Professional Documents
Culture Documents
أصول العثيمين معدل PDF
أصول العثيمين معدل PDF
فإن فُقِد شرطٌ من الشروط ،أو ُوجِد مانع من املوانع امتنعت الصحة.
مثال فَقْد الشرط يف العبادة :أن يصلي بال طهارة.
ومثال فقد الشرط يف العقد :أن يبيع ما ال ميلك.
ومثال وجود املانع يف العبادة :أن يتطوع بنفل مطلق يف وقت النهي.
ومثال وجود املانع يف العقد :أن يبيع من تلزمه اجلمعة شهيااً ،بعهد نهدائها
الثاني على وجه ال يباح.
األحكام الوضعية
والفاسد لغة :الذاهب ضياعاً وخسراً.
واصطالحاً :ما ال ت تب آثار فعله عليه عبادةً كان أم عقداً.
فالفاسد من العبادات :مها ال ته أ بهه الذمهة ،وال يسهقا بهه الطلهب؛
كالصالة قبل وقتها.
والفاسد من العقود :ما ال ت تب آثاره عليه؛ كبيع اجملهول.
وكل فاسد من العبادات والعقود والشهروط فإنهه ّهرم؛ ألن ذلهك مِهن
تعدِّي حدود اهلل ،واختاذِ آياته هزؤاً ،وألن النيب صلّى اهلل عليهه وسهلّم
أنكر على من اش طوا شروطاً ليست يف كتاب اهلل.
األحكام الوضعية
والفاسد والباطل مبعنى واحد إال يف موضعني:
األول :يف اإلحرام؛ فرقوا بينهما بأن الفاسد ما وطئ فيه املُحرمِ قبل
التحلل األول ،والباطل ما ارتد فيه عن اإلسالم.
الثاني :يف النكاح؛ فرقوا بينهما بأن الفاسد مها اختلهف العلمهاء يف
فساده كالنكاح بال ولي ،والباطهل مها أمجعهوا علهى بطالنهه كنكهاح
املعتدة.
تعريف العلم
العلم :إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً؛ كإدراك أن الكهل أكه مهن
اجلزء ،وأن النية شرط يف العبادة.
فخرج بقولنا" :إدراك الهشيء"؛ عدم اإلدراك بالكلية ويسمى "اجلهل البسيا"،
مثل أن يُسأل :متى كانت غزوة بدر؟ فيقول :ال أدري.
وخرج بقولنا" :على ما هو عليه" ؛ إدراكهه علهى وجهه خيهالف مها ههو عليهه،
ويسمى "اجلهل املركب" ،مثل أن يُسهأل :متهى كانهت غهزوة بهدر؟ فيقهول :يف
السنة الثالثة من اهلجرة.
وخهرج بقولنهها" :إدراكهاً جازمهاً"؛ إدراك الشههيء إدراكهاً غهري جههازم ،يههث
حيتمل عنده أن يكون على غري الوجه الذي أدركه ،فال يسمى ذلك علماً .ثهم إن
ترجح عنده أحد االحتمالني فالراجح ظن واملرجهوح وهههم ،وإن تسهاوأل األمهران
فهو شك.
تعريف العلم
وبهذا تبين أن تعلق اإلدراك باألشياء كاآلتي:
تنبيه:
تقسيم الكالم اىل حقيقة وجماز هو املشهور عند أكثر املتأخرين يف القرآن وغريه،
وقال بعض أهل العلم :ال جماز يف القران ،وقال اخرون :ال جمهاز يف القهران وال
يف غريه ،وبه قال أبو إسحاق اإلسفراييين ومن املتأخرين العالمهة الشهيخ ّمهد
األمني الشنقيطي ،وقد بني شيخ اإلسالم ابن تيمية وتلميذه ابن القيم أنه اصطالح
حادث بعد انقصاء القرون الثالثة املفضلة ،ونصهره بأدلة قويهة كهثرية تهبني ملهن
اطلع عليها أن هذا القول هو الصواب.
تعريف األمر
األمر :قول يتضمن طلب الفعل على وجه االسهتعالء ،مثهل :أقيمهوا الصهالة
وآتوا الزكاة.
فخرج بقولنا" :قول"؛ اإلشارة فال تسمى أمراً ،وإن أفادت معناه.
وخههرج بقولنهها" :طلههب الفعههل"؛ النهههي ألنههه طلههب تههرك ،واملههراد بالفعههل
اإلجياد ،فيشمل القول املأمور به.
وخرج بقولنا" :علهى وجهه االسهتعالء"؛ االلتمهاس ،والهدعاء وغريهمها ها
يستفاد من صيغة األمر بالقرائن.
صيغ األمر
صيغ األمر أربع:
- 1فعل األمر ،مثل (( :اتلُ مهها أُوحِهيه إِلَيهكَ مِهنه الْ ِكتههابِ)) [العنكبهوت :مهن
اآلية]45
- 2اسم فعل األمر ،مثل :حي على الصالة.
- 3املصدر النائب عن فعهل األمهر ،مثهل (( :فَهإِذها لَقِيه ُتمُ الَّهذِينه كَفَهرُوا فَضههربه
الرقَاب)) [ّمد :من اآلية.]4
ِّ
- 4املضارع املقرون بالم األمر ،مثلِ (( :لتُؤ ِمنُوا بِاللَّههِ وهرهسُهولِهِ)) [اجملادلهة:
من اآلية.]4
وقد يستفاد طلب الفعل من غري صهيغة األمهر ،مثهل أن يوصهف بأنهه فهرض ،أو
واجب ،أو مندوب ،أو طاعة ،أو ميدح فاعله ،أو يذم تاركه ،أو يرتب على فعله
ثواب ،أو على تركه عقاب.
ما تقتضيه صيغة األمر
صيغة األمر عند اإلطالق تقتضي :وجوب املأمور به ،واملبادرة بفعله فوراً.
فمن األدلة على أنها تقتضهي الوجوب قوله تعاىل (( :فَ ْليهحذهرِ الَّذِينه ُيخهالِفُونه عهن أَمرِهِ أَن
تُصِيبههُم فِتنهةٌ أَو يُصِيبههُم عهذهابٌ أَلِيمٌ)) [النور :من اآلية ، ]63وجه الداللهة أن اهلل حهذر
املخالفني عن أمر الرسول صلّى اهلل عليه وسلّم أن تصيبهم فتنة ،وهي الزيغ ،أو يصهيبهم
عذاب أليم ،والتحذير مبثل ذلك ال يكون إال على ترك واجب؛ فدل على أن أمر الرسهول
صلّى اهلل عليه وسلّم املطلق يقتضي وجوب فعل املأمور.
ومن األدلة على أنه للفور قوله تعاىل (( :فَاس هتبِقُوا ا ْلخهيرهاتِ )) [البقرة ،148 :واملائدة:
]48واملأمورات الشرعية خري ،واألمر باالستباق إليها دليل على وجوب املبادرة.
ما تقتضيه صيغة األمر
وألن النيب صلّى اهلل عليه وسلّم كره تأخري الناس ما أمرهم به من النحهر واحللهق
يوم احلديبية ،حتى دخل على أم سلمة رضهي اهلل عنهها فهذكر هلها مها لقهي مهن
الناس.
وألن املبادرة بالفعل أحوط وأبرأ ،والتأخري له آفهات ،ويقتضهي تهراكم الواجبهات
حتى يعجز عنها.
وقد خيرج األمر عن الوجوب والفورية لدليل يقتضهي ذلك ،فيخرج عن الوجهوب
إىل معان منها:
- 1النههدب؛ كقولههه تعههاىل (( :هوأَشههِدُوا إِذها هتبهههايهعتُم)) [البقههرة ]282 :فههاألمر
باإلشهاد على التبايع للندب بدليل أن النيب صلّى اهلل عليه وسلّم اش أل فرساً من
أعرابي ومل يشهد.
ما تقتضيه صيغة األمر
- 2اإلباحة؛ وأكثر ما يقع ذلك إذا ورد بعد احلظر ،أو جواباً ملها يتهوهم أنهه
ّظور.
مثاله بعد احلظر :قوله تعاىل (( :وهإِذها حهلَ ْلتُم فَاصطَادُوا)) [املائدة ]2 :فهاألمر
باالصطياد لإلباحة لوقوعه بعد احلظر املستفاد من قوله تعاىل (( :غَيره ُمحِلِّهي
الصَّيدِ هوأَنتُم حُ ُرمٌ)) [املائدة]1 :
ومثاله جواباً ملا يتوهم أنه ّظهور؛ قولهه صهلّى اهلل عليهه وسهلّم" :افعهل وال
حرج" ،يف جواب من سألوه يف حجة الوداع عن تقديم أفعال احلج اله تفعهل
يوم العيد بعضها على بعض.
