Professional Documents
Culture Documents
فعالية المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة PDF
فعالية المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة PDF
الموضوع:
مذكرة مكممة ضمن متطمبات نيل شهادة ماستير في عموم التسيير تخصص ماليةLMD
السنت الجامعيت2102-2102:
شكر و عرف ان
ق ال تعالى ':و إن تأذن ربكم لئن شكرتم ألزيدنكم و لئن كفرتم أن عذابي شديد'
المطمب الثاني Aالعوامل المحددة الختيار مصادر التمويل وعوامل إيجاد بدائل
تمويمية>?...........................................................................................
مقدمة الفصل?8.....................................................................................
رقــــــم
الصفحة عنــــــــــــوان الجـــــــــــدول
الجــــدول
08 تقسيم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة حسب معيار عدد العمال واإليراد السنوي 10
12 تعريف المشرع الجزائري لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة 10
09 تطور تعدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر لمفترة()3122-2006
10
22 تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب قطاع النشاط لمفترة(-3112
10
)3122
26 تطور الناتج الداخمي الخام خارج المحروقات حسب الطابع القانوني
خالل الفترة 2005-2001م 10
28 يبين تطور القيمة المضافة حسب طبيعة النشاطات خالل الفـترة
1002-1002 10
124 توزيع مشاريع االستثمار المصرح بها حسب قطاع النشاط مجتمعة لعام 2011
00
125 الجدول رقم( -)14توزيع مشاريع االستثمار المصرح بها حسب قطاع النشاط
مجتمعة لعام 2011 00
129 يوضح وضعية الممفات المعالجة حسب المشاريع منذ 2004إلى غاية نهاية
.2011
00
149 مقارنة بين المشروعات الممولة برأسمال المخاطر والمشروعات الممولة ذاتيا في
أمريكا:
00
150 مقارنة بين المشروعات الممولة برأسمال المخاطر والممولة ذاتيا في فرنسا
00
00 الشكل البياني رقم( -)14تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة 10
حسب قطاع النشاط لمفترة(-)3112-3112
52 توزيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب الجهات لسنة 40
.3122
77 42
أشكال التمويل بالمشاركة
52 40
مخطط يوضح كيفية تطبيق عقد الفاتورة
55 47
مراحل تطور الحاضنات
747 40
العالقة بين الحاضنة التكنولوجية ومراكز البحوث/الجامعة والصناعة
740 45
أهمية حاضنات األعمال
771 74
مبدأ وأساس شركات رأس المال المخاطر
705 يبين التعامالت عن طريق القرض اإليجاري في 1992عمى المستوى 77
العالمي.
المقدمة العامة
-1المقدمة
تعتبر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من روافد التنمية االقتصادية و ذلك لمساىمتيا الفعالة في
تخفيض معدالت البطالة كما أنيا دعامة لتطوير القطاعات األخرى فيي تتمتع بمرونة كبيرة تسمح ليا
بالتكيف مع أي تغيير جديد في محيطيا العام ،كل ىذا يحتم عمى الحكومات تمويل ىذه الشريحة اليامة
من المؤسسات تمويال فعاال يضمن ليا البقاء و التوسع عمى اعتبار أن التمويل المنتظم يؤدي إلى
توازن المؤسسة و استقرارىا ،الشيء الذي يرفع من أدائيا و قدراتيا التنافسية ،ليذا حاولت العديد من
الدول أن توفر المناخ المالئم إلنشاء و توسيع مؤسساتيا الصغيرة و المتوسطة ال سيما من ناحية التمويل
،و عمى الرغم من ذلك تبقى ىذه المؤسسات تعاني من مشاكل و قيود في التمويل بسبب شروط و
مبادئ التمويل التقميدي و ذلك لقمة الضمانات التي يجب أن تقدم لمبنوك من جية و عدم قدرتيا عمى
الدخول األسواق المالية لقمة مواردىا من جية أخرى و ىنا تبرز المصادر الحديثة كأحد الوسائل الفعالة
في تمويل ىذه المؤسسات كبديل مستحدث لمتمويل التقميدي الذي يركز
اىتماماتو عمى الضمانات دون دراسة الجدوى و من ىنا تبرز اإلشكالية التالية:
-2اإلشكالية
و لموصول إلى اإلجابة عمى ىذه اإلشكالية قمنا بطرح األسئمة الفرعية التالية:
-التساؤالت الفرعية
-2ما ىي االحتياجات التمويمية لممؤسسات الصغيرة و المتوسطة في مختمف مراحل حياتيا ،و ما مدى
مالئمة مصادر التمويل المتاحة لتمبيتيا ؟ ،
-3ما ىي قيود التمويل عن طريق المصادر التقميدية التي تعاني منيا ىذه المؤسسات ؟
أ
المقدمة العامة
-4ما ىي أىم الصيغ التمويمية الحديثة المعتمدة في ترقية تمويل ىذه المؤسسات الصغيرة و المتوسطة؟
-5كيف تبرز فعالية ىذه المصادر الحديثة إذا ما قورنت بالمصادر التقميدية ؟
في ضوء اإلشكالية الرئيسية و من أجل اإلجابة عمى التساؤالت الفرعية تم صياغة الفرضيات التالية:
-3الفرضيات
-المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ركيزة أساسية لالقتصاد الوطني ليا دور في تحقيق التنمية االقتصادية
-تعاني المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مشاكل تمويمية تتمثل في نقص مصادر التمويل الطويمة و
المتوسطة األجل خاصة عند تطوير و توسيع نشاطيا
-ال تساىم صيغ و أساليب التمويل التي تعرضيا البنوك مساىمة فعالة في تنمية المؤسسات
-ضرورة مراعاة احتياجات المؤسسة الصغيرة و المتوسطة من خالل تطوير صيغ و أساليب التمويل
-تبرز فعالية المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بالتخمص من قيود التمويل
بالمصادر التقميدية .
-4أهمية الموضوع
و نظ ار ألىمية التمويل في المؤسسة الصغيرة و المتوسطة و كونو يندرج ضمن تخصصنا ىو ما حفزنا
عمى االىتمام بو و اختياره ليكون موضوع بحثنا ،فدراستنا تيدف إلى فيم ىذه التقنية التمويمية و محاولة
توضيحيا أكثر خاصة مع ظيور عدة مصادر حديثة نسبيا و غير معروفة لدى أغمبية المتعاممين
االقتصاديين ،و محاولة إبراز فعاليتيا .
-5الهدف من الدراسة
نيدف من خالل ىذه الدراسة إلى إلقاء الضوء عمى المشاكل و العراقيل التي تعاني منيا المؤسسات
الصغيرة و المتوسطة في مجال التمويل بالمصادر التقميدية و ضرورة وجود و استعمال مصادر أخرى من
اجل النيوض و الرقي بيذه المؤسسات التي تعتبر من عوامل و ركائز التنمية االقتصادية و لذلك و بناءا
عمى ما تقدم أردنا أن يكون ىذا البحث محاولة لبموغ األىداف التالية :
ب
المقدمة العامة
والمتوسطة ،أما المبحث الثالث يتمثل في دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية االقتصادية،
وفي المبحث الرابع تم التعرف عمى المشاكل التي تواجييا ىذه المؤسسات ،كما تم التطرق في الفصل
الثاني إلى إشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في أربعة مباحث :المبحث األول حول ماىية
التمويل ،أما المبحث الثاني تمثل في أنواع التمويل والعوامل المحددة ليا ،المبحث الثالث كان حول
مخاطر التمويل واجراءات تفادييا وأخي ار المبحث الرابع تناولنا مصادر التمويل التقميدية المتاحة أمام
المؤسسات الصغيرة والمتوسط ،أما الفصل الثالث تم التطرق فيو إلى المصادر الحديثة في تمويل
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،والمتمثمة في التمويل ألتأجيري ،وتحويل عقد الفاتورة والتمويل عن طريق
تقنية رأس المال المخطر وكذلك التمويل عن طريق حاضنات األعمال وفي الفصل ال اربع واألخير تم
التعرف عمى نصيب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر ،وذلك
إلبراز و التأكيد عمى فعالية ىذه المصادر التمويمية الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة .
د
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
تمييد
تعد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة النواة األساسية لبناء اقتصاد أي بمد،لذلك اىتم االقتصاديون
بدراستيا والبحث في خصائصيا وأساليب تطويرىا،مما جعميا تحتل مكانة ىامة لدى صانعي الق اررات و
أصحاب المشاريع،حيث يكمن دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،خاصة في محاربة البطالة من خالل
خمق مناصب شغل،وتحقيق النمو ودفع عجمة التنمية االقتصادية وىذا لما ليا من مردودية ىامة عمى
بناءا عمى ىذا سنتطرق في ىذا الفصل إلى مفيوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،وأنواع و
خصائصيا،ودورىا في التنمية االقتصادية و مدى مساىمتيا في االقتصاد الوطني ،و أيضا ما يواجييا
2
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
إن أحد أهم الجوانب التً ال زالت تشكل جدال بٌن الباحثٌن فً مجال المؤسسات الصغٌرة
والمتوسطة تلك المتعلقة بصٌاغة مفهوم شامل وموحد لها.
ٌمكن إرجاع صعوبات تحدٌد تعرٌف موحد للمؤسسات الصغٌرة و المتوسطة إلى عاملٌن أساسٌٌن
هما :
أ -عوامل اقتصادية :وتشمل
* اختالف مستويات النمو :إن تفاوت درجة النمو و التً تعكس تفاوت مستوٌات التكنولوجٌا
وأهمٌة الهٌاكل االقتصادٌة فً كل دولة تترجم اختالف النظرة للمؤسسات الصغٌرة و المتوسطة ،حٌث
أن المؤسسة الصغٌرة فً أي بلد صناعً متطور تعتبر كبٌرة فً بلد نامً ،إضافة إلى تباٌن شروط
النمو االقتصادي و االجتماعً عبر الزمن فالمؤسسة الكبٌرة الٌوم قد تصبح صغٌرة فً فترة أخرى.
* اختالف طبيعة النشاط االقتصادي :حٌث تختلف المؤسسات الصغٌرة و المتوسطة حسب
اختالف القطاعات االقتصادٌة ( صناعٌة ،تجارٌة ،زراعٌة ،خدمٌة ) وذلك الختالف الحاجة إلى العمالة
ورأس المال …الخ ،فالمؤسسات الصناعٌة عادة ما تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة وٌد عاملة كثٌفة
إضافة إلى هٌكل تنظٌمً أكثر تعقٌدا وهً أمر ال تطرح بنفس الحدة فً المؤسسات التجارٌة أو
الخدماتٌة.
* اختالف فروع النشاط االقتصادي :إن تفرٌع قطاع اقتصادي معٌن كالقطاع الصناعً إلى
صناعة استخراجٌة وأخرى تحوٌلٌة ،والقطاع التجاري إلى تجارة بالجملة وأخرى بالتجزئة كفٌل بظهور
اختالفات بٌن المشروعات من حٌث عدد عمالها وحجم استثماراتها ،إذ أن المؤسسة الصغٌرة أو
المتوسطة فً مجال الصناعات التعدٌنٌة قد تعتبر كبٌرة فً مجال الصناعات الغذائٌة أو التجارٌة.
ب -تعدد معايير التعريف أو التصنيف
ٌعتبر تعدد هذه المعاٌٌر بٌن الدول من أهم النقاط التً تزٌد من إشكالٌة إٌجاد تعرٌف موحد
للمؤسسات الصغٌرة والمتوسطة ،إذ قد وصل عددها فً بعض الدول إلى 28معٌارا كما هو الحال فً
بلجٌكا.1
1
حركات السعيد ،برامج تأىيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر ،الممتقى الوطني الثاني ،جامعة العربي بن
مييدي ،أم البواقي يومي 14-13نوفمبر 2012
3
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
.1معيار حجم العمالة :اختمف ىذا المعيار في الوقت الحالي عن الفترة الماضية وذلك بعدما
تمكنت الصناعات الصغيرة من الدخول في العصر واستخدم التكنولوجيا الحديثة ،حيث يتضاءل فييا
حجم العمالة بالمقارنة بالصناعات التي تستخدم ىذه التكنولوجية ويتراوح ىذا العدد بين 01عمال و011
عامل في معظم الدول النامية ،بينما يختمف في الدول المتقدمة صناعيا إذ يتراوح بين 011و511
عامل.
.2معيار رأس المال المستثمر :أنصار ىذا المعيار يرون أن رأس المال المستثمر بالمنشأة قد
يكون ىو العامل األكثر فعالية ،وبصفتو المعيار السميم لمتمييز والتفرقة بين األحجام المختمفة لممنشأة إال
أن ثمة صعوبة تثار بصدد استخدام ىذا المعيار ،وتتعمق ىذه الصعوبة بضرورة تحديد المقصود من رأس
المال الثابت فقط ،ويعبر رأس المال الثابت عن قيمة األرض والمباني واآلالت والمعدات وغيرىا من
التجييزات اإلنتاجي ة المختمفة الالزمة لممشروع والتي تعكس حجم الطاقة اإلنتاجية لممشروع ،أما رأس
المال العامل المتغير فيو يمثل المواد المتغيرة لممشروع من المخزون السمعي لممواد األولية ،الخامات،
1
الوقود ،وما يمزم لدفع أجور العمال...الخ.
.3معيار العمالة و رأس المال :أو ما يسمى بالمعيار الثنائي أو المزدوج ،وذلك يوضع حد
أقصى لمعمالة بجانب مبمغ معين لالستثمارات الرأسمالية في المشروعات الصغيرة ،ويعتبر ىذا المعيار
من أكثر المعايير استخداما في قياس المشروعات في المنشئات الصناعية التي ال يزيد عدد عماليا عن
011عامل ،وال يزيد حجم رأس ماليا الثابت عن مميون و أربعة مئة ألف بعد استبعاد األرض والمباني،
وبالمقارنة يعتبر المشروع صغي ار في اليابان إذ قام بتوظيف 311عامل ما ال يقل ورأس مال مستثمر
1
-فتحي السيد عبده أبو سيد أحمد ،الصناعات الصغيرة ودورىا في التنمية الفالحية ،مؤسسة شباب الجامعة ،جامعة عمر المختار،
الجماىيرية الميبية ،2005 ،ص .26
4
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
قدره 28511ألف دوالر ،بينما يعتبر المشروع صغي ار في الواليات المتحدة األمريكية إذ قام بتوظيف ما ال
1
يقل عن 511عامل.
ب .المعايير النوعية :إن استعمال المعايير الكمية وحدىا لتحديد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة غير
كاف بصورة دقيقة لذا نحتاج إلى مجموعة من المعايير المكممة وىي المعايير النوعية المتمثمة في:
.1معيار الممكية "قانوني" :يعرف الشكل القانوني لممؤسسة الصغيرة والمتوسطة بأنو اليوية
الرسمية التي تمنحيا الدولة عند تكوينيا ،فيي التي تحدد الواجبات وحقوق المؤسسة وكذلك تنظم العالقات
مع كافة األطراف التي تتعامل معو ،أي ممكية ىذا النوع من المؤسسات يعود أغمبيا إلى القطاع الخاص
في شكل مشروعات فردية أو جماعية "عائمية" وفي ىذا المعيار يعتبر المالك ىو الذي يقوم باتخاذ القرار.
.2معيار االستقاللية "المسؤولية" :تعود معظم الق اررات المتخذة داخل المؤسسة لممالك فيو
يجمع بين عدة وظائف في آن واحد ،وبالتالي لو تأثير عمى التنظيم والييكمة وأسموب اإلدارة ،كما يقوم
بتحديد مخاطر متعمقة باألزمة المالية ،ويشرف عمى العديد من الوظائف كالتمويل والتسويق واإلنتاج
2
ويجب التعامل مع الصفقات بخبرة عالية.
.3طبيعة الصناعة :وكما تسمى أيضا بمعايير طبعية وسائل اإلنتاج ،حيث تتوقف حجم
المؤسسة عمى أساس وسائل اإلنتاج المستعممة ،فنجد ىناك من المؤسسات التي تحتاج وحدات كبيرة من
العمل ووحدات صغيرة من رأس المال إلنتاج سمعتيا ،عمى سبيل المثال السمع االستيالكية تحتاج رأس
مال بوحدات صغيرة بينما العمل بوحدات كبيرة ،وىناك من الصناعات تحتاج إلى وحدات قميمة من العمل
ووحدات نسبية من رأس المال مثل الصناعات اليندسية المعدنية.
.4إدارة التنظيم :حسب ىذا المعيار نجد أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ليا ما يميزىا عن
المؤسسات كبيرة الحجم من حيث مستوى تنظيم المؤسسة ،وكيفية إدارتيا من حيث التنظيم الداخمي
1
-عبد المطمب عبد الحميد ،اقتصاديات تمويل المشروعات الصغيرة ،الدار الجامعية اإلسكندرية ،مصر ،2009ص
.22
2
-بمحمدي سيد عمي ،المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كأداة لمتنمية االقتصادية في ظل العولمة حالة الجزائر ،مذكرة
ماجستير في عموم التسيير فرع إدارة األعمال ،جامعة البميدة ،2006 ،ص .7
5
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
لممؤسسة ،أل نو غالبا ما ينقصو األصول العممية لتنظيم عممياتيا من حيث اإلدارة ،فإن المؤسسات
1
الصغيرة والمتوسطة عادة ما تدار بواسطة صاحب المؤسسة والذي ال ينطبق عميو صفة المتخصص.
.5مستوى التكنولوجيا المستخدمة :تميل المنشأة الصغيرة والمتوسطة إلى استخدام التكنولوجيا
بمستوى منخفض أو استخدام آالت ومعدات قديمة لغرض تخفيض التكاليف ،كما أن كونيا صغيرة يعني
أنيا تقوم بجزء من العممية اإلنتاجية أو التسويقية ،وعمى الرغم من جدارة ىذا المعيار فإن قياس مستوى
2
التكنولوجيا ليس سيال ويتطمب خبرات متخصصة في مجال تحديد درجة تقدميا.
نشير أنو تقريبا كل دولة من دول العالم تتفرد بتعريف خاص بيا بغض النظر عن التوصيات التي
تقدميا بعض المؤسسات والمنظمات الدولية ،فبعض الدول تقدم تعار يف ترتبط بدرجة نموىا االقتصادي
ودول أخرى تقدم تعارف قانونية ،كما ىو الشأن في الواليات المتحدة األمريكية أو اليابان والبعض األخر
يقدم تعار يف إدارية كما ىو الحال في ىولندا...الخ
أصدرت الواليات المتحدة األمريكية قانون األعمال لممؤسسة الصغيرة والمتوسطة في سنة 0953
وىو ما زال ساري إلى حد اآلن ،حيث تعتبر المؤسسة الصغيرة والمتوسطة بأنيا تمك المؤسسة التي يتم
امتالكيا وادارتيا بطريقة مستقمة ،ومن بين التعاريف لممؤسسة الصغيرة والمتوسطة في الواليات المتحدة
األمريكية ىو التعريف الذي اعتمدتو اتحاد المصارف األمريكية ،يؤكد اإلتحاد عمى أن ىناك العشرات
ومئات اآلالف من المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تتوسط بين الشركات والمؤسسات الكبيرة وبين
المستيمكين ،وىي تؤلف الوحدات األكثر عددا في أي نظام اقتصادي قياس وغيرىا من أنواع ممكية
المنشآت ويضم مجتمع المشروعات الصغيرة المصانع والمزارع والتجارة بالتجزئة ومحالت الخدمات
3
والحرفيين.
1
-كاسر النصر المنصور وشوقي ناجي ،إدارة المشروعات الصغيرة ،إدارة حامد لمنشر ،عمان -األردن ،2000 ،ص
.43
2
-عبد المطمب عبد الحميد ،مرجع سابق ،ص.24
3
-محمد وحيد بدوي ،تنمية المشروعات الصغيرة الشباب الخارجين ومردوده االقتصادي واالجتماعي ،2004 ،ص
.10
6
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
تعرف المؤسسات الصغيرة حسب المنظمة بأنيا المؤسسات التي يعمل بيا أقل من 01عمال ،أما
المؤسسات المتوسطة فيي التي يعمل بيا ما بين 01إلى 99عامل ،وما يزيد عن 99يعد صناعات
1
كبيرة.
.3تعريف بريطانيا:
عرف قانون الشركات البريطاني الذي صدر عام 0985المشروع الصغير والمتوسط بأنو ذلك
المشروع الذي يستوفي شرطين أو أكثر من الشروط التالية:
قام اإلتحاد األوروبي بإصدار تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة سنة 0996في توصيات
الموصوفة في تاريخ ، 0996/13/13المتعمقة بتعريف ىذه المؤسسات ويستخدم التعريف معيار عدد
3
العمال ،واإليراد السنوي أو إجمالي األصول ،باإلضافة إلى معيار االستقاللية.
1
-روابح عبد الباقي والعابد لزىر ،تصحيح اإلبداع في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (تجربة اإلتحاد الدولي) ،ممتقى
دولي حول اإلبداع والتغيير التنظيمي في المنظمات الحديثة (دراسة وتحميل تجارب وطنية ودولية) ،جامعة سعد دحمي،
البميدة ،الجزائر 14 ،ماي .2001
2
-نبيل جواد ،إدارة وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،الطبعة األولى ،المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر
والتوزيع ،لبنان ،2007 ،ص .25
3
-عبد المطمب عبد الحميد ،مرجع سابق ،ص .26
7
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
ال تتجاوز 5ماليين ال تتجاوز 7ماليين آورو أقل من 51 المؤسسات الصغيرة
آورو
ال تتجاوز 27 ال تتجاوز 4مميون آورو من 51إلى 251 المؤسسات المتوسطة
مميون آورو
قد اعتمد المشروع الجزائري عمى الجمع بين معيار عدد العمال ومعيار رقم األعمال ،أو الحصيمة
السنوية في تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،وىي المعايير التي اعتمد عمييا أيضا اإلتحاد
األوروبي فقد عرفيا القانون التوجييي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كما يمي:
تعرف المؤسسة الصغيرة والمتوسطة ميما كانت طبيعتيا القانونية أنيا مؤسسة إنتاج السمع أو
الخدمات؛
تشغل من 0إلى 251عامال؛
ال يتجاوز رقم أعماليا السنوي ممياري دينار ،أو ال يتجاوز مجموع حصيمتيا السنوية 511
مميون دينار؛
1
يستوفي معايير االستقاللية.
ويمكن تخميص تعريف المشروع الجزائري ليذه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجدول التالي:
1
-الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية ،العدد 77المتضمن القانون التوجييي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،
المواد ( ،)4،5،6،7القانون رقم 18 -1المؤرخ يوم السبت 30رمضان 1420الموافق لـ .2001-12-15
8
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
التتجاوز01مميون دج أقل من211مميون دج 9-0 المادة مؤسسة متناىية الصغر
17
يمكن لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة أن تأخذ عدة أشكال وأنواع وذلك حسب تعدد المعايير التي
سوف نتحدث ونذكرىا في ما يمي:
تنقسم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كغيرىا من المؤسسات حسب ىذا المعيار إلى:
.1المؤسسات الخاصة :ىي المؤسسات التابعة لمقطاع الخاص ،حيث تعود ممكيتيا لمخواص ،سواء كان
القطاع الخاص محميا أو عبارة عن إشيار أجنبي ،حيث وجد أن ىذا النوع من المؤسسات ىو أكثر
انتشا ار في العالم ،وتتخذ عدة أشكال يمكن إدراجيا ضمن مجموعتين أساسيتين ىما:
9
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
أ .المؤسسات الفردية :ىي المؤسسات التي يمتمكيا شخص واحدا وليذا النوع من المؤسسات
عدة مزايا منيا:
ب .1.شركات األشخاص :يمكن اعتبارىا بأنيا إعادة إنتاج لعدد من المؤسسات الفردية ،بحيث
تسمح بتجميع رؤوس األموال ،وتضم شركات التوصية البسيطة وشركات التضامن وشركات ذات
المسؤولية المحدودة.
ب .2.شركات األموال :تتكون من أشخاص يقدمون حصص عمى رأس ماليا عمى شكل أسيم،
وتتمثل في شركات التوصية وشركات المساىمة.
.2المؤسسات العامة :ىي المؤسسات التي تعود ممكيتيا إلى القطاع العام ويمكن تقسيميا إلى:
ىي المؤسسات التي تنشأ من قبل الوالية ،البمدية أو معا ،وتكون ذات أحجام صغيرة ومتوسطة
ويكمن نشاطيا في النقل والخدمات العامة.
1
وتضم الطرفين ،الدولة ممثمة في مؤسسة عمومية ،والقطاع الخاص.
1
-كاسر النصر المنصور وشوقي ناجي ،مرجع سابق ،ص .32
01
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
.1المؤسسات الصناعية :يقصد بالمشروعات الصناعية اإلنتاجية تحويل المواد الخام إلى المواد
مصنعة ،أو نصف مصنعة ،أو بتحويل المواد النصف مصنعة إلى مواد كاممة التصنيع أو التجييز
وتعبئتيا وتغميفيا ،وتتسع أنشطة القطاع الصناعي لتقديم مجاالت عديدة لنشاط المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة ويتم توظيفيا في ما يمي:
-صناعة السمع ذات المواصفات الخاصة لممستيمكين كمنتجات الخياطة وكذا الصناعات التي
تعتمد عمى العمل اليدوي والحرفي؛
-الصناعات التي تنتج منتجات سريعة التمف ،فتكون فترة التخزين لمنتجاتيا قصيرة جدا وىذا ما
يجعل ويبرر قرب المؤسسات من أسواق المستيمكين.
.3المؤسسات التجارية :ىم الوسطاء في قنوات التوزيع حيث ىم الذين يبيعون السمع إلى
المستيمك ،وال سيما في ىذه الحالة تجار البيع بالتجزئة ،أو يشترون البضائع لبيعيا إلى تجار التجزئة
ويسمى في ىذه الحالة تجار البيع بالجممة ،إن نظام اإلنتاج بالجممة يعتمد عمى المصنع الصغير
المتخصص فإنو يعتمد عمى المؤسسة التجارية الصغيرة ،وبالتالي مؤسسات التجارة ىي التي تقوم بيع
بإعادة السمع والمتوجات في حالتيا األولى دون إدخال عمييا أي تغيير ،وتشمل المتاجر بجميع أنواعيا.
.4المؤسسات الخدماتية :وتشمل المؤسسات العامة في مجال الخدمات وتقدم الكثير من
الخدمات إلى المستيمكين والييئات الحكومية والمؤسسات التي تيدف إلى تحقيق األرباح والى شركات
أخرى مثل الخدمات المصرفية الفندقية ،السياحة ،خدمات الصيانة أو خدمات النظافة والنشر واإلعالن.
إن الميزة الخاصة لممؤسسات العامة في مجال الخدمات ىي صغر حجميا ،كما أن معظميا يتطمب
استثما ار أوليا صغي ار أو يعتمد بصورة كبيرة عمى اإلشراف الشخصي الدقيق.
00
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
.5مؤسسات المقاولة :يعتبر ىذا النوع من المؤسسات من أىم أشكال التكامل الصناعي
الحديث ،ونعني بو تجسيد التعاون بين المؤسسات الكبيرة ،والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
ونقول أن المقاولة الباطنية وسيمة بموجبيا يقوم المتعيد بإتمام أعمال معينة لمغير بمقابل،ومن
أىم ال مجاالت التي تعمل فيو ىذه المؤسسات ىو قطاع البناء واألشغال العمومية ،وكما تعتبر المقاولة
الباطنية وسيمة لخمق مناصب العمل وتنمية الصناعات ،تساعد عمى تحقيق تقسيم العمل وحل المشاكل
التسويقية ،وتأخذ األشكال التالية:
-تنفيذ األشغال :حيث تقوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بقيام وتنفيذ األشغال لصالح مؤسسات
أخرى و ذلك خالل مدة محددة بمقابل؛
-اإلنتاج :في ىذه المرحمة يتم إنتاج قطاع غيار وبعض المعادن حسب المواصفات المتفق عمييا؛
-تقديم الخدمات :المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تقدم خدمات لفائدة جيات مختمفة مثل :الدراسات
1
وتقديم استشارات فنية.
ثالثا :تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب طبيعة العمل:
من خالل تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب طبيعة تنظيم العمل يمكن أن نميز بين
نوعين من المؤسسات وىي:
.1المؤسسات المصنعة :تشمل كل المصالح الصغيرة والمتوسطة ،وتتميز بتقسيم العمل وتعقيد
العمميات اإلنتاجية ،واستخدام األساليب الحديثة في التسيير واتساع أسواقيا وطبيعة السمع المنتجة.
.2المؤسسات الغير مصنعة :ىي المزيج بين النظام العائمي والنظام الحرفي ،حيث يعتبر
اإلنتاج العائمي الموجو لالستيالك الذاتي أقدم شكل في تنظيم العمل،أما اإلنتاج الحرفي فيصنع بموجبو
2
سمع أو منتوجات حسب احتياجات الزبائن.
1
-بمحمدي سيد عمى ،مرجع سابق ،ص .16
2
-يوسف قريشي ،سياسة تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر أطروحة دكتورة ،تخصص تسيير ،جامعة
الجزائر ،2005 ،ص .16
02
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
ىذا التصنيف يركز عمى اإلمكانيات اإلنتاجية والتسييرية التي تعتمدىا المؤسسة خالل عممياتيا
اإلنتاجية ونجد:
.1المؤسسات العائمية :يمثل ىذا النوع من المؤسسات أصغر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،
حيث نجد عممياتيا اإلنتاجية غير مكمفة ألنو تم االعتماد عمى ميارات و مجيودات أفراد العائمة في أغمب
األحيان ،وتتميز أيضا بمنتجاتيا التقميدية وتكون بكميات محدودة جدا ،ويمثل مقر ىذه المؤسسة في
المنزل ،فعمى سبيل المثال بعض الدول األوروبية (سويسرا) نجد معظم القطع الصغيرة التي تحتاجيا
شركة SWATCHيتم توفيرىا من طرف العائالت البسيطة تقوم التي بتزويدىا في إطار ما يعرف
بالمقاولة الباطنية.
.2المؤسسات الحرفية :ىذا النوع ال يختمف كثي ار عن المؤسسات العائمية ،ولكن ما يميزه كونيا
قد تستعين بالعامل األجير األجنبي عن العائمة وممارستو تتم في محل معين وليس المنزل ،وتتميز
ببساطة في المعدات المستعممة لمنشاط اإلنتاجي.
.3المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتطورة والشبو متطورة :تتميز ىذه المؤسسات عن سابقييا
باعتمادىا عمى طرق إنتاجية وادارية حديثة ومتطورة ،سواء من ناحية استخدام رأس مال ثابت أو من
ناحية التكنولوجيا التي تختمف درجاتيا بين المؤسسات المتطورة وشبو متطورة ،وتتميز بأنيا تنشط في
إطار القطاع الرسمي في أغمب األحيان ،كما تتميز منتجاتيا بدرجة تطور العصرنة ،وأيضا تتميز بوجود
نظام ىيكمي بسيط واستعمال أيدي عاممة أجيرة ،وىذه المؤسسات تساعد عمى دفع عجمة التنمية
1
االقتصادية.
.1مؤسسات إنتاجية استيالكية :يتمثل نشاطيا في تصنيع المنتجات الغذائية وتحويل المنتجات
الفالحية ومنتجات الجمود لألحذية والنسيج والورق ،ومنتجات الخشب ومشتقاتو.
1
-منى طمعت محمود ،التنمية والمجتمع ،المكتب الجامعي الحديث ،مصر ،2001 ،ص .305
03
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
.2مؤسسات إنتاج السمع الوسيطة :يشمل المؤسسات المختصة في التمويل العادي لمصناعات
الييكمية والكيربائية ،والصناعات الكيميائية والبالستيكية ،صناعة مواد البناء والمحاجر والمناجم ،وىذه
الصناعات ىي من أىم الصناعات التي تمارسيا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خاصة في الدول
المتطورة.
.3مؤسسات إنتاج سمع التجييز :من مميزات صناعة سمع التجييز ما يمي:
احتياجاتيا لرؤوس أموال كبيرة وىذا ما ال يتماشى وامكانيات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مما
يضيف عمييا دائرة النشاط؛
احتياجيا إلى آالت ضخمة ،و التي تتمتع بتكنولوجيا حديث وعالية اإلنتاج ؛
ينحصر نشاطيا في بعض األنشطة البسيطة مثل تركيب وصناعة بعض التجييزات البسيطة بالنسبة
لمدول المتطورة ،أما الدول النامية نجد نشاطاتيا ال تتعدى مجال الصيانة واصالح بعض اآلالت
1
،والمعدات كوسائل النقل وغيرىا.
1
-بمحمدي سيد عمي ،مرجع سابق ،ص .30
04
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
مؤسسات
المقاولة
05
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
تتميز المشروعات الصغيرة والمتوسطة بعدد من الخصائص ،سوف تتعرض فيما يمي ألىم ىذه
الخصائص:
حيث تتخصص المشروعات الصغيرة والمتوسطة عادة في عدد محدد من عمميات التصنيع مما
يتيح ليا استخدام تكنولوجيا أقل كثافة رأسمالية ،ويؤدي ىذا بدوره إلى انخفاض مستويات معامل رأس
المال/العمال نسبيا في المنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة ،وينجم عن انخفاض مستويات معامل
رأس المال/العامل نسبيا ،أن ىذه المنشأة الصغيرة تكون أقل قدرة عمى استيعاب العمالة ،كما أن
استخداميا لتكنولوجيا أقل تعقيدا أو أقل كثافة رأسمالية ،وبالتالي تيسر فرص وعمميات التجريب والتدريب
عند استخداميا وىذا يؤدي إلى اإلقالل من نفقات وتكاليف الصيانة ومن ثم اإلقالل من مشكالت
األعطال في ىذه المنشآت.
.2انخفاض الحجم المطمق لرأس المال الالزم إل نشا وتشغيل المشروعات الصغيرة
وتشير ىذه الخاصية إلى أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة تكون أكثر جاذبية لصغار المدخرين
والذين ال يميمون إلى أنماط االستثمار والتوظيف التي تحرميم من اإلشراف المباشر عمى استثماراتيم ،
من ىنا يمكن القول بأن إقامة المشروعات الصغيرة يميل إلى إقامتيا برؤوس أموال صغيرة نسبيا والتي
1
تستخدم في نفس الوقت أسموب اإلنتاج الحديث.
يرتبط انخفاض الحجم المطمق لرأس المال الالزم إلقامة وتشغيل المنشآت الصغيرة والمتوسطة
بأشكال معينة لمممكية ،والتي في الغالب في الممكية الفردية أو العائمية أو في شركات األشخاص ،
وتساعد ىذه األنماط من الممكية عمى استقطاب وابراز الخبرات ،والميارات التنظيمية واإلدارية في البنية
المحمية عمى تنميتيا ،وال مانع أن تتحول إلى شركات مساىمة إذ أرادت أن تحصل عمى تمويل من
البورصة فيما بعد.
1
-بمحمدي سيد عمي ،مرجع سابق ،ص .34
06
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
ىذه الخاصية ناجمة عن انخفاض الطاقة اإلنتاجية والقدرات التنظيمية ،والتمويل لممشروعات
الصغيرة والمتوسطة تمقي بأعباء كبيرة عمى عاتق األجيزة المسؤولة عن التنمية الصناعية ،وتتعاظم ىذه
المسؤوليات باستمرار ال سيما مع ازدياد المتطمبات المالية والفنية لمعمميات الصناعية مع التقدم الفني.
تنخفض وفورات الحجم في المشروعات الصغيرة والمتوسطة وذلك بالمقارنة بالمشروعات الكبيرة
نتيجة النخفاض الطاقة اإلنتاجية لحجم اإلنتاج ،ويتطمب تعويض ىذا االنخفاض ضرورة استفادة
المشروعات الصغيرة والمتوسطة من نوع آخر من الوفورات الناجمة عن وجود الخدمات األساسية
والخدمات التمويمية ،والفنية والتجارية وتسييالت التدريب والتأىيل الميني ،والطمب المناسب وتغير
1
اعتبارات توظيف المشروعات الصغيرة والمتوسطة نتيجة لذلك أىمية خاصة.
.6خصائص أخرى
رأس المال األجنبي ال يقل عمى االستثمار في مجال المشروعات الصغيرة ،إما لعدم تفضيل
األجانب بطرق ومجاالت المشروعات الصغيرة أو إما لعدم تفضيل أصحاب المشروعات الصناعية
الصغيرة ليذه المشاركة نظ ار لمطبيعة العائمية ليذه المشروعات؛
تميل ىذه المشروعات بطبيعتيا إلى ارتفاع كثافة العمل بيا إما أنيا مشروعات يدوية أو حرافية
أو ألنيا تعتمد عمى عمميات تجميع أجزاء مغذية لصناعات أخرى ومن ثم فإنو يكون لدى ىذه
المشروعات عادة قدرة كبيرة عمى خمق فرص جديدة لمعمالة؛
مرونة التنظيم :المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عمى شكل اقتصادي أكثر قدرة عمى التكييف مع
2
األوضاع المختمفة ،فنجد ىذه المؤسسات تقوم بإنتاج بحسب الطمب بدفعات محددة.
1
-محمد ىيكل ،ميارات إدارة المشروعات الصغيرة ،الطبعة األولى ،2003 ،مجموعة نيل العربية ،مصر ،ص.64
2
-توفيق عبد الحميد يوسف ،إدارة األعمال التجارية ،دار الصفاء لمنشر والتوزيع ،عمان ،طبعة األولى ،2002 ،ص
.27
07
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
سوف نتطرق في ىذا المطمب إلى تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من حيث العدد ،وحسب
قطاع النشاط وحسب الجيات ،وما وفرتو من مناصب الشغل،وذلك خالل الفترة(.)2100-2116
08
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
المصدر :السعيد بريكة ،فوزي شوقي ،المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و التنمية المستدامة :واقع
وأفاق ،الممتقى الوطني ،جامعة العربي بن مييدي ،أم البواقي ،يومي 14-13نوفمبر ، 2012ص 09
.
09
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
100%
95%
21,91
22,28
24,43
27,06
28,31
90%
28,2
85%
80% 0,09 0,08
75% 0,12
0,2 0,17 0,09
70%
65%
60% تقمي ية صناعا
55%
50%
45% عمًمي ة م سسا
77,64
75,45
72,85
71,52
40%
78
71,6
20
07
20
08
20
09
20
10
20
11
المصدر :نفس المصدر السابق .
من خالل الجدول رقم( )3والشكل البياني رقم( )12يمكن القول أن قطاع المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة في الجزائر عرف تطور كبير خالل الفترة(، )2011-2006وذلك من خالل أن عدد
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ارتفع من 376797مؤسسة خالل سنة 2006إلى 659309مؤسسة
خالل سنة 2100أي بنسبة % 75وىي نسبة كبيرة ،ويمكن إرجاع ذلك إلى تشجيع الدولة عمى إنشاء
ىذا النوع من المؤسسات وذلك من خالل تنويع وسائل الدعم وتوفر الدولة عمى األموال نتيجة ارتفاع
أسعار البترول وبالتالي وفرة مصادر التمويل ،ومن خالل برامج اإلصالحات التي تبنتيا الدولة خالل ىذه
الفترة االقتصادية ىذا بصورة عامة.
ومن جية أخرى إذا ما تفحصنا الجدول والشكل البياني نجد أن المؤسسات الخاصة ىي المييمنة
إذا ما قورنت بالمؤسسات العمومية والصناعات التقميدية حيث بمغت نسبتيا في سنة 2100
حوالي ،% 77564ويمكن إرجاع ذلك إلى االمتيازات واإلجراءات الحكومية من أجل تنويع االقتصاد
الجزائري من خالل التشجيع عمى إنشاء المؤسسات الخاصة ،ومن المالحظات األخرى يمكن القول أن
المؤسسات العمومية تعرف تناقص إذا ما قورنت بسنة 2116أين بمغت نسبتيا حوالي %31ويمكن
إرجاع ذلك إلى شطب بعض المؤسسات من سنة إلى أخرى ،وذلك لسبب عدم قدرتيا عمى البقاء
واالستمرار والمنافسة الشديدة من القطاع الخاص.
