You are on page 1of 5

‫الفصل الخامس‬

‫( المدخل السلطوي لبناء نظرٌة محاسبٌة )‬


‫أوال ‪ :‬طبٌعة المعاٌٌر المحاسبٌة‬
‫ثانٌا ‪ :‬المنظمات المعنٌة بالمعاٌٌر المحاسبٌة‬
‫ثالثا ‪ :‬من ٌجب ان ٌضع المعاٌٌر المحاسبٌة‬

‫‪1‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫( المداخل السلطوي لبناء نظرٌة محاسبٌة )‬
‫أوال ‪ :‬طبٌعة المعاٌٌر المحاسبٌة ‪- :‬‬
‫تهٌمن المعاٌٌر المحاسبٌة على عمل المحاسب ‪ ،‬فٌتم باستمرار تغٌٌر هذه المعاٌٌر وحذفها أو‬
‫اإلضافة إلٌها فً كل دول العالم ‪ ،‬ومهمة هذه المعاٌٌر هً توفٌر قواعد أو أحكام مٌدانٌة وكذلك‬
‫توفٌر مساعدة ألجل تمشٌة عمل المحاسب ‪ .‬وٌتم قبول المعاٌٌر المحاسبٌة عموما كقواعد‬
‫راسخة ومتشددة ومدعومة بعقوبات رادعة عند مخالفتها او عدم التوافق معها وتتكون المعاٌٌر‬
‫المحاسبٌة من ثالثة أجزاء‪- :‬‬
‫‪1‬ـ وصف للمشكلة التً ٌراد معالجتها ‪.‬‬
‫‪2‬ـ قرار مدروس بشكل منطقً (من المحتمل البحث عن نظرٌة أساسٌة) أو طرق لحل مشكلة ‪.‬‬
‫‪3‬ـ وبعد ذلك ‪ .‬وبالتوافق مع القرار او النظرٌة ‪ ،‬تفرض هذه المعاٌٌر حلول معٌنة ‪.‬‬
‫وعموما فإن المعاٌٌر وباألخص معاٌٌر التدقٌق ٌتم حصرها بالجزء الثالث ‪ ،‬وهذا أثار جدل‬
‫كبٌر حول غٌاب النظرٌات الداعمة واستخدام مدخل صٌاغة كٌفما أتفق ‪.‬‬
‫تقسم متطلبات المعاٌٌر إلى أربعة أنواع رئٌسٌة ‪- :‬‬
‫النوع األول ‪ :‬وهذا النوع ٌفرض على المحاسبٌن أن ٌفصحوا عما ٌقومون به من خالل‬
‫اإلفصاح عن الطرق واالفتراضات (السٌاسات) المحاسبٌة التً ٌتنبؤونها ‪.‬‬
‫النوع الثانً ‪ :‬وٌهدف هذا النوع إلى تحقٌق نوع من التوحٌد فً عرض الكشوفات المالٌة ‪.‬‬
‫النوع الثالث ‪ :‬وٌتطلب هذا النوع اإلفصاح ع ن مسائل خاصة ‪ ،‬اذ فً هذه الحالة ٌستطٌع او‬
‫ٌفترض فً مستخدم المعلومات المحاسبٌة أن ٌمارس أحكامه ‪.‬‬
‫النوع الرابع ‪ :‬وٌتطلب هذا النوع صنع واتخاذ القرارات الضمنٌة او الصرٌحة بشأن طرٌقة‬
‫قٌاس الموجودات وتحدٌد القٌاس ‪.‬‬
‫فهل المعاٌٌر من النوع الرابع مبنٌة أوال‪/‬على مبادئ عامة تضع حل لمشكلة الجدل بشأنها‬
‫ومناقشتها بشكل مستفٌض ‪ ،‬وهل تتم صٌاغتها فً ضوء مقارنة بٌن مؤٌدي ومعارضً‬
‫النظرٌات المتنافسة ؟ ‪ .‬ثانٌا ‪/‬هل ٌتم اختٌارها من قبل سلطة مخولة (منظمة أو هٌئة واضعة‬
‫للمعاٌٌر) ؟ ‪ .‬أن الكثٌر من الناس سٌعبرون عن شكوك جدٌة فً حالة اإلجابة بنعم عن السؤالٌن‬
‫‪ .‬ولكن من الضروري القول بأن كافة هذه االنواع من المعاٌٌر هً فً حالة اصدار مستمر ‪.‬‬
‫فهناك بعض االسباب الموجبة لوضع المعاٌٌر وعلى النحو التالً ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪1‬ـ توفر المعاٌٌر المحاسبٌة لمستخدمً المعلومات المحاسبٌة معلومات حول الموقف المالً‬
‫واألداء ‪ ،‬وأٌضا معلومات االدارة (تمشٌة) أمور الشركة ‪ .‬فٌفترض من هذه المعلومات ان‬
‫تكون واضحة وثابتة متسقة ومعول علٌها وقابلة للمقارنة ‪.‬‬
‫‪2‬ـ توفر المعاٌٌر المحاسبٌة للمحاسبٌن القانونٌٌن أدلة عمل وقواعد للسلوك تمكنهم من بذل‬
‫عناٌة كافٌة واستقاللٌة عند تقدٌم خبرتهم لألخرٌن ونزاهة وتجرد عند تدقٌقهم لتقارٌر الشركة‬
‫وعند الشهادة (بصدق هذه التقارٌر) ‪.‬‬
‫‪3‬ـ توفر المعاٌٌر المحاسبٌة للحكومة قواعد بٌانات بشأن مختلف المتغٌرات التً تعتبر جوهرٌة‬
‫إلدارة الضرائب وتوجٌه المنشأت وتخطٌط وتوجٌه االقتصاد وتعزٌز الكفاءة والسعً لتحقٌق‬
‫أهداف اجتماعٌة أخرى ‪.‬‬
‫‪4‬ـ تولد هذه المعاٌٌر اهتمام بالمبادئ والنظرٌات لدى أولئك المهتمٌن بحقول المحاسبة ‪ ،‬ان‬
‫مجرد إصدار تشرٌع فهو ٌولد الكثٌر من الجدل والنقاش فً الدوائر التطبٌقٌة واألكادٌمٌة ‪.‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬المنظمات المعنٌة بالمعاٌٌر المحاسبٌة ‪.‬‬


