You are on page 1of 146

‫م‬‫ُ‬

‫لخ َصات وتشجيرات ال َمرحلة الثانية ِمن برنا جم‬


‫َم َع ق ُ ا ُ صُ‬
‫‪ #‬ا ِ د_ لأ ول‬
‫إعداد‪ :‬معاقد األصول‬
‫تويتر‪:‬‬
‫@‪m3a8d_alo9ol‬‬
‫مجع أصل‪ ،‬وهو ما يبنى عليه غريه‬ ‫أصول‬

‫تعريف أصول الفقه‬


‫لغة‪ :‬الفهم‬ ‫باعتبار مفرديه‬

‫واصططحا اً‪ :‬معرفططة اك مططاش اليطططرعية‬


‫الفقه‬
‫العملية بأدلتها التفصيلية‬
‫علم يبحث عن‪ :‬أدلة الفقه اإلمجالية‪،‬‬
‫وكيفية االستفادة منها‪ ،‬و ال املستفيد‪.‬‬ ‫باعتبار كونه لقباً‬
‫الثاني‪ :‬باعتبار كونه؛ لقباً هلذا الفن املعني‪ ،‬فيعرف بأنه‪ :‬علم‬
‫يبحث عن أدلة الفقه اإلمجالية وكيفية االستفادة منها وحال‬
‫املستفيد‪.‬‬
‫فاملراد بقولنا‪" :‬اإلمجالية"؛ القواعد العامة مثل قوهلم‪ :‬األمر‬
‫للوجوب والنهي للتحريم والصحة تقتضي النفوذ‪ ،‬فخرج به األدلة‬
‫التفصيلية فال تذكر يف أصول الفقه إال على سبيل التمثيل للقاعدة‪.‬‬
‫واملراد بقولنا‪" :‬وكيفية االستفادة منها"؛ معرفة كيف يستفيد‬
‫األحكام من أدلتها بدراسة أحكام األلفاظ ودالالتها من عموم‬
‫وخصوص وإطالق وتقييد وناسخ ومنسوخ وغري ذلك‪ ،‬فإنَّه بإدراكه‬
‫يستفيد من أدلة الفقه أحكامها‪.‬‬
‫واملراد بقولنا‪" :‬وحال املستفيد"؛ معرفة حال املستفيد وهو‬
‫اجملتهد‪ ،‬مسي مستفيداً؛ ألنه يستفيد بنفسه األحكام من أدلتها‬
‫لبلوغه مرتبة االجتهاد‪ ،‬فمعرفة اجملتهد وشروط االجتهاد وحكمه‬
‫وحنو ذلك يبحث يف أصول الفقه‪.‬‬
‫األحكام‬
‫اك ماش‪ :‬مجع ُمم وهو لغةً‪ :‬القضاء‪.‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬ما اقْتضاه خحاب اليطرع املتعلق بأفعال اململفط مطن لط‪،،‬‬
‫أو ختيري‪ ،‬أو وضع‪.‬‬
‫فاملراد بقولنا‪" :‬خحاب اليرع"؛ المتاب والسنة‪.‬‬
‫واملراد بقولنا‪" :‬املتعلق بأفعال اململف "؛ ما تعلطق بأعمطا م سطواء كانط‬
‫قوالً أش فعاً‪ ،‬إجياداً أش تركاً‪ .‬فخرج به‪ :‬مطا تعلطق باالعتقطاد فطا يسطمى‬
‫مماً بهذا االصحاح‪.‬‬
‫واملططراد بقولنططا‪" :‬اململف ط "؛ مططا مططن مططأنهم التمليططا فييططمل الص طغري‬
‫واجملنون‪.‬‬
‫واملراد بقولنا‪" :‬من ل‪"،‬؛ اكمطر والنهطس سطواء علطى سطبيل اإللطواش‪ ،‬أو‬
‫اكفضلية‪.‬‬
‫واملراد بقولنا‪" :‬أو ختيري"؛ املباح‪.‬‬
‫واملراد بقولنا‪" :‬أو وضع"؛ الصحيح والفاسد وحنوهما ممطا وضطعه اليطا ع‬
‫من عامات وأوصاف للنفوذ واإللغاء‪.‬‬
‫أقسام األحكام الشرعية‬
‫تنقسم اك ماش اليرعية إىل قسم ‪ :‬تمليفية ووضعية‪.‬‬
‫فالتمليفية مخسة‪ :‬الواج‪ ،‬واملندوب واحملرَّش واملمروه واملباح‪.‬‬
‫‪ - 1‬فالواج‪ ،‬لغة‪ :‬الساقط والازش‪.‬‬
‫واصحا اً‪ :‬ما أمر به اليا ع علطى وجطه اإللطواش؛ كالصطلوات‬
‫اخلمس‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬ما أمر به اليا ع"؛ احملرش واملمروه واملباح‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬على وجه اإللواش"؛ املندوب‪.‬‬
‫والواج‪ ،‬يثاب فاعله امتثاالً‪ ،‬ويستحق العقاب تا كُه‪.‬‬
‫ويُسمَّى‪ :‬فرضاً وفريضة و تم ًا والزماً‪.‬‬
‫أقسام األحكام الشرعية‬
‫تنقسم األحكام الشرعية إىل قسمني‪ :‬تكليفية ووضعية‪.‬‬
‫فالتكليفية مخسة‪ :‬الواجب واملندوب واحملرَّم واملكروه واملباح‪.‬‬
‫‪ - 2‬واملندوب لغة‪ :‬املدعوُّ‪.‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬ما أمر به الشارع ال على وجه اإللزام؛ كالرواتب‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬ما أمر به الشارع"؛ احملرم واملكروه واملباح‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬ال على وجه اإللزام"؛ الواجب‪.‬‬
‫واملندوب يثاب فاعله امتثاالً‪ ،‬وال يعاقب تاركه‪.‬‬
‫ويُسمَّى سنة ومسنوناً ومستحباً ونفالً‪.‬‬
‫أقسام األحكام الشرعية‬
‫تنقسم اك ماش اليرعية إىل قسم ‪ :‬تمليفية ووضعية‪.‬‬
‫فالتمليفية مخسة‪ :‬الواج‪ ،‬واملندوب واحملرَّش واملمروه واملباح‪.‬‬
‫‪ - 3‬واحملرش لغة‪ :‬املمنوع‪.‬‬
‫واصحا اً‪ :‬ما نهى عنه اليا ع على وجه اإللواش بالرتك؛ كعقوق الوالدين‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬ما نهى عنه اليا ع"؛ الواج‪ ،‬واملندوب واملباح‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬على وجه اإللواش بالرتك"؛ املمروه‪.‬‬
‫واحملرش يثاب تا كه امتثاالً‪ ،‬ويستحق العقاب فاعله‪.‬‬
‫ويسمى‪ :‬حمظو اً أو ممنوعاً‪.‬‬
‫أقسام األحكام الشرعية‬
‫تنقسم األحكام الشرعية إىل قسمني‪ :‬تكليفية ووضعية‪.‬‬
‫فالتكليفية مخسة‪ :‬الواجب واملندوب واحملرَّم واملكروه واملباح‪.‬‬
‫‪ - 4‬واملكروه لغة‪ :‬املبغض‪.‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬ما نهى عنه الشارع ال على وجهه اإللهزام بهال ك؛ كاألخهذ‬
‫بالشمال واإلعطاء بها‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬ما نهى عنه الشارع"؛ الواجب واملندوب واملباح‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬ال على وجه اإللزام بال ك"؛ احملرم‪.‬‬
‫واملكروه‪ :‬يثاب تاركه امتثاالً‪ ،‬وال يعاقب فاعله‪.‬‬
‫أقسام األحكام الشرعية‬
‫تنقسم اك ماش اليرعية إىل قسم ‪ :‬تمليفية ووضعية‪.‬‬
‫فالتمليفية مخسة‪ :‬الواج‪ ،‬واملندوب واحملرَّش واملمروه واملباح‪.‬‬
‫‪ - 5‬واملباح لغة‪ :‬املعلن واملأذون فيه‪.‬‬
‫واصحا اً‪ :‬ما ال يتعلق به أمطر‪ ،‬وال نهطس لذاتطه؛ كاككطل‬
‫مضان لياً‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬ما ال يتعلق به أمر"؛ الواج‪ ،‬واملندوب‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬وال نهس"؛ احملرش واملمروه‪.‬‬
‫أقسام األحكام الشرعية‬
‫تنقسم األحكام الشرعية إىل قسمني‪ :‬تكليفية ووضعية‪.‬‬
‫فالتكليفية مخسة‪ :‬الواجب واملندوب واحملرَّم واملكروه واملباح‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬لذاته"؛ ما لو تعلق به أمر لكونهه وسهيلة ملهأمور بهه‪ ،‬أو‬
‫نهي لكونه وسيلة ملنهي عنه‪ ،‬فإن له حكم ما كان وسيلة له مهن مهأمور‪،‬‬
‫أو منهي‪ ،‬وال خيرجه ذلك عن كونه مباحاً يف األصل‪.‬‬
‫واملباح ما دام على وصف اإلباحة‪ ،‬فإنه ال ي تب عليه ثواب وال عقاب‪.‬‬
‫ويسمى‪ :‬حالالً وجائزاً‪.‬‬
‫األحكام الوضعية‬
‫اك ماش الوضعية‪ :‬ما وضعه اليا ع من أما ات‪ ،‬لثبوت أو انتفاء‪ ،‬أو نفطوذ‪ ،‬أو‬
‫إلغاء‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬الصحة والفساد‪.‬‬
‫‪ - 1‬فالصحيح لغة‪ :‬السليم من املرض‪.‬‬
‫واصحا اً‪ :‬ما ترتب آثا فعله عليه عبادةً كان أش عقداً‪.‬‬
‫فالصحيح من العبادات‪ :‬ما برئ به الذمة‪ ،‬وسقط به الحل‪.،‬‬
‫والصحيح من العقود‪ :‬ما ترتب آثا ه على وجطوده؛ كرتتط‪ ،‬امللطل علطى عقطد‬
‫البيع مثاً‪.‬‬
‫وال يمون اليطسء صحيحاً إال بتماش مرو ه وانتفاء موانعه‪.‬‬
‫مثال ذلل العبطادات‪ :‬أن يطأتس بالصطاة وقتهطا تامطة مطرو ها وأ كانهطا‬
‫وواجباتها‪.‬‬
‫ومثال ذلل العقود‪ :‬أن يعقد بيعاً تامة مرو ه املعروفة مع انتفاء موانعه‪.‬‬
‫األحكام الوضعية‬
‫مثال ذلك يف العبادات‪ :‬أن يأتي بالصالة يف وقتهها تامهة شهروطها وأركانهها‬
‫وواجباتها‪.‬‬
‫ومثال ذلك يف العقود‪ :‬أن يعقد بيعاً تامة شروطه املعروفة مع انتفاء موانعه‪.‬‬

‫فإن فُقِد شرطٌ من الشروط‪ ،‬أو ُوجِد مانع من املوانع امتنعت الصحة‪.‬‬
‫مثال فَقْد الشرط يف العبادة‪ :‬أن يصلي بال طهارة‪.‬‬
‫ومثال فقد الشرط يف العقد‪ :‬أن يبيع ما ال ميلك‪.‬‬
‫ومثال وجود املانع يف العبادة‪ :‬أن يتطوع بنفل مطلق يف وقت النهي‪.‬‬
‫ومثال وجود املانع يف العقد‪ :‬أن يبيع من تلزمه اجلمعة شهيااً‪ ،‬بعهد نهدائها‬
‫الثاني على وجه ال يباح‪.‬‬
‫األحكام الوضعية‬
‫والفاسد لغة‪ :‬الذاهب ضياعاً وخسراً‪.‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬ما ال ت تب آثار فعله عليه عبادةً كان أم عقداً‪.‬‬
‫فالفاسد من العبادات‪ :‬مها ال ته أ بهه الذمهة‪ ،‬وال يسهقا بهه الطلهب؛‬
‫كالصالة قبل وقتها‪.‬‬
‫والفاسد من العقود‪ :‬ما ال ت تب آثاره عليه؛ كبيع اجملهول‪.‬‬
‫وكل فاسد من العبادات والعقود والشهروط فإنهه ّهرم؛ ألن ذلهك مِهن‬
‫تعدِّي حدود اهلل‪ ،‬واختاذِ آياته هزؤاً‪ ،‬وألن النيب صلّى اهلل عليهه وسهلّم‬
‫أنكر على من اش طوا شروطاً ليست يف كتاب اهلل‪.‬‬
‫األحكام الوضعية‬
‫والفاسد والباطل مبعنى واحد إال يف موضعني‪:‬‬
‫األول‪ :‬يف اإلحرام؛ فرقوا بينهما بأن الفاسد ما وطئ فيه املُحرمِ قبل‬
‫التحلل األول‪ ،‬والباطل ما ارتد فيه عن اإلسالم‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬يف النكاح؛ فرقوا بينهما بأن الفاسد مها اختلهف العلمهاء يف‬
‫فساده كالنكاح بال ولي‪ ،‬والباطهل مها أمجعهوا علهى بطالنهه كنكهاح‬
‫املعتدة‪.‬‬
‫تعريف العلم‬
‫العلم‪ :‬إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً؛ كإدراك أن الكهل أكه مهن‬
‫اجلزء‪ ،‬وأن النية شرط يف العبادة‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬إدراك الهشيء"؛ عدم اإلدراك بالكلية ويسمى "اجلهل البسيا"‪،‬‬
‫مثل أن يُسأل‪ :‬متى كانت غزوة بدر؟ فيقول‪ :‬ال أدري‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬على ما هو عليه" ؛ إدراكهه علهى وجهه خيهالف مها ههو عليهه‪،‬‬
‫ويسمى "اجلهل املركب"‪ ،‬مثل أن يُسهأل‪ :‬متهى كانهت غهزوة بهدر؟ فيقهول‪ :‬يف‬
‫السنة الثالثة من اهلجرة‪.‬‬
‫وخهرج بقولنهها‪" :‬إدراكهاً جازمهاً"؛ إدراك الشههيء إدراكهاً غهري جههازم‪ ،‬يههث‬
‫حيتمل عنده أن يكون على غري الوجه الذي أدركه‪ ،‬فال يسمى ذلك علماً‪ .‬ثهم إن‬
‫ترجح عنده أحد االحتمالني فالراجح ظن واملرجهوح وهههم‪ ،‬وإن تسهاوأل األمهران‬
‫فهو شك‪.‬‬
‫تعريف العلم‬
‫وبهذا تبين أن تعلق اإلدراك باألشياء كاآلتي‪:‬‬

‫‪ - 1‬علم؛ وهو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً‪.‬‬


‫‪ - 2‬جهل بسيا؛ وهو عدم اإلدراك بالكلية‪.‬‬
‫‪ - 3‬جهل مركب؛ وهو إدراك الشيء على وجه خيالف ما هو عليه‪.‬‬
‫‪ - 4‬ظن‪ ،‬وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح‪.‬‬
‫‪ - 5‬وهم‪ ،‬وهو إدراك الشيء مع احتمال ضدٍّ راجح‪.‬‬
‫‪ - 6‬شك‪ ،‬وهو إدراك الشيء مع احتمال ضدٍّ مساو‪.‬‬
‫أقسام العلم‬
‫ينقسم العلم إىل قسمني‪ :‬ضروري ونظري‪.‬‬
‫‪ - 1‬فالضروري‪ :‬ما يكون إدراك املعلوم فيه ضهرورياا‪ ،‬يهث يضهطر‬
‫إليه من غري نظر وال استدالل؛ كالعلم بأن الكل أك من اجلهزء‪ ،‬وأن‬
‫النار حارة‪ ،‬وأن ّمداً رسول اهلل‪.‬‬
‫‪ - 2‬والنظري‪ :‬ما حيتاج إىل نظر واستدالل؛ كالعلم بوجوب النيهة يف‬
‫الصالة‪.‬‬
‫تعريف الكالم‬
‫الكالم لغة‪ :‬اللفظ املوضوع ملعنى‪.‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬اللفظ املفيد مثل‪ :‬اهلل ربنا وّمد نبينا‪.‬‬
‫وأقل ما يتألف منه الكالم امسان‪ ،‬أو فعل واسم‪.‬‬
‫مثال األول‪ّ :‬مد رسول اهلل‪ ،‬ومثال الثاني‪ :‬استقام ّمد‪.‬‬
‫وواحد الكالم كلمة وهي‪ :‬اللفظ املوضوع ملعنى مفرد‪ ،‬وهي إما اسم‪ ،‬أو‬
‫فعل‪ ،‬أو حرف‪.‬‬
‫أ ‪ -‬فاالسم‪ :‬ما دل على معنى يف نفسه من غري إشعار بزمن‪.‬‬
‫وهو ثالثة أنواع‪:‬‬
‫األول‪ :‬ما يفيد العموم كاألمساء املوصولة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ما يفيد اإلطالق كالنكرة يف سياق اإلثبات‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ما يفيد اخلصوص كاألعالم‪.‬‬
‫تعريف الكالم‬
‫ب ‪ -‬والفعل‪ :‬ما دل على معنى يف نفسه‪ ،‬وأشعر بهياته بأحد األزمنة‬
‫الثالثة‪.‬‬
‫وهو إما ماضٍ كه"فَ ِهمه"‪ ،‬أو مضارع كه"يهفْ ههمُ"‪ ،‬أو أمر كَه"ِافْههم"‪.‬‬
‫والفعل بأقسامه يفيد اإلطالق فال عموم له‪.‬‬
‫ج ‪ -‬واحلرف‪ :‬ما دل على معنى يف غريه‪ ،‬ومنه‪:‬‬
‫‪ - 1‬الواو‪ :‬وتأتي عاطفة فتفيد اش اك املتعاطفني يف احلكم‪ ،‬وال تقتضي‬
‫ال تيب‪ ،‬وال تنافيه إال بدليل‪.‬‬
‫‪ - 2‬الفاء‪ :‬وتأتي عاطفة فتفيد اش اك املتعاطفني يف احلكم مع ال تيب‬
‫والتعقيب‪ ،‬وتأتي سببية فتفيد التعليل‬
‫‪ - 3‬الالم اجلارة‪ .‬وهلا معا ٍن منها‪ :‬التعليل والتمليك واإلباحة‪.‬‬
‫‪ - 4‬على اجلارة‪ .‬وهلا معا ٍن منها‪ :‬الوجوب‪.‬‬
‫أقسام الكالم‬
‫ينقسم الكالم باعتبار إمكان وصفه بالصدق وعدمه إىل قسمني‪ :‬خ وإنشاء‪.‬‬
‫‪ - 1‬فاخل ‪ :‬ما ميكن أن يوصف بالصدق أو الكذب لذاته‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬ما ميكن أن يوصف بالصدق والكذب"؛ اإلنشاء؛ ألنه ال ميكن‬
‫فيه ذلك‪ ،‬فإن مدلوله ليس خم اً عنهه حتهى ميكهن أن يقهال‪ :‬إنهه صهدق أو‬
‫كذب‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬لذاته"؛ اخل الذي ال حيتمل الصدق‪ ،‬أو ال حيتمهل الكهذب‬
‫باعتبار املخ به‪ ،‬وذلك أن اخل من حيث املخ به ثالثة أقسام‪:‬‬
‫األول‪ :‬ما ال ميكن وصفه بالكذب؛ كخ اهلل ورسوله الثابت عنه‪.‬‬
‫أقسام الكالم‬
‫الثاني‪ :‬ما ال ميكن وصفه بالصهدق؛ كهاخل عهن املسهتحيل شهرعاً أو عقهالً‪،‬‬
‫فاألول‪ :‬كخ مدعي الرسهالة بعهد الهنيب صهلّى اهلل عليهه وسهلّم‪ ،‬والثهاني‪:‬‬
‫كاخل عن اجتماع النقيضني كاحلركة والسكون يف عني واحدة يف زمن واحد‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ما ميكن أن يوصف بالصدق والكذب إما على السواء‪ ،‬أو مهع رجحهان‬
‫أحدهما‪ ،‬كإخبار شخص عن قدوم غائب وحنوه‪.‬‬

