Professional Documents
Culture Documents
جدولة الدّيون في ميزان مقاصد الشّريعة
جدولة الدّيون في ميزان مقاصد الشّريعة
ﺷرﯾﻌﺔ
ﻣﺎ إن أﻟﻘت ﻛوروﻧﺎ ﺑظﻼﻟﮭﺎ إﻻّ وأﺻﺑﺣت ﻗﺎﻋدة “اﻟﻌﻘد ﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن” ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺳﻠطﺎن ﻧظرﯾّﺔ ّ
اﻟطوارئ
اﻟﻘوة اﻟﻘﺎھرة ﻟوﻻ ﺗد ّﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻹﺷراﻓﯾّﺔ ﻟﺣﺳم اﻟﺟدل ﺑﺧﺻوص ﺷﻰ ظﺎھرة اﻟﺗ ّ ّ
ذرع ﺑﺄﺣﻛﺎم ّ وﻛﺎدت ﺗﺗﻔ ّ
ﺳﺳﺎت.
ﺗﺄﺟﯾل ﺳداد ﻗروض اﻷﺷﺧﺎص واﻟﻣؤ ّ
إﻻّ أ ّن إﻋﻣﺎل ھذه اﻟﻧّظرﯾّﺔ ﺷﮭد ﺗﺑﺎﯾﻧﺎ واﺿﺣﺎ رﺳﻣت ﻣﻌﺎﻟﻣﮫ ﻣﻧﺎﺷﯾر اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻟﺛّﻼث ) ; 06-2020
(08-2020 ; 07-2020اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺗﺄﺟﯾل ﺳداد ﻗروض اﻷﺷﺧﺎص واﻟﻣؤ ّ
ﺳﺳﺎت ﺑﻣﺎ ﯾُﺣدث إﺷﻛﺎﻻ ﻋﻧد
اﻟﺗّطﺑﯾق ،ﻟﯾزﯾد ﻣن ّ
ھوة اﻟﺧﻼف اﻟﻣﺣﺗدم ﻓﻲ ﺳد ّة اﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟ ّ
ﺷرﻋﯾّﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾّﺔ ﺣول اﻟﻣﺳﺎﺋل
اﻟﻣﺗﻌﻠّﻘﺔ ﺑﺟدوﻟﺔ اﻟد ّﯾون ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﺗّوظﯾﻔﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾّﺔ وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﺗّﻲ ﺗدﺧل ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﻧظرﯾّﺔ
ّ
اﻟطوارئ ،وﻏﯾرھﺎ.
ﻧص اﻟﻣﻧﺎﺷﯾر واﺿﺣﺎ ﻓﻲ ﻣﺿﻣوﻧﮫ وأھداﻓﮫ إﻻّ أﻧّﮫ ﻟم ﯾُﺣد ّد ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣن ﺣ ّق اﻟد ّاﺋن ﺗﻌدﯾل
ّ ﻓﻠﺋن ﻛﺎن
اﻹﻟﺗزام ﺑﻣﺎ ﯾدﻓﻊ ﻋﻧﮫ اﻟﺿّرر اﻟﺣﺎﺻل ﻟﻠﻣﺻﺎرف ﺑﺳﺑب اﻷﻣر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﺄﺟﯾل ﺳداد اﻷﻗﺳﺎط.
ﻟﯾس اﻟﮭدف ﻣن ھذا اﻟﻣﻘﺎل إﺻدار أﺣﻛﺎم أو ﻓﺗوى ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺟدوﻟﺔ اﻟد ّﯾون ،ﺑﻘدر ﻣﺎھﻲ ﻗراءة ﻣﻘﺎﺻدﯾّﺔ
ﻟﻺﺷﻛﺎﻟﯾّﺎت اﻟﺗّﻲ ﺗﻌﺗري اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾّﺔ ،اﻟﮭدف ﻣﻧﮭﺎ ﺷﺣذ اﻟﮭﻣم واﻟﺟﮭود ﻹﻋﻣﺎل اﻟﻧّظر اﻟ ّ
ﺷرﻋﻲ
ﺷﺎرع وﺗﻣﯾﯾزھﺎ ﻋن ﻏﯾرھﺎ ﻣ ّﻣﺎ ھو ﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗّﺑﻊ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻧّوازل .
واﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻣﻘﺎﺻد اﻷﺻﻠﯾّﺔ ﻟﻠ ّ
ﻟﻘد ﺳﺎوى ﻗرار اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻟﺗّوﻧﺳﻲ ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻟد ّاﺋﻧﯾن وأﻟزم اﻟﻣﺻﺎرف ﺑﺈﻋﺎدة ﺟدوﻟﺔ دﯾون ﺣرﻓﺎﺋﮭﺎ
دون اﻟﺗّﻔرﯾق ﺑﯾن ﻣن ﺗﻌﺛّر ﻧﺷﺎطﮫ وﺗﺄﺛّرت اﻟﺗزاﻣﺗﮫ اﻟﻣﺎﻟﯾّﺔ ﺑﺣ ّق -اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻌﺳر -وﻣن ﻟم ﺗﺗﺄﺛّر ﻣﻼءﺗﮫ
اﻟﻣﺎﻟﯾّﺔ وﻟﺑس ﺟﺑّﺔ اﻹﻋﺳﺎر ﺑﻣوﺟب اﻟﻘرار ،ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺿﺔ ﺟﻠﯾّﺔ ﻟﻧظرﯾّﺔ ّ
اﻟطوارئ وﻏﯾﺎب واﺿﺢ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣوازﻧﺔ
ﺑﯾن اﻷﺿرار اﻟﻼّﺣﻘﺔ ﻟﻠد ّاﺋن واﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻌﺳر ﻣن ﺟﮭﺔ وﺑﯾن اﻟد ّاﺋن واﻟﻣدﯾن اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟ ّ
ﺳداد ﻣن اﻟﺣرﻓﺎء
ذوي اﻟﻣﻼءة اﻟﻣﺎﻟﯾّﺔ ﻣ ّﻣن ﻟم ﺗﺗﺄﺛّر اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮭم.
1
08رﻣﺿﺎن 1441
ّ
اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺟﺪوﻟﺔ اﻟ ّ
ﺪﻳﻮن ﻓﻲ ﻣﯿﺰان ﻣﻘﺎﺻﺪ
ﺷﮭرﯾّﺔ إذ ﯾُﻔﺿﻲ ھذا اﻟﺗّﺄﺟﯾل إﻟﻰ ﻣظﻧّﺔ
ﻓﻠﯾس ﻣن اﻟﻌدل أن ﯾُؤ ّﺟل اﻟﻣدﯾن اﻟﻘﺎدرﻋﻠﻰ اﻻﻟﺗزام ﺑدﻓﻊ أﻗﺳﺎطﮫ اﻟ ّ
ﺗﻌﺛّر ﻧﺷﺎط اﻟد ّاﺋن وإﻟﺣﺎق اﻟ ّ
ﺿرر ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺎھﻣﯾن وأﺻﺣﺎب اﻟوداﺋﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺗﺑﺎﻋﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره
ﻣﺳﺗﺄﻣﻧﺎ ﻋﻠﻰ ھذه اﻷﻣوال .
وﻻ ﯾﺧﻔﻰ ﻋﻠﻰ أھل اﻻﺧﺗﺻﺎص أ ّن ﻧﺷﺎط اﻟد ّاﺋن ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘطﺎب وداﺋﻊ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾّﺔ ووداﺋﻊ ﺗﺣت ّ
اﻟطﻠب
وظف ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﺣرﻓﺎء .ﻓﺗﺄﺟﯾل ﺳداد دﯾون اﻟﺣرﻓﺎء ﯾُﺣدث اﺿطراﺑﺎ ﻓﻲ )اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري( ﺗ ُ ّ
إدارة ﺳﯾوﻟﺔ اﻟد ّاﺋن ﺑﻣﺎ ﯾُﺧ ّل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ اﻟﻧّﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻋﻣﻠﯾّﺔ اﺳﺗﻘطﺎب اﻟوداﺋﻊ ،ﺑﻣﺎ ﯾؤﺛّرﻋﻠﻰ ﺗﺻﻧﯾﻔﮫ اﻹﺋﺗﻣﺎﻧ ّ
ﻲ
ﺗﺑﺎﻋﺎ.
