You are on page 1of 10

‫تعريف الوصف لغة واصطالحا‬

‫‪1‬‬
‫الوصف في اللغة هو‪:‬وصف الشيء له وعليه وصفا ً وصفة‪":‬ج الّها"‬

‫‪2‬‬
‫وفي تعريف معجم الوسيط نجد أ ان معنى وصف شيء وصفا ً أوصفة‪:‬نعته بما فيه‪.‬‬

‫والوصف‪ 4‬جزء من منطق اإلنسان ألن النفس محتاجة إلى ما يكشف لها من الموجودات‬

‫ويكشف الموجودات منها‪ ،‬وال يكون ذلك إال بتمثيل الحقيقة‪ ،‬وتأديتها إلى التصور في الطريق‬
‫‪3‬‬
‫السمع و البصر والفوائد‪.‬‬

‫وفي تعريف أحمد الهاشمي للوصف يقول "الوصف عبارة عن بيان األمر باستيعاب أحواله‬
‫وضروب نعوته الممثلة له وأصوله الثالثة هي‪:‬‬

‫األول‪ :‬أن يكون الوصف حقيقيا ً بالموصوف مفرزاً له عما سواه ‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن يكون ذا طالوة ورونق‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الثالث‪ :‬أن ال يخرج فيه إلى حدود المبالغة واإلسهاب‪ ،‬ويكتفي بما كان مناسبا ً للحال ‪.‬‬

‫وفي المعجم المفصل في األدب"نجد أن الوصف‪:‬جز ٌ‪4‬ء طبيعي من منطق‬


‫اإلنسان‪،‬فاإلنسان بطبعه م ايال إلى معرفة ما حوله من الموجودات‪،‬وتصويرها بالسمع‬
‫‪5‬‬
‫والبصر والفوائد‪4.‬‬

‫أما في االصطالح أهل العربية على معان منها النعت ومنها‪ :‬النعت وهو تابع يدل على معنى‬
‫في متبوعا مطلقاً‪ ،‬والوصف‪ 4‬المشتق‪ ،‬مقابل االسم‪ ،‬نحو ضارب ومضروب‪ ،‬الصفة المعنوية‬
‫وهي ما دل على ذات مبهمة باعتبار معنى غير مقصود‪.‬‬

‫الفرق بين الوصف والتشبيه‪:‬‬

‫‪1‬ابن منظور‪،‬ابو‪ 4‬الفضل جمال الدين األنصاري‪:‬معجم‪ 4‬لسان العرب‪،‬دار صادر‪،‬ط‪،34‬بيروت‪،1965،‬ص‪9‬‬


‫‪ 2‬أنيس‪،‬إبراهيم وآخرون المعجم الوسيط‪،‬دار الفكر‪،‬ط‪،3‬سوريا‪،1998،‬ص‪351:‬‬
‫‪ 3‬مصطفى الرافعي‪،‬تاريخ آداب العرب‪،‬دار الكتاب العربي‪،‬ط‪،2‬لبنان‪،1974،‬ج‪:3‬ص‪119‬‬
‫‪ 4‬احمد الهاشمي‪،‬جواهر األدب في أبيات وإنشاء لغة العرب‪،‬مطبعة السعادة‪)،‬دط(مصر‪،1965،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪.326:‬‬
‫‪ 5‬محمد التو نجي‪،‬المعجم المفصل في األدب ‪،‬دار الكتب العلميةط‪،1‬مصر‪،1993،‬ص ‪.884:‬‬
‫فيما يظن أن الوصف هو عينه النعت‪ ،‬أو التشبيه قام بعض النقاد بالتمييز بين هذه‬
‫المصطلحات‪:‬‬

‫فرق ابن رشيق في كتابه "العمدة" بين الوصف والتشبيه اذ قال في تعريفه للوصف‪4:‬‬

‫‪1‬‬
‫"‪....‬وهو‪ 4‬مناسب للتشبيه‪ ،‬مشتمل عليه‪ ،‬ليس به‪ ،‬وأن ذلك مجاز وتمثيل‪".‬‬

‫أما الخليل بن احمد فقد روى ابن فارس عنه‪ :‬إن النعت ال يكون إال في محمود‪ ،‬وإن الوصف‬
‫قد يكون فيه وفي غيره‪ ،‬أما ابن فارس فلم يفرق بين النعت والوصف حيث قال‪" :‬إن النعت هو‬
‫‪2‬‬
‫الوصف‪".‬‬

‫وإذ كان ما نقله ابن فارس عن الخليل صحيحاً‪ ،‬لم يكن الوصف مرادفا ً للنعت الن الواصف‬
‫يصور ما وصف بتعداد امارته‪ ،‬فيمدح ما فيه من سمات المدح‪ ،‬ويقدح ما فيه من شيات القدح‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫والناعت يضيف إلى صفات المنعوت تجميال ً يحسنه في الخيال من يتصوره‪.‬‬
‫أجود الوصف‪:‬‬