21
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
حيث نجد أنو خالل عام ،2011بمغ عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحديثة النشأة 44390
مؤسسة صغيرة ومتوسطة مقارنة بـ 42665عام ،2010كما تم شطب خالل نفس الفترة 9545مؤسسة،
واعادة تنشيط 5392مؤسسة ،أي بمجموع 40237مؤسسة منشأة بمعدل نمو يقدر بـ % 6.5مقارنة
بعام .2010
عند نياية عام ،2100تم تسجيل 658737مؤسسة صغيرة متوسطة خاصة موزعة عمى:
أشخاص طبيعية 120095 :مؤسسة صغيرة ومتوسطة( تمثل %18.21من المجموع )؛
من أجل معرفة أىم القطاعات التي تعرف عدد كبير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة البد
من تفحص الجدول رقم ( )14والشكل البياني رقم (.)13
20
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
الجدول رقم( -)4تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب قطاع النشاط لمفترة(-2006
-)2011
22
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
الشكل البياني رقم( -)03تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب قطاع النشاط
لمفترة(-)2001-2006
لصمة خ ما
100% 0,3
1,18 0,29
1,16 0,27
1,12 0,26
1,06 0,51
1,04 0,45
1,02 بالصناعة
95%
90% 19,03 18,47 17,84 17,26 16,57 16,31
لفالحة ً لصي
85%
لبح
80%
75% لصناعة
70%
65% 33,62 34,1 34,85 35,33 35,14 34,65
60%
55% لبنا ً الشغال
50% لعمًمية
45%
40% لخ ما
35%
30%
25% 45,87 45,98 45,92 46,09 46,74 47,52
20%
15%
10%
5%
0%
2008
2009
2006
2007
2010
2011
من خالل الجدول رقم( )4والشكل البياني رقم ( )03نالحظ أن قطاع الخدمات ىو القطاع المييمن
عمى باقي القطاعات حيث يمثل حوالي %47.62سنة ، 2011ثم يميو قطاع البناء واألشغال العمومية
بـ %34.66:من نفس السنة ،ثم يميو قطاع الصناعة بنسبة ،%16.31أما قطاع الفالحة والصيد البحري
وخدمات ذات الصمة بالصناعة فيمثالن نسب ضئيمة جداً ،ويمكن إرجاع ذلك إلى ما يمي:
يعتبر قطاع الخدمات من القطاعات التي ال تتطمب أموال كثيرة وال تقنيات ليذا السب يعتبر ىذا
القطاع محل إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة؛ حيث يشمل ىذا القطاع الفروع التالية :النقل
والمواصالت،التجارة ،الفندقة واإلطعام،خدمات لمعائالت ،مؤسسات مالية ،أعمال عقارية ،خدمات
لممرافق الجماعية؛
23
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
تمركز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في قطاع البناء واألشغال العمومية ،يمكن إرجاعو إلى
سياسة الدولة التنموية في تحسين الظروف االجتماعية لممواطنين(السكن ،الطرق،بناء السدود،
المستشفيات ،المدارس...،الخ).
من خالل الجدول رقم ( )15والشكل البياني رقم( )14يمكن معرفة الجية التي تتمركز فييا
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر الوطن.
الجدول رقم( -)05توزيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب الجيات لمفترة(-2006
)2011
24
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
الشكل البياني رقم( -)05توزيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب الجيات لسنة .2011
من خالل الشكل البياني رقم( )15يمكن القول أن أغمب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تتمركز في
الشمال وبدرجة أقل في اليضاب العميا ،ويمكن إرجاع ذلك إلى توفر جية الشمال عمى موقع جغرافي ىام
يتمثل في القرب من الموانئ وبالتالي تسييل عممية االستيراد ،باإلضافة إلى توفرىا عمى اليد العاممة
المؤىمة ،الكثافة السكانية المرتفعة وبالتالي سيولة في تسويق المنتجات بمختمف أنواعيا .
25
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
لقد أصبحت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمختمف أشكاليا تحتل مكانة ىامة في سياسة اإلنعاش
االقتصادي التي انطمقت فييا الجزائر منذ مطمع التسعينات ،وىذا باعتبارىا قطاعا حيويا في السياسة
االقتصادية الجديدة المبنية عمى تحرير السوق وتشجيع القطاع الخاص عمى االستثمار.
()1
/1المساىمة في الناتج الداخمي الخام PIB
إن القفزة النوعية التي عرفتيا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من حيث مساىمتيا في الناتج
الداخمي الخام ،تعبر حقا عن إنجاز تاريخي حققو ىذا القطاع ،حيث ساىم بنحو ٪75من الناتج
الداخمي الخام خارج قطاع المحروقات ،كما نسجل تجاوز مساىمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
التابعة لمقطاع الخاص عن تمك التي تحققيا المؤسسات العمومية ،والجدول التالي يوضح ذلك:
1
و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،معطيات إحصائية لسنة ،2006ص .42
26
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
الجدول رقم ( :)06تطور الناتج الداخمي الخام خارج المحروقات حسب الطابع
القانوني خالل الفترة 2005-2001م
إن القراءة األولية لمعطيات الجدول أعاله ،تشير إلى تراجع مساىمة القطاع العام في الناتج
الداخمي الخام من ٪23.6سنة 2001إلى % 21.59سنة ،2005بسبب عدم قدرتو عمى مسايرة
متطمبات وشروط اقتصاد السوق ،و تحت وقع تحرير التجارة الخارجية وعولمة االقتصاد ،وبالمقارنة نجد
ىناك تزايدا في مساىمة قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث ارتفعت من ٪76.4سنة 2001
إلى ٪78.41سنة ،2005والذي يمكن تفسيره بالثقل االقتصادي واالجتماعي ليا ،والدعم الذي حظيت
بو من طرف الدولة.
يسمح لنا الجدول التالي بمعرفة الوزن الحقيقي لي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،حسب
القطاعات االقتصادية في خمق الثروة عمى المستوى الوطني خاصة بالنسبة لمقطاع الخاص مقارنة
بالقطاع العام .
27
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
الجدول رقم( : )07يبين تطور القيمة المضافة حسب طبيعة النشاطات خالل الفـترة
2005-2001
الوحدة :مليار
الطابع قطاعات
2005 2004 2003 2002 2001
القانوني النشاط
% القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة
99,84 578,79 99,84 577,97 99,75 508,78 99,69 415,91 99,61 140,49 خاص
الزراعة
0,16 0,93 0,16 0,94 0,24 1,24 0,31 1,31 0,39 1,62 عام
79,81 403,37 78,12 358,33 70,85 284,09 17,17 263,29 69,12 221,52 خاص البنا
واألشغال
20,19 102,05 21,87 100,34 29,15 116,91 28,83 106,64 30,88 98,98
عام العمومية
69,86 417,59 79,27 349,06 74,01 305,23 74,30 270,68 73,50 247,85 خاص النقل
30,14 180,19 30,72 154,81 25,99 107,20 25,70 93,65 26,50 89,36 عام والمواصالت
79,77 45,65 71,13 36,06 72,03 31,80 71,45 29,01 72,61 26,78 خاص خدمات
20,23 11,58 28,86 14,62 27,97 12,35 28,55 11,59 27,39 10,10 عام المؤسسات
87,45 60,88 87,00 54,50 86,81 51,52 86,58 47,93 87,48 43,75 خاص الفندقة
12,55 8,74 13,00 8,14 13,19 7,83 13,42 7,43 12,52 6,26 عام واإلطعام
80,48 101,79 78,41 93,50 74,96 86,49 71,41 80,54 69,33 74,56 خاص الصناعة
19,52 24,69 21,58 25,73 25,04 28,89 28,59 32,25 30,67 32,99 عام الغذائية
84,93 2,31 83,20 2,23 82,11 2,02 82,63 2,14 76,11 1,72 خاص
صناعة الجمد
15,07 0,41 16,80 0,45 17,89 0,44 17,37 0,45 23,89 0,54 عام
94,17 629,18 93,43 567,19 93,19 514,56 93,43 475,80 93,88 447,07 خاص
التجارة
5,83 38,95 6,56 39,86 6,81 37,61 6,57 33,47 6,12 29,13 عام
وما يشد االنتباه في ترتيب مساىمة مختمف فروع األنشطة االقتصادية في خمق القيمة المضافة
والمبينة في الجدول ،ىو ضعف مساىمة فروع أنشطة المؤسسة الصناعية الصغيرة والمتوسطة الخاصة
عمى ض وء تمك التي تساىم بيا كل من الصناعة الغذائية وصناعة الجمود......الخ ،مقارنة بمساىمة
األنشطة غير اإلنتاجية كالخدمات والتجارة وغيرىا.
28
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
وبالتالي تعنى التوجو المستمر الجديد وبصفة تمقائية إلى االستثمار في النشاط التجاري ،مقارنة
ببقية األنشطة االقتصادية األخرى ،والتي ال تزال بعيدة عن توفير محيط استثماري جذاب لرؤوس األموال
الخاصة،وعمى الرغم من ىذا،تبقى ىذه األنشطة االقتصادية فرصا مستقبمية لتطوير المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة الخاصة ،شريطة جمع العوامل الضرورية لتحقيق ذلك .
1
/3المساهمة في التشغيل
تعتبر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من أىم القطاعات االقتصادية الخالقة والموفرة لمناصب
الشغل ،فيي تتميز بدينامكية متفوقة مجال دوران مناصب العمل وامتصاص البطالة بالمقارنة مع
المؤسسات الكبرى ،من خالل خمق استثمارات ومشاريع جديدة خاصة ناجحة ،تعتمد بالدرجة األولى عمى
اإلمكانيات الذاتية في مجال التسيير والتنظيم والتموين.
1
و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة معطيات إحصائية لسنة 2007ص .06
29
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
السداسً
السداسً األول
% التطور األول طبيعة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
9661 9660
المصدر
ىنا نسجل تطور حجم العمالة الذي قدر ب 1.03مميون عامل سنة 2006 ،أين كان نسيج
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يقدر ب 200000مؤسسة ،لينتقل عدد العمال إلى 1.04مميون عامل
سنة ،2007بعدد مؤسسات يقدر ب 293946مؤسسة ،أي ما يعادل زيادة تقدر ب ، ٪0.97غير أن
عدد العمال بالمؤسسات العمومية انخفض من 70241عامل خالل السداسي األول لسنة 2006إلى
59925عامل خالل السداسي األول 2007وىذا بسبب خوصصة معظم المؤسسات العمومية وبالتالي
).(1 . 1
تسريح العمال من ىذه األخيرة.
1
وزير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،حصة منتدى التمفزيون الجزائر 2008 ،
31
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
إن األىمية التي اكتسبتيا المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من خالل مساىمتيا في الناتج
الداخمي الخام و القيمة المضافة ،وكذا تشجيع االستثمار وخمق مناصب عمل ،انعكست بشكل مباشر
عمى دورىا في قطاع التجارة الخارجية بشقييا الصادرات والواردات ،والذي سنفصل فيو كما يمي:
تحتل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة مكانة بارزة من خالل نسب مساىمتيا في االستيراد التي
تعرف معدالت تطور ممحوظة تتضح من خالل ىذا الجدول:
جدول رقم ( :)09توزيع المستوردين حسب الطابع القانوني لمسداسي األول 2007
السلع النصف
90.53 ..15 12.39 051 1296 95.62 161 .50
مصنعة
منتجات التجهٌز
6.16 05 01.53 5. 121 .9.25 95 01
الفالحٌة
منتجات التجهٌز
.0.1. 5091 01..9 .695 2550 .5.02 5065 1.5
الصناعٌة
منتجات استهالكٌة
55.96 5252 2..22 5191 5501 50.59 93. .11
غٌر غذائٌة
30
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
من خالل متابعة أرقام الجدول ،تظير لنا ىيمنة القطاع الخاص لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة
في عممية االستيراد مقارنة بالمتعاممين في القطاع العام ،حيث أن نسبة الخواص تصل ٪75.22من
مجموع المستوردين عمى المستوى الوطني ،حيث تمكنوا من استيراد ما قدره 9631مميون دوالر أي بنسبة
، ٪24.78أما فيما يتعمق بقائمة المواد المستوردة ،فقد ارتأينا إحداث مقارنة ليا يبين السداسي األول
2006والسداسي األول 2007لمعرفة معدل تطورىا.
جــدول رقـم( :) 10يـبـين الـواردات الجـزائـرية بـين الســداســي األول 2006والسـداسـي األول
.1 2007
معدل
التطور السداسً األول 7002 السداسً األول 7002 المجموعات
سجمت الواردات الجزائرية ارتفاعا يقدر بأكثر من ، ٪20.70مقارنة مع السداسي األول 2006
حيث كانت 10.60مميار دوالر أمريكي وأصبحت 12.80مميار دوالر أمريكي.
32
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
ويؤكد التنوع في المواد المستوردة عمى تراجع القطاع العام لألسباب سابقة الذكر ،بالنظر إلى تطور
).
قيمة المواد المستوردة من قبل المتعاممين الخواص.
إذن يمكننا القول بأن ىذا النوع من المؤسسات ،وبالنظر إلى خصوصياتو ،يساىم في تفعيل حركة
الواردات ،والتي بدورىا تبين بان ىذا القطاع يشيد تطو ار واستم ار ار في نشاطو.
تقدر قيمة الصادرات خارج المحروقات خالل السداسي األول 2007بـ 539 :مميون دوالر
بانخفاض يقدر بـ ٪12.92مقارنة مع السداسي األول 2006
أما بالنسبة لممنتجات التي يتم تصديرىا من طرف ىذا القطاع نوردىا في الجدول التالي:
جدول رقم ( :)11يبين أىم المنتجات المصدرة خارج قطاع المحروقات خال ل السداسيين األولين
2006و .2007
معدل التطور السداسي األول 7002 السداسي األول 7002 تعٌٌـن المنتـوج
33
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
لقد عرف ىذا القطاع انخفاضا ممحوظا بين السداسيين األولين 2006و 2007ب ٪12.92لذا
يجب عمى الدولة اعتماد سياسة تنمية الصادرات الوطنية خارج قطاع المحروقات ،وبالتالي يجب تكثيف
جميع الجيود في سبيل إزالة جميع العقبات التي تقف أمام تسييل دخول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
إلى األنشطة التي تحتوى قيمة مضافة عالية تسمح ليا بزيادة قيمة صادراتيا.
وىذا ما اثر عمى الميزان التجاري الذي شيد انخفاضا خالل السداسي األول 2007قدر بـ 14.31
مميار دوالر أمريكي أي انخفض ب ٪19.14مقارنة بالسداسي األول 2006
جدول رقم ( :)12يبين التوجو العام لممؤشرات خالل السداسيين األوليين 2006و2007
34
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
تواجو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كغيرىا من المؤسسات مشاكل عديدة ،منيا ما يتعمق
بتأسيسيا ومنيا ما يتعرض بقائيا وتنميتيا ،ويمكن الوقوف عمى أىم المشاكل التي تواجو المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة ،وكذا كيفية مواجية ىذه المشاكل والتغمب عمييا.
يعتبر التعرف عمى المشكالت التي تواجييا المشروعات الصغيرة عموما في البمدان النامية أم ار
ضروريا ،حتى يمكن التصدي لمعالجة ىذه المشاكل ويمكن القول بصفة عامة أن تمك المشكالت إنما
ترجع إلى كونيا صغيرة أي أنيا غالبا ما تنشأ ويرتبط مصيرىا بمصير فرد واحد غالبا ما يقترن بالندرة في
رأس مال المشروع ،والميارات الفنية و اإلدارية المتاحة لو وبناءا عمى ذلك تختمف طرق اإلنتاج واإلدارة
،ما ينجم عنو انخفاض في مستوى اإلنتاجية لممشروع ،وعدم قدرتو عمى التوسع و النمو ،كما تعاني
المشروعات الصغيرة عامة من بعض المشكالت التقميدية التي تفوق المشروعات وتعوق ارتقائيا في جميع
بالد العالم تقريبا.
وبصفة عامة يالحظ أن المشكالت والمعوقات التي تواجو المشروعات الصغيرة ترجع إلى
مجموعتين من العوامل:
ترجع ىذه المجموعة من العوامل إلى طبيعة المشروع ذاتو ،من حيث رأس المال والييكل التنظيمي
،وتكشف عن المشكالت التالية:
1.1وجود عجز في القدرات اإلدارية التنظيمية :إن طبيعة المشروعات الصغيرة والمتوسطة تتيح
حرية لمنشاط بالنسبة لألفراد ،عمى اختالف أوضاعيا االجتماعية واالقتصادية ومن أبرز سمات ىذه
المشروعات ىو بساطة الييكل التنظيمي ،ألن المشروع الصغير يدار بواسطة صاحبو الذي يتخذ جميع
الق اررات اليامة،وىذا االعتماد المباشر عمى صاحب المشروع في جميع النواحي اإلدارية من أىم عيوبو
35
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
التي تتمثل في ،أن قدرة الشخص الواحد تكون محدودة غالبا ،حيث يعتمد صاحب المشروع عمى الخبرة
والفطرة وىما عامالن ينقصيما الكثير ،بالنسبة لمنواحي اإلدارية فالشخص المؤىل لذلك تكون خبرتو أوسع
وتجربتو أعمق؛
.2.1عدم تطبيق قواعد النظام المحاسبي في إدارة النشاط :إذ تختمف مينة المحاسبة في كثير
من الدول خاصة النامية منيا ،أدى إلى انتشار صورة من عدم الكفاءة في المشروعات ،ويترتب عمى ذلك
تقميل قدرة المستثمر الصغير عمى إدارة االستثمارات بكفاءة وتوقع النفقات واإليرادات المرتقبة من
االستثمار الجديد؛
.3.1عجز مصادر التمويل الداخمي لممشروع :يعتبر العجز في مصادر التمويل الداخمية بالنسبة
لممشروعات من أبرز العقبات التي تواجو صاحب المشروع ،فاألموال التي يتم تدبيرىا لشراء أصل ثابت
ىي في الواقع غير كافية ىذا ومع اقتراض ىذه األموال فيناك عقبة أخرى تتمثل في عدم وجود مصادر
التمويل لرأس المال المتداول في المشروع المتمثل في المخزون ،ويترتب عمى ذلك عادة تخمف طرق
اإلنتاج ،وما ينتج عن ذلك من انخفاض مستوى الكفاءة اإلنتاجية لممشروع وعدم القدرة عمى التوسع
والنمو.
وترجع ىذه العوامل إلى المناخ العام،الذي من خاللو تمارس المشرعات الصغيرة والمتوسطة
أنشطتيا المختمفة وتتمثل تمك الجموع من العوامل اآلتية:
36
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
الروتين ال حكومي من خالل تعميق العالقات من األجيزة الحكومية سواء بشكل ظاىر أو غير ظاىر
1
لمشروع أو غير مشروع في نفس الوقت الذي تستطيع فيو المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
.2.2مشكمة تمويل المشروعات الصغيرة بالعمالت األجنبية والقروض الدولية :من الواضح أن
المشروعات ال صغيرة تتحصل عمى تمويل محدود باالقتراض و التسييالت من كل من البنوك التجارية،
وبنوك االستثمار واألعمال ،وبنك التنمية ،ويترتب عمى ذلك أن تمك المشروعات تحتاج لمتمويل أجنبي
لمحصول عمى المعدات الرأسمالية كاآلالت والمعدات الحديثة ،ويتوفر لدى بعض من العاممين بالخارج
أرصدة من العمالت تستخدم في التمويل لكنيا ليست بالدرجة الكافية ،كما أن المشروعات الصغيرة
المشتركة عادة تعتمد عمى الشريك العربي أو األجنبي في توفير العمالت األجنبية الالزمة إال أن ذلك ال
يتوفر لمكثير من المشروعات األخرى ،حيث أن الصناعات التصديرية ال توجد مشكمة توفير احتياجاتيا
من العمالت األجنبية فالصادرات السمعية تمول اآلالت والمعدات الجديدة المستوردة ،رغم ذلك فإن
المشروعات الصغيرة تواجو مشاكل عديدة عند التصدير؛
.3.2مشكالت ارتفاع أسعار الفائدة عمى القروض الممنوحة :المالحظ أن معدل الفائدة عمى
المشروعات الصغيرة والمتوسطة مرتفع لمغاية مقارنة بمعدالت الفائدة عمى المشروعات الكبيرة ،حيث أن
سعر الفائدة عمى المشروعات الكبيرة أقل بكثير من معدل التضخم المحمي ،إضافة إلى المشروعات
الصغيرة والمتوسطة تكون مقيدة باألعباء خالل فترات اإلعداد األولي مما يمنعيا من القدرة عمى السداد
بالتعثر والبحث عن جدولة القروض المتعثرة بسبب ارتفاع أسعار الفائدة عمى القروض الممنوحة لتمك
المشروعات؛
.1ال يوجد تنسيق بين جانب العرض من القروض المصرفية وغير المصرفية المقدمة لممشروعات
الصغيرة والمتوسطة؛
.2ىناك فاصل بين جانب العرض من القروض المصرفية وجانب الطمب عمى القروض المصرفية؛
.3ال توجد قاعدة بيانات دقيقة وال نظام معمومات متكاممة لممشروعات الصغيرة والمتوسطة يساعد
عمى تدعيم ق اررات اإلقراض واالقتراض؛
1
-كاسر النصر المنصور وشوقي ناجي ،مرجع سابق ،ص .48
37
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
.4نقص الخبرة المصرفية لممشروعات الصغيرة والمتوسطة مما يضعف من الق اررات االفتراضي
وسوء أو عدم فيم السياسات النقدية وأدواتيا؛
.5ال تراعي السياسة النقدية المشروعات الصغيرة والمتوسطة من حيث حجم القروض المخصصة
1
لممشروعات الصغيرة والمتوسطة حسب النوع والموقع الجغرافي وأسعار الفائدة.
المطمب الثاني :كيفية مواجية العراقيل وعوامل نجاح وانتشار المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة
من خالل العراقيل التي تم ذكرىا سابقا تم الخروج ببعض اإلجراءات واالقتراحات لحل أو كيفية
التخمص وايجاد حمول ليذه العراقيل كما يمي:
التحقيق من اإلجراءات اإلدارية بصفة عامة وبمصالح السجل التجاري بصفة خاصة؛
تسييالت من حيث االستفادة من القروض البنكية ،مع إعادة النظر في نسبة الفوائد وكذا النظر
في مدة استرجاع القرض التي تستحق التمديد؛
تكوين المسيرين والمؤطرين لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذا التقنيين المختصين؛
إجراء تخفيضات في مجاالت مختمفة لتشجيع المستثمرين ،كالتخفيض في الضريبة والرسوم
الجمركية وكذا رسوم االشتراك في الصندوق الضمان االجتماعي؛
إن الضروريات من ماء وكيرباء وغاز تستحق إعادة النظر في أسعارىا من جية وضمان توفيرىا
لممستثمر أي دون انقطاع عمى مستوى المناطق الصناعية ،ومناطق النشاط االجتماعي من جية
2
أخرى.
1
-عبد المطمب عبد الحميد ،اقتصاديات تمويل المشروعات الصغيرة ،مرجع سابق ،ص .67
2
-حكيم شبوطي ،دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عمى تحقيق التشغيل ،مذكرة ماجستير في العموم االقتصادية،
النشر جامعة الجزائر ،2000 ،ص .16
38
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
عدم رغبة الكثير من األفراد في الوقت الحاضر العمل عند الشركات الكبرى ،وىذا لسبب شعور
األفراد بالخطر وانعدام امتالكيم عمى اتخاذ الف اررات والمشاورات في أمور اإلدارة وىذا كمو غير موجود
بالنسبة لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة ولذلك يمجئون إلى ىذه المؤسسات ألن العامل يشعر بارتياح وكذا
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باشتراك العاممين في رأس المال وأرباح المؤسسة ويكون ىناك اتصال
مباشر بين اإلدارة والعمال وفي ىذه الحالة يشعر العمال بالثقة وىذا ما يحفزىم عمى بذل الجيود الكبيرة
لتحقيق أىداف تمك المؤسسة بالتالي تزداد مردوديتيا وأرباحيا وىذا ما يؤدي إلى توسع نشاطيا وفتح
فرص عمل جديدة ولكن ىذه المميزات التي نجدىا في المؤسسات الكبرى وىذا ما يجعل العمال يمجئون
إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
كذلك نجد من بين العوامل التي تؤدي إلى انتشار المؤسسات الصغيرة والمتوسطة رأس المال
المستثمر فمن أجل إقامة مؤسسة صغيرة ومتوسطة يكفي مبمغ قميل من المال ،كما يمكن لمجموعة قميمة
1
من المستثمرين إقامة مؤسسة وذلك بجميع األموال المتوفرة لدييم من مدخراتيم وغيرىا.
سيولة إقامة مشروع صغير أسيل بكثير من إقامة مشروع كبير وىذا لنتيجة إقامة مشروعات كبرى
يتطمب لتييئة األراضي الالزمة لممؤسسة من حيث دراسة التربة والحفر واعداد اليياكل القاعدية من تعبيد
الطرقات وحفر قنوات لتمرير الغاز والكيرباء وغيرىا من متطمبات المشروع الكبير وكل ىذه المعطيات
تحتاج إلى األموال الضخمة لتييئة المشروع بينما نجد المشروع الصغير والمتوسط ال يتطمب كل ىذه
التكاليف الباىظة فالمؤسسة الصغيرة والمتوسطة ت تسع لعدد فميل من اآلالت وكذا يتطمب تييئة بسيطة
لألراضي ومعدات متواضعة وىذا ال يكمف إعدادية كبيرة مثل ما سبق ونستخمص أنو من السيل إقامة
مشروع أو مؤسسة صغيرة ومتوسطة بأقل تكمفة فيذا يخفض من معدالت البطالة ويشجع عمى إقبال
المستثمرين عمييا.
المؤسسة الصغيرة والمتوسطة ال تتطمب يد عاممة ماىرة فيذا يعتبر سبب أساسي من أسباب انتشار
ىذه المؤسسات فيي تتطمب يد عاممة ماىرة ومتخصصة ومتكونة تكوين عالي فقط يد عاممة بسيطة التي
1
-حكيم شبوطي ،مرجع سابق ،ص .65 ،64
39
عموميات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل األول
تمكنيا من القيام بأعمال ونشاطات التي تتطمبيا تمك المؤسسات ويكفي القميل من المعرفة والخبرة لمقيام
1
بالعمل فيذا ما يسيل التوسع واالنتشار واقبال المستثمرين.
1
-ناجي المرتجي ،المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،مفيوم ومشكالت إطار التطوير ،جامعة القاىرة ،مصر،2004 ،
ص.36 -
41
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
تمهيد
يعتبر التمويل من المعوقات الرئيسية التي تواجو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خاصة في الدول
النامية ،نظ ار لما تعانيو من ندرة في رؤوس األموال ،عمى الرغم من بساطة حجم رأس مال ىذه
المؤسسات.
ومن اجل مواصمة نشاطيا االقتصادي وجعمو أكثر ديناميكية لرفع معدالت تنميتيا وتحقيق
استقرارىا،عمييا أن تختار أفضل مصدر من مصادر التمويل وبأقل تكمفة
وبناء عمى ذلك سنتطرق في ىذا الفصل إلى اإللمام بأىم مصادر التمويل ،وخاصة التقميدية منيا
ليذه المؤسسات وذلك بعد معرفة مفيوم وطرق ووظائف التمويل وكذا أنواعو والعوامل المحددة ليا
باإلضافة إلى المخاطر التي يمكن أن تنجم عنو وطرق قياسيا.
24
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
من خبلل ىذا المبحث سيتم التعرف عمى مختمف مفاىيم التمويل وأىميتو ثم طرق الحصول عميو
وكذا وظائفو.
-1تعريف التمويل:
يعتبر التمويل النواة األساسية التي تعتمد عمييا المنشأة في توفير مستمزماتيا اإلنتاجية وتسديد
جميع مستحقاتيا ونفقاتيا ،ليذا حاول الباحثون إعطاء مفيوم لمتمويل حيث يجمعون عمى أن التمويل
يعني توفير المبالغ النقدية البلزمة إلنشاء أو تطوير مشروع خاص أو عام وانو باعتبار التمويل يقصد بو
الحصول عمى األموال بغرض استخداميا لتشغيل أو تطوير المشروع كان يمثل النظرة التقميدية.
حيث تركز النظرة الحديثة لموظيفة التمويمية عمى تحديد أفضل مصدر لؤلموال عن طريق
1
المفاضمة فيما بين المصادر المتاحة من خبلل دراسة التكمفة والعائد
التمويل ىو تدبير األموال والمبالغ النقدية الضرورية لقيام المؤسسة بالمشاريع االستثمارية.
2
التمويل ىو الحصول عمى األموال من مصادرىا المختمفة وىو جزء من اإلدارة المالية
وعرفو الدكتور "عمر حسين" بأنو توفير النقود في الوقت المناسب ،أي الوقت الذي تكون في
3
المؤسسة في أمس الحاجة لبلستيبلك واإلنتاج وذلك في فترات زمنية معينة
1
فريد بوشيرة ،التمويل اإلداري ،الجزء الثاني ،1945،ص .192
2
عمر حسين ،الموسوعة االقتصادية ،مصر ،الطبعة الرابعة ،2000،ص.145
3
احمد بوراس ،تمويل المنشات االقتصادية ،دار العموم لمنشر والتوزيع.، 2008،ص.242
24
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
وكما يمكن اعتبار التمويل مختمف العمميات التي تمكن المؤسسة من الحصول عمى األموال
البلزمة لتمويل نشاطيا سواء كان من مصادر داخمية من خبلل التمويل الذاتي أو من مصادر خارجية
1
عن طريق االقتراض .
-2-أهمية التمويل
تحتاج المؤسسة إلى التمويل من أجل الحصول عمى التجييزات و مواكبة جميع التطورات
الحاصمة في محيطيا (اإلنفاق الرأسمالي ) ،و دفع أجور عماليا و مصاريف أخرى متنوعة (اإلنفاق
التشغيمي) ،فيي تمجأ عند الحاجة التمويل الخارجي فقط لسد حاجاتيا سواء في الصندوق أو لتسديد
االلتزامات ،و من ىذا المنطمق يمكن القول أن لمتمويل أىمية كبيرة تتمثل في :
1
أشرف محمد دوابة ،اشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الدول العربية ،مداخمة ضمن ممتقى تأىيل
المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،كمية العموم االقتصادية ،جامعة حسين بن بوعمي الجزائر -18-17أفريل ، 2006
ص . 37
2
جميل أحمد توفيق ،أساسيات اإلدارة المالية ،دار النيضة العربية ،بيروت بدون سنة نشر ،ص .340
22
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
1
التمويل المباشر :
أ – تعريف التمويل المباشر ىو عبارة عن العبلقة المباشرة بين المقرض والمستثمر بدون تدخل
أي وسيط مالي مصرفي أو غير مصرفي ،إذ أن الوحدات ذات الفائض في الموارد النقدية االدخارية
االستمررية ،و
ا تحولو إلى الوحدات ذات العجز في الموارد النقدية ،والتي تستخدمو لتغطية احتياجاتيا
التمويل في ىذه الحالة يتخذ صور متعددة كما أنو يختمف باختبلف المقترضين (مؤسسات أفراد) ،فيمكن
ليذه األخيرة أن تحصل عمى قروض و تسييبلت ائتمانية من موردييا أو عمبلئيا ،أو من المدخرين الذين
يرغبون في توظيف أمواليم بدون أن يرتبط نشاطيم مباشرة بالنشاط االقتصادي لممؤسسات ،و يتمثل ىذا
في تقديم المؤسسات لسندات وأسيم متعددة األنواع بقيم اسمية نقدية إلى المدخرين مقابل أن يقدم لآلخرين
مدخراتيم النقدية المساوية ليذه األسيم و السندات إلى المؤسسات من أجل أن تستخدميا في تأسيس
مشروع ما أو شراء آالت أو زيادة رأسمال المشروع القائم.
ب – الصعوبات الناجمة عن العالقة المباشرة :إن وجود العبلقة المالية المباشرة بين المقرض
والمستثمر تصادفيا صعوبات لمطرفين أىميا يتمثل في ما يمي:
صعوبة التوافق في الرغبات من حيث الزمان والمكان ،فالمؤسسة فقد تحتاج إلى األموال في فترة
معينة ،لكن المقرض ال يستطيع توفيرىا في تمك الفترة ،كما قد ال يكون الطرفين في نفس المكان ،مما
يصعب التبلقي بينيما؛
صعوبة توافق الرغبات من حيث المبمغ ،فالمؤسسة قد تحتاج إلى مبمغ أكبر من الفائض المالي
لممقرض ،ومنو البد من البحث عن مقرض آخر؛
عدم قدرة المقرض عمى تقدير كل األخطار المحتممة ،مما يضعف من فرص التوظيف الجيد
لؤلموال ،ويقمل إمكانية االستعمال األمثل لمموارد.
-1مصطفى رشيد شيحة ،النقود و المصارف االئتمان ،الدار الجامعية الجديدة لمنشر و الطباعة و اإلعبلم ،اإلسكندرية
،1999ص .196
24
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
1
-1-1التمويل الغير المباشر:
الوساطة المالية ىي الحمقة األساسية لمعبلقة الغير مباشرة في التمويل ،و لمعرفة طبيعة ىذه
العبلقة يجب اإلشارة إلى أىم أطرافيا و طبيعة الوضع المالي الذي تمثمو.
أصحاب الفائض المالي :ىم األشخاص الذين لدييم مداخيل عالية تفوق نفقاتيم ،و بما أنيم
يحاولون توظيف أمواليم بطريقة مثمى ،فيم الطرف الذي لو القدرة عمى التمويل.
أصحاب العجز المالي :ىم األشخاص الذين تفوق نفقاتيم (المتعمقة بتأسيس مشروع أو التوسيع
فيو) مجموع مداخميم( إراداتيم المتاحة ) ،و بيذا يكونون في حاجة إلى أموال لتغطية عجزىم.
اآلليات التي تسمح بتحويل عبلقة التمويل المباشر إلى تمويل غير مباشر بين أصحاب الفائض
وأصحاب العجز ،من خبلل جمع فوائض التمويل من جية و تقديميا في شكل قروض لمجيات التي
بحاجة لمتمويل.
- ب – أهمية التمويل غير مباشر :تتجسد من خبلل الدور الذي تمعبو الوساطة المالية في:
مصداقية الوسيط المالي مضمونة لمقوانين و التنظيمات المخصصة لحماية المودعين.
-تفادي عرقمة النشاط االقتصادي لعدم توافق الرغبات بين أصحاب الفائض المالي و أصحاب
العجز المالي؛
-تقميص المجوء إلى اإلصدار النقدي بتعبئة السيولة الموجودة ،و ىذا ما يبين مدى فعالية الوساطة
المالية في جمب األموال وتجميعيا.
1
الطاىر لطرش ،تقنيات البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2001ص 06
24
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
-ىو نوع من أنواع التخطيط يركز عمى األموال،فيو يساعد في اإلعداد المستقبمي حيث يقوم
بتخطيط االحتياجات المالية لممنشآت سواء أكانت ىذه االحتياجات قصيرة ،أو طويمة المدى كما نجد
الخطط تقوم عمى معمومات غير كاممة وال كبيرة ،ألنو يقوم عمى التنبؤ بالمستقبل .
-تقوم وظيفة الرقابة المالية بتقييم أداء المنشآت وذلك بمقارنتو بالمخطط التي تتم وضعيا مسبقا
لكي تتمكن من اكتشاف األخطاء وتعديل الخطط نفسيا إذا لزم األمر ثم مع معالجة ذلك تصحيح لمتأكد
من تنفيذه.
-ىذه الوظيفة تبين لنا مقدار األموال التي تحتاجيا المنشاة ومواعيد الحاجة ليذه األموال ،وفي
حالة عدم كفاية األموال يمجا المدير المالي إلى مصادر خارجية لمحصول عمى ىذه األموال لتغطية ىذه
الحاجات.
-4-2استثمار األموال
بعدما قام المدير المالي بإعداد الخطط المالية والحصول عمى األموال الفعمية يتأكد أن ىذه األموال
تستخدم استخداما اقتصاديا داخل المنشاة ،وان ىذا االستخدام يؤدي إلى الحصول عمى عائد اكبر لممنشاة
1
وذلك من خبلل استثمار تمك األموال في أصول مختمفة
1
محمد شفيق حسين الطيب ،محمد إبراىيم عبيدات ،أساسيات اإلدارة المالية.،دار المستقبل لمنشر ،والتوزيع ،عمان-
األردن،2007،ص.24،21 :
24
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
-من خبلل ىذا المبحث سيتم التعرف عمى أنواع التمويل وكذا العوامل المحددة لو.
-تختمف أنواع التمويل باختبلف وجيات النظر إلييا فيمكن أن تصنف إلى عدة أنواع وىذا حسب
المعايير التالية:
-ينقسم إلى:
-يقصد بو تمويل العمميات لمد ال تزيد عن 24شي ار ،يتم الوفاء مع نياية العممية ويوجد ىذا
التمويل لتغطية االحتياطات التي تبرز عمى مستوى حسابات الموردين ،وعادة ما يتم التسديد التكاليف من
1
إيرادات الستة
-ىو التمويل الذي يشمل جميع األموال المستحقة الدفع ،خبلل مدة ال تتجاوز 4سنوات حيث يتم
التسديد ىذه األموال عمى شكل أقساط دورية خبلل فترات قد تكون (شيرية،أو ثبلثية أو سنوية).
1
محمد صالح الحناوي ،السيد عبد الفتاح عبد السبلم ،المؤسسات المالية البورصة والبنوك التجارية ،الدار الجامعية
، 1998ص 267
24
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
-ىو التمويل الذي يشمل جميع األموال المستحقة الدفع خبلل مدة ال تتجاوز 4سنوات وتكون
موجية لشراء أصول حديده لزيادة االستثمارات ،وكذا زيادة اإلنتاجية أو تطوير نشاطيا.1
-طويل األجل يتعارض مع ىدف الربحية ألنو قد ال يكون باستطاعة المؤسسة إعادة األموال إلى
المقرضين عند انتياء الموسم ،وتوفير الفوائض النقدية لدييا في الوقت المناسب بسبب استعماليا في
احتياجات أخرى ،باإلضافة إلى احتمال وجود غرامات عمى التسديد المبكر. 2
-1-2 -تمويل االستغالل :ىي األموال المخصصة لكافة النفقات المتعمقة بتنشيط الدورة اإلنتاجية.
-2-2 -تمويل االستثمار :ىي األموال المخصصة لمواجية نفقات بترتب والتركيبات وغيرىا،
والذي يؤدي إلى زيادة رأسمالية المؤسسة
أ – تمويل ذاتي(داخمي) :يعرف عمى أنو وسيمة تمويمية جد ىامة وىي األكثر استعماال بحيث
تسمح لممؤسسة بتمويل نشاطيا االستغبللي بنفسيا دون المجوء إلى أي مصدر آخر ،أي أنو وسيمة
تمويمية داخمية و تتمثل في النتيجة الصافية بعد الضريبة واالمتبلك والمئونات ،أما قدرة التمويل الذاتي
فيي عبارة عن قياس لمكتمة المالية التي تصرف من طرف المؤسسة لمواجية النفقات المالية المرتبطة
بتنمية االستثمارات و رأس المال العامل.
من خبلل ىذا التعريف نستنتج أن قدرة التمويل الذاتي ىي عبارة عن التمويل الذاتي قبل التوزيع
العوائد التي توزع عمى المساىمين إذن:
1
رضوان وليد العمار ،أساسيات في اإلدارة المالية(مدخل إلى ق اررات االستثمار ،وسياسات التمويل) ،دار المسيرة لمطباعة
والنشر والتوزيع،األردن ،1997 ،ص .192
2
مفتاح محمد عقل ،مقدمة في اإلدارة المالية التحميل المالي ،دار المستقبل لمنشر والتوزيع ،عمان-األردن الطبعة،02سنة
2000
24
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
ومنو نستنتج أن التمويل الذاتي وسيمة ىامة لتسوية الديون عن طريق تسديد القروض القصيرة
والمتوسطة األجل ،من خبلل كل ىذا يمكننا القول أنو ذا أىمية قصوى عمى مستوى المؤسسة ،بحي
1
يسمح ليا التمتع بالحرية القرار وعدم الخضوع لمضغوط الخارجية التي يمكن أن تؤثر عمييا سمبا.
