‪.Factor‬‬

‫شكل رقم (‪ :)98‬مخطط يوضح كيفية تطبيق عقد الفاتورة‬

‫المـــــــــورد‬

‫الفاتـــــــورة‬ ‫العمـــــيل‬

‫المصدر‪ :‬أحمد بوراس‪ ،‬تمويؿ المنشآت االقتصادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫يقوـ المورد بتقديـ منتجات معينة لمعميؿ عمى أساس البيع ولكف ىذه العممية ال تتـ نقدا أو عف‬
‫طريؽ شيؾ أنما يوقع العميؿ عمى مستندات مديونية بقيمة مشترياتو ويرسميا لممورد حيث ينفؽ ىذا‬
‫األخير مع المؤسسة ‪ Factor‬عمى ألف بيعييا المستندات حيث يمكف الفاكتور (مؤسسة ‪)Factor‬‬
‫نسبة معينة مف قيمة حسابات المدينيف ويقوـ الفاكتور بمطالبة العميؿ بسداد قيمة مستندات المديونية‬
‫إليو‪ ،‬يقوـ العميؿ في تاريخ االستحقاؽ بسداد قيمة المستندات التي وقعيا المورد إلى ‪Factor‬‬

‫‪88‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثالثـــــا‪ :‬أنــــواع الفاكتورينـــغ‬

‫لمفاكتورينغ مجموعة مف األنواع نبرزىا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬خدمة كاممة‪ :‬يقصد بيا أنو إلى جانب قياـ الفاكتور بعممية التمويؿ يقوـ بإبالغ المديف‬
‫عممية مسؾ دفاتر العميؿ لمقياـ بتحصيؿ مباشرة مف طرؼ مديف العميؿ؛‬

‫‪ -8‬خدمة كاممة ماعدا حمل المخاطر؛‬

‫‪ -8‬خدمة جزئية‪ :‬تتضمف فقط التمويؿ وابالغ مديف العميؿ؛‬

‫‪ -8‬خدمة كاممة ماعدا التمويل؛‬

‫‪ -8‬خدمة التمويل فقط؛‬


‫‪8‬‬
‫‪ -8‬خدمة جزئية‪ :‬تتضمف التمويؿ والمخاطرة أحيانا‪.‬‬

‫المطـــمب الثانـــي‪ :‬خدمات وتكمفة الفاكتورينغ‬

‫أوال‪ :‬خدمات الفاكتورينغ‬

‫يتضمف عقد تحويؿ الفاتورة عدة خدمات متنوعة نذكر منيا مايمي‪:‬‬

‫‪ -‬توفير التمويؿ الالزـ لمموارد أو المصدر الذي باع حسابات القبض والذي معيـ منيـ إلى‬
‫الفاكتور ا لذي يسمح لو بسحب مبمغ نقدي قبؿ حموؿ موعد استحقاؽ ىذه الحسابات وذلؾ بعد استبقاء‬
‫نسبة خصـ معينة تتمثؿ في الفائدة التي يتراوح سعرىا ما بيف ‪ %0‬و‪ %3‬اكبر مف سعر الفائدة‬
‫األساسية أو التفصيمي ىذه باإلضافة إلى عمولة يتفؽ عمييا لمواجية المخاطر التجارية؛‬

‫‪ -‬توفير الحم اية االئتمانية لممورد عف طريؽ تحمؿ عبئ المخاطر التجارية الناجمة عف عدـ‬
‫سداد مدينيو لمفواتير‪ ،‬وبذلؾ يعفيو مف عمؿ مخططات لمديوف المشكوؾ فييا أو السيئة؛‬

‫‪ -‬وارساليا لممشتريف مع كشوؼ حساباتيـ والقياـ بأعماؿ التحصيؿ لمستحقات لدى الغير في‬
‫تواريخ استحقاقيا ومتابعة تحصيميا في حاالت التأخر عف الوفاء يقوـ الفاكتور بعمميات التقييـ‬
‫االئتماني لمديني المورد‪ ،‬ومف أجؿ تحقيؽ ذلؾ فيو يتوفر موظفيف ذوي مستوى عاؿ مف الخبرة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد الجميؿ بوداح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.8‬‬

‫‪88‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫والمؤىالت لمقياـ بمثؿ ىذه األعماؿ التي تتبنى عمييا ق اررات قبوؿ أو رفض بعض الحسابات‬
‫المعروضة لمبيع في وقت غرضيا؛‬

‫‪ -‬يقوـ الفاكتور بإعداد البيانات اإلحصائية الخاصة بالمبيعات ومديني المورد ونسبة التحصيؿ‬
‫والديوف المشكوؾ فييا وبالتالي فإف قياـ الفاكتور بيذه الخدمة فإنو يرفع مف عمى كاىؿ المورد عبئ‬
‫ىذه األمور اإلدارية والتكمفة المتعمقة بيا‪ .‬األمر الذي جعمو يركز اىتماماتو عمى جوانب أخرى مف‬
‫‪8‬‬
‫نشاطاتو‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تكمفة الفاكتورينغ‪:‬‬

‫‪ -‬يتقاضى الفاكتور (مؤسسة متخصصة أو بنؾ) نوعيف مف العمولة (عمولة عامة وعمولة‬
‫خاصة)‪:‬‬

‫العمولة الخاصة‪ :‬ويسميا البعض عمولة التعجيؿ أو عمولة التمويؿ وتجسد عف المدة الفاصمة‬
‫بيف تاريخ سحب العميؿ لمبالغ االئتماف وتاريخ استحقاؽ الفوائد ويتـ تحديد سعر الفائدة بناء عمى سعر‬
‫األساس المصرفي‪ ،‬أما في ضوء متوسط معدؿ الفائدة الشيري في سوؽ النقد وال يجوز أف يفوؽ الحد‬
‫األقصى المقرر قانونا لفائدة االتفاقية‪.‬‬

‫العمولة العامة‪ :‬يدفعيا العميؿ مقابؿ الخدمات اإلدارية التي يقدميا لو الفاكتور وتتراوح نسبة‬
‫العمولة الخاصة بيف ‪ %0.5‬و‪ %4‬أما العمولة العامة فتتراوح ما بيف ‪ %1.8‬و‪%0.5‬‬

‫ويساىـ عقد الفاكتورينغ في زيادة كؿ مف اإلنتاج والتصدير‪.‬‬

‫‪ -8‬بالنسبة لإلنتاج‪ :‬إف قياـ المؤسسة الفاكتور بتحصيؿ األعباء المالية واإلدارية ينتج لمعميؿ‬
‫فرصة التفرغ إلدارة مؤسسة ومف ثـ اإلنتاج وتحسينو ومف جية التمويؿ فإف االئتماف الذي يمنحو‬
‫الفاكتور لممؤسسة ليس لو أي أثار عمى االقتصاد الوطني ألف قيمة االئتماف تساوي تماما الفواتير‬
‫التي يتـ تخفيضيا‪.‬‬

‫‪ -0‬بالنسبة لمتصدير‪ :‬فيي تقدـ معمومات حوؿ األسواؽ المناسبة لعممية التصدير فمنيا تجزئتيا‬
‫داخؿ البالد أو خارجيا تتحقؽ ليا الشفافية الكاممة لألسواؽ فتمد عمالئيا بمعمومات عف السمع‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أحمد بوراس‪ ،‬تمويل المنشآت االقتصادية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.115 ،114 :‬‬

‫‪88‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطموبة في األسواؽ العالمية وأسعارىا واألوقات المناسبة لعممية التصدير‪...‬الخ‪ ،‬كما تساعد في‬
‫التخمص مف الرسوـ الجمركية لبضائعو‪. 0‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬نظام حاضنات األعمال‬


‫طبؽ نظاـ حاضنات األعماؿ في مختمؼ دوؿ العالـ سواء النامية أو المتقدمة لدعـ المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة وتعظيـ دورىا ومنافعيا ‪،‬حيث أف ىذا النظاـ ال ييتـ فقط بجانب تمويؿ‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة وانما يقدـ تمويميا في حدود معينة ويقدـ إلى جانب ذلؾ خدمات‬
‫أخرى سنتعرض ليا فيما بعد ‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬ماهية حاضنات األعمال‬

‫‪ -1‬نشأة حاضنات األعمال‬

‫تعود بدايات ظيور حاضنات األعماؿ إلى الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬إذ ظيرت ألوؿ مرة في‬
‫والية نيويورؾ األمريكية عاـ ‪ 8959‬متمثمةً بما يعرؼ بـ‪( :‬مركز صناعات باتافيا ‪،)Batavia‬‬
‫لتتبعيا العديد مف دوؿ العالـ وباألخص دوؿ االتحاد األوربي التي استفادت مف تمؾ التجربة وأقامت‬
‫تعد أوؿ دولة عربية‬
‫أوؿ حاضنة أعماؿ في أوربا عاـ ‪ .8986‬أما عمى المستوى العربي فإف مصر ّ‬
‫تقيـ حاضنة تكنولوجيا تابعة لو ازرة الصناعة وذلؾ في عاـ ‪ .8221‬وتشير اإلحصائيات أف ىناؾ حالياً‬
‫أكثر مف ‪ 0033‬حاضنة أعماؿ تعمؿ في مختمؼ دوؿ العالـ‪ ،‬منيا حوالي ‪ 8333‬حاضنة في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية فقط‪ ،‬وانتشار حوالي ‪ 8033‬حاضنة في ‪ 803‬دولة مف دوؿ العالـ النامي‪ ،‬تمتمؾ‬
‫منيا الصيف ‪ 560‬حاضنة‪ ،‬وكؿ مف كوريا الجنوبية والب ارزيؿ حوالي ‪ 033‬حاضنة لكؿ منيما‪ ،‬بينما‬
‫تمتمؾ الدوؿ العربية عدداً مف الحاضنات نذكر منيا ‪ :‬مصر ‪ 83‬حاضنات‪ ،‬البحريف واحدة‪ ،‬المغرب‬
‫حاضنتيف‪ ،‬تونس واحدة‪. 8‬‬

‫ولقد شيدت الفترة الزمنية التي تمت نشوء ىذه الحاضنات تطورات متالحقة‪ ،‬ففي الثمانينات‬
‫وبدايات التسعينات مف القرف الماضي أضحت الحاضنات األداة المجتمعية المالئمة لتحقيؽ‬

‫‪2‬‬
‫ىشاـ فضمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 356،355‬‬
‫‪1‬‬
‫إدريس محمد صالح‪ ،‬المشاريع الصغيرة والمتوسطة في ليبيا ودورها في عممية التنمية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬األكاديمية‬
‫العربية المفتوحة‪ ،‬الدانيمارؾ‪ ،2009 ،‬ص‪.67 :‬‬

‫‪88‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫التنمية االقتصادية مف خالؿ مساعدة منظمات األعماؿ الصغيرة عمى النمو واالستمرار‪ .‬بوصفيا‬
‫عامؿ أساس وميـ لمنمو االقتصادي في المنطقة التي نشأت فييا‪ .‬ومنذ ذلؾ الحيف بدأت وكاالت‬
‫التنمية االقتصادية المحمية‪ ،‬والمؤسسات الحكومية والخاصة بتبني الحاضنات بوصفيا أداة تقميص‬
‫الحتمالية الفشؿ‪ ،‬فضالً عف كونيا أداة تسريع عمميات االبتكار في األعماؿ‪ .‬وبعد أف تمتعت تمؾ‬
‫الحاضنات باإلحساس بالخفة والنشاط بدأت نماذج الحاضنات تفقد بعض مزايا حداثتيا بوصفيا‬
‫‪8‬‬
‫أداة مناسبة لمتنمية االقتصادية‬

‫وقد تحققت منذ السبعينات ولحد اآلف تطورات متالحقة في مجاؿ إنشاء وقياـ حاضنات األعماؿ‪،‬‬
‫ويمكف توضيح ذلؾ مف خالؿ الشكؿ (‪ )18‬اآلتي ‪:‬‬

‫الشكل (‪ :)98‬مراحل تطور الحاضنات‬

‫المصدر‪ :‬عاطؼ الشبراوي إبراىيـ‪ ،‬حاضنات األعمال مفاهيم مبدئية وتجارب عالمية‪ ،‬المنظمة اإلسالمية لمتربية‬
‫والعموـ‪ ،8998 ،‬ص‪.18‬‬

‫عمار زودة ‪ ،‬دور حاضنات األعمال في تنمية قدرات المؤسسات الصغيرة و المتوسطة – حالة الجزائر – الممتقى‬
‫‪8‬‬

‫الوطني الثاني حوؿ ‪ :‬المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و التنمية المستدامة ‪ ،‬واقع و أفاؽ ‪،‬كمية العموـ االقتصادية‬
‫وعموـ التسيير ‪ ،‬جامعة العربي بف مييدي ‪ ،‬أـ البواقي ‪ ،‬ص‪04‬‬

‫‪82‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -8‬مفهوم حاضنات األعمال‬

‫مستوحاة مف مصطمح الحضانة الذي‬ ‫‪incubateurs d'entreprises‬‬ ‫إف فكرة حاضنات األعماؿ‬
‫يعني الحماية والرعاية الخاصة لحديثي الوالدة مف األطفاؿ غير المتمكنيف‪ .‬حيث يجري وضع األطفاؿ‬
‫فييا فور والدتيـ‪ ،‬مف اجؿ تخطي الصعبات التي قد تحيط بحياتيـ واستم ارريتيا‪ ،‬وتقديـ الرعاية‬
‫والعناية الطبية الالزمة ليـ وتييئة السبؿ المتاحة التي تدعـ حمة البقاء والديمومة‪ ،‬بعد ذلؾ يغادر‬
‫المولود الحضانة‪ ،‬بعد التأكد مف أنو أصبح قاد ار عمى معايشة مفردات البيئية االعتيادية‪ ،‬وىكذا يكوف‬
‫مفيوـ الحاضنات في مجاؿ مشاريع األعماؿ قريبا مف مفيوـ حاضنة األطفاؿ‪ ،‬فالمشاريع والمؤسسات‬
‫بحاجة إلى مف يرعاىا ويدعميا في بداية مرحمة انطالقيا‪ ،‬لتأخذ طريقيا وتمعب دورىا في سوؽ العمؿ‬
‫واإلنتاج‪.8‬‬

‫و تعرؼ حاضنات األعماؿ عمى أنيا حزمة متكاممة مف الخدمات والتسييالت وآليات المساندة‬
‫واالستشارة توفرىا لمرحمة محددة مف الزمف مؤسسة قائمة ليا خبرتيا وعالقتيا بيف الذيف يرغبوف البدء‬
‫في إقامة مؤسسة صغيرة بيدؼ تخفيؼ أعباء مرحمة االنطالؽ‬

‫كما عرفت عمى أنيا مؤسسة تنموية تعمؿ عمى تشجيع ودعـ الشباب مف أصحاب األفكار‬
‫اإلبداعية والذيف ال يممكوف الموارد المالية أو الخبرة العالية لتحقيؽ مشاريعيـ وأفكارىـ ويتـ خالؿ فترة‬
‫الحضانة تقديـ العمؿ وخدمات استشارية فنية وادارية وانتاجية وتسويقية ومالية وقانونية وصوال إلى‬
‫‪8‬‬
‫تأسيس مؤسسة وربما بدء اإلنتاج والعمؿ الفعمي خالؿ فترة زمنية محددة‬

‫‪-3‬عوامل ومعايير نجاح حاضنات األعمال‪:‬‬

‫ىناؾ عدة عوامؿ تساىـ في نجاح حاضنات األعماؿ‪ ،‬كما أف ىناؾ عدة معايير لمحكـ عمى‬
‫نجاحيا وتوجد عدة قيود عند إنشائيا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنور أحمد نيار العزاـ‪ ،‬تأثير استخدام حاضنات األعمال في إنجاح المشاريع الريادية في األردن‪ ،‬مقاؿ بمجمة‬
‫اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬األردف‪ ،2010 ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪1‬‬
‫محمد الحناوي و آخروف ‪،‬حاضنات األعمال ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مصر ‪، 2001 ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪88‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪.1.3.‬عوامل نجاح إقامة حاضنات األعمال‬

‫يمكف تمخيص ىذه العوامؿ في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد نوعية المؤسسات التي سوؼ يتـ استضافتيا في الحاضنة وىنا يتطمب األمر تحديد‬
‫معايير القبوؿ سواء كانت معايير مالية أو معايير فنية؛‬

‫‪-‬اختيار وتحديد نوع الخدمات اإلدارية التي سوؼ يتـ تقديميا بواسطة العامميف في الحاضنة‬
‫نفسيا‪ ،‬ىذا باإلضافة إلى الخدمات التي يمكف الحصوؿ عمييا مف بعض الجيات الخارجية مثؿ‬
‫مكاتب المحاسبة والمحاماة والغرؼ التجارية ومراكز تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي‬
‫تمعب دو ار ىاما في ىذا الصدد؛‬

‫‪ -‬توفير مصادر التمويؿ لممؤسسة الجديدة‪ ،‬أو عمى األقؿ توفير االتصاؿ مع مصادر التمويؿ‬
‫حيث يمثؿ ذلؾ عنص ار مف أىـ العناصر التي تيتـ بيا المؤسسات الناشئة والتي تحتاج عادة إلى‬
‫تدبير أمواؿ إضافية؛‬

‫‪ -‬تنمية ظروؼ بيئية مناسبة لتنمية وتطوير المؤسسات‪ ،‬وتطوير المؤسسات حيث أف الحاضنة‬
‫ليست مجرد مكاف لالستضافة وانما تعتبر تنظيما يسمح باكتساب الخبرات وتبادؿ المنافع بيف‬
‫‪8‬‬
‫المؤسسات الناشئة‪...‬‬

‫‪.3.3‬معايير نجاح حاضنات األعمال ‪:‬‬

‫يقاس مدى نجاح حاضنات األعماؿ في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وفقا لعدة معايير‬
‫منيا ‪: 0‬‬

‫‪ -‬عدد المؤسسات التي تتخرج منيا؛‬

‫‪ -‬نسبة المؤسسات الناجحة بعد التخرج مف الحاضنة؛‬

‫‪-‬خمؽ فرص عمؿ جديدة؛‬

‫عدد المنتجات والخدمات الجديدة التي تمت تنميتيا في الحاضنة؛‬

‫‪1‬‬
‫عمار زودة ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.73،72‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد السالـ أبو قحؼ‪ ،‬العولمة وحاضنات األعمال‪،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪199‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تشجيع أصحاب المؤسسات وتنمية روح المخاطرة؛‬

‫اجتذاب الصناعات المطموبة خاصة الخدمية بما في ذلؾ تمؾ التي ال تتطمب عماال يمتمكوف‬
‫ميارات عالية؛‬

‫توليد عوائد مالية مقبولة لمالكييا؛‬

‫زيادة العوائد الضريبية لمدولة‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬أنواع و دور حاضنات األعمال‬

‫أوال ‪ :‬تصنيف وأنواع حاضنات األعمال‪:‬‬

‫إف الدوؿ التي تبنت ىذا األسموب وخاصة الدوؿ المتقدمة استطاعت أف تعد نماذج متطورة مف‬
‫الحاضنات سواء مف حيث اليدؼ منيا أو طبيعة الخدمات التي تقدميا فضال عف اإلمكانيات‬
‫البشرية والمادية التي توفرىا وعمى الرغـ مف تبايف أعداد الحاضنات مابيف دوؿ العالـ المتقدـ‬
‫والنامي ومف ضمنيا الدوؿ العربية‪ ،‬إال أنيا قد تشترؾ إلى حد ما بتصنيؼ الحاضنات إلى عدة‬
‫‪1‬‬
‫أنواع نوجزىا في ما يمي‪:‬‬

‫‪.1‬حاضنة المشاريع العامة "غير التكنولوجية"‪:‬‬

‫وىي تمؾ الحاضنة التي تتعامؿ مع المشاريع الصغيرة ذات التخصصات المختمفة والمتنوعة في‬
‫كؿ المجاالت اإلنتاجية والصناعية والخدمية دوف تحديد مستوى تكنولوجي ليذه المشاريع‪،‬‬
‫وتركز في جذب مشاريع األعماؿ الزراعية أو الصناعات اليندسية الخفيفة أو ذات الميارات‬
‫الحرفية المتميزة مف أجؿ األسواؽ اإلقميمية بالدرجة األولى‪.‬‬

‫‪.2‬حاضنات تكنولوجية‪:‬‬

‫وىي تمثؿ الحاضنات ذات وحدات الدعـ العممي والتكنولوجي التي تقاـ داخؿ الجامعات ومراكز‬
‫األبحاث‪ ،‬وتيدؼ إلى االستفادة مف األبحاث العممية واالبتكارات التكنولوجية وتحويميا إلى مشاريع‬
‫ناجحة‪ ،‬مف خالؿ االعتماد عمى البنية األساسية ليذه الجامعات‪ ،‬مف معامؿ وورش وأجيزة بحوث‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أعضاء ىيئة التدريس والباحثيف والعامميف كالخبراء في مجاالتيـ‪ .‬ومف خالؿ دعـ ىذه‬

‫‪1‬‬
‫إدريس محمد صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.73،72:‬‬

‫‪191‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫النوعية الجديدة مف الشراكة التكنولوجية‪/‬االقتصادية يمكف إعادة تعريؼ الدور الذي يمكف أف تمعبو‬
‫المعاىد البحثية والجامعات في عمميات التنمية االقتصادية في عالمنا المعاصر‪ ،‬مف خالؿ إنتاج‬
‫وتسويؽ التكنولوجيات الجديدة والمتطورة‪.‬‬

‫‪.3‬حاضنات األعمال الدولية‬

‫تركز ىذه الحاضنات عمى التعاوف الدولي والمالي والتكنولوجي بيدؼ تسييؿ دخوؿ الشركات‬
‫األجنبية إلى ىذه الدوؿ مف ناحية‪ ،‬وتطوير وتأىيؿ الشركات القومية لمتوسع واالتجاه إلى األسواؽ‬
‫الخارجية‪ ،‬وسوؼ يتـ الحديث عف ىذه الحاضنات الحقاً في ىذه الدراسة‪.‬‬

‫‪.4‬الحاضنات المفتوحة أو "الحاضنات بدون جدران‬

‫وتمثؿ الحاضنات التي تقاـ مف أجؿ تنمية وتطوير المشاريع والصناعات القائمة بالفعؿ‪ ،‬حيث‬
‫تقاـ في أماكف التجمعات الصناعية لتعمؿ كمركز متكامؿ لخدمة ودعـ المشاريع المحيطة‪ .‬وتقوـ‬
‫الحاضنات المفتوحة بكافة أنشطة حاضنات المشاريع التقميدية‪ ،‬مف حيث العمؿ كجية وسيطة بيف‬
‫المشاريع‪ ،‬والمراكز البحثية والجامعات‪ ،‬ومعامؿ األبحاث‪ ،‬ومراجعة الجودة والجيات اإلدارية‬
‫والحكومية‪ ،‬وتوفير الدعـ التسويقي واإلداري والفني‪ ،‬مع تقديـ االستشارات الالزمة لنمو المشاريع‪.‬‬

‫‪.5‬التجمعات ذات وحدات الدعم المتخصصة‬

‫وىي منظومة متكاممة مف األعماؿ ذات الصبغة الصناعية صممت بشكؿ يساىـ في تنمية‬
‫صناعات محددة عف طريؽ توفير البيئة والبنية األساسية المناسبة ليا داخؿ تجمعات صناعية كبرى‪،‬‬
‫كما تعمؿ عمى خدمة تمؾ التجمعات وامدادىا بالصناعات المغذية ليا حسب طبيعة موقعو‪ ،‬وتتشابو‬
‫مع الحاضنات التقميدية في تواجد إدارة مركزية وخدمات مشتركة‪ ،‬إال إنيا قد ال تشترط معايير خاصة‬
‫لممشاريع الممتحقة بيا‪.‬‬

‫‪.6‬حاضنات بأهداف مختمفة‬

‫باإلضافة إلى ما سبؽ يوجد عدد مف الحاضنات ذات أىداؼ تختمؼ باختالؼ المجتمع والبيئة‬
‫المحيطة بيا‪ ،‬وقد ظيرت حديثاً أنواع جديدة مف الحاضنات مثؿ‪:‬‬

‫‪198‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أ‪-‬حاضنات متخصصة لمواجهة مشكالت محددة‪ :‬استيعاب المتقاعديف مف القوات المسمحة أو‬
‫مف شركات كبرى منيارة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬حاضنات متخصصة في مجاالت فنية أو إبداعية (الوسائط المتعددة‪ ،‬مواد تمفزيونية‪،‬‬
‫تصميمات‪ ،)...،‬ىناؾ عدد مف الحاضنات المتخصصة في بعض القطاعات االقتصادية أو‬
‫التكنولوجية مثؿ إحدى حاضنات مدينة مارسيميا الفرنسية التي تتخصص في احتضاف أصحاب‬
‫األفكار الجديدة في مجاالت استخداـ تكنولوجيا المعمومات وتطبيقات الوسائط المتعددة (صوت وصورة‬
‫وفيديو)‪ ،‬وعادة توفر الحاضنة‪ ،‬كجزء مف البنية األساسية ليا‪ ،‬العديد مف األجيزة والمعدات التي‬
‫تستخدـ في ىذا المجاؿ وتوفر استخداميا لممشاريع الممتحقة بيا‪.‬‬

‫ج‪ -‬حاضنات متخصصة في أعمال المرأة‪ :‬عمى الرغـ مف أف عوامؿ إقامة ونجاح الشركة‬
‫الجديدة ال تعتمد عمى كوف صاحبيا رجالً أو سيدة‪ ،‬إال أف ىناؾ عدداً مف العوامؿ الثقافية والعادات‬
‫المتوارثة التي جعمت مف العمؿ الخاص حك اًر عمي الرجاؿ في كثير مف دوؿ العالـ (عمى رأسيا‬
‫العربي واإلسالمي)‪ ،‬لذلؾ ومف أجؿ العمؿ عمى تشجيع المرأة ومساندة خطواتيا األولي في عالـ‬
‫األعماؿ‪ ،‬فقد عمدت بعض الدوؿ إلى إقامة حاضنات خاصة تالئـ طبيعة التخصصات التي تفضميا‬
‫المرأة‪ ،‬حيث توفر ليا التدريب واإلرشادات بجانب برامج التمويؿ المتخصصة‪ ،‬وىناؾ بعض المحاوالت‬
‫التي ال تزاؿ رىف التجارب في بعض الدوؿ العربية منيا مصر واألردف ‪.‬‬

‫د‪ -‬حاضنات متخصصة في مجاالت تصنيعية وانتاجية وخدمية متنوعة‪ :‬ظير ىذا النوع مف‬
‫الحاضنات في دوؿ أمريكا الشمالية (كندا والواليات المتحدة األمريكية)‪ ،‬وىي حاضنات توفر تجييزات‬
‫تالئـ أنشطة محددة‪ ،‬مثؿ حاضنات كندية أقيمت بتجييزات لخدمة مشروعات صغيرة في مجاالت‬
‫المطاعـ مف مطابخ الوجبات السريعة والتجييزات المتقدمة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬دور و خدمات حاضنات األعمال‬

‫‪ –1‬دور حاضنات األعمال‬

‫تمعب حاضنات األعماؿ بأنواعيا المختمفة عدة أدوار متباينة مبنية عمى الدور األساسي‪ ،‬مف‬
‫خالؿ كونيا وسيمة لدعـ المشاريع الجديدة حيث أثبتت نجاحاً كبي اًر في رفع نسب نجاح ىذه المشاريع‬
‫الناشئة‪ ،‬وقد أشارت تقارير الجمعية األمريكية لمحاضنات إلى أف معدالت نجاح واستم اررية لممشاريع‬

‫‪198‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجديدة المقامة داخؿ الحاضنات وصمت إلى ‪ %88‬مقارنة بنسبة النجاح التقميدية المنخفضة ليذه‬
‫المشاريع بصفة عامة‪ .‬ومف بيف األدوار التي يمكف لمحاضنة أف تمعبيا نجد اآلتي‪:1‬‬

‫‪.-1-1‬تشجيع إنشاء وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجديدة‬

‫إف دعـ المؤسسات الناشئة الجديدة ورفع فرص نجاحيا ىي الوظيفة األولى لمحاضنات‪ ،‬وتتـ مف‬
‫خالؿ توفير جميع أنواع الدعـ المالي واإلداري والتسويقي‪ ،‬و ورعاية المشاريع الجديدة في مرحمة البدء‬
‫والنمو ‪ ،‬وتسييؿ بدء المشروع‪ ،‬والتوصؿ إلى شبكة دعـ مجتمعي‪ ،‬واقامة مجموعة مف الخدمات‬
‫الداعمة والمتميزة مثؿ الجودة وقاعدة لممعمومات الفنية والتجارية ووحدات لالختبارات والقياس لخدمة‬
‫المشاريع داخؿ وخارج الحاضنة‪ .‬ويمكف لمحاضنات تقديـ ىذه الخدمات لممشاريع التي تنفذ بداخميا أو‬
‫تمؾ المنتسبة إلييا مف خارج الحاضنة‪ .‬كذلؾ تقيـ الحاضنة خدمات لممشاريع المحيطة بيا عف طريؽ‬
‫ربط المؤسسات والجيات المختصة بالمؤسسات الصغيرة بيا‪ ،‬والعمؿ عمى تنميتيا والتسويؽ لممنتجات‬
‫والخدمات التي تقدميا‪ ،‬وأيضاً مف خالؿ تبني المشاريع القائمة عمى التكنولوجيا والمرتبطة بالجامعات‬
‫ومراكز البحوث‪ ،‬والعمؿ عمى تغذية المشاريع الصغيرة الوليدة في موقعيا‪.‬‬

‫‪ -2-1‬تنمية المجتمع المحمي‬

‫تنمية وتنشيط المجتمع المحمى المحيط بالحاضنة‪ ،‬مف حيث تطوير وتنمية بيئة األعماؿ‬
‫المحيطة بيا‪ ،‬واقامة مشاريع في مجاالت تنمية ىذا المجتمع المحيط‪ ،‬وجعؿ الحاضنة نواة تنمية‬
‫إقميمية ومحمية‪ ،‬ومرك اًز لنشر روح العمؿ الحر لدى جموع الشباب والراغبيف في االلتحاؽ بسوؽ العمؿ‪.‬‬