‫‪ - 2‬واإلنشاء‪ :‬ما ال ميكن أن يوصف بالصدق والكذب‪ ،‬ومنه األمهر والنههي‪.‬‬


‫كقوله تعاىل‪ (( :‬وهاعبُدُوا اللَّهه وهال تُشرِكُوا بِهِ شهيااً)) [النساء‪ :‬من اآلية‪.]36‬‬
‫وقد يكون الكالم خ اً إنشاء باعتبارين؛ كصيغ العقهود اللفظيهة مثهل‪ :‬بعهت‬
‫وقبلت‪ ،‬فإنها باعتبار داللتها على ما يف نفس العاقد خ ‪ ،‬وباعتبهار ترتهب‬
‫العقد عليها إنشاء‪.‬‬
‫أقسام الكالم‬
‫وقد يأتي الكالم بصورة اخل واملراد به اإلنشاء وبالعكس لفائدة‪.‬‬
‫مثههال األول‪ :‬قولههه تعههاىل‪ (( :‬وهالْمُطَلَّقَههاتُ هيتهرهبَّص هنه بِأَنفُسِ ههِنَّ ثهالثه هةَ قُ هرُوءٍ))‬
‫[البقرة‪ :‬من اآلية‪ ]228‬فقوله‪ :‬ي بصن بصورة اخل واملراد بها األمر‪ ،‬وفائدة‬
‫ذلك تأكيد فعل املأمور به‪ ،‬حتى كأنه أمر واقع‪ ،‬يتحدث عنه كصفة من صهفات‬
‫املأمور‪.‬‬
‫ومثال العكس‪ :‬قوله تعاىل‪ (( :‬هوقَاله الَّذِينه كَفَهرُوا لِلَّهذِينه آ همنُهوا َّاتبِعُهوا سههبِي َلنها‬
‫وه ْلنهحمِل خهطَايهاكُم)) [العنكبوت‪ :‬من اآلية‪ ]12‬فقوله‪" :‬ولنحمل" بصورة األمهر‬
‫واملراد بها اخل ‪ ،‬أي‪ :‬وحنن حنمل‪ .‬وفائدة ذلك تنزيهل الههشيء املخه عنهه‬
‫منزلة املفروض امللزم به‪.‬‬
‫احلقيقة واجملاز‬
‫وينقسم الكالم من حيث االستعمال إىل حقيقةٍ وجمازٍ‪.‬‬
‫‪ - 1‬فاحلقيقة هي‪ :‬اللفظ املستعمل فيما وضع لهه‪ ،‬مثهل‪ :‬أسهد للحيهوان‬
‫املف س‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬املستعمل"؛ املهمل‪ ،‬فال يسمى حقيقة وال جمازاً‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬فيما وضع له"؛ اجملاز‪.‬‬
‫وتنقسم احلقيقة إىل ثالثة أقسام‪ :‬لغوية وشرعية وعرفية‪.‬‬
‫فاللغوية هي‪ :‬اللفظ املستعمل فيما وضع له يف اللغة‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬يف اللغة"؛ احلقيقة الشرعية والعرفية‪.‬‬
‫مثال ذلك الصالة‪ ،‬فإن حقيقتها اللغوية الهدعاء‪ ،‬فتحمهل عليهه يف كهالم‬
‫أهل اللغة‪.‬‬
‫احلقيقة واجملاز‬
‫واحلقيقة الشرعية هي‪ :‬اللفظ املستعمل فيما وضع له يف الشرع‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬يف الشرع"؛ احلقيقة اللغوية والعرفية‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬الصالة‪ ،‬فإن حقيقتها الشههرعية األقهوال واألفعهال املعلومهة املفتتحهة‬
‫بالتكبري املختتمة بالتسليم‪ ،‬فتحمل يف كالم أهل الشرع على ذلك‪.‬‬
‫واحلقيقة العرفية هي‪ :‬اللفظ املستعمل فيما وضع له يف العرف‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬يف العرف"؛ احلقيقة اللغوية والشرعية‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬الدابة‪ ،‬فإن حقيقتها العرفية ذات األربع من احليوان‪ ،‬فتحمهل عليهه‬
‫يف كالم أهل العرف‪.‬‬
‫وفائدة معرفة تقسهيم احلقيقهة إىل ثالثهة أقسهام‪ :‬أن حنمهل كهل لفهظ علهى معنهاه‬
‫احلقيقي يف موضع استعماله‪ ،‬فيحمل يف استعمال أهل اللغة على احلقيقة اللغوية‪،‬‬
‫ويف اسههتعمال الشههرع علههى احلقيقههة الشههرعية‪ ،‬ويف اسههتعمال أهههل العههرف علههى‬
‫احلقيقة العرفية‪.‬‬
‫احلقيقة واجملاز‬
‫‪ - 2‬واجملاز هو‪ :‬اللفظ املستعمل يف غري ما وضع له‪ ،‬مثل‪ :‬أسد للرجل الشجاع‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬املستعمل"؛ املهمل‪ ،‬فال يسمى حقيقة وال جمازاً‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬يف غري ما وضع له"؛ احلقيقة‪.‬‬
‫وال جيوز محل اللفظ على جمازه إال بدليل صحيح مينع من إرادة احلقيقة‪ ،‬وههو مها‬
‫يسمى يف علم البيان بالقرينة‪.‬‬
‫ويش ه ط لصههحة اسههتعمال اللفههظ يف جمههازه‪ :‬وجههود ارتبههاط بههني املعنههى احلقيقههي‬
‫واجملازي‪ ،‬ليصح التعبري به عنه‪ ،‬وهو ما يسمى يف علم البيهان بالعالقهة‪ ،‬والعالقهة‬
‫إما أن تكون املشابهة أو غريها‪.‬‬
‫فإن كانت املشابهة مسي التجوز "استعارة"؛ كالتجوز بلفظ أسد عن الرجل الشجاع‪.‬‬
‫وإن كانت غري املشابهة مسي التجوز "جمازاً مرسالً" إن كان التجوز يف الكلمهات‪ ،‬و‬
‫"جمازاً عقلياا" إن كان التجوز يف اإلسناد‪.‬‬
‫احلقيقة واجملاز‬
‫مثال ذلك يف اجملاز املرسهل‪ :‬أن تقهول‪ :‬رعينها املطهر‪ ،‬فكلمهة "املطهر" جمهاز عهن‬
‫العشب‪ ،‬فالتجوز بالكلمة‪.‬‬
‫ومثال ذلك يف اجملاز العقلي‪ :‬أن تقول‪ :‬أنبت املطر العشهب فالكلمهات كلهها يهراد‬
‫بها حقيقة معناها‪ ،‬لكن إسناد اإلنبات إىل املطر جماز؛ ألن املنبهت حقيقهة ههو اهلل‬
‫تعاىل فالتجوز يف اإلسناد‪.‬‬
‫ومن اجملاز املرسل‪ :‬التجوز بالزيادة‪ ،‬والتجوز باحلذف‪.‬‬
‫مثلوا للمجاز بالزيادة بقوله تعاىل‪ (( :‬لَيسه كَمِثلِهِ شهيءٌ)) [الشورأل‪ ]11 :‬فقالوا‪:‬‬
‫إن الكاف زائدة لتأكيد نفي املثل عن اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ومثال اجملاز باحلذف‪ :‬قوله تعاىل‪(( :‬وسال القرية)) [يوسف‪ ]82 :‬أي‪ :‬واسأل‬
‫أهل القرية؛ فحذفت "أهل" جمازاً‪ ،‬وللمجاز أنواع كثرية مذكورة يف علم البيان‪.‬‬
‫احلقيقة واجملاز‬
‫وإمنا ذكر طرف مهن احلقيقهة واجملهاز يف أصهول الفقهه؛ ألن داللهة األلفهاظ إمها‬
‫حقيقة وإما جماز‪ ،‬فاحتيج إىل معرفة كل منهما وحكمه‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫تنبيه‪:‬‬
‫تقسيم الكالم اىل حقيقة وجماز هو املشهور عند أكثر املتأخرين يف القرآن وغريه‪،‬‬
‫وقال بعض أهل العلم‪ :‬ال جماز يف القران‪ ،‬وقال اخرون‪ :‬ال جمهاز يف القهران وال‬
‫يف غريه‪ ،‬وبه قال أبو إسحاق اإلسفراييين ومن املتأخرين العالمهة الشهيخ ّمهد‬
‫األمني الشنقيطي‪ ،‬وقد بني شيخ اإلسالم ابن تيمية وتلميذه ابن القيم أنه اصطالح‬
‫حادث بعد انقصاء القرون الثالثة املفضلة‪ ،‬ونصهره بأدلة قويهة كهثرية تهبني ملهن‬
‫اطلع عليها أن هذا القول هو الصواب‪.‬‬
‫تعريف األمر‬
‫األمر‪ :‬قول يتضمن طلب الفعل على وجه االسهتعالء‪ ،‬مثهل‪ :‬أقيمهوا الصهالة‬
‫وآتوا الزكاة‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬قول"؛ اإلشارة فال تسمى أمراً‪ ،‬وإن أفادت معناه‪.‬‬
‫وخههرج بقولنهها‪" :‬طلههب الفعههل"؛ النهههي ألنههه طلههب تههرك‪ ،‬واملههراد بالفعههل‬
‫اإلجياد‪ ،‬فيشمل القول املأمور به‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬علهى وجهه االسهتعالء"؛ االلتمهاس‪ ،‬والهدعاء وغريهمها ها‬
‫يستفاد من صيغة األمر بالقرائن‪.‬‬
‫صيغ األمر‬
‫صيغ األمر أربع‪:‬‬
‫‪ - 1‬فعل األمر‪ ،‬مثل‪ (( :‬اتلُ مهها أُوحِهيه إِلَيهكَ مِهنه الْ ِكتههابِ)) [العنكبهوت‪ :‬مهن‬
‫اآلية‪]45‬‬
‫‪ - 2‬اسم فعل األمر‪ ،‬مثل‪ :‬حي على الصالة‪.‬‬
‫‪ - 3‬املصدر النائب عن فعهل األمهر‪ ،‬مثهل‪ (( :‬فَهإِذها لَقِيه ُتمُ الَّهذِينه كَفَهرُوا فَضههربه‬
‫الرقَاب)) [ّمد‪ :‬من اآلية‪.]4‬‬
‫ِّ‬
‫‪ - 4‬املضارع املقرون بالم األمر‪ ،‬مثل‪ِ (( :‬لتُؤ ِمنُوا بِاللَّههِ وهرهسُهولِهِ)) [اجملادلهة‪:‬‬
‫من اآلية‪.]4‬‬
‫وقد يستفاد طلب الفعل من غري صهيغة األمهر‪ ،‬مثهل أن يوصهف بأنهه فهرض‪ ،‬أو‬
‫واجب‪ ،‬أو مندوب‪ ،‬أو طاعة‪ ،‬أو ميدح فاعله‪ ،‬أو يذم تاركه‪ ،‬أو يرتب على فعله‬
‫ثواب‪ ،‬أو على تركه عقاب‪.‬‬
‫ما تقتضيه صيغة األمر‬
‫صيغة األمر عند اإلطالق تقتضي‪ :‬وجوب املأمور به‪ ،‬واملبادرة بفعله فوراً‪.‬‬

‫فمن األدلة على أنها تقتضهي الوجوب قوله تعاىل‪ (( :‬فَ ْليهحذهرِ الَّذِينه ُيخهالِفُونه عهن أَمرِهِ أَن‬
‫تُصِيبههُم فِتنهةٌ أَو يُصِيبههُم عهذهابٌ أَلِيمٌ)) [النور‪ :‬من اآلية‪ ، ]63‬وجه الداللهة أن اهلل حهذر‬
‫املخالفني عن أمر الرسول صلّى اهلل عليه وسلّم أن تصيبهم فتنة‪ ،‬وهي الزيغ‪ ،‬أو يصهيبهم‬
‫عذاب أليم‪ ،‬والتحذير مبثل ذلك ال يكون إال على ترك واجب؛ فدل على أن أمر الرسهول‬
‫صلّى اهلل عليه وسلّم املطلق يقتضي وجوب فعل املأمور‪.‬‬