- 3التهديد كقولهه تعهاىل (( :اعمهلُهوا مهها شِهاتُم إِنَّههُ بِمهها تهعمهلُهونه بهصِهريٌ ))
[فصههلت :مههن اآليههة (( ، ]40إِنَّهها أَعتهههدنها لِلظَّههالِ ِمنيه نهههارا)) [الكهههف :مههن
اآلية ]29فذكر الوعيد بعد األمر املذكور دليل على أنه للتهديد.
ما تقتضيه صيغة األمر
وخيرج األمر عن الفورية إىل ال اخي.
مثاله :قضاء رمضان فإنه مأمور به لكن دلَّ الهدليل علهى أنهه لل اخهي،
فعن عائشة رضي اهلل عنها قالت :كان يكون علي الصهوم مهن رمضهان فمها
أستطيع أن أقضيه إال يف شهعبان ،وذلهك ملكهان رسهول اهلل صهلّى اهلل عليهه
وسلّم ،ولو كان التأخري ّرماً ما أقِرت عليه عائشة رضي اهلل عنها.
ما ال يتم املأمور إال به
إذا توقف فعل املأمور به على شيء كان ذلك الهشيء مأموراً به ،فإن كان املهأمور
به واجباً كان ذلك الهشيء واجباً ،وإن كان املأمور به مندوباً كهان ذلهك الههشيء
مندوباً.
مثال الواجب :س العورة فإذا توقف على شراء ثوب كان ذلك الشراء واجب ًا.
ومثال املندوب :التطيب للجمعة ،فإذا توقف على شراء طيب كان ذلهك الشهراء
مندوباً.
وهذه القاعدة يف ضمن قاعدة أعم منها وهي :الوسائل هلا أحكام املقاصد ،فوسائل
املأمورات مأمور بها ،ووسائل املنهيات منهي عنها.
تعريف النهي
النهي :قول يتضمن طلب الكهف علهى وجهه االسهتعالء بصهيغة خمصوصهة ههي املضهارع
َهذبُوا بِتيا ِتنهها وهالَّهذِينه ال
املقرون بال الناهية ،مثل قوله تعاىل (( :وهال ت َّهتبِع أَههوهاءه الَّهذِينه ك َّ
يُؤ ِمنُونه بِالْتخِرهةِ)) [األنعام :من اآلية. ]150
فخرج بقولنا" :قول"؛ اإلشارة ،فال تسمى نهياً وإن أفادت معناه.
وخرج بقولنا" :طلب الكف"؛ األمر ،ألنه طلب فعل.
وخرج بقولنا" :على وجه االستعالء"؛ االلتماس والدعاء وغريهما ا يستفاد مهن النههي
بالقرائن.
وخرج بقولنا " :بصيغة خمصوصة هي املضارع إخل"؛ ما دل على طلب الكف بصيغة األمر
مثل :دع ،اترك ،كف ،وحنوها؛ فإن هذه وإن تضمنت طلب الكف لكنهها بصهيغة األمهر
فتكون أمراً ال نهياً.
وقد يستفاد طلب الكف بغري صيغة النهي ،مثل :أن يوصف الفعل بالتحريم أو احلظر أو
القبح ،أو يذم فاعله ،أو يرتب على فعله عقاب ،أو حنو ذلك.
ما تقتضيه صيغة النهي
صيغة النهي عند اإلطالق تقتضهي حتريم املنهي عنه وفساده.
فمن األدلة على أنها تقتضي التحريم قوله تعاىل (( :وهمها آتها ُكمُ الرَّسُهولُ َفخُهذُوهُ وهمهها نههههاكُم
عهنهُ فَانتههُوا)) [احلشهر :من اآلية ]7فهاألمر باالنتههاء عمها نههى عنهه ،يقتضههي وجهوب
االنتهاء ،ومِن لَا ِزمِ ذلك حتريم الفعل.
ومن األدلة على أنه يقتضي الفساد قوله صلّى اهلل عليه وسهلّم" :مهن عمهل عمهالً لهيس عليهه
أمرنا فهو رد"؛ أي :مردود ،وما نهى عنه؛ فليس عليه أمر الهنيب صهلّى اهلل عليهه وسهلّم،
فيكون مردوداً.
هذا ..وقاعدة املذهب يف املنهي عنه هل يكون باطالً أو صحيحاً مع التحريم؟ كما يلي:
- 1أن يكون النهي عائداً إىل ذات املنهي عنه ،أو شرطه فيكون باطالً.
- 2أن يكون النهي عائداً إىل أمر خارج ال يتعلق بذات املنهي عنهه وال شهرطه ،فهال يكهون
باطالً.
ما تقتضيه صيغة النهي
-1مثال العائد إىل ذات املنهي عنه يف العبادة :النهي عن صوم يوم العيدين.
-2ومثال العائد إىل ذاته يف املعاملة :النهي عن البيع بعد نداء اجلمعة الثاني هن تلزمهه
اجلمعة.
-3ومثال العائد إىل شرطه يف العبادة :النهي عن لبس الرجل ثوب احلرير ،فس العهورة
شرط لصحة الصالة ،فإذا س ها بثوب منهي عنه ،مل تصح الصالة لعود النهي إىل شرطها.
-4ومثال العائد إىل شرطه يف املعاملة :النهي عن بيع احلمل ،فالعلم بهاملبيع شهرط لصهحة
البيع ،فإذا باع احلمل مل يصح البيع لعود النهي إىل شرطه.
-5ومثال النهي العائد إىل أمر خارج يف العبادة :النهي عن لبس الرجهل عمامهة احلريهر،
فلو صلى وعليه عمامهة حريهر ،مل تبطهل صهالته؛ ألن النههي ال يعهود إىل ذات الصهالة وال
شرطها.
-6ومثال العائد إىل أمر خارج يف املعاملة :النهي عن الغش ،فلهو بهاع شهيااً مهع الغهش مل
يبطل البيع؛ ألن النهي ال يعود إىل ذات البيع وال شرطه.
ما تقتضيه صيغة النهي
وقد خيرج النهي عن التحريم إىل معانٍ أخرأل لدليل يقتضي ذلك ،فمنها:
- 1الكراهة :ومثلوا لذلك بقوله صلّى اهلل عليه وسلّم" :ال ميسنَّ أحهدكم ذكهره
بيمينه وهو يبول" ،1فقد قال اجلمهور :إن النهي هنا
للكراهة ،ألن الذكر بضعة من اإلنسان ،واحلكمة من النهي تنزيه اليمني.
- 2اإلرشاد :مثل قوله صلّى اهلل عليه وسلّم ملعاذ" :ال تدعن أن تقول دبهر كهل
صالة :اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
من يدخل يف اخلطاب باألمر والنهي
الذي يدخل يف اخلطاب باألمر والنهي "هو" املكلف ،وهو البالغ العاقل.
فخرج بقولنا" :البالغ"؛ الصغري ،فال يكلف باألمر والنهي تكليفاً مساوياً لتكليهف
البالغ ،ولكنه يؤمر بالعبادات بعد التمييهز ررينه ًا لهه علهى الطاعهة ،ومينهع مهن
املعاصي؛ ليعتاد الكف عنها.
وخرج بقولنا" :العاقل" ؛ اجملنون فهال يكلهف بهاألمر والنههي ،ولكنهه مينهع ها
يكون فيه تعد على غريه أو إفساد ،ولو فعل املأمور به مل يصح منه الفعل لعدم قصد
االمتثال منه.
وال يرد على هذا إجياب الزكهاة واحلقهوق املاليهة يف مهال الصهغري واجملنهون ،ألن
إجياب هذه مربوط بأسباب معينة متى وجدت ثبت احلكهم فههي منظهور فيهها إىل
السبب ال إىل الفاعل.
