You are on page 1of 54

‫التعريف بطه حسين‬

‫طه حسين (‪ )1973-1889‬عمي د األدب الع ربي واح د من أعظم وأهم ‪ -‬إن لم‬ ‫‪‬‬
‫يكن أهم ‪ -‬المفك رين الع رب في الق رن العش رين ل دوره التن ويري العظيم وإن‬
‫كانت آراؤه محل جدال كبير ‪.‬‬
‫ولد طه حسين في الرابع عشر من نوفمبر سنة ‪ 1889‬في عزب ة (الكيل و) ال تي‬ ‫‪‬‬
‫تقع على مسافة كيلومتر من (مغاغ ة) بمحافظ ة المني ا بالص عيد األوس ط‪ .‬وك ان‬
‫والده موظ ًفا صغيرً ا في ش ركة الس كر ‪ ،‬أنجب ثالث ة عش ر ول ًدا ‪ ،‬س ابعهم ط ه‬
‫حسين‪.‬‬
‫ُكفَّ بص ره وه و طف ل ص غير نتيج ة الفق ر والجه ل المستش ري (المنتش ر) في‬ ‫‪‬‬
‫المجتمع من حوله فلقد أصيب بالرمد فعالجه الحالق عالجا ً ذهب بعينيه ‪ ،‬ولكن ه‬
‫كافح كف البصر فأخذ العلم بأ ُ ُذ َنيْه ال بأصابعه فقهر عاهته قهرا ‪ ،‬وحف ظ الق رآن‬
‫الكريم في التاسعة من عمره قبل أن يغادر قريته إلى األزهر طلبًا للعلم ‪ ،‬وتم رّ د‬
‫على طرق التدريس باألزهر وعلى ش يوخه ‪ ,‬ف انتهى ب ه األم ر إلى الط رد من ه‬
‫‪ 1908‬م ‪.‬‬
‫التحق بالجامعة المص رية الولي دة (‪ )1‬ال تي حص ل منه ا على درج ة ال دكتوراه‬ ‫‪‬‬
‫األولى له في اآلداب سنة ‪ 1914‬عن أديبه المفضّل أبي العالء المع ري برس الة‬
‫موضوعها‪ " :‬تجديد ذكرى أبي العالء " ‪.‬‬
‫ثم سافر إلى فرنسا للحصول على درجة الدكتوراه وع اد منه ا س نة ‪ 1919‬بع د‬ ‫‪‬‬
‫أن فرغ من رسالته عن ابن خلدون ‪ ,‬فعم ل أس ً‬
‫تاذا للت اريخ اليون اني والروم اني‬
‫ً‬
‫أستاذا في قسم اللغة العربية مع تحول الجامع ة‬ ‫إلى سنة ‪ ، 1925‬حيث تم تعيينه‬
‫األهلية إلى جامعة حكومية‪ .‬وما لبث أن أصدر كتابه (في الشعر الج اهلي) ال ذي‬
‫أحدث عواص ف من ردود الفع ل المعارض ة آلرائ ه ال تي اعتبره ا البعض آراء‬
‫فاسدة مدفوعة بأغراض غربية ‪.‬‬
‫ترقى في مناصبه سريعا ً حتى أصبح عمي ًدا لكلية اآلداب سنة ‪ 1930‬م ‪ ،‬ولكن ه‬ ‫‪‬‬
‫حين رفض الموافقة على منح الدكتوراه الفخرية لكبار السياس يين س نة ‪ 1932‬م‬
‫تعرّ ض إلى الطرد من الجامعة التي لم يعد إليه ا إال بع د س قوط حكوم ة ص دقي‬
‫باشا‬
‫للمعذبين في األرض (الفقراء)فعندما ُعيّن وزيرً ا للمع ارف في‬ ‫َّ‬ ‫كان انحيازه دائما ً‬ ‫‪‬‬
‫ال وزارة الوفدي ة س نة ‪ 1950‬م ‪ ,‬وج د الفرص ة س انحة لتط بيق ش عاره األث ير‬
‫(التعليم كالماء واله واء ح ق لك ل م واطن) ‪ ،‬و استص در ق رارا بمجاني ة التعليم‬
‫العام حتى مستوى الثانوي وكان لهذا القرار نتائج سياسية واجتماعي ة وثقافي ة ال‬
‫تقل عن ثورة اجتماعية‬
‫وفكرية كاملة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ثم أصبح بعد ذلك عام ‪ 1963‬م رئي ًسا للمجمع اللغوي (الرئيس الث الث) ‪ ،‬ون ال‬ ‫‪‬‬
‫تق دير الدول ة فأه ديت إلي ه في عه د الث ورة قالدة الني ل وهي أرف ع األوس مة‬
‫المصرية و ال تمنح تلك القالدة إال ّ لرؤساء الدول و الملوك ‪.‬‬
‫و مؤلفاته التي أثرى بها المكتبة العربي ة تص ل إلى نح و مائ ة كت اب بين مؤل ف‬ ‫‪‬‬
‫ومترجم منها ‪( :‬حديث األربعاء ‪ -‬مرآة اإلس الم ‪ -‬الوع د الح ق ‪ -‬م ع المتن بي ‪-‬‬
‫الشيخان ‪ -‬على هامش السيرة ‪ -‬دعاء الكروان ‪ -‬حافظ وشوقي) وغيرها‪.‬‬
‫توفي في ‪ 26‬أكتوبر سنة ‪.1973‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬التعريف بالكِتاب‬
‫األيام أول سيرة ذاتية جادة سبَّاقة في واقعيتها وصفاء لغتها ‪ ،‬وقد كتبها طه‬ ‫‪‬‬
‫حسين عن نفسه عام ‪ 1926‬م ؛ ليعطينا فيها صورة صادقة عن حياة الصبا‬
‫القاسية التي قاوم صعوباتها ومشقاتها مثلما قاوم العمى والجهل ‪ ،‬وتعد األيام‬
‫أول ُك ُتب السيرة الذاتية في الوطن العربي ‪.‬‬

‫‪ ‬يتكون الكتاب من ثالثة أجزاء‬


‫الجزء األول يتحدث فيه طه حسين عن طفولته بما تحمل من معاناة ‪ ،‬ويحدثنا‬ ‫‪‬‬
‫عن الجهل المطبق على الريف المصري وما فيه من عادات حسنة وسيئة في‬
‫ذلك الوقت ‪.‬الجزء الثاني يتحدث عن المرحلة التي امتدت بين دخوله األزهر‬
‫وتمرده المستمر على مناهج األزهر وشيوخه ونقده الدائم لهم وحتى التحاقه‬
‫بالجامعة األهلية‪.‬‬

‫يوم مجهول‬
‫ال يذكر الطفل لهذا اليوم اسما وال يستطيع أن يعرف له وقتا محددا ‪ ,‬وإنما يق رب‬
‫هذه ال ذكرى تقريب ا ‪ ,‬وي رجح أن ذل ك ال وقت يق ع في الفج ر أو العش اء ‪ ,‬ذل ك ألن‬
‫وجهه في ذلك اليوم المجه ول تلقى ش يء من اله واء الخفي ف الب ارد ال ذي لم تمس ه‬
‫حرارة الشمس ‪ ,‬كما أنه يذكر أنه تلقى نورا هادئا خفيفا تغطي الظلمة جوانبه ‪ ,‬وم ا‬
‫يؤكد أن هذا الوقت كان في الفجر أو العشاء أن الصبي لم يشعر بحركة قوية ‪ ,‬وإنما‬
‫كان يشعر بحركة ضعيفة مقبلة على النوم أو مستيقظة منه ‪.‬‬
‫السياج واألرنب من ذكريات الطفولة‬
‫لم يبقى لهذا الصبي من ذكريات هذا اليوم المجهول سوى ذك رى الس ياج الطوي ل‬
‫من القصب والذي كان يحيط بالبيت وليس بينه وبين الباب إال خطوات قصار ‪ ,‬فهو‬
‫‪-‬السياج‪ -‬أطول من قام ة الص بي قليال فال يس تطيع أن يثب من فوق ه‪ ,‬وك ان قص به‬
‫متقارب لدرجة التالصق لدرجة تمنعه من االنسالل من بين قصبه ‪ ,‬وكان ممتدا عن‬
‫ش ماله إلى حيث ال يعلم ل ه نهاي ة‪ ,‬وعن يمين ه إلى حيث قن اة بعي دة ‪ ,‬ك ان له ا في‬
‫خياله تأثيرا عظيم ‪.‬‬
‫وكذلك يذكر من ذلك الي وم األرانب ال تي ك ان يحس دها على ق درتها على ال وثب‬
‫خارج السياج ‪ ,‬أو االنسياب من بين قصبه ‪ ,‬والخروج من البيت متى ش اءت لتأك ل‬
‫ما وراءه من نباتات ‪ .‬ويذكر الصبي من هذه النباتات الكرنب خاصة ‪.‬‬
‫أو قات التفكير وصوت الشاعر‬
‫وكذلك فإن الصبي كان يذكر من هذا اليوم أنه كان يحب الخ روج من ال بيت بع د‬
‫غروب الشمس ‪ ,‬وبخاصة بعد أن يتعشى الناس ‪ ,‬فكان يعتم د على قص ب الس ياج ‪,‬‬
‫وتأخذه الت أمالت واألفك ار بعي دا عن أرض الواق ع فال ي رده إلى الواق ع إال ص وت‬
‫الشاعر ال ذي ك ان يجلس على ش ماله الص بي ‪ ,‬ويلت ف حول ه الن اس يس تمعون إلى‬
‫إنشاده وحكاياته عن أبي زي د الهاللي والزن اتي خليف ة ودي اب‪ .‬فتج د أن ك ل الن اس‬
‫س كوت فال تس مع لهم ص وتا إال حين يس تخفهم الط رب ‪ ,‬أو تس تفزهم الش هوة ‪,‬‬
‫فيتمارون ويتخاصمون ‪ ,‬فيسكت الشاعر حتى يصمتوا بعد وقت طويل أو قص ير ثم‬
‫يكمل إنشاده بنغمة عذبة ال تكاد تتغير‪.‬‬
‫ذكريات أليمة‬
‫ويذكر الصبي أنه ما خرج يوما إلى السياج إال وشعر بحسرة الذع ة ‪ ,‬وذل ك أن ه‬
‫كان يعرف أنه بمج رد الخ روج ف إن أخت ه س تقطع علي ه نش وة اس تماعه إلى إنش اد‬
‫الشاعر ‪ ,‬وذلك أنه ا س تدعوه لل دخول في أبى وبالت الي س تخرج إلي ه وتحمل ه ب القوة‬
‫وتجري به إلى أمه ‪ ,‬حيث تضع رأس ه على فخ ذي أم ه فتفتح ل ه عيني ه المظلم تين‬
‫وتقطر فيهما ذلك السائل الذي يؤذي عينيه وال يجدي في شيء ‪,‬وهو وإن كان يشعر‬
‫ب ألم ش ديد إال أن ه لم يكن يبكي ولم يكن يش كو ‪ ,‬وذل ك أن ه لم ي رد أن يك ون كأخت ه‬
‫الصغيرة التي دائما ما تبكي بكاء وتشكو ‪.‬‬
‫ثم تنقل ه أخت ه إلى زاوي ة في حج رة ص غيرة لكي ين ام على حص ير مبس وط في‬
‫األرض فوقها لحافا وتلقى عليه لحافا آخر وتتركه في حس راته ‪ ,‬ح تى أن ه من ش دة‬
‫الحسرة ك ان يم د س معه كأن ه يري د أن يخ ترق الحائ ط لعل ه يس مع بعض ا من تل ك‬
‫النغمات الحلوة التي يرددها الشاعر ‪.‬‬
‫وال يصرفه عن تلك الحسرة إال النوم ‪ ,‬فم ا يش عر إال وق د اس تيقظ والن اس ني ام‬
‫وإخوته بجانبه يغطون في النوم غطا شديدا ‪ ,‬فيكشف اللحاف عن وجه ه بين ال تردد‬
‫والخوف ألنه كان يخاف أن ينام مكشوف الوجه‪.‬‬
‫أوهام وتصورات ومخاوف أثناء النوم‬
‫فقد كان الصبي الصغير واثقا بأنه لو كشف وجهه أو أخرج أحد أطرافه من تحت‬
‫اللحاف لعبث بها أحد العفاريت ال تي تمأل ك ل أرج اء ال بيت ‪ ,‬وال تي ال تهب ط تحت‬
‫األرض إال بعد بزوغ الشمس ف إذا ج اء اللي ل وأوى الن اس إلى مض اجعهم وه دأت‬
‫األص وات خ رج العف اريت من تحت األرض ومألت الفض اء حرك ة وأض طرابا‬
‫وتهامسا وصياحا ‪.‬‬
‫االستيقاظ فجرا والضوضاء التي كان يصنعها‬
‫كان الصبي كثيرا ما يستيقظ فجرا فيسمع ص ياح الديك ة وال دجاج ويجته د في أن‬
‫يميز بين ه ذه األص وات ‪ ,‬فك ان ي رى أن بعض ها أص وات لديك ة حقيقي ة والبعض‬
‫اآلخ ر م ا ه و إال أص وات للعف اريت ال تي تقل د الديك ة ‪ ,‬ولكن ه لم يكن يخ اف من‬
‫أصوات العفاريت ‪ ,‬وذلك أنها كانمت تأتيه من بعيد‬
‫ولكن خوفه األكبر إنما كان ينبع من تلك األصوات التي تص در ض ئيلة وض عيفة‬
‫من زوايا الحجرة ‪ ,‬يمثل بعضها أزيز المرجل ‪ ,‬يغلي على النار ‪ ,‬وأص وات حرك ة‬
‫المتاع حينما ينقل من مك ان آلخ ر ‪ ,‬وك ذلك ك ان يخ اف من ص وت الحطب حينم ا‬
‫يقسم أو يتحطم ‪.‬‬
‫بل إن الخوف وصل به إلى درجة توهم بعض األشياء التي لم يكن لها أس اس من‬
‫الواقع ‪ ,‬فهو يتوهم هناك من يقف على باب الحج رة يس ده علي ه س دا منيع ا ‪ ,‬وه ذا‬
‫الشخص يقوم بحركات مختلفة وغريبة تشبه لحد كبير حركة المتص وفة في حلق ات‬
‫الذكر ‪.‬‬
‫هذه المخاوف واألشباح التي كان يشعر بها الصبي لم يجد ل ه حص ن منه ا س وى‬
‫ذلك اللحاف الذي يلفه حول وجهه ‪ ,‬دون أن يدع بين ه وبين اله واء منف ذ أو ثغ رة ‪,‬‬
‫فقد كان واثقا كل الثقة بأنه لو تر ثغرة ولو صغيرة فإن العفريت البد أن ي دخل منه ا‬
‫العفريت يده إليه ‪.‬‬
‫ولذلك كان يقضي ليله في هذه المخاوف واألوهام واألهوال إال حينما يغلبه النوم ‪,‬‬
‫فين ام قليال وس رعان م ا يس تيقظ ليكم ل رحل ة المخ اوف واألوه ام ‪,‬وال تس تقر من‬
‫الخوف إال حينما يسمع أصوات النساء وهن يتغنين (هللا ياليل هللا‪ )......‬فهن ا يع رف‬
‫أن الفجر قد حضر وأن العفاريت قد هربت إلى تحت األرض وهن ا يتح ول ه و إلى‬
‫عفريت ‪,‬فيظل يتحدث غلى نفسه بصوت عال ويتغنى بم ا يحف ظ من أناش يد ويغم ز‬
‫إخوته حتى يوقظهم جميعا ‪ .‬ويظل يلعب معهم ح تى تتع الى أص واتهم وص يحاتهم ‪,‬‬
‫وال يوقفهم عنها إال صوت الشيخ الذي استيقظ لصالة الفجر وقراءة ورده من القرآن‬
‫وشرب القه وة ‪ ,‬ف إذا م ا أغل ق الب اب وراء الش يخ بع د خروج ه ع ادت الص يحات‬
‫واللعب حتى يختلط بالطيور والماشية التي في البيت‬

‫‪3‬رجح‪ :‬يؤي د ‪ -‬تغشى ‪ :‬تغطي ‪ -‬حواش‪33‬يه‪ : 3‬جوانب ه ‪ ،‬أطراف ه م حاش ية ‪ -‬ي‪33‬أنس ‪:‬‬
‫ي‪ِّ 3‬‬
‫المراد يحس ‪ -‬السياج ‪ :‬السور ‪ ،‬ما يح اط بالحديق ة من حائ ط أو ش وك ج أس ياج ‪،‬‬
‫أَسْ ِو َجة ‪ ،‬سُوج مادته ا [س ي ج] ‪ -‬ي ْن َ‬
‫س‪3‬ل َّ من المك‪33‬ان‪ :‬يخ رج من ه ُخ ْف َي ة ‪ -‬ثناي‪33‬اه ‪:‬‬
‫داخله ‪ ،‬منعطفاته م ثنية ‪ -‬يعتمد ‪ :‬يستند ‪ -‬يستخفهم ‪ :‬يهزهم ‪ ،‬يثيرهم ‪ -‬يتم‪33‬ارون ‪:‬‬
‫يتج ادلون ‪ -‬لغطهم ‪ :‬ض جتهم ‪َ ،‬ج َلبتهم ج ْألغ اط ‪ -‬ال ُثمامة ‪ :‬عش ب من الفص يلة‬
‫النجيلية ج الثمام ‪ -‬تعـدو ‪ :‬تجري ‪ -‬تعمد ‪ :‬تقصد ‪ -‬يجدي ‪ :‬ينفع ويفيد ‪ -‬ب َّكاء ش ‪َّ 3‬كاء‬
‫‪ :‬صيغة مبالغة بمعنى ‪ :‬كثير البك اء والش كوى ‪َ -‬ت‪َ 3‬ذره ‪ :‬تترك ه ‪ ،‬تدع ه ‪ -‬الغطيط ‪:‬‬
‫صوت النائم (الشخير) ‪ -‬تعمر أقطار البيت ‪ :‬تمأل نواحيه ‪ -‬أرجاءه ‪ :‬جوانبه م رج ا‬
‫س ُرج‪ :‬المصابيح م ِس راج ‪-‬‬
‫‪ -‬أوت ‪ :‬ذهبت ‪ ،‬اختفت‪ -‬كهفها ‪ :‬أي مكان غروبها ‪ -‬ال ُ‬
‫يحفل ‪ :‬يهتم ‪ -‬يهابها ‪ :‬يخافه ا ‪ -‬المرجل ‪ :‬الق در وأزي زه ص وته ‪ -‬ينقصم ‪ :‬يتحطم‬
‫(الس حْ ر) ‪:‬‬
‫أسحار ‪.‬بينم ا ِّ‬
‫الس َحر ‪ :‬آخ ُر الليل قبيل الفجر ج َ‬
‫وينكسر ‪ -‬يدع ‪ :‬يترك ‪َّ -‬‬
‫كل أم ر يخفي س ببه ويتخي ل على غ ير حقيقت ه ويج ري مج رى التموي ه والخ داع‪.‬‬
‫األوج‪33‬ال ‪ :‬المخ اوف‪ -‬بـزغ ‪ :‬ظهـر ‪ ،‬الح‪ -‬اس‪33‬تحال ‪ :‬تح وَّ ل ‪ -‬العجيج ‪ :‬الص ياح‬
‫ال‪33‬و ْرد ‪:‬‬
‫ورفع الصوت ‪ -‬دعاؤه ‪ :‬نداؤه ج أدعية ‪ -‬تخفت ‪ :‬تسكن وتضعف وتهـدأ ‪ِ -‬‬
‫جزء من القرآن أو الذكر يتلوه المسلم ج أوراد ‪ -‬انسابت ‪ :‬جرت وجالـت وتحركت‬
‫‪.‬‬

