You are on page 1of 115

‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ِ‬
‫ال َف َوائِ ُد املُ ْستَ ْن بَطَةُ م ْن‬
‫َّو ِويَِّة‬
‫الن‬
‫َْ َ َ‬‫ني‬ ‫ْاْلَرب ِ‬
‫ع‬
‫الرجبِيَّةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوتَت َّ َ َّ َ‬
‫ا‬ ‫ه‬‫ت‬ ‫م‬

‫يخ‬ ‫أمالها فضيلةُ َّ‬


‫الش ِ‬
‫الَبَّاك‬
‫بن انصر َ‬ ‫الرمح ِن ُ‬
‫عب ُد َّ‬
‫(حفظه للا تعاىل)‬

‫‪1‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬


‫مقدمة املستملي‬
‫أهل ه‬
‫الب والوفا‪ ،‬أما بعد‪:‬‬ ‫ه‬
‫أصحابه ه‬ ‫احلمد لله وكفى‪ ،‬وصلى للا وسلم على نبيه هه املصطفى‪ ،‬وعلى ه‬
‫آله و‬
‫رجال‪ ،‬هم العلماء‪ ،‬ينفون عن دي هن للاه حتريف‬ ‫إنعامه هيأ ه‬
‫هلذه األم هة ً‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ولطفه و ه‬
‫كمال‬ ‫ه‬
‫برمحته‬ ‫فإن للا‬
‫األعالم‪ ،‬وحفظوا ه‬
‫هلذه األم هة‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫األئمة‬ ‫جبهود ه‬
‫هؤلء‬ ‫ه‬ ‫الغالني‪ ،‬وانتحال املبطلني‪ ،‬وأتويل اجلاهلني‪ ،‬فنفع للا‬
‫ني ه‬
‫إبذن ربا‪.‬‬ ‫علومها املباركة‪ ،‬حىت انتهت إلينا غضةً طرية‪ ،‬تؤيت أكلها كل ح ن‬
‫ه‬
‫ومن أولئك العلماء الذين حازوا قصب الس هبق يف العل هم‪ :‬احلافظ أبو زكراي حيىي بن شرف النووي املتوىف‬
‫الفقه و ه‬
‫اللغة‪ ،‬ومنها‪" :‬اْلربعو َن‪ ،‬يف‬ ‫احلديث و ه‬
‫ه‬ ‫سنة (‪- )676‬رمحه للا تعاىل‪ .-‬فإنه صنف مصن ن‬
‫فات كثريةً يف‬
‫اْلحكام" وهي اليت اشتهرت بـ‪" :‬اْلربعني النَّوويَِّة"؛ نسبةً إىل ه‬
‫جامعها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقواعد‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم‬ ‫مباين‬
‫َ‬
‫ولقد أكب العلماء على هذه األربعني ابلتدر ه‬
‫يس والشرهح‪ ،‬واشتهرت بذلك‪ ،‬فإنا مشتملة على‬
‫جامعة لقواعد كلي نة يف العتقا هد و ه‬
‫الفقه والس ه‬
‫لوك‪.‬‬ ‫ن‬ ‫أحاديث‬
‫ه‬
‫استنباط معانيها‬ ‫ات فإنا مل تزل بعد ن‬
‫حباجة إىل‬ ‫وعلى ما كتب على هذهه األربعني همن الش ه‬
‫روح والتقرير ه‬
‫القوس منـزع كما يقال‪ ،‬كيف ل؟ وهي حديث ه‬
‫رسول للا صلى للا‬ ‫الكامنة يف طي هاتا‪ ،‬ومل يزل يف ه‬
‫ه‬ ‫وفو ه‬
‫ائدها‬
‫معن‪.‬‬
‫فكرا زادك ً‬ ‫ه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وهو الكالم الذي كلما زدته ً‬
‫وكان من عين بذه األربعني هلذا ه‬
‫الوقت شيخنا العالمة عبدالرمح هن بن انص نر الباك حيث شرحها مر ًارا‬
‫ه‬
‫حمافظة "ضرماء" (غريب الرايض) أن يلي‬ ‫ه‬
‫اإلرشاد يف‬ ‫ه‬
‫فضيلته مكتب الدعوة و‬ ‫يف املساجد‪ ،‬ولقد رغب إىل‬
‫ائد األربعني ل غري‪ ،‬فأجاب إىل ذلك‪ ،‬وكان هذا الكتاب الذي بني يديك‪ ،‬وقد ساه فضيلته‪:‬‬ ‫إمالء يف فو ه‬
‫ً‬
‫بعني النووي ِة"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫"الفوائ ُد املستنبطةُ من اْلر َ‬
‫عليه تلك األحاديث همن ه‬
‫العلوم ومعينة لهمن أراد شرحها‬ ‫قربة لهما اشتملت ه‬ ‫وإن هذهه الفوائد املدونة لم ه‬
‫ه‬
‫املساجد وغ هريها‪.‬‬ ‫يف‬
‫ه‬
‫فضيلته ووكل إيل طبع‬ ‫ه‬
‫الستمالء همن‬ ‫ولقد خصين شيخنا ‪-‬رعاه للا‪ -‬واصطفاين أبن يكون يل شرف‬

‫‪2‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫الكتاب وتصحيحه‪ ،‬فحيثما طغى القلم أو زل ه‬


‫ت القدم فعلي دونه التبعة والعقىب(‪.)1‬‬ ‫ه‬
‫وقد اقرتحت على شيخنا ‪-‬يف هذه الطبعة الثانية للكتاب‪ -‬أن يضم إليه ما أماله همن فوائد على‬
‫الرقاق همن خمتصر البخاري للزبيدي‪ ،‬فوافق على ذلك‪ ،‬فها هي بني يديك ‪-‬أيها القارئ ‪-‬‬
‫كتايب التوحيد و ه‬
‫يف آخر الكتاب‪.‬‬
‫بعلم هه‪ ،‬وأن يدي‬
‫أسأل للا تعاىل أن جيزي شيخنا خري اجلزاء‪ ،‬وأن يبارك يف عمره وعمله‪ ،‬وأن ينفعنا ه‬
‫عليه ما عوده همن اخلري والعافية‪ ،‬كما أسأله سبحانه أن يرحم احلافظ النووي ومجيع علماء املسلمني‪ ،‬وصلى‬
‫للا وسلم على حممد‪.‬‬
‫كتبه‬
‫عبد احملسن بن عبد العزيز العسكر‬
‫غرة احملرم ‪1436‬ه‬
‫***‬

