Professional Documents
Culture Documents
الاتصال الداخلي وعلاقته بفعالية عملية اتخاذ القرارات في المؤسسة دراسة ميدانية بمجمع سونلغاز بالجزائر العاصمة PDF
الاتصال الداخلي وعلاقته بفعالية عملية اتخاذ القرارات في المؤسسة دراسة ميدانية بمجمع سونلغاز بالجزائر العاصمة PDF
ملخص:
يعتبر االتصال الداخلي في المنظمة وعملية اتخاذ الق اررات أحد أهم العمليات األساسية
التي تهتم بها إدارة المنظمة .هذه العمليات تتم بطريقة مستمرة وتمس كل المستويات الهرمية
للمنظمة وكذا جميع الفاعلين فيها .حيث أصبحت عملية اتخاذ الق اررات محور العملية اإلدارية
وأصبح مقدار النجاح الذي تحققه أية منظمة يتوقف على قدرة وكفاءة المدير على اتخاذ الق اررات
المناسبة .
وعملنا على دراستها من الناحية النفسية للكشف عن الصعوبات التي يعيشها اإلنسان في
حياته اليومية والمسؤول في المنظمة بصفة خاصة وتكون بذلك وسيلة تبين أحسن الطرق والتقنيات
التي من الجيد أن يتبعها في العمل.
ولقد قمنا بإجراء هذه الدراسة على مستوى المديرية العامة لمجمع سونلغاز وعلى مستوى
المديرية العامة الجهوية بالجزائر العاصمة و المديريات الجهوية التابعة لها .اعتمدنا في هذه
الدراسة إليها على المنهج الوصفي على عينة عشوائية عنقودية تتكون من 57إطا ار ساميا يعملون
في مختلف المستويات الهرمية للمجمع.
أما عن أدوات البحث فقد قمنا بإعداد مقياسين نفسيين لعملية االتصال الداخلي وعملية
اتخاذ الق اررات وطبقناهما على أفراد العينة .وبعد تفريغ البيانات تحصلنا على النتائج التي مفادها
أنّ هناك عالقة ذات داللة إحصائية بلغة 0..0بين عملية التصال الداخلي وعملية اتخاذ الق اررات
في مجمع سونلغاز وهي عالقة دالة عند مستوى .0.00فإدارة المجتمع تعتمد على استراتيجية نشر
المعلومات على مختلف المستويات الهرمية اعتمادا على أحدث الوسائل بما فيها األنترانيت.
80
واألنترنيت أما عن عملية اتخاذ الق اررات فلقد عمدت إدارة المجمع على مركزية اتخاذ الق اررات عدى
الق اررات الروتينية.
ويقول أصحاب النظرية المعرفية أن ق اررات اإلنسان محدودة من حيث عقالنيتها بقدرات
اإلنسان المعرفية المحدودة على معالجة كم كبير من المعطيات المتعلقة بموضوع القرار في آن
واحد فكلما كانت المعلومات كثيرة كلما واجه اإلنسان صعوبة في اتخاذ ق اررات أكثر عقالنية .
الكلمات الدالة :االتصال الداخلي ،عملية اتخاذ الق اررات ،مجمع سونلغاز.
مقدمة:
يعتبر االتصال الوسيلة الوحيدة المستعملة لتبادل األفكار واآلراء والخبرات في جميع مراحل
نمو الكائن البشري.بغض النظر عن انتمائه أو ثقافته أو جنسه .و إن اختلفت وسائله في الماضي
والحاضر إال أن نقل األفكار واألحاسيس والتجارب والعواطف واألوامر والمعلومات بصفة عامة
يتطلب اتصاال بين إنسان وآخر .ولكي يحافظ اإلنسان على كل تلك الثروات المعرفية العلمية كان
لزاما عليه أن ينقل هذه المعلومات لغيره حتى يكمل ما أنجزه األول .بهذه الكيفية أصبح اإلنسان
المعاصر يملك قاعدة غنية باألفكار والمعلومات في شتى المجاالت .وبما أن الحاجة للمعلومات لم
ولن ت نتهي فإن اإلنسان ال يزال في سباق لكسب المزيد من األفكار في محيط يغلب عليه الطابع
الرسمي لتجسيد دور مهم ينجزه اإلنسان في منظمة غنية بأنواع وأشكال عديدة من االتصال الذي
يعد الرابط الوحيد بين مختلف الجهود المبذولة في المنظمة واال كيف يدرك العمل والفارق بين ما
يجب القيام به وما تم انجازه فعال وكيف يدرك العامل الوظيفة التي يؤديها كل يوم خاصة إذا كان
العمل يتميز بالحركية ،وكان ذلك على مستوى منظمة كبيرة الحجم .فكلما كان حجم المنظمة كبي ار
كلما ازدادت عملية االتصال أهمية لتغذية عملية اتخاذ الق اررات التي تصبح هي األخرى أكثر
تعقيدا .لهذا يعتبر البروفيسور (بارنارد )Barnardأن االتصاالت هو إحدى العناصر الثالثة الهامة
للمؤسسة مع الهدف العام والرغبة في العمل والبقاء في ساحة المنافسة ( .إيهاب صبيح محمد زريق
، 1000 ،ص ).6.و كما يقال ":السلطة في يد من له المعلومات" (م .سعيد أوكيل و
آخرون ،0661.ص).011
81
رغم التزايد المستمر والتكثيف في استخدام تكنولوجيا المعلومات والنماذج الكشفية ونماذج
التوقع لما سيكون في اتخاذ الق اررات إال أن ذلك كله ال يقلل من أهمية الفرد كمركز اتخاذ الق اررات و
االتصال الدخلي هو الوسيلة الوحيدة لبعث النشاط في المنظمة وحتى الق اررات التي تتخذ فإنها في
نفس الوقت رسائل تبعث إلى الجهات المعنية في التنظيم .وتزداد أهمية ذلك عندما نعرف أن عملية
اتخاذ الق اررات من المهام الجوهرية للمدير مما أدى بهذه العملية إلى أن توصف على أنها "قلب
العمليات اإلدارة"( )LASARY ;2006,p 106.وأن كل األنشطة التي تنجز في المنظمات مستمدة
من منطق وسيكولوجية االختيار اإلنساني .لهذا يوصف المدير على أنه متخذ ق اررات وأن قدرته
على اتخاذ الق اررات وحقه النظامي في اتخاذها هو الذي يميزه عن غيره من أعضاء التنظيم
اإلداري(.نواف كنعان ،1001 ،ص).61 :
من هنا أصبحت عملية اتخاذ الق اررات محور العملية اإلدارية وأصبح مقدار النجاح الذي
تحققه أية منظمة يتوقف على قدرة وكفاءة المدير على اتخاذ الق اررات المناسبة باعتبار أن هذه
العملية تشمل كل جوانب التنظيم اإلداري وأن أي تفكير في العملية اإلدارية ينبغي أن يركز على
أسس وأساليب اتخاذ الق اررات ( هربرت سيمون .)06.0 ،وباعتبار أن هذه العملية مرتبطة بالدرجة
األولى بعمل اإلنسان فإن من الواجب دراسة هذه العمليات اإلنسانية الهامة من وجهة علم النفس
للتعرف على أحسن الطرق والمناهج التي يستحسن إتباعها في معامالتنا اليومية سواء في حياتنا
اليومية أ و على مستوى التنظيمات المتنوعة والمعقدة في الوقت الحاضر والمستقبل .وال يتم هذا إال
بإعطاء هذه الدراسات طابعا عمليا تدعمه مقاييس علمية تمكن المختصين من تحليل هذه العمليات
اإلنسانية التي يهتم بها مسيري الموارد البشرية على مستوى المنظمات ( Jacques IGALENES
)et autres, 1998,p,24.والواقع الذي يعيشه العالم بصفة عامة والمنظمات يفرض علينا
االنضمام إلى أكثر من تنظيم واحد سواء من الناحية السياسية أو المهنـية أو التربوية أو العلمية...