يختمف الييكل المالي لممؤسسات في مكوناتيا ،فبعضيا يعتمد بشكل رئيسي عمى األموال الذاتية
لتمبية احتياجاتو المالية ،في حين يعتمد اآلخر إلى حد كبير عمى األموال المقترضة و البعض قد يختار
أم ار وسط بين ذلك ،ىذا األمر يضعنا أمام تساءل حول األسباب التي تؤدي الى وجود ىذه االختبلفات
في تركيبة الجانب األيسر في ميزانية المؤسسات من حيث طبيعة المصدر التمويمي المستعمل فييا كما
يضعنا أمام تساءل حول العوامل التي يحدد في ضوءىا المصدر األنسب لمتمويل ،والجواب عمى الشق
األول أن ىذه االختبلفات ىي نتيجة لعدة عوامل متنازعة تتراوح بين ظروف المؤسسة نفسيا والحالة
االقتصادية ،وتوفر األنواع المختمفة من األموال وطبيعة النشاط الذي تمارسو المؤسسة وتركيبة
موجوداتيا ،أما بخصوص العوامل التي تحدد في ضوئيا أنواع األموال المناسبة لممؤسسة فيمكن ذكرىا
في:
-1المالئمة بين طبيعة المصدر وطبيعة االستخدام (التوازن المالي) :القاعدة العامة في التمويل
ىو أن يتم تمويل الموجودات الثابتة من مصادر التمويل طويمة األجل كأموال الممكية أو قروض طويمة
األجل ،أما المصادر قصيرة األجل فيي مبلئمة لتمويل االستخدامات قصيرة األجل ،وتعتبر عممية
المبلئمة بين طبيعة المصادر و طبيعة االستخدامات عممية ضرورية إليجاد ارتباط بين التدفقات النقدية
1
جميل أحمد توفيق ،مرجع سابق ،ص341،340 :
45
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
المتوقع حصوليا من األصول الممولة ،وتسديد االلتزامات الناشئة عن اقتناء ىذه األصول ،فاألصول
الثابتة مثبل تقدم خدماتيا لفترة زمنية طويمة وعن طريق استخدام ىذه الخدمات وبيع المنتجات يتوقع أن
تحصل المؤسسة عمى فائض من التدفق النقدي والمتمثل في األرباح المحققة مضاف إلييا إىتبلك
الموجودات الثابتة الممولة خبلل فترة مالية واحدة ،ويجب ترتيب الوفاء بالديون المرتبطة بيا عمى عدة
فترات مالية بشكل يتناسب مع حجم الفوائض النقدية المحققة نتيجة حيازتيا ،وىي غالبا ما تكون نسبة
قميمة من ىذه األصول الثابتة ،وعامل المبلئمة يقضي أيضا بتمويل احتياجات المؤسسة القصيرة األجل
من المصدر قصير األجل ألن تحويميا بواسطة مصدر طويل األجل يتعارض مع ىدف الربحية ألنو قد
ال يكون باستطاعة المؤسسة إعادة األموال إلى المقرضين عند انتياء الموسم ،و توفر الفوائض النقدية
لدييا في الوقت المناسب بسبب استعماليا في احتياجات أخرى ،باإلضافة إلى احتمال وجود غرامات عمى
1
التسديد المبكر
-2الدخل :الدخل ىو العائد المحقق لممنشاة جراء استخدام األموال المتاحة لدييا فعندما تقدم
المنشاة عمى االقتراض لتمويل عممية معينة ،فإنيا تقارن بين معدل الفائدة التي ستدفعيا لمممول ومعدل
العائد الذي ستحصل عميو فان كان فرقا ايجابيا مرضيا يتم اعتماد القرض وسيمة لمتمويل تل العممية .
فاليدف من عمميات المنشاة تحقيق العائد المناسب عمى أموال المساىمين (المبلك) عن طريق
المتاجرة بالممكية أي المتاجرة باألموال أصحاب المنشاة ،واستخدام أموال الغير.
-3الخطر :يقصد بو مدى تعرض أموال المبلك لمخاطر اإلفبلس أو الضياع نتيجة زيادة العبء
ا لمالي عمى المنشاة ولكثرة الجيات التي ليا الحق واألولوية عمى حقوق المبلك ،وبالتالي يزداد الخطر
عمى مبلك كمما زادت ديون المنشاة وكمما اعتمدت عمى القروض.
فديون المنشاة تأكل من أصول المنشاة وكمما زادت ىذه الديون كمما ىددت بالقضاء عمى مبلك
األصول ومن جية أخرى ،ال يكون ىناك خطر عمى المبلك ،إذا كانت المنشاة اعتمد عمى أصوليا في
تمويل عممياتيا ،وال تقتصر عمى االقتراض إذ تبقى أصول المنشاة لمبلكيا إذ تعثرت أعمال المنشاة أو
توقفت عن اإلنتاج أو حتى إذا أدى الفشل إلى التصفية.
1
مفتاح محمد عقل ،مقدمة في اإلدارة المالية التحميل المالي ،دار المستقبل لمنشر و التوزيع ،عمان – األردن ،الطبعة
،02سنة .2000
42
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
-4اإلدارة والسيطرة :يقصد ىنا بسيطرة األشخاص أو الييئات التي تممك حق التأثير عمى مجرى
عمميات المنشاة والتصويت عمى ق ارراتيا أو تعديل طريقة عمميا أو تغيير مجمس اإلدارة بالكامل والجية
1
الوحيدة التي تممك حق اإلدارة ،والسيطرة عمى المنشاة ىي مبلك العاديين أو المساىمين العاديون
-5المرونة :وتعني قدرة المؤسسات عمى زيادة أو تخفيض األموال المقترضة تبعا لمتغيرات
الرئيسية في الحاجة لؤلموال ،ويتيح توفر المرونة لممؤسسة ما يمي:
-إمكانية الخ يار بين البدائل العديدة عندما تحتاج المؤسسة إلى التوسع أو االنكماش في مجموع
األموال التي تستخدميا؛
إذا زادت التزاماتيم ،الن ىذه الزيادة تحد من القدرة عمى االقتراض بشروط معقولة ،بالرغم من
توافر األموال في األسواق و قد ال تستطيع االقتراض مطمقا ؛
تقديم ضمانات لمقروض األولى التي حصمت عمييا يجعل من أية قروض جديدة تتطمب
ضمانات وعدم توافر ىذه الضمانات يحد من قدرتيا عمى االقتراض ،وتحتاج المؤسسة لممرونة عند
التوسع وعند االنكماش ،فإذا رغبت في التخمص من بعض األصول واستعمال حصيمتيا بتخفيض
التزاماتيا ،فان األموال المقترضة تحقق ليا ىذه الميزة بشكل أفضل إذا كان ىناك شرط يعطييا حق الدفع
المسبق أو استدعاء اإلسناد قبل موعدىا .
-6التوقيت :المقصود بالتوقيت ىو تحديد الوقت الذي ستدخل في المؤسسة إلى السوق مقترضة
ألجل الحصول عمى األموال بأدنى تكمفة ممكنة و بأفضل الشروط ،لكن حاجة المؤسسة لؤلموال في
بعض األحيان قد تمغى قدرتيا عمى التوقيت ،إذ قد تضطر إلى الدخول إلى سوق االقتراض عمى الرغم
من عدم مناسبة التوقيت ،و في كل األحوال يجب أن ينظر إلى التوقيت في إطار قدرة المؤسسة عمى
قراءة األسواق المالية و األحداث المتوقعة .
1
ىيثم محمد الزغبي،اإلدارة والتحميل المالي.،دار الفكر لمطباعة والنشر والتوزيع.عمان.،الطبعة األولى، 2000.ص :
.121،118
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
-7معيار المديونية لمصناعة :وىنالك مستويات متعارف عمييا لنسبة إجمالية الديون إلى صافي
حقوق المساىمين لمختمف أنواع الصناعات ،و يجب أال تزيد المؤسسة في حجم مديونيتيا عن الحجم
الم تعارف و المتفق عميو عموما (ىذا الحجم يختمف من نشاط إلى آخر) ،ألن ىذا ينبو الدائنين و يجعميم
1
يشكون في سبلمة الموقف المالي لممقترض.
-8الظروف االقتصادية العامة :قد تشجع ظروف الرواج االقتصادي عمى توسع المؤسسات في
االقتراض لتمويل عممياتيا بدال من االعتماد عمى زيادة رأس المال ،ألن ظروف الرواج تعطي المؤسسات
الثقة بقدرتيا عمى خدمة دينيا.
-9حجم المؤسسة :حجم المؤسسة عامل في قدرتيا عمى التوسع في االقتراض ،فالمؤسسات ذات
المصادر المالية الكبيرة و ذات الحجم الواسع غالبا ما تتمتع بثقة مصادر التمويل أكثر من ثقة التي تتمتع
بيا المؤسسات الصغيرة.
-10التصنيف االئتماني لممؤسسة :ىو عبارة عن رأي فني في مبلئمة المؤسسة المصنعة ،فكمما
كان ىذا الرأي إيجابيا زادت قدرة المؤسسة عمى زيادة مصادرىا التمويمية سواء عن طريق االقتراض أو
زيادة رأس المال.
-11نمط التدفق النقدي :المقصود بو ىو الفترة الزمنية التي تنقضي عمى االستثمار حتى يبدأ
بتحقيق النقد من عممياتو ،فالفترة الطويمة التي تنقضي حتى تبدأ المؤسسة بتحقيق النقد ليا أثار سمبية
عمى السيولة ،لكن يمكن تفادي ىذا األثر السمبي باختيار مصادر تمويل يتزامن وقت سدادىا مع مواعيد
دخول النقد إلى المؤسسة.
ومن أفضل مصادر التمويل في منظور السيولة رأس المال ،فاإلضافة إلى عدم الحاجة إلى إعادتو
كما ىو الحال بالنسبة القتراض ،فإن باإلمكان تعديل األرباح الموزعة حسب الظروف ،إذا يمكن أن
تتراوح النسب الموزعة كربح بين الصفر و نسبة معقولة ،بينما لو تم التمويل بواسطة قرض فإن دفعات
الفائدة و اإلقساط ستشكل عبئا أكبر والتزاما لدفع ىذه االلتزامات حتى و لو لم يحقق أي عائد.
1
عبد الحكيم كراجة ،عمي ربابعة ،االدارة التحميل المالي ،دار الصفاء لمنشر و التوزيع ،الطبعة االولى ، 2000 ،
ص .99
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
-12طاقة االقتراض :قد يكون استعمال الدين لتمويل عمميات المؤسسة مواتيا لممؤسسة من
الناحية الضريبية ألن الفائدة تشكل نفقة و تقطع من الدخل الخاضع لمضريبة ،لكن قدرة المؤسسة عمى
االقتراض و تقديم الضمانات تحد من إمكانية االستفادة من االقتراض دون حدود .
تتمثل أىم المخاطر التمويمية التي يتعرض ليا الممول فيما يمي:
يعتبر خطر عدم التسديد من أىم و أكبر المخاطر التي يمكن أن يتعرض ليا الممول ،وينتج عن
ىذا الخطر العجز الكمي أو الجزئي لممقترض أو المدين عن الوفاء بالتزاماتو في تاريخ االستحقاق ،وىذا
ما يسمى بإعسار المدين أو عدم قدرة الممول في حد ذاتو إذا كان مصرفا مدينا بالنسبة لممودعين ،و
يعود ىذا الخطر لعدة عوامل نذكر منيا:
1
مفتاح محمد عقل،مرجع سابق ،ص187،186 :
42
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
يكون ىذا الخطر مرتبط بكيفية تسيير الخزينة بالبنك ،أو يكون مرتبط بعدم تسديد القرض عند
تاريخ االستحقاق وعدم إمكانية البنك عمى مواجية طمب المودعين ،الزبائن أو المؤسسات قرض أخرى.
يتحمل البنك ىذا الخطر عندما يحتفظ بالحقوق أو الديون بمعدل ثابت و يتغير ىذا المعدل ،مثل
حامل محفظة األوراق المالية ،بمعدل فائدة السوق المتغيرة ،و من ثم فإن ىذا يؤثر عمى سعر الفائدة.
يعتبر من المخاطر التي يتعرض ليا المستثمرون أو البنوك ،و ينتج عن تغيير سعر العممة
األجنبية مقابل القيمة العممة الوطنية بصفة عكسية ،حيث كمما ارتفعت قيمة العممة األجنبية تنخفض قيمة
العممة الوطنية.
1
المطمب الثاني :إجراءات تفادي مخاطر التمويل
نظ ار لممخاطر التي يمكن أن يقع فييا الممول ،يمجأ ىذا األخير الستخدام مجموعة من التقنيات
لمتقميل من حدوث ىذه المخاطر و تغطيتيا.
-1الحصول عمى المعمومات حول الزبائن :ينبغي عمى الممول أن يحصل عمى المعمومات
الكافية التي تمكنو من الرؤية الصائبة ،التخاذ قرار منح القرض أو المساىمة وتتمثل ىذه المعمومات في:
قدرة المقترض عمى السداد لما عميو من ديون؛
شخصية المقترض لمكشف عن رغبة في تسديد ما عميو من مستحقات في مواعيد االستحقاق؛
المركز المالي لممقترض المتمثل في الموارد المتاحة لممؤسسة المقترضة؛
الظروف المحيطة بالمقترض أي تأثيرات المحيط االقتصادي من حيث المنافسة واإلعانات
الحكومية .....الخ ؛
1
مفتاح محمد عقل،مرجع سابق ،ص 189،188:
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
لضمان استرجاع األموال المقترضة تقوم البنوك خاصة بطمب ضمانات لتغطية المخاطر التي
يمكن أن تحدث نتيجة عدم التسديد أو التأخر عن معاد االستحقاق ،و تتمثل ىذه الضمانات في:
-1-الضمانات الشخصية :ىي كل تعيد لشخص أو لمجموعة من األشخاص بالتسديد لمدائن في
حالة عجز المدين الرئيسي عن الدفع معاد االستحقاق ،و ىي تأخذ األشكال التالية:
أ -الكمفة :)Caution( :ىي نوع من الضمانات الشخصية ،يمتزم بموجبيا شخص معين
بتنفيذ التزامات المدين تجاه البنك إذا لم يستطع الوفاء بيذا االلتزام في تاريخ االستحقاق ،و ال يمكن
لمكافل أن يتدخل إال إذا لم يتمكن المدين من الوفاء بالتزاماتو.
ب -الضمان االحتياطي ( :)Avalعبارة عن التزام مكتوب من طرف شخص معين يتعيد
بموجبو عمى تسديد مبمغ ورقة تجارية أو جزء منو في حالة عدم قدرة أحد الموقعين عمييا عمى التسديد
عند أجل استحقاقيا ،ويسري ىذا النوع من الضمان عمى كل من السند ألمر ،السفتجة والشركات ،كما
يمكن لو أن يكون من طرف الغير أو من طرف أحد الموقعين عمى الورقة.
-2الضمانات الحقيقية :تتمثل في وضع منقوالت و عقارات تحت تصرف الدائن أو عمى سبيل
الرىن ضمانا لتسديد الدين في تاريخ االستحقاق ،وىي نوعان:
* الرهن العقاري( :)Hypothèqueىو عبارة عن عقد يكتسب بموجبو الدائن حقا عينا عمى عقار
لموفاء بدينو ،حيث يمكنو استفاء الدين من ثمن العقار في أي يد كان ،و تكون لو األولوية عمى الدائنين
التاليين لو في المرتبة.
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
كما توجد طرق التغطية ضد مخاطر الصرف و سعر الفائدة نذكر منيا:
-تعجيل أو تأخير التسديدات :تسمح لممؤسسة أن تسدد قبل تاريخ استحقاق ديونيا إلى الخارج إذا
خشيت ارتفاع سعر العممة األجنبية مقابل العممة الوطنية ،كما تقوم بتعجيل تحصيل حقوقيا بالعممة
األجنبية.
المجوء إلى شركات التأمين :مثل شركة CAGEXفي الجزائر ،و ىي شركات متخصصة في
التجارة الخارجية تمنح تأمينات لممصدرين ضد مخاطر الصرف.
االفتراضات بالنوافذ :في ىذه الحالة تكون التسديدات بتواريخ محددة مسبقا ،ففي حالة ارتفاع
المعدالت فإن الممول يمكنو أن يخرج من التزامو و إيجاد توظيف أفضل ،أما في حالة انخفاض
المعدالت فإن الممول يمكنو أن يسدد مسبقا و البحث عن تمويل جديد بشروط أفضل.
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
تحتاج المؤسسة في تمويل نشاطيا لؤلموال التي تغطي عجزىا وىذا ما يجعميا تمجا إلى االقتراض
من الغير لسد حاجاتيا ،وتتزايد ىذه الحاجة عند القيام بعممية التوسع ،ويقصد بمصادر التمويل تمك
التشكيمة من المصادر التي حصمت منيا المؤسسة عمى األموال بيدف تمويل استثماراتيا أو عممياتيا
االستغبللية ،و مصادر التمويل يمكن أن تكون من أصل داخمي أو خارجي كما يمي :
/ 1مفهوم التمويل الذاتي :يتمثل في تمك األموال المتولدة عن مجموع النشاط االستغبللي
لممؤسسة خبلل الدورة إلنتاجية ،و ىذا من خبلل إعادة االستثمار الجزئي أو الكمي لؤلرباح المحققة و كذا
مخصصات االىتبلكات و المؤونات ،والمعبر عنو بقدرة التمويل الذاتي ،ويختمف ىذا المفيوم األخير عن
مفيوم التمويل الذاتي الذي يمثل الفائض النقدي الصافي الذي تحققو المؤسسة بعد طرح األرباح الموزعة
واقتطاع المصاريف المالية و الجبائية ،و الذي يمكن أن نعبر عنو بالعبلقة التالية:
قدرة التمويل الذاتي = نتيجة الدورة الصافية +حصص االمتالك +حصص المخصصات ذات
الطابع االحتياطي.
و التمويل الذاتي ىو المبمغ المتبقي لدى المؤسسة من قدرة التمويل الذاتي بعد توزيع األرباح عمى
أصحاب المؤسسة و منو:
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
1
التمويل الذاتي = االهتالك +المؤونات +أرباح صافية غير موزعة.
إن المؤسسات الصغيرة الحجم تعتمد في الجزء األكبر من احتياجاتيا المالية عمى الموارد الذاتية
ألصحابيا ،باإلضافة إلى الموارد المالية ألفراد العائمة واألصدقاء كمرحمة أولى و ىذا ما أثبتتو العديد من
الدراسات ،ففي فرنسا %32من المؤسسات الصغيرة و المتوسطة اعتمدت كمية عمى التمويل الذاتي
لتمويميا لبلستثمار لسنة 2004وأن %39لجأت إلى التمويل البنكي.
استخدام التمويل الذاتي كمصدر من مصادر التمويل ينطوي عمى مجموعة من المزايا يمكن
2
تمخيصيا فيما يمي:
* التمويل الذاتي يزيد من رأس المال الخاص لممنشأة و يجنبيا الوقوع في أزمات السيولة الطارئة،
أو الناتجة عن زيادة األعباء الثابتة ،كتسديد فوائد و أقساط القروض؛
* يرفع من القدرة المالية واالفتراضية لممؤسسة كما يكسبيا حرية واسعة في التصرف في أمواليا
الخاصة؛
* يشجع المؤسسات عمى القيام باستثمارات جديدة و خاصة االستثمارات التي تكون تكاليفيا مرتفعة
وامكانيات انجازىا تتطمب خبرات فنية مما يجعل درجة المخاطرة فييا مرتفعة؛
* إن الطبيعة القانونية لممؤسسات الصغيرة و المتوسطة تمنعيا من الدخول إلى السوق المالي ليذا
فيو يحقق ليا درجة كافية من االستقبللية و إدارة أعماليا بنفسيا دون المؤسسات المالية؛
*تنظيم التدفقات النقدية الداخمة بشكل يمكنيا من مواجية التزاماتيا اتجاه الغير.
1
ماجدة العطية ،إدارة المشروعات الصغيرة ،الطبعة األولى ،دار الميسرة لمنشر و التوزيع و الطباعة ،عمان،2002 ،
ص 63
2
طمحي سماح ،قرض اإليجار و إشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،مذكرة ماجيستار جامعة أم البواقي
،2007-2006ص 49
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
/3مساوئ التمويل الذاتي :إن احتواء التمويل الذاتي عمى مجموعة من المزايا ال ينفي وجود بعض
1
المساوئ و العيوب والتي يمكن تمخيصيا في النقاط التالية:
يرى البعض أن األموال الناتجة عن التمويل الذاتي ليس ليا أي تكمفة ،ليذا تمجأ بعض المؤسسات
الى توظيفيا في استثمارات ذات ربحية ضعيفة ،ما ينتج عنو في النياية سوء استخدام الموارد المالية
لممؤسسة ؛
* ال تعتبر الموارد الذاتية حاف از لمعمال لزيادة إنتاجيتيم ألنيم يريدون فييا تمك الموارد المالية التي
كانت قد توجو لمتوزيع ،األمر الذي يضعف من القدرة الشرائية ليم ،خاصة عند ارتفاع مستوى األسعار،
مما ينعكس سمبا عمى األداء و منو عمى المؤسسة؛
* يتميز التمويل الذاتي في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة باعتماده عمى مدخرات صغيرة جدا
غالبا ال تكفي لمواجية احتياجات ىذه المؤسسات من أجل تغطية نفقاتيا المختمفة ،و تتجمى خاصة
المشكمة التمويمية ليذه المؤسسات إذا تعرضت إلى مشاكل سيولة نتيجة عدم قدرتيا عمى بيع منتجاتيا في
الفترة المناسبة أو إذا فوجئت بارتفاع شديد في أسعار المواد األولية التي تحتاجيا.
أ-األرباح المحتجزة
ان تحقيق الربح ىو احد األىداف األساسية والضرورية لكل المؤسسات وىذا الربح تقوم بتجزئتو
إلى عدة أقسام فمنو ما يذىب إلى المساىمين ليوزع عمييم ،ومنو ما يحتفظ بو ويسمى ىذا األخير
باألرباح المحتجزة
وتمثل األرباح المحتجزة احد مصادر التمويل الذاتي لممؤسسة ،فالمؤسسة بدال من توزيع كل
الفائض المحقق عمى المساىمين تقوم بتجميد جزء من ذلك الفائض في عدة مستقمة يطمق عمييا اسم
احتياطي.
1
عبد الغفار حنفي ،رسمية قرياقس ،االستثمار و التمويل ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية ، 2001ص 423
.
45
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
وسياسة التوزيع األرباح ىي التي تحدد الجزء من األرباح التي توزع عمى المبلك وأيضا الجزء
الذي يحتجز ،وعند التخطيط سياسة توزيع األرباح عمى المؤسسة نأخذ بعين االعتبار مصالح المؤسسة
1
من جية ومصالح المساىمين من جية أخرى
ب -االهتالك
وىو عبارة عن مبالغ سنوية تخصص لتجديد االستثمارات التي تتدىور قيمتيا مع مرور الزمن
بفعل االستعمال،أو التمف ،أو التقادم ويمعب االمتبلك في المؤسسة دور اقتصاديا يتمثل في امتبلك مثالي
االستثمارات ودو ار ماليا يتمثل في عممية إعادة تكوين األموال المستثمرة في األصول الثابتة ،بيدف إعادة
تجريدىا في نياية حياتيا اإلنتاجية.
2
حيث يتم حجز المبالغ السنوية لذلك تبقى تحت التصرف المؤسسة كتمويل ذاتي إلى يوم صرفيا
ج -المئونات
تعرف عمى أنيا مبالغ مالية ترصد من قبل المؤسسات لمواجية أي انخفاض غير عادي في قيمة
األصل أو أي خسائر قد تقع فعبل خبلل دورة االستغبلل ،ومنيا تواجو المؤسسة ىذه الخسائر ،وقد ال تقع
فتبقى األموال المخصصة ليا تحت تصرف المؤسسة وفي نياية الدورة المالية تنطمق االحتياطات وىذا
بعد طرح نسبة ضريبية منيا ،وتنحل ضمن التمويل الذاتي بيا.3
بما ان التمويل الذاتي غالبا ما يكون لتغطية متطمبات المالية لممؤسسة الصغيرة والمتوسطة وحتى
تحافظ ىذه األخيرة عمى مستويات االستثمار عند الحدود المطموبة وحتى تتجاوز أزمات السيولة الظرفية ،
يحتم عميو المجوء إلى المصادر الخارجية لمحصول عمى األموال البلزمة عمى ذلك .
وىذا التمويل الذي يتم بشروط واجراءات البد معرفتيا ألنيا تختمف باختبلف المصدر الذي
تعتمده المؤسسة ص.و.م وفقا لؤلوضاع والشروط التي يحددىا سوق المال ،وعائد الفرصة البديمة ومن
ىنا يمكن حصر المصادر الخارجي لمتمويل المؤسسات الصغير والمتوسطة فيما يمي:
1
سمير محمد عبد العزيز :التمويل واصالح خمل الهياكل المالية ، .مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفني لبنان، 1997 ،ص
. 55
2
بولحيفية عبد الكريم :العجز المالي ومشكل التمويل في المؤسسات االقتصادية العمومية الج ازئرية .،مذكرة مجيستار
.كمية العموم االقتصادية والتسيير .جامعة.منتوري ،قسنطينة .الجزائر ، 1998.ص .34
3
بولحيفية عبد الكريم ،مرجع سابق ،ص . 35
42
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
-1االئتمان التجاري:
يعتبر أىم القروض االستغبللية التي تعتمد عمييا المؤسسات ص.و.م لتمويل احتياجاتيا
االستغبللية.
وىو عبارة عن التسييبلت بالدفع التي يمنحو الورد لمتاجر (المنشاة) عند القيام األخير بشراء
بضاعة وإلعادة بيعيا أو شراء مواد حام لتصنيعيا وبيعيا ،ويجب اإلشارة ىنا ان البيع بالتقسيط ال يندرج
ضمن االئتمان التجاري كما ان بيع األصول الثابتة بكمبياالت يندرج تحت االئتمان التجاري
كما يعرف بأنو نوع من أنواع التمويل قصيرة األجل تحصل عميو المؤسسة من الموردين ويتمثل
في قيمة المشتريات اآلجمة لمسمع أو المواد األولية ،تمجا إلييا في حالة عدم كفاية رأس المال العامل
لمواجية االحتياج الجارية.
حيث يتسنى ليا االستفادة من األموال المحتفظة بيا والمتمثمة في قيمة المشتريات وذلك خبلل
الفترة الفاصمة بين تاريخ الشراء وتسديد قيمتيا والمؤسسات ص.و.م ،تعتمد عمى ىذا المصدر في التمويل
بدرجة اكبر من اعتمادىا عمى االئتمان المصرفي .
كذلك يطمق عمى االئتمان التجاري بالتمقائي ألنو عادة ما يزيد ،وينقص تبعا لتقمبات حجم النشاط،
أي انو يكون مناخ بالقدر المبلئم وفي الوقت المناسب.1
أ -الحساب الجاري المفتوح :ويسقف معين أي أن يقوم المشتري باالتفاق مع البائع عمى أن
يشتري من البضائع التي يريدىا عمى الحساب عمى أن ال يتجاوز رصيده المدين لو مبمغ معين.
ب -الكمبياالت :تعتبر الشكل األقل تفضيبل من المدينين في االئتمان التجاري ولكنيا أكثر تفضيبل
من الدائنين لؤلسباب التالية:
1
فيصل جميل السعايدية.فضال عبد اهلل فريد ،الممخص الوجيز لإلدارة المالية والتحميل المالي، .مكتبة العربي لمنشر
والتوزيع ،الطبعة األولى،2004 ،ص .64
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
-1المدينون :ال يفضمون الكمبياالت ألنيا تضع في يد الدائنين مستندا قانوني قد يعرضو لمشاكل
في حالة وجود خبلف.
-2الدائنون :يفضمونيا ألنيم قد يستخدمونيا عن طريق التظيير في الحصول عمى بعض السمع.
ج -الشيكات المؤجمة :غير مفضمة لدى المدنين بسبب خطورتيا وعدم إلزامية التاريخ المكتوب
عمييا أي يمكن صرف الشيك في إي وقت.1
بسبب المزايا الكثيرة لبلئتمان التجاري جعمتو مصدر تمويل تعول عميو الكثير من اإليرادات
المالية لتمويل بعض االستثمارات التشغيمية لشركة األعمال ،ىذه المزايا يمكن إجماليا فيما يمي:
-المرونة التي يتمتع بيا حيث تمجا إليو اإلدارة المالية عندما تحتاج إليو ففي حالة زيادة المبيعات
تستطيع أن تزيد من مقدار ىذا االئتمان ،وذلك بزيادة الكميات المشترات بأجل؛
-سيولة الحصول عميو بسبب عدم وجود حاجة لعمل أي إجراءات أو ترتيبات تمويمية بشكل
رسمي وليست ىناك الحاجة لممساومة مع المورد ؛
-يعد مصد ار تمويميا ميما بالنسبة لشركاء األعمال الصغيرة أو تمك التي دخمت السوق حديثا والتي
لم تتمكن من إظيار قوتيا االئتمانية ،مما يتعذر عمييا الحصول عمى االئتمان مصرفي من البنوك
التجارية؛
-االستم اررية :حيث يتمتع االئتمان التجاري بقدرة تجديده بشكل مستمر مما يعطيو ميزة
االستم اررية في التوفير وفي االعتماد عميو. 2
1
محمد صالح الحناوي ،أدوات التحميل والتخطيط في اإلدارة المالية ،دار الجامعية المصرية ،مصر ،ص 46
2
حمزة محمود الزبيدي ،اإلدارة المالية المقدمة ،الوراق لمنشر والتوزيع، 2004،ص .941
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
-2التمويل المصرفي
يمثل التمويل المصرفي الشكل التقميدي و المعروف لتمويل المؤسسات ،حيث يبقى الجياز البنكي
ىو الممجأ األول لمحصول عمى الموارد األولية ،بعد تعذر حصوليا عمييا من المصادر السابقة الذكر ،لذا
تعتبر البنوك التجارية مصد ار أساسيا لؤلموال بالنسبة ألغمب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،فيو
الوحيد المتاح ليا ،خاصة في البمدان النامية ،و ذلك من خبلل عدة أنواع من القروض المصرفية
المختمفة من حيث المدة و الغرض ،و ىكذا نجد التمويل المصرفي قصير ،متوسط وطويل األجل.
-1-2التمويل المصرفي القصير األجل :ىو ذلك التمويل الموجو لتمويل النشاطات االستغبللية
لممؤسسة ،حيث تحصل عميو البنوك التجارية و تمتزم بتسديد تمك القروض خبلل مدة ال تزيد عادة عن
سنة ،من أجل مواجية النفقات التي تتعمق بالتشغيل الجاري لمطاقات اإلنتاجية و االحتياطات المؤقتة في
األصول المتداولة ،كما يتوقف حجم استخدامو عمى قرار المؤسسة فيما يتعمق االعتماد عميو و درجة توفره
عند الحاجة إليو ،و يتوقف ىذا المصدر عمى المركز االئتماني لممؤسسة طالبة القرض من جية و عمى
شروط االقتراض التي يطمبيا المقرض من جية أخرى،
1
ويمكننا بصفة إجمالية تصنيف ىذه القروض إلى صنفين :القروض العامة و القروض الخاصة.
-2-2التمويل المصرفي المتوسط األجل :تمجأ المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ليذه القروض
لتمويل أعماليا التوسعية أو المستثمرات التشغيمية و التي عادة ما تتراوح مدة استحقاقيا بين 2إلى 7
سنوات و لعل أىم الشروط موضوع التفاوض بين المؤسسة و جية االقتراض ىي الشروط المتعمقة بطريقة
السداد و القيود المالية عمى الحرية التشغيمية لممؤسسة ،إذ عادة ما يتضمن عقد القرض شرط السداد
التدريجي بحيث ال تترك عممية السداد إلى حين نياية مدة القرض ،أما الضمانات التي يطمبيا البنك
لممحافظة عمى أموالو الرىن الرسمي و الكفالة و الرىن الحيازي و أحيانا الكفالة المصرفية ،و بصورة
عامة يمكن أن يأخذ ىذا النوع من التمويل إحدى الصورتين :قروض المدة ،قروض التجييزات.
-1التمويل الطويل األجل :تيدف المؤسسة من خبلل المجوء إلى استعمال ىذا النوع من القروض
إلى تمويل استثمارات تمتد عمى فترة طويمة من الزمن ،و تميز بالتكمفة العالية ،و تحصيل العوائد فييا
يكون عمى مدة طويمة ،و القروض طويمة األجل تأتي لتمبية ىذا النوع من االحتياجات ،حيث أنيا تفوق
مدة 7سنوات لتصل إلى 20سنة ،و ىي موجية لتمويل استثمارات ضخمة مثل الحصول عمى
1
سماح طمحي ،مرجع سابق ،ص . 51
42
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
العقارات ،أراضي ... ،التي تتطمب أمواال ضخمة ،و نظ ار لطبيعتيا تقوم مؤسسات مالية متخصصة
بتوفير ىذه القروض ،حيث تعتمد في تعبئة األموال البلزمة لذلك عمى مصادر ادخارية طويمة األجل.
إال أن ىذه الخاصية تجعل ىذه القروض تنطوي عمى مخاطر عالية ،األمر الذي يدفع بالمؤسسات
المالية المتخصصة في مثل ىذا النوع من التمويل إلى البحث عن الوسائل كفيمة بتخفيف درجة المخاطرة
كأن تطمب ضمانات حقيقية ذات قيمة عالية قبل الشروع في عممية التمويل.
و نتيجة لمشروط و الضمانات المطموبة ،فإنو غالبا ما تعجز المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في
الحصول عمى ىذا النوع من التمويبلت الموجية لعمميات التوسع والتطور ،وذلك لعدم قدرتيا عمى تمبية
الشروط الصعبة المطموبة من طرف الجية الممولة ،التي تعتبر ىذه العممية جد محفوفة بمخاطر شبو
1
مؤكدة التحقق خاصة عند التعامل مع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة.
و أخي ار فإن العديد من الدراسات في البمدان النامية تثبت أن البنوك التجارية تتسم بعد الرغبة و
عدم القدرة في آن واحد عمى تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،سواء عند بداية نشاطيا أو خبلل
عممية التوسع ،و األمر ليس بالغريب وال يحتاج إلى أدلة أو شواىد ،و ذلك من خبلل إىمال طمبات
التمويل المقدمة لمبنوك التجارية من قبل أصحاب صغار المشاريع ،حيث تشير دراسة قام بيا البنك
العالمي أن المؤسسات المالية الرسمية لم تمد المشروعات الصغيرة في البمدان النامية بأكثر من %01
من احتياجاتيا ،ىذا ما يقود أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة لمجوء إلى أسواق مالية ومصادر
تمويمية أخرى غير تمك الرسمية.
يطمق مصطمح غير رسمي في الفكر والتطبيق االقتصادي عمى مزاولة النشاط االقتصادي خارج
إطار القانون والقواعد الرسمية المنظمة ولمنشاط في الدولة كما أنيا ال تسجل لدى الجيات الحكومية
المختصة و ال تتوفر عنيا بيانات يمكن إدراجيا في الحسابات القومية لمدولة ،تعدد مصادر التمويل غير
2
الرسمي في الواقع العممي نوضحيا بإيجاز فيما يمي:
1
– أحمد بوراس ،أسواق رؤوس األموال ،مطبوعات جامعة منتوري قسنطينة ،2002 ،ص .03
2سماح طمحي ،نفس المرجع السابق ،ص.56 :
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
-1االقتراض من األصدقاء واألقارب :أول و أىم مصدر خارجي تمجأ إليو المؤسسات الصغيرة و
المتوسطة في حالة عدم كفاية مواردىا الذاتية ىو التمويل عن طريق األقارب واألصدقاء ىذا غالبا عند
اإلنشاء أو التكوين بشكل خاص ،إما قرضا حسنا بدون فائدة من باب المعونة ،أو بفائدة منخفضة.
-2مدينو الرهانات :و ىؤالء يقدمون خدماتيم التمويمية لمن يممك أصوال عينية يمكن تداوليا في
السوق فيقومون برىنيا حيازتيا لدى المقرض و يحصمون عمى قرض قصير األجل بنسبة أقل من قيمة
األصول المرىونة و إذا قام المقترض بسداد القرض في خبلل المدة المحددة يسترد األصل المرىون ،و
بمجرد ا نتياء المدة بدون سداد فإن الدائن يستولي عمى األصل ،و الذي ال ييتم بأية معمومات عن
المقترض عند اإلقراض ألن الرىن يكفيو مخاطر االئتمان ،كما أنو ال ييتم بسبب توقف المدين عن
السداد.
-3المرابون1 :وىو مصطمح أطمق عمى ىذه الفئة من الممولين غير الرسميين الذين يقدمون
القروض بفائدة مرتفعة جدا ،في العادة تكون ىذه القروض قصيرة األجل حتى و لو ليوم واحد كما أنو ال
يقرض إال لعمبلء استقرت منزلتيم من طويل ،و بالتالي ال يمكن لمن يريد إنشاء مشروع جديد لمحصول
عمى قرض من المرابي إال بشروط في غاية الصعوبة.
أيا كان الدافع وراء المجوء إلى ىذه الصيغة ،يبقى كأي بديل تمويمي يتضمن سمبيات أيضا مزايا
وايجابيات ىذا ما شجع أصحاب المشروعات الصغيرة المجوء إلى قنوات التمويل غير الرسمي مثمما يقال
«:السوق غير الرسمية تنشط عندما يكون القطاع المالي الرسمي مقيدا شديدا بالقواعد التنظيمية» لذلك
حاولت الحكومات في شتى الدول و منذ وقت بعيد القيام بإجراءات لتحفيز البنوك عمى توجيو.
جزء من قروضيا لممشروعات الصغيرة وفق شروط إقراض ميسرة و بأسعار فائدة تفضيمية،
وضمان حكومي ليذه القروض ،مثل كوريا التي أنشأت بنكاً خاصاً إلقراض ىذه المشروعات ،ومثل ما
حدث في مصر بإنشاء الصندوق االجتماعي لمتنمية.
غير أنو بقيت ىذه المشاكل ببل حل كمي لئلشكالية التمويمية ،األمر الذي استدعى ضرورة البحث
أكثر في أسبابيا و خمفيات ىذه المشكمة.
1
سعاد نايف البرنوطي ،إدارة المشروعات الصغيرة ،الطبعة ،01دار وائل لمنشر ،2005ص .274
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
تعتبر الصيغ اإلسبلمية في التمويل من المصادر التقميدية ولكنيا استحدثت وأصبحت من
مصادر التمويل الحديثة نسبيا لذلك لم ندرجيا في الفصل الموالي.
ذلك الن المر استدعى ضرورة البحث عن أساليب ،وصيغ تمويمية دون فائدة وبضمانات معقولة
باعتبار ان تكمفة االقتراض العادي من المصادر التقميدية األخرى ىي التي تشكل عائق األول لمتمويل
تمييا مسالة الضمانات سواء عمى األسواق الرسمية أو غير الرسمية.
التي أصبحت عاجزة عن تمبية االحتياجات المالية الخاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ليذا
قامت الدول اإلسبلمية بانتياج صيغ التمويل اإلسبلمية.
