You are on page 1of 61

‫مَتْنُ الْعَشْمَاوِيَّةِ‬

‫يف الفقه املالكيّ‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫َّ ْ ْ َّ‬
‫للشي ِخ ال َعالم ِة‪:‬‬

‫اعِّ‬ ‫ْ َ ْ َ ِّ ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ‬


‫اوي الرف ِ‬
‫اري العشم ِ‬
‫عب ِد اْل ِ‬
‫‪‬‬

‫اعتىن به‪:‬‬
‫َّ‬
‫الشيْخ ُمبَ َ‬ ‫َ‬
‫ارك‬ ‫ِ‬ ‫نايِف آل‬
‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫‪‬‬

‫والسال ُم عىل س ِّيدنا وموالنا‬


‫َّ‬ ‫والصال ُة‬
‫َّ‬ ‫رب العاملني‪،‬‬
‫احلمد هلل ِّ‬
‫ُم َّمد‪ ،‬وعىل آله وصحبه أجعني‪.‬‬

‫وبعدُ ‪ ،‬فإن علم الفقه من أرشف العلوم منزلة وأعالها مرتبة‪،‬‬


‫فهو سبيل اخلري َّية‪ ،‬وطريق السعادة األبد َّية‪ ،‬ولباب الرسالة املحمد َّية‪،‬‬
‫قديام وددي ًًا ـ عناي ًة كبري ًة‪ ،‬وأ َّلفوا فيه املؤلفات‬
‫ولذلك أواله علامؤنا ـ ً‬
‫الكًرية‪ ،‬ومن جلة تلك املؤلفات «متن العشامو َّية» يف الفقه املالكي‪،‬‬
‫الذي صنّفه العالمة عبدالباري العشاموي ‪.‬‬

‫ويعدّ هذا املتن املبارك من أهم متون التدريس والتحصيل يف‬


‫املدرسة املالكية لدى املشارقة‪ ،‬فهو من أوائل املتون يف الس ّلم التعليمي‬
‫باألزهر الرشيف‪ ،‬واملدارس الرشع َّية املالك َّية باألدساء‪ ،‬وعموم‬
‫اخلليج العريب‪ ،‬فقد دوى أهم أبواب العبادات التي حيتاج إليها‬
‫وضمنها جل ًة من املسائل التي ال بدّ من معرفتها‪ ،‬كام مت ّيز‬
‫ّ‬ ‫املك َّلف‪،‬‬
‫بسهولة العبارة وإجيازها‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫وقد ُطبع هذا املتن عدة ّ‬


‫مرات يف القاهرة‪ ،‬واألدساء‪ ،‬فارتأيت‬
‫عزت النسخ‪ ،‬وكًر السؤال عنه من طلبة العلم وغريهم‪ ،‬أن‬
‫بعدما ّ‬
‫أخدمه‪ ،‬وأخرجه مرة أخرى بطباعة جديدة‪ ،‬مع بعض اإلضافات‬
‫التي تناسب احلال ويقتضيها الواقع‪ ،‬مما يناسب املبتدئني مًيل‪.‬‬

‫ويف اخلتام‪ ،‬أتوجه ّ‬


‫بالشكر وخالص الدّ عاء لشيخي الفقيه‬
‫األستاذ نبيل بن إبراهيم آل الشيخ مبارك‪ ،‬الذي راجع معي الكتاب‪،‬‬
‫عيل ببعض التَّوجيهات والتَّصويبات‪ ،‬ولإلخوة الكرام الذين‬
‫وأشار ّ‬
‫زودوين بجملة من املالدظات واملقرتدات‪ ،‬جعل اهلل ذلك يف ميزان‬
‫علام نافعا ّ‬
‫مدخرا يل وهلم‪.‬‬ ‫أعاملنا‪ً ،‬‬

‫خالصا لوجهه الكريم‪ ،‬وأن‬


‫ً‬ ‫واهلل أسأل أن جيعل هذا العمل‬
‫رب العاملني‪.‬‬
‫يكتب له الربكة والقبول‪ ،‬وآخر دعوانا أن احلمد هلل ِّ‬

‫عفو ربه تبارك‬


‫وكتب راجي ّ‬
‫ّ‬
‫نايف بن عبد الرمحن آل الشيخ مبارك‬
‫احلج األكرب‪ ،‬باألدساء‪ ،‬سنة‪1433 :‬هـ‬
‫يوم ّ‬
‫‪‬‬ ‫‪4‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫الشيخ الع ّالمة‪:‬‬ ‫ُ‬


‫ترجة َّ‬
‫َعبْد ْاْلَاري الْ َع ْش َماويِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪‬‬

‫الغني بن عتيق بن‬


‫ِّ‬ ‫هو أبو الع ّباس‪ ،‬عبدُ الباري ب ُن أمحد بن عبد‬
‫الشيخ دسن أبو النَّجا العشاموي‪ ،‬املُنويف‪ ،‬األزهري‪،‬‬
‫الشيخ سعيد بن َّ‬
‫ّ‬
‫املالكي‪ ،‬من علامء القرن العارش اهلجري‪.‬‬

‫نسب ًة لقرية عشام‪ ،‬من أعامل املنوفية‪ ،‬شامل القاهرة‪.‬‬

‫الرتاجم‬
‫وقفت عليه‪ -‬من كتب ّ‬‫ُ‬ ‫ُعرف له ترج ٌة ‪-‬فيام‬
‫ال ت ُ‬
‫السابق بذكر نسبه الذي ساقه‬ ‫ٍ‬
‫والتّاريخ‪ ،‬سوى ُجزء من التّعريف ّ‬
‫معرفا بالشيخ العشاموي‪،‬‬
‫اإلما ُم السخاوي يف‪« :‬الضوء الالمع» ‪ّ ،‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ثم ذكر أنه ممن سمع منه بالقاهرة‪.‬‬

‫(‪.)72/2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪5‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫ووصفه إسامعيل باشا بأنه‪« :‬نزيل القاهرة» يف كتابه‪« :‬إيضاح‬


‫املكنون»(‪ ،)1‬بعدما ذكر مقدّ مته يف الفقه‪ ،‬وكنّاه بأيب العباس‪ ،‬ونسبه‬
‫للمنوفية‪ ،‬ثم قال بعدها‪« :‬تويف سنة‪ ،»..‬ومل يذكر تاريخ وفاته!‬

‫الصالح أمحد الرفاعي‪ ،‬سلوكًا‬ ‫الرفاعي»‪ :‬نسب ًة ّ‬


‫للشيخ ّ‬ ‫و« ِّ‬
‫واتِّبا ًعا‪ ،‬كام ذكر ذلك العالمة الفييش يف رشده عىل العشاموية‪.‬‬

‫(‪.)544/2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪6‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫َ ُ َْ‬
‫ت‬
‫ِخدمة الم ِ‬
‫ََُْ َ‬ ‫ُ ُّ َ‬
‫وذكر النس ِخ المعتمدةِ‬

‫وقفت عىل نسختني خطيّتني للعشاموية‪.‬‬


‫ُ‬

‫األوىل‪ :‬ضمن جمموع من أربع رسائل‪ ،‬باملكتبة األزهرية‪ ،‬برقم‪:‬‬


‫‪.10661‬‬

‫الثانية‪ :‬نسخة مصورة يف مكتبة جامعة امللك سعود‪ ،‬عن املكتبة‬


‫األزهرية‪ ،‬برقم‪.5753 :‬‬

‫ومتكرر يف أغلب أبواب املتن‪،‬‬


‫ّ‬ ‫وكال النسختني هبام سقط كًري‪،‬‬
‫اختذت األوىل أصال عىل ما‬
‫ُ‬ ‫ولذا ارتأيت أن أل ّفق بني النسختني‪ ،‬بعدما‬

‫هي فيه؛ لق ّلة َّ‬


‫السقط مقارنة بالًانية‪ ،‬وملوافقة عباراهتا يف الغالب ملا‬
‫ٍ‬
‫بمخطوط‬ ‫وجدتُه يف رشح ابن تركي عىل العشاموية‪ ،‬والذي استعنت‬
‫الرتجيح بني النسختني‪ ،‬وإضافة بعض العبارات الساقطة‬
‫له عىل َّ‬
‫منهام‪ ،‬والتي يقتضيها السياق‪ ،‬أو احلكم الفقهي‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪7‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫وهي نسخة متميّزة‪ ،‬قوبل متن العشاموية فيها عىل عدّ ة نسخ‪،‬‬
‫كام يظهر ذلك يف ُطرر املخطوط من بيان الفروق‪.‬‬

‫ومل أرغب يف إثقال دوايش املتن ببيان فروق النسخ‪ ،‬أو مواضع‬
‫السقط؛ ألن ذلك ُُيرج عن مناسبة الكتاب الذي ُوضع للمبتدئني‪،‬‬
‫ولكًرة االختالفات التي ال أثر هلا عىل العبارة الفقهية من ديث‬
‫املعنى‪.‬‬

‫وقد ع ّلقت عىل جلة من املسائل‪ ،‬التي خالفت املعتمد من‬


‫املذهب‪ ،‬أو تلك التي حتتاج إىل مزيد توضيح وبيان‪ ،‬وغالب تلك‬
‫التعليقات استقيتها من رشدي العالمة الدردير‪" ،‬الصغري" و‪:‬‬
‫"الكبري"‪ ،‬ومن "داشية الصفتي عىل رشح ابن تركي عىل العشاموية"‪،‬‬
‫لذا مل أذ ّيلها بالعزو إىل مواضعها‪ ،‬اكتفا ًء بحرص مصادرها‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪8‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫لودة العنوان من النسخة (أ)‬


‫‪‬‬ ‫‪9‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫اللودة الًانية من (أ)‬


‫‪ 10‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫لودة العنوان من (ب)‬


‫‪ 11‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫اللودة الًانية من (ب)‬


‫‪ 12‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫‪‬‬
‫َّ ْ ْ َّ‬
‫للشي ِخ ال َعالم ِة‪:‬‬

‫الرفَ ِ ِّ‬
‫اع‬ ‫َعبْ ِد ْ َ‬
‫اْلاري الْ َع ْشماو ِّي ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪‬‬

‫اعتىن به‪:‬‬
‫َّ‬
‫الشيْخ ُمبَ َ‬ ‫َ‬
‫ارك‬ ‫ِ‬ ‫نايِف آل‬
‫‪ 13‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫‪‬‬
‫اري ا ْلع ْشما إوي الر َف إ‬
‫اَي‬ ‫ال َما ُم ا ْل َعالإ ُم ا ْل َع ََّل َم ُُ ََ ُُْْ ا ْل َْ إ‬
‫الش ْي ُخ ْ إ‬
‫َق َال َّ‬
‫ِّ‬ ‫َ َ‬
‫َر إح َم ُه اهللُ َت َعا َلى‪:‬‬
‫س َأ َلنِي بعض ْاْلَص ِد َق ِ‬
‫اء َأ ْن َأ ْع َم َل م َقدِّ َمة فِي ا ْل ِف ْق ِه َع َلى َم ْذ َه ِ‬
‫ب‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫اب‪.‬‬‫اجيا لِل َّث َو ِ‬
‫َس ‪َ ،‬ف َأ َج ْبته إِ َلى َذل ِ َك ر ِ‬
‫َ‬ ‫ك ِ‬
‫بن َأن ٍ‬ ‫الما ِم مال ِ ِ‬
‫ْ َ َ‬
‫ِ‬

‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬
‫اب ن َواقِ ِض ال ُو ُضو ِء‬ ‫ب‬

‫وء ََ َلى قإ ْس َم ْي إن‪:‬‬


‫أن نَواقإ َض ا ْلو ُض إ‬
‫ُ‬ ‫ك اهللُ َت َعا َلى ‪َ َّ -‬‬ ‫ا َْ َل ْم ‪َ -‬و َّف َق َ‬
‫َأحدَ اث‪ ،‬و َأسباب َأحدَ ٍ‬
‫اث‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫َف َأ َّما أاْلَ أحدَ اثُ َفخَ ْم َسٌُ‪:‬‬
‫َث َل َثة مِ َن ا ْلقب ِل‪َ ،‬و ِه َي‪ :‬ا ْل َم ْذي(‪َ ،)1‬وا ْل َو ْدي(‪َ ،)2‬وا ْل َب ْول‪.‬‬

‫(‪ )1‬هو ماء أبيض رقيق‪ ،‬يخرج من الرجل والمرأة عند اللذة‪ ،‬بسبب ملعبة أو قبلة أو نحو‬
‫ذلك‪ ،‬ويوجب خروجه غسل جميع الذكر‪ ،‬بن ّية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫شيء ثقيل‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ماء أبيض خاثر يخرج بإثر البول غالبا‪ ،‬أو عند حمل‬
‫‪ 14‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوا ْثنَان م َن الدُّ ب ِر َوه َما‪ :‬ا ْل َغائط َو ِّ‬
‫الريح‪.‬‬

‫اث‪َ :‬فالن َّْوم‪َ ،‬وه َو َع َلى َأ ْر َب َع ِة َأ ْق َسا ٍم‪:‬‬


‫و َأما َأسباب ْاْلَحدَ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َّ ْ َ‬

‫َط ِويل َث ِقيل َينْقض ا ْلوضو َء(‪َ ،)1‬ق ِصير َث ِقيل َينْقض ا ْلوضو َء َأ ْيضا‪،‬‬
‫ب مِنْه ا ْلوضوء‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َقصير َخفيف َل َينْقض ا ْلوضو َء‪َ ،‬ط ِويل َخفيف ي ْست ََح ُّ‬
‫ِ‬

‫َو إم َن أاْلَ أسبَابُ ا َّلتإي َتنْ ُق ُض الْ ُو ُضو َء‪:‬‬

‫الس ْك ِر‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َز َوال ا ْل َع ْق ِل بِا ْلجنون َو ْال ْغ َماء َو ُّ‬
‫الش ِّك فِي ا ْلحدَ ِ‬
‫الر َّد ِة‪َ ،‬وبِ َّ‬ ‫ِ‬
‫ث‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َو َينْتَقض ا ْلوضوء‪ :‬بِ ِّ‬

‫ف‪َ ،‬أ ْو بِ َباطِ ِن ْاْلَ َصابِ ِع‪َ [ ،‬أ ْو‬


‫الذك َِر ا ْلمت َِّص ِل بِ َباطِ ِن ا ْل َك ِّ‬ ‫َوبِ َم ِّس َّ‬
‫بِ َجنْ َب ْي ِه َما] (‪َ ،)2‬و َل ْو بِإِ ْص َب ٍع َز ِائ ٍد إِ ْن َح َّس‪.‬‬

‫س(‪َ )1‬وه َو َع َلى َأ ْر َب َع ِة َأ ْق َسا ٍم‪:‬‬


‫َوبِال َّل ْم ِ‬

‫(‪ )1‬علمة النوم الثقيل ّ‬


‫أن صاحبه ل يشعر بما يحدث حوله‪ ،‬من حركة أو صوت‪ ،‬أو أن‬
‫يسقط من يده شيء‪ ،‬ول يشعر بذلك‪ ،‬وشبهه‪.‬‬
‫(‪ )2‬ساقطة من النسختين‪ ،‬وأضفتها من شرح ابن تركي‪ ،‬فجانبا اْلصابع لهما الحكم نفسه‪،‬‬
‫بمسه هبا‪.‬‬
‫بل ورأس الصبع كذلك؛ ْلنه من جملة جنبيه‪ ،‬فينتقض الوضوء ّ‬
‫‪ 15‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫إِ ْن َق َصدَ ال َّل َّذ َة َو َو َجدَ َها َف َع َل ْي ِه ا ْلوضوء‪َ ،‬وإِ ْن َو َجدَ َها َو َل ْم‬
‫جدْ َها َف َع َل ْي ِه ا ْلوضوء‪َ ،‬وإِ ْن‬
‫َي ْق ِصدْ َها َف َع َل ْي ِه ا ْلوضوء‪َ ،‬وإِ ْن َق َصدَ َها َو َلم َي ِ‬
‫ْ‬
‫جدْ َها َفلَ وضو َء َع َل ْي ِه‪.‬‬
‫َلم َي ْق ِص ِد ال َّل َّذ َة َو َلم َي ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬

‫َو َل َينْت َِقض ا ْلوضوء بِ َم ِّس دب ٍر‪َ ،‬و َل أ ْن َثيَ ْي ِن‪َ ،‬و َل بِ َم ِّس َف ْرجِ‬
‫ور‪َ ،‬و َل ِح َجا َم ٍة‪َ ،‬و َل َف ْص ٍد(‪،)2‬‬ ‫َص ِغ َير ٍة‪َ ،‬و َل َقي ٍء‪َ ،‬و َل بِ َأ ْك ِل َل ْح ِم َجز ٍ‬
‫ْ‬
‫َو َل بِ َق ْه َق َه ٍة فِي َص َل ٍة‪َ ،‬و َل بِ َم ِّس ا ْم َر َأ ٍة َف ْر َج َها‪َ ،‬وقِ َيل‪ :‬إِ ْن َأ ْل َط َف ْت‬
‫َف َع َل ْي َها ا ْلوضوء(‪َ ،)3‬واهلل َأ ْع َلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬أي‪ :‬لمس من يشتهى عادة‪ ،‬سواء كان ذكرا أو أنثى‪ ،‬وسواء كان من فوق الثياب أو من‬
‫تحتها‪ ،‬وهو يشمل المباشرة باليد‪ ،‬أو القبلة أو الملعبة‪ ،‬وشبه ذلك‪.‬‬
‫(‪ )2‬المقصود به خروج الدم من البدن‪ ،‬سواء كان بجرح‪ ،‬أو غير ذلك‪ ،‬ومنه نقل الدم أو عمل‬
‫التحاليل الطبية‪ ،‬فهذا ل ينقض الوضوء‪ ،‬كثر الدم الخارج أو ّ‬
‫قل‪.‬‬
‫(‪ )3‬هذا القول ضعيف‪ ،‬والمعتمد عدم النقض‪ ،‬واللطاف‪ :‬هو أن تدخل شيئا من أصابعها‬
‫ٍ‬
‫حينئذ‪.‬‬ ‫بين شفريها‪ ،‬أو يف فرجها‪ ،‬ما لم تفعل ذلك على سبيل اللذة‪ ،‬فينقض‬
‫‪ 16‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫وء‬ ‫اب أَقْ َسامِ الْميَاه الَِّت ََيُ ُ‬


‫وز ِمنْ َها ال ْ ُو ُض ُ‬ ‫بَ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫أن ا ْل َما َء ََ َلى قإ ْس َم ْي إن‪:‬‬


‫ك اهللُ َت َعا َلى‪َّ -‬‬
‫ا َْ َل ْم ‪َ -‬و َّف َق َ‬
‫م ْخلوط و َغير م ْخل ٍ‬
‫وط‪.‬‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬

‫وط َفه َو َطهور(‪َ ،)1‬وه َو‪« :‬ا ْل َماء ا ْلم ْط َلق»‪َ ،‬يجوز‬ ‫َف َأما َغير ا ْلم ْخل ِ‬
‫َّ ْ َ‬
‫ْ‪.‬‬‫الس َما ِء َأ ْو َن َب َع مِ َن ْاْلَ ْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫منْه ا ْلوضوء‪َ ،‬س َواء ن ََز َل م َن َّ‬

‫َو َأ َّما ا ْل َم ْخلوط إِ َذا َت َغ َّي َر َأ َحد َأ ْو َصافِ ِه ال َّث َل َث ِة‪َ :‬ل ْونه‪َ ،‬أ ْو َط ْعمه‪َ ،‬أ ْو‬
‫ِريحه بِ َش ْي ٍء َفه َو َع َلى قِ ْس َم ْي ِن‪:‬‬

‫َجس َل َي ِص ُّح مِنْه ا ْلوضوء‪.‬‬ ‫س َف َي َت َغ َّير بِ ِه‪َ ،‬فا ْلماء ن ِ‬


‫َ‬ ‫َت َارة َي ْختَلِط بِن َِج ٍ‬

‫اسة َقلِي َلة ك ِر َه‬


‫َوالن ََّج َ‬
‫(‪)1‬‬ ‫َوإِ ْن َل ْم َي َت َغ َّي ْر بِ ِه؛ َفإِ ْن ك َ‬
‫َان ا ْل َماء َقلِيل‬
‫ا ْلوضوء مِنْه َع َلى ا ْل َم ْشه ِ‬
‫ور(‪.)2‬‬

‫المطهر لغيره‪ ،‬الباقي على أصل ِخلقته‪ ،‬كما سيم ّثل له‬
‫ّ‬ ‫(‪ )1‬هو الماء ال ّطاهر يف نفسه‪،‬‬
‫المصنّف‪.‬‬
‫‪ 17‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫اهر مِ َّما ي ْمكِن‬ ‫َان ال َّط ِ‬ ‫اه ٍر َف َي َت َغيَّر بِ ِه‪َ ،‬فإِ ْن ك َ‬


‫و َتارة ي ْختَلِط بِ َط ِ‬
‫َ َ َ‬
‫ان َوا ْل َور ِد َوا ْل َع ِ‬
‫الز ْع َفر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ج ِ‬
‫ين َو َما َأ ْش َب َه‬ ‫ْ‬ ‫ال ْحت َراز منْه‪َ ،‬كا ْل َماء ا ْل َم ْخلوط بِ َّ َ‬
‫اهر فِي َن ْف ِس ِه َغ ْير م َط ِّه ٍر ل ِ َغ ْي ِر ِه‪َ ،‬في ْس َت ْع َمل فِي‬ ‫َذل ِ َك‪َ ،‬فه َذا ا ْلماء َط ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب َون َْح ِو َذل ِ َك‪َ ،‬و َل ي ْس َت ْع َمل فِي‬ ‫ات‪ ،‬مِ ْن َط ْبخٍ َو َع ْج ٍن َوش ْر ٍ‬ ‫ا ْلعاد ِ‬
‫َ َ‬
‫وء َو َل فِي َغ ْي ِر ِه(‪.)3‬‬‫ات‪َ ،‬ل فِي وض ٍ‬ ‫ا ْل ِعباد ِ‬
‫َ َ‬

‫اهر مِ َّما َل ي ْمكِن ِال ْحتِ َراز مِنْه‪َ ،‬كا ْل َما ِء ا ْلم َت َغ ِّي ِر‬ ‫َان ال َّط ِ‬ ‫َوإِ ْن ك َ‬
‫يت‪َ ،‬أ ْو ن َْح ِو‬ ‫اري َع َلى مع ِد ِن ِزرنِيخٍ َأو كِب ِر ٍ‬ ‫السبِ َخ ِة َأ ِو ا ْل َح ْم َأ ِة‪َ ،‬أ ِو ا ْل َج ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫بِ َّ‬
‫َذل ِ َك‪َ ،‬ف َه َذا ك ُّله َطهور َي ِص ُّح مِنْه الوضوء‪َ ،‬واهلل َأ ْع َلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬حدّ الماء القليل نحو ال ّلرتين‪ ،‬كما ّ‬


‫حرره شيخنا د‪ .‬عبدالحميد آل الشيخ مبارك‪ ،‬يف تعليقه‬
‫على متن تدريب السالك‪.‬‬
‫(‪ )2‬إذا وجد غيره‪ ،‬وإل انتفت الكراهة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كغسل‪ ،‬أو إزالة نجاسة‪ ،‬إذ ل يرتفع حكمها إل بالماء الطهور‪.‬‬
‫‪ 18‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬


‫اب ف َرائِ ِض ال ُو ُضو ِء َو ُسن ِن ِه َوف َضائِ ِل ِه‬ ‫ب‬

‫َف َأ َّما َف َرائإ ُض ُه َف َس ْْ َعٌُ‪:‬‬

‫النِّ َّية ِعنْدَ َغ ْس ِل ا ْل َو ْج ِه‪َ ،‬و َغ ْسل ا ْل َو ْج ِه‪َ ،‬و َغ ْسل ا ْل َيدَ ْي ِن إِ َلى‬
‫الر ْج َل ْي ِن إِ َلى ا ْل َك ْع َب ْي ِن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪َ ،‬و َغ ْسل ِّ‬ ‫ا ْلم ْر َف َق ْي ِن‪َ ،‬و َم ْسح َجمي ِع َّ‬
‫الر ْأ ِ‬

‫َوا ْل َف ْور‪َ ،‬والتَّدْ لِيك‪َ ،‬ف َه ِذ ِه َسبْ َعة‪.‬‬

‫جب َع َل ْي َك فِي َغ ْس ِل َو ْج ِه َك َأ ْن ت َخ ِّل َل َش ْع َر ل ِ ْح َيتِ َك إِ ْن‬ ‫َلكِ ْن َي ِ‬

‫َان َش ْعر ال ِّل ْح َي ِة كَثِيفا‬


‫َان َش ْعر ال ِّل ْح َي ِة َخ ِفيفا َت ْظ َهر ا ْل َب َش َرة َت ْحتَه‪َ ،‬وإِ ْن ك َ‬
‫ك َ‬
‫جب َع َل ْي َك فِي َغ ْس ِل َيدَ ْي َك َأ ْن‬ ‫جب َع َل ْي َك َت ْخلِيل َها‪َ ،‬و َك َذل ِ َك َي ِ‬ ‫َف َل َي ِ‬

‫ور‪.‬‬‫ت َخ ِّل َل َأ َصابِ َع َك َع َلى ا ْل َم ْشه ِ‬

‫َو َأ َّما ُسنَنُ ُه َف َث َمانإ َيٌُ‪:‬‬


‫‪ 19‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫َغ ْسل ا ْل َيدَ ْي ِن َأ َّول إِ َلى ا ْلكو َع ْي ِن(‪َ ،)1‬وا ْل َم ْض َم َضة‪َ ،‬و ِال ْستِن َْشاق‪،‬‬
‫الر ْأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س‪َ ،‬و َم ْسح‬ ‫َوال ْستنْ َثار َوه َو‪َ :‬ج ْذب ا ْل َماء م َن ْاْلَنْف‪َ ،‬و َر ُّد َم ْسحِ َّ‬
‫اه ِر ِه َما َو َباطِن ِ ِه َما‪َ ،‬و َت ْج ِديد ا ْل َما ِء َله َما‪َ ،‬و َت ْرتِيب َف َرائِ ِ‬
‫ض‬ ‫ْاْلذ َني ِن َظ ِ‬
‫ْ‬
‫ا ْلوض ِ‬
‫وء‪.‬‬

‫َو َأ َّما َف َضائإ ُل ُه َف َسْْ َع ٌُ‪:‬‬

‫ال َنا ِء‬


‫اهر‪َ ،‬وقِ َّلة ا ْلما ِء بِ َل َحد‪َ ،‬و َو ْضع ْ ِ‬
‫َ‬
‫التَّس ِمية‪ ،‬وا ْلمو ِضع ال َّط ِ‬
‫ْ َ َ َْ‬
‫َان م ْفتوحا‪ ،‬وا ْل َغس َلة ال َّثانِية وال َّثال ِ َثة إِ َذا أحكِم ِ‬ ‫َع َلى ا ْل َي ِم ِ‬
‫ت‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ين إِ ْن ك َ َ‬
‫الس َواك‪َ ،‬واهلل َأ ْع َلم‪.‬‬ ‫ْاْلو َلى‪َ ،‬وا ْل َبدْ ء بِم َقدَّ ِم َّ‬
‫الر ْأ ِ‬
‫س‪َ ،‬و ِّ‬

‫الكف‪ ،‬من ناحية الهبام‪ ،‬وليس المفصل الذي بين‬


‫ّ‬ ‫(‪ )1‬الكوع‪ :‬هو العظم الذي يلي مفصل‬
‫الذراع والزّ ند كما يتوهمه كثير من الناس‪.‬‬
‫‪ 20‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ُ َ‬


‫اب ف َرائِ ِض الغ ْس ِل َو ُسن ِن ِه َوف َضائِ ِل ِه‬ ‫ب‬

‫َف َأ َّما َف َرائإ ُض ا ْلغ ُْس إل َفخَ ْم َس ٌُ‪:‬‬

‫النِّ َّية‪َ ،‬و َت ْع ِميم ا ْل َج َس ِد بِا ْل َما ِء‪َ ،‬و َد ْلك َج ِمي ِع ا ْل َج َس ِد‪َ ،‬وا ْل َف ْور‪،‬‬
‫َو َت ْخلِيل َّ‬
‫الش ْع ِر‪.‬‬

‫َو َأ َّما ُسنَنُ ُه َف َأ ْر َب َعٌُ‪:‬‬

‫َغ ْسل ا ْل َيدَ ْي ِن َأ َّول إِ َلى كو َع ْي ِه‪َ ،‬وا ْل َم ْض َم َضة‪َ ،‬و ِال ْستِن َْشاق‪َ ،‬و َم ْسح‬
‫ِص َماخِ ْاْلذ َن ْي ِن‪.‬‬

‫َو َأ َّما َف َضائإ ُل ُه َف إس َّتٌُ‪:‬‬

‫اء وضوئِ ِه‪،‬‬ ‫ا ْلبدْ ء بِ َغس ِل ْاْلَ َذى َعن جس ِد ِه(‪ ،)1‬ثم إِكمال َأ ْع َض ِ‬
‫َّ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫س بِا ْل َغ ْس ِل‪َ ،‬وا ْل َبدْ ء‬
‫الر ْأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َغ ْسل ْاْلَ َعالي َق ْب َل ْاْلَ َساف ِل‪َ ،‬و َت ْثليث َّ‬
‫اس ِر‪َ ،‬وقِ َّلة ا ْل َما ِء َم َع إِ ْح َكا ِم ا ْل َغ ْس ِل‪َ ،‬واهلل َأ ْع َلم(‪.)1‬‬
‫بِا ْلميامِ ِن َقب َل ا ْلمي ِ‬
‫ْ ََ‬ ‫ََ‬

‫(‪ )1‬أي‪ :‬غسل مواضع النجاسة يف بدنه‪ ،‬كالفرج‪ ،‬وما حوله‪ ،‬أو غيرهما إن كانت النجاسة‬
‫أصابت موضعا آخر يف بدنه‪.‬‬
‫‪ 21‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫اتليَ ُّم ِم‬ ‫بَ ُ‬


‫اب َّ‬

‫َول ِل َّت َي ُّم ِم َف َرائِض‪َ ،‬وسنَن‪َ ،‬و َف َضائِل‪.‬‬

‫َف َأ َّما َف َرائإ ُض ُه َف َأ ْر َب َع ٌُ‪:‬‬

‫ِْلَ َّن ال َّت َي ُّم َم َل َي ْر َفع‬ ‫الص َل ِة؛‬ ‫اح َة َّ‬


‫النِّية‪ ،‬و ِهي َأ ْن ينْ ِوي ِ‬
‫استبَ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َّ َ َ‬
‫َو َيدَ ْي ِه إِ َلى كو َع ْي ِه‪،‬‬ ‫ور(‪َ ،)2‬و َت ْع ِميم َو ْج ِه ِه‬
‫ث َع َلى ا ْل َم ْشه ِ‬
‫ا ْل َحدَ َ‬

‫(‪ )1‬وتكون صفة الكمال للغسل‪:‬‬


‫أن ينوي المغتسل أول الغسل‪ ،‬من الجنابة أو الحيض‪ ،‬أو للجمعة‪ ،‬ثم يغسل يديه إلى‬
‫مرة‪ ،‬ثم‬
‫مرة ّ‬
‫الكوعين‪ ،‬ثم يغسل مواضع النجاسة من بدنه‪ ،‬ثم يتوضأ كوضوئه للصلة ّ‬
‫بصب الماء على رأسه ثلثا‪ ،‬ويخلل َشعره‪ ،‬ثم يغسل أذنيه‪ ،‬ثم‬
‫ّ‬ ‫يعمم جسده بالماء‪ ،‬فيبدأ‬
‫ّ‬
‫يغسل وجهه ويخلل لحيته‪ ،‬ثم يغسل عنقه‪ ،‬فعضديه‪ ،‬وما تحت إبطيه‪ ،‬فبقية جسده مراعيا‬
‫استحباب تقديم اْلعالي والميامن على غيرهما‪.‬‬
‫مس‬ ‫ٍ‬
‫تيمم من أجله‪ ،‬كالصلة‪ ،‬أو الطواف‪ ،‬أو ّ‬
‫(‪ )2‬بمعنى أن ينوي يف تيممه استباحة ما ّ‬
‫فرْ التيمم عموما‪.‬‬
‫المصحف‪ ،‬أو أن ينوي َ‬
‫‪ 22‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫اهر َوه َو ك ُّل َما َص َعدَ َع َلى َو ْج ِه‬ ‫الضربة ْاْلو َلى‪ ،‬والص ِعيد ال َّط ِ‬
‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َو َّ ْ َ‬
‫اب َأ ْو َر ْم ٍل َأ ْو ِح َج َار ٍة َأ ْو َس َب َخ ٍة ون َْح ِو َذل ِ َك‪.‬‬
‫ْ‪ ،‬مِ ْن ت َر ٍ‬‫ْاْلَ ْر ِ‬