‫ومن األدلة على أنه للفور قوله تعاىل‪ (( :‬فَاس هتبِقُوا ا ْلخهيرهاتِ )) [البقرة‪ ،148 :‬واملائدة‪:‬‬
‫‪ ]48‬واملأمورات الشرعية خري‪ ،‬واألمر باالستباق إليها دليل على وجوب املبادرة‪.‬‬
‫ما تقتضيه صيغة األمر‬
‫وألن النيب صلّى اهلل عليه وسلّم كره تأخري الناس ما أمرهم به من النحهر واحللهق‬
‫يوم احلديبية‪ ،‬حتى دخل على أم سلمة رضهي اهلل عنهها فهذكر هلها مها لقهي مهن‬
‫الناس‪.‬‬
‫وألن املبادرة بالفعل أحوط وأبرأ‪ ،‬والتأخري له آفهات‪ ،‬ويقتضهي تهراكم الواجبهات‬
‫حتى يعجز عنها‪.‬‬
‫وقد خيرج األمر عن الوجوب والفورية لدليل يقتضهي ذلك‪ ،‬فيخرج عن الوجهوب‬
‫إىل معان منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬النههدب؛ كقولههه تعههاىل‪ (( :‬هوأَشههِدُوا إِذها هتبهههايهعتُم)) [البقههرة‪ ]282 :‬فههاألمر‬
‫باإلشهاد على التبايع للندب بدليل أن النيب صلّى اهلل عليه وسلّم اش أل فرساً من‬
‫أعرابي ومل يشهد‪.‬‬
‫ما تقتضيه صيغة األمر‬
‫‪ - 2‬اإلباحة؛ وأكثر ما يقع ذلك إذا ورد بعد احلظر‪ ،‬أو جواباً ملها يتهوهم أنهه‬
‫ّظور‪.‬‬
‫مثاله بعد احلظر‪ :‬قوله تعاىل‪ (( :‬وهإِذها حهلَ ْلتُم فَاصطَادُوا)) [املائدة‪ ]2 :‬فهاألمر‬
‫باالصطياد لإلباحة لوقوعه بعد احلظر املستفاد من قوله تعاىل‪ (( :‬غَيره ُمحِلِّهي‬
‫الصَّيدِ هوأَنتُم حُ ُرمٌ)) [املائدة‪]1 :‬‬
‫ومثاله جواباً ملا يتوهم أنه ّظهور؛ قولهه صهلّى اهلل عليهه وسهلّم‪" :‬افعهل وال‬
‫حرج"‪ ،‬يف جواب من سألوه يف حجة الوداع عن تقديم أفعال احلج اله تفعهل‬
‫يوم العيد بعضها على بعض‪.‬‬
‫‪ - 3‬التهديد كقولهه تعهاىل‪ (( :‬اعمهلُهوا مهها شِهاتُم إِنَّههُ بِمهها تهعمهلُهونه بهصِهريٌ ))‬
‫[فصههلت‪ :‬مههن اآليههة‪ (( ، ]40‬إِنَّهها أَعتهههدنها لِلظَّههالِ ِمنيه نهههارا)) [الكهههف‪ :‬مههن‬
‫اآلية‪ ]29‬فذكر الوعيد بعد األمر املذكور دليل على أنه للتهديد‪.‬‬
‫ما تقتضيه صيغة األمر‬
‫وخيرج األمر عن الفورية إىل ال اخي‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قضاء رمضان فإنه مأمور به لكن دلَّ الهدليل علهى أنهه لل اخهي‪،‬‬
‫فعن عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬كان يكون علي الصهوم مهن رمضهان فمها‬
‫أستطيع أن أقضيه إال يف شهعبان‪ ،‬وذلهك ملكهان رسهول اهلل صهلّى اهلل عليهه‬
‫وسلّم‪ ،‬ولو كان التأخري ّرماً ما أقِرت عليه عائشة رضي اهلل عنها‪.‬‬
‫ما ال يتم املأمور إال به‬
‫إذا توقف فعل املأمور به على شيء كان ذلك الهشيء مأموراً به‪ ،‬فإن كان املهأمور‬
‫به واجباً كان ذلك الهشيء واجباً‪ ،‬وإن كان املأمور به مندوباً كهان ذلهك الههشيء‬
‫مندوباً‪.‬‬
‫مثال الواجب‪ :‬س العورة فإذا توقف على شراء ثوب كان ذلك الشراء واجب ًا‪.‬‬
‫ومثال املندوب‪ :‬التطيب للجمعة‪ ،‬فإذا توقف على شراء طيب كان ذلهك الشهراء‬
‫مندوباً‪.‬‬
‫وهذه القاعدة يف ضمن قاعدة أعم منها وهي‪ :‬الوسائل هلا أحكام املقاصد‪ ،‬فوسائل‬
‫املأمورات مأمور بها‪ ،‬ووسائل املنهيات منهي عنها‪.‬‬
‫تعريف النهي‬
‫النهي‪ :‬قول يتضمن طلب الكهف علهى وجهه االسهتعالء بصهيغة خمصوصهة ههي املضهارع‬
‫َهذبُوا بِتيا ِتنهها وهالَّهذِينه ال‬
‫املقرون بال الناهية‪ ،‬مثل قوله تعاىل‪ (( :‬وهال ت َّهتبِع أَههوهاءه الَّهذِينه ك َّ‬
‫يُؤ ِمنُونه بِالْتخِرهةِ)) [األنعام‪ :‬من اآلية‪. ]150‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬قول"؛ اإلشارة‪ ،‬فال تسمى نهياً وإن أفادت معناه‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬طلب الكف"؛ األمر‪ ،‬ألنه طلب فعل‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬على وجه االستعالء"؛ االلتماس والدعاء وغريهما ا يستفاد مهن النههي‬
‫بالقرائن‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪ " :‬بصيغة خمصوصة هي املضارع إخل"؛ ما دل على طلب الكف بصيغة األمر‬
‫مثل‪ :‬دع‪ ،‬اترك‪ ،‬كف‪ ،‬وحنوها؛ فإن هذه وإن تضمنت طلب الكف لكنهها بصهيغة األمهر‬
‫فتكون أمراً ال نهياً‪.‬‬
‫وقد يستفاد طلب الكف بغري صيغة النهي‪ ،‬مثل‪ :‬أن يوصف الفعل بالتحريم أو احلظر أو‬
‫القبح‪ ،‬أو يذم فاعله‪ ،‬أو يرتب على فعله عقاب‪ ،‬أو حنو ذلك‪.‬‬
‫ما تقتضيه صيغة النهي‬
‫صيغة النهي عند اإلطالق تقتضهي حتريم املنهي عنه وفساده‪.‬‬
‫فمن األدلة على أنها تقتضي التحريم قوله تعاىل‪ (( :‬وهمها آتها ُكمُ الرَّسُهولُ َفخُهذُوهُ وهمهها نههههاكُم‬
‫عهنهُ فَانتههُوا)) [احلشهر‪ :‬من اآلية‪ ]7‬فهاألمر باالنتههاء عمها نههى عنهه‪ ،‬يقتضههي وجهوب‬
‫االنتهاء‪ ،‬ومِن لَا ِزمِ ذلك حتريم الفعل‪.‬‬
‫ومن األدلة على أنه يقتضي الفساد قوله صلّى اهلل عليه وسهلّم‪" :‬مهن عمهل عمهالً لهيس عليهه‬
‫أمرنا فهو رد"؛ أي‪ :‬مردود‪ ،‬وما نهى عنه؛ فليس عليه أمر الهنيب صهلّى اهلل عليهه وسهلّم‪،‬‬
‫فيكون مردوداً‪.‬‬
‫هذا ‪ ..‬وقاعدة املذهب يف املنهي عنه هل يكون باطالً أو صحيحاً مع التحريم؟ كما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن يكون النهي عائداً إىل ذات املنهي عنه‪ ،‬أو شرطه فيكون باطالً‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن يكون النهي عائداً إىل أمر خارج ال يتعلق بذات املنهي عنهه وال شهرطه‪ ،‬فهال يكهون‬
‫باطالً‪.‬‬
‫ما تقتضيه صيغة النهي‬
‫‪ -1‬مثال العائد إىل ذات املنهي عنه يف العبادة‪ :‬النهي عن صوم يوم العيدين‪.‬‬
‫‪ -2‬ومثال العائد إىل ذاته يف املعاملة‪ :‬النهي عن البيع بعد نداء اجلمعة الثاني هن تلزمهه‬
‫اجلمعة‪.‬‬
‫‪ -3‬ومثال العائد إىل شرطه يف العبادة‪ :‬النهي عن لبس الرجل ثوب احلرير‪ ،‬فس العهورة‬
‫شرط لصحة الصالة‪ ،‬فإذا س ها بثوب منهي عنه‪ ،‬مل تصح الصالة لعود النهي إىل شرطها‪.‬‬
‫‪ -4‬ومثال العائد إىل شرطه يف املعاملة‪ :‬النهي عن بيع احلمل‪ ،‬فالعلم بهاملبيع شهرط لصهحة‬
‫البيع‪ ،‬فإذا باع احلمل مل يصح البيع لعود النهي إىل شرطه‪.‬‬
‫‪ -5‬ومثال النهي العائد إىل أمر خارج يف العبادة‪ :‬النهي عن لبس الرجهل عمامهة احلريهر‪،‬‬
‫فلو صلى وعليه عمامهة حريهر‪ ،‬مل تبطهل صهالته؛ ألن النههي ال يعهود إىل ذات الصهالة وال‬
‫شرطها‪.‬‬
‫‪ -6‬ومثال العائد إىل أمر خارج يف املعاملة‪ :‬النهي عن الغش‪ ،‬فلهو بهاع شهيااً مهع الغهش مل‬
‫يبطل البيع؛ ألن النهي ال يعود إىل ذات البيع وال شرطه‪.‬‬
‫ما تقتضيه صيغة النهي‬
‫وقد خيرج النهي عن التحريم إىل معانٍ أخرأل لدليل يقتضي ذلك‪ ،‬فمنها‪:‬‬
‫‪ - 1‬الكراهة‪ :‬ومثلوا لذلك بقوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪" :‬ال ميسنَّ أحهدكم ذكهره‬
‫بيمينه وهو يبول"‪ ،1‬فقد قال اجلمهور‪ :‬إن النهي هنا‬
‫للكراهة‪ ،‬ألن الذكر بضعة من اإلنسان‪ ،‬واحلكمة من النهي تنزيه اليمني‪.‬‬
‫‪ - 2‬اإلرشاد‪ :‬مثل قوله صلّى اهلل عليه وسلّم ملعاذ‪" :‬ال تدعن أن تقول دبهر كهل‬
‫صالة‪ :‬اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"‪.‬‬
‫من يدخل يف اخلطاب باألمر والنهي‬
‫الذي يدخل يف اخلطاب باألمر والنهي "هو" املكلف‪ ،‬وهو البالغ العاقل‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬البالغ"؛ الصغري‪ ،‬فال يكلف باألمر والنهي تكليفاً مساوياً لتكليهف‬
‫البالغ‪ ،‬ولكنه يؤمر بالعبادات بعد التمييهز ررينه ًا لهه علهى الطاعهة‪ ،‬ومينهع مهن‬
‫املعاصي؛ ليعتاد الكف عنها‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬العاقل" ؛ اجملنون فهال يكلهف بهاألمر والنههي‪ ،‬ولكنهه مينهع ها‬
‫يكون فيه تعد على غريه أو إفساد‪ ،‬ولو فعل املأمور به مل يصح منه الفعل لعدم قصد‬
‫االمتثال منه‪.‬‬
‫وال يرد على هذا إجياب الزكهاة واحلقهوق املاليهة يف مهال الصهغري واجملنهون‪ ،‬ألن‬
‫إجياب هذه مربوط بأسباب معينة متى وجدت ثبت احلكهم فههي منظهور فيهها إىل‬
‫السبب ال إىل الفاعل‪.‬‬
‫من يدخل يف اخلطاب باألمر والنهي‬
‫والتكليف باألمر والنهي شامل للمسلمني والكفار‪ ،‬لكن الكافر ال يصهح منهه فعهل املهأمور بهه‬
‫حال كفره؛ لقوله تعاىل‪ (( :‬وهمها همنهعههُم أَن تُ ْق هبله مِنهُم نهفَقَاتُهُم إِلَّا أَنَّهُم كَفَرُوا بِاللَّهِ هوبِرهسُولِه))‬
‫[التوبة‪ :‬من اآلية‪ . ]54‬وال يؤمر بقضهائه إذا أسهلم؛ لقولهه تعهاىل‪ (( :‬قُهل لِلَّهذِينه كَفَهرُوا إِن‬
‫يهنتههُوا يُغفَر لَهُم مها قَد سهلَفه)) [ألنفال‪ :‬من اآلية‪ ]38‬وقوله صلّى اهلل عليه وسهلّم لعمهرو بهن‬
‫العاص‪" :‬أما علمت يا عمرو أن اإلسالم يهدم ما كان قبله"‪ ،1‬وإمنا يعاقب على تركه إذا مات‬
‫على الكفر؛ لقوله تعاىل عن جواب اجملرمني إذا سالوا‪ (( :‬مها سهلَكَكُم فِي سهقَره)) [املدثر‪]42:‬‬
‫((قَالُوا لَم نهكُ مِنه الْمُصه ِّلنيه)) [املدثر‪(( ]43:‬وهلَم نههكُ نُطْعِهمُ الْمِسه ِكنيه)) [املهدثر‪(( ]44:‬وهكُنَّها‬
‫هنخُوضُ مهعه ا ْلخهائِ ِضنيه)) [املدثر‪(( ]45:‬وهكُنَّا نُكَذِّبُ ِبيهومِ الدِّينِ)) [املهدثر‪(( ]46:‬حتَّهى َأتهانهها‬
‫ا ْليهقِنيُ)) [املدثر‪]47:‬‬
‫موانع التكليف‬
‫للتكليف موانع منها‪ :‬اجلهل والنسهيان واإلكهراه؛ لقهول الهنيب صهلّى اهلل عليهه‬
‫وسلّم‪" :‬إن اهلل جتاوز عن أم اخلطأ والنسيان وما اسهتكرهوا عليهه"‪ .‬رواه ابهن‬
‫ماجه والبيهقي‪ ،‬وله شواهد من الكتاب والسنة تدل على صحته‪.‬‬

‫فاجلهل‪ :‬عدم العلم‪ ،‬فمتى فعل املكلف ّرماً جاهالً بتحرميه فال شيء عليهه‪،‬‬
‫كمن تكلم يف الصالة جاهالً بتحريم الكالم‪ ،‬ومتى ترك واجباً جهاهالً بوجوبهه مل‬
‫يلزمه قضاؤه إذا كان قد فات وقته‪ ،‬بدليل أن النيب صلّى اهلل عليه وسهلّم مل يهأمر‬
‫املسهيء يف صالته ‪ -‬وكان ال يطمان فيها ‪ -‬مل يأمره بقضاء ما فات من الصهلوات‪،‬‬
‫وإمنا أمره بفعل الصالة احلاضرة على الوجه املشروع‪.‬‬
‫موانع التكليف‬
‫والنسيان‪ :‬ذهول القلب عن شيء معلوم‪ ،‬فمتى فعل ّرماً ناسياً فهال شهيء عليهه؛ كمهن أكهل يف‬
‫الصيام ناسياً‪ .‬ومتى ترك واجباً ناسياً فال شيء عليه حال نسيانه؛ ولكهن عليهه فعلهه إذا ذكهره؛‬
‫لقول النيب صلّى اهلل عليه وسلّم‪" :‬من نسي صالة فليصلها إذا ذكرها"‪.‬‬

‫واإلكراه‪ :‬إلزام الشخص مبا ال يريد‪ ،‬فمن أكره على شيء ّرم فال شيء عليه؛ كمن أكهره علهى‬
‫الكفر وقلبه مطمان باإلميان‪ ،‬ومن أكره على ترك واجب فهال شهيء عليهه حهال اإلكهراه‪ ،‬وعليهه‬
‫قضاؤه إذا زال؛ كمن أكره علهى تهرك الصهالة حتهى خهرج وقتهها‪ ،‬فإنهه يلزمهه قضهاؤها إذا زال‬
‫اإلكراه‪.‬‬
‫وتلك املوانع إمنا هي يف حق اهلل؛ ألنه مبين على العفو والرمحة‪ ،‬أما يف حقوق املخلوقني فال رنع‬
‫من ضمان ما جيب ضمانه‪ ،‬إذا مل يرض صاحب احلق بسقوطه‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫األمر‬
‫النهي‬
‫العام‬
‫اخلاص‬
‫املطلق واملقيد‬
‫اجململ واملبني‬
‫الظاهر واملؤول‬
‫تعريف العام‬
‫العام لغة‪ :‬الشامل‪.‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬اللفظ املستغرق جلميع أفراده بال حصهر‪ ،‬مثهل‪(( :‬إِنَّ الْهأَبرهاره لَفِهي‬
‫نهعِيمٍ)) [االنفطار‪]13:‬‬
‫فخههرج بقولنهها‪" :‬املسههتغرق جلميههع أفههراده"؛ مهها ال يتنههاول إال واحههداً كههالعهلَم‬
‫والنكرة يف سياق اإلثبات؛ كقولهه تعهاىل‪َ (( :‬فتهحرِيهرُ هر َقبههةٍ)) [اجملادلهة‪]3 :‬‬
‫ألنها ال تتناول مجيع األفراد على وجهه الشهمول‪ ،‬وإمنها تتنهاول واحهداً غهري‬
‫معيَّن‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬بال حصر"؛ ما يتناول مجيع أفراده مع احلصر كأمساء العهدد‪:‬‬
‫ماة وألف وحنوهما‪.‬‬
‫صيغ العموم‬
‫صيغ العموم سبع‪:‬‬
‫‪ - 1‬ما دل على العموم مبادته مثل‪ :‬كل‪ ،‬ومجيع‪ ،‬وكافهة‪ ،‬وقاطبهة‪ ،‬وعامهة؛ كقولهه‬
‫تعاىل‪ (( :‬إِنَّا كُلَّ شهي ٍء خهلَقْنهاهُ بِقَدهرٍ)) [القمر‪]49:‬‬
‫‪ - 2‬أمسههاء الشهههرط؛ كقولههه تعههاىل‪ (( :‬مهههن عهمِهله صهههالِحاً فَلِنهفْسِههه )) [اجلاثيههة‪ :‬مههن‬
‫اآلية‪َ (( ]15‬فأَينهمها تُوهلُّوا فَثهمَّ وهجهُ اللَّهِ)) [البقرة‪ :‬من اآلية‪.]115‬‬
‫‪ - 3‬أمسههاء االسههتفهام؛ كقولههه تعههاىل‪ (( :‬فَمهههن يه هأْتِيكُم بِمهههاءٍ مهعِ هنيٍ )) [امللههك‪ :‬مههن‬
‫اآلية‪ (( ]30‬مهاذها أَجهبهتُمُ الْمُرسههلِنيه)) [القصهص‪ :‬مهن اآليهة‪ (( ]65‬فهأين تهذهبون ))‬
‫[التكوير‪]26 :‬‬
‫‪ - 4‬األمساء املوصولة؛ كقوله تعهاىل‪ (( :‬وهالَّهذِي جههاءه بِالصِّهدقِ وهصههدَّقه بِههِ أُولَاِهكَ هُهمُ‬
‫الْمُتَّقُونه )) [الزمر‪. ]33:‬‬
‫(( وهالَّذِينه جهاههدُوا فِينها لَنههدِيهنَّهُم سُبُلَنها )) [العنكبوت‪ :‬من اآلية‪ (( . ]69‬إِنَّ فِي ذهلِكَ‬
‫لَعِبرهةً لِمهن يهخشهى )) [النازعات‪ (( . ]26:‬وهلِلَّهِ مها فِي السَّمهاوهاتِ وهمها فِي الْأَرض)) [آل‬
‫عمران‪ :‬من اآلية‪. ]129‬‬
‫صيغ العموم‬
‫صيغ العموم سبع‪:‬‬
‫‪ - 5‬النكرة يف سياق النفي أو النهي أو الشرط أو االستفهام اإلنكاري؛ كقوله تعاىل‪:‬‬
‫(( وما من اله اال اهلل )) [آل عمران‪ (( ]62 :‬وهاعبُدُوا اللَّهه وهال تُشهرِكُوا بِهِ شههيااً ))‬
‫[النساء‪ :‬من اآلية‪ (( . ]36‬إِن تُبدُوا شهيااً أَو تُخفُوهُ فَإِنَّ اللَّهه كَانه بِكُهلِّ شههيءٍ عهلِيمهاً‬
‫)) [األحزاب‪ (( ]54:‬مهن إِلَهٌ غَيرُ اللَّهِ يه ْأتِيكُم بِ ِضيهاءٍ َأفَال تهسمهعُونه )) [القصص‪ :‬من‬
‫اآلية‪]71‬‬
‫‪ - 6‬املعرف باإلضافة مفرداً كهان أم جمموعهاً؛ كقولهه تعهاىل‪(( :‬وأذكهروا نعمهة اهلل‬
‫عليكم)) [أعراف‪]74 :‬‬
‫‪ - 7‬املعههرف بههأل االسههتغراقية مفههرداً كههان أم جمموعهاً؛ كقولههه تعههاىل‪ (( :‬هوخُلِهقه‬
‫الْإِنسهههانُ ضه هعِيفاً )) [النسههاء‪ :‬مههن اآليههة‪(( . ]28‬وهإِذها بهلَ هغه الْأَطْفَههالُ مِههن ُكمُ ا ْلحُلُ همه‬
‫فَ ْليهستهأْ ِذنُوا كَمها استهأْذهنه الَّذِينه مِن قَبلِهِم)) [النور‪ :‬من اآلية‪. ]59‬‬
‫صيغ العموم‬
‫سب املعهود‪ ،‬فإن كهان عاماها فهاملعرَّف عهام‪ ،‬وإن كهان خاصاها‬ ‫وأما املعرف بأل العهدية‪ ،‬فإنه‬
‫فاملعرَّف خاص‪:‬‬
‫مثال العام قوله تعاىل‪ (( :‬إِذ قَاله رهبُّكَ لِلْمهالئِكَةِ إِنِّي خهاِلقٌ بهشههراً مِهن طِهنيٍ )) [ص‪ (( ]71:‬فَهإِذها‬
‫سهوَّيتُهُ هونهفَختُ فِيهِ مِن رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سهاجِدِينه )) [ص‪ (( ]72:‬فَ هسجهده الْمهالئِكَةُ كُلُّهُم أَجمهعُهونه‬
‫)) [ص‪]73:‬‬
‫ومثال اخلاص قوله تعاىل‪ (( :‬كَمها أَرسههلْنها إِلَهى فِرعههونه رهسُهوالً)) [املزمهل‪ :‬مهن اآليهة‪ (( ]15‬فَعهصههى‬
‫فِرعهونُ الرَّسُوله َفأَخهذنهاهُ أَخذاً وهبِيالً)) [املزمل‪]16:‬‬
‫وأما املعرف "بأل" ال لبيان اجلنس؛ فال يعم األفراد‪ ،‬فإذا قلت‪ :‬الرجل خري من املرأة‪ ،‬أو الرجال‬
‫خري من النساء‪ ،‬فليس املراد أن كل فرد من الرجال خري من كل فرد من النساء‪ ،‬وإمنا املهراد أن ههذا‬
‫اجلنس خري من هذا اجلنس‪ ،‬وإن كان قد يوجد من أفراد النساء من هو خري من بعض الرجال‪.‬‬
‫العمل بالعام‬
‫جيب العمل بعمهوم اللفهظ العهام حتهى يثبهت ختصيصهه؛ ألن العمهل بنصهوص‬
‫الكتاب والسنة واجب على ما تقتضيه داللتها‪ ،‬حتهى يقهوم دليهل علهى خهالف‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وإذا ورد العام على سبب خاص وجب العمل بعمومه؛ ألن الع ة بعموم اللفظ ال‬
‫خبصوص السبب‪ ،‬إال أن يدل دليل على ختصيص العام مبا يشهبه حهال السهبب‬
‫الذي ورد من أجله فيختص مبا يشبهها‪.‬‬
‫مثال ما ال دليل على ختصيصه‪ :‬آيات الظهار؛ فإن سبب نزوهلا ظهار أوس بن‬
‫الصامت‪ ،‬واحلكم عام فيه ويف غريه‪.‬‬
‫العمل بالعام‬
‫ومثال ما دل الدليل على ختصيصه قوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪" :‬ليس من ال الصهيام يف‬
‫السفر"‪ ،‬فإن سببه أن النيب صلّى اهلل عليه وسلّم كان يف سفر فرأأل زحاماً ورجالً قد ظلل‬
‫عليه فقال‪" :‬ما هذا"؟ قالوا‪ :‬صائم‪ .‬فقهال‪" :‬لهيس مهن اله الصهيام يف السهفر"‪ ،‬فههذا‬
‫العموم خاص مبن يشبه حال هذا الرجل؛ وهو من يشق عليه الصيام يف السفر‪ ،‬والدليل‬
‫على ختصيصه بذلك أن النيب صلّى اهلل عليه وسلّم كهان يصهوم يف السهفر‪ ،‬حيهث كهان ال‬
‫يشق عليه‪ ،‬وال يفعل صلّى اهلل عليه وسلّم ما ليس ب ‪.‬‬
‫اخلاص‬
‫اخلاص لغة‪ :‬ضد العام‪.‬‬
‫واصههطالحاً‪ :‬اللفههظ الههدال علههى ّصههور بشههخص أو عههدد‪ ،‬كأمسههاء األعههالم‬
‫واإلشارة والعدد‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬على ّصور" العام‪.‬‬

‫والتخصيص لغة‪ :‬ضد التعميم‪.‬‬


‫واصطالحاً‪ :‬إخراج بعض أفراد العام‪.‬‬

‫واملخصِّص ‪ -‬بكسهر الصاد ‪ :-‬فاعل التخصهيص وههو الشهارع‪ ،‬ويطلهق علهى‬


‫الدليل الذي حصل به التخصيص‪.‬‬
‫ودليل التخصيص نوعان‪ :‬متصل ومنفصل‪.‬‬
‫فاملتصل‪ :‬ما ال يستقل بنفسه‪.‬‬
‫واملنفصل‪ :‬ما يستقل بنفسه‪.‬‬
‫من املخصص املتصل‬
‫أوالً‪ :‬االستثناء‬
‫وهو لغة‪ :‬من الثين‪ ،‬وهو رد بعض الشهيء إىل بعضه؛ كثين احلبل‪.‬‬