غير ذلك اعتمدت البنوك التقميدية حيث تكون أكثر نجاعة ومساىمة في حل إشكالية تمويل ىذه
المؤسسات وذلك بتقديم بدائل تمويمية متعددة سنتطرق إلييا في ىذا الصدد إلى بعض منيا كالمضاربة
1
،الم اربحة،المشاركة
إن المحاوالت الجادة في العصر الحديث لمتخمص من المعمومات المصرفية الربوية واقامة مصارف
تقوم بالخدمات واألعمال المصرفية بما يتفق والشريعة اإلسبلمية بدأت عام ، 1963عند إنشاء بنوك
االدخار المحمية بإقميم الدقيمية في مصر عمى يد الدكتور احمد عبد العزيز النجار حيث كانت بمثابة
صناديق ادخار والتوفير لصغار الفبلحين ،بعدىا تم إنشاء بنك ناصر االجتماعي عام 1971م ،بالقاىرة
عمل في مجال جمع وصرف الزكاة والقرض الحسن ،ثم كانت محاولة مماثمة في باكستان ،ثم البنك
اإلسبلمي لمتنمية بالسعودية عام ،1974ثم بنك فيصل اإلسبلمي المصري عام ،1977أما في األردن
فقد كانت البداية بالبنك اإلسبلمي األردني لمتمويل واالستثمار عام ،1978فالبنك العربي اإلسبلمي عام
،1997واآلن انتشرت البنوك اإلسبلمية في جميع أنحاء العالم حتى أن البنوك التقميدية العالمية عممت
1
عمى فتح غرفة أو فروع أو بنوك إسبلمية مثل سيتي بنك وليدز....وغيرىا
اختمف الكتاب والباحثون في مجال البنوك اإلسبلمية في وضع تعريف محدد باعتباره مؤسسة من
المؤسسات االئتمان كما ان القوانين المنظمة ليا اقتصرت عمى ذكر العمميات التي تجعل من المؤسسة
مصرفا وسيتم استعراض ىذه التعريفات فيما يمي:
-عرفو الدكتور احمد النجار بأنو مؤسسة مصرفية تمتزم في جميع معامبلتيا و نشاطاتيا
االستثمارية ،وادارتيا لجميع أعماليا بالشريعة اإلسبلمية ومقاصدىا ،وكذلك بأىداف المجتمع اإلسبلمي
داخميا وخارجيا. 2
-المصرف ال يكون إسبلميا إال إذا كانت اعممو كميا ممتزمة بأحكام الشرع واالمتناع عن التعامل
بالربا ليكون المصرف إسبلميا. 3
ىناك العديد من الطرق التمويمية التي تسير عمييا البنوك اإلسبلمية في تمويل المشاريع نذكر
بعضيا فيما يمي:
-1المضاربة
-1-1تعريف المضاربة
يقصد بيا عبلقة المشاركة التي قوم بين طرفين احدىما صاحب المال واألخر صاحب الخبرة
وىذه الصيغة من التمويل تؤلف بين عنصري النشاط واإلنتاج وىما :العمل والمال وىي تختمف عن
المضاربة في البورصات واألسواق المالية ،وفي ىذه الحالة فان المدخرين وأصحاب األموال يقدمون
1
محمد حسين الوادي،حسين محمد سمحان،المصارف اإلسالمية،دار النشر والتوزيع والطباعة ،عمان،الطبعة الثانية
، 2008ص .38
2
احمد سميمان خصوانة :المصارف اإلسالمية ،عالم الكتب الحديث ،لمنشر والتوزيع،عمان ،طبعة أولى،2008،
،ص . 60،59
3
حريبي محمد عريقات :يعيد جمعة عقل ،إدارة المصارف اإلسالمية ،دار وائل لمنشر والتوزيع عمان ،الطبعة األولى،
، 2010ص110،109 ،
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
أمواليم إلى البنك اإلسبلمي بوصفو صاحب الخبرة في األنشطة المختمفة فيكون في ىذه الحالة صاحب
1
المال ويكون المتعاممون معو مضاربين في ىذا المال
حيث تتوزع األرباح بينيما حسب النسب المتفق عمييا ويتحمل صاحب رأس المال الخسارة في
حالة عدم تقصير المضارب واخبلصو بشروط المضاربة ىذا األخير الذي تكون فرصتو ىي تكمفة
الفرصة البديمة لخدماتو التي قام بيا خبلل فترة المضاربة.
ويتحمل الخسارة كاممة في حالة تقصيره أو إخبللو بشروط المتفق عمييا المتعمقة بالنشاط
االستثماري فالمضاربة ىي شكل من أشكال المبلئمة إلقامة وتنظيم المشروعات المصغرة والفردية
الصغيرة سواء كانوا من الفنيين كاألطباء والميندسين ،أم كانوا من أصحاب الخبرات العممية في التجارة
،والحرف اليدوية المختمفة.
2
فيقدم البنك التمويل البلزم بصفتو صاحب المال يستثمرونو لقاء حصة من الربح المتفق عميو
ىناك شروط صحة المضاربة وتتعمق برأس المال والربح والعمل وسوف نذكر منيا فيمايمي:
-ان يكون رأس المال نقدا أي من النقود التي تتمتع بقبول عام؛
-ان يكون رأس المال معموما قد ار ووصفو لكل من صاحب المال والمضارب ؛
-تسميم المال إلى المضارب يعني تمكين المضارب من التصرف بو لكن شرط انو ال يفسد
المضاربة. 3
1
سامر جمدة،البنوك التجارية والتسويق المصرفي،دار أسامة لمنشر والتوزيع ،األردن .طبعة األولى، 2009 ،ص 220
2
احمد بوراس ،المرجع السابق،ص .134
3
سامر جمدة ،مرجع سابق ،ص 221
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
-ان يكون نصيب كل طرف معموما عند التعاقد فمن شروط صحة المضاربة ان يتفق الطرفان
عمى كيفية توزيع الربح بينيما ؛
-ان يكون الربح مشتركا بين المتعاقدين بحيث ال يخص احدىما دون األخر؛
-يتعين تحديد نصيب كل من صاحب المال والمضارب فيما يتحقق من ربح عن عممية المضاربة
بالنسبة المئوية أو بالجزئية (نصف الربح أو الثمث) وال يجوز أن يحدد نصيب أي من الطرفين بمبمغ من
المال محدد سمفا؛
-الخسارة تكون عمى رب المال وال يتحمل منيا المضارب شيئا طالما لم يخالف الشروط ويمغيو
(المضارب )،وما يتحممو من ضياع وقتو وجيده دون عائد ؛
-من حيث الضمانات فان لمبنك اإلسبلمي أن يطمب ضمانات شخصية مناسبة ضد تقصير
المضارب وعدم التزامو بشروط المضاربة.
-العمل من اختصاص المضارب فقط فبل يجوز ان يشترط رب العمل ان يعمل معو؛
-عدم تضييق رب المال عمى العمال ولو فعل ذلك تكون المضاربة فاسدة أي انو يمكن لرب
المال ان يفرض الشروط ويضع القيود التي يراىا مناسبة ذات مصمحة. 1
2
-3-1الخطوات العممية لتنفيذ المضاربة
عادة ما يكون التمويل عن طريق المضاربة لدى المصارف اإلسبلمية عن طريق تقديم النقد كميا
أو جزئيا بالتمويل عممية محددة ،ويقوم فييا شخص أخر وتتم وفق الخطوات التالية:
أ -الطمب :يتقدم العميل طالب المضاربة إلى المصرف بدراسة جدوى اقتصادية لمصفقة أو
المشروع الذي يود تمويمو عن طريق المصرف اإلسبلمي موضحا فيو:
1
ديمون يوسف فرحات ،المصارف اإلسالمية ،الطبعة األولى ،2004 ،ص .17
2
حريبي محمد عريقات ،المرجع السابق ،ص 161،160
45
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
ب -الدراسة االئتمانية :تتم دراسة الطمب من فبل فرع المصرف المعني من حيث:
-التأكد من ربحية العممية وامكانية استعادة التمويل المقدم من قبل المصرف ضمن المدة
المحدودة؛
-التأكد من خبرة العميل وكفاءتو ومدى معرفتو بالسوق المتوقع ليذه الصفقة ؛
-التأكد من السيرة الذاتية لمعميل خمقا وأمانة من خبلل تجربة المصرف معو .
ج -موافقة المصرف عمى التمويل :في ضوء التقرير الذي يقدمو الفرع لممسؤولين من التمويل
تصور الموافقة عمى التمويل وشروطو ومقداره ونسبة األرباح .................
د -تنفيذ عممية المضاربة :يفتح حساب خاص لمعممية (مضاربة/اسم العميل) ،بيتم صرف منو
عمى المضاربة وإليداع الوردات فيو ولتصفية العممية عن طريقو.
هـ -متابعة العميل المضارب :تتم متابعة المضارب أثناء فترة المضاربة من قبل موظفي دائرة
التمويل واالستثمار لدى الفرع المعني عند عممية البيع ،والشراء الرئيسية ،ومتابعتو ضمن فترات زمنية
مناسبة لمتأكد من سير عممية المضاربة حسب الخطة المتفق عمييا
و -التصفية النهائية :يقدم العميل حساباتو لممصرف عمى مقدار ما سحب من الحساب لتمويل
العممية بمختمف مراحميا ،وما ورده لحساب المضاربة من أموال مرفقة مع الوثائق الضرورية .
-2المرابحة:
-1-2تعريف المرابحة :ىي احد صور البيوع ولذا تعرف المرابحة شرعا بأنيا بيع السمع بأثمان
شرائيا زائد ربحا معموما يتفق عميو ويظير الجانب التمويمي إذا ائتمانا تجاريا يمنحو البائع لممشتري الذي
يسدد الثمن فيما ،بعد من ايرداتو إما مرة واحدة بعد اجل معين أو عمى أقساط،واألنسب أن تقدر ىذه
الزيادة بمعدل عائد عمى االستثمارات التي يحققيا البائع من نشاطو أو يسترشد بالعائد عمى حسابات
42
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
االستثمار في البنوك اإلسبلمية في الدولة ،وقد يتم البيع أو استيراد تجييزات أو أصول محددة
1
المواصفات.من قبل المشتري
-أن يكون العقد األول صحيحا فمو كان فاسد لم تجرى المرابحة ألنيا بيع بالثمن األول نع زيادة
الربح 2؛
-أن يكون البيع ممموكا لمبائع فبل يصح بيع الفضولي وان ال يكون في البيع حق لغير البائع
-أن يخمو البيع من الخيارات (خيار التعيين،خيار العيب ،خيار الرؤية )............؛
-وجود الرضا كون البيع مقدور التسميم دون إلحاق ضرر بالبائع.3
-3-2أهمية المرابحة :من الجدير بالذكر بان المرابحة من أكثر أساليب التمويل شيوعا بين
المصارف اإلسبلمية وتقدر ما بين % 70و ، %80من إجمالي التمويل الذي تقدمو المصارف اإلسبلمية
يتم عن طريق المرابحة.
ولقد استطاعت المصارف اإلسبلمية عن طريق المرابحة المنافسة عمميات االقتراض لدى البنوك
التقميدية وذلك لؤلسباب التالية:
-سيولة تطبيق عمميات المرابحة لؤلمر بالشراء بعكس بقية أنواع التمويل اإلسبلمية؛
-سيولة المراقبة تنفيذ العممية من قبل أجيزة البنك من حيث الرقابة الداخمية؛
-إمكانية تحديد مستوى ومقدار عوائد التمويل منذ بداية دراسة عممية المرابحة؛
1
الطيب الداودي ،اإلستراتجية الذاتية لتمويل التنمية االقتصادية ،الطبعة ، 01دار الفجر لمنشر و التوزيع، 2008 ،ص
.129
2
محمود حسين الوادي ،مرجع سابق ،ص .125
3
محمد صالح الحناوي،المؤسسات المالية،الدار الجامعية لمطبع النشر والتوزيع ،اإلسكندرية، 1998 ،ص .406
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
-تشمل تطبيقات بيع المرابحة لؤلمر بالشراء نطاقا واسعا يغطي معظم السمع معمرة أو غير معمرة
أو استيبلكية؛
-يتمكن البنك قبل تقديم التمويل بالمرابحة لؤلمر بالشراء من دراسة وضع العميل وامكانياتو
المادية ونشاطو....؛
-يتحقق البنك من جدية العميل عمى ىذا النوع من التمويل عن طريق اشتراط دفع عربون يمثل
نسبة من قيمة السمعة.1
ومنو يعتبر أسموب التمويل بالمرابحة أسموبا مناسبا لمشروعات ص و م ألنو يساعد عمى
الحصول عمى مختمف اآلالت والموارد المالية التي تحتاجيا دون دفع فوري حيث أنيا عادة ال تممك
األموال الكافية لذلك ساعدىا أسموب المراجعة عمى دفع ما عمييا عمى شكل أقساط مستقبمية وىذا
األسموب أيضا يناسب البنك ألنو يحصل عمى عائد مع ضمان استرداد مالو ،ولو ان يطمب ضمان طرف
ثالث في حالة البيع المرابحة لؤلمر بالشراء.
-3المشاركة
-1-3تعريفها
يتمثل ىذا األسموب في تقديم المشاركين لممال بنسب متساوية أو متفاوتة من اجل إنشاء مشروع
جديد أو المساىمة في المشروع قائم بحيث يصبح كل مشارك ممتمكا حصة في رأس المال بصفة دائمة
ومستحقا لنصيب من األرباح.
حيث تقوم فكرة المشاركة عمى أساس ان الممول صاحب رأس المال (البنك) يعتبر شريكا
لممتعامل معو من حيث تربطو معو عبلقة شريك بشريك وليست عبلقة دائن بمدين فالمشاركة ال تحتاج
إلى تقديميا إلى ضمان لمحصول عمى التمويل وتكون الشراكة دائمة كما يمكن ان ان تكون متناقصة أي
منتيية بالتمميك حيث يعطي البنك الحق لمشريك ان يجعل محمو في ممكية المشروع ويوافق عمى التنازل
2
عمى حصتو في المشاركة دفعة واحدة ،أو عمى دفعات حسبما تقتضي الشروط المتفق عمييا
1
حريبي عريقات ،مرجع سابق ،ص 83
2
عبد الرحمن يسري احمد ،تنمية الصناعات الصغيرة ومشكالت تمويمها ،دار الجامعية لمنشر والتوزيع ،اإلسكندرية مصر
، 1996ص84،83 :
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
-2-3شروط المشاركة
-أن يكون رأس المال من نقود وأجاز بعض الفقياء ان يكون من عروض إال إذ جرى تقويميا
بالنقود وقت المشاركة ؛
-أن يكون الربح بين الشركاء عمى ما اشترطوا وبنسبة شائعة معمومة فإذا لم يشترطوا يكون الربح
حسب نسبة رأس المال؛
-أما في حالة الخسارة فتكون عمى الشركاء عمى حسب النسب المتفق عمييا أو حسب نسب رأس
المال كل منيم إلى رأس مال الشركة؛
-ال يشترط التساوي في حصص رأس المال كما ال يشترط المساواة في العمل ،والمسؤولية
واإلدارة في الشركة؛
1
-ان يكون العقد واضحا فييا يتعمق بقوانين توزيع الربح البيع بين الشركاء تجنبا لمخبلف مستقببل
-3-3مزايا الشراكة:
أ -المزايا الشرعية:تتمثل في صيغة غير مثيرة لمجدل من النواحي الشرعية كما ىو الحال في
المرابحة وىي خالية من العيوب الشرعية ومن الربا
-توزيع المخاطر بين أصحاب رؤوس األموال وتوفير الجيود بسبب توزيع المسؤوليات بين
الشركاء2؛
1
محمد صالح الحناوي ،المؤسسات المالية ،مرجع السابق ،ص 406
2
محمد حسين الوادي ،المرجع السابق ،ص 170
42
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
-من جية أخرى نظ ار لمعميل فان نظام المشاركة عادة يحتاج لتقديم رىن عقاري أو ضمانات
وبالتالي فان الجدوى االقتصادية لممشروع وميزاتو ىي الوحيدة المؤىمة لمتمويل من المصارف .
-تعمل عمى معالجة األمراض االقتصادية من خبلل زيادة الناتج والدخل القومي ؛
1
حريبي عريقات ،مرجع سابق ،ص 83
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
المنتهية المستثمرة
حلول للشريك محل المصرف بعقد بحيث يكون
للشريك حريته في البيع لشريكه أو لغيره
تمويل عملية
تمويل دورة
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
المطمب الثاني :العوامل المحددة الختيار مصادر التمويل وعوامل إيجاد بدائل تمويمية
إن اعتبار مصادر التمويل األكثر مبلئمة يتأثر بعدة عوامل منيا ما ىي مرتبط بسياسة التمويل
في المؤسسة من جية ،ومنيا ما يتعمق بطبيعة الظروف االقتصادية العامة من جية أخرى وىو ما
سنوضحو كالتالي:
وتعبر عن شكل أساسي عن إمكانية المنشاة واحتياجاتيا وقدرتيا عمى تسديد التزاماتيا كذلك نجد
ان المؤسسات الحديثة غالبا ما تعتمد عمى مواردىا المالية الداخمية نظ ار لعدم قدراتيا عمى الحصول عمى
األموال من مصادر خارجية .
وبالنسبة لشركات المساىمة فإنيا تعتمد عمى اصدراتيا من األسيم العادية واألسيم الممتازة اما
بالنسبة لممؤسسات التقميدية الكبيرة ،والتي تتعامل بعدة أنواع من السمع فاتيا تتجو غالبا لبلستفادة من
أموال الغير ،أي ان االعتماد عمى القروض في التمويل .
ومن أىم العوامل التي تؤثر في تحديد نوعية مصادر التمويل نذكر منيا عمى سبيل المثال ما
يمي:
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
نظ ار ألىمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و المشاكل التي تعاني منيا خاصة المتعمقة بالتمويل
كان البد من إيجاد صيغ تمويمية حديثة مع تفعيل الصيغ التقميدية ،و ىذا لم يكن وليد الصدفة بل نتج
2
عن تغيير في العديد من العوامل أىميا:
/ 1تزايد مستوى الوعي لدى المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بقدرتيا و أىميتيا إذا ما حسنت
مستوى تنظيميا الداخمي ،أيضا تنظيم نفسيا في جمعيات مينية؛
/2تزايد الوعي لدى صانعي القرار عمى مستوى المحمي و الدولي بمشاكل المؤسسات الصغيرة و
المتوسطة و أىميتيا االقتصادية و االجتماعية ،و لقد انعكس ذلك في خمق ىياكل و وضع آليات و
سياسات لدعم ىذه المؤسسات في نموىا و تطورىا؛
1
رضوان وليد العمار ،مرجع سابق ،ص .229
2
سماح طمحي ،مرجع سابق ،ص.68،67 :
44
إشكالية التمويل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثاني
/ 3أدت عولمة مصادر التمويل إلى التوجو المتزايد لممؤسسات الكبيرة نحو تنويع مصادر تمويميا،
و بالتالي انخفاض الحاجة إلى الوسطاء كالبنوك التجارية مما جعل ىذه األخيرة تبحث عن زبائن جدد
الستغبلل الودائع المختمفة لدييا ،ىذا ما أدر إلى التوجو المتزايد ليذه المؤسسات المالية نحو قطاع
المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بابتكار آليات جديدة لمتمويل؛
/4ظيور تعاضديات أنشأتيا المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بغرض تقديم المساعدات الفنية
واإلدارية ،و كذا تسيير عممية الحصول عمى التمويل و شروطو؛
/5ظيور مؤسسات ومكاتب متخصصة في ميدان جمع المعمومات حول المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة مما جعميا تمعب دور الوسيط بين ىذه المؤسسات ومحيطيا ،وجودىا كان لعدم قدرة
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عمى تقديم المعمومات حول أنشطتيا مما يصعب من ميمة ىذه األخيرة
عمى تقييم مستوى المخاطر.
44
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
تمهيد
إف االتجاه الجديد في تنمية االقتصاد الحديث ىو االعتماد عمى مؤسسات الصغيرة والمتوسطة
والتركيز عمى دورىا في تحقيؽ التنمية ،ولكف في ظؿ محدودة االستفادة بالحجـ المطموب والشروط
المناسبة مف التمويؿ المصرفي كمصدر تقميدي ،باإلضافة إلى نقؿ الضمانات التي يغمب عمييا الطابع
البيروقراطي أصبحت ىذه المصادر أي التقميدية المعتمدة لحد اآلف ال تتماشى مع الواقع االقتصادي،
لذا أصبح لزاما عمى المؤسسات البحث عف مصادر أخرى حديثة تكوف متخصصة وليا مميزات
تتماشى مع الواقع الجديد الذي أفرزتو البيئة الداخمية وحتى الخارجية(الدولية) ،إذ أف اتساع نشاط
المؤسسات وتنوعيا أجبرىا عمى استحداث تجييزاتيا مف آالت ومعدات ،واكتساب تقنيات حديثة ،وىذا
ما تضمنو ليا المصادر الحديثة لمتمويؿ ،وعميو تـ تقسيـ ىذا الفصؿ إلى أربعة مباحث يتضمف كؿ
مبحث مصدر مف المصادر الحديثة ،مف خالؿ التعرؼ عمى ماىيتو وكذلؾ كؿ مف مزاياه وعيوبو،
حيث تتمثؿ ىذه المصادر في قرض اإليجار أو التمويؿ ألتأجيري ،التمويؿ عف طريؽ تحويؿ عقد
الفاتورة أو الفاكتوريغ ،التمويؿ عف طريؽ حاضنات األعماؿ ،وفي األخير التمويؿ عف طريؽ رأس
الماؿ المخاطر.
88
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
نتعرؼ في ىذا العنصر عمى مفيوـ القرض أإليجاري ،وأىـ خصائصو وكيفية سير ىذا النوع مف
التمويؿ.
لقد نشأت تقنية اإليجار وتطورت بتطور النشاط االقتصادي لإلنساف عبر
تـ اكتشاؼ
المعدات مف النشاطات ذات التاريخ الطويؿ ،فقد ّ
ّ ويعد تأجير
العصورّ ،
سجالت لإليجار تعود إلى بعض المعامالت المادية والتجارية التي وقعت قبؿ عاـ 0111
أف أىـ سجؿ لقوانيف اإليجار يعود
قبؿ الميالد ،وذلؾ في مدينة أوز السومرية القديمة كما ّ
إلى عاـ 8711ؽ.ـ عندما قاـ الممؾ حمورابي بإدماج القواعد واألعراؼ السومرية
واألكادية في مجموعة قوانينو الشييرة ،كما وجدت حضارات قديمة أخرى كاإلغريؽ
المعدات واألرض
ّ والروماف ،والمصرييف والفينيقييف ،في اإليجار وسيمة جذابة لتمويؿ
1
،والسفف ومختمؼ أنواع الخيرات.
1
لممعدات اإلنتاجية ،منشأة المعارؼ ،اإلسكندرية ،2005 ،ص .07
ّ العال ،اإليجار التمويمي
-طو محمد أبو ُ
28
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
يعرؼ التمويؿ ألتأجيري عمى انو " اتفاؽ بيف طرفيف يخوؿ أحدىما حؽ االنتفاع بأصؿ ممموؾ
لمطرؼ اآلخر ،مقابؿ دفعات دورية لمدة زمنية محددة ،المؤجر ىو الطرؼ الذي يحصؿ عمى الدفعات
الدورية مقابؿ تقديـ األصؿ ،في حيف أف المستأجر ىوا لطرؼ المتعاقد عمى االنتفاع بخدمات األصؿ
1
مقابؿ سداده ألقساط التأجير لممؤجر
مؤىمة قانونيا
ويعرؼ أيضا عمى انو" عممية يقوـ بموجبيا بنؾ أومؤسسة مالية أو شركة تأجير ّ
تصرؼ مؤسسة عمى سبيؿ اإليجار ،مع
لذلػؾ بوضع آالت ومعدات أولية وأصوؿ مادية أخرى تحت ّ
إمكانية التنازؿ عنيا في نياية القترة الموثقة في العقد ،ويتـ التسديد عمى أقساط يتفؽ بشأنيا تسمى
ثمف اإليجار .
0
ولمتمويؿ التأجيري تسميات أخرى مثؿ التمويؿ باالستئجار ،التمويؿ أالستئجاري ،التمويؿ بالتأجير،
تأجير األصوؿ ،التمويؿ االيجاري ،القرض االيجاري ،االعتماد االيجاري ،قرض التأجير ،التأجير
بالتمويؿ واإلجارة.
كما يعرؼ التأجير عمى أنو اتفاؽ يتـ بمقتضاه تحويؿ الحؽ في استخداـ عقارات أو آالت أو
3
معدات مف المؤجر إلى المستأجر لمدة معينة مف الزمف مقابؿ مبمغ معيف.
ظير التمويؿ ألتأجيري في مرحمة حديثة مف تطور نظـ االئتماف وفي الوقت المناسب لمواجية
العجز في رأس الماؿ ،ويرجع ظيور وانتشار التمويؿ ألتأجيري لعدة عوامؿ نذكرىا:
1
بمعوج بمعيد ،تأجير األصول الثابة كمصدر لتمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،الممتقى الوطني األوؿ
حوؿ المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و دورىا في التنمية ، 2002-04-09 ،كمية العموـ االقتصادية و عموـ
التسيير جامعة ثمجي عمار ،االغواط ص .08
2
-الطاىر لطرش ،تقنيات البنوك ،ديواف المطبوعات الجامعية ،الطبعة الرابعة ،2005 ،الجزائر ،ص .76
3
-خالد الزاوي ،التحميل المالي لمقوائم المالية واإلفصاح المحاسبي ،دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة ،الطبعة
األولى ،2000 ،ص .442
28
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
-4خصائصه
إف عقد قرض اإليجار يتضمف عدة التزامات تشكؿ في مجمميا خصائص ليذا القرض
2
وأىميا:
-األصل الممول :وقد يكوف عقا ار أ ومنقوال فالمؤجر يموؿ األصوؿ التي يسيؿ بيعيا كما يموؿ
التجييزات المتخصصة ،فوجود خطر يؤدي بالمؤجر إلى طمب ضمانات أخرى قد تكوف شخصية
أ وتعيد مف المورد باسترجاعو لألصؿ أ وتعيد بالمساعدة في بيعو.
-مدة العقد :يبرـ عقد قرض اإليجار لمدة متفؽ عمييا غير قابمة لإللغاء مف الطرفيف ،تحدد عمى
أساس تغطيتيا تقريبا لمدة حياة األصؿ االقتصادية.
-إف المؤسسة المستفيدة مف قرض اإليجار غير مطالبة بإنفاؽ المبمغ الكمي لالستثمار مرة واحدة
وانما تقوـ بالدفع عمى أقساط تسمى بثمف اإليجار.
1
-سعدة سعيدة ،االئتمان التجاري الطريقة الحديثة لمتمويل دورة تدريبية حول تمويل المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة ،أياـ 28 -25ماي ،2003عموـ االقتصاد والتسيير ،جامعة منتوري قسنطينة
2
بريبش السعيد ،طبيب سارة ،البدائل التمويمية المتاحة لممؤسسات الصغيرة و المتوسطة بين العروض النظرية و
الصعوبات العممية ،الممتقي الوطني الثاني حوؿ المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و التنمية المستدامة
28
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
-في نياية مدة القرض تستفيد المؤسسة المستأجرة إما مف خيار تجديد عقد اإليجار وبالتالي
عقد االستعماؿ ،واما خيار شراء األصؿ عمى أساس القيمة المتبقية واما خيار االمتناع عف
التجديد وارجاع األصؿ إلى المؤسسة المؤجرة.
-1القرض االيجاري حسب معيار نقل الخطر :حسب ىذا المعيار ينقسـ القرض االيجاري الى :
أ-قرض اإليجار التمويمي :في ىذا النوع مف عقود التأجير ،المؤجر ال يتولى خدمة أو صيانة
األصؿ كما أف العقد غير قابؿ لإللغاء و يتـ امتالؾ األصؿ بالكامؿ خالؿ مدة االستئجار و بيذا فيو
1
يختمؼ عف االستئجار التشغيمي
-يغطي المؤجر كافة تكمفتو مضافا إلى ذلؾ معدؿ عائد مناسب ؛
ب – قرض اإليجار التشغيمي :وفؽ ىذا النوع يستخدـ المستأجر األصؿ خالؿ زمف قصير
بالمقارنة بالعمر اإلنتاجي لو ،ولذلؾ ال يتطمب نقؿ الممكية الخاص باألصؿ محؿ التأجير إلى
المستأجر ،بمعنى وجود فصؿ كامؿ بيف ممكية األصؿ الفعمية و تكوف لممؤجر و بيف استعمالو
بمعرفة المستأجر .
وينتشر استخداـ ىذه النوعية مف التأجير في حالة السمع التي تتعرض لمتغيرات التكنولوجية
السريعة ،مما يدفع إلى عدـ االحتفاظ بيا طيمة فترة عقد التشغيؿ كذلؾ تنتشر عقود التمويؿ التشغيمي
1
عبد الباقي روايج و طالبي خالد ،القرض االيجاري كبديل تمويمي لممؤسسات الصغيرة و المتوسطة – حالة الجزائر
– الممتقى الوطني الثاني حوؿ المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و التنمية المستدامة ،واقع و أفاؽ -14-13نوفمبر
، 2012كمية العموـ االقتصادية عموـ التسيير ،جامعة العربي بف مييدي ،أـ البواقي ،ص. 09
2
سمير محمد عبد العزيز ،التأجير التمويمي ،مكتبة و مطبعة االشعاع الفنية ،الطبعة االولى ، 2001 ،ص
. 114
28
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
في حاالت السمع السابؽ استخداميا ليا كحالة سيارات النقؿ و الركوب و آالت التصوير المستندات
الخاصة بكشؼ العمالت المزيفة.
القرض أإليجاري لمعقارات :وىو عبارة عف عممية تأجير البنايات ذات استعماؿ ميني
لمؤسسة معينة قد تصبح مالكة لذلؾ األصؿ العقاري في نياية مدة العقد إذا اختارت ذلؾ،
وتتراوح مدة العقد ىنا ما بيف 8و 15سنة ،وقد تصؿ إلى 20سنة .
جـ -القرض أإليجاري لمقيم المعنوية :ويتمثؿ في قياـ مؤسسة بعقد قرض إيجاري يكوف موضوعو
براءات اختراع ورخص صناعية أو شيرة المحؿ fond de commerceبيدؼ إدخاؿ منتوج
جديد لمسوؽ أو اقتحاـ أجزاء جديدة مف السوؽ ،بيدؼ توسيع عمميا وىذا بدؿ القياـ بعمميات
البحث والتطوير بنفسيا .
-2القرض أإليجاري حسب معيار جنسية العقد :ونميز ىنا كذلؾ نوعيف أساسييف:
-1-2القرض أإليجاري المحمي :وىو عقد يجمع بيف مؤسسة قرض إيجاري وزبوف ينتمياف
إلى نفس البمد ،كما يمكف لمؤسسة القرض أإليجاري إنشاء فروع ليا في الخارج وممارسة القرض
أإليجاري المحمي في ذلؾ البمد.
-2-2القرض أإليجاري الدولي :يستخدـ عادة معيار المقر االجتماعي أو المقر الرئيسي
لألطراؼ المتدخمة في عممية القرض لتقرير الطابع الدولي لمقرض أإليجاري ،حيث يعتبر القرض
دوليا عندما يكوف المؤجر والمستأجر مقيماف في بمداف مختمفاف ويخضعاف لتشريعات مختمفة
أإليجاري ً
.
-4أنواع أخرى لمقرض أإليجاري :توجد أنواع خاصة أخرى لمقرض أإليجاري ،أىميا:
28
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
المظهر :حيث تقوـ مؤسسة معينة ببيع العتاد الذي نصنعو أو تنتجو
ّ -1-4القرض أإليجاري
بنفسيا لمؤسسة مالية متخصصة في القرض أإليجاري ،والتي تقوـ بتأجيره لممؤسسة المصنعة نفسيا،
وبعدىا تقوـ المؤسسة المصنعة التي أصبحت مستأجرة لعتادىا ،بتأجيره لزبائنيا بشروط مشابية لعقد
التأجير األوؿ .
-2-4البيع واعادة التأجير :ويقتضي قياـ مؤسسة معينة بالتنازؿ عف أصوؿ عقارية أو
منقولة لم ؤسسة مالية متخصصة ،حيث تقوـ ىذه األخيرة بمنح حؽ استخداـ األصؿ المعني لنفس
المؤسسة عف طريؽ عقد إيجار يتضمف كؿ البنود الالزمة ،وتتيح ىذه العممية توفير أمواؿ لتوظيفيا
في فرص استثمار أخرى.
-3-4القرض أإليجاري المقرون برافعة تمويل :ويتميز بوجود ثالثة أطراؼ في العقد :المستأجر،
المؤجر ،والجية المقرضة ،وال يختمؼ دور المستأجر عما كاف عميو في عقود االستئجار األخرى ،لكف
االختالؼ يكمف في دور المؤجر الذي يموؿ شراء األصؿ المطموب جز ًئيا فقط ( %30مثال) ،ويموؿ
الجزء المتبقي ( )%70بقرض مضموف طويؿ األجؿ مف مؤسسة تمويمية (بنؾ تجاري ،شركة
تأميف ...،الخ) ،وعادة يستخدـ ىذا النوع مف القروض اإليجارية في تمويؿ االستثمارات التي تتطمب
1
اتفاقات رأسمالية كبيرة.
وميما يكف النوع المطابؽ مف القرض أإليجاري ،يبقى ىذا األخير تقنية تمويمية ضمف تشكيمة
واسعة مف التمويالت المتاحة في السوؽ ،يجب عمى المدير المالي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
اختيار األفضؿ منيا باستخداـ تقنيات المفاضمة المعروفة أو مف خالؿ تحميؿ وتقييـ المزايا والسمبيات
التي توفرىا كؿ تقنية.
1
عبد الباقي روايج و طالبي خالد ،مرجع سابق ،ص . 10
28
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
-تمكيف المشروع مف حيازة األصوؿ الرأسمالية الالزمة لنشاطو اإلنتاجية دوف أف يضطرب إلى
تجميد جزء كبير مف أمواؿ إذا ما قاـ بشرائيا مما يوفر لممشروع مستوى أكبر مف السيولة؛
-التأجير ىو الطريقة الوحيدة لمحصوؿ عمى حؽ استعماؿ موجودات أساسيا آلجاؿ طويمة
دوف زيادة رأس الماؿ المنشأة المستأجرة؛
-تسييؿ عمميات اإلحالؿ والتجريد ومواكبة التطور التكنولوجي مما يسيـ في زيادة القدرة
التنافسية لممنتجات؛
-يمكف لممستأجر سداد إيجار األصوؿ مف عائد إنتاجية ىذه األصوؿ وىي في حالة التشغيؿ
الكامؿ وبالتالي نقؿ ما يتحممو مف أعباء مالية؛
-االستفادة مف المزايا الضريبية لعممية التأجير ،حيث أف قيمة إيجار اآلالت يتـ استقطاعيا
مف الوعاء الضريبي لممشروع المستأجر باعتبارىا تكاليؼ الزمة لمحصوؿ عمى الدخؿ الخاضع
لمضريبة؛
-تعتبر شروط تأجير األصوؿ أكثر يس ار ومالئمة مف االقتراض خاصة وأف المخاطر تصبح
مشتركة بيف المؤجر والمستأجر؛
-حماية المشروع مف آثار التضخـ في المدى القصير ،وذلؾ بالنسبة لألصوؿ الرأسمالية
المستأجرة؛
-ال يعتبر التأجير عائؽ لالقتراض حيث يمكف لمشركة المستأجرة االقتراض لمتوسع في
1
استثماراتيا الرأسمالية.
1
خالد اميف عبد اهلل ،إسماعيؿ إبراىيـ الطراد ،إدارة العمميات المصرفية المحمية والدولية ،دار وائؿ لمنشر ،عماف،
الطبعة األولى ،2006 ،ص .375
22
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
-2بالنسبة لممؤجر :يمكف رصد أىـ ما يجنيو مف مزايا فيما يمي :
إف الشركات المؤجرة التي تتمثؿ في المصارؼ والشركات المالية وشركات التمويؿ اإلستئجاري
المصرحة قانونا لمذيف يمولوف المشاريع االقتصادية مف خالؿ التمويؿ أالستئجاري تتمثؿ مزاياىا في:
-الفائدة األساسية التي تخطى بيا الشركات المؤجرة مف حؽ الممكية التي ضمانا ليا وتأمينا
حقيقيا لالستثمار المؤجر وىذا ما يميزىا عف شركات القرض األخرى بحيث تستطيع استبقاء حقوقيا
كاممة مف قبؿ المستأجر؛
-يستفيد المؤجر مف فوائد ضريبية واضحة تتمثؿ في امتالؾ السريع لالستثمار المؤجر ،وىذا
ما ينجـ عنو فرصة تخفيض الضريبة عمى األرباح والتخفيض مف األرباح الجبائية؛
-يحرص المؤجر عمى أف صيانة وتأميف االستثمار تكوف عمى عاتؽ المستأجر وىذا مف
نعرضو إلى مخاطر السوؽ وبالتالي يستفيد المؤجر مف صيانة تأميف التجييز ألنو بمثابة ضماف
استرجاع االستثمار بحالة جاىزة؛
-عندما يقرر المستأجر شراء االستثمار في نياية مدة العقد يتحمؿ ىذا األخير انخفاض القيمة
بفعؿ التقادـ باإلضافة إلى تحممو لمخاطر تكنولوجية وىذا عمى عكس المؤجر الذي يتجنب المخاطرة؛
-يحصؿ المؤجر عمى ميزة ضريبية وىي نسبة مف قيمة األصوؿ المستثمرة وتتفاوت ىذه
األخيرة (قيمة الضريبة) حسب نوع األصؿ وعمره اإلنتاجي والدليؿ عمى أىمية ىذه الميزة أف
المصارؼ في الواليات المتحدة األمريكية التي تقوـ بالتمويؿ عف طريؽ التمويؿ باإلستأجار يمكف
1
الحصوؿ عمى ( )10مف قيمة األصوؿ المستثمرة لتخفيض الضرائب المستحقة.
1
سمير عبد العزيز ،مرجع سابق ،ص.10
28
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
بالرغـ مف أىمية التمويؿ باالستئجار سواء بالنسبة لممؤجر أو بالنسبة لممنشآت كما سبؽ تناولو
فإنو في حقيقة األمر ليذا النوع مف التمويؿ عيوب يجب تشخيصيا سواء ما يتعمؽ منيا بالمؤجر أو
المستأجر وىي كما يمي:
أ.العيوب بالنسبة لممؤجر 1:عمى الرغـ مف وجود ضماف قوي لممؤجر يظير لو حؽ استرجاع
االستثمار والمتمثؿ في الممكية القانونية ليذا األخير إال أنو معرض لصعوبات ومخاطر تيدد سير
عممياتو وحياة شركتو ،ىذه المخاطر تعتبر عيوبا بالنسبة لممؤجر وىي كاآلتي:
-في حالة المستأجر أثناء اإليجار مف حؽ المؤجر استرجاع استثماره وبيعو في السوؽ ،فرأس
الماؿ المتبقي وغير المستيمؾ مف طرؼ األقساط اإليجارية يكوف حتما أقؿ مف القيمة السوقية
لالستثمار ،وىنا يواجو المؤجر خطر انخفاض قيمة رأس الماؿ المتبقية؛
-عند نياية مدة العقد وارجاع المستأجر األصؿ المؤجر يجب أف تكوف القيمة المتبقية المالية
تساوي القيمة السوقية ،وىذا تفاديا لتحمؿ الخسارة مف طرؼ المؤجر،واال واجو خطر القيمة المتبقية؛
ب -بالنسبة لممستأجر :عندما يمجأ المستأجر إلى عممية التمويؿ باالستئجار فيو يخضع إلى
أعباء وتكاليؼ مالية قابمة لإللغاء في المدى الطويؿ ،ليذا فيو يواجو صعوبات ومخاطر وتخص
بالذكر الشركات ذات المردود المنخفض وأبرز ىذه العيوب ما يمي:
-التكمفة المرتفعة التي تشكؿ عائقا كبي ار وعامال أكثر صمبيو بالنسبة لممستأجر فمبمغ األقساط
اإليجارية التي يدفعيا ىذا األخير تتضمف كال مف:
1
السعيد فرحات ،جمعية األداء المالي لمنظمات األعمال ،دار المريخ لمنشر ،المممكة العربية السعودية 2000 ،
،ص 456
89
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
-تجديد المسؤولية التي تعتبر مف العيوب الخاصة عندما يحدث عدـ توافؽ استثمار المؤجر
مع المميزات التقنية المطموبة فيصبح المستأجر مضطر لدفع األقساط اإليجابية حتى نياية مدة العقد
بحجة أف المؤجر غير مسؤوؿ عف العيوب الحقيقية لالستثمار؛
-مف الناحية المحاسبية فإف المستأجر ال يسجؿ قيمة االلتزامات في كشؼ الميزانية باعتبار
المستأجر ليس المالؾ القانوني لألصؿ مما ،ال ينجح لو تقديـ ضمانات لمدائنيف المحتمؿ التعامؿ
1
معيـ.