‫‪ -3-1‬دعم التنمية االقتصادية‬

‫تستطيع الحاضنة تمكيف المدينة أو األقاليـ التي تقاـ فييا مف تحقيؽ معدالت عالية إلقامة‬
‫أنشطة اقتصادية جديدة‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيؽ معدالت نمو عالية لممشاريع المشتركة بالحاضنة‪ ،‬وذلؾ‬
‫مف خالؿ العمؿ عمى تسييؿ توطيف واقامة عدد مف المشاريع اإلنتاجية أو الخدمية الجديدة في ىذا‬
‫المجتمع‪ ،‬ىذه المشروعات الجديدة تعتبر في حد ذاتيا إحدى أىـ ركائز التنمية االقتصادية ليذا‬
‫المجتمع‪ ،‬حيث أف ىذه الشركات تقوـ بدفع الضرائب والرسوـ‪ ،‬وتنشيط عمميات اإلنتاج والتصدير‬

‫والتوريدات‪ ،‬وكميا عمميات تدر موارد مالية عمى ميزانيات الدوؿ وتفيد مف ثـ المجتمع‪ .‬ونذكر مثاالً‬

‫‪1‬‬
‫عمار زودة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 9،8 :‬‬

‫‪198‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫عمى ىذه التنمية االقتصادية لممجتمعات‪ ،‬تجربة والية ميريالند األمريكية‪ ،‬حيث أقامت الوالية شبكة مف‬
‫الحاضنات تتكوف مف ست حاضنات مختمفة التخصصات‪ ،‬بدأ العمؿ في أحدثيا في ديسمبر عاـ‬
‫‪ 0222‬وبعد أقؿ مف عاـ عمى بدء تشغيؿ ىذه الشبكة‪ ،‬كانت المشاريع التي تمت إقامتيا مف خالؿ‬
‫ىذه الحاضنات قد أدت إلى إضافة مبمغ ‪ 69‬مميوف دوالر أمريكي إلى خزانة الضرائب في الوالية‪،‬‬
‫وتقدر القيمة الكمية لفرص العمؿ التي تستطيع أف تخمقيا ىذه الشبكة حوالي ‪ 0022‬فرصة عمؿ‬
‫جديدة ودائمة لممواطنيف داخؿ الوالية‪.‬‬

‫‪ -4-1‬دعم التنمية الصناعية والتكنولوجية‪:‬‬

‫تركز الحاضنات التكنولوجية عمى رعاية وتنمية األفكار اإلبداعية واألبحاث التطبيقية‪ ،‬والعمؿ‬
‫عمى تحويميا مف مرحمة البحث والتطوير إلى مرحمة التنفيذ‪ ،‬مف خالؿ إقامة مشروع صغير‪ ،‬وتعظـ‬
‫بذلؾ دور المؤسسات الصغيرة التكنولوجية كأحد أىـ آليات التطور التكنولوجي مف حيث قدرتيا الفائقة‬
‫عمى تطوير وتحديث عمميات اإلنتاج بشكؿ أسرع وبتكمفة أقؿ كثي اًر عف الشركات الضخمة ذات‬
‫االستثمارات العالية‪ ،‬واقامة حاضنات تكنولوجية متخصصة في قطاعات محددة تعمؿ عمى تسييؿ نقؿ‬
‫وتوطيف التكنولوجيا الحديثة والمتطورة‪ ،‬وتذكر اإلحصائيات أف ‪ %02‬مف مجموع حاضنات األعماؿ‬
‫بالواليات المتحدة األمريكية ترتبط بالجامعات والمعاىد التعميمية‪ ،‬بينما تصؿ ىذه النسبة في الصيف‬
‫إلى أكثر مف ‪ ،%69‬فالحاضنة تمعب مف خالليا الدور المحوري كقناة ربط بيف الصناعة والبحث‬
‫العممي انظر الشكؿ (‪ )26‬أسفمو‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشكل (‪ )88‬العالقة بين الحاضنة التكنولوجية ومراكز البحوث‪/‬الجامعة والصناعة‬

‫نتائج األبحاث العمميةتكنولوجيات قابمة لمتحويل‬


‫تكنولوجيات جديدة وفرص أعمال مؤكدة‬ ‫إلى مشروعات‬

‫حاضنات‬
‫الصناعة‬ ‫األعمال‬ ‫الجامعات‬
‫مشاكل وأبحاث تطبيقية لخدمة الصناعة‬ ‫عالقات وترابط مع الصناعة تحديات وتطبيقات‬
‫لألبحاث في الصناعة‬

‫المصدر‪ :‬إدريس محمد صالح‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.76‬‬

‫‪ 5-1‬دعم وتنمية الموارد البشرية وخمق فرص عمل‬

‫تنمية ميارات وروح العمؿ الحر والقدرة عمى إدارة المشروع تمثؿ أىـ تأثيرات وجود‬
‫حاضنات األعماؿ في أي مجتمع‪ ،‬باإلضافة إلى العمؿ عمى خمؽ فرص عمؿ دائمة وغير‬
‫دائمة‪ ،‬مباشرة وغير مباشرة مف خالؿ الشركات التي تساعد الحاضنات في إقامتيا وتنميتيا‪،‬‬
‫وتذكر اإلحصائيات أف ‪ %29‬مف فرص العمؿ في الواليات المتحدة األمريكية منذ عاـ ‪1626‬‬
‫نتجت عف ‪ %12‬مف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬ومثاؿ آخر يوضح أنو قد تـ خمؽ ‪09‬‬
‫ألؼ فرصة عمؿ جديدة مف خالؿ ‪ 28‬حاضنة مشاريع فقط في دوؿ مثؿ جميورية التشيؾ‪،‬‬
‫واستطاع برنامج حاضنات المشاريع في خمؽ ‪ 002‬شركة ومؤسسة جديدة ناجحة‪.‬‬

‫‪-6-1‬العمل عمى حل مشكمة محددة‬

‫قامت عدة دوؿ حديثاً بتوظيؼ حاضنات األعماؿ في مجابية مشكالت اقتصادية أو‬
‫صناعية أو اجتماعية محددة‪ ،‬وتذكر ‪ Barbara Harley‬المديرة التنفيذية لمجمعية األمريكية‬
‫لمحاضنات ‪ NBIA‬أف حاضنات األعماؿ المتوسطة يمكف أف تستخدـ كي تساىـ في حؿ‬
‫مشكمة محددة مثؿ مشكمة فقد عدد كبير مف الوظائؼ في حالة إغالؽ أو تغير نشاط شركات‬
‫ضخمة‪( ،‬وتظير ىذه المشكمة بوضوح أثناء عمميات خصخصة القطاع الممموؾ لمدولة مثالً)‪،‬‬
‫ويمكف لنا أف نتذكر مثاالً قريباً عمى ذلؾ‪ ،‬وىو انييار شركة الطاقة األمريكية الشييرة (إنروف)‬

‫‪198‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫والذي أدى إلى فقداف أكثر مف ‪ 02‬ألؼ وظيفة في أقؿ مف شير‪ ،‬ىذه المشكمة ال تظير فقط‬
‫عند إغالؽ مصنع أو شركة‪ ،‬ولكف أيضاً عف إغالؽ قاعدة عسكرية أو وجود وحدات إدارية‬
‫غير مستغمة‪ ،‬أو غمؽ أحد المناطؽ الصناعية وىبوط النشاط التصنيعي أو التجاري بيا‪،‬‬
‫ومحاولة إحياء ىذه المناطؽ مف خالؿ خمؽ مشروعات جديدة تنتج عف وجود ىذه الحاضنات‪.‬‬

‫ويمكف توضيح أىمية حاضنات األعماؿ في توطيد عالقات التعاوف بيف مختمؼ‬
‫األطراؼ المعنية (الجامعات‪ ،‬ومراكز بحث‪ ،‬والمجتمع‪ ،‬والحكومة‪ ،‬والشركات ‪ ،‬والعمالء‪ ،‬أو‬
‫زبائف الحاضنات) مف خالؿ الشكؿ التالي‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ )98‬أهمية حاضنات األعمال‬

‫لمحكومات والمجتمعات‬ ‫لمجامعات ومراكز البحوث‬

‫• تطوير لالقتصاد‬ ‫• منطقة بحث وتطوير‬


‫• أعمال ووظائف جديدة‪.‬‬ ‫• دخل إضافي‬
‫• تغيير ثقافة األعمال‪.‬‬ ‫• حمقة وصل مع مراكز البحث والتطوير‬

‫حاضنات‬
‫األعمال‬

‫لمقطاعات العامة والمشتركة‬ ‫لمشركات والعمالء‬

‫• اإلبداع‪.‬‬ ‫• فتح لموارد جديدة‬


‫• اكتساب التكنولوجيا‪.‬‬ ‫• تقميل المخاطر‪ ،‬والوقت في التسويق‪.‬‬
‫• عائد عمى رأس المال‪.‬‬ ‫• زيادة فترة بقاء المشروع‪.‬‬
‫• مسؤولية اجتماعية‪.‬‬ ‫• تعزيز القدرة التنافسية لممؤسسة‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬عمار زودة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 88‬‬

‫‪198‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪.2‬الخدمات األساسية التي تقدمها الحاضنة لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:1‬‬

‫‪ -‬تقدـ حاضنة األعماؿ جميع أنواع الخدمات التي تتطمبيا إقامة وتنمية المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬والتي تشمؿ‪ :‬الخدمات اإلدارية‪( ،‬إقامة المؤسسات‪ ،‬الخدمات المحاسبية ‪ ،‬إعداد‬
‫الفواتير‪ ،‬تأجير المعدات‪)...،‬؛‬

‫‪ -‬خدمات السكرتارية‪( ،‬معالجة النصوص‪ ،‬تصوير مستندات‪ ،‬واجبات موظؼ االستقباؿ‪ ،‬حفظ‬
‫الممفات‪ ،‬الفاكس‪ ،‬اإلنترنت‪ ،‬استقباؿ وتنظيـ المراسالت والمكالمات التميفونية‪)...،‬؛‬

‫‪ -‬الخدمات المتخصصة‪( ،‬استشارات تطوير المنتجات‪ ،‬التعبئة والتغميؼ‪ ،‬التسعيرة وادارة‬


‫المنتج‪ ،‬خدمات تسويقية‪)...،‬؛‬

‫‪ -‬الخدمات التمويمية‪( ،‬المساعدة في الحصوؿ عمى التمويؿ مف خالؿ شركات تمويؿ أو البرامج‬
‫الحكومية لتمويؿ المشاريع الصغيرة)؛‬

‫‪ -‬الخدمات العامة‪( ،‬األمف ‪ ،‬أماكف تدريب‪ ،‬الحاسب اآللي‪ ،‬المكتبة‪) ..،‬؛‬

‫‪ -‬المتابعة والخدمات الشخصية‪( ،‬تقديـ النصح والمعونة السريعة والمباشرة‪. ..) ...،‬‬

‫إف عممية تفعيؿ ىذه اإلمكانات ووضعيا في خدمة المبتكريف و أصحاب المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬وخاصة األفكار ذات القاعدة التكنولوجية‪ ،‬سوؼ تسمح بال شؾ بالنيوض بالتطبيقات‬
‫التكنولوجية مما سوؼ يترتب عمييا استحداث وتطوير صناعات يمكف أف تفي بحاجات األسواؽ‬
‫المحمية واستبداؿ المنتجات المستوردة في الكثير مف الدوؿ النامية‪ ،‬وأيضاً مف أجؿ تحقيؽ المستيدؼ‬
‫مف ىذه اآللية‪ ،‬وىو إمكانية إنتاج منتجات موجية مباشرة لمتصدير وتنمية التجارة البينية بيف ىذه‬
‫الدوؿ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ادريس محمد صالح الحناوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 78‬‬

‫‪192‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬التمويل عن طريق رأس المال المخاطر‬


‫يعد التمويؿ عف طريؽ شركات رأس الماؿ المخاطر بديال ىاما ألسموب التمويؿ التقميدي الذي‬
‫يركز عمي الضمانات وسابقة األعماؿ وحجـ القوائـ المالية‪ ،‬مف أجؿ ضماف مبمغ القرض وعائده‪.‬‬
‫وىي تقوـ في الواقع عمى مبدأ المشاركة في األرباح والخسائر )‪ ،(Joint-venture‬ومف ثـ تعتمد‬
‫عمي أسموب الجدوى االقتصادية لممشروع وربحيتو وكفاءة إدارة المشروع كبديؿ‪ .‬ويتحمؿ المستثمر‬
‫(المخاطر) كميا أ وجزئيا الخسارة في حالة فشؿ المشروع المموؿ‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬ماهية رأس المال المخاطر و أهميته‬

‫أوال ‪ :‬ماهية رأس المال المخاطر‬


‫‪1‬‬
‫‪-1‬نشأة تقنية رأس المال المخاطر‬

‫الذي أسس أوؿ‬ ‫‪Thalés de MILET‬‬ ‫يرجع أصؿ نشأة مينة رأس الماؿ المخاطر إلى اليوناني‬
‫مشروع في التصنيع الزراعي ( استخراج زيت الزيتوف) بفضؿ األمواؿ التي حصؿ عمييا مف مقرضيف‬
‫مخاطريف ‪ ،Preteurs-Risqueurs‬وقد تكررت التجربة بعد حوالي ألفي سنة مع رحالت األسباف‬
‫‪Venture-‬‬ ‫والبرتغالييف إلى العالـ الجديد (خالؿ القرنيف ‪ 85‬و‪86‬ـ) التي تعيدىا رأسماليوف مخاطروف‬
‫الذيف اشتروا السفف ومولوا الرحالت‪ ،‬واذا اقتربنا مف أيامنا ىذه لوجدنا أف النشأة الحديثة‬ ‫‪Capitalistes‬‬

‫المنظمة لرأس الماؿ المخاطر تنسب إلى الجنراؿ الفرنسي " دوريو" " ‪ "Doriot‬الذي أنشأ في أمريكا عاـ‬
‫مؤسسة" ‪Américain reseach‬‬ ‫‪ 1946‬أوؿ مؤسسة متخصصة في رأس الماؿ المخاطر في العالـ وىي‬
‫"‪ ،‬والتي تخصصت في تمويؿ المؤسسات اإللكترونية الناشئة‪ .‬ثـ تباطأ نمو‬ ‫‪and développement ARD‬‬

‫سوؽ رأس الماؿ المخاطر بعد تمؾ التجربة حتى عاـ ‪ 8977‬الذي شيد طفرة كبيرة في عدد المؤسسات‬
‫المنشاة والتي استطاعت تجميع نحو ‪ 2,5‬مميار دوالر تضاعفت بعد عشر سنوات بمقدار ‪ 80‬مرة‪ ،‬إذ‬
‫بمغ حجـ المساىمات في مؤسسات رأس الماؿ المخاطر في نياية ‪ 8987‬نحو ‪ 09‬مميار دوالر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سماح طمحي ‪ ،‬دور رأس المال المخاطر في دعم و تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬مع عرض تجارب‬
‫بعض الدول ‪ ،‬الممتقى الوطني الثاني حوؿ المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و التنمية المستدامة – واقع و أفاؽ ‪-13‬‬
‫‪ -14‬نوفمبر ‪ ، 2012‬كمية العموـ االقتصادية و عموـ التسيير ‪ ،‬جامعة العربي بف مييدي ‪ ،‬أـ البواقي ‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أما في أوروبا فقد تأسست في بروكسؿ عاـ ‪ 1983‬الجمعية األوروبية لرأس الماؿ المخاطر‬
‫‪ ، EVCA‬إذ تطور بفضميا نشاط رأس الماؿ المخاطر بشكؿ ممحوظ خالؿ أربع سنوات منذ إنشائيا مف‬
‫‪ 9‬مميار إلى ‪ 09‬مميار دوالر‪ ،‬أي بأكثر مف ثالثة أضعاؼ‪ .‬أما في الياباف بمغ النمو خالؿ نفس الفترة‬
‫مميار‪ ،‬فػي كوبا مف ‪ 451‬مميوف إلى أكثر مف ‪ 981‬مميوف دوالر‪.‬‬ ‫‪1,3‬‬ ‫مف ‪ 3‬إلى ‪ 81‬مميار‪ ،‬في كندا‬
‫كما بمغ حجـ التمويؿ خالؿ ‪ 8991‬في استراليا ‪ 811‬مميوف دوالر‪ .‬وفي ىونغ كونج نحو مميار دوالر‪.‬‬

‫وال يقتصر وجود ىذه المؤسسات عمى العالـ الصناعي‪ ،‬بؿ تعداه إلى الدوؿ النامية‪ ،‬حيث ساىـ‬
‫في تأسيس مؤسسات في‬ ‫‪International Finance Corporation‬‬ ‫البنؾ الدولي والشركة الدولية لمتمويؿ‬
‫كينيا والب ارزيؿ والفمبيف‪ ،‬وبمغ مجموع أصوؿ ىذه المؤسسات في ‪ 8988‬نحو ‪ 351‬مميوف دوالر‪ .‬وقد‬
‫ساىمت الشركة الدولية كذلؾ خالؿ ‪ 8994 - 8993‬في إنشاء صناديؽ في كؿ مف أمريكا الالتينية‪،‬‬
‫مميار دوالر لدعـ‬ ‫‪3,2‬‬ ‫شرؽ أوروبا‪ ،‬والدوؿ النامية في آسيا‪ ،‬حيث بمغ مجموع ىذه األمواؿ حوالي‬
‫وتمويؿ مشاريع الطاقة في الدوؿ النامية‪ .‬كما نشأت عدة مؤسسات في ماليزيا والخميج‪ ،‬واجماال يقدر‬
‫حجـ المشاركة الفاعمة في العالـ بأكثر مف ‪ 85‬مميار دوالر أكثر مف نصفيا يوجد خارج الواليات‬
‫المتحدة ‪.‬‬

‫‪-8‬مفهوم رأس المال المخاطر‬

‫رأس الماؿ المخاطر‪ ٌ :‬أنو كؿ رأسماؿ يوظؼ بواسطة وسيط‬ ‫‪EVCA‬‬ ‫تعرؼ الجمعية األوروبية‬
‫مالي متخصص في مشروعات خاصة ذات مخاطر مرتفعة‪ ،‬تتميز باحتماؿ نمو قوي لكنيا ال تضمف‬
‫في الحاؿ يقينا بالحصوؿ عمى دخؿ أو التأكد مف استرداد رأس الماؿ في التاريخ المحدد (و ذلؾ ىو‬
‫مصدر المخاطر) أمال في الحصوؿ عمى فائض قيمة مرتفع في المستقبؿ البعيد نسبيا حاؿ بيع حصة‬
‫‪8‬‬
‫ىذه المؤسسات بعد عدة سنوات‬

‫كما يعرؼ عمى أنو عبارة عف أسموب أو تقنية لتمويؿ المشاريع االستثمارية بواسطة شركات‬
‫تدعى بشركات رأس الماؿ المخاطر وطبعا ىذه التقنية ال تقوـ عمى النقد فحسب كما ىو الحاؿ في‬

‫‪1‬‬
‫رحيـ حسيف ‪ ،‬التجديد التكنولوجي كمدخل استراتيجي لتدعيم القدرة التنافسية لممؤسسة الجزائرية ‪ ،‬حالة‬
‫الصناعات الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬ممتقى دولي حوؿ تنافسية المؤسسة الصغيرة و المتوسطة و تحوالت المحيط ‪،‬‬
‫جامعة بسكرة ‪-30-29 ،‬أكتوبر ‪ ، 2002‬ص ‪53‬‬

‫‪119‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫التمويؿ المصرفي بؿ وكما رأينا في المبحث السابؽ تقوـ عمى أساس المشاركة حيث يقوـ المشارؾ‬
‫بتمويؿ المشروع مف دوف ضماف العائد وال مبمغو وبذلؾ فيو يخاطر بأموالو‪.‬‬

‫وليذا نرى بأنيا تساعد أكثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة الجديدة التي تواجو صعوبات في‬
‫ىذا المجاؿ حيث أف النظاـ المصرفي يرفض منحيا القروض نظ ار لعدـ توفر الضمانات وفي ىذه‬
‫التقنية يتحمؿ المخاطر (المستثمر) كميا أو جزئيا الخسارة في حالة فشؿ المشروع المموؿ‪1‬ومف أىـ‬
‫خصائص رأس الماؿ المخاطر‪ ،‬انو‪:‬‬

‫تمويل خارجي‪ :‬كونو يوفره عادة مستثمروف مف خارج نطاؽ المؤسسات المستثمر بيا‪.‬‬

‫تمويل غير مباشر‪ :‬كونو يقدـ بمعرفة وسيط مالي متخصص‪.‬‬

‫شكل من أشكال االستثمار الجماعي‪ :‬وذلؾ بالنظر إلى أنو ممكية مشتركة في حقوؽ الممكية‬
‫الخاصة‪.‬‬

‫وعميو تقوـ معادلة شركات رأس الماؿ المخاطر عمى (أفكار إبداعية ‪ -‬مخاطر كبيرة – أرباح‬
‫واعدة) ومف ثمة يمزـ لنجاح ىذه الشركات التحمي بالصبر لمدة تتراوح ما بيف ثالث وسبع سنوات‪ ،‬وفي‬
‫بعض الحاالت عشر سنوات لضماف أرباح كبيرة‪ .‬ويمكف توضيح مبدأ وأساس شركات رأس الماؿ‬
‫المخاطر مف خالؿ الشكؿ الموالي‪:‬‬

‫‪www.pmeast.dz.org8‬‬

‫‪111‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫شكل رقم (‪ : )10‬مبدأ وأساس شركات رأس المال المخاطر‬

‫يأخذون مساهمات‬ ‫‪OCR‬‬


‫مؤسسات‬ ‫يقدم رؤوس أموال‬ ‫المستثمر‬
‫‪ +‬متابعة‬ ‫المتعاممون في‬
‫رأس المال‬
‫المخاطر‬

‫البحث عف القيمة‬ ‫األمؿ في مرد ودية‬


‫المضافة‬
‫عالية‬

‫المصدر‪ :‬بريبش السعيد‪ ،‬راس المال المخاطر بديل مستحدث لتمويل المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬مجمة الباحث‪ ،‬العدد‪ ،2007 ،05‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقمة‪،‬‬
‫ص‪.08‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-8‬آلية التمويل عن طريق رأس المال المخاطر‬

‫تقوـ شركات رأس ماؿ المخاطر في مرحمة أولى بتجميع الموارد المالية وىنا تظير قدرة الفريؽ‬
‫المكوف ليذه الشركة وميارتو في جمع الموارد واجتذاب المستثمريف وبعدىا تأتي مرحمة البحث التي‬
‫يتمثؿ ىدفيا في إثارة ممفات الترشح التي تقدـ مف طرؼ المشروعات الطالبة ليذا النوع مف التمويؿ‬
‫وىنا تظير فعالية شركات رأس ماؿ المخاطر‪ ،‬حيث تتمقى ىذه األخيرة أعدادا كبيرة مف طمبات التمويؿ‬
‫منيا‪:‬‬ ‫والتي عادة ما ال تقبؿ منيا أكثر مف ‪ .%3‬إذ يستند قرارىا بالقبوؿ أو الرفض عمى عدة عوامؿ‬

‫‪ -‬كفاءة إدارة المنشأة؛‬


‫‪ -‬جودة المنتج وامكانية تسويقو؛‬
‫‪ -‬حجـ السوؽ ومعدؿ نموه؛‬
‫‪ -‬حجـ المنشأة؛‬
‫‪ -‬معدؿ العائد المتوقع؛‬

‫‪1‬‬
‫سماح طمحي ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطموب‪.‬‬ ‫‪ -‬حجـ االستثمار‬

‫وبعدما يتـ تصنيؼ ممفات الترشح بحسب درجة المصداقية ومراجعة دقيقة لربحية المشروع‬
‫وفرص نجاحو مف خالؿ إجراء اختبار معمؽ لمممفات الختيار المناسب منيا‪ ،‬تصؿ شركة رأس ماؿ‬
‫المخاطر إلى مرحمة تحديد شكؿ أو كيفية تدخميا في المشروعات المستفيدة مف التمويؿ والمساعدات‬
‫األخرى سواء تمؾ المتعمقة بمرحمة اإلنشاء واالنطالؽ أو تمؾ المتعمقة بتسويؽ المنتجات وتسييؿ‬
‫العالقات مع البنوؾ أو البحث عف شركاء آخريف‪ ،‬حيث عادة ما يفاوض الممولوف عمى المساىمة في‬
‫رأسماؿ المشروع عمى مراحؿ‪ ،‬بحيث يساىموف في المرحمة األولى بنسبة تكفي إلنجاز المرحمة األولى‬
‫منو‪ ،‬فإذا انقضت المرحمة األولى أعاد الطرفاف التفاوض عمى تمويؿ المراحؿ الالحقة‪ ،‬وىكذا حتى‬
‫إنجاز المشروع‪.‬‬

‫وكمرحمة أخيرة في إطار ممارسة ىذا النشاط التمويمي تقوـ شركات رأس ماؿ المخاطر بإعادة‬
‫بيع االشتراكات لمخروج مف المشروعات الممولة‪ ،‬لتعيد طرح اشتراكاتيا في السوؽ التمويمي‪.‬‬

‫‪ -4‬مراحل تدخل رأس المال المخاطر‬

‫ىناؾ عالقة طردية بيف دورة حياة المشروع ومدى االستجابة لحاجاتو التمويمية فكمما انتقؿ‬
‫المشروع مف مرحمة إلى أخرى صادؼ مشاكؿ أقؿ في االستجابة لمطالبو التمويمية تعكس انخفاض‬
‫درجة المخاط‪ ،‬وقد ميزت الجمعية األوربية لرأسماؿ المخاطر بيف عدة مراحؿ تتدخؿ فييا مؤسسات‬
‫ىذا األخير لتوفير الغطاء التمويمي لممؤسسات الناشئة‪:‬‬

‫‪ -1-4‬مرحمة البذرة‪ :‬تعتبر المرحمة البذرية أخطر مراحؿ حياة المؤسسة‪ ،‬خاصة مف حيث‬
‫التمويؿ‪ ،‬فالتمويؿ البذري أصعب ما يمكف تأمينو‪ ،‬إذ يستعيف رائد العمؿ لمشروع في تنفيذ فكرتو بموارد‬
‫غالبا ما تكوف محدودة لمغاية‪ ،‬وتسمى بؾ "الماؿ البذري"‪.،‬ويتردد أي مستثمر مرتقب خارج دائرة‬
‫مالية ً‬
‫األىؿ واألصدقاء في مساندتيا‪ ،‬وىنا يمكف لرائد العمؿ أف يسعى لمحصوؿ عمى تمويؿ بذري مف قبؿ‬
‫أصحاب رأس الماؿ المخاطر‪.‬‬

‫‪ -2-4‬مرحمة النشأة‪ :‬وىي المرحمة التي يحتاج فييا المشروع إلى أكبر رأس ماؿ ممكف‬
‫لتمويؿ منتجات جديدة فعادة ال تكوف المؤسسة قد قامت بتحويؿ ابتكاراتيا إلى نشاط تجاري‬
‫بعد وال تممؾ أي سابقة أعماؿ تذكر‪ ،‬وىنا يضخ رأس الماؿ المخاطر أوؿ حمقة مف تمويمو‬

‫‪118‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بعد البداية التمييدية لمشركة‪ ،‬ويمكف التمويؿ في ىذه المرحمة المؤسسة مف التحوؿ مف‬
‫االبتكار إلى النشاط تجاري‪.‬‬

‫‪ -3-4‬مرحمة التوسع والنمو‪ :‬تتميز ىذه الفترة بالنـ والسريع‪ ،‬وعادة ما تتطمب المؤسسة‬
‫خالليا عدة جرعات مف رأس الماؿ قبؿ أف تتخطى النقاط المحورية المحددة في خطة المشروع‪ .‬وتوفر‬
‫شركات رأس الماؿ الضروري لممؤسسات التي تحتاج إلى تمويؿ مزيد مف النـ ومثؿ تطوير أوسع‬
‫لنماذج المنتج ولبيع منتجاتيا‪ /‬خدماتيا‪ ،‬ومع نـ والشركة‪ ،‬تنـ وقيمتيا السوقية‪ ،‬عندئذ‪ ،‬يكوف رائد‬
‫سويا وبنجاح ما يسمى بػ "األرباح الرأسمالية"‪ ،‬مع‬
‫العمؿ وأصحاب رأس الماؿ المخاطر قد أحرزوا ً‬
‫تجسد الفكرة األصمية وتوليد القيمة التي تـ تصورىا في بادئ األمر‪.‬‬

‫‪ 4-4‬مرحمتي تمويل العبور والتمويل األخير‪ :‬في المرحمة ما قبؿ األخيرة لمتمويؿ يوفر رأس‬
‫الماؿ المخاطر دورة موارد مالية إضافية تسمح بالعبور )‪ (bridging‬إلى المحطة النيائية وتأميف نجاح‬
‫وغالبا ما تتضمف‬
‫ً‬ ‫المؤسسة‪ ،‬وعادة ما تسمى بمرحمة "الميزانيف المالية" )‪(mezzanine finance‬‬
‫قرضا مف الغير)‪ .(subordinated debt‬ويتضمف ىذا النوع مف التمويؿ أقؿ قدر مف المخاطر‪.‬‬
‫ً‬
‫البا ما يوفر رأس الماؿ المخاطر الموارد المالية لمشركات كي تتمكف‬
‫وفي المرحمة األخيرة لمتمويؿ‪ ،‬غ ً‬
‫مف التحرؾ إلى ما بعد مرحمة التوسع مف أجؿ زيادة أحجاـ المبيعات وتوليد نـ ومتماسؾ قبؿ أي‬
‫عممية تسييؿ لألسيـ )‪ ،(liquidation‬مثؿ الدمج مع مؤسسة أخرى‪ ،‬أ والبيع إلى مؤسسة أكبر‪ ،‬أ ومف‬
‫خالؿ االكتتاب العاـ لممرة األولى في سوؽ األوراؽ المالية‪.‬‬