‫س‪ : 1‬ما اليوم الذي ال يتذكره طه بدقة ؟‬


‫جـ ‪ :‬أول يوم له خارج البيت انطبع في ذاكرته من ذكريات الطفولة و الحياة‪.‬‬
‫س‪ :2‬متى كان يخرج الصبي (طه)من بيته ؟ وم‪33‬ا األدل‪33‬ة ال‪33‬تي س‪33‬اقها ل‪33‬يرجح به‪33‬ا‬
‫ظنه ؟‬
‫جـ ‪ :‬وقت خروج الصبي من بيته على أكبر ظنه فجراً أو عشا ًء ‪.‬‬
‫‪ -‬األدلة التي ساقها على ذلك ‪ -:‬هواء ذلك اليوم كان بارداً ‪ -‬نوره ك ان هادئ ا ً خفيف ا ً‬
‫لطيفا ً ‪ -‬لم يشعر الصبي من حوله حركة يقظة قوية ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬ما الذي كان يتذ َّكره الصبي في طفولته ؟‬
‫‪ - 1‬أسوار القصب العالية التي لم يكن يستطيع أن يتخطاها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬األرانب التي كانت تخرج من الدار وتتخطى السياج بسهولة يحسدها عليها‬
‫س‪ : 4‬متى كان الصبي يفضل الخروج من الدار ؟‬
‫جـ ‪ :‬عندما تغرب الشمس ويتعشى الناس ‪.‬‬
‫س‪ : 5‬ما الذي كان يشد انتباه الصبي عند خروجه من الدار ويجعله مستمتعا ً ؟‬
‫جـ ‪ :‬الذي كان يشد انتباه الصبي ‪ :‬صوت الشاعر الذي ينش د الن اس في نغم ة عذب ة‬
‫أخبار أبى زيد الهاللي وخليفة ودياب‬
‫س‪ : 6‬ما الذي كان يخشاه الصبي عند خروجه ليالً لسماع الشاعر ؟‬
‫جـ ‪ :‬نداء أخته له للنوم ‪ ،‬ثم حمله ووضع القطرة في عينيه ‪.‬‬
‫س‪ : 7‬لماذا كان الصبي ال يشكو وال يبكى مع أنه يتألم ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه كان يكره أن يكون كأخته الصغيرة ب ّكاء ش ّكاء (كثير البكاء والشكوى) ‪.‬‬
‫س‪ : 8‬لماذا كان الصبي يخاف أن ينام مكشوف الوجه ؟‬
‫جـ ‪ :‬خوفا ً من أن يعبث به عف ريت من العف اريت الكث يرة ال تي ك انت تحي ط ب البيت‬
‫وتمأل أرجاءه ونواحيه ‪.‬‬
‫س‪ : 9‬ما المخاوف التي كانت تحيط بالطفل ليالً ؟‬
‫جـ ‪ :‬كانت هذه المخاوف خياالت العفاريت التي يتخيلها أشخاصا ً أمام ه ق د تؤذي ه ‪،‬‬
‫أو أصوات الديكة التي كانت في الغالب حقيقة أو بعضها التي كان يتخيله ا عف اريت‬
‫مشكلة بأشكال الديكة ‪.‬‬
‫س‪ : 10‬ما السبيل الذي اتخذه الصبي للخالص من مخاوفه التي تحيط به ليالً؟‬
‫جـ ‪ :‬السبيل أن يلتف في لحافه من ال رأس إلى الق دم دون أن ي دع بين ه وبين اله واء‬
‫منفذاً أو ثغرة ‪.‬‬
‫س‪ : 11‬كيف كان الصبي يدرك بزوغ (ظهور) الفجر ؟‬
‫جـ ‪ :‬عن دما يس مع أص وات النس اء يغ نين (هللا ي ا لي ل هللا‪ ، )....‬وهن عائ دات إلى‬
‫بيوتهن وقد مألن جرارهن بالمياه من القناة (الترعة) ‪.‬‬
‫س‪ :12‬ما الذي يحدث عند استيقاظ الشيخ (والد الصبي)‪ 3‬؟‬
‫جـ ‪ :‬تنتهي الضوض اء و يختفي الض جيج والص ياح والغن اء وته دأ الحرك ة ‪ ،‬ح تى‬
‫يتوضأ الشيخ ويصلي ويقرأ ِورْ ده ويشرب قهوته ويمضي إلى عمله ‪.‬‬
‫حقيقة القناة‬
‫ك ان الص بي مطمأن ا إلى أن ال دنيا تنتهي عن يمين ه به ذه القن اة ‪ ,‬ال تي لم يكن بين ه‬
‫وبينها إال خطوات قليله‪.....‬ولم ال تنتهي الدنيا بالنس بة لص بي أعمي عن دها وه و ال‬
‫غير‪/‬ج‪/‬ض ئال‬
‫ِ‬ ‫يعرف عنها شيء ‪ ,‬فلم يكن يعرف أن عرض ه ذه القن اة ض ئيل( ص‬
‫ضُؤالء) بحيث يستطيع الشاب النشيط أن يقفز من إحدى حافتيها إلى الحافة األخرى‬
‫‪ ,‬كما لم يكن يعرف أن حياة الناس والنبات والحيوان مستمرة فيما بعد القناة كما هي‬
‫قبلها ‪,‬ولم يكن يعرف أن الرجل يستطيع أن يعبره ا دون أن يص ل الم اء إلى إبطي ه‬
‫(ه و م ا تحت ذراع اإلنس ان عن د ملتقى الكت ف) ‪ ,‬وك ذلك لم يمن يع رف أن الم اء‬
‫ينقطع عن هذه القناة من وقت آخر فتصبح مجرد حف رة مس تطيلة يس تطيع الص بيان‬
‫أن ينزلوا إليها فيبحثوا عن األسماك التي ماتت بسبب انقطاع الماء عنها ‪.‬‬

‫القناة في خيال الصبي‬


‫لم يٌقدر الصبي كل ما سبق بل كان يعلم علم اليقين أنها عالم آخر غير ذلك الع الم‬
‫الذي يعيش فيه ‪ ,‬فكان يظن أن عالم القناة عالم تغم ره (تمل ؤه) كائن ات غريب ة ‪ ,‬من‬
‫هذه الكائنات التماس يح ال تي ت زدري (تبتل ع) الن اس ازدرارا ‪ ,‬والمس حورون ال ذين‬
‫يعيشون تحت الماء ليال ونهارا ‪ ,‬فإذا أشرقت الش مس أو غ ربت خرج وا ليتنس مون‬
‫الهواء(يتشممون النسيم العليل) وهم بذلك خطر على األطفال وفتنة للنساء الرجال ‪.‬‬
‫الفتى وخاتم سليمان‬
‫ولعل من هذه الكائنات العجيبة أيضا األسماك الطوال الع راض ‪ ,‬وال تي ال تظف ر‬
‫(تحصل وتجد) بطفل إال وابتلعته على الفور ‪ ,‬وق د يت اح لبعض ه ؤالء األطف ال أن‬
‫يجدوا في بطنه ا خ اتم س ليمان ‪ ,‬ذل ك الخ اتم ال ذي إذا لبس ه إنس ان فإن ه يُخ رج ل ه‬
‫خادمين من الجن يقضيان له كل حوائجه ‪,‬هذا الخ اتم ك ان مل ك س يدنا س ليمان وب ه‬
‫سخر الجن والرياح وما يشاء من قوى الطبيعة المختلفة ‪.‬‬
‫لق د ك ان أحب ش يء له ذا الطف ل أن يهب ط إلى ه ذه القن اة فتبتلع ه إح دى ه ذه‬
‫األسماك ‪ ,‬فيجد في بطنها ذلك الخاتم ‪ ,‬ولكنه كان يخشى من األهوال التي قد تح دث‬
‫له في الطريق لهذا الخاتم‬
‫وبالفعل هو في حاجة شديدة لمثل ذلك الخاتم وخادميه ‪ ,‬على األقل لكي يعرف ما‬
‫راء هذه القناة من عجائب وأشياء غريبة ‪.‬‬
‫مخاطر على شاطئ القناة من كل ناحية‬
‫وهل كان يستطيع أن يبلو (يختبر) حقيقة القناة ؟ بالطبع ال فقد كانت القناة محفوفة‬
‫(محاطة ) بالمخاطر عن يمينه وشماله ‪,‬‬
‫فأما عن يمينه فقد كان هن اك (الع دويون) وهم ق وم من الص عيد يعيش ون في دار‬
‫كبيرة يحرسها كلبان عظيمان ‪ ,‬ال ينقطع نباحهما ‪ ,‬وقد كثر حديث الن اس عن ه ذين‬
‫الكلبين ‪ ,‬فال ينجو منهما أحد من المارة إال بعد عناء ومشقة ‪.‬‬
‫وأما عن شماله فقد كان هناك قاتل يدعى (س عيد األع رابي) وامرأت ه (ك وابس) ‪,‬‬
‫وها مشهوران بشرهما ومكرهما وحرص هما على س فك ال دماء‪ .‬وق د ك انت امرأت ه‬
‫تضع في إحدى فتحتي أنفه ا حل ق كب ير ‪ ,‬ك انت دائم ا م ا ت تردد على بيت ص احبنا‬
‫فتقبله وتؤذيه بهذا الحق الكبير‬
‫لذلك لم يكن يستطيع أن يقترب من القن اة ليع رف حقيقته ا ‪ .‬ورغم ذل ك فق د ك ان‬
‫يجد في دنياه الضيقة كثير من ألوان العبث والتسلية التي تمأل كل نهاره ‪.‬‬
‫ذاكرة اإلنسان وأحداث الطفولة‬
‫ويتعجب الكاتب كل العجب من ذاكرة األطفال أو ذاك رة اإلنس ان عموم ا ‪ ,‬وذل ك‬
‫أن اإلنسان كلما حاول أن يتذكر بعض أح داث الطفول ة فإن ه ي ذكر بعض ها واض حا‬
‫جليا كأنه لم يمضي بينه وبين الحدث من الوقت ش يء ‪ ,‬وبعض ال ذكريات األخ رى‬
‫تمحى كأنها لم تكن ‪.‬‬
‫فالصبي يذكر كل تلك األحداث من سياج وقناة وس عيد وامرأت ه ك وابس ‪ ,‬وي ذكر‬
‫كذلك العدويين وكلبيهما ‪ ,‬ولكنه ال يذكر أي شيء عن مصير كل ذلك ‪ ,‬كأنه نام ليلة‬
‫وأصبح ال يجد شيء من هذه الذكريات ‪ ,‬ولكنه يج د أماكنه ا وق د أعي د تنظيمه ا من‬
‫جديد ‪ ,‬بيوت قائمة وشوارع منظمة تنحدر كلها من جسر القناة ممتدة امتدادا قص يرا‬
‫من الش مال للجن وب ‪ ,‬وي ذكر كث يرا من األش خاص ال ذين س كنوا ه ذه األم اكن من‬
‫رجال ونساء وأطفال كانوا يعبثون في هذه الشوارع ‪.‬‬
‫ومن ذكرياته أيضا أنه كان يستطيع أن يتقد يمينا وشمال إلى القناة دون أن يخشى‬
‫سعيد وامرأته أو العدويين وكلبيهما ‪ ,‬ويذكر كذلك أنه كان يقضي ساعات من نه اره‬
‫على ه ذه القن اة يس تمتع بم ا يس مع من نغم ات (حس ن) الش اعر وه و يرف ع الم اء‬
‫بشادوفه ليروي األرض على الشاطئ األخر من القناة ‪.‬‬
‫الصبي يعبر القناة‬
‫وكذلك يذكر أنه عبر القناة أكثر من مرة على كت ف أح د إخوت ه ‪ ,‬دون أن يحت اج‬
‫إلى خاتم س ليمان ‪ ,‬وك ان ي ذهب كث يرا إلى م ا وراء القن اة ليأك ل من ش جر الت وت‬
‫المزروع هناك ‪ ,‬وكذلك فإنه يذكر أنه تقدم عن يمينه أكثر من م رة إلى حيث حديق ة‬
‫(المعلم) فأكل من تفاحها اللذيذ ‪ ,‬وقطف له منها ريحان ونعن اع ‪ .‬ولكن ه ع اجز ك ل‬
‫العجز أن يتذكر كيف تحول كل ذلك وأصبح على ما هو عليه اآلن ‪.‬‬

‫وض َؤالء ‪ -‬الرخ‪33‬وة ‪ :‬اللين ة × الص لبة ‪ -‬تعم‪33‬ره ‪ :‬تمل ؤه‬


‫ض ئال ُ‬
‫ض‪33‬ئيل ‪ :‬صغير ج ِ‬
‫ص‪333‬ى ‪ُ :‬ت َعـد ‪ -‬ت‪333‬زدرد ‪ :‬تبتل ع ‪ ،‬تمص × تلف ظ ‪-‬‬
‫وتعيش في ه × تهج ره ‪ُ -‬ت ْح َ‬
‫المسحورون ‪ :‬ال ذين س حرهم الجن في أوه ام الفالحين ‪ -‬طف‪33‬وا ‪ :‬عل وا وارتفع وا ‪-‬‬
‫يسخر ‪ :‬يُذلل ‪ ،‬يُخضع ‪ -‬يتخ َّتم ‪ :‬يلبس الخ اتم‪-‬‬
‫ِّ‬ ‫يتنسمون‪ : 3‬يتشممون النسيم العليل ‪-‬‬
‫األهوال ‪ :‬المخاوف المفزعة م َه ول ‪ -‬يبلو ‪ :‬يخت بر ويج رب ‪ -‬محفوف‪3‬ا ً ‪ :‬محاط ا ً ‪،‬‬
‫مكتنف بـ‪ -‬تروعه ‪ :‬تخيفه ‪ ،‬تفزعه‪ -‬تختلف إلى الدار ‪ :‬تتردد عليه ا ‪ -‬اس‪33‬تعراض ‪:‬‬
‫استعادة ‪ -‬تنبسط‪ : 3‬تمتد وتتسع ‪.‬‬

‫س‪ : 1‬كيف تخ ّيل الصبي صورة القناة (الترعة) في طفولته ؟‬


‫جـ ‪ :‬هي ‪ -‬في خياله الطفولي‪ -‬عالم آخر تمل ؤه كائن ات غريب ة منه ا التماس يح ال تي‬
‫تبتلع الناس ‪ ،‬والمس حورون ال ذين س حرهم الجن ‪ ،‬واألس ماك الض خمة ال تي تبتل ع‬
‫األطفال ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬كيف أدرك الصبي حقيقة القناة فيما بعد ؟‬
‫جـ ‪ :‬وجد حقيقتها أنه ا ص غيرة تس تطيع أن تقف ز من إح دى حافتيه ا إلى األخ رى ‪،‬‬
‫وأنها مجرد حفرة مس تطيلة يلعب فيه ا الص بيان ويبحث ون في أرض ها الرخ وة عن‬
‫صغار السمك الذي مات النقطاع الماء عنها ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬لماذا كان الصبي يتمنى أن ينزل القناة ؟‬
‫جـ ‪ :‬لتزدرده (تبتلعه) سمكة ضخمة ‪ ،‬فيجد في بطنها خاتم سليمان الذي س يحقق ل ه‬
‫كل ما كان يتمناه ‪ -‬كما كان يتمنى رؤية ما وراءها من األعاجيب ‪.‬‬
‫س‪ : 4‬ما المخاطر التي كان يخشاها الصبي من شاطئ القناة ؟‬
‫جـ ‪ :‬ك انت المخ اطر تحي ط بالقن اة فعن يمينه ا جماع ة (الع دويين) وكالبهم‬
‫وشرورهم ‪ .‬وعن شمالها (سعيد األعرابي) المعروف بشره ومكره ‪ ،‬وحرص ه على‬
‫سفك الدماء ‪ ،‬وامرأته (كوابس) ‪.‬‬
‫س‪ : 5‬وصف الصبي حياته بأنها كانت ضيقة قصيرة محدودة ‪ .‬علل ‪.‬‬
‫يمض بينه ا‬
‫جـ ‪ :‬ألن ذاكرة األطفال غريبة تتمثل بعض األحداث واض حة ‪ ،‬ك أن لم ِ‬
‫وبينه من الوقت شيء ‪ .‬ثم ُي َمحى منها بعضها اآلخر كأن لم يكن بينها وبينه عهد ‪.‬‬
‫‪ -‬وجه الغرابة ‪ :‬أنه حين يستعرضها اإلنسان تمثل له بعض األحداث التي م رت ب ه‬
‫واضحة كأن لم يمض بينها وبينه وقت طويل ‪ ،‬ثم يمحى منها البعض اآلخر ك أن لم‬
‫يكن بينها وبينه عهد ‪.‬‬

‫مكانة الصبي بين أسرته‬


‫لقد كان الصبي سابع أبناء األب الثالثة عشر ‪ ,‬وخامس أشقته األحد عشر ‪ ,‬وكان‬
‫يشعر بين هذا العدد الضخم من األخوة بأن له مكان ة خاص ة ومعامل ة مم يزة يمت از‬
‫بها بين كل إخوته وأخواته ‪.‬‬
‫فهل كان كل ذلك يرض يه ؟ أم أن ه ك ان يؤذي ه ؟ الح ق أن ه ال يت بين ذل ك إال في‬
‫غموض إبهام ‪ ,‬والحق أنه ال يس تطيع اآلن أن يحكم على ذل ك حكم ا ص ادقا ‪ ,‬ك ان‬
‫يحس من أمه رحمة ورأفة وكان يجد من أبيه لين ا ورفق ا ‪ ،‬وك ان يش عر من إخوت ه‬
‫بشيء من االحتياط في تحدثهم إليه ومعاملتهم له‪.‬‬
‫ولكنه كان يجد إلي جانب هذه الرحمة والرأفة من جانب أمه شيئا من اإلهمال أحيانا‬
‫ومن الغلظة أحيانا أخري وكان يجد إلي ج انب ه ذا اللين والرف ق من أبي ه ش يئا من‬
‫اإلهمال أيضا ‪ ،‬واالزورار من وقت إلي وقت‪ .‬وكان احتياط إخوت ه وأخوات ه يؤذي ه‬
‫ألنه كان يجد فيه شيئا من اإلشفاق مشوبا (مختلطا) بشيء من االزدراء (االحتقار)‬
‫الصبي يكتشف سبب هذه المعاملة‬
‫لم يمر وقت طويل حتى تبين (علم ) سبب هذه المعاملة ‪ ,‬فق د أحس أن لغ يره من‬
‫الناس فضل كبير عليه ‪ ,‬فإخوته وسائر الناس غ يره يس تطيعون م ا ال يس تطيع ه و‬
‫‪,‬ويقومون بما ال يستطيع أن يقوم به هو ‪,‬وأحس أن أمه تأذن إلخوته وأخواته بم ا ال‬
‫تأذن به له (تحظر عليه) ‪ ,‬وكان ذلك بطبيعة الحال يغضبه ‪ ,‬وسرعان ما تحول هذا‬
‫الغضب إلى حزن صامت عميق فقد سمع أخوته يصفون ما ال يعلم هو عن ه ش يء ‪,‬‬
‫فعلم أنهم يرون ما ال ير‬

‫احتياط ‪ :‬تحفظ ‪ ،‬حيطة وحذر ‪ -‬الغلظة ‪ :‬الشدة والقسوة × لين ورحمة ‪ْ -‬‬
‫االز ِورار ‪:‬‬
‫االبتع اد ‪ -‬مش‪333‬وبا ً ‪ :‬مختلط ا ً ‪ ،‬ممزوج ا ً ‪ -‬االزدراء ‪ :‬االحتق ار ‪ ،‬االس تخفاف ×‬
‫االحترام ‪ ،‬التقدير ‪ -‬يلبـث ‪ :‬يستمـر ‪ -‬تحظرها عليه ‪ :‬تحرمها عليه وتمنع ه منه ا ×‬
‫تبيحه ا ‪ُ -‬ي ْحفِظه ‪ :‬يُغض به × يرض يه ‪ -‬الحفيظة ‪ :‬م ا يبقى في نفس اإلنس ان من‬
‫الغيظ والغضب ج حفائظ ‪.‬‬