كلها تنظيمات تفرض علينا التواصل بأشكال مختلفة واتخاذ ق اررات متعددة خاصة إذا تقيد الشخص
بمسؤوليات في هذه التنظيمات.
82
- 0أهداف الدراسة:
إن الهدف األساسي من موضوعنا هذا هو تعزيز البحث العلمي في ميدان علم النفس
العمل والتنظيم بدراسة يفرضها الواقع اليومي الذي نعيش كأفراد وكأعضاء فاعلين في تنظيمات
مختلفة في المجتمع كما أن الحديث عن موضوع االتصال وعالقته بفعالية عملية اتخاذ الق اررات في
المنظمة يقودنا مباشرة إلى الحديث عن الدور الذي يؤديه المسؤول في المنظمة .ذلك الرتباط هذه
العمليات بالدرجة األولى باإلنسان وباعتبارنا أخصائيين في علم النفس العمل والتنظيم كان لزاما
علينا أن ندرس هذه العمليات األساسية والهامة في المنظمة بدراسة الواقع الذي يعيشه المسير مع
هذا الموضوع بالذات ألن الدور األساسي الذي يقوم به المسير في المنظمة يدور حول االتصال
واتخاذ الق اررات وكل ما له عالقة بذلك.
فهذه الدراسة هي نوع من البحوث التي تكشف عن الصعوبات التي يعيشها اإلنسان في
حياته اليومية و المسؤول في المنظمة بصفة خاصة وتكون بذلك وسيلة تبين أحسن الطرق والتقنيات
التي من الجيد أن يتبعها في العمل، .كما أن لهذه الدراسة فائدة لإلنسان الذي يقبل على تقليد مهام
ومسؤولية في منظمة معينة .إضافة على أن هذه الدراسة تبين الواقع الحقيقي الذي يعيشه بعض
المسؤولين خاصة بالنسبة للمنظمات الجزائرية التي تعيش نوع من المنافسة ونوع من التحدي لتحافظ
على دورها في االقتصاد الوطني والدولي.
- 2اإلشكالية:
تعتبر عملية االتصال الداخلي في المنظمات المعاصرة من أهم مظاهر التحول الذي يميز
هذا العصر الذي يعيش حملة من التنافس فيما بين هذه المؤسسات و في العالم لتحقيق أهدافها
التنظيمية في اإلنتاج و التسويق وامتالك والسيطرة علي األسواق الداخلية والخارجية وكذا التوصل
إلى استعمال أحسن التقنيات والمناهج في التسيير اإلستراتيجي .ومن أجل ذلك تعتمد هذه
المؤسسات على إستراتيجية مبنية على عملية االتصال الداخلي والمبنية هي األخرى على التحكم في
تدفق وانتقال المعلومات داخل وخارج المؤسسات .استعملت وال تزال تستعمل هذه اإلستراتيجية قصد
التحكم في سيولة وتدفق المعلومات التي أصبحت حاليا عامل قوة جد فعالة يمتلكه صاحب المعلومة
83
بعدما كانت القوة ترجع للذي يملك المواد األولية الصناعية والطاقوية في الماضي ( Fanelly
.
)NGUYEN-THANA ,1991.p :09.
أصبح النزاع اآلن حول من يتحصل على أكبر قدر من المعلومات حتى يبني عليها ق ارراته
اإلستراتيجية الرامية إلى تحقيق أهداف المؤسسة في المدى القريب والمتوسط والبعيد .هذ ما أجمع
عليه العديد من علماء اإلدارة على أن مشكلة اإلدارة في وقنتا هذا هي مشكلة االتصاالت وتوفير
البيانات والمعلومات الالزمة للعملية اإلدارية .وان كانت هذه المعلومات ضرورية لنشاط هذه
المنظمات فإنها أكثر أهمية لعملية اتخاذ الق اررات ألن االتصال واتخاذ الق اررات يشكالن جانبين
هامين من الجوانب العملية إلدارة المنظمات (.نواف كنعان ).1001 ،والمشكلة التي تواجه المديرين
والمسؤولين في هذا العصر ليس في اتخاذ الق اررات وحسب بل في إيصالها إلى الشخص أو
األشخاص المقصودين (موسوعة رجل األعمال الناجح ،ص .)01:هذا ما جعلنا نعيش في وقت
يميزه التنافس الحاد بين الدول والمؤسسات الصناعية والخدماتية في العالم ولم يمس هذا التحول هذا
الجانب – االتصال الداخلي -وحسب بل شمل أيضا جانبا مهما في المؤسسات يتعلق بتسييرها وهو
عملية اتخاذ الق اررات .فبعد أن شهدت هذه المؤسسات توسعا في مجال نشاطها سواء من حيث
الزمن أو المساحة التي تشغلها في الوطن أو خارجه أصبحنا نتحدث عن الشركات المتعددة
الجنسيات وعن عدة مؤسسات وشركات تملك عدة فروع ووحدات في نفس البلد.هذه التغيرات ألزمت
المسؤولين وأرباب العمل والشركاء على تقسيم المسؤوليات على مدراء الفروع ورؤساء الدوائر على
مستوى فروع هذه المؤسسات المكلفين بتسييرها والسهر على تحقيق أهدافها .ذلك باتخاذ الق اررات
المناسبة بعد الحصول على المعلومات الالزمة والمعطيات الواردة ومن ثمة تحليلها ليقوموا باتخاذ
الق اررات على أساسها وبناء االستراتيجيات التي تتماشى مع أهداف المؤسسات الشيء الذي يمكنه
من تحقيق النجاح االقتصادي). ( Emmanuel-arnoud PATEYROR , 1994;p:05
وباعتبارنا نعيش هذه التغيرات االقتصادية ،و الجزائر تعد من أهم الدول المصدرة للمواد
الطاقوية واألولية وفي نفس الوقت تعد من أهم الدول المستهلكة للمنتجات الصناعية والزراعية
األجنبية .فمن المهم التطرق إلى دراسة هذه المواضيع و خاصة و أننا نعيش نوعا من الحركية في
الجانب الصناعي على مستوى بعض المؤسسات الوطنية في الجزائر حيث نعيش كغيرنا من دول
84
العالم الصناعية مشكل مس المؤسسات الصناعية الكبرى الذي ال يكمن فقط في معرفة كيفية تنظيم
اإلنتاج فحسب بل في معرفة كيفية تنظيم المعلومات من أجل اتخاذ الق اررات وما يرتبط بذلك من
حيث كيفية تحليل واستغالل المعلومات وكذلك كيفية الحصول عليها و التحكم فيها H .Simon
) (Emmanuel-arnoud PATEYROR 1994; p:05)),1983ولقد تطرق العديد من
الباحثين إلى دراس ة هذا الموضوع دراسة معمقة وتوصلوا إلى بناء نظريات في هذا الموضوع وهم
كل من (هيربرت سيمون) حيث توصل إلى أن التنظيمات ال تقوم على عامل أو صفة واحدة ولكن
تقوم على مبدأ تقسيم العمل والتخصص وخاصة التخصص األفقي لما لهذين البعدين من أهمية في
المستويات العليا في رسم واتخاذ الق اررات وكذا المستويات الدنيا في رسم السياسات التنظيمية
واشراكها في اتخاذ الق اررات (عبد اهلل محمد عبد الرحمان ،0666 ،ص.).080كما حضي أيضا
موضوع اتخاذ الق اررات باهتمام كبير من طرف الباحثين .فلقد تطرق ( )H. Simon,1957.إلى
هذا الموضوع وتوصل إلى أن الق اررات اإلنسانية هي ق اررات عقالنية ونفس النتائج توصل إليها مع
) (H.Simon et A.NEWELL,1972.حيث توصلوا إلى أن المسير يستعمل كل المعلومات
المتوفرة لصنع واتخاذ ق اررات عقالنية ( .)Rationnellesولقد أجرى )(Linbdlom,1965.