‫أـ شركات المحاسبة الفردٌة والعامة ‪:‬‬
‫ان شركات المحاسبة الفردٌة والعامة مسؤو لة من خالل مدققٌها عن الشهادة واستقاللٌة بأن‬
‫الكشوفات المالٌة للشركة المساهمة تعرض بأنصاف وبدقة نتائج نشاطات الشركة ‪ .‬فٌتوقع من‬
‫المدققٌن المستقلٌن ان ٌكونوا فعال أو حقٌقتهم مستقلٌن عن مصالح عمالئهم ‪ .‬وٌتكون عمل‬
‫شركة المحاسبة العامة أساسا من القٌام بمهام التدقٌق والمحاسبة والخدمات االستشارٌة اإلدارٌة‬
‫والضرٌبٌة ‪ .‬فتساعد الخدمات المحاسبٌة والتدقٌقٌة فً تصمٌم أنظمة معول علٌها لحفظ‬
‫السجالت ‪ ،‬وفً فحص األنظمة دورٌا لضمان فاعلٌتها ‪ ،‬وفً أعداد الكشوفات المالٌة التً‬
‫ٌفترض فٌها ان تنقل معلومات دقٌقة الى المستخدمٌن ‪ ،‬وفً الشهادة بأن الكشوفات دقٌقة ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬المعهد األمرٌكً للمحاسبٌن القانونٌٌن (‪:)AICPA‬‬
‫هو منظمة مهنٌة تقوم بتنسٌق ممارسات المحاسبٌٌن فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة فلجنتٌه‬
‫الفنٌتٌن الرئٌستٌن اللجنة التنفٌذٌة للمعاٌٌر المحاسبٌة ولجنة معاٌٌر التدقٌق تم تخوٌلهما السلطة‬
‫والصالحٌة للتحدث باسم المعهد األمرٌكً للمحاسبٌن القانونٌٌن فً مجاالت المحاسبة المالٌة‬
‫ومحاسبٌة الكلفة والتدقٌق على التوالً ‪ ،‬فتصدر هاتٌن اللجنتٌن تقارٌر عن الموقف حول‬
‫المسائل المحاسبٌة فتقارٌر الموقف هذه توضح وتشرح بالتفصٌل المسائل الجدلٌة المحاسبٌة التً‬
‫ٌجب اتباعها او تطبٌقها كأدلة عمل استرشادٌه ما لم تتناقض مع التوجهات الحالٌة لمجلس‬
‫معاٌٌر المحاسبة المالٌة (‪)FASB‬‬