‫س‪ : 1‬ما ترتيب‪ 3‬الص‪33‬بي بين أبن‪33‬اء أبي‪33‬ه عام‪33‬ة وإخوت‪33‬ه خاص‪33‬ة ؟ أو كم ك‪33‬ان ع‪33‬دد‬
‫أفراد أسرته ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان سابع ثالثة عشر من أبناء أبيه ‪ ،‬وخامس أحد عشر من أش قته (من األب و‬
‫األم) ‪ ..‬ملحوظة ‪ :‬نستنتج من ذلك أن األخوة من األب فقط (من أم غير أمه) اثنان ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬ما المكانة التي كان الصبي يحظى بها بين أفراد أسرته ؟‬
‫كان الصبي يحظى بمكانة خاصة على الرغم من ضخامة عدد أفراد األسرة ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬ما الذي كان يجده الصبي من كل أم‪3‬ه وأبي‪3‬ه‪ 3‬وإخوت‪3‬ه وأخوات‪3‬ه في تع‪3‬املهم‬
‫معه ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يجد من أمه رحمة ورأفة ‪ ،‬وأحيانا ً منها اإلهمال والغلظة ‪.‬‬
‫ْ‬
‫واالز ِورار (االبتع اد) من‬ ‫‪ -‬كان يجد من أبيه لي ًن ا ورف ًق ا ‪ ،‬ثم يج د اإلهم ال ً‬
‫أيض ا ‪،‬‬
‫وقت إلى وقت‪.‬‬
‫‪ -‬كان يجد من إخوته وأخواته االحتياط في معاملته مما كان يسبب له ضيقا ً ‪.‬‬
‫س‪ : 4‬لماذا كان احتياط إخوته وأخواته يؤذيه ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه كان يجد فيه شي ًئا من اإلشفاق مشوبًا بشيء من االزدراء (السخرية)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ :5‬لماذا كانت األم تحظر (تمنع)‪ 3‬على الطفل أشياء تأذن فيها إلخوته ؟‬
‫جـ ‪ :‬كانت تفعل ذلك خوفا ً عليه ؛ ألنه كان ال يقدر أن يقوم بما كانوا يقومون ب ه‬ ‫‪‬‬
‫وذلك لكف بصره ‪.‬‬

‫الصبي يفرح باللقب الجديد (الشيخ)‬


‫أتم الصبي حفظ القرآن وهو لم يبلغ التاسعة من عمرة ‪ ,‬وب ذلك حص ل على لقب‬ ‫‪‬‬
‫( الشيخ ) وهو لقب يحصل عليه كل من أتم حفظ الق رآن بغض النظ ر عن س نه‬
‫وهيئته ‪ .‬وقد فرح الجميع بهذا اللقب العزيز ‪ ,‬فتجد أن كل الناس تدعوه بالشيخ ‪,‬‬
‫أبوه وأمه وسيدنا ( شيخ الكتاب ) ‪.‬‬
‫فأما سيدنا فتعود أن يدعوه بالشيخ عندما يرضى عنه أو حينما يري ده أن يرض ى‬ ‫‪‬‬
‫عن شيء ما أو أمام أبويه ‪ ,‬وفيما عدا ذلك كان يناديه باسمه دون لقب ‪ ,‬بل ك ان‬
‫يدعوه ب (الواد) ‪.‬‬
‫وبالنسبة ألمه وأبيه فكانا يدعوانه بالشيخ تفاخرا وتك برا به ذا اللقب العظيم ‪ ,‬ولم‬ ‫‪‬‬
‫يكن الهدف من التحبب إلى الصبي أو التودد إليه ‪.‬‬
‫أما الصبي نفسه فقد أعجب كثيرا بهذا اللقب في أول األم ر ‪ ,‬ولكن ه ك ان ينتظ ر‬ ‫‪‬‬
‫شيء آخر من ألوان المكافأة والتمجيد والتعظيم ‪ ,‬فقد كان ينتظر أن يك ون ش يخا‬
‫حقا ‪ ,‬وال يكون ذلك إال بارتداء العمة والجبة والقفطان ‪.‬‬
‫وكان من العسير على أسرته إقناعه بأن ه أص غر من أن يلبس العم ة وي دخل في‬ ‫‪‬‬
‫الجبة والقفطان ‪ ,‬ولكن كيف يمكن إقناعه ب ذلك ؟ فق د ك ان أم را عس را للغاي ة ‪.‬‬
‫وكان الصبي الصغير قصيرا نحيفا شاحبا ( متغ ير الل ون ) زري الهيئ ة (حق ير‬
‫الشكل والهيئة) ‪ ,‬ليس له من وقار الشيوخ وحسن طالعهم حظ ال كثير وال قليل ‪.‬‬
‫ولم يكن خليق ا (ج ديرا) أن ُي دعى بالش يخ ‪ ,‬وإنم ا ك ان ج ديرا ب أن ي ذهب إلى‬
‫الكتاب كما كان ي ذهب من قب ل؛ ُم ْه َم ل الهيئ ة ‪ ,‬على رأس ه طاقي ة تنظ ف م رة‬
‫واحدة كل أسبوع ‪.‬‬
‫اليوم المشئوم يوم نسيانه القرآن‬
‫مضى على ذلك اللقب شهرا بعد شهر ‪ ,‬والصبي يذهب إلى الكتاب وال يفع ل أي‬ ‫‪‬‬
‫شيء ‪ ,‬فيذهب ويعود بال عمل ‪ ,‬وسيدنا مطمئن إلى أنه حفظ القرآن ولن ينس اه ‪.‬‬
‫وجاء يوم مشئوم (شر) على الص بي فق د ذاق ألول م رة في حيات ه طعم الخ زي‬
‫(العار) والفشل والضعة (الهوان والمذلة) فقد كره حياته كلها بسبب ذلك اليوم ‪.‬‬
‫عاد الصبي من الكتاب عصرا راضيا مطمئنا ‪ ,‬ولم يكد يدخل الب اب ح تى دع اه‬ ‫‪‬‬
‫أبوه بلقبه (الشيخ) فأقبل عليه األب ومعه صديقان له‪ ,‬وه و (مبتهج ا ) مس رور‪,‬‬
‫وأجلسه في رفق ثم بدأ يسأله أسئلة عادي ة ‪ ,‬والطف ل يجيب ‪ ,‬ح تى طلب من ه أن‬
‫يقرأ (س ورة الش عراء) ‪ ,‬فوق ع علي ه ذل ك الطلب وق ع الص اعقة ال تي أحرقت ه ‪,‬‬
‫ولكنه فكر وتحفز ( تهيأ واستعد ) ثم استعاذ باهلل من الش يطان ال رجيم ‪ ,‬وس مى‬
‫هللا الرحمن الرحيم ‪ ,‬وقرأ (طسم) ثم بدأ يكررها ويكررها وال يتذكر ما بع دها ‪,‬‬
‫كل ما يتذكره أنها إحدى ثالث سور في القرآن تبدأ ب(طسم) ففتح عليه أبوه بم ا‬
‫بعدها ولكنه لم يستطع أن يكمل السورة ‪.‬‬
‫فقال له أبوه إذا فاقرأ (سورة النمل) فتذكر أن أول (س ورة النم ل) ك أول (س ورة‬ ‫‪‬‬
‫الشعراء) (طس) ولكنه أيض ا لم يس تطع أن يتق دم خط وة واح دة لألم ام ‪ ,‬وأخ ذ‬
‫يردد هذا اللفظ ‪ ,‬ففتح علي ه أب وه بم ا بع ده فلم يس تطع أن يكم ل ‪ ,‬فق ال ل ه أق رأ‬
‫سورة القصص ‪ ,‬فتذكر أنها السورة الثالثة التي تب دأ ب(طس م) وأخ ذ ي ردد دون‬
‫أن يقدر على إتمام ما بعدها ‪.‬‬
‫ولم يفتح عليه أبوه هذه المرة بما بعدها ‪ ,‬فقد اكتفى ب أن يق ول ل ه في ه دوء " قم‬ ‫‪‬‬
‫فقد كنت أحسب أنك حفظت القرآن " فقام خجال يتص بب عرق ا‪ ,‬وراح ال رجالن‬
‫يلتمسان له األعذار بأنه مازال صغير ويشعر بالخج ل ‪ .‬ولكن الص بي مض ى ال‬
‫يدري من يلوم ‪ ,‬هل يلوم نفسه على نسيانه القرآن ؟ أم يلوم سيدنا الذي أهمله فلم‬
‫يراجع معه ما حفظ ؟ أم يلوم أباه ألنه امتحنه ؟‬

‫يترض ‪3‬اه ‪ :‬يطلب رض اءه ‪ -‬ش‪33‬احبا ً ‪ :‬متغ ير الل ون ‪ ،‬باهت ا ً ‪َ -‬ز ِري الهيئة ‪ :‬أي‬
‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫حقيره ا ‪ -‬وق‪33‬ار ‪ :‬رزان ة وح ِْلم ‪ -‬ك‪33‬براً ‪ :‬تك براً وافتخ اراً × تواض عا ً ‪ -‬خليق‪3‬ا ً ‪:‬‬
‫ج ديراً ‪ ،‬مس تحقا ً ‪ ،‬أهالً ل ه ج ُخلُ ق ‪ُ ،‬خ َل َق اء ‪ -‬المش‪33‬ئوم ‪ :‬أي الش ر ‪ -‬ال ِخ‪33‬زي ‪:‬‬
‫الع ار ‪ ،‬ال ذل‪ -‬الض‪33‬عة ‪ :‬اله وان ‪ ،‬ال دَ َناءة ‪ ،‬االنحط اط × الع زة ‪ -‬تح َّفز ‪ :‬تهي أ‬
‫واستعد ‪ -‬يلوم ‪ :‬يُؤاخِذ ويحاسب ‪.‬‬

‫س‪ : 1‬أصبح الصبي شيخا ً رغم صغر سنه ‪ .‬كيف ذلك ؟‬


‫جـ ‪ :‬ألنه حفظ القرآن الكريم و َمن حفظه فهو شيخ مهما يكن سنه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 2‬ما أثر رضا سيدنا [محفظ القرآن] على الصبي ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان إذا رضى عليه يناديه (يا شيخ ط ه) ‪ ،‬فيم ا ع دا ذل ك فق د ك ان ي دعوه‬ ‫‪‬‬
‫باسْ مه ‪ ،‬وربما دعاه (بالواد)‪.‬‬
‫س‪ : 3‬ما الذي كان ينتظره الصبي من كلمة (شيخ)‪ 3‬؟‬
‫جـ ‪ :‬في أول األمر ك ان يعجب بلف ظ (ش يخ) إال أن ه ك ان ينتظ ر ش يئا ً آخ ر من‬ ‫‪‬‬
‫مظاهر المكافأة والتشجيع أن يكون شيخا ً ح ًّقا ً فيتخذ العِم ة وال ُجبَّة والقفط ان زي ا ً‬
‫رسم ّيا ً له ‪.‬‬
‫س‪ : 4‬لِ َم ذكر الصبي أنه لم يكن خليقا ً (جديراً ‪ ،‬مستحقاً) بلقب الشيخ ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه كان يذهب مهمل الهيئ ة إلى ال ُك َّتاب ‪ ،‬على رأس ه طاقيت ه ال تي تنظ ف‬ ‫‪‬‬
‫يوما ً في األسبوع ‪.‬‬
‫س‪ : 5‬ما اليوم المشئوم في حياة الصبي بعد حفظه للقرآن الكريم ؟‬
‫جـ ‪ :‬يوم نسيانه ما حفظ من القرآن وعندما ُسئِل عن سورة الش عراء أو النم ل أو‬ ‫‪‬‬
‫القصص فلم يق رأ أم ام أبي ه والض يفين إال االس تعاذة والبس ملة و"طس م" ‪( .‬أول‬
‫سورتي الشعراء ‪ -‬القصص) أو "طس" (أول النمل) ‪.‬‬
‫س‪ : 6‬صف حال الصبي بعد فشله في امتحان أبيه له ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬قام خجالً يتصبب عرقا ً ‪ ،‬ال يدرى أيلوم نفس ه ألن ه نس ى الق رآن ؟ أم يل وم‬ ‫‪‬‬
‫سيدنا ألنه أهمله ؟ أم يلوم أباه ألنه امتحنه ؟‬

‫فرحة سيدنا بالصبي ألنه استعاد حفظ القرآن‬


‫أقبل سيدنا إلى الكتاب من الغد مسرورا فرحا ‪,‬فدعا الصبي بالشيخ وقال ل ه أنت‬ ‫‪‬‬
‫اليوم تستحق لقب الشيخ‪ ,‬فقد رفعت رأسي وبيضت وجهي وشرفت لحيتي أمس‪,‬‬
‫واضطر أبوك ألن يعطيني ال ُجبَّة‪ ,‬ولقد كنت تتلو القرآن كسالسل الذهب ‪.‬‬
‫ُ‬
‫وكنت أحص نك ب الحي القي وم‬ ‫ُ‬
‫وكنت قلقا عليك مخافة أن تزل(تخطأ) أو تنحرف‬ ‫‪‬‬
‫ال ذي ال تأخ ذه س نة وال ن وم ‪ ,‬ح تى انتهي االمتح ان ‪ ,‬وأن ا أعفي ك الي وم من‬
‫القراءة ‪.‬‬
‫عهد بين سيدنا والصبي‪3‬‬
‫ثم طلب سيدنا الصبي أن يأخذ عليه عهدا يحافظ عليه وأن يكون وفي ا مع ه ‪ ,‬فال‬ ‫‪‬‬
‫ينقض هذا العهد أبدا ‪ ,‬فقال الصبي لك عليَّ أن أكون وفيا وال أنقض هذا العهد ‪.‬‬
‫فأخذ سيدنا بيد الصبي ‪ ,‬وهنا أحس الصبي بشيء غريب لم يحس مثله قط ‪ ,‬فق د‬
‫كان عريضا يترجرج (يهتز) مليء بالشعر وتغور (تدخل بسهوله ) فيه األصابع‬
‫‪ ,‬وما كان ذلك إال أن سيدنا وض ع ي د الص بي على لحيت ه وق ال ل ه ه ذه لحي تي‬
‫أسلمك إياها وأريدك أال تهينه ا ‪ ,‬فق ل معي "وهللا العظيم " ثالث ا ‪ ,‬وح ق الق رآن‬
‫المجيد ال أهينها ‪ ,‬فأقسم الصبي كما أراد سيدنا ‪.‬‬
‫فما فرغ من القسم حتى سأله سيدنا كم جزأ في الق رآن ؟ فق ال الص بي ‪ :‬ثالث ون‬ ‫‪‬‬
‫جزأ ‪ ,‬فقال سيدنا وكم يوما نش تغل في الكت اب ؟ ق ال الص بي خمس ة أي ام ‪,‬فق ال‬
‫سيدنا فإذا أردت أن تختم القرآن كل أسبوع فكم جزأ تقرأ كل يوم ؟ فك ر الص بي‬
‫قليال ثم قال الصبي ستة أجزاء‪.‬‬
‫قال سيدنا إذا فتقسم لتتلون على العريف ستة أجزاء من القرآن ك ل ي وم من أي ام‬ ‫‪‬‬
‫األسبوع ‪ ,‬على أن تكون هذه التالوة أول ما تأتي من إلى الكتاب و ف إذا انتهيت‬
‫منها فال جناح عليك (ال ذنب وال إثم) تلعب وتلهو كم ا تش اء ‪,‬على أال تص رف‬
‫(تشغل ) بقية الصبيان عن أعمالهم ‪,‬فتعهد‬
‫عهد آخر على العريف‬
‫ثم دعا سيدنا العريف و وأخذ عليه العهد ليسمعن من الصبي كل يوم ستة أج زاء‬ ‫‪‬‬
‫من القرآن ‪ ,‬وأودعه شرفه وكرامة لحيته ومكانة (منزلة) الكتاب ‪,‬فقب ل العري ف‬
‫الوديعة ‪ .‬وانتهى هذا المنظر وص بيان الكت اب ينظ رون ويتعجب ون مم ا يح دث‬
‫أمامهم‬

‫‪3‬رفت لحي‪33‬تي ‪ :‬أي أكرمت ني ورددت لي اح ترامي‬


‫ب َّيضت وجهي ‪ :‬أي أس عدتني ‪ -‬ش‪َّ 3‬‬
‫ووقاري ‪ -‬تزل ‪ :‬تغلط ‪ ،‬تسقط ‪ -‬استحياء ‪ :‬خج ل ‪ -‬ي‪33‬ترجرج‪ : 3‬يه تز ‪ -‬تغ‪33‬ور فيه ‪:‬‬
‫العريف ‪ :‬مساعد شيخ ال ُك َّتاب ج ع َُرفاء ‪ُ -‬جناح ‪ :‬إثم ‪ ،‬ذنب ‪.‬‬
‫تدخل في سهولة ‪ِّ -‬‬
‫س‪ : 1‬لماذا أقبل سيدنا مح ِّفظ القرآن من الغد إلى الكتاب مسروراً مبتهجا ً ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألن الصبي قد رفع رأسه أمام أبيه وهو يمتحنه في الحفظ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 2‬ما الذي كان يقصده سيدنا بقوله للصبي ‪( :‬ولقد كنت تتلو الق‪3‬رآن ب‪3‬األمس‬
‫كسالسل الذهب) ؟‬
‫جـ ‪ :‬يقصد بأنه أجاد الحفظ والتالوة (ورتل القرآن ترتيالً) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 3‬ما العهد الذي أخذه سيدنا على (الصبي) و (العريف) ؟‬
‫جـ ‪ :‬العهد الذي أخذه سيدنا على (الصبي) ‪ :‬هو أن يتلو كل يوم س تة أج زاء من‬ ‫‪‬‬
‫القرآن الكريم على العريف ‪ ،‬في كل يوم من أيام العمل الخمس ة ‪ ،‬ولتك وننَّ ه ذه‬
‫التالوة أول ما يأتي به حين يصل إلى الكتاب ‪.‬‬
‫‪ -‬العهد الذي أخ ذه س يدنا على (العري ف) ‪ :‬أن ي َُس مِّع للص بي في ك ل ي وم س تة‬ ‫‪‬‬
‫أجزاء من القرآن الكريم ‪.‬‬
‫س‪ : 4‬م َم كان صبيان الكتاب يعجبون ؟‬
‫جـ ‪ :‬ك ان الص بيان يعجب ون من منظ ر الش يخ وه و يأخ ذ العه د على الص بي‬ ‫‪‬‬
‫والعريف حيث وضع لحيته بين ي دي الص بي وطلب من ه أن يقس م على أن يتل و‬
‫على العريف كل يوم ستة أجزاء من األيام الخمسة التي يعمل فيها ال ُك َّتاب ‪.‬‬