‫(‪ ) 1‬كان في هذه املقدمة ترجمة للشارح ونبذة في مزايا الشرح فحيل بيني وبين نشرها ‪..‬‬

‫بائع مـه‬
‫حه ُ‬ ‫ََل َما غدا يمد ُ‬ ‫نفسـ ِـه‬
‫َ َّ‬ ‫م م ُ‬
‫واملسك ما قد شف عن ِ‬
‫ِ‬
‫‪3‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫مقدمة الشارح‬
‫احلكمة‪ ،‬أرسل رسوله أبعظ هم ن‬
‫نعمة‪ ،‬فضله على مجي هع األم هم‪ ،‬وخصه جبو ه‬
‫امع‬ ‫الكتاب و ه‬
‫ه‬ ‫احلمد لله م ه‬
‫نزل‬
‫ه‬
‫وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫الكله هم‪ ،‬صلى للا عليه وعلى ه‬
‫آله‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫ه‬
‫أحاديث‬ ‫طالب العل هم الذين هلم جهود يف الدعوةه إىل للا أن أقيد فوائد‬ ‫ه‬ ‫فقد طلب مين بعض‬
‫رجب‪ ،‬فأجبت إىل ذلك‪ ،‬وأمليت ما تيسر يل ما فتح للا هبه‪،‬‬ ‫ه‬
‫للحافظ اب هن ن‬ ‫"اْلربعني الن ِ‬
‫ووية"‪ ،‬وتتمتهها‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫وتوثيق ما‬ ‫ه‬
‫األحاديث‬ ‫يج‬
‫مشكورا بتخر ه‬ ‫مبعاونة الدكتور ه‬
‫عبداحملس هن ب هن عبدالعزي هز العسك هر‪ ،‬وقد قام‬ ‫ه‬ ‫وذلك‬
‫ً‬
‫حيتاج إىل ن‬
‫توثيق‪.‬‬
‫مجيعا مبا علمنا إنه جواد‬ ‫ه‬
‫أسأل للا أن ينفع بذا الكتاب قارئه وسامعه‪ ،‬كما أسأله سبحانه أن ينفعنا ً‬
‫ه‬
‫أصحابه أمجعني‪.‬‬ ‫كري‪ ،‬وصلى للا وسلم على رسولهه حمم ند وعلى ه‬
‫آله و‬

‫قال ذلك‪:‬‬
‫عبد الرمحن بن انصر الَباك‬
‫***‬

‫‪4‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث اْلول‬
‫للا صلى للا عليه‬ ‫اب رضي للا عنه قال‪ :‬هسعت رسول ه‬ ‫حفص عمر ب هن اخلط ه‬ ‫ن‬ ‫عن أم هري املؤمنني أيب‬
‫للا ورسولههه ف ه جرته إهىل‬
‫ات وإهَّنا لهك هل ام هر نئ ما نـوى‪ ،‬فمن كانت ههجرته إهىل ه‬
‫وسلم يقول‪« :‬إهَّنا األعمال ابلنهي ه‬
‫صيبـها أو امرأةن يـن هكحها فهجرته إهىل ما هاجر إهلي هه»‪.‬‬ ‫للاه ورسولههه‪ ،‬ومن كانت ههجرته لهدنـيا ي ه‬

‫اعيل بن إهبـر هاهيم بن المغهرية بن بـرهدزبه البخا هر ُّ‬


‫ي‪ ،‬وأبو‬ ‫رواه إهماما المح هدثهني أبو عب هد للاه حممد بن إهس ه‬
‫ب‬‫اللذي هن ُها أص ُّح الكت ه‬‫ي هيف ص هحيحي ه ما ه‬ ‫ني مسلهم بن احلجاج بن مسلهم القش هري ُّ‬
‫ي النـيسابوهر ُّ‬ ‫احلس ه‬
‫ه(‪)2‬‬
‫المصنـفة‬

‫الش رح‪:‬‬
‫أصول الدي هن‪ ،‬ه‬
‫ومن جوام هع الكل هم اليت أوتيها الرسول صلى للا عليه وسلم‪،‬‬ ‫هذا احلديث أصل همن ه‬
‫ه‬
‫األحكام‪.‬‬ ‫ابب همن أبو ه‬
‫اب‬ ‫كل ن‬‫ولذلك يدخل يف ه‬

‫ص َر هلا؛ منها‪:‬‬
‫تضم ُن فوائ َد ال َح ْ‬
‫ويَ َّ‬
‫ه‬
‫ابإلتالف‪.‬‬ ‫القصد لغو ل يرتتب ه‬
‫عليه حكم ول جزاء إل ما يضمن‬ ‫ه‬ ‫‪ -1‬أن العمل اخلايل عن‬
‫ن‬
‫وصيام‪ ،‬وغ هري ذلك‪ ،‬ويدخل يف هذا نية ه‬
‫نوع‬ ‫كل عبادةن؛ همن صالةن‪ ،‬وزكاةن‪،‬‬‫‪ -2‬اشرتاط النـي هة يف ه‬
‫ه‬
‫وصوم‬ ‫ه‬
‫املكتوبة‪،‬‬ ‫اتبة إلحدى الصلو ه‬
‫ات‬ ‫ه‬
‫وصالة الر ه‬ ‫ه‬
‫كصالة الظه هر احلاضرهة‬ ‫العبادةه وعينهها‪،‬‬
‫العقود كالبي هع واهلهب هة والعهت هق‪.‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫القضاء‪ ،‬وكذلك تشرتط النـية جلمي هع‬
‫ه‬
‫املتشابة يف الصورةه إل النـية‪.‬‬ ‫ه‬
‫األعمال‬ ‫أنه ل ه‬
‫يفرق بني‬ ‫‪-3‬‬
‫وفسادا‪ ،‬وكذلك اجلزاء‪ ،‬ففساد الني هة يستلزم فساد ه‬
‫العمل‪ ،‬كمن‬ ‫ً‬ ‫صالحا‬
‫ً‬ ‫العمل على الني هة‬
‫ابتناء ه‬ ‫‪-4‬‬
‫شرط‪ ،‬كمو ه‬
‫افقة‬ ‫ف ذلك على ه‬
‫وجود ن‬ ‫عمل لغ هري للاه‪ ،‬وصالح الن هية ل يستلزم صالح ه‬
‫العمل لتوق ه‬
‫الشرهع‪.‬‬
‫ف همن ه‬
‫عمله إل ما نوى‪.‬‬ ‫أنه ل حيصل للمكل ه‬ ‫‪-5‬‬