‫َو َأ َّما ُسنَنُ ُه َف َث ََل َث ٌُ‪:‬‬

‫َت ْرتِيب ا ْل َم ْسحِ ‪َ ،‬وا ْل َم ْسح مِ َن ا ْلكو ِع إِ َلى ا ْل ِم ْر َف ِق‪َ ،‬و َت ْج ِديد‬
‫الض ْر َب ِة ل ِ ْل َيدَ ْي ِن‪.‬‬
‫َّ‬

‫َو َأ َّما َف َضائإ ُل ُه َف َث ََل َث ٌُ َأ ْيضا‪:‬‬

‫اه ِر ا ْلي ْمنَى بِا ْلي ْس َرى إِ َلى ا ْل ِم ْر َف ِق‪ ،‬ث َّم‬
‫التَّس ِمية‪ ،‬وا ْلبدْ ء بِمسحِ َظ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ َ َ َ‬
‫آخ ِر ْاْلَ َصابِ ِع‪َ ،‬و َم ْسح ا ْلي ْس َرى مِثل َذل ِ َك‪َ ،‬واهلل َأ ْع َلم‪.‬‬
‫بِا ْلباطِ ِن إِ َلى ِ‬
‫َ‬

‫يصح له‬
‫توضأ أو اغتسل‪ ،‬وإذا تيمم فإنه ّ‬
‫ومعنى أنه ل يرفع الحدث‪ :‬أي أنه إذا وجد الماء ّ‬
‫ٍ‬
‫صلة واحدة فقط‪ ،‬ويتيمم للفرْ الثاين ولو كان قريبا كالجمع بين الصلتين‪،‬‬ ‫فعل‬
‫ويص ّلي بعده ما شاء من النوافل‪.‬‬
‫‪ 23‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫َّ َ‬ ‫اب ُ ُ‬
‫بَ ُ‬
‫الصال ِة‬ ‫وط‬
‫ُش ِ‬

‫وب(‪ ،)1‬وشروط ِص َّح ٍة(‪.)2‬‬


‫لص َل ِة شروط وج ٍ‬ ‫ِ‬
‫َول َّ‬

‫َف َأ َّما ُش ُر ُ‬
‫وط ُو َجوبإ َها َفخَ ْم َسٌُ‪:‬‬
‫ت‪ ،‬وبلوغ د ْعوةِ‬
‫السلَم‪ ،‬وا ْلبلوغ‪ ،‬وا ْلع ْقل‪ ،‬ودخول ا ْلو ْق ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬
‫النَّبِ ِّي ‪.‬‬

‫وط إص َّحتإ َها َف إس َّت ٌُ‪:‬‬


‫َو َأ َّما ُش ُر ُ‬

‫واستِ ْق َبال ا ْل ِق ْب َل ِة‪َ ،‬و َستْر‬ ‫ِ (‪)1‬‬ ‫ِ (‪)3‬‬


‫َط َه َارة ا ْل َحدَ ث ‪َ ،‬و َط َه َارة ا ْل َخ َبث ‪ْ ،‬‬
‫ا ْل َع ْو َر ِة‪َ ،‬و َت ْرك ا ْل َك َل ِم‪َ ،‬و َت ْرك ْاْلَ ْف َعا ِل ا ْل َكثِ َير ِة(‪َ ،)2‬واهلل َأ ْع َلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬هي التي ل تجب الصلة بدوهنا‪.‬‬


‫(‪ )2‬هي التي ل تصح الصلة ّإل هبا‪.‬‬
‫والفرق بين شروط الوجوب وشروط الصحة‪ :‬أن شروط الوجوب ليس يف مقدور‬
‫الم كلف تحصيلها كالعقل والبلوغ‪ ،‬أما شروط الصحة ففي مقدوره تحصيلها‪ ،‬كالوضوء‪،‬‬
‫وغسل النجاسة‪ ،‬واستقبال القبلة‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫(‪ )3‬هي الوضوء والغسل والتيمم‪.‬‬
‫‪ 24‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ُ َ‬


‫الصال ِة َو ُسن ِن َها َوف َضائِ ِل َها َو َمك ُروهاتِ َها‬ ‫اب ف َرائِ ِض‬ ‫ب‬

‫الص ََل إة َف َث ََل َث َُ ََ َش َر‪:‬‬ ‫إ‬


‫َف َأ َّما َف َرائ ُض َّ‬

‫ال ْح َرا ِم‪َ ،‬وا ْل ِق َيام َل َها‪َ ،‬وقِ َرا َءة ا ْل َفاتِ َح ِة‪َ ،‬وا ْل ِق َيام َل َها‪،‬‬
‫النِّ ّية‪َ ،‬و َت ْكبِيرة ْ ِ‬
‫َ‬
‫الر ْفع مِنْه‪َ ،‬وا ْلجلوس مِ َن ا ْل َج ْل َس ِة‬ ‫السجود‪َ ،‬و َّ‬
‫ِ‬
‫الر ْفع منْه‪َ ،‬و ُّ‬ ‫الركوع‪َ ،‬و َّ‬ ‫َو ُّ‬
‫الل ِم‪،‬‬ ‫ف َو َّ‬ ‫ْاْلَ ِخير ِة بِ َقدْ ِر الس َل ِم‪ ،‬والس َلم ا ْلمعرف بِ ْاْلَل ِ ِ‬
‫َ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َوال ُّط َم ْأنِينَة(‪َ ،)3‬و ِال ْعتِدَ ال(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬المقصود هبا إزالة النجاسة‪ ،‬عن بدن المصلي‪ ،‬ومحموله كثوبه‪ ،‬ومكان صلته؛ أي ما‬
‫تمسه أعضاؤه منه‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )2‬حدّ الكثرة العرف‪ ،‬فالكثير من اْلفعال الذي يخ ّيل لمن يراه أنه ليس يف صلة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أي استقرار اْلعضاء وسكوهنا‪ ،‬زمنا يسيرا‪.‬‬
‫(‪ )4‬المقصود به رجوع ّ‬
‫كل عضو لمكانه؛ كالستقامة يف القيام‪.‬‬
‫‪ 25‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫الص ََل إة َفا ْثنَا ََ َش َر‪:‬‬


‫َو َأ َّما ُسن َُن َّ‬

‫الر ْك َع ِة ْاْلو َلى َوال َّثانِ َي ِة(‪َ ،)1‬وا ْل ِق َيام َل َها‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫ورة َب ْعدَ ا ْل َفات َحة في َّ‬ ‫الس َ‬‫ُّ‬
‫يه‪َ ،‬وك ُّل َت ْكبِ َيرةٍ سنَّة إِ َّل‬ ‫والسر فِيما يسر فِي ِه‪ ،‬وا ْلجهر فِيما يجهر فِ ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ ِّ ُّ َ َ ُّ‬
‫ال ْح َرا ِم َفإِ َّن َها َف ْرْ َك َما َت َقدَّ َم‪َ ،‬و« َس ِم َع اهلل ل ِ َم ْن َح ِمدَ ه» ل ِ ْلِ َما ِم‬
‫َت ْكبِير َة ْ ِ‬
‫َ‬
‫الس َل ِم مِ َن ا ْلجل ِ‬
‫وس‬ ‫الزائد َع َلى َقدْ ِر َّ‬
‫وا ْل َف ِّذ(‪ ،)2‬وا ْلجلوس ْاْلَول‪ ،‬و َّ ِ‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الس َل َم‪َ ،‬و َك َذل ِ َك َر ُّده َع َلى َم ْن َع َلى‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َّثاني‪َ ،‬و َر ُّد ا ْلم ْقتَدي َع َلى إِ َمامه َّ‬
‫الست َْرة ل ِ ْلِ َما ِم َوا ْل َف ِّذ إِ ْن َخ ِش َيا َأ ْن َيم َّر‬ ‫َان َع َلى يس ِ ِ‬
‫اره َأ َحد‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ََ‬ ‫ار ِه إِ ْن ك َ‬
‫َي َس ِ‬

‫َأ َحد َب ْي َن َيدَ ْي ِه َما‪.‬‬

‫الص ََل إة َف َع َش َر ٌة‪:‬‬ ‫إ‬


‫َو َأ َّما َف َضائ ُل َّ‬

‫الص ْبحِ َوال ُّظ ْه ِر‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ر ْفع ا ْل َيدَ ْي ِن ِعنْدَ َت ْكبِير ِة ْ ِ‬


‫ال ْح َرا ِم‪َ ،‬و َت ْطويل ق َرا َءة ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‪ ،‬و َتوسط ا ْل ِع َش ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‪َ ،‬و« َر َّبنَا َو َل َك‬ ‫َو َت ْقصير ق َرا َءة ا ْل َع ْص ِر َوا ْل َم ْغ ِر ِ َ َ ُّ‬

‫ٍ‬
‫واحدة‪ ،‬أو بعض آية له معنى‪ ،‬أما إكمال السورة فهو‬ ‫ٍ‬
‫سورة‪ ،‬أو آية‬ ‫ِ‬
‫كبعض‬ ‫تيسر‪،‬‬
‫(‪ )1‬أو ما ّ‬
‫مندوب‪ ،‬وقد كان النبي ‪ ‬يقرأ يف الفريضة سورة كاملة يف الركعة الواحدة‪.‬‬
‫(‪ُّ )2‬‬
‫الفذ والمنفرد معناهما واحد‪ ،‬وهو من يصلي وحدَ ه‪.‬‬
‫‪ 26‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫ود‪َ ،‬و َت ْأمِين‬


‫ا ْلحمد» ل ِ ْلم ْقت َِدي وا ْل َف ِّذ‪ ،‬والتَّسبِيح فِي الركو ِع والسج ِ‬
‫َ ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْل َف ِّذ َوا ْل َم ْأمو ِم م ْط َلقا‪َ ،‬و َت ْأمين ْال َما ِم في ِّ‬
‫الس ِّر َف َق ْط‪.‬‬

‫َوا ْلقنوت‪َ ،‬وه َو‪« :‬ال َّله َّم إِ َّنا ن َْست َِعين َك َون َْس َت ْغ ِفر َك‪َ ،‬ون ْؤمِن بِ َك‬
‫َو َنت ََوكَّل َع َل ْي َك‪َ ،‬ون ْثنِي َع َل ْي َك ا ْل َخ ْي َر ك َّله‪ ،‬ن َْشكر َك َو َل َن ْكفر َك‪،‬‬
‫َو َن ْخنَع(‪َ )1‬ل َك و َن ْخ َلع(‪َ )2‬و َنتْرك َم ْن َي ْكفر َك‪ ،‬ال َّله َّم إِ َّي َ‬
‫اك َن ْعبد‪َ ،‬و َل َك‬
‫ن َص ِّلي َون َْسجد‪َ ،‬وإِ َل ْي َك ن َْس َعى َو َن ْح ِفد(‪ ،)3‬ن َْرجو َر ْح َم َت َك َون ََخاف‬
‫حق»‪.‬‬ ‫جدَّ ‪ ،‬إِ َّن َع َذاب َك بِا ْل َكافِ ِرين م ْل ِ‬
‫َع َذا َب َك ا ْل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اصة‪َ ،‬و َيكون َق ْب َل ُّ‬
‫الركو ِع‪،‬‬ ‫َوا ْلقنوت َل َيكون إِ َّل في ُّ‬
‫الص ْبحِ َخ َّ‬
‫َوه َو ِسر‪.‬‬

‫َّح َّيات هللِ‪ ،‬ال َّزاكِ َيات هللِ‪ ،‬ال َّط ِّي َبات‬
‫والت ََّشهد سنَّة‪ ،‬و َل ْفظه‪« :‬الت ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َلم َع َل ْي َك َأ ُّي َها النَّبِ ُّي َو َر ْح َمة اهلل َو َب َركَاته‪َّ ،‬‬
‫الس َلم‬ ‫الص َل َوات هلل‪َّ ،‬‬
‫َّ‬

‫(‪ )1‬أي‪ :‬نخضع ّ‬


‫ونذل‪.‬‬
‫(‪ )2‬أي‪ :‬نخلع اْلديان كلها لتوحيدك‪ ،‬برتك اْلنداد‪ ،‬والشرك‪ ،‬وترك كل شاغل يشغل عنك‪.‬‬
‫(‪ )3‬أي‪ :‬نبادر يف طاعتك وعبادتك‪.‬‬
‫‪ 27‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫اد اهللِ الصال ِ ِ‬


‫حي َن‪َ ،‬أ ْش َهد َأ ْن َل إِ َل َه إِ َّل اهلل َو ْحدَ ه َل‬ ‫َع َلينَا و َع َلى ِعب ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫َش ِر َ‬
‫يك َله‪َ ،‬و َأ ْش َهد َأ َّن م َح َّمدا َع ْبده َو َرسوله»‪.‬‬

‫َفإِ ْن َس َّل ْم َت َب ْعدَ َه َذا َأ ْج َز َأ َك‪َ ،‬وإِ ْن ِش ْئ َت ق ْل َت‪:‬‬

‫« َو َأ ْش َهد َأ َّن ا َّل ِذي َجا َء بِ ِه م َح َّمد َحق‪َ ،‬و َأ َّن ا ْل َجنَّ َة َحق‪َ ،‬و َأ َّن النَّا َر‬
‫اط حق‪ ،‬و َأ َّن السا َع َة آتِية َل ري ِ‬
‫اهلل َي ْب َعث‬‫يها‪َ ،‬و َأ َّن َ‬‫بف َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫الص َر َ َ‬ ‫َحق‪َ ،‬و َأ َّن ِّ‬
‫ور»‪.‬‬ ‫َم ْن فِي ا ْلقب ِ‬

‫آل م َح َّم ٍد‪َ ،‬و ْار َح ْم م َح َّمدا َ‬


‫وآل‬ ‫«ال َّلهم َص ِّل َع َلى م َحم ٍد َو َع َلى ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫آل م َح َّم ٍد‪َ ،‬ك َما َص َّل ْي َت َو َر ِح ْم َت‬‫ار ْك َع َلى م َحم ٍد َو َع َلى ِ‬
‫َّ‬ ‫م َح َّم ٍد(‪َ ،)1‬و َب ِ‬

‫يم فِي ا ْل َعا َل ِمي َن إِ َّن َك َح ِميد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ْت َع َلى إِ ْب َراه َ‬
‫يم َو َع َلى آل إ ْب َراه َ‬ ‫َو َب َارك َ‬
‫جيد»‪.‬‬ ‫م ِ‬
‫َ‬

‫بالرحمة‪ ،‬أخرجها الحاكم يف المستدرك‪ ،‬من حديث‬


‫(‪ )1‬هذه الصيغة من الصلة بزيادة الدعاء ّ‬
‫عبد اهلل بن مسعود ‪ ،‬يف كتاب الصلة‪ ،‬باب صنيع الصلة بعد التشهد‪.‬‬
‫والصيغة المعتمدة يف المذهب بغير هذه اللفظ‪ ،‬وهي صيغة سيدنا عمر بن الخطاب ‪،‬‬
‫التي ع ّلمها للناس‪.‬‬
‫‪ 28‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫«ال َّله َّم َص ِّل َع َلى َم َل ِئ َكتِ َك َوا ْلم َق َّربِي َن‪َ ،‬و َع َلى َأ ْنبِ َيائِ َك‬
‫رسلِي َن َو َع َلى َأ ْه ِل َطا َعتِ َك َأ ْج َم ِعي َن‪ ،‬ال َّله َّم ا ْغ ِف ْر لِي َول ِ َوالِدَ َّي‬ ‫َوا ْلم َ‬
‫َو ِْلَئِمتِنَا‪َ ،‬ول ِم ْن س َب َقنَا بِ ْ ِ‬
‫الي َما ِن َم ْغ ِف َرة َع ْزما»‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬

‫«ال َّله َّم إِنِّي َأ ْس َأل َك مِ ْن ك ِّل َخ ْي ٍر َس َأ َل َك مِنْه م َح َّمد َنبِيُّ َك ‪،‬‬
‫اس َت َعا َذ َك مِنْه م َح َّمد َنبِ ُّي َك ‪ ،‬ال َّله َّم ا ْغ ِف ْر َلنَا‬ ‫ِ‬
‫َو َأعوذ بِ َك م ْن ك ِّل َشر ْ‬
‫َما َقدَّ ْمنَا َو َما َأ َّخ ْر َنا‪َ ،‬و َما َأ ْس َر ْر َنا َو َما َأ ْع َلنَّا َو َما َأن َْت َأ ْع َلم بِ ِه مِنَّا»‪.‬‬

‫اب الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫َّار‪،‬‬ ‫« َر َّبنَا آتنَا في الدُّ ْن َيا َح َسنَة َوفي ْاْلخ َرة َح َسنَة َوقنَا َع َذ َ‬
‫ت َومِ ْن فِ ْتن َِة ا ْل َق ْب ِر َومِ ْن فِتْن َِة ا ْل َم ِسيحِ‬‫و َأعوذ بِ َك مِن فِ ْتن َِة ا ْلمحيا وا ْلمما ِ‬
‫َ َْ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اب النَّا ِر وس ِ‬
‫وء ا ْل َم ِص ِير»‪.‬‬ ‫ال‪َ ،‬ومِ ْن َع َذ ِ‬
‫الدَّ َّج ِ‬
‫َ‬
‫‪ 29‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫الص ََل إة‪:‬‬


‫ات َّ‬ ‫َو َأ َّما َمك ُْر َ‬
‫وه ُ‬

‫ال ْح َرا ِم‪َ ،‬و َق ْب َل ا ْل ِق َرا َء ِة‪َ ،‬والدُّ َعاء فِي َأ ْثنَا ِء ا ْل َفاتِ َح ِة‬‫َفالدُّ َعاء َب ْعدَ ْ ِ‬

‫ور ِة‪َ ،‬والدُّ َعاء فِي ال ُّركو ِع‪َ ،‬و َق ْب َل(‪ )1‬الت ََّش ُّه ِد ْاْل َ َّو ِل‪َ ،‬والدُّ َعاء‬ ‫ِ‬
‫َو َأ ْثنَاء ُّ‬
‫الس َ‬
‫ط َو ِش ْب ِه َها‬ ‫اب وا ْلبس ِ‬
‫السجود َع َلى ال ِّث َي ِ َ‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ِ‬
‫ل ْل َم ْأمو ِم َب ْعدَ َس َل ِم ْالما ِم ‪َ ،‬و ُّ‬
‫ِ‬

‫السجود َع َل ْي َها َو َلكِ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫م َّما فيه َر َفاه َية‪ ،‬بِخ َلف ا ْل َحص ِير َفإِ ِّنه َل ي ْك َره ُّ‬
‫ِ ِ ِ‬

‫السجود َع َلى ْاْلَ ْر ِ‬


‫ْ َأ ْف َضل‪.‬‬ ‫َت ْرك َها َأ ْو َلى‪َ ،‬و ُّ‬

‫ف ك ِّم ِه َأ ْو‬ ‫وه‪ :‬السجود َع َلى َكو ِر ِعمامتِ ِه‪َ ،‬أو َطر ِ‬‫و إمن ا ْلمكْر إ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫ود(‪ ،)3‬والدُّ َعاء بِا ْلعج ِمي ِة ل ِ ْل َق ِ‬
‫اد ِر‬ ‫ِردائِ ِه‪ ،‬وا ْل ِقراءة فِي الركو ِع والسج ِ‬
‫َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬

‫(‪ )1‬هكذا يف النّسختين‪ ،‬وهو معنى صحيح؛ لكن لعل الصواب‪" :‬بعده"؛ ْلن كراهة الدعاء‬
‫تختص باْلول‪ ،‬بل يكره الدعاء كذلك قبل التشهد الثاين‪ ،‬أ ّما كراهة الدعاء‬
‫ّ‬ ‫قبل التشهد ل‬
‫بعد التشهد فإهنا تكون بعد التشهد اْلول فقط‪.‬‬
‫التشهد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(‪ )2‬وليس ّلم المأموم بعد سلم إمامه ولو لم ي ّ‬
‫تم‬

‫(‪ )3‬أي قراءة القرآن‪ ،‬إل إن كان دعاء كـ‪﴿ :‬ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬

‫ﯥ ﯦ﴾ فل يكره‪ ،‬هذا يف السجود فقط‪ ،‬أ ّما الركوع فيكره الدعاء فيه‪ ،‬كان من القرآن‬
‫أو غيره‪.‬‬
‫‪ 30‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫الص َل ِة(‪َ ،)1‬و َت ْشبِيك َأ َصابِ ِع ِه َو َف ْر َق َعت َها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫َع َلى ا ْل َع َربِ َّية‪َ ،‬وال ْلت َفات في َّ‬
‫اص َرتِ ِه‪َ ،‬وإِ ْق َعاؤه(‪َ ،)2‬و َت ْغ ِميض َع ْينَ ْي ِه(‪َ ،)3‬و َو ْضع‬ ‫وو ْضع يدَ ي ِه َع َلى َخ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫َقدَ مِ ِه َع َلى ْاْل ْخ َرى‪َ ،‬و َت َف ُّكره بِ َأ ْم ٍر د ْن َي ِوي‪َ ،‬و َح ْمل َش ْي ٍء بِك ِّم ِه َأ ْو‬
‫َف ِم ِه(‪َ ،)4‬و َع َبث بِلِ ْح َيتِ ِه‪.‬‬

‫(‪ )1‬لغير ضرورة‪ ،‬وما لم يستدبر القبلة‪ ،‬فإن استدبرها بجميع بدنه بطلت صلته‪.‬‬
‫(‪ )2‬هو الجلوس على صدور القدمين‪ ،‬وقيل هو الجلوس على أليتيه ناصبا فخذيه‪ ،‬كهيئة‬
‫جلسة الكلب‪ ،‬والحاصل أن ّ‬
‫كل جلسة تكون مخالفة لهيئة الجلوس المشروعة فهي‬
‫مكروهة كذلك‪ ،‬والهيئة المشروعة هي‪ :‬أن يثني المص ّلي رجله اليسرى‪ ،‬وينصب قدمه‬
‫اليمنى‪ ،‬جاعل بطون أصابعها إلى اْلرْ‪ ،‬ويفضي بأليته اليسرى إلى اْلرْ‪ ،‬ل على‬
‫التورك‪ ،‬أو الفضاء‪.‬‬
‫قدمه اليسرى‪ ،‬ويطلق عليها ّ‬
‫(‪ْ )3‬لنه من فعل اليهود‪ ،‬والسنة مخالفتهم‪ ،‬ويكره التغميض أيضا ولو لطلب الخشوع؛‬
‫محرم‪.‬‬
‫ويجوز إذا خشي وقوع بصره على ّ‬
‫عما هو مقبل عليه‪ ،‬وهذا إن لم‬
‫(‪ )4‬كالعلك أو اللبان الذي زال طعمه؛ ْلنه يشغل المصلي ّ‬
‫يمنعه من القراءة وإل فيحرم‪.‬‬
‫‪ 31‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫َوا ْل َم ْشهور فِي ا ْل َب ْس َم َل ِة َوال َّت َع ُّو ِذ ا ْل َك َر َاهة فِي ا ْل َف ِري َض ِة دو َن‬
‫اح ِة‪َ ،‬و َع ِن ا ْب ِن َم ْس َل َم َة َأن ََّها َمنْدو َبة‪َ ،‬و َع ِن‬ ‫النَّافِ َل ِة‪ ،‬و َعن مال ِ ٍ‬
‫ك َق ْول بِ ْ ِ‬
‫ال َب َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ا ْب ِن نافِ ٍع وجوب َها‪.‬‬

‫ات فِي َص َلتِ ِه ك ِر َه َله َذل ِ َك‪َ ،‬و َل َت ْبطل‬


‫وه ِ‬
‫َفإِ ْن َف َع َل َش ْيئا مِ َن ا ْل َم ْكر َ‬
‫َص َلته‪.‬‬

‫َّ َ‬ ‫َ ُ َُْ َ‬
‫ات الصالةِ‬
‫باب مندوب ِ‬

‫ف(‪َ )1‬أ ْن َي َتنَ َّف َل َق ْب َل ال ُّظ ْه ِر َو َب ْعدَ َها‪َ ،‬و َق ْب َل‬ ‫ويستَحب ل ِ ْلم َك َّل ِ‬
‫َ ْ َ ُّ‬
‫الم ْغ ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫الم ْغ ِر ِ‬
‫ب‪،‬‬ ‫الز َيا َدة في النَّ ْف ِل َب ْعدَ َ‬ ‫ب ِّ‬ ‫ب‪َ ،‬وي ْست ََح ُّ‬ ‫ا ْل َع ْص ِر‪َ ،‬و َب ْعدَ َ‬
‫اب‪.‬‬ ‫ب َوإِ َّنما ه َو َع َلى َط ِري ِق ِال ْستِ ْح َب ِ‬ ‫اج ٍ‬‫َو َه َذا ك ُّله َل ْي َس بِ َو ِ‬

‫ج ِد‪َ ،‬و َّ‬


‫الش ْفع‬ ‫َ ْ‬
‫اويح‪ ،‬و َت ِ‬
‫ح َّية ا ْلمس ِ‬ ‫َ‬ ‫الض َحى‪َ ،‬والت ََّر ِ‬ ‫ب ُّ‬ ‫لك ي ْست ََح ُّ‬ ‫َو َك َذ َ‬
‫و َأ َق ُّله ر ْكعت ِ‬
‫َان‪َ ،‬وا ْل ِو ْتر َر ْك َعة َب ْعدَ ه‪َ ،‬وه َو سنَّة م َؤ َّكدَ ة‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬

‫(‪ )1‬هو‪ :‬البالغ العاقل‪.‬‬


‫‪ 32‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫الش ْف ِع َوا ْل ِو ْت ِر َج ْهرا‪َ ،‬و َي ْق َرأ فِي ال َّش ْف ِع فِي َأ َّو ِل َر ْك َع ٍة‬
‫َوا ْل ِق َراءة فِي َّ‬
‫آن»‬ ‫آن» و«سبحِ اسم رب َك ْاْلَ ْع َلى»‪ ،‬وفِي ال َّثانِي ِة بِـ«أم ا ْلقر ِ‬ ‫بِـ«أم ا ْلقر ِ‬
‫ِّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ِّ ْ َ َ ِّ‬ ‫ِّ ْ‬
‫ون»‪ ،‬وي ْقرأ فِي ا ْل ِو ْت ِر بِـ«أم ا ْلقر ِ‬ ‫ِ‬
‫آن» َو«ق ْل ه َو اهلل‬ ‫ِّ ْ‬ ‫َو«ق ْل َيا َأ ُّي َها ا ْل َكافر َ َ َ َ‬
‫َأ َحد» َو«ا ْلم َع ِّو َذ َت ْي ِن»‪.‬‬

‫السن َِن‪َ ،‬و َي ْق َرأ فِي ِه َما بِـ«أ ِّم‬ ‫ور ْكع َتا ا ْل َفج ِر مِن الر َغائِ ِ ِ ِ‬
‫ب‪َ ،‬وق َيل م َن ُّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬
‫ا ْلقر ِ‬
‫آن» َف َق ْط(‪َ ،)1‬واهلل َأ ْع َلم‪.‬‬ ‫ْ‬
‫َّ َ‬ ‫َ ُ ُْ َ‬
‫ات الصالةِ‬
‫باب مف ِسد ِ‬

‫الس ْه ِو‬ ‫ِ‬ ‫و َت ْفسد الص َلة بِ َّ ِ ِ‬


‫الضحك َع ْمدا َأ ْو َس ْهوا‪َ ،‬وبِسجود َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الص َل ِة‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ل ْل َفضي َلة‪َ ،‬وبِ َت َع ُّمد ِز َيا َدة َر ْك َعة َأ ْو َس ْجدَ ة َأ ْو ْ‬
‫نح ِو َذل َك في َّ‬

‫(‪ )1‬هذا القول بناء على أن من السنة التخفيف فيهما‪ ،‬والقتصار على الفاتحة فقط هو‬
‫المعتمد‪ ،‬ومن السنة الواردة كذلك قراءة سورة الكافرون يف الركعة اْلولى‪ ،‬وسورة‬
‫الخلص يف الثانية‪ ،‬واْلمر واسع‪.‬‬
‫‪ 33‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫الص َلةِ‪َ ،‬ف َت ْبطل‬ ‫ل ْص َلحِ َّ‬ ‫ب‪َ ،‬وبِا ْل َك َل ِم َعمدا إِ َّل ِ ِ‬ ‫َوبِ ْاْلَ ْك ِل َو ُّ‬
‫الش ْر ِ‬
‫ْ‬
‫ث‪َ ،‬وبِ ِذك ِْر ا ْل َفائِت َِة‪َ ،‬وبِا ْل َق ْي ِء‬ ‫ون ي ِس ِير ِه‪ ،‬وبِالنَّ ْفخِ َعمدا‪ ،‬وبِا ْلحدَ ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫بِ َكث ِيره د َ َ‬
‫إِ ْن َت َع َّمدَ ه‪.‬‬
‫اعي ِة وال ُّث َلثِي ِة‪ ،‬وبِ ِزيادةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َّ َ َ َ‬ ‫َوبِ ِز َيا َدة َأ ْر َب ِع َر َك َعات َس ْهوا في ال ُّر َب َّ َ‬
‫لس ْه ِو َق َبلِ ًّيا َأ ْو َب ْع ِد ًّيا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َر ْك َع َت ْي ِن في ال ُّثنَائ َّية‪َ ،‬وبِسجود ا ْل َم ْسبوق َم َع ْال َما ِم ل َّ‬
‫ث سن ٍَن‬ ‫ص َث َل ِ‬ ‫َان َع ْن َن ْق ِ‬ ‫إِ ْن َل ْم يدْ ِر ْك َم َعه َر ْك َعة‪َ ،‬وبِت َْر ِك ا ْل ِق ْبلِي إِ ْن ك َ‬
‫ِّ‬
‫َو َط َال‪َ ،‬واهلل َأ ْع َلم‪.‬‬

‫َّ ْ‬ ‫بَ ُ‬
‫اب ُس ُ‬
‫السه ِو‬ ‫جو ِد‬

‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ص سنَّة م َؤ َّكدَ ة‪،‬‬ ‫الس ْه ِو َس ْجدَ َتان َق ْب َل َس َلمه إِ ْن َن َق َ‬
‫َوسجود َّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ص‬ ‫َيت ََش َّهد َله َما(‪َ ،)1‬وي َس ِّلم منْه َما‪َ ،‬وإِ ْن َزا َد َس َجدَ َب ْعدَ َس َلمه‪َ ،‬وإِ ْن َن َق َ‬
‫الز َيا َد ِة‪.‬‬ ‫ص َع َلى َجانِ ِ‬‫ب النَّ ْق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ب ِّ‬ ‫َو َزا َد َس َجدَ َق ْب َل َس َلمه؛ ْلَنَّه ي َغ ِّلب َجان َ‬

‫التشهد سنة‪ ،‬فل يسجد له إن نسيه؛ ولكيل يحصل تسلسل بأن‬


‫تشهد‪ ،‬و ّ‬
‫(‪ )1‬ليقع سلمه بعد ّ‬
‫ِ‬
‫للسهو سجودا آخر بسبب نقص أو زيادة‪.‬‬ ‫يوجب سجوده‬
‫‪ 34‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫اهي فإي َص ََلتإ إه ََ َلى َثَلَ َث إُ َأ ْق َسام‪:‬‬


‫والس إ‬
‫َ َّ‬

‫ض َص َلتِ ِه‪َ :‬فلَ ي ْج َبر‬ ‫ْ مِ ْن َف َرائِ ِ‬ ‫ص َف ْر ٍ‬ ‫َف َت َارة َي ْسهو َع ْن َن ْق ِ‬