نشأ في إنجمت ار منذ أوائؿ القرف 19فقد كاف التجار البريطانيوف يجيموف السوؽ األمريكية مما
دفعيـ إلى التعامؿ مع مؤسسات الفاكتورينغ عف طريؽ بيعيـ فواتير الديف اآلجمة الخاصة بالمستورديف
األمريكييف مقابؿ نسبة مف قيمة الفاتورة قبؿ موعد استحقاقيا ،ثـ تطورفيما بعد في أوروبا مع بداية
،1960و تمجأ الشركات ذات المسؤولية المحدودة كالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى نظاـ
الفاكتورينغ حيث نجده نظاما يتفؽ مع إمكانيتيا ،و يكوف بمثابة دعـ فنجده دعما ماليا يسمح ليا
1
بتسيير أمورىا المالية.
1
-السعيد فرحاف ،مرجع سابق ،ص .457
1
أحمد بوراس ،2008 ،مرجع سابق ص .111،110
81
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
تمثؿ عممية " "Factoringمصد ار لمتمويؿ تحصؿ ما بيف 30و 120يوما ،حيث تضمف ىذه
المؤسسة حسف سير عممية Factoringوذلؾ مف ناحية تحصيؿ الديوف التجارية إذ تحؿ محؿ
المؤسسات في الدائنية.
المشرع الجزائري مف خالؿ المادة 543مكرر 14مف القانوف التّػػجاري الج ازئري عمى
ّ عرفو
وقد ّ
ّأنو " :عقد تحؿ بمقتضاه شركة متخصصة تسمى " الوسيط" محؿ زبونيا المسمى "المنتمي" عندما
محدد ناتج عف عقد وتتك ّفؿ يعبئ عدـ التسديد وذلؾ مقابؿ
تسدد فو ار ليذا األخير مبمغ الفاتورة ألجؿ ّ
ّ
أجر.2
.1عقد الوكالة :أي أف توكؿ المؤسسة متخصصة بتحصيؿ الفواتير لكف ىذه الطريقة ال
تضمف تحصيؿ قيمة الفواتير.
2
برايس نورة ،المشروعات الصغيرة والمتوسطة واشكالية تمويمها :دراسة حالة مؤسسة FERTIALعنابة ،رسالة
ماجستير تخصص مالية المؤسسة ،كمية العموـ االقتصادية وعموـ التسيير ،جامعة باجي مختار عنابة ،2006 ،ص
.79
88
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
.2عقد القرض :أي االقتراض مف البنوؾ أو المؤسسات المتخصصة ويعاب عمى ىذه الطريقة
أنيا تواجو أبعاد المشكمة وىو عدـ حموؿ أجؿ االستحقاؽ كذلؾ إجراءات الحصوؿ عمى القروض
تعتبر معقدة وطويمة.
.3عقد خصم األوراق التجارية :تقوـ بيذه العممية أيضا البنوؾ والمؤسسات المتخصصة
وتضمف ىذه الطريقة تفعيؿ حقوؽ البائع وتحصيؿ األوراؽ التجارية ،ولكف يعاب عميو أف الخصـ
نطاقو محدود ويتعمؽ فقط بالحقوؽ المتجسدة في أوراؽ تجارية دوف الثانية في الفواتير كما أف عمولتو
تبدو مرتفعة بالقياس بإمكانيات المؤسسات الصغيرة.
وازاء فشؿ القوالب التقميدية في عالج المشكمة كانت حاجة المؤسسات إلى عممية قانونية تواجو
بيا المخاطر المختمفة لممشكمة السابقة ضرورة ممحة وىو مف استطاع أف ينجز بنجاح كبير عقد شراء
الحقوؽ التجارية (تحويؿ الفواتير) ويقصد بشراع الحقوؽ التجارية أو الفاكتورينغ شراء أو حجز ديوف
المؤسسات التجارية التي تشغؿ عمى المستوى المحمي أو الدولي ،وفي حقؿ السمع االستيالكية كما
تقوـ البنوؾ التجارية مف جيتيا بشراء حسابات المدينيف (أوراؽ قبض سندات فواتير) الموجودة بحوزة
المؤسسات التجارية أو الصناعية والتي تتراوح مدتيا ما بيف تاريخ استحقاؽ حسابات القبض أو رغـ
غياب اإلحصائيات لدينا إال انو في المجاؿ االقتصادي تـ إثبات نجاحاتيا في مجاؿ تمويؿ المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة عمى اعتبارىا ذات قدرات مالية محدودة خاصة في كؿ مف فرنسا وانجمترا ،إال أنيا
لـ تعرؼ بعد طريؽ إلى الدوؿ العربية ،رغـ أف في الجزائر مف الناحية القانونية ىناؾ إقرار بمقتضى
المرسوـ التنفيذي المؤرخ بتاريخ 1993/04/27والذي يجبر استخداـ آلية تمويؿ جديد في الجزائر
وىي آلية تحويؿ الفاتورة وذلؾ عمى مستوى المؤسسات المالية بما في ذلؾ البنوؾ التجارية إال أف
1
التعامؿ بيا الزاؿ في إطار ضيؽ.
1
-عبد الجميؿ بوداح ،بدائل التمويل الخارجي في المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،الدورة التدريبية حوؿ تمويؿ
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورىا في االقتصاد المغاربية ،سطيؼ -الجزائر 28 -25 ،ماي ،2003
ص .7 -
88
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
.4أطراف عقد تحويل الفاتورة :وتحتوي ىذه العممية عمى ثالثة أطراؼ:
الطرف األول :ويمثؿ صاحب السمعة إما يكوف التاجر أو المنتج أو الموزع لمسمعة التي تكوف
بحوزتو حسابات المدينيف حيث يقدميا لمؤسسة Factoringعمى أساس بيعيا.
الطرف الثاني :ويتمثؿ في الزبوف المديف لمطرؼ األوؿ الذي اشترى السمعة مف الطرؼ األوؿ
دوف تسديد ثمنيا فورا.
المـــــــــورد
الفاتـــــــورة العمـــــيل
المصدر :أحمد بوراس ،تمويؿ المنشآت االقتصادية ،المرجع السابق ،ص .18
يقوـ المورد بتقديـ منتجات معينة لمعميؿ عمى أساس البيع ولكف ىذه العممية ال تتـ نقدا أو عف
طريؽ شيؾ أنما يوقع العميؿ عمى مستندات مديونية بقيمة مشترياتو ويرسميا لممورد حيث ينفؽ ىذا
األخير مع المؤسسة Factorعمى ألف بيعييا المستندات حيث يمكف الفاكتور (مؤسسة )Factor
نسبة معينة مف قيمة حسابات المدينيف ويقوـ الفاكتور بمطالبة العميؿ بسداد قيمة مستندات المديونية
إليو ،يقوـ العميؿ في تاريخ االستحقاؽ بسداد قيمة المستندات التي وقعيا المورد إلى Factor
88
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
-1خدمة كاممة :يقصد بيا أنو إلى جانب قياـ الفاكتور بعممية التمويؿ يقوـ بإبالغ المديف
عممية مسؾ دفاتر العميؿ لمقياـ بتحصيؿ مباشرة مف طرؼ مديف العميؿ؛
يتضمف عقد تحويؿ الفاتورة عدة خدمات متنوعة نذكر منيا مايمي:
-توفير التمويؿ الالزـ لمموارد أو المصدر الذي باع حسابات القبض والذي معيـ منيـ إلى
الفاكتور ا لذي يسمح لو بسحب مبمغ نقدي قبؿ حموؿ موعد استحقاؽ ىذه الحسابات وذلؾ بعد استبقاء
نسبة خصـ معينة تتمثؿ في الفائدة التي يتراوح سعرىا ما بيف %0و %3اكبر مف سعر الفائدة
األساسية أو التفصيمي ىذه باإلضافة إلى عمولة يتفؽ عمييا لمواجية المخاطر التجارية؛
-توفير الحم اية االئتمانية لممورد عف طريؽ تحمؿ عبئ المخاطر التجارية الناجمة عف عدـ
سداد مدينيو لمفواتير ،وبذلؾ يعفيو مف عمؿ مخططات لمديوف المشكوؾ فييا أو السيئة؛
-وارساليا لممشتريف مع كشوؼ حساباتيـ والقياـ بأعماؿ التحصيؿ لمستحقات لدى الغير في
تواريخ استحقاقيا ومتابعة تحصيميا في حاالت التأخر عف الوفاء يقوـ الفاكتور بعمميات التقييـ
االئتماني لمديني المورد ،ومف أجؿ تحقيؽ ذلؾ فيو يتوفر موظفيف ذوي مستوى عاؿ مف الخبرة
1
-عبد الجميؿ بوداح ،مرجع سابق ،ص .8
88
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
والمؤىالت لمقياـ بمثؿ ىذه األعماؿ التي تتبنى عمييا ق اررات قبوؿ أو رفض بعض الحسابات
المعروضة لمبيع في وقت غرضيا؛
-يقوـ الفاكتور بإعداد البيانات اإلحصائية الخاصة بالمبيعات ومديني المورد ونسبة التحصيؿ
والديوف المشكوؾ فييا وبالتالي فإف قياـ الفاكتور بيذه الخدمة فإنو يرفع مف عمى كاىؿ المورد عبئ
ىذه األمور اإلدارية والتكمفة المتعمقة بيا .األمر الذي جعمو يركز اىتماماتو عمى جوانب أخرى مف
8
نشاطاتو.
-يتقاضى الفاكتور (مؤسسة متخصصة أو بنؾ) نوعيف مف العمولة (عمولة عامة وعمولة
خاصة):
العمولة الخاصة :ويسميا البعض عمولة التعجيؿ أو عمولة التمويؿ وتجسد عف المدة الفاصمة
بيف تاريخ سحب العميؿ لمبالغ االئتماف وتاريخ استحقاؽ الفوائد ويتـ تحديد سعر الفائدة بناء عمى سعر
األساس المصرفي ،أما في ضوء متوسط معدؿ الفائدة الشيري في سوؽ النقد وال يجوز أف يفوؽ الحد
األقصى المقرر قانونا لفائدة االتفاقية.
العمولة العامة :يدفعيا العميؿ مقابؿ الخدمات اإلدارية التي يقدميا لو الفاكتور وتتراوح نسبة
العمولة الخاصة بيف %0.5و %4أما العمولة العامة فتتراوح ما بيف %1.8و%0.5
-8بالنسبة لإلنتاج :إف قياـ المؤسسة الفاكتور بتحصيؿ األعباء المالية واإلدارية ينتج لمعميؿ
فرصة التفرغ إلدارة مؤسسة ومف ثـ اإلنتاج وتحسينو ومف جية التمويؿ فإف االئتماف الذي يمنحو
الفاكتور لممؤسسة ليس لو أي أثار عمى االقتصاد الوطني ألف قيمة االئتماف تساوي تماما الفواتير
التي يتـ تخفيضيا.
-0بالنسبة لمتصدير :فيي تقدـ معمومات حوؿ األسواؽ المناسبة لعممية التصدير فمنيا تجزئتيا
داخؿ البالد أو خارجيا تتحقؽ ليا الشفافية الكاممة لألسواؽ فتمد عمالئيا بمعمومات عف السمع
1
-أحمد بوراس ،تمويل المنشآت االقتصادية ،مرجع سابؽ ،ص.115 ،114 :
88
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
المطموبة في األسواؽ العالمية وأسعارىا واألوقات المناسبة لعممية التصدير...الخ ،كما تساعد في
التخمص مف الرسوـ الجمركية لبضائعو. 0
تعود بدايات ظيور حاضنات األعماؿ إلى الواليات المتحدة األمريكية ،إذ ظيرت ألوؿ مرة في
والية نيويورؾ األمريكية عاـ 8959متمثمةً بما يعرؼ بـ( :مركز صناعات باتافيا ،)Batavia
لتتبعيا العديد مف دوؿ العالـ وباألخص دوؿ االتحاد األوربي التي استفادت مف تمؾ التجربة وأقامت
تعد أوؿ دولة عربية
أوؿ حاضنة أعماؿ في أوربا عاـ .8986أما عمى المستوى العربي فإف مصر ّ
تقيـ حاضنة تكنولوجيا تابعة لو ازرة الصناعة وذلؾ في عاـ .8221وتشير اإلحصائيات أف ىناؾ حالياً
أكثر مف 0033حاضنة أعماؿ تعمؿ في مختمؼ دوؿ العالـ ،منيا حوالي 8333حاضنة في الواليات
المتحدة األمريكية فقط ،وانتشار حوالي 8033حاضنة في 803دولة مف دوؿ العالـ النامي ،تمتمؾ
منيا الصيف 560حاضنة ،وكؿ مف كوريا الجنوبية والب ارزيؿ حوالي 033حاضنة لكؿ منيما ،بينما
تمتمؾ الدوؿ العربية عدداً مف الحاضنات نذكر منيا :مصر 83حاضنات ،البحريف واحدة ،المغرب
حاضنتيف ،تونس واحدة. 8
ولقد شيدت الفترة الزمنية التي تمت نشوء ىذه الحاضنات تطورات متالحقة ،ففي الثمانينات
وبدايات التسعينات مف القرف الماضي أضحت الحاضنات األداة المجتمعية المالئمة لتحقيؽ
2
ىشاـ فضمي ،مرجع سابق ،ص . 356،355
1
إدريس محمد صالح ،المشاريع الصغيرة والمتوسطة في ليبيا ودورها في عممية التنمية ،رسالة ماجستير ،األكاديمية
العربية المفتوحة ،الدانيمارؾ ،2009 ،ص.67 :
88
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
التنمية االقتصادية مف خالؿ مساعدة منظمات األعماؿ الصغيرة عمى النمو واالستمرار .بوصفيا
عامؿ أساس وميـ لمنمو االقتصادي في المنطقة التي نشأت فييا .ومنذ ذلؾ الحيف بدأت وكاالت
التنمية االقتصادية المحمية ،والمؤسسات الحكومية والخاصة بتبني الحاضنات بوصفيا أداة تقميص
الحتمالية الفشؿ ،فضالً عف كونيا أداة تسريع عمميات االبتكار في األعماؿ .وبعد أف تمتعت تمؾ
الحاضنات باإلحساس بالخفة والنشاط بدأت نماذج الحاضنات تفقد بعض مزايا حداثتيا بوصفيا
8
أداة مناسبة لمتنمية االقتصادية
وقد تحققت منذ السبعينات ولحد اآلف تطورات متالحقة في مجاؿ إنشاء وقياـ حاضنات األعماؿ،
ويمكف توضيح ذلؾ مف خالؿ الشكؿ ( )18اآلتي :
المصدر :عاطؼ الشبراوي إبراىيـ ،حاضنات األعمال مفاهيم مبدئية وتجارب عالمية ،المنظمة اإلسالمية لمتربية
والعموـ ،8998 ،ص.18
عمار زودة ،دور حاضنات األعمال في تنمية قدرات المؤسسات الصغيرة و المتوسطة – حالة الجزائر – الممتقى
8
الوطني الثاني حوؿ :المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و التنمية المستدامة ،واقع و أفاؽ ،كمية العموـ االقتصادية
وعموـ التسيير ،جامعة العربي بف مييدي ،أـ البواقي ،ص04
82
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
مستوحاة مف مصطمح الحضانة الذي incubateurs d'entreprises إف فكرة حاضنات األعماؿ
يعني الحماية والرعاية الخاصة لحديثي الوالدة مف األطفاؿ غير المتمكنيف .حيث يجري وضع األطفاؿ
فييا فور والدتيـ ،مف اجؿ تخطي الصعبات التي قد تحيط بحياتيـ واستم ارريتيا ،وتقديـ الرعاية
والعناية الطبية الالزمة ليـ وتييئة السبؿ المتاحة التي تدعـ حمة البقاء والديمومة ،بعد ذلؾ يغادر
المولود الحضانة ،بعد التأكد مف أنو أصبح قاد ار عمى معايشة مفردات البيئية االعتيادية ،وىكذا يكوف
مفيوـ الحاضنات في مجاؿ مشاريع األعماؿ قريبا مف مفيوـ حاضنة األطفاؿ ،فالمشاريع والمؤسسات
بحاجة إلى مف يرعاىا ويدعميا في بداية مرحمة انطالقيا ،لتأخذ طريقيا وتمعب دورىا في سوؽ العمؿ
واإلنتاج.8
و تعرؼ حاضنات األعماؿ عمى أنيا حزمة متكاممة مف الخدمات والتسييالت وآليات المساندة
واالستشارة توفرىا لمرحمة محددة مف الزمف مؤسسة قائمة ليا خبرتيا وعالقتيا بيف الذيف يرغبوف البدء
في إقامة مؤسسة صغيرة بيدؼ تخفيؼ أعباء مرحمة االنطالؽ
كما عرفت عمى أنيا مؤسسة تنموية تعمؿ عمى تشجيع ودعـ الشباب مف أصحاب األفكار
اإلبداعية والذيف ال يممكوف الموارد المالية أو الخبرة العالية لتحقيؽ مشاريعيـ وأفكارىـ ويتـ خالؿ فترة
الحضانة تقديـ العمؿ وخدمات استشارية فنية وادارية وانتاجية وتسويقية ومالية وقانونية وصوال إلى
8
تأسيس مؤسسة وربما بدء اإلنتاج والعمؿ الفعمي خالؿ فترة زمنية محددة
ىناؾ عدة عوامؿ تساىـ في نجاح حاضنات األعماؿ ،كما أف ىناؾ عدة معايير لمحكـ عمى
نجاحيا وتوجد عدة قيود عند إنشائيا.
1
أنور أحمد نيار العزاـ ،تأثير استخدام حاضنات األعمال في إنجاح المشاريع الريادية في األردن ،مقاؿ بمجمة
اإلدارة واالقتصاد ،األردف ،2010 ،ص .142
1
محمد الحناوي و آخروف ،حاضنات األعمال ،الدار الجامعية ،القاىرة ،مصر ، 2001 ،ص .27
88
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
-تحديد نوعية المؤسسات التي سوؼ يتـ استضافتيا في الحاضنة وىنا يتطمب األمر تحديد
معايير القبوؿ سواء كانت معايير مالية أو معايير فنية؛
-اختيار وتحديد نوع الخدمات اإلدارية التي سوؼ يتـ تقديميا بواسطة العامميف في الحاضنة
نفسيا ،ىذا باإلضافة إلى الخدمات التي يمكف الحصوؿ عمييا مف بعض الجيات الخارجية مثؿ
مكاتب المحاسبة والمحاماة والغرؼ التجارية ومراكز تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي
تمعب دو ار ىاما في ىذا الصدد؛
-توفير مصادر التمويؿ لممؤسسة الجديدة ،أو عمى األقؿ توفير االتصاؿ مع مصادر التمويؿ
حيث يمثؿ ذلؾ عنص ار مف أىـ العناصر التي تيتـ بيا المؤسسات الناشئة والتي تحتاج عادة إلى
تدبير أمواؿ إضافية؛
-تنمية ظروؼ بيئية مناسبة لتنمية وتطوير المؤسسات ،وتطوير المؤسسات حيث أف الحاضنة
ليست مجرد مكاف لالستضافة وانما تعتبر تنظيما يسمح باكتساب الخبرات وتبادؿ المنافع بيف
8
المؤسسات الناشئة...
يقاس مدى نجاح حاضنات األعماؿ في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وفقا لعدة معايير
منيا : 0
1
عمار زودة ،مرجع سابق ،ص .73،72
2
عبد السالـ أبو قحؼ ،العولمة وحاضنات األعمال،مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية ،اإلسكندرية ،ص .91
199
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
اجتذاب الصناعات المطموبة خاصة الخدمية بما في ذلؾ تمؾ التي ال تتطمب عماال يمتمكوف
ميارات عالية؛
إف الدوؿ التي تبنت ىذا األسموب وخاصة الدوؿ المتقدمة استطاعت أف تعد نماذج متطورة مف
الحاضنات سواء مف حيث اليدؼ منيا أو طبيعة الخدمات التي تقدميا فضال عف اإلمكانيات
البشرية والمادية التي توفرىا وعمى الرغـ مف تبايف أعداد الحاضنات مابيف دوؿ العالـ المتقدـ
والنامي ومف ضمنيا الدوؿ العربية ،إال أنيا قد تشترؾ إلى حد ما بتصنيؼ الحاضنات إلى عدة
1
أنواع نوجزىا في ما يمي:
وىي تمؾ الحاضنة التي تتعامؿ مع المشاريع الصغيرة ذات التخصصات المختمفة والمتنوعة في
كؿ المجاالت اإلنتاجية والصناعية والخدمية دوف تحديد مستوى تكنولوجي ليذه المشاريع،
وتركز في جذب مشاريع األعماؿ الزراعية أو الصناعات اليندسية الخفيفة أو ذات الميارات
الحرفية المتميزة مف أجؿ األسواؽ اإلقميمية بالدرجة األولى.
.2حاضنات تكنولوجية:
وىي تمثؿ الحاضنات ذات وحدات الدعـ العممي والتكنولوجي التي تقاـ داخؿ الجامعات ومراكز
األبحاث ،وتيدؼ إلى االستفادة مف األبحاث العممية واالبتكارات التكنولوجية وتحويميا إلى مشاريع
ناجحة ،مف خالؿ االعتماد عمى البنية األساسية ليذه الجامعات ،مف معامؿ وورش وأجيزة بحوث،
باإلضافة إلى أعضاء ىيئة التدريس والباحثيف والعامميف كالخبراء في مجاالتيـ .ومف خالؿ دعـ ىذه
1
إدريس محمد صالح ،مرجع سابق ،ص.73،72:
191
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
النوعية الجديدة مف الشراكة التكنولوجية/االقتصادية يمكف إعادة تعريؼ الدور الذي يمكف أف تمعبو
المعاىد البحثية والجامعات في عمميات التنمية االقتصادية في عالمنا المعاصر ،مف خالؿ إنتاج
وتسويؽ التكنولوجيات الجديدة والمتطورة.
تركز ىذه الحاضنات عمى التعاوف الدولي والمالي والتكنولوجي بيدؼ تسييؿ دخوؿ الشركات
األجنبية إلى ىذه الدوؿ مف ناحية ،وتطوير وتأىيؿ الشركات القومية لمتوسع واالتجاه إلى األسواؽ
الخارجية ،وسوؼ يتـ الحديث عف ىذه الحاضنات الحقاً في ىذه الدراسة.
وتمثؿ الحاضنات التي تقاـ مف أجؿ تنمية وتطوير المشاريع والصناعات القائمة بالفعؿ ،حيث
تقاـ في أماكف التجمعات الصناعية لتعمؿ كمركز متكامؿ لخدمة ودعـ المشاريع المحيطة .وتقوـ
الحاضنات المفتوحة بكافة أنشطة حاضنات المشاريع التقميدية ،مف حيث العمؿ كجية وسيطة بيف
المشاريع ،والمراكز البحثية والجامعات ،ومعامؿ األبحاث ،ومراجعة الجودة والجيات اإلدارية
والحكومية ،وتوفير الدعـ التسويقي واإلداري والفني ،مع تقديـ االستشارات الالزمة لنمو المشاريع.
وىي منظومة متكاممة مف األعماؿ ذات الصبغة الصناعية صممت بشكؿ يساىـ في تنمية
صناعات محددة عف طريؽ توفير البيئة والبنية األساسية المناسبة ليا داخؿ تجمعات صناعية كبرى،
كما تعمؿ عمى خدمة تمؾ التجمعات وامدادىا بالصناعات المغذية ليا حسب طبيعة موقعو ،وتتشابو
مع الحاضنات التقميدية في تواجد إدارة مركزية وخدمات مشتركة ،إال إنيا قد ال تشترط معايير خاصة
لممشاريع الممتحقة بيا.
باإلضافة إلى ما سبؽ يوجد عدد مف الحاضنات ذات أىداؼ تختمؼ باختالؼ المجتمع والبيئة
المحيطة بيا ،وقد ظيرت حديثاً أنواع جديدة مف الحاضنات مثؿ:
198
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
أ-حاضنات متخصصة لمواجهة مشكالت محددة :استيعاب المتقاعديف مف القوات المسمحة أو
مف شركات كبرى منيارة .
ب -حاضنات متخصصة في مجاالت فنية أو إبداعية (الوسائط المتعددة ،مواد تمفزيونية،
تصميمات ،)...،ىناؾ عدد مف الحاضنات المتخصصة في بعض القطاعات االقتصادية أو
التكنولوجية مثؿ إحدى حاضنات مدينة مارسيميا الفرنسية التي تتخصص في احتضاف أصحاب
األفكار الجديدة في مجاالت استخداـ تكنولوجيا المعمومات وتطبيقات الوسائط المتعددة (صوت وصورة
وفيديو) ،وعادة توفر الحاضنة ،كجزء مف البنية األساسية ليا ،العديد مف األجيزة والمعدات التي
تستخدـ في ىذا المجاؿ وتوفر استخداميا لممشاريع الممتحقة بيا.
ج -حاضنات متخصصة في أعمال المرأة :عمى الرغـ مف أف عوامؿ إقامة ونجاح الشركة
الجديدة ال تعتمد عمى كوف صاحبيا رجالً أو سيدة ،إال أف ىناؾ عدداً مف العوامؿ الثقافية والعادات
المتوارثة التي جعمت مف العمؿ الخاص حك اًر عمي الرجاؿ في كثير مف دوؿ العالـ (عمى رأسيا
العربي واإلسالمي) ،لذلؾ ومف أجؿ العمؿ عمى تشجيع المرأة ومساندة خطواتيا األولي في عالـ
األعماؿ ،فقد عمدت بعض الدوؿ إلى إقامة حاضنات خاصة تالئـ طبيعة التخصصات التي تفضميا
المرأة ،حيث توفر ليا التدريب واإلرشادات بجانب برامج التمويؿ المتخصصة ،وىناؾ بعض المحاوالت
التي ال تزاؿ رىف التجارب في بعض الدوؿ العربية منيا مصر واألردف .
د -حاضنات متخصصة في مجاالت تصنيعية وانتاجية وخدمية متنوعة :ظير ىذا النوع مف
الحاضنات في دوؿ أمريكا الشمالية (كندا والواليات المتحدة األمريكية) ،وىي حاضنات توفر تجييزات
تالئـ أنشطة محددة ،مثؿ حاضنات كندية أقيمت بتجييزات لخدمة مشروعات صغيرة في مجاالت
المطاعـ مف مطابخ الوجبات السريعة والتجييزات المتقدمة.
تمعب حاضنات األعماؿ بأنواعيا المختمفة عدة أدوار متباينة مبنية عمى الدور األساسي ،مف
خالؿ كونيا وسيمة لدعـ المشاريع الجديدة حيث أثبتت نجاحاً كبي اًر في رفع نسب نجاح ىذه المشاريع
الناشئة ،وقد أشارت تقارير الجمعية األمريكية لمحاضنات إلى أف معدالت نجاح واستم اررية لممشاريع
198
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
الجديدة المقامة داخؿ الحاضنات وصمت إلى %88مقارنة بنسبة النجاح التقميدية المنخفضة ليذه
المشاريع بصفة عامة .ومف بيف األدوار التي يمكف لمحاضنة أف تمعبيا نجد اآلتي:1
إف دعـ المؤسسات الناشئة الجديدة ورفع فرص نجاحيا ىي الوظيفة األولى لمحاضنات ،وتتـ مف
خالؿ توفير جميع أنواع الدعـ المالي واإلداري والتسويقي ،و ورعاية المشاريع الجديدة في مرحمة البدء
والنمو ،وتسييؿ بدء المشروع ،والتوصؿ إلى شبكة دعـ مجتمعي ،واقامة مجموعة مف الخدمات
الداعمة والمتميزة مثؿ الجودة وقاعدة لممعمومات الفنية والتجارية ووحدات لالختبارات والقياس لخدمة
المشاريع داخؿ وخارج الحاضنة .ويمكف لمحاضنات تقديـ ىذه الخدمات لممشاريع التي تنفذ بداخميا أو
تمؾ المنتسبة إلييا مف خارج الحاضنة .كذلؾ تقيـ الحاضنة خدمات لممشاريع المحيطة بيا عف طريؽ
ربط المؤسسات والجيات المختصة بالمؤسسات الصغيرة بيا ،والعمؿ عمى تنميتيا والتسويؽ لممنتجات
والخدمات التي تقدميا ،وأيضاً مف خالؿ تبني المشاريع القائمة عمى التكنولوجيا والمرتبطة بالجامعات
ومراكز البحوث ،والعمؿ عمى تغذية المشاريع الصغيرة الوليدة في موقعيا.
تنمية وتنشيط المجتمع المحمى المحيط بالحاضنة ،مف حيث تطوير وتنمية بيئة األعماؿ
المحيطة بيا ،واقامة مشاريع في مجاالت تنمية ىذا المجتمع المحيط ،وجعؿ الحاضنة نواة تنمية
إقميمية ومحمية ،ومرك اًز لنشر روح العمؿ الحر لدى جموع الشباب والراغبيف في االلتحاؽ بسوؽ العمؿ.
تستطيع الحاضنة تمكيف المدينة أو األقاليـ التي تقاـ فييا مف تحقيؽ معدالت عالية إلقامة
أنشطة اقتصادية جديدة ،باإلضافة إلى تحقيؽ معدالت نمو عالية لممشاريع المشتركة بالحاضنة ،وذلؾ
مف خالؿ العمؿ عمى تسييؿ توطيف واقامة عدد مف المشاريع اإلنتاجية أو الخدمية الجديدة في ىذا
المجتمع ،ىذه المشروعات الجديدة تعتبر في حد ذاتيا إحدى أىـ ركائز التنمية االقتصادية ليذا
المجتمع ،حيث أف ىذه الشركات تقوـ بدفع الضرائب والرسوـ ،وتنشيط عمميات اإلنتاج والتصدير
والتوريدات ،وكميا عمميات تدر موارد مالية عمى ميزانيات الدوؿ وتفيد مف ثـ المجتمع .ونذكر مثاالً
1
عمار زودة ،مرجع سابق ،ص . 9،8 :
198
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
عمى ىذه التنمية االقتصادية لممجتمعات ،تجربة والية ميريالند األمريكية ،حيث أقامت الوالية شبكة مف
الحاضنات تتكوف مف ست حاضنات مختمفة التخصصات ،بدأ العمؿ في أحدثيا في ديسمبر عاـ
0222وبعد أقؿ مف عاـ عمى بدء تشغيؿ ىذه الشبكة ،كانت المشاريع التي تمت إقامتيا مف خالؿ
ىذه الحاضنات قد أدت إلى إضافة مبمغ 69مميوف دوالر أمريكي إلى خزانة الضرائب في الوالية،
وتقدر القيمة الكمية لفرص العمؿ التي تستطيع أف تخمقيا ىذه الشبكة حوالي 0022فرصة عمؿ
جديدة ودائمة لممواطنيف داخؿ الوالية.
تركز الحاضنات التكنولوجية عمى رعاية وتنمية األفكار اإلبداعية واألبحاث التطبيقية ،والعمؿ
عمى تحويميا مف مرحمة البحث والتطوير إلى مرحمة التنفيذ ،مف خالؿ إقامة مشروع صغير ،وتعظـ
بذلؾ دور المؤسسات الصغيرة التكنولوجية كأحد أىـ آليات التطور التكنولوجي مف حيث قدرتيا الفائقة
عمى تطوير وتحديث عمميات اإلنتاج بشكؿ أسرع وبتكمفة أقؿ كثي اًر عف الشركات الضخمة ذات
االستثمارات العالية ،واقامة حاضنات تكنولوجية متخصصة في قطاعات محددة تعمؿ عمى تسييؿ نقؿ
وتوطيف التكنولوجيا الحديثة والمتطورة ،وتذكر اإلحصائيات أف %02مف مجموع حاضنات األعماؿ
بالواليات المتحدة األمريكية ترتبط بالجامعات والمعاىد التعميمية ،بينما تصؿ ىذه النسبة في الصيف
إلى أكثر مف ،%69فالحاضنة تمعب مف خالليا الدور المحوري كقناة ربط بيف الصناعة والبحث
العممي انظر الشكؿ ( )26أسفمو.
198
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
حاضنات
الصناعة األعمال الجامعات
مشاكل وأبحاث تطبيقية لخدمة الصناعة عالقات وترابط مع الصناعة تحديات وتطبيقات
لألبحاث في الصناعة
تنمية ميارات وروح العمؿ الحر والقدرة عمى إدارة المشروع تمثؿ أىـ تأثيرات وجود
حاضنات األعماؿ في أي مجتمع ،باإلضافة إلى العمؿ عمى خمؽ فرص عمؿ دائمة وغير
دائمة ،مباشرة وغير مباشرة مف خالؿ الشركات التي تساعد الحاضنات في إقامتيا وتنميتيا،
وتذكر اإلحصائيات أف %29مف فرص العمؿ في الواليات المتحدة األمريكية منذ عاـ 1626
نتجت عف %12مف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،ومثاؿ آخر يوضح أنو قد تـ خمؽ 09
ألؼ فرصة عمؿ جديدة مف خالؿ 28حاضنة مشاريع فقط في دوؿ مثؿ جميورية التشيؾ،
واستطاع برنامج حاضنات المشاريع في خمؽ 002شركة ومؤسسة جديدة ناجحة.
قامت عدة دوؿ حديثاً بتوظيؼ حاضنات األعماؿ في مجابية مشكالت اقتصادية أو
صناعية أو اجتماعية محددة ،وتذكر Barbara Harleyالمديرة التنفيذية لمجمعية األمريكية
لمحاضنات NBIAأف حاضنات األعماؿ المتوسطة يمكف أف تستخدـ كي تساىـ في حؿ
مشكمة محددة مثؿ مشكمة فقد عدد كبير مف الوظائؼ في حالة إغالؽ أو تغير نشاط شركات
ضخمة( ،وتظير ىذه المشكمة بوضوح أثناء عمميات خصخصة القطاع الممموؾ لمدولة مثالً)،
ويمكف لنا أف نتذكر مثاالً قريباً عمى ذلؾ ،وىو انييار شركة الطاقة األمريكية الشييرة (إنروف)
198
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
والذي أدى إلى فقداف أكثر مف 02ألؼ وظيفة في أقؿ مف شير ،ىذه المشكمة ال تظير فقط
عند إغالؽ مصنع أو شركة ،ولكف أيضاً عف إغالؽ قاعدة عسكرية أو وجود وحدات إدارية
غير مستغمة ،أو غمؽ أحد المناطؽ الصناعية وىبوط النشاط التصنيعي أو التجاري بيا،
ومحاولة إحياء ىذه المناطؽ مف خالؿ خمؽ مشروعات جديدة تنتج عف وجود ىذه الحاضنات.
ويمكف توضيح أىمية حاضنات األعماؿ في توطيد عالقات التعاوف بيف مختمؼ
األطراؼ المعنية (الجامعات ،ومراكز بحث ،والمجتمع ،والحكومة ،والشركات ،والعمالء ،أو
زبائف الحاضنات) مف خالؿ الشكؿ التالي:
حاضنات
األعمال
198
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
-تقدـ حاضنة األعماؿ جميع أنواع الخدمات التي تتطمبيا إقامة وتنمية المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة ،والتي تشمؿ :الخدمات اإلدارية( ،إقامة المؤسسات ،الخدمات المحاسبية ،إعداد
الفواتير ،تأجير المعدات)...،؛
-خدمات السكرتارية( ،معالجة النصوص ،تصوير مستندات ،واجبات موظؼ االستقباؿ ،حفظ
الممفات ،الفاكس ،اإلنترنت ،استقباؿ وتنظيـ المراسالت والمكالمات التميفونية)...،؛
-الخدمات التمويمية( ،المساعدة في الحصوؿ عمى التمويؿ مف خالؿ شركات تمويؿ أو البرامج
الحكومية لتمويؿ المشاريع الصغيرة)؛
-المتابعة والخدمات الشخصية( ،تقديـ النصح والمعونة السريعة والمباشرة. ..) ...،
إف عممية تفعيؿ ىذه اإلمكانات ووضعيا في خدمة المبتكريف و أصحاب المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة ،وخاصة األفكار ذات القاعدة التكنولوجية ،سوؼ تسمح بال شؾ بالنيوض بالتطبيقات
التكنولوجية مما سوؼ يترتب عمييا استحداث وتطوير صناعات يمكف أف تفي بحاجات األسواؽ
المحمية واستبداؿ المنتجات المستوردة في الكثير مف الدوؿ النامية ،وأيضاً مف أجؿ تحقيؽ المستيدؼ
مف ىذه اآللية ،وىو إمكانية إنتاج منتجات موجية مباشرة لمتصدير وتنمية التجارة البينية بيف ىذه
الدوؿ.
1
ادريس محمد صالح الحناوي ،مرجع سابق ،ص . 78
192
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
الذي أسس أوؿ Thalés de MILET يرجع أصؿ نشأة مينة رأس الماؿ المخاطر إلى اليوناني
مشروع في التصنيع الزراعي ( استخراج زيت الزيتوف) بفضؿ األمواؿ التي حصؿ عمييا مف مقرضيف
مخاطريف ،Preteurs-Risqueursوقد تكررت التجربة بعد حوالي ألفي سنة مع رحالت األسباف
Venture- والبرتغالييف إلى العالـ الجديد (خالؿ القرنيف 85و86ـ) التي تعيدىا رأسماليوف مخاطروف
الذيف اشتروا السفف ومولوا الرحالت ،واذا اقتربنا مف أيامنا ىذه لوجدنا أف النشأة الحديثة Capitalistes
المنظمة لرأس الماؿ المخاطر تنسب إلى الجنراؿ الفرنسي " دوريو" " "Doriotالذي أنشأ في أمريكا عاـ
مؤسسة" Américain reseach 1946أوؿ مؤسسة متخصصة في رأس الماؿ المخاطر في العالـ وىي
" ،والتي تخصصت في تمويؿ المؤسسات اإللكترونية الناشئة .ثـ تباطأ نمو and développement ARD
سوؽ رأس الماؿ المخاطر بعد تمؾ التجربة حتى عاـ 8977الذي شيد طفرة كبيرة في عدد المؤسسات
المنشاة والتي استطاعت تجميع نحو 2,5مميار دوالر تضاعفت بعد عشر سنوات بمقدار 80مرة ،إذ
بمغ حجـ المساىمات في مؤسسات رأس الماؿ المخاطر في نياية 8987نحو 09مميار دوالر.
1
سماح طمحي ،دور رأس المال المخاطر في دعم و تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،مع عرض تجارب
بعض الدول ،الممتقى الوطني الثاني حوؿ المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و التنمية المستدامة – واقع و أفاؽ -13
-14نوفمبر ، 2012كمية العموـ االقتصادية و عموـ التسيير ،جامعة العربي بف مييدي ،أـ البواقي .
198
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
أما في أوروبا فقد تأسست في بروكسؿ عاـ 1983الجمعية األوروبية لرأس الماؿ المخاطر
، EVCAإذ تطور بفضميا نشاط رأس الماؿ المخاطر بشكؿ ممحوظ خالؿ أربع سنوات منذ إنشائيا مف
9مميار إلى 09مميار دوالر ،أي بأكثر مف ثالثة أضعاؼ .أما في الياباف بمغ النمو خالؿ نفس الفترة
مميار ،فػي كوبا مف 451مميوف إلى أكثر مف 981مميوف دوالر. 1,3 مف 3إلى 81مميار ،في كندا
كما بمغ حجـ التمويؿ خالؿ 8991في استراليا 811مميوف دوالر .وفي ىونغ كونج نحو مميار دوالر.
وال يقتصر وجود ىذه المؤسسات عمى العالـ الصناعي ،بؿ تعداه إلى الدوؿ النامية ،حيث ساىـ
في تأسيس مؤسسات في International Finance Corporation البنؾ الدولي والشركة الدولية لمتمويؿ
كينيا والب ارزيؿ والفمبيف ،وبمغ مجموع أصوؿ ىذه المؤسسات في 8988نحو 351مميوف دوالر .وقد
ساىمت الشركة الدولية كذلؾ خالؿ 8994 - 8993في إنشاء صناديؽ في كؿ مف أمريكا الالتينية،
مميار دوالر لدعـ 3,2 شرؽ أوروبا ،والدوؿ النامية في آسيا ،حيث بمغ مجموع ىذه األمواؿ حوالي
وتمويؿ مشاريع الطاقة في الدوؿ النامية .كما نشأت عدة مؤسسات في ماليزيا والخميج ،واجماال يقدر
حجـ المشاركة الفاعمة في العالـ بأكثر مف 85مميار دوالر أكثر مف نصفيا يوجد خارج الواليات
المتحدة .