‫(‪ )2‬صحيح البخاري (‪ ،)1‬ومسلم (‪)1907‬‬


‫‪5‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫العمل لله‪.‬‬
‫إخالص ه‬ ‫ه‬ ‫وجوب‬ ‫‪-6‬‬
‫العمل لغ هري للاه‪.‬‬
‫حتري ه‬ ‫‪-7‬‬
‫ه‬
‫اإلسالم‪.‬‬ ‫رك إىل ه‬
‫بلد‬ ‫مشروعية اهلجرةه همن ه‬
‫بلد الش ه‬ ‫‪-8‬‬
‫ورسوله يف ه‬
‫حياته صلى للا عليه وسلم‪،‬‬ ‫ه‬ ‫اإلخالص يف اهلجرةه‪ ،‬وذلك أبن تكون إىل ه‬
‫للا‬ ‫ه‬ ‫وجوب‬ ‫‪-9‬‬
‫وإىل دينه هه وسنته هه بعد وفاتههه صلى للا عليه وسلم‪.‬‬
‫عمله حصل له مراده حكما وجزاء‪ ،‬فعمله يكون صحيحا‪ ،‬ويرتتب ه‬
‫عليه‬ ‫‪ -10‬أن من أخلص يف ه‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الثواب إذا حتققت شروط ه‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪ -11‬أن من عمل للدنيا ل حيصل له إل ما نوى إذا شاء للا‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬من كان ي هريد ۡٱلع ه‬
‫اجلة‬
‫ۡ‬
‫عجلنا لهۥ فهيها ما نشآء لهمن نُّهريد﴾ [اإلسراء‪.]18 :‬‬
‫اإلخالص لله‪.‬‬
‫ه‬ ‫العمل ه‬
‫بعدم‬ ‫‪ -12‬حبوط ه‬
‫‪ -13‬أن النـية ه‬
‫نوعان‪:‬‬
‫نفسه‪ ،‬وذلك يف قولهه‪« :‬إَّنا األعمال ابلنـي ه‬
‫ات»‪.‬‬ ‫العمل ه‬
‫أ­ نية ه‬
‫ب­ نية من ألجلهه العمل‪ ،‬وذلك يف قولهه‪« :‬وإَّنا ه‬
‫لكل امر نئ ما نوى»‪ ،‬وهذهه هي اليت عليها املعول‬
‫اإلخالص وضدهه‪.‬‬
‫ه‬ ‫يف‬
‫‪ -14‬حتقري الدنيا وشهو هاتا‪ ،‬لقولهه‪« :‬فهجرته إىل ما هاجر إليهه» حيث أبم ما حيصل لهمن هاجر‬
‫ورسوله فإنه صرح همبا حيصل له‪ ،‬وهذا همن حس هن ه‬
‫البيان‬ ‫ه‬ ‫خبالف من هاجر إىل للاه‬
‫ه‬ ‫إىل الدنيا‪،‬‬
‫ه‬
‫الكالم‪.‬‬ ‫ه‬
‫وبالغة‬
‫***‬

‫‪6‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الثاين‬
‫ول للاه صلى للا عليه وسلم ذات يـونم إذ طلع‬ ‫أيضا قال‪ :‬بينما َنن هعند رس ه‬ ‫عن عمر رضي للا عنه ً‬
‫ياب‪ ،‬شديد سو هاد الشع هر‪ ،‬ل يـرى علي هه أثـر السف هر‪ ،‬ول يـع هرفه همنا أحد‪ ،‬حىت‬ ‫اض الثه ه‬
‫علينا رجل شديد بـي ه‬
‫جلس إىل الن هب صلى للا عليه وسلم فأسند ركبـتـي هه إهىل ركبـتـي هه‪ ،‬ووضع كفي هه على ف هخذي هه‪ .‬وقال‪ :‬اي حممد‪،‬‬
‫الم‪ .‬فقال رسول للاه صلى للا عليه وسلم‪« :‬ا هإلسالم أن تشهد أن ل إهله إهل للا وأن حمم ًدا‬ ‫أخهبهين ع هن اإلس ه‬
‫رسول للاه‪ ،‬وت هقيم الصالة‪ ،‬وتـؤهيت الزكاة‪ ،‬وتصوم رمضان‪ ،‬وحتج البـيت إه هن استطعت إهلي هه سبه ًيال»‪ .‬قال‪:‬‬
‫ان‪ .‬قال‪« :‬أن تـؤهمن هابلله ومالئهكته هه وكتبه هه‬
‫صدقت‪ .‬قال‪ :‬فـع هجبنا له‪ ،‬يسأله ويص هدقه‪ .‬قال‪ :‬فأخهبهين ع هن اإلي ه‬
‫اإلحسان؟ قال‪« :‬أن‬ ‫ه‬ ‫ورسله هه واليـوهم ه‬
‫اآلخ هر‪ ،‬وتـؤهمن هابلقد هر خ هريهه وش هرهه»‪ .‬قال‪ :‬صدقت‪ .‬قال‪ :‬فأخهبين ع هن‬
‫اعة‪ .‬قال‪« :‬ما المسؤول عنها‬ ‫تـعبد للا كأنك تـراه‪ ،‬فهإن مل تكن تـراه فهإنه يـراك»‪ .‬قال‪ :‬فأخهبين ع هن الس ه‬
‫هأبعلم همن السائه هل»‪ .‬قال‪ :‬فأخهبين عن أمار هاتا‪ .‬قال‪« :‬أن تلهد األمة ربـتـها‪ ،‬وأن تـرى احلفاة العراة العالة هرعاء‬
‫الش هاء‪ ،‬يـتطاولون هيف البـنـي ه‬
‫ان»‪ .‬قال‪ُ :‬ث انطلق‪ ،‬فـلبهثت ملهيًّا‪ُ .‬ث قال‪« :‬اي عمر‪ ،‬أتد هري م هن السائهل؟»‪ .‬قلت‪:‬‬
‫ه (‪)3‬‬
‫للا ورسوله أعلم‪ .‬قال‪« :‬فهإنه هج هبيل أَتكم يـعلهمكم هدينكم»‪ .‬رواه مسلم‬