وﻻ ﯾﺧﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗل أ ّن ھذا ﻣﺂل ﻓﺎﺳد ﻣﻧﺎﻛد ﻟواﺟب ﺣﻔظ اﻟﻣﺎل ﻣن ﺟﮭﺔ اﻟوﺟود ﺑﺑذل اﻟﺟﮭد ﻓﻲ ﺗﺛﻣﯾره
وﻣن ﺟﮭﺔ اﻟﻌدم ﺑدرء ﻛ ّل ﻣﺎ ﯾؤد ّي إﻟﻰ اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﯾﮫ أو اﻟﺗّﻔرﯾط ﻓﯾﮫ ﻛﻼّ أو ﺑﻌﺿﺎ.
ﻓﻠم ﻻ ﺗﺗ ّم ﻣراﺟﻌﺔ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ذات اﻟﺗّﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺗراﺧﻲ وﺗﻐﯾﯾر ﻧﺳب اﻟﺗّﻣوﯾل ﻓﻲ ﻋﻘد ﺗﻛﻣﯾﻠﻲ ﻟﻠﻌﻘد اﻷﺻﻠﻲ
ﺳداد -وھو ﺧﻼف أﺻل اﻟﻌﻘد -ﻓﺈ ّن ﻣن ﺣ ّق اﻟد ّاﺋن أن ﯾُﻌد ّل ﯾرﺗﺿﯾﮫ ّ
اﻟطرﻓﺎن؟ ﻓﻛﻣﺎ ﺣظﻲ اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﺄﺟﯾل اﻟ ّ
ﻲ ﻋن ﺣﺑس اﻟﻣﺎل وﻋدم اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﮫ .ﺑل ﺳداد ﻛﺗﻌوﯾض ﺟزﺋ ّ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘد اﻟﺗ ّﻲ ﺗﺄﺛّرت ﺑﻘرار اﻟﺗ ّﺄﺟﯾل اﻟ ّ
إ ّن ﻋدم ﺗﻌدﯾل ﻗﯾﻣﺔ اﻻﻟﺗزام ﻻ ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﺷروط ﺗوازن اﻟﻌﻘد ،إذ أﺻﺑﺢ اﻟﺗﺄﺟﯾل ﺳﺑﺑﺎ ُﻣﻔﺿﯾﺎ إﻟﻰ ظﻠم اﻟد ّاﺋن
وإﻟﺣﺎق اﻟﺿّرر ﺑﮫ ﻟﻌدم اﺳﺗﻔﺎدﺗﮫ ﻣن ﻣﺎﻟﮫ اﻟﻣﺣﺑوس ﻋﻧد اﻟﻣدﯾن اﻟﻘﺎدر .ﺑل إ ّن اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻻﻟﺗزام
ﺻﺎرت ﻣطﯾّﺔ إﻟﻰ اﻟﺣرام إذ ﯾﻔﺗﺢ اﻟﺑﺎب أﻣﺎم اﻟﻣدﯾن اﻟﻘﺎدر-ﻏﯾر اﻟﻣﻌﺳر -ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ أو ﺗﺛﻣﯾر ﻣﺎ ھو ﻣﻠك اﻟد ّاﺋن.