‫ان بِ ِه‪َ ،‬فإِ ْن َل ْم َي ْذك ْر َذل ِ َك َحتَّى َس َّل َم‬


‫ال ْتي ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ْه ِو‪َ ،‬و َل بدَّ م َن ْ ِ َ‬
‫ِ‬
‫بِسجود َّ‬
‫َو َط َال َب َط َل ْت َص َلته َو َي ْب َت ِدئ َها‪.‬‬
‫و َتارة يسهو َعن َف ِضي َل ٍة مِن َف َضائِ ِل ص َلتِ ِه‪ :‬كَا ْلقن ِ‬
‫وت‪َ « ،‬و َر َّبنَا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َْ‬
‫احدَ ٍة‪َ ،‬أ ْو ِش ْب ِه َذل ِ َك‪َ ،‬ف َل سجو َد َع َل ْي ِه فِي‬‫و َل َك ا ْلحمد»‪َ ،‬أو َتكِبير ٍة و ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫َش ْي ٍء مِ ْن َذل ِ َك‪َ ،‬فإِ ْن َس َجدَ ل ِ َش ْي ٍء مِ ْن َذل ِ َك َق ْب َل َس َلمِ ِه َب َط َل ْت َص َلته‬
‫َو َي ْب َت ِدئ َها‪.‬‬
‫و َتارة يسهو َعن سنَّ ٍة مِن سن َِن الص َل ِة‪ :‬كَالسور ِة مع َأم ا ْلقر ِ‬
‫آن‪َ ،‬أ ْو‬ ‫ُّ َ َ َ ِّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َْ‬
‫وس َله َما‪َ ،‬و َما َأ ْش َب َه َذل ِ َك‪َ ،‬ف ْل َي ْسجدْ‬ ‫َت ْكبِ َير َت ْي ِن‪َ ،‬أ ِو الت ََّش ُّهدَ ْي ِن‪َ ،‬أ ِو ا ْلجل ِ‬

‫ل ِ َذل ِ َك‪.‬‬

‫ان‪َ ،‬و َي ْسجده َو َل ْو َذ َك َره َب ْعدَ‬ ‫و َل يفوت السجود ا ْلبع ِدي بِالنِّسي ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ ْ ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ‬
‫السجو َد ا ْل َق ْبلِ َّي‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َش ْه ٍر م ْن َص َلته‪َ ،‬و َل ْو َقدَّ َم ُّ‬
‫السجو َد ا ْل َب ْعد َّي َأ ْو َأ َّخ َر ُّ‬
‫ور‪.‬‬‫َأ ْج َز َأه َذل ِ َك‪َ ،‬و َل َت ْبطل َص َلته َع َلى ا ْل َم ْشه ِ‬
‫‪ 35‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫َو َم ْن َل ْم َيدْ ِر َما َص َّلى َث َلثا َأ ِو ا ْثنَ َت ْي ِن‪َ ،‬فإِنَّه َي ْبنِي َع َلى ْاْلَ َق ِّل‪َ ،‬و َي َأتِي‬
‫يه‪َ ،‬و َي ْسجد َب ْعدَ َس َلمِ ِه‪َ ،‬واهلل َأ ْع َلم‪.‬‬ ‫بِما َش َّك فِ ِ‬
‫َ‬

‫ْ‬
‫ال َما َم ِة‬ ‫َ‬
‫باب ِِف ِ‬

‫ون َذكَرا‪ ،‬م ْسلِما‪َ ،‬عاقِل‪َ ،‬بالِغا‪َ ،‬عالِما‬ ‫ال َما ِم َأ ْن َيك َ‬ ‫ومِن شر ِ‬
‫وط ْ ِ‬ ‫َ ْ‬
‫الص َلة إِ َّل بِ ِه مِ ْن قِ َرا َء ٍة َوفِ ْق ٍه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بِ َّما َل َتص ُّح َّ‬

‫َفإِ ِن ا ْقتَدَ ْي َت بِإِ َما ٍم ث َّم َت َب َّي َن َل َك َأنَّه َكافِر‪َ ،‬أ ِو ا ْم َر َأة‪َ ،‬أ ْو خنْثَى‬
‫ار َح ٍة(‪َ ،)1‬أو َصبِي َل ْم َي ْبل ِغ ا ْلحل َم‪َ ،‬أ ْو‬
‫اسق بِ َج ِ‬ ‫م ْشكِل‪َ ،‬أو مجنون‪َ ،‬أو َف ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫م ْح ِدث َت َع َّمدَ ا ْل َحدَ َ‬
‫ث َب َط َل ْت َص َلت َك َو َو َج َب ْت َع َل ْي َك ْ ِ‬
‫ال َعا َدة‪.‬‬

‫المصر على الصغائر‪ ،‬ويقابله فاسق‬


‫ُّ‬ ‫(‪ )1‬هو مرتكب الكبيرة‪ ،‬كالزّ اين وشارب الخمر‪ ،‬أو‬
‫صحة الصلة خلفهما‪.‬‬
‫ري‪ ،‬والصحيح من المذهب ّ‬
‫كالحروري والقدَ ّ‬
‫ّ‬ ‫العتقاد‪،‬‬
‫‪ 36‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫ويستَحب س َلمة ْاْلَ ْع َض ِ‬


‫اء ل ِ ْلِ َما ِم‪َ ،‬وت ْك َره إِ َما َمة ْاْلَ ْق َط ِع‬ ‫َ ْ َ ُّ َ َ‬
‫حيحِ ‪َ ،‬وإِ َما َمة َم ْن‬ ‫س‪ ،‬وا ْلقروحِ لِلص ِ‬ ‫و ْاْل َ َش ِّل(‪ ،)1‬وص ِ‬
‫اح ِ‬
‫َّ‬ ‫الس َل ِ َ‬ ‫ب َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ي ْك َره(‪.)2‬‬

‫ال‪َ ،‬و َو َل ِد‬‫ول ا ْل َح ِ‬ ‫ون‪َ ،‬وم ْجه ِ‬


‫َ‬ ‫َ َ‬
‫وي ْكره ل ِ ْل َخ ِصي‪ ،‬و ْاْلَ ْغ َل ِ‬
‫ف‪ ،‬وا ْلم ْأب ِ‬
‫ِّ َ‬ ‫َ َ‬
‫ف النَّافِ َل ِة َفإِن ََّها َل‬‫خ َل ِ‬
‫ون إِماما راتِبا‪ ،‬بِ ِ‬
‫يضة َأ ْن َيك َ َ َ‬
‫الزنا‪ ،‬وا ْلعب ِد فِي ا ْل َف ِر َ ِ‬
‫ِّ َ َ ْ‬
‫اح ٍد مِنْه ْم(‪.)3‬‬ ‫ت ْكره بِو ِ‬
‫َ َ‬
‫ف فِي ا ْلفروعِ‪َ ،‬وا ْل ِعن ِ‬
‫ِّين‪،‬‬ ‫و َتجوز إِمامة ْاْلَ ْعمى‪ ،‬وا ْلم َخال ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َوا ْلم َج َّذ ِم إِ َّل َأ ْن َي ْشتَدَّ ج َذامه‪َ ،‬و َيض َّر بِ َم ْن َخ ْل َفه َفين ََّحى َعنْه ْم‪.‬‬

‫(‪ )1‬المعتمد عدم كراهة الصلة خلفهما مطلقا‪.‬‬


‫(‪ )2‬أي كراهة الجماعة لمامهم‪ ،‬سواء كرهه ك ّلهم‪ ،‬أو ج ّلهم‪ ،‬أو ذوو الفضل منهم وإن ق ّلوا‪،‬‬
‫والمدار على كراهتهم له ٍ‬
‫ْلمر ديني‪.‬‬
‫(‪ )3‬سبب الكراهة يف المسائل السابقة أن رتبة المامة تطلب فيها صفات الكمال‪ ،‬وقطع كلم‬
‫الناس عن الطعن يف المام‪.‬‬
‫‪ 37‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫ال َما ِم َو َل ْو بِ َس ْطحٍ ‪َ ،‬و َل َيجوز ل ِ ْلِما ِم‬ ‫َو َيجوز عل ُّو ا ْلم ْأمو ِم َع َلى ْ ِ‬
‫َ‬
‫ال َمام‬ ‫الش ْي ِء ا ْل َي ِس ِير َك ِّ‬
‫الش ْب ِر َون َْح ِو ِه‪َ ،‬وإِ ْن َق َصدَ ْ ِ‬ ‫ا ْلعل ُّو َع َلى َم ْأمومِ ِه إِ َّل بِ َّ‬
‫َأ ِو ا ْل َم ْأموم بِعل ِّو ِه ا ْلكِ ْب َر َب َط َل ْت َص َلته‪.‬‬

‫وط ا ْل َم ْأ ُمو إم‪َ :‬أ ْن َين ِْو َي ِال ْقتِدَ ا َء بِإِ َمامِ ِه‪َ ،‬و َل ي ْشت ََرط فِي‬
‫و إمن ُشر إ‬
‫َ ْ ُ‬
‫ال َما َم َة‪ ،‬إِ َّل فِي َأ ْر َب ِع َم َسائِ َل‪َ :‬ص َل ِة ا ْلجم َع ِة‪،‬‬ ‫الما ِم َأ ْن َين ِْو َي ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َح ِّق ْ َ‬
‫ف‪ ،‬وص َل ِة ِالستِ ْخ َل ِ‬
‫ف‪َ ،‬و َزا َد َب ْعضه ْم‪:‬‬ ‫وص َل ِة ا ْلجم ِع‪ ،‬وص َلةِ ا ْل َخو ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ف فِي َذل ِ َك(‪.)1‬‬ ‫خ َل ِ‬ ‫َف ْض َل ا ْلجما َع ِة َع َلى ا ْل ِ‬
‫َ َ‬

‫ال َما َم ِة‪ ،‬ث َّم َر ُّب ا ْل َمن ِْز ِل‪ ،‬ث َّم‬
‫ان فِي ْ ِ‬ ‫ويستَحب َت ْق ِديم الس ْل َط ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ ْ َ ُّ‬
‫الزائِد فِي‬ ‫الزائِد فِي ا ْل ِف ْق ِه‪ ،‬ث َّم َّ‬ ‫ك‪ ،‬ث َّم َّ‬ ‫ا ْلمست َْأ ِجر ي َقدَّ م َع َلى ا ْلمال ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫الزائِد فِي ا ْل ِع َبا َد ِة‪ ،‬ث َّم ا ْلم ِس ُّن فِي‬
‫الزائِد فِي ا ْل ِق َرا َء ِة‪ ،‬ث َّم َّ‬‫يث‪ ،‬ث َّم َّ‬‫ا ْلح ِد ِ‬
‫َ‬
‫ب‪ ،‬ث َّم َج ِميل ا ْل َخ ْل ِق‪ ،‬ث َّم َح َسن ا ْلخل ِق‪ ،‬ث َّم َح َسن‬ ‫ال ْس َلمِ‪ ،‬ث َّم ذو الن ََّس ِ‬‫ِْ‬

‫ال ِّل َب ِ‬
‫اس‪.‬‬

‫لم ينو‬
‫(‪ )1‬المقصود به ن ّية تحصيل فضل صلة الجماعة‪ ،‬والمعتمد أنه يحصل للمام ولو ْ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ 38‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫ص َع ْن َد َر َجتِ َها؛‬ ‫يم فِي ْ ِ ِ‬


‫ال َما َمة َو َن َق َ‬ ‫َان َله َحق فِي ال َّت ْق ِد ِ‬ ‫َو َم ْن ك َ‬
‫ِ‬
‫ب‬‫َان َع ْبدا َأ ِو ا ْم َر َأة َأ ْو َغيْ َر َعال ٍم َم َثل‪ ،‬ي ْست ََح ُّ‬ ‫َك َر ِّب الدَّ ِار ‪َ -‬م َثل‪ -‬إِ ْن ك َ‬
‫يب َم ْن ه َو َأ ْع َلم مِنْه‪َ ،‬واهلل َأ ْع َلم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َله َأ ْن َي ْستَن َ‬

‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬
‫اب َصالةِ اْل ُ ُم َع ِة‬‫ب‬

‫وص َلة ا ْلجمع ِة َفرْ َع َلى ْاْلَ ْعي ِ‬


‫ان‪َ ،‬و َل َها شروط وج ٍ‬
‫وب‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫َو َأ ْركَان‪َ ،‬وآ َداب‪َ ،‬و َأ ْع َذار تبِيح الت ََّخ ُّل َ‬
‫ف َعن َْها‪.‬‬

‫َف َأ َّما ُش ُر ُ‬
‫وط ُو ُجوبإ َها َف َسْْ َع ٌُ‪:‬‬

‫الذك ِ‬
‫ور َّية‪َ ،‬وا ْلح ِّر َّية‪َ ،‬و ِّ‬
‫الص َّحة‪،‬‬ ‫ِْ‬
‫ال ْس َلم‪َ ،‬وا ْلبلوغ‪َ ،‬وا ْل َع ْقل‪َ ،‬و ُّ‬
‫َو ْ ِ‬
‫ال َقا َمة‪.‬‬

‫َو َأ َّما َأ ْركَان َُها َفخَ ْم َس ٌُ‪:‬‬


‫‪ 39‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫جد ا َّل ِذي َيكون َجامِعا لِلنَّا ِ‬


‫س‪.‬‬ ‫ْالَ َّو ُل‪ :‬ا ْلمس ِ‬
‫َ ْ‬

‫ك‪َ ،‬ب ْل َل بدَّ َأ ْن َتك َ‬


‫ون‬ ‫ال َّثانإي‪ :‬ا ْلجما َعة‪ ،‬و َليس َلهم حد ِعنْدَ مال ِ ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫َج َما َعة َت َت َق َّرى بِ ِه ْم َق ْر َية‪َ ،‬و َر َّج َح َب ْعض َأئِ َّمتِنَا َأن ََّها َتجوز بِا ْثن َْي َع َش َر‬
‫َرجل َباقِي َن ل ِ َس َلمِ َها(‪.)1‬‬

‫حيحِ ‪َ ،‬و َك َذل ِ َك‬ ‫ث‪ :‬ا ْلخ ْطبة ْاْلو َلى و ِهي ركْن َع َلى الص ِ‬
‫َّ‬ ‫ال َّثالإ ُ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ال َو َق ْب َل‬ ‫الز َو ِ‬
‫ون َب ْعدَ َّ‬ ‫ور‪َ ،‬و َل بدَّ َأ ْن َتك َ‬ ‫ا ْلخ ْط َبة ال َّثانِ َية َع َلى ا ْل َم ْشه ِ‬

‫ون مِ َّما‬ ‫ك َأ ْيضا‪َ ،‬و َل بدَّ َأ ْن َتك َ‬‫الص َل ِة‪ ،‬و َليس فِي ا ْلخ ْطب ِة حد ِعنْدَ مال ِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َّ‬
‫وب ا ْل ِق َيا ِم‬
‫يه َما‪َ ،‬وفِي وج ِ‬ ‫ب ال َّط َه َارة فِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َس ِّميه ا ْل َع َرب خ ْط َبة(‪َ ،)2‬وي ْست ََح ُّ‬
‫َله َما َت َر ُّدد‪.‬‬

‫تتقرى هبم‬
‫(‪ )1‬المعنى أنّه ل تجب الجمعة ابتداء على أي جماعة حتى يبلغ مجموعهم عددا ّ‬
‫َ‬
‫حصل‬ ‫قرية‪ ،‬بأن يمكنهم العيش والستغناء بأنفسهم يف ضرورات حياهتم عن غيرهم‪ ،‬فإذا‬
‫تصح منهم إل بحضور‬ ‫ِ‬
‫الجمعة قد وجبت عليهم كجماعة‪ ،‬لكن ل‬ ‫هذا العدد ّ‬
‫فإن إقامة‬
‫ّ‬
‫اثني عشر رجل ممن وجبت عليهم الجمعة على اْلقل‪ ،‬غير المام‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وعظ أو تذكير‪.‬‬ ‫(‪ )2‬أي أن تشتمل على‬
‫‪ 40‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫جب َع َل ْي ِه ا ْلجم َعة؛‬ ‫ون مِم ْن َت ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬


‫الرابإ ُع‪ْ :‬ال َمام‪َ ،‬وم ْن ص َفته َأ ْن َيك َ َّ‬ ‫َّ‬
‫ب َع َل ْي ِه ْم‪،‬‬ ‫الصبِي َوا ْلمسافِ ِر َو َغيْ ِر ِهما مِم ْن َلم َت ِ‬
‫ج ْ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬
‫َ‬
‫احتِرازا مِ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ َ‬
‫ون ا ْلم َص ِّلي بِا ْل َج َما َع ِة ه َو ا ْل َخاطِب إِ َّل لِع ْذ ٍر َي ْمنَعه مِ ْن‬
‫َوي ْشت ََرط َأ ْن َيك َ‬
‫يب‬‫جب انْتِ َظاره ل ِ ْلع ْذ ِر ا ْل َق ِر ِ‬ ‫ون َون َْح ِو َذل ِ َك‪َ ،‬و َي ِ‬
‫ْ َأو جن ٍ‬ ‫ِ‬
‫َذل َك‪ ،‬م ْن َم َر ٍ ْ‬
‫ِ‬

‫َع َلى ْاْلَ َص ِّح‪.‬‬


‫ا ْلخَ إامس‪ :‬مو ِضع ِالستِي َط ِ‬
‫ان‪َ ،‬ف َل ت َقام ا ْلجم َعة إِ َّل فِي َم ْو ِض ٍع‬ ‫ْ‬ ‫ُ َْ‬
‫يه‪ ،‬ويكون مح ًّل ل ِ ْلِ َقام ِة يمكِن ا ْلم ْثوى فِ ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ان َأ ْو‬
‫يه‪َ ،‬ب َلدا َك َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫م ْس َت ْو َط ٍن ف َ َ‬
‫َق ْر َية(‪.)1‬‬

‫اب ا ْل ُج ُم َع إُ َف َث َمانإ َي ٌُ‪:‬‬


‫َو َأ َّما آ َد ُ‬

‫ور َع َلى ا ْل َم ْشهو ِر‪َ ،‬ومِ ْن‬ ‫ْالَ َّو ُل‪ :‬ا ْلغ ْسل َل َها‪َ ،‬وه َو سنَّة ِعنْدَ ا ْلج ْمه ِ‬

‫الر َواحِ ‪َ ،‬فإِ ِن ا ْغت ََس َل َو ْاش َت َغ َل بِ َغدَ ٍاء َأ ْو ن َْو ٍم‬ ‫شروطِ ِه َأ ْن يك َ ِ‬
‫ون متَّصل بِ َّ‬ ‫َ‬
‫ور(‪.)1‬‬‫َأ َعا َد ا ْلغ ْس َل َع َلى ا ْل َم ْشه ِ‬

‫ٍ‬
‫غرْ أو حاجة تنتهي إقامتهم‬ ‫(‪ )1‬بمعنى أن تكون ن ّية إقامتهم على التأبيد‪ ،‬وليس ْلجل‬
‫بانتهائه‪ ،‬كالقامة ْلجل تجارة‪ ،‬أو طلب علم‪ ،‬فهؤلء مقيمون لكنهم غير متوطنين‪.‬‬
‫‪ 41‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫إ‬
‫ال َّثاني‪ِّ :‬‬
‫الس َواك‪.‬‬

‫الش ْع ِر‪.‬‬ ‫ال َّثالإ ُ‬


‫ث‪َ :‬ح ْلق َّ‬

‫الرابإ ُع‪َ :‬ت ْقلِيم ْاْلَ َظافِ ِر‪.‬‬


‫َّ‬

‫الرائِ َحة ا ْل َك ِر َيهة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫إ‬


‫ا ْلخام ُس‪َ :‬ت َجنُّب َما َي َت َو َّلد منْه َّ‬

‫اب ا ْل َح َسن َِة‪.‬‬ ‫الس إ‬


‫اد ُس‪ :‬الت ََّج ُّمل بِال ِّث َي ِ‬ ‫َّ‬

‫السابإ ُع‪ :‬ال َّت َط ُّيب َل َها‪.‬‬


‫َّ‬

‫وب‪ ،‬إِ َّل لِع ْذ ٍر َي ْمنَعه مِ ْن َذل ِ َك(‪.)2‬‬


‫الرك ِ‬ ‫إ‬
‫ال َّثام ُن‪ :‬ا ْل َم ْشي َل َها دو َن ُّ‬

‫ف ََن َْها‪َ ،‬ف إم ْن َذلإ َ‬


‫ك‪:‬‬ ‫و َأما ْالََ َذار ا ْلمْإيح ُُ لإلتَّخَ ل إ‬
‫ْ ُ ُ َ‬ ‫َ َّ‬

‫(‪ )1‬شرط اتصال الغسل بالرواح لتحقيق الغاية منه؛ وهو حضور الجماعة يف هيئة حسنة‪،‬‬
‫وصفة كاملة‪ ،‬فإذا اغتسل المص ّلي يف أول النهار كفاه‪ ،‬ول يعيده إل إذا فسد غسله بعرق‪،‬‬
‫أو قيام بأعمال من شأهنا الوسخ والجهد‪.‬‬
‫(‪ )2‬ليحصل له أجر الخطى للمسجد‪ ،‬ولما فيه من التواضع والخشوع‪ ،‬وذلك يف الذهاب‬
‫فقط‪ ،‬وأما يف الرجوع فل يندب المشي لها؛ ْلن العبادة قد انقضت‪.‬‬
‫‪ 42‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫الش ِديد‪َ ،‬وا ْل َو ْحل ا ْل َكثِير‪َ ،‬وا ْلم َج َّذم ا َّل ِذي َتض ُّر َرائِ َحته‬ ‫ا ْل َم َطر َّ‬
‫ون ِعنْدَ ه َأ َحد مِ ْن َأ ْهلِ ِه‬
‫بِا ْل َج َما َع ِة‪َ ،‬وا ْل َم َرْ‪َ ،‬والت َّْم ِريض بِ َأ ْن َيك َ‬
‫الز ْو َج ِة َوا ْل َو َل ِد َأ ْو َأ َح ِد ْاْلَ َب َو ْي ِن َو َل ْي َس ِعنْدَ ه َأ َحد َيعوله‬‫َم ِريضا‪َ ،‬ك َّ‬
‫يض ِه(‪.)1‬‬‫ف ل ِ َتم ِر ِ‬
‫ْ‬
‫َفيحتَاج إِ َلى الت ََّخ ُّل ِ‬
‫َ ْ‬

‫اربِ ِه َأ ْو إِ ْخ َوانِ ِه‪َ ،‬ق َال َمالِك‬


‫احت ِض َر ِعنْدَ ه َأ َحد مِ ْن َأ َق ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوم ْن َذل َك إِ َذا ْ‬
‫الرج ِل َي ْه َلك َي ْو َم ا ْلجم َع ِة َف َيت ََخ َّلف ِعنْدَ ه َرجل مِ ْن إِ ْخ َوانِ ِه َينْظر فِي‬ ‫في َّ‬
‫ِ‬

‫َش ْأنِ ِه‪َ « :‬ل َب ْأ َس بِ َذل ِ َك»‪.‬‬

‫ب َظال ِ ٍم َأ ْو َح ْب ِس ِه َأ ْو َأ ْخ ِذ‬
‫اف َع َلى َن ْف ِس ِه مِ ْن َض ْر ِ‬
‫َومِنْ َها َل ْو َخ َ‬
‫َمال ِ ِه‪َ ،‬و َك َذل ِ َك ا ْلم ْع ِسر َي َخاف َأ ْن َي ْحبِ َسه َغ ِريمه َع َلى ْاْل َ َص ِّح‪.‬‬

‫َان َله َقائِد َأ ْو ك َ‬


‫َان‬ ‫َومِ ْن َذل ِ َك ْاْلَ ْع َمى ا َّل ِذي َل َقائِدَ َله‪َ ،‬أ َّما َل ْو ك َ‬
‫مِ َّم ْن َي ْهت َِدي ل ِ ْل َجامِ ِع بِ َل َقائِ ٍد‪َ ،‬ف َل َيجوز َله الت ََّخ ُّلف َعن َْها‪.‬‬

‫(‪ )1‬وكذلك لو كان من عامة المسلمين‪ ،‬وليس بقريب‪ ،‬فيجوز تمريضه إن لم يكن له أحد‬
‫يعوله‪.‬‬
‫‪ 43‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫جب َع َل ْي ِه‬‫ال مِ ْن َي ْو ِم ا ْلجم َع ِة َع َلى م ْن َت ِ‬


‫َ‬
‫الز َو ِ‬ ‫الس َفر ِعنْدَ َّ‬
‫َو َي ْحرم َّ‬
‫ال َمام َي ْخطب‪َ ،‬س َواء ك َ‬
‫َان‬ ‫ا ْلجم َعة(‪َ ،)1‬و َك َذل ِ َك َي ْحرم ا ْل َك َلم َوالنَّافِ َلة َو ْ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون‬ ‫الرجل َو َل ي َص ِّلي إِ َّل َأ ْن َيك َ‬ ‫في ا ْلخ ْط َبة اْل ْو َلى َأ ِو ال َّثان َية‪َ ،‬و َي ْجلس َّ‬
‫الش َراء ِعنْدَ‬
‫ال َما ِم َفيتِ ُّم َذل ِ َك‪َ ،‬و َي ْحرم ا ْل َب ْيع َو ِّ‬
‫ول ْ ِ‬
‫َقدْ َت َل َّب َس بِنَ ْف ٍل َق ْب َل دخ ِ‬

‫ان ال َّثانِي‪َ ،‬وي ْف َسخ إِ ْن َو َق َع(‪.)2‬‬


‫ْاْلَ َذ ِ‬

‫ال َما ِم َق ْب َل ا ْلخ ْط َب ِة‪،‬‬


‫َوي ْكره َترك ا ْل َعم ِل َي ْوم ا ْلجم َع ِة‪َ ،‬و َك َذا َتنَ ُّفل ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ان ْاْل َ َّو ِل‪َ ،‬وي ْك َره حضور‬ ‫س َأ ْن ي َتنَ َّف َل ِعنْدَ ْاْلَ َذ ِ‬‫َو َك َذل ِ َك ي ْك َره ل ِ ْل َجال ِ ِ‬
‫َ‬
‫الس َفر َب ْعدَ ا ْل َف ْج ِر‪َ ،‬واهلل َأ ْع َلم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الشا َّبة ل ْلجم َعة‪َ ،‬و َكذل َك َّ‬

‫(‪ )1‬إل إذا علم المسافر إدراكه للجمعة يف طريقه‪ ،‬فتنتفي الحرمة‪.‬‬
‫حق من تجب عليه الجمعة‪ ،‬فإن وقع ممن ل تلزمه؛ كالصبي أو‬
‫(‪ )2‬حرمة البيع تكون يف ّ‬
‫ٍ‬
‫حينئذ‪.‬‬ ‫المرأة فل يحرم‬
‫‪ 44‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬
‫اب َصال ِة اْل َنَا َز ِة‬‫ب‬

‫َو َص َلة ا ْل َجنَا َز ِة َف ْرْ َع َلى ا ْلكِ َفا َي ِة‪.‬‬

‫َو َأ ْركَان َُها َأ ْر َب َعٌُ‪:‬‬


‫ٍ‬
‫النِّ َّية‪َ ،‬و َأ ْر َبع َت ْكبِ َيرات‪َ ،‬والدُّ َعاء َب ْينَه َّن‪َ ،‬و َّ‬
‫الس َلم‪.‬‬

‫است َْح َس َن ا ْبن َأبِي َز ْي ٍد فِي ِر َسا َلتِ ِه َأ ْن َيقو َل‪:‬‬


‫َو َيدْ عو بِ َما َت َي َّس َر‪َ ،‬و ْ‬
‫«ا ْل َح ْمد هللِ ا َّل ِذي َأ َما َت َو َأ ْح َيا‪َ ،‬وا ْل َح ْمد هللِ ا َّل ِذي ي ْحيِي ا ْل َم ْو َتى‪َ ،‬له‬
‫ا ْل َع َظ َمة َوا ْلكِ ْب ِر َياء‪َ ،‬وا ْلم ْلك َوا ْلقدْ َرة َوال َّثنَاء‪َ ،‬وه َو َع َلى ك ِّل َش ْي ٍء‬
‫َق ِدير‪.‬‬

‫ار ْك َع َلى م َح َّم ٍد‬


‫آل م َح َّم ٍد‪َ ،‬و َب ِ‬ ‫ال َّلهم َص ِّل َع َلى م َحم ٍد َو َع َلى ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ْت َع َلى إِبر ِ‬
‫اهي َم‪َ ،‬و َع َلى‬ ‫َْ‬ ‫آل م َح َّم ٍد‪َ ،‬ك َما َص َّل ْي َت َو َر ِح ْم َت َو َب َارك َ‬ ‫َو َع َلى ِ‬

‫جيد‪.‬‬ ‫اهيم‪ ،‬فِي ا ْل َعا َل ِمي َن إِنَّك َح ِم ْيد م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َ‬ ‫آل إ ْب َر َ‬
‫‪ 45‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫ال َّله َّم إِنَّه َع ْبد َك َوا ْبن َع ْب ِد َك َوا ْبن َأ َمتِ َك‪َ ،‬أن َْت َخ َل ْقتَه َو َر َز ْقتَه‪،‬‬
‫يه‪َ ،‬و َأنْ َت َأ ْع َلم بِ ِس ِّر ِه َو َع َلنِيَتِ ِه‪ِ ،‬جئْنَا َك ش َف َعا َء َله‬
‫و َأن َْت َأمتَّه و َأن َْت تحيِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َف َش ِّف ْعنَا فِي ِه‪.‬‬

‫اء َوذِ َّم ٍة‪ ،‬ال َّله َّم قِ ِه‬‫َجير بِحب ِل ِجو ِار َك َله‪ ،‬إِن ََّك ذو و َف ٍ‬ ‫ال َّلهم إِ َّنا نَست ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫اب َج َهن ََّم‪ ،‬ال َّله َّم ا ْغ ِف ْر َله َو ْار َح ْمه‪َ ،‬وا ْعف َعنْه‬ ‫مِ ْن فِتْن َِة ا ْل َق ْب ِر َومِ ْن َع َذ ِ‬

‫َو َعافِ ِه‪َ ،‬و َأك ِْر ْم نز َله‪َ ،‬و َو ِّس ْع مدْ َخ َله‪َ ،‬وا ْغ ِس ْله بِ َما ٍء َو َث ْلجٍ َو َب َر ٍد‪َ ،‬و َن ِّق ِه مِ َن‬
‫س‪َ ،‬و َأ ْب ِد ْله َدارا‬ ‫وب وا ْل َخ َطا َيا ك ََما ينَ َّقى ال َّث ْوب ْاْلَ ْب َيض مِ َن الدَّ َن ِ‬ ‫الذن ِ‬ ‫ُّ‬
‫َخ ْيرا مِ ْن َد ِار ِه‪َ ،‬و َأ ْهل َخ ْيرا مِ ْن َأ ْهلِ ِه‪َ ،‬و َز ْوجا َخ ْيرا مِ ْن َز ْو ِج ِه‪.‬‬
‫َان مح ِسنا َف ِزده فِي إِحسانِ ِه‪ ،‬وإِ ْن ك َ ِ‬
‫َان مسيئا َفت ََج َ‬
‫او ْز‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ال َّله َّم إِ ْن ك َ ْ‬
‫ول بِ ِه‪َ ،‬ف ِقير إِ َلى‬
‫َع ْن سيِّ َئاتِ ِه‪ ،‬ال َّلهم إِنَّه َقدْ ن ََز َل بِ َك َو َأن َْت َخ ْير منْز ٍ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َر ْح َمتِ َك َو َأن َْت َغنِي َع ْن َع َذابِ ِه‪.‬‬

‫ال َّله َّم َث ِّب ْت ِعنْدَ ا ْل َم ْس َأ َل ِة َمنْطِ َقه‪َ ،‬و َل َت ْب َتلِ ِه فِي َق ْب ِر ِه بِ َما َل َطا َق َة َله‬
‫ح ْقه بِنَبِ ِّي ِه م َح َّم ٍد ‪ ،‬ال َّله َّم َل َت ْح ِر ْمنَا َأ ْج َره َو َل َت ْفتِنَّا َب ْعدَ ه»‪.‬‬ ‫بِ ِه‪ ،‬و َأ ْل ِ‬
‫َ‬