‫الشرح‪:‬‬
‫ه‬
‫ألصول الدي هن العتقادية والعملية‪.‬‬ ‫احلديث أصل جامع‬

‫ِ‬
‫الفوائد‪:‬‬ ‫وفيه ِم َن‬
‫ِ‬
‫لتعليمهم ه‬
‫وإيناسهم‪.‬‬ ‫ه‬
‫ألصحابه ه‬ ‫جمالسة الن هب صلى للا عليه وسلم‬ ‫‪-1‬‬
‫حابة رضي للا عنه‪ ،‬لقولهه‪« :‬ول يـع هرفه همنا أحد»‪.‬‬
‫التعارف بني الص ه‬ ‫‪-2‬‬
‫أن السفر يورث الشعث والغبة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫رجل فيكلم النب صلى للا عليه وسلم‪.‬‬ ‫أن همن ط ه‬
‫رق الوحي أن يتمثل امللك بصورةه ن‬ ‫‪-4‬‬

‫(‪ )3‬مسلم (‪.)8‬‬


‫‪7‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫اإلنسان‪ ،‬كما قال تعاىل‪﴿ :‬فٱَّتذت همن دونهه ۡم هحج ًااب فأ ۡرسلنآ‬ ‫ه‬ ‫ك على التمثُّ هل بصورهة‬ ‫قدرة املل ه‬ ‫‪-5‬‬
‫للا الذي هو جبيل‪ ،‬وكذلك كان‬ ‫إهل ۡيـها روحنا فـتمثل هلا بشراً س هواي﴾ [مري‪ ]17 :‬واملراد‪ :‬روح ه‬
‫أهل العل هم‬
‫احلديث‪ ،‬وهلذا ع هرف هذا احلديث عند ه‬ ‫ه‬ ‫يتمثل للن هب صلى للا عليه وسلم كما يف هذا‬
‫" ه‬
‫حبديث جبيل"‪.‬‬
‫مشروعية التعلي هم ابلسؤ هال واجلو ه‬
‫اب‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫جواز أن يسأل اإلنسان عما يعلم ليستفيد غريه ابستخر هاج ما عند العاهمل‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫لقوله‪« :‬اي حممد» وملبالغتهه يف الدنو همن الن هب صلى للا عليه وسلم‪.‬‬ ‫اجلاهل‪ ،‬ه‬ ‫ه‬ ‫احتمال العاهمل جفاء‬ ‫‪-8‬‬
‫ات الدي هن و ه‬
‫أصوله‪.‬‬ ‫العناية مبهم ه‬ ‫‪-9‬‬
‫ه‬
‫اإلسالم‪.‬‬ ‫ه‬
‫اإليان و‬ ‫فاملهم يف ه‬
‫أصول‬ ‫ابألهم ه‬
‫ه‬ ‫البداءة‬ ‫‪-10‬‬
‫اإلسالم و ه‬
‫اإليان إذا اقرتان يف الذك هر‪.‬‬ ‫ه‬ ‫الفرق بني‬ ‫‪-11‬‬
‫القلب‪.‬‬ ‫ه‬
‫ابعتقاد ه‬ ‫ابألعمال الظاهرةه‪ ،‬واإليان ُّ‬
‫أخص‬ ‫ه‬ ‫أخص‬
‫أن اإلسالم ُّ‬ ‫‪-12‬‬
‫اإلسالم القولية والعملية هي املباين اخلمسة‪.‬‬‫ه‬ ‫أن أصول‬ ‫‪-13‬‬
‫طلقا‪ :‬شهادة أل إله إل للا وأن حمم ًدا رسول للا‪.‬‬ ‫أن أصل الدي هن م ً‬ ‫‪-14‬‬
‫تصح إحداُها دون األخرى‪.‬‬ ‫ني يف احلك هم‪ ،‬فال ُّ‬ ‫التالزم بني الشهادت ه‬ ‫‪-15‬‬
‫ب ابإلهلية‪ ،‬وبطالن كل ن‬
‫معبود سواه‪.‬‬ ‫تفرد الر ه‬ ‫‪-16‬‬
‫ه‬
‫اإلسالم‪.‬‬ ‫سالة لصح هة‬ ‫اعتبار الشهادةه ‪-‬وهي اإلقرار‪ -‬ظاهرا وابطنا ابلت ه‬
‫وحيد والر ه‬ ‫‪-17‬‬
‫ً ً‬
‫ه‬
‫اإلسالم بعد الشهادتني‪.‬‬ ‫اجبات على املسل هم‪ ،‬وأعظم أر ه‬
‫كان‬ ‫أن الصلوات اخلمس أوجب الو ه‬ ‫‪-18‬‬
‫وجوب إقامتهها كما أمر للا وبني رسوله صلى للا عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪-19‬‬
‫اإلسالم بعد الصالةه‪.‬‬
‫ه‬ ‫أن إيتاء الزكاةه أعظم ه‬
‫أصول‬ ‫‪-20‬‬
‫يدل على هعظ هم ه‬
‫شأن الزكاة‪.‬‬ ‫نصوص الشرهع‪ ،‬وهو ُّ‬‫ه‬ ‫القرتان بني الصالةه والزكاةه يف‬ ‫‪-21‬‬
‫العبادات منها بدنية كالصالةه والص هوم‪ ،‬ومنها مالية كالزكاةه‪.‬‬
‫ه‬ ‫أن‬ ‫‪-22‬‬
‫ه‬
‫اإلسالم‪.‬‬ ‫‪ -23‬أن صيام رمضان همن ه‬
‫أصول‬
‫ه‬
‫اإلسالم‪.‬‬ ‫بيت للاه احلرهام همن ه‬
‫أصول‬ ‫‪ -24‬أن احلج إىل ه‬
‫‪ -25‬فضل شه هر رمضان‪.‬‬
‫‪ -26‬فضل ه‬
‫البيت احلرهام‪.‬‬
‫جيب إل على املستطي هع‪ ،‬كما دل على ذلك قوله تعاىل‪﴿ :‬وهلِله على ٱلن ه‬
‫اس هح ُّج‬ ‫‪ -27‬أن احلج ل ُّ‬