‫‪3‬‬
‫جـ ‪ -‬الجمعٌة األمرٌكٌة للمحاسبة (‪: )AAA‬‬
‫هً منظمة لالكادٌمٌٌن وأي أفراد أخرٌن لهم اهتمامات بتحسٌن التطبٌق المحاسبً والنظرٌة‬
‫المحاسبٌة وتكرٌس مجلتها الربع سنوٌة لعرض وتبادل وجهات النظر المختلفة والنتائج التً ٌتم‬
‫التوصل الٌها من قبل الباحثٌن المحاسبٌن ‪.‬‬
‫د ‪ -‬مجلس معاٌٌر المحاسبة المالٌة (‪:)FASB‬‬
‫لقد تم تأسٌس المجلس لكً ٌحل محل مجلس المبادئ المحاسبٌة (‪ )APB‬فً العام ‪1793‬‬
‫كمنظمة مسؤولة عن وضع المعاٌٌر المحاسبٌة‪.‬‬
‫ان مجلس معاٌٌر المحاسبة المالٌة (‪ )FASB‬هو منظمة مخولة ومستقلة أنٌط بها مسؤولٌة‬
‫وضع وتحسٌن معاٌٌر المحاسبة المالٌة ومعاٌٌر اإلبالغ ‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬هٌئة األوراق المالٌة ‪:‬‬
‫ان هٌئة األوراق المالٌة التً تأسست بموجب قانون شرعه الكونجرس فً العام ‪1733‬‬
‫مسؤولة بشكل مباشر وأساس عن تطبٌق وإدارة مختلف القوانٌن والتشرٌعات التً تهدف إلى‬
‫تنظٌم األوراق المالٌة وتداولها وضمان إبالغ مالً وإفصاح سلٌمٌن من قبل الشركات األمرٌكٌة‬
‫و ‪ -‬المنظمات المهنٌة األخرى ‪:‬‬
‫بالرغم من ان المنظمات السابقة كانت تقلٌدٌا معنٌة بتطوٌر النظرٌة المحاسبٌة اال ان هناك‬
‫منظمات أخرى فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة وخارجها أصبحت فً اآلونة األخٌرة مساهم‬
‫فاعل ونشٌط فً وضع المعاٌٌر وترسٌخ الدعائم األساسٌة للمحاسبة فً البلد الذي تنتمً الٌه ‪.‬‬
‫ز ‪ -‬مستخدمو الكشوفات المالٌة ‪:‬‬
‫ٌتم تصنٌف المجموعات المختلفة ذات العالقة بنتائج المنظمات الهادفة للربح بٌن مستخدمٌن‬
‫مباشرٌن وغٌر مباشرٌن وتتضمن قائمة المستخدمٌن المباشرٌن (مالكً الشركة المساهمة‬
‫وحملة أسهمها ‪ ،‬الدائنون والمجهزون ‪ ،‬إدارة الشركة ‪ ،‬السلطات الضرٌبٌة ‪ ،‬العاملون فً‬
‫الوحدات االقتصادٌة ‪ ،‬الزبائن) ‪.‬‬