‫الرابإ َع إُ‪:‬‬ ‫ول َذلإ َ‬


‫ك بإإإ ْثرإ ك ُِّل َت ْكْإ َيرة‪َ ،‬و َت ُق ُ‬
‫ول َب ْعَُ َّ‬ ‫َت ُق ُ‬
‫‪ 46‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫اض ِر َنا َو َغائِبِنَا‪َ ،‬و َص ِغ ِير َنا َو َكبِ ِير َنا‪،‬‬ ‫«ال َّلهم ا ْغ ِفر لِحينَا وميتِنَا‪ ،‬وح ِ‬
‫ْ َ ِّ َ َ ِّ َ َ‬ ‫َّ‬
‫َو َذك َِر َنا َوأ ْن َثا َنا‪ ،‬إِن ََّك َت ْع َلم م َت َق َّل َبنَا َو َم ْث َوا َنا‪ ،‬وا ْغ ِف ْر َلنَا َول ِ َوال ِ ِدينَا‪َ ،‬ول ِ َم ْن‬
‫ت َوا ْلم ْؤمِن ِي َن‬ ‫اليما ِن م ْغ ِفرة َع ْزما‪ ،‬ول ِ ْلمسلِ ِمين وا ْلمسلِما ِ‬
‫َ َ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫َس َب َقنَا بِ ْ َ‬
‫ات‪.‬‬ ‫اء مِنْهم و ْاْلَمو ِ‬ ‫ت‪ْ ،‬اْلَحي ِ‬ ‫وا ْلم ْؤمِنَا ِ‬
‫ْ َ َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬

‫الي َما ِن‪َ ،‬و َم ْن َت َو َّف ْي َته مِنَّا َفت ََو َّفه‬
‫ال َّلهم م ْن َأ ْح َي ْيتَه مِنَّا َف َأ ْحيِ ِه َع َلى ْ ِ‬
‫َّ َ‬
‫اج َع ْل فِي ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ْس َل ِم‪َ ،‬و َأ ْسعدْ َنا بِلِ َقائ َك‪َ ،‬و َطيِّ ْبنَا ل ْل َم ْوت َو َط ِّي ْبه َلنَا‪َ ،‬و ْ‬
‫َع َلى ْ ِ‬

‫اح َتنَا َو َم َس َّر َتنَا»‪ .‬ث َّم ت َس ِّلم‪.‬‬


‫َر َ‬
‫وإإ ْن كَان إ‬
‫َت ْام َر َأة ُق ْل َ‬
‫ت‪:‬‬ ‫َ‬

‫يث‪َ ،‬غ ْي َر َأن ََّك‬ ‫«ال َّلهم إِنَّها َأمت َك‪ »..‬ثم َت َتمادى بِ ِذك ِْر َها َع َلى الت َّْأنِ ِ‬
‫َّ َ َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫َل َتقول‪َ :‬و َأ ْب ِد ْل َها َز ْوجا َخ ْيرا مِ ْن َز ْو ِج َها؛ ِْلَن ََّها َقدْ َتكون َز ْوجا فِي‬
‫اج ِه َّن َل‬ ‫ا ْل َجن َِّة ل ِ َز ْو ِج َها فِي الدُّ نْيا‪َ ،‬ونِساء ا ْل َجن َِّة م ْقصورات َع َلى َأ ْز َو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َي ْب ِغي َن بِ ِه ْم َبدَ ل‪.‬‬

‫ْت َجنَا َزة َو َل ْم َت ْع َل ْم َأ َذكَر ِه َي َأ ْم أ ْنثَى‪ ،‬ق ْل َت‪:‬‬


‫َوإِ ْن َأ ْد َرك َ‬
‫‪ 47‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫يث؛ ِْلَ َّن‬


‫«ال َّلهم إِنَّها َنسمت َك‪ »..‬ثم َت َتمادى بِ ِذك ِْر َها َع َلى الت َّْأنِ ِ‬
‫َّ َ َ‬ ‫َّ َ َ َ‬
‫الذك ََر َو ْاْل ْنثَى‪.‬‬
‫الن ََّس َم َة َت ْش َمل َّ‬

‫ات‬‫َت الص َلة َع َلى طِ ْف ٍل ق ْل َت ما َت َقدَّ م‪ ،‬مِن النِّي ِة وال َّت ْكبِير ِ‬ ‫وإِ ْن كَان ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ول بعدَ ال َّثنَا ِء َع َلى اهللِ والص َلةِ‬ ‫ِ‬
‫َ َّ‬ ‫ب َأ ْن َتق َ َ ْ‬ ‫والدُّ َعاء َب ْينَه َّن‪َ ،‬غ ْي َر َأنَّه ي ْست ََح ُّ‬
‫َع َلى النَّبِ ِّي ‪:‬‬

‫«ال َّله َّم إِنَّه َع ْبد َك َوا ْبن َع ْب ِد َك‪َ ،‬أن َْت َخ َل ْقتَه َو َر َز ْق َته‪َ ،‬و َأن َْت َأ َمتَّه‬
‫اج َع ْله ل ِ َوالِدَ ْي ِه َس َلفا َوذ ْخرا‪َ ،‬و َف َرطا َو َأ ْجرا‪َ ،‬و َث ِّق ْل‬ ‫ِ‬
‫َو َأن َْت ت ْحيِيه‪ ،‬ال َّله َّم ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وره َما‪َ ،‬و َل َت ْح ِر ْمنَا َوإِ َّياه َما َأ ْج َره‪َ ،‬و َل‬ ‫بِه َم َو ِازينَه َما‪َ ،‬و َأ ْعظ ْم بِه أج َ‬
‫َت ْفتِنَا َوإِ َّياه َما َب ْعدَ ه‪.‬‬

‫يم‪َ ،‬و َأ ْب ِد ْله‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َّله َّم َأ ْلح ْقه بِ َصالحِ َس َلف ا ْلم ْؤمني َن‪ ،‬في َك َفا َلة إِ ْب َراه َ‬
‫َدارا َخ ْيرا مِ ْن َد ِار ِه‪َ ،‬و َأ ْهل َخ ْيرا مِ ْن َأ ْهلِ ِه‪َ ،‬و َعافِ ِه مِ ْن فِتْن َِة ا ْل َق ْب ِر‪َ ،‬ومِ ْن‬
‫َع َذ ِ‬
‫اب َج َهن ََّم»‪.‬‬

‫الرابإ َع إُ‪:‬‬ ‫ول َذلإ َ‬


‫ك بإإإ ْثرإ ك ُِّل َت ْكْإ َيرة‪َ ،‬و َت ُق ُ‬
‫ول َب ْعَُ َّ‬ ‫َت ُق ُ‬
‫‪ 48‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫الي َما ِن َم ْغ ِف َرة‬ ‫«ال َّلهم ا ْغ ِفر ِْلَس َلفِنَا َو َأ ْفراطِنَا‪َ ،‬ول ِم ْن س َب َقنَا بِ ْ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َّ‬
‫الي َما ِن‪َ ،‬و َم ْن َت َو َّف ْي َته مِنَّا َفت ََو َّفه‬‫َع ْزما‪ ،‬ال َّلهم م ْن َأ ْح َي ْيتَه مِنَّا َف َأ ْحيِ ِه َع َلى ْ ِ‬
‫َّ َ‬
‫ت وا ْلمسلِ ِمين وا ْلمسلِما ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َع َلى ْال ْسلَ ِم‪َ ،‬وا ْغف ْر ل ْلم ْؤمني َن َوا ْلم ْؤمنَا َ ْ‬
‫ات»‪ ،‬ث َّم ت َس ِّلم‪َ ،‬واهلل َأ ْع َلم‪.‬‬ ‫اء مِنْهم و ْاْلَمو ِ‬ ‫ْاْلَحي ِ‬
‫ْ َ َْ‬ ‫ْ َ‬
‫‪ 49‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫بَ ُ ِّ‬
‫اب الصيَامِ‬

‫ان‪َ ،‬أ ْو بِر ْؤ َي ِة‬ ‫يضة‪َ ،‬ي ْثبت بِ َك َما ِل َش ْع َب َ‬ ‫ان َف ِر َ‬ ‫َو َص ْوم َش ْه ِر َر َم َض َ‬
‫يض ٍة‪َ ،‬و َك َذل ِ َك فِي ا ْل ِف ْط ِر(‪َ ،)1‬وي َب ِّيت‬ ‫عَدْ َل ْي ِن ل ِ ْل ِه َل ِل‪َ ،‬أ ْو بِ َج َما َع ٍة م ْست َِف َ‬
‫الص َيا َم إِ َلى ال َّل ْي ِل‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الص َيا َم في َأ َّوله‪َ ،‬و َل ْي َس َع َل ْيه ا ْل َب َيات في َبق َّيتَه‪َ ،‬ويت ُّم ِّ‬ ‫ِّ‬
‫السح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ور(‪.)2‬‬ ‫السنَّة َت ْعجيل ا ْلف ْط ِر‪َ ،‬و َت ْأخير ُّ‬
‫َوم َن ُّ‬

‫الص ْوم‪َ ،‬وإِ ْن َل ْم َي ْثب ْت إِ َّل‬ ‫ب َّ‬ ‫الش ْهر َق ْب َل ا ْل َف ْج ِر َو َج َ‬


‫َو َح ْيث َث َب َت َّ‬
‫المساك‪ ،‬و َل بدَّ مِن َق َض ِ‬
‫اء َذل ِ َك ا ْل َي ْو ِم‪.‬‬ ‫َب ْعدَ ا ْل َف ْج ِر َو َج َ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ب ْ ْ َ‬

‫الر ْؤ َي ِة ث َّم َأ ْص َب َح‬ ‫ِ‬


‫الش ْه ِر َباط َلة‪َ ،‬حتَّى َل ْو ن ََوى َق ْب َل ُّ‬ ‫وت َّ‬ ‫والنِّية َقب َل ثب ِ‬
‫َ َّ ْ‬
‫ان َل ْم ي ْج ِز ِه‪،‬‬ ‫َل ْم َي ْأك ْل َو َل ْم َي ْش َر ْب‪ ،‬ث َّم َت َب َّي َن َله َأ َّن َذل ِ َك ا ْل َي ْو َم مِ ْن َر َم َض َ‬
‫الشه ِر‪ ،‬وي ْق ِض ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشر ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يه‪.‬‬ ‫ب فيه لح ْر َمة َّ ْ َ َ‬ ‫َوي ْمسك َع ِن ا ْْلَ ْك ِل َو ُّ ْ‬

‫(‪ )1‬أي إما برؤية عدلين لهلل شعبان‪ ،‬أو بتمام رمضان ثلثين يوما‪.‬‬
‫ّ‬
‫الشك يف الفجر‪ ،‬وينبغي الحتياط للفجر بالمساك قبله بزمن كعشر دقائق‪،‬‬ ‫(‪ )2‬وهذا مع عدم‬
‫احتياطا للصوم‪ ،‬كي ل يقع منه أكل أو شرب بعد طلوع الفجر فيلزم من ذلك القضاء‪.‬‬
‫‪ 50‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫ان(‪َ ،)1‬و َيجوز ِص َيامه‬ ‫اط بِ ِه مِ ْن َر َم َض َ‬ ‫الش ِّك لِي ْح َت َ‬ ‫َو َل ي َصام َي ْوم َّ‬
‫ال ْم َساك فِي َأ َّول ِ ِه ل ِ َيت ََح َّق َق‬‫ب ِْ‬ ‫ف(‪َ ،)2‬وي ْست ََح ُّ‬ ‫لِل َّت َط ُّو ِع َوالن َّْذ ِر إِ َذا َصا َد َ‬
‫الر ْؤ َي َة‪َ ،‬فإِ ِن ْار َت َف َع النَّ َهار َو َل ْم َت ْظ َه ْر ر ْؤ َية َأ ْف َط َر النَّاس‪.‬‬
‫النَّاس ُّ‬

‫وج َه َف َع َل ْي ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َو َل ي ْفطر َم ْن َذ َر َعه َق ْيء(‪ ،)3‬إِ َّل َأ ْن ي َعال َج خر َ‬
‫ح َجا َمة‬ ‫ا ْل َق َضاء(‪ ،)4‬و َل ي ْفطِر م ِن احتَ َلم(‪ ،)5‬و َل م ِن احتَجم‪ ،‬وت ْكره ا ْل ِ‬
‫َ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫يض ِخي َف َة ال َّت ْغ ِر ِير(‪.)6‬‬
‫ل ِ ْل َم ِر ِ‬

‫الجو غائما ولم تثبت رؤية الهلل‪،‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشك هو‪ :‬يوم الثلثين من شعبان‪ ،‬إذا كان‬ ‫(‪ )1‬يوم‬
‫والنهي عن صيامه احتياطا مكروه على المعتمد‪.‬‬
‫ّ‬
‫الشك‪ ،‬فل كراهة يف صومه‬ ‫(‪ )2‬كأن يكون من عادته صيام يوم الثنين ‪-‬مثل‪ -‬فصادف يوم‬
‫ٍ‬
‫حينئذ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أي‪ :‬غلبه وسبقه‪ ،‬ول قضاء عليه‪ ،‬وهذا ما لم يرجع منه شيء إلى حلقه بعد إمكان طرحه‪،‬‬
‫وإل فعليه القضاء‪.‬‬
‫(‪ )4‬ولو لم يرجع منه شيء‪ ،‬فإن رجع فعليه القضاء والكفارة‪.‬‬
‫(‪ )5‬أي خرج منه مني يف هنار رمضان وهو نائم‪ ،‬ول قضاء عليه‪.‬‬
‫(‪ )6‬خيفة التغرير‪ :‬أي خيفة أن يصيبه إغماء‪ ،‬أو ضعف عن الصوم‪ ،‬فإذا علمت السلمة من‬
‫ذلك فل كراهة‪.‬‬
‫وإخراج الدم بالفصادة كذلك‪ ،‬كأن يحتاج للتربّع أو القيام بتحليل دم‪ ،‬ونحوه‪.‬‬
‫‪ 51‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫إ إ إ‬ ‫إ‬
‫َوم ْن ُش ُروط ص َّحُ َّ‬
‫الص ْو إم‪:‬‬
‫َان َفرضا َأو َن ْفل‪ ،‬والنِّية ا ْلو ِ‬ ‫ِ‬
‫احدَ ة‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫السابِ َقة ل ْل َف ْج ِر‪َ ،‬س َواء ك َ ْ‬ ‫النِّ َّية َّ‬
‫ان‪َ ،‬أ ْو َك َّف َار ِة ال ِّظ َه ِ‬
‫ار‬ ‫جب َتتَابعه‪َ ،‬ك ِص َيا ِم َر َم َض َ‬ ‫كَافِ َية فِي ك ِّل َص ْو ٍم َي ِ‬

‫َوا ْل َق ْتلِ‪َ ،‬والن َّْذ ِر ا ْلم َع َّي ِن ا َّل ِذي َأ ْو َج َبه ا ْلم َك َّلف َع َلى َن ْف ِس ِه‪.‬‬

‫يه فِي‬
‫يت فِ ِ‬
‫و َأما الصيام ا ْلمسرود‪ ،‬وا ْليوم ا ْلمعين‪َ ،‬ف َل بدَّ مِن ال َّتبيِ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َّ ِّ َ‬
‫ك ِّل َل ْي َل ٍة‪.‬‬
‫إ إ إ‬ ‫إ‬
‫َوم ْن ُش ُروط ص َّحُ َّ‬
‫الص ْو إم‪:‬‬

‫ض َوالنِّ َف ِ‬
‫اس‬ ‫اس‪َ ،‬فإِ ِن ا ْن َق َط َع َدم ا ْل َحيْ ِ‬‫ض َوالنِّ َف ِ‬ ‫النَّ َقاء مِ ْن َد ِم ا ْل َح ْي ِ‬

‫ب َع َل ْي َها َص ْوم َذل ِ َك ا ْل َي ْو ِم‪َ ،‬و َل ْو َل ْم َت ْغت َِس ْل‬ ‫ٍ‬


‫َق ْب َل ا ْل َف ْج ِر َو َل ْو بِ َل ْح َظة َو َج َ‬
‫إِ َّل َب ْعدَ ا ْل َف ْج ِر‪.‬‬

‫اس َو ِش ْب ِه‬ ‫َوت َعاد النِّ َّية إِ َذا ا ْن َق َط َع ال َّتتَابع بِا ْل َم َر ِ‬