‫‪8‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ا‬
‫ٱستطاع إهل ۡي هه سبهيال﴾ [آل عمران‪.]97 :‬‬‫ت م هن ۡ‬‫ۡٱلبـ ۡي ه‬
‫سابقا‪ ،‬لقوله «فـع هجبـنا له يسأله ويص هدقه»‪.‬‬
‫لما ً‬ ‫ه ه‬ ‫هه ه‬
‫ائل للمخب يشعر أبن لديه ع ً‬ ‫أن تصديق الس ه‬ ‫‪-28‬‬
‫أن األصل يف السائل عدم العل هم‪ ،‬وأن اجلهل هو الباعث على السؤ هال‪.‬‬ ‫‪-29‬‬
‫ائل‪ ،‬وهو تعليمهم‪ ،‬وذلك يف قوله‪« :‬صدقت»‪.‬‬ ‫ه‬
‫مقصود الس ه‬ ‫تنبيه املستمعني ابإلشارهة إىل‬ ‫‪-30‬‬
‫ه‬
‫العتقاد‪.‬‬ ‫اإليان ستة‪ ،‬وهي أصول‬‫ه‬ ‫أن أصول‬ ‫‪-31‬‬
‫األصول هو اإليان ابلله‪.‬‬
‫ه‬ ‫أن األصل اجلامع هلذه‬ ‫‪-32‬‬
‫سل‪.‬‬ ‫ه‬
‫الكتب والر ه‬ ‫ه‬
‫املالئكة وإثبات‬ ‫إثبات‬ ‫‪-33‬‬
‫ه‬
‫اإليان‪.‬‬ ‫ابملالئكة وأنه همن ه‬
‫أصول‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫اإليان‬ ‫وجوب‬ ‫‪-34‬‬
‫ه‬
‫اإليان‪.‬‬ ‫عند للاه‪ ،‬وأنه همن ه‬
‫أصول‬ ‫ابلكتب الـمنـزل هة همن ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫اإليان‬ ‫وجوب‬ ‫‪-35‬‬
‫ه‬
‫اإليان‪.‬‬ ‫سل‪ ،‬وأنه همن ه‬
‫أصول‬ ‫ه‬
‫اإليان ابلر ه‬ ‫وجوب‬ ‫‪-36‬‬
‫ه‬
‫اإليان‪.‬‬ ‫أصول‬ ‫اإليان ه‬
‫ابليوم اآلخ هر‪ ،‬وأنه همن ه‬ ‫ه‬ ‫وجوب‬ ‫‪-37‬‬
‫ه‬
‫اإليان‪.‬‬ ‫اإليان ابلقد هر‪ ،‬وأنه همن ه‬
‫أصول‬ ‫ه‬ ‫وجوب‬ ‫‪-38‬‬
‫ف‪.‬‬‫كل مكل ن‬ ‫إمجال على ه‬ ‫ه‬
‫األصول ً‬ ‫اإليان بذهه‬
‫ه‬ ‫وجوب‬ ‫‪-39‬‬
‫خالقه ‪-‬سبحانه‪ -‬إضافة‬‫املخلوق إىل ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫إضافة‬ ‫سل إلضافتهم إىل للا‪ ،‬وهي همن‬ ‫ه‬
‫املالئكة والر ه‬ ‫فضل‬ ‫‪-40‬‬
‫َّتصيص وتشر ن‬
‫يف‪.‬‬ ‫ن‬
‫رسله ألنا كالمه‪ ،‬وكالمه صفته سبحانه‪.‬‬ ‫كتب للاه الـمنزل هة على ه‬‫فضل ه‬ ‫‪-41‬‬
‫بكل ما أخب للا هبه ورسوله‬ ‫ه‬
‫اإليان به‪ :‬اإليان ه‬ ‫ه‬
‫القيامة‪ ،‬ويدخل يف‬ ‫إثبات ه‬
‫اليوم اآلخ هر‪ ،‬وهو يوم‬ ‫‪-42‬‬
‫صلى للا عليه وسلم ما يكون بعد ه‬
‫املوت‪.‬‬
‫لكل ما يكون همن خ نري ن‬
‫وشر‪.‬‬ ‫‪ -43‬إثبات القد هر‪ ،‬وأنه شامل ه‬
‫ه‬
‫األخص؛ اإلسالم فاإليان‬ ‫ه‬
‫اخلاص إىل‬ ‫اتب الدي هن والرتقي يف ذكرها همن ه‬
‫العام إىل‬ ‫‪ -44‬ذكر مر ه‬
‫كل مؤم نن مسلم‪ ،‬وليس العكس‪.‬‬ ‫فكل حم هس نن مؤمن‪ ،‬و ُّ‬
‫فاإلحسان‪ُّ ،‬‬
‫العمل‪ ،‬وهي أن تعبد للا كأنك تراه‪ ،‬وهذا مقام املر ه‬
‫اقبة‪.‬‬ ‫ه‬
‫اإلحسان يف ه‬ ‫ه‬
‫حقيقة‬ ‫‪ -45‬بيان‬
‫‪ -46‬أن العبد ل يرى ربه يف الدنيا‪.‬‬
‫ؤية لله تعاىل‪.‬‬
‫‪ -47‬إثبات الر ه‬
‫العمل‪.‬‬ ‫ه‬
‫وإحسان ه‬ ‫الع للاه يبعث على املر ه‬
‫اقبة‬ ‫‪ -48‬أن استحضار اط ه‬
‫نب مرسل‪.‬‬
‫‪ -49‬أن الساعة ‪-‬وهي القيامة‪ -‬ل يعلم موعدها إل للا تعاىل‪ ،‬ل ملك مقرب ول ي‬