‫لم يقتصر النقاد جهودهم على التفريق بين التشبيه أو النعت‪ ،‬والوصف‪ ،‬بل كان هناك‬
‫مقياس لجودة الوصف‪4.‬‬

‫فأجود الوصف عن ابي هالل العسكري هو‪" :‬ما يستوعب أكثر معاني الموصوف‪ ،‬حتى‬
‫‪4‬‬
‫كأنه يصور الموصوف‪ 4‬لك فتراه ُنصب عينيك"‪.‬‬

‫وأحسن الوصف عند الرافعي هو ما خرج من علم‪ ،‬وصرفته روعة العجب‪ ،‬ليخرج في‬
‫أكمل صورة وأروعها‪ ،‬يقول‪" :‬إن أحسن ما يكون الوصف الصادق اذا خرج من علم‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫وصرفته روعة العجب يكسبها صورة البالغة الشعرية‪.‬‬

‫‪ 1‬ابن رشيق القيرواني‪،‬العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده‪،‬ج‪،1‬ص‪.294:‬‬


‫‪ 2‬أبو الحسين أحمد ابن فارس‪،‬الصاجي‪ 4‬في فقه الالغة‪،‬دط‪،‬مؤسسة بدران‪،‬لبنان‪،‬بيروت‪:1964،‬ص‪.88‬‬
‫‪ 3‬غازي طليمات‪،‬األدب الجاهلي قضياه‪،‬أغراضه‪،‬اعلّمه‪،‬فنونه‪،‬دار الفكر‪،‬ط‪،1‬بيروت‪،‬لبنان‪2002،‬م‬
‫ص‪.76:‬‬
‫‪ 4‬ابو هلّل العسكري‪،‬كتاب الصناعتين‪،‬المكتبة العنصرية‪،‬ط‪،1‬بيروت‪،‬لبنان‪:1419،‬ص‪56:‬‬
‫‪ 5‬مصطفى صادق‪ 4‬الرافعي‪،‬تاريخ آداب العرب‪،‬ص‪.88:‬‬
‫وقد يختلف الشعراء في مقدار براعتهم الشعرية‪،‬فبعض الشعراء يجيد الوصف في غرض‬
‫شعري مع اين‪،‬وال يجيد الوصف في غرض آخر‪،‬مقابل ذلك نجد شعراء يجيدون الوصف‪ 4‬في‬
‫األغراض كافة‪،‬لكنهم ينفردون بالشعرة في فرض واحد‪.‬‬

‫وتعليقا على هذا األمر يقول ابن رشيق‪":‬ويتفاضل الناس في األوصاف‪،‬كما يتفاضلون في‬
‫سائر األصناف‪،‬فمنهم من يجيد وصف الشيء وال يجيد وصف آخر‪،‬منهم من يجيد األوصاف‬
‫‪1‬‬
‫كالها وإن غلبت عليه اإلجادة في بعضها"‪.‬‬

‫أهم شعراء الوصف‪:‬‬

‫ومن أهم الشعراء الالذين اشتهروا‪،‬في وصف أشياء معينة‪،‬مع إجادتهم في وصف كافة‬
‫األغراض‪،‬امرؤ القيس الذي اشتهر بوصف الخيل‪،‬وطرفة بن العبد الذي كان افضل في‬
‫وصف الناقة في معلقته‪،‬أما الحمير الوحشية فكان الشماخ أوصف الناس لها‪،‬وكان االعشى و‬
‫‪2‬‬
‫األخطل وأبي نواس وابن المعتز أوصف الناس للخمرة‪،‬وذو ال ارمة أوصفهم للرمل ‪...‬‬

‫وإذا برع األوائل بوصف الصحراء وما ضمت‪ ،‬فإن للمتأخرين براعة في وصف الطبيعة‬
‫الحضارية كالقصور والبرك وهم البحتري وسلمى بن الوليد‪ ،‬وابن المعتز ‪،‬والصنوبري وقد‬
‫‪3‬‬
‫ازداد أمر الوصف مع ازدياد الحضارة واكتشاف المعالم‪.‬‬

‫ويرى بعض ال انقاد‪ ،‬واألدباء أن الوصف‪ 4‬في كل شيء نوعان‪ :‬خيالي وح اسي‪،‬‬
‫فالوصف الخيالي يعتمد التشبيه واالستعارة‪ ،‬ويحاول أن يستحضر الموصوف من الذاكرة‪،‬أما‬
‫الوصف الح اسي فه تصوير للموصوف‪ 4،‬وال ريب أن الوصف الح اسي أبلغ‪ ،‬وأجود‪،‬‬
‫وأندر‪،‬وأكثر صعوبة من الوصف الخيالي‪ ،‬وبما أ ان الوصف هو أهم أسلوب من أساليب‬
‫التعبير القديمة عند الشعراء القدماء ‪،‬جاءت أوصافهم حسية ماد اية بعيدة كل البعد عن‬
‫‪4‬‬
‫التجريد والخيال وهيبالتالي نسخة مطابقة للواقع‪.‬‬