دراسات حول عملية اتخاذ الق اررات في اإلدارة العمومية و توصل إلى أن معالجة المشكالت التي
تصادف سير العمل أمر نسبي .فليس من الممكن بلوغ درجة عالية من الرشد في اتخاذ الق اررات
رغم توفر المعلومات وتوفر عدة بدائل .وذهب ( )H.Simon 1978 – 1982.إلى أن علم النفس
الم عرفي له القدرة على التوصل إلى وضع أنظمة التخاذ الق اررات الصائبة بغض النظر عن الظروف
المحيطة بمتخذي الق اررات ( )D.MERUNKA, p18.هذا وقد تطرق الباحثان (محمد ياغي و
يوسف خاشقيخي) عام (0686م) إلى دراسة عملية اتخاذ الق اررات التربوية في المنظمات اإلدارية
التابعة لجهاز الخدمة االجتماعية في المملكة العربية السعودية وقد توصل إال أن نسبة استخدام
المديرين لألساليب العلمية في اتخاذ الق اررات ضئيلة وتكاد تكون منعدمة و توصل إلى أن هناك
عالقة قوية بين المستوى الوظ يفي ونوع الق اررات التي يتخذها المدير كما أن نوع القرار هو الذي
يحدد حجم المعلومات المطلوبة التخاذ ذلك القرار( نقال عن محمد عبد الفتاح ياغي().068. ،يحيى
محمد شديفات ومحمد سليمان الجرايده ،مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية،عدد،10 :
،1001ص.).00:
85
وقام النظاري عام (0660م) بدراسة تهدف إلى البحث في نظام المعلومات وأثر
المع لومات في فعالية اتخاذ الق اررات في المصاريف التجارية األردنية والمدى الذي تساهم به في
الوصول إلى ق اررات أكثر عقالنية ،وتوصلت الدراسة إلى أن هناك عالقة إيجابية بين المعلومات
من حيث دقتها ومرونتها ومألمتها وفعالية اتخاذ الق اررات في المصاريف األردنية( .مجلة العلوم
اإلنسانية واالجتماعية،عدد،1001 ،10 :ص.).00:
وأجرى الري ( )Larry Paul,1999.دراسة هدفت إلى فهم عملية اتخاذ الق اررات وكذلك
معرفة دور المعلومات في اتخاذ الق اررات وتم القيام بهذه الدراسة في واليتي نيويورك و داكوتا
الشمالية(الواليات المتحدة االمريكية) واعتمد الباحث على أسلوب المقابلة لجمعه البيانات وتوصل
إلى أن للمعلومات دو ار فاعال في اتخاذ الق اررات كما أكدت على ضرورة توفر المعلومات في الوقت
المناسب الذي يتم فيه اتخاذ الق اررات .مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية،عدد،10 :
،1001ص.).01:
كما قام ميشال ( )Michael paul.1997.بدراسة حول مدى استخدام المعلومات في
عملية اتخاذ الق اررات اإلستراتيجية ومعرفة أنواع المعلومات المستخدمة ومستوى استخدامها وكيفية
االستفادة منها وأجريت الدراسة في شركات خاصة وأظهرت نتائج الدراسة أن هناك تأثيرات إيجابية
ومباشرة للمعلومات في عملية اتخاذ الق اررات وخصوصا الق اررات اإلستراتيجية وأكدت كذلك الدراسة
على ضرورة إشراك العاملين في مجال المعلومات في دورات تدريبية متخصصة من اجل تطوير
مستوى الخبرة لدى المستخدم .مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية،عدد،1001 ،10 :ص.).01:
و اعتمادا على دراسة واقع هذي ن المتغيرين في هذه المناصب من أجل إثراء هذا الموضوع
بالدراسة والبحث ونظ ار لما يفرضه واقعنا الذي يميزه التحول في جميع األصعدة خاصة ما يفرضه
واقع المنظمات االقتصادية الجزائرية من تحوالت تتطلب إجراء عدة دراسات للكشف عن أحسن
المناهج التي يُعتمد عليها في التسيير لهذا نقوم بدراسة هذا الموضوع من خالل طرح التساؤالت
هل إلستراتيجية االتصال الداخلي عالقة بفعالية عملية اتخاذ الق اررات التنظيمية في التالية:
المنظمة؟ وكيف يمكن لعملية االتصال داخل المنظمة أن تؤثر تأثي ار إيجابيا أو سلبيا في عملية
86
اتخاذ الق اررات ؟ هل يرجع نقص فعالية اتخاذ الق اررات إلى النقص في تدفق المعلومات في
المستويات الهرمية للمنظمة ؟ هل هذا راجع إلى نقص التحكم في عملية االتصال الداخلي للمنظمة
؟ ما هي المعوقات التي يمكن أن تقلل من فعالية اتخاذ الق اررات؟ كيف يمكن أن نحسن إستراتيجية
االتصال داخل المنظمة لتفعيل عملية اتخاذ الق اررات؟ ما هو نوع االتصال الداخلي المناسب للزيادة
في فعالية الق اررات اإلستراتيجية التي تتخذها المنظمة ؟
_3تحديد المصطلحات:
أ – االتصال الداخلي اصطالحا:
تعريف عملية االتصال الداخلي في المنظمة على أنه العملية التي يتم عن طريقها إيصال
المعلومات المختلفة بين األعضاء في جماعات العمل للحفاظ على الوضع الحالي للمنظمة أو
إحداث تغيرات (د محمد محمد عمر الطنوبي ،1000 ،ص).0. :
ب -التعريف اإلجرائي لعملية االتصال الداخلي:
هو عملية تبادل المعلومات داخل المنظمة وكل ما ينظمه من أوامر و تعليمات و كذا
عملية نقل النتائج والمعطيات إلى مختلف المصالح مع مراعاة تسلسل المسؤوليات في الهرم
التنظيمي.و يتم ذلك بطريقة رسمية و غير رسمية وباستعمال أداة.