‫واصطالحاً‪ :‬إخراج بعض أفراد العام بإال أو إحدأل أخواتها‪ ،‬كقولهه تعهاىل‪ (( :‬إِنَّ‬
‫الْأِنسهانه لَفِهي خُسههرٍ))‪ (( ،‬إِلَّها الَّهذِينه آ همنُهوا وهعهمِلُهوا الصَّهاِلحهاتِ هوتهوهاصههوا بِها ْلحهقِّ‬
‫هوتهوهاصهوا بِالصَّبرِ))‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬بإال أو إحدأل أخواتها"؛ التخصيص بالشرط وغريه‪.‬‬
‫شروط االستثناء‬
‫‪ - 1‬اتصاله باملستثنى منه حقيقة أو حكماً‬
‫فاملتصل حقيقة‪ :‬املباشر للمستثنى منه يث ال يفصل بينهما فاصل‪.‬‬
‫واملتصل حكماً‪ :‬ما فصل بينه وبني املستثنى منه فاصل ال ميكن دفعه كالسعال والعطاس‪.‬‬
‫فإن فصل بينهما فاصل ميكن دفعهه‪ ،‬ميكهن دفعهه أو سهكوت مل يصهح االسهتثناء مثهل أن‬
‫يقول‪ :‬عبيدي أحرار‪ ،‬ثم يسكت‪ ،‬أو يتكلم بكالم آخر ثهم يقهول‪ :‬إال سهعيداً؛ فهال يصهح‬
‫االستثناء ويعتق اجلميع‪.‬‬

‫وقيل‪ :‬يصح االستثناء مع السكوت‪ ،‬أو الفاصل إذا كان الكالم واحهداً حلهديث ابهن عبهاس‬
‫رضي اهلل عنهما أن النيب صلّى اهلل عليه وسلّم قال يوم فتح مكة‪" :‬إن هذا البلهد حرمههُ اهلل‬
‫يوم خلق السموات واألرض‪ ،‬ال يعضد شوكه وال خيتلى خاله"‪ ،‬فقال العباس‪ :‬يها رسهول‬
‫اهلل إال اإلذخر فإنه لقينهم وبيوتهم‪ ،‬فقال‪" :‬إال اإلذخر"‪ .‬وهذا القول أرجهح لداللهة ههذا‬
‫احلديث عليه‪.‬‬
‫شروط االستثناء‬
‫‪ - 2‬أن ال يكون املستثنى أكثر من نصف املستثنى منه‬
‫فلو قال‪ :‬له علي عشرة دراهم إال ستة مل يصح االستثناء ولزمته العشرة كلها‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ال يش ط ذلك‪ ،‬فيصح االستثناء‪ ،‬وإن كان املستثنى أكثر مهن النصهف فهال يلزمهه يف املثهال‬
‫املذكور إال أربعة‪.‬‬
‫أما إن استثنى الكل‪ ،‬فال يصح على القولني‪ ،‬فلو قال‪ :‬له علي عشرة إال عشرة لزمته العشرة كلها‪.‬‬
‫وهذا الشرط فيما إذا كان االستثناء من عدد‪ ،‬أما إن كان من صفة فيصح‪ ،‬وإن خرج الكل أو األكثر‪،‬‬
‫مثاله‪ :‬قوله تعاىل إلبليس‪(( :‬إِنَّ ِعبهادِي لَهيسه لَه َك عهلَهيهِم سُه ْلطَانٌ ِإلَّها مهه ِن اتَّبهعهه َك مِهنه الْغههاوِينه))‬
‫[احلجر‪ ]42:‬وأتباع إبلهيس مهن بهين آدم أكثهر مهن النصهف‪ ،‬ولهو قلهت‪ :‬أعها مهن يف البيهت إال‬
‫األغنياء‪ ،‬فتبني أن مجيع من يف البيت أغنياء صح االستثناء‪ ،‬ومل يعطوا شيااً‪.‬‬
‫املؤمنون‬

‫الذين هم صاتهم‬
‫خامعون‬
‫الذين هم عن اللغو‬
‫معرضون‬

‫الذين هم للوكاة‬
‫فاعلون‬
‫من املخصص املتصل‬
‫ثانياً‪ :‬الشرط‬
‫وهو لغة‪ :‬العالمة‪.‬‬
‫واملراد بهه هنها‪ :‬تعليهق شهيء بشهيء وجهوداً‪ ،‬أو عهدم ًا بهإن الشهرطية أو إحهدأل‬
‫أخواتها‪.‬‬
‫والشرط خمصص سواء تقدم أم تأخر‪.‬‬
‫مثال املتقدم قوله تعاىل يف املشهركني‪ (( :‬فَهإِن تههابُوا هوَأقَهامُوا الصَّهالةَ وهآتههوُا الزَّكَهاةَ‬
‫َفخهلُّوا هسبِيلَهُم )) [التوبة‪ :‬من اآلية‪]5‬‬
‫ومثال املتأخر قوله تعاىل‪ (( :‬وهالَّذِينه يهبتهغُونه الْ ِكتهابه مِمَّا مهلَكَت أَيمهانُكُم فَكَا ِتبُوهُم‬
‫إِن عهلِمتُم فِيهِم خهيرا )) [النور‪ :‬من اآلية‪. ]33‬‬
‫من املخصص املتصل‬
‫ثالثاً‪ :‬الصفة‬
‫وهي‪ :‬ما أشعر مبعنى خيتص به بعض أفراد العام من نعت أو بدل أو حال‪.‬‬
‫مثال النعت‪ :‬قوله تعاىل‪ (( :‬فَمِن مها مهلَكَت أَيمهانُكُم مِن َف هتيههاتِ ُكمُ الْمُؤ ِمنههاتِ )) [النسهاء‪:‬‬
‫من اآلية‪]25‬‬
‫ومثال البدل‪ :‬قوله تعاىل‪ (( :‬وهلِلَّهِ عهلَى النَّاسِ حِجُّ ا ْلبهيتِ مهنِ استهطَاعه إِلَيهِ سههبِيالً )) [آل‬
‫عمران‪ :‬من اآلية‪]97‬‬
‫ههنمُ خهالِهداً فِيههها ))‬
‫ومثال احلال‪ :‬قوله تعاىل‪ (( :‬وهمهن يه ْقتُل مُؤمِنهاً ُمتهعهمِّهداً َفجههزهاؤُهُ جهه َّ‬
‫[النساء‪ :‬من اآلية‪]93‬‬
‫املخصص املنفصل‬
‫املخصص املنفصل‪ :‬ما يستقل بنفسه وهو ثالثة أشياء‪ :‬احلس والعقل والشرع‪.‬‬
‫مثال التخصيص باحلس‪ :‬قوله تعهاىل عهن ريهح عهاد‪ (( :‬تُهدهمِّرُ كُهلَّ شههيءٍ بِهأَمرِ رهبِّههها ))‬
‫[الحقاف‪ :‬من اآلية‪ ]25‬فإن احلس دل على أنها مل تدمر السماء واألرض‪.‬‬
‫ومثال التخصيص بالعقهل‪ :‬قولهه تعهاىل‪ (( :‬إِنَّههُ عهلَهى كُهلِّ شههيءٍ قَهدِير )) [احقهاف‪ :‬مهن‬
‫اآلية‪ ]33‬فإن العقل دل على أن ذاته تعاىل غري خملوقة‪.‬‬
‫ومن العلماء من يرأل أن ما خص باحلس والعقل ليس من العهام املخصهوص‪ ،‬وإمنها ههو مهن‬
‫العام الذي أريد به اخلصوص‪ ،‬إذ املخصوص مل يكن مراداً عند املتكلم‪ ،‬وال املخاطب من أول‬
‫األمر‪ ،‬وهذه حقيقة العام الذي أريد به اخلصوص‪.‬‬
‫املخصص املنفصل‬
‫وأما التخصيص بالشرع‪ ،‬فإن الكتاب والسنة خيصص كل منهما مبثلهما‪ ،‬وباإلمجاع والقياس‪.‬‬
‫‪ -1‬مثال ختصيص الكتاب بالكتاب‪ :‬قوله تعاىل‪(( :‬وهالْمُطَلَّقَاتُ هيتهرهبَّصنه بِأَنفُسِهِنَّ ثهالثهةَ قُهرُوءٍ ))‬
‫[لبقرة‪ :‬من اآلية‪. ]228‬‬
‫خص بقوله تعاىل‪ (( :‬يها أَيُّهها الَّذِينه آ همنُوا إِذها نهكَح ُتمُ الْمُؤ ِمنهاتِ ثمَّ طَلَّ ْقتُمُوهُنَّ مِن قَبلِ أَن تهمهسُّهوهُنَّ‬
‫فَمها لَكُم عهلَيهِنَّ مِن عِدَّةٍ تهعتهدُّونههها )) [األحزاب‪ :‬من اآلية‪. ]49‬‬
‫‪ -2‬ومثال ختصيص الكتاب بالسنة‪ :‬آيات املواريث؛ كقوله تعاىل‪ (( :‬يُوصِي ُكمُ اللَّههُ فِهي أَوالدِكُهم‬
‫لِلذَّكَرِ مِثلُ حهظِّ الْأُن هثيهين )) [النساء‪ :‬من اآلية‪ ]11‬وحنوها خص بقوله صلّى اهلل عليهه وسهلّم‪" :‬ال‬
‫يرث املسلم الكافر وال الكافر املسلم"‬
‫املخصص املنفصل‬

‫‪ -3‬ومثال ختصيص الكتاب باإلمجهاع‪ :‬قولهه تعهاىل‪ (( :‬وهالَّهذِينه يهرمُهونه الْمُحصههنهاتِ ثُهمَّ لَهم يهه ْأتُوا‬
‫بِأَربهعهةِ شُههدهاءه فَاجلِدُوهُم ثهمها ِننيه جهلْدهةً )) خص باإلمجاع على أن الرقيهق القهاذف جيلهد أربعهني‪،‬‬
‫هكذا مثل كثري من األصوليني‪ ،‬وفيه نظر لثبوت اخلالف يف ذلك‪ ،‬ومل أجد له مثاالً سليماً‪.‬‬

‫‪ -4‬ومثال ختصيص الكتاب بالقياس‪ :‬قوله تعاىل‪ (( :‬الزَّا ِنيهةُ وهالزَّانِهي فَاجلِهدُوا كُهلَّ وهاحِهدٍ مِنهُمهها‬
‫مِائهةَ جهلْدهة ))‪.‬‬
‫خص بقياس العبد الزاني على األمهة يف تنصهيف العهذاب؛ واالقتصهار علهى مخسهني جلهدة‪ ،‬علهى‬
‫املشهور‪.‬‬
‫املخصص املنفصل‬
‫‪ -5‬ومثال ختصيص السنة بالكتاب‪ :‬قوله صهلّى اهلل عليهه وسهلّم‪" :‬أمهرت أن أقاتهل النهاس حتهى‬
‫يشهدوا أن ال إله إال اهلل وأن ّمداً رسول اهلل ‪ ،" ...‬احلديث‪ .‬خص بقوله تعاىل‪ (( :‬قَاتِلُوا الَّذِينه‬
‫هرمه اللَّ ُه وهرهسُولُهُ وهال يهدِينُونه دِينه الْحهقِّ مِنه الَّذِينه‬
‫ال يُؤ ِمنُونه بِاللَّهِ وهال بِا ْليهو ِم الْتخِ ِر وهال ُيحهرِّمُو هن مها ح َّ‬
‫أُوتُوا الْ ِكتهابه حهتَّى يُعطُوا ا ْلجِزيهةَ عهن يهدٍ هوهُم صهاغِرُونه ))‪.‬‬
‫‪ -6‬ومثال ختصيص السنة بالسنة‪ :‬قوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪" :‬فيما سهقت السهماء العشهر" خهص‬
‫بقوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪" :‬ليس فيما دون مخسة أوسق صدقة"‪.‬‬
‫‪ -7‬ومل أجد مثاالً لتخصيص السنة باإلمجاع‪.‬‬
‫‪ -8‬ومثال ختصيص السنة بالقياس‪ :‬قوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪" :‬البكر بالبكر جلد ماهة وتغريهب‬
‫عام" ‪ ،‬خص بقياس العبد على األمة يف تنصهيف العهذاب‪ ،‬واالقتصهار علهى مخسهني جلهدة‪ ،‬علهى‬
‫املشهور‪.‬‬
‫صالةِ فا ْغ ِسلُواْ ُو ُجو َه ُك ْم َوأَ ْي ِديَ ُك ْم ِإلَى‬‫قال تعالى‪ (( :‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ ِإ َذا قُ ْمت ُ ْم ِإلَى ال َّ‬
‫اط َّه ُرواْ ))‬ ‫س ُحواْ ِب ُرؤُو ِس ُك ْم َوأَ ْر ُجلَ ُك ْم ِإلَى ا ْل َك ْعبَ ِ‬
‫ين َو ِإن ُكنت ُ ْم ُجنُبًا فَ َّ‬ ‫ْال َم َرافِ ِ‬
‫ق َو ْام َ‬

‫اسم موصول من ألفاظ العموش‬ ‫الذين‬

‫أداة مرط تدل على العموش‬ ‫إذا قمتم‬

‫اسم مفرد حملى بط(طال) يدل على العموش‬ ‫الصاة‬

‫أداة مرط تدل على العموش‬ ‫وإن كنتم‬

‫نمرة سياق اليرط تدل على العموش‬ ‫جنبا‬


‫ش ْيئًا ۖ َوبِ ْال َوا ِل َدي ِْن ِإ ْح َ‬
‫سانًا ۖ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ۖ أَ ََّّل ت ُ ْش ِر ُكوا بِ ِه َ‬
‫قال تعالى‪ (( :‬قُ ْل تَعَالَ ْوا أَتْ ُل َما َح َّر َم َربُّ ُك ْم َ‬
‫َو ََّل تَ ْقتُلُوا أ َ ْو ََّل َد ُك ْم ِم ْن ِإ ْم َالق))‬

‫فعل أمر‬ ‫قل‬

‫فعل أمر‬ ‫تعالوا‬

‫ما رش‬
‫اسم موصول من ألفاظ العموش‬
‫بمم‬
‫نهس‬ ‫ال تيركوا‬

‫معرف بأل يدل على العموش‬ ‫بالوالدين‬


‫مصد ينوب عن فعل اكمر‬ ‫إ سانا‬

‫ال‬
‫نهس‬
‫تقتلوا‬

‫معرّف باإلضافة يفيد العموش‬ ‫أوالدكم‬


‫قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬إذا استيقظ أ دكم من نومه فليغسل يديه‬
‫قبل أن يدخلهما اإلناء ثاثا‪ ،‬فإن أ دكم ال يد ي أين بات يده»‬

‫أداة مرط تفيد العموش‬ ‫إذا‬

‫معرف باإلضافة يفيد العموش‬ ‫أ دكم‬

‫مضا ع مقرتن باش اكمر يفيد الوجوب‬ ‫فليغسل‬


‫قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬من أى منمم منمرا فليغريه بيده‪»...‬‬

‫أداة مرط تفيد العموش‪ ،‬خمصَّص بيرط متصل‪.‬‬ ‫من‬

‫نمرة سياق اليرط تفيد العموش‬ ‫منمرا‬

‫مضا ع مقرتن باش اكمر يفيد الوجوب‬ ‫فليغريه‬


‫قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬أ ل لنا ميتتان ودمان‪ ،‬فأما امليتتان‬
‫فالسمل ‪ ،‬واجلراد ‪ ،‬وأما الدمان ‪ ،‬فالمبد والححال»‬

‫التصريح باحلل‬ ‫أ ل‬

‫واحلديث‬
‫ختصيص من عموش حتريم امليتة والدش‬
‫اليريا‬
‫قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬من أتى فرامه وهو ينوي أن يقوش يصلس من الليل‬
‫فغلبته عيناه تى أصبح‪ ،‬كت‪ ،‬له ما نوى‪ ،‬وكان نومه صدقة عليه من به عو وجل»‬

‫أداة مرط تفيد العموش‪ ،‬خمصَّص باحلال املتصل‪.‬‬ ‫من أتى‬


‫مداخل علم األصول‬
‫‪ -1‬تعريا أصول الفقه‬

‫‪ -2‬اك ماش اليرعية‬

‫‪ -3‬أقساش الماش‬

‫‪ -4‬دالالت اكلفاظ‬
‫مشول‬ ‫مشول‬
‫يراد به وا د من اجلميع‬ ‫اليمول‬ ‫يراد به اجلميع‬
‫بدلس‬ ‫استغراقس‬

‫حيصر داللة‬ ‫احلصر‬ ‫حيصر داللة‬


‫املحلق‬ ‫العاش‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫املطلق واملقيد‬
‫تعريف املطلق‬
‫املحلق لغة‪ :‬ضد املقيد‪.‬‬
‫واصحا اً‪ :‬ما دل على احلقيقطة بطا قيطد؛ كقولطه تعطاىل‪(( :‬‬
‫حترير قبة من قبل أن يتماسا )) [اجملادلة ‪]3‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬ما دل على احلقيقهة"؛ العطاش كنطه يطدل علطى‬
‫العموش ال على محلق احلقيقة فقط‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬بال قيد"؛ املقيد‪.‬‬
‫تعريف املقيد‬
‫املقيد لغة‪ :‬ما جعل فيه قيد من بعري وحنوه‪.‬‬
‫واصططحا اً‪ :‬مططا دل علططى احلقيقططة بقيططد؛ كقولططه تعططاىل‪(( :‬‬
‫حرِيرُ َقَبَةٍ ُم ْؤمِنَةٍ )) [النساء‪ :‬من اآلية‪]92‬‬
‫فَتَ ْ‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬قيد"؛ املحلق‪.‬‬
‫العمل باملطلق‬
‫جيههب العمههل بههاملطلق علههى إطالقههه إال بههدليل يههدل علههى تقييههده؛ ألن العمههل‬
‫بنصوص الكتاب والسنة واجب على ما تقتضيه داللتها حتى يقهوم دليهل علهى‬
‫خالف ذلك‪.‬‬
‫وإذا ورد نص مطلق‪ ،‬ونص مقيد وجب تقييد املطلق به إن كان احلكهم واحهداً‪،‬‬
‫وإال عمل بكل واحد على ما ورد عليه من إطالق أو تقييد‪.‬‬
‫مثال ما كان احلكم فيهما واحداً‪ :‬قولهه تعهاىل يف كفهارة الظههار‪َ (( :‬فتهحرِيهرُ‬
‫هر َقبهةٍ مِن قَبلِ أَن هيتهمهاسَّا )) [اجملادلة ‪ ]3‬وقولهه يف كفهارة القتهل‪َ (( :‬فتهحرِيهرُ‬
‫هر َقبهةٍ مُؤ ِمنهةٍ )) [النساء‪ :‬من اآلية‪ ]92‬احلكم واحد هو حترير الرقبة‪ ،‬فيجهب‬
‫تقييد املطلق يف كفارة الظهار باملقيد يف كفارة القتل‪ ،‬ويش ط اإلميان يف الرقبهة‬
‫يف كل منهما‪.‬‬
‫العمل باملطلق‬
‫ومثال ما لهيس احلكهم فيهمها واحهداً‪ :‬قولهه تعهاىل‪ (( :‬وهالسَّها ِرقُ وهالسَّها ِرقَةُ فَهاقْطَعُوا‬
‫أَي ِديههُمها )) [املائدة‪ :‬من اآلية‪ ]38‬وقوله يف آية الوضوء‪ (( :‬فَاغْسِلُوا ُوجُوههكُم هوأَيه ِديهكُم‬
‫إِلَى الْمهرهافِق)) [املائدة‪ :‬مهن اآليهة‪ ]6‬فهاحلكم خمتلهف‪ ،‬ففهي األوىل قطهع ويف الثانيهة‬
‫غسل؛ فال تقيد األوىل بالثانية‪ ،‬بل تبقى على إطالقها ويكون القطْع مهن الكهوعِ مفصهلِ‬
‫الكف‪ ،‬والغسل إىل املرافق‪.‬‬
‫السب‪ ،‬وا د‬
‫(استبا ة الصاة)‬
‫بالتيمم‬ ‫بالوضوء‬
‫خاص اإلسبال خلياء‬ ‫عاش كل إسبال‬
‫قال صلى اهلل عليه وسلم يف احملرم‪” :‬ال‬
‫يلبس القميص وال العمامة وال السراويالت‬
‫ويف حجة الوداع قال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫وال ال انس وال اخلفني إال من ال جيد‬
‫”فمن مل جيد النعلني فليلبس اخلفني“‬ ‫نعلني ‪ ،‬فمن مل جيد النعلني فليلبس‬
‫اخلفني وليقطعهما أسفل من الكعبني“‬
‫هذا يف ذي احلليفة‬

