You are on page 1of 4

‫اإلنيـة والغيرية‬

‫الشعب ‪ :‬العلمية‬
‫المستوى ‪ :‬الرابعة ثانوي‬
‫األستاذ ‪:‬صابر بوزايدي‬

‫‪ -I‬في إثبات تعالي اإلنية على الغيرية ‪ :‬االنفصال وعدم االتصال بين األنا واآلخر ‪:‬‬
‫‪ )1‬النفس جوهر روحاني‪( :‬أفالطون – ابن سينا)‬
‫اإلنسان كائن ينفرد بالقدرة على الشعور‪ ،‬اإلحساس بذاته‪ ،‬فاإلنسان له قدرة على إدراك وجوده‬
‫وإثبات هذا الوجود إذ الذات تدرك ذاتها مباشرة‪ ،‬دون وسائط خارجية‪ .‬مثل الجسم والعالم واآلخر‪ ،‬الذات‬
‫تدرك ذاتها كنفس متعالية على كل غير‬
‫‪ ‬تتمثل اإلنية في النفس كجوهر غير مادي ُمتعال على الجسم والعالم اآلخر‬
‫‪ ‬في كل األحوال يشعر اإلنسان بوجوده وال يغفل على إنيته إذ الشعور باإلنية ال يقتضي وسائط‬
‫جسمية‪.‬‬
‫‪ .‬إدراك اإلنية إدراك حدسي مباشر ‪ +‬اإلنسان ثنائية نفس في جسد فالجسد مجرد حامل أو وعاء أو أداة‬
‫للنفس‪.‬‬
‫‪ .‬النفس والجسد من طبيعتين مختلفتين والجسد آلة للنفس‪.‬‬
‫‪.‬الجسد عاجز عن أن يتحرك بمفرده فهو أعمى‪ ،‬عالقة النفس بالجسد هي عالقة عرضية مؤقتة وهي‬
‫عالقة استعمال وتحكم أي عالقة حاكم بمحكوم أو آمر بمأمور‪.‬‬
‫انية منغلقة تعود على ذاتها مباشرة ‪ :‬انية متمركزة حول أناها كوحدة ال تنقسم مكتملة ومنفصلة عن‬
‫الغير في حين أن الجسد يرتهن إلى العالم واآلخر‪.‬‬

‫‪ )2‬اإلنية بما هي ذات واعية ‪ :‬ديكارت‬


‫إذا كان أفالطون وابن سينا يعتبران اإلنية شعورا فإن ديكارت يرجعها إلى التفكير‪.‬‬
‫كل شيء‪:‬‬‫ينطلق ديكارت من الشك إذ أنا أشك في ّ‬
‫‪ ‬أشك في الطفولة ألنها مرحلة عدم نضج‬
‫‪ ‬أشك في الحواس ألنها خداعة‬
‫‪ ‬أشك في العلم ألن العلم يراجع ذاته باستمرار‬
‫‪ ‬أشك في الواقع والخيال إذ هما ينسجان من نفس النسيج‬
‫‪ ‬أشك في اليقظة والحلم إذ أحالمي شبيهة بالواقع‬
‫‪ ‬أشك في العقل والجنون إذ العقالء والمجانين يأتون نفس األفعال‬
‫‪ ‬أشك في الوجود إذ قد يكون ما أعتقده مجرد أوهام ومنها وهم وجودي‪.‬‬

‫أنا أشك في ك ّل شيء لكني ال أشك في أنني أشك وما دمت أشك فأنا أفكّر ألن ما ال يفكر ال يشك وما‬
‫دمت أفكر فأنا موجود ألن الغير موجود ال يفكر ‪ -‬أنا أفكر إذا أنا موجود ‪Cogito ergo Sum -‬‬
‫أنا أفكر‬ ‫أنا موجود‬
‫‪ .‬هذا الكوجيتو هو حقيقة اإلنية ‪ +‬معرفة حقيقة الذات يقتضي ممارسة فكرية ألن للفكر حجته أما‬
‫الشعور فحدسي ‪ +‬ممارسة فكرية قوامها الشك ‪ +‬التفكير هو الخاصية المميزة لإلنسان ‪ +‬التفكير يد ّل‬
‫على كل حاالت الوعي ‪.‬‬