‫معينا وتدر إيرادات كافية‪ ،‬حتى‬


‫حجما ً‬
‫ً‬ ‫‪ -5-4‬مرحمة التخارج‪ :‬ما إف تبمغ الشركة الناشئة‬
‫يسعى أصحاب رأس الماؿ المخاطر (ومعيـ رائد العمؿ في بعض الحاالت)‪ ،‬إلى التخارج مف الشركة‬
‫وتحقيؽ أرباح رأسمالية عمى الماؿ المستثمر‪ ،‬فاألرباح الرأسمالية المنتظرة ال تصبح حقيقة إلى أف يتـ‬
‫بيع كؿ أ وجزء مف رأس ماؿ المؤسسة‪ ،‬وبعبارة أخرى "استخراج األمواؿ" )‪ (cash-out‬أ و"سيناريوه‬
‫التخارج" )‪ ،(exit scenario‬يمكف تحقيقو بعدة طرؽ وذلؾ حسب حجـ الشركة ووضعيا المالي‪،‬‬
‫وفيما يمي أكثر السيناريوىات استخداما‪:‬‬

‫السيناريو األول‪ :‬بيع جزء أ وكامؿ أسيـ المستثمريف لمؤسسة قائمة أكبر حجما أ والدمج مع‬
‫شركة أخرى؛‬

‫‪118‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫السيناريو الثاني‪ :‬بيع جزء أ وكامؿ أسيـ المستثمريف لمعامة مف خالؿ طرح األسيـ لالكتتاب‬
‫العاـ لممرة األولى‪.‬‬

‫ويمكف ليذيف السيناريوىيف أف يتما عمى التوالي‪ ،‬بأف يحدث السيناريو واألوؿ ويعقبو السيناريو‬
‫والثاني أو بالعكس‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أهداف شركات رأس المال المخاطر‪: 2‬‬

‫تصب كميا في تسييؿ عممية تمويؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ونذكر مف بينيا‪:‬‬

‫‪ -‬مواجية االحتياجات الخاصة بالتمويؿ االستثماري؛‬

‫‪ -‬التغمب عمى عدـ كفاية العرض مف رؤوس األمواؿ بشروط مالئمة مف المؤسسات المالية‬

‫‪ -‬توفير التمويؿ لممشروعات الجديدة؛‬

‫‪ -‬تعتبر بديال تمويميا في حالة ضعؼ السوؽ المالي لعدـ قدرة المؤسسة عمى إصدار أسيـ‬
‫وطرحيا لالكتتاب؛‬

‫‪ -‬توفير التمويؿ لممشروعات العالية المخاطر والتي تتوفر لدييا إمكانيات نمو عائد مرتفع‬
‫وبذلؾ فإف رأس الماؿ المخاطر ىو طريقة لتمويؿ الشركات غير القادرة عمى تدبير األمواؿ مف‬
‫إصدارات األسيـ العامة‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بريبش السعيد ‪ ،‬طبيب سارة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 08،07 :‬‬
‫‪2‬‬
‫روينة عبد السميع وحجازي إسماعيؿ‪ ،‬تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عن طريق شركات رأس المال‬
‫المخاطر‪ ،‬الممتقى الدولي حوؿ متطمبات تأىيؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدوؿ العربية‪ 18-17 ،‬افريل‬
‫‪ ،2006‬كمية العموـ االقتصادية وعموـ التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بف بوعمي ‪ ،‬الشمؼ‪ ،‬ص ‪.308‬‬

‫‪118‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪8‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬مزايا وعيوب رأس المال المخاطر‬

‫أوال‪ :‬مزاياها‬

‫يمكف إجماليا في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬المشاركة الفاعمة ‪ :‬مؤسسات رأسماؿ المخاطر شريكة ألصحاب المؤسسة األصمييف‪،‬‬


‫وتأخذ نسبة مف األرباح تقدر بػ ‪ ، %30-%15‬باإلضافة إلى ‪ %2,5‬مقابؿ المصاريؼ اإلدارية سنويا‬
‫كما تتحمؿ جزءا مف الخسارة في حالة حصوليا‪ ،‬ومف أبرز نتائج المشاركة في رأس الماؿ تحفيز‬
‫المموؿ عمى متابعة شريكو وتقديـ ما يمكنو مف الخبرات العممية والعممية إلنجاح المشروع‪ ،‬وقد الحظ‬
‫كثير مف الباحثيف أف الدعـ العممي الذي يقدمو المموؿ قد يكوف أكثر قيمة مف الدعـ المالي‪ ،‬ومف‬
‫أبرز المجاالت العممية التي يدعميا المموؿ‪:‬‬

‫‪ -‬بناء خطة عمؿ الشركة اإلستراتيجية؛‬

‫‪ -‬إيجاد فريؽ إداري متكامؿ إلدارة الشركة؛‬

‫‪ -‬استقطاب المستثمريف الراغبيف في االستثمار في الشركة‪.‬‬

‫وكمما كانت الشركة أصغر عم ار أو تسعى إلنتاج تقنية أكثر تطورا‪ ،‬كمما كانت الحاجة لمدعـ‬
‫العممي أكبر وفائدة أعػـ‪ ،‬إضافة أنيا تفتح المجاؿ لممشاركة الطويمة األجؿ( ‪ 5‬سنوات عمى‬
‫األقؿ) حيث ال تباع الحصة إال بعد أف تستوي المشروعات وتصبح قادرة عمى اإلنتاج والنمو‬
‫وىذا ال يتوفر في الديوف قصيرة األجؿ‪.‬‬

‫‪-8‬االنتقاء ‪ :‬مػف نتائج المشاركة كذلؾ أف المموؿ يبحث عف المشاريع الجديدة التي تكوف‬
‫عالية المخاطر وكذلؾ ذات أرباح متوقعة عالية ‪،‬لذا فميس غريبا إذف أف يتجو الممموف إلى الشركات‬
‫الصغيرة ذات التقنية العالية‪ .‬فيذا النمط مف الشركات‪ ،‬إذا نجح فسوؼ ينمو بسرعة كبيرة‪ ،‬وىو ما‬
‫يحقؽ أرباحا مضاعفة لممموليػف‪ ،‬الذيف تيميـ قيمة األصوؿ وكيؼ يمكف زيادتيا خالؿ سنوات‬
‫المشروع‪ ،‬ومف ثـ يبيع حصتػو بقيمة مضاعفة‪ ،‬وأفضؿ مجاؿ لتحقيؽ ىذا اليدؼ ىو الشركات الناشئة‬
‫والصغيرة‪،‬وفي المقابؿ نجد البنوؾ تبحث عف المؤسسات الكبيرة ذات المالءة االئتمانية العالية‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫طمحي سماح ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫والسجؿ المالي المشرؼ‪ ،‬والتي تستطيع دفع أقساط القرض الدورية بانتظاـ‪ ،‬وال تبالي كثي ار بأداء‬
‫الشركة وتغير قيمة أصوليا‪ .‬ولذلؾ فيي تستيدؼ الشركات الكبيرة والمستقرة‪ ،‬لكنيا في الغالب ال‬
‫تحقؽ معدالت نمو مرتفعة‪ .‬التي لـ تعد تمتمؾ طاقات ابتكار‪.‬‬

‫‪ -8‬المرحمية ‪ :‬مف خصائص التمويؿ برأسماؿ المخاطر انو يتـ عمى مراحؿ و ليس عمى دفعة‬
‫واحدة فبعد انتياء أي مرحمة يمجأ المستفيد مف جديد إلى المموؿ وفي ىذا ضماف لصدؽ االستثمار في‬
‫عرض نتائج األعماؿ المنجزة نتيجة الرقابة الفعمية التي يمارسيا المموؿ عمى الشركة‪ ،‬تساىـ كثي ار في‬
‫تقميؿ فرص التالعب مف جية الرائد‪ ،‬كما تؤلؼ بدرجة أعمى بيف مصالح الطرفيف‪ .‬وىذا مف شانو‬
‫إعطاء فرص جديدة‪ ،‬حيف فشؿ المشروع و قبؿ تراكـ لخسائر‪.‬‬

‫‪ -8‬تنويع المحفظة االستثمارية‪ :‬يمكف لممموؿ أف يوزع تمويمو عمى عدة مشاريع مختمفة‬
‫المخاطر(عادة ‪ )5-3‬في نفس الوقت بحيث ما يمكف أف تخسره مع مشروع تربحو مع آخر كما أف‬
‫المشروعات الناجحة كثي ار ما تعوض خسارة عدة شركات مجتمعة ‪ ،‬خاصة إذا كانت تعمؿ في مجاؿ‬
‫عالي التقنية‪ .‬إضافة إلى المشاركة في الخسائر فذلؾ يقمؿ منيا فضال عمى أف المراقبة مف الشريؾ‬
‫تجنب المشروع الدخوؿ في مغامرات غير مأمونة العواقب‪ .‬كما أف فالمموؿ ال يستثمر في مشروع أو‬
‫شركة وحيدة‪ ،‬بؿ يشارؾ في عدة شركات (عادة ‪ )5-3‬في نفس الوقت‪ .‬بحيث ما تخسره شركتو‬
‫تعوضو أخرى‪ .‬ونسبة الفشؿ في المشاريع الصغيرة عادة ما تكوف مرتفعة لكنيا أقؿ في المنشآت‬
‫المدعومة برأس الماؿ المخاطر‪.‬‬

‫‪ -8‬القدرة على تحمل المخاطرة‪ :‬المخاطرة جزء أساسي مف أي عمؿ تجاري‪ ،‬ولذلؾ فقد طورت‬
‫مؤسسات رأس الماؿ المخاطر آليات وترتيبات تسيـ في تقميؿ المخاطرة بدرجة عاؿ ‪ .‬ولذلؾ تستطيع‬
‫أف تتحمؿ قد ار أعمى مف المخاطرة‪ ،‬أكثر مف غيرىا مف مؤسسات التمويؿ‪ ،‬ومف ثـ الحصوؿ عمى‬
‫عوائد أعمى‪ ،‬تبعا لقانوف االرتباط اإليجابي بيف الخطر والعائد‪.‬‬

‫‪ -8‬النمو والتطوير‪ :‬إف ىذا النوع مف التمويؿ قادر عمى تمويؿ مشاريع مرتفعة المخاطر والتي‬
‫ال يتج أر عمى خوضيا إال الرواد القادروف‪ ،‬ويعوض ىذا الخطر بالمكاسب والعائد المرتفع‪ .‬وقد ثبت‬
‫ىذا في تمويؿ شركات مبتدئة " كميكروسوفت‪ ،‬وكومبات‪ ،‬ولميدراؿ‪ ،‬اكسبريس‪،‬وجينيتيؾ وغيرىا"‬
‫وكانت التقنيات القائمة عمييا مجيولة ولـ تتحمس ليا مصادر التمويؿ التقميدية‪ ،‬إضافة إلى مساىمة‬

‫‪118‬‬
‫المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ىذه المؤسسات عند أدائيا ليذه الوظيفة‪ ،‬في التقميؿ مف اآلثار التضخمية حيث توفر التمويؿ الالزـ‬
‫لممشروعات االقتصادية دوف اإلفراط في خمؽ النقود أو منح االئتماف المصرفي ليذه المؤسسات‪.‬‬

‫‪ -8‬توسيع قاعدة الممكية‪ :‬تستمر الشراكة إلى أف تستوي الشركة‪ ،‬فيجذب العديد مف‬
‫المستثمريف ما حققتو أو تطرح كأسيـ‪ ،‬ويموؿ العائد مف ارتفاع رأس الماؿ مشاريع أخرى‬
‫جديدة‪ ،‬إضافة إلى دورىا الكبير في تمويؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث في مرحمة اإلنشاء ال‬
‫تممؾ ىذه المؤسسات القدر الكافي مف األمواؿ الالزمة ‪،‬كما أف البنوؾ تمتنع عف تقديـ قروض ليا‬
‫دوف ضمانات لكف مؤسسات رأسماؿ المخاطر تقدـ ما يمزـ ليذه المؤسسات رغـ ارتفاع المخاطر‬
‫خالؿ مرحمة اإلنشاء‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬عيوبها‬

‫يمكف إيجاز أىـ ىذه النقاط السمبية فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬الحقوؽ المتولدة لممخاطريف عف المشاركة (كالمشاركة في الق اررات والتدخؿ في توجيو مسار‬
‫المشروع )؛‬

‫‪ -‬تتطمب مبالغ مرتفعة‪ ،‬في حالة نجاح المشروع السترداد حصص المخاطريف ( لكف ينبغي أف‬
‫ال ننسى بطبيعة الحاؿ أف ذلؾ ما يقيـ ميزاف العدالة‪ ،‬حيث تعتبر ىذه المبالغ مقابؿ المجازفة التي‬
‫قبميا المخاطروف وقت اإلنشاء‪ ،‬والتي كاف مف الممكف أف تعرضيـ لفقداف كافة أمواليـ التي شاركوا‬
‫بيا في المشروع )‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تمييد‬

‫تعتبر الجزائر مف بيف الدوؿ التي أولت اىتماما بقطاع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة خاصة في‬
‫اآلونة األخيرة ‪ ،‬ويرجع ىذا االىتماـ إلى األىمية الكبيرة التي يمعبيا ىذا القطاع مف خالؿ مساىمتو في‬
‫التخفيؼ مف حدة البطالة والمساىمة في الناتج الداخمي الخاـ ‪ ،‬ومف أجؿ النيوض بيذا القطاع البد مف‬
‫مواجية مشكؿ التمويؿ الذي يعتبر مف أصعب وأىـ مشاكؿ المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬
‫‪ ،‬باالعتماد عمى المصادر الحديثة في التمويؿ التي تضمف ليا الحصوؿ عمى التمويؿ الالزـ بسيولة و‬
‫بأقؿ تكمفة و في وقت قصير ‪.‬‬

‫وفي ىذا الصدد تطرقنا إلى الدور الذي تمعبو ىذه المصادر التمويمية الحديثة في تمويؿ المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ‪ ،‬والمتمثمة في التمويؿ ألتأجيري‪ ،‬التمويؿ بتقنية رأس الماؿ المخاطر ‪،‬‬
‫وحاضنات األعماؿ مع عرض تجارب بعض الدوؿ في اعتمادىا عمى ىذه المصادر التمويمية الحديثة ‪.‬‬

‫‪021‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المبحث األول ‪ :‬الييئات الحكومية و المؤسسات المتخصصة في دعم‬


‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫عممت الحكومة الجزائرية عمى توفير وسائؿ دعـ مف أجؿ تطوير و ترقية ىذا القطاع ‪،‬لبموغ مستوى‬
‫مقبوؿ حيث تعتبر كؿ مف الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار والوكالة الوطنية لتشغيؿ الشباب و صندوؽ‬
‫ضماف القروض مف أىـ الوسائؿ التي تدعـ المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬الييئات الحكومية لدعم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬

‫‪ .1‬الوكالة الوطنية لترقية ودعم االستثمارات ‪APSI-‬‬


‫أنشأت ىذه الوكالة بمقتضى القانوف ‪ 12-93‬المؤرخ في ‪ 15‬أكتوبر ‪ 1993‬وىي منشأة عمومية‬
‫إدارية في خدمة المستثمريف في الجزائر‪ ،‬أنشأت بغرض تقديـ المساعدات لممؤسسات بمختمؼ أنواعيا‬
‫سواء في مرحمة إنشاء المشروع‪ ،‬أو مرحمة االستغالؿ وأىـ المساعدات التي تقوـ بيا الوكالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬مساعدات في مرحمة االنجاز‪ :‬حيث يتحصؿ المستثمر خالليا عمى مساعدات لمدة ‪03‬‬
‫سنوات تتمثؿ في ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء مف حؽ تحويؿ الممكية الكتساب العقارات؛‬
‫‪ -‬الحؽ في التسجيؿ المنخفض بػ ‪ %5‬لمعقود التكميمية لممؤسسة؛‬
‫‪ -‬اإلعفاء مف الرسـ عمى العقار؛‬
‫‪ -‬اإلعفاء مف الرسوـ عمى القيمة المضافة لمسمع والخدمات الداخمة في انجاز االستثمارات سواء‬
‫كانت مستوردة أو محمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مساعدات عامة عن االستثمارات التي تمت من خالل ‪APSI‬‬
‫تكوف ىذه المساعدات في مدة تتراوح بيف ‪ 2‬إلى ‪ 5‬سنوات يستفيد المستثمر مف خالليا مف‪:‬‬
‫‪ -‬إعفاء مف الضريبة عمى أرباح الشركات ‪IBS‬؛‬
‫‪ -‬الدفع الجزافي ‪VF‬‬

‫‪020‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ -‬الرسـ عمى النشاط الميني ‪ TAP‬اإلعفاء مف ‪ IBS‬و ‪ VF‬مف رقـ األعماؿ المنجز لمتصدير‬
‫وتشير أنو قد بمغت تكمفة اإلعفاءات الممنوحة مف إنشاء كؿ مف ‪ APSI‬و ‪ 32.7 ANSEJ‬مميار‬
‫‪1‬‬
‫دج في ‪2000/12/31‬‬
‫معطيات عامة عن االستثمارات التي تمت من خالل ‪ :APSI‬بمغ حجـ االستثمارات المعمف عنيا سنة‬
‫‪ 2000‬لدى مصالح ‪ APSI‬أكثر مف ‪ 43200‬مؤسسة بقيمة ‪ 3344‬مميار دج‪ ،‬وكاف مف المفروض أف‬
‫تخمؼ ما يقارب ‪ 1605000‬منصب شغؿ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )13‬التطور السنوي لحجم المشاريع المصرح بيا لدى‪APSI :‬‬
‫المبالغ‬ ‫حجـ العماؿ‬ ‫المؤسسات‬ ‫العام‬
‫‪%‬‬ ‫المبالغ‬ ‫‪%‬‬ ‫عدد العماؿ‬ ‫عدد المؤسسات ‪%‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪59606‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪694‬‬ ‫‪-1993‬‬
‫‪1994‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪219‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪73818‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪884‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪127849‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2075‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪438‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪226761‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪4989‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪912‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪388702‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪9144‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪685‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪351986‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪12372‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪799‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪336169‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪13105‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪3344‬‬ ‫‪100 1604891‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪34213‬‬ ‫المجموع‬
‫‪Source : http://www.enes.dz/cnesdos/‬‬
‫‪ .2‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪:ANDI‬‬
‫ظيرت وكالة ‪ ANDI‬عمى إثر التعديالت التي مست التشريعات االقتصادية بعد ‪ 2001‬والتي‬
‫‪2‬‬
‫عممت عمى تعديؿ قانوف االستثمار في أوت ‪ 2001‬حيث عوضت وكالة ‪ APSI‬ومف أىـ مياميا‪:‬‬

‫‪ ‬استقباؿ المستثمريف المقيميف وغير المقيميف واعالميـ ومساعدتيـ؛‬

‫‪http://www.cnes.dz/cnsedoc/ - 1‬‬
‫األم ػػر رقمممم‪ 10/10‬الم ػػؤرخ ف ػػي ‪ 0110/15/01‬المتعم ػػؽ بتطمممموير امسمممتثمار الصمممادر فمممي ‪ ،0110-00-00‬الجريممممدة‬ ‫‪2‬‬

‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،74‬ص‪.14 :‬‬

‫‪022‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬تسييؿ إجراءات تكويف المشروع االستثماري وذلؾ مف خالؿ منح مزايا وامتيازات ضريبية وشبو‬
‫ضريبية وجمركية؛‬

‫‪ ‬تسييؿ القياـ بالشكميات األساسية لممؤسسات وتجسيد المشاريع بواسطة خدمات الشباؾ الموحد؛‬

‫‪ ‬تسيير صندوؽ دعـ االستثمارات؛‬

‫‪ ‬التأكد مف احتراـ االلتزامات التي بيا المستثمروف خالؿ مدة اإلعفاء‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ -)14‬توزيع مشاريع االستثمار المصرح بيا حسب قطاع النشاط مجتمعة لعام ‪-2011‬‬

‫مناصب الشغل‬ ‫المبمغ‬ ‫النشاط عدد المشاريع‬ ‫قطاع‬


‫مجتمعة‬
‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬
‫بالمميون دج‬

‫‪13.49‬‬ ‫‪18900‬‬ ‫‪7.63‬‬ ‫‪105210‬‬ ‫‪56.17‬‬ ‫‪4383‬‬ ‫النقل‬

‫‪18.91‬‬ ‫‪26499‬‬ ‫‪8.12‬‬ ‫‪111861‬‬ ‫‪17.52‬‬ ‫‪1367‬‬ ‫البناء واألشغال‬


‫العمومية‬

‫‪25.13‬‬ ‫‪35211‬‬ ‫‪42.12‬‬ ‫‪580470‬‬ ‫‪12.87‬‬ ‫‪1004‬‬ ‫الصناعة‬

‫‪7.36‬‬ ‫‪10310‬‬ ‫‪9.29‬‬ ‫‪127991‬‬ ‫‪11.42‬‬ ‫‪891‬‬ ‫الخدمات‬

‫‪0.86‬‬ ‫‪1208‬‬ ‫‪0.41‬‬ ‫‪5628‬‬ ‫‪0.92‬‬ ‫‪72‬‬ ‫الصحة‬

‫‪10.20‬‬ ‫‪14291‬‬ ‫‪31.22‬‬ ‫‪430328‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪55‬‬ ‫السياحة‬

‫‪24.05‬‬ ‫‪33691‬‬ ‫‪1.21‬‬ ‫‪16688‬‬ ‫‪0.40‬‬ ‫‪31‬‬ ‫الفالحة‬

‫‪100 140110‬‬ ‫‪100 1378177‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪7803‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪::‬و ازرة الصناعات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية االستثمار‪ ،‬نشرية المعمومات‬
‫امحصائية لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة رقم ‪ ،20‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪021‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫مف خالؿ الجدوؿ يتضح أنو في سنة ‪ 2011‬بمغ عدد المشاريع الممولة مف قبؿ الوكالة(‪)ANDI‬‬
‫‪ 7803‬مشروع ممولة بقيمة ‪ 1378177‬مميوف دينار جزائري‪ ،‬حيث أف أغمبية المشاريع تتمركز في‬
‫قطاع النقؿ بنسبة أكثر مف ‪ % 56‬مف إجمالي المشاريع المصرح بيا مف طرؼ الوكالة‪ ،‬كما ساىمت‬
‫الوكالة عف طريؽ تمويميا لممشاريع بتوفير ‪ 140110‬منصب شغؿ ‪ ،‬حيث يشغؿ قطاع النقؿ ‪18900‬‬
‫شخص أي بنسبة ‪ %13.49‬مف إجمالي مناصب الشغؿ‪ ،‬في حيف يمثؿ قطاع الصناعة ‪ % 12.87‬مف‬
‫المشاريع ويشغؿ ‪ %25.13‬مف مناصب الشغؿ؛‬

‫الجدول رقم(‪ -)15‬توزيع مشاريع االستثمار المصرح بيا حسب الطابع القانوني(‪-)2011-12-31‬‬

‫مناصب الشغل‬ ‫المبمغ‬ ‫عدد المشاريع‬ ‫الطابع القانوني‬

‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬


‫بالمميون دج‬

‫‪66.15‬‬ ‫‪92680‬‬ ‫‪63.23‬‬ ‫‪871439‬‬ ‫‪98.63‬‬ ‫‪7696‬‬ ‫الخاص‬

‫‪33.55‬‬ ‫‪47011‬‬ ‫‪36.62‬‬ ‫‪504651‬‬ ‫‪1.35‬‬ ‫‪105‬‬ ‫العام‬

‫‪0.30‬‬ ‫‪419‬‬ ‫‪0.15‬‬ ‫‪2087‬‬ ‫‪0.03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫مختمط‬

‫‪100 140110‬‬ ‫‪100 1378177‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪7803‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪:‬وزارة الصناعات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية االستثمار‪ ،‬نشرية المعمومات‬


‫امحصائية لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة رقم ‪ ،20‬مرجع سابق‪.‬‬

‫يتضح مف خالؿ الجدوؿ أف أغمب المشاريع الممولة مف طرؼ الوكالة ‪ ANDI‬ىي مشاريع ذات‬
‫طابع خاص‪ ،‬حيث بمغ عددىا في نياية ‪ 2011‬بػ ‪ 7696‬مشروع وتمثؿ بذلؾ نسبة ‪ %98.63‬ممولة‬
‫بقيمة ‪ 871439‬مميوف دينار جزائري‪ ،‬وتشغؿ المشاريع في ىذا اإلطار ‪ 92680‬شخص‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ )16‬توزيع مشاريع االستثمار المصرح بيا حسب الجيات(‪-)2011-12-31‬‬


‫‪021‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫مناصب الشغل‬ ‫المبمغ‬ ‫عدد المشاريع‬ ‫الجيات‬

‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬


‫بالمميون‬
‫دج‬

‫‪66.39‬‬ ‫‪93026‬‬ ‫‪86.92 1197865‬‬ ‫‪65.39‬‬ ‫‪5102‬‬ ‫الشمال‬

‫‪24.33‬‬ ‫‪34092‬‬ ‫‪6.78‬‬ ‫‪93399‬‬ ‫‪17.28‬‬ ‫‪1348‬‬ ‫اليضاب العميا‬

‫‪9.27‬‬ ‫‪12992‬‬ ‫‪6.31‬‬ ‫‪86913‬‬ ‫‪17.34‬‬ ‫‪1353‬‬ ‫الجنوب‬

‫‪100 140110‬‬ ‫‪100 1378177‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪7803‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬وزارة الصناعات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية االستثمار‪ ،‬نشرية المعمومات‬
‫اإلحصائية لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة رقـ ‪ ،20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫مف خالؿ ىذا الجدوؿ نالحظ أف أغمب المشاريع تتمركز في الشماؿ حيث يوجد ‪ 5102‬مشروع‬
‫وبقيمة تمويمية قدرت بػ ‪ 1197865‬مميوف دينار جزائري وتوفير ‪ 93026‬منصب شغؿ‪ ،‬ثـ تمييا‬
‫منطقة اليضاب العميا بػ ‪ 1348‬مشروع وبقيمة تمويمية قدرت بػ ‪ 93399‬مميوف دينار جزائري‬
‫وتوفير‪ 34092‬منصب شغؿ‪.‬‬

‫‪ .3‬الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب ‪ANSEJ‬‬


‫أنشأت ىذه الوكالة بمقتضى المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 234-96‬المؤرخ في ‪ 2‬يوليو ‪ 1996‬ويحدد‬
‫ىذا المرسوـ اإلطار العاـ لدعـ تشغيؿ الشباب‪ ،‬فكما جاء في المادة ‪ 2‬مف ىذا المرسوـ إلى دعـ الشباب‬
‫يتـ مف خالؿ‪:‬‬
‫‪ -‬تشجيع إحداث أنشطة إنتاج السمع والخدمات مف قبؿ الشباب ذوي المشاريع؛‬
‫‪ -‬تشجيع كؿ أشكاؿ األعماؿ والتدابير الرامية إلى ترقية تشغيؿ الشباب مف خالؿ برامج التكويف‬
‫والتشغيؿ والتوظيؼ‪،‬‬
‫‪ -‬وتقدـ ىذه الوكالة لدعـ الشباب الراغبيف في إنشاء مؤسسات مصغرة مف (‪ )10-1‬عماؿ خاصة‬
‫بيـ‪.‬‬

‫شروط الوكالة لدعم المؤسسات‪:‬‬


‫تضع الوكالة مجموعة مف الشروط اإلدارية التي يجب أف تتوفر في طالب الدعـ منيا‪:‬‬
‫‪021‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ -‬أف يكوف الشباب أصحاب المؤسسات يشكموف مناصب عمؿ مأجورة عند تقديـ ممفاتيـ؛‬
‫‪ -‬أف تنشأ مف طرؼ شاب بمفرده أو مجموعة مف الشباب (‪ 10-1‬عماؿ)‪ 1‬؛‬
‫‪ -‬أف يتراوح عمر المستفيد بيف ‪ 19‬و ‪ 35‬سنة*؛‬
‫‪ -‬أف يكوف المستفيد حاصؿ عمى كفاءة مينية أو كاسب لقدرات معترؼ بيا؛‬
‫‪ -‬جمع إسياـ شخصي في شكؿ أمواؿ خاصة؛‬
‫‪2‬‬ ‫‪ -‬الحد األقصى لالستثمار ىو ‪ 4‬مالييف دج‪.‬‬
‫‪ .4‬لجنة المساعدة من أجل تجديد و ترقية االستثمار‪LALPI‬‬
‫تأسست بمقتضى التعميمة الو ازرية ‪ 28‬المؤرخة ‪ 1994/05/15‬المتعمقة بكيفيات الضماف والتسييؿ‬
‫في مجاؿ منح األراضي لممستثمريف وىي مكمفة باإلجابة عمى كؿ الطمبات في مجاؿ العقار المقدمة مف‬
‫طرؼ المستثمريف أو وكالة ترقية ودعـ االستثمار (‪، )APSI‬وتستفيد المؤسسة في ىذه الحالة مف‬
‫مجموعة مف االمتيازات الجبائية والجمركية المتعمقة بترقية االستثمار‪.‬‬
‫أ‪ -‬مساعدات في مرحمة االنجاز لمدة ‪ 3‬سنوات وىي ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء مف ضريبة نقؿ الممكية ؛‬
‫‪ -‬تخفيض نسبة ‪ 5‬عمى األلؼ بالنسبة لمعقود التأسيسية؛‬
‫‪ -‬إعفاء الممكيات العقارية التي تدخؿ في إطار االستثمار مف الرسـ العقاري‪ ،‬ابتداء مف تاريخ‬
‫الحصوؿ عمييا؛‬
‫‪ -‬اإلعفاء مف الرسـ عمى القيمة المضافة سواء عمى السمع أو الخدمات المحمية أو المستوردة؛‬
‫‪ -‬تطبيؽ نسبة منخفضة تقدر بػ ‪ %3‬في مجاؿ الرسوـ الجمركية عمى السمع المستوردة التي تدخؿ‬
‫مباشرة في انجاز االستثمار‪.‬‬
‫ب‪ -‬مساعدات في مرحمة االستغالل‬
‫‪ -‬اإلعفاء لفترة أدناىا سنتيف وأقصاىا ‪ 5‬سنوات مف الضريبة عمى أرباح الشركات ‪،‬والدفع الجزافي‬
‫والرسـ عمى النشاط الميني؛‬
‫‪ -‬تطبيؽ نسبة منخفضة عمى األرباح التي يعاد استثمارىا بعد انقضاء فترة اإلعفاء‪.‬‬
‫‪ .5‬صندوق ضمان القروض لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪FGAR‬‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.anseg.dz‬‬
‫* عندما يسمح المشروع بخمؽ ‪ 3‬مناصب عمؿ عمى األقؿ‪ ،‬بما في ذلؾ الشباب الشركاء في المشروع يرفع الحد األعمى‬
‫لعمر المسير إلى ‪ 44‬سنة‪.‬‬
‫‪021‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫تـ تطبيؽ ىذا الميكانيزـ أوؿ مرة في الواليات المتحدة األمريكية عاـ ‪ ،1934‬ثـ في ألمانيا ثـ‬
‫الياباف عاـ ‪ ،1937‬ثـ انتقؿ بعد ذلؾ إلى باقي بمداف العالـ المتقدمة والنامية عمى السواء‪.‬‬
‫وفي الجزائر تـ إنشاء صندوؽ ضماف القروض لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة بموجب المرسوـ التنفيذي‬
‫رقـ ‪ 373-03‬الصادر في ‪ 11‬نوفمبر ‪ ،2002‬ويعتبر صندوؽ الضماف مؤسسة عمومية ذات طابع‬
‫إداري يتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالؿ المالي‪ ،‬يديره مدير عاـ ويسيره مجمس اإلدارة‪ ،‬يتكوف مف‬
‫‪1‬‬
‫ممثمي بعض الو ازرات وممثؿ الغرفة الجزائرية لمتجارة والصناعة‪.‬‬
‫أ‪ -‬خصائص نظام صندوق ضمان القروض‬
‫يخدـ ىذا الصندوؽ السياسة العامة لمحكومة عمى اعتبار أف مخصصاتو تتكوف مف مساىمات‬
‫الدولة‪ ،‬ويقدـ ىذا الصندوؽ المساعدات لممؤسسات التي استوفت معايير األىمية لمقروض البنكية لكنيا ال‬
‫تمتمؾ ضمانات كافية‪ ،‬يمكف أف تصؿ نسبة ضماف القرض إلى ‪ ،%70‬ويتـ تحديدىا مف طرؼ مجمس‬
‫اإلدارة لمصندوؽ‪ ،‬ويقدـ الدعـ لممؤسسات المنخرطة فيو والتي تدفع عالوة سنوية أقصاىا ‪ %2‬مف مبمغ‬
‫القرض خالؿ فترة االقتراض‪.‬‬
‫ب‪ -‬ميكانيزم نظام صندوق ضمان القروض‬
‫يمكف تمخيص ميكانيزـ عمؿ الصندوؽ كما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تقوـ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بطمب القرض مف البنؾ؛‬
‫‪ -‬تطمب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مف الصندوؽ ضماف القرض البنكي؛‬
‫‪ -‬تدفع المؤسسة العالوة السنوية خالؿ مدة القرض‪ ،‬في حالة عدـ قدرة المؤسسة عمى تسديد قيمة‬
‫‪2‬‬
‫القرض يقوـ الصندوؽ بتعويض البنؾ حسب نسبة الضماف المتفؽ عمييا‪.‬‬