ت -مفهوم عملية اتخاذ القرار:
يعرف القرار على أنه :مسلك معين أو محدد من بين مجموعة من البدائل لمواجهة ّ
احتماالت المستقبل .و هذا بوجود أكثر من بديل أمام متخذ القرار .فإذا لم يكن هناك سوى بديل
واحد ينبغي وجود عنصر اختيار ويصبح متخذ القرار أمام األمر الواقع (علي شريف و محمد فريد
الصحن ،0688 ،ص.).00 :
كما يعرف القرار على أنه البت النهائي و اإلدارة المحددة لصانع القرار بشأن ما يجب وما ال يجب
فعله للوصول إلى وضع معين و إلى نتيجة محددة ونهائية ( محمد حسين يس ،إبراهيم درويش،
،0657ص.).100 :
87
ث -التعريف اإلجرائي لعملية اتخاذ الق اررات :
هي عملية معرفية تتمل في اختيار الفرد ألحسن األفكار و الحلول واإلجراءات الممكنة
لمختلف المشاكل التي تواجهها المنظمة أو أية مصلحة منها بعد الحصول على أكبر قدر من
المعلومات الالزمة .ليتم تحديد الحل المناسب على شكل قرار ينتظر أن يجسد فعال في الحاضر أو
المستقبل من أجل ت حقيق األهداف التنظيمية و يتم اتخاذها إما بطريقة فردية أو جماعية.
– 1منهج البحث العلمي المستعمل:
نظ ار لطبيعة الموضوع واألهداف التي ن سعى إليها اعتمدنا على المنهج الوصفي الذي
اعتبرناه الم نهج المناسب لدراسة هذا الموضوع دراسة أكاديمية .بهذا نتمكن من اإللمام بمختلف
الجوانب المتعلقة بالموضوع حتى يستفيد منها المطلع على هذه الدراسة سواء من الناحية المعرفية
ومن الناحية المهنية إذ أننا قمنا بجمع عدد ال بأس به من المعلومات لكال المتغيرين و بعد هذا قمنا
بدراسة هذين المتغيرات في الميدان باتباع الخطوات التي يقتضيها هذا المنهج.
– 7عينة البحث:
ليس من مقدورنا دراسة كل الطاقات البشرية العاملة في المجمع نظ ار لكبر
عددهم وانتشارهم في كامل التراب الوطني .لهذا قمنا بتطبيق الدراسة التطبيقية على عينة عشوائية
تتكون من 57إطا ار سامي مسؤول يعملون بصفة دائمة في المديرية العامة للمجمع وعلى مستوى
بعض المديرية العامة لوحدة توزيع الكهرباء والغاز للجزائر العاصمة وعلى مستوى المديريات
الجهوية التابعة لها .ينقسم هؤالء المسؤولين إلى ثالثة فئات يتمثلون في المدراء وعددهم 01أي
%0.من أفراد العينة و رؤساء الدوائر وعددهم 0.أي %10من أفراد العينة ورؤساء المصالح
وعددهم 15أي %.1من أفراد العينة .ولقد تم اختيارنا لهذه العينة بطريقة عشوائية عنقودية .بهذه
الطريقة تحصلنا على عينة ممثلة لكل مستويات المسؤولية للهرم التنظيمي للمجمع ذلك حتى تكون
للدراسة أهمية وفائدة علمية وعملية .ولقد تم اختيار المسؤولين الساميين ألنهم هم المعنيين باتخاذ
الق اررات والسهر على تطبيق سياسات واستراتيجيات المنظمة هذا فضال على أنهم مكلفين باالتصال
مع المستويات العليا والدنيا للمنظمة وبالتالي فهم معنيين بموضوع االتصال الداخلي بصفة مباشرة.
88
_.أدوات البحث:
إلجراء الدراسة الميدانية قمنا بإعداد دليل مقابلة إلجراء مقابالت نصف موجهة مع بعض
مسؤولي المجمع .واعتمدنا على هذه التقنية للحصول على أكبر قدر من المعلومات الميدانية
المتعلقة بموضوع دراستنا خاصة أننا أجرينا هذه المقابالت مع مسؤولين ساميين في المنظمة يمثلون
الفئة المكلفة برسم االستراتيجيات واتخاذ الق اررات .فلقد قمنا بتصميم مقياسين للتقدير يقيسان على
التوالي :إستراتيجية االتصال الداخلي و فعالية عملية اتخاذ الق اررات .وانتهينا إلى تصميم مقياسين
لتحديد درجة حدوث س لوك ما وبخاصة في المواقف التي يكون فيها األداء أو اإلنتاج جوانب متعددة
يتطلب كل منها تقدي ار خاصا .تتكون مقاييس التقدير من مجموعة من الخصائص أو الصفات
للحكم عليها (.رجاء محمود أبوعالم )1005 ،صممنا هذين المقياسين في شكل نسختين األولى
باللغة العربية والثانية باللغة الفرنسية وذلك حتى يكون استعمالها أسهل في الميدان خاصة وأن اللغة
المتداولة في الشركة هي اللغة الفرنسية .ولقد تأكدنا من صدق مقياسي الدراسة بعد عرضها على
عدد من األساتذة المحكمين ومن ثمة قمنا بتطبيق اختبار ألفا لقياس ثبات المقياسين باستعمال
برنامج الحزمة اإلحصائية للعلوم االجتماعية (.)SPSS 8.0
أما عن األدوات االحصائية المستعملة أجل دراسة هذه العالقة اعتمدنا على حساب معامل
االرتباط "بيرسون" عن طريق االنحرافات إضافة إلى النسب المئوية للتعبير عن تكرار نفس السلوك
لدى أفراد العينة المدروسة.
89
نقص في ذلك فالعدد الكبير من العمال الذين يشتغلون على مستوى المجمع والموزعين في كامل
التراب الوطني وبالنظر إلى أسلوب إدارة المجمع الذي يتميز بأنه مركزي في التسيير وفي اتخاذ
الق اررات فإن من الصعب جدا التحكم في جميع القضايا ألن ذلك يعيق سير العمل على مستوى
اإلدارة العامة .وبما أن الصالحيات المخولة للمديرين في المستويات المتوسطة من الهرم التنظيمي
محددة فإن هذا يقلل من إمكانية التدخل باتخاذ ق اررات معينة .ظاهريا يتبين لنا أن هذا يعيق من
سير النشاط لكن التعمق في دراسة نظام تسيير المنظمة يجعلنا ندرك أن بهذا األسلوب استطاعت
إدارة المجمع أن تتحكم في سير العمل في جميع مناطق الوطن .بل أكثر من ذلك اعتمدت إدارة
المجمع على تقسيم مهامها على عدة مديريات لنفس الوحدة (مثل وحدة توزيع الكهرباء والغاز)
وقسمت مهام كل مديرية على عدة مديريات جهوية تابعة لمديريات هذه الوحدات .بهذا التقسيم
استطاعت إدارة المجمع أن تعالج أغلب الصعوبات التي تواجها في الميدان.