‫مطلق‬ ‫مقيد‬
‫َ َّ‬ ‫ُ ْ َ ُ‬
‫املجمل واملبين‬
‫تعريف اجململ‬
‫اجململ لغة‪ :‬املبهم واجملموع‪.‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬ما يتوقف فهم املراد منه على غريه‪ ،‬إما يف تعيينه أو بيان صفته أو مقداره‪.‬‬
‫‪ -1‬مثال ما حيتاج إىل غريه يف تعيينه‪ :‬قوله تعاىل‪ (( :‬وهالْمُطَلَّقَهاتُ هيتهرهبَّصهنه بِأَنفُسِههِنَّ‬
‫ثهالثهةَ قُرُوءٍ )) [البقرة‪ :‬من اآلية‪ . ]228‬فإن القرء لفظ مشه ك بهني احلهيض والطههر‪،‬‬
‫فيحتاج يف تعيني أحدهما إىل دليل‪.‬‬
‫‪ -2‬ومثال ما حيتاج إىل غريه يف بيان صفته‪ :‬قوله تعاىل‪ (( :‬هوَأقِيمُوا الصَّالة )) [البقرة‪:‬‬
‫من اآلية‪ ، ]43‬فإن كيفية إقامة الصالة جمهولة حتتاج إىل بيان‪.‬‬
‫‪ -3‬ومثهال مهها حيتهاج إىل غههريه يف بيهان مقههداره‪ :‬قولهه تعههاىل‪ (( :‬هوَأقِيمُهوا الصَّههالة ))‬
‫[البقرة‪ :‬من اآلية‪ ، ]43‬فإن مقدار الزكاة الواجبة جمهول حيتاج إىل بيان‪.‬‬
‫َ َّ‬ ‫ُ ْ َ ُ‬
‫املجمل واملبين‬
‫تعريف املبيَّن‬
‫املبيَّن لغة‪ :‬املظهر واملوضح‪.‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬ما يفهم املراد منه‪ ،‬إما بأصل الوضع أو بعد التبيني‪.‬‬

‫‪ -1‬مثال ما يفهم املراد منه بأصل الوضع‪ :‬لفظ مساء‪ ،‬أرض‪،‬‬


‫جبل‪ ،‬عدل‪ ،‬ظلم‪ ،‬صدق‪ ،‬فهذه الكلمات وحنوها مفهومة بأصل‬
‫الوضع‪ ،‬وال حتتاج إىل غريها يف بيان معناها‪.‬‬
‫‪ -2‬ومثال ما يفهم املراد منه بعد التبيني قوله تعاىل‪ (( :‬وهآتُوا الزَّكَاةَ‬
‫)) [البقرة‪ :‬من اآلية‪ ، ]43‬فإن اإلقامة واإليتاء كل منهما جممل‪،‬‬
‫ولكن الشارع بيَّنهما‪ ،‬فصار لفظهما بيِّناً بعد التبيني‪.‬‬
‫َ َّ‬ ‫ُ ْ َ ُ‬
‫املجمل واملبين‬
‫العمل باجململ‬

‫جي‪ ،‬على اململا عقد العوش على العمل باجململ متى صل بيانه‪.‬‬
‫والنيب صلّى اهلل عليه وسلّم قد بيَّن كمته مجيع مريعته أصو ا وفروعهطا‪،‬‬
‫تى ترك اكمة على مريعة بيضاء نقية ليلطها كنها هطا‪ ،‬وي يطرتك البيطان‬
‫عند احلاجة إليه أبداً‪.‬‬
‫وبيانطه صطلّى اهلل عليططه وسطلّم إمططا بطالقول‪ ،‬أو بالفعططل‪ ،‬أو بطالقول والفعططل‬
‫مجيعاً‪.‬‬
‫‪ -1‬مثال بيانه بالقول‪ :‬إخبا ه عن أنصبة الوكطاة ومقاديرهطا كمطا قولطه‬
‫صلّى اهلل عليه وسطلّم‪" :‬فيمطا سطق السطماء العططير"؛ بيانطاً جملمطل قولطه‬
‫تعاىل‪ (( :‬وَآتُوا الوَّكَاةَ )) [البقرة‪ :‬من اآلية‪. ]43‬‬
‫‪ -2‬ومثال بيانه بالفعل‪ :‬قيامه بأفعال املناسل أماش اكمة بياناً جململ قوله‬
‫تعاىل‪ (( :‬وَلِلَّطهِ عَلَطى النَّطا ِ ِط الْبَيْط )) [آل عمطران‪ :‬مطن اآليطة‪. ]97‬‬
‫وكذلل صاته المسوف على صفتها‪ ،‬هس الواقع بيان جململ قوله صطلّى‬
‫اهلل عليه وسلّم‪" :‬فإذا أيتم منها ميئ ًا فصلوا"‪.‬‬
‫َ َّ‬ ‫ُ ْ َ ُ‬
‫املجمل واملبين‬
‫العمل باجململ‬

‫‪ -3‬ومثال بيانه بالقول والفعل‪ :‬بيانه كيفية الصالة‪ ،‬فإنه كان‪:‬‬


‫أ‪ -‬بالقول كما يف حديث املسيء يف صالته حيث قال صلّى اهلل عليه‬
‫وسلّم‪" :‬إذا قمت إىل الصالة‪ ،‬فأسبغ الوضوء‪ ،‬ثم استقبل القبلة‬
‫فك ‪ ،" ...‬احلديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬وكان بالفعل أيضاً‪ ،‬كما يف حديث سهل بن سعد الساعدي رضي‬
‫اهلل عنه أن النيب صلّى اهلل عليه وسلّم قام على املن فك ‪ ،‬وك الناس‬
‫وراءه وهو على املن ‪ ،"...‬احلديث‪ ،‬وفيه‪ :‬ثم أقبل على الناس‬
‫وقال‪" :‬إمنا فعلت هذا؛ لتأروا بي‪ ،‬ولتعلَّموا صالتي"‪.‬‬
‫َ َّ‬ ‫َّ‬
‫اهر واملؤول‬
‫الظ ِ‬
‫تعريف الظاهر‬
‫الظاهر لغة‪ :‬الواضح والبني‪.‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬ما دل بنفسه على معنى راجح مع احتمال غريه‪ .‬مثاله قوله صلّى اهلل عليهه‬
‫وسلّم‪" :‬توضؤوا من حلوم اإلبل"‪ ،‬فإن الظاهر من املراد بالوضوء غسل األعضاء األربعهة‬
‫على الصفة الشهرعية دون الوضوء الذي هو النظافة‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬ما دل بنفسه على معنى"؛ اجململ ألنه ال يدل على املعنى بنفسه‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬راجح"؛ املؤول ألنه يدل على معنى مرجوح لوال القرينة‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬مع احتمال غريه"؛ النص الصريح؛ ألنه ال حيتمل إال معنًى واحداً‪.‬‬

‫العمل بالظاهر‬
‫العمل بالظاهر واجب إال بدليل يصرفه عن ظاهره؛ ألن هذه طريقة السلف‪ ،‬وألنه‬
‫أحوط وأبرأ للذمة‪ ،‬وأقوأل يف التعبد واالنقياد‪.‬‬
‫َ َّ‬ ‫َّ‬
‫اهر واملؤول‬
‫الظ ِ‬
‫تعريف املؤول‬
‫املؤول لغة‪ :‬من األَوهل وهو الرجوع‪.‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬ما محل لفظه على املعنى املرجوح‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬على املعنى املرجوح"؛ النص والظاهر‪.‬‬
‫أما النص‪ ،‬فألنه ال حيتمل إال معنى واحداً‪ ،‬وأما الظاهر فألنه ّمول‬
‫على املعنى الراجح‪.‬‬

‫والتأويل قسمان‪ :‬صحيح مقبول‪ ،‬وفاسد مردود‪.‬‬


‫‪ - 1‬فالصحيح‪ :‬ما دل عليه دليل صحيح؛ كتأويل قوله تعاىل‪ (( :‬وهاسأَلِ‬
‫الْقَريهةَ )) إىل معنى‪ :‬واسأل أهل القرية‪ ،‬ألن القرية نفسها ال ميكن توجيه‬
‫السؤال إليها‪.‬‬
‫‪ - 2‬والفاسد‪ :‬ما ليس عليه دليل صحيح؛ كتأويل املعطلة قوله تعاىل‪(( :‬‬
‫الرَّحمهنُ عهلَى الْعهرشِ استهوهأل )) [طه‪ ]5:‬إىل معنى استوىل‪ ،‬والصواب أن‬
‫معناه العلو واالستقرار من غري تكييف وال رثيل‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ -1‬النسخ‬

‫‪ -2‬اكخبا‬

‫‪ -3‬اإلمجاع‬

‫‪ -4‬القيا‬
‫النسخ‬
‫تعريف النسخ‬
‫النسخ لغة‪ :‬اإلزالة والنقل‪.‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬رفع حكم دليل شرعي أو لفظه بدليل من الكتاب والسنة‪.‬‬
‫فاملراد بقولنا‪" :‬رفع حكم"؛ أي‪ :‬تغيريه من إجياب إىل إباحة‪ ،‬أو من إباحة إىل‬
‫حتريم مثالً‪.‬‬
‫فخرج بذلك ختلف احلكم لفوات شرط أو وجود مهانع‪ ،‬مثهل أن يرتفهع وجهوب‬
‫الزكاة لنقص النصاب‪ ،‬أو وجوب الصالة لوجود احليض؛ فال يسمى ذلك نسخاً‪.‬‬
‫واملراد بقولنا‪" :‬أو لفظه"‪ ،‬لفظ الدليل الشهرعي؛ ألن النسخ إما أن يكون للحكهم‬
‫دون اللفظ أو بالعكس أو هلما مجيعاً؛ كما سيأتي‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬بدليل من الكتهاب والسهنة"؛ مها عهداهما مهن األدلهة كاإلمجهاع‬
‫والقياس فال ينسخ بهما‪.‬‬
‫النسخ‬
‫النسخ جائز عقالً وواقع شرعاً‬
‫أما جوازه عقالً‪ :‬فألن اهلل بيده األمر‪ ،‬وله احلكم؛ ألنه الرب املالك‪ ،‬فلهه‬
‫أن يشرع لعباده ما تقتضيه حكمته ورمحته‪ ،‬وههل مينهع العقهل أن يهأمر‬
‫املالك لوكه مبا أراد؟ ثم إن مقتضى حكمة اهلل ورمحته بعباده أن يشهرع‬
‫هلم ما يعلم تعاىل أن فيه قيام مصاحل دينهم ودنيهاهم‪ ،‬واملصهاحل ختتلهف‬
‫سههب األحههوال واألزمههان‪ ،‬فقههد يكههون احلكههم يف وقههت أو حههال أصههلح‬
‫للعباد‪ ،‬ويكون غريه يف وقت أو حال أخرأل أصلح‪ ،‬واهلل عليم حكيم‪.‬‬
‫وأما وقوعه شرعاً فألدلة منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬قولهه تعهاىل‪ (( :‬مههها نهنسههخ مِههن آيههةٍ أَو نُنسِههها نههأْتِ ِبخهيهرٍ مِنهههها أَو‬
‫مِثلِهها))‬
‫‪ - 2‬قوله تعاىل‪ (( :‬الْتنه خهفَّفه اللَّهُ عهنكُم))‪ (( ،‬فَالْتنه بهاشِرُوهُن ))‪ ،‬فهإن‬
‫هذا نص يف تغيري احلكم السابق‪.‬‬
‫‪ - 3‬قوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪" :‬كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها"‬
‫فهذا نص يف نسخ النهي عن زيارة القبور‪.‬‬
‫النسخ‬
‫ما ميتنع نسخه‬
‫‪ - 1‬األخبار‪ ،‬كن النسخ حمله احلمم‪ ،‬وكن نسخ أ طد اخلطنين يسطتلوش أن‬
‫يمون أ دهما كطذباً‪ ،‬والمطذب مسطتحيل أخبطا اهلل و سطوله‪ ،‬اللطهم إال أن‬
‫يمون احلمم أتى بصو ة اخلن‪ ،‬فا ميتنطع نسطخه كقولطه تعطاىل‪ (( :‬إِنْ يَمُطنْ‬
‫مِنْمُمْ عِيْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ)) اآلية‪ ،‬فإن هذا خطن معنطاه اكمطر‪ ،‬ولطذا‬
‫جاء نسخه اآلية اليت بعدها‪ ،‬وهس قوله تعطاىل‪ (( :‬الْطننَ خَفَّطاَ اللَّطهُ عَطنْمُمْ‬
‫ضعْف ًا َف ِإ ْن يَ ُمنْ مِنْمُمْ مِاَئ ٌة صَابِ َر ٌة يَ ْغلِبُوا مِائََت ْينِ))‪.‬‬
‫َو َعلِ َم أَنَّ فِيمُ ْم َ‬

‫‪ - 2‬األحكام ال تكون مصهلحة يف كهل زمهان ومكهان‪ :‬كالتو يطد‪ ،‬وأصطول‬


‫اإلميططان وأصططول العبططادات وممططا ش اكخططاق مططن الصططدق والعفططاف‪ ،‬والمططرش‬
‫واليجاعة‪ ،‬وحنو ذلل؛ فا ميمن نسخ اكمر بها‪ ،‬وكذلل ال ميمن نسخ النهس‬
‫عما هو قبيح كل زمان وممان كاليطرك والمفر ومساويء اكخاق من المذب‬
‫والفجو والبخل واجلنب وحنو ذلطل‪ ،‬إذ اليطرائع كلطها ملصطاع العبطاد ودفطع‬
‫املفاسد عنهم‪.‬‬
‫النسخ‬
‫شروط النسخ‬
‫يش ط للنسخ فيما ميكن نسخه شروط منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬تعذر اجلمع بني الدليلني‪ ،‬فإن أمكن اجلمع فال نسهخ إلمكهان العمهل‬
‫بكل منهما‪.‬‬
‫‪ - 2‬العلم بتأخر الناسخ‪ ،‬ويعلهم ذلهك إمها بهالنص أو خبه الصهحابي أو‬
‫بالتاريخ‪.‬‬
‫أ‪ -‬مثال ما علم تأخره بالنص‪ :‬قوله ‪" :‬كنت أذنهت لكهم يف االسهتمتاع‬
‫من النساء‪ ،‬وإن اهلل قد حرم ذلك إىل يوم القيامة"‪.‬‬
‫ب‪ -‬ومثال ما علم خب الصحابي‪ :‬قول عائشة رضي اهلل عنها‪ :‬كان فيمها‬
‫أنزل مهن القهرآن عشهر رضهعات معلومهات حيهرمن‪ ،‬ثهم نسهخن خبمهس‬
‫معلومات"‪.‬‬
‫ج‪ -‬ومثال ما علم بالتاريخ‪ :‬قوله تعاىل‪ (( :‬الْتنه خهفَّفه اللَّهُ عهنكُم)) اآلية؛‬
‫فقوله‪" :‬اآلن" يدل على تأخر هذا احلكم‪ .‬وكذا لو ذكر أن النيب ‪ ‬حكهم‬
‫بشهيء قبل اهلجرة‪ ،‬ثم حكم بعدها مبا خيالفه‪ ،‬فالثاني ناسخ‪.‬‬
‫النسخ‬
‫شروط النسخ‬
‫‪ - 3‬ثبوت الناسخ‬
‫واش ط اجلمهور أن يكهون أقهوأل مهن املنسهوخ أو هاث ًال لهه؛ فهال ينسهخ‬
‫املتواتر عندهم باآلحاد‪ ،‬وإن كان ثابتاً‪ ،‬واألرجح أنهه ال يشه ط أن يكهون‬
‫الناسخ أقهوأل أو هاثالً؛ ألن ّهل النسهخ احلكهم‪ ،‬وال يشه ط يف ثبوتهه‬
‫التواتر‪.‬‬
‫النسخ‬
‫أقسام النسخ‬
‫ينقسم النسخ باعتبار (النص املنسوخ) إىل ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬ما نسخ حكمه وبقي لفظه‪ ،‬وهذا هو الكثري يف القرآن‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬آيتا املصابرة‪ ،‬وهما قوله تعاىل‪ (( :‬إِن يهكُهن مِهنكُم عِشهرُونه صههابِرُونه‬
‫يهغِلبُوا مِا هئتهينِ))‪ ،‬نسخ حكمها بقوله تعاىل‪ (( :‬الْتنه خهفَّفه اللَّهُ عههنكُم وهعهلِهمه‬
‫أَنَّ فِيكُم ضهعفاً فَإِن يهكُن مِنكُم مِائهةٌ صهابِرهةٌ يهغِلبُوا مِا هئتهينِ وهإِن يهكُن مِهنكُم أَلْهفٌ‬
‫يهغِلبُوا أَلْفَينِ بِإِذنِ اللَّهِ وهاللَّهُ مهعه الصَّابِرِينه))‪.‬‬
‫وحكمة نسخ احلكم دون اللفظ‪ ،‬بقاء ثواب الهتالوة‪ ،‬وتهذكري األمهة كمهة‬
‫النسخ‪.‬‬
‫النسخ‬
‫أقسام النسخ‬
‫ينقسم النسخ باعتبار (النص املنسوخ) إىل ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ -2‬ما نسخ لفظه وبقي حكمه‪ ،‬كتية الرجم؛ فقد ثبت يف الصحيحني من حديث ابن عبهاس‬
‫رضي اهلل عنهما أن عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه قهال‪ :‬كهان فيمها أنهزل اهلل آيهة الهرجم‪،‬‬
‫فقرأناها وعقلناها ووعيناها ورجم رسول اهلل ‪ ‬ورمجنها بعهده‪ ،‬فأخشهى إن طهال بالنهاس‬
‫زمان أن يقول قائل‪ :‬واهلل ما جند الرجم يف كتاب اهلل‪ ،‬فيضلوا ب ك فريضة أنزهلا اهلل‪ ،‬وإن‬
‫الرجم يف كتاب اهلل حق على من زنى‪ ،‬إذا أحصن من الرجهال والنسهاء‪ ،‬وقامهت البينهة‪ ،‬أو‬
‫كان احلبل‪ ،‬أو االع اف‪.‬‬
‫وحكمة نسخ اللفهظ دون احلكهم اختبهار األمهة يف العمهل مبها ال جيهدون لفظهه يف القهرآن‪،‬‬
‫وحتقيق إميانهم مبا أنزل اهلل تعاىل‪ ،‬عكس حال اليهود الذين حهاولوا كهتم نهص الهرجم يف‬
‫التوراة‪.‬‬