من يدخل يف اخلطاب باألمر والنهي
والتكليف باألمر والنهي شامل للمسلمني والكفار ،لكن الكافر ال يصهح منهه فعهل املهأمور بهه
حال كفره؛ لقوله تعاىل (( :وهمها همنهعههُم أَن تُ ْق هبله مِنهُم نهفَقَاتُهُم إِلَّا أَنَّهُم كَفَرُوا بِاللَّهِ هوبِرهسُولِه))
[التوبة :من اآلية . ]54وال يؤمر بقضهائه إذا أسهلم؛ لقولهه تعهاىل (( :قُهل لِلَّهذِينه كَفَهرُوا إِن
يهنتههُوا يُغفَر لَهُم مها قَد سهلَفه)) [ألنفال :من اآلية ]38وقوله صلّى اهلل عليه وسهلّم لعمهرو بهن
العاص" :أما علمت يا عمرو أن اإلسالم يهدم ما كان قبله" ،1وإمنا يعاقب على تركه إذا مات
على الكفر؛ لقوله تعاىل عن جواب اجملرمني إذا سالوا (( :مها سهلَكَكُم فِي سهقَره)) [املدثر]42:
((قَالُوا لَم نهكُ مِنه الْمُصه ِّلنيه)) [املدثر(( ]43:وهلَم نههكُ نُطْعِهمُ الْمِسه ِكنيه)) [املهدثر(( ]44:وهكُنَّها
هنخُوضُ مهعه ا ْلخهائِ ِضنيه)) [املدثر(( ]45:وهكُنَّا نُكَذِّبُ ِبيهومِ الدِّينِ)) [املهدثر(( ]46:حتَّهى َأتهانهها
ا ْليهقِنيُ)) [املدثر]47:
موانع التكليف
للتكليف موانع منها :اجلهل والنسهيان واإلكهراه؛ لقهول الهنيب صهلّى اهلل عليهه
وسلّم" :إن اهلل جتاوز عن أم اخلطأ والنسيان وما اسهتكرهوا عليهه" .رواه ابهن
ماجه والبيهقي ،وله شواهد من الكتاب والسنة تدل على صحته.
فاجلهل :عدم العلم ،فمتى فعل املكلف ّرماً جاهالً بتحرميه فال شيء عليهه،
كمن تكلم يف الصالة جاهالً بتحريم الكالم ،ومتى ترك واجباً جهاهالً بوجوبهه مل
يلزمه قضاؤه إذا كان قد فات وقته ،بدليل أن النيب صلّى اهلل عليه وسهلّم مل يهأمر
املسهيء يف صالته -وكان ال يطمان فيها -مل يأمره بقضاء ما فات من الصهلوات،
وإمنا أمره بفعل الصالة احلاضرة على الوجه املشروع.
موانع التكليف
والنسيان :ذهول القلب عن شيء معلوم ،فمتى فعل ّرماً ناسياً فهال شهيء عليهه؛ كمهن أكهل يف
الصيام ناسياً .ومتى ترك واجباً ناسياً فال شيء عليه حال نسيانه؛ ولكهن عليهه فعلهه إذا ذكهره؛
لقول النيب صلّى اهلل عليه وسلّم" :من نسي صالة فليصلها إذا ذكرها".
واإلكراه :إلزام الشخص مبا ال يريد ،فمن أكره على شيء ّرم فال شيء عليه؛ كمن أكهره علهى
الكفر وقلبه مطمان باإلميان ،ومن أكره على ترك واجب فهال شهيء عليهه حهال اإلكهراه ،وعليهه
قضاؤه إذا زال؛ كمن أكره علهى تهرك الصهالة حتهى خهرج وقتهها ،فإنهه يلزمهه قضهاؤها إذا زال
اإلكراه.
وتلك املوانع إمنا هي يف حق اهلل؛ ألنه مبين على العفو والرمحة ،أما يف حقوق املخلوقني فال رنع
من ضمان ما جيب ضمانه ،إذا مل يرض صاحب احلق بسقوطه ،واهلل أعلم.
األمر
النهي
العام
اخلاص
املطلق واملقيد
اجململ واملبني
الظاهر واملؤول
تعريف العام
العام لغة :الشامل.
واصطالحاً :اللفظ املستغرق جلميع أفراده بال حصهر ،مثهل(( :إِنَّ الْهأَبرهاره لَفِهي
نهعِيمٍ)) [االنفطار]13:
فخههرج بقولنهها" :املسههتغرق جلميههع أفههراده"؛ مهها ال يتنههاول إال واحههداً كههالعهلَم
والنكرة يف سياق اإلثبات؛ كقولهه تعهاىلَ (( :فتهحرِيهرُ هر َقبههةٍ)) [اجملادلهة]3 :
ألنها ال تتناول مجيع األفراد على وجهه الشهمول ،وإمنها تتنهاول واحهداً غهري
معيَّن.
وخرج بقولنا" :بال حصر"؛ ما يتناول مجيع أفراده مع احلصر كأمساء العهدد:
ماة وألف وحنوهما.
صيغ العموم
صيغ العموم سبع:
- 1ما دل على العموم مبادته مثل :كل ،ومجيع ،وكافهة ،وقاطبهة ،وعامهة؛ كقولهه
تعاىل (( :إِنَّا كُلَّ شهي ٍء خهلَقْنهاهُ بِقَدهرٍ)) [القمر]49:
- 2أمسههاء الشهههرط؛ كقولههه تعههاىل (( :مهههن عهمِهله صهههالِحاً فَلِنهفْسِههه )) [اجلاثيههة :مههن
اآليةَ (( ]15فأَينهمها تُوهلُّوا فَثهمَّ وهجهُ اللَّهِ)) [البقرة :من اآلية.]115
- 3أمسههاء االسههتفهام؛ كقولههه تعههاىل (( :فَمهههن يه هأْتِيكُم بِمهههاءٍ مهعِ هنيٍ )) [امللههك :مههن
اآلية (( ]30مهاذها أَجهبهتُمُ الْمُرسههلِنيه)) [القصهص :مهن اآليهة (( ]65فهأين تهذهبون ))
[التكوير]26 :
- 4األمساء املوصولة؛ كقوله تعهاىل (( :وهالَّهذِي جههاءه بِالصِّهدقِ وهصههدَّقه بِههِ أُولَاِهكَ هُهمُ
الْمُتَّقُونه )) [الزمر. ]33:
(( وهالَّذِينه جهاههدُوا فِينها لَنههدِيهنَّهُم سُبُلَنها )) [العنكبوت :من اآلية (( . ]69إِنَّ فِي ذهلِكَ
لَعِبرهةً لِمهن يهخشهى )) [النازعات (( . ]26:وهلِلَّهِ مها فِي السَّمهاوهاتِ وهمها فِي الْأَرض)) [آل
عمران :من اآلية. ]129
صيغ العموم
صيغ العموم سبع:
- 5النكرة يف سياق النفي أو النهي أو الشرط أو االستفهام اإلنكاري؛ كقوله تعاىل:
(( وما من اله اال اهلل )) [آل عمران (( ]62 :وهاعبُدُوا اللَّهه وهال تُشهرِكُوا بِهِ شههيااً ))
[النساء :من اآلية (( . ]36إِن تُبدُوا شهيااً أَو تُخفُوهُ فَإِنَّ اللَّهه كَانه بِكُهلِّ شههيءٍ عهلِيمهاً
)) [األحزاب (( ]54:مهن إِلَهٌ غَيرُ اللَّهِ يه ْأتِيكُم بِ ِضيهاءٍ َأفَال تهسمهعُونه )) [القصص :من
اآلية]71
- 6املعرف باإلضافة مفرداً كهان أم جمموعهاً؛ كقولهه تعهاىل(( :وأذكهروا نعمهة اهلل
عليكم)) [أعراف]74 :
- 7املعههرف بههأل االسههتغراقية مفههرداً كههان أم جمموعهاً؛ كقولههه تعههاىل (( :هوخُلِهقه
الْإِنسهههانُ ضه هعِيفاً )) [النسههاء :مههن اآليههة(( . ]28وهإِذها بهلَ هغه الْأَطْفَههالُ مِههن ُكمُ ا ْلحُلُ همه
فَ ْليهستهأْ ِذنُوا كَمها استهأْذهنه الَّذِينه مِن قَبلِهِم)) [النور :من اآلية. ]59
صيغ العموم
سب املعهود ،فإن كهان عاماها فهاملعرَّف عهام ،وإن كهان خاصاها وأما املعرف بأل العهدية ،فإنه
فاملعرَّف خاص:
مثال العام قوله تعاىل (( :إِذ قَاله رهبُّكَ لِلْمهالئِكَةِ إِنِّي خهاِلقٌ بهشههراً مِهن طِهنيٍ )) [ص (( ]71:فَهإِذها
سهوَّيتُهُ هونهفَختُ فِيهِ مِن رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سهاجِدِينه )) [ص (( ]72:فَ هسجهده الْمهالئِكَةُ كُلُّهُم أَجمهعُهونه
)) [ص]73:
ومثال اخلاص قوله تعاىل (( :كَمها أَرسههلْنها إِلَهى فِرعههونه رهسُهوالً)) [املزمهل :مهن اآليهة (( ]15فَعهصههى
فِرعهونُ الرَّسُوله َفأَخهذنهاهُ أَخذاً وهبِيالً)) [املزمل]16:
وأما املعرف "بأل" ال لبيان اجلنس؛ فال يعم األفراد ،فإذا قلت :الرجل خري من املرأة ،أو الرجال
خري من النساء ،فليس املراد أن كل فرد من الرجال خري من كل فرد من النساء ،وإمنا املهراد أن ههذا
اجلنس خري من هذا اجلنس ،وإن كان قد يوجد من أفراد النساء من هو خري من بعض الرجال.