‫ْ َوا ْل َح ْي ِ‬
‫ض َوالنِّ َف ِ‬

‫َذل ِ َك‪.‬‬
‫إ إ إ‬ ‫إ‬
‫َوم ْن ُش ُروط ص َّحُ َّ‬
‫الص ْو إم‪:‬‬
‫‪ 52‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫ون َوا ْلم ْغ َمى َع َل ْي ِه َل َي ِص ُّح مِنْه‬ ‫ا ْلع ْقل‪َ ،‬فمن َل َع ْق َل َله َكا ْلمجن ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ون إِ َذا َعا َد إِ َل ْي ِه َع ْقله َو َل ْو‬
‫جب َع َلى ا ْلمجن ِ‬
‫َ ْ‬ ‫الص ْوم فِي تِ ْل َك ا ْل َحا َل ِة‪َ ،‬و َي ِ‬ ‫َّ‬
‫ال جنونِ ِه‪َ ،‬ومِ ْثله‬ ‫الص ْو ِم فِي َح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫َب ْعدَ سني َن كَث َيرة َأ ْن َي ْقض َي َما َفا َته م َن َّ‬
‫ِ ِ‬

‫اق‪.‬‬ ‫ا ْلم ْغ َمى َع َل ْي ِه إِ َذا َأ َف َ‬


‫إ إ إ‬ ‫إ‬
‫َوم ْن ُش ُروط ص َّحُ َّ‬
‫الص ْو إم‪:‬‬

‫ار َر َم َض َ‬
‫ان َش ْيئا‬ ‫ب‪َ ،‬ف َم ْن َف َع َل فِي ن ََه ِ‬ ‫الش ْر ِ‬
‫ج َما ِع َو ْاْلَ ْك ِل َو ُّ‬ ‫َترك ا ْل ِ‬
‫ْ‬
‫ب(‪َ ،)1‬و َل َج ْه ٍل َف َع َل ْي ِه ا ْل َق َضاء‬ ‫مِ ْن َذل ِ َك م َت َع ِّمدا مِ ْن َغ ْي ِر َت ْأ ِوي ٍل َق ِري ٍ‬

‫َوا ْل َك َّف َارة‪.‬‬

‫(‪ )1‬هناك «تأويل قريب»‪ ،‬و«تأويل بعيد» للفطار يف هنار رمضان‪ ،‬فالتأويل القريب معناه‪ :‬أن‬
‫يكون للمفطر تربير أو تأويل مقبول قريب المأخذ‪ ،‬يظ ّن معه جواز الفطر‪ ،‬يسقط عنه‬
‫الكفارة‪.‬‬
‫مثال التأويل القريب‪ :‬أن َيطلع الفجر على رجل وقد احتلم‪ ،‬فيظ ّن أن الحتلم يفسد‬
‫الصوم‪ ،‬فيفطر بسبب ذلك‪ ،‬فهذا عليه القضاء فقط‪ ،‬دون الكفارة‬
‫ومثال التأويل الْعيُ‪ :‬أن تعتاد امرأة على إتيان عادهتا الشهرية يف اليوم العاشر من كل‬
‫شهر‪ ،‬فعزمت على إفطار العاشر من رمضان‪ ،‬فتجب عليها الكفارة بسبب هذا التأويل‬
‫البعيد‪ ،‬سواء جاءها الحيض يف ذلك اليوم أو لم يأهتا‪.‬‬
‫‪ 53‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫ين مد(‪،)1‬‬ ‫َوا ْل َك َّف َارة فِي َذل ِ َك ك ِّل ِه إِ ْط َعام ِستِّي َن مِ ْسكِينا‪ ،‬لِك ِّل مِ ْسكِ ٍ‬

‫بِمدِّ النَّبِ ِّي ‪َ ،‬وه َو َأ ْف َضل‪َ ،‬و َله َأ ْن ي َك ِّف َر بِ ِعت ِْق َر َق َب ٍة م ْؤمِن ٍَة َأ ْو بِ ِص َيا ِم‬
‫َش ْه َر ْي ِن م َتتَابِ َع ْي ِن‪.‬‬

‫ْف َأ ْو ن َْح ِو‬ ‫وما وص َل مِن َغي ِر ا ْل َف ِم إِ َلى ا ْلح ْل ِق‪ ،‬مِن أذ ٍن َأو َأن ٍ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫َان َبخورا َف َع َل ْي ِه ا ْل َق َضاء َف َق ْط‪َ ،‬ومِ ْثل َذل ِ َك ا ْل َب ْل َغم‬
‫َذل ِ َك(‪َ ،)2‬و َل ْو ك َ‬
‫ا ْلممكِن َطرحه(‪ ،)3‬وا ْل َغال ِب مِن الم ْضم َض ِة والسو ِ‬
‫اك‪.‬‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬

‫َو َك َذا َما َو َص َل إِ َلى ا ْل َم ِعدَ ِة َو َل ْو بِا ْلح ْقن َِة ا ْل َمائِ َع ِة(‪َ ،)4‬و َك َذل ِ َك َم ْن‬
‫َأك ََل َب ْعدَ َش ِّك ِه فِي ا ْل َف ْج ِر‪َ ،‬ل ْي َس َع َل ْي ِه فِي َج ِمي ِع َذل ِ َك ك ِّله إِ َّل ا ْل َق َضاء‪.‬‬

‫(‪ )1‬ويساوي مقداره بالوزن نحو‪ )540( :‬جراما من اْلرز‪.‬‬


‫(‪ )2‬هذا يف النهار فقط‪ ،‬أما إذا تناول شيئا يف أذنه أو أنفه أو عينه ليل‪ ،‬ووصل ما وضعه يف‬
‫النهار فل شيء عليه‪ ،‬ولذلك فإن اْلفضل يف حق من يضطر لدواء ونحوه يف تلك‬
‫المواضع أن يستعمله ليل‪.‬‬
‫(‪ )3‬المعتمد عدم القضاء يف البلغم ولو أمكن طرحه‪ ،‬بل ولو وصل إلى طرف اللسان‪.‬‬
‫(‪ )4‬المدار هنا على وصول شيء إلى المعدة‪ ،‬سواء كان من ٍ‬
‫منفذ ٍ‬
‫عال أو من اْلسفل‪ ،‬وسواء‬
‫كان مائعا أو جامدا‪ ،‬فهذا ك ّله مفطر‪ ،‬يوجب القضاء والكفارة يف غير الضرورة‪ ،‬ويوجب‬
‫القضاء فقط إن كان لضرورة‪.‬‬
‫‪ 54‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫ار مِ ْن َط ِر ٍيق‪َ ،‬أ ْو‬ ‫ب مِ ْن ذ َب ٍ‬


‫اب‪َ ،‬أ ْو غ َب ٍ‬ ‫َو َل َي ْل َزمه ا ْل َق َضاء فِي َغال ِ ٍ‬

‫س ل ِ َصانِ ِع ِه‪َ ،‬و َل فِي ح ْقن ٍَة مِ ْن إِ ْحلِي ٍل‪َ ،‬و َل د ْه ِن‬ ‫َدقِ ٍ‬
‫يق َأ ْو َك ْي ِل ِج ْب ٍ‬

‫َج ِائ َف ٍة(‪.)1‬‬

‫ار ِه‪َ ،‬وا ْل َم ْض َم َضة ل ِ ْل َع َط ِ‬


‫ش‪،‬‬ ‫الس َواك فِي َج ِمي ِع ن ََه ِ‬ ‫ويجوز ل ِ ِ‬
‫لصائ ِم ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬
‫ال ْص َباح بِا ْل َجنَا َب ِة‪.‬‬
‫َو ْ ِ‬

‫َوا ْل َحامِل إِ َذا َخا َف ْت َع َلى َما فِي َب ْطن ِ َها َأ ْف َط َر ْت َو َل ْم ت ْط ِع ْم‪َ ،‬و َقدْ‬
‫قِي َل‪ :‬ت ْط ِعم(‪.)2‬‬
‫َوا ْلمر ِضع إِ َذا َخا َف ْت َع َلى َو َل ِد َها َو َلم َت ِ‬
‫جدْ َم ْن َت ْست َْأ ِجره َله‪َ ،‬أ ْو َل ْم‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َي ْق َب ْل َغ ْي َر َها َأ ْف َط َر ْت َو َأ ْط َع َم ْت‪.‬‬
‫الشيخ ا ْله ِرم ي ْط ِعم إِ َذا َأ ْف َطر(‪ ،)1‬ومِ ْثله من َفر َط فِي َق َض ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‬ ‫َ ْ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو َك َذل َك َّ ْ َ‬
‫آخر(‪.)2‬‬ ‫ان َحتَّى َد َخ َل َع َل ْي ِه َر َم َضان َ‬
‫َر َم َض َ‬

‫(‪ )1‬المقصود به الجرح النافذ من ا لبطن أو الظهر إلى الجوف؛ وعدم ترتب القضاء بسبب‬
‫ْلنه ل يدخل مدخل الطعام والشراب‪.‬‬
‫(‪ )2‬وهذا ضعيف‪ ،‬والمعتمد اْلول أهنا ل تطعم‪.‬‬
‫‪ 55‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫ال ْطعام فِي َذل ِ َك ك ِّل ِه مد َعن ك ِّل يو ٍم ي ْق ِض ِ‬


‫يه‪.‬‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َو ْ ِ َ‬
‫جيل َق َض ِ‬
‫اء َما فِي ذِ َّمتِ ِه مِ َن‬ ‫َف لِسانِ ِه‪َ ،‬و َت ْع ِ‬ ‫ويستَحب ل ِ ِ‬
‫لصائ ِم ك ُّ َ‬
‫َّ‬ ‫َ ْ َ ُّ‬
‫الص ْومِ‪َ ،‬و َتتَابعه‪.‬‬
‫َّ‬

‫ورا َء‪َ ،‬و َص ْوم َع ْش ِر‬ ‫ِ‬


‫اج‪َ ،‬و َعاش َ‬ ‫ب َص ْوم َي ْو ِم َع َر َف َة ل َغ ْي ِر ا ْل َح ِّ‬ ‫َوي ْست ََح ُّ‬
‫ان‪َ ،‬و ِص َيام َثلَ َث ِة َأ َّيا ٍم مِ ْن ك ِّل‬‫ب‪َ ،‬و َش ْع َب َ‬ ‫ح َّج ِة‪َ ،‬وا ْلم َح َّرمِ‪َ ،‬و َر َج ٍ‬ ‫ِذي ا ْل ِ‬

‫يد‪.‬‬ ‫يض؛ ل ِ ِفر ِار ِه مِن التَّح ِد ِ‬ ‫ون ا ْلبِ َ‬‫َش ْه ٍر‪َ ،‬وك َِر َه مالِك َأ ْن َتك َ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ح َقها ا ْلج ِ‬ ‫َو َك َذا ك َِر َه مال ِك ِص َيام ِست ٍَّة مِ ْن َش َّو ٍ‬
‫اهل‬ ‫ال؛ َم َخا َف َة َأ ْن ي ْل َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بِ َر َم َض َ‬
‫ان‪.‬‬

‫لصائِ ِم‪َ ،‬فإِ ْن َف َع َل َذل ِ َك َو َم َّجه َو َل ْم َي ِص ْل إِ َلى‬ ‫ِ ِ‬


‫َوي ْك َره َذ ْوق ا ْلم ْلحِ ل َّ‬
‫َح ْل ِق ِه مِنْه َش ْيء‪َ ،‬ف َل َش ْي َء َع َل ْي ِه‪.‬‬

‫(‪ )1‬على سبيل الستحباب ل الوجوب‪.‬‬


‫(‪ )2‬المفرط يطعم وجوبا ل استحبابا‪ِ ،‬‬
‫فالمثلية بينه وبين ِ‬
‫الهرم يف الطعام ل الستحباب‪.‬‬ ‫ّ‬
‫مر عليه رمضان واحد‪ ،‬أو‬
‫بتكرر السنوات‪ ،‬سواء ّفرط يف القضاء حتّى ّ‬
‫يتكرر ّ‬
‫والطعام ل ّ‬
‫عدّ ة رمضانات‪ ،‬ليس عليه يف ذلك ك ّله إل الطعام مرة واحدة‪.‬‬
‫وأما الذي امتدّ عذره واتصل حتى أدرك رمضان اْلخر فإنه ل يطعم‪.‬‬
‫‪ 56‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫لصائِ ِم َأ ْيضا‪ ،‬كَا ْلق ْب َل ِة‪َ ،‬وا ْل َج َّس ِة‪،‬‬ ‫جما ِع م ْكر َ ِ‬
‫وهة ل َّ‬ ‫ِ‬
‫َوم َقدِّ َمات ا ْل َ َ‬
‫الس َل َمة مِ ْن َذل ِ َك بِ َعدَ ِم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوالنَّ َظ ِر ا ْلم ْستَدَ امِ‪َ ،‬وا ْلم َل َع َبة‪ ،‬إِ ْن عل َمت َّ‬
‫ال‪َ ،‬وإِ َّل َحر َم َع َل ْي ِه َذل ِ َك‪.‬‬
‫الن َْز ِ‬
‫ِْ‬

‫َلكِنَّه إِ ْن َأ ْم َذى مِ ْن َذل ِ َك َف َع َل ْي ِه ا ْل َق َضاء َف َق ْط‪َ ،‬وإِ ْن َأ ْمنَى َف َع َل ْي ِه‬


‫ا ْل َق َضاء َوا ْل َك َّف َارة‪.‬‬

‫ان م ْست ََحب م َر َّغب فِي ِه‪َ ،‬ق َال َرسول اهللِ ‪:‬‬
‫َوقِ َيام َر َم َض َ‬

‫احتِ َسابا غ ِف َر َله َما َت َقدَّ َم مِ ْن َذ ْنبِ ِه)(‪،)1‬‬


‫ان إِي َمانا َو ْ‬ ‫( َم ْن َقا َم َر َم َض َ‬
‫اجد‪.‬‬ ‫ب ِالن ِْفراد بِ ِه إِ ْن َلم ت َع َّط ِل ا ْلمس ِ‬
‫َوي ْست ََح ُّ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫َت َّم بِ َح ْم ِد اهللِ َو َع ْونِ ِه‪َ ،‬و َص َّلى اهلل َع َلى َس ِّي ِد َنا م َح َّم ٍد َو َع َلى آل ِ ِه‬
‫َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه المام مالك يف الموطأ‪ ،‬كتاب الصلة يف رمضان‪ ،‬باب الرتغيب يف الصلة يف‬
‫رمضان‪.‬‬
‫‪ 57‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫‪‬‬
‫الصفحُ‬ ‫الموضوع‬
‫‪2‬‬ ‫مقدمة المعتني بالكتاب‬
‫‪4‬‬ ‫ترجمة الشيخ عبدالباري العشماوي‬
‫‪6‬‬ ‫خدمة المتن وذكر النسخ المعتمدة‬
‫‪12‬‬ ‫متن العشماوية‬
‫‪14‬‬ ‫مقدمة المصنف‬
‫‪13‬‬ ‫باب نواقض الوضوء‬
‫‪17‬‬ ‫باب أقسام المياه التي يجوز منها الوضوء‬
‫‪19‬‬ ‫باب فرائض الوضوء وسننه وفضائله‬
‫‪21‬‬ ‫باب فرائض الغسل وسننه وفضائله‬
‫‪22‬‬ ‫باب التيمم‬
‫‪24‬‬ ‫باب شروط الصلة‬
‫‪25‬‬ ‫باب فرائض الصلة وسننها وفضائلها ومكروهاهتا‬
‫‪ 58‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫الصفحُ‬ ‫الموضوع‬
‫‪32‬‬ ‫باب مندوبات الصلة‬
‫‪33‬‬ ‫باب مفسدات الصلة‬
‫‪34‬‬ ‫باب سجود السهو‬
‫‪36‬‬ ‫باب يف المامة‬
‫‪39‬‬ ‫باب صلة الجمعة‬
‫‪45‬‬ ‫باب صلة الجنازة‬
‫‪49‬‬ ‫باب الصيام‬
‫‪ 59‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫كتابة قيْ ُد ُه‪)..‬‬


‫(العلم صيد وال ِ‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪ 60‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪ 61‬‬ ‫متن العشماوية‬

‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬

You might also like