‫‪ -3‬ما نسخ حكمه ولفظه‪ ،‬كنسخ عشهر الرضعات السابق يف حديث عائشة رضي اهلل عنها‪.‬‬
‫النسخ‬
‫أقسام النسخ‬
‫وينقسم النسخ باعتبار (الناسخ) إىل أربعة أقسام‪:‬‬

‫األول‪ :‬نسخ القرآن بالقرآن؛ ومثاله آيتا املصابرة‪.‬‬


‫الثاني‪ :‬نسخ القرآن بالسنة؛ ومل أجد له مثاالً سليماً‪.‬‬
‫الثالههث‪ :‬نسههخ السههنة بههالقرآن‪ :‬ومثالههه نسههخ اسههتقبال بيههت املقههدس الثابههت بالسهنة‪،‬‬
‫باستقبال الكعبة الثابت بقوله تعاىل‪ (( :‬فَوهلِّ وهجههكَ شهطْره الْمهسهجِدِ ا ْلحههرهامِ هوحهيهثُ مهها‬
‫كُنتُم فَوهلُّوا ُوجُوههكُم شهطْرهه))‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬نسخ السنة بالسنة‪ ،‬ومثاله قوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪" :‬كنت نهيتكم عن النبيهذ‬
‫يف األوعية‪ ،‬فاشربوا فيما شاتم‪ ،‬وال تشربوا مسكراً"‪.‬‬
‫النسخ‬
‫حكمة النسخ‬
‫للنسخ حِ َكمٌ متعددة منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬مراعههاة مصههاحل العبههاد بتشههريع مهها هههو أنفههع هلههم يف ديههنهم‬
‫ودنياهم‪.‬‬
‫‪ - 2‬التطور يف التشريع حتى يبلغ الكمال‪.‬‬
‫‪ - 3‬اختبار املكلفني باستعدادهم لقبول التحول مهن حكهم إىل آخهر‬
‫ورضاهم بذلك‪.‬‬
‫‪ - 4‬اختبههار املكلفههني بقيههامهم بوظيفههة الشههكر إذا كههان النسههخ إىل‬
‫أخف‪ ،‬ووظيفة الص إذا كان النسخ إىل أثقل‪.‬‬
‫تعريف اخلرب‬
‫اخل لغة‪ :‬النبأ‪.‬‬
‫واملراد به هنا‪ :‬ما أضيف إىل النيب صلّى اهلل عليه وسلّم مهن قهول أو فعهل أو تقريهر أو‬
‫وصف‪.‬‬
‫وقد سبق الكالم على أحكام كثريٍ من القول‪.‬‬

‫وأما الفعل فإن فعله صلّى اهلل عليه وسلّم أنواع‪:‬‬


‫األول‪ :‬ما فعله مبقتضهى اجلبلّة؛ كاألكل والشرب والنوم‪ ،‬فال حكم له يف ذاته‪ ،‬ولكن‬
‫قد يكون مأموراً به أو منهياا عنه لسبب‪ ،‬وقد يكون له صفة مطلوبة كاألكل بهاليمني‪،‬‬
‫أو منهي عنها كاألكل بالشمال‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ما فعله سب العادة؛ كصفة اللباس فمباح يف حدِّ ذاته‪ ،‬وقهد يكهون مهأموراً‬
‫به أو منهياا عنه لسبب‪.‬‬
‫وال حيكم باخلصوصية إال بدليل؛ ألن األصل التأسي به‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ما فعله على وجه اخلصوصية؛ فيكون خمتصاا به‪ ،‬كالوصال يف الصوم والنكاح‬
‫باهلبة‪.‬‬
‫تعريف اخلرب‬
‫الرابع‪ :‬ما فعله تعبداً فواجب عليه حتى حيصل البالغ لوجوب التبليغ عليهه‪ ،‬ثهم يكهون‬
‫مندوباً يف حقه وحقنا على أصح األقوال‪ ،‬وذلهك ألن فعلهه تعبهداً يهدل علهى مشهروعيته‪،‬‬
‫واألصل عدم العقاب على ال ك فيكون مشروعاً ال عقاب يف تركه‪ ،‬وهذا حقيقة املندوب‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬حديث عائشة أنها سالت بأي شيء كان النيب صهلّى اهلل عليهه وسهلّم يبهدأ إذا‬
‫دخل بيته؟ قالت‪ :‬بالسواك"‪ ،‬فليس يف السواك عند دخول البيت إال جمرد الفعل‪ ،‬فيكون‬
‫مندوباً‪.‬‬
‫ومثال آخر‪ :‬كان النيب صلّى اهلل عليه وسلّم خيلل حليته يف الوضوء"‪ .‬فتخليل اللحية ليس‬
‫داخالً يف غسل الوجه‪ ،‬حتى يكون بياناً جململ‪ ،‬وإمنا هو فعل جمرد فيكون مندوباً‪.‬‬
‫تعريف اخلرب‬
‫اخلامس‪ :‬ما فعله بياناً جململ من نصوص الكتاب أو السنة فواجب عليه حتى حيصهل‬
‫البيان لوجوب التبليغ عليه‪ ،‬ثم يكون له حكم ذلك النص املهبني يف حقهه وحقنها‪ ،‬فهإن‬
‫كان واجباً كان ذلك الفعل واجباً‪ ،‬وإن كان مندوباً كان ذلك الفعل مندوباً‪.‬‬

‫مثال الواجب‪ :‬أفعال الصهالة الواجبهة اله فعلهها الهنيب صهلّى اهلل عليهه وسهلّم بيانهاً‬
‫جململ قوله تعاىل‪ (( :‬هوَأقِيمُوا الصَّالةَ )) ‪.‬‬
‫ومثال املنهدوب‪ :‬صهالته صهلّى اهلل عليهه وسهلّم ركعهتني خلهف املقهام بعهد أن فهرغ مهن‬
‫هاتخِذُوا مِن مهقَامِ إِبرهاهِيمه مُصهلّىً)) حيث تقهدم صهلّى اهلل‬
‫الطواف" بياناً لقوله تعاىل‪ (( :‬و َّ‬
‫عليه وسلّم إىل مقام إبراهيم وهو يتلو هذه اآلية‪ ،‬والركعتان خلف املقام سنة‪.‬‬
‫تعريف اخلرب‬
‫وأما تقريره صلّى اهلل عليه وسلّم على الشهيء فهو دليل على جوازه على الوجه‬
‫الذي أقره قوالً كان أم فعالً‪.‬‬

‫مثال إقراراه على القول‪ :‬إقراره اجلارية ال سهأهلا‪" :‬أيهن اهلل؟ " قالهت‪ :‬يف‬
‫السماء"‪.‬‬
‫ومثال إقراراه على الفعل‪ :‬إقراره صاحب السَّرية الهذي كهان يقهرأ ألصهحابه‪،‬‬
‫فيختم به (( قُل هُوه اللَّهُ َأحهدٌ))‪ ،‬فقال النيب صلّى اهلل عليه وسهلّم‪" :‬سهلوه ألي‬
‫شيء كان يصنع ذلك"‪ ،‬فسألوه فقال‪ :‬ألنها صفة الرمحن وأنا أحهب أن أقرأهها‬
‫فقال النيب صلّى اهلل عليه وسلّم‪" :‬أخ وه أن اهلل حيبه"‪.‬‬
‫ومثهال آخههر‪ :‬إقههراره احلبشههة يلعبههون يف املسههجد"؛ مههن أجههل التههأليف علههى‬
‫اإلسالم‪.‬‬
‫تعريف اخلرب‬
‫فأما ما وقع يف عهده ومل يعلم به فإنه ال ينسب إليه‪ ،‬ولكنه حجة إلقرار اهلل له‪ ،‬ولهذلك‬
‫استدل الصحابة رضي اهلل عنهم على جواز العزل بإقرار اهلل هلم عليه‪ ،‬قال جهابر رضهي‬
‫اهلل عنه‪ :‬كنا نعزل والقرآن ينزل‪ ،‬متفق عليه‪ ،‬زاد مسلم‪ :‬قهال سهفيان‪ :‬ولهو كهان شهيااً‬
‫ينهى عنه لنهانا عنه القرآن‪.‬‬
‫ويدل على أن إقرار اهلل حجة‪ ،‬أن األفعال املنكرة ال كان املنافقون خيفونهها يبينهها اهلل‬
‫تعاىل وينكرها عليهم‪ ،‬فدل على أن ما سكت اهلل عنه فهو جائز‪.‬‬
‫أقسام اخلرب باعتبار من يضاف إليه‬
‫ينقسم اخل باعتبار من يضاف إليه إىل ثالثة أقسام‪ :‬مرفوع‪ ،‬وموقوف‪ ،‬ومقطوع‪.‬‬
‫‪ - 1‬فاملرفوع‪ :‬ما أضيف إىل النيب صلّى اهلل عليه وسلّم حقيقة أو حكماً‪.‬‬
‫فاملرفوع حقيقة‪ :‬قول النيب صلّى اهلل عليه وسلّم وفعله وإقراره‪.‬‬
‫واملرفوع حكماً‪ :‬ما أضيف إىل سنته‪ ،‬أو عهده‪ ،‬أو حنو ذلك‪ ،‬ا ال يهدل علهى مباشهرته‬
‫إياه‪.‬‬
‫ومنه قول الصحابي‪ :‬أمِرنا أو نهينا‪ ،‬أو حنوهما؛ كقول ابن عباس رضي اهلل عنهما‪ :‬أُمِره‬
‫الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت‪ ،‬إال أنه خفف عن احلائض"‪.‬‬
‫وقول أم عطية‪ :‬نهينا عن اتباع اجلنائز‪ ،‬ومل يعزم علينا"‪.‬‬
‫أقسام اخلرب باعتبار من يضاف إليه‬
‫‪ - 2‬واملوقوف‪ :‬ما أضيف إىل الصحابي ومل يثبت لهه حكهم الرفهع‪ ،‬وههو حجهة علهى‬
‫القول الراجح‪ ،‬إال أن خيالف نصاا أو قول صحابي آخر‪ ،‬فإن خالف نصاا أخذ بالنص‪،‬‬
‫وإن خالف قول صحابي آخر أخذ بالراجح منهما‪.‬‬
‫والصحابي‪ :‬من اجتمع بالنيب صلّى اهلل عليه وسلّم مؤمناً به ومات على ذلك‪.‬‬
‫‪ - 3‬واملقطوع‪ :‬ما أضيف إىل التابعي فمن بعده‪.‬‬
‫والتابعي‪ :‬من اجتمع بالصحابي مؤمناً بالرسول صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬ومات على ذلك‪.‬‬
‫أقسام اخلرب باعتبار طرقه‬
‫ينقسم اخل باعتبار طرقه إىل متواتر وآحاد‪:‬‬
‫‪ - 1‬فاملتواتر‪ :‬ما رواه مجاعة كثريون‪ ،‬يستحيل يف العادة أن يتواطؤوا على الكذب‪ ،‬وأسندوه إىل‬
‫شيء ّسوس‪ .‬مثاله‪ :‬قوله صلّى اهلل عليه وسهلّم‪ " :‬مهن كهذب علهيَّ متعمهدًا فليتبهوأ مقعهده مهن‬
‫النار"‪.‬‬
‫‪ - 2‬واآلحاد‪ :‬ما سوأل املتواتر‪ .‬وهو من حيث الرتبة ثالثة أقسام‪ :‬صحيح‪ ،‬وحسن‪ ،‬وضعيف‪.‬‬
‫أ‪ -‬فالصحيح‪ :‬ما نقله عدل تام الضبا بسند متصل‪ ،‬وخال من الشذوذ والعلة القادحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬واحلسن‪ :‬ما نقله عدل خفيف الضبا بسند متصل‪ ،‬وخال من الشذوذ والعلة القادحة‪ ،‬ويصل‬
‫إىل درجة الصحيح إذا تعددت طرقه ويسمى‪ :‬صحيحاً لغريه‪.‬‬
‫ج‪ -‬والضعيف‪ :‬ما خال من شرط الصحيح واحلسن‪.‬‬
‫ويصل إىل درجة احلسن إذا تعدت طرقة‪ ،‬على وجه جي بعضها بعضاً‪ ،‬ويسمى‪ :‬حسناً لغريه‪.‬‬
‫وكل هذه األقسام حجة سوأل الضعيف‪ ،‬فليس جة‪ ،‬لكن ال بأس بذكره يف الشواهد وحنوها‪.‬‬
‫أقسام اخلرب‬

‫باعتبار طرقه‬ ‫باعتبا من يضاف إليه‬

‫آ اد‬ ‫متواتر‬ ‫مقحوع‬ ‫موقوف‬ ‫مرفوع‬

‫صحيح‬
‫سن‬
‫ضعيا‬
‫َ‬
‫صيغ األداء‬‫ِ‬
‫للحديث حتمل وأداء‪.‬‬
‫فالتحمل‪ :‬أخذ احلديث عن الغري‪.‬‬
‫واألداء‪ :‬إبالغ احلديث إىل الغري‪.‬‬
‫ولألداء صيغ منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬حدثين‪ :‬ملن قرأ عليه الشيخ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخ ني‪ :‬ملن قرأ عليه الشيخ‪ ،‬أو قرأ هو على الشيخ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أخ ني إجازة‪ ،‬أو أجاز لي‪ :‬ملن روأل باإلجازة دون القراءة‪.‬‬
‫واإلجازة‪ :‬إذنه للتلميذ أن يروي عنه ما رواه‪ ،‬وإن مل يكن بطريق القراءة‪.‬‬
‫‪ - 4‬العنعنة وهي‪ :‬رواية احلديث بلفظ "عن"‪.‬‬
‫وحكمها االتصال إال من معروف بالتدليس‪ ،‬فال حيكم فيها باالتصال إال أن يصرح‬
‫بالتحديث‪.‬‬
‫هذا وللبحث يف احلديث ورواته أنواع كثرية يف علم املصطلح‪ ،‬وفيما أشرنا إليه كفاية‬
‫إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫تعريف اإلمجاع‬
‫اإلمجاع لغة‪ :‬العزم واالتفاق‪.‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬اتفاق جمتهدي هذه األمة بعد النيب صلّى اهلل عليه وسلّم على حكم شرعي‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬اتفاق"؛ وجود خالف ولو من واحد‪ ،‬فال ينعقد معه اإلمجاع‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬جمتهدي"؛ العوام واملقلدون‪ ،‬فال يعت وفاقهم وال خالفهم‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬هذه األمة"؛ إمجاع غريها فال يعت ‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬بعد النيب ‪ "‬اتفاقهم يف عهد النيب ‪ ‬فال يعته إمجاعهاً مهن حيهث‬
‫كونه دليالً‪ ،‬ألن الدليل حصل بسنة النيب ‪ ‬من قول أو فعل أو تقرير‪ ،‬ولهذلك إذا قهال‬
‫الصحابي‪ :‬كنا نفعل‪ ،‬أو كانوا يفعلون كذا على عهد النيب ‪‬؛ كهان مرفوعهاً حكمهاً‪ ،‬ال‬
‫نقالً لإلمجاع‪.‬‬
‫وخرج بقولنا‪" :‬على حكم شرعي"؛ اتفاقهم على حكم عقلهي‪ ،‬أو عهادي فهال مهدخل لهه‬
‫هنا‪ ،‬إذ البحث يف اإلمجاع كدليل من أدلة الشرع‪.‬‬
‫واإلمجاع حجة ألدلة منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬قوله تعاىل‪ (( :‬وهكَذهلِكَ جهعه ْلنهاكُم أُمَّةً وهسهطاً ِلتهكُونُوا شُههدهاءه عهلَى النَّهاس))‪،‬‬
‫فقوله‪ :‬شهداء علهى النهاس‪ ،‬يشهمل الشههادة علهى أعمهاهلم وعلهى أحكهام‬
‫أعماهلم‪ ،‬والشهيد قوله مقبول‪.‬‬

‫‪ - 2‬قوله تعاىل‪ (( :‬فَإِن هتنهازهعتُم فِي شهيءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وهالرَّسُولِ)) دل علهى‬
‫أن ما اتفقوا عليه حق‪.‬‬

‫‪ - 3‬قوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪" :‬ال جتتمع أم على ضاللة"‪.‬‬

‫‪ - 4‬أن نقول‪ :‬إمجاع األمة على شيء‪ ،‬إما أن يكون حقًّا‪ ،‬وإما أن يكون باطالً‪،‬‬
‫فإن كان حقًّا فهو حجة‪ ،‬وإن كان باطالً فكيف جيوز أن جتمهع ههذه األمهة‬
‫ال هي أكرم األمم على اهلل منذ عهد نبيها إىل قيام الساعة على أمهر باطهل‬
‫ال يرضى به اهلل؟ هذا من أك احملال‪.‬‬
‫أنواع اإلمجاع‬
‫اإلمجاع نوعان‪ :‬قطعي وظين‪.‬‬
‫‪ - 1‬فالقطعي‪ :‬ما يعلم وقوعه من األمة بالهضرورة كاإلمجاع علهى وجهوب الصهلوات‬
‫اخلمس وحتريم الزنى‪ ،‬وهذا النوع ال أحهد ينكهر ثبوتهه وال كونهه حجهة‪ ،‬ويكفهر‬
‫خمالفه إذا كان ن ال جيهله‪.‬‬

‫‪ - 2‬والظين‪ :‬ما ال يعلم إال بالتتبع واالستقراء‪ .‬وقد اختلف العلماء يف إمكان ثبوته‪،‬‬
‫وأرجح األقوال يف ذلك رأي شيخ اإلسالم ابن تيمية حيث قال يف العقيدة الواسهطية‪:‬‬
‫" واإلمجاع الذي ينضهبا مها كهان عليهه السهلف الصهاحل‪ ،‬إذ بعهدهم كثهر االخهتالف‬
‫وانتشرت األمة"‪ .‬اهه‪.‬‬
‫واعلم أن األمة ال ميكن أن جتمع على خالف دليل صحيح صريح غري منسوخ‪ ،‬فإنها‬
‫ال جتمع إال على حق‪ ،‬وإذا رأيت إمجاعاً تظنه خمالفاً لهذلك‪ ،‬فهانظر فإمها أن يكهون‬
‫الدليل غري صحيح‪ ،‬أو غري صريح‪ ،‬أو منسوخاً‪ ،‬أو يف املسألة خالف مل تعلمه‪.‬‬
‫شروط اإلمجاع‬
‫لإلمجاع شروط‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن يثبت بطريق صحيح‪ ،‬بأن يكون إما مشهوراً بني العلماء أو ناقلهه ثقهة‬
‫واسع االطالع‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن ال يسبقه خالف مستقر‪ ،‬فهإن سهبقه ذلهك فهال إمجهاع‪ ،‬ألن األقهوال ال‬
‫تبطل مبوت قائليها‪.‬‬
‫فاإلمجاع ال يرفع اخلالف السابق‪ ،‬وإمنا مينع مهن حهدوث خهالف‪ ،‬ههذا ههو‬
‫القول الراجح لقوة مأخذه‪ ،‬وقيل‪ :‬ال يشه ط ذلهك فيصهح أن ينعقهد يف العصهر‬
‫الثاني على أحد األقوال السابقة‪ ،‬ويكون حجة على من بعده‪.‬‬
‫وال يش ط على رأي اجلمهور انقراض عصهر اجملمعهني فينعقهد اإلمجهاع مهن‬
‫أهله مبجرد اتفاقهم‪ ،‬وال جيوز هلم وال لغريهم خمالفته بعد‪ ،‬ألن األدلة على‬
‫أن اإلمجاع حجة لهيس فيهها اشه اط انقهراض العصههر‪ ،‬وألن اإلمجهاع حصهل‬
‫ساعة اتفاقهم فما الذي يرفعه؟‬
‫شروط اإلمجاع‬