‫والجدول رقم(‪ )17‬يوضح وضعية الممفات المعالجة حسب المشاريع منذ ‪ 2004‬إلى غاية نياية‬
‫‪.2011‬‬

‫‪ 1‬مصطفى بف بادة‪ ،‬سياسة الحكومة اتجاه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬حصة منتدى التمفزيوف بتاريخ ‪.2446/45/46‬‬
‫يوسؼ العشاب‪ ،‬ضمان القروض لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬آلية تدعيم التمويل‪ ،‬مجمة فضاءات المؤسسات‬ ‫‪2‬‬

‫الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقميدية‪ ،‬محاضرة التنمية‪ ،‬العدد‪ ،2‬الجزائر ‪ ،0110‬ص‪.4‬‬

‫‪021‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫المجموع‬ ‫التوسيع‬ ‫النشأة‬ ‫نوعية الضمان‬

‫‪592‬‬ ‫‪308‬‬ ‫‪284‬‬ ‫عدد الضمانات الممنوحة‬

‫‪58 458 613 560‬‬ ‫‪33 947 601 578‬‬ ‫‪2451011982‬‬ ‫الكمفة امجمالية‬
‫لممشاريع(دج)‬

‫‪33 665 563 735‬‬ ‫‪20 541 810 061 13123753674‬‬ ‫مبمغ القروض المطموبة(دج)‬

‫‪%58‬‬ ‫‪%61‬‬ ‫‪% 54‬‬ ‫المعدل المتوسط لمتمويل‬


‫المطموب‬

‫‪14 417 784 550‬‬ ‫‪9 331 871 137‬‬ ‫مبمغ الضمانات الممنوحة(دج) ‪5085913412‬‬

‫‪%43‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫‪% 39‬‬ ‫المعدل المتوسط لمضمان‬


‫الممنوح‬

‫‪24 354 366‬‬ ‫‪30 298 283‬‬ ‫‪17 908 146‬‬ ‫المبمغ المتوسط لمضمان(دج)‬

‫‪29 207‬‬ ‫‪22 375‬‬ ‫‪6 832‬‬ ‫عدد مناصب الشغل التي‬
‫ستنشأ‬

‫المصدر‪ :‬و ازرة الصناعات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية االستثمار‪ ،‬نشرية المعمومات اإلحصائية‬
‫لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة رقـ ‪ ،20‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫مف خالؿ الجدوؿ نالحظ أنو خالؿ سبع سنوات بمغت عدد الضمانات الممنوحة ‪ 512‬مشروع‬
‫بمعدؿ سنوي ‪ 73‬مشروع‪ ،‬الحصيمة تعد ىزيمة جدا بالنسبة لصندوؽ الضماف المشترؾ لمقروض المصغرة‪،‬‬
‫وبمعدؿ متوسط لمتمويؿ المطموب لـ يتجاوز ‪ ،% 85‬أرقاـ تبقى بعيدة جدا عف تطمعات طالبي التمويؿ‬
‫مف أصحاب المشروعات الصغيرة و المتوسطة‪.‬‬

‫تشكؿ المشاريع التوسعية أغمبية مشاريع االستثمار منذ سنة ‪ ،2004‬بنسبة ‪ %45‬مف إجمالي‬
‫المشاريع المضمونة‪ ،‬حيث تمكف الصندوؽ مف ضماف ‪ 284‬مشروع لمؤسسات صغيرة ومتوسطة في‬
‫النشأة بمبمغ ‪ 5.08‬ماليير دينار جزائري‪ ،‬و‪ 308‬مشاريع أخرى لمؤسسات صغيرة ومتوسطة في التوسع‬
‫بمبمغ ‪ 9.33‬مميار دينار جزائري‪.‬‬

‫‪021‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أف ‪ %53‬مف مجموع المشاريع المضمونة منذ أفريؿ ‪ 2004‬تتموقع في جية‬
‫الوسط‪ ،‬في حيف تحتؿ المرتبة الثانية جية الشرؽ بنسبة ‪ % 26‬مف المجموع الكمي لممشاريع المضمونة‪.1‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬برامج تأىيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬

‫أوال ‪ :‬تعريف تأىيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫التأىيؿ عبارة عف مجموعة اإلجراءات التي تتخذىا السمطات قصد تحسيف موضع المؤسسة في‬
‫‪2‬‬
‫إطار االقتصاد التنافسي أي أف يصبح ليا ىدؼ اقتصادي ومالي عمى المستوى الدولي‬

‫ثانيا ‪ :‬البرامج الوطنية لتأىيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬


‫‪ .1‬البرنامج الوطني لتأىيل المؤسسات الصناعية‬
‫في سنة ‪ 1999‬شرع في تنفيذ أولى عمميات تأىيؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في إطار‬
‫التعاوف مع منظمة األمـ المتحدة لمتنمية الصناعية‪ ،‬حيث قامت ىذه األخيرة بتقديـ مساعدات مالية‬
‫لمجزائر قدرت قيمتيا بػ ‪ 1000269‬دوالر‪ ،‬وتـ االنطالؽ في ىذا البرنامج في ‪ 2001‬حيث خصص‬
‫لتأىيؿ المؤسسات الصناعية التي تشغؿ أكثر مف ‪ 20‬عامال وتشرؼ عميو و ازرة الصناعة واعادة الييكمة‪،‬‬
‫ويسعى إلى دعـ المؤسسات الصناعية العامة والخاصة‪ ،‬بيدؼ تعزيز التنافسية الصناعية‪ ،‬وذلؾ بتحسيف‬
‫كفاءة المؤسسات الصناعية وتييئة بيئتيا‪ ،‬حيث قدر المبمغ المخصص لتمويؿ ىذا البرنامج بػ ‪ 4‬مميار دج‬
‫‪ 2‬مميار دج لتأىيؿ ىذه المؤسسات والباقي لتحديث ‪،‬واعادة تأىيؿ المناطؽ الصناعية‪.‬‬

‫أ‪ -‬أىداف البرنامج الوطني لتأىيل المؤسسات الصناعية‬

‫*عمى مستوى المؤسسة‪:‬‬

‫‪ -‬تشجيع المؤسسات الصناعية مف خالؿ تدابير مالية تساعدىا عمى تحسيف إنتاجيا والرفع مف‬
‫مستوى تنافسيتيا‪ 1‬؛‬

‫‪ 1‬و ازرة الصػػناعات والمؤسسػػات الصػػغيرة والمتوسػػطة وترقيػػة االسػػتثمار‪ ،‬نش ػرية المعمومػػات اإلحصػػائية لممؤسسػػات الصػػغيرة‬
‫والمتوسطة رقـ ‪ ،24‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ 2‬عبد المطيؼ بمغرسة‪ ( ،‬آثار السياسة النقدية والمالية عمى تأىيؿ المؤسسة اإلقتصادية )‪ ،‬مجمة العموـ اإلقتصادية وعموـ‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬العدد ‪ ، 2001 ، 1‬ص ‪.141‬‬

‫حركات السعيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪021‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ -‬وضع أنظمة تسيير وفقا لممعايير الدولية وتمكنيا مف استغالؿ مواردىا أحسف إستغالؿ‪.‬‬
‫*عمى مستوى البيئة الخارجية‪:‬‬

‫‪ -‬إعادة تأىيؿ المناطؽ الصناعية ومناطؽ النشاط ؛‬


‫‪ -‬تطوير الخدمات التكنولوجية واالستشارية بما يخدـ ىذه المؤسسات؛‬
‫‪ -‬تأىيؿ المؤسسات واإلشياد بالمطابقة وفؽ المواصفات الدولية‪.‬‬
‫ب‪ -‬األجيزة المنفذة لمبرنامج الوطني لتأىيل المؤسسات الصناعية‬

‫يتطمب تنفيذ البرنامج الوطني لتأىيؿ المؤسسات الصناعية تدخؿ عدة ىيئات أىميا‪:2‬‬

‫*المديرية العامة لمييكمة الصناعية‪La Direction Général de la Restructuration :‬‬


‫‪Industrielle DGRI‬‬

‫ىذه المديرية تابعة لو ازرة الصناعة واعادة الييكمة وىي مكمفة بإدارة برنامج التأىيؿ ويمكف أف‬
‫نمخص مياميا في ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد اإلجراءات والشروط التقنية المالية والتنظيمية لمبرنامج ؛‬


‫‪ -‬التنسيؽ بيف األدوات التشريعية والمالية لصندوؽ ترقية التنافسية الصناعية ؛‬
‫‪ -‬تقوـ مف خالؿ األمانة التقنية‪ ،‬بدراسة ممفات التأىيؿ المقدمة مف قبؿ المؤسسات الراغبة في‬
‫االستفادة مف البرنامج وذلؾ قبؿ إرساليا إلى المجنة الوطنية لمتنافسية الصناعية ؛‬
‫‪ -‬تحديث برامج تدريب المختصيف المشاركيف في البرنامج ؛‬
‫‪ -‬وضع برنامج إعالمي لممؤسسات والييئات المعنية ببرنامج التأىيؿ‪.‬‬
‫‪La Comité Nationale de la Compétitivité‬‬ ‫*المجنة الوطنية لمتنافسية الصناعية‪:‬‬
‫‪Industrielle CNCI‬‬

‫بموجب المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 2000-192‬المؤرخ في ‪ 16‬جويمية ‪ 2000‬وتنشط تحت رئاسة‬


‫‪1‬‬
‫وزير الصناعة واعادة الييكمة ويمكف أف نمخص مياـ ىذه المجنة في ‪:‬‬

‫نفس المرجع ‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫المرسوـ التنفيذي‪ ،‬رقـ ‪ ،192-02‬المؤرخ في ‪ 01‬جويمية ‪ ،2112‬الجريدة الرسمية‪ 01 ،‬جويمية ‪ ،2111‬العدد ‪ ،11‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.1‬‬
‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ -‬وضع الخطوات الالزمة لتقديـ الممفات مف أجؿ اإلستفادة مف المساعدات المقررة في صندوؽ‬
‫ترقية التنافسية الصناعية ؛‬
‫‪ -‬تحدد الشروط الالزمة لحصوؿ المؤسسات عمى مساعدات صندوؽ ترقية التنافسية الصناعية؛‬
‫‪ -‬تحديد طبيعة المساعدات والمبالغ المالية التي تستفيد منيا المؤسسات لتتمكف مف تنفيذ برنامج‬
‫التأىيؿ؛‬
‫‪ -‬دراسة طمبات تمويؿ العمميات المتعمقة بتطوير البيئة الخارجية لممؤسسات الصناعية وكذلؾ‬
‫المؤسسات الخدمية المرتبطة بالصناعة كدراسة طمب تمويؿ تييئة منطقة صناعية ما أو إصالح البيئة‬
‫التحتية ؛‬
‫‪ -‬متابعة أداء المؤسسات التي إستفادت مف مساعدة صندوؽ ترقية التنافسية الصناعية ؛‬
‫‪ -‬إصدار القرار النيائي بشأف ممفات التأىيؿ المقدمة مف قبؿ المؤسسات بعد دراستيا وتقييميا‪.‬‬
‫*صندوق ترقية التنافسية الصناعية‪Le Fonds de Promotion de la Compétitivité :‬‬
‫‪Industrielle FPCI‬‬

‫حسب القانوف رقـ ‪ 11-99‬المؤرخ في ‪ 23‬ديسمبر ‪ 1999‬وبموجب المادة ‪ 92‬مف قانوف المالية‬
‫لسنة ‪ ،2000‬وىو جياز وزاري مشترؾ منصوص عميو في المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 192-2000‬بتاريخ‬
‫‪ 16‬جويمية ‪ 2000‬والمعدؿ والمتمـ‪ ،‬واليدؼ مف إنشاء ىذا الصندوؽ ىو تقديـ مساعدات مالية لتنفيذ‬
‫برنامج التأىيؿ وىناؾ نوعيف مف المساعدات‪:‬‬

‫‪-1‬مساعدات مالية مقدمة لممؤسسة‪:‬‬

‫وذلؾ لتغطية نفقاتيا عف القياـ بػ‪:‬‬

‫‪ -‬التشخيص اإلستراتيجي الشامؿ‪ ،‬ووضع خطة التأىيؿ الخاصة بيا؛‬


‫‪ -‬االستثمارات المادية التي تدخؿ في إطار برنامج التأىيؿ؛‬
‫‪ -‬االستثمارات غير المادية لتأىيؿ المسيريف والعماؿ وتدريبيـ عمى استعماؿ التكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ -2‬مساعدات مالية مقدمة لييئات الدعم‪:‬‬

‫موجية لتغطية نفقات العمميات الموجية لتحسيف بيئة المؤسسات‪ ،‬جميع العمميات واإلجراءات التي‬
‫تتعمؽ بدراسات تحسيف وتطوير المناطؽ الصناعية ومناطؽ النشاط الكبرى‪.‬‬

‫‪010‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫جم – شروط االستفادة من البرنامج الوطني لمتأىيل‪:‬‬

‫ىناؾ جممة مف المعايير لقبوؿ المؤسسة في برنامج التأىيؿ نمخصيا في ما يمي‪:1‬‬

‫‪ -‬مؤسسة جزائرية؛‬
‫‪ -‬تنتمي إلى القطاع اإلنتاجي الصناعي أو قطاع الخدمات الصناعية؛‬
‫‪ -‬تكوف المؤسسة مسجمة في السجؿ التجاري ولدييا رقـ تعريؼ ضريبي؛‬
‫‪ -‬تنشط منذ حوالي ‪ 3‬سنوات عمى األقؿ؛‬
‫‪ -‬عدد العماؿ الدائميف ‪ 20‬عامال عمى األقؿ بالنسبة لممؤسسات اإلنتاجية و‪ 10‬عماؿ عمى األقؿ‬
‫بالنسبة لمؤسسات الخدمات الصناعية؛‬
‫‪ -‬أف يكوف صافي األصوؿ لمسنة الحالية أو السابقة موجبا؛‬
‫‪ -‬نتيجة االستغالؿ ( حساب ‪ ) 83‬موجبة لسنتيف عمى األقؿ مف ثالث سنوات األخيرة‪.‬‬
‫د – مراحل تنفيذ البرنامج‬

‫المرحمة األولى‪ :‬وتشمؿ جمع المعمومات األولية عف المؤسسة ( اسـ المؤسسة‪ ،‬اسـ ولقب صاحب‬
‫المؤسسة‪...‬الخ)‪.‬‬

‫يرفؽ ىذه المعمومات " رسالة النية التي تعبر عف رغبة المؤسسات ونيتيا في تبني برنامج التأىيؿ ‪ ،‬يوجو‬
‫الممؼ إلى األمانة التقنية مقابؿ الحصوؿ عمى وصؿ االستالـ "‬

‫إجراء الدراسة‪:‬‬

‫العامة‪ :‬مدتيا ‪ 8‬أسابيع ويقوـ بيا مكتب دراسات تختاره المؤسسة وتشمؿ ىذه الدراسة المساعدات المالية‬
‫المتعمقة باالستثمارات المادية وغير المادية‪.‬‬

‫المخففة‪ :‬مدتيا ‪ 4‬أسابيع وتقتصر عمى االستثمارات غير المادية ( تدريب ‪ ،‬دراسات ‪ ،‬مساعدات تقنية‬
‫برمجيات‪.)....‬‬

‫‪ 1‬حركات السعيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪012‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫وتدفع المؤسسة ‪ % 20‬مف تكمفة الدراسة ( عامة كانت أو مخففة )‪ ،‬أما ‪ % 80‬فيقوـ الصندوؽ‬
‫بدفعيا‪.‬‬

‫المرحمة الثانية‪ :‬تبيف ىذه المرحمة خطوات تنفيذ برنامج التأىيؿ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تقديم طمب المساعدة مف المؤسسة إلى مديرية تأىيؿ المؤسسات االقتصادية‪.‬‬
‫ب‪ -‬معالجة الممف‪ :‬تتـ معالجة الممؼ مف طرؼ مديرية تأىيؿ المؤسسات االقتصادية‪.‬‬

‫أما إذا كاف ناقصا‪ :‬فيطمب استكمالو‪.‬‬

‫أما في حاؿ الرفض فاألمانة التقنية تعمـ المؤسسة بعدـ مطابقة الممؼ لممعايير الضرورية‪.‬‬

‫جم‪ -‬تقييم الممف‪ :‬بعد قبوؿ ممؼ المؤسسة‪ ،‬تتـ عممية التقييـ المالي وفقا لمشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬التسيير المالي لممؤسسة يجب أف يحقؽ أصوال صافية تساوي عمى األقؿ ‪ % 50‬مف رأس الماؿ‬
‫االجتماعي باإلضافة أف يكوف رأس الماؿ العامؿ موجبا ؛‬
‫‪ -‬يجب أف تكوف نتيجة السنة المالية السابقة أو متوسط ثالث سنوات الماضية موجبا ؛‬
‫‪ -‬يجب أف تكوف المعطيات المالية والمحاسبية مصادؽ عمييا مف طرؼ خبير محاسبي ومحافظ‬
‫حسابات‪.‬‬
‫د‪ -‬تقديم الممف إلى المجنة الوطنية لمتنافسية الصناعية‪ :‬تقوـ المجنة الوطنية لمتنافسية الصناعية‬
‫بػ‪:‬‬
‫‪ ‬إما قبول الممف‪ :‬في ىذه الحالة تتحصؿ المؤسسة عمى المساعدات المالية المحددة‪ ،‬ويعقد إتفاؽ‬
‫بيف و ازرة الصناعة واعادة الييكمة والمؤسسة المعنية ويتحدد فيو مبمغ المساعدات الممنوحة طرؽ‬
‫المنح‪ ،‬حقوؽ والتزمات كؿ مف المؤسسة والو ازرة‪.‬‬
‫‪ ‬لم يقبل ولم يرفض‪ :‬ىنا تدرسو المجنة ويعاد لممؤسسة مف أجؿ توضيح بعض النقاط التي تنؿ‬
‫الرضا‪ ،‬ويعاد دراستو مف جديد واتخاذ القرار بشأنو‪.‬‬
‫‪ ‬رفض الممف‪ :‬في ىذه الحالة يتـ إبالغ المؤسسة بقرار الرفض‪.‬‬
‫ىػ‪ -‬تنفيذ البرنامج‪ :‬يتـ تنفيذ برنامج التأىيؿ وذلؾ بمنح المساعدات المالية ثـ متابعة استعماليا‪:‬‬

‫منح المساعدات المالية نمخصيا في ما يمي‪:‬‬

‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ /1‬مساعدات مالية خاصة بتكاليف الدراسة‪ :‬تمثؿ نسبة ‪ % 80‬مف تكمفة الدراسة العامة أو‬
‫المخففة شرط أال تفوؽ ‪ 1500000‬دج ( دراسة عامة )‪ 750000 ،‬دج ( دراسة مخففة )؛‬

‫‪ /2‬مساعدات مالية متعمقة باالستثمارات المادية وغير المادية‪ :‬يقوـ الصندوؽ بتقديـ ‪% 30‬‬
‫بشكؿ مسبؽ مف إجمالي مبمغ المساعدات المحددة في االتفاقية الموقعة بيف و ازرة الصناعة والمؤسسة‬
‫المعنية؛‬

‫‪ /3‬مساعدات مالية متعمقة بتنفيذ برنامج التأىيل‪ :‬يقدـ صندوؽ ترقية التنافسية الصناعية‬
‫مساعدات مالية بالنسبة لمدراسة المخففة ‪ % 80‬مف مبمغ االستثمارات غير المادية‪ ،‬وفي حالة‬
‫الدراسة العامة تضاؼ نسبة ‪ % 10‬مف مبمغ االستثمارات المادية‪ ،‬أي في حدود ‪ 20‬مميوف دج‪.‬‬

‫و‪ -‬متابعة برنامج التأىيل‪ :‬يمكف لألمانة التقنية أف تقوـ بالمراقبة الميدانية إلنجاز االستثمارات‬
‫ومراقبة الوثائؽ والمستندات وكذا الفواتير التي تثبت العمميات اإلستثمارية‪.1‬‬

‫‪ -2‬البرنامج الوطني لتأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬

‫ىو برنامج وطني مخصص لتأىيؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشغؿ أقؿ مف ‪ 20‬عامال‪،‬‬
‫قامت بتجسيده و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقميدية‪ ،‬وبتاريخ ‪ 23‬جويمية ‪ 2003‬وافؽ‬
‫عميو مجمس الحكومة‪ ،‬وكذلؾ مجمس الوزراء المنعقد بتاريخ ‪ 8‬مارس ‪ 2004‬مدتو عشر سنوات‪ ،‬حيث‬
‫تقدر الميزانية المخصصة لو بػ ‪ 10‬مميار دج‪ ،2‬ويندرج ىذا البرنامج في إطار تنفيذ القانوف التوجييي رقـ‬
‫‪ 01-18‬المؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪.2001‬‬

‫وفي شير فيفري ‪ 2007‬أعمنت الو ازرة اإلنطالؽ الرسمي لتنفيذ البرنامج‪.‬‬

‫أ – دوافع تطبيق البرنامج الوطني لتأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬

‫تعود األسباب الرئيسية لوضع برنامج خاص بتأىيؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى ما يمي‪:‬‬

‫‪ 0‬نفس المرجع السابق ‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ -‬إف برنامج تأىيؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالتعاوف مع اإلتحاد األوروبي ال تشمؿ قطاع‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشغؿ أقؿ مف ‪ 20‬عامؿ والتي تمثؿ ‪ % 97‬مف إجمالي‬
‫ىذه المؤسسات؛‬
‫‪ -‬الدور بالغ األىمية الذي تمعبو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في اإلقتصاد الوطني وتطورىا‬
‫السريع في اآلونة األخيرة؛‬
‫‪ -‬سياسة اإلنفتاح عمى األسواؽ الخارجية وتحرير التجارة التي تنتيجيا الجزائر يحتـ اإلرتقاء‬
‫بالمستوى التكنولوجي والتسيير التنظيمي لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫ب – األجيزة المساعدة لتنفيذ البرنامج الوطني لتأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬

‫نمخصيا في ما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬صندوق ضمان القروض‪ :‬عبارة عف مؤسسة عامة تنشط تحت وصاية و ازرة المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة والصناعة التقميدية‪ ،‬تـ إنشاؤه بموجب المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 373-02‬المؤرخ في ‪11‬‬
‫نوفمبر‪ ، 20021‬ويتولى ىذا الصندوؽ منح الضمانات لفائدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي يجب‬
‫عمييا أف تستوفي معايير األىمية لمقروض البنكية‪ ،‬ويحدد المستوى األدنى لمقروض القابمة لمضماف بػ ‪50‬‬
‫مميوف دج‪.‬‬
‫‪-2‬صندوق ضمان قروض استثمارات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬بموجب المرسوـ الرئاسي رقـ‬
‫‪ 134-04‬المؤرخ في ‪ 19‬أفريؿ ‪ ،2004‬تـ تأسيس صندوؽ ضماف قروض استثمارات المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،2‬وييدؼ إلى ضماف تسديد القروض البنكية التي تستفيد منيا المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة ويحدد المستوى األقصى لمقروض القابمة لمضماف بػ ‪ 50‬مميوف دج‪ ،‬وال تستفيد مف ضمانات‬
‫ىذا الصندوؽ‪ ،‬القروض المنجزة في قطاع الفالحة‪ ،‬النشاطات التجارية‪ ،‬وكذا القروض االستيالكية‪.‬‬
‫تـ إمضاء اتفاقيات تعاوف بيف صندوؽ ضماف قروض استثمارات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪،‬‬
‫و(‪ )06‬ستة بنوؾ عمومية ىي‪ :‬البنؾ الوطني الجزائري‪ ،‬البنؾ الخارجي الجزائري‪ ،‬بنؾ الفالحة والتنمية‬

‫‪1‬‬
‫المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ، 111-12‬المؤرخ في ‪ 00‬نوفمبر ‪ ، 2112‬المتضمف إنشاء صندوؽ ضماف القروض لممؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬بتاريخ ‪ 01‬نوفمبر ‪ ، 2112‬العدد ‪ ، 11‬ص ‪.01‬‬
‫‪2‬‬
‫المرسوـ الرئاسي رقم ‪ ،011-11‬المؤرخ في ‪ 01‬أفريل ‪ ، 2111‬المتضمف القانوف األساسي لصندوؽ ضماف قروض‬
‫إستثمارات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬بتاريخ ‪ 21‬أفريل ‪ ، 2111‬العدد ‪ ، 21‬ص ‪.11‬‬

‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫الريفية‪ ،‬القرض الشعبي الجزائري‪ ،‬البنؾ الوطني لمتوفير واالحتياط‪ ،‬بنؾ التنمية المحمية وكذا مؤسستاف‬
‫ماليتاف ىما‪ ALC: Arabe Leasing Corporation :‬و ‪Sofinance‬‬

‫وتوزع الضمانات المقدمة مف قبؿ صندوؽ ضماف قروض االستثمار‪ ،‬بحسب القطاعات كالتالي‪:1‬‬

‫‪ -‬البناء واألشغاؿ العمومية ‪% 34‬؛‬


‫‪ -‬قطاع النقؿ ‪% 26‬؛‬
‫‪ -‬الصناعة ‪% 24‬؛‬
‫‪ -‬الصناعة الغذائية والصحة ‪% 5‬؛‬
‫‪ -‬الخدمات ‪% 4‬؛‬
‫‪-3‬الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬بموجب المرسوـ التنفيذي رقـ ‪165-05‬‬
‫المؤرخ في ‪ 3‬ماي ‪ ،2005‬أنشئت الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وىي مؤسسة‬
‫عامة ذات طابع إداري‪ ،‬تتمتع باالستقالؿ المالي والشخصية المعنوية وتعمؿ تحت وصاية وزير‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقميدية‪ ،‬ومف مياميا‪:‬‬
‫‪ -‬تنفيذ البرنامج الوطني لتأىيؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومتابعتو؛‬
‫‪ -‬ترقية االبتكار التكنولوجي‪ ،‬واستعماؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتكنولوجيا المعمومات‬
‫واالتصاالت الحديثة؛‬
‫‪ -‬جمع وتحميؿ وتوزيع المعمومات الخاصة بمجاؿ نشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛‬
‫‪ -‬التنسيؽ بيف مختمؼ اليياكؿ المعنية ببرامج التأىيؿ الموجية لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪.‬‬
‫‪-4‬الصندوق الوطني لتأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬بموجب قانوف المالية لسنة ‪2006‬‬
‫رقـ ‪ 16-05‬المؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪ 2005‬وحسب المادة ‪ 71‬مف ىذا القانوف تـ فتح حساب خاص‬
‫برقـ ‪ ،3021-124‬وحسب المادة ‪ 4‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 240-06‬المؤرخ في ‪ 4‬جويمية‬
‫‪ ،2006‬فإف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المؤىمة التي تستفيد مف ىذا الصندوؽ ىي المؤسسات‬

‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقميدية ‪ ،‬تقرير حول وضعية تنفيذ مشاريع ونشاطات القطاع‪ ،‬سبتمبر‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ، 2111‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 1‬عبد الكريـ بوغدو ‪ ( ،‬بطاقة فنية حول تطور ممف البرنامج الوطني لتأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ) ‪ ،‬و ازرة‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقميدية ‪ ، 2111 ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫الخاضعة لمقانوف الجزائري والتي تنشط في ىذا القطاع منذ سنتيف‪ ،‬والتي ال تعترضيا صعوبات‬
‫مالية‪.2‬‬
‫ويقوـ ىذا الصندوؽ بتمويؿ نشاطات تأىيؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إضافة إلى المحيط‬
‫الذي تنشط فيو كما يمي‪:3‬‬