العمل بالعام
جيب العمل بعمهوم اللفهظ العهام حتهى يثبهت ختصيصهه؛ ألن العمهل بنصهوص
الكتاب والسنة واجب على ما تقتضيه داللتها ،حتهى يقهوم دليهل علهى خهالف
ذلك.
وإذا ورد العام على سبب خاص وجب العمل بعمومه؛ ألن الع ة بعموم اللفظ ال
خبصوص السبب ،إال أن يدل دليل على ختصيص العام مبا يشهبه حهال السهبب
الذي ورد من أجله فيختص مبا يشبهها.
مثال ما ال دليل على ختصيصه :آيات الظهار؛ فإن سبب نزوهلا ظهار أوس بن
الصامت ،واحلكم عام فيه ويف غريه.
العمل بالعام
ومثال ما دل الدليل على ختصيصه قوله صلّى اهلل عليه وسلّم" :ليس من ال الصهيام يف
السفر" ،فإن سببه أن النيب صلّى اهلل عليه وسلّم كان يف سفر فرأأل زحاماً ورجالً قد ظلل
عليه فقال" :ما هذا"؟ قالوا :صائم .فقهال" :لهيس مهن اله الصهيام يف السهفر" ،فههذا
العموم خاص مبن يشبه حال هذا الرجل؛ وهو من يشق عليه الصيام يف السفر ،والدليل
على ختصيصه بذلك أن النيب صلّى اهلل عليه وسلّم كهان يصهوم يف السهفر ،حيهث كهان ال
يشق عليه ،وال يفعل صلّى اهلل عليه وسلّم ما ليس ب .
اخلاص
اخلاص لغة :ضد العام.
واصههطالحاً :اللفههظ الههدال علههى ّصههور بشههخص أو عههدد ،كأمسههاء األعههالم
واإلشارة والعدد.
فخرج بقولنا" :على ّصور" العام.
واصطالحاً :إخراج بعض أفراد العام بإال أو إحدأل أخواتها ،كقولهه تعهاىل (( :إِنَّ
الْأِنسهانه لَفِهي خُسههرٍ)) (( ،إِلَّها الَّهذِينه آ همنُهوا وهعهمِلُهوا الصَّهاِلحهاتِ هوتهوهاصههوا بِها ْلحهقِّ
هوتهوهاصهوا بِالصَّبرِ))
فخرج بقولنا" :بإال أو إحدأل أخواتها"؛ التخصيص بالشرط وغريه.
شروط االستثناء
- 1اتصاله باملستثنى منه حقيقة أو حكماً
فاملتصل حقيقة :املباشر للمستثنى منه يث ال يفصل بينهما فاصل.
واملتصل حكماً :ما فصل بينه وبني املستثنى منه فاصل ال ميكن دفعه كالسعال والعطاس.
فإن فصل بينهما فاصل ميكن دفعهه ،ميكهن دفعهه أو سهكوت مل يصهح االسهتثناء مثهل أن
يقول :عبيدي أحرار ،ثم يسكت ،أو يتكلم بكالم آخر ثهم يقهول :إال سهعيداً؛ فهال يصهح
االستثناء ويعتق اجلميع.
وقيل :يصح االستثناء مع السكوت ،أو الفاصل إذا كان الكالم واحهداً حلهديث ابهن عبهاس
رضي اهلل عنهما أن النيب صلّى اهلل عليه وسلّم قال يوم فتح مكة" :إن هذا البلهد حرمههُ اهلل
يوم خلق السموات واألرض ،ال يعضد شوكه وال خيتلى خاله" ،فقال العباس :يها رسهول
اهلل إال اإلذخر فإنه لقينهم وبيوتهم ،فقال" :إال اإلذخر" .وهذا القول أرجهح لداللهة ههذا
احلديث عليه.
شروط االستثناء
- 2أن ال يكون املستثنى أكثر من نصف املستثنى منه
فلو قال :له علي عشرة دراهم إال ستة مل يصح االستثناء ولزمته العشرة كلها.
وقيل :ال يش ط ذلك ،فيصح االستثناء ،وإن كان املستثنى أكثر مهن النصهف فهال يلزمهه يف املثهال
املذكور إال أربعة.
أما إن استثنى الكل ،فال يصح على القولني ،فلو قال :له علي عشرة إال عشرة لزمته العشرة كلها.
وهذا الشرط فيما إذا كان االستثناء من عدد ،أما إن كان من صفة فيصح ،وإن خرج الكل أو األكثر،
مثاله :قوله تعاىل إلبليس(( :إِنَّ ِعبهادِي لَهيسه لَه َك عهلَهيهِم سُه ْلطَانٌ ِإلَّها مهه ِن اتَّبهعهه َك مِهنه الْغههاوِينه))
[احلجر ]42:وأتباع إبلهيس مهن بهين آدم أكثهر مهن النصهف ،ولهو قلهت :أعها مهن يف البيهت إال
األغنياء ،فتبني أن مجيع من يف البيت أغنياء صح االستثناء ،ومل يعطوا شيااً.
املؤمنون
الذين هم صاتهم
خامعون
الذين هم عن اللغو
معرضون
الذين هم للوكاة
فاعلون
من املخصص املتصل
ثانياً :الشرط
وهو لغة :العالمة.
واملراد بهه هنها :تعليهق شهيء بشهيء وجهوداً ،أو عهدم ًا بهإن الشهرطية أو إحهدأل
أخواتها.
والشرط خمصص سواء تقدم أم تأخر.
مثال املتقدم قوله تعاىل يف املشهركني (( :فَهإِن تههابُوا هوَأقَهامُوا الصَّهالةَ وهآتههوُا الزَّكَهاةَ
َفخهلُّوا هسبِيلَهُم )) [التوبة :من اآلية]5
ومثال املتأخر قوله تعاىل (( :وهالَّذِينه يهبتهغُونه الْ ِكتهابه مِمَّا مهلَكَت أَيمهانُكُم فَكَا ِتبُوهُم
إِن عهلِمتُم فِيهِم خهيرا )) [النور :من اآلية. ]33
من املخصص املتصل
ثالثاً :الصفة
وهي :ما أشعر مبعنى خيتص به بعض أفراد العام من نعت أو بدل أو حال.
مثال النعت :قوله تعاىل (( :فَمِن مها مهلَكَت أَيمهانُكُم مِن َف هتيههاتِ ُكمُ الْمُؤ ِمنههاتِ )) [النسهاء:
من اآلية]25
ومثال البدل :قوله تعاىل (( :وهلِلَّهِ عهلَى النَّاسِ حِجُّ ا ْلبهيتِ مهنِ استهطَاعه إِلَيهِ سههبِيالً )) [آل
عمران :من اآلية]97
ههنمُ خهالِهداً فِيههها ))
ومثال احلال :قوله تعاىل (( :وهمهن يه ْقتُل مُؤمِنهاً ُمتهعهمِّهداً َفجههزهاؤُهُ جهه َّ
[النساء :من اآلية]93
املخصص املنفصل
املخصص املنفصل :ما يستقل بنفسه وهو ثالثة أشياء :احلس والعقل والشرع.
مثال التخصيص باحلس :قوله تعهاىل عهن ريهح عهاد (( :تُهدهمِّرُ كُهلَّ شههيءٍ بِهأَمرِ رهبِّههها ))
[الحقاف :من اآلية ]25فإن احلس دل على أنها مل تدمر السماء واألرض.
ومثال التخصيص بالعقهل :قولهه تعهاىل (( :إِنَّههُ عهلَهى كُهلِّ شههيءٍ قَهدِير )) [احقهاف :مهن
اآلية ]33فإن العقل دل على أن ذاته تعاىل غري خملوقة.
ومن العلماء من يرأل أن ما خص باحلس والعقل ليس من العهام املخصهوص ،وإمنها ههو مهن
العام الذي أريد به اخلصوص ،إذ املخصوص مل يكن مراداً عند املتكلم ،وال املخاطب من أول
األمر ،وهذه حقيقة العام الذي أريد به اخلصوص.
املخصص املنفصل
وأما التخصيص بالشرع ،فإن الكتاب والسنة خيصص كل منهما مبثلهما ،وباإلمجاع والقياس.