‫مراحل فن الوصف‪:‬‬
‫أـ الوصف النقلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ابن رشيق القيرواني‪، 4‬العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده‪،‬ص‪.295:‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪،‬ص ‪.296:‬‬
‫‪ 3‬محمد التونجي‪،‬المعجم‪ 4‬المفصل في األدب‪،‬ص‪.884‬‬
‫‪ 4‬عمر فروخ‪،‬تاريخ األدب العربي‪،‬ط‪،24‬دار العلم للملّيين‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪1969،‬م‪،‬ج‪،1‬ص‪.81:‬‬
‫يكتشف البدائي العالم بالمقابلة والتشابه‪ ،‬لذا فإن الوصف ال انقلي هو المرحلة األولى من‬
‫مراحل الوصف‪ ،‬حيث يقتصرهم الشاعر فيه على اكتشاف التشابه التي تشخص بين مشهدين‬
‫مختلفين‪ ،‬حيث يتنازع الشاعر مع الظاهرة ليقبض عليها حيز األلفاظ والصور‪،‬إنه نسخة‬
‫مطابقة لنسخة الكون‪ ،‬فامرؤ القيس يؤلف األوصاف والتشابيه ليبدع باأللفاظ‪ ،‬وص اور فرسا‬
‫يشبه فرسه تماماً‪،‬فطرفا الصورة‪ 4‬هنا ماديان‪ ،‬وفضيلة الشاعر تقوم على التشبيه الحسي‬
‫‪1‬‬
‫والمساواة بينهما‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وإرخا ُء َسرْ حان‪ ،‬و َتقريبُ َت ْ‬
‫ت فلُ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َل ُه أ ْي َط َل َّ‬
‫الظبيْ ‪ ،‬و َساقا َن َعامه‬

‫وقد يبدو هذا الوصف بال انسبة لبعضنا ساذجاً‪ ،‬أما بالنسبة للبدائي فكان شديد‬
‫التعقيد‪،‬يقتضيه كثير من التحسر والجهد‪ ،‬نظراً لبطأ ذهنه وعجزه عن فض الغز األشياء‬
‫وتحديدها‪ ،‬فالوصف هو أهم أسلوب من أساليب التعبير لدى الجاهلي‪ ،‬ألن عجزه عن تداول‬
‫المعاني جعله يرسمها رسماً‪ ،‬والتعبير عن الفرس باألفكار والمعاني‪ ،‬يصعب بل يستحيل‬
‫عليه‪ ،‬ذلك قابل بين هذه الساق وساق أخرى تشبهها‪ ،‬راسما ً المعنى الذي في نفسه بصورة‬
‫‪3‬‬
‫رآها في بصره‪.‬‬

‫ب ـالوصف المادي‪:‬ـ‬

‫يضطر الشاعر أحيانا ً إلى وصف فكر‪ ،‬أوحالة نفسية يمر بها‪ ،‬أو عاطفة تجتاحه‪ ،‬ف ّل يستقيم‬
‫معه أسلوب المقارنة‪ ،‬والمقابلة الذي اعتمده في وصف الفرس‪ ،‬وتأتي هنا المرحلة الثانية من‬
‫مراحل الوصف وهي الوصف المادي‪ ،‬ويختلف عن الوصف ال انقلي في أن المقارنة هنا بين‬
‫‪4‬‬
‫فكرة أو حالة نفسية من جهة أو مشهد ح اسي‪ ،‬أو صورة مادية من جهةأخرى‪.‬‬

‫فمث ًّل زهير بن أبي سلمى حيث أراد أن يمثل الموت‪ ،‬وهو فكرة مج اردة تفهم فهماً‪ ،‬وال‬
‫ينظر إليها بالبصر‪ ،‬ألن ذهن الشاعر يعيها متج اردة عن شكلها ال امادي‪ ،‬فإنه عمد إلى‬

‫‪ 1‬إيليا حاوي‪،‬فن الوصف وتطوره في الشعر العربي ‪،‬ط‪،2‬دارالكتاب اللبناني‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪،1978،‬ص‪8:‬‬


‫‪ 2‬امرؤ القيس‪،‬الديوان‪،‬دار الصادر‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪،1958،‬ص‪.10:‬‬
‫‪ 3‬أيليا حاوي‪،‬الوصف‪ 4‬وتطوره في الشعر العربي‪،‬ص‪.9:‬‬
‫‪ 4‬المرجع السابق‪،‬ص‪.10:‬‬
‫أسلوب يسمح له باالنتقال من المعنوية إلى المادية‪ ،‬ولم يجذ ب ادا من مقارنتها بناقة عمياء‬
‫تضرب الناس على غير هدى‪،‬حيث قال‪:‬ـ‬