‫ج‪ -‬النشاطات المتعمقة بتأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬

‫وتشمؿ ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬الدراسات المتعمقة بالتشخيص اإلستراتيجي ؛‬


‫‪ -‬القياـ بإعداد مخططات تأىيؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المقبولة؛‬
‫‪ -‬تنفيذ مخططات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المقبولة ؛‬
‫‪ -‬إعداد دراسات السوؽ ؛‬
‫‪ -‬مساعدة ىذه المؤسسات بالحصوؿ عمى شيادة مطابقة الجودة‪.‬‬
‫تتمثؿ المساعدات المالية المقدمة في إطار البرنامج الوطني لتأىيؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪4‬‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫‪ % 100 -‬مف تكمفة التشخيص اإلستراتيجي في حدود ‪ 600.000‬دج ؛‬

‫‪ % 100 -‬مف تكمفة اإلستثمارات غير المادية ؛‬

‫‪ % 20 -‬مف تكمفة اإلستثمارات المادية‪.‬‬

‫والمبمغ األقصى المخصص لتمويؿ خطة التأىيؿ بػ ‪ 5‬مميوف دج ( استثمارات مادية وغير مادية )‪،‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أف و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تتحمؿ تكمفة أجر عامؿ متخصص لمدة‬
‫سنتيف‪ ،‬مف أجؿ تحسيف تنافسية المؤسسة‪ ،‬وىذا اإلجراء يشمؿ بعض المؤسسات التي تحددىا الو ازرة‪.‬‬

‫‪ 2‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ، 211-11‬المؤرخ في ‪ 1‬جويمية ‪ ، 2111‬المتضمن تحديد كيفية سير حساب الصندوق‬
‫الوطني لتأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬بتاريخ ‪ 1‬جويمية ‪ ، 2111‬العدد ‪ ، 11‬ص ‪.01‬‬
‫قرار وزاري مشترؾ‪ ،‬مؤرخ في ‪ 1‬فيفري ‪ ، 2111‬المتضمف تحديد إيرادات ونفقات الصندوق الوطني لتأىيل‬ ‫‪3‬‬

‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬بتاريخ ‪ 01‬مارس ‪ ، 2111‬العدد ‪ ،01‬ص ‪.01-01‬‬
‫‪ 4‬حركات السعيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ -3‬البرنامج الوطني الجديد لتأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (‪:)2014-2010‬‬

‫يعتبر أىـ البرامج الموجية لتنمية وتطوير قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث خصصت لو‬
‫الدولة ميزانية تقدر بأكثر مف ‪ 386‬مميار دج والذي يعد أكبر مبمغ في عيد المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة وىذا لتأىيؿ ‪ 20000‬مؤسسة‪ ،‬عمى مدى خمسة سنوات بدءا مف تاريخ المصادقة عميو مف‬
‫طرؼ مجمس الو ازرة المنعقد في ‪ 11‬جويمية ‪ ،2010‬حيث تبمغ التكمفة المتوسطة لكؿ مؤسسة‬
‫‪ 19287000‬دج ممولة مف طرؼ الصندوؽ الوطني لتأىيؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وتشرؼ‬
‫عمى تنفيذه الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪.AND-PME‬‬

‫أ‪ -‬أىداف البرنامج‬

‫يمكف أف نوجزىا كما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬تأىيؿ قد ارت التسيير والتنظيـ مف خالؿ التكويف والتدريب في التسيير لمتعرؼ عمى ثقافة المؤسسة‬
‫والتخاذ الق اررات المناسبة؛‬
‫‪ ‬إنشاء مخبر البحث بيدؼ استقطاب التكنولوجيا وانشاء بنوؾ المعمومات؛‬
‫‪ ‬تأىيؿ نوعية المؤسسة عف طريؽ دعـ نوعية نظاـ تسيير اإلنتاج والمساعدة عمى الحصوؿ عمى‬
‫شيادات المطابقة والحث عمى وضع مخابر التحاليؿ والتجارب؛‬
‫‪ ‬تأىيؿ الموارد البشرية مف خالؿ تكويف وتدريب واعادة رسكمة سواء في مجاؿ التسيير تقنيات‬
‫التصدير واستعماؿ تكنولوجيا المعمومات واالتصاؿ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬سير عممية التأىيل‬

‫‪1‬‬
‫تتـ عممية التأىيؿ ضمف البرنامج الجديد عمى مرحمتيف ىما ‪:‬‬

‫المرحمة األولى‪ :‬التشخيص القبمي والتشخيص الكامل‪:‬‬

‫رشيد موساوي‪ ( ،‬البرنامج الوطني لتأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ ،‬ص ‪.11،10‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫ىي جرد وتحميؿ لكؿ البيانات والمعطيات عف خصائص وأداء المؤسسة‪ ،‬كما تعتبر ىذه المرحمة‬
‫تحقيؽ وبحث لتحديد مواطف قوة وضعؼ المؤسسة ‪ ،‬مع اقتراح أساليب جديدة لمتسيير واإلنتاجية تكوف‬
‫ذات مواصفات عالمية تتماشى والتطور العممي والتكنولوجي في ىذا المجاؿ‪.‬‬

‫المرحمة الثانية‪ :‬وضع مخطط لمتأىيل وخطة لتنفيذه‪:‬‬

‫بعد انتياء مرحمة التشخيص ووضع الحموؿ‪ ،‬تشرع المؤسسة في تحديد عمميات التحسيف ووضع‬
‫مخطط التأىيؿ ووسائؿ تنفيذه وفقا لرزنامة‪ ،‬يمي ذلؾ البدء في التنفيذ بمساعدة الصندوؽ الوطني لمتأىيؿ‬
‫أو غيره مف مصادر التمويؿ حسب المبمغ المرصد لمعممية‪.‬‬

‫كؿ مؤسسة ترغب في االستفادة مف مساعدة ىذا الصندوؽ لتمويؿ عممية تأىيميا بعد عممية‬
‫التشخيص‪ ،‬أنة تودع ممفا عمى مستوى الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أو عمى‬
‫مستوى فروعيا الجيوية عمى أف يحتوي الممؼ عمى الوثائؽ التالية‪:‬‬

‫‪ -‬طمب موجو إلى معالي‪ /‬وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية االستثمار؛‬
‫‪ -‬تصريح تشخيصي لممؤسسة؛‬
‫‪ -‬نسخة مف الحصيمة الجبائية ( األصوؿ والخصوـ وجدوؿ حسابات النتائج ) لمسنتيف األخيرتيف‬
‫مصادؽ عميو مف طرؼ إدارة الضرائب؛‬
‫‪ -‬نسخة مصادؽ عمييا مف طرؼ السجؿ التجاري في إطار الصالحية؛‬
‫‪ -‬الوضعية اتجاه الضماف االجتماعي ‪ cnas‬و ‪.casnos‬‬
‫وتستفيد مف ىذا البرنامج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التابعة لمقطاعات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الصناعة والصناعة الغذائية؛‬


‫‪ -‬البناء واألشغاؿ العمومية والري؛‬
‫‪ -‬الصيد البحري؛‬
‫‪ -‬السياحة والفندقة؛‬
‫‪ -‬الخدمات؛‬
‫‪ -‬النقؿ؛‬
‫‪ -‬خدمات تكنولوجيات المعمومات واالتصاؿ‪.‬‬
‫والتي تتوفر فييا الشروط والمعايير التالية‪:‬‬
‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ -‬مؤسسة جزائرية؛‬
‫‪ -‬تمارس النشاط منذ عاميف؛‬
‫‪ -‬تشغؿ عمى األقؿ عامؿ واحد (‪ )01‬دائـ؛‬
‫‪ -‬لدييا ىيئة مالية متوازنة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬برامج تأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالشراكة مع امتحاد األوروبي‪:‬‬
‫في إطار الشراكة األورو جزائرية وقعت الجزائر عدة اتفاقات مع اإلتحاد األوروبي بخصوص تأىيؿ‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نذكر منيا‪:‬‬
‫‪ -1‬برنامج التعاون الجزائري األلماني ( برنامج التكوين واالستشارة)‬

‫في إطار سعي الجزائر لدعـ قطاع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة تـ االتفاؽ عمى تعاوف جزائري‬
‫ألماني في نطاؽ الشراكة التقنية الجزائرية األلمانية‪ ،‬خاصة وأف ألمانيا تعتبر مف الدوؿ التي تكتسب خبرة‬
‫واسعة في ميداف تنمية وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وقد تـ تسخير غالؼ مالي قدره ‪ 3‬مالييف‬
‫مارؾ ألماني ‪،‬قصد تحسيف مستوى األعواف المستشاريف لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫وييتـ ىذا البرنامج الذي شرع في تنفيذه منذ شير أفريؿ ‪ 1988‬بتكويف ‪ 50‬مكونا جزائريا بألمانيا‬
‫الذيف بدورىـ سيتولوف تكويف وتحسيف مستوى ما يقارب ‪ 250‬عوف استشاري في الجزائر‪.1‬‬

‫‪ - 2‬برنامج ميدا لدعم وتأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫ىو عبارة عف برنامج تعاوف ثنائي بيف الجزائر واالتحاد األوروبي تـ اعتماده سنة ‪ 2000‬قصد‬
‫إنجاح الشراكة األورو جزائرية بأبعادىا الثالثة السياسية‪ ،‬االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬ييدؼ إلى تأىيؿ‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشغؿ أكثر مف ‪ 20‬عامؿ والتي تنشط في القطاع الصناعي أو‬
‫قطاع الخدمات الصناعية لتتمكف مف الصمود أماـ المؤسسات األوروبية‪ ،‬وقد أخذ ىذا البرنامج إسـ‬
‫‪.Euro-Développement PME‬‬

‫بدأ البرنامج نشاطو في سبتمبر ‪ 2002‬واستمر حتى ديسمبر ‪ ،2007‬و قد تـ تسييره مف طرؼ‬
‫فريؽ مف الخبراء األوروبييف والجزائرييف متكوف مف ‪ 25‬خبير (‪ 21‬جزائري و‪ 4‬أوروبييف) بغالؼ مالي‬
‫بمغ ‪ 62.9‬مميوف أورو‪.1‬‬

‫‪ 1‬حركات السعيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫نفس المرجع‬ ‫‪0‬‬

‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬التمويل ألتأجيري في الجزائر‬

‫تعتبر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة مف أىـ مكونات النسيج االقتصادي في الجزائر‪ ،‬لذا عممت‬
‫ىذه األخيرة عمى النيوض بيذا القطاع مف خالؿ محاولة إيجاد حؿ لمجمؿ اإلشكاليات التي طرحت في‬
‫مجاؿ التمويؿ‪ ،‬ومف بيف ىذه الحموؿ نجد القرض أإليجاري كبديؿ لسد الحاجيات التمويمية ليذه‬
‫المؤسسات‬

‫المطمب األول ‪ :‬تجارب بعض الدول في اعتمادىا عمى التمويل ألتأجيري‬

‫إف القرض أإليجاري بقبولو الواسع أصبح تقنية ميمة لتمويؿ التجييزات عمى المستوى العالمي و‬
‫حتى العقارات‪ ،‬حيث تبمغ نسبة ىذا األخير ‪ % 15‬مف مجمؿ نشاط التمويؿ أما الباقي أي ‪ % 85‬فيو‬
‫مخصص لتمويؿ اقتناء اآلالت والمعدات‪.‬‬

‫الشكل‪ :‬رقم (‪ )11‬يبين التعامالت عن طريق القرض اميجاري في ‪ 1992‬عمى المستوى العالمي‪.‬‬

‫فرنسا‬
‫‪1,1‬‬
‫‪37,2‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪19,4‬‬
‫إيطاليا‬
‫السويد‬
‫بريطنيا‬
‫‪1,2‬‬ ‫الدانمارك‬
‫أمريكا‬
‫‪3,8‬‬
‫هونكونغ ‪ +‬شغفورة‬
‫‪1,3‬‬
‫‪3,9‬‬ ‫‪17,5‬‬ ‫الياب ان‬
‫‪9,8‬‬ ‫‪4,4‬‬ ‫استراليا‬
‫دول أخرى‬
‫المصدر‪ :‬د‪ .‬بممقدـ مصطفى وآخروف‪ ،‬التمويل عن طريق اميجار كإستراتيجية لتغيير العمل‬
‫المصرفي‪،‬المؤتمر العممي الرابع إستراتيجيات األعماؿ في مواجية تحديات العولمة ‪،2005/3/15‬جامعة‬
‫العموـ اإلدارية والعموـ المالية‪،‬األردف‪،‬ص‪.19‬‬
‫مف المالحظ أف السوؽ األمريكية ىي التي أخذت حصة األسد في التعامؿ بيذا النوع مف التمويؿ‬
‫بجميع أنواعو مقارنة بالدوؿ األخرى‪ ،‬حيث أف الواليات المتحدة األمريكية تحتؿ المركز األوؿ في العالـ‬
‫ب قيمة ‪ 320‬مميار دوالر المستثمرة في العالـ ‪،‬فقد عرفت الشركات المتخصصة في القرض االيجاري‬
‫تطو ار ىاما في بيع الطائرات خاصة'‪ 'boeing‬حيث و صمت إلى ‪ 2‬مميار دوالر ‪ ، 1991‬باإلضافة إلى‬
‫توطيف مصانع يابانية في الواليات المتحدة األمريكية الخاصة بتركيب السيارات مف نوع'‪ ' Mazda‬وفي‬

‫‪010‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫بريطانيا مف نوع '‪ 'Toyota‬مستعمميف طريقة القرض االيجاري ‪،‬فعمى المستوى األوربي تظير فروؽ‬
‫شاسعة حسب الشكؿ أعاله‪ ،‬حيث نجد ألمانيا و بريطانيا و فرنسا تستخدـ القرض اإليجاري بكثرة بينما‬
‫إيطاليا و السويد أيف يستخدـ بصفة معتدلة والدانيمارؾ و النرويج التي تستخدمو بشكؿ أقؿ‬

‫حسب إحصائيات ‪ 'Leaseurope‬بمغ إنتاج مؤسسات القرض أإليجاري في أوروبا بمغ قرابة ‪157‬‬
‫مميار أورو سنة ‪ 1999‬بارتفاع ‪ 14.1‬مقارنة بسنة‪، 1998‬وتجدر اإلشارة إلى أف صناعة السوؽ األوربية‬
‫فيما يخص القرض أإليجاري قد حققت نموا ىائال مف خالؿ سوؽ ألمانيا ب ‪ 31‬مميار أورو في‪1999 ،‬‬
‫وبريطانيا العظمى ب ‪ 30‬مميار أورو و فرنسا ب ‪ 18‬مميار أورو و ايطاليا ب ‪ 14.1‬مميار أور‪.،‬إضافة‬
‫إلى دوؿ أوربا الوسطى و الشرقية التي تعرؼ نموا عاليا بسبب انخراطيا في االتحاد األوربي ‪،‬حيث بمغ‬
‫استخداـ ىذا النوع مف التمويؿ أكثر مف ‪ 2‬مميار أورو في ‪ 1999‬بنمو ‪% 6.4‬مقارنة بسنة‪ ،1998‬أما‬
‫بولونيا فيقدر نمو نشاطيا فيما يخص القرض االيجاري ب ‪%25.5‬المجر ب ‪، %36.6‬رغـ ما شيدنو‬
‫مؤسسات القرض االيجاري األوربية مف ازدىار في ىذا النوع مف التمويؿ إال أنيا تبقى متأخرة مقارنة مع‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬التي وصؿ إنتاجيا إلى ‪ 138‬مميار دوالر في ‪ 1998‬و الياباف إلى ‪ 63‬مميار‬
‫دوالر وىذا حسب إحصائيات ‪. L.F.A‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬دور التمويل ألتأجيري في الجزائر‬

‫‪ -1‬امطار العام لمقرض أميجاري في الجزائر ‪:‬‬

‫لقد تـ إدخاؿ القرض اإليجاري كعممية بنكية ‪ opération de banque‬عبر القانوف ‪90/10‬‬
‫الصادر في ‪ 11‬افريؿ ‪ ، 1990‬المتعمؽ بالنقد و القرض في المادة رقـ ‪ ، 112‬الفقرة الثانية كما نصت‬
‫المادة رقـ ‪ 116‬عمى منح ممارسة تمؾ العمميات لمبنوؾ و المؤسسات المالية حصريا ‪ ،‬و بعدىا توالت‬
‫النصوص و القوانيف المنظمة و المؤطرة لعمميات القرض اإليجاري بأنواعو ‪.‬‬
‫‪012‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫أما النص التشريعي األساسي لمقرض االيجاري ‪ :‬و ىو األمر رقـ ‪ 96/09‬الصادر في ‪ 10‬جانفي‬
‫‪ 1996‬الذي ييدؼ إلى إعطاء القرض اإليجاري صفة عقد ذو طبيعة قانونية خاصة كاتفاؽ تجاري و‬
‫كوسيمة تمويمية في آف واحد‪.‬‬

‫وفيما يخص الترتيبات التنظيمية المتعمقة بالقرض اإليجاري‪ :‬بعد األمر رقـ ‪ 96/09‬فانو توالى‬
‫صدور التنظيمات و النصوص المنظمة و المؤطرة لمختمؼ الجوانب القانونية و المالية و التقنية لمقرض‬
‫اإليجاري‪ ،‬و عمى سبيؿ المثاؿ التنظيـ رقـ ‪ 96/06‬الصادر في ‪ 1996/07/03‬و التعميمة رقـ ‪96/07‬‬
‫لػ ‪ 22‬أكتوبر ‪... 1996‬الخ‪.‬‬

‫وفي ظؿ ىذا اإلطار القانوني و التنظيمي بدأت تظير مالمح لسوؽ قرض إيجاري قد يكوف‬
‫عنص ار مساىما في ترقية و تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫‪ - 2‬سوق القرض اميجاري في الجزائر‪ :‬و يتكوف ىذا السوؽ مف جانب عرض وجانب طمب عمى‬
‫القرض أإليجاري‪ ،‬يمكف أف نوضح أىـ مكوناتو كما يمي‪:‬‬

‫‪ 1-2‬عرض القرض اميجاري في الجزائر‪ :‬و يتكوف مف مجموعة المؤسسات المالية و البنوؾ‬
‫التي تقدـ خدمة التمويؿ بالقرض اإليجاري‪ ،‬و ىي كالتالي‪:‬‬

‫أ‪-‬الجزائرية السعودية لإليجار المالي‪ :‬قاـ البنؾ الخارجي الجزائري ‪ BEA‬بإنشاء فرع متخصص في‬
‫القرض اإليجاري الدولي مناصفة مع المجتمع الصناعي و المالي السعودي دالح البركة ‪ ،‬و ذلؾ‬
‫في ‪ ،1990/11/21‬و يقع مقرىا في لوكسمبورغ حيث بمغ رأس ماؿ ىذه الشركة المعروفة‬
‫اختصا ار ب "‪ 20 "ASL‬مميوف دوالر ‪ ،‬وتيدؼ إلى تمويؿ واردات العتاد و األصوؿ الموجية‬
‫لالستخدامات المينية و خاصة عتاد النقؿ الثقيؿ كالسفف و الطائرات‪ ،‬و عتاد الحفر و التنقيب‬
‫‪1‬‬
‫عف المحروقات‪ ،‬إضافة إلى بعض أنواع العتاد الطبي و عتاد اإلعالـ اآللي‪.‬‬
‫ب‪-‬بنك البركة الجزائري‪ :‬يعتبر بنؾ البركة الجزائري أقؿ مؤسسة مصرفية برؤوس أمواؿ مختمطة ‪ ،‬تـ‬
‫إنشاؤىا في ‪ 20‬ماي ‪ ، 1991‬ويعود ‪ %50‬مف رأس ماؿ البنؾ إلى بنؾ الفالحة والتنمية الريفية‬
‫(‪ ،)BADR‬بينما تعود ‪ %50‬األخرى لمجمع "فالّح البركة" السعودي‪ ،‬ويقوـ بنؾ البركة بكؿ‬
‫العمميات المصرفية لمتمويؿ واالستثمار بالتوافؽ مع أحكاـ الشريعة اإلسالمية بما في ذلؾ تقديـ‬

‫‪www.bea.dz1‬‬
‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫خدمات القرض اإليجاري الذي يتطابؽ مع أحكاـ الديف اإلسالمي‪ ،‬و ذلؾ عبر شبكة االستغالؿ‬
‫‪2‬‬
‫التابعة لمبنؾ و المنتشرة في أىـ األقطاب االقتصادية عبر الوطف‪.‬‬
‫ج‪ -‬الشركة العمومية لإليجار المالي "‪ :"ALL‬و تعتبر أوؿ شركة خاصة متخصصة في القرض‬
‫اإليجاري في الجزائر‪ ،‬تـ تأسيسيا قانونيا في ‪ 2001/04/04‬وتحصمت عمى اعتماد بنؾ الجزائر‬
‫في ‪ 2002/02/20‬ويتوزع رأس ماؿ الشركة بيف عدة مساىميف ‪ ،‬إال أف بنؾ ‪ ABC‬الجزائر‬
‫‪3‬‬
‫يعتبر المساىـ األوؿ بػ ‪ %34‬ثـ تميو الشركة العربية لالستثمار ‪ SAI‬بػ ‪%25‬‬
‫د‪ -‬المغاربية لإليجار المالي‪ -‬الجزائر "‪ :"MLA‬و ىي مؤسسة مالية متخصصة في اإليجار المالي‬
‫و القرض اإليجاري بأمواؿ تونسية و أوروبية ‪ ،‬تـ اعتمادىا مف طرؼ بنؾ الجزائر في أكتوبر‬
‫‪ 2005‬ودخمت النشاط الفعمي في شير ماي ‪2006.4‬‬

‫و ال يزاؿ جانب العرض في سوؽ القرض اإليجاري يتوسع و تزداد عدد المؤسسات المالية الممارسة‬
‫فيو‪ ،‬ونذكر في ىذا الصدد تأسيس شركتيف جديدتيف متخصصتيف في القرض اإليجاري و ىما‪:‬‬
‫الشركة الوطنية لإليجار المالي "‪ "SNL‬ما بيف بنؾ ‪ BNA‬و بنؾ ‪ BDL‬الوطنييف‪.‬‬

‫‪ 2-2‬الطمب عمى القرض أميجاري في الجزائر‪ :‬ويتمثؿ في قطاع األعماؿ الذي يتكوف مف‪:‬‬

‫أ‪ -‬المؤسسات و الصناعات الصغيرة و المتوسطة‪ :‬و تعتبر مف أىـ مكونات جانب الطمب في سوؽ‬
‫القرض اإليجاري ‪ ،‬فعمى اعتبار أف معظـ المؤسسات المالية التي تقدـ خدمات القرض اإليجاري‬
‫ىي مؤسسات خاصة ‪ ،‬فإف ذلؾ يجعميا تستيدؼ بالدرجة األولى القطاع االقتصادي الخاص و‬
‫الذي يتشكؿ في معظمو مف مؤسسات ص و ـ‪ ،‬بؿ إف المؤسسات المالية المتخصصة تماما في‬
‫‪1‬‬
‫القرض اإليجاري تقدـ تمويالتيا حصريا لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة كشركة ‪ ALC‬و ‪.MLA‬‬
‫الحرة‪ :‬لقد دفعت اإلصالحات االقتصادية المتعددة في الجزائر إلى تزايد وتوسع الميف‬
‫ب‪ -‬المين ّ‬
‫الحرة‪ ،‬ويمثؿ القرض أإليجاري وسيمة مناسبة ليـ لتجديد و تطوير عتادىـ والتحسيف مف سمعتيـ‪،‬‬

‫‪- www.albaraka-bank.com2‬‬
‫‪- www.arableaging-dz.com 3‬‬
‫‪-www.MLAleasing.com 4‬‬

‫عبد الباقي روايج ‪ ،‬طالبي خالد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪01‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫وليذا نجد أف معظـ بؿ كؿ المؤسسات التي تقدـ خدمات القرض اإليجاري في الجزائر تولي‬
‫‪2‬‬
‫اىتماما بيذه الفئة وتخصص ليا تشكيمة خدمات خاصة بيا‪.‬‬
‫ج‪ -‬المؤسسات الكبرى‪ :‬يعتبر القرض اإليجاري وسيمة جذابة بالنسبة لممؤسسات الكبرى كذلؾ حيث‬
‫تمكف ىذه الوسيمة التمويمية الشركات الكبيرة مف تمويؿ استثماراتيا بدوف التأثير عمى استقالليتيا‬
‫‪3‬‬
‫وعمى قدرتيا عمى االستدانة ‪ ،‬كما تسمح ليا بزيادة وتجديد قدراتيا اإلنتاجية‪.‬‬

‫يمكف مالحظة مف خالؿ أنماط التمويؿ لدى شركات‬ ‫المطبق‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪-3‬أشكال القرض أميجاري‬
‫القرض اإليجاري أف تمؾ الشركات تمارس القرض اإليجاري التمويمي‪ ،‬أي أنيا تقوـ بنقؿ كؿ المزايا و‬
‫األخطار المتعمقة بممكية األصؿ مع حتمية تنفيذ خيار الشراء في نياية مدة العقد ‪ ،‬وىذا ما يجعؿ ىذا‬
‫اإليجار أقرب إلى أف يكوف إيجار بيعي ‪ Location vente‬منو إلى قرض إيجاري ‪ crédit-bail‬ويرجع‬
‫ىذا إلى عدـ رغبة المؤسسات المالية في تحمؿ المخاطر في ظؿ عدـ ثبات ظروؼ االستثمار واألعماؿ‬
‫عموما في الجزائر‪ ،‬باإلضافة إلى توفرىا عمى أماكف و مخازف لالحتفاظ باألصوؿ التي ال يتـ شراؤىا في‬
‫نياية مدة العقد‪ ،‬إضافة إلى ذلؾ فإف كؿ المؤسسات المالية تمارس قرض إيجاري المنقوالت‪ ،‬وبنؾ البركة‬
‫و شركة ‪ MLA‬فقط تمارس قرض إيجار العقارات و بالنسبة لقرض اإليجار الدولي فإف شركة ‪ASL‬‬
‫وحدىا تمارس ىذا النوع عمى اعتبار أف مقرىا الرئيسي يوجد في لوكسمبورغ‪.‬‬

‫‪-4‬التمركز الجغرافي لمؤسسات القرض اميجاري‪ :‬ال يزاؿ االنتشار الجغرافي لمختمؼ شركات‬
‫القرض اإليجاري ضعيؼ مقارنة مع البنوؾ التقميدية‪ ،‬فشركة ‪( ALL‬األولى في السوؽ) كانت تضـ إلى‬
‫‪1‬‬
‫وكالتيف في الجزائر و وكالة واحدة‬ ‫غاية سنة ‪ 2010‬ثالثة وكاالت فقط عمى المستوى الوطني و ىي‪:‬‬
‫في سطيؼ‪ ،‬أما رقـ ‪ 02‬في السوؽ‪ ،‬وىو شركة ‪ MLA‬فميا خمسة وكاالت‪ 2:‬الجزائر العاصمة‪ ،‬سطيؼ‪،‬‬
‫وىراف‪ ،‬عنابو‪ ،‬حاسي مسعود‪ .‬و تدلنا ىذه األرقاـ عمى ضعؼ االنتشار الجغرافي لمؤسسات القرض‬
‫اإليجاري التي تفضؿ التموقع في المدف الكبرى و األقطاب االقتصادية الميمة بحثا عف األرباح‬
‫المضمونة ‪ ،‬و بالتالي يؤدي ذلؾ إلى ضعؼ نصيب المؤسسات التي تتواجد في األماكف األقؿ تطو ار‬
‫ونموا مف التمويؿ الالزـ ليا‪.‬‬

‫طالبي خالد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬ ‫‪2‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.201‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪www.arableasing-dz.com1‬‬
‫‪www.mlaleasing.com 2‬‬
‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ -5‬شروط التمويل ‪ :3‬إف مجمؿ المتدخميف في سوؽ القرض اإليجاري يمنحوف تمويال متوسط‬
‫األجؿ بأسعار فائدة مرتفعة نسبيا مقارنة بالقروض التقميدية‪ ،‬و ىذا يعتبر أمر سمبي بالنسبة لممؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة لكف مع إمكانية منح فترات سماح ليا في بداية التمويؿ‪ ،‬ويظير الواقع العممي كذلؾ‬
‫أف كؿ المؤسسات التي تقدـ خدمات القرض اإليجاري تطمب مساىمة شخصية مف طرؼ الزبوف عمى‬
‫شكؿ قسط أولي مدفوع القيمة ‪ ، 1er loyer majore‬و ال شؾ أف ذلؾ ُيفقد العممية واحدة مف أىـ‬
‫ميزاتيا‪ ،‬و ىي كونيا تمويال كامال‪ ،‬و يجدر اإلشارة إلى أف كؿ شركات القرض اإليجاري تقترح آجاال‬
‫قياسية لمرد عمى طمبات التمويؿ كس القروض التقميدية التي تستغرؽ مدة أطوؿ نسبيا ‪ ،‬كما يجب اإلشارة‬
‫إلى أف معظـ المؤسسات المالية تضع أسقفا لحجـ التمويؿ الممنوح‪ ،‬كما تفرض مددا تمويمية نمطية‬
‫تختمؼ باختالؼ األصوؿ موضوع العقد‪ .‬و ال شؾ أف كؿ ذلؾ يحد مف اإلتاحة التمويمية لممؤسسات ص‬
‫و ـ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة عن طريق رأس المال‬


‫المخاطر في الجزائر‬
‫بالرغـ مف تعدد مصادر التمويؿ المتاحة أماـ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إال أنيا تبقى تعاني‬
‫مف مشاكؿ أىميا مشكمة التمويؿ ‪،‬وىذا ما يستدعى ضرورة االىتماـ بالتقنيات التمويمية الحديثة والتي مف‬
‫بينيا رأس الماؿ المخاطر ‪،‬التي أثبتت نجاعتيا كبديؿ تمويمي فعاؿ في دعـ و تمويؿ المؤسسات الصغيرة‬
‫و المتوسطة في البمداف المتقدمة ‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬تجارب بعض البمدان الرائدة في مجال تمويل المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة عن طريق رأس المال المخاطر‪.‬‬