نالحظ من خالل هذا أن الجهود المبذولة من طرف إدارة المجمع لتفعيل نشاطها على
مستوى كامل التراب الوطني مبنى على نوع االتصال الذي يربط بين جميع أعضاء المجمع وهذه
العملية مبنية على أسس علمية مدروسة بشكل جيد اكتست بعدا إستراتيجيا في التسيير ألن من
المستحيل أن يكون هناك تكامل في نشاط المجمع دون أن يكون هناك نظام محكم لالتصال
الداخلي يظهر ذلك في جودة الق اررات التي اتخذت إلى حد اآلن من طرف مسيري المجمع والمتمثل
في اإلنجازات التي حققوها داخل وخارج الوطن.
و لقد عبر عن واقع هذه الثنائية ما تحصلنا عليه من نتائج تشير إلى وجود عالقة إرتباطية
موجبة وذات داللة إحصائية بلغت 0..0عند مستوى داللة 0.00فكلما كانت نتيجة مقياس
إستراتيجية االتصال الداخلي مرتفعة كلما ارتفعت نتيجة مقياس فعالية اتخاذ الق اررات .ولهذا السبب
تعمل إدارة المجمع على الرفع من فعالية إستراتيجية االتصال الداخلي باعتبار أن نتيجة ذلك هو
الرفع من فعالية عملية اتخاذ الق اررات والق اررات بحد ذاتها .ويظهر ذلك من خالل النتائج المتحصل
عليها حيث تحصلنا على عالقة إرتباطية موجبة بين فعالية الق اررات المتخذة و درجة سيولة
المعلومات والمعطيات حول موضوع الق اررات فبلغت 0.77عند مستوى داللة 0.00فكلما توفرت
ا لمعلومات الضرورية ذات الصلة بالمسائل التي تتطلب اتخاذ إجراءات معينة كلما أدى ذلك إلى
90
بلوغ نتائج إيجابية في الميدان تسبقها عملية تخطيط ودراسة كيفية إجراء تعديل والتدخل في الوقت
المناسب من أجل بلوغ أهداف مسطرة .هذا إضافة إلى أننا تحصلنا على عالقة ارتباطية موجبة بين
متغيري شمول العملية االتصالية جميع مستويات الهرم التنظيمي و فعالية الق اررات المتخذة حيث
بلغت العالقة 0.15عند مستوى داللة 0.00ورغم أن هذه العالقة متوسطة إال أن لها داللة في
المنظمة (ميدان الدراسة) التي تعتمد على سياسة مركزية التسيير واتخاذ الق ار ارت فرغم أن العالقات
االتصالية بين مستويات الهرم حسنة إال أن عملية اتخاذ الق اررات تبقى من صالحيات اإلدارة العليا
للمجمع و ليس في مقدور المسؤولين في المستويات الهرمية المتوسطة والسفلى أن يتخذوا ق اررات
ماعدا بعض الق اررات الروتينية المتعلقة بسير العمل والتي تتميز بطابعها الروتيني.
أما فعالية عملية اتخاذ الق اررات بمشاركة فيها عدد من عمال فلقد تحصلنا على عالقة
ارتباطية موجبة بين متغيري هذه الدراسة حيث بلغت 0.71وهذه العالقة دالة عند مستوى 0.00
فبما أن هذه المنظمة تعتمد في تسيير شؤونها على مبدأ المركزية في التسيير واتخاذ الق اررات إال أن
هذا ال يعني أن جميع الق اررات يتخذها شخص واحد بل تعمل إدارة المجمع على عقد عدة اجتماعات
لمناقشة مختلف األوضاع واتخاذ الق اررات ورسم اإلستراتيجيات .ومن أجل ذلك تهتم إدارة المجمع
بعنصر الموارد البشرية خاصة ذوي التجربة الطويلة في الميدان وذوي التكوين العالي الذين يكلفون
بإعداد الدراسات ودراسة مختلف المشاريع التي تعرض على اإلدارة .وللعلم فإن هذه العملية خاصة
فقط بالمسؤولين الذين يشغلون مناصب المديرين ورؤساء الدوائر أما رؤساء المصالح فإنهم مطالبين
بتقديم اقتراحاتهم إلى المستويات المتوسطة لي تم دراسة األفكار الحسنة من طرف مختصين في أعلى
الهرم التنظيمي.
تسهر المديرية والمديريات األخرى على سيولة المعلومات األساسية وعلى نوعية وكميتها
ومن ثمة يتم االعتماد على هذه التفاصيل التخاذ الق اررات والتدابير التي يراها المسؤولون ضرورية
في أعلى المستويات ال هرمية التابعة للمديريات الجهوية وكذا في أعلى المستويات الهرمية التابعة
لمديرية الوحدات وكذا على مستوى إدارة المجمع .وتختلف أهمية المعلومات باختالف أهمية الق اررات
التي يتم اتخاذها .فإذا كانت الق اررات التي تتخذ روتينية فإنها عادة ما يتم اتخاذها في المستويات
الهرمية المتوسطة من الهرم التنظيمي .أما الق اررات المتعلقة بالمديرية العامة فإنها تتخذ في أعلى
91
مستوى هذه األخيرة .أما الق اررات اإلستراتيجية فإنها تتخذ على مستوى إدارة المجمع بعد أن يتم
دراستها .وكثي ار ما تأخذ هذه الق اررات شكل مشاريع يتم إعدادها من طرف مجلس إدارة المجمع الذي
يتشكل من مديري الوحدات ومختصين في التخطيط وكذا الطاقم المشرف عل تسيير المجمع أين يتم
التطرق إلى العديد من النقاط المتعلقة بكيفية تجسيد تلك الق اررات التي تكون مبنية على أهداف
محددة إضافة إلى دراسة الوسائل المادية والبشرية الضرورية لذلك .بعد هذا يتم توزيع المهام على
جميع الوحدات كل حسب تخصصها وتقوم إدارة هذه األخيرة بتوزيع هذه المهام على المديريات
الجهوية التابعة لها .بناء على هذا نالحظ أن إستراتيجية االتصال الداخلي في هذه المنظمة تشكل
حلقة كاملة مع احترام أداء مهام كل جزء من هذه الحلقة .تبدأ باتخاذ الق اررات في المستويات الهرمية
العليا لتأخذ مسار االتصال النازل على شكل تعليمات تنظيمية محددة ليتم توزيع هذه التعليمات في
مستوى أقل من األول حيث توزع هذه العليمات وفق مسار االتصال النازل ووفق نظام االتصال
األفقي وهذا ألن مديريات الوحدات تتشكل من عدة مديريات جهوية تابعة لها .وتستمر هذه العملية
في مستوى المديريات الجهوية بتوزيع هذه المهام على المصالح المعنية وهكذا حتى تصل إلى
المستويات التنفيذية .وبعد هذا يتم إعادة هذه الرسائل على شكل تقارير مفصلة عن سير العمل وعن
نتائج تنفيذ التعليمات وتأخذ هذه الرسا ئل مسار االتصال الصاعد في شكل تغذية رجعية من أجل