-1مثال ختصيص الكتاب بالكتاب :قوله تعاىل(( :وهالْمُطَلَّقَاتُ هيتهرهبَّصنه بِأَنفُسِهِنَّ ثهالثهةَ قُهرُوءٍ ))
[لبقرة :من اآلية. ]228
خص بقوله تعاىل (( :يها أَيُّهها الَّذِينه آ همنُوا إِذها نهكَح ُتمُ الْمُؤ ِمنهاتِ ثمَّ طَلَّ ْقتُمُوهُنَّ مِن قَبلِ أَن تهمهسُّهوهُنَّ
فَمها لَكُم عهلَيهِنَّ مِن عِدَّةٍ تهعتهدُّونههها )) [األحزاب :من اآلية. ]49
-2ومثال ختصيص الكتاب بالسنة :آيات املواريث؛ كقوله تعاىل (( :يُوصِي ُكمُ اللَّههُ فِهي أَوالدِكُهم
لِلذَّكَرِ مِثلُ حهظِّ الْأُن هثيهين )) [النساء :من اآلية ]11وحنوها خص بقوله صلّى اهلل عليهه وسهلّم" :ال
يرث املسلم الكافر وال الكافر املسلم"
املخصص املنفصل
-3ومثال ختصيص الكتاب باإلمجهاع :قولهه تعهاىل (( :وهالَّهذِينه يهرمُهونه الْمُحصههنهاتِ ثُهمَّ لَهم يهه ْأتُوا
بِأَربهعهةِ شُههدهاءه فَاجلِدُوهُم ثهمها ِننيه جهلْدهةً )) خص باإلمجاع على أن الرقيهق القهاذف جيلهد أربعهني،
هكذا مثل كثري من األصوليني ،وفيه نظر لثبوت اخلالف يف ذلك ،ومل أجد له مثاالً سليماً.
-4ومثال ختصيص الكتاب بالقياس :قوله تعاىل (( :الزَّا ِنيهةُ وهالزَّانِهي فَاجلِهدُوا كُهلَّ وهاحِهدٍ مِنهُمهها
مِائهةَ جهلْدهة )).
خص بقياس العبد الزاني على األمهة يف تنصهيف العهذاب؛ واالقتصهار علهى مخسهني جلهدة ،علهى
املشهور.
املخصص املنفصل
-5ومثال ختصيص السنة بالكتاب :قوله صهلّى اهلل عليهه وسهلّم" :أمهرت أن أقاتهل النهاس حتهى
يشهدوا أن ال إله إال اهلل وأن ّمداً رسول اهلل ،" ...احلديث .خص بقوله تعاىل (( :قَاتِلُوا الَّذِينه
هرمه اللَّ ُه وهرهسُولُهُ وهال يهدِينُونه دِينه الْحهقِّ مِنه الَّذِينه
ال يُؤ ِمنُونه بِاللَّهِ وهال بِا ْليهو ِم الْتخِ ِر وهال ُيحهرِّمُو هن مها ح َّ
أُوتُوا الْ ِكتهابه حهتَّى يُعطُوا ا ْلجِزيهةَ عهن يهدٍ هوهُم صهاغِرُونه )).
-6ومثال ختصيص السنة بالسنة :قوله صلّى اهلل عليه وسلّم" :فيما سهقت السهماء العشهر" خهص
بقوله صلّى اهلل عليه وسلّم" :ليس فيما دون مخسة أوسق صدقة".
-7ومل أجد مثاالً لتخصيص السنة باإلمجاع.
-8ومثال ختصيص السنة بالقياس :قوله صلّى اهلل عليه وسلّم" :البكر بالبكر جلد ماهة وتغريهب
عام" ،خص بقياس العبد على األمة يف تنصهيف العهذاب ،واالقتصهار علهى مخسهني جلهدة ،علهى
املشهور.
صالةِ فا ْغ ِسلُواْ ُو ُجو َه ُك ْم َوأَ ْي ِديَ ُك ْم ِإلَىقال تعالى (( :يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ ِإ َذا قُ ْمت ُ ْم ِإلَى ال َّ
اط َّه ُرواْ )) س ُحواْ ِب ُرؤُو ِس ُك ْم َوأَ ْر ُجلَ ُك ْم ِإلَى ا ْل َك ْعبَ ِ
ين َو ِإن ُكنت ُ ْم ُجنُبًا فَ َّ ْال َم َرافِ ِ
ق َو ْام َ
ما رش
اسم موصول من ألفاظ العموش
بمم
نهس ال تيركوا
ال
نهس
تقتلوا
التصريح باحلل أ ل
واحلديث
ختصيص من عموش حتريم امليتة والدش
اليريا
قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم« :من أتى فرامه وهو ينوي أن يقوش يصلس من الليل
فغلبته عيناه تى أصبح ،كت ،له ما نوى ،وكان نومه صدقة عليه من به عو وجل»
-3أقساش الماش
-4دالالت اكلفاظ
مشول مشول
يراد به وا د من اجلميع اليمول يراد به اجلميع
بدلس استغراقس
مطلق مقيد
َ َّ ُ ْ َ ُ
املجمل واملبين
تعريف اجململ
اجململ لغة :املبهم واجملموع.
واصطالحاً :ما يتوقف فهم املراد منه على غريه ،إما يف تعيينه أو بيان صفته أو مقداره.
-1مثال ما حيتاج إىل غريه يف تعيينه :قوله تعاىل (( :وهالْمُطَلَّقَهاتُ هيتهرهبَّصهنه بِأَنفُسِههِنَّ
ثهالثهةَ قُرُوءٍ )) [البقرة :من اآلية . ]228فإن القرء لفظ مشه ك بهني احلهيض والطههر،
فيحتاج يف تعيني أحدهما إىل دليل.
-2ومثال ما حيتاج إىل غريه يف بيان صفته :قوله تعاىل (( :هوَأقِيمُوا الصَّالة )) [البقرة:
من اآلية ، ]43فإن كيفية إقامة الصالة جمهولة حتتاج إىل بيان.
-3ومثهال مهها حيتهاج إىل غههريه يف بيهان مقههداره :قولهه تعههاىل (( :هوَأقِيمُهوا الصَّههالة ))
[البقرة :من اآلية ، ]43فإن مقدار الزكاة الواجبة جمهول حيتاج إىل بيان.
َ َّ ُ ْ َ ُ
املجمل واملبين
تعريف املبيَّن
املبيَّن لغة :املظهر واملوضح.
واصطالحاً :ما يفهم املراد منه ،إما بأصل الوضع أو بعد التبيني.
جي ،على اململا عقد العوش على العمل باجململ متى صل بيانه.
والنيب صلّى اهلل عليه وسلّم قد بيَّن كمته مجيع مريعته أصو ا وفروعهطا،
تى ترك اكمة على مريعة بيضاء نقية ليلطها كنها هطا ،وي يطرتك البيطان
عند احلاجة إليه أبداً.
وبيانطه صطلّى اهلل عليططه وسطلّم إمططا بطالقول ،أو بالفعططل ،أو بطالقول والفعططل
مجيعاً.
-1مثال بيانه بالقول :إخبا ه عن أنصبة الوكطاة ومقاديرهطا كمطا قولطه
صلّى اهلل عليه وسطلّم" :فيمطا سطق السطماء العططير"؛ بيانطاً جملمطل قولطه
تعاىل (( :وَآتُوا الوَّكَاةَ )) [البقرة :من اآلية. ]43
-2ومثال بيانه بالفعل :قيامه بأفعال املناسل أماش اكمة بياناً جململ قوله
تعاىل (( :وَلِلَّطهِ عَلَطى النَّطا ِ ِط الْبَيْط )) [آل عمطران :مطن اآليطة. ]97
وكذلل صاته المسوف على صفتها ،هس الواقع بيان جململ قوله صطلّى
اهلل عليه وسلّم" :فإذا أيتم منها ميئ ًا فصلوا".
َ َّ ُ ْ َ ُ
املجمل واملبين
العمل باجململ
العمل بالظاهر
العمل بالظاهر واجب إال بدليل يصرفه عن ظاهره؛ ألن هذه طريقة السلف ،وألنه
أحوط وأبرأ للذمة ،وأقوأل يف التعبد واالنقياد.
َ َّ َّ
اهر واملؤول
الظ ِ
تعريف املؤول
املؤول لغة :من األَوهل وهو الرجوع.
واصطالحاً :ما محل لفظه على املعنى املرجوح.
فخرج بقولنا" :على املعنى املرجوح"؛ النص والظاهر.
أما النص ،فألنه ال حيتمل إال معنى واحداً ،وأما الظاهر فألنه ّمول
على املعنى الراجح.