‫‪ 3‬عبد البافي روايج ‪ ،‬طالبي خالد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.01‬‬


‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪1‬‬
‫‪ .1‬التجربة األمريكية‪:‬‬

‫نشأت ىذه الصيغة بصورة مؤسسية في الواليات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وتطورت‬
‫تدريجيا حتى اعترؼ بيا القانوف التجاري األمريكي في أواخر السبعينات‪ ،‬خالؿ الفترة ‪1985 - 1976‬‬
‫ساىمت ىذه المؤسسات في دعـ وتمويؿ العديد مف الشركات والصناعات التي كاف ليا أبرز األثر عمى‬
‫مسار المدينة األمريكية ‪ ،‬خاصة في مجاؿ الحاسب اآللي والتقنية الحيوية واالتصاالت ‪ .‬وكاف لمشركات‬
‫‪Sun,apple Equipment, Digital, Intel, Compaq, Oracle, Microsoft,‬‬ ‫أمثاؿ‬
‫‪ ،Microsystems‬وغيرىا أثر في شيرة ىذا النمط مف التمويؿ عمى أنو خيار أساسي لتمويؿ المشاريع‬
‫التقنية واإلبداعية في سوؽ سريع التطور‪ ،‬وتمقى مؤسسات رأس الماؿ المخاطر اىتماما متزايدا عمى‬
‫جميع المستويات‪ ،‬حيث يبمغ حجـ صناديؽ المشاركة الفاعمة في الواليات المتحدة نحو ‪ 35‬مميار دوالر‪،‬‬
‫لممقارنة فإف حجـ التمويؿ الذي تقدمو جميع المصارؼ األمريكية مف خالؿ القروض التجارية طويمة‬
‫األجؿ يبمغ ‪ 51‬مميار دوالر‪ ،‬باإلضافة إلى ذلؾ فإف ‪ %30‬مف الشركات األمريكية التي تطرح أسيميا‬
‫لالكتتاب العاـ ألوؿ مػرة ىي شركات حصمت عمى دعـ مف صناديػؽ المشاركة الفاعمة‪ ،‬وترتفع ىذه‬
‫النسبة إلى ‪ %60‬بالنسبة لمشركات عالية التقنية‪.‬‬

‫ويشير التقرير السنوي لسنة ‪ 1997‬والذي يصدر عف المؤسسة الوطنية لرأس الماؿ المخاطر‬
‫‪ National Venture Capital Association‬في أمريكا تحدث عف تأثير رأس الماؿ المخاطر مف‬
‫خالؿ تسميط الضوء عمى قدرات قطاع التكنولوجيا عمى خمؽ الوظائؼ حيث أوضح أنو ما بيف ‪-1991‬‬
‫‪ 1995‬الشركات التي تـ تمويميا برأس الماؿ المخاطر زادت مف عدد عاممييا بنسبة ‪ % 34‬في المتوسط‬
‫سنويا بالمقارنة مع ‪% 5‬فقط في سائر القطاعات األخرى ككؿ‪ ،‬كما زاد معدؿ ننمو ىذه الشركات‬
‫بمتوسط ‪ % 36,8‬بالمقارنة مع ‪ %23,8‬متوسط نمو الشركات التي لـ تموؿ برأس الماؿ المخاطر ‪.‬‬

‫تتميز شركات رأسماؿ المخاطر بالتخصص في مجاؿ الشركات الناشئة‪ ،‬وتختار القطاعات التي‬
‫تمتاز بفرص نمو مرتفعة كقطاع التكنولوجية‪ ،‬وفي دراسة شممت ‪ 500‬مؤسسة أمريكية تـ تمويميا‬
‫برأسماؿ المخاطر عمرىا ال يتجاوز األربعة سنوات و حوالي ‪ %80‬منيا تعمؿ في القطاع التكنولوجي‬
‫مقارنة بعدد مماثؿ مف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الممولة ذاتيا عف طريؽ أصحابيا‪ ،‬حيث كانت‬
‫النتائج كما ىو مبيف في الجدوؿ الموالي ‪:‬‬

‫‪ 1‬طمحي سماح ‪ ،‬دور رأس المال المخاطر في دعم و تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫جدول رقم (‪ :)18‬مقارنة بين المشروعات الممولة برأسمال المخاطر والمشروعات الممولة ذاتيا‬
‫في أمريكا‪:‬‬

‫المشروعات الممولة‬ ‫المشروعات الممولة برأسمال‬


‫أوجو المقارنة‬
‫ذاتيا‬ ‫المخاطر‬

‫‪%59+‬‬ ‫‪%59 +‬‬ ‫خمق عمالة كفؤة)‪(%‬‬

‫‪%3 -‬‬ ‫‪%25+‬‬ ‫العمالة المنشأة سنويا )‪(%‬‬

‫نفقات البحث والتطوير بالنسبة‬


‫‪8000‬‬ ‫‪16000‬‬
‫لمشخص الواحد ( بالدوالر )‬

‫‪%9+‬‬ ‫‪%35 +‬‬ ‫معدل االستثمارات السنوية )‪(%‬‬

‫‪%5+‬‬ ‫‪%12+‬‬ ‫معدل ام نتاجية السنوية )‪(%‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد الباسط وفاء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.112‬‬

‫ويتضح جميا مف خالؿ الجدوؿ تفوؽ المشاريع الممولة برأسماؿ المخاطر في كافة أوجو المقارنة ما‬
‫عدا توفير نفس النسبة مف العمالة الكفؤة التي تعادلت فييا المجموعتيف ‪.‬‬

‫‪ .2‬التجربة الفرنسية‪:1‬‬

‫اعتمادا عمى تقرير بنؾ فرنسا تـ اختيار مجموعة مف المؤسسات ‪ %38‬منيا تعمؿ في القطاع‬
‫التكنولوجي ( كااللكترونيات و المعموماتية ) و‪ %30‬منيا فقط منشأ منذ سنة ‪ 1990‬والباقي منشأ منذ‬
‫‪ ،1980‬وتستخدـ ما بيف ‪ 499-100‬عامؿ‪ ،‬ىذه المجموعة الممولة برأسماؿ المخاطر ومجموعة أخرى‬
‫غير ممولة بو وكانت النتائج كما في الجدوؿ الموالي ‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ : )19‬مقارنة بين المشروعات الممولة برأسمال المخاطر والممولة ذاتيا في فرنسا‬

‫‪ 1‬بريبش السعيد‪ ،‬رأس المال المخاطر بديل مستحدث لتمويل المؤسسة الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬دراسة حالة‬
‫شركة ‪ ،SOFINANCE‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬ص‪.10‬‬

‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المشروعات الغير ممولة‬ ‫الممولة‬ ‫المشروعات‬


‫أوجو المقارنة‬
‫برأسماؿ المخاطر‬ ‫برأسماؿ المخاطر‬

‫‪%5,3+‬‬ ‫‪%34 +‬‬ ‫تطور رقـ األعماؿ‬

‫‪%12 +‬‬ ‫‪%67,8+‬‬ ‫تطور حجـ الصادرات‬

‫‪%4-‬‬ ‫‪%51,3+‬‬ ‫تطور حجـ االستثمار‬

‫‪%3,4-‬‬ ‫‪%19,9 +‬‬ ‫تطور حجـ العمالة‬

‫تطور معدؿ اإليرادات‬


‫‪%3,5-‬‬ ‫‪%5,4 +‬‬
‫المتوسطة‬

‫المصدر‪ :‬د‪ .‬عبد الباسط وفاء مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪116‬‬

‫مف الجدوؿ يمكف أف نستنتج أف المشروعات الممولة برأسماؿ المخاطر تتفوؽ كثي ار عف نظيراتيا‬
‫الممولة بطرؽ أخرى‪ ،‬كما يتضح أف المشروعات تولي عناية خاصة ألنشطة البحث والتطوير ‪،‬حيث‬
‫بمغت نفقات البحث والتطوير بيا مقارنة بالمشروعات األخرى ‪ 12‬ضعفا‪ ،‬كما حيث تعدت ‪ 1500‬شركة‬
‫رأسماؿ مخاطر في فرنسا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -3‬تجربة بعض الدول العربية‪:‬‬
‫باشرت بعض الدوؿ تجسيد فكرة إنشاء شركات رأس ماؿ المخاطر حيث عقد االتحاد العربي‬
‫لرأس الماؿ المخاطر اجتماعو األوؿ بتاريخ ‪ 2005-02-13‬الذي شارؾ فيو ‪ 35‬شركة تعمؿ في نشاط‬
‫رأس الماؿ المخاطر تمثؿ ‪ 6‬دوؿ ىي مصر‪ ،‬تونس‪ ،‬السعودية‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬األردف و الكويت وتـ االنتياء‬
‫مف إجراءات تأسيسية والموافقة عمى النظاـ األساسي لالتحاد واق ارره واستعرض المشاركوف في االتحاد‬
‫تجاربيـ وعمى رأسيا التجربة المصرية والتونسية واعتبرت تونس مف أوؿ دوؿ االتحاد عربي ألنيا تضـ‬
‫نحو ‪ 25‬شركة مف ىذا النوع‪ ،‬إضافة إلى صدور قانوف فييا تنفرد بو تونس لتنظيـ ولنشاط شركات رأس‬
‫الماؿ المخاطر وأكد د‪.‬أحمد جويمي أميف عاـ مجمس الوحدة االقتصادية العربية أف حجـ االستثمارات‬

‫‪ 1‬روينة عبد السميع‪ ،‬حجازي إسماعيؿ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.003،003:‬‬


‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫المطموبة في مجاؿ رأس ماؿ المخاطر بالمنطقة العربية يقدر بنحو ممياري دوالر وذلؾ مف أجؿ تطوير‬
‫ىذه الشركات والمجاف بمعدالت العالمية في ىذا المجاؿ ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬دراسة حالة لشركة رأس مال المخاطر ‪ SOFINANCE‬الجزائر‪:‬‬
‫يفتح أسموب التمويؿ برأس الماؿ المخاطر آفاقا واعدة لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬
‫حيث أنو يعد بديال ىاما ألسموب التمويؿ المصرفي الذي يعتمد عمى القروض حيث أف شركات رأسماؿ‬
‫المخاطر تقوـ بمشاركة صاحب المشروع أو المؤسسة دوف ضماف العائد وال المبمغ األصمي وىذا النوع‬
‫مف التمويؿ يناسب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نظ ار النعداـ الضمانات في ىذه التقنية كما أف دراسة‬
‫جدوى المشروع تكوف أكثر دقة عندما يشترؾ فييا طرفاف مختمفاف يتوجب عمى كؿ منيما تحقيؽ الربح‬
‫واألساس الذي يقوـ عميو ىذا النوع مف الشركات ىو‪ :‬مبدأ المشاركة في األرباح والخسائر وىي تقنية ال‬
‫تقوـ عمى تقديـ األمواؿ الالزمة بؿ تتعداىا عمى تقديـ المساعدة إلدارة الشركة بما يحقؽ استمرار المؤسسة‬
‫وتطورىا يرجع تأسيس شركات رأس ماؿ المخاطر إلى المشاكؿ المالية التي واجية المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪.‬‬
‫كما رأيناىا في السابؽ ويعود االىتماـ برأس ماؿ المخاطر في الجزائر إلى النجاح الباىر الذي‬
‫حققتو في الواليات المتحدة األمريكية وأوروبا‪ ،‬حيث ترجع نشأتيا إلى اليوناني "طاليس دوممية" الذي أقاـ‬
‫أوؿ مشروع في التصنيع الزراعي "استخراج زيت الزيتوف"‪.‬‬
‫‪ /1‬شركات رأس المال المخاطر في الجزائر‪ :‬بالرغـ مف أىمية تقنية التمويؿ عف طريؽ رأس ماؿ‬
‫المخاطر فإف االىتماـ بيذه التقنية في التمويؿ ما يزاؿ ضئيال حيث أف نشاط ىذه األخيرة يعتبر جد‬
‫حديث وضعيؼ‪ ،‬األمر الذي يحتـ عمى البنوؾ الجزائرية تشجيع إقامة مؤسسات الوساطة المالية‬
‫المتخصصة في ىذه التقنية التي بقي عددىا محدودا جدا‪.‬‬
‫حيث يشمؿ شركتي ‪ FINALEP‬و ‪ SOFINANCE‬وبالنظر إلى مستوى نشاط ىاتيف الشركتيف فيالحظ‬
‫أنيما ال يقدماف خدمات كبيرة لممشروعات ألنيما ال يتحمياف بروح مخاطرة كافية وىو ما ينطبؽ عمى‬
‫شركة ‪ SOFINANCE‬والتي أخذناىا كدراسة حالة "شركة ‪ SOFINANCE‬نشأتيا‪ ،‬ىياكميا ووظائفيا"‪.‬‬
‫تـ إنشاء شركة ‪ SOFINANCE‬في ‪ 2000-4-4‬بالشراكة مع مؤسسة مالية أجنبية عمى أساس‬
‫شركة مالية برأسماؿ قدره ‪ 5‬مميار دج مف مياـ ىذه الشركة المساىمة في إنشاء المؤسسات الجديدة في‬

‫‪2‬‬
‫بريبش السعيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫إطار استثمار أجنبي مباشر‪ ،‬انطمقت في مباشرة نشاطيا في التاسع مف جانفي ‪ 2001‬وىو تاريخ الذي‬
‫حصمت فيو عمى االعتماد مف بنؾ الجزائر‪.‬‬
‫أما فيما يخص اإلطار التنظيمي ليذه الشركة فيرتكز عمى ىيكميف أساسييف ىما‪:‬‬
‫‪ -‬ىيكؿ االلتزامات واليندسة المالية مف ميامو لتسيير طمبات التمويؿ وتطوير اليندسة المالية؛‬
‫‪ -‬ىيكؿ اإلدارة العامة لممالية والمحاسبة‪ :‬ميامو التسيير و التنظيـ العاـ‪ ،‬تسيير الوسائؿ العامة‪،‬‬
‫المحاسبة وتسيير الخزينة‪.‬‬
‫تؤدي ىذه الشركة مياميا ووظائفيا بيدؼ تدعيـ وانعاش االقتصاد الوطني وذلؾ ببعث انطالقة جديدة‬
‫فيما يتعمؽ بتمويؿ المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتتمخص فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬ترقية وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مف خالؿ المساىمة في رأسماليا؛‬
‫‪ -‬امتالؾ حصص في شركات محمية أو أجنبية باختالؼ أماكف نشاطيا؛‬
‫‪ -‬اإلقباؿ عمى أشكاؿ االقتراض والتسميؼ دوف ضمانات؛‬
‫‪ -‬حيازة كؿ الديوف واألوراؽ التجارية والمساىمة كوسيط في المعامالت الخاصة بيا وبأسيـ‬
‫والسندات‪.‬‬
‫إضافة إلى الوظائؼ المذكورة بموجب قرار المجمس الوطني لمساىمات الدولة المعتمد في ‪ 20‬أكتوبر‬
‫‪ 2003‬تـ تحديد ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تركيز نشاط الشركة عمى القطاع العاـ وتوسيع تدخالتيا في المياـ فيما يتعمؽ بمساعدة‬
‫المؤسسات في عممية الخوصصة وتسيير الموارد العامة التجارية الغير مرصده؛‬
‫‪ -‬تركيز مياـ الشركة عمى دعـ وتأىيؿ وتطوير المؤسسات عف طريؽ إرشادىا ومساندتيا في‬
‫إعادة ىيكمتيا المالية و اإلست ارتيجية‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)20‬تقييم نشاط وخدمات شركة ‪SOFINANCE‬‬
‫‪ -‬حوؿ النشاط‬
‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫العناصر‬
‫‪340.086.000‬‬ ‫‪534.517.000‬‬ ‫‪294.704.000‬‬ ‫‪293.210.000‬‬ ‫مجموع‬
‫المنتجات دج‬
‫‪64.500.000‬‬ ‫‪177.405.000‬‬ ‫‪281.919.576‬‬ ‫‪162.892.687‬‬ ‫نتيجة‬
‫االستغالؿ دج‬
‫‪ -‬حوؿ االستثمار‬
‫‪010‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫العناصر‬
‫‪639.400.000‬‬ ‫‪625.000.000‬‬ ‫رأس ‪67.060.000‬‬ ‫مساىمة‬
‫الماؿ دج‬
‫‪1.451.919.000‬‬ ‫‪1.078.248.000‬‬ ‫‪379.109.891‬‬ ‫القرض‬
‫االيجاري‬
‫‪SOURCE : WWW.SOFINANCE-DZ.COM‬‬
‫‪ /2‬شروط نجاح شركات رأس مال المخاطر في الجزائر‪:1‬‬
‫يجب عمى الدولة الجزائرية توفير جممة مف الشروط إلنجاح مؤسسات رأي ماؿ المخاطر وتطوير‬
‫نشاطيا بحيث تشمؿ ىذه الشروط الجوانب‪ :‬التشريعية‪ ،‬السياسة ‪ ،‬االقتصادية ألنو كمما ارتفعت حدة‬
‫المخاطر كمما أحجـ المستثمروف عمى االستثمار في ىذا المحيط بسبب مواجية خطر ذو بعديف أحداىما‬
‫خاص بمحيط المؤسسة واآلخر يتعمؽ بالنشاط والمحيط التمويمي‪:‬‬
‫‪ -‬تشجيع إنشاء شركات رأس ماؿ المخاطر في الجزائر بغض النظر عف جنسية مؤسسييا؛‬
‫‪ -‬دعـ أساليب الشراكة مع مؤسسات رأس ماؿ المخاطر األجنبية وخاصة المالكة لمتكنولوجيا‬
‫العميا؛‬
‫‪ -‬إنشاء مراكز لمبحوث ولمتدريب لمساعدة المشاريع الناشئة لدعميا بالتمويؿ ومساعدتيا في تقديـ‬
‫االستثمارات ومتابعة لنشاطيا؛‬
‫‪ -‬إنشاء مركز وطني لإلعالـ االقتصادي ميـ لتوفير المعمومات لممستثمريف في كافة أوجيو‬
‫النشاط االقتصادي؛‬
‫‪ -‬اإلسراؼ في إنشاء سوؽ ألوراؽ المالية ليتـ مف خاللو التداوؿ األسيـ واألوراؽ المالية الخاصة‬
‫ليذه الشركات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ /3‬سبل دعم شركات رأسمال المخاطر في الجزائر‬
‫عمى الدولة أف تقدـ يد العوف ليذه المؤسسات والوقوؼ إلى جانبيا حتى تتغمب عمى صعوبات المختمفة‬
‫التي تواجو نشاطيا مثؿ انخفاض اإليرادات وارتفاع المخاطر ودعميا بشتى الطرؽ سواء المباشر أو غير‬
‫المباشرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬بريبش السعيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.13‬‬


‫(‪ )1‬بريبش السعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪012‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ -1‬التدعيم غير المباشر لرأسمال المخاطر‪ :‬ىو كؿ ما يتعمؽ بالحوافز الضريبية والشروط‬
‫التنظيمية التي تحكـ عمؿ ىذه المؤسسات وكذا الجانب التشريعي الذي يخمؽ البيئة مالئمة لتطويرىا لذلؾ‬
‫يجب أف تتميز الموائح التي يصدرىا الدولة بالبساطة و السيولة‪.‬‬
‫‪ -2‬التدعيم المباشر‪ :‬ال يجب أف يقتصر تدعيـ الدولة لمؤسسات رأس ماؿ المخاطر عمى التدعيـ‬
‫غير مباشر بؿ يتعداه إلى الدعـ المباشر و االشتراؾ في نشاطاتيا ويتخذ ىذا التدعيـ عدة أشكاؿ أىميا‪:‬‬
‫‪ -‬توفير تمويؿ مباشر لممشروعات مف قبؿ الدولة لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة كمساىمة‬
‫الدولة األلمانية في رؤوس األمواؿ مشاريع تكنولوجية وبنؾ التنمية المحمية لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫التابع لمحكومة الفرنسية سنة ‪1996‬؛‬
‫‪ -‬إنشاء الدولة لصناديؽ مشتركة أو عامة لرأس ماؿ المخاطر كشكؿ مف أشكاؿ‪ ،‬الدعـ المباشر‬
‫ليذا النشاط فمثؿ ىذه الصناديؽ وجدت في الواليات المتحدة األمريكية حيث أنشأت عاـ ‪1957‬‬
‫والصناديؽ األلمانية المنشأة عاـ ‪1995‬؛‬
‫‪ -‬االستثمار في مؤسسات رأسماؿ المخاطر التي تتولى تمويؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫مثؿ الصندوؽ المنشأ في فنمندا عاـ ‪1994‬؛‬
‫‪ -‬دور األعواف المالييف في االقتصاد باإلضافة لمدولة يمكف لكؿ مف البنؾ‪ ،‬المؤسسات المالية‬
‫المستثمريف المستقميف‪ ،‬شيكات التأميف‪ ،‬صناديؽ المعاشات ( الضماف االجتماعي في الجزائر)؛‬
‫‪ -‬أف تمعب دو ار حيويا في تطوير شركات رأس ماؿ المخاطر و أف تدعيـ الدولة ومساىمتيا‬
‫تؤدي إلى زيادة فاعمية المؤسسات رأس ماؿ المخاطر لمواجية الحاجات التمويمية لممؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة والتي ال يقؿ عمييا سوؽ التمويؿ التقميدي عادة الرتفاع المخاطر‪ ،‬وال شؾ أف الموارد المالية‬
‫لمؤسسات رأس ماؿ المخاطر لف تكفي بمفردىا لموفاء بكؿ ىذه الحاجات لذا تعتبر مساىمة الدولة دفعة‬
‫قوية نحو توسع طاقاتيا المالية‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬دور حاضنات األعمال في تمويل المؤسسات الصغيرة و‬


‫المتوسطة في الجزائر‬
‫في ضوء تزايد الفجوة التكنولوجية بيف الدوؿ المتقدمة والدوؿ النامية لزـ األمر عمى الدوؿ النامية و‬
‫خاصة الج زائر منيا األخذ بآليات متطورة ومنيا حاضنات األعماؿ والتي أثبتت جدواىا وفعاليتيا في‬
‫تنفيذ برامج التنمية االقتصادية واالجتماعية مف خالؿ الدور الذي تمعبو في تمويؿ المؤسسات الصغيرة و‬
‫المتوسطة و التي تعتبر مف أىـ مكونات النسيج االقتصادي في الجزائر ‪.‬‬
‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫و في ىذا ا لصدد سيتـ التطرؽ في ىذا المبحث إلى الدور الفعاؿ الذي تمعبو آلية حاضنات األعماؿ في‬
‫تنمية قدرات المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬بعض التجارب العالمية الرائدة في إقامة حاضنات األعمال‪.‬‬

‫حتى نقؼ عمى الدور الريادي الذي تمعبو حاضنات األعماؿ في تفعيؿ وتطوير تنافسية المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬كاف لزاما عميا أف نعرض بعض التجارب العالمية الرائدة في ىذا المجاؿ كما يمي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.1‬تجربة الواليات المتحدة األمريكية‬

‫تعد التجربة األمريكية مف أقدـ التجارب العالمية‪ ،‬حيث أف مفيوـ الحاضنات تـ استحداثو وتطويره‬
‫بشكؿ أساسي في أمريكا‪ ،‬وقد أقيمة الحاضنات ىناؾ لتخفيؼ معدالت الفشؿ وزيادة معدؿ النمو‬
‫لممؤسسات الصغيرة‪ ،‬وخمؽ فرص عمؿ جديدة‪ ،‬إذ أنيا أداة جديدة لمتنمية االقتصادية‪ ،‬وترتبط نسبة كبيرة‬
‫مف ىذه الحاضنات بالجامعات والمعاىد المحمية وتقدـ خدمات متنوعة‪ ،‬وتشير التقارير عمى مستوى‬
‫الواليات المتحدة األمريكية أثبتت األرقاـ أف حوالي ‪ %90‬مف ىذه الحاضنات بدأت عمميا عاـ ‪،1983‬‬
‫وتعود جذور حاضنات األعماؿ إلى محاولة تطوير نشاط مراكز األعماؿ واالىتماـ المتزايد بتشجيع‬
‫االبتكار ونقؿ التكنولوجيا وزيادة أىمية دور القائميف بالمشروعات الناجحيف كحاضنات لمشروعات‬
‫األعماؿ الجديدة‪.‬‬

‫أما بالنسبة ألىداف حاضنات األعمال التي وضعت في أمريكا دعـ المبادرات العممية والمؤسسات‬
‫الصغيرة التي ال تتوافر ليا المقومات الالزمة لمبدء في العمؿ ومف أىـ األىداؼ ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬تمكيف أصحاب االبتكار مف تجسيد أفكارىـ في شكؿ منتجات أو خدمات؛‬

‫‪ -‬السعي إلى تطوير أفكار إبداعية تساىـ في إيجاد مؤسسات جديدة أو تطوير المؤسسات‬
‫الصغيرة القائمة؛‬

‫‪ -‬توفير المناخ واإلمكانات لدعـ المؤسسات الصغيرة؛‬

‫‪ -‬السعي إلى جمب عمالة وطنية وتطوير مياراتيا؛‬

‫‪ -‬تشجيع رجاؿ األعماؿ عمى القياـ بإنشاء المؤسسات االقتصادية الواعدة؛‬

‫‪ 1‬محمد عبد اليادي رشيد ‪ ،‬فرص اقامة حاضنات األعمال في العراق لدعم المشروعات الصغيرة ‪ ،‬مقاؿ ‪ ،‬مجمة جامعة‬
‫بغداد العراؽ ‪ ،‬ص‪.211،211 :‬‬
‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ -‬ربط المؤسسات الصغيرة بالقطاعات اإلنتاجية في السوؽ؛‬

‫‪ -‬توفير الدعـ والتسييالت والمساعدات واالستشارات؛‬

‫‪ -‬توظيؼ نتائج البحث العممي واالبتكارات في شكؿ مشروعات قابمة لمتحويؿ إلى منتجات؛‬

‫‪ -‬المتابعة المستمرة لعمؿ وسير نشاط المؤسسات الصغيرة ومقارنتيا بمدى تحقيؽ األىداؼ‪....‬‬

‫أما بالنسبة إلى أنواع حاضنات األعمال في الواليات المتحدة األمريكية نوجزىا في اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬حاضنة األعمال الدولية‪ :‬تيدؼ عمى جذب رؤوس األمواؿ األجنبية مع ما يرافقيا مف نقؿ‬
‫لمتكنولوجيا الحديثة؛‬

‫‪ -2‬الحاضنة امقميمية‪ :‬يخدـ ىذا النوع مف الحاضنات منطقة جغرافية معينة بيدؼ تنميتيا واالستغالؿ‬
‫األمثؿ لمموارد المحمية المتواجدة فييا بما في ذلؾ الخامات والخدمات والقوى العاممة المعطمة مف خالؿ‬
‫توفير العمؿ ليـ في تمؾ الحاضنات ؛‬

‫أ‪ -‬الحاضنة التكنولوجية‪ :‬تضـ ىذه الحاضنة المؤسسات الصغيرة التي تستخدـ حمقات تكنولوجية‬
‫متقدمة بيدؼ إنتاج منتجات جديدة غير تقميدي؛‬

‫ب ‪ -‬الحاضنة الصناعية‪ :‬تحدد إقامة ىذا النوع مف الحاضنات داخؿ منطقة صناعية بعد دراسة‬
‫أنواع الصناعات المغذية والخدمات المساندة لتمؾ الصناعات‪ ،‬إذ تعمؿ الحاضنة وفؽ فكرة تأميف‬
‫االرتباطات األمامية والخمفية بيف المؤسسات الكبيرة والصغيرة‪ ،‬وتأميف المؤسسات الكبيرة لإلسناد المعرفي‬
‫والتقني لممؤسسات الصغيرة؛‬

‫ج‪ -‬حاضنات القطاع المحدد‪ :‬تيدؼ ىذه الحاضنة إلى خدمة نشاط اقتصادي محدد مثؿ تكنولوجية‬
‫المعمومات واالتصاالت أو الصناعات اليندسية‪ ،‬وتدار ىذه الحاضنات بواسطة خبراء متخصصيف‬
‫بالنشاط االقتصادي المراد التركيز عميو؛‬

‫د‪ -‬حاضنة االنترنيت‪ :‬ىي الحاضنة المختصة بمساعدة شركات االنترنيت ومؤسسات إنتاج البرمجيات‬
‫الناشئة عمى النمو وتطوير أعماليا حتى تبمغ المرحمة التي تكوف فييا قادرة عمى العمؿ بمفردىا‪.‬‬

‫أما بما تمتاز بو حاضنات األعمال من خصائص في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬أكثر مف ‪ %80‬مف الحاضنات ليا ارتباطات رسمية أو غير رسمية بالجامعات؛‬

‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ -‬غالبية الحاضنات تقع بالمناطؽ الحضرية ولكف تميؿ عمى المدف األصغر أكثر مف المدف‬
‫الكبيرة؛‬

‫‪ -‬أكثر مف ‪ %90‬مف الحاضنات توفر مساحات لممكاتب والمصانع‪ ،‬و‪ %55‬منيا توفر مساحات‬
‫لممعامؿ و ‪ %41‬منيا توفر مساحات لمتخزيف؛‬

‫‪ -‬ىيمنة منشآت األعماؿ القائمة عمى التكنولوجيا المتقدمة والصناعات الخفيفة عمى حوالي ‪%80‬‬
‫مف الحاضنات‪ ،‬ويتـ اختيار العمالء طبقا إلمكانياتيـ في خمؽ الوظائؼ وجودة خطة األعماؿ وامكانية‬
‫النمو السريع لممؤسسات الجديدة‪ ،‬كما أف الغالبية العظمى مف العمالء ‪ %96‬أمضوا في الحاضنة فترة‬
‫تقؿ عف سنتيف و ‪ %80‬لدييـ أقؿ مف ‪ 10‬موظفيف؛‬

‫‪ %80 -‬مف المؤسسات المحتضنة اتخذت مق ار جديدا ليت بنفس المدينة؛‬

‫‪ -‬يبمغ عدد الحاضنات الممولة مف الحكومة "حاضنات ال تيدؼ إلى الربح " حوالي‪ %51‬مف‬
‫مجموع الحاضنات‪ .‬وىي حاضنات تيدؼ فقط إلى تنشيط التنمية االقتصادية في المجتمعات المحيطة‬
‫‪ .‬بينما تمثؿ حاضنات األعماؿ الخاصة التي يتولى إقامتيا وتمويميا جيات خاصة أو مستثمروف أو‬
‫مجموعة شركات صناعية حوالي‪ 8%‬مف حاضنات األعماؿ في أمريكا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .2‬التجربة الفرنسية‬