‫فقيه جديد يحفظ الصبي القرآن‬


‫انقطع الصبي عن الكتاب فلم يعد يذهب إليه كما انقطع س يدنا عن ال بيت فلم يع د‬ ‫‪‬‬
‫يأتي كما كان يفعل ‪ ,‬فالتمس (طلب) أب و الص بي فقيه ا جدي دا ليحفظ ه الق رآن ‪,‬‬
‫فكان الصبي يتلو القرآن مع الفقيه الجديد ساعة أو ساعتين ثم يظل الص بي ح را‬
‫يلعب ويلهو بقية اليوم كما يشاء ‪ .‬حتى إذا جاء العص ر حض ر أص دقاء الص بي‬
‫ورفاقه بعدما انصرفوا من الكتاب‪ ,‬فيقصون عليه ما كان يح دث من س يدنا ومن‬
‫عري ف الكت اب‪ ,‬وه و يله و (يعلب) ب ذلك الح ديث‪ ,‬ويظ ل يعبث بهم وبالكت اب‬
‫وبسيدنا وبالعريف‬
‫الصبي يظهر ما كان يكتم من عيوب سيدنا والعريف‬
‫وظن الصبي أن األمر قد انبت (انتهي وانقط ع) بين ه وبين س يدنا وأن ه لن يع ود‬ ‫‪‬‬
‫إلى الكتاب مرة أخرى‪ ,‬فأطلق لسانه في الرجلين بطريقة ش نيعة (فظيع ة) وأخ ذ‬
‫يظهر العيوب التي كان يكتمها عن العريف وسيدنا ‪.‬‬
‫ولعل الذي دفعه إلى ذلك أنه ظن أن بينه ويبن السفر إلى القاهرة شهرا أو بعض‬ ‫‪‬‬
‫ش هر(أق ل من ش هر) ألن أخ اه س يعود من الق اهرة بع د أي ام ليقض ي أجازت ه‬
‫وسيأخذه معه إلى األزهر الشريف‬
‫سعادة لم تتم‬
‫كانت السعادة تمأل قلبه ‪ ,‬فقد رأى في نفس ه تفوق ا على رفاق ه وأتراب ه (أقران ه)‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫فهو ال يذهب إلى الكتاب كما يذهبون هم ‪ ,‬كم ا أن ه يس عى إلي ه الفقي ه في ال بيت‬
‫سعيا‪ ,‬وأكثر من ذلك أنه سيسافر إلى القاهرة حيث يتعلم في األزهر ويكون قريبا‬
‫من أولي اء هللا الص الحين من أمث ال (س يدنا الحس ين والس يدة زينب وغيرهم ا‬
‫الكث ير) فق د ك ان ينظ ر إلى الق اهرة على أنه ا تمث ل األزه ر وأولي اء هللا‬
‫الصالحين ‪.‬‬
‫ولكن لم تدم السعادة كم ا ك ان يتوق ع الص بي‪ ,‬فس يدنا لم يط ق ص برا على ه ذه‬ ‫‪‬‬
‫المقاطعة ولم يحتمل انتصار الفقيه الجديد عليه (الس يد عب د الج واد) ل ذلك س عى‬
‫إلى أبي الصبي بكل السبل ويتوسل بفالن وعالن حتى النت قناة الش يخ (رض ي‬
‫والد الصبي عن سيدنا)‬
‫الصبي يعود للكتاب للمرة الثالثة ليستعيد حفظ القرآن‬
‫وأمر الشيخ (والد الصبي) ابنه بأن يعود إلى الكتاب مرة أخرى‪ ,‬ولكنه ع اد إلي ه‬ ‫‪‬‬
‫كارها مجبرا ‪ ,‬ألنه يعلم ما س يجده عن د س يدنا والعري ف من تع نيف ‪ ,‬فق د ك ان‬
‫الصبيان ينقلون للعريف وسيدنا كل ما يقوله الص بي عنهم ا ‪ ,‬فق د ك انت أوق ات‬
‫الغداء طوال هذا األسبوع شديدة صعبة على الصبي‪ ,‬فقد كان العريف يعيد علي ه‬
‫ما كان يطلق به لسانه من ألف اظ‪ ,‬وك ان س يدنا يلوم ه بش دة على أقوال ه الش نيعة‬
‫فيهما ‪.‬‬
‫دروس تعلمها الصبي من عودته للكتاب‬
‫تعلم الصبي كثيرا من الدروس في ه ذا األس بوع فق د تعلم االحتي اط في األلف اظ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وتعلم أنه من الخط ل (قل ة العق ل وفس اده) والحم ق(الته ور) أن يطمئن اإلنس ان‬
‫لوعود الرجال‪ ,‬فالشيخ قد أقسم بأغلظ األيمان أال يعود الصبي للكتاب أب دا‪ ,‬وه ا‬
‫هو قد عاد‪ ,‬وكذلك سيدنا فقد كان يرسل الطالق واأليمان (القس م) وه و يعلم أن ه‬
‫كاذب‪ ,‬فلم يعد هناك فرق بينهما – الشيخ وسيدنا –‬
‫وكذلك الصبيان الذين يشتمون العريف وسيدنا حتى يسب ويشتم معهم ثم ينقل ون‬ ‫‪‬‬
‫حديثه لسيدنا والعريف ليتقربوا منهما‪ ,‬وها هي أمه تضحك منه عندما اشتكى لها‬
‫سيدنا ما قاله الصبي‪ ,‬وأخوته يش متون ب ه ويعي دون علي ه مقال ة س يدنا ليغيظ وه‬
‫ويثيرون (يحركون) سخطه (غضبه)‬
‫ولكنه كان يتحمل كل ذلك ‪ ,‬في صبر وجلد (تحمل) ‪ ,‬فقد ك ان يعلم أن ه س رعان‬ ‫‪‬‬
‫ما يغادر تلك القرية إلى القاهرة وينسى كل ذلك‬

‫يختلف إلى ‪ :‬يتردد على‪ -‬رفاقه ‪ :‬زمالؤه م رفي ق ‪ -‬منص‪33‬رفهم ‪ :‬وقت انص رافهم ‪-‬‬
‫انبت ‪ :‬انقط ع وانتهى‪ -‬ش‪33‬نيعا ً ‪ :‬ش ديد القبح ‪ -‬مج‪33‬اور ‪ :‬أي يعيش بج وار األزه ر‪-‬‬
‫ّ‬
‫يتوس ‪3‬ل‪: 3‬‬
‫ّ‬ ‫أترابه ‪ :‬أمثاله في السن وزمالؤه م َت ِرب ‪ -‬القطيعة ‪ :‬الهج ر × الوص ل ‪-‬‬
‫يتقرّ ب ‪ -‬النت قناة الشيخ ‪ :‬المراد أنه رض ى وال ده عن س يدنا بع د غض به علي ه ‪-‬‬
‫االحتياط ‪ :‬االحتراز ‪ ،‬التح ّفظ‪ -‬الخطل ‪ :‬قلة العقل وفس اده ‪ -‬الحمق ‪ :‬الته ور وس وء‬
‫التصرّ ف ‪ -‬يحنث ‪ :‬يكذب وال ين ّفذ قسمه × يصدق ‪ -‬األيمان ‪ :‬م يمين وهو الحلف ‪-‬‬
‫يغ‪33‬رون ‪ :‬يحرّ ض ون ‪ -‬ظف‪33‬روا منه‪ : 3‬حص لوا من ه ‪ -‬ابتغ‪33‬وا ‪ :‬طلب وا ‪ -‬يث‪33‬يرون ‪:‬‬
‫يحركون ‪.‬‬

‫س‪ : 1‬ما سبب انقطاع الصبي عن ال ُك َّتاب ؟ وما نتيجة ذلك ؟‬


‫جـ ‪ :‬ألن فقيها ً آخر يدعى الشيخ عبد الجواد ك ان ي أتي إلى الص بي ك ل ي وم في‬ ‫‪‬‬
‫بيته ليقرأ عليه الصبي القرآن وليقرأ هو الس ورة يومي ا ً ‪ .‬نتيج ة ذل ك ‪ :‬أص بح‬
‫الصبي ًّ‬
‫حرا يعبث ويلعب في البيت متى انصرف عنه الفقيه الجديد‪.‬‬
‫س‪ : 2‬ما الذي تخ َّيله الصبي بعدما تغير الشيخ المح ِّفظ له ؟‬
‫جـ ‪ُ :‬خيِّل إليه أن األمر قد انقطع بينه وبين ال ُك َّتاب ومن فيه وأنه أص بح في ِح ًًّّل‬ ‫‪‬‬
‫من عهده مع سيدنا والعريف ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬صف سلوك الصبي مع رفاقه بعد انقطاعه عن الكتاب ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬كان يلهو ويعبث بال ُك َّتاب وبسيدنا وبالعريف إذ إنه كان يظه ر من عيوبهم ا‬ ‫‪‬‬
‫وسيئاتهما ما كان يخفيه قبل ذلك وكان يطلق لسانه فيهما‪.‬‬
‫س‪ : 4‬ما سبب التغ ُّير عند الصبي في سلوكه ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه علم بأنه سوف يسافر إلى القاهرة بعد ش هر واح د م ع أخي ه األزه ري‬ ‫‪‬‬
‫حيث يلتحق باألزهر ويذهب إلى زيارة األولياء‬
‫س‪ : 5‬ما الذي تمثله القاهرة بالنسبة للصبي ؟‬
‫جـ ‪ :‬كانت القاهرة عنده مستقر األزهر ومشاهد األولياء والصالحين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪( : 6‬السعادة ال تدوم) ‪ . .‬وضح ذلك من خالل أحداث هذا الفصل ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬بعدما اطمأن الصبي بأنه لن يعود إلى ال ُك َّتاب وسيدنا والعرِّ يف وأنه سيسافر‬ ‫‪‬‬
‫إلى القاهرة حيث االلتحاق باألزهر فوجئ بأنه والده قد أع اده إلى الكت اب فالقى‬
‫فيه ما لم يكن يتوقعه من سيدنا وذلك بأن الرفاق قد نقلوا إليه كل م ا ك ان يح دث‬
‫منه ويقوله عن سيدنا والعريف ‪.‬‬
‫س‪ : 7‬ما الذي فعله سيدنا مع الصبي بعد عودته إلى الكتاب ؟‬
‫جـ ‪ :‬لقد عاد الصبي إلى الكتاب كاره ا ً مق دراً م ا س يلقاه من س يدنا وه و يقرئ ه‬ ‫‪‬‬
‫القرآن للمرة الثالث ة ‪ ،‬فك ان س يدنا يحرم ه من الراح ة في أوق ات الغ داء ط وال‬
‫األسبوع‬
‫س‪ : 8‬ما الذي تعلمه خالل هذا األسبوع من عودته إلى الكتاب ؟‬
‫جـ ‪ :‬لق د تعلم الص بي االحتي اط في اللف ظ وتعلم أيض ا ً أن من الفس اد والس فه‬ ‫‪‬‬
‫االطمئنان إلى وعيد الرجال وما يأخذون أنفسهم به من عهد‪.‬‬
‫س‪ : 9‬وضح المقصود من قول الك‪33‬اتب ‪( .‬إن من الخط‪33‬ل والحم‪33‬ق االطمئن‪33‬ان إلى‬
‫وعيد الرجال وما يأخذون به أنفسهم من عهد) ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬المقصود من هذا الكالم ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 1‬أن الشيخ قد أقسم أال يعود الصبي إلى الكتاب وها هو قد عاد ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن سيدنا يرسل الطالق واإليمان إرساالً وهو يعلم أنه كاذب ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الصبيان يتحدثون فيشتمون ل ه الفقي ه والعري ف ويغرون ه بش تمهما ثم يتقرب ون‬
‫بنقل الكالم لسيدنا والعريف ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أمه تضحك منه وتحرض سيدنا عليه ‪.‬‬
‫س‪ : 10‬لم كان الصبي يحتمل‪ 3‬هذا كله في صبر وجلد ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه يدرك ويعلم أنه ليس بينه وبين فراق هذه البيئة كلها إال ش هر أو بعض‬ ‫‪‬‬
‫شهر ‪.‬‬

‫سنة أخرى في القرية ‪:‬‬


‫وها هو الشهر قد مضى وعاد أخ وه األزه ري ‪ ,‬ولكن ه لم يأخ ذه مع ه كم ا ك ان‬ ‫‪‬‬
‫يمني الص بي نفس ه ‪ ,‬فق د ك ان ص غيرا ومن الص عب إرس اله إلى الق اهرة ‪ ,‬فلم‬
‫ي رغب أخ وه في أن يحتمل ه ‪ ,‬فأش ار عليهم ب أن يبقى س نة أخ رى في القري ة ‪,‬‬
‫يس تعد فيه ا لألزه ر وللدراس ة في ه ‪ ,‬وبقي الص بي دون أن يحف ل (يهتم) أح د‬
‫برضاه أو غضبه ‪.‬‬
‫االستعداد لألزهر بحفظ األلفية ‪..‬‬
‫ورغم ذلك فقد تغير نمط حياته بعض الش يء فق د أش ار علي ه أخ وه ب أن يقض ي‬ ‫‪‬‬
‫السنة في االستعداد للدراسة باألزهر فأعطاه كتابين ليحفظ األول ويقرأ م ا يش اء‬
‫من الثاني فكان األول هو األلفية (ألفية بن مالك في النح و) وه و م ا ال ب د علي ه‬
‫من حفظه ‪ ,‬أم ا الث اني فك ان (مجم وع المت ون) وطلب من ه قراءت ه واس تظهار‬
‫(حفظ) ما استطاع منه ‪.‬‬
‫وقد حفظ الصبي األلفية ‪ ,‬كما حفظ أشياء غريبة من الكت اب األخ ر لم يفهم منه ا‬ ‫‪‬‬
‫ش يء ‪ ,‬ومم ا حفظ ه من ذل ك الكت اب (الج وهرة – والخري دة – الس راجية –‬
‫الرحبية – والمي ة األفع ال) ه ذا م ا حفظ ه الص بي من الكت اب الث اني(مجم وع‬
‫المتون) دون أن يفهم من هذه األشياء شيء وال حتى أسمائها ‪.‬‬
‫فما الذي دفعه لحفظها ؟ ‪ ,‬لقد كان بقدر أن ذلك هو العلم ‪ ,‬ال ذي يجب أن يس تعد‬ ‫‪‬‬
‫به لألزهر ‪ ,‬كما أن أخاه حفظها وفهمها ‪ ,‬فأصبح عالما له مكانة عالية بين جميع‬
‫الناس ‪ ,‬الكل ينتظره ويتحدث بمقدمه إلى القرية ليقضي أجازته ‪.‬‬
‫ولما جاء إلى القرية أقبل علي ه الن اس ف رحين مبتهجين (مس رورين) ‪ ,‬وه ا ه و‬ ‫‪‬‬
‫الشيخ يشرب كالم ه ش ربا ويقبل ه دون مناقش ة ‪ ,‬ب ل يعي ده على الن اس مفتخ را‬
‫ومتباهيا ‪ ,‬حتى أهل القرية ك انوا يتوس لون إلي ه ليق رأ لهم درس ا في التوحي د أو‬
‫الفقه ‪ ,‬وكذلك الشيخ كان يتوسل غليه بكل م ا اس تطاع وم ا لم يس تطع لكي يلقي‬
‫عليهم خطبة الجمعة ‪.‬‬
‫األخ األزهري واحتفال مولد النبي‬
‫كان ذلك الي وم ي وم مش هود ‪ ,‬فق د لقي األزه ري من الحف اوة والتك ريم من أه ل‬ ‫‪‬‬
‫القرية ما لم ينله أي من شبان القرية ‪ ,‬فقد كان الناس يتحدثون عن ذلك اليوم قبل‬
‫مقدمه(مولد النبي) بأيام ‪ ,‬فقد اشترى أهل القري ة للف تى األزه ري قفطان ا جدي دا‬
‫ووجبة جديدة ‪ ,‬وطربوشا جديدا ومركوبا جديدا ‪ ,‬ولما أقبل ذلك الي وم وانتص ف‬
‫النهار اتجهت األسرة إلى طعامهم فلم يأكلوا إال قليال ‪.‬‬
‫ولبس الفتى األزهري ثيابه الجديدة ‪ ,‬وعمامة خضراء وألقى على كتفه ش اال من‬ ‫‪‬‬
‫الكشمير ‪ ,‬وظلت أمه تدعوا ل ه وتتل وا التعاوي ذ ال تي تحفظ ه ‪ ,‬وظ ل األب ي دخ‬
‫ويخرج فرحا بابنه وما يلقاه من أهل القرية ‪.‬‬
‫وم ا أن خ رج الف تى ح تى حلم ه جماع ة من الن اس ووض عوه على ف رس ك ان‬ ‫‪‬‬
‫ينتظره خارج البيت ‪ ,‬وطافوا به في القرية ‪ ,‬وحوله الناس من ك ل مك ان أمام ه‬
‫وخلفه وعن يمينه وشماله ‪ ,‬والبنادق طلق أعيرة النار في الهواء ‪ ,‬والناس تتغنى‬
‫بمدح النبي ‪.‬‬
‫كل ذلك ألن أهل القرية اتخذوا من ه ذا ال تي األزه ري خليف ة ‪ ,‬وط افوا ب ه في‬ ‫‪‬‬
‫المدينة والقرى المجاورة ‪ ,‬وإنما حصل على هذه المكانة ألن ه أزه ري ق رأ العلم‬
‫وحفظ األلفية والخريدة والجوهرة ‪.‬‬

‫اليس‪33‬ير ‪ :‬الس هل × العس ير ‪ -‬يحفل ‪ :‬يهتم ‪ -‬يس‪33‬تظهر‪ : 3‬يحف ظ ‪ ،‬يتل و ‪ -‬بد ‪ :‬مف ر ‪،‬‬
‫مه رب ج أب داد ‪ِ ،‬ب دَ دَة ‪ -‬المت‪333‬ون ‪ :‬أص ول الكتب م المتن ‪ -‬تيه ‪ :‬زه و ‪ ،‬تب اهٍ‪-‬‬
‫يتوس‪33‬لون ‪ :‬يرج ون ‪ ،‬يتقرَّ ب ون‪ -‬يش‪33‬رب كالمه ش‪33‬ربا ً ‪ :‬الم راد اإلعج اب بكالم ه‬
‫وسهولة ترديده ‪ -‬حفاوة ‪ :‬تكريم ‪ ،‬ترحيب ‪َ -‬ت ِجلَّة ‪ :‬تعظيم واحترام ‪ -‬إكب‪33‬ار ‪ :‬إجالل‬
‫السرج ‪ :‬ما يوضع على ظهر‬
‫‪ -‬التعاويذ ‪ :‬ما يتحصن به اإلنسان م تعويذ ‪ ،‬تعويذة ‪َ -‬‬
‫الداب ة للرك وب (البردع ة) ج س روج ‪ -‬يكتنفونه‪ : 3‬يحيط ون ب ه من ك ل ج انب ‪-‬‬
‫يتأرج ‪ :‬يفوح ‪ ،‬يتعطر ‪.‬‬
‫َّ‬
‫س‪ : 1‬هل تحقق حلم الصبي في أن يذهب مع أخيه للقاهرة ؟ ولماذا ؟‬
‫جـ ‪ :‬ال ‪ ،‬لم يتحقق حلمه وذلك ألنه كان صغيراً ولم يكن من اليس ير إرس اله إلى‬ ‫‪‬‬
‫القاهرة ولم يكن أخوه يحب أن يحتمله ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬بم أشار أخوه األزهري عليه أن يفعله خالل الس‪33‬نة ال‪33‬تي تأج‪33‬ل فيه‪33‬ا س‪33‬فره‬
‫لألزهر ؟‬
‫جـ ‪ :‬أن يبقى سنة يقضيها في االس تعداد لألزه ر وق د دف ع (أعطى) إلي ه كت ابين‬ ‫‪‬‬
‫يحفظ أحدهما وهو ألفية ابن مالك ويتصفح كتاب مجموع المتون ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬طلب األخ األزهري من الصبي حفظ األلفية وحفظ بعض الفص‪33‬ول من كت‪33‬اب‬
‫(مجموع المتون) ؟ فما هذه الفصول ؟‬
‫جـ ‪ :‬الفصول هي (الجوهرة ‪ -‬الخريدة ‪ -‬الراجية ‪ -‬الرحبية ‪ -‬المية األفعال) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 4‬ما صدى مسميات هذه الفصول على نفس الصبي ؟‬
‫جـ ‪ :‬كانت هذه المسميات تقع من نفسه مواقع زهو وإعجاب وذلك ألنه يقرر أنها‬ ‫‪‬‬
‫تدل على العلم ‪ ،‬وهو يعلم أن أخاه قد حفظها وفهمها فأص بح عالم ا ً وظف ر به ذه‬
‫المكانة الممتازة في نفس أبويه وإخوته وأهل القرية جميعا ً ‪.‬‬
‫س‪ : 5‬ما مظاهر فرحة أهل القرية‪ 3‬بعودة األخ األزهر إليهم ؟‬
‫جـ ‪ :‬كانوا يتحدثون عن عودته قبله ا بش هر ‪ ،‬ح تى إذا ج اء أقبل وا إلي ه ف رحين‬ ‫‪‬‬
‫مبتهجين متوسلين إليه أن يقرأ لهم درسا ً في التوحيد أو الفقه وقد اشتروا له جب ه‬
‫جديدة وقفطانا ً وطربوشا ً ومركوبا ً وطافوا به البلدة في موكب عظيم ‪.‬‬
‫س‪ : 6‬ما مظاهر تعظيم األب البنه األزهري ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يتوسل إليه ُملِحا ً مس تعطفا ً بإلق اء خطب ة الجمع ة على الن اس ب اذالً م ا‬ ‫‪‬‬
‫استطاع وما لم يستطع من األماني ‪.‬‬
‫س‪ : 7‬لِ َم كان األزه‪33‬ري يلقى ك‪33‬ل ه‪33‬ذا اإلجالل والحف‪33‬اوة من أس‪33‬رته وأه‪33‬ل القري‪33‬ة‬
‫جميعا ً ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه أزهري قد قرأ العلم وحفظ األلفية وكتاب (مجموع المتون) ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اختالف منزلة العلماء في القرية والمدينة والعاصمة‪3‬‬