-2اكخبا
-3اإلمجاع
-4القيا
النسخ
تعريف النسخ
النسخ لغة :اإلزالة والنقل.
واصطالحاً :رفع حكم دليل شرعي أو لفظه بدليل من الكتاب والسنة.
فاملراد بقولنا" :رفع حكم"؛ أي :تغيريه من إجياب إىل إباحة ،أو من إباحة إىل
حتريم مثالً.
فخرج بذلك ختلف احلكم لفوات شرط أو وجود مهانع ،مثهل أن يرتفهع وجهوب
الزكاة لنقص النصاب ،أو وجوب الصالة لوجود احليض؛ فال يسمى ذلك نسخاً.
واملراد بقولنا" :أو لفظه" ،لفظ الدليل الشهرعي؛ ألن النسخ إما أن يكون للحكهم
دون اللفظ أو بالعكس أو هلما مجيعاً؛ كما سيأتي.
وخرج بقولنا" :بدليل من الكتهاب والسهنة"؛ مها عهداهما مهن األدلهة كاإلمجهاع
والقياس فال ينسخ بهما.
النسخ
النسخ جائز عقالً وواقع شرعاً
أما جوازه عقالً :فألن اهلل بيده األمر ،وله احلكم؛ ألنه الرب املالك ،فلهه
أن يشرع لعباده ما تقتضيه حكمته ورمحته ،وههل مينهع العقهل أن يهأمر
املالك لوكه مبا أراد؟ ثم إن مقتضى حكمة اهلل ورمحته بعباده أن يشهرع
هلم ما يعلم تعاىل أن فيه قيام مصاحل دينهم ودنيهاهم ،واملصهاحل ختتلهف
سههب األحههوال واألزمههان ،فقههد يكههون احلكههم يف وقههت أو حههال أصههلح
للعباد ،ويكون غريه يف وقت أو حال أخرأل أصلح ،واهلل عليم حكيم.
وأما وقوعه شرعاً فألدلة منها:
- 1قولهه تعهاىل (( :مههها نهنسههخ مِههن آيههةٍ أَو نُنسِههها نههأْتِ ِبخهيهرٍ مِنهههها أَو
مِثلِهها))
- 2قوله تعاىل (( :الْتنه خهفَّفه اللَّهُ عهنكُم)) (( ،فَالْتنه بهاشِرُوهُن )) ،فهإن
هذا نص يف تغيري احلكم السابق.
- 3قوله صلّى اهلل عليه وسلّم" :كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها"
فهذا نص يف نسخ النهي عن زيارة القبور.
النسخ
ما ميتنع نسخه
- 1األخبار ،كن النسخ حمله احلمم ،وكن نسخ أ طد اخلطنين يسطتلوش أن
يمون أ دهما كطذباً ،والمطذب مسطتحيل أخبطا اهلل و سطوله ،اللطهم إال أن
يمون احلمم أتى بصو ة اخلن ،فا ميتنطع نسطخه كقولطه تعطاىل (( :إِنْ يَمُطنْ
مِنْمُمْ عِيْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ)) اآلية ،فإن هذا خطن معنطاه اكمطر ،ولطذا
جاء نسخه اآلية اليت بعدها ،وهس قوله تعطاىل (( :الْطننَ خَفَّطاَ اللَّطهُ عَطنْمُمْ
ضعْف ًا َف ِإ ْن يَ ُمنْ مِنْمُمْ مِاَئ ٌة صَابِ َر ٌة يَ ْغلِبُوا مِائََت ْينِ)).
َو َعلِ َم أَنَّ فِيمُ ْم َ
-3ما نسخ حكمه ولفظه ،كنسخ عشهر الرضعات السابق يف حديث عائشة رضي اهلل عنها.
النسخ
أقسام النسخ
وينقسم النسخ باعتبار (الناسخ) إىل أربعة أقسام:
مثال الواجب :أفعال الصهالة الواجبهة اله فعلهها الهنيب صهلّى اهلل عليهه وسهلّم بيانهاً
جململ قوله تعاىل (( :هوَأقِيمُوا الصَّالةَ )) .
ومثال املنهدوب :صهالته صهلّى اهلل عليهه وسهلّم ركعهتني خلهف املقهام بعهد أن فهرغ مهن
هاتخِذُوا مِن مهقَامِ إِبرهاهِيمه مُصهلّىً)) حيث تقهدم صهلّى اهلل
الطواف" بياناً لقوله تعاىل (( :و َّ
عليه وسلّم إىل مقام إبراهيم وهو يتلو هذه اآلية ،والركعتان خلف املقام سنة.
تعريف اخلرب
وأما تقريره صلّى اهلل عليه وسلّم على الشهيء فهو دليل على جوازه على الوجه
الذي أقره قوالً كان أم فعالً.
مثال إقراراه على القول :إقراره اجلارية ال سهأهلا" :أيهن اهلل؟ " قالهت :يف
السماء".
ومثال إقراراه على الفعل :إقراره صاحب السَّرية الهذي كهان يقهرأ ألصهحابه،
فيختم به (( قُل هُوه اللَّهُ َأحهدٌ)) ،فقال النيب صلّى اهلل عليه وسهلّم" :سهلوه ألي
شيء كان يصنع ذلك" ،فسألوه فقال :ألنها صفة الرمحن وأنا أحهب أن أقرأهها
فقال النيب صلّى اهلل عليه وسلّم" :أخ وه أن اهلل حيبه".
ومثهال آخههر :إقههراره احلبشههة يلعبههون يف املسههجد"؛ مههن أجههل التههأليف علههى
اإلسالم.
تعريف اخلرب
فأما ما وقع يف عهده ومل يعلم به فإنه ال ينسب إليه ،ولكنه حجة إلقرار اهلل له ،ولهذلك
استدل الصحابة رضي اهلل عنهم على جواز العزل بإقرار اهلل هلم عليه ،قال جهابر رضهي
اهلل عنه :كنا نعزل والقرآن ينزل ،متفق عليه ،زاد مسلم :قهال سهفيان :ولهو كهان شهيااً
ينهى عنه لنهانا عنه القرآن.
ويدل على أن إقرار اهلل حجة ،أن األفعال املنكرة ال كان املنافقون خيفونهها يبينهها اهلل
تعاىل وينكرها عليهم ،فدل على أن ما سكت اهلل عنه فهو جائز.
أقسام اخلرب باعتبار من يضاف إليه
ينقسم اخل باعتبار من يضاف إليه إىل ثالثة أقسام :مرفوع ،وموقوف ،ومقطوع.
- 1فاملرفوع :ما أضيف إىل النيب صلّى اهلل عليه وسلّم حقيقة أو حكماً.
فاملرفوع حقيقة :قول النيب صلّى اهلل عليه وسلّم وفعله وإقراره.
واملرفوع حكماً :ما أضيف إىل سنته ،أو عهده ،أو حنو ذلك ،ا ال يهدل علهى مباشهرته
إياه.
ومنه قول الصحابي :أمِرنا أو نهينا ،أو حنوهما؛ كقول ابن عباس رضي اهلل عنهما :أُمِره
الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت ،إال أنه خفف عن احلائض".
وقول أم عطية :نهينا عن اتباع اجلنائز ،ومل يعزم علينا".
أقسام اخلرب باعتبار من يضاف إليه
- 2واملوقوف :ما أضيف إىل الصحابي ومل يثبت لهه حكهم الرفهع ،وههو حجهة علهى
القول الراجح ،إال أن خيالف نصاا أو قول صحابي آخر ،فإن خالف نصاا أخذ بالنص،
وإن خالف قول صحابي آخر أخذ بالراجح منهما.
والصحابي :من اجتمع بالنيب صلّى اهلل عليه وسلّم مؤمناً به ومات على ذلك.
- 3واملقطوع :ما أضيف إىل التابعي فمن بعده.
والتابعي :من اجتمع بالصحابي مؤمناً بالرسول صلّى اهلل عليه وسلّم ،ومات على ذلك.
أقسام اخلرب باعتبار طرقه
ينقسم اخل باعتبار طرقه إىل متواتر وآحاد:
- 1فاملتواتر :ما رواه مجاعة كثريون ،يستحيل يف العادة أن يتواطؤوا على الكذب ،وأسندوه إىل
شيء ّسوس .مثاله :قوله صلّى اهلل عليه وسهلّم " :مهن كهذب علهيَّ متعمهدًا فليتبهوأ مقعهده مهن
النار".
- 2واآلحاد :ما سوأل املتواتر .وهو من حيث الرتبة ثالثة أقسام :صحيح ،وحسن ،وضعيف.