‫و ٌمكن أعداد ثالثة أنواع من الكشوفات المالٌة ‪- :‬‬


‫اوال ‪ -‬الكشوفات المالٌة ذات الغرض العام ‪- :‬التً تحقق االحتٌاجات المشتركة للمستخدمٌن فعند‬
‫تصمٌم الكشوفات المالٌة المندرجة ضمن التقرٌر السنوي فإن المحاسبٌن ٌفترضون بأن التقارٌر‬
‫ستحقق االحتٌاجات المشتركة للمستخدمٌن ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ -‬الكشوفات ذات الغرض الخاص التً تحقق احتٌاجات مجموعة معٌنة من المستخدمٌن ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -‬افصاحات مختلفة التً تعرض مختلف األرقام وعلى المستخدمٌن ان ٌختاروا ما ٌناسبهم‬
‫ومهما كان نوع الكشف المالً المستخدم فإن معظم المستخدمٌن سٌتصرفون كمجموعات ضغط‬
‫للتأثٌر على تطوٌر المبادئ المحاسبٌة بطرٌقة مما ٌؤدي إلى تحقٌق أهداف معٌنة ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ثالثا ‪ :‬من ٌجب ان ٌضع المعاٌٌر المحاسبٌة ؟ ‪.‬‬
‫أ ـ نظرٌات التوجٌه ‪:‬‬
‫ٌفترض فً التوجٌه عموما ان ٌحقق أهداف قطاع معٌن ‪ ،‬فٌتم تصمٌمه وتشغٌله بشكل رئٌس‬
‫لمصلحة القطاع المعنً ‪ .‬وهناك صنفٌن من التوجٌه المتعلق بقطاع معٌن‪:‬‬
‫** نظرٌات المصلحة العامة ‪ :‬ان نظرٌة المصلحة للتوجٌه تعنً بأن التوجٌه ٌتم أساسا استجابة‬
‫لطلب من الجمهور لتصحٌح أسعار سوق غٌر كفؤ أو غٌر عادل ‪ ،‬فالتوجٌهات ٌتم إصدارها أو‬
‫تصمٌمها أساسا لحماٌة ولمنفعة الصالح العام‬
‫** نظرٌات مصلحة المجموعة أو نظرٌات األسر‪ :‬فأنها تنص بأن التوجٌه ٌتم أساسا استجابة‬
‫لمتطلبات مصالح المجموعات الخاصة وبالذات ألجل تعظٌم دخول أعضائها ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬مدخل السوق ‪:‬‬
‫ان مدخل السوق الحر لتوفٌر أو تولٌد المعاٌٌر المحاسبٌة ٌبدأ عموما مع افتراض أساس اال‬
‫وهو إن المعلومات المحاسبٌة هً مجرد سلعة اقتصادٌة‪ ،‬وتماما كما هو الحال مع السلع‬
‫والخدمات األخرى ‪ .‬وبهذا الشكل فهً خاضعة ومعروضة لقوى الطلب من قبل المستخدمٌن‬
‫ذوي المصلحة وقوى العرض من قبل معدي المعلومات ذوي المصلحة أٌضا ‪ .‬وفً ظل ذلك ‪،‬‬
‫فإن ما ٌتم انتاجه هو مقدار مثالً من المعلومات المحاسبٌة المفصح عنها بثمن مثالً ‪ .‬فمتى ما‬
‫كانت هناك حاجة لمعلومة واحدة وهناك سعر مناسب ٌدفع مقابلها فإن السوق سٌولد هذه‬
‫المعلومة إذا كان الثمن أكبر من الكلفة ‪ .‬وبالتالً فإن السوق ٌستخدم هنا كألٌة مثالٌة لنوع‬
‫المعلومات التً ٌفصح عنها وتحدٌد أنواع م ستلمً المعلومات وكذلك تحدٌد المعاٌٌر المحاسبٌة‬
‫التً تتحكم بتولٌد مثل هذه المعلومات ‪.‬‬

‫( مع تمنٌاتنا لكم بالنجاح والتفوق الدائم )‬


‫أستاذ المادة‬
‫أ‪0‬م‪0‬د عبداالمٌر حسن الموسوي‬

‫‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like