‫‪9‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫‪ -50‬أن جبيل ل يعلم مىت الساعة‪ ،‬ول الرسول حممد صلى للا عليه وسلم‪.‬‬
‫ات‪ ،‬أي عالمات‪ ،‬وهي أشراطها‪.‬‬ ‫‪ -51‬أن للساعة أمار ن‬
‫ب الساعةه‪ ،‬وهي أن تلد األمة ربـتها‪ ،‬وأن يتطاول البدو يف‬ ‫ه‬
‫عالمات قـر ه‬ ‫‪ -52‬ذكر عالمتني همن‬
‫البنيان‪ ،‬وهذا كناية عن حتضرهم وسكناهم القرى واألمصار‪ ،‬ه‬
‫وغناهم بعد الفق هر‪.‬‬ ‫ه‬
‫قيق قد يلك الولد أمه‪ ،‬وهو ل يدري‪ ،‬ويكون رًّاب هلا‪ ،‬أي سي ًدا‪.‬‬ ‫أنه عند كثرةه الر ه‬ ‫‪-53‬‬
‫يدل على أن األغنياء منهم‬ ‫التنبيه ابألدىن على األعلى‪ ،‬حيث ذكر الطبقة الفقرية همن البدو‪ ،‬ما ُّ‬ ‫‪-54‬‬
‫أحرى بذلك‪.‬‬
‫أن بسط الدنيا حيمل على التنافس يف ه‬
‫متاعها‪.‬‬ ‫‪-55‬‬
‫علم الن هب صلى للا عليه وسلم أبن السائل جبيل (عليه السالم)‪ ،‬إما همن أوهل جميئهه أو بعد‬ ‫‪-56‬‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ه‬
‫مبقصودهه‪.‬‬ ‫إخبار الن هب صلى للا عليه وسلم ألصحابهه ابلس ه‬
‫ائل و‬ ‫‪-57‬‬
‫اعة إل للا‪ ،‬وأن همن الدي هن العلم أبمار هاتا‪.‬‬
‫أن همن الدي هن اإليان أبنه ل يعلم وقت الس ه‬ ‫‪-58‬‬
‫تفويض العل هم إىل للاه ورسولهه فيما ل يعلم العبد‪.‬‬ ‫‪-59‬‬
‫سؤال العاهمل أصحابه عن األم هر ليعلهمهم هبه‪.‬‬ ‫‪-60‬‬
‫فضيلة عمر رضي للا عنه حيث خصه الرسول صلى للا عليه وسلم إبخبا هره عن الس ه‬
‫ائل‪.‬‬ ‫‪-61‬‬
‫العباد ألنم املأمورون هبه والقائمون هبه‪ ،‬ويضاف إىل للا ألنه الذي شرعه كما‬ ‫إضافة الدي هن إىل ه‬ ‫‪-62‬‬
‫قال سبحانه‪﴿ :‬أفـغ ۡري هدي هن ٱلِله يـ ۡبـغون﴾ [آل عمران‪.]83 :‬‬

‫***‬

‫‪10‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الثالث‬
‫اب (ض‪ )2‬قال‪ :‬هسعت رسول للاه صلى للا عليه وسلم‬ ‫عبد للاه ب هن عمر ب هن اخلط ه‬
‫عبد الرمح هن ه‬
‫عن أيب ه‬

‫قام الصالةه‪ ،‬وإهيت هاء الزكاةه‪،‬‬


‫س‪ :‬شهادةه أن ل إهله إهل للا وأن حمم ًدا رسول للاه‪ ،‬وإه ه‬ ‫يـقول‪« :‬ب هين ا هإلسالم على َخ ن‬
‫(‪)4‬‬
‫ت‪ ،‬وصوهم رمضان»‪ .‬رواه البخا هر ُّي ومسلهم‬
‫وح هج البـي ه‬

‫الشرح‪:‬‬
‫املتقدهم‪ ،‬فريجع يف فو ه‬
‫ائده إىل ما‬ ‫حديث جبيل ه‬
‫ه‬ ‫عد هذا احلديث همن حيث معناه ومضمونه جزءًا همن‬
‫ي ُّ‬
‫ذكهر هناك‪.‬‬
‫***‬

‫(‪ )4‬البخاري (‪ ،)8‬ومسلم (‪. )16‬‬


‫‪11‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الرابع‬
‫مسعود رضي للا عنه قال‪ :‬حدثنا رسول للاه صلى للا عليه وسلم‪،‬‬ ‫ن‬ ‫عبد ه‬
‫للا ب هن‬ ‫عبد الرمح هن ه‬‫عن أيب ه‬

‫وهو الص هادق املصدوق‪« :‬إهن أحدكم جيمع خلقه هيف بط هن أ هم هه أربعهني يـوًما نطفةً‪ُ ،‬ث يكون علقةً همثل ذلهك‪،‬‬
‫ب هرزقه هه وأجله هه‬ ‫الروح‪ ،‬ويؤمر أبرب هع كلهم ن‬
‫ات‪ :‬بهكت ه‬ ‫ُث يكون مضغةً همثل ذلهك‪ُ ،‬ث يـرسل إلي هه الملك فـيـنـفخ ه‬
‫فيه ُّ‬
‫وعمله هه وش هق يي أو سعهيد‪ .‬فـوللاه ال هذي ل إهله غريه‪ ،‬إهن أحدكم ليـعمل بهعم هل أه هل اجلن هة حىت ما يكون بـيـنه‬
‫وبـيـنـها إهل هذراع‪ ،‬فـيسبهق علي هه ال هكتاب‪ ،‬فـيـعمل بهعم هل أه هل النا هر فيدخلها‪ ،‬وإهن أحدكم ليـعمل بهعم هل أه هل‬
‫النا هر حىت ما يكون بـيـنه وبـيـنـها إهل هذراع‪ ،‬فيسبهق علي هه ال هكتاب‪ ،‬فـيـعمل بهعم هل أه هل اجلن هة فـيدخلها»‪ .‬رواه‬
‫(‪)5‬‬
‫البخاري ومسلهم‬
‫ُّ‬