‫‪1‬‬
‫ُتم ْته ومن َت ْخطيء ُي َع َّم ُر َف َيه َْرم‪.‬‬ ‫ْت ْال َمنا َيا َخب َ‬
‫ْط َع ْش َواء َمنْ َتصبُ‬ ‫َرأي ُ‬

‫فوجه الشبه بين الوصف ال انقلي والوصف ال امادي‪ ،‬هو اتفاقهما في الشبه به‪ ،‬أو الطرف‬
‫الثاني من الصورة‪ 4،‬وهو دائما ً ماد اي‪ ،‬أما االختلّف فيكون في الطرف األول الذي يكون‬
‫حسيا َ في الوصف النقلي ومعنويا ً ذهني اً في الوصف المادي أي أن الوصف في هدين‬
‫النوعين هو وصف علمي يقوم على الص احة وال ادقة والصدق في الوصف‪4.‬‬

‫ج ـالوصف الوجداني‪:‬ـ‬
‫تعتبر هذه المرحلة أرقى المراحل في الوصف‪ 4،‬ففيها يتخطى الشاعر حدود الظاهرة‬
‫الحسية‪ ،‬فينتقل إلى نفسه‪ ،‬أو ضميره‪ ،‬أو شعوره‪ ،‬فيتخذ منها موضوعا َ جديداً‪ ،‬أرقى من‬
‫‪2‬‬
‫الوصف ال انقلي والمادي على السواء‪.‬‬

‫وهذا النوع من الوصف يتأثر تأثيراً قويا ً بجهاز اإلنسان العصبي‪ ،‬أو القلق الذي يعتبره‬
‫أمام ظواهر الطبيعة‪ ،‬وحدود الكون‪ ،‬فاذا به يتساءل عما وراء األشياء‪ ،‬فيكون الواقع المرئي‬
‫وسيلة للتساؤل عما وراءه في الكون والحياة‪ ،‬فإذا بالشاعر يغوص في قرارة ذاته مناجيا ً‬
‫‪3‬‬
‫ومشتكيا ً حيناً‪ ،‬وضاحكا باكيا ً حينا ً آخر‪ ،‬وكأنه يصف ذاته من خلّل األشياء التي يذكرها‪.‬‬

‫فالبحتري ال يرى الربيع كما هو في حقيقته‪ ،‬بل يراه ضاحكا ً مختاالً ينقل أنفاس الحبيبإلى‬
‫حبيبه وهذا ما نراه في قصيدة له يصف فيها الربيع يقول‪:‬ـ‬

‫من الحُسْ ن حتى كاد أن يتكالما‪.‬‬


‫َ‬ ‫ك الرَّ بي ُع الطلق َي ْخ َتا ُل ضاحكا ً‬
‫أ َتا َ‬

‫‪4‬‬
‫َأوائ َل َورْ ٍد ُكنَّ باألمس َنو اما َ ‪.‬‬ ‫َو َقد نبه النيرو ُز في َغ َسق الدجى‬

‫‪ 1‬زهير بن أبي سلمى‪،‬الديوان‪،‬ت فخر الدين قساوة‪،‬دار اآلفاق‪ 4‬الجديدة‪،‬ط‪،3‬بيروت‪،‬لبنان‪1980،‬ص‪.25:‬‬


‫‪ 2‬إيليا حاوي‪،‬فن الوصف وتطوره في الشعر العربي‪،‬ص‪7:‬ـ‪.20‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪،‬ص ‪.11:‬‬
‫‪ 4‬الوليد بن عبيد ال اطائي البحتري‪،‬ت محمد توجي‪،‬دار الكتاب‬
‫العالمي‪،‬دط‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪،1994،‬ص‪.1068‬‬
‫الشاعر في األبيات السابقة لم يكتف بوصف مظاهر الطبيعة وحسب‪ ،‬بل ع ابرعما رآه‬
‫إلى ما شعر به‪ ،‬حيث تراءى ال اربيع كأنه يختال اختياالً‪ ،‬أو يضحك ضحكا ً أو هذه الصفات‬
‫هي ليست للربيع‪ ،‬وإنما هي من الشاعر‪ ،‬فالضحك في نفس البحتري‪.‬‬

‫فالشاعر من خلّل هذا الوصف الوجداني‪ ،‬لم يصف المشهد الجديد‪ ،‬له واقع الطبيعة ‪،‬وملّمح‬
‫اإلنسان‪ ،‬إ انه واقع مادي نفسيٌ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى عنصر الشعور‪ ،‬فهناك عنصر آخر ال يقبل أهمية في خلق الصورة الشعرية‬
‫التي تأخذ من الواقع ال امادي منطلقا ً لها‪ ،‬وهذا العنصر هو عنصر الخيال‪ ،‬فالخيال ترجم‬
‫‪1‬‬
‫للشعور والتجسيد له‪.‬‬