‫للعلم في الق رى وم دن األق اليم جالل(عظم ة) ومكان ة عالي ة ال مثي ل له ا في‬ ‫‪‬‬
‫العاصمة ‪ ,‬وذلك أن العلم مثله كمثل بقية السلع ‪ ,‬يخضع لقانون العرض والطلب‬
‫‪ ,‬وهذا القانون ينص على أنه كلما زادت السلعة وكثرت كلما ق ل ثمنه ا ‪ ,‬وكلم ا‬
‫كانت شحيحة وقليلة كلما غلى ثمنها وزاد ‪.‬‬
‫وهذا ينطبق على العلم فالعلم اء في الق اهرة كث يرون لدرج ة أن الن اس هن اك لم‬ ‫‪‬‬
‫يع ودوا يحفل ون بهم وال يك اد يس مع لهم أح د ‪ ,‬فهم يك ثرون الق ول وفنون ه فال‬
‫يستمع لهم إال تالميذهم ‪.‬‬
‫أما في الريف واألقاليم فتجد أن العلماء هناك قليلون ج دا ول ذلك ‪,‬يتمتع ون بق در‬ ‫‪‬‬
‫كبير من الجالل والعظمة والمهاب ة ‪ ,‬ف إذا ق الوا اس تمع الجمي ع لق ولهم ‪ ,‬ويت أثر‬
‫الناس بأحاديثهم ‪ ,‬والصبي متأثر بنفسية الريف ول ذلك ك ان يعظم العلم اء ويعلي‬
‫فـطِ روا( ُخلِق وا) من‬
‫من شأنهم كما يفعل أهله ‪ ,‬فقد كان يظن بأن ه ؤالء العلم اء ُ‬
‫طينة غير التي فطر منا بقية الناس ‪ .‬ولذلك هم أفضل من بقية الناس جميعا ‪.‬‬
‫إعجاب الناس أمام علماء األقاليم‬
‫وقد وجد الصبي في علماء القرية من اإلعجاب واإلجالل ما يدفعه إلى اإلعجاب‬ ‫‪‬‬
‫والدهشة من قولهم ‪ ,‬وقد حاول أن يجد مثل ذل ك اإلعج اب واإلجالل بين علم اء‬
‫القاهرة وعظماء مشايخها فلم يوفق في ذلك ‪.‬‬
‫علماء المدينة‬
‫لق د انقس م إعج اب الن اس في مدين ة الص بي على ثالث أو أربع ة علم اء ‪ ,‬ف از‬ ‫‪‬‬
‫هؤالء العلماء بإعجاب ومودة الناس واحترامهم وهم‪....‬‬
‫األول ‪ :‬كاتب المحكمة الشرعية‬
‫فكان قصيرا ضخما غليظ الصوت جهوري(عال ومرتف ع الص وت) يمتأل ش دقه‬ ‫‪‬‬
‫(جانب الفم) باأللفاظ حينما يتكلم ‪ ,‬فتخرج هذه األلفاظ والمع اني ض خمة غليظ ة‬
‫كصاحبها ‪.‬‬
‫وكان هذا الشيخ من الذين لم يوفق وا في األزه ر ‪ ,‬فق د قض ى في ه م ا قض ى من‬ ‫‪‬‬
‫سنين فلم يفلح في الحصول على العالمية (المؤهل الع الي)ولم يفلح في القض اء ‪,‬‬
‫فقنع بمنصب كاتب المحكمة الشرعية ‪.‬‬
‫وكان حنفي المذهب ‪,‬ولم يكن في المدينة من أتباع أبي حنيف ة كث يرون مم ا ك ان‬ ‫‪‬‬
‫يغيظ ه ويدفع ه إلعالء م ذهب أبي حنيف ة في ك ل مجلس ‪ ,‬والح ط من م ذهب‬
‫الشافعي ومالك ‪ ,‬فما كان من الناس إال أن يعفوا عليه ويضحكوا منه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬إماما المسجد‬
‫كان شافعي المذهب وإمام السجد وصاحب الخطبة والصالة ‪ ,‬وكان معروف ا بين‬ ‫‪‬‬
‫الن اس ب التقى والص الح وال ورع ‪ .‬ويعظم ه الن اس إلى ح د يش به التق ديس ‪,‬‬
‫فيتبركون به ويلتمسون لديه شفاء مرضاهم ‪ ,‬وقض اء ح وائجهم ‪ ,‬ح تى أن ه ك اد‬
‫يرى في نفسه أنه ولى من أولياء هللا الصالحين ‪.‬‬
‫وقد ظل أهل المدينة يذكرونه بالخير والصالح حتى بعد موته و وكان كثير منهم‬ ‫‪‬‬
‫يتحدثون بأنه حينما نزل قبره قال بصوت سمعه المش يعون ( اللهم اجعل ه م نزال‬
‫مبارك ا ) ‪ ,‬وك ان كث يرا منهم يتح دث عم ا رآه ل ه في المن ام من نعيم وج زاء‬
‫عظيم ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬الشيخ المالكي‬
‫عالم مالكي المذهب ‪ ,‬لم ينقطع للعلم ‪ ,‬فقد كان تاجرا ومزارعا ‪ ,‬وكان متواضعا‬ ‫‪‬‬
‫يكتفي ببعض الدروس عن الدين وبخاصة علم الحديث كلما سمح له وقته ب ذلك ‪,‬‬
‫ولم يكن يحفل (يهتم) به إال فئة (جماعة) قليلة من أهل المدينة ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬الفتى األزهري (أخو الصبي )‬
‫كان قاضيا ممتازا ‪ ,‬وق د أس ندت الدول ة ل ه قض اء أح د األق اليم ‪ ,‬وك انت هن اك‬ ‫‪‬‬
‫منافسة شديدة بين الفتى األزهري والشيخ (كاتب المحكمة) ‪ ,‬فقد كان الناس على‬
‫عادتهم أن ينتخبوا خليفة لهم كل سنة ‪ ,‬فغاظه أن ينتخب الناس ذلك الف تى خليف ة‬
‫دونه ‪ ,‬ولما تحدث الناس أن الفتى األزهري سيخطب الجمعة في المسجد لم يق ل‬
‫شيئا بل انتظر حتى جاء يوم الجمعة‪.‬‬
‫ولم ا أقب ل الف تى ليص عد المن بر أس رع ك اتب المحكم ة إلى إم ام المس جد وق ال‬ ‫‪‬‬
‫بصوت مسموع ‪ ,‬إن ذلك الش اب ح ديث الس ن وال ينبغي أن يخطب الجمع ة في‬
‫مسجد فيه الشيوخ وأصحاب األسنان ( كب ار الس ن) وه دد اإلم ام بأن ه ل و س مح‬
‫لذلك الشاب بالخطبة فسوف ينصرف ‪ ,‬وأسرع ين ادي في الن اس أن من أراد أن‬
‫تصح صالته وال تبطل فليتبعه ‪.‬‬
‫اضطرب الناس بسبب تلك المقولة وأسرع إماما المسجد وصعد هو المنبر وألقى‬ ‫‪‬‬
‫الخطبة وصلى بالناس حتى ال تحدث فتن ة ‪ ,‬وب ذلك اس تطاع ك اتب المحكم ة أن‬
‫يمنع الشاب األزهري من الخطبة تلك السنة ‪.‬‬
‫وبذلك ضيع ذلك الكاتب على الشاب األزهري ‪ ,‬فرصة كان والده ينتظره ا على‬ ‫‪‬‬
‫أحر من الجمر ‪ ,‬كما ضاع على الفتى جهد كبير بذل ه قب ل ذل ك بأي ام في إع داد‬
‫وحفظ الخطبة ‪ ,‬وقد كان ألقاها على والده أكثر من مرة ليطمأن أنه لن يخطئ ‪.‬‬
‫وه ا هي أم ه تخ اف علي ه من الحس د ‪ ,‬فم ا ك اد يخ رج لكي يلقى الخطب ة ‪ ,‬إال‬ ‫‪‬‬
‫وأسرعت ألقت جمرا في إناء ووض عت علي ه من أن واع البخ ور ثم ‪ ,‬ق امت إلى‬
‫كل غرفة تبخرها وتهمهم بكلم ات ‪ ,‬لتحف ظ ابنه ا من الحس د ‪ ,‬واس تمرت ك ذلك‬
‫حتى عاد و فقامت تبخره تهمهم بهذه الكلمات‬
‫ودخل الشيخ وهو غاضب بشدة يلعن ذلك الرجل الذي أك ل الحق د والحس د قلب ه‬ ‫‪‬‬
‫فمنع ابنه من إلقاء خطبة الجمعة ‪.‬‬
‫العلماء غير الرسميين‬
‫لقد كان هناك كث يرا من العلم اء المنب ثين ( المنتش رين ) في المدين ة وقراه ا (ج‬ ‫‪‬‬
‫قري ة) وريفه ا ‪ ,‬وك ان لهم ت أثير كب ير في دهم اء الن اس (عام ة الن اس×‬
‫خاصة ) ‪,‬ومنهم الحاج الخياط الذي كان دكانه يشبه ال ُكتاب ‪.‬‬
‫ك ان ش حيحا (بخيال) ‪ ,‬ومتص ال بش يخ من كب ار أه ل الط رق ‪ ,‬وك ان ي زدري‬ ‫‪‬‬
‫(يحتقر) العلماء جميعا ‪ ,‬ألنهم يأخذون علمهم من الكتب فقد كان ي رى ب أن العلم‬
‫الصحيح هو ذلك الذي يأخذه اإلنسان عن الشيوخ ‪ ,‬ويُسمى بالعلم اللدني ‪.‬‬
‫العلم اللدني ‪ :‬هو ذلك العلم الذي يلقي ه هللا في قلب اإلنس ان عن طري ق اإلله ام ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫دون الحاجة للكتب ‪.‬‬
‫الصبي والعلماء‬
‫لقد استطاع الصبي أن يتردد على كل هؤالء العالء ويتعلم على أيديهم حتى جمع‬ ‫‪‬‬
‫مقدارا ضخما من العلم ‪ ,‬يغلب عليه االختالف االضطراب التناقض ‪ .‬وكان ذلك‬
‫من أهم العوامل ال تي أث رت في تك وين الص بي العقلي ‪ ,‬حيث لم يخ ُل عقل ه من‬
‫التناقض واالضطراب ‪.‬‬

‫ي‪33‬روح ‪ :‬يع ود ‪-‬يحفل ‪ :‬يهتم ‪ ،‬يب الي‪ -‬فُطِ ‪ 3‬روا ‪ُ :‬خلِق وا ‪ -‬ال‪33‬دهش ‪ :‬الح يرة ‪ُ -‬جلّة ‪:‬‬
‫ش دوق ‪ -‬يحنقه ‪ :‬يغيظ ه ‪ّ -‬مجد ‪:‬‬ ‫عظماء م جليل ‪ِ -‬ش ‪3‬دْ قه ‪ :‬ج انب الفم ج أَ ْش داق ‪ُ ،‬‬
‫ّ‬
‫عظم × ح ّق ر‪ -‬غض ‪ :‬أنقص ‪ ،‬قل ل ‪ ،‬ع اب ‪ -‬ال َم ْو ِج‪33‬دة ‪ :‬الغض ب ‪ -‬تهمهم ‪ :‬تتكلم‬
‫كالما ً خفي ا ً ‪ ،‬ت دعو هللا ‪ -‬تي‪33‬اه ‪ :‬متكبِّر × متواض ع‪ -‬منب‪33‬ثين ‪ :‬منتش رين ‪َ -‬دهْ م‪33‬اء ‪:‬‬
‫عامة الناس ج ُدهْ م ‪ -‬تس ‪3‬لّطا ً ‪ :‬تح ّكم ا‪ -‬الشح ‪ :‬البخ ل الش ديد ‪ -‬ي‪33‬زدري ‪ :‬يحتق ر ×‬
‫يحترم ‪ -‬العلم ال َّلدُني ‪ :‬العلم الذي يصل صاحبه عن طريق اإللهام اإللهي ‪.‬‬

‫س‪ : 1‬وازن الكاتب بين نظرتي الريف والحضر للعلماء في عصره ‪ .‬وضح ذلك ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬تختل ف نظرت ا الري ف والحض ر للعلم اء في عص ر الك اتب فبينم ا يحظى‬ ‫‪‬‬
‫العلماء بالتقدير واإلجالل والمهابة واإلكبار نجد العلماء في العواص م والم دن ال‬
‫يكاد يشعر أحد غير تالميذهم ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬الكاتب متأثر بنفسه‪ 3‬الريف فيما يخص العلم والعلماء ‪ .‬وضح ذلك ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬يب دو الص بي مت أثراً بنفس ية الري ف حيث إن ه يك بر العلم اء كم ا يك برهم‬ ‫‪‬‬
‫الريفيون ‪ ،‬ويكاد يؤمن بأنهم خلقوا من طينة نقية ممتازة غير الطين ة ال تي خل ق‬
‫منها الناس جميعا ً ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬اس‪33‬تطاع ك‪33‬اتب المحكم‪33‬ة (الحنفي الم‪33‬ذهب) أن يح‪33‬ول بين الف‪33‬تى األزه‪33‬ري‬
‫وبين إلقاء خطبة الجمعة ‪ .‬وضح ذلك ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬عندما علم ه ذا الك اتب ب أن خطب ة الجمع ة س تكون من نص يب ه ذا الف تى‬ ‫‪‬‬
‫األزهري إذا به ينهض حتى انتهى إلى اإلم ام فق ال في ص وت س معه الن اس إن‬
‫هذا الشاب حديث السن وما ينبغي أن يصعد المنبر وال أن يخطب وال أن يص لى‬
‫بالن اس وفيهم الش يوخ وكب ار الس ن ولئن خليت بين ه وبين المن بر والص الة‬
‫ألنصرفن حتى إذا التفت الناس إليه من كان منكم حريصا ً على أال تبطل ص الته‬
‫فليتبعني فما كان من اإلمام إال أن نهض وألقى الخطبة وصلى بهم ‪.‬‬
‫س‪ : 4‬علمت األم أن ابنها سوف يلقى خطبة الجمعة فما مظاهر اهتمامها بذلك ؟‬
‫‪ - 1‬كانت أمه مشفقة عليه من الحسد ‪.‬‬
‫‪ - 2‬نهضت إلى البخور وطافت به البيت حجرة حجرة وتهمهم بكلمات ال ُت ْف َهم‬
‫س‪ : 5‬ماذا تعرف عن العالم الشافعي خطيب المسجد ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان عالما ً معروفا ً بالتقى والورع يعظمه الناس ويتبركون به إلى ح د يش به‬ ‫‪‬‬
‫التقديس إذ أنهم يلتمسون شفاء مرضاهم وقضاء حاجاتهم عنده ويذكرونه ب الخير‬
‫‪.‬‬
‫س‪ : 6‬كان في المدينة شيخ مالكي المذهب عرف بتواضعه وضح ذلك ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬لقد كان هذا الشيخ عالما ً ولم يتخذ العلم حرفة وإنم ا ك ان يعم ل في األرض‬ ‫‪‬‬
‫ويتجر ويذهب إلى المسجد فيؤدى الصالة ويفقه الن اس في دينهم متواض عا ً غ ير‬
‫متكبر عليهم ‪.‬‬
‫س‪: 7‬صف موقف الحاج الخياط من العلماء مبينا ًموقف الناس منه‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬كان الناس مجمعين على أنه شحيح بخيل ‪ .‬وكان هذا الح اج يحتق ر العلم اء‬ ‫‪‬‬
‫جميع ا ً ؛ ألنهم يأخ ذون علمهم من الكتب ال عن الش يوخ كم ا أن ه ك ان ي رى أن‬
‫العلم الصحيح إنما هو العلم اللدني ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫الحياة حلوة ومرة‬