‫الشرح‪:‬‬
‫احلديث أصل يف ه‬
‫إثبات القد هر‪.‬‬

‫ِ‬
‫الفوائد‪:‬‬ ‫وفيه ِم َن‬
‫ماع‪.‬‬ ‫يح ابلت ه‬
‫حديث (حدثنا)‪ ،‬وأصرح منها التصريح ابلس ه‬ ‫أتكيد الرو ه‬
‫اية ابلتصر ه‬ ‫‪-1‬‬
‫دق من أخبه‪ ،‬وهو الصادق املصدوق‪.‬‬ ‫وص ه‬ ‫أتكيد الرو ه‬
‫اية بذك هر هصد هق املخههب ه‬ ‫‪-2‬‬
‫ه‬
‫اإلنسان أطوار‪.‬‬ ‫أن خلق‬ ‫‪-3‬‬
‫نفخ الروح‪ -‬ثالثة‪ :‬نطفة‪ ،‬فعلقة‪ ،‬فمضغة‪ ،‬وقد ذكر للا هذه األطوار‬ ‫أن أطوار اجلن ه‬
‫ني ‪-‬قبل ه‬ ‫‪-4‬‬
‫ني يف سورةه ه‬
‫احلج واملؤمنني‪ ،‬وذكرها متفرقةً يف مواضع‪.‬‬ ‫جمتمعةً يف آيت ه‬

‫كل طونر أربعون ً‬


‫يوما‪.‬‬ ‫أن مدة ه‬ ‫‪-5‬‬
‫أعالم نبوةه حمم ند صلى للا عليه وسلم‪ ،‬ألن هذهه األطوار وهذهه املقادير مل يكن يف‬
‫علم همن ه‬ ‫‪-6‬‬
‫العادةه الطالع عليها‪.‬‬

‫(‪ )5‬البخاري (‪ ،)3036‬ومسلم (‪.)2643‬‬


‫‪12‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫وح فيه‪ ،‬وكتابة قد هره‪.‬‬


‫ني‪ ،‬ونفخ الر ه‬ ‫ه‬
‫لألرحام مل ًكا معيـنًا أو جنسا يتوىل تصوير اجلن ه‬ ‫أن‬ ‫‪-7‬‬
‫ً‬
‫خلق ه‬
‫روحه‪.‬‬ ‫ه‬
‫اإلنسان قبل ه‬ ‫أن خلق ه‬
‫جسد‬ ‫‪-8‬‬
‫مئة وعشرين يوما همن ه‬
‫ابتداء ه‬
‫احلمل‪.‬‬ ‫فيه يكون بعد ن‬ ‫وح ه‬
‫‪ -9‬أن نفخ الر ه‬
‫ً‬
‫ص‬ ‫وشقي أو ن‬
‫سعيد‪ ،‬وهو يف بط هن أم هه‪ ،‬وهذا تقدير خا ي‬ ‫اإلنسان‪ ،‬رزقه هه وأجله هه وعمله هه ن‬
‫ه‬ ‫‪ -10‬تقدير أم هر‬
‫ن‬
‫أبسباب‪.‬‬ ‫ه‬
‫احملفوظ‪ ،‬ول ينايف وقوع هذه األموهر‬ ‫اللوح‬
‫ل ينايف القدر العام األول يف ه‬
‫ه‬
‫وإعالمه ذلك‪ ،‬وهذا التقدير مطابق للتقدي هر‬ ‫‪ -11‬أن امللك ل يعلم ذلك‪ ،‬ول يكتبه إل أبم هر للاه‬
‫ه‬
‫الكتاب‪.‬‬ ‫األول يف أم‬
‫ه‬
‫األسباب‬ ‫أسباب خفي نة‪ ،‬وللا تعاىل هو خالق‬
‫أبسباب ظاهرةن و ن‬
‫ن‬ ‫ه‬
‫اإلنسان يكون‬ ‫‪ -12‬أن خلق‬
‫واملسبب ه‬
‫ات‪ ،‬فهو اخلالق حقيقةً‪.‬‬
‫ه‬
‫اإليان ابلقد هر‪.‬‬ ‫‪ -13‬وجوب‬
‫‪ -14‬احللف على الفتيا‪.‬‬
‫صفة الوحداني هة يف اإلهلية‪.‬‬
‫ني بذك هر ه‬
‫‪ -15‬أتكيد اليم ه‬
‫‪ -16‬أن األعمال ابخلواتي هم‪.‬‬
‫بطاعة للاه قبل ذلك‪.‬‬
‫ه‬ ‫‪ -17‬أن من كتب شقيًا لبد أن ُيتم له ه‬
‫بسبب ذلك‪ ،‬وإن كان يعمل‬
‫مبعصية للاه قبل ذلك‪.‬‬
‫ه‬ ‫سعيدا لبد أن ُيتم له ه‬
‫بسبب ذلك‪ ،‬وإن عمل‬ ‫‪ -18‬أن من كتب ً‬
‫اخلامتة‪ ،‬واحلذ هر همن ه‬
‫أسبابا‪.‬‬ ‫سوء ه‬ ‫اخلوف همن ه‬
‫ه‬ ‫‪ -19‬وجوب‬
‫أبسباب حس هن ه‬
‫اخلامتة‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫األخذ‬ ‫‪ -20‬وجوب‬
‫ه‬
‫املساحة وهو الذراع‪.‬‬ ‫ه‬
‫مبقياس‬ ‫ه‬
‫الكالم‪ ،‬وذلك يف التعب هري عن الزم هن اليس هري‬ ‫‪ -21‬استعمال اجملا هز يف‬
‫‪ -22‬ترتيب اجلز هاء على ه‬
‫العمل‪.‬‬
‫أسبااب‪ ،‬وهي الكفر واتباع اهلوى‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫أسبااب‪ ،‬وهي اإليان والتقوى‪ ،‬وللشقاوة ً‬ ‫‪ -23‬أن للسعادة ً‬
‫كال ميسر لهما جرى هبه القدر‪.‬‬ ‫‪ -24‬أن ًّ‬
‫كلمات»‪ ،‬والرُّد على اجلبي هة‬
‫ن‬ ‫‪ -25‬الرُّد على القدري هة همن قولههه صلى للا عليه وسلم‪« :‬أ همر ه‬
‫بكتب أرب هع‬
‫أهل النا هر»‪.‬‬
‫بعمل ه‬ ‫أهل اجلن هة» «ويعمل ه‬ ‫بعمل ه‬ ‫همن قوله‪« :‬فيعمل ه‬