‫التجربة الفرنسية لمحاضنات مف أقدـ التجارب في دوؿ االتحاد األوروبي و التي تعود إلى حوالي‬
‫منتصؼ الثمانينات‪ .‬و ىناؾ ما ال يقؿ عف ‪ 200‬حاضنة تعمؿ اآلف في مختمؼ المدف الفرنسية و في‬
‫سنة ‪ 2001‬تـ إقامة مؤسسة مركزية لتنظيـ نشاط ىذه الحاضنات تسمى الجمعية الفرنسية لمحاضنات‬
‫"‪ ،" France INCUBATION‬وقد قامت ىذه الجمعية بإنشاء ‪ 30‬حاضنة جديدة تتبع و ازرة البحث‬
‫العممي الفرنسية و ذلؾ خالؿ عاميف منذ إنشائيا‪ .‬حيث قامت الجمعية الفرنسية لمحاضنات بتحديد الشكؿ‬
‫القانوني لمحاضنات العاممة في فرنسا حاليا كالتالي‪: :‬‬

‫أ ‪ -‬حاضنات حكومية ‪ :‬وىي الحاضنات التي زادت أعدادىا وازدىرت بشكؿ كبير بعد صدور‬
‫قانوف و ازرة البحث العممي في مارس عاـ ‪ ،1999‬والذي يشجع ويقوـ بتمويؿ عدد مف الحاضنات‬
‫التكنولوجية التي تحتضف المشروعات الجديدة المقامة عمى قاعدة عممية‪ ،‬و ينتمي إلى ىذه النوعية أيضا‬

‫‪ 1‬عاطؼ الشيراوي إبراىيـ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.36،30 :‬‬

‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫الحاضنات المقامة داخؿ كمية اليندسة و المعاىد العممية المختمفة (‪) EPITA , ESSEC , INT‬‬
‫والحاضنات المقامة داخؿ مراكز البحوث (‪ ،)TVANSFERT , INRIA‬باإلضافة إلى الحاضنات التي‬
‫ترتبط بالتنمية االقتصادية لألقاليـ‪ ،‬مثاؿ ذلؾ حاضنة ‪. INNOVATION PARIS‬‬

‫ب‪ -‬حاضنات تممكيا شركات الكبرى‪ ،‬وبيوت الخبرة ‪ :‬وىي حاضنات قامت مجموعات مف‬
‫الشركات الكبرى بإقامتيا‪ ،‬وذلؾ بيدؼ تشجيع وتنمية المؤسسات الجديدة في المجاالت التي تقوـ بالتعاوف‬
‫مع خبرة ىذه الشركات الكبيرة‪ ،‬وخاصة في المجاالت االقتصادية والتكنولوجية مثؿ ( تطبيقات التميفوف‬
‫الخموي‪ ،‬وكذلؾ االلكترونيات‪ ،‬ومجاالت التكنولوجيا الحيوية‪ ،‬وشركة االتصاالت الفرنسية ‪FRANCE‬‬
‫‪ TELECOM‬التي أقامت ‪ MOBILE INVENT‬وشركة الكيرباء الفرنسية ‪ F D E‬التي أقامت حاضنة‬
‫‪ .bisness Accélération‬وفيما يخص الحاضنات التي أقامتيا شركات خدمات و بيوت خبرة عالمية‬
‫نذكر البيت العالمي الشيير ‪ HOUSE WATER PRISE‬الذي أقاـ حاضنة أطمؽ عمييا ‪PRICE‬‬
‫‪ LAB‬وىي متخصصة في شركات االستثمارات القانونية والمحاسبية وشركات المراجعة المالية‪.‬‬

‫ج‪ -‬حاضنات قطاع الخاص‪ :‬وىي حاضنات استثمارية تعتمد أساسا عمى الربح وىي مشروعات‬
‫بدأت في إقامتيا منذ منتصؼ التسعينيات شركات تمويمية وشركات رأس الماؿ المشارؾ ورأس الماؿ‬
‫المخاطر وتوظيؼ األمواؿ‪ ،‬وىي حاضنات تقدـ كؿ الخدمات المالية خاصة في المشروعات ذات الطبيعة‬
‫الخاصة أو ذات المخاطرة العالية جدا‪ .‬ونذكر مثاال ليذه الحاضنات الخاصة ‪ TALENTO‬التابعة لشركة‬
‫‪ KMPG‬وىذه النوعية مف الحاضنات منتشرة أيضا في دوؿ االتحاد األوربي‪.‬‬

‫ويوجد في فرنسا عدد مف الحاضنات ذات التخصصات المتنوعة‪ ،‬حيث قامت الجمعية الفرنسية‬
‫لمحاضنات بوضع تصنيؼ جديد ليذه األنواع مف التخصصات التكنولوجية التي تتـ تبعا ليا تقسيـ‬
‫المشروعات الجديدة وىي‪:‬‬

‫‪ -‬العموم البيولوجية ‪ :‬تطبيقات التكنولوجيا الحيوية‪ ،‬الصحة‪ ،‬الصناعات الغذائية وعموـ الحياة‪.‬‬

‫‪ -‬تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت‪ :‬االنترنت‪ ،‬البرمجيات‪ ،‬عمـ الشبكات‪ ،‬االتصاالت‪ ،‬الوسائط‬


‫المتعددة‪.‬‬

‫‪ -‬العموم امنسانية واالجتماعية ‪ :‬التعمـ‪ ،‬الثقافة‪.‬‬

‫وبالتالي يتـ تقسيـ الحاضنات التكنولوجية التي تدعـ وتحتضف المشروعات تبعا ليذا التصنيؼ‪ ،‬و‬
‫بشكؿ يسمح بوجود البنية األساسية لكؿ قطاع تكنولوجي في الحاضنة وذلؾ عمى أف تكوف الحاضنة سواء‬
‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫ذات تخصص واحد فقط ‪ ،SPECIALIYED INCUBATOR TECHNOLOGY‬أو تجمع عدة‬
‫تخصصات تكنولوجية و في ىذه الحالة يطمؽ عمييا ‪TECHNOLOGY GENERAL‬‬
‫‪ ، INCUBATOR‬فنجد مثال حاضنات متخصصة في مجاؿ التطبيقات وأخرى متخصصة في مجاؿ‬
‫تطبيقات األبحاث الخاصة بتربية وعالج وتصنيع ما يتعمؽ بالحيواف‪ ،‬حاضنات متخصصة في مجاالت‬
‫صناعة الدواء و حاضنات متخصصة في مجاؿ الصناعات الغذائية المتطورة وحاضنات متخصصة في‬
‫مجاالت التكنولوجيا الحيوية أيضا حاضنات متخصصة في إنشاء و تكويف شركات اإلشارات القانونية و‬
‫المحاسبية و شركات المراجع المالية ‪....‬‬

‫التجربة الفرنسية في مجاؿ إقامة حاضنات األعماؿ تتميز بعدد من الخصائص التي تعتبر نموذجا في‬
‫معظـ التجارب األوربية لمحاضنات مف حيث ‪:‬‬

‫جميع الحاضنات الفرنسية ( تكنولوجية أو غير تكنولوجية ) تقدـ خدمات لممشروعات غير الممتحقة‬ ‫‪-‬‬
‫بيا؛‬

‫‪ -‬معظـ الحاضنات التكنولوجية توفر الخدمات المالية ورؤوس األمواؿ المخاطرة الحتضاف االبتكارات‬
‫واالختراعات؛‬

‫‪ -‬الغ البية العظمى مف ىذه الحاضنات تتبع اإلدارات المحمية وو ازرة البحث العممي وتأخذ شكال قانونيا‬
‫موحدا تحت صيغة "جمعية أىمية ال تيدؼ لمربح "؛‬

‫‪ -‬تتوزع الحاضنات في معظـ المدف الفرنسية وتستند اإلقامة داخميا إلى تعاقدات إيجاريو ذات قيمة إيجار‬
‫مخفضة و لمدة ال تزيد عف ‪ 23‬شي ار فقط ‪.‬‬

‫‪ .3‬التجربة المصرية‪:1‬‬

‫بدأت التجربة المصرية لمحاضنات عمى غرار التجربة األمريكية تعظيـ وتنمية الموارد البشرية‬
‫والكوادر التي يمكف أف تقوـ بإقامة وادارة ىذه الحاضنات‪ ،‬لذا فقد تـ تكويف الجمعية والفرنسية بإقامة ىيئة‬
‫مركزية تقوـ بالتخطيط والتنسيؽ والتنفيذ عمى المستوى الوطني وذلؾ بالشكؿ الذي يضمف المصرية‬
‫لحاضنات األعماؿ مف نخبة كبار رجاؿ األعماؿ وعدد مف الوزراء السابقيف وأصحاب الخبرات الطويمة‬
‫في إقامة وادارة الشركات الناجحة وتـ إشيار الجمعية في جويمية عاـ ‪ 1995‬بيدؼ دعـ و مساندة رواد‬
‫األعماؿ والمؤسسات الصغيرة‪،‬‬

‫‪ 1‬عمار زودة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.01‬‬


‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫ىذا وتقوـ الجمعية المصرية لحاضنات العماؿ بإقامة وتأىيؿ وادارة حاضنات األعماؿ المختمفة في مصر‬
‫وعدد مف الدوؿ العربية منذ عاـ ‪ 1997‬حيث يعود تاريخ التجربة المصرية لمحاضنات إلى تاريخ إقامة‬
‫الجمعية المصرية لحاضنات األعماؿ والتي وضعت أسس خطة إستراتيجية إلقامة عدد مف الحاضنات‬
‫والتجمعات ذات وحدات دعـ تكنولوجي وعممي وصناعي في عدد مف محافظات جميورية مصر العربية‬
‫مف خالؿ خطة زمنية محددة و بدعـ الصندوؽ االجتماعي لمتنمية الذي يقوـ بدور ريادي في إقامة‬
‫الحاضنات في مصر‪.‬‬

‫ىذا باإلضافة إلى قياـ و ازرة االتصاالت والمعمومات بإقامة أولى الحاضنات التكنولوجية المتخصصة في‬
‫تكنولوجيا االتصاالت في نياية عاـ ‪ 2000‬والتي تسمى ‪ Ideaveloper‬ذلؾ داخؿ القرية الذكية التي تـ‬
‫افتتاحيا في محافظة الجيزة‪.‬‬

‫ولقد قاـ الصندوؽ االجتماعي لمتنمية بتمويؿ إقامة وادارة ‪ 12‬حاضنة لألعماؿ تغطي بعض‬
‫محافظات جميورية مصر العربية في نياية جويمية ‪ 2001‬وىو تاريخ بدء العمؿ في إنشاء بعض‬
‫الحاضنات منيا حاضنة أعماؿ تال المنوفية وحاضنة المشروعات التكنولوجية بالتبيف – القاىرة أيضا‬
‫حاضنة األعماؿ و التكنولوجيا – أسيوط وكذلؾ حاضنة المشروعات الصغيرة بالمنصورة‪ ،‬كذلؾ يجري‬
‫العمؿ منذ نياية عاـ ‪ 2003‬في إنياء اإلنشاءات في كؿ مف الحاضنات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬حاضنات المشروعات التكنولوجية في مدينة بنيا بمحافظة القميوبية؛‬

‫‪ -‬حاضنات تكنولوجيا المعمومات – مدينة مبارؾ لألبحاث العممية – محافظة اإلسكندرية؛‬

‫‪ -‬الحاضنة التكنولوجية – مدينة مبارؾ لألبحاث العممية – محافظة اإلسكندرية؛‬

‫‪ -‬حاضنة األعماؿ و التكنولوجيا – محافظة أسواف ؛‬

‫‪ -‬حاضنة األعماؿ الكوثر – محافظة سوىاج ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬واقع حاضنات األعمال في الجزائر وسبل تفعيميا‬

‫‪.1‬تعريف وأشكال الحاضنات في الجزائر‪:‬‬

‫وفي ىذا اإلطار سعت الجزائر ممثمة في و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقميدية إلى‬
‫وضع األطر القانونية والتشريعية والتنظيمية الالزمة إلنشاء واقامة حاضنات األعماؿ عمى شكؿ محاضف‬
‫ومشاتؿ المؤسسات ومراكز التسييؿ‪ .‬وقد تمثؿ ىذا اإلطار في البداية بإصدار القانوف التوجييي رقـ‪18/01‬‬
‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫التوجييي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الصادر في سنة ‪ 2001‬والذي أشار إلى مشاتؿ‬
‫المؤسسات‪ ،‬وبعدىا المرسوـ التنفيذي رقـ‪ 78- 03‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2003‬والذي يتضمف القانوف‬
‫األساسي لمشاتؿ المؤسسات‪ ،‬والمرسوـ التنفيذي رقـ‪ 79- 03‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2003‬والذي يتضمف‬
‫القانوف األساسي لمراكز التسييؿ‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أف المشرع الجزائري‪ ،‬بناءا عمى المشرع الفرنسي‪ ،‬قد‬
‫ضمف مفيوـ المحاضف في المشاتؿ‪ ،‬عمى الرغـ مف تمييز العديد مف الباحثيف والتشريعات بينيما‪ ،‬مما أدى‬
‫إلى غموض في مفيوـ حاضنات األعماؿ‪. 1‬‬

‫وعمى ضوء المرسوميف السابقيف سنتناوؿ فيما يمي الطبيعة القانونية والتنظيـ والمياـ و األىداؼ التي حددىا‬
‫المشرع الجزائري لكؿ مف مشاتؿ المؤسسات ومراكز التسييؿ‪:‬‬

‫‪.1.1‬مشاتل المؤسسات ‪les pépinières d'entreprises‬‬

‫مشاتؿ المؤسسات ىي مؤسسات عمومية ذات طابع صناعي وتجاري‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫واالستقالؿ المالي ‪ ،1‬وتيدؼ إلى مساعدة ودعـ إنشاء المؤسسات التي تدخؿ في إطار سياسة ترقية‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪.‬وتتخذ المشاتؿ أحد األشكاؿ الثالثة التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬المحضنة ‪ :‬ىي ىيكؿ دعـ يتكفؿ بحاممي المشاريع في قطاع الخدمات؛‬

‫‪ -‬ورشة الربط ‪ :‬وىي ىيكؿ دعـ يتكفؿ بحاممي المشاريع في قطاع الصناعة الصغيرة والميف‬
‫الحرفية؛‬

‫‪ -‬نزل المؤسسات‪ :‬ىي ىيكؿ دعـ يتكفؿ بحاممي المشاريع المنتميف إلى ميداف البحث‪.2‬‬

‫وما يالحظ في التعريؼ الجزائري لممشاتؿ أنو قسـ أشكاؿ المشاتؿ حسب نوع القطاع الذي تنتمي إليو‬
‫المشاريع‪ ،‬حيث نجد أف تسمية الحاضنات عموما ال تقتصر فقط عمى قطاع الخدمات بؿ تشمؿ جميع‬
‫أنواع القطاعات‪ ،‬وتختص بشكؿ أكثر بقطاع البحث والتكنولوجيا‪.‬‬

‫وتيدف مشاتل المؤسسات أساسا إلى مساعدة ودعـ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مراحؿ‬
‫اإلنشاء والتأسيس عف طريؽ ما يمي‪:3‬‬

‫‪ 1‬برحومة عبد الحميد‪ ،‬صورية بوطرفة‪ ،‬واقع حاضنات األعمال التقنية في الجزائر و سبل تغييره عمى ضوء التجارب‬
‫العالمية‪ ،‬مداخمة‪ ،3122 ،‬ص‪.10‬‬
‫المادة ‪ 2‬مف المرسوم التنفيذي رقم ‪ 87/30‬المؤرخ في ‪ 5330/35/52‬المتضمف القانوف األساسي لمشاتؿ المؤسسات‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪،5330 ،30‬ص‪.30‬‬


‫نفس المرجع السابق ‪.‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪011‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ -‬تطوير التعاوف مع المحيط المؤسساتي؛‬

‫‪ -‬المشاركة في الحركة االقتصادية‪ ،‬والعمؿ عمى أف تصبح في المدى المتوسط عامال‬


‫إستراتيجيا في التطور االقتصادي في أماكف تواجدىا؛‬

‫‪ -‬تشجيع بروز المشاريع المبتكرة؛ ‪-‬تقديـ الدعـ لمنشئي المؤسسات الجدد؛ ‪-‬ضماف ديمومة‬
‫المؤسسات المرافقة؛‪-‬تشجيع المؤسسات عمى تنظيـ أفضؿ‪.‬‬

‫‪.2.1‬مراكز تسييل المؤسسات ‪les centres de facilitatio‬‬

‫ىي مؤسسات عمومية ذات طابع صناعي وتجاري‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالؿ المالي‪،‬‬
‫وتيدؼ إلى تسييؿ إنشاء وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتيدؼ مراكز التسييؿ المؤسسات‬
‫‪1‬‬
‫عمى تحقيؽ جممة مف األىداؼ التي حددىا المرسوـ التنفيذي رقـ‪79- 03‬‬

‫مف خالؿ العرض السابؽ لإلطار التشريعي والقانوني لمشاتؿ المؤسسات ومراكز التسييؿ ‪ ،‬نرى أف‬
‫مفيوـ حاضنات األعماؿ التقنية في الجزائر غير واضح بشكؿ دقيؽ فالمشرع يختصر مفيوـ الحاضنة‬
‫عمى قطاع الخدمات‪ ،‬بينما تتولى نزؿ المؤسسات احتضاف المؤسسات العاممة في ميداف البحث العممي‪،‬‬
‫كما أف وظيفة مراكز التسييؿ تقتصر عمى تقديـ الدعـ الفني والتقني واالستشاري لممؤسسات‪ ،‬دوف‬
‫احتضانيا فمراكز التسييؿ تعتبر كوسيط لممؤسسات وليست حاضنة ليا‪.‬‬

‫‪.2‬واقع حاضنات األعمال في الجزائر‪:‬‬

‫في إطار تجسيد مشروع إقامة مشاتؿ ومحاضف المؤسسات ومراكز التسييؿ في الجزائر‪ ،‬سعت‬
‫و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقميدية إلى إنشاء ‪ 11‬محضنة في كؿ مف الواليات‬
‫التالية ‪:‬األغواط‪ ،‬باتنة‪ ،‬البميدة‪ ،‬تممساف‪ ،‬سطيؼ‪ ،‬عنابة‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬وىراف‪ ،‬الوادي‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ‪ 04‬ورشات ربط في كؿ مف ‪:‬الجزائر‪ ،‬سطيؼ ‪ ،‬قسنطينة ‪ ،‬ووىراف ‪ .‬وفي إطار البرنامج‬
‫التكميمي لدعـ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تـ تخصيص مبمغ ‪ 04‬مميار دينار لدعـ قطاع النمو‬
‫خالؿ الفترة ‪ ،2009- 2005‬حيث سيتـ زيادة عدد المحاضف ليبمغ ‪ 20‬محضنة ‪.‬‬

‫برحومة عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.5‬‬ ‫‪3‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 87/30‬المؤرخ في ‪ 5330/35/52‬المتضمف القانوف لمراكز التسييؿ لممؤسسات الصغيرة‬ ‫‪1‬‬

‫والمتوسطة‪ ،‬ومياميا و تنظيميا‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‪،30‬ص‪.37،37:‬‬


‫‪010‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫أما فيما يخص مراكز التسييؿ فقد أنشأت و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات‬
‫التقميدية ‪ 14‬مركز تسييؿ كمرحمة أولى عمى مستوى ‪ 14‬والية ىي الجزائر‪ ،‬بومرداس‪ ،‬تيبازة‪ ،‬البميدة ‪،‬‬
‫الشمؼ‪ ،‬وىراف‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬سطيؼ‪ ،‬قسنطينة ‪ ،‬الوادي ‪ ،‬جيجؿ‪ ،‬االغواط ‪ ،‬سيدي بمعباس‪ ،‬غرداية‪ .‬ثـ‬
‫‪2‬‬
‫إنشاء ‪ 21‬مركز في مرحمة ثانية ليبمغ عدد المراكز ‪ 35‬مركز‬

‫‪1‬‬
‫‪.3‬معوقات فشل حاضنات األعمال في الجزائر‪:‬‬

‫ترجع أسباب فشؿ مشاريع حاضنات ومشاتؿ المؤسسات في الجزائر إلى الظروؼ االقتصادية‬
‫واالجتماعية السيئة التي مرت بيا الجزائر في السنوات الماضية والتي لـ تكف تسمح ببروز وعي سياسي‬
‫واقتصادي ألىمية مثؿ ىذه األدوات الجديدة في تحقيؽ التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬واجماال يمكف‬
‫حصر العوامؿ واألسباب التي أدت إلى التأخر في انطالؽ مثؿ ىذه المشاريع في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تأخر صدور القوانيف المراسيـ المنظمة لنشاط حاضنات ومشاتؿ المؤسسات‪ ،‬حيث كاف صدور‬
‫أولى المراسيـ في سنة‪. 2003‬‬

‫‪ -‬ضعؼ التنسيؽ بيف مختمؼ ىيئات التنمية بما في ذلؾ الجامعات ومؤسسات البحث مف جية‪،‬‬
‫وقطاع اإلنتاج مف جية أخرى‪ ،‬وكذلؾ فيما بيف مؤسسات التمويؿ واألبحاث واالستشارات؛‬

‫‪ -‬ضعؼ الوعي السياسي واالقتصادي بأىمية حاضنات األعماؿ في تنمية المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة؛‬

‫‪ -‬عدـ توفر اإلطارات والكفاءات الالزمة إلدارة وتسيير مثؿ ىذه الحاضنات والمشاتؿ؛‬

‫‪ -‬العقبات والعراقيؿ البيروقراطية التي ال تزاؿ تعاني منيا اإلدارات والييئات العمومية في‬
‫الجزائر‪ ،‬والتي تشكؿ أىـ عائؽ في إنشاء الحاضنات والمشاتؿ؛‬

‫‪ -‬ضعؼ النظاـ المصرفي يبقى عائؽ دائـ ومستمر في وجو مصادر تمويؿ ىذه الحاضنات في‬
‫الجزائر‪...‬‬

‫برحومة عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.01‬‬ ‫‪2‬‬

‫عمار زودة ‪ :‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪19‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪012‬‬
‫نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪.4‬سبل تفعيل وترقية حاضنات األعمال في الجزائر‪:‬‬

‫يتطمب ضماف تفعيؿ حاضنات األعماؿ في الجزائر تعبئة شاممة لممجيدات والموارد إلقامة حاضنات‬
‫نموذجية‪ ،‬وقناعة منا أنو لكي ترتقي الجزائر بحاضناتيا إلى مستوى يسمح ليذه األخيرة أف تحقؽ األىداؼ‬
‫المرجوة منيا البد أف تتوفر جممة مف العوامؿ نمخصيا فيما يمي‪:2‬‬

‫‪ -‬وجود بحث عممي قوي ومبدع ومؤسسات بحثية قادرة عمى المساىمة في النمو االقتصادي‪،‬‬
‫عف طريؽ نقؿ وتوطيف التكنولوجيات الجديدة التي تؤدي إلى استحداث منتجات أو خدمة جديدة أو‬
‫تحسيف جودتيا؛‬

‫‪ -‬تشجيع ودعـ أنظمة التمويؿ خارج نظاـ القروض المصرفية بيدؼ دعـ وتطوير القدرة التمويمية‬
‫مف جية وفتح مداخؿ جديدة لمتمويؿ أماـ الصناعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مثؿ مشروعات شركات‬
‫توظيؼ األمواؿ وشركات رأس الماؿ المخاطر وشركات التأجير والبنوؾ اإلسالمية؛‬

‫‪ -‬وجود وانتشار ثقافة العمؿ الحر والتقاوؿ‪ ،‬فتنمية المشروعات الصغيرة ال يمكف أف تزدىر إال‬
‫في مجتمع تتوفر فيو روح الريادة وحب العمؿ الحر‪ ،‬وتواجد مجموعة مف رجاؿ األعماؿ أصحاب‬
‫المواىب اإلدارية الخاصة‪ ،‬واالستعداد لممخاطرة‪ ،‬وتبني أفكار جديدة؛‬

‫‪ -‬اختيار المؤسسات المنتسبة وفقا لخبرة أصحابيا وكفاءتيـ‪ ،‬واإلمكانية التسويقية لمنتجاتيا ‪،‬‬
‫وتكامميا مع بقية المؤسسات المنتسبة لمحاضنة‪...‬‬

‫برحومة عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪.11:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪011‬‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‬

‫من خالل ما حاولنا التطرق إليو في بحثنا ىذا يمكن القول أن المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫تمعب دو ار ىاما في التنمية الشاممة و ذلك من خالل ما تتميز من خصائص و ما تساىم بو اقتصاديا و‬

‫اجتماعيا ‪،‬لكن رغم الدور الفعال الذي تمعبو ىذه المؤسسات إال أنيا تواجو العديد من المعوقات و‬

‫المشاكل التي تحد من قدرتيا عمى أداء دورىا عمى أكمل وجو ‪ ،‬من بين ىذه المشاكل نجد تكمفة و ندرة‬

‫رأس المال الالزم لتسييرىا و كذلك ضعف القدرات اإلدارية باإلضافة إلى مشكالت حول عدم وفرة‬

‫البيانات المالية و الحاسبية ‪.‬‬

‫و مما يستخمص من ىذا البحث أن مشكل التمويل يعتبر من أىم المشاكل و العقبات التي‬

‫تعترض المؤسسات الصغيرة و المتوسطة حيث ال تكفي مواردىا الذاتية لتمويل نشاطيا و تجديدىا ‪،‬‬

‫حيث أن المؤسسات المصرفية ال تيسر ليذه المشاريع عممية التمويل بسبب عدم امتالكيا الضمان الذي‬

‫يتعين تقديمو عند طمب القرض ‪.‬‬

‫و بعد توضيح مشكمة تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و محدودية الصيغ التمويمية‬

‫التقميدية لذا حاولنا من خالل ىذا البحث اقتراح مصادر تمويمية حديثة و إبراز فعاليتيا في تمويل ىذه‬

‫المؤسسات حيث تكمن فعالية ىذه المصادر في أنيا تسمح بتطوير طرق تقديم الخدمات المالية و‬

‫تن ويعيا و تكييفيا مع احتياجات المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من خالل توفير تشكيمة واسعة و‬

‫متنوعة من أنماط التمويل الحديثة التي تستجيب لمختمف مستويات نمو المشاريع ‪ ،‬و من بين األنماط‬

‫التي تعرضنا ليا ‪ :‬التمويل ألتأجيري و تحويل عقد الفاتورة و كذلك التمويل بتقنية أرس المال المخاطر و‬

‫حاضنات األعمال ‪.‬‬

‫‌ه‬
‫الخاتمة‬

‫و من أجل التأكيد عمى فعالية ىذه المصادر التمويمية الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة و‬

‫المتوسطة قمنا بدراسة ىذه المصادر في الواقع الجزائري و في األخير توصمنا إلى جممة من النتائج‬

‫نستعرض الى أىميا في النقاط التالية ‪:‬‬

‫النتائج‬

‫‪ -1‬تمعب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة دو ار فعاال في تحقيق التنمية االقتصادية و االجتماعية لمدول؛‬

‫‪ -2‬تواجو المؤسسات الصغيرة و المتوسطة مشاكل عديدة أىميا المشاكل المالية التي تحد من نشاط و‬

‫استم اررية ىذه المؤسسات ؛‬

‫‪ -3‬افتقار الجياز التمويمي الجزائري إلى اآلليات و االبتكارات التمويمية السائدة في البمدان المتطورة و‬

‫اقتصاره عمى الصيغ التقميدية فحسب ؛‬

‫‪ -4‬اتخذت الحكومة الجزائرية عدة تدابير و حمول التي تواجييا ىذه المؤسسات اال أن‬

‫‪ -5‬تعتبر مشكمة التمويل أولى أىم المشكالت التي تواجييا المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬عمى‬

‫الرغم من بساطة و قمة حجم رأس المال ؛‬

‫‪ -6‬محدودية النظام المصرفي في تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة اذ أنو مازال ال يتوافق و‬

‫احتياجات المؤسسات الصغيرة ؛‬

‫‪ -7‬يعتبر التمويل عن طريق التأجير التمويمي و عقد تحويل الفاتورة و تقنية رأس المال المخاطر و‬

‫حاضنات األعمال فعاال في مواجية مشكل الذي يعتبر من أصعب ما تواجيو المؤسسات ؛‬

‫‪ -8‬لكل مصدر تمويمي خصائصو المميزة التي قد تجعمو مصد ار مالئما فانو يصبح عمى عاتق أصحاب‬

‫المؤسسات اختيار تمك المصادر التمويمية األكثر مالئمة وبناء الييكل التمويمي الذي يحقق التوازن‬

‫بالييكل المالي ؛‬

‫‌و‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -9‬تكتسي الصيغ التمويمية المستحدثة أىمية كبيرة كبدائل تساىم في التخفيف من حدة المشكل التمويمي‬

‫المطروح وبشروط مالئمة سواء تعمق األمر بالمؤسسات القديمة أو الجديدة ‪ ،‬نظ ار لما تتمتع بو ىذه‬

‫الطرق من مزايا ‪.‬‬

‫التوصيات‬

‫‪ -1‬إنشاء بنوك خاصة لتمويل ىذا النوع من المؤسسات و ذلك لمقضاء عمى المشكل نيائيا ؛‬

‫‪ -2‬تسريع وتيرة اإلصالح البنكي و إعطاء حرية أكثر لمبنوك في مجال التعامل بالبدائل و الصيغ‬

‫التمويمية ؛‬

‫‪ -3‬تييئة المحيط الخارجي لالعتناء أكثر بكل العوامل المساعدة عمى ترقية ىذه الصيغ التمويمية‬

‫المستحدثة ؛‬

‫‪ -4‬تشجيع إنشاء شركات رأس المال المخاطر الوطنية و األجنبية و ذلك بدعم أساليب الشراكة في‬

‫الميدان مع الشركات األجنبية المتخصصة في ىذا المجال مما يسمح بتقسيم و توزيع المخاطر و‬