رأس الماؿ المخاطر ٌ :أنو كؿ رأسماؿ يوظؼ بواسطة وسيط EVCA تعرؼ الجمعية األوروبية
مالي متخصص في مشروعات خاصة ذات مخاطر مرتفعة ،تتميز باحتماؿ نمو قوي لكنيا ال تضمف
في الحاؿ يقينا بالحصوؿ عمى دخؿ أو التأكد مف استرداد رأس الماؿ في التاريخ المحدد (و ذلؾ ىو
مصدر المخاطر) أمال في الحصوؿ عمى فائض قيمة مرتفع في المستقبؿ البعيد نسبيا حاؿ بيع حصة
8
ىذه المؤسسات بعد عدة سنوات
كما يعرؼ عمى أنو عبارة عف أسموب أو تقنية لتمويؿ المشاريع االستثمارية بواسطة شركات
تدعى بشركات رأس الماؿ المخاطر وطبعا ىذه التقنية ال تقوـ عمى النقد فحسب كما ىو الحاؿ في
1
رحيـ حسيف ،التجديد التكنولوجي كمدخل استراتيجي لتدعيم القدرة التنافسية لممؤسسة الجزائرية ،حالة
الصناعات الصغيرة و المتوسطة ،ممتقى دولي حوؿ تنافسية المؤسسة الصغيرة و المتوسطة و تحوالت المحيط ،
جامعة بسكرة -30-29 ،أكتوبر ، 2002ص 53
119
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
التمويؿ المصرفي بؿ وكما رأينا في المبحث السابؽ تقوـ عمى أساس المشاركة حيث يقوـ المشارؾ
بتمويؿ المشروع مف دوف ضماف العائد وال مبمغو وبذلؾ فيو يخاطر بأموالو.
وليذا نرى بأنيا تساعد أكثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة الجديدة التي تواجو صعوبات في
ىذا المجاؿ حيث أف النظاـ المصرفي يرفض منحيا القروض نظ ار لعدـ توفر الضمانات وفي ىذه
التقنية يتحمؿ المخاطر (المستثمر) كميا أو جزئيا الخسارة في حالة فشؿ المشروع المموؿ1ومف أىـ
خصائص رأس الماؿ المخاطر ،انو:
تمويل خارجي :كونو يوفره عادة مستثمروف مف خارج نطاؽ المؤسسات المستثمر بيا.
شكل من أشكال االستثمار الجماعي :وذلؾ بالنظر إلى أنو ممكية مشتركة في حقوؽ الممكية
الخاصة.
وعميو تقوـ معادلة شركات رأس الماؿ المخاطر عمى (أفكار إبداعية -مخاطر كبيرة – أرباح
واعدة) ومف ثمة يمزـ لنجاح ىذه الشركات التحمي بالصبر لمدة تتراوح ما بيف ثالث وسبع سنوات ،وفي
بعض الحاالت عشر سنوات لضماف أرباح كبيرة .ويمكف توضيح مبدأ وأساس شركات رأس الماؿ
المخاطر مف خالؿ الشكؿ الموالي:
www.pmeast.dz.org8
111
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
المصدر :بريبش السعيد ،راس المال المخاطر بديل مستحدث لتمويل المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة في الجزائر ،مجمة الباحث ،العدد ،2007 ،05جامعة قاصدي مرباح ،ورقمة،
ص.08
1
-8آلية التمويل عن طريق رأس المال المخاطر
تقوـ شركات رأس ماؿ المخاطر في مرحمة أولى بتجميع الموارد المالية وىنا تظير قدرة الفريؽ
المكوف ليذه الشركة وميارتو في جمع الموارد واجتذاب المستثمريف وبعدىا تأتي مرحمة البحث التي
يتمثؿ ىدفيا في إثارة ممفات الترشح التي تقدـ مف طرؼ المشروعات الطالبة ليذا النوع مف التمويؿ
وىنا تظير فعالية شركات رأس ماؿ المخاطر ،حيث تتمقى ىذه األخيرة أعدادا كبيرة مف طمبات التمويؿ
منيا: والتي عادة ما ال تقبؿ منيا أكثر مف .%3إذ يستند قرارىا بالقبوؿ أو الرفض عمى عدة عوامؿ
1
سماح طمحي ،مرجع سابق .
118
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
وبعدما يتـ تصنيؼ ممفات الترشح بحسب درجة المصداقية ومراجعة دقيقة لربحية المشروع
وفرص نجاحو مف خالؿ إجراء اختبار معمؽ لمممفات الختيار المناسب منيا ،تصؿ شركة رأس ماؿ
المخاطر إلى مرحمة تحديد شكؿ أو كيفية تدخميا في المشروعات المستفيدة مف التمويؿ والمساعدات
األخرى سواء تمؾ المتعمقة بمرحمة اإلنشاء واالنطالؽ أو تمؾ المتعمقة بتسويؽ المنتجات وتسييؿ
العالقات مع البنوؾ أو البحث عف شركاء آخريف ،حيث عادة ما يفاوض الممولوف عمى المساىمة في
رأسماؿ المشروع عمى مراحؿ ،بحيث يساىموف في المرحمة األولى بنسبة تكفي إلنجاز المرحمة األولى
منو ،فإذا انقضت المرحمة األولى أعاد الطرفاف التفاوض عمى تمويؿ المراحؿ الالحقة ،وىكذا حتى
إنجاز المشروع.
وكمرحمة أخيرة في إطار ممارسة ىذا النشاط التمويمي تقوـ شركات رأس ماؿ المخاطر بإعادة
بيع االشتراكات لمخروج مف المشروعات الممولة ،لتعيد طرح اشتراكاتيا في السوؽ التمويمي.
ىناؾ عالقة طردية بيف دورة حياة المشروع ومدى االستجابة لحاجاتو التمويمية فكمما انتقؿ
المشروع مف مرحمة إلى أخرى صادؼ مشاكؿ أقؿ في االستجابة لمطالبو التمويمية تعكس انخفاض
درجة المخاط ،وقد ميزت الجمعية األوربية لرأسماؿ المخاطر بيف عدة مراحؿ تتدخؿ فييا مؤسسات
ىذا األخير لتوفير الغطاء التمويمي لممؤسسات الناشئة:
-1-4مرحمة البذرة :تعتبر المرحمة البذرية أخطر مراحؿ حياة المؤسسة ،خاصة مف حيث
التمويؿ ،فالتمويؿ البذري أصعب ما يمكف تأمينو ،إذ يستعيف رائد العمؿ لمشروع في تنفيذ فكرتو بموارد
غالبا ما تكوف محدودة لمغاية ،وتسمى بؾ "الماؿ البذري".،ويتردد أي مستثمر مرتقب خارج دائرة
مالية ً
األىؿ واألصدقاء في مساندتيا ،وىنا يمكف لرائد العمؿ أف يسعى لمحصوؿ عمى تمويؿ بذري مف قبؿ
أصحاب رأس الماؿ المخاطر.
-2-4مرحمة النشأة :وىي المرحمة التي يحتاج فييا المشروع إلى أكبر رأس ماؿ ممكف
لتمويؿ منتجات جديدة فعادة ال تكوف المؤسسة قد قامت بتحويؿ ابتكاراتيا إلى نشاط تجاري
بعد وال تممؾ أي سابقة أعماؿ تذكر ،وىنا يضخ رأس الماؿ المخاطر أوؿ حمقة مف تمويمو
118
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
بعد البداية التمييدية لمشركة ،ويمكف التمويؿ في ىذه المرحمة المؤسسة مف التحوؿ مف
االبتكار إلى النشاط تجاري.
-3-4مرحمة التوسع والنمو :تتميز ىذه الفترة بالنـ والسريع ،وعادة ما تتطمب المؤسسة
خالليا عدة جرعات مف رأس الماؿ قبؿ أف تتخطى النقاط المحورية المحددة في خطة المشروع .وتوفر
شركات رأس الماؿ الضروري لممؤسسات التي تحتاج إلى تمويؿ مزيد مف النـ ومثؿ تطوير أوسع
لنماذج المنتج ولبيع منتجاتيا /خدماتيا ،ومع نـ والشركة ،تنـ وقيمتيا السوقية ،عندئذ ،يكوف رائد
سويا وبنجاح ما يسمى بػ "األرباح الرأسمالية" ،مع
العمؿ وأصحاب رأس الماؿ المخاطر قد أحرزوا ً
تجسد الفكرة األصمية وتوليد القيمة التي تـ تصورىا في بادئ األمر.
4-4مرحمتي تمويل العبور والتمويل األخير :في المرحمة ما قبؿ األخيرة لمتمويؿ يوفر رأس
الماؿ المخاطر دورة موارد مالية إضافية تسمح بالعبور ) (bridgingإلى المحطة النيائية وتأميف نجاح
وغالبا ما تتضمف
ً المؤسسة ،وعادة ما تسمى بمرحمة "الميزانيف المالية" )(mezzanine finance
قرضا مف الغير) .(subordinated debtويتضمف ىذا النوع مف التمويؿ أقؿ قدر مف المخاطر.
ً
البا ما يوفر رأس الماؿ المخاطر الموارد المالية لمشركات كي تتمكف
وفي المرحمة األخيرة لمتمويؿ ،غ ً
مف التحرؾ إلى ما بعد مرحمة التوسع مف أجؿ زيادة أحجاـ المبيعات وتوليد نـ ومتماسؾ قبؿ أي
عممية تسييؿ لألسيـ ) ،(liquidationمثؿ الدمج مع مؤسسة أخرى ،أ والبيع إلى مؤسسة أكبر ،أ ومف
خالؿ االكتتاب العاـ لممرة األولى في سوؽ األوراؽ المالية.
السيناريو األول :بيع جزء أ وكامؿ أسيـ المستثمريف لمؤسسة قائمة أكبر حجما أ والدمج مع
شركة أخرى؛
118
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
السيناريو الثاني :بيع جزء أ وكامؿ أسيـ المستثمريف لمعامة مف خالؿ طرح األسيـ لالكتتاب
العاـ لممرة األولى.
ويمكف ليذيف السيناريوىيف أف يتما عمى التوالي ،بأف يحدث السيناريو واألوؿ ويعقبو السيناريو
والثاني أو بالعكس.1
تصب كميا في تسييؿ عممية تمويؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ونذكر مف بينيا:
-التغمب عمى عدـ كفاية العرض مف رؤوس األمواؿ بشروط مالئمة مف المؤسسات المالية
-تعتبر بديال تمويميا في حالة ضعؼ السوؽ المالي لعدـ قدرة المؤسسة عمى إصدار أسيـ
وطرحيا لالكتتاب؛
-توفير التمويؿ لممشروعات العالية المخاطر والتي تتوفر لدييا إمكانيات نمو عائد مرتفع
وبذلؾ فإف رأس الماؿ المخاطر ىو طريقة لتمويؿ الشركات غير القادرة عمى تدبير األمواؿ مف
إصدارات األسيـ العامة...الخ.
1
بريبش السعيد ،طبيب سارة ،مرجع سابق ،ص . 08،07 :
2
روينة عبد السميع وحجازي إسماعيؿ ،تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عن طريق شركات رأس المال
المخاطر ،الممتقى الدولي حوؿ متطمبات تأىيؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدوؿ العربية 18-17 ،افريل
،2006كمية العموـ االقتصادية وعموـ التسيير ،جامعة حسيبة بف بوعمي ،الشمؼ ،ص .308
118
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
8
المطمب الثاني :مزايا وعيوب رأس المال المخاطر
أوال :مزاياها
وكمما كانت الشركة أصغر عم ار أو تسعى إلنتاج تقنية أكثر تطورا ،كمما كانت الحاجة لمدعـ
العممي أكبر وفائدة أعػـ ،إضافة أنيا تفتح المجاؿ لممشاركة الطويمة األجؿ( 5سنوات عمى
األقؿ) حيث ال تباع الحصة إال بعد أف تستوي المشروعات وتصبح قادرة عمى اإلنتاج والنمو
وىذا ال يتوفر في الديوف قصيرة األجؿ.
-8االنتقاء :مػف نتائج المشاركة كذلؾ أف المموؿ يبحث عف المشاريع الجديدة التي تكوف
عالية المخاطر وكذلؾ ذات أرباح متوقعة عالية ،لذا فميس غريبا إذف أف يتجو الممموف إلى الشركات
الصغيرة ذات التقنية العالية .فيذا النمط مف الشركات ،إذا نجح فسوؼ ينمو بسرعة كبيرة ،وىو ما
يحقؽ أرباحا مضاعفة لممموليػف ،الذيف تيميـ قيمة األصوؿ وكيؼ يمكف زيادتيا خالؿ سنوات
المشروع ،ومف ثـ يبيع حصتػو بقيمة مضاعفة ،وأفضؿ مجاؿ لتحقيؽ ىذا اليدؼ ىو الشركات الناشئة
والصغيرة،وفي المقابؿ نجد البنوؾ تبحث عف المؤسسات الكبيرة ذات المالءة االئتمانية العالية،
3
طمحي سماح ،مرجع سابق .
118
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
والسجؿ المالي المشرؼ ،والتي تستطيع دفع أقساط القرض الدورية بانتظاـ ،وال تبالي كثي ار بأداء
الشركة وتغير قيمة أصوليا .ولذلؾ فيي تستيدؼ الشركات الكبيرة والمستقرة ،لكنيا في الغالب ال
تحقؽ معدالت نمو مرتفعة .التي لـ تعد تمتمؾ طاقات ابتكار.
-8المرحمية :مف خصائص التمويؿ برأسماؿ المخاطر انو يتـ عمى مراحؿ و ليس عمى دفعة
واحدة فبعد انتياء أي مرحمة يمجأ المستفيد مف جديد إلى المموؿ وفي ىذا ضماف لصدؽ االستثمار في
عرض نتائج األعماؿ المنجزة نتيجة الرقابة الفعمية التي يمارسيا المموؿ عمى الشركة ،تساىـ كثي ار في
تقميؿ فرص التالعب مف جية الرائد ،كما تؤلؼ بدرجة أعمى بيف مصالح الطرفيف .وىذا مف شانو
إعطاء فرص جديدة ،حيف فشؿ المشروع و قبؿ تراكـ لخسائر.
-8تنويع المحفظة االستثمارية :يمكف لممموؿ أف يوزع تمويمو عمى عدة مشاريع مختمفة
المخاطر(عادة )5-3في نفس الوقت بحيث ما يمكف أف تخسره مع مشروع تربحو مع آخر كما أف
المشروعات الناجحة كثي ار ما تعوض خسارة عدة شركات مجتمعة ،خاصة إذا كانت تعمؿ في مجاؿ
عالي التقنية .إضافة إلى المشاركة في الخسائر فذلؾ يقمؿ منيا فضال عمى أف المراقبة مف الشريؾ
تجنب المشروع الدخوؿ في مغامرات غير مأمونة العواقب .كما أف فالمموؿ ال يستثمر في مشروع أو
شركة وحيدة ،بؿ يشارؾ في عدة شركات (عادة )5-3في نفس الوقت .بحيث ما تخسره شركتو
تعوضو أخرى .ونسبة الفشؿ في المشاريع الصغيرة عادة ما تكوف مرتفعة لكنيا أقؿ في المنشآت
المدعومة برأس الماؿ المخاطر.
-8القدرة على تحمل المخاطرة :المخاطرة جزء أساسي مف أي عمؿ تجاري ،ولذلؾ فقد طورت
مؤسسات رأس الماؿ المخاطر آليات وترتيبات تسيـ في تقميؿ المخاطرة بدرجة عاؿ .ولذلؾ تستطيع
أف تتحمؿ قد ار أعمى مف المخاطرة ،أكثر مف غيرىا مف مؤسسات التمويؿ ،ومف ثـ الحصوؿ عمى
عوائد أعمى ،تبعا لقانوف االرتباط اإليجابي بيف الخطر والعائد.
-8النمو والتطوير :إف ىذا النوع مف التمويؿ قادر عمى تمويؿ مشاريع مرتفعة المخاطر والتي
ال يتج أر عمى خوضيا إال الرواد القادروف ،ويعوض ىذا الخطر بالمكاسب والعائد المرتفع .وقد ثبت
ىذا في تمويؿ شركات مبتدئة " كميكروسوفت ،وكومبات ،ولميدراؿ ،اكسبريس،وجينيتيؾ وغيرىا"
وكانت التقنيات القائمة عمييا مجيولة ولـ تتحمس ليا مصادر التمويؿ التقميدية ،إضافة إلى مساىمة
118
المصادر الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفصل الثالث
ىذه المؤسسات عند أدائيا ليذه الوظيفة ،في التقميؿ مف اآلثار التضخمية حيث توفر التمويؿ الالزـ
لممشروعات االقتصادية دوف اإلفراط في خمؽ النقود أو منح االئتماف المصرفي ليذه المؤسسات.
-8توسيع قاعدة الممكية :تستمر الشراكة إلى أف تستوي الشركة ،فيجذب العديد مف
المستثمريف ما حققتو أو تطرح كأسيـ ،ويموؿ العائد مف ارتفاع رأس الماؿ مشاريع أخرى
جديدة ،إضافة إلى دورىا الكبير في تمويؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث في مرحمة اإلنشاء ال
تممؾ ىذه المؤسسات القدر الكافي مف األمواؿ الالزمة ،كما أف البنوؾ تمتنع عف تقديـ قروض ليا
دوف ضمانات لكف مؤسسات رأسماؿ المخاطر تقدـ ما يمزـ ليذه المؤسسات رغـ ارتفاع المخاطر
خالؿ مرحمة اإلنشاء.
ثانيا:عيوبها
-الحقوؽ المتولدة لممخاطريف عف المشاركة (كالمشاركة في الق اررات والتدخؿ في توجيو مسار
المشروع )؛
-تتطمب مبالغ مرتفعة ،في حالة نجاح المشروع السترداد حصص المخاطريف ( لكف ينبغي أف
ال ننسى بطبيعة الحاؿ أف ذلؾ ما يقيـ ميزاف العدالة ،حيث تعتبر ىذه المبالغ مقابؿ المجازفة التي
قبميا المخاطروف وقت اإلنشاء ،والتي كاف مف الممكف أف تعرضيـ لفقداف كافة أمواليـ التي شاركوا
بيا في المشروع ).
112
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
تمييد
تعتبر الجزائر مف بيف الدوؿ التي أولت اىتماما بقطاع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة خاصة في
اآلونة األخيرة ،ويرجع ىذا االىتماـ إلى األىمية الكبيرة التي يمعبيا ىذا القطاع مف خالؿ مساىمتو في
التخفيؼ مف حدة البطالة والمساىمة في الناتج الداخمي الخاـ ،ومف أجؿ النيوض بيذا القطاع البد مف
مواجية مشكؿ التمويؿ الذي يعتبر مف أصعب وأىـ مشاكؿ المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر
،باالعتماد عمى المصادر الحديثة في التمويؿ التي تضمف ليا الحصوؿ عمى التمويؿ الالزـ بسيولة و
بأقؿ تكمفة و في وقت قصير .
وفي ىذا الصدد تطرقنا إلى الدور الذي تمعبو ىذه المصادر التمويمية الحديثة في تمويؿ المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ،والمتمثمة في التمويؿ ألتأجيري ،التمويؿ بتقنية رأس الماؿ المخاطر ،
وحاضنات األعماؿ مع عرض تجارب بعض الدوؿ في اعتمادىا عمى ىذه المصادر التمويمية الحديثة .
021
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
عممت الحكومة الجزائرية عمى توفير وسائؿ دعـ مف أجؿ تطوير و ترقية ىذا القطاع ،لبموغ مستوى
مقبوؿ حيث تعتبر كؿ مف الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار والوكالة الوطنية لتشغيؿ الشباب و صندوؽ
ضماف القروض مف أىـ الوسائؿ التي تدعـ المؤسسات الصغيرة و المتوسطة .
020
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
-الرسـ عمى النشاط الميني TAPاإلعفاء مف IBSو VFمف رقـ األعماؿ المنجز لمتصدير
وتشير أنو قد بمغت تكمفة اإلعفاءات الممنوحة مف إنشاء كؿ مف APSIو 32.7 ANSEJمميار
1
دج في 2000/12/31
معطيات عامة عن االستثمارات التي تمت من خالل :APSIبمغ حجـ االستثمارات المعمف عنيا سنة
2000لدى مصالح APSIأكثر مف 43200مؤسسة بقيمة 3344مميار دج ،وكاف مف المفروض أف
تخمؼ ما يقارب 1605000منصب شغؿ.
جدول رقم ( )13التطور السنوي لحجم المشاريع المصرح بيا لدىAPSI :
المبالغ حجـ العماؿ المؤسسات العام
% المبالغ % عدد العماؿ عدد المؤسسات %
3 114 4 59606 2 694 -1993
1994
7 219 5 73818 2 884 1995
5 178 7 127849 5 2075 1996
13 438 17 226761 12 4989 1997
27 912 24 388702 21 9144 1998
20 685 22 351986 29 12372 1999
24 799 21 336169 30 13105 2000
100 3344 100 1604891 100 34213 المجموع
Source : http://www.enes.dz/cnesdos/
.2الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار:ANDI
ظيرت وكالة ANDIعمى إثر التعديالت التي مست التشريعات االقتصادية بعد 2001والتي
2
عممت عمى تعديؿ قانوف االستثمار في أوت 2001حيث عوضت وكالة APSIومف أىـ مياميا:
http://www.cnes.dz/cnsedoc/ - 1
األم ػػر رقمممم 10/10الم ػػؤرخ ف ػػي 0110/15/01المتعم ػػؽ بتطمممموير امسمممتثمار الصمممادر فمممي ،0110-00-00الجريممممدة 2
022
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
تسييؿ إجراءات تكويف المشروع االستثماري وذلؾ مف خالؿ منح مزايا وامتيازات ضريبية وشبو
ضريبية وجمركية؛
تسييؿ القياـ بالشكميات األساسية لممؤسسات وتجسيد المشاريع بواسطة خدمات الشباؾ الموحد؛
الجدول رقم( -)14توزيع مشاريع االستثمار المصرح بيا حسب قطاع النشاط مجتمعة لعام -2011
المصدر::و ازرة الصناعات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية االستثمار ،نشرية المعمومات
امحصائية لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة رقم ،20مرجع سابق.
021
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
مف خالؿ الجدوؿ يتضح أنو في سنة 2011بمغ عدد المشاريع الممولة مف قبؿ الوكالة()ANDI
7803مشروع ممولة بقيمة 1378177مميوف دينار جزائري ،حيث أف أغمبية المشاريع تتمركز في
قطاع النقؿ بنسبة أكثر مف % 56مف إجمالي المشاريع المصرح بيا مف طرؼ الوكالة ،كما ساىمت
الوكالة عف طريؽ تمويميا لممشاريع بتوفير 140110منصب شغؿ ،حيث يشغؿ قطاع النقؿ 18900
شخص أي بنسبة %13.49مف إجمالي مناصب الشغؿ ،في حيف يمثؿ قطاع الصناعة % 12.87مف
المشاريع ويشغؿ %25.13مف مناصب الشغؿ؛
الجدول رقم( -)15توزيع مشاريع االستثمار المصرح بيا حسب الطابع القانوني(-)2011-12-31
يتضح مف خالؿ الجدوؿ أف أغمب المشاريع الممولة مف طرؼ الوكالة ANDIىي مشاريع ذات
طابع خاص ،حيث بمغ عددىا في نياية 2011بػ 7696مشروع وتمثؿ بذلؾ نسبة %98.63ممولة
بقيمة 871439مميوف دينار جزائري ،وتشغؿ المشاريع في ىذا اإلطار 92680شخص.
المصدر :وزارة الصناعات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية االستثمار ،نشرية المعمومات
اإلحصائية لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة رقـ ،20مرجع سابق.
مف خالؿ ىذا الجدوؿ نالحظ أف أغمب المشاريع تتمركز في الشماؿ حيث يوجد 5102مشروع
وبقيمة تمويمية قدرت بػ 1197865مميوف دينار جزائري وتوفير 93026منصب شغؿ ،ثـ تمييا
منطقة اليضاب العميا بػ 1348مشروع وبقيمة تمويمية قدرت بػ 93399مميوف دينار جزائري
وتوفير 34092منصب شغؿ.
1
http://www.anseg.dz
* عندما يسمح المشروع بخمؽ 3مناصب عمؿ عمى األقؿ ،بما في ذلؾ الشباب الشركاء في المشروع يرفع الحد األعمى
لعمر المسير إلى 44سنة.
021
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
تـ تطبيؽ ىذا الميكانيزـ أوؿ مرة في الواليات المتحدة األمريكية عاـ ،1934ثـ في ألمانيا ثـ
الياباف عاـ ،1937ثـ انتقؿ بعد ذلؾ إلى باقي بمداف العالـ المتقدمة والنامية عمى السواء.
وفي الجزائر تـ إنشاء صندوؽ ضماف القروض لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة بموجب المرسوـ التنفيذي
رقـ 373-03الصادر في 11نوفمبر ،2002ويعتبر صندوؽ الضماف مؤسسة عمومية ذات طابع
إداري يتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالؿ المالي ،يديره مدير عاـ ويسيره مجمس اإلدارة ،يتكوف مف
1
ممثمي بعض الو ازرات وممثؿ الغرفة الجزائرية لمتجارة والصناعة.
أ -خصائص نظام صندوق ضمان القروض
يخدـ ىذا الصندوؽ السياسة العامة لمحكومة عمى اعتبار أف مخصصاتو تتكوف مف مساىمات
الدولة ،ويقدـ ىذا الصندوؽ المساعدات لممؤسسات التي استوفت معايير األىمية لمقروض البنكية لكنيا ال
تمتمؾ ضمانات كافية ،يمكف أف تصؿ نسبة ضماف القرض إلى ،%70ويتـ تحديدىا مف طرؼ مجمس
اإلدارة لمصندوؽ ،ويقدـ الدعـ لممؤسسات المنخرطة فيو والتي تدفع عالوة سنوية أقصاىا %2مف مبمغ
القرض خالؿ فترة االقتراض.
ب -ميكانيزم نظام صندوق ضمان القروض
يمكف تمخيص ميكانيزـ عمؿ الصندوؽ كما يمي:
-تقوـ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بطمب القرض مف البنؾ؛
-تطمب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مف الصندوؽ ضماف القرض البنكي؛
-تدفع المؤسسة العالوة السنوية خالؿ مدة القرض ،في حالة عدـ قدرة المؤسسة عمى تسديد قيمة
2
القرض يقوـ الصندوؽ بتعويض البنؾ حسب نسبة الضماف المتفؽ عمييا.
والجدول رقم( )17يوضح وضعية الممفات المعالجة حسب المشاريع منذ 2004إلى غاية نياية
.2011
1مصطفى بف بادة ،سياسة الحكومة اتجاه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،حصة منتدى التمفزيوف بتاريخ .2446/45/46
يوسؼ العشاب ،ضمان القروض لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،آلية تدعيم التمويل ،مجمة فضاءات المؤسسات 2
021
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
المجموع التوسيع النشأة نوعية الضمان
58 458 613 560 33 947 601 578 2451011982 الكمفة امجمالية
لممشاريع(دج)
33 665 563 735 20 541 810 061 13123753674 مبمغ القروض المطموبة(دج)
14 417 784 550 9 331 871 137 مبمغ الضمانات الممنوحة(دج) 5085913412
24 354 366 30 298 283 17 908 146 المبمغ المتوسط لمضمان(دج)
29 207 22 375 6 832 عدد مناصب الشغل التي
ستنشأ
المصدر :و ازرة الصناعات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية االستثمار ،نشرية المعمومات اإلحصائية
لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة رقـ ،20مرجع سابؽ.
مف خالؿ الجدوؿ نالحظ أنو خالؿ سبع سنوات بمغت عدد الضمانات الممنوحة 512مشروع
بمعدؿ سنوي 73مشروع ،الحصيمة تعد ىزيمة جدا بالنسبة لصندوؽ الضماف المشترؾ لمقروض المصغرة،
وبمعدؿ متوسط لمتمويؿ المطموب لـ يتجاوز ،% 85أرقاـ تبقى بعيدة جدا عف تطمعات طالبي التمويؿ
مف أصحاب المشروعات الصغيرة و المتوسطة.
تشكؿ المشاريع التوسعية أغمبية مشاريع االستثمار منذ سنة ،2004بنسبة %45مف إجمالي
المشاريع المضمونة ،حيث تمكف الصندوؽ مف ضماف 284مشروع لمؤسسات صغيرة ومتوسطة في
النشأة بمبمغ 5.08ماليير دينار جزائري ،و 308مشاريع أخرى لمؤسسات صغيرة ومتوسطة في التوسع
بمبمغ 9.33مميار دينار جزائري.
021
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
وتجدر اإلشارة إلى أف %53مف مجموع المشاريع المضمونة منذ أفريؿ 2004تتموقع في جية
الوسط ،في حيف تحتؿ المرتبة الثانية جية الشرؽ بنسبة % 26مف المجموع الكمي لممشاريع المضمونة.1
التأىيؿ عبارة عف مجموعة اإلجراءات التي تتخذىا السمطات قصد تحسيف موضع المؤسسة في
2
إطار االقتصاد التنافسي أي أف يصبح ليا ىدؼ اقتصادي ومالي عمى المستوى الدولي
-تشجيع المؤسسات الصناعية مف خالؿ تدابير مالية تساعدىا عمى تحسيف إنتاجيا والرفع مف
مستوى تنافسيتيا 1؛
1و ازرة الصػػناعات والمؤسسػػات الصػػغيرة والمتوسػػطة وترقيػػة االسػػتثمار ،نش ػرية المعمومػػات اإلحصػػائية لممؤسسػػات الصػػغيرة
والمتوسطة رقـ ،24مرجع سابؽ.
2عبد المطيؼ بمغرسة ( ،آثار السياسة النقدية والمالية عمى تأىيؿ المؤسسة اإلقتصادية ) ،مجمة العموـ اإلقتصادية وعموـ
التسيير ،جامعة منتوري قسنطينة ،العدد ، 2001 ، 1ص .141
021
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
-وضع أنظمة تسيير وفقا لممعايير الدولية وتمكنيا مف استغالؿ مواردىا أحسف إستغالؿ.
*عمى مستوى البيئة الخارجية:
يتطمب تنفيذ البرنامج الوطني لتأىيؿ المؤسسات الصناعية تدخؿ عدة ىيئات أىميا:2
ىذه المديرية تابعة لو ازرة الصناعة واعادة الييكمة وىي مكمفة بإدارة برنامج التأىيؿ ويمكف أف
نمخص مياميا في ما يمي:
المرسوـ التنفيذي ،رقـ ،192-02المؤرخ في 01جويمية ،2112الجريدة الرسمية 01 ،جويمية ،2111العدد ،11ص 1
.1
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
-وضع الخطوات الالزمة لتقديـ الممفات مف أجؿ اإلستفادة مف المساعدات المقررة في صندوؽ
ترقية التنافسية الصناعية ؛
-تحدد الشروط الالزمة لحصوؿ المؤسسات عمى مساعدات صندوؽ ترقية التنافسية الصناعية؛
-تحديد طبيعة المساعدات والمبالغ المالية التي تستفيد منيا المؤسسات لتتمكف مف تنفيذ برنامج
التأىيؿ؛
-دراسة طمبات تمويؿ العمميات المتعمقة بتطوير البيئة الخارجية لممؤسسات الصناعية وكذلؾ
المؤسسات الخدمية المرتبطة بالصناعة كدراسة طمب تمويؿ تييئة منطقة صناعية ما أو إصالح البيئة
التحتية ؛
-متابعة أداء المؤسسات التي إستفادت مف مساعدة صندوؽ ترقية التنافسية الصناعية ؛
-إصدار القرار النيائي بشأف ممفات التأىيؿ المقدمة مف قبؿ المؤسسات بعد دراستيا وتقييميا.
*صندوق ترقية التنافسية الصناعيةLe Fonds de Promotion de la Compétitivité :
Industrielle FPCI
حسب القانوف رقـ 11-99المؤرخ في 23ديسمبر 1999وبموجب المادة 92مف قانوف المالية
لسنة ،2000وىو جياز وزاري مشترؾ منصوص عميو في المرسوـ التنفيذي رقـ 192-2000بتاريخ
16جويمية 2000والمعدؿ والمتمـ ،واليدؼ مف إنشاء ىذا الصندوؽ ىو تقديـ مساعدات مالية لتنفيذ
برنامج التأىيؿ وىناؾ نوعيف مف المساعدات:
موجية لتغطية نفقات العمميات الموجية لتحسيف بيئة المؤسسات ،جميع العمميات واإلجراءات التي
تتعمؽ بدراسات تحسيف وتطوير المناطؽ الصناعية ومناطؽ النشاط الكبرى.
010
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
جم – شروط االستفادة من البرنامج الوطني لمتأىيل:
-مؤسسة جزائرية؛
-تنتمي إلى القطاع اإلنتاجي الصناعي أو قطاع الخدمات الصناعية؛
-تكوف المؤسسة مسجمة في السجؿ التجاري ولدييا رقـ تعريؼ ضريبي؛
-تنشط منذ حوالي 3سنوات عمى األقؿ؛
-عدد العماؿ الدائميف 20عامال عمى األقؿ بالنسبة لممؤسسات اإلنتاجية و 10عماؿ عمى األقؿ
بالنسبة لمؤسسات الخدمات الصناعية؛
-أف يكوف صافي األصوؿ لمسنة الحالية أو السابقة موجبا؛
-نتيجة االستغالؿ ( حساب ) 83موجبة لسنتيف عمى األقؿ مف ثالث سنوات األخيرة.
د – مراحل تنفيذ البرنامج
المرحمة األولى :وتشمؿ جمع المعمومات األولية عف المؤسسة ( اسـ المؤسسة ،اسـ ولقب صاحب
المؤسسة...الخ).
يرفؽ ىذه المعمومات " رسالة النية التي تعبر عف رغبة المؤسسات ونيتيا في تبني برنامج التأىيؿ ،يوجو
الممؼ إلى األمانة التقنية مقابؿ الحصوؿ عمى وصؿ االستالـ "
إجراء الدراسة:
العامة :مدتيا 8أسابيع ويقوـ بيا مكتب دراسات تختاره المؤسسة وتشمؿ ىذه الدراسة المساعدات المالية
المتعمقة باالستثمارات المادية وغير المادية.
المخففة :مدتيا 4أسابيع وتقتصر عمى االستثمارات غير المادية ( تدريب ،دراسات ،مساعدات تقنية
برمجيات.)....
أ -تقديم طمب المساعدة مف المؤسسة إلى مديرية تأىيؿ المؤسسات االقتصادية.
ب -معالجة الممف :تتـ معالجة الممؼ مف طرؼ مديرية تأىيؿ المؤسسات االقتصادية.
أما في حاؿ الرفض فاألمانة التقنية تعمـ المؤسسة بعدـ مطابقة الممؼ لممعايير الضرورية.
جم -تقييم الممف :بعد قبوؿ ممؼ المؤسسة ،تتـ عممية التقييـ المالي وفقا لمشروط التالية:
-التسيير المالي لممؤسسة يجب أف يحقؽ أصوال صافية تساوي عمى األقؿ % 50مف رأس الماؿ
االجتماعي باإلضافة أف يكوف رأس الماؿ العامؿ موجبا ؛
-يجب أف تكوف نتيجة السنة المالية السابقة أو متوسط ثالث سنوات الماضية موجبا ؛
-يجب أف تكوف المعطيات المالية والمحاسبية مصادؽ عمييا مف طرؼ خبير محاسبي ومحافظ
حسابات.
د -تقديم الممف إلى المجنة الوطنية لمتنافسية الصناعية :تقوـ المجنة الوطنية لمتنافسية الصناعية
بػ:
إما قبول الممف :في ىذه الحالة تتحصؿ المؤسسة عمى المساعدات المالية المحددة ،ويعقد إتفاؽ
بيف و ازرة الصناعة واعادة الييكمة والمؤسسة المعنية ويتحدد فيو مبمغ المساعدات الممنوحة طرؽ
المنح ،حقوؽ والتزمات كؿ مف المؤسسة والو ازرة.
لم يقبل ولم يرفض :ىنا تدرسو المجنة ويعاد لممؤسسة مف أجؿ توضيح بعض النقاط التي تنؿ
الرضا ،ويعاد دراستو مف جديد واتخاذ القرار بشأنو.
رفض الممف :في ىذه الحالة يتـ إبالغ المؤسسة بقرار الرفض.
ىػ -تنفيذ البرنامج :يتـ تنفيذ برنامج التأىيؿ وذلؾ بمنح المساعدات المالية ثـ متابعة استعماليا:
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
/1مساعدات مالية خاصة بتكاليف الدراسة :تمثؿ نسبة % 80مف تكمفة الدراسة العامة أو
المخففة شرط أال تفوؽ 1500000دج ( دراسة عامة ) 750000 ،دج ( دراسة مخففة )؛
/2مساعدات مالية متعمقة باالستثمارات المادية وغير المادية :يقوـ الصندوؽ بتقديـ % 30
بشكؿ مسبؽ مف إجمالي مبمغ المساعدات المحددة في االتفاقية الموقعة بيف و ازرة الصناعة والمؤسسة
المعنية؛
/3مساعدات مالية متعمقة بتنفيذ برنامج التأىيل :يقدـ صندوؽ ترقية التنافسية الصناعية
مساعدات مالية بالنسبة لمدراسة المخففة % 80مف مبمغ االستثمارات غير المادية ،وفي حالة
الدراسة العامة تضاؼ نسبة % 10مف مبمغ االستثمارات المادية ،أي في حدود 20مميوف دج.
و -متابعة برنامج التأىيل :يمكف لألمانة التقنية أف تقوـ بالمراقبة الميدانية إلنجاز االستثمارات
ومراقبة الوثائؽ والمستندات وكذا الفواتير التي تثبت العمميات اإلستثمارية.1
ىو برنامج وطني مخصص لتأىيؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشغؿ أقؿ مف 20عامال،
قامت بتجسيده و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقميدية ،وبتاريخ 23جويمية 2003وافؽ
عميو مجمس الحكومة ،وكذلؾ مجمس الوزراء المنعقد بتاريخ 8مارس 2004مدتو عشر سنوات ،حيث
تقدر الميزانية المخصصة لو بػ 10مميار دج ،2ويندرج ىذا البرنامج في إطار تنفيذ القانوف التوجييي رقـ
01-18المؤرخ في 12ديسمبر .2001
وفي شير فيفري 2007أعمنت الو ازرة اإلنطالؽ الرسمي لتنفيذ البرنامج.
تعود األسباب الرئيسية لوضع برنامج خاص بتأىيؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى ما يمي:
نمخصيا في ما يمي:
-1صندوق ضمان القروض :عبارة عف مؤسسة عامة تنشط تحت وصاية و ازرة المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة والصناعة التقميدية ،تـ إنشاؤه بموجب المرسوـ التنفيذي رقـ 373-02المؤرخ في 11
نوفمبر ، 20021ويتولى ىذا الصندوؽ منح الضمانات لفائدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي يجب
عمييا أف تستوفي معايير األىمية لمقروض البنكية ،ويحدد المستوى األدنى لمقروض القابمة لمضماف بػ 50
مميوف دج.
-2صندوق ضمان قروض استثمارات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة :بموجب المرسوـ الرئاسي رقـ
134-04المؤرخ في 19أفريؿ ،2004تـ تأسيس صندوؽ ضماف قروض استثمارات المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة ،2وييدؼ إلى ضماف تسديد القروض البنكية التي تستفيد منيا المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة ويحدد المستوى األقصى لمقروض القابمة لمضماف بػ 50مميوف دج ،وال تستفيد مف ضمانات
ىذا الصندوؽ ،القروض المنجزة في قطاع الفالحة ،النشاطات التجارية ،وكذا القروض االستيالكية.