‫‪13‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ه‬
‫املالئكة وأن منهم املوكلني ببين آدم‪.‬‬ ‫‪ -26‬إثبات‬
‫‪ -27‬أن املالئكة عباد يؤمرون وينهون‪.‬‬
‫‪ -28‬أنم يكتبون كتابةً للا أعلم بكيفيتهها‪.‬‬
‫بنفس هه ل عرض‪ ،‬وهو ما يقوم بغ هريه خالفًا ه‬
‫لبعض املتكلمني‪.‬‬ ‫‪ -29‬أن الروح شيء قائم ه‬
‫القرآن قال تعاىل‪﴿ :‬فـنـف ۡخنا فهيها همن‬
‫ه‬ ‫فخ‪ ،‬وشاهده همن‬ ‫‪ -30‬أن امللك ينفخ ول نعلم كيفية الن ه‬
‫ك يف ه‬
‫فرجها‪.‬‬ ‫وحنا﴾ [األنبياء‪ ،]91 :‬واملراد نفخ املل ه‬‫ُّر ه‬

‫***‬

‫‪14‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث اخلامس‬
‫ؤمنني هأم عب هد للاه عائشة رضي للا عنه قالت‪ :‬قال رسول للاه صلى للا عليه وسلم‪« :‬من‬‫عن هأم امل ه‬
‫(‪)6‬‬
‫البخاري ومسلم‬
‫ُّ‬ ‫أحدث هيف أم هران هذا ما ليس همنه فـهو ردي»‪ .‬رواه‬
‫اية ملسل نم‪« :‬من ع همل عم ًال ليس عل هيه أمران فـهو ريد»‪.‬‬
‫ويف رو ن‬

‫الشرح‪:‬‬
‫األعمال واألقو هال الظاهرةه و ه‬
‫الباطنة‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫لالعتقادات و‬ ‫هذا احلديث أصل همن ه‬
‫أصول الدي هن‪ ،‬وهو ميزان‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫أن الدين مبناه على الشرهع‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن كل ما أحدث يف الدي هن ما مل أيذن هبه للا ابطل مردود‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أن الدين الذي شرعه للا مقبول عنده سبحانه‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫العبادات و ه‬
‫العقود صحيح‪ ،‬وكل ما خالفه ابطل‪.‬‬ ‫ه‬ ‫أن كل ما وافق شرع للا همن‬ ‫‪-4‬‬
‫منهي‬
‫عقد ن‬‫كل ن‬ ‫ه‬
‫وبطالن ه‬ ‫هي عنه‪،‬‬
‫صيام من ن‬ ‫بطالن كل ن‬
‫صالة وكل ن‬ ‫ه‬ ‫يدل على‬ ‫ه‬
‫احلديث ُّ‬ ‫عموم‬ ‫‪-5‬‬
‫عنه‪.‬‬
‫عطيل‪ ،‬و ه‬
‫اإلرجاء‪ ،‬ونفي القد هر‪ ،‬والتكف هري‬ ‫ه‬
‫كبدعة الت ه‬ ‫البدع العتقادي هة والعملي هة ابطلة‪،‬‬
‫أن كل ه‬ ‫‪-6‬‬
‫العبادات البدعي هة‪.‬‬
‫ه‬ ‫ابلذ ه‬
‫نوب‪ ،‬و‬
‫وصلح هحي ُّل حر ًاما أو حي هرم ً‬
‫حالل‪ ،‬كما قال صلى للا عليه وسلم‪« :‬ما كان‬ ‫شرط ن‬‫كل ن‬
‫بطالن ه‬ ‫‪-7‬‬
‫كتاب للاه فهو ابطل وإن كان مئة ن‬
‫شرط»(‪.)7‬‬ ‫همن ن‬
‫شرط ليس يف ه‬
‫البدع‪.‬‬
‫وقوع ه‬‫اإلشارة إىل ه‬ ‫‪-8‬‬

‫(‪ )6‬البخاري (‪ ،)2697‬ومسلم (‪.)1718‬‬


‫(‪ )7‬أخرجه البخاري (‪ ،)2060‬ومسلم (‪)1504‬؛ من حديث عائشة (ض‪.)1‬‬
‫‪15‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫أن النهي يقتضي الفساد‪.‬‬ ‫‪-9‬‬


‫يدل ه‬
‫عليه الشرع يف الباط هن‪.‬‬ ‫‪ -10‬أن حكم احلاك هم ل يغري ما ُّ‬
‫ه‬
‫املقصود‪.‬‬ ‫نوب حبوط ه‬
‫العمل وفوات‬ ‫ه‬
‫عقوابت الذ ه‬ ‫‪ -11‬أن همن أنو هاع‬
‫ذم من حيدث يف الدي هن‪.‬‬
‫‪ُّ -12‬‬
‫ه‬
‫الستحسان‪.‬‬‫‪ -13‬أن الدين ليس ابلرأي و‬
‫‪ -14‬اإلشارة إىل ه‬
‫كمال الدي هن‪.‬‬
‫***‬

‫‪16‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث السادس‬
‫ُّعمان ب هن بش نري (ض‪ )2‬قال‪ :‬هسعت رسول للاه صلى للا عليه وسلم يقول‪« :‬إن‬ ‫عبد للاه الن ه‬‫عن أيب ه‬

‫ات فـق هد‬


‫الشبـه ه‬ ‫احلالل بهني وإهن احلرام بهني‪ ،‬وبـيـنـهما أمور مشتبههات ل يـعلمهن كثهري همن الن ه‬
‫اس‪ ،‬فم هن اتـقى ُّ‬
‫وشك أن يـرتع فه هيه‪،‬‬
‫اعي يـرعى حول احلهمى ي ه‬
‫ات وقع هيف احلرهام‪ ،‬كالر ه‬
‫الشبـه ه‬ ‫استبأ له هدينه هه ه‬
‫وعر هض هه‪ ،‬ومن وقع هيف ُّ‬
‫ك همحًى‪ ،‬أل وإهن همحى للاه حما هرمـه‪ ،‬أل وإهن هيف اجلس هد مضغةً إهذا صلحت صلح اجلسد كلُّه‪،‬‬
‫أل وإهن لهك هل مله ن‬
‫ه (‪)8‬‬ ‫وإهذا فسدت فسد اجلسد كلُّه‪ ،‬أل ه‬
‫البخاري ومسلم‬
‫ُّ‬ ‫وهي القلب»‪ .