‫واآلن يبدو الفرق جلبا ً واضحا ً بين الوصف ال انقلي‪ ،‬وبين الوصف الوجداني‪ ،‬فبينما ترى‬
‫الشاعر خلّل ال انوع األول يراقب األشياء وينقل ما يراه بطريقة صادقة‪ ،‬فإنه في الوجداني‬
‫ينصرف إلى تأويل بعد أن تتواله نفسه وتتحدد به‪.‬‬

‫إن فضيلة الوصف النقلي هي في دقته وصحة تشبيبها‪ ،‬تبدو فضيلة الوصف الوجداني في‬
‫نزعته الداخلية وتوغله في ذات الشاعر وذات األشياء‪.‬‬

‫وبينما أن الوصف هو فطرة الالغة العربية‪ ،‬واصل طبيعتها التي ركبت عليه‪ ،‬فقد واكب‬
‫هذا الغرض اإلبداع الشعري منذ الجاهلية‪ ،‬وال يزال غرضا ً مطروقا ً حتى اليوم‪ ،‬إما مثقلّ‪ ،‬أو‬
‫ممتزجا ً مع غيره من الموضوعات‪.‬‬
‫مدى ارتباط الوصف بالشعر الجاهلي‪:‬ـ‬
‫يلّزم الوصف طبيعة النفس البشرية خاصة في طور البداوة حيث تستبد نزعة التقليد‬
‫‪،‬والميل إلى نقل ك ال ما تراه العين‪ ،‬حتى غدت األشعار لوحات منقولة بدقة وبراعة عن‬
‫‪2‬‬
‫البيئة التي يعيشها‪.‬‬

‫والوصف عن الجاهلي كان ع ادته في تصوير وتقريب ما حوله‪ ،‬فكانت حدقته المبصرة‬
‫تجول فيما حوله من طبيعة مفتوحة األرجاء‪ ،‬من أرض وسماء‪ ،‬وبادية مفاوز مترامية كل‬
‫ذلك يحاول تصويره ونقله كما يراه ويحسه‪.‬‬

‫‪ 1‬إيليا حاوي‪،‬فن الوصف وتطوره في الشعر العربي‪،‬ص‪.13‬‬


‫‪ 2‬إيليا حاوي‪،‬فن الوصف وتطوره في الشعر العربي‪،‬ص‪.7:‬‬
‫وصف الشاعر الجاهلي كل ما وقعت عليه حدقته المبصرة‪ 4،‬بذوق فنان بارع‪ ،‬فقد صور‬
‫الخيل والناقة‪ ،‬وسائر الحيوانات التي استأنسها‪ ،‬والتي استوحشها‪ ،‬كما وصف النباتات ما أغ‬
‫ال منها وما أظل‪ ،‬والجبال والوديان‪ ،‬ووصف الشعراء الساحليون البحر‪،‬السفن‪ ،‬والغواص‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والملّح‪ ،‬كما وصفوا الرحلة والصيد‪.‬‬

‫والدارس للشعر الجاهلي يجد فيه وصفا ً للذاتيات‪ ،‬كما يجد فيه وصفا ً للموضوعات على‬
‫اختلّف أجناسها‪ ،‬وأنواعها‪ ،‬وتباين أشكالها وهيئاتها ‪،‬ويجد فيه وصفا للمعنويات والمدركات‬
‫‪2‬‬
‫العقلية والخيالية‪ ،‬كما يجد فيه وصفا ً للماديات والمدركات‪ ،‬البصرية والحسية‪.‬‬

‫وكذلك نرى الوصف التجريدي‪ ،‬ذلك في كثرة كاثرة من الحكم التي تعج بها أشعارهم‪،‬‬
‫وتغص بها قصائدهم‪ ،‬ومنها قول زهير بن أبي سلمى ‪:‬‬

‫ُتم ْت ُه و َمنْ ُت ْخطىء ُي َع َم ُر َف َيه َْرم‬ ‫ـت ال َم َن َيا خب َط عشواء منَّ ُت َ‬


‫صبْ‬ ‫َرأ َي ُ‬

‫‪3‬‬
‫ُــو َّطأُ ب َمــ ْن َسم‬
‫يُضْ َربُ بأنياب وي َ‬ ‫صــان ُع في األمُـــور َكثيرة‬
‫ومن ال ُي َ‬

‫الشعر الجاهلي هو سجل تظهر فيه معالم الحياة الجاهلية على حقيقتها‪ ،‬فهو وجها ً لوجه‬
‫أمام معالمها‪ ،‬كأننا نعيش في قلبها وال نتخيلها تخي ًّل‪.‬‬

‫وقد كان الطلل أكثر ما تناوله الشاعر الجاهلي شعره‪ ،‬به يبدأ كل وصف وكل وصف‬
‫‪4‬‬
‫خارجي ال يعبر عن الوجدان بما فيه من مضاعفات شعورية‪.‬‬