‫عاش الصبي حياته في تلك السنة بين البيت والكت اب والمحكم ة والمس جد وبيت‬ ‫‪‬‬
‫المفتش ومجالس العلم وحلق ات ال ذكر ‪ ,‬وه و ال يش عر لألي ام بطعم معين ‪ ,‬فهي‬
‫حلوة مرة ومرة أخرى ‪ ,‬وبينهما أيام فاترة (ضعيفة بال بهجة) سخيفة ‪.‬‬
‫وفي أحد األيام ذاق طعم األلم الحقيقي‪ ,‬وعرف أن كل اآلالم التي كره من أجله ا‬ ‫‪‬‬
‫الحياة لم تكن شيئا أمام ذلك األلم ال ذي ش عر ب ه الف تى ‪ ,‬وهن ا ع رف أن ال دهر‬
‫يمكن أن يؤلم الناس ويؤذيهم كما يستطيع أن يجع ل لهم الحي اة حل وة مبهج ة في‬
‫آن (وقت) واحد ‪.‬‬
‫فرحة األسرة‪ ...‬أخت الصبي الصغرى‬
‫ك ان للص بي أخت ص غيرة هي ص غرى أبن اء األس رة ‪ ,‬ك انت في الرابع ة من‬ ‫‪‬‬
‫عمرها ‪ ,‬وكانت تتميز بخفة ال روح ‪ ,‬فص احة اللس ان ‪, ,‬وطالق ة الوج ه (ظه ر‬
‫علي ه عالم ات الف رح) ‪ ,‬وك انت قوي ة الخي ال ‪ ,‬فق د ك انت تجلس أم ام الحائ ط‬
‫وتتحدث معه كما تتحدث أمها لمن يزوره ا ب البيت ‪ ,‬وك انت تس بغ على (تفيض‬
‫وتضفي عليها) كل شيء صفة الحياة والشخصية ‪ ,‬فك انت تح ول ك ل لعبه ا إلى‬
‫نساء ورجال تلعب معهم وتتحدث إليهم ‪.‬‬
‫وقد كانت كل األسرة تشعر بلذة وف رح ش ديد أثن اء س ماعها له ذه األح اديث بين‬ ‫‪‬‬
‫الفتاة والعرائس ‪ ,‬دون أن تشعر الفتاة أن هناك من يراقبها ويسمع حديثها ‪.‬‬
‫االستعداد للعيد‬
‫لم يكد تظهر بوادر (بشائر ومقدمات‪.‬م ‪ /‬بادرة) عيد األضحى ح تى أخ ذت األم‬ ‫‪‬‬
‫وأبنائها يستعدون فاألم ‪ :‬قامت بتهيئة(تجه يز)ال دار ‪ ,‬وإع داد الخ بز والفط ير ‪.‬‬
‫وأخوة الصبي أخ ذ (ب دأ) ك ل منهم في االس تعداد أيض ا له ذا العي د ‪ ,‬فيختلف ون‬
‫(يذهبون) إلى الخي اط والح ذاء(ص انع األحذي ة) ويله و الص غار به ذه التغ يرات‬
‫الطارئة على البيت بسبب قدوم العيد ‪.‬‬
‫أما الصبي فلم يحت اج لالختالف (ال تردد) إلى خ ّي اط أو ح ذاء ‪ ,‬وال ح تى الله و‬ ‫‪‬‬
‫بهذه التغيرات الطارئة على الدار ‪ ,‬بل كان يكتفي بأن يخلو إلى نفسه ويعيش في‬
‫الخياالت التي كان يستمدها من القصص والكتب التي كان يقرأه ا ‪ ,‬ول ذلك ك ان‬
‫يسرف (يزيد) في قراءتها ‪.‬‬
‫إهمال األطفال في الريف‬
‫أقبلت بوادر العيد ‪ ,‬وأص بحت الفت اة ذات ي وم تش عر بن وع من الفت ور والهم ود‬ ‫‪‬‬
‫(الضعف والمرض ) ولم يلتفت إليها أحد ‪ ,‬وهي عادة أه ل الري ف وبخاص ة إذا‬
‫كانت األسرة كثيرة العدد ‪ ,‬واألم تعمل بكثرة ‪.‬‬
‫فهناك فلس فة آثم ة (نظ رة خاطئ ة) لنس اء الري ف تق وم على إهم ال الص غار إذا‬ ‫‪‬‬
‫اشتكوا ‪ ,‬فتعتمد نظرتهم على أن جمي ع األطف ال يش كون وم ا هي إال ي وم وليل ة‬
‫ُشفى) ‪ ,‬وإذا اهتمت به أمه فإنها تزدري الطبيب (تحتق ره) أو أنه ا‬
‫ويفيق و ُي َب ُّل (ي َ‬
‫تجهله (ال تعرفه) ‪ .‬وبالتالي تعتمد على آراء النساء وأشباه النساء ‪ ,‬وهي اآلراء‬
‫التي أفقدت الصبي بصره قبل ذلك وأفقدت الطفلة حياتها فيما بعد‪.‬‬
‫فالطفلة ظلت مريضة ومحمومة (مصابة بالحمى)عدة أيام على فراشها في ناحية‬ ‫‪‬‬
‫من نواحي الدار دون عناية حقيقية ‪ ,‬فما تجد إال أمه ا أو أخته ا ت دفع إليه ا ش يئا‬
‫من الطعام من حين آلخر ‪ .‬والحركة مستمرة في الدار التنظيف وتجه يز الفط ير‬
‫والخبز واالستعداد للعيد ‪ .‬فالصبيان في لهوهم والشباب في ثيابهم الجديدة واألب‬
‫يذهب ويروح ويجلس إلى أصحابه في آخر النهار وأول الليل‬
‫شبح الموت يحلق على دار الصبي‬
‫ولما كان اليوم الرابع من مرض الفت اة توق ف ك ل ش يء ‪,‬وع رفت األم أن ش بح‬ ‫‪‬‬
‫الموت قد اقترب من البيت الذي لم يعرفه من قبل فلم يدخل هذا الشبح ذلك البيت‬
‫س ابقا كم ا لم تع رف األم ل ذع (إحراق ه وش دته)األلم الص حيح ‪ .‬ك انت األم في‬
‫عملها وفجأة تسمع صياح ابنتها ‪ ,‬فتترك كل شيئا وتس رع إليه ا ‪ ,‬ويش تد ص ياح‬
‫الفتاة ساعة بع د س اعة ‪ ,‬وي ترك الجمي ع م ا ك انوا يعملون ه ‪ ,‬الص بيان ي تركون‬
‫لهوهم والشباب يتركون ح ديثهم وي ترك األب أص دقائه ويس رع الجمي ع إليه ا ‪,‬‬
‫ولكن ال جدوى فما زال الص ياح مس تمر في ش دة وألم ‪ ,‬األم تح اول أن تعطيه ا‬
‫ألوان الدواء واألب (الشيخ) يذهب في ضعف ش ديد يص لي وي دعو هللا أن يزي ل‬
‫عن ابنته ‪ ,‬وما زال الصياح مستمر في شدة وألم ‪.‬‬
‫الحزن يسيطر على األسرة‬
‫وجاء وقت العشاء ‪ ,‬فمدت األخت الكبرى المائدة وحضر الشيخ (األب) واألبن اء‬ ‫‪‬‬
‫ولكن لم تمد يد إلى الطعام فتفرق الجميع ورُفعت المائ دة كم وض عت ‪ ,‬فم ا زال‬
‫الص ياح مس تمر ‪ ,‬واألم تح دق (ت دقق النظ ر) في ابنته ا حين ا وترف ع ي دها إلى‬
‫السماء حينا آخر ‪ ,‬وقد كش فت رأس ها ولم تكن من عادته ا ‪ ,‬لكن أب واب الس ماء‬
‫كانت قد أغلقت في ذلك اليوم ‪ ,‬فقد سبق القضاء بما ال بد منه ‪ ,‬ف األم تتض رع ‪,‬‬
‫والشيخ يتلو القرآن ‪ ,‬والغريب أنه مع ك ل ذل ك األلم والص ياح لم يفك ر أح د في‬
‫األسرة كلها في إحضار الطبيب ‪.‬‬
‫الطفلة وسكرات الموت‬
‫وتق دم اللي ل ف إذا بالفت اة ته دأ وأخ ذ ص وتها يخفت (يض عف ويس كن) ‪ ,‬وس كن‬ ‫‪‬‬
‫اضطرابها ‪ ,‬وتخيلت األم أن هللا قد سمع دعاءه ا وزوجه ا وق د انحلت األزم ة ‪,‬‬
‫ولكن هذا الحل كان حال نهائيا ‪ ,‬فقد رحم هللا هذه الفتاة من األلم وكانت آيات ه في‬
‫ذلك هدوء االضطراب وخفوت الصوت ‪ ,‬وتخيلت األم أن ابنتها ستنام ‪ ,‬فهي في‬
‫هدوء متصل ‪ ,‬ال صوت وال حركة وإنما ه و نفس خفي ف يخ رج بين ش فتيها ثم‬
‫يتوقف فجأة ‪ ,‬فقد فارقت الحياة ‪.‬‬
‫مظاهر الحزن واأللم لوفاة الطفلة‬
‫والكاتب ال يعرف ما المرض الذي أصاب الفتاة ‪ ,‬وال يعرف كيف انتهت حياته ا‬ ‫‪‬‬
‫‪ ,‬وقد ارتفع صوت آخ ر بالص ياح والبك اء إنه ا األم ال تي ش عرت بج زع وهل ع‬
‫(حزن شديد) فقد أحست بالثكل (الموت والهالك وفقد الحبيب والول د) وانهم رت‬
‫دموعها حتى قطعت الدموع صوتها (حبسته ومنعت ه من االنطالق) وك انت تلطم‬
‫خديها وتصك (تضرب) صدرها بيديها أما األب فكان ال ينط ق بكلم ة واح دة ‪,‬‬
‫وإنما تنهمر دموعه ‪ ,‬في حزن شديد وأسرع ليتقبل العزاء من الجيران في صبر‬
‫وجل د(تحم ل) أم ا األبن اء اختلف وا فمنهم من قس ا قلب ه فن ام ومنهم من رق قلب ه‬
‫فسهر الليل حزنا على أخته ثم كان ي وم عي د األض حى ‪ ,‬وق د أقب ل األب ومع ه‬
‫بعض الرجال فأسرعوا وحملوا الفتاة إلى حيث مثواها األخير ‪ ,‬ويالها من س اعة‬
‫حزن وبكاء حينما عاد األب ظهرا بعدما وارى ابنته التراب!!!‬
‫المصائب تتوالى على األسرة‬
‫ومنذ ذلك اليوم اتص لت األواص ر (الص الت) بين األح زان وبين ه ذه األس رة ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫فبعد شهرا واحدا مات أبو الش يخ اله رم (الكب ير في الس ن) ‪ ,‬وم ا هي إال أش هر‬
‫قليلة ح تى فق دت األم أمه ا الفاني ة (ال تي بلغت أرذل العم ر وعم رت ط ويال) ‪,‬‬
‫فأصبح البيت ال يعرف سوى الحداد الدائم المتصل ‪ ,‬وأصبح األلم والح زن يقف و‬
‫(يتبع) بعضه بعضا منه الالذع (الشديد) ومنه الهادئ‬
‫اليوم الحزين‬
‫جاء يوم منكر حزين لم تعرف له األسرة مثي ل وال ذي جع ل حياته ا كله ا ح زن‬ ‫‪‬‬
‫متصل بال أفراح فقد قض ى ذل ك الي وم على األم أن تلبس الس واد ط وال حياته ا‬
‫وأال تفرح إال بكت إثر(بعد) ضحكها ‪ ,‬وجعلها ال تعرف معنى الفرح ‪,‬وال تفارق‬
‫الدموع خديها ‪ ,‬وال تبتسم لعيد إال وهي كارهة راغمة (مكرهة‪,‬مجبرة) ‪.‬‬
‫وباء الكوليرا ومرض أخيه الشاب‬
‫كان هذا اليوم هو يوم ‪ 21‬أغسطس سنة‪1902‬م ‪ ,‬فقد كان الصيف حزين منك ر‬ ‫‪‬‬
‫(غ ير محبب للنفس بس بب أحزان ه) ‪ ,‬فق د انتش ر وب اء (الم رض ال ذي انتش ر‬
‫وتفشى) الكوليرا ال ذي فت ك بأه ل مص ر (قت ل على غ رة) ‪ ,‬وقض ى على أس ر‬
‫بكامله ا ‪ ,‬ودم ر م دنا وق رى كامل ة ‪ ,‬ح تى أغلقت الم دارس والكت اتيب وانبث‬
‫(انتش ر) األطب اء ورس ل مص لحة الص حة (وزارة الص حة) في الق رى والم دن‬
‫ومعهم أدواتهم وخيامهم يحجزون فيها المصابين والمرضى‬
‫وكان من نتيجة ذلك أن الهلع (الفزع والخوف الشديد) قد أص اب الن اس وه انت‬ ‫‪‬‬
‫في أعينهم الدنيا ‪ ,‬حتى أن سيدنا أكثر من كتابة الحجب والمخلفات (أدعي ة تكتب‬
‫في الحجاب لمنع الشر) وبدأت كل أسرة تتحدث عم ا أص اب األس ر األخ رى و‬
‫وتنتظر حظها من المصيبة ‪,‬‬
‫أما أم الصبي ‪ ,‬فقد أصابها الهلع المستمر ‪ ,‬تس أل نفس ها أل ف م رة في ك ل ي وم‬ ‫‪‬‬
‫بمن تنزل النازلة (المصيبة) من أبنائه ا وبناته ا ‪ ,‬ح تى أتاه ا الج واب في أحب‬
‫وأكثر أبنائها بر بوالديه‬
‫صفات الفتى أخي الصبي (المصاب بالكوليرا )‬
‫ك ان لألس رة ف تى في الثامن ة عش ر من عم ره حص ل على البكالوري ا (الثانوي ة‬ ‫‪‬‬
‫العامة) وانتسب لمدرسة الطب ‪ ,‬فقد كان أنجب أفراد األسرة وأذكاها وأرقها قلبا‬
‫وأكثرهم برا بوالديه وأعطفهم على إخوته ‪ ,‬وكان سعيدا مبتهجا دائما ‪.‬‬
‫وعندما انتشر الوباء اتصل بطبيب المدينة وكان يرافقه إلى حيث ي ذهب ‪ ,‬وك ان‬ ‫‪‬‬
‫يقول بأنه يتمرن على صنعته حتى جاء يوم ‪20‬أغسطس ‪1902‬م‪.‬‬
‫ما الذي حدث في ذلك اليوم ؟‬
‫عاد الفتى على عادته مبتسما سعيدا والطف أمه وداعبه ا ‪ ,‬وق ال ب أن المدين ة لم‬ ‫‪‬‬
‫تصب اليوم إال بعشرين حالة فقط ‪ ,‬وأن الوباء بدأ في االنحسار ‪ ,‬ولكنه شكا من‬
‫بعض الغثيان (اضطراب في المعدة حتى تكاد تقيء) ثم خ رج ألبي ه فجلس مع ه‬
‫وحدث ه كعادت ه ‪ ,‬وج اء أص دقائه ف ذهب معهم إلى حيث ي ذهبون ك ل ليل ة عن د‬
‫شاطئ اإلبراهيمية ‪ ,‬ثم ع اد إلى ال بيت وزعم ألهل ه أن أك ل الث وم يقي من ه ذا‬
‫المرض فأكل الجميع إال أبيه وأمه فإنه فشل في إقناعهما بذلك ‪.‬‬
‫ثم دخل الجميع للنوم ‪ ,‬فإذا بصيحة غريبة مألت إرجاء (ن واحي ) ال بيت و فهب‬ ‫‪‬‬
‫(استيقظ مسرعا) لها كل من في البيت ‪ ,‬وأسرع الجميع إلى دهليز(م دخل ال بيت‬
‫ج ‪ /‬دهاليز) البيت متجهون إلى مصدر الصوت ‪.‬‬
‫المرض واشتداده على الفتى‬
‫لقد أصيب الشاب بالمرض وقد ك ان يح اول جاه دا أن يكتم ص وت القيء ‪ ,‬فق د‬ ‫‪‬‬
‫قضى ساعة أو ساعين يخرج من الحجرة على أطراف قدميه فيقيء ويع ود دون‬
‫أن يشعر به أحد فلما اشتد المرض لم يستطع أن يكتم صوته و فسمع الجميع هذه‬
‫الحشرجة (صوت يتردد في الحلق أثناء القيء) ففزعوا لها جميعا ‪.‬‬
‫وهنا عرفت األم بمن تنزل النازلة ومن أبنائها سيص اب به ذا الم رض اللعين ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫ولم يستطع أن يفعل شيئا سوى أن يتمالك نفسه في صبر وجل د وي دخل ابن ه إلى‬
‫حجرته وأم ر بالفص ل بين ه وبين إخوت ه أس رع فأحض ر ج ارين من جيران ه ثم‬
‫أسرع إلى الطبيب ‪.‬‬
‫ماذا فعلت األم عندما علمت بمرض‪ 3‬ابنها ؟‬
‫كانت أم الفتى مروعه (خائفة) مؤمنة جلدة ‪ ,‬تهتم بابنه ا ‪ ,‬ح تى إذا توق ف القيء‬ ‫‪‬‬
‫أس رعت إلى ال دهاليز ف رفعت ي ديها ووجهه ا إلى الس ماء وف نيت في ال دعاء‬
‫والصالة (اجتهدت واستغرقت في ذلك) ‪ ,‬فإذا سمعت حشرجة ابنها أسرعت إلي ه‬
‫فوضعت رأسه على صدرها وما زال لسانها يدعو هللا أن يشفيه ويرحمه ‪.‬‬
‫ولم تستطع أن تحول وتفصل بين الفتى وإخوته ‪ ,‬فقد أسرع الجميع إليه وأحاطوا‬ ‫‪‬‬
‫به واجمين (اشتداد الحزن ح تى منعهم من الكالم) وه و ي داعب أم ه كلم ا انتهى‬
‫القيء ‪ ,‬ويلعب مع صغار إخوته ‪ ,‬حتى أتي الطبيب فوصف ما وصف من دواء‬
‫ثم انصرف على أن يعود في الصباح فجلست األم في حج رة ابنه ا ‪ ,‬أم ا الش يخ‬
‫بعدما انصرف الطبيب فقد جلس قريبا من الحجرة ال ي دعو وال يق رأ الق رآن وال‬
‫يتكلم مع أحد من الذين يتحدثون إليه ‪.‬‬
‫احتضار االبن‬
‫أتى الصبح بعد ألى (جهد شديد) ‪ ,‬وأخذ الف تى يش كو ألم ا في س اقيه في دلكها ل ه‬ ‫‪‬‬
‫أخواته ‪ ,‬وهو يشكو من شدة األلم ‪ ,‬فمرة يتحمل ومرة يصيح من شدته وألمه ‪.‬‬
‫وقد طلب الفتى بأن ُي برق(يرس ل إلي ه برقي ه‪ ,‬تلغ راف) إلى أخي ه األزه ري في‬ ‫‪‬‬
‫القاهرة ليحضر وكذلك إلى عمه في أعلى اإلقليم ‪ ,‬وك ان يطلب الس اعة من حين‬
‫آلخر ‪ ,‬فقد كان يخشى أن يموت دون أن يراهما ‪.‬‬
‫وبالفعل فالموت لم يمهله حتى يراهما فقد جاء الطبيب في الصباح ‪ ,‬وخ رج وق د‬ ‫‪‬‬
‫يئس من شفاء الصبي ‪ ,‬وقد أسر (تحدث سرا) إلى الرجلين بأن الفتى يحتض ر ‪,‬‬
‫فأسرع الرجالن حتى دخال على الفتى الحجرة وأمه عنده وك انت تل ك أول م رة‬
‫في حياتها تظهر أمام الرجال‬
‫وكان الفتى في تلك اللحظات يتلوى من شدة األلم ويواس ي أم ه ويق ول له ا بأن ه‬ ‫‪‬‬
‫ليس أفضل من النبي الذي مات وأن الجميع إلى زوال ثم يتجه إلى أبي ه يري د أن‬
‫يواسيه فال يجيب عليه الشيخ ‪.‬‬
‫ثم ألقى نفسه على السرير وعجز عن الحركة ‪ ,‬وأخذ يئن (يحدث صوتا من شدة‬ ‫‪‬‬
‫المرض)أنينا يخفت(يضعف) من وقت آلخر ‪ ,‬ح تى انتهى الص وت باض طراب‬
‫قليل ورعشة قوية سارت في جسمه تبعها موت الفتى ‪.‬‬
‫ثم أسرع الرجالن فهيآه (جهّزاه للدفن) وعصّباه وألقي ا على وجه ه لثام ا (رب اط‬ ‫‪‬‬
‫يشد على وجه الميت) ثم خرجا للشيخ ‪ .‬وما هي إال ساعة حتى تم تجه يز الف تى‬
‫للدفن ‪ ,‬وخرج ب ه الرج ال على أعن اقهم لمث واه (مس تقره) األخ ير ‪ ,‬وم ا ك ادوا‬
‫يخرجوا به حتى كان أول من لقي النعش ذلك العم الشيخ الذي كان الف تى يتمه ل‬
‫الموت حتى يراه ‪.‬‬
‫أين كان الصبي ؟‬
‫نزو في أح د أرك ان الغرف ة واجم ا كئيب ا دهش يم زق الح زن‬
‫لقد كان الصبي م ٍ‬ ‫‪‬‬
‫قلبه ‪ ,‬حتى أنه ال ينسى أبدا تلك األنة التي أرسلها الفتى نحيل ة ض ئيلة طويل ة ثم‬
‫سكت بعدها لألبد ‪.‬‬
‫وظل في مكانه حتى أتى أحد الرجلين فجذبه بشدة ‪ ,‬وأخذه إلى مك ان بين الن اس‬ ‫‪‬‬
‫فوضعه كما يوضع الشيء بال اهتمام ‪.‬‬
‫أم الفتى‬
‫قامت أم الفتى ‪ ,‬وقد انتهى صبرها ووهى جلدها (ضعف تحملها وصبرها) ‪ ,‬فما‬ ‫‪‬‬
‫كادت تقف حتى ه وت (س قطت) فأس رع ال رجالن وأس نداها ‪ ,‬وتم الكت نفس ها‬
‫ح تى خ رجت من الغرف ة ‪ ,‬وبمج رد أن تجاوزته ا ح تى أطلقت ش كاة‬
‫(شكوى)وصيحة عالية ال يذكرها الفتى إال انخلع قلبه من شدتها وشدة ألمها ‪.‬‬
‫وقد ازدحم الناس خارج ال دار يواس ون الش يخ ‪ ,‬وأس رعت النس اء إلى أم الف تى‬ ‫‪‬‬
‫يواسين أمه ‪ ,‬والشيخ وزوجته مشغولون عن ك ل ه ؤالء ب الفتى وم ا يعاني ه من‬
‫آالم المرض ‪.‬‬
‫استقرار الحزن في بيت الصبي ‪( ,‬تغير عادات األسرة)‬
‫فمن ذلك اليوم استقر الحزن العمي ق (الش ديد) في بيت الص بي ‪ ,‬وأص بح الف رح‬ ‫‪‬‬
‫واالبتهاج شيء يجب على الجميع من شبان وصغار أن يتجنبه ‪.‬‬
‫حتى أن الشيخ منذ ذلك اليوم تعود إذا جلس إلى مائدة الغداء أو العش اء أن ي ذكر‬ ‫‪‬‬
‫ابنه الفتى ويبكيه ساعة أو بعض ساعة ‪ ,‬وأمامه زوجته تعينه ‪,‬‬
‫واألبناء يحاولون تعزية ه ذين األب وين فال يبلغ ون منهم ا ش يئا (ال يس تطيعون)‬ ‫‪‬‬
‫فيجهشون بالبكاء جميعا (يتهيئون ويهمون بالبكاء) ‪.‬‬
‫ومن ذلك اليوم تعودت تلك األسرة أيضا أن تعبر النيل إلى مقر الم وتى من حين‬ ‫‪‬‬
‫آلخر ‪ ,‬وكانت من قبل ذلك تعيب على من يذهب لزيارة القبور ‪.‬‬
‫وفاء الصبي ألخيه الشاب‬
‫لقد تغير الفتى منذ ذلك الحين فعرف هللا حق المعرفة وح رص على التق رب إلى‬ ‫‪‬‬
‫هللا تعالى بكل ألوان الطاع ة ‪ ,‬فأحيان ا بالص الة وأحيان ا بالص دقة وأحيان ا بتالوة‬
‫القرآن ‪.‬‬
‫وعرف الصبي من شيوخه أن اإلنسان يحاس ب على أعمال ه من الخامس ة عش ر‬ ‫‪‬‬
‫من عمره ‪ ,‬وهو يعلم أن أخيه من طالب الم دارس وك ان مقص ر بعض الش يء‬
‫في وجباته الدينية ‪ ,‬وحسب الفترة بين موت أخي ه وبداي ة محاس بته على أعمال ه‬
‫فوجدها ثالثة سنوات ألن الف تى م ات في الثامن ة عش ر من عم ره ‪ ,‬ول ذلك فق د‬
‫عاهد هللا على أن يصلي الخمس كل يوم مرتين مرة له ومرة ألخيه ‪ ,‬وأن يصوم‬
‫شهر رمضان مرتين أيضا ‪ ,‬له وألخي ه ‪ ,‬وعاه د هللا على أن يكتم ذل ك كل ه عن‬
‫أسرته وأن يجعل ذلك بينه وبين هللا تعالى ‪.‬‬
‫وكان من بره بأخيه بعد موته أنه أخذ عهد على نفسه أال يأكل من طعام أو فاكهة‬ ‫‪‬‬
‫إال وأطعم منه فقير أو يتيم قبل أن يأكل هو منه ‪.‬‬
‫ويشهد هللا أن الفتى ظل على عهده أشهرا ‪ ,‬و ما غير سيرته هذه إال عندما ذهب‬ ‫‪‬‬
‫إلى األزهر‬
‫وقد عرف الصبي أيضا األرق (السهر) فكان دائما ما يذكر أخاه في س واد اللي ل‬ ‫‪‬‬
‫فال يس تطيع أن ين ام ويظ ل يق رأ س ورة اإلخالص آالف الم رات ويهبه ا ألخي ه‬
‫الشاب ‪ .‬وكذلك أخ ذ ينظم ش عرا على نح و م ا ك ان يق رأه في الكتب والقص ص‬
‫يعبر فيه عن حزنه العميق على أخيه وال ينهي قصيدة إال وصلى فيها على النبي‬
‫(‪ )‬ووهب هذه الصالة أيضا ألخيه ‪.‬‬
‫وكذلك عرف الصبي األحالم المروعة (المخيفة) فقد ك انت عل ة أخي ه تتمث ل ل ه‬ ‫‪‬‬
‫كل ليلة في منامه ويقظته ‪ ,‬واستمر هذا الحال أعواما عديدة حتى أصبح الص بي‬
‫فتى ورجال ‪ ,‬وهو ما زال كما ه و من وف اء ألخي ه ‪ ,‬ي راه في المن ام م رة في‬
‫األسبوع مرة واحدة على أقل تقدير ‪.‬‬
‫وقد تعزي (تصبر) األخوة عن ذلك الفتى ‪ ,‬ونسيه من نسيه من أصحابه وأتراب ه‬ ‫‪‬‬
‫(أقران ه وأص دقائه ) ‪ ,‬وك انت ذك راه ال ت زور الش يخ إال لمام ا (في بعض‬
‫األحيان) ‪ ,‬ولكن لم يظل يذكره وسيظل ي ذكره إلى أن يم وت إال اث نين هم ا أم ه‬
‫وهذا الصبي (يقصد نفسه ‪ -‬طه حسين)‬