‫تبادل الخبرات و التجارب ؛‬

‫‪ -5‬تشجيع إنشاء مؤسسات متخصصة في قرض اإليجار و توسيع مجال نشاطيا لكل القطاعات‬

‫االقتصادية عن طريق سياسة تفضيمية حسب ما تقتضيو التوجيات العامة لمسمطات االقتصادية‬

‫‪ -6‬تشجيع الدولة عمى إنشاء ىذه الصيغ التمويمية المستحدثة عن طريق مختمف اآلليات التي تممكيا و‬

‫محاولة تعميم إنشاء مثل ىذه الشركات حتى لدى القطاع الخاص ؛‬

‫‪ -7‬ترقية و توسيع التمويل باألساليب التمويمية المتداولة عالميا بتوفير المناخ المالئم ؛‬

‫‪ -8‬تطوير حاضنات األعمال و الحاضنات التكنولوجية و التوسع فييا بحيث تقدم المساندة لممشروعات‬

‫الصغيرة و المتوسطة و النظر في تنظيم بعض الحاضنات في عناقيد صناعية تؤسس ألنشطة‬

‫متكاممة ؛‬

‫‌ز‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -9‬إيجاد صندوق خاص إلنشاء حاضنات متخصصة في كافة أنحاء واليات الجزائر و لتقديم كافة‬

‫أشكال الدعم الفني و المادي ليذه الحاضنات؛‬

‫ضرورة متابعة الشباب المستفيد من الحاضنات بعد الخروج بمشاريعيم ‪ ،‬و محاولة‬ ‫‪-11‬‬

‫مساعدتيم لمنيوض بأعماليم ولو لفترة زمنية محدودة حتى تستطيع المؤسسة االعتماد عمى نفسيا‬

‫بشكل تام ‪.‬‬

‫‌ح‬
‫قائمة المراجع‬
‫أوال ‪ :‬الكتب‬

‫‪ –1‬أحمد بوراس‪ ،‬أسواق رؤوس األموال‪ ،‬مطبوعات جامعة منتوري قسنطينة‪.2002 ،‬‬
‫‪ -2‬احمد بوراس‪ ،‬تمويل المنشات االقتصادية ‪،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪. 2008،‬‬
‫‪ -3‬احمددد سددليمان نة دوانة‪ ،‬المصااارا االسااا مية‪ ،‬عددالم البتددح الحددديث ‪ ،‬للنشددر والتوزيع‪،‬عمددان‬
‫‪،‬طبعة أولى‪،2008،‬‬
‫‪ - 4‬الط دداىر لطد ددرش‪ ،‬تقنيااااات البنااااو ‪ ،‬دي د دوان المطبوعد ددات الجامعيدددة‪ ،‬الطبعد ددة الرابعدددة‪،2005 ،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫الطيح الداودي ‪،‬االستراتجية الذاتية لتمويل التنمياة االقتصاادية‪ ،‬الطبعدة ‪، 01‬دار الفجدر للنشدر و‬
‫التوزيع‪.2008 ،‬‬
‫‪ -5‬توفيق عبد الحميد يوسف‪ ،‬إدارة األعمال التجارية‪ ،‬دار الةفاء للنشر والتوزيدع‪ ،‬عمدان‪ ،‬طبعدة‬
‫األولى‪.2002 ،‬‬
‫‪ -6‬جميل أحمد توفيق‪ ،‬أساسيات االدارة المالية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬بيروت بدون سنة نشر‪.‬‬
‫‪ -15‬حريب ددم محم ددد عري ددات‪ ،‬يعي ددد جمع ددة ع ددل‪ ،‬إدارة المصااااارا االساااا مية ‪ ،‬دار وائ ددل للنش ددر‬
‫والتوزيع عمان ‪،‬الطبعة األولى‪. 2010 ،‬‬
‫‪ -7‬حمزة محمود الزبيدي‪ ،‬االدارة المالية المقدمة ‪،‬الوراق للنشر والتوزيع‪. 2004،‬‬
‫والتوزيع‬ ‫‪ - 8‬نالد الزاوي‪ ،‬التحميل المالي لمقاوام المالياة واالاصاال المحاسابي‪ ،‬دار المسديرة للنشدر‬
‫والطباعة‪ ،‬الطبعة األولى‪.2000 ،‬‬
‫‪ -9‬نالد امين عبد اهلل‪ ،‬إسماعيل إبدراىيم الطدراد‪ ،‬إدارة العممياات المصاراية المحمياة والدولياة‪ ،‬دار‬
‫وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪.2006 ،‬‬
‫‪ -10‬عبدددد المطلد ددح عبدددد الحميد ددد‪ ،‬اقتصاااااديات تموياااال المشااااروعات الصاااا يرة‪ ،‬الد دددار الجامعيد ددة‬
‫اإلسبندرية‪ ،‬مةر ‪.2009‬‬
‫‪ -11‬فتحم السيد عبده أبو سيد أحمدد‪ ،‬الصناعات الص يرة ودورها اي التنمياة الال حياة‪ ،‬مؤسسدة‬
‫شباح الجامعة‪ ،‬جامعة عمر المنتار‪ ،‬الجماىيرية الليبية‪.5002 ،‬‬

‫‪ -12‬باس ددر النة ددر المنة ددور وش ددوقم ن دداجم‪ ،‬إدارة المشااااروعات الصاااا يرة‪ ،‬إدارة حام ددد للنش ددر‪،‬‬
‫عمان‪ -‬األردن‪.2000 ،‬‬
‫‪ - 13‬محمددد وحيددد بدددوي‪ ،‬تنميااة المشااروعات الص ا يرة الشااباي المااارجيا ومااردود االقتصاااد‬
‫واالجتماعي‪.2004 ،‬‬
‫‪ - 14‬منى طلعت محمود‪ ،‬التنمية والمجتمع‪ ،‬المبتح الجامعم الحديث‪ ،‬مةر‪.2001 ،‬‬
‫‪ - 15‬ناجم المرتجم‪ ،‬المشروعات الص يرة والمتوسطة‪ ،‬مالهو ومشك ت إطار التطوير‪ ،‬جامعة‬
‫ال اىرة‪ ،‬مةر‪.2004 ،‬‬
‫‪ - 16‬نبي ددل جد دواد‪ ،‬إدارة وتنمياااة المؤسساااات الصااا يرة والمتوساااطة‪ ،‬الطبع ددة األول ددى‪ ،‬المؤسس ددة‬
‫الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪.2007 ،‬‬
‫‪ -17‬ديمون يوسف فرحات‪ ،‬المصارا االس مية‪ ،‬الطبعة األولى‪.2004 ،‬‬
‫‪ -18‬رضدوان وليددد العمدار‪ ،‬أساساايات اااي االدارة الماليةلماادمل إلا قا اررات االساات مار‪ ،‬وسياسااات‬
‫التمويل) ‪،‬دار المسيرة للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬األردن‪.1997 ،‬‬

‫‪ -19‬سدامر جلددة‪،‬البناو التجارياة والتساويق المصاراي‪،‬دار أسدامة للنشدر والتوزيدع ‪،‬األردن ‪.‬طبعدة‬
‫األولى‪. 2009 ،‬‬
‫‪ -20‬سعاد نايف البرنوطم‪ ،‬إدارة المشروعات الص يرة‪ ،‬الطبعة‪ ،01‬دار وائل للنشر ‪.2005‬‬
‫‪ -21‬الس ددعيد فرح ددات ‪ ،‬جمعي ددة األداء الم ددالم لمنظم ددات األعم ددال ‪ ،‬دار المد دري للنش ددر ‪ ،‬المملب ددة‬
‫العربية السعودية ‪. 2000 ،‬‬
‫‪ -22‬سددمير محمددد عبددد العزيددز ‪ ،‬التااارجير التماااويمي ‪ ،‬مبتبددة و مطبعددة ااشددعاع الفنيددة ‪ ،‬الطبعددة‬
‫ااولى ‪. 2001،‬‬
‫‪ -23‬سدمير محمددد عبددد العزيدز التموياال الواصا ل مماال الهياكاال الماليااة ‪، .‬مبتبددة ومطبعددة اإلشددعاع‬
‫الفنم لبنان‪1997 ،‬‬
‫‪ -24‬الطاىر لطرش‪ ،‬تقنيات البنو ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪.2001‬‬
‫‪ -25‬طددو محمددد أبددو الع د ‪ ،‬االيجااار التمااويمي لممعا نادات االنتاجيااة‪ ،‬منش د ة المعددارف‪ ،‬اإلسددبندرية‪،‬‬
‫‪.2005‬‬

‫‪ -26‬ع دداطف الش ددبراوي إبد دراىيم‪ ،‬حاضااانات األعماااال مالااااهي مبدمياااة وتجااااري عالمياااة‪ ،‬المنظم ددة‬
‫اإلس مية للتربية والعلوم‪.5002 ،‬‬
‫‪ -27‬عبددد الحبدديم ب ارجددة ‪ ،‬علددم ربابعددة ‪ ،‬االدارة التحمياال المااالي ‪ ،‬دار الةددفاء للنشددر و التوزيددع ‪،‬‬
‫الطبعة ااولى ‪2000 ،‬‬
‫‪ -28‬عبد الرحمن يسري احمد ‪ :‬تنمية الةناعات الةغيرة ومشب ت تمويليا‪ ،‬دار الجامعية للنشر‬
‫والتوزيع ‪،‬اإلسبندرية مةر ‪1996‬‬

‫‪ -29‬عبد ددد الس د د م أبد ددو قحد ددف‪ ،‬العولمااااة وحاضاااانات األعمااااال‪،‬مبتبد ددة ومطبعد ددة اإلشد ددعاع الفنيد ددة‪،‬‬
‫اإلسبندرية‪.‬‬
‫‪ -30‬عب ددد الغف ددار حنف ددم ‪ ،‬رس ددمية قري دداقس ‪ ،‬االسااات مار و التمويااال ‪ ،‬مؤسس ددة ش ددباح الجامع ددة ‪،‬‬
‫اإلسبندرية ‪. 2001‬‬
‫‪ -31‬عمر حسين‪ ،‬الموسوعة االقتصادية‪ ،‬مةر‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪.2000،‬‬
‫‪ -32‬فريد بوشيرة التمويل االدار ‪ ،‬الجزء الثانم ‪.1945،‬‬
‫‪ -33‬فيةل جميل السعايدية‪.‬فضال عبد اهلل فريد‪ :‬الملنص الوجيز لإلدارة المالية والتحليل المدالم‪.‬‬
‫‪،‬مبتبة العربم للنشر والتوزيع ‪.،‬الطبعة األولى‪.2004 ،‬‬
‫‪ -34‬فية ددل جمي ددل السعايدية‪.‬فض ددال عب ددد اهلل فري ددد‪ ،‬المممااال الاااوجيز لاااادارة المالياااة والتحميااال‬
‫المالي‪، .‬مبتبة العربم للنشر والتوزيع ‪.‬الطبعة األولى‪.2004 ،‬‬
‫‪ -35‬ماجدددة العطيددة‪ ،‬إدارة المشااروعات الص ا يرة‪ ،‬الطبعددة األولددى‪ ،‬دار الميسدرة للنشددر و التوزيددع و‬
‫الطباعة‪ ،‬عمان‪.2002 ،‬‬
‫‪ -36‬محمد ددد حسد ددين الوادي‪،‬حسد ددين محمد ددد سد ددمحان‪،‬المصااااارا االساااا مية‪،‬دار النشاااار والتوزيااااع‬
‫والطباعة ‪،‬عمان‪،‬الطبعة الثانية ‪. 2008‬‬
‫‪ -37‬محمددد شددفيق حسددين الطيددح‪ ،‬محمددد إب دراىيم عبيدددات‪ ،‬أساسدديات اإلدارة الماليددة‪.،‬دار المسددت بل‬
‫للنشر ‪،‬والتوزيع ‪،‬عمان‪-‬األردن‪.2007،‬‬
‫‪ -38‬محمددد ةددالح الحندداوي‪ ،‬أدوات التحليددل والتنطدديط فددم اإلدارة الماليددة‪ ،‬دار الجامعيددة المة درية‬
‫‪،‬مةر ‪.‬‬
‫‪ -39‬محمد ةدالح الحنداوي‪ ،‬السديد عبدد الفتداح عبدد السد م ‪،‬المؤسساات المالياة البورصاة والبناو‬
‫التجارية‪،‬الدار الجامعية ‪. 1998‬‬
‫‪ -40‬محمد ةالح الحناوي‪،‬المؤسسات المالياة‪،‬الددار الجامعيدة للطبدع النشدر والتوزيدع‪ ،‬اإلسدبندرية‪،‬‬
‫‪. 1998‬‬
‫‪ -41‬محمددد ىيبددل‪ ،‬مهاااارات إدارة المشااروعات الصااا يرة‪ ،‬الطبعااة األولااا ‪ ،2003 ،‬مجموعددة نيددل‬
‫العربية‪ ،‬مةر‪.‬‬
‫‪ -42‬مة ددطفى رش دديد ش دديحة‪ ،‬النقااااود و المصااااارا االمتماااااا‪ ،‬ال دددار الجامعي ددة الجدي دددة للنش ددر و‬
‫الطباعة و اإلع م‪ ،‬اإلسبندرية ‪.1999‬‬
‫‪ -43‬مفتدداح محمددد ع ددل‪ ،‬مقدمااة اااي االدارة الماليااة التحمياال المااالي‪،‬دار المسددت بل للنشددر والتوزيددع‬
‫‪،‬عمان‪-‬األردن ‪.‬الطبعة‪،02‬سنة ‪.2000‬‬

‫‪ -44‬مفتاح محمد ع ل‪ ،‬مقدمة اي االدارة المالية التحميل المالي‪ ،‬دار المست بل للنشدر و التوزيدع‪،‬‬
‫عمان – األردن‪ ،‬الطبعة ‪ ،02‬سنة ‪.2000‬‬
‫‪ -45‬ىيثم محمد الزغبم‪ ،‬االدارة والتحميل المالي‪،‬دار الفبر للطباعة والنشدر والتوزيع‪،‬عمان‪،‬الطبعدة‬
‫األولى‪. 2000،‬‬

‫انيا ‪:‬المذكرات‬

‫‪ -1‬بلحمدي سيد علم ‪،‬المؤسسات الص يرة والمتوسطة كرداة لمتنمية االقتصادية اي ظل العولمة‬
‫حالة الجزامر‪ ،‬مذبرة ماجستير فم علوم التسيير فرع إدارة األعمال‪ ،‬جامعة البليدة‪.2006 ،‬‬
‫‪ -2‬حبيم شبوطم‪ ،‬دور المؤسسات الص يرة والمتوسطة عم تحقيق التش يل‪ ،‬مذبرة ماجستير‬
‫فم العلوم ااقتةادية‪ ،‬النشر جامعة الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ -3‬طلحم سماح‪ ،‬قرض االيجار و إشكالية تمويل المؤسسات الص يرة و المتوسطة‪ ،‬مذبرة‬
‫ماجيستار جامعة أم البواقم ‪.2007-2006‬‬
‫‪ -4‬يوسف قريشم‪ ،‬سياسة تمويل المؤسسات الص يرة والمتوسطة اي الجزامر أطروحة دكتورة‪،‬‬
‫تنةص تسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -5‬بولحيفية عبد البريم‪ :‬العجز المالي ومشكل التمويل اي المؤسسات االقتصادية العمومية‬
‫الجزامرية ‪.،‬مذبرة مجيستار ‪.‬بلية العلوم ااقتةادية والتسيير ‪.‬جامعة‪.‬منتوري‪ ،‬قسنطينة ‪.‬الجزائر‬
‫‪. 1998.‬‬
‫‪ -6‬إدريس محمد ةالح‪ ،‬المشاريع الص يرة والمتوسطة اي ليبيا ودورها اي عممية التنمية‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬األباديمية العربية المفتوحة‪ ،‬الدانيمارك‪.2009 ،‬‬
‫‪ -7‬برايس نورة‪ ،‬المشروعات الص يرة والمتوسطة واشكالية تمويمها‪ :‬دراسة حالة مؤسسة‬
‫‪ FERTIAL‬عنابة‪ ،‬رسالة ماجستير تنةص مالية المؤسسة‪ ،‬بلية العلوم ااقتةادية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة باجم منتار عنابة‪.2006 ،‬‬
‫ال ا ‪:‬الممتقيات و المج ت‬
‫‪ -1‬روابح عبد الباقم والعابد لزىر‪ ،‬تصحيح االبداع اي المؤسسات الص يرة والمتوسطة لتجربة‬
‫االتحاد الدولي)‪ ،‬ملت ى دولم حول اإلبداع والتغيير التنظيمم فم المنظمات الحديثة (دراسة‬
‫وتحليل تجارح وطنية ودولية)‪ ،‬جامعة سعد دحلم‪ ،‬البليدة‪ ،‬الجزائر‪ 14 ،‬ما ‪.2001‬‬
‫‪ -2‬أشرف محمد دوابة ‪ ،‬اشكالية تمويل المؤسسات الص يرة و المتوسطة اي الدول العربية ‪،‬‬
‫مدانلة ضمن ملت ى ت ىيل المؤسسات الةغيرة و المتوسطة ‪ ،‬بلية العلوم ااقتةادية ‪ ،‬جامعة‬
‫حسين بن بوعلم الجزائر ‪ -18-17‬أاريل ‪. 2006‬‬
‫‪ -3‬حربات السعيد ‪ ،‬برامج ترهيل المؤسسات الص يرة و المتوسطة اي الجزامر ‪ ،‬الملت ى الوطنم‬
‫الثانم ‪ ،‬جامعة العربم بن مييدي ‪ ،‬أم البواقم يومم ‪ 14-13‬نوامبر ‪.2012‬‬
‫‪ -4‬سعدة سعيدة‪ ،‬االمتماا التجار الطريقة الحدي ة لمتمويل دورة تدريبية حول تمويل المؤسسات‬
‫‪ ،2003‬علوم ااقتةاد والتسيير‪ ،‬جامعة منتوري‬ ‫الص يرة والمتوسطة‪ ،‬أيام ‪ 28 -25‬ما‬
‫قسنطينة ‪.‬‬
‫‪ -5‬بلعوج بلعيد ‪ ،‬ترجير األصول ال ابة كمصدر لتمويل المؤسسات الص يرة و المتوسطة ‪،‬‬
‫الملت ى الوطنم األول حول المؤسسات الةغيرة و المتوسطة و دورىا فم التنمية ‪-04-09 ،‬‬
‫‪ ، 2002‬بلية العلوم ااقتةادية و علوم التسيير جامعة ثلجم عمار ‪ ،‬ااغواط ‪.‬‬
‫‪ -6‬رحيم حسين ‪ ،‬التجديد التكنولوجي كمدمل استراتيجي لتدعي القدرة التنااسية لممؤسسة‬
‫الجزامرية ‪ ،‬حالة الصناعات الص يرة و المتوسطة ‪ ،‬ملت ى دولم حول تنافسية المؤسسة الةغيرة‬
‫و المتوسطة و تحوات المحيط ‪ ،‬جامعة بسبرة ‪-30-29 ،‬أكتوبر ‪. 2002‬‬
‫‪ -7‬عبد الجليل بوداح‪ ،‬بدامل التمويل المارجي اي المشروعات الص يرة والمتوسطة ‪ ،‬الدورة‬
‫التدريبية حول تمويل المؤسسات الةغيرة والمتوسطة وتطوير دورىا فم ااقتةاد المغاربية‪،‬‬
‫سطيف‪ -‬الجزائر‪ 28 -25 ،‬ما ‪.2003‬‬
‫‪ -8‬عمار زودة ‪ ،‬دور حاضنات األعمال اي تنمية قدرات المؤسسات الص يرة و المتوسطة –‬
‫حالة الجزامر – الملت ى الوطنم الثانم حول ‪ :‬المؤسسات الةغيرة و المتوسطة و التنمية المستدامة‬
‫‪ ،‬واقع و أفاق ‪،‬بلية العلوم ااقتةادية وعلوم التسيير ‪ ،‬جامعة العربم بن مييدي ‪ ،‬أم البواقم ‪.‬‬
‫‪ -9‬محمد عبد اليادي رشيد ‪ ،‬ارل اقامة حاضنات األعمال اي العراق لدع المشروعات‬
‫الص يرة ‪ ،‬م ال ‪ ،‬مجلة جامعة بغداد العراق ‪.‬‬
‫‪ -10‬برحومة عبد الحميد‪ ،‬ةورية بوطرفة‪ ،‬واقع حاضنات األعمال التقنية اي الجزامر و سبل‬
‫ت يير عم ضوء التجاري العالمية‪ ،‬مدانلة‪.3122 ،‬‬
‫سماح طلحم ‪ ،‬دور رأس المال المماطر اي دع و تمويل المؤسسات الص يرة و‬ ‫‪-11‬‬
‫المتوسطة ‪ ،‬مع عرض تجاري بعض الدول ‪ ،‬الملت ى الوطنم الثانم حول المؤسسات الةغيرة و‬
‫المتوسطة و التنمية المستدامة – واقع و أفاق ‪ -14-13‬نوامبر ‪ ، 2012‬بلية العلوم ااقتةادية‬
‫و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة العربم بن مييدي ‪ ،‬أم البواقم ‪.‬‬
‫‪ -12‬عبد الباقم روايج و طالبم نالد ‪ ،‬القرض االيجار كبديل تمويمي لممؤسسات الص يرة و‬
‫المتوسطة – حالة الجزامر – الملت ى الوطنم الثانم حول المؤسسات الةغيرة و المتوسطة و‬
‫التنمية المستدامة ‪ ،‬واقع و أفاق ‪ -14-13‬نوامبر ‪ ، 2012‬بلية العلوم ااقتةادية علوم التسيير‬
‫‪ ،‬جامعة العربم بن مييدي ‪ ،‬أم البواقم ‪.‬‬
‫‪ -13‬بريبش السعيد ‪ ،‬طبيح سارة ‪ ،‬البدامل التمويمية المتاحة لممؤسسات الص يرة و المتوسطة‬
‫بيا العروض النظرية و الصعوبات العممية ‪ ،‬الملت م الوطنم الثانم حول المؤسسات الةغيرة و‬
‫المتوسطة و التنمية المستدامة ‪.‬‬
‫‪ -14‬روينة عبد السميع وحجازي إسماعيل‪ ،‬تمويل المؤسسات الص يرة والمتوسطة عا طريق‬
‫شركات رأس المال المماطر‪ ،‬الملت ى الدولم حول متطلبات ت ىيل المؤسسات الةغيرة والمتوسطة‬
‫فم الدول العربية‪ 18-17 ،‬ااريل ‪ ،2006‬بلية العلوم ااقتةادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة‬
‫بن بوعلم ‪ ،‬الشلف‪.‬‬
‫‪ -15‬عبد اللطيف بلغرسة‪ ( ،‬آثار السياسة الن دية والمالية على ت ىيل المؤسسة اإلقتةادية )‪،‬‬
‫مجلة العلوم اإلقتةادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬العدد ‪. 2001 ، 1‬‬
‫‪ -23‬يوسف العشاح‪ ،‬ضمان ال روض للمؤسسات الةغيرة والمتوسطة‪ ،‬آلية تدعيم التمويل‪ ،‬مجلة‬
‫فضاءات المؤسسات الةغيرة والمتوسطة والةناعات الت ليدية‪ ،‬محاضرة التنمية‪ ،‬العدد‪ ،2‬الجزائر‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -17‬السعيد بريبة‪ ،‬فوزي شوقم‪ ،‬المؤسسات الص يرة و المتوسطة و التنمية المستدامة ‪ :‬واقع‬
‫وأااق‪ ،‬الملت ى الوطنم‪ ،‬جامعة العربم بن مييدي‪ ،‬أم البواقم‪ ،‬يومم ‪ 31-31‬نوامبر ‪5035‬‬
‫‪ -25‬بريبش السعيد‪ ،‬راس المال المماطر بديل مستحدث لتمويل المؤسسات الص يرة والمتوسطة‬
‫اي الجزامر‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد‪ ،2007 ،05‬جامعة قاةدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬النصول والتشريعات القانونية‬

‫‪ -1‬الجريدة الرسمية‪ 36 ،‬جويمية ‪ ،5000‬العدد ‪.11‬‬


‫‪ -2‬الجريدة الرسمية للجميورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ 77‬المتضما القانوا التوجيهي لترقية‬
‫المؤسسات الص يرة والمتوسطة‪ ،‬المواد (‪ ،)4،5،6،7‬ال انون رقم ‪ 18 -1‬المؤرخ يوم السبت ‪30‬‬
‫رمضاا ‪ 1420‬الموافق لد ‪.2001-12-15‬‬
‫‪ -3‬األمر رق ‪ 10/10‬المؤرخ فم ‪ 0110/10/01‬المتعلق بتطوير االست مار الصادر اي ‪-00‬‬
‫‪ ،0110-00‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.74‬‬
‫‪ -4‬ال انون التوجييم للمؤسسات الةغيرة والمتوسطة جريدة رسمية ‪.5003-35-32‬‬
‫‪ -5‬المرسوم التنفيذي‪ ،‬رقم ‪ ،192-02‬المؤرخ فم ‪ 33‬جويمية ‪.5005‬‬
‫‪ -6‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 141-05‬المؤرخ فم ‪ 33‬نوامبر ‪ ، 5005‬المتضمن إنشاء ةندوق‬
‫ضمان ال روض للمؤسسات الةغيرة والمتوسطة ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬بتاري ‪ 31‬نوامبر ‪، 5005‬‬
‫العدد ‪. 41‬‬
‫‪ -7‬المادة ‪ 2‬من المرسو التناليذ رق ‪ 87/30‬المؤرخ فم ‪ 5330/35/52‬المتضمن ال انون‬
‫األساسم لمشاتل المؤسسات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪.5330 ،30‬‬
‫‪ -8‬المرسوم الرئاسم رق ‪ ،311-01‬المؤرخ فم ‪ 36‬أاريل ‪ ، 5001‬المتضمن ال انون األساسم‬
‫لةندوق ضمان قروض إستثمارات المؤسسات الةغيرة والمتوسطة‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬بتاري ‪55‬‬
‫أاريل ‪ ، 5001‬العدد ‪. 54‬‬
‫‪ -9‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 510-03‬المؤرخ فم ‪ 1‬جويمية ‪ ، 5003‬المتضما تحديد كيالية سير‬
‫حساي الصندوق الوطني لترهيل المؤسسات الص يرة والمتوسطة‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬بتاري ‪6‬‬
‫جويمية ‪ ، 5003‬العدد ‪. 12‬‬
‫‪ -10‬قرار وزاري مشترك‪ ،‬مؤرخ فم ‪ 4‬ايالر ‪ ، 5004‬المتضمن تحديد إيرادات ونالقات الصندوق‬
‫الوطني لترهيل المؤسسات الص يرة والمتوسطة ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬بتاري ‪ 35‬مارس ‪، 5004‬‬
‫العدد ‪.35‬‬
‫‪ -11‬و ازرة المؤسسات الةغيرة والمتوسطة‪ ،‬معطيات إحصامية لسنة ‪.2006‬‬
‫‪ -12‬و ازرة المؤسسات الةغيرة والمتوسطة معطيات إحةائية لسنة ‪. 2007‬‬
‫‪ -13‬الةندوق الوطنم للضمان ااجتماعم لغير األجراء‪.‬‬
‫‪ -14‬و ازرة الةناعة وترقية ااستثمار‪.‬‬
‫‪ -15‬غرف الةناعة الت ليدية والحرف‪.‬‬

‫‪ -16‬المربز الوطنم للمعلومات اإلحةائية الجمربية السداسم األول ‪.)CNIS ( 2007‬‬


‫‪ -17‬و ازرة الةناعات والمؤسسات الةغيرة والمتوسطة وترقية ااستثمار‪ ،‬نشرية المعلومات‬
‫اإلحةائية للمؤسسات الةغيرة والمتوسطة رقم ‪.20‬‬
‫ األنترنت‬: ‫مامسا‬

1- http://www.cnes.dz/cnsedoc/.
2- www.arableasing-dz.com.
3- www.bea.dz.
4- http://www.anseg.dz.
5- www.albaraka-bank.com.
6- www.mlaleasing.com.
7- www.MLAleasing.com.
8- www.pmeast.dz.org.
‫‪2102-2102‬‬ ‫السنة الجامعية‪:‬‬

‫عموم اقتصادية‪ ،‬عموم التسيير‪ ،‬عموم تجارية‬ ‫الكمية‪:‬‬

‫عموم التسيير‬ ‫القسم‪:‬‬

‫ماستر مالية‬ ‫التخصص‪:‬‬

‫حساني عميمة‬ ‫االسم و المقب‪:‬‬

‫قريش عمار‬ ‫المشرف‪:‬‬

‫فعالية المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫عنوان المذكرة‪:‬‬

‫الممخص‬

‫نيدف من وراء ىذا البحث إلى إبراز فعالية المصادر التمويمية الحديثة في تمويل المؤسسات‬
‫الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬و ذلك من خالل مواجية الصعوبات التمويمية التي تعاني منيا بسبب الخصائص‬
‫التي تمتاز بيا ىذه المؤسسات ‪ ،‬وما تضعو المصادر التمويمية التقميدية و عمى رأسيا المؤسسات‬
‫المصرفية من شروط ومعوقات ؛ حيث توفر المصادر الحديثة تشكيمة واسعة و متنوعة من أنماط التمويل‬
‫الحديثة التي تستجيب لحاجيات ىذه المؤسسات و تتالءم مع الظروف البيئية المحيطة بيا ‪ ،‬بحيث تسمح‬
‫ليا الحصول عمى التمويل الالزم بسيولة وفي وقت قصير ‪ ،‬و من بين األنماط التي تم عرضيا ‪ :‬التمويل‬
‫التأجيري ‪ ،‬تحويل عقد الفاتورة ‪ ،‬و التمويل بتقنية رأس المال الخاطر و حاضنات األعمال ‪ ،‬كما رأينا‬
‫فعالية ىذه المصادر في الجزائر ‪.‬‬

‫الكممات المفتاحية ‪ :‬المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬المصادر التمويمية الحديثة ‪ ،‬التمويل التأجيري‬
‫تحويل عقد الفاتورة ‪ ،‬رأس المال المخاطر ‪ ،‬حاضنات األعمال ‪.‬‬

You might also like