‫‪Page 1‬‬
‫اإلنيـة والغيرية‬
‫الشعب ‪ :‬العلمية‬
‫المستوى ‪ :‬الرابعة ثانوي‬
‫األستاذ ‪:‬صابر بوزايدي‬

‫انية منغلقة رافضة للغيرية مستقلّة ومكتفية بذاتها مباشرة ودون وسائط ‪ +‬يرفض الحدس الشعوري‬
‫ليؤسس اإلنية على حدس فكري فاإلنية حدسية ‪.‬‬
‫يميّز ديكارت بين الجسم والنفس‬
‫النفس (ديكارت)‬ ‫الجسم (ديكارت)‬
‫جوهر مف ّكر ‪ ،‬بسيط غير مركب‬ ‫جوهر مادّي ‪ ،‬مركب من مواد‬
‫مجردة وحدة مكتملة ‪ ،‬قدرة على‬
‫ّ‬ ‫تتحرك وفق‬
‫ّ‬ ‫وعناصر‪ ،‬آلة‬
‫الوعي وعلى معرفة ذاتها دون‬ ‫ُدرك بل‬‫قوانين دقيقة وهو ال ي ٍ‬
‫وسيط‬ ‫يُ ْد َرك بفضل الوعي ‪ ،‬فهو ال‬
‫وعي فيه وخال من الرمزيّة‬
‫والتعبيرية‪.‬‬

‫‪ ‬انتهى الموقف المتعالي إلى جملة من المخاطر واإلحراجات أه ّمها ‪:‬‬


‫‪ .‬إقامة الثنائية المتعالية للنفس على الجسد‬
‫‪ .‬اعتبار الجسد مجرد عرض رغم أن ديكارت اعتبر الجسد شيئا من أشياء العالم‬
‫‪ .‬نفي عالقة اإلنية بالتاريخ‬
‫‪ .‬افتراض أن إنيتي ثابتة وأن األنا متطابقة مع نفسها وأن اإلنسان سيد على ذاته‬
‫‪ .‬اعتبار أنني أبقى أنا ذاتي وأفكر بنفس الطريقة في كل العصور واألمكنة‬
‫‪ .‬استبعاد اآلخر من انيتي‬
‫‪.‬إنكار الالوعي‬
‫الالوعي‬ ‫‪‬انية منغلقة متمركزة حول نفسها رافضة‬
‫للغير‬
‫التاريخ‬ ‫ية‬ ‫الجسد‬
‫اآلخر‬ ‫العالم‬

‫‪ ‬لكن هل في إقصاء الغيرية ما يؤسس لمعرفة باإلنسان أم لجهل به؟‬

‫‪ .‬إن عدم االعتراف بالغير يمثل جهال باإلنسان لذلك ال يعي اإلنسان انيته إال في عالقة جدلية مع‬
‫الغيرية ‪.‬‬

‫‪Page 2‬‬
‫اإلنيـة والغيرية‬
‫الشعب ‪ :‬العلمية‬
‫المستوى ‪ :‬الرابعة ثانوي‬
‫األستاذ ‪:‬صابر بوزايدي‬

‫‪ -II‬في جدلية اإلنية والغيرية ‪ :‬اإلتصال وعدم اإلنفصال بين األنا والغير‪:‬‬
‫الذات المتجسدة‪ :‬ميرلوبونتي‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫‪ .‬هناك تالزم بين الذات والجسد‬