وﻓﻲ ھذا اﺳﺗرﺑﺎح ﻏﯾر ﻣﺷروع وأﻛل ﻣﺎل ﺑﺑﺎطل ﻛﺎن اﻷوﻟﻰ أن ﺗُﺻرف إﻟﯾﮫ اﻷﻧظﺎر ﻟﻛوﻧﮫ ﺿررا ﻻزﻣﺎ
اﻟظروف ّ
اﻟطﺎرﺋﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد – ﺑﻌد ﺻدور ﻗرار اﻟﺗّﺄﺟﯾل -وﻻ ﯾﻧﻔكّ ﻋﻧﮫ )اﻟد ّرﯾﻧﻲ ،ﻧظرﯾّﺔ ّ
ﺷرﯾﻌﺔ ﻟم ﺗﺷرع اﻟﻌﻘود أﺳﺎﺳﺎ ﻹﯾﻘﺎع اﻟﻧّﺎس ﻓﻲ
اﻟﻣﻘﺎرن ،ص .(159-158وﻻ ﯾﺧﻔﻰ ﻋﻠﻰ ذي ﺑﺻﯾرة أ ّن اﻟ ّ
ﺟراء ﺗﻧﻔﯾذھﺎ.
اﻟﺣرج واﻟﻌﻧت ّ
ھذه ﻣن اﻷﻣور اﻟﺗّﻲ ﯾﺟب اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﻧّﺎزﻟﺔ ،إ ْذ دﻓﻊ اﻟﺿّرر ﻋن اﻟد ّاﺋن ﻣطﯾّﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺑدأ اﻟﻌدل
واﻟﻣوازﻧﺔ ،وﻻ ﯾﻛون ذﻟك إﻻّ ﻋﺑر ﺗﻌدﯾل ﻗﯾﻣﺔ اﻻﻟﺗزام.
2
08رﻣﺿﺎن 1441
ّ
اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺟﺪوﻟﺔ اﻟ ّ
ﺪﻳﻮن ﻓﻲ ﻣﯿﺰان ﻣﻘﺎﺻﺪ
ﺳؤال ﺣول طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﺗّﻲ ﺗدﺧل ﺗﺣت ﻧظرﯾّﺔ ّ
اﻟطوارئ ﻣطروﺣﺎ ،إذ ﯾ ُﺷﺗرط ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾّﺔ ﯾﺑﻘﻰ اﻟ ّ
اﻟظروف ّ
اﻟطﺎرﺋﺔ أن ﯾﻛون اﻻﻟﺗزام ﻧﺎﺷﺋﺎ ﻋن ﻋﻘد ﻣﺗراﺧﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋن وﻗت إﺑراﻣﮫ ،ﺳواء أﻛﺎن ﻣن اﻟﻌﻘود ّ
اﻟﻣﺳﺗﻣرة اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻛﻌﻘود اﻹﺟﺎرة ،أم ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻔورﯾﺔ اﻟﻣؤﺟﻠﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻛﻌﻘود اﻟﺑﯾﻊ وﺣﺗﻰ اﻟﻌﻘود اﻟﻔورﯾﺔ
ﻏﯾر اﻟﻣؤﺟﻠﺔ إذا طرأ ﺣﺎدث ،أو ﻋذر ﺑﻌد إﺑرام اﻟﻌﻘد ﻓورا وﻗﺑل ﺗﻧﻔﯾذه )اﻟﺳﻧﮭوري ،اﻟوﺳﯾط ،ج،1
ص ; 165ﺳﻠطﺎن ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ،ص ; 17اﻟﻌدوي أﺻول اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ،ج ،1ص .(112
وﻟﻌ ّل اﻟﻌﻘود اﻟﻔورﯾّﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻧﺎة ھﻲ ﺗﻠﻛم اﻟﺗّﻲ ﻻ ﯾُﺗّﻔق ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺟﯾﻠﮭﺎ ،وإﻧّﻣﺎ ﯾﺗ ّم ﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﻓور اﻧﻌﻘﺎدھﺎ ،وﻻ ﻣﺟﺎل
ﻟﺗﺣﻘّق ﻧظرﯾّﺔ ّ
اﻟطوارئ أو ﺗرﺗﯾب آﺛﺎرھﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻧﻘﺿﺎء اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧّﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟوﻓﺎء أي ﻟﯾس ھﻧﺎك