‫وأشهر من ن اظم في وصف الطلل امرؤ القيس‪ ،‬حيث وقف واستوقف‪ ،‬وبكى واستبكى‬

‫بكلمتين ومعظم ال انقاد يتمثلون بهذا المطلع كنموذج على الوصف التقليدي للطلل‪ ،5‬يقول‪:‬ـ‬

‫بس ْقط الالوى َبي َْن ال اد ُخ ْول‪َ ،‬ف َح ْو َمل‪.‬‬


‫َ‬ ‫ذك َرى َحبيب و ام ْنزل‬
‫ق َفا َنبْكي منْ ْ‬

‫‪ 1‬علي الخطيب‪،‬فن الوصف‪ 4‬في الشعر الجاهلي‪،‬الدار المصرية اللبنانية‪،‬ط‪،1‬القاهرة‪،2004،‬ص‪.10:‬‬


‫‪ 2‬محمد رجب البيومي‪،‬دراسات أدبية‪،‬دار السعادة‪،‬ط‪،1‬مصر‪،1985،‬ص‪.43:‬‬
‫‪ 3‬زهير ابن أبي سلمى‪ ،‬الديوان‪ ،‬ص ‪.25:‬‬
‫‪ 4‬إيليا حاوي‪ ،‬فن الوصف وتطوره في الشعر الجاهلي‪ ،‬ص‪.20:‬‬
‫‪ 5‬ح انا الفاخوري‪ ،‬تاريخ األدب العربي‪،‬ص ‪.180:‬‬
‫‪6‬‬
‫من َج ُنوب و َ‬
‫ش ـ َمال‪.‬‬ ‫ســتح ُتها َ‬
‫َ‬ ‫ل َما َن‬ ‫َف َتوضح َف ْالم ْقراةُ َلم يعْ ف َرسْ مـها‬

‫فمطلع معلقته يتشابه وكل مطالع قصائد شعراء الجاهلية‪ ،‬إذ إن وحدة الموضوع أدت إلى‬
‫وحدة المعاني والصور‪ ،‬بسبب ضعف الخيال‪ ،‬وضيق األفق‪ ،‬فكما بكى امرؤ القيس بكى‬
‫‪2‬‬
‫آخرون‪ ،‬وكما أوقف مطيته أو قوا مطاياهم‪.‬‬

‫ووقف الشعراء طوالً‪،‬يصورون ح ابهم للمرأة‪ ،‬وما يذرفون من دموع على فراقها وما‬
‫تضع بهم ذكرى المحبوبة على شاكلة بشر بن أبي خازم‪:‬ـ‬

‫‪3‬‬ ‫فؤادك ْ‬
‫مث َل فعْ ل األ ْي َهم‪.‬‬ ‫َطرْ َفا َُ‬ ‫ف َظ ْل َ‬
‫ت من َفرط ال اص َبا َبة َوال َه َوى‬

‫وقد وصف الشاعر الجاهلي بيئة الصحراء التي ما انفك يتجول فيها طالبا ً رزقه متنازعا ً‬
‫بقاده‪ ،‬وكان ارتيادها وجها ً من وجوه البطولة والفروسية‪ ،‬فاذاً هي جرداء قاحلة ليس فيها‬
‫نبات‪ ،‬يتراقص فيها اآلل ويلتمع‪ ،‬وتتمزق فيها نفسه وهذه أبيات لسويد بن أبي كاهل اليشكري‬
‫يصور فيها الصحراء يقول‪:‬ـ‬

‫نزاخ ال ُغور إ َذا اآل ُل ل َم َع‬ ‫ون ْ‬


‫سل َمى َمهْـ َما‬ ‫َك ْم َق َطعْ َنا ُد َ‬
‫ْ ‪4‬‬
‫اسائر في َها َكال اصقع‬
‫َ‬ ‫َي ُ‬
‫أخذ ال‬ ‫في ُحرُور َينضُج الالحْ َم ب َها‬

‫وصف الشاعر الجاهلي المطر‪ ،‬البرق وال ارعد والسحاب‪ ،‬ووصف الحيوان رفيقه في‬
‫اسفاره‪ ،‬وشريكه في كفاحه ضد نفسه‪ ،‬ولعل الفرس والناقة كانتا من أهم الحيوانات التي‬
‫وصفها الشاعر الجاهلي‪ ،‬اللتصاقهما بواقعه الجغرافي‪ ،‬ولحاجته اليها في جميع أموره‬
‫ووصفه للحيوان الذي يجتاز به الصحراء‪ ،‬جعله يصف ما يصادفه في طريقه‪ ،‬كالبقرة‬
‫الوحشية التي تمتاز بسرعة عدوها‪ ،‬وضراوتها في ال ادفاع عن نفسها‪.‬‬

‫وكان وصف عنترة بن شداد لفرسه في المعركة دلي ًّل على رهافة ح اسه‪ ،‬وقدرته على‬
‫تمثيل ما يدور في صدر جواده‪ ،‬فقد نال الجواد في المعركة أثخن الجراح‪ ،‬ولو أوتي القدرة‬