تمكين المسؤولين في أعلى المستويات من متابعة سير العمل .رغم أن هذا النظام جد فعال في
عملية التحكم والتسيير إال أن هذا ينتج عنه تراكم لكمية معتبر جدا من المعلومات التي يعتمد عليها
في اتخاذ الق اررات مع اتساع رق عة نشاط المجمع فإن هذا يعد عبئ على المسيرين الذين يطالبون
باتخاذ ق اررات فعالة ومن ثمة تقديمها على شكل تعليمات مع مراعاة الدقة والسهولة في نشرها
والسهر على إيصالها في أوقاتها إلى جميع المسؤولين المعنيين بذلك .وتجدر اإلشارة إلى أن
األسلوب المتبع في تبادل الرسائل التنظيمية هو األسلوب الرسمي الذي يمكن المسؤولين في كل
المستويات الهرمية من وضع الثقة الضرورية في نوع المعلومات التي يتحصلون عليها والتي تصبح
معلومات تاريخية للمنظمة (على حد تعبير بعض المسؤولين) .هذا رغم أن هناك من المعلومات
التي يتم تبادلها بطرق غير رسمية ولكن هذا النوع من المعلومات كثي ار ما يكون متداوال في
المستويات التنفيذية وبالتالي ال يعتمد عليها في اتخاذ الق اررات .بهذا نالحظ أن الفرضية الجزئية
األولى من الدراسة والتي تنص على أن فعالية الق اررات المتخذة تزداد كلما ازدادت كمية المعلومات
92
والمعطيات حول موضوع القرار وتتوافق هذه النتائج مع ما توصل إليه ( MICHEAL,
)paul,1997.في دراسة حول مدى استخدام المعلومات في عملية اتخاذ الق اررات اإلستراتيجية
حيث أجرى هذه الدراسة في شركات خاصة وأظهرت النتائج أن هناك تأثيرات إيجابية ومباشرة
للمعلومات في عملي ة اتخاذ الق اررات و خصوصا الق اررات اإلستراتيجية (مجلة العلوم االجتماعية،
عدد ،10،1001:ص .)01:كما جاءت نتائج هذه الدراسة متممة لما توصل إليه (النظاري
0660م) ،في دراسة تهدف إلى البحث في نظام المعلومات وأثرها على فعالية اتخاذ الق اررات في
المصاريف التجارية األردنية والمدى الذي تساهم به في الوصول إلى ق اررات أكثر عقالنية ،وتوصل
إلى أن هناك عالقة إيجابية بين المعلومات من حيث دقتها ومرونتها ومالءمتها بفعالية اتخاذ
الق اررات ( مجلة العلوم االجتماعية ،عدد ،10،1001:ص )00:وتبقى هذه النتائج محققة في ظل
إجابات أفراد عينة الدراسة.
تنتهج إدارة مجمع سونلغاز عموما وادارة المديرية العامة لوحدة توزيع الكهرباء والغاز
بالجزائر العاصمة والمديريات الجهوية التابعة لها نظام التنسيق في أداء المهام الموكلة لكل مستوى
من هذه المستويات وبما أن نظام التسيير مركزي فإن إستراتيجية االتصال الداخلي مبنية أساسا على
تسهيل عملية تقل المعلومات والهتمام بالعالقات اإلنسانية بالعمل على توطيد العالقات المهنية فيما
بين جميع األفراد العاملين في جميع المستويات الهرمية .ويظهر ذلك من خالل ما تشير إليه
إجابات أفراد عينة الدراسة .فهم يعبرون عن شمول عملية االتصال بجميع أشكاله وأساليبه إذ أن
العديد من هؤالء المسؤولين (أفراد عينة الدراسة) يعتمدون في الكثير من األحيان على أسلوب
االتصال غير الرسمي الذي يفسح المجال أمام تكوين عالقات اجتماعية في جماعات العمل وهذا
موحد من أجل تحقيق األهداف التنظيمية المنتظرة من كل مستوى
أمر مرغوبا فيه حين يكون العمل ّ
ومن كل عامل .وهذا ما يحدث فعال إذ أن تعامل العديد من أفراد عينة الدراسة بأسلوب االتصال
غير الرسمي وتفضيل هذا األسلوب من البعض اآلخر ال يعني انعدام أسلوب االتصال الرسمي بل
العكس هو الصحيح فمهما كانت طبيعة العالقات التي تربط المسؤولين ببعضهم البعض أو مع
ال به في غالب األحيان هذا لما لهذا
مرؤوسيهم إال أن التعامل باألسلوب الرسمي يبقى معمو ً
األسلوب من أهمية في ترسيخ توزيع المهام .فبهذا األسلوب يحافظ المسؤول على مكانته في
93
المنظمة وبهذا األسلوب يسود النظام ويستمر أداء المهام وفق ما تم االتفاق عليه .و هذا ما
توصلت إليه )Westphalen Marie-Hélène,2001( .حيث ترى أن العامل الذي يكون
متحمسا للعمل داخل المنظمة يجعل منها منظمة محبوبة عنده وحتى خارجها فاالتصال الداخلي
عامل يبعث روح المبادرة وروح المسؤولية عند العمال.
هذا إضافة على أن إجابات أف راد العينة المدروسة تشير إلى أن أغلبيتهم يفضلون العمل
في جو يسوده التعاون ويسوده الوضوح والشفافية في أداء المهام .ذلك من خالل تدعيم قنوات
االتصال الداخلي بمختلف أنوعها وأشكالها خاصة منها النازلة والصاعدة واألفقية .بهذا يكون أغلب
المسؤولين على علم بما يحدث في منظمتهم .وبالتالي يعملون على تحسين أدائهم بشكل مستمر
وهذا يسمح بالتقدم المستمر في تجسيد إستراتيجية المديرية والمنظمة ككل .إضافة إلى أن إجابات
أفراد العينة تشير إلى أن إدارة المنظمة تولي اهتماما كبي ار للصعوبات التي تصادف المرؤوسين
الذين يمثلون المستوى التنفيذي للمنظمة واذا كانت إدارة المنظمة تهتم بما يعيشه العمال في
المستويات التنفيذية فإن هذا يدل على أن إدارة المجمع تهتم بدراسة جميع الحاالت المتعلقة بكل
المستويات الهرمية ذلك يعود إلى كون الق اررات تصدر من أعلى الهرم وال يتم ذلك إال بعد مرور
الرسائل من المستويات المتوسطة عبر قنوات االتصال الصاعد .إذا فإن كل هذه المستويات تلقى
االهتمام المناسب من طرف إدارة المنظمة كما أن هذا يدل على أن أغلب الق اررات التي يتم اتخاذها
مبنية على ما تم تحقيقه في الميدان و من ثمة تنتقل إدارة المديرية إلى إصدار ق اررات أخرى تكون
مكملة للق اررات السابقة.
يعد نجاح هذه المنظمة في نشاطها إلى انتهاجها لنظام المركزية في التسيير واتخاذ الق اررات
ويعود هذا إلى أن حجم هذه المنظمة الكبير وتعدد الوحدات التابعة لها وتنوع نشاط كل وحدة.