أ -فالصحيح :ما نقله عدل تام الضبا بسند متصل ،وخال من الشذوذ والعلة القادحة.
ب -واحلسن :ما نقله عدل خفيف الضبا بسند متصل ،وخال من الشذوذ والعلة القادحة ،ويصل
إىل درجة الصحيح إذا تعددت طرقه ويسمى :صحيحاً لغريه.
ج -والضعيف :ما خال من شرط الصحيح واحلسن.
ويصل إىل درجة احلسن إذا تعدت طرقة ،على وجه جي بعضها بعضاً ،ويسمى :حسناً لغريه.
وكل هذه األقسام حجة سوأل الضعيف ،فليس جة ،لكن ال بأس بذكره يف الشواهد وحنوها.
أقسام اخلرب
صحيح
سن
ضعيا
َ
صيغ األداءِ
للحديث حتمل وأداء.
فالتحمل :أخذ احلديث عن الغري.
واألداء :إبالغ احلديث إىل الغري.
ولألداء صيغ منها:
- 1حدثين :ملن قرأ عليه الشيخ.
- 2أخ ني :ملن قرأ عليه الشيخ ،أو قرأ هو على الشيخ.
- 3أخ ني إجازة ،أو أجاز لي :ملن روأل باإلجازة دون القراءة.
واإلجازة :إذنه للتلميذ أن يروي عنه ما رواه ،وإن مل يكن بطريق القراءة.
- 4العنعنة وهي :رواية احلديث بلفظ "عن".
وحكمها االتصال إال من معروف بالتدليس ،فال حيكم فيها باالتصال إال أن يصرح
بالتحديث.
هذا وللبحث يف احلديث ورواته أنواع كثرية يف علم املصطلح ،وفيما أشرنا إليه كفاية
إن شاء اهلل تعاىل.
تعريف اإلمجاع
اإلمجاع لغة :العزم واالتفاق.
واصطالحاً :اتفاق جمتهدي هذه األمة بعد النيب صلّى اهلل عليه وسلّم على حكم شرعي.
فخرج بقولنا" :اتفاق"؛ وجود خالف ولو من واحد ،فال ينعقد معه اإلمجاع.
وخرج بقولنا" :جمتهدي"؛ العوام واملقلدون ،فال يعت وفاقهم وال خالفهم.
وخرج بقولنا" :هذه األمة"؛ إمجاع غريها فال يعت .
وخرج بقولنا" :بعد النيب "اتفاقهم يف عهد النيب فال يعته إمجاعهاً مهن حيهث
كونه دليالً ،ألن الدليل حصل بسنة النيب من قول أو فعل أو تقرير ،ولهذلك إذا قهال
الصحابي :كنا نفعل ،أو كانوا يفعلون كذا على عهد النيب ؛ كهان مرفوعهاً حكمهاً ،ال
نقالً لإلمجاع.
وخرج بقولنا" :على حكم شرعي"؛ اتفاقهم على حكم عقلهي ،أو عهادي فهال مهدخل لهه
هنا ،إذ البحث يف اإلمجاع كدليل من أدلة الشرع.
واإلمجاع حجة ألدلة منها:
- 1قوله تعاىل (( :وهكَذهلِكَ جهعه ْلنهاكُم أُمَّةً وهسهطاً ِلتهكُونُوا شُههدهاءه عهلَى النَّهاس))،
فقوله :شهداء علهى النهاس ،يشهمل الشههادة علهى أعمهاهلم وعلهى أحكهام
أعماهلم ،والشهيد قوله مقبول.
- 2قوله تعاىل (( :فَإِن هتنهازهعتُم فِي شهيءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وهالرَّسُولِ)) دل علهى
أن ما اتفقوا عليه حق.
- 4أن نقول :إمجاع األمة على شيء ،إما أن يكون حقًّا ،وإما أن يكون باطالً،
فإن كان حقًّا فهو حجة ،وإن كان باطالً فكيف جيوز أن جتمهع ههذه األمهة
ال هي أكرم األمم على اهلل منذ عهد نبيها إىل قيام الساعة على أمهر باطهل
ال يرضى به اهلل؟ هذا من أك احملال.
أنواع اإلمجاع
اإلمجاع نوعان :قطعي وظين.
- 1فالقطعي :ما يعلم وقوعه من األمة بالهضرورة كاإلمجاع علهى وجهوب الصهلوات
اخلمس وحتريم الزنى ،وهذا النوع ال أحهد ينكهر ثبوتهه وال كونهه حجهة ،ويكفهر
خمالفه إذا كان ن ال جيهله.
- 2والظين :ما ال يعلم إال بالتتبع واالستقراء .وقد اختلف العلماء يف إمكان ثبوته،
وأرجح األقوال يف ذلك رأي شيخ اإلسالم ابن تيمية حيث قال يف العقيدة الواسهطية:
" واإلمجاع الذي ينضهبا مها كهان عليهه السهلف الصهاحل ،إذ بعهدهم كثهر االخهتالف
وانتشرت األمة" .اهه.
واعلم أن األمة ال ميكن أن جتمع على خالف دليل صحيح صريح غري منسوخ ،فإنها
ال جتمع إال على حق ،وإذا رأيت إمجاعاً تظنه خمالفاً لهذلك ،فهانظر فإمها أن يكهون
الدليل غري صحيح ،أو غري صريح ،أو منسوخاً ،أو يف املسألة خالف مل تعلمه.
شروط اإلمجاع
لإلمجاع شروط ،منها:
- 1أن يثبت بطريق صحيح ،بأن يكون إما مشهوراً بني العلماء أو ناقلهه ثقهة
واسع االطالع.
- 2أن ال يسبقه خالف مستقر ،فهإن سهبقه ذلهك فهال إمجهاع ،ألن األقهوال ال
تبطل مبوت قائليها.
فاإلمجاع ال يرفع اخلالف السابق ،وإمنا مينع مهن حهدوث خهالف ،ههذا ههو
القول الراجح لقوة مأخذه ،وقيل :ال يشه ط ذلهك فيصهح أن ينعقهد يف العصهر
الثاني على أحد األقوال السابقة ،ويكون حجة على من بعده.
وال يش ط على رأي اجلمهور انقراض عصهر اجملمعهني فينعقهد اإلمجهاع مهن
أهله مبجرد اتفاقهم ،وال جيوز هلم وال لغريهم خمالفته بعد ،ألن األدلة على
أن اإلمجاع حجة لهيس فيهها اشه اط انقهراض العصههر ،وألن اإلمجهاع حصهل
ساعة اتفاقهم فما الذي يرفعه؟
شروط اإلمجاع
وإذا قال بعض اجملتهدين قوالً أو فعل فعالً ،واشتهر ذلهك بهني أههل االجتههاد،
ومل ينكروه مع قدرتهم على اإلنكار:
فقيل :يكون إمجاعاً.
وقيل :يكون حجة ال إمجاعاً.
وقيل :ليس بإمجاع وال حجة.
وقيل :إن انقرضوا قبل اإلنكار فهو إمجاع؛ ألن استمرار سكوتهم إىل االنقراض مع
قدرتهم على اإلنكار دليل على موافقتهم ،وهذا أقرب األقوال.
شروط اإلمجاع
وإذا قههال بعههض اجملتهههدين قههوالً أو فعههل فعهالً ،واشههتهر ذلههك بههني أهههل
االجتهاد ،ومل ينكروه مع قهدرتهم علهى اإلنكهار ،فقيهل :يكهون إمجاعهاً،
وقيل :يكون حجة ال إمجاعاً ،وقيل :لهيس بإمجهاع وال حجهة ،وقيهل :إن
انقرضوا قبل اإلنكار فهو إمجاع؛ ألن اسهتمرار سهكوتهم إىل االنقهراض مهع
قدرتهم على اإلنكار دليل على موافقتهم ،وهذا أقرب األقوال.
تعريف القياس
- 2أن يكون حكم األصل ثابتاً بنص أو إمجاع ،فإن كان ثابتاً بقيهاس مل يصهح القيهاس
عليه ،وإمنا يقاس على األصل األول؛ ألن الرجوع إليهه أوىل ،وألن قيهاس الفهرع عليهه
الذي جعل أصالً قد يكون غري صحيح ،وألن القياس على الفهرع ثهم الفهرع علهى األصهل
تطويل بال فائدة.
مثال ذلك :أن يقال :جيري الربا يف الذرة قياساً على الرز ،وجيري يف الرز قياساً على
ال ،فالقياس هكذا غري صحيح ،ولكن يقال :جيري الربا يف الذرة قياسهاً علهى اله ؛
ليقاس على أصل ثابت بنص.