‫‪ 6‬امرؤ القيس‪ ،‬الديوان ‪ ،‬ص‪.8:‬‬


‫‪ 2‬إيليا حاوي‪ ،‬فن الوصف وتطوره في الشعر العربي‪،‬ص‪.90 :‬‬
‫‪ 3‬بشر بن أبي خازم االسدي‪،‬الديوان‪،‬شرح‪ 4‬مجيد طراد‪،‬دار‪ 4‬الكتاب‬
‫العربي‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪،1994،‬ص‪.179:‬‬
‫‪ 4‬سويد بن أبي كاهل اليشكري‪،‬الديوان‪،‬تحقيق شاكر عاشور‪،‬وزارة االعلمّ‬
‫للنشر‪،‬دط‪،‬بغداد‪،‬العراق‪،1972،‬ص‪.263:‬‬
‫على النطق لعنترة‪ ،‬وشبه شكواه‪ ،‬لكن عنترة فهم ب ّل كلّم‪ ،‬الن طول المعاشرة جعلت ك ّل منهما‬
‫يقف بالحدس على دخيلة صاحبه‪،‬يقول‪:‬ـ‬

‫َو َشكا إليَّ بعـــــــبْرة َ‬


‫وتح ْم ــحم‬ ‫َفــا ُزورَّ مـنْ و ْقع الــــــــقنا بل َنانه‬

‫‪1‬‬
‫ان َلو َعرف َال َكلّم مُكالمي‬
‫ولو َك َ‬
‫َ‬ ‫ان َي ْدري ما المحاورة ا ْش َتكى‬
‫ك َ‬‫َلو َ‬

‫في الشعر الجاهلي صور كثيرة للطيور‪ ،‬يوحي وضعها بالقوة والسلطان‪ ،‬ويشيع من‬
‫بعضها العطف واإليناس‪ ،‬ويرتبط بعضهما بالحنين إلى الوطن‪ ،‬وبعضها بالشؤم والفرقة‬
‫فيعب الغراب مؤذن بالفراق عند نابغة الذبياني‪،‬يقول‪:‬ـ‬

‫ك َخب َْر َنا ال ُغدَاف االسْ َود‬ ‫َ‬


‫وبذا َ‬ ‫َز َعم ال ُغراب َ‬
‫بأن رحلتنا َغدَا‬

‫‪2‬‬
‫كان َت ْف ُ‬
‫ريق االح َبة في َغد‬ ‫إنْ َ‬ ‫ـــدو ال أهْ ًّل بــه‬
‫بغ ْ‬ ‫ال َمرْ َح َبا َ‬

‫أما الخنساء فقد اعتبرت أ ان طير اسد استقر بقبر أخيها صخر‪ ،‬تقول في رثائه‪:‬ـ‬

‫‪3‬‬
‫برمسه َطيْر السُّعود‬
‫و َح ال َ‬ ‫َف َّل َي ْبعُدَ أَ‪َُُ4‬بو َح اسان صخر‬

‫ونجد ايضا صورا كثيرة للكروم النابتة في ظلّل النخيل‪ ،‬وذكر لألعناب‪ ،‬والثمار‪ ،‬كالتين‬
‫والرمال والتفاح‪ ،‬وعناية بأزهار الصحراء كالعرعار والشيح والقيصوم‪ ،‬وتغنيا ً بالبان والسلم‬
‫والخزامى‪ ،‬ولعل األقحوان في العصر الجاهلي كان يوحي إلى الشعراء ما يوحيه الورد‬
‫األبيض من معاني اال نقاء وال اصفاء‪ ،‬وحب العرب لرائحة نبات الريحان جعلهم يسمون كل‬
‫‪4‬‬
‫زهير طيب‪ ،‬النشر باسمه‪ ،‬فشاعت الالفطة في الشعر الجاهلي‪.‬‬

‫وقد اصورالشنفرى‪ 4‬مجلسا ً أوى إليه ماء‪ ،‬فخيل إليه أنه تحت مظالة تكترفه من كل‬
‫جانب‪ ،‬نسجتها ريحانة مطولة بحبات المطر‪ ،‬متفتحة ال ازهر‪ ،‬فواحة األرج‪ ،‬فقال‪:‬ـ‬

‫‪ 1‬عنترة بن شداد‪،‬الديوان‪،‬دار االندلس‪،‬دط‪،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪،1968،‬ص‪.39:‬‬


‫‪ 2‬النابغة الذبياني‪،‬الديوان‪،‬ححقه اعتنى به حمد وط اماس‪،‬دار المعرفة‪،‬ط‪،2‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،2005،‬ص‪.38:‬‬
‫‪ 3‬الخنساء تماضر‪ 4‬بنت عمر‪،‬الديوان‪،‬دار االندلس‪،‬دط‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪،1968،‬ص‪.39:‬‬
‫‪ 4‬القسي نوري حمودي‪،‬الطبيعة في الشعر الجاهلي‪،‬عالم الكتب للطباعة‬
‫والنشر‪،‬دط‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪،2004،‬ص‪.98:‬‬
‫ت ع ْشواء َو ُ‬
‫طال َلت‪.‬‬ ‫يح ْ‬
‫بري َْحا َنة‪َ ،‬ر َ‬
‫َ‬ ‫َفب ْت َنا َكأن ال َبيْت َحجـــرَّ َف ْو َق َها‬