فاعتمدت على النظام المركزي للتسيير واتخاذ الق اررات .بهذا استطاعت أن تواجه كل التحوالت
الواردة على الصعيدين المحلي والدولي ومن أجل ذلك اعتمدت إدارة المجمع على نظام عقد
االجتماعات لمناقشة جميع المشاريع والصعوبات التي تواجه نشاط المنظمة و رسم الخطط و
اإلستراتيجيات واجراء التعديالت الضرورية من أجل التحكم الجيد والمستمر في نشاطها .ولقد عملت
إدارة هذه المنظمة على انتهاج هذا المنهج في التسيير كونه من أحسن الطرق المؤدية إلى تشكيل
94
قنوات اتصالية متينة حيث يتم عقد اجتماعات تكاد تكون دائمة إذ يشارك في هذه االجتماعات
جميع المسؤولين الساميين وعلى رأسهم الرئيس المدير العام للمجمع مع باقي أعضاء الطاقم المتكون
من مدراء الوحدات ومدراء أجهزة المديرية العامة ومدراء المديريات الفرعية التابعة للوحدات وكذا
الحيز الذي
العديد من المختصين في التسيير.كل هؤالء يجتمعون كلما استدعى األمر ذلك وبما أن ّ
1
تنشط فيه هذه المنظمة هو أكثر بكثير من 01مليون كلم فإن إدارة المجمع تقوم بعقد اجتماعات
عمل بشكل دائم ( ولقد الحظنا ذلك أثناء إنجازنا لهذه الدراسة) .وال يتوقف األمر على المسؤولين في
أعلى الهرم التنظيمي بل األمر مس جميع المسؤولين العاملين في هذه الوحدة وكذا المديريات التابعة
لها حيث يعمل الجميع على أ داء المهام الموكلة إليه على أحسن وجه مشكلين بذلك فريق عمل
موحد قاسمهم المشترك يتمثل في تحقيق األهداف التنظيمية ثم تحقيق أهدافهم الشخصية المتنوعة.
وحتى ترفع إدارة المنظمة من دافعية هؤالء المسؤولين تقوم بإشراكهم في العديد من المناسبات
التخاذ بعض الق اررات حي ث يميل أغلب المسؤولين إلى االعتماد على هذا المنهج .إذ يشارك جميع
المسؤولين باإلدالء بآرائهم وتقديم مالحظاتهم وانتقاداتهم لمختلف المواضيع المعروضة للنقاش والتي
تنتهي باتخاذ ق اررات حولها .ولقد انتهجت إدارة المنظمة هذه الطريقة في التسيير من أجل الرفع من
روح المسؤولية لدى هؤالء المسؤولين وحتى يشعروا بقوة انتمائهم لها خاصة أن أغلبهم شباب .فمن
المهم جدا إشعارهم أن نتائج المنظمة تعود بالفائدة عليهم جميعا .هذا من جهة ومن جهة أخرى
تعمل إدارة المنظمة على الرفع من قدرة هؤالء المسؤولين على تحمل المسؤولية في المستقبل
ب اعتبارهم سيصبحون مسؤولين ساميين يتقلدون مسؤوليات أكبر في المستقبل القريب وبالتالي من
المهم تدريبهم وتكوينهم على تحمل المسؤوليات واتخاذ أحسن الق اررات .و حتى تستفيد المنظمة من
جميع الكفاءات التي تشغلها زودت أغلب مديرياتها بنظام األنترانيت الذي يسهل عملية نقل
المعلومات فيما بين جميع المستويات وفيما بين جميع المصالح .بهذه الكيفية تمكنت إدارة المنظمة
من االستفادة من جميع الكفاءات خاصة عند اتخاذ الق اررات بهذا يتجسد مبدأ الشورى في عملية
اتخاذ الق اررات وسهل ذلك هذه الوسائل التي تسهل عملية المشاركة في عملية اتخاذ العديد من
الق اررات .وهذا ما توصل إليه "دافيد امري "D.Emeryإذ يرى أنه :يمكن للمدير خلق الجو النفسي
والموقف المالئم الذي يحفز العاملين على بذل أقصى جهودهم لتحقيق أعلى مستوى اإلنتاج كما
95
يمكنه التوفيق بين مصالح رغبات العاملين ومصالح التنظيم من خالل توسيع الدور الذي يقوم به
المرؤوسون وهو ما أسماه " دور غير المديرين" وامكانية تحقيق ذلك ال يأتي إال عن طريق مشاركة
المرؤوسين الذين يبادرون باقتراحاتهم وآرائهم التي تيسر على المدير اتخاذ الق اررات الصائبة وتضـمن
له في نفس الوقت حسن تنفيـذها ( عن نواف كنعان.)1001،
من خالل جميع هذه التفاصيل وغيرها يمكن اعتبار سياسة التسيير المركزي األسلوب
الجماعي في اتخاذ أغلب الق اررات خاصة اإلستراتيجية منها مبنية على مرجعية نظرية تتمثل في
مبدأ الشورى في اتخاذ الق اررات وعلى مضمون النظرية المعرفية لعملية اتخاذ الق اررات والتي يرى
(Philip Johnson LAIRD, Daniel KAHNEMAN , AMOS Tavesky. أصحابها
) الذين يرون أن الق اررات اإلنسانية ال يمكن أن تكون عقالنية بصفة دائمة مثلما يرى أصحاب
النظرية الكالسيكية للق اررات وهم ( Jerone BRUMER, Jean PIAJET, Allon NEWLL,
)Herbert SIMON.إنما يقول أصحاب النظرية المعرفية أن ق اررات اإلنسان محدودة من حيث
عقالنيتها بقدرات اإلنسان المعرفية المحدودة على معالجة كم كبير من المعطيات المتعلقة بموضوع
القرار في آن واحد فكلما كانت المعلومات كثيرة كلما واجه اإلنسان صعوبة في اتخاذ ق اررات أكثر
عقالنية (.)H.BOUCHAFA, et autres, 2003, p 62.
خاتمة
تعمل إدارة هذه المنظمات في الوقت الراهن على توفير جميع الوسائل الضرورية لتفعيل
دور االتصال الداخلي حتى تحافظ بالدرجة األولى على الكفاءات التي تعمل فيها ألن من الجدير
بالذكر أن أغلب المنظمات تعمل على استقطاب الكف اءات العاملة على مستوى المنظمات األخرى
واذا فقدت هذه المنظمة أو منظمة أخرى إطارات ذوا كفاءة عالية فمن الصعب عليها أن تعوض
ذلك النقص ألن في الوقت الذي تبحث فيه عن بديل فإن المنظمة التي أخذت هذا اإلطار تستفيد
بشكل مباشر من كفاءته قدرته الكبيرة على األداء .ك ما أن فقدان إطار من هذا الوزن يؤدي إلى
فقدان كم معتبر من المعلومات الخاصة بالمنظمة األولى وبما أن السباق مشتد للحصول على
أحسن المعلومات والتي أصبحت عامل قوة بالنسبة لمالك المعلومة فإن القوة تنتقل من منظمة
ألخرى بانتقال الموارد البشرية .