اﻟﺗزاﻣﺎت ﻗﺎﺋﻣﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﻌدﯾﻠﮭﺎ )اﻟﻌدوي ،أﺻول اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ،ج ،1ص ; 291ﺣﺟﺎزي ،اﻟﻧظرﯾّﺔ اﻟﻌﺎ ّﻣﺔ
ﻟﻼﻟﺗزام ،ج ،2ص .(107
وﻟﻘد ﺗﺑﺎدر ﻷﻓﮭﺎم اﻟﺑﻌض أ ّن ﻋﻘود اﻟﻣراﺑﺣﺎت ﻣﺳﺗﺛﻧﺎة ﻣن ﺗطﺑﯾﻘﺎت ھذه اﻟﻧّظرﯾّﺔ وأﻟﺣﻘوھﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻟﻔورﯾّﺔ
اﻟزﻣن إذا ﺗد ّﺧل ﻓﯾﮭﺎ ﻓﺈﻧّﻣﺎ ﯾﺗد ّﺧل اﻟﻣﺳﺗﻘﻠّﺔ ﻋن ﻋﻧﺻر ّ
اﻟزﻣن ﻋﻧد ﺗﺣدﯾد ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺣ ّل اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ،ﻷ ّن ّ
ﻋﻧﺻرا ﻋرﺿﯾﺎ -ﻻ ﺟوھرﯾّﺎ -ﻟﺗﺣدﯾد وﻗت اﻟﺗّﻧﻔﯾذ .
وھذا ﻻ ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﻋﻘود اﻟﻣراﺑﺣﺎت ،إذ اﺗّﻔق ﻓﯾﮫ طرﻓﺎ اﻟﻌﻘد اﺑﺗداء ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺟﯾل ﺗﻧﻔﯾذ ﺳداد اﻷﻗﺳﺎط ﻓﻧﺷﺄ
ﺗﺻور طُ ُر ّو ّ
اﻟظرف ﻋﻠﯾﮫ ،وﻣن ﺛ ّم ﺗﻧطﺑق ﻧظرﯾّﺔ ﺑﮭذا اﻻﺗّﻔﺎق ﻓﺎﺻل زﻣﻧ ّ
ﻲ ﺑﯾن إﺑرام اﻟﻌﻘد وﺗﻧﻔﯾذه ﺑﻣﺎ ﯾ ُ ّ
اﻟطﺎرﺋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘود اﻟﻔورﯾّﺔ اﻟﻣؤ ّﺟﻠﺔ اﻟﺗّﻧﻔﯾذ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﺷرط اﻟﺗّراﺧﻲ ھو ﺷرط ﻏﺎﻟب ﻻ ﺷرطاﻟظروف ّ ّ
اﻟظروف ّ
اﻟطﺎرﺋﺔ ﺻوﯾﻌﻲ ﺷﻠﯾﺑك ،ﻧظرﯾّﺔ ّ
ﺳﻧﮭوري ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ،ج ،1ص ; 142د .أﺣﻣد اﻟ ّ
ﺿروري )اﻟ ّ
أرﻛﺎﻧﮭﺎ وﺷروطﮭﺎ ،ص.(174-170
3
08رﻣﺿﺎن 1441
ّ
اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺟﺪوﻟﺔ اﻟ ّ
ﺪﻳﻮن ﻓﻲ ﻣﯿﺰان ﻣﻘﺎﺻﺪ
وﻟﻌ ّل دﯾون اﻟﺣرﻓﺎء اﻟﻧّﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻋﻘود اﻟﻣراﺑﺣﺎت ﻣﺳﺗﺛﻧﺎة ﻣ ّﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧّﮭﺎ دﯾون ﺛﺎﺑﺗﺔ ،ﻻ ﺗﺗﺄﺛّر ﺑﺗﻐﯾّر
ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻔﺎﺋدة ،ﻣ ّﻣﺎ ﯾﺿﻊ اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾّﺔ أﻣﺎم إﺷﻛﺎﻟﯾّﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﻗرار اﻟﺟﻣﻌﯾّﺔ اﻟﻣﮭﻧﯾّﺔ ﻟﻠﺑﻧوك ،ﺧﺻوﺻﺎ وأ ّن
ﻋﻘود اﻟﻣراﺑﺣﺎت ﺗﮭﯾﻣن ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط ھذه اﻟﻣﺻﺎرف.