‫‪1‬‬
‫ل َها أرْ ٌج َما حـ اولها غـير مسـنت‪.‬‬ ‫ت‬ ‫من َب ْطن حليه ن َ‬
‫اور ْ‬ ‫يحانة َ‬
‫بر َ‬
‫َ‬

‫واقترنت صور الطبيعة في الشعر الجاهلي باألزمنة‪ ،‬فتحدث الشعراء عن الفصول‪ ،‬وعما‬
‫يصاحب كل فصل من مشاهد ‪ ،‬فالخريف زمان اختراف الثمار اليانعة‪ ،‬أي قاطعها‪ ،‬والشتاء‬
‫زمان البرد واال زمهرير‪ ،‬والصيف مقرون بالتماع السراب‪ ،‬وش ادة ال احر‪ ،‬وفي ال اربيع‬
‫تخصب األرض‪ ،‬وتنتج األنعام‪ ،‬وتجتاز القوافل الفلوات‪ ،‬وترسل ك ال قبيلة رائدها يتعرف‬
‫‪2‬‬
‫ويكثف‪ ،‬رائدها يكشفها ويتعرف‪ ،‬ف ّل تؤم مرعى مالم يكن واخر الكأل‪،‬‬

‫وللشاعر الجاهلي القدرة على وصف ال انفس وأحوالها‪ ،‬خاصة أذا كان مهموماً‪ ،‬ثقيل ال‬
‫انفس‪ ،‬وإن كان الشاعر رهيف الحس كامرؤ القيس‪ ،‬خ ايل إليه جمل ضخم‪،‬أناخ على الكون‬
‫يتمطى‪ ،‬ويتمادى في الجثوم والرسوخ‪ ،‬ويضغط على قلب الشاعر ونفسه‪ ،‬ويجعلها‪ ،‬أ انه‬
‫حافلة باليأس واألسى‪ ،‬وصرخة من صرخات االسترحام‪ ،‬فيستدعي الشاعر الفخر وهو يعرف‬
‫أ انه لن يكون خيراً من الماء‪ ،‬لكن الصباح ـعلى ما فيه ـ أحب إليه‪ ،‬ألنه يغسل عينه من‬
‫أوضار األرق الممرض‪ ،‬وينزع من جفنيه الصور النجوم الثوابت في كبد السماء ‪،‬كأنها‬
‫ربطت بحبال أعاليها في أعناق النجوم ‪،‬وأسلّفها في قمم الجبال يقول‪:‬ـ‬

‫اي بأ َن َواع ال‪،‬هُمـوم ليُبتلي‪.‬‬


‫عل َ‬ ‫و َليْل َك َم ْوج ال َبحْ ر ََْ‪4‬‬
‫أْرخى ُس ُدوله‬

‫إعجازاً‪ ،‬ونـاء ب َك ْلكل‪.‬‬


‫أرْ دف َ‬ ‫َفق ْلُت َل ُه الما َتــــــــ َمطى بضُليه‬

‫وقد شغف وصف الجاهليين‪ ،‬فوصفوا أبسط األشياء حسب عاداتهم الجاهلية ومن ذلك‬
‫وصفهم لعادة من عادات األطفال‪ ،‬وهي رميه عين الشمس قائ ًّل لها أبدلينا منها إذا انخلعت من‬
‫فيه‪، 3‬يقول طرفة‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫بُرْ داً أب َ‬
‫ْيض َمصــقوُ َل األ َشر‪.‬‬ ‫َب َّدلتــ ُه ال اشمْس منْ َم ْن َبتــها‬

‫‪ 1‬الشنفرى‪،‬عمرو‪ 4‬بن مالك‪،‬الديوان‪،‬شرح وتحقيق‪،‬إميل يعقوب‪،‬ط‪،2‬دار الكتاب‬


‫العربي‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪،1996،‬ص‪.34:‬‬
‫‪ 2‬غازي طليمات‪،‬األدب الجاهلي قضاياه‪،‬أغراضه‪،‬أعلّمه‪،‬فنونه‪،‬ص‪.87‬‬
‫‪ 3‬محمد رجب البيومي‪ ،‬دراسات ادبية‪،‬ص‪.46:‬‬
‫‪ 4‬طرفة بن العبيد ‪:‬الديوان‪،‬ت فوزي‪ 4‬عفوي‪،‬دار الصعب‪،‬ط‪،2‬بيروت‪،‬لبنان‪،1993،‬ص‪.78:‬‬

You might also like