‫فاترة ‪ :‬أي مملة‪ -‬تسبغ ‪ :‬أي تضفي ‪ -‬بوادر ‪ :‬بش ائر ‪ ،‬عالم ات م ب ادرة ‪ -‬يب ‪3‬ل ّ من‬
‫شبوح ‪ -‬ل ذع ‪ :‬م رارة‬ ‫المرض ‪ُ :‬ي َشفى منه ‪ -‬شبحا ً مخيفا ً‪ :‬خيال الموت ج أَشباح و ُ‬
‫حُزنا ً ‪ -‬مبهوتة ‪ :‬مندهشة ‪ -‬تحدق ‪ :‬ت دقق النظ ر‬
‫ُطرقة ‪ ،‬ساكتة ْ‬
‫‪ -‬واجمة ‪ :‬عابسة م ِ‬
‫‪ -‬تتضرع ‪ :‬تدعو ‪ ،‬تبتهل ‪ -‬ال ُّثكل ‪ :‬فقد الحبيب ‪ -‬جزع ‪ :‬انع دام الص بر × الص بر ‪-‬‬
‫تولول ‪ :‬تدعو بالويل ‪ -‬تخمش ‪ :‬تجرح ‪ -‬تصك صدرها ‪ :‬تض ربه بق وة ‪ُ -‬نك ر ‪ :‬أي‬
‫ك ره وص عوبة ‪ -‬وارى ابنت‪33‬ه ال‪33‬تراب ‪ :‬دفنه ا ‪ -‬األواصر ‪ :‬الص الت و الرواب ط م‬
‫اآلصرة ‪ -‬الشيخ الهرم ‪ :‬أي الذي بلغ أقصى الكبر ‪ -‬يقفو ‪ :‬يتبع ‪ -‬الالذع ‪ :‬المؤلم ‪،‬‬
‫المحرق ‪ -‬موتا ً ذريعا ً ‪ :‬أي سريعا ً ش نيعا ً ‪ -‬النازلة ‪ :‬المص يبة الش ديدة ج ن ِ‬
‫ازالت ‪،‬‬
‫نوازل ‪ -‬وطأة الوباء ‪ :‬شدة المرض ‪ -‬الدِّ هْ ليز ‪ :‬المدخل بين الباب و وس ط ال دار ج‬
‫ِ‬
‫الدهاليز ‪ -‬الحشرجة ‪ :‬تردد النفس في الحلق عند الموت ‪ -‬خليقا ً ‪ :‬ج ديرا ُ ‪ ،‬مس تحقا ً‬
‫‪ -‬بع‪33‬د ألى ‪ :‬بع د مش قة ‪ -‬يتض‪3ّ 3‬ور ‪ :‬يتل وي ‪ ،‬يت ألم ‪ -‬األنة ‪ :‬اآله ة ‪َ -‬وهِي َج َل‪3‬دُها ‪:‬‬
‫ضعف صبرها ‪ -‬لثاما ً ‪ :‬أي غطاء ج لثم ‪ -‬أطوار ‪ :‬مراحل م طور ‪ -‬لماما ً ‪ :‬قليالً ‪.‬‬

‫ضي أيامه ؟‬
‫س‪ : 1‬كيف كان الصبي (طه) يق ّ‬
‫جـ ‪ :‬بين ال بيت والك َّتاب والمحكم ة والمس جد وبيت المفتش ومج الس العلم اء‬ ‫‪‬‬
‫وحلقات الذكر ‪ ,‬ال هي بالحلوة وال هي ب المرَّ ة ‪ ،‬ولكنه ا تحل و حين ا وتم ر حين ا‬
‫آخر ‪ ،‬وتمضي فيما بين ذلك فاترة سخيفة‪.‬‬
‫س‪ : 2‬لنساء القرى فلسفة آثمة‪ 3‬في التعامل مع أطفالهم ال‪33‬ذين يش‪33‬كون من م‪33‬رض‬
‫ما ‪ .‬وضح ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬الفلسفة اآلثمة ‪ :‬إذا اشتكى طفل فنادراً ما تعنى ب ه أم ه وخاص ة إذا ك انت‬ ‫‪‬‬
‫األسرة كبيرة العدد و األم كثيرة العمل ‪ ،‬إنما تتركه كي يشفى بنفسه ‪ ،‬وال تذهب‬
‫به إلى طبيب ‪ ،‬وإذا عالجته فتعالجه بعلم النساء في الريف (الوصفات البلدية)‬
‫س‪ : 3‬متى عرف الصبي األلم الحقيقي ؟ وما الذي اكتشفه عندئذ ؟‬
‫جـ ‪ :‬عرفه عندما فقد أخته الصغرى بالموت ‪ .‬واكتشف أن تل ك اآلالم ال تي ك ان‬ ‫‪‬‬
‫يشقي بها لم تكن شيئا ‪.‬‬
‫س‪ : 4‬بم وصف الصبي أخته ؟ وبم وصف طفولتها ؟‬
‫جـ ‪ :‬وصف الصبي أخته بأنها ‪ :‬خفيفة الروح ‪ -‬طلقة الوجه ‪ -‬فص يحة اللس ان ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫عذبة الحديث ‪ -‬قوية الخيال ‪.‬‬
‫‪ -‬وصف طفولتها بأنها ‪ :‬طفولة لهو وعبث ‪ ,‬تجلس إلى الحائط فتتحدث إليه كم ا‬ ‫‪‬‬
‫تتحدث أمها إلى زائرتها ‪ ،‬وتبعث في كل اللعب التي كانت بين يديها روحا قوي ا‬
‫وتسبغ (تضفي)عليها شخصية‪ .‬فهذه اللعبة امرأة وهذه اللعبة رجل ‪ ،‬وهذه اللعب ة‬
‫فتى ‪ ،‬وهذه اللعبة فتاة ‪ ،‬والطفلة بين ه ؤالء األش خاص جميع ا ت ذهب وتجيء ‪،‬‬
‫وتصل بينها األحاديث مرة في لهو وعبث ‪ ،‬وأخرى في غي ظ وغض ب ‪ ،‬وم رة‬
‫ثالثة في هدوء واطمئنان‪.‬‬
‫س‪ : 5‬ل َم ع ّد طه حسين شقيقته‪ 3‬ضحية اإلهمال ؟‬
‫جـ ‪ :‬ع ّد طه حسين شقيقته ضحية اإلهمال ؛ ألن أحداً لم يهتم بها عن دما ظه رت‬ ‫‪‬‬
‫يستدع أحد الطبيب لعالجها ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أعراض المرض عليها وظلت محمومة أياما ً ‪ ،‬ولم‬
‫س‪ : 6‬حتى إذا كان عصر الي‪33‬وم الراب‪33‬ع وق‪33‬ف ه‪33‬ذا كل‪33‬ه فج‪33‬أة ‪ .‬وق‪33‬ف وع‪33‬رفت أم‬
‫الصبي أن شبحا ً مخيفا ً يحلق على هذه الدار ‪ .. ..‬ما الشبح المخيف المقصود ؟‬
‫الشبح المخيف هو شبح الموت الذي اختطف شقيقته ‪.‬‬
‫س‪ : 7‬ما الذي كان يفعله الشيخ واألم كلما ازداد صراخ الطفلة ؟‬
‫جـ ‪ :‬الشيخ كان يأخذه الضعف الذي يأخذ الرجال في مثل هذه الحال ‪ ،‬فينصرف‬ ‫‪‬‬
‫مهمهما بصلوات وآيات من القرآن يتوسل (يستنجد) به ا إلى هللا‪.‬أم ا األم فك انت‬
‫جالسة واجمة تحدق في ابنتها وتسقيها ألوانا من الدواء ‪.‬‬
‫س‪ : 8‬ع‪3‬اد الش‪3‬يخ إلى داره م‪3‬ع الظه‪3‬ر وق‪3‬د وارى ابنت‪3‬ه في ال‪3‬تراب‪ ...‬من‪3‬ذ ذل‪3‬ك‬
‫اليوم اتصلت األواص‪33‬ر بين الح‪33‬زن وبين ه‪33‬ذه األس‪33‬رة ‪ ...‬م‪33‬اذا قص‪33‬د الك‪33‬اتب به‪33‬ذه‬
‫األواصر ؟‬
‫جـ ‪ :‬قصد الكاتب بهذه األواصر استمرار األحزان في البيت فق د خط ف الم وت‬ ‫‪‬‬
‫بعد ذلك أباه الهرم (شديد الكبر) ‪ ،‬وما هي إال أشهر أخرى حتى فقدت أ ّم الصبي‬
‫أمّها الفانية (الهالكة) ‪ ،‬ثم كانت الكارثة بفقد ابنها بداء الكوليرا ‪.‬‬
‫س‪ : 9‬ما اليوم الذي طبع األسرة بطابع الحزن الدائم ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان هذا اليوم ي وم الخميس ‪ 21‬أغس طس من س نة ‪ 1902‬عن دما اختط ف‬ ‫‪‬‬
‫الموت ابنهم الذي كان يدرس بمدرسة الطب بعد إصابته بمرض الكوليرا ‪.‬‬
‫تعود عليه الشيخ و أسرته عند كل غذاء و عشاء ؟‬
‫س‪ : 10‬ما الذي ّ‬
‫جـ ‪ :‬تع وّ د الش يخ أالَّ يجلس إلى غدائ ه وال إلى عش ائه ح تى ي ذكر ابن ه ويبكي ه‬ ‫‪‬‬
‫س اعة أو بعض س اعة ‪ ،‬وأمام ه امرأت ه تعين ه على البك اء ‪ ،‬ومن حول ه أبن اؤه‬
‫وبناته يحاولون تعزية ه ذين األب وين فال يبلغ ون منهم ا ش يئا فيجهش ون جميع ا‬
‫بالبكاء‪.‬من ذلك اليوم تعودت هذه األسرة أن تعبر النيل إلى مقر الم وتى من حين‬
‫إلى حين ‪ ،‬وكانت من قبل ذلك تعيب الذين يزورون الموتى‪.‬‬
‫س‪ :11‬متى تغ ّيرت نفسية‪ 3‬الصبي ؟ وما مظاهر ذلك التغ ُّير ؟‬
‫جـ ‪ :‬تغيّرت نفسية الصبي منذ فقد شقيقه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬مظاهر ذلك التغيُّر ‪ :‬تغيرت نفسية صبينا تغيرا تام ا‪ .‬ع رف هللا ح ًّق ا وح رص‬ ‫‪‬‬
‫على أن يتقرب إليه بكل أل وان التق ريب‪ :‬بالص دقة وبالص الة حي ًن ا آخ ر وبتالوة‬
‫القرآن مرة ثالثة‪.‬‬
‫س‪ : 12‬كيف ف ّكر الصبي في اإلحسان إلي أخيه الشاب بعد وفاته ؟‬
‫جـ ‪ :‬وذلك بأن يحط (يلق ويبعد)عن أخيه بعض السيئات ‪ ،‬فكان يص وم ويص لي‬ ‫‪‬‬
‫و له و ألخيه ‪ ،‬وكان يقرأ سورة اإلخالص آالف المرات ثم يهب ذلك كله ألخي ه‬
‫‪.‬‬

‫أنباء سارة للصبي‬


‫لقد قال الشيخ البنه بأن ه ه ذه الم رة س وف ي ذهب حق ا إلى الق اهرة ‪ ,‬وس يكون‬ ‫‪‬‬
‫مجاورا(اسم يطلق على تالميذ األزهر) ‪ ,‬وستجتهد في طلب العلم ‪ ,‬وتمنى األب‬
‫أن يهيش حتى يرى ابنه األزهري قاضيا كبيرا ‪ ,‬ويرى الصبي عالما من علم اء‬
‫األزه ر يجلس إلى عم ود ويلت ف حول ه الطالب في حلق ة واس عة بعي دة الم دى‬
‫(المسافة)‪.‬‬
‫أثر كالم الشيخ على الصبي‬
‫لم يصدق الصبي هذا الكالم ولم يكذبه ‪ ,‬فكثيرا ما قال له أبوه ه ذا الكالم وكث يرا‬ ‫‪‬‬
‫ما ك ان ي أتي أخي ه األزه ري ويس افر إلى الق اهرة دون أ يأخ ذه مع ه ‪ ,‬ويترك ه‬
‫ليتردد على المحكمة والكتاب ومجالس العلم اء ‪ ,‬ول ذلك فض ل أن ينتظ ر األي ام‬
‫لتصدق هذا الكالم أو تكذبه ‪.‬‬
‫هل حققت األيام كالم األب ؟‬
‫نعم فما هي إال أيام وجاء يوم الخميس ووجد الصبي نفسه يتجهز حقا لكي يسافر‬ ‫‪‬‬
‫إلى القاهرة برفقة أخيه األزهري ‪ ,‬فهاهو يرى نفس ه فيس المحط ة ولم ا تش رق‬
‫الشمس (قبل شروق الشمس)‬
‫حزن الصبي أثناء وجوده في المحطة‬
‫وجد نفسه حزين ا من ّكس ال رأس فنه ره (عنف ه ويزج ره ويغض به)أخ وه األك بر‬ ‫‪‬‬
‫بلطف ‪ ,‬وقال ال تكن بذلك الوجه الحزين حتى ال يحزن أخوك األزهري ‪ ,‬وق ال‬
‫له الشيخ يشجعه على هذه المرحلة الجديدة ‪ ,‬م ال ال ذي يحزن ك ؟ ألس ت رجال؟‬
‫ألس ت ق ادر على أن تف ارق أم ك ؟أم أن ك تري د أن تلعب ؟ ألم يكف ك ه ذا اللعب‬
‫الطويل ؟‬
‫حقيقة الحزن‬
‫يشهد هللا بأن الصبي لم يكن حزينا على فراق أمه أو على عدم لعبه ‪ ,‬ولكنه ك ان‬ ‫‪‬‬
‫حزينا على ذلك الفتى الذي ينام(أخ وه ال ذي م ات) من وراء الني ل ‪ ,‬وذل ك ألن ه‬
‫كان يذكره وكان يذكر بأنه سيكون معهما في الق اهرة تلمي ذا في مدرس ة الطب ‪,‬‬
‫ولكن ه لم يق ل ش يئا ولم يظه ر حزن ا وإنم ا اكتفى باالبتس ام ‪ ,‬ول و ت رك نفس ه‬
‫بطبيعتها لبكى كثيرا وأبكى من حوله جميعا ‪.‬‬
‫الصبي في القاهرة‬
‫انطل ق القط ار ومض ت س اعات ورأى ص احبنا (الص بي) نفس ه في الق اهرة‬ ‫‪‬‬
‫بالفعل ‪ ,‬وقد أقبل جماعة من المجاورين إلى أخيه يحيونه وأكلوا معه م ا أتى لهم‬
‫به من القرية ‪ ,‬ثم انقضي ذلك اليوم وهو الجمعة ‪.‬‬
‫ثم وجد نفسه في األزهر يصلي الجمعة ‪ ,‬وإذا بشيخ ضخم الصوت فخم الرائيات‬ ‫‪‬‬
‫والقافات ‪ ,‬ال فرق بينه وبين خطيب المدينة إال في ذل ك ‪ ,‬أم ا الخطب ة فكم ا هي‬
‫بنفس النعوت ونفس الح ديث ال ذي تع ود على س ماعه ‪ ,‬وإم ا الص الة فكم ا هي‬
‫ليست أطول وال أقصر من تلك التي في المدينة‬
‫الصبي والعلوم التي سيدرسها‬
‫ع اد الص بي خ ائب الظن إلى حج رة أخي ه ‪ ,‬فق د ك ان يظن أن هن اك ف رق بين‬ ‫‪‬‬
‫المدينة واألزهر ‪ ,‬وسأله أخوه عن دراس ة التجوي د والق راءات ‪ ,‬فق ال بأن ه يتقن‬
‫التجويد ’وال يحتاج القراءات في شيء ‪ ,‬ولكنه طلب أتن يدرس العلوم مثل الفق ه‬
‫والنحو والمنطق والتوحيد‬
‫الصبي مع أخيه في درس الفقه‬
‫رفض األخ وق ال ل ه حس بك (يكفي ك) يكفي ك أن ت درس النح و والفق ه في ه ذه‬ ‫‪‬‬
‫السنة ‪ ,‬ثم استيقظ الفتى وأخوه من النوم قبل صالة الفجر في اليوم التالي(السبت)‬
‫فقال له أخوه إننا سنذهب اآلن لنصلي الفجر في مسجد كذا وسنحضر درسا ليس‬
‫ل ك ولمن ه لي ‪ ,‬ثم عن دما ينتهي أذهب ب ك إلى األزه ر ف ألتمس ل ك ش يخا من‬
‫أصحابنا تختلف إليه (تتردد عليه) وتأخ ذ عن ه مب ادئ العلم ‪ ,‬فس أله الص بي عن‬
‫هذا الدرس الذي سيحضره فق ال أخ وه بملء فم ه ه و درس في الفق ه عن ( ابن‬
‫عابدين على ال ّدرّ ) ‪.‬‬
‫شيخ أخيه عالم جليل تعرفه األسرة‬
‫سأل الصبي أخاه عن ذلك الشيخ ‪ ,‬فقال له أنه فالن ‪ ,‬فلم يعجبه ذلك الشيخ ‪ ,‬ألنه‬ ‫‪‬‬
‫قد سمع اسمه آالف المرات من والده ال ذي ك ان يفتخ ر بأن ه ع رف الش يخ فالن‬
‫حينما كان قاضيا لإلقليم ‪,‬وكان دائما ما يسأل ابنه عنه كلما حضر من القاهرة ‪.‬‬
‫وكانت أمه دائما ما تذكر هذا االسم ‪ ,‬وتذكر أنها عرفت زوجت ه ووص فتها بأنه ا‬ ‫‪‬‬
‫فتاة هوجاء (حمقاء ج ‪/‬هُوج ْ‬
‫وهوجاوات م ذكرها أه وج ) ‪ ,‬وجلف ة (جاف ة) فهي‬
‫تتكلف زي أهل المدن وما هي من أهل المدن في شيء ‪.‬‬
‫عالقة الفتى األزهري بالشيخ‬
‫لقد عرف الش يخ الف تى األزه ري وجعل ه من أخص تالمي ذه ‪ ,‬فق د ك ان يحض ر‬ ‫‪‬‬
‫الفتى دروسه في المسجد ‪ ,‬ثم يذهب ليحضر دروسه الخاصة في البيت ‪ ,‬كما أنه‬
‫يساعده في تأليف كتبه الكثيرة وكان يحاول تقلي ده ألبي ه فيض حك األب من ذل ك‬
‫مفتخرا متعجبا ‪.‬‬
‫وكان من أثر ذلك على األب انه كان يخرج ألصحابه فيحدثهم عن الشيخ وق رب‬ ‫‪‬‬
‫ابنه منه ويقص عليهم ما يسمع في شيء من االفتخار واإلعجاب الشديد‪.‬‬