‫‪ .‬اإلنسان يتحدد بعالمه فإنية اإلنسان عالمية إذ اإلنسان إنسان العالم فإنسان دون عالم يسقط في العدم‬
‫وعالم دون إنسان يسقط في العبث‪.‬‬
‫‪ .‬عالقة اإلنسان بالعالم هي التي تنتج انيته‬
‫اإلنسان ال يقيم مع العالم عالقة وحيدة بل عالقات متعددة غنية بالمقاصد ثرية بالدالالت كثيفة المعاني‬
‫وفي ك ّل مرة أدرك شيئا ما من العالم‪.‬‬
‫‪ ‬ما يربطني بالعالم هو جسدي‬
‫جسدي شرط إدراكي للعالم ‪ +‬جسدي شرط تواصلي مع اآلخرين‬
‫جسدي ليس مجرد موضوع وإنما هو ذاتي ‪ ،‬إنه ذاكرتي وشاشتي على العالم وهو المحدّد لمواقفي‬
‫صة ورمزية مكثفة‪.‬‬
‫وأفعالي واختياراتي وردود أفعالي ‪ +‬إنه تعبيرية خا ّ‬
‫‪ ‬يرفض ميرلوبونتي مفهوم الجسد الموضوعي الذي يدرك الجسد كشيء أوكمجموعة وظائف حيوية‬
‫أو كموضوع ‪ ‬يتبنّى ميرلوبونتي مفهوم الجسد الخاص الذي هو جسدي كما أعيشه من داخله ومن‬
‫صة‪.‬‬
‫خالله وهو منظورية خا ّ‬
‫واع أي وحدة وعدم انفصال بين‬ ‫‪ ‬هناك تالزم بين الذاتي والجسدي أي أنا وعي متج ّ‬
‫سد وجسد ٍ‬
‫الوعي والجسد والعالم ‪ +‬إنيتي منفتحة على الغير ‪.‬‬

‫‪ )2‬في تاريخ ّية الذات الواعية ‪ :‬ماركس ‪:‬‬


‫ليس وعي الناس هو الذي يحدّد وجودهم بل إن وجودهم االقتصادي واالجتماعي هو الذي يحدّد وعيهم‪.‬‬
‫‪ .‬الوعي ليس معطى بل هو اكتساب وهو نتاج للظروف االجتماعية والتاريخية فهو نتاج تاريخي‪.‬‬
‫‪ .‬الوعي انعكاس مباشر لوجودنا المادي‪ +‬الوعي ليس مستقال وال منغلقا بل هو مرآة لواقعنا االقتصادي‬
‫واالجتماعي‬
‫‪ ‬ليس لإلنسان ماهية ثابتة ومطلقة والوعي ليس َملَكَة أو معطى بل هو نتاج وضعية واإلنية تاريخ ‪.‬‬

‫‪ )3‬قيمة الالوعي ‪ :‬فرويد ‪:‬‬


‫اإلنسان كائن ال واعي ‪ +‬النفس ال تعكس حقيقة اإلنسان ‪ +‬اإلنسان جهاز نفسي يتكون من مناطق و‬
‫ميادين وهي في حالة صراع‪.‬‬

‫‪Page 3‬‬
‫اإلنيـة والغيرية‬
‫الشعب ‪ :‬العلمية‬
‫المستوى ‪ :‬الرابعة ثانوي‬
‫األستاذ ‪:‬صابر بوزايدي‬

‫مجرد صفة من صفاتنا أو قشرة أو سطح وقناع ‪ +‬سلوك اإلنسان‬


‫ّ‬ ‫اإلنية ال تتمثل في الوعي بل الوعي‬
‫تعويض عن الكبت والحرمان فهو إعالء وتصعيد وتحويل للطاقة في أنشطة مثل العمل والفن والمهن‬
‫والحلم‪ + ...‬أغلب منتجات الثقافة ال واعية وهي تعبير عن الكبت ‪.‬‬

‫‪ )4‬الوعي بالذات يستوجب الوعي باآلخر‪ :‬هيقل‪:‬‬


‫‪ .‬الوعي ليس معطى بل اكتساب تدريجي في عالقته بالغير‬
‫‪ .‬الوعي ليس مستقال بل في عالقة بالمختلف‬
‫‪ .‬اإلنسان يعيش صراعا مع اآلخر من أجل االعتراف أي من أجل انتزاع قيمة وأثناء الصراع تتشكل‬
‫اإلنية‪.‬‬
‫‪ ‬اآلخر شرط وجود الذات ‪ +‬اآلخر شرط الوعي بالذات ‪ +‬أنا أتحدّد بنظرة اآلخر لي ‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫إنيتي ليست قدرا واإلنسان ال يوجد ذاتا بل يصبح كذلك وإنيتي ال تتشكل نهائيا ألن األنا مشروع منفتح‬
‫على المستقبل و أختار ما أكون وأنشد حريتي فإنيتي هي حريتي ‪.‬‬

‫‪Page 4‬‬

You might also like