تـ إمضاء اتفاقيات تعاوف بيف صندوؽ ضماف قروض استثمارات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،
و( )06ستة بنوؾ عمومية ىي :البنؾ الوطني الجزائري ،البنؾ الخارجي الجزائري ،بنؾ الفالحة والتنمية
1
المرسوـ التنفيذي رقـ ، 111-12المؤرخ في 00نوفمبر ، 2112المتضمف إنشاء صندوؽ ضماف القروض لممؤسسات
الصغيرة والمتوسطة ،الجريدة الرسمية ،بتاريخ 01نوفمبر ، 2112العدد ، 11ص .01
2
المرسوـ الرئاسي رقم ،011-11المؤرخ في 01أفريل ، 2111المتضمف القانوف األساسي لصندوؽ ضماف قروض
إستثمارات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،الجريدة الرسمية ،بتاريخ 21أفريل ، 2111العدد ، 21ص .11
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
الريفية ،القرض الشعبي الجزائري ،البنؾ الوطني لمتوفير واالحتياط ،بنؾ التنمية المحمية وكذا مؤسستاف
ماليتاف ىما ALC: Arabe Leasing Corporation :و Sofinance
وتوزع الضمانات المقدمة مف قبؿ صندوؽ ضماف قروض االستثمار ،بحسب القطاعات كالتالي:1
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقميدية ،تقرير حول وضعية تنفيذ مشاريع ونشاطات القطاع ،سبتمبر 1
، 2111ص .22
1عبد الكريـ بوغدو ( ،بطاقة فنية حول تطور ممف البرنامج الوطني لتأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ) ،و ازرة
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقميدية ، 2111 ،ص .2
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
الخاضعة لمقانوف الجزائري والتي تنشط في ىذا القطاع منذ سنتيف ،والتي ال تعترضيا صعوبات
مالية.2
ويقوـ ىذا الصندوؽ بتمويؿ نشاطات تأىيؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إضافة إلى المحيط
الذي تنشط فيو كما يمي:3
وتشمؿ ما يمي:
والمبمغ األقصى المخصص لتمويؿ خطة التأىيؿ بػ 5مميوف دج ( استثمارات مادية وغير مادية )،
وتجدر اإلشارة إلى أف و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تتحمؿ تكمفة أجر عامؿ متخصص لمدة
سنتيف ،مف أجؿ تحسيف تنافسية المؤسسة ،وىذا اإلجراء يشمؿ بعض المؤسسات التي تحددىا الو ازرة.
2المرسوـ التنفيذي رقـ ، 211-11المؤرخ في 1جويمية ، 2111المتضمن تحديد كيفية سير حساب الصندوق
الوطني لتأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،الجريدة الرسمية ،بتاريخ 1جويمية ، 2111العدد ، 11ص .01
قرار وزاري مشترؾ ،مؤرخ في 1فيفري ، 2111المتضمف تحديد إيرادات ونفقات الصندوق الوطني لتأىيل 3
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،الجريدة الرسمية ،بتاريخ 01مارس ، 2111العدد ،01ص .01-01
4حركات السعيد ،مرجع سابق .
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
-3البرنامج الوطني الجديد لتأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (:)2014-2010
يعتبر أىـ البرامج الموجية لتنمية وتطوير قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث خصصت لو
الدولة ميزانية تقدر بأكثر مف 386مميار دج والذي يعد أكبر مبمغ في عيد المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة وىذا لتأىيؿ 20000مؤسسة ،عمى مدى خمسة سنوات بدءا مف تاريخ المصادقة عميو مف
طرؼ مجمس الو ازرة المنعقد في 11جويمية ،2010حيث تبمغ التكمفة المتوسطة لكؿ مؤسسة
19287000دج ممولة مف طرؼ الصندوؽ الوطني لتأىيؿ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،وتشرؼ
عمى تنفيذه الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة .AND-PME
تأىيؿ قد ارت التسيير والتنظيـ مف خالؿ التكويف والتدريب في التسيير لمتعرؼ عمى ثقافة المؤسسة
والتخاذ الق اررات المناسبة؛
إنشاء مخبر البحث بيدؼ استقطاب التكنولوجيا وانشاء بنوؾ المعمومات؛
تأىيؿ نوعية المؤسسة عف طريؽ دعـ نوعية نظاـ تسيير اإلنتاج والمساعدة عمى الحصوؿ عمى
شيادات المطابقة والحث عمى وضع مخابر التحاليؿ والتجارب؛
تأىيؿ الموارد البشرية مف خالؿ تكويف وتدريب واعادة رسكمة سواء في مجاؿ التسيير تقنيات
التصدير واستعماؿ تكنولوجيا المعمومات واالتصاؿ.
ب -سير عممية التأىيل
1
تتـ عممية التأىيؿ ضمف البرنامج الجديد عمى مرحمتيف ىما :
رشيد موساوي ( ،البرنامج الوطني لتأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ) ،ص .11،10 1
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
ىي جرد وتحميؿ لكؿ البيانات والمعطيات عف خصائص وأداء المؤسسة ،كما تعتبر ىذه المرحمة
تحقيؽ وبحث لتحديد مواطف قوة وضعؼ المؤسسة ،مع اقتراح أساليب جديدة لمتسيير واإلنتاجية تكوف
ذات مواصفات عالمية تتماشى والتطور العممي والتكنولوجي في ىذا المجاؿ.
بعد انتياء مرحمة التشخيص ووضع الحموؿ ،تشرع المؤسسة في تحديد عمميات التحسيف ووضع
مخطط التأىيؿ ووسائؿ تنفيذه وفقا لرزنامة ،يمي ذلؾ البدء في التنفيذ بمساعدة الصندوؽ الوطني لمتأىيؿ
أو غيره مف مصادر التمويؿ حسب المبمغ المرصد لمعممية.
كؿ مؤسسة ترغب في االستفادة مف مساعدة ىذا الصندوؽ لتمويؿ عممية تأىيميا بعد عممية
التشخيص ،أنة تودع ممفا عمى مستوى الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أو عمى
مستوى فروعيا الجيوية عمى أف يحتوي الممؼ عمى الوثائؽ التالية:
-طمب موجو إلى معالي /وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية االستثمار؛
-تصريح تشخيصي لممؤسسة؛
-نسخة مف الحصيمة الجبائية ( األصوؿ والخصوـ وجدوؿ حسابات النتائج ) لمسنتيف األخيرتيف
مصادؽ عميو مف طرؼ إدارة الضرائب؛
-نسخة مصادؽ عمييا مف طرؼ السجؿ التجاري في إطار الصالحية؛
-الوضعية اتجاه الضماف االجتماعي cnasو .casnos
وتستفيد مف ىذا البرنامج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التابعة لمقطاعات التالية:
في إطار سعي الجزائر لدعـ قطاع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة تـ االتفاؽ عمى تعاوف جزائري
ألماني في نطاؽ الشراكة التقنية الجزائرية األلمانية ،خاصة وأف ألمانيا تعتبر مف الدوؿ التي تكتسب خبرة
واسعة في ميداف تنمية وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،وقد تـ تسخير غالؼ مالي قدره 3مالييف
مارؾ ألماني ،قصد تحسيف مستوى األعواف المستشاريف لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وييتـ ىذا البرنامج الذي شرع في تنفيذه منذ شير أفريؿ 1988بتكويف 50مكونا جزائريا بألمانيا
الذيف بدورىـ سيتولوف تكويف وتحسيف مستوى ما يقارب 250عوف استشاري في الجزائر.1
ىو عبارة عف برنامج تعاوف ثنائي بيف الجزائر واالتحاد األوروبي تـ اعتماده سنة 2000قصد
إنجاح الشراكة األورو جزائرية بأبعادىا الثالثة السياسية ،االجتماعية واالقتصادية ،ييدؼ إلى تأىيؿ
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشغؿ أكثر مف 20عامؿ والتي تنشط في القطاع الصناعي أو
قطاع الخدمات الصناعية لتتمكف مف الصمود أماـ المؤسسات األوروبية ،وقد أخذ ىذا البرنامج إسـ
.Euro-Développement PME
بدأ البرنامج نشاطو في سبتمبر 2002واستمر حتى ديسمبر ،2007و قد تـ تسييره مف طرؼ
فريؽ مف الخبراء األوروبييف والجزائرييف متكوف مف 25خبير ( 21جزائري و 4أوروبييف) بغالؼ مالي
بمغ 62.9مميوف أورو.1
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
تعتبر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة مف أىـ مكونات النسيج االقتصادي في الجزائر ،لذا عممت
ىذه األخيرة عمى النيوض بيذا القطاع مف خالؿ محاولة إيجاد حؿ لمجمؿ اإلشكاليات التي طرحت في
مجاؿ التمويؿ ،ومف بيف ىذه الحموؿ نجد القرض أإليجاري كبديؿ لسد الحاجيات التمويمية ليذه
المؤسسات
إف القرض أإليجاري بقبولو الواسع أصبح تقنية ميمة لتمويؿ التجييزات عمى المستوى العالمي و
حتى العقارات ،حيث تبمغ نسبة ىذا األخير % 15مف مجمؿ نشاط التمويؿ أما الباقي أي % 85فيو
مخصص لتمويؿ اقتناء اآلالت والمعدات.
الشكل :رقم ( )11يبين التعامالت عن طريق القرض اميجاري في 1992عمى المستوى العالمي.
فرنسا
1,1
37,2 ألمانيا
19,4
إيطاليا
السويد
بريطنيا
1,2 الدانمارك
أمريكا
3,8
هونكونغ +شغفورة
1,3
3,9 17,5 الياب ان
9,8 4,4 استراليا
دول أخرى
المصدر :د .بممقدـ مصطفى وآخروف ،التمويل عن طريق اميجار كإستراتيجية لتغيير العمل
المصرفي،المؤتمر العممي الرابع إستراتيجيات األعماؿ في مواجية تحديات العولمة ،2005/3/15جامعة
العموـ اإلدارية والعموـ المالية،األردف،ص.19
مف المالحظ أف السوؽ األمريكية ىي التي أخذت حصة األسد في التعامؿ بيذا النوع مف التمويؿ
بجميع أنواعو مقارنة بالدوؿ األخرى ،حيث أف الواليات المتحدة األمريكية تحتؿ المركز األوؿ في العالـ
ب قيمة 320مميار دوالر المستثمرة في العالـ ،فقد عرفت الشركات المتخصصة في القرض االيجاري
تطو ار ىاما في بيع الطائرات خاصة' 'boeingحيث و صمت إلى 2مميار دوالر ، 1991باإلضافة إلى
توطيف مصانع يابانية في الواليات المتحدة األمريكية الخاصة بتركيب السيارات مف نوع' ' Mazdaوفي
010
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
بريطانيا مف نوع ' 'Toyotaمستعمميف طريقة القرض االيجاري ،فعمى المستوى األوربي تظير فروؽ
شاسعة حسب الشكؿ أعاله ،حيث نجد ألمانيا و بريطانيا و فرنسا تستخدـ القرض اإليجاري بكثرة بينما
إيطاليا و السويد أيف يستخدـ بصفة معتدلة والدانيمارؾ و النرويج التي تستخدمو بشكؿ أقؿ
حسب إحصائيات 'Leaseuropeبمغ إنتاج مؤسسات القرض أإليجاري في أوروبا بمغ قرابة 157
مميار أورو سنة 1999بارتفاع 14.1مقارنة بسنة، 1998وتجدر اإلشارة إلى أف صناعة السوؽ األوربية
فيما يخص القرض أإليجاري قد حققت نموا ىائال مف خالؿ سوؽ ألمانيا ب 31مميار أورو في1999 ،
وبريطانيا العظمى ب 30مميار أورو و فرنسا ب 18مميار أورو و ايطاليا ب 14.1مميار أور.،إضافة
إلى دوؿ أوربا الوسطى و الشرقية التي تعرؼ نموا عاليا بسبب انخراطيا في االتحاد األوربي ،حيث بمغ
استخداـ ىذا النوع مف التمويؿ أكثر مف 2مميار أورو في 1999بنمو % 6.4مقارنة بسنة ،1998أما
بولونيا فيقدر نمو نشاطيا فيما يخص القرض االيجاري ب %25.5المجر ب ، %36.6رغـ ما شيدنو
مؤسسات القرض االيجاري األوربية مف ازدىار في ىذا النوع مف التمويؿ إال أنيا تبقى متأخرة مقارنة مع
الواليات المتحدة األمريكية ،التي وصؿ إنتاجيا إلى 138مميار دوالر في 1998و الياباف إلى 63مميار
دوالر وىذا حسب إحصائيات . L.F.A
لقد تـ إدخاؿ القرض اإليجاري كعممية بنكية opération de banqueعبر القانوف 90/10
الصادر في 11افريؿ ، 1990المتعمؽ بالنقد و القرض في المادة رقـ ، 112الفقرة الثانية كما نصت
المادة رقـ 116عمى منح ممارسة تمؾ العمميات لمبنوؾ و المؤسسات المالية حصريا ،و بعدىا توالت
النصوص و القوانيف المنظمة و المؤطرة لعمميات القرض اإليجاري بأنواعو .
012
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
أما النص التشريعي األساسي لمقرض االيجاري :و ىو األمر رقـ 96/09الصادر في 10جانفي
1996الذي ييدؼ إلى إعطاء القرض اإليجاري صفة عقد ذو طبيعة قانونية خاصة كاتفاؽ تجاري و
كوسيمة تمويمية في آف واحد.
وفيما يخص الترتيبات التنظيمية المتعمقة بالقرض اإليجاري :بعد األمر رقـ 96/09فانو توالى
صدور التنظيمات و النصوص المنظمة و المؤطرة لمختمؼ الجوانب القانونية و المالية و التقنية لمقرض
اإليجاري ،و عمى سبيؿ المثاؿ التنظيـ رقـ 96/06الصادر في 1996/07/03و التعميمة رقـ 96/07
لػ 22أكتوبر ... 1996الخ.
وفي ظؿ ىذا اإلطار القانوني و التنظيمي بدأت تظير مالمح لسوؽ قرض إيجاري قد يكوف
عنص ار مساىما في ترقية و تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
- 2سوق القرض اميجاري في الجزائر :و يتكوف ىذا السوؽ مف جانب عرض وجانب طمب عمى
القرض أإليجاري ،يمكف أف نوضح أىـ مكوناتو كما يمي:
1-2عرض القرض اميجاري في الجزائر :و يتكوف مف مجموعة المؤسسات المالية و البنوؾ
التي تقدـ خدمة التمويؿ بالقرض اإليجاري ،و ىي كالتالي:
أ-الجزائرية السعودية لإليجار المالي :قاـ البنؾ الخارجي الجزائري BEAبإنشاء فرع متخصص في
القرض اإليجاري الدولي مناصفة مع المجتمع الصناعي و المالي السعودي دالح البركة ،و ذلؾ
في ،1990/11/21و يقع مقرىا في لوكسمبورغ حيث بمغ رأس ماؿ ىذه الشركة المعروفة
اختصا ار ب " 20 "ASLمميوف دوالر ،وتيدؼ إلى تمويؿ واردات العتاد و األصوؿ الموجية
لالستخدامات المينية و خاصة عتاد النقؿ الثقيؿ كالسفف و الطائرات ،و عتاد الحفر و التنقيب
1
عف المحروقات ،إضافة إلى بعض أنواع العتاد الطبي و عتاد اإلعالـ اآللي.
ب-بنك البركة الجزائري :يعتبر بنؾ البركة الجزائري أقؿ مؤسسة مصرفية برؤوس أمواؿ مختمطة ،تـ
إنشاؤىا في 20ماي ، 1991ويعود %50مف رأس ماؿ البنؾ إلى بنؾ الفالحة والتنمية الريفية
( ،)BADRبينما تعود %50األخرى لمجمع "فالّح البركة" السعودي ،ويقوـ بنؾ البركة بكؿ
العمميات المصرفية لمتمويؿ واالستثمار بالتوافؽ مع أحكاـ الشريعة اإلسالمية بما في ذلؾ تقديـ
www.bea.dz1
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
خدمات القرض اإليجاري الذي يتطابؽ مع أحكاـ الديف اإلسالمي ،و ذلؾ عبر شبكة االستغالؿ
2
التابعة لمبنؾ و المنتشرة في أىـ األقطاب االقتصادية عبر الوطف.
ج -الشركة العمومية لإليجار المالي " :"ALLو تعتبر أوؿ شركة خاصة متخصصة في القرض
اإليجاري في الجزائر ،تـ تأسيسيا قانونيا في 2001/04/04وتحصمت عمى اعتماد بنؾ الجزائر
في 2002/02/20ويتوزع رأس ماؿ الشركة بيف عدة مساىميف ،إال أف بنؾ ABCالجزائر
3
يعتبر المساىـ األوؿ بػ %34ثـ تميو الشركة العربية لالستثمار SAIبػ %25
د -المغاربية لإليجار المالي -الجزائر " :"MLAو ىي مؤسسة مالية متخصصة في اإليجار المالي
و القرض اإليجاري بأمواؿ تونسية و أوروبية ،تـ اعتمادىا مف طرؼ بنؾ الجزائر في أكتوبر
2005ودخمت النشاط الفعمي في شير ماي 2006.4
و ال يزاؿ جانب العرض في سوؽ القرض اإليجاري يتوسع و تزداد عدد المؤسسات المالية الممارسة
فيو ،ونذكر في ىذا الصدد تأسيس شركتيف جديدتيف متخصصتيف في القرض اإليجاري و ىما:
الشركة الوطنية لإليجار المالي " "SNLما بيف بنؾ BNAو بنؾ BDLالوطنييف.
2-2الطمب عمى القرض أميجاري في الجزائر :ويتمثؿ في قطاع األعماؿ الذي يتكوف مف:
أ -المؤسسات و الصناعات الصغيرة و المتوسطة :و تعتبر مف أىـ مكونات جانب الطمب في سوؽ
القرض اإليجاري ،فعمى اعتبار أف معظـ المؤسسات المالية التي تقدـ خدمات القرض اإليجاري
ىي مؤسسات خاصة ،فإف ذلؾ يجعميا تستيدؼ بالدرجة األولى القطاع االقتصادي الخاص و
الذي يتشكؿ في معظمو مف مؤسسات ص و ـ ،بؿ إف المؤسسات المالية المتخصصة تماما في
1
القرض اإليجاري تقدـ تمويالتيا حصريا لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة كشركة ALCو .MLA
الحرة :لقد دفعت اإلصالحات االقتصادية المتعددة في الجزائر إلى تزايد وتوسع الميف
ب -المين ّ
الحرة ،ويمثؿ القرض أإليجاري وسيمة مناسبة ليـ لتجديد و تطوير عتادىـ والتحسيف مف سمعتيـ،
- www.albaraka-bank.com2
- www.arableaging-dz.com 3
-www.MLAleasing.com 4
عبد الباقي روايج ،طالبي خالد ،مرجع سابق ،ص 01 1
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
وليذا نجد أف معظـ بؿ كؿ المؤسسات التي تقدـ خدمات القرض اإليجاري في الجزائر تولي
2
اىتماما بيذه الفئة وتخصص ليا تشكيمة خدمات خاصة بيا.
ج -المؤسسات الكبرى :يعتبر القرض اإليجاري وسيمة جذابة بالنسبة لممؤسسات الكبرى كذلؾ حيث
تمكف ىذه الوسيمة التمويمية الشركات الكبيرة مف تمويؿ استثماراتيا بدوف التأثير عمى استقالليتيا
3
وعمى قدرتيا عمى االستدانة ،كما تسمح ليا بزيادة وتجديد قدراتيا اإلنتاجية.
-4التمركز الجغرافي لمؤسسات القرض اميجاري :ال يزاؿ االنتشار الجغرافي لمختمؼ شركات
القرض اإليجاري ضعيؼ مقارنة مع البنوؾ التقميدية ،فشركة ( ALLاألولى في السوؽ) كانت تضـ إلى
1
وكالتيف في الجزائر و وكالة واحدة غاية سنة 2010ثالثة وكاالت فقط عمى المستوى الوطني و ىي:
في سطيؼ ،أما رقـ 02في السوؽ ،وىو شركة MLAفميا خمسة وكاالت 2:الجزائر العاصمة ،سطيؼ،
وىراف ،عنابو ،حاسي مسعود .و تدلنا ىذه األرقاـ عمى ضعؼ االنتشار الجغرافي لمؤسسات القرض
اإليجاري التي تفضؿ التموقع في المدف الكبرى و األقطاب االقتصادية الميمة بحثا عف األرباح
المضمونة ،و بالتالي يؤدي ذلؾ إلى ضعؼ نصيب المؤسسات التي تتواجد في األماكف األقؿ تطو ار
ونموا مف التمويؿ الالزـ ليا.
www.arableasing-dz.com1
www.mlaleasing.com 2
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
-5شروط التمويل :3إف مجمؿ المتدخميف في سوؽ القرض اإليجاري يمنحوف تمويال متوسط
األجؿ بأسعار فائدة مرتفعة نسبيا مقارنة بالقروض التقميدية ،و ىذا يعتبر أمر سمبي بالنسبة لممؤسسات
الصغيرة والمتوسطة لكف مع إمكانية منح فترات سماح ليا في بداية التمويؿ ،ويظير الواقع العممي كذلؾ
أف كؿ المؤسسات التي تقدـ خدمات القرض اإليجاري تطمب مساىمة شخصية مف طرؼ الزبوف عمى
شكؿ قسط أولي مدفوع القيمة ، 1er loyer majoreو ال شؾ أف ذلؾ ُيفقد العممية واحدة مف أىـ
ميزاتيا ،و ىي كونيا تمويال كامال ،و يجدر اإلشارة إلى أف كؿ شركات القرض اإليجاري تقترح آجاال
قياسية لمرد عمى طمبات التمويؿ كس القروض التقميدية التي تستغرؽ مدة أطوؿ نسبيا ،كما يجب اإلشارة
إلى أف معظـ المؤسسات المالية تضع أسقفا لحجـ التمويؿ الممنوح ،كما تفرض مددا تمويمية نمطية
تختمؼ باختالؼ األصوؿ موضوع العقد .و ال شؾ أف كؿ ذلؾ يحد مف اإلتاحة التمويمية لممؤسسات ص
و ـ.
المطمب األول :تجارب بعض البمدان الرائدة في مجال تمويل المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة عن طريق رأس المال المخاطر.
نشأت ىذه الصيغة بصورة مؤسسية في الواليات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية ،وتطورت
تدريجيا حتى اعترؼ بيا القانوف التجاري األمريكي في أواخر السبعينات ،خالؿ الفترة 1985 - 1976
ساىمت ىذه المؤسسات في دعـ وتمويؿ العديد مف الشركات والصناعات التي كاف ليا أبرز األثر عمى
مسار المدينة األمريكية ،خاصة في مجاؿ الحاسب اآللي والتقنية الحيوية واالتصاالت .وكاف لمشركات
Sun,apple Equipment, Digital, Intel, Compaq, Oracle, Microsoft, أمثاؿ
،Microsystemsوغيرىا أثر في شيرة ىذا النمط مف التمويؿ عمى أنو خيار أساسي لتمويؿ المشاريع
التقنية واإلبداعية في سوؽ سريع التطور ،وتمقى مؤسسات رأس الماؿ المخاطر اىتماما متزايدا عمى
جميع المستويات ،حيث يبمغ حجـ صناديؽ المشاركة الفاعمة في الواليات المتحدة نحو 35مميار دوالر،
لممقارنة فإف حجـ التمويؿ الذي تقدمو جميع المصارؼ األمريكية مف خالؿ القروض التجارية طويمة
األجؿ يبمغ 51مميار دوالر ،باإلضافة إلى ذلؾ فإف %30مف الشركات األمريكية التي تطرح أسيميا
لالكتتاب العاـ ألوؿ مػرة ىي شركات حصمت عمى دعـ مف صناديػؽ المشاركة الفاعمة ،وترتفع ىذه
النسبة إلى %60بالنسبة لمشركات عالية التقنية.
ويشير التقرير السنوي لسنة 1997والذي يصدر عف المؤسسة الوطنية لرأس الماؿ المخاطر
National Venture Capital Associationفي أمريكا تحدث عف تأثير رأس الماؿ المخاطر مف
خالؿ تسميط الضوء عمى قدرات قطاع التكنولوجيا عمى خمؽ الوظائؼ حيث أوضح أنو ما بيف -1991
1995الشركات التي تـ تمويميا برأس الماؿ المخاطر زادت مف عدد عاممييا بنسبة % 34في المتوسط
سنويا بالمقارنة مع % 5فقط في سائر القطاعات األخرى ككؿ ،كما زاد معدؿ ننمو ىذه الشركات
بمتوسط % 36,8بالمقارنة مع %23,8متوسط نمو الشركات التي لـ تموؿ برأس الماؿ المخاطر .
تتميز شركات رأسماؿ المخاطر بالتخصص في مجاؿ الشركات الناشئة ،وتختار القطاعات التي
تمتاز بفرص نمو مرتفعة كقطاع التكنولوجية ،وفي دراسة شممت 500مؤسسة أمريكية تـ تمويميا
برأسماؿ المخاطر عمرىا ال يتجاوز األربعة سنوات و حوالي %80منيا تعمؿ في القطاع التكنولوجي
مقارنة بعدد مماثؿ مف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الممولة ذاتيا عف طريؽ أصحابيا ،حيث كانت
النتائج كما ىو مبيف في الجدوؿ الموالي :
1طمحي سماح ،دور رأس المال المخاطر في دعم و تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،مرجع سابق .
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
جدول رقم ( :)18مقارنة بين المشروعات الممولة برأسمال المخاطر والمشروعات الممولة ذاتيا
في أمريكا:
ويتضح جميا مف خالؿ الجدوؿ تفوؽ المشاريع الممولة برأسماؿ المخاطر في كافة أوجو المقارنة ما
عدا توفير نفس النسبة مف العمالة الكفؤة التي تعادلت فييا المجموعتيف .
.2التجربة الفرنسية:1
اعتمادا عمى تقرير بنؾ فرنسا تـ اختيار مجموعة مف المؤسسات %38منيا تعمؿ في القطاع
التكنولوجي ( كااللكترونيات و المعموماتية ) و %30منيا فقط منشأ منذ سنة 1990والباقي منشأ منذ
،1980وتستخدـ ما بيف 499-100عامؿ ،ىذه المجموعة الممولة برأسماؿ المخاطر ومجموعة أخرى
غير ممولة بو وكانت النتائج كما في الجدوؿ الموالي :
الجدول رقم ( : )19مقارنة بين المشروعات الممولة برأسمال المخاطر والممولة ذاتيا في فرنسا
1بريبش السعيد ،رأس المال المخاطر بديل مستحدث لتمويل المؤسسة الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ،دراسة حالة
شركة ،SOFINANCEجامعة باجي مختار ،عنابة ،ص.10
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
مف الجدوؿ يمكف أف نستنتج أف المشروعات الممولة برأسماؿ المخاطر تتفوؽ كثي ار عف نظيراتيا
الممولة بطرؽ أخرى ،كما يتضح أف المشروعات تولي عناية خاصة ألنشطة البحث والتطوير ،حيث
بمغت نفقات البحث والتطوير بيا مقارنة بالمشروعات األخرى 12ضعفا ،كما حيث تعدت 1500شركة
رأسماؿ مخاطر في فرنسا.
1
-3تجربة بعض الدول العربية:
باشرت بعض الدوؿ تجسيد فكرة إنشاء شركات رأس ماؿ المخاطر حيث عقد االتحاد العربي
لرأس الماؿ المخاطر اجتماعو األوؿ بتاريخ 2005-02-13الذي شارؾ فيو 35شركة تعمؿ في نشاط
رأس الماؿ المخاطر تمثؿ 6دوؿ ىي مصر ،تونس ،السعودية ،اإلمارات ،األردف و الكويت وتـ االنتياء
مف إجراءات تأسيسية والموافقة عمى النظاـ األساسي لالتحاد واق ارره واستعرض المشاركوف في االتحاد
تجاربيـ وعمى رأسيا التجربة المصرية والتونسية واعتبرت تونس مف أوؿ دوؿ االتحاد عربي ألنيا تضـ
نحو 25شركة مف ىذا النوع ،إضافة إلى صدور قانوف فييا تنفرد بو تونس لتنظيـ ولنشاط شركات رأس
الماؿ المخاطر وأكد د.أحمد جويمي أميف عاـ مجمس الوحدة االقتصادية العربية أف حجـ االستثمارات
2
بريبش السعيد ،المرجع السابق ،ص.00
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
إطار استثمار أجنبي مباشر ،انطمقت في مباشرة نشاطيا في التاسع مف جانفي 2001وىو تاريخ الذي
حصمت فيو عمى االعتماد مف بنؾ الجزائر.
أما فيما يخص اإلطار التنظيمي ليذه الشركة فيرتكز عمى ىيكميف أساسييف ىما:
-ىيكؿ االلتزامات واليندسة المالية مف ميامو لتسيير طمبات التمويؿ وتطوير اليندسة المالية؛
-ىيكؿ اإلدارة العامة لممالية والمحاسبة :ميامو التسيير و التنظيـ العاـ ،تسيير الوسائؿ العامة،
المحاسبة وتسيير الخزينة.
تؤدي ىذه الشركة مياميا ووظائفيا بيدؼ تدعيـ وانعاش االقتصاد الوطني وذلؾ ببعث انطالقة جديدة
فيما يتعمؽ بتمويؿ المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتتمخص فيما يمي:
-ترقية وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مف خالؿ المساىمة في رأسماليا؛
-امتالؾ حصص في شركات محمية أو أجنبية باختالؼ أماكف نشاطيا؛
-اإلقباؿ عمى أشكاؿ االقتراض والتسميؼ دوف ضمانات؛
-حيازة كؿ الديوف واألوراؽ التجارية والمساىمة كوسيط في المعامالت الخاصة بيا وبأسيـ
والسندات.
إضافة إلى الوظائؼ المذكورة بموجب قرار المجمس الوطني لمساىمات الدولة المعتمد في 20أكتوبر
2003تـ تحديد ما يمي:
-تركيز نشاط الشركة عمى القطاع العاـ وتوسيع تدخالتيا في المياـ فيما يتعمؽ بمساعدة
المؤسسات في عممية الخوصصة وتسيير الموارد العامة التجارية الغير مرصده؛
-تركيز مياـ الشركة عمى دعـ وتأىيؿ وتطوير المؤسسات عف طريؽ إرشادىا ومساندتيا في
إعادة ىيكمتيا المالية و اإلست ارتيجية.
الجدول رقم ( :)20تقييم نشاط وخدمات شركة SOFINANCE
-حوؿ النشاط
2005 2004 2003 2002 العناصر
340.086.000 534.517.000 294.704.000 293.210.000 مجموع
المنتجات دج
64.500.000 177.405.000 281.919.576 162.892.687 نتيجة
االستغالؿ دج
-حوؿ االستثمار
010
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
2005 2004 2003 العناصر
639.400.000 625.000.000 رأس 67.060.000 مساىمة
الماؿ دج
1.451.919.000 1.078.248.000 379.109.891 القرض
االيجاري
SOURCE : WWW.SOFINANCE-DZ.COM
/2شروط نجاح شركات رأس مال المخاطر في الجزائر:1
يجب عمى الدولة الجزائرية توفير جممة مف الشروط إلنجاح مؤسسات رأي ماؿ المخاطر وتطوير
نشاطيا بحيث تشمؿ ىذه الشروط الجوانب :التشريعية ،السياسة ،االقتصادية ألنو كمما ارتفعت حدة
المخاطر كمما أحجـ المستثمروف عمى االستثمار في ىذا المحيط بسبب مواجية خطر ذو بعديف أحداىما
خاص بمحيط المؤسسة واآلخر يتعمؽ بالنشاط والمحيط التمويمي:
-تشجيع إنشاء شركات رأس ماؿ المخاطر في الجزائر بغض النظر عف جنسية مؤسسييا؛
-دعـ أساليب الشراكة مع مؤسسات رأس ماؿ المخاطر األجنبية وخاصة المالكة لمتكنولوجيا
العميا؛
-إنشاء مراكز لمبحوث ولمتدريب لمساعدة المشاريع الناشئة لدعميا بالتمويؿ ومساعدتيا في تقديـ
االستثمارات ومتابعة لنشاطيا؛
-إنشاء مركز وطني لإلعالـ االقتصادي ميـ لتوفير المعمومات لممستثمريف في كافة أوجيو
النشاط االقتصادي؛
-اإلسراؼ في إنشاء سوؽ ألوراؽ المالية ليتـ مف خاللو التداوؿ األسيـ واألوراؽ المالية الخاصة
ليذه الشركات.
1
/3سبل دعم شركات رأسمال المخاطر في الجزائر
عمى الدولة أف تقدـ يد العوف ليذه المؤسسات والوقوؼ إلى جانبيا حتى تتغمب عمى صعوبات المختمفة
التي تواجو نشاطيا مثؿ انخفاض اإليرادات وارتفاع المخاطر ودعميا بشتى الطرؽ سواء المباشر أو غير
المباشرة.
حتى نقؼ عمى الدور الريادي الذي تمعبو حاضنات األعماؿ في تفعيؿ وتطوير تنافسية المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة ،كاف لزاما عميا أف نعرض بعض التجارب العالمية الرائدة في ىذا المجاؿ كما يمي:
1
.1تجربة الواليات المتحدة األمريكية
تعد التجربة األمريكية مف أقدـ التجارب العالمية ،حيث أف مفيوـ الحاضنات تـ استحداثو وتطويره
بشكؿ أساسي في أمريكا ،وقد أقيمة الحاضنات ىناؾ لتخفيؼ معدالت الفشؿ وزيادة معدؿ النمو
لممؤسسات الصغيرة ،وخمؽ فرص عمؿ جديدة ،إذ أنيا أداة جديدة لمتنمية االقتصادية ،وترتبط نسبة كبيرة
مف ىذه الحاضنات بالجامعات والمعاىد المحمية وتقدـ خدمات متنوعة ،وتشير التقارير عمى مستوى
الواليات المتحدة األمريكية أثبتت األرقاـ أف حوالي %90مف ىذه الحاضنات بدأت عمميا عاـ ،1983
وتعود جذور حاضنات األعماؿ إلى محاولة تطوير نشاط مراكز األعماؿ واالىتماـ المتزايد بتشجيع
االبتكار ونقؿ التكنولوجيا وزيادة أىمية دور القائميف بالمشروعات الناجحيف كحاضنات لمشروعات
األعماؿ الجديدة.
أما بالنسبة ألىداف حاضنات األعمال التي وضعت في أمريكا دعـ المبادرات العممية والمؤسسات
الصغيرة التي ال تتوافر ليا المقومات الالزمة لمبدء في العمؿ ومف أىـ األىداؼ ما يمي:
-السعي إلى تطوير أفكار إبداعية تساىـ في إيجاد مؤسسات جديدة أو تطوير المؤسسات
الصغيرة القائمة؛
1محمد عبد اليادي رشيد ،فرص اقامة حاضنات األعمال في العراق لدعم المشروعات الصغيرة ،مقاؿ ،مجمة جامعة
بغداد العراؽ ،ص.211،211 :
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
-ربط المؤسسات الصغيرة بالقطاعات اإلنتاجية في السوؽ؛
-توظيؼ نتائج البحث العممي واالبتكارات في شكؿ مشروعات قابمة لمتحويؿ إلى منتجات؛
-المتابعة المستمرة لعمؿ وسير نشاط المؤسسات الصغيرة ومقارنتيا بمدى تحقيؽ األىداؼ....
أما بالنسبة إلى أنواع حاضنات األعمال في الواليات المتحدة األمريكية نوجزىا في اآلتي:
-1حاضنة األعمال الدولية :تيدؼ عمى جذب رؤوس األمواؿ األجنبية مع ما يرافقيا مف نقؿ
لمتكنولوجيا الحديثة؛
-2الحاضنة امقميمية :يخدـ ىذا النوع مف الحاضنات منطقة جغرافية معينة بيدؼ تنميتيا واالستغالؿ
األمثؿ لمموارد المحمية المتواجدة فييا بما في ذلؾ الخامات والخدمات والقوى العاممة المعطمة مف خالؿ
توفير العمؿ ليـ في تمؾ الحاضنات ؛
أ -الحاضنة التكنولوجية :تضـ ىذه الحاضنة المؤسسات الصغيرة التي تستخدـ حمقات تكنولوجية
متقدمة بيدؼ إنتاج منتجات جديدة غير تقميدي؛
ب -الحاضنة الصناعية :تحدد إقامة ىذا النوع مف الحاضنات داخؿ منطقة صناعية بعد دراسة
أنواع الصناعات المغذية والخدمات المساندة لتمؾ الصناعات ،إذ تعمؿ الحاضنة وفؽ فكرة تأميف
االرتباطات األمامية والخمفية بيف المؤسسات الكبيرة والصغيرة ،وتأميف المؤسسات الكبيرة لإلسناد المعرفي
والتقني لممؤسسات الصغيرة؛
ج -حاضنات القطاع المحدد :تيدؼ ىذه الحاضنة إلى خدمة نشاط اقتصادي محدد مثؿ تكنولوجية
المعمومات واالتصاالت أو الصناعات اليندسية ،وتدار ىذه الحاضنات بواسطة خبراء متخصصيف
بالنشاط االقتصادي المراد التركيز عميو؛
د -حاضنة االنترنيت :ىي الحاضنة المختصة بمساعدة شركات االنترنيت ومؤسسات إنتاج البرمجيات
الناشئة عمى النمو وتطوير أعماليا حتى تبمغ المرحمة التي تكوف فييا قادرة عمى العمؿ بمفردىا.
أما بما تمتاز بو حاضنات األعمال من خصائص في الواليات المتحدة األمريكية ،نذكر:
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
-غالبية الحاضنات تقع بالمناطؽ الحضرية ولكف تميؿ عمى المدف األصغر أكثر مف المدف
الكبيرة؛
-أكثر مف %90مف الحاضنات توفر مساحات لممكاتب والمصانع ،و %55منيا توفر مساحات
لممعامؿ و %41منيا توفر مساحات لمتخزيف؛
-ىيمنة منشآت األعماؿ القائمة عمى التكنولوجيا المتقدمة والصناعات الخفيفة عمى حوالي %80
مف الحاضنات ،ويتـ اختيار العمالء طبقا إلمكانياتيـ في خمؽ الوظائؼ وجودة خطة األعماؿ وامكانية
النمو السريع لممؤسسات الجديدة ،كما أف الغالبية العظمى مف العمالء %96أمضوا في الحاضنة فترة
تقؿ عف سنتيف و %80لدييـ أقؿ مف 10موظفيف؛
-يبمغ عدد الحاضنات الممولة مف الحكومة "حاضنات ال تيدؼ إلى الربح " حوالي %51مف
مجموع الحاضنات .وىي حاضنات تيدؼ فقط إلى تنشيط التنمية االقتصادية في المجتمعات المحيطة
.بينما تمثؿ حاضنات األعماؿ الخاصة التي يتولى إقامتيا وتمويميا جيات خاصة أو مستثمروف أو
مجموعة شركات صناعية حوالي 8%مف حاضنات األعماؿ في أمريكا.