‫آثر ‪ :‬فضّل ‪ ،‬مصدرها إيثار ‪ -‬القُ ْرفُ َ‬


‫صاء‪ :‬أن يجلس الشخص ويلصق فخذيه ببطن ه‬
‫ويضم ساقيه بيديه‪ -‬قادراً ‪ :‬مستطيعا ً × عاجزاً ‪ -‬تكلَّف االبتسام ‪ :‬تص َّنعه و تظ اهر‬
‫ب ه ‪ -‬أرس‪33‬ل نفسه ‪ :‬تركه ا ‪ -‬طبيعة ‪ :‬س جية ‪ ،‬فط رة ج َط َب ائِع ‪ -‬تجوي‪33‬د الق‪33‬رآن ‪:‬‬
‫تحسين نطقه ‪ -‬حاجة ‪ :‬عوز ج حوائج ‪ -‬حسبك ‪ :‬اسم فعل بمعنى يكفيك ‪ -‬التمست ‪:‬‬
‫طلبت ‪ -‬تختلف إليه ‪ :‬تتردد عليه وتتبعه ‪ -‬هوجاء ‪ :‬حمقاء طائشة ج ه وج م ذكرها‬
‫أهوج ‪ -‬جلفة ‪ :‬فظة ‪ ،‬غليظة ‪ ،‬جافية ‪ -‬التيه ‪ :‬العجب ‪ ،‬الفخار ‪.‬‬

‫س‪ِ : 1‬ب َم وع‪33‬د الش‪33‬يخ (األب) ابن‪33‬ه ؟ ولم‪33‬اذا لم يكن االبن (ط‪33‬ه) مص‪33‬دقا ً أو مك‪3ّ 3‬ذبا ً‬
‫لهذا الكالم ؟‬
‫جـ ‪ :‬وعده بأن يرسله إلى القاهرة م ع أخي ه ‪ ،‬ويص بح مج اورً ا(منتس با ً لألزه ر‬ ‫‪‬‬
‫الشريف)‪.‬‬
‫‪ -‬و لم يكن مصدقا ً أو ّ‬
‫مكذبا ً لهذا الكالم ؛ فكثيراً ما قال له أبوه مثل ه ذا الكالم ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وكثيرً ا ما وعده أخوه األزهري مث ل ه ذا الوع د ‪ ،‬ثم س افر أخ وه إلى الق اهرة ‪،‬‬
‫وبقي الصبي في المدينة يتر َّدد بين البيت والك َّتاب والمحكمة ومجالس الشيوخ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬بماذا كان يحلم الشيخ (األب) البنه طه و أخيه ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يحلم أن يرى طه عالما ً من علماء األزهر ‪ ،‬وقد جلس إلى أحد أعمدت ه‬ ‫‪‬‬
‫ومن حوله حلقة واسعة من طلبة العلم ‪ ..‬أما األخ فكان يتمنى أن يراه قاضيا ً ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬ما الذي كان يحزن الصبي(طه) وهو يتأهب للسفر إلى األزهر ؟‬
‫جـ ‪ :‬الذي كان يحزن الصبي هو تذ ُّكره لشقيقه الفقيد الذي توفي بداء الكوليرا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 4‬لماذا عاد الصبي (طه) إلى حجرة أخيه خائب الظن ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه لم يجد فرقا ً بين ما سمعه في األزهر وم ا تعلم ه في القري ة من تجوي د‬ ‫‪‬‬
‫القرآن ودروس القراءات ؛ فالتجويد يتقنه ‪ ،‬وأما القراءات فليس في حاجة إليها‪.‬‬
‫س‪ : 5‬ماذا أراد الصبي (طه) أن يدرس في أول سنة له في األزهر ؟ و ب َم نص‪33‬حه‬
‫أخوه حينئذ ؟‬
‫جـ ‪ :‬أراد الص بي (ط ه) أن ي درس في أول س نة ل ه في األزه ر الفق ه والنح و‬ ‫‪‬‬
‫والمنطق والتوحيد‬
‫‪ -‬وقد نصحه أخوه أن يدرس الفقه والنحو في أول سنة فقط ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫حديث دار بين األب (طه حسين) وابنته (أمينة) عن طفولت ه وص باه ‪ ,‬وبخاص ة‬ ‫‪‬‬
‫عندما كان في الثالثة عشر من عمره ‪.‬‬
‫اتهم األب ابنته بالسذاجة والطيب ة ‪ ,‬ألنه ا في التاس عة من عمره ا واألطف ال في‬ ‫‪‬‬
‫ذلك السن يعجبون بآبائه وأمه اتهم إعجاب ا ش ديدا ‪ ,‬فيتخ ذون منهم مثال علي ا في‬
‫الحي اة ‪ ,‬ويت أثرون(يقل دون ويقت دون) بهم في الق ول والفع ل ‪ ,‬ب ل إن األطف ال‬
‫يفخرون بهم أمام أقرانهم (مفرد قرن وه و المثي ل والنظ ير) ‪,‬ويتخيل ون أنهم في‬
‫طفولتهم كانوا كما هم اآلن مثال عليا وأسوة (قدوة) حسنة‬
‫نظرة الفتاة إلى أبيها‬
‫ترى أنه خير الرجال وأك رمهم ‪ ,‬كم ا ك ان خ ير األطف ال وأك رمهم عن دما ك ان‬ ‫‪‬‬
‫صغيرا ‪ ,‬فهي تظن أتن ه ك ان يعيش في ص غره كم ا تعيش هي اآلن في رفاهي ة‬
‫ونعيم ‪ ,‬ولم تعلم أنه كان يبذل كثير من الجهد (المش قة) م ا يطي ق (يس تطيع)‪ ,‬و‬
‫ماال يطيق ‪,‬حتى بجبنها الحياة في مثل ظروفه عندما كان في مثل سنها ‪.‬‬
‫األب يخفي الماضي المؤلم وكثيرا من فترات حياته عن ابنته‬
‫لقد حكا له ا كث يرا من أط وار (مراح ل مف رد ط ور ) حيات ه ولكن ه أخفى عنه ا‬ ‫‪‬‬
‫مراحل كثيرة أيضا ‪ ,‬و ما ذلك إال ألنه يخشى أن يخيب ظنها وأمالها في أبيه ا ‪,‬‬
‫كما كان يخشى أن يفتح عليها بابا من الحزن واأللم ‪ ,‬وهو يعتبره حراما أن يفتح‬
‫نها‬ ‫لس‬ ‫زين في مث‬ ‫اب الح‬ ‫ك الب‬ ‫ل ذل‬ ‫ا مث‬ ‫عليه‬
‫ويخشى أن يملكها اإلشفاق وتأخذها الرأفة بحال أبيها ‪ ,‬فتبكي بك اء ش ديدا أو أن‬
‫تض حك من ذل ك الح ديث قاس ية الهي ة دون مراع اة ل ه ‪ ,‬فه و يع رف طبيع ة‬
‫األطفال الذين يميلون للهو والعبث ‪ ,‬وهو ال يحب أن يضحك طفل من أبيه ‪.‬‬
‫ولذلك آثر (فضل) أن يترك تلك المراحل المؤلمة ح تى تتق دم به ا الس ن (تك بر)‬ ‫‪‬‬
‫وهن ا تس تطيع أن تق رأ وتفهم م ا ك ان من معانات ه وآالم ه في تل ك الف ترات ‪,‬‬
‫وتستطيع أن تعرف مدى ما بذله من جهد من أج ل إس عادها وتع رف م دى حب ه‬
‫الشديد لها ‪.‬‬
‫بكاء الفتاة عند سماعها لقصة ( أوديب ملكا )‬
‫حكى األب البنته قصة أوديب ملكا ‪ ,‬ذلك الملك الذي فقأ عينيه وخرج من قصره‬ ‫‪‬‬
‫وسار هائما على وجهه في األرض ال يعرف كيف يسير أو كيف يهت دي ‪ ,‬ح تى‬
‫أقبلت عليه ابنته (أنتيجون) وأخ ذت بي ده فقادت ه وأرش دته ‪ .‬وهن ا تغ يرت الفت اة‬
‫وأخذت جبهتها السمحة تربد (تتغير) شيئا فشيئا حتى أجهشت (همت)بالبكاء ‪ ,‬ثم‬
‫انكبت (أقبلت)الفتاة على أبيها لثما (تقبيال) وتقبيال ‪ ,‬فأسرعت أمها إليه ا فأخ ذتها‬
‫وهدأت من روعك (فزعك) ‪ ,‬وفهمت األم واألب سبب البكاء ‪ ,‬فقد تذكرت الفتاة‬
‫أن (أوديب) أصبح أعمى مثل أبيها ال يس تطيع أن ي رى أو يتح رك إال بمس اعدة‬
‫اآلخرين ‪ .‬حكى لها عن فترة الثالثة عشر عندما أرسله أبوه إلى األزهر ليختل ف‬
‫(يتردد) على العلماء والدروس في األزهر ‪.‬‬
‫وصف نفسه في تلك الفترة‬
‫ك ان نحيف ا ش احب الل ون ‪ ,‬مهم ل ال زي ‪ ,‬أق رب للفق ر من الغ ني ‪ ,‬تقتحم ه‬ ‫‪‬‬
‫العيون(تحتقره) فقد كانت عباءت ه ق ذرة ‪ ,‬وطاقيت ه البيض اء ق د اس تحال(تح ول)‬
‫لونها إلى السواد القاتم ‪ ,‬وكان قميصه الذي يبين (يظهر) تحت عباءته ق د اتخ ذ‬
‫ألوانا متعددة بسبب كثرة ما سقط عليه من طعام ‪ ,‬ونعليه (حذائه) باليين (قديمين‬
‫مرقعين) ‪ ,‬من أجل ذلك كانت تحتقره عيون كل من يراه ‪.‬‬
‫ولكن تل ك العي ون ك انت أيض ا تبتس م ل ه حين ت رى تل ك الحال ة الرث ة (البالي ة‬ ‫‪‬‬
‫الحقيرة) ‪ ,‬وذلك البصر المكفوف ‪ ,‬فه و مكف وف البص ر واض ح الج بين مبتس م‬
‫الثغر(الفم ج ثغور) مسرع الخطى مع قائده إلى األزهر بال تردد ‪ ,‬كما ال تظه ر‬
‫على وجهه تلك الظلم ة ال تي تظه ر على وج وه المكف وفين ‪ ,‬وك ان في األزه ر‬
‫مص غيا (مس تمع باهتم ام) مبتس ما ‪ ,‬ال يظه ر علي ه األلم أو الت برم (الض يق‬
‫والضجر) ‪ ,‬وال يظه ر علي ه الله و رغم أن من حول ه من ص بيان ك انوا يله ون‬
‫ويلعبون من حوله أو على األقل يشرئبون إليه (يتطلعون ويسعون ) ‪.‬‬
‫مظاهر حرمان الصبي في األزهر‬
‫لقد حكى لها أنه كان يقضى اليوم واألسبوع والشهر والسنة وهو ال يأكل إال لونا‬ ‫‪‬‬
‫(نوعا)واحدا من الطع ام ‪ ,‬دون ت برم(ض يق أو ض جر) أو تجل د (متحمال) ‪ ,‬ب ل‬
‫كان راضيا بحاله ‪ ,‬فكان يأكله في الصباح وفي المس اء ‪ ,‬ول و ح دث أن عاش ت‬
‫تلك الفتاة ما عاشه هو ولو يوما واحدا ألشفقت عليها أمها وأسرعت إليها بك وب‬
‫الماء المعدني واستدعت الطبيب على الفور‬
‫طعام الصبي أثناء دراسته باألزهر ‪:‬‬
‫لقد كان يعيش الصبي على خبز األزهر ‪ ,‬وما أدراك ما خبز األزه ر ‪ ,‬لق د ك ان‬ ‫‪‬‬
‫األزهريون يجدون فيه من ض روب (أن واع) القش والحص ى والحش رات م ا ال‬
‫يعد وال يحصى ‪.‬‬
‫فقد كان ال يأكل مع هذا الخبز إال العسل األسود ‪ ,‬وهي ال تعرف العس ل األس ود‬ ‫‪‬‬
‫ودعا بأال تعرفه ‪ ,‬ورغم ذلك ك ان يعيش مبتس ما ‪ ,‬ورغم أن ه يحي ا محروم ا فلم‬
‫يظهر عليه هذا الحرمان ‪,‬ولعل الس بب في ذل ك ه و رغبت ه في الوص ل إلى م ا‬
‫وصل إليه أخوه الشاب األزهري وتحصيل العلم ‪ ,‬وتحقيق أمنية والده بأن يك ون‬
‫عالما كبيرا له حلقه واسعة في األزهر ‪.‬‬
‫هل عرف أبواه بما كان يحدث له في القاهرة ؟‬
‫بالطبع ال ‪ ,‬فقد كان كل عام إذا سأله أب واه عن الطع ام والش راب ‪ ,‬قص عليهم ا‬ ‫‪‬‬
‫األك اذيب ‪ ,‬كم ا تع ود ك ل ع ام ‪ ,‬فيتح دث عن رغ د العيش (نعيم الحي اة) ‪ ,‬ولم‬
‫يدفعه إلى ذلك حبه للكذب ‪ ,‬بل رفقه بوالديه وإش فاقا على أخي ه األزه ري ال ذي‬
‫كان يستأثر بقليل من اللبن من دونه ‪.‬‬
‫السر في تغير حياته‬
‫كيف أصبح طه حسين على ما هو عليه من شكل مقبول وحي اة كريم ة ‪ ,‬وكي ف‬ ‫‪‬‬
‫استطاع أن يثير في نفوس كثير من الناس حب ه وإكرام ه وتق ديره وتش جيعه ؟ ‪,‬‬
‫إنه (طه حسين) ال يستطيع أن يجيب ‪ ,‬ب ل إن هن اك ش خص آخ ر يمكن ه ذل ك ‪,‬‬
‫ذلك الشخص هو أمها المالك ‪.‬‬
‫بم وصف طه حسين زوجته ؟‬
‫بأنها مالك قائم ساهر على سرير ابنت ه يحن و عليه ا‪ ,‬لتس تقبل اللي ل والنه ار في‬ ‫‪‬‬
‫سعادة ومرح وابتهاج ‪ ,‬وهذا المالك هو ذاته الذي حنا على طه حسين من قب ل ‪,‬‬
‫فبدل بؤسه وحرمانه إلى أمال ونعيم ‪ ,‬وغير فقره إلى غنى وشقائه إلى سعادة ‪.‬‬
‫ولذلك فهو وابنته مدينان لهذه األم المالك بكل م ا يعيش ان في ه من نعيم ‪ ,‬ول ذلك‬ ‫‪‬‬
‫دعا ابنته للوفاء ألمها بهذا الدين العظيم ‪.‬‬

‫س‪33‬اذجة ‪ :‬بريئ ة ‪ ،‬نقي ة × خبيث ة ‪ -‬أق‪33‬رانهم ‪ :‬زمالئهم ‪ ،‬أمث الهم م قِ رن ‪ -‬ال َّط ْور ‪:‬‬
‫المرحل ة ج أط وار ‪ -‬يطيق ‪ :‬يتحم ل ‪ ،‬يق در × يعج ز ‪ -‬تجهش‪33‬ي بالبك‪33‬اء ‪ :‬تهمي‬
‫وتبدئي في البكاء ‪ -‬تربد ‪ :‬تحمر حمرة الغضب ‪ -‬لثم ‪3‬ا ً ‪ :‬تق بيالً ‪ -‬روعك ‪ :‬فزع ك ‪-‬‬
‫أغريكِ ‪ :‬أحضك و أحرضكِ ‪ ،‬مادتها (غرو) ‪ -‬عباءة ‪ :‬رداء طويل واسع ‪ -‬استحال‬
‫‪ :‬تحوّ ل ‪ -‬حال رثة ‪ :‬مهينة قبيحة ‪ -‬يشرئبون ‪ :‬يتطلعون ‪ -‬خليقة ‪ :‬ج ديرة ‪ -‬رغد ‪:‬‬
‫رزق واسع ‪ -‬يستأثر ‪ :‬يخص نفسه ‪ -‬البؤس ‪ :‬فقر وشدة ‪.‬‬

‫س‪ : 1‬لماذا أشفق الكاتب (ط‪33‬ه) من مص‪33‬ارحة ابنت‪3‬ه‪ 3‬بحقيق‪33‬ة م‪33‬ا ك‪33‬ان من طفولت‪33‬ه‬
‫وصباه ؟‬
‫جـ ‪ :‬وذلك حتى ال تتغير الصورة الجميل ة ال تي كث يراً م ا يرس مها األطف ال عن‬ ‫‪‬‬
‫آبائهم في تلك الس ن الص غيرة ‪ ،‬و ح تى ال يخيب كث يراً من ظنه ا ‪ ،‬أو يفتح إلى‬
‫قلبها بابا ً من أبواب الحزن فيعكر صفو حياتها ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬ب َم تفسر بكاء االبنة بعد سماع قصة أوديب ملكا ً ؟‬
‫جـ ‪ :‬بكيت االبنة ألنها رأت أوديب الملك كأبيها مكفو ًفا ال يبصر وال يس تطيع أن‬ ‫‪‬‬
‫يهتدي وحده‪ .‬فبكيت ألبيها كما بكيت لقصة أوديب ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬ب َم وصف الك‪33‬اتب (ط‪33‬ه) هيأت‪33‬ه وش‪33‬كله حينم‪33‬ا أرس‪33‬ل إلى الق‪33‬اهرة وه‪33‬و في‬
‫الثالثة عشرة من عمره ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان نحي ًف ا ش احب الل ون ‪ -‬مهم ل ال زيّ أق رب إلى الفق ر من ه إلى الغ نى‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫يرتدي عباءة قذرة و طاقية تحوّ ل بياض ها إلى س واد ق اتم ‪ -‬قميص ه اتخ ذ ألوا ًن ا‬
‫مختلفة من كثرة ما سقط عليه من الطعام ‪ -‬ح ذاءه ق ديم مر ّق ع ‪ -‬واض ح الج بين‬
‫مبتس م الثغ ر ال متأل ًم ا وال متبر ًم ا وال مظه رً ا ميالً إلى له و ‪ -‬وال تظه ر على‬
‫وجهه هذه الظلمة التي تغشى عادة وجوه المكفوفين ‪.‬‬
‫س‪ : 4‬ويل لألزهريين من خبز األزهر ‪ ..‬ماذا قصد الكاتب بهذه العبارة ؟‬
‫جـ ‪ :‬يقصد المعيشة السيئة ‪ ،‬حيث كان ذلك الخبز يج دون في ه ض روبًا من القش‬ ‫‪‬‬
‫وألوا ًنا من الحصى وفنو ًنا من الحشرات التي تجعل أكله عذابا ً ‪.‬‬
‫س‪ : 5‬لماذا كان طه حسين يخفي عن أبويه ما كان فيه من حرمان أثن‪33‬اء دراس‪33‬ته‪3‬‬
‫في األزهر ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه كان يرفق بهذين الشيخين ويكره أن يخبرهما بما هو فيه من حرم ان ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فيحزنهما‪.‬‬
‫س‪ : 6‬كان طه حسين يرى أن الناس ينظرون إليه بمنظارين ‪ .‬وضح ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬كثير من الناس ما يثير من حسد وحق د وض غينة ‪ ،‬وآخ رون ينظ رون إلي ه‬ ‫‪‬‬
‫برضا و تشجيع ‪.‬‬

You might also like