96
وبما أننا نتحدث عن مكانة المعلومات في المنظمة فإن قنوات االتصال الداخلي في هذه
المنظمات تعمل على كسب أكبر قدر من المعلومات التنظيمية .سواء من حيث أداء العمل ومن
حيث نقل التعليمات التي تصبح نتائجها تحقيقا ألهداف مسطرة ومعلومات تعود إلى أعلى
المستويات الهرمية لهذه المنظمات خاصة إذا تعلق األمر بمنظمات تعتمد على النظام المركزي في
التسيير وفي اتخاذ الق اررات و حتى تنجز المهمة على أكمل وجه من الضروري أن يكون العمل
جماعي خاصة أثناء اتخاذ الق اررات .بهذه الكيفية تعالج جميع المعلومات من جميع الجوانب ومن
ثمة تكون الق اررات التي تتعرض هي األخرى للنقاش والتحليل والنقد خالل عملية اتخاذها لتنتهي
باتخاذ قرار كامل في أغلب األحيان .وهذا ليس باألمر الجديد علينا وعلى المسيرين إنما أبلغُ ٍ
دليل
ِ
اهلل عز وجل":ف ِب َما َر ْح َم ٍة ِم َن على هذا المنهج في التسيير مذكور في القرآن الكريم إذ يقول المولى ّ
ِف ِي شِ
او ْرُه ْم استَ ْغ ِف ْر َل ُه ْم َو َ
ف َع ْن ُه ْم َو ْ ضواْ ِم ْن َح ْولِ َك فَ ْ
اع ُ لِ ْن َت َل ُه ْم َوَل ْو ُك ْن َت فَظًّا َغلِي َ
ظ اَْل َق ْل ِب َال ْن َف ُّ
ين" [سورة آل عمران :اآلية ]076 لمتََو ِّك ِل َ ِ ِ
اْأل َْم ِر فَِإ َذا َع َز ْم َت فَتََو َّك ْل َع َلى اهلل إِ َّن َ
اهلل ُيح ُّب اْ ُ
تبقى النتائج المتوصل إليها صحيحة في حدود عينة بحثنا ويمكن األخذ بها في إطار حجم
العينة وخصائصها كما أن هذه النتائج ليست مطلقة بل من الممكن أن تتغير من مديرية ألخرى.
بالمقابل تبقى نتائج هذه الدراسة مقدمة لدراسات أخرى قد تكشف الضوء على الكثير من الجوانب
التي لم نتمكن من إظهارها.
قائمة المراجع:
– 01إيهاب صبيح محمد زريق ،إدارة العمليات واتخاذ الق اررات السليمة ،سلسلة اإلدارة في أسبوع
عدد ،01دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع ،مصر.1000 ،
97
-01بسيوني إبراهيم حمادة ،دور وسائل االتصال في صنع الق اررات في الوطن العربي ،مركز
دراسات الوحدة العربية ،بيروت؛. 0661
– 01رجاء محمود أبو عالم ،مناهج البحث في العلوم النفسية و التربوية ،دار النشر للجامعات،
مصر ،ط.2007 ،.
-01سعيد أوكيل ،إستقاللية المؤسسات العمومية االقتصادية تسيير واتخاذ الق اررات في إطار
المنظور النظامي ،جامعة الجزائر ؛ .0661
-07عبد اهلل محمد عبد الرحمان ،علم االجتماع الصناعي ،النشأة والتطورات الحديثة ،دار النهضة
العربية ،ط ،00بيروت.0666 ،
للكتاب العالمي للنشر -0.عزام صبري ،اإلحصاء الوصفي ونظام ،SPSSط 00جدا ار
والتوزيع ،عمان األردن.100. ،
-05علي شريف و محمد فريد الصحن ،اقتصاديات اإلدارة ،منهج الق اررات .دار الجامعية،
اإلسكندرية؛ .0688
-08كاسر ناصر المنصور ،نظرية الق اررات اإلدارية (مفاهيم وطرائق كمية) ،ط ،0دار الحامد
عمان؛ .1000
-06كامل محمد المغربي ،السلوك التنظيمي ،مفاهيم و أسس سلوك الفرد والجماعة في التنظيم،
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،األردن.1001 ،
– 00محمد حسن يس ،إبراهيم درويش ،المشكلة اإلدارية و صناعة القرار ،الهيئة المصرية
للكتاب ،القاهرة؛ .0657
– 11محمد سعيد عبد الفتاح ،اإلدارة العامة ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية؛ .068.
-12محمد علي شهيب ،السلوك اإلنساني في التنظيم ،دار الفكر العربي ،القاهرة.0660 .
-13محمد محمد عمر الطنوبي ،نظريات االتصال ،ط . 0مصر؛. 1000
-01مصطفى عشوي ،أسس علم النفس الصناعي التنظيمي ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر
. 0661
– 07منعم زمزير الموسوي ،اتخاذ الق اررات اإلدارية،مدخل كمي ،ط، 0دار األيازوي العلمية؛
.0668
98
، األردن، كلية الحقوق،1 ط،) إتخاذ الق اررات اإلدارية (بين النظرية والتطبيق، – نواف كنعان0.
.1001
05– H.BOUCHAFA, GRANGERAN, Gereau, P. MARTIN-MATTERA,
B,RAVELEAU . Initiation à la Psychologie ; Comment devenir
Psychologue. Paris : Ed ; VUIBERT. 2003.
08 – BOURSNI, Jean-Louis. La Décision rationnelle. Paris : ed ;
économica. 1996.
06 – CERKEVIC, Chantal . Piloter la communication Qualité. Paris : ed ;
Afnor. 2001.
10_ D’ALMEIDA, Nicol et LIBAERT, Thierry. LA COMMUNICATION
INTERNE DE L’ENTREPRISE. Paris : ed ; Dunod, 3e. 2002.
11- DIRIDOLLOU, Bernard . Manager son équipe. Paris :ed ;
d’organisation. 2002.
12-DUPUY, Emmanuel et autres. La Communication Interne, vers
L’entreprises transparente. Paris : les éditions D’organisation. 1988.
13- LACONO, Geneviève. Gestion des Ressources Humaines. Alger :
ed ; CASBAH. 2004.
14- LASARY . Tout sur le Management, 2006.
15– MARCIL, Cloude et Joanne LOUZON . Comment chercher (les
secrètes de la recherche d’information à l’heure). Canada : Ed ; multi
mondes. 2001.
1 6– MOREL, Christian . La prise de décision . trad. Mandane de
RAIGNAC- FRAïSSE. Paris : ed ; organisation. 2002.
17-MUCCHILLI, Alex. Approche systématique et Communicationnelle des
organisations. Paris : ed ; ARMAND COLIN. 1989.
99
18–NGUYEN-THANH, Fanelly. La Communication : une Stratégie au
Service de L’Entreprise. Paris: Ed ; Economica. 1991.
16 – PATEYRON, Emmanuel- Arnaud. Le Management Stratégique de
L’information – Application à l’entreprise. Paris : ed ; Economica. 1994.
10 - ROY, Bernard. Méthodologie Multicritère d’Aide à la Décision. Paris :
ed ; economica. 1985.
10-WESTPHALEN, Marie-Hélène. COMMUNICATOR, Le guide de la
communication D’entreprise. Paris : ed ; Dunod, 3e. 2001.
100