‫وإذا قال بعض اجملتهدين قوالً أو فعل فعالً‪ ،‬واشتهر ذلهك بهني أههل االجتههاد‪،‬‬
‫ومل ينكروه مع قدرتهم على اإلنكار‪:‬‬
‫فقيل‪ :‬يكون إمجاعاً‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬يكون حجة ال إمجاعاً‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ليس بإمجاع وال حجة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن انقرضوا قبل اإلنكار فهو إمجاع؛ ألن استمرار سكوتهم إىل االنقراض مع‬
‫قدرتهم على اإلنكار دليل على موافقتهم‪ ،‬وهذا أقرب األقوال‪.‬‬
‫شروط اإلمجاع‬

‫وإذا قههال بعههض اجملتهههدين قههوالً أو فعههل فعهالً‪ ،‬واشههتهر ذلههك بههني أهههل‬
‫االجتهاد‪ ،‬ومل ينكروه مع قهدرتهم علهى اإلنكهار‪ ،‬فقيهل‪ :‬يكهون إمجاعهاً‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬يكون حجة ال إمجاعاً‪ ،‬وقيل‪ :‬لهيس بإمجهاع وال حجهة‪ ،‬وقيهل‪ :‬إن‬
‫انقرضوا قبل اإلنكار فهو إمجاع؛ ألن اسهتمرار سهكوتهم إىل االنقهراض مهع‬
‫قدرتهم على اإلنكار دليل على موافقتهم‪ ،‬وهذا أقرب األقوال‪.‬‬
‫تعريف القياس‬

‫القياس لغة‪ :‬التقدير واملساواة‪.‬‬


‫واصطالحاً‪ :‬تسوية فرع بأصل يف حكم لعلَّة جامعة بينهما‪.‬‬
‫فالفرع‪ :‬املقيس‪.‬‬
‫واألصل‪ :‬املقيس عليه‪.‬‬
‫واحلكم‪ :‬ما اقتضاه الدليل الشرعهي من وجوب‪ ،‬أو حتريم‪ ،‬أو صحة‪ ،‬أو فسهاد‪ ،‬أو‬
‫غريها‪.‬‬
‫والعلة‪ :‬املعنى الهذي ثبهت بسهببه حكهم األصهل‪ ،‬وههذه األربعهة أركهان القيهاس‪،‬‬
‫والقياس أحد األدلة ال تثبت بها األحكام الشرعية‪.‬‬
‫أدلة اعتبار القياس‬

‫وقد دل على اعتبا ه دلياً مرعيًّا المتاب والسنة وأقوال الصحابة‪.‬‬


‫فمن أدلة الكتاب‪:‬‬
‫‪ - 1‬قوله تعاىل‪ (( :‬اللَّهُ الَّذِي أَنزهله الْ ِكتهابه بِا ْلحهقِّ وهالْمِيزهان))‪ ،‬وامليزان مها‬
‫توزن به األمور ويقايس به بينها‪.‬‬
‫‪ - 2‬قوله تعاىل‪ (( :‬كَمهها بهه هد ْأنها أَوَّله خهلْهقٍ نُعِيهدُه))‪ (( ،‬وهاللَّههُ الَّهذِي أَرسههله‬
‫الريهاحه َف ُت ِثريُ هسحهاباً فَسُ ْقنهاهُ إِلَى بهلَدٍ مهيِّهتٍ فَأَحيهينهها بِههِ الْهأَرضه بهعهده مهوتِههها‬
‫ِّ‬
‫كَهذهلِكَ النُّشُههورُ))‪ ،‬فشههبه اهلل تعههاىل إعههادة اخللههق بابتدائههه‪ ،‬وشههبه إحيهاء‬
‫األموات بإحياء األرض‪ ،‬وهذا هو القياس‪.‬‬
‫أدلة اعتبار القياس‬
‫ومن أدلة السنة‪:‬‬
‫‪ - 1‬قوله صلّى اهلل عليه وسلّم ملهن سهألته عهن الصهيام عهن أمهها بعهد‬
‫ت لو كهان علهى أمهك ديهن فقضهيته؛ أكهان يهؤدي ذلهك‬ ‫موتها‪ " :‬أرأي ِ‬
‫عنها"؟ قالت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪" :‬فصومي عن أمك"‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن رجالً أتى النيب صلّى اهلل عليه وسلّم فقال‪ :‬يا رسول اهلل! ولد‬
‫لي غالم أسود! فقهال‪" :‬ههل لهك مهن إبهل"؟ قهال‪ :‬نعهم‪ ،‬قهال‪" :‬مها‬
‫ألوانها"؟ قال‪ :‬محر‪ ،‬قال‪" :‬هل فيها من أورق"؟ قال‪ :‬نعهم‪ ،‬قهال‪:‬‬
‫"فأنى ذلك"؟ قال‪ :‬لعله نزعه عرق‪ ،‬قهال‪" :‬فلعهل ابنهك ههذا نزعهه‬
‫عرق" ‪.‬‬
‫وهكذا مجيع األمثال الواردة يف الكتاب والسنة دليل على القيهاس ملها‬
‫فيها من اعتبار الشيء بنظريه‪.‬‬
‫أدلة اعتبار القياس‬

‫ومن أقوال الصحابة‪:‬‬


‫ما جاء عن أمري املؤمنني عمر بن اخلطاب يف كتابه إىل أبي موسى األشعري‬
‫يف القضاء قال‪ :‬ثم الفهم الفهم فيما أدىل عليك‪ ،‬ا ورد عليك ا ليس يف‬
‫قرآن وال سنة‪ ،‬ثم قايس األمور عندك‪ ،‬واعهرف األمثهال‪ ،‬ثهم اعمهد فيمها‬
‫ترأل إىل أحبها إىل اهلل‪ ،‬وأشبهها باحلق‪.‬‬
‫قال ابن القيم‪ :‬وهذا كتاب جليل تلقاه العلماء بالقبول‪.‬‬
‫وحكى املزني أن الفقهاء من عصهر الصحابة إىل يومه أمجعوا على أن نظري‬
‫احلق حق ونظهري الباطهل باطهل‪ ،‬واسهتعملوا املقهاييس يف الفقهه يف مجيهع‬
‫األحكام‪.‬‬
‫شروط القياس‬
‫‪ - 1‬أن ال يصادم دليالً أقوأل منه‪ ،‬فال اعتبار بقياس يصادم النص أو اإلمجاع أو أقهوال‬
‫الصحابة إذا قلنا‪ :‬قهول الصهحابي حجهة‪ ،‬ويسهمى القيهاس املصهادم ملها ذكهر‪" :‬فاسهد‬
‫االعتبار"‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬أن يقال‪ :‬يصح أن تزوج املرأة الرشيدة نفسها بغري ولي قياساً على صحة بيعها‬
‫ماهلا بغري ولي‪.‬‬
‫فهذا قياس فاسد االعتبار ملصادمته النص‪ ،‬وهو قوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪" :‬ال نكاح إال‬
‫بولي"‪.‬‬
‫شروط القياس‬

‫‪ - 2‬أن يكون حكم األصل ثابتاً بنص أو إمجاع‪ ،‬فإن كان ثابتاً بقيهاس مل يصهح القيهاس‬
‫عليه‪ ،‬وإمنا يقاس على األصل األول؛ ألن الرجوع إليهه أوىل‪ ،‬وألن قيهاس الفهرع عليهه‬
‫الذي جعل أصالً قد يكون غري صحيح‪ ،‬وألن القياس على الفهرع ثهم الفهرع علهى األصهل‬
‫تطويل بال فائدة‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬أن يقال‪ :‬جيري الربا يف الذرة قياساً على الرز‪ ،‬وجيري يف الرز قياساً على‬
‫ال ‪ ،‬فالقياس هكذا غري صحيح‪ ،‬ولكن يقال‪ :‬جيري الربا يف الذرة قياسهاً علهى اله ؛‬
‫ليقاس على أصل ثابت بنص‪.‬‬
‫شروط القياس‬

‫‪ - 3‬أن يكون حلكم األصل علة معلومة؛ ليمكن اجلمع بهني األصهل والفهرع فيهها‪،‬‬
‫فإن كان حكم األصل تعبدياا ّضاً مل يصح القياس عليه‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬أن يقال‪ :‬حلم النعامة ينقض الوضوء قياساً على حلم البعري ملشهابهتها‬
‫له‪ ،‬فيقال‪ :‬هذا القياس غري صحيح ألن حكم األصل ليس له علهة معلومهة‪ ،‬وإمنها‬
‫هو تعبدي ّض على املشهور‪.‬‬
‫شروط القياس‬

‫‪ - 4‬أن تكون العلة مشتملة على معنى مناسهب للحكهم يعلهم مهن قواعهد الشهرع اعتبهاره؛‬
‫كاإلسكار يف اخلمر‪.‬‬
‫فإن كان املعنى وصفاً طردياا ال مناسبة فيه مل يصح التعليل به؛ كالسواد والبياض مثالً‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬حديث ابن عباس رضي اهلل عنهما أن بريرة خريت علهى زوجهها حهني عتقهت‬
‫قال‪ :‬وكان زوجها عبداً أسود‪ ،‬فقولهه‪" :‬أسهود"؛ وصهف طهردي ال مناسهبة فيهه للحكهم‪،‬‬
‫ولذلك يثبت اخليار لألمة إذا عتقت حتت عبد وإن كان أبهيض‪ ،‬وال يثبهت هلها إذا عتقهت‬
‫حتت حر‪ ،‬وإن كان أسود‪.‬‬
‫شروط القياس‬

‫‪ - 5‬أن تكون العلة موجودة يف الفرع كوجودها يف األصل؛ كاإليهذاء يف ضهرب الوالهدين‬
‫املقيس على التأفيف‪ ،‬فإن مل تكن العلة موجودة يف الفرع مل يصح القياس‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬أن يقال العلة يف حتريم الربا يف ال كونه مكيالً‪ ،‬ثم يقال‪ :‬جيري الربا يف‬
‫التفاح قياساً على ال ‪ ،‬فهذا القياس غري صحيح‪ ،‬ألن العلة غري موجودة يف الفرع‪ ،‬إذ‬
‫التفاح غري مكيل‪.‬‬
‫أقسام القياس‬
‫ينقسم القيا إىل جلسّ وخفسٍّ‪.‬‬
‫‪ - 1‬فاجللي‪ :‬ما ثبتت علته بهنص‪ ،‬أو إمجهاع‪ ،‬أو كهان مقطوعهاً فيهه بنفهي‬
‫الفارق بني األصل والفرع‪.‬‬
‫مثال ما ثبتت علته بالنص‪ :‬قياس املنع من االستجمار بالدم النجس اجلهاف‬
‫على املنع من االستجمار بالروثة‪ ،‬فإن علة حكم األصل ثابتهة بهالنص حيهث‬
‫أتى ابن مسهعود رضهي اهلل عنهه إىل الهنيب ‪ ‬جهرين وروثهة؛ ليسهتنجي‬
‫بهن‪ ،‬فأخذ احلجرين‪ ،‬وألقى الروثة‪ ،‬وقال‪" :‬هذا ركس" والركس النجس‪.‬‬
‫ومثال ما ثبتهت علتهه باإلمجهاع‪ :‬نههي الهنيب ‪ ‬أن يقضههي القاضهي وههو‬
‫غضبان‪ ،‬فقياس منع احلاقن من القضاء على منهع الغضهبان منهه مهن القيهاس‬
‫اجللي‪ ،‬لثبوت علة األصل باإلمجاع وهي تشويش الفكر وانشغال القلب‪.‬‬
‫ومثال ما كان مقطوعاً فيه بنفي الفهارق بهني األصهل والفهرع‪ :‬قيهاس حتهريم‬
‫إتالف مال اليتيم باللبس علهى حتهريم إتالفهه باألكهل للقطهع بنفهي الفهارق‬
‫بينهما‪.‬‬
‫أقسام القياس‬

‫‪ - 2‬واخلفي‪ :‬ما ثبتت علته باستنباط‪ ،‬ومل يقطع فيه بنفي الفارق بني األصل‬
‫والفرع‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قياس األشنان على ال يف حتريم الربا جبهامع الكيهل‪ ،‬فهإن التعليهل‬
‫بالكيل مل يثبت بنص وال إمجهاع‪ ،‬ومل يقطهع فيهه بنفهي الفهارق بهني األصهل‬
‫والفرع‪ ،‬إذ من اجلائز أن يفرق بينهما بأن ال مطعوم خبالف األشنان‪.‬‬
‫قياس الشبه‬
‫ومن القياس ما يسمى‪ :‬به "هقياس الشبه" وهو أن ي دد فرع بني أصلني خمتلفهي‬
‫احلكم‪ ،‬وفيه شبه بكل منهما‪ ،‬فيلحق بأكثرهما شبهاً به‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬العبد هل‬
‫ميلك بالتمليك قياساً على احلر أو ال ميلك قياساً على البهيمة؟‬
‫إذا نظرنا إىل هذين األصلني احلر والبهيمة وجدنا أن العبد م دد بينهمها‪ ،‬فمهن‬
‫حيث أنه إنسان عاقل يثاب ويعاقب وينكح ويطلق؛ يشبه احلر‪ ،‬ومن حيهث أنهه‬
‫يباع ويرهن ويوقف ويوهب ويورث وال يهودع ويضهمن بالقيمهة ويتصهرف فيهه؛‬
‫يشبه البهيمة‪ ،‬وقد وجدنا أنه من حيث التصهرف املهالي أكثهر شهبهاً بالبهيمهة‬
‫فيلحق بها‬
‫وهذا القسم من القياس ضعيف إذ ليس بينه وبني األصل علهة مناسهبة سهوأل أنهه‬
‫يشبهه يف أكثر األحكام مع أنه ينازعه أصل آخر‪.‬‬
‫قياس العكس‬
‫ومن القياس ما يسمى به "هقياس العكس" وهو‪ :‬إثبات نقيض حكم األصل للفرع لوجهود نقهيض‬
‫علة حكم األصل فيه‪.‬‬
‫ومثلوا لذلك بقوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪" :‬ويف بضع أحدكم صدقة"‪ .‬قالوا‪ :‬يها رسهول اهلل! أيهأتي‬
‫أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال‪" :‬أرأيتم لو وضعها يف حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا‬
‫وضعها يف احلالل كان له أجر"‪.‬‬
‫فأثبت النيب صلّى اهلل عليه وسلّم للفرع وهو الوطء احلالل نقيض حكم األصل وهو الوطء احلهرام‬
‫لوجود نقيض علة حكم األصل فيه‪ ،‬أثبت للفرع أجراً ألنه وطء حهالل‪ ،‬كمها أن يف األصهل وزراً‬
‫ألنه وطء حرام‪.‬‬
‫• التعا ض ب اكدلة إمنا هو الظاهر فقط‪.‬‬
‫تعريف التعارض‬
‫التعارض لغة‪ :‬التقابل والتمانع‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬تقابل الدليلني يث خيالف أحدهما اآلخر‪.‬‬
‫وأقسام التعارض أربعة‬
‫األول‪ :‬أن يكون بني دليلني عامني وله أربع حاالت‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن ميكن اجلمع بينهما يث حيمل كل منهما على حال ال يناقض اآلخهر فيهها‬
‫فيجب اجلمع‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬قوله تعاىل لنبيه صلى اهلل عليه وسلم‪ (( :‬وإنك لتهدي إىل صراط مستقيم))‬
‫وقوله‪ (( :‬إنك ال تهدي من أحببت))‪.‬‬
‫واجلمع بينهما أن اآلية األوىل يراد بها هداية الداللة إىل احلهق وههذه ثابتهة للرسهول‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫واآلية الثانية يراد بها هداية التوفيق للعمل‪ ،‬وهذه بيد اهلل تعهاىل ال ميلكهها الرسهول‬
‫صلى اهلل عليه وسلم وال غريه‪.‬‬
‫أقسام التعارض‬

‫‪ - 2‬فإن مل ميكن اجلمع‪ ،‬فاملتأخر ناسخ إن علم التاريخ فيعمل به دون األول‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬قوله تعاىل يف الصيام‪ (( :‬فمن تطوع خريا فهو خري له وأن تصهوموا خهري‬
‫لكم))‪ ،‬فهذه اآلية تفيد التخيري بني اإلطعهام والصهيام مهع تهرجيح الصهيام‪ ،‬وقولهه‬
‫تعاىل‪ (( :‬فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة مهن أيهام‬
‫أخر)) تفيد تعيني الصيام أداء يف حق غري املريض واملسافر‪ ،‬وقضاء يف حقهما‪ ،‬لكنها‬
‫متأخرة عن األوىل‪ ،‬فتكون ناسخة هلا كما يدل علهى ذلهك حهديث سهلمة بهن األكهوع‬
‫الثابت يف الصحيحني وغريهما‪.‬‬
‫أقسام التعارض‬
‫‪ - 3‬فإن مل يعلم التاريخ عمل بالراجح إن كان هناك مرجح‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬قوله صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬من مس ذكره فليتوضأ" وسهال صهلى اهلل عليهه‬
‫وسلم عن الرجل ميس ذكره؛ أعليه الوضوء؟ قال‪" :‬ال إمنا هو بضعة منهك"‪ ،‬فريجهح‬
‫األول؛ ألنه أحوط‪ ،‬وألنه أكثر طرقا‪ ،‬ومصححوه أكثر‪ ،‬وألنه ناقل عن األصل‪ ،‬ففيهه‬
‫زيادة علم‪.‬‬