ﻓﻲ اﻟﺧﺗﺎم،
ّ
ﺳطرت ﺷد ّة اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﻋﻣﺎل اﻟﻧّظر إ ّن اﺧﺗﻼف اﻷﻧظﺎر اﻟﻔﻘﮭﯾّﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠّﻘﺔ ﺑﺗﺄﺟﯾل اﻟ ّ
ﺳداد
ﺷﺎرع وﺗﻣﯾﯾزھﺎ ﻋن ﻏﯾرھﺎ ﻣ ّﻣﺎ ھو ﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗّﺑﻊ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻧّوازل
ﺷرﻋﻲ واﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻣﻘﺎﺻد اﻷﺻﻠﯾّﺔ ﻟﻠ ّ
اﻟ ّ
وﻟﺿﻣﺎن ﺗﺣﻘّق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﻌﺗﺑرة ﻓﻲ اﻟ ّ
ﺷرع.
ﻓﺎﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻣﻧﺷودة ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻷﺣﻛﺎم وأﺛرھﺎ ﻋﻠﻰ طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻻ ﺗﺗﺣﻘّق إﻻ ﺑﻣوازﻧﺔ اﻷﺣﻛﺎم -اﻟ ّ
ﺻﺎدرة
ﺷروط اﻟﻌ ْﻘدﯾّﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ وﺗﺣﻘﯾق ﻣﻘﺎﺻد اﻟ ّ
ﺷرﯾﻌﺔ وﻗواﻋدھﺎ اﻟﻛﺑرى ﺷرﻋﯾّﺔ -ﺑﯾن ﺗوﻓّر اﻟ ّ
ﻣن ﺳُد ّة اﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟ ّ
ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى .وﻟن ﯾﺗﺣﻘّق ھذا إﻻّ ﻋﺑر ﺗوﺣﯾد آﻟﯾّﺎت وﻣﺳﺎر ﻋﻣل اﻟﮭﯾﺋﺎت داﺧل اﻟﻣؤ ّ
ﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾّﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯾّﺔ دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾّﺔ وﺧﺻوﺻﯾّﺔ ﻛ ّل ﻣﻧﮭﺎ.
وﻣ ّﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾُؤﺧذ ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻷﺣوط اﻟﺗّﻧﺻﯾص ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻷﺻﻠﯾّﺔ ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎن ﺗﻌدﯾل اﻻﻟﺗزام -ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟظروف ّ
اﻟطﺎرﺋﺔ – وﻓق ﺷروط ﻣﻧﺿﺑطﺔ رﻓﻌﺎ ﻟﻠﻧّزاع وﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻌدل . ّ
*
وراﺟﻌﮫ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟد ّﻛﺗور ﻣﺣ ّﻣد أﻛرم ﻵﻟﻠدﯾن
ﺷرﻋﯾّﺔ اﻟﻣرﻛزﯾّﺔ اﻟﺗّﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻟﻣﺎﻟﯾزي(
)ﻋﺿو ﺑﺎﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟ ّ
*
اﻟرﺋﯾس اﻟﺗّﻧﻔﯾذي ﻟﻸﻛﺎدﯾﻣﯾّﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾّﺔ ﻟﻠﺑﺣوث واﻻﺳﺗﺷﺎرات ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾّﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾّﺔ – إﺳرا -وﻋﺿو ھﯾﺋﺔ ﺷرﻋﯾّﺔ ﺑﻌدد ﻣن اﻟﻣؤﺳّﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾّﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾّﺔ
ّ
4