شروط القياس
- 3أن يكون حلكم األصل علة معلومة؛ ليمكن اجلمع بهني األصهل والفهرع فيهها،
فإن كان حكم األصل تعبدياا ّضاً مل يصح القياس عليه.
مثال ذلك :أن يقال :حلم النعامة ينقض الوضوء قياساً على حلم البعري ملشهابهتها
له ،فيقال :هذا القياس غري صحيح ألن حكم األصل ليس له علهة معلومهة ،وإمنها
هو تعبدي ّض على املشهور.
شروط القياس
- 4أن تكون العلة مشتملة على معنى مناسهب للحكهم يعلهم مهن قواعهد الشهرع اعتبهاره؛
كاإلسكار يف اخلمر.
فإن كان املعنى وصفاً طردياا ال مناسبة فيه مل يصح التعليل به؛ كالسواد والبياض مثالً.
مثال ذلك :حديث ابن عباس رضي اهلل عنهما أن بريرة خريت علهى زوجهها حهني عتقهت
قال :وكان زوجها عبداً أسود ،فقولهه" :أسهود"؛ وصهف طهردي ال مناسهبة فيهه للحكهم،
ولذلك يثبت اخليار لألمة إذا عتقت حتت عبد وإن كان أبهيض ،وال يثبهت هلها إذا عتقهت
حتت حر ،وإن كان أسود.
شروط القياس
- 5أن تكون العلة موجودة يف الفرع كوجودها يف األصل؛ كاإليهذاء يف ضهرب الوالهدين
املقيس على التأفيف ،فإن مل تكن العلة موجودة يف الفرع مل يصح القياس.
مثال ذلك :أن يقال العلة يف حتريم الربا يف ال كونه مكيالً ،ثم يقال :جيري الربا يف
التفاح قياساً على ال ،فهذا القياس غري صحيح ،ألن العلة غري موجودة يف الفرع ،إذ
التفاح غري مكيل.
أقسام القياس
ينقسم القيا إىل جلسّ وخفسٍّ.
- 1فاجللي :ما ثبتت علته بهنص ،أو إمجهاع ،أو كهان مقطوعهاً فيهه بنفهي
الفارق بني األصل والفرع.
مثال ما ثبتت علته بالنص :قياس املنع من االستجمار بالدم النجس اجلهاف
على املنع من االستجمار بالروثة ،فإن علة حكم األصل ثابتهة بهالنص حيهث
أتى ابن مسهعود رضهي اهلل عنهه إىل الهنيب جهرين وروثهة؛ ليسهتنجي
بهن ،فأخذ احلجرين ،وألقى الروثة ،وقال" :هذا ركس" والركس النجس.
ومثال ما ثبتهت علتهه باإلمجهاع :نههي الهنيب أن يقضههي القاضهي وههو
غضبان ،فقياس منع احلاقن من القضاء على منهع الغضهبان منهه مهن القيهاس
اجللي ،لثبوت علة األصل باإلمجاع وهي تشويش الفكر وانشغال القلب.
ومثال ما كان مقطوعاً فيه بنفي الفهارق بهني األصهل والفهرع :قيهاس حتهريم
إتالف مال اليتيم باللبس علهى حتهريم إتالفهه باألكهل للقطهع بنفهي الفهارق
بينهما.
أقسام القياس
- 2واخلفي :ما ثبتت علته باستنباط ،ومل يقطع فيه بنفي الفارق بني األصل
والفرع.
مثاله :قياس األشنان على ال يف حتريم الربا جبهامع الكيهل ،فهإن التعليهل
بالكيل مل يثبت بنص وال إمجهاع ،ومل يقطهع فيهه بنفهي الفهارق بهني األصهل
والفرع ،إذ من اجلائز أن يفرق بينهما بأن ال مطعوم خبالف األشنان.
قياس الشبه
ومن القياس ما يسمى :به "هقياس الشبه" وهو أن ي دد فرع بني أصلني خمتلفهي
احلكم ،وفيه شبه بكل منهما ،فيلحق بأكثرهما شبهاً به ،مثال ذلك :العبد هل
ميلك بالتمليك قياساً على احلر أو ال ميلك قياساً على البهيمة؟
إذا نظرنا إىل هذين األصلني احلر والبهيمة وجدنا أن العبد م دد بينهمها ،فمهن
حيث أنه إنسان عاقل يثاب ويعاقب وينكح ويطلق؛ يشبه احلر ،ومن حيهث أنهه
يباع ويرهن ويوقف ويوهب ويورث وال يهودع ويضهمن بالقيمهة ويتصهرف فيهه؛
يشبه البهيمة ،وقد وجدنا أنه من حيث التصهرف املهالي أكثهر شهبهاً بالبهيمهة
فيلحق بها
وهذا القسم من القياس ضعيف إذ ليس بينه وبني األصل علهة مناسهبة سهوأل أنهه
يشبهه يف أكثر األحكام مع أنه ينازعه أصل آخر.
قياس العكس
ومن القياس ما يسمى به "هقياس العكس" وهو :إثبات نقيض حكم األصل للفرع لوجهود نقهيض
علة حكم األصل فيه.
ومثلوا لذلك بقوله صلّى اهلل عليه وسلّم" :ويف بضع أحدكم صدقة" .قالوا :يها رسهول اهلل! أيهأتي
أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال" :أرأيتم لو وضعها يف حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا
وضعها يف احلالل كان له أجر".
فأثبت النيب صلّى اهلل عليه وسلّم للفرع وهو الوطء احلالل نقيض حكم األصل وهو الوطء احلهرام
لوجود نقيض علة حكم األصل فيه ،أثبت للفرع أجراً ألنه وطء حهالل ،كمها أن يف األصهل وزراً
ألنه وطء حرام.
• التعا ض ب اكدلة إمنا هو الظاهر فقط.
تعريف التعارض
التعارض لغة :التقابل والتمانع.
واصطالحا :تقابل الدليلني يث خيالف أحدهما اآلخر.
وأقسام التعارض أربعة
األول :أن يكون بني دليلني عامني وله أربع حاالت:
- 1أن ميكن اجلمع بينهما يث حيمل كل منهما على حال ال يناقض اآلخهر فيهها
فيجب اجلمع.
مثال ذلك :قوله تعاىل لنبيه صلى اهلل عليه وسلم (( :وإنك لتهدي إىل صراط مستقيم))
وقوله (( :إنك ال تهدي من أحببت)).
واجلمع بينهما أن اآلية األوىل يراد بها هداية الداللة إىل احلهق وههذه ثابتهة للرسهول
صلى اهلل عليه وسلم.
واآلية الثانية يراد بها هداية التوفيق للعمل ،وهذه بيد اهلل تعهاىل ال ميلكهها الرسهول
صلى اهلل عليه وسلم وال غريه.
أقسام التعارض
- 2فإن مل ميكن اجلمع ،فاملتأخر ناسخ إن علم التاريخ فيعمل به دون األول.
مثال ذلك :قوله تعاىل يف الصيام (( :فمن تطوع خريا فهو خري له وأن تصهوموا خهري
لكم)) ،فهذه اآلية تفيد التخيري بني اإلطعهام والصهيام مهع تهرجيح الصهيام ،وقولهه
تعاىل (( :فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة مهن أيهام
أخر)) تفيد تعيني الصيام أداء يف حق غري املريض واملسافر ،وقضاء يف حقهما ،لكنها
متأخرة عن األوىل ،فتكون ناسخة هلا كما يدل علهى ذلهك حهديث سهلمة بهن األكهوع
الثابت يف الصحيحني وغريهما.
أقسام التعارض
- 3فإن مل يعلم التاريخ عمل بالراجح إن كان هناك مرجح.
مثال ذلك :قوله صلى اهلل عليه وسلم" :من مس ذكره فليتوضأ" وسهال صهلى اهلل عليهه
وسلم عن الرجل ميس ذكره؛ أعليه الوضوء؟ قال" :ال إمنا هو بضعة منهك" ،فريجهح
األول؛ ألنه أحوط ،وألنه أكثر طرقا ،ومصححوه أكثر ،وألنه ناقل عن األصل ،ففيهه
زيادة علم.
ب خاص
أقسام التعارض
ب عاش وخاص
النسخ
الرتتيب بني األدلة
إذا اتفقت األدلة السابقة "الكتهاب والسهنة واإلمجهاع والقيهاس" علهى حكهم ،أو
انفرد أحدها من غري معارض وجب إثباته ،وإن تعارضت ،وأمكن اجلمع وجهب
اجلمع ،وإن مل ميكن اجلمع عمل بالنسخ إن رت شروطه.
وإن مل ميكن النسخ وجب ال جيح.