‫‪ - 4‬فإن مل يوجد مرجح وجب التوقف‪ ،‬وال يوجد له مثال صحيح‪.‬‬


‫أقسام التعارض‬
‫القسم الثاني‪ :‬أن يكون التعارض بني خاصني‪ ،‬فله أربع حاالت أيضا‪.‬‬
‫‪ - 1‬أن ميكن اجلمع بينهما فيجب اجلمع‪.‬‬
‫مثاله حديث جابر رضي اهلل عنه يف صفة حج النيب صلى اهلل عليه وسهلم أن الهنيب‬
‫صلى اهلل عليه وسلم صلى الظهر يوم النحر مبكهة" وحهديث ابهن عمهر رضهي اهلل‬
‫عنهما أن النيب صلى اهلل عليه وسلم صهالها مبنهى‪ ،‬فيجمهع بينهمها بأنهه صهالها‬
‫مبكة‪ ،‬وملا خرج إىل منى أعادها مبن فيها من أصحابه‪.‬‬
‫‪ - 2‬فإن مل ميكن اجلمع‪ ،‬فالثاني ناسخ إن علم التاريخ‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قوله تعاىل‪ (( :‬يا أيها النيب إنا أحللنا لك أزواجك الالتي آتيت أجهورهن‬
‫وما ملكت ميينك ا أفاء اهلل عليك وبنات عمك وبنهات عماتهك))‪ ،‬وقولهه‪ (( :‬ال‬
‫حيل لك النساء من بعهد وال أن تبهدل بههن مهن أزواج ولهو أعجبهك حسهنهن))‪،‬‬
‫فالثانية ناسخة لألوىل على أحد األقوال‪.‬‬
‫أقسام التعارض‬
‫‪ - 3‬فإن مل ميكن النسخ عمل بالراجح إن كان هناك مرجح‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬حديث ميمونة أن الهنيب صهلى اهلل عليهه وسهلم تزوجهها وههو حهالل‪،‬‬
‫وحديث ابن عباس أن النيب صلى اهلل عليه وسلم تزوجها وهو ّرم‪.‬‬
‫فالراجح األول ألن ميمونة صاحبة القصة فهي أدرأل بها‪ ،‬وألن حديثها مؤيهد‬
‫ديث أبي رافع رضي اهلل عنه أن النيب صهلى اهلل عليهه وسهلم تزوجهها وههو‬
‫حالل قال‪ :‬وكنت الرسول بينهما‪.‬‬

‫‪ - 4‬فإن مل يوجد مرجح وجب التوقف‪ ،‬وال يوجد له مثال صحيح‪.‬‬


‫أقسام التعارض‬

‫القسم الثالث‪ :‬أن يكون التعارض بني عام وخاص‬


‫فيخصص العام باخلاص‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قوله صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬فيما سقت السماء العشر" وقوله‪" :‬لهيس‬
‫فيما دون مخسة أوسق صدقة”‪.‬‬
‫فيخصص األول بالثاني‪ ،‬وال جتب الزكاة إال فيما بلغ مخسة أوسق‪.‬‬
‫أقسام التعارض‬
‫القسم الرابع‪ :‬أن يكون التعارض بني نصني أحدهما أعم من اآلخهر مهن وجهه‬
‫وأخص من وجه‪ .‬فله ثالث حاالت‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن يقوم دليل على ختصيص عموم أحدهما باآلخر فيخصص به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قوله تعاىل‪ (( :‬والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا ي بصن بأنفسهن‬
‫أربعههة أشهههر وعشههرا))‪ ،‬وقولههه‪ (( :‬وأوالت األمحههال أجلهههن أن يضههعن‬
‫محلهن))‪.‬‬
‫فاألوىل خاصة يف املتوفى عنها عامهة يف احلامهل وغريهها‪ .‬والثانيهة خاصهة يف‬
‫احلامل عامة يف املتوفى عنها‪ ،‬وغريها لكن دل الهدليل علهى ختصهيص عمهوم‬
‫األوىل بالثانية‪ ،‬وذلك أن سبيعة األسهلمية وضهعت بعهد وفهاة زوجهها بليهال‬
‫فأذن هلا النيب صلى اهلل عليه وسلم أن تتزوج‪ ،‬وعلى هذا فتكون عدة احلامهل‬
‫إىل وضع احلمل سواء كانت متوفى عنها أم غريها‪.‬‬
‫أقسام التعارض‬
‫‪ - 2‬وإن مل يقم دليل على ختصيص عموم أحدهما باآلخر عمل بالراجح‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬قوله صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬إذا دخل أحدكم املسجد فال جيلس حتى‬
‫يصلي ركعتني" وقوله‪" :‬ال صالة بعد الصبح حتى تطلع الشمس‪ ،‬وال صالة بعهد‬
‫العصر حتى تغرب الشمس"‪.‬‬
‫فاألول خاص يف حتية املسجد عام يف الوقهت‪ ،‬والثهاني خهاص يف الوقهت عهام يف‬
‫الصههالة‪ ،‬يشههمل حتيههة املسههجد وغريههها لكههن الههراجح ختصههيص عمههوم الثههاني‬
‫باألول‪ ،‬فتجوز حتية املسجد يف األوقات املنهي عن عموم الصهالة فيهها‪ ،‬وإمنها‬
‫رجحنا ذلك ألن ختصيص عموم الثاني قهد ثبهت بغهري حتيهة املسهجد؛ كقضهاء‬
‫املفروضة وإعادة اجلماعة؛ فضعف عمومه‪.‬‬
‫أقسام التعارض‬
‫‪ - 3‬وإن مل يقم دليل وال مهرجح لتخصهيص عمهوم أحهدهما بالثهاني‪ ،‬وجهب‬
‫العمل بكل منهما فيما ال يتعارضان فيه‪ ،‬والتوقف يف الصورة ال يتعارضان‬
‫فيها‪.‬‬
‫لكن ال ميكن التعارض بني النصوص يف نفس األمهر علهى وجهه ال ميكهن فيهه‬
‫اجلمع‪ ،‬وال النسخ‪ ،‬وال ال جيح؛ ألن النصوص ال تتناقض‪ ،‬والرسهول صهلى‬
‫اهلل عليه وسلم قد بني وبلغ‪ ،‬ولكن قد يقع ذلك سب نظر اجملتهد لقصوره‪.‬‬
‫واهلل أعلم‪.‬‬
‫ب دليل عام‬

‫ب خاص‬
‫أقسام التعارض‬
‫ب عاش وخاص‬

‫ب نص أ دهما أعم من اآلخر من وجه وأخص‬


‫من وجه‬
‫اجلمع‬
‫طرق دفع‬
‫الرتجيح‬ ‫التعارض‬

‫النسخ‬
‫الرتتيب بني األدلة‬
‫إذا اتفقت األدلة السابقة "الكتهاب والسهنة واإلمجهاع والقيهاس" علهى حكهم‪ ،‬أو‬
‫انفرد أحدها من غري معارض وجب إثباته‪ ،‬وإن تعارضت‪ ،‬وأمكن اجلمع وجهب‬
‫اجلمع‪ ،‬وإن مل ميكن اجلمع عمل بالنسخ إن رت شروطه‪.‬‬
‫وإن مل ميكن النسخ وجب ال جيح‪.‬‬

‫فريجح من الكتاب والسنة‪:‬‬


‫النص على الظاهر‪ .‬والظاهر على املهؤول‪ .‬واملنطهوق علهى املفههوم‪ .‬واملثبهت علهى‬
‫النايف‪ .‬والناقل عن األصل على املبقي عليه‪ ،‬ألن مع الناقل زيادة علم‪.‬‬
‫والعام احملفوظ "وهو الذي مل خيصص" على غري احملفوظ‪.‬‬
‫وما كانت صفات القَبول فيه أكثر على ما دونه‪.‬‬
‫وصاحب القصة على غريه‪.‬‬
‫ويقدم من اإلمجاع‪ :‬القطعي على الظين‪.‬‬
‫ويقدم من القياس‪ :‬اجللي على اخلفي‪.‬‬
‫ُ ْ َْ‬ ‫ُْ‬
‫املفتي واملستفتي‬
‫املف ‪ :‬هو املخ عن حكم شرعي‪.‬‬
‫واملستف ‪ :‬هو السائل عن حكم شرعي‪.‬‬
‫شروط الفتوى‬
‫‪ - 1‬أن يكون املف عارف ًا باحلكم يقيناً‪ ،‬أو ظناا راجحاً‪ ،‬وإال وجب عليه التوقف‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن يتصور السؤال تصوراً تاماا؛ ليتمكن من احلكم عليه‪ ،‬فإن احلكم على الشهيء‬
‫فرع عن تصوره‪.‬‬
‫فههإذا أشههكل عليههه معنههى كههالم املسههتف سههأله عنههه‪ ،‬وإن كههان حيتههاج إىل تفصههيل‬
‫استفصله‪ ،‬أو ذكر التفصيل يف اجلواب‪ ،‬فإذا سال عن امرألء هلك عن بنهت وأخ وعهم‬
‫شقيق‪ ،‬فليسأل عن األخ هل هو ألم أو ال؟ أو يُفَصِّلُ يف اجلواب‪ ،‬فإن كان ألم فال شيء‬
‫له‪ ،‬والباقي بعد فرض البنت للعم‪ ،‬وإن كان لغري أم فالباقي بعد فهرض البنهت لهه‪،‬‬
‫وال شيء للعم‪.‬‬
‫‪ - 3‬أن يكههون هههادألء البههال‪ ،‬ليههتمكن مههن تصههور املسههألة وتطبيقههها علههى األدلههة‬
‫الشرعية‪ ،‬فال يف حال انشغال فكره بغضب‪ ،‬أو هم‪ ،‬أو ملل‪ ،‬أو غريها‪.‬‬
‫شروط وجوب الفتوى‬
‫‪ - 1‬وقوع احلادثة املسؤول عنها‪ ،‬فإن مل تكن واقعة مل جتب الفتوأل لعدم‬
‫الضرورة إال أن يكون قصد السائل التعلم‪ ،‬فإنه ال جيوز كتم العلم‪ ،‬بل جييب‬
‫عنه متى سال بكل حال‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن ال يعلم من حال السائل أن قصده التعنت‪ ،‬أو تتبع الرخص‪ ،‬أو ضرب‬
‫آراء العلماء بعضها ببعض‪ ،‬أو غري ذلك من املقاصد السياة‪ ،‬فإن علم ذلك من‬
‫حال السائل مل جتب الفتوأل‪.‬‬
‫‪ - 3‬أن ال ي تب على الفتوأل ما هو أكثر منها ضرراً‪ ،‬فإن ترتب عليها ذلك‬
‫وجب اإلمساك عنها؛ دفعاً ألشد املفسدتني بأخفهما‪.‬‬
‫ما يلزم املستفتي‬
‫األول‪ :‬أن يريد باستفتائه احلق والعمل به ال تتبع الرخص وإفحام املف ‪ ،‬وغري‬
‫ذلك من املقاصد السياة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن ال يستف إال من يعلم‪ ،‬أو يغلب على ظنه أنه أهل للفتوأل‪.‬‬
‫وينبغي أن خيتار أوثق املفتني علماً وورعاً‪ ،‬وقيل‪ :‬جيب ذلك‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن يصف حالته وصفا صادقا دقيقا‪ ،‬كقول السائل‪:‬‬
‫إنا نركب البحر وحنمل معنا القليل من املاء فإذا توضأنا بت عطشنا‪ ،‬أقنتوضأ مبا‬
‫البحر؟‬
‫يث ال ينصرف منه إال وقد فهم اجلواب‬ ‫الرابع‪ :‬أن ينتبه ملا يقوله املف‬
‫راما‪.‬‬
‫تعريف االجتهاد‬
‫االجتهاد لغة‪ :‬بذل اجلهد إلدراك أمر شاق‪.‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬بذل اجلهد إلدراك حكم شرعي‪.‬‬
‫واجملتهد‪ :‬من بذل جهده لذلك‪.‬‬
‫شروط االجتهاد‬
‫‪ - 1‬أن يعلم من األدلة الشرعية ما حيتاج إليه يف اجتهاده كتيات األحكام وأحاديثها‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن يعرف ما يتعلق بصحة احلديث وضعفه؛ كمعرفة اإلسناد ورجاله‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬
‫‪ - 3‬أن يعرف الناسخ واملنسوخ ومواقع اإلمجاع حتى ال حيكم مبنسوخ أو خمالف‬
‫لإلمجاع‪.‬‬
‫‪ - 4‬أن يعرف من األدلة ما خيتلف به احلكم من ختصيص‪ ،‬أو تقييد‪ ،‬أو حنوه حتى‬
‫ال حيكم مبا خيالف ذلك‪.‬‬
‫‪ - 5‬أن يعرف من اللغة وأصول الفقه ما يتعلق بدالالت األلفاظ؛ كالعام واخلاص‬
‫واملطلق واملقيد واجململ واملبني‪ ،‬وحنو ذلك؛ ليحكم مبا تقتضيه تلك الدالالت‪.‬‬
‫‪ - 6‬أن يكون عنده قدرة يتمكن بها من استنباط األحكام من أدلتها‪.‬‬
‫واالجتهاد قد يتجزأ فيكون يف باب واحد من أبواب العلم‪ ،‬أو يف مسألة من مسائله‪.‬‬
‫ما يلزم اجملتهد‬
‫يلزم اجملتهد أن يبذل جهده يف معرفة احلق‪ ،‬ثم حيكم مبا ظهر له فإن أصاب فله‬
‫أجران‪ :‬أجر على اجتهاده‪ ،‬وأجر على إصابة احلق؛ ألن يف إصابة احلق إظهاراً له‬
‫وعمالً به‪ ،‬وإن أخطأ فله أجر واحد‪ ،‬واخلطأ مغفور له؛ لقوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪:‬‬
‫"إذا حكم احلاكم فاجتهد‪ ،‬ثم أصاب فله أجران‪ ،‬وإذا حكم فاجتهد‪ ،‬ثم أخطأ فله‬
‫أجر"‪.‬‬
‫وإن مل يظهر له احلكم وجب عليه التوقف‪ ،‬وجاز التقليد حيناذٍ للضرورة‪.‬‬
‫تعريف التقليد‬
‫التقليد لغة‪ :‬وضع الشيء يف العنق ّيطاً به كالقالدة‪.‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬اتباع من ليس قوله حجة‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪" :‬من ليس قوله حجة"؛ اتباع النيب صلّى اهلل‬
‫عليه وسلّم‪ ،‬واتباع أهل اإلمجاع‪ ،‬واتباع الصحابي‪ ،‬إذا قلنا أن‬
‫قوله حجة‪ ،‬فال يسمى اتباع شيء من ذلك تقليداً؛ ألنه اتباع‬
‫للحجة‪ ،‬لكن قد يسمى تقليداً على وجه اجملاز والتوسع‪.‬‬
‫مواضع التقليد‬
‫يكون التقليد يف موضعني‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن يكون املقلِّد عامياا ال يستطيع معرفة احلكم بنفسه‪ ،‬ففرضه التقليد؛ لقوله‬
‫تعاىل‪ (( :‬فَاسأَلوا أَهله الذِّكْرِ إِن كُنتُم ال تهعلَمُونه))‪ ،‬ويقلد أفضل من جيده علماً وورعاً‪،‬‬
‫فإن تساوأل عنده اثنان خري بينهما‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن يقع للمجتهد حادثة تقتضي الفورية‪ ،‬وال يتمكن من النظر فيها‪ ،‬فيجوز له‬
‫التقليد حيناذ‪ ،‬واش ط بعضهم جلواز التقليد أن ال تكون املسألة من أصول الدين ال‬
‫جيب اعتقادها؛ ألن العقائد جيب اجلزم فيها‪ ،‬والتقليد إمنا يفيد الظن فقا‪.‬‬
‫والراجح أن ذلك ليس بشرط؛ لعموم قوله تعاىل‪ (( :‬فَاسأَلوا أَهله الذِّكْرِ إِن كُنتُم ال‬
‫تهعلَمُونه)) ‪ ،‬واآلية يف سياق إثبات الرسالة‪ ،‬وهو من أصول الدين‪ ،‬وألن العامي ال يتمكن‬
‫من معرفة احلق بأدلته‪ ،‬فإذا تعذر عليه معرفة احلق بنفسه مل يبق إال التقليد؛ لقوله‬
‫تعاىل‪ (( :‬فَاتَّقُوا اللَّهه مها استهطَعتُم)) ‪.‬‬
‫أنواع التقليد‬
‫التقليد نوعان‪ :‬عام وخاص‪.‬‬
‫فالعام‪ :‬أن يلتزم مذهباً معيناً يأخذ برخصه‪ ،‬وعزائمه يف مجيع أمور دينه‪.‬‬
‫وقد اختلف العلماء فيه‪ ،‬فمنهم من حكى وجوبه؛ لتعذر االجتهاد يف املتأخرين‪،‬‬
‫ومنهم من حكى حترميه؛ ملا فيه من االلتزام املطلق التباع غري النيب صلّى اهلل عليه‬
‫وسلّم‪.‬‬
‫وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ :‬إن يف القول بوجوب طاعة غري النيب صلّى اهلل عليه‬
‫وسلّم يف كل أمره ونهيه‪ ،‬وهو خالف اإلمجاع وجوازه فيه ما فيه‪.‬‬
‫أنواع التقليد‬
‫وقال‪ :‬من التزم مذهباً معيناً‪ ،‬ثم فعل خالفه من غري تقليد لعامل آخر أفتاه‪ ،‬وال‬
‫استدالل بدليل يقتضي خالف ذلك‪ ،‬وال عذر شرعي يقتضي حل ما فعله‪ ،‬فهو‬
‫متبع هلواه فاعل للمحرم بغري عذر شرعي‪ ،‬وهذا منكر‪ ،‬وأما إذا تبني له ما‬
‫يوجب رجحان قول على قول إما باألدلة املفصلة إن كان يعرفها ويفهمها‪ ،‬وإما‬
‫بأن يرأل أحد الرجلني أعلم بتلك املسألة من اآلخر‪ ،‬وهو أتقى هلل فيما يقوله‪،‬‬
‫فريجع عن قول إىل قول ملثل هذا‪ ،‬فهذا جيوز بل جيب‪ ،‬وقد نص اإلمام أمحد‬
‫على ذلك‪.‬‬
‫واخلاص‪ :‬أن يأخذ بقول معني يف قضية معينة فهذا جائز إذا عجز عن معرفة‬
‫احلق باالجتهاد سواء عجز عجزاً حقيقياا‪ ،‬أو استطاع ذلك مع املشقة العظيمة‪.‬‬
‫فتوى املقلد‬
‫قال اهلل تعاىل‪ (( :‬فَاسأَلوا أَهله الذِّكْرِ إِن كُنتُم ال تهعلَمُونه))‪ ،‬وأهل الذكر هم أهل‬
‫العلم‪ ،‬واملقلد ليس من أهل العلم املتبوعني‪ ،‬وإمنا هو تابع لغريه‪.‬‬
‫قال أبو عمر بن عبد ال وغريه‪ :‬أمجع الناس على أن املقلِّد ليس معدوداً من أهل‬
‫العلم‪ ،‬وأن العلم معرفة احلق بدليله‪ .‬قال ابن القيم‪ :‬وهذا كما قال أبو عمر فإن‬
‫الناس ال خيتلفون يف أن العلم هو املعرفة احلاصلة عن الدليل‪ ،‬وأما بدون الدليل‬
‫فإمنا هو تقليد‪ ،‬ثم حكى ابن القيم بعد ذلك يف جواز الفتوأل بالتقليد ثالثة أقوال‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬ال جتوز الفتوأل بالتقليد ألنه ليس بعلم‪ ،‬والفتوأل بغري علم حرام‪ ،‬وهذا‬
‫قول أكثر األصحاب ومجهور الشافعية‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن ذلك جائز فيما يتعلق بنفسه‪ ،‬وال جيوز أن يقلد فيما يف به غريه‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن ذلك جائز عند احلاجة‪ ،‬وعدم العامل اجملتهد‪ ،‬وهو أصح األقوال وعليه‬
‫العمل‪ .‬انتهى كالمه‪.‬‬
‫وبه يتم ما أردنا كتابته يف هذه املذكرة الوجيزة‪ ،‬نسأل‬
‫اهلل أن يلهمنا الرشد يف القول والعمل‪ ،‬وأن يكلل‬
‫أعمالنا بالنجاح‪ ،‬إنه جواد كريم‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على‬
‫نبينا حممد وآله‪.‬‬

You might also like