1
.2التجربة الفرنسية
التجربة الفرنسية لمحاضنات مف أقدـ التجارب في دوؿ االتحاد األوروبي و التي تعود إلى حوالي
منتصؼ الثمانينات .و ىناؾ ما ال يقؿ عف 200حاضنة تعمؿ اآلف في مختمؼ المدف الفرنسية و في
سنة 2001تـ إقامة مؤسسة مركزية لتنظيـ نشاط ىذه الحاضنات تسمى الجمعية الفرنسية لمحاضنات
" ،" France INCUBATIONوقد قامت ىذه الجمعية بإنشاء 30حاضنة جديدة تتبع و ازرة البحث
العممي الفرنسية و ذلؾ خالؿ عاميف منذ إنشائيا .حيث قامت الجمعية الفرنسية لمحاضنات بتحديد الشكؿ
القانوني لمحاضنات العاممة في فرنسا حاليا كالتالي: :
أ -حاضنات حكومية :وىي الحاضنات التي زادت أعدادىا وازدىرت بشكؿ كبير بعد صدور
قانوف و ازرة البحث العممي في مارس عاـ ،1999والذي يشجع ويقوـ بتمويؿ عدد مف الحاضنات
التكنولوجية التي تحتضف المشروعات الجديدة المقامة عمى قاعدة عممية ،و ينتمي إلى ىذه النوعية أيضا
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
الحاضنات المقامة داخؿ كمية اليندسة و المعاىد العممية المختمفة () EPITA , ESSEC , INT
والحاضنات المقامة داخؿ مراكز البحوث ( ،)TVANSFERT , INRIAباإلضافة إلى الحاضنات التي
ترتبط بالتنمية االقتصادية لألقاليـ ،مثاؿ ذلؾ حاضنة . INNOVATION PARIS
ب -حاضنات تممكيا شركات الكبرى ،وبيوت الخبرة :وىي حاضنات قامت مجموعات مف
الشركات الكبرى بإقامتيا ،وذلؾ بيدؼ تشجيع وتنمية المؤسسات الجديدة في المجاالت التي تقوـ بالتعاوف
مع خبرة ىذه الشركات الكبيرة ،وخاصة في المجاالت االقتصادية والتكنولوجية مثؿ ( تطبيقات التميفوف
الخموي ،وكذلؾ االلكترونيات ،ومجاالت التكنولوجيا الحيوية ،وشركة االتصاالت الفرنسية FRANCE
TELECOMالتي أقامت MOBILE INVENTوشركة الكيرباء الفرنسية F D Eالتي أقامت حاضنة
.bisness Accélérationوفيما يخص الحاضنات التي أقامتيا شركات خدمات و بيوت خبرة عالمية
نذكر البيت العالمي الشيير HOUSE WATER PRISEالذي أقاـ حاضنة أطمؽ عمييا PRICE
LABوىي متخصصة في شركات االستثمارات القانونية والمحاسبية وشركات المراجعة المالية.
ج -حاضنات قطاع الخاص :وىي حاضنات استثمارية تعتمد أساسا عمى الربح وىي مشروعات
بدأت في إقامتيا منذ منتصؼ التسعينيات شركات تمويمية وشركات رأس الماؿ المشارؾ ورأس الماؿ
المخاطر وتوظيؼ األمواؿ ،وىي حاضنات تقدـ كؿ الخدمات المالية خاصة في المشروعات ذات الطبيعة
الخاصة أو ذات المخاطرة العالية جدا .ونذكر مثاال ليذه الحاضنات الخاصة TALENTOالتابعة لشركة
KMPGوىذه النوعية مف الحاضنات منتشرة أيضا في دوؿ االتحاد األوربي.
ويوجد في فرنسا عدد مف الحاضنات ذات التخصصات المتنوعة ،حيث قامت الجمعية الفرنسية
لمحاضنات بوضع تصنيؼ جديد ليذه األنواع مف التخصصات التكنولوجية التي تتـ تبعا ليا تقسيـ
المشروعات الجديدة وىي:
-العموم البيولوجية :تطبيقات التكنولوجيا الحيوية ،الصحة ،الصناعات الغذائية وعموـ الحياة.
وبالتالي يتـ تقسيـ الحاضنات التكنولوجية التي تدعـ وتحتضف المشروعات تبعا ليذا التصنيؼ ،و
بشكؿ يسمح بوجود البنية األساسية لكؿ قطاع تكنولوجي في الحاضنة وذلؾ عمى أف تكوف الحاضنة سواء
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
ذات تخصص واحد فقط ،SPECIALIYED INCUBATOR TECHNOLOGYأو تجمع عدة
تخصصات تكنولوجية و في ىذه الحالة يطمؽ عمييا TECHNOLOGY GENERAL
، INCUBATORفنجد مثال حاضنات متخصصة في مجاؿ التطبيقات وأخرى متخصصة في مجاؿ
تطبيقات األبحاث الخاصة بتربية وعالج وتصنيع ما يتعمؽ بالحيواف ،حاضنات متخصصة في مجاالت
صناعة الدواء و حاضنات متخصصة في مجاؿ الصناعات الغذائية المتطورة وحاضنات متخصصة في
مجاالت التكنولوجيا الحيوية أيضا حاضنات متخصصة في إنشاء و تكويف شركات اإلشارات القانونية و
المحاسبية و شركات المراجع المالية ....
التجربة الفرنسية في مجاؿ إقامة حاضنات األعماؿ تتميز بعدد من الخصائص التي تعتبر نموذجا في
معظـ التجارب األوربية لمحاضنات مف حيث :
جميع الحاضنات الفرنسية ( تكنولوجية أو غير تكنولوجية ) تقدـ خدمات لممشروعات غير الممتحقة -
بيا؛
-معظـ الحاضنات التكنولوجية توفر الخدمات المالية ورؤوس األمواؿ المخاطرة الحتضاف االبتكارات
واالختراعات؛
-الغ البية العظمى مف ىذه الحاضنات تتبع اإلدارات المحمية وو ازرة البحث العممي وتأخذ شكال قانونيا
موحدا تحت صيغة "جمعية أىمية ال تيدؼ لمربح "؛
-تتوزع الحاضنات في معظـ المدف الفرنسية وتستند اإلقامة داخميا إلى تعاقدات إيجاريو ذات قيمة إيجار
مخفضة و لمدة ال تزيد عف 23شي ار فقط .
.3التجربة المصرية:1
بدأت التجربة المصرية لمحاضنات عمى غرار التجربة األمريكية تعظيـ وتنمية الموارد البشرية
والكوادر التي يمكف أف تقوـ بإقامة وادارة ىذه الحاضنات ،لذا فقد تـ تكويف الجمعية والفرنسية بإقامة ىيئة
مركزية تقوـ بالتخطيط والتنسيؽ والتنفيذ عمى المستوى الوطني وذلؾ بالشكؿ الذي يضمف المصرية
لحاضنات األعماؿ مف نخبة كبار رجاؿ األعماؿ وعدد مف الوزراء السابقيف وأصحاب الخبرات الطويمة
في إقامة وادارة الشركات الناجحة وتـ إشيار الجمعية في جويمية عاـ 1995بيدؼ دعـ و مساندة رواد
األعماؿ والمؤسسات الصغيرة،
ىذا باإلضافة إلى قياـ و ازرة االتصاالت والمعمومات بإقامة أولى الحاضنات التكنولوجية المتخصصة في
تكنولوجيا االتصاالت في نياية عاـ 2000والتي تسمى Ideaveloperذلؾ داخؿ القرية الذكية التي تـ
افتتاحيا في محافظة الجيزة.
ولقد قاـ الصندوؽ االجتماعي لمتنمية بتمويؿ إقامة وادارة 12حاضنة لألعماؿ تغطي بعض
محافظات جميورية مصر العربية في نياية جويمية 2001وىو تاريخ بدء العمؿ في إنشاء بعض
الحاضنات منيا حاضنة أعماؿ تال المنوفية وحاضنة المشروعات التكنولوجية بالتبيف – القاىرة أيضا
حاضنة األعماؿ و التكنولوجيا – أسيوط وكذلؾ حاضنة المشروعات الصغيرة بالمنصورة ،كذلؾ يجري
العمؿ منذ نياية عاـ 2003في إنياء اإلنشاءات في كؿ مف الحاضنات اآلتية:
وفي ىذا اإلطار سعت الجزائر ممثمة في و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقميدية إلى
وضع األطر القانونية والتشريعية والتنظيمية الالزمة إلنشاء واقامة حاضنات األعماؿ عمى شكؿ محاضف
ومشاتؿ المؤسسات ومراكز التسييؿ .وقد تمثؿ ىذا اإلطار في البداية بإصدار القانوف التوجييي رقـ18/01
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
التوجييي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الصادر في سنة 2001والذي أشار إلى مشاتؿ
المؤسسات ،وبعدىا المرسوـ التنفيذي رقـ 78- 03المؤرخ في 25فيفري 2003والذي يتضمف القانوف
األساسي لمشاتؿ المؤسسات ،والمرسوـ التنفيذي رقـ 79- 03المؤرخ في 25فيفري 2003والذي يتضمف
القانوف األساسي لمراكز التسييؿ ،وتجدر اإلشارة إلى أف المشرع الجزائري ،بناءا عمى المشرع الفرنسي ،قد
ضمف مفيوـ المحاضف في المشاتؿ ،عمى الرغـ مف تمييز العديد مف الباحثيف والتشريعات بينيما ،مما أدى
إلى غموض في مفيوـ حاضنات األعماؿ. 1
وعمى ضوء المرسوميف السابقيف سنتناوؿ فيما يمي الطبيعة القانونية والتنظيـ والمياـ و األىداؼ التي حددىا
المشرع الجزائري لكؿ مف مشاتؿ المؤسسات ومراكز التسييؿ:
مشاتؿ المؤسسات ىي مؤسسات عمومية ذات طابع صناعي وتجاري ،تتمتع بالشخصية المعنوية
واالستقالؿ المالي ،1وتيدؼ إلى مساعدة ودعـ إنشاء المؤسسات التي تدخؿ في إطار سياسة ترقية
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة .وتتخذ المشاتؿ أحد األشكاؿ الثالثة التالية :
-ورشة الربط :وىي ىيكؿ دعـ يتكفؿ بحاممي المشاريع في قطاع الصناعة الصغيرة والميف
الحرفية؛
-نزل المؤسسات :ىي ىيكؿ دعـ يتكفؿ بحاممي المشاريع المنتميف إلى ميداف البحث.2
وما يالحظ في التعريؼ الجزائري لممشاتؿ أنو قسـ أشكاؿ المشاتؿ حسب نوع القطاع الذي تنتمي إليو
المشاريع ،حيث نجد أف تسمية الحاضنات عموما ال تقتصر فقط عمى قطاع الخدمات بؿ تشمؿ جميع
أنواع القطاعات ،وتختص بشكؿ أكثر بقطاع البحث والتكنولوجيا.
وتيدف مشاتل المؤسسات أساسا إلى مساعدة ودعـ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مراحؿ
اإلنشاء والتأسيس عف طريؽ ما يمي:3
1برحومة عبد الحميد ،صورية بوطرفة ،واقع حاضنات األعمال التقنية في الجزائر و سبل تغييره عمى ضوء التجارب
العالمية ،مداخمة ،3122 ،ص.10
المادة 2مف المرسوم التنفيذي رقم 87/30المؤرخ في 5330/35/52المتضمف القانوف األساسي لمشاتؿ المؤسسات، 1
011
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
-تطوير التعاوف مع المحيط المؤسساتي؛
-تشجيع بروز المشاريع المبتكرة؛ -تقديـ الدعـ لمنشئي المؤسسات الجدد؛ -ضماف ديمومة
المؤسسات المرافقة؛-تشجيع المؤسسات عمى تنظيـ أفضؿ.
ىي مؤسسات عمومية ذات طابع صناعي وتجاري ،تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالؿ المالي،
وتيدؼ إلى تسييؿ إنشاء وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتيدؼ مراكز التسييؿ المؤسسات
1
عمى تحقيؽ جممة مف األىداؼ التي حددىا المرسوـ التنفيذي رقـ79- 03
مف خالؿ العرض السابؽ لإلطار التشريعي والقانوني لمشاتؿ المؤسسات ومراكز التسييؿ ،نرى أف
مفيوـ حاضنات األعماؿ التقنية في الجزائر غير واضح بشكؿ دقيؽ فالمشرع يختصر مفيوـ الحاضنة
عمى قطاع الخدمات ،بينما تتولى نزؿ المؤسسات احتضاف المؤسسات العاممة في ميداف البحث العممي،
كما أف وظيفة مراكز التسييؿ تقتصر عمى تقديـ الدعـ الفني والتقني واالستشاري لممؤسسات ،دوف
احتضانيا فمراكز التسييؿ تعتبر كوسيط لممؤسسات وليست حاضنة ليا.
في إطار تجسيد مشروع إقامة مشاتؿ ومحاضف المؤسسات ومراكز التسييؿ في الجزائر ،سعت
و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقميدية إلى إنشاء 11محضنة في كؿ مف الواليات
التالية :األغواط ،باتنة ،البميدة ،تممساف ،سطيؼ ،عنابة ،قسنطينة ،وىراف ،الوادي ،تيزي وزو ،الجزائر .
باإلضافة إلى 04ورشات ربط في كؿ مف :الجزائر ،سطيؼ ،قسنطينة ،ووىراف .وفي إطار البرنامج
التكميمي لدعـ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تـ تخصيص مبمغ 04مميار دينار لدعـ قطاع النمو
خالؿ الفترة ،2009- 2005حيث سيتـ زيادة عدد المحاضف ليبمغ 20محضنة .
المرسوم التنفيذي رقم 87/30المؤرخ في 5330/35/52المتضمف القانوف لمراكز التسييؿ لممؤسسات الصغيرة 1
1
.3معوقات فشل حاضنات األعمال في الجزائر:
ترجع أسباب فشؿ مشاريع حاضنات ومشاتؿ المؤسسات في الجزائر إلى الظروؼ االقتصادية
واالجتماعية السيئة التي مرت بيا الجزائر في السنوات الماضية والتي لـ تكف تسمح ببروز وعي سياسي
واقتصادي ألىمية مثؿ ىذه األدوات الجديدة في تحقيؽ التنمية االقتصادية واالجتماعية ،واجماال يمكف
حصر العوامؿ واألسباب التي أدت إلى التأخر في انطالؽ مثؿ ىذه المشاريع في النقاط التالية:
-تأخر صدور القوانيف المراسيـ المنظمة لنشاط حاضنات ومشاتؿ المؤسسات ،حيث كاف صدور
أولى المراسيـ في سنة. 2003
-ضعؼ التنسيؽ بيف مختمؼ ىيئات التنمية بما في ذلؾ الجامعات ومؤسسات البحث مف جية،
وقطاع اإلنتاج مف جية أخرى ،وكذلؾ فيما بيف مؤسسات التمويؿ واألبحاث واالستشارات؛
-ضعؼ الوعي السياسي واالقتصادي بأىمية حاضنات األعماؿ في تنمية المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة؛
-عدـ توفر اإلطارات والكفاءات الالزمة إلدارة وتسيير مثؿ ىذه الحاضنات والمشاتؿ؛
-العقبات والعراقيؿ البيروقراطية التي ال تزاؿ تعاني منيا اإلدارات والييئات العمومية في
الجزائر ،والتي تشكؿ أىـ عائؽ في إنشاء الحاضنات والمشاتؿ؛
-ضعؼ النظاـ المصرفي يبقى عائؽ دائـ ومستمر في وجو مصادر تمويؿ ىذه الحاضنات في
الجزائر...
012
نصيب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من مصادر التمويل الحديثة في الجزائر الفصل الرابع
.4سبل تفعيل وترقية حاضنات األعمال في الجزائر:
يتطمب ضماف تفعيؿ حاضنات األعماؿ في الجزائر تعبئة شاممة لممجيدات والموارد إلقامة حاضنات
نموذجية ،وقناعة منا أنو لكي ترتقي الجزائر بحاضناتيا إلى مستوى يسمح ليذه األخيرة أف تحقؽ األىداؼ
المرجوة منيا البد أف تتوفر جممة مف العوامؿ نمخصيا فيما يمي:2
-وجود بحث عممي قوي ومبدع ومؤسسات بحثية قادرة عمى المساىمة في النمو االقتصادي،
عف طريؽ نقؿ وتوطيف التكنولوجيات الجديدة التي تؤدي إلى استحداث منتجات أو خدمة جديدة أو
تحسيف جودتيا؛
-تشجيع ودعـ أنظمة التمويؿ خارج نظاـ القروض المصرفية بيدؼ دعـ وتطوير القدرة التمويمية
مف جية وفتح مداخؿ جديدة لمتمويؿ أماـ الصناعات الصغيرة والمتوسطة ،مثؿ مشروعات شركات
توظيؼ األمواؿ وشركات رأس الماؿ المخاطر وشركات التأجير والبنوؾ اإلسالمية؛
-وجود وانتشار ثقافة العمؿ الحر والتقاوؿ ،فتنمية المشروعات الصغيرة ال يمكف أف تزدىر إال
في مجتمع تتوفر فيو روح الريادة وحب العمؿ الحر ،وتواجد مجموعة مف رجاؿ األعماؿ أصحاب
المواىب اإلدارية الخاصة ،واالستعداد لممخاطرة ،وتبني أفكار جديدة؛
-اختيار المؤسسات المنتسبة وفقا لخبرة أصحابيا وكفاءتيـ ،واإلمكانية التسويقية لمنتجاتيا ،
وتكامميا مع بقية المؤسسات المنتسبة لمحاضنة...
011
الخاتمة
الخاتمة
من خالل ما حاولنا التطرق إليو في بحثنا ىذا يمكن القول أن المؤسسات الصغيرة و المتوسطة
تمعب دو ار ىاما في التنمية الشاممة و ذلك من خالل ما تتميز من خصائص و ما تساىم بو اقتصاديا و
اجتماعيا ،لكن رغم الدور الفعال الذي تمعبو ىذه المؤسسات إال أنيا تواجو العديد من المعوقات و
المشاكل التي تحد من قدرتيا عمى أداء دورىا عمى أكمل وجو ،من بين ىذه المشاكل نجد تكمفة و ندرة
رأس المال الالزم لتسييرىا و كذلك ضعف القدرات اإلدارية باإلضافة إلى مشكالت حول عدم وفرة
و مما يستخمص من ىذا البحث أن مشكل التمويل يعتبر من أىم المشاكل و العقبات التي
تعترض المؤسسات الصغيرة و المتوسطة حيث ال تكفي مواردىا الذاتية لتمويل نشاطيا و تجديدىا ،
حيث أن المؤسسات المصرفية ال تيسر ليذه المشاريع عممية التمويل بسبب عدم امتالكيا الضمان الذي
و بعد توضيح مشكمة تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و محدودية الصيغ التمويمية
التقميدية لذا حاولنا من خالل ىذا البحث اقتراح مصادر تمويمية حديثة و إبراز فعاليتيا في تمويل ىذه
المؤسسات حيث تكمن فعالية ىذه المصادر في أنيا تسمح بتطوير طرق تقديم الخدمات المالية و
تن ويعيا و تكييفيا مع احتياجات المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من خالل توفير تشكيمة واسعة و
متنوعة من أنماط التمويل الحديثة التي تستجيب لمختمف مستويات نمو المشاريع ،و من بين األنماط
التي تعرضنا ليا :التمويل ألتأجيري و تحويل عقد الفاتورة و كذلك التمويل بتقنية أرس المال المخاطر و
ه
الخاتمة
و من أجل التأكيد عمى فعالية ىذه المصادر التمويمية الحديثة في تمويل المؤسسات الصغيرة و
المتوسطة قمنا بدراسة ىذه المصادر في الواقع الجزائري و في األخير توصمنا إلى جممة من النتائج
النتائج
-1تمعب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة دو ار فعاال في تحقيق التنمية االقتصادية و االجتماعية لمدول؛
-2تواجو المؤسسات الصغيرة و المتوسطة مشاكل عديدة أىميا المشاكل المالية التي تحد من نشاط و
-3افتقار الجياز التمويمي الجزائري إلى اآلليات و االبتكارات التمويمية السائدة في البمدان المتطورة و
-4اتخذت الحكومة الجزائرية عدة تدابير و حمول التي تواجييا ىذه المؤسسات اال أن
-5تعتبر مشكمة التمويل أولى أىم المشكالت التي تواجييا المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،عمى
-6محدودية النظام المصرفي في تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة اذ أنو مازال ال يتوافق و
-7يعتبر التمويل عن طريق التأجير التمويمي و عقد تحويل الفاتورة و تقنية رأس المال المخاطر و
حاضنات األعمال فعاال في مواجية مشكل الذي يعتبر من أصعب ما تواجيو المؤسسات ؛
-8لكل مصدر تمويمي خصائصو المميزة التي قد تجعمو مصد ار مالئما فانو يصبح عمى عاتق أصحاب
المؤسسات اختيار تمك المصادر التمويمية األكثر مالئمة وبناء الييكل التمويمي الذي يحقق التوازن
بالييكل المالي ؛
و
الخاتمة
-9تكتسي الصيغ التمويمية المستحدثة أىمية كبيرة كبدائل تساىم في التخفيف من حدة المشكل التمويمي
المطروح وبشروط مالئمة سواء تعمق األمر بالمؤسسات القديمة أو الجديدة ،نظ ار لما تتمتع بو ىذه
التوصيات
-1إنشاء بنوك خاصة لتمويل ىذا النوع من المؤسسات و ذلك لمقضاء عمى المشكل نيائيا ؛
-2تسريع وتيرة اإلصالح البنكي و إعطاء حرية أكثر لمبنوك في مجال التعامل بالبدائل و الصيغ
التمويمية ؛
-3تييئة المحيط الخارجي لالعتناء أكثر بكل العوامل المساعدة عمى ترقية ىذه الصيغ التمويمية
المستحدثة ؛
-4تشجيع إنشاء شركات رأس المال المخاطر الوطنية و األجنبية و ذلك بدعم أساليب الشراكة في
الميدان مع الشركات األجنبية المتخصصة في ىذا المجال مما يسمح بتقسيم و توزيع المخاطر و
-5تشجيع إنشاء مؤسسات متخصصة في قرض اإليجار و توسيع مجال نشاطيا لكل القطاعات
االقتصادية عن طريق سياسة تفضيمية حسب ما تقتضيو التوجيات العامة لمسمطات االقتصادية
-6تشجيع الدولة عمى إنشاء ىذه الصيغ التمويمية المستحدثة عن طريق مختمف اآلليات التي تممكيا و
محاولة تعميم إنشاء مثل ىذه الشركات حتى لدى القطاع الخاص ؛
-7ترقية و توسيع التمويل باألساليب التمويمية المتداولة عالميا بتوفير المناخ المالئم ؛
-8تطوير حاضنات األعمال و الحاضنات التكنولوجية و التوسع فييا بحيث تقدم المساندة لممشروعات
الصغيرة و المتوسطة و النظر في تنظيم بعض الحاضنات في عناقيد صناعية تؤسس ألنشطة
متكاممة ؛
ز
الخاتمة
-9إيجاد صندوق خاص إلنشاء حاضنات متخصصة في كافة أنحاء واليات الجزائر و لتقديم كافة
ضرورة متابعة الشباب المستفيد من الحاضنات بعد الخروج بمشاريعيم ،و محاولة -11
مساعدتيم لمنيوض بأعماليم ولو لفترة زمنية محدودة حتى تستطيع المؤسسة االعتماد عمى نفسيا
ح
قائمة المراجع
أوال :الكتب
–1أحمد بوراس ،أسواق رؤوس األموال ،مطبوعات جامعة منتوري قسنطينة.2002 ،
-2احمد بوراس ،تمويل المنشات االقتصادية ،دار العلوم للنشر والتوزيع. 2008،
-3احمددد سددليمان نة دوانة ،المصااارا االسااا مية ،عددالم البتددح الحددديث ،للنشددر والتوزيع،عمددان
،طبعة أولى،2008،
- 4الط دداىر لطد ددرش ،تقنيااااات البنااااو ،دي د دوان المطبوعد ددات الجامعيدددة ،الطبعد ددة الرابعدددة،2005 ،
الجزائر.
الطيح الداودي ،االستراتجية الذاتية لتمويل التنمياة االقتصاادية ،الطبعدة ، 01دار الفجدر للنشدر و
التوزيع.2008 ،
-5توفيق عبد الحميد يوسف ،إدارة األعمال التجارية ،دار الةفاء للنشر والتوزيدع ،عمدان ،طبعدة
األولى.2002 ،
-6جميل أحمد توفيق ،أساسيات االدارة المالية ،دار النيضة العربية ،بيروت بدون سنة نشر.
-15حريب ددم محم ددد عري ددات ،يعي ددد جمع ددة ع ددل ،إدارة المصااااارا االساااا مية ،دار وائ ددل للنش ددر
والتوزيع عمان ،الطبعة األولى. 2010 ،
-7حمزة محمود الزبيدي ،االدارة المالية المقدمة ،الوراق للنشر والتوزيع. 2004،
والتوزيع - 8نالد الزاوي ،التحميل المالي لمقاوام المالياة واالاصاال المحاسابي ،دار المسديرة للنشدر
والطباعة ،الطبعة األولى.2000 ،
-9نالد امين عبد اهلل ،إسماعيل إبدراىيم الطدراد ،إدارة العممياات المصاراية المحمياة والدولياة ،دار
وائل للنشر ،عمان ،الطبعة األولى.2006 ،
-10عبدددد المطلد ددح عبدددد الحميد ددد ،اقتصاااااديات تموياااال المشااااروعات الصاااا يرة ،الد دددار الجامعيد ددة
اإلسبندرية ،مةر .2009
-11فتحم السيد عبده أبو سيد أحمدد ،الصناعات الص يرة ودورها اي التنمياة الال حياة ،مؤسسدة
شباح الجامعة ،جامعة عمر المنتار ،الجماىيرية الليبية.5002 ،
-12باس ددر النة ددر المنة ددور وش ددوقم ن دداجم ،إدارة المشااااروعات الصاااا يرة ،إدارة حام ددد للنش ددر،
عمان -األردن.2000 ،
- 13محمددد وحيددد بدددوي ،تنميااة المشااروعات الص ا يرة الشااباي المااارجيا ومااردود االقتصاااد
واالجتماعي.2004 ،
- 14منى طلعت محمود ،التنمية والمجتمع ،المبتح الجامعم الحديث ،مةر.2001 ،
- 15ناجم المرتجم ،المشروعات الص يرة والمتوسطة ،مالهو ومشك ت إطار التطوير ،جامعة
ال اىرة ،مةر.2004 ،
- 16نبي ددل جد دواد ،إدارة وتنمياااة المؤسساااات الصااا يرة والمتوساااطة ،الطبع ددة األول ددى ،المؤسس ددة
الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،لبنان.2007 ،
-17ديمون يوسف فرحات ،المصارا االس مية ،الطبعة األولى.2004 ،
-18رضدوان وليددد العمدار ،أساساايات اااي االدارة الماليةلماادمل إلا قا اررات االساات مار ،وسياسااات
التمويل) ،دار المسيرة للطباعة والنشر والتوزيع.األردن.1997 ،
-19سدامر جلددة،البناو التجارياة والتساويق المصاراي،دار أسدامة للنشدر والتوزيدع ،األردن .طبعدة
األولى. 2009 ،
-20سعاد نايف البرنوطم ،إدارة المشروعات الص يرة ،الطبعة ،01دار وائل للنشر .2005
-21الس ددعيد فرح ددات ،جمعي ددة األداء الم ددالم لمنظم ددات األعم ددال ،دار المد دري للنش ددر ،المملب ددة
العربية السعودية . 2000 ،
-22سددمير محمددد عبددد العزيددز ،التااارجير التماااويمي ،مبتبددة و مطبعددة ااشددعاع الفنيددة ،الطبعددة
ااولى . 2001،
-23سدمير محمددد عبددد العزيدز التموياال الواصا ل مماال الهياكاال الماليااة ، .مبتبددة ومطبعددة اإلشددعاع
الفنم لبنان1997 ،
-24الطاىر لطرش ،تقنيات البنو ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر .2001
-25طددو محمددد أبددو الع د ،االيجااار التمااويمي لممعا نادات االنتاجيااة ،منش د ة المعددارف ،اإلسددبندرية،
.2005
-26ع دداطف الش ددبراوي إبد دراىيم ،حاضااانات األعماااال مالااااهي مبدمياااة وتجااااري عالمياااة ،المنظم ددة
اإلس مية للتربية والعلوم.5002 ،
-27عبددد الحبدديم ب ارجددة ،علددم ربابعددة ،االدارة التحمياال المااالي ،دار الةددفاء للنشددر و التوزيددع ،
الطبعة ااولى 2000 ،
-28عبد الرحمن يسري احمد :تنمية الةناعات الةغيرة ومشب ت تمويليا ،دار الجامعية للنشر
والتوزيع ،اإلسبندرية مةر 1996
-29عبد ددد الس د د م أبد ددو قحد ددف ،العولمااااة وحاضاااانات األعمااااال،مبتبد ددة ومطبعد ددة اإلشد ددعاع الفنيد ددة،
اإلسبندرية.
-30عب ددد الغف ددار حنف ددم ،رس ددمية قري دداقس ،االسااات مار و التمويااال ،مؤسس ددة ش ددباح الجامع ددة ،
اإلسبندرية . 2001
-31عمر حسين ،الموسوعة االقتصادية ،مةر ،الطبعة الرابعة .2000،
-32فريد بوشيرة التمويل االدار ،الجزء الثانم .1945،
-33فيةل جميل السعايدية.فضال عبد اهلل فريد :الملنص الوجيز لإلدارة المالية والتحليل المدالم.
،مبتبة العربم للنشر والتوزيع .،الطبعة األولى.2004 ،
-34فية ددل جمي ددل السعايدية.فض ددال عب ددد اهلل فري ددد ،المممااال الاااوجيز لاااادارة المالياااة والتحميااال
المالي، .مبتبة العربم للنشر والتوزيع .الطبعة األولى.2004 ،
-35ماجدددة العطيددة ،إدارة المشااروعات الص ا يرة ،الطبعددة األولددى ،دار الميسدرة للنشددر و التوزيددع و
الطباعة ،عمان.2002 ،
-36محمد ددد حسد ددين الوادي،حسد ددين محمد ددد سد ددمحان،المصااااارا االساااا مية،دار النشاااار والتوزيااااع
والطباعة ،عمان،الطبعة الثانية . 2008
-37محمددد شددفيق حسددين الطيددح ،محمددد إب دراىيم عبيدددات ،أساسدديات اإلدارة الماليددة.،دار المسددت بل
للنشر ،والتوزيع ،عمان-األردن.2007،
-38محمددد ةددالح الحندداوي ،أدوات التحليددل والتنطدديط فددم اإلدارة الماليددة ،دار الجامعيددة المة درية
،مةر .
-39محمد ةدالح الحنداوي ،السديد عبدد الفتداح عبدد السد م ،المؤسساات المالياة البورصاة والبناو
التجارية،الدار الجامعية . 1998
-40محمد ةالح الحناوي،المؤسسات المالياة،الددار الجامعيدة للطبدع النشدر والتوزيدع ،اإلسدبندرية،
. 1998
-41محمددد ىيبددل ،مهاااارات إدارة المشااروعات الصااا يرة ،الطبعااة األولااا ،2003 ،مجموعددة نيددل
العربية ،مةر.
-42مة ددطفى رش دديد ش دديحة ،النقااااود و المصااااارا االمتماااااا ،ال دددار الجامعي ددة الجدي دددة للنش ددر و
الطباعة و اإلع م ،اإلسبندرية .1999
-43مفتدداح محمددد ع ددل ،مقدمااة اااي االدارة الماليااة التحمياال المااالي،دار المسددت بل للنشددر والتوزيددع
،عمان-األردن .الطبعة،02سنة .2000
-44مفتاح محمد ع ل ،مقدمة اي االدارة المالية التحميل المالي ،دار المست بل للنشدر و التوزيدع،
عمان – األردن ،الطبعة ،02سنة .2000
-45ىيثم محمد الزغبم ،االدارة والتحميل المالي،دار الفبر للطباعة والنشدر والتوزيع،عمان،الطبعدة
األولى. 2000،
انيا :المذكرات
-1بلحمدي سيد علم ،المؤسسات الص يرة والمتوسطة كرداة لمتنمية االقتصادية اي ظل العولمة
حالة الجزامر ،مذبرة ماجستير فم علوم التسيير فرع إدارة األعمال ،جامعة البليدة.2006 ،
-2حبيم شبوطم ،دور المؤسسات الص يرة والمتوسطة عم تحقيق التش يل ،مذبرة ماجستير
فم العلوم ااقتةادية ،النشر جامعة الجزائر.2003 ،
-3طلحم سماح ،قرض االيجار و إشكالية تمويل المؤسسات الص يرة و المتوسطة ،مذبرة
ماجيستار جامعة أم البواقم .2007-2006
-4يوسف قريشم ،سياسة تمويل المؤسسات الص يرة والمتوسطة اي الجزامر أطروحة دكتورة،
تنةص تسيير ،جامعة الجزائر.2005 ،
-5بولحيفية عبد البريم :العجز المالي ومشكل التمويل اي المؤسسات االقتصادية العمومية
الجزامرية .،مذبرة مجيستار .بلية العلوم ااقتةادية والتسيير .جامعة.منتوري ،قسنطينة .الجزائر
. 1998.
-6إدريس محمد ةالح ،المشاريع الص يرة والمتوسطة اي ليبيا ودورها اي عممية التنمية،
رسالة ماجستير ،األباديمية العربية المفتوحة ،الدانيمارك.2009 ،
-7برايس نورة ،المشروعات الص يرة والمتوسطة واشكالية تمويمها :دراسة حالة مؤسسة
FERTIALعنابة ،رسالة ماجستير تنةص مالية المؤسسة ،بلية العلوم ااقتةادية وعلوم
التسيير ،جامعة باجم منتار عنابة.2006 ،
ال ا :الممتقيات و المج ت
-1روابح عبد الباقم والعابد لزىر ،تصحيح االبداع اي المؤسسات الص يرة والمتوسطة لتجربة
االتحاد الدولي) ،ملت ى دولم حول اإلبداع والتغيير التنظيمم فم المنظمات الحديثة (دراسة
وتحليل تجارح وطنية ودولية) ،جامعة سعد دحلم ،البليدة ،الجزائر 14 ،ما .2001
-2أشرف محمد دوابة ،اشكالية تمويل المؤسسات الص يرة و المتوسطة اي الدول العربية ،
مدانلة ضمن ملت ى ت ىيل المؤسسات الةغيرة و المتوسطة ،بلية العلوم ااقتةادية ،جامعة
حسين بن بوعلم الجزائر -18-17أاريل . 2006
-3حربات السعيد ،برامج ترهيل المؤسسات الص يرة و المتوسطة اي الجزامر ،الملت ى الوطنم
الثانم ،جامعة العربم بن مييدي ،أم البواقم يومم 14-13نوامبر .2012
-4سعدة سعيدة ،االمتماا التجار الطريقة الحدي ة لمتمويل دورة تدريبية حول تمويل المؤسسات
،2003علوم ااقتةاد والتسيير ،جامعة منتوري الص يرة والمتوسطة ،أيام 28 -25ما
قسنطينة .
-5بلعوج بلعيد ،ترجير األصول ال ابة كمصدر لتمويل المؤسسات الص يرة و المتوسطة ،
الملت ى الوطنم األول حول المؤسسات الةغيرة و المتوسطة و دورىا فم التنمية -04-09 ،
، 2002بلية العلوم ااقتةادية و علوم التسيير جامعة ثلجم عمار ،ااغواط .
-6رحيم حسين ،التجديد التكنولوجي كمدمل استراتيجي لتدعي القدرة التنااسية لممؤسسة
الجزامرية ،حالة الصناعات الص يرة و المتوسطة ،ملت ى دولم حول تنافسية المؤسسة الةغيرة
و المتوسطة و تحوات المحيط ،جامعة بسبرة -30-29 ،أكتوبر . 2002
-7عبد الجليل بوداح ،بدامل التمويل المارجي اي المشروعات الص يرة والمتوسطة ،الدورة
التدريبية حول تمويل المؤسسات الةغيرة والمتوسطة وتطوير دورىا فم ااقتةاد المغاربية،
سطيف -الجزائر 28 -25 ،ما .2003
-8عمار زودة ،دور حاضنات األعمال اي تنمية قدرات المؤسسات الص يرة و المتوسطة –
حالة الجزامر – الملت ى الوطنم الثانم حول :المؤسسات الةغيرة و المتوسطة و التنمية المستدامة
،واقع و أفاق ،بلية العلوم ااقتةادية وعلوم التسيير ،جامعة العربم بن مييدي ،أم البواقم .
-9محمد عبد اليادي رشيد ،ارل اقامة حاضنات األعمال اي العراق لدع المشروعات
الص يرة ،م ال ،مجلة جامعة بغداد العراق .
-10برحومة عبد الحميد ،ةورية بوطرفة ،واقع حاضنات األعمال التقنية اي الجزامر و سبل
ت يير عم ضوء التجاري العالمية ،مدانلة.3122 ،
سماح طلحم ،دور رأس المال المماطر اي دع و تمويل المؤسسات الص يرة و -11
المتوسطة ،مع عرض تجاري بعض الدول ،الملت ى الوطنم الثانم حول المؤسسات الةغيرة و
المتوسطة و التنمية المستدامة – واقع و أفاق -14-13نوامبر ، 2012بلية العلوم ااقتةادية
و علوم التسيير ،جامعة العربم بن مييدي ،أم البواقم .
-12عبد الباقم روايج و طالبم نالد ،القرض االيجار كبديل تمويمي لممؤسسات الص يرة و
المتوسطة – حالة الجزامر – الملت ى الوطنم الثانم حول المؤسسات الةغيرة و المتوسطة و
التنمية المستدامة ،واقع و أفاق -14-13نوامبر ، 2012بلية العلوم ااقتةادية علوم التسيير
،جامعة العربم بن مييدي ،أم البواقم .
-13بريبش السعيد ،طبيح سارة ،البدامل التمويمية المتاحة لممؤسسات الص يرة و المتوسطة
بيا العروض النظرية و الصعوبات العممية ،الملت م الوطنم الثانم حول المؤسسات الةغيرة و
المتوسطة و التنمية المستدامة .
-14روينة عبد السميع وحجازي إسماعيل ،تمويل المؤسسات الص يرة والمتوسطة عا طريق
شركات رأس المال المماطر ،الملت ى الدولم حول متطلبات ت ىيل المؤسسات الةغيرة والمتوسطة
فم الدول العربية 18-17 ،ااريل ،2006بلية العلوم ااقتةادية وعلوم التسيير ،جامعة حسيبة
بن بوعلم ،الشلف.
-15عبد اللطيف بلغرسة ( ،آثار السياسة الن دية والمالية على ت ىيل المؤسسة اإلقتةادية )،
مجلة العلوم اإلقتةادية وعلوم التسيير ،جامعة منتوري قسنطينة ،العدد . 2001 ، 1
-23يوسف العشاح ،ضمان ال روض للمؤسسات الةغيرة والمتوسطة ،آلية تدعيم التمويل ،مجلة
فضاءات المؤسسات الةغيرة والمتوسطة والةناعات الت ليدية ،محاضرة التنمية ،العدد ،2الجزائر
.2003
-17السعيد بريبة ،فوزي شوقم ،المؤسسات الص يرة و المتوسطة و التنمية المستدامة :واقع
وأااق ،الملت ى الوطنم ،جامعة العربم بن مييدي ،أم البواقم ،يومم 31-31نوامبر 5035
-25بريبش السعيد ،راس المال المماطر بديل مستحدث لتمويل المؤسسات الص يرة والمتوسطة
اي الجزامر ،مجلة الباحث ،العدد ،2007 ،05جامعة قاةدي مرباح ،ورقلة.
1- http://www.cnes.dz/cnsedoc/.
2- www.arableasing-dz.com.
3- www.bea.dz.
4- http://www.anseg.dz.
5- www.albaraka-bank.com.
6- www.mlaleasing.com.
7- www.MLAleasing.com.
8- www.pmeast.dz.org.
2102-2102 السنة الجامعية:
الممخص
نيدف من وراء ىذا البحث إلى إبراز فعالية المصادر التمويمية الحديثة في تمويل المؤسسات
الصغيرة و المتوسطة ،و ذلك من خالل مواجية الصعوبات التمويمية التي تعاني منيا بسبب الخصائص
التي تمتاز بيا ىذه المؤسسات ،وما تضعو المصادر التمويمية التقميدية و عمى رأسيا المؤسسات
المصرفية من شروط ومعوقات ؛ حيث توفر المصادر الحديثة تشكيمة واسعة و متنوعة من أنماط التمويل
الحديثة التي تستجيب لحاجيات ىذه المؤسسات و تتالءم مع الظروف البيئية المحيطة بيا ،بحيث تسمح
ليا الحصول عمى التمويل الالزم بسيولة وفي وقت قصير ،و من بين األنماط التي تم عرضيا :التمويل
التأجيري ،تحويل عقد الفاتورة ،و التمويل بتقنية رأس المال الخاطر و حاضنات األعمال ،كما رأينا
فعالية ىذه المصادر في الجزائر .
الكممات المفتاحية :المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،المصادر التمويمية الحديثة ،التمويل التأجيري
تحويل عقد الفاتورة ،رأس المال المخاطر ،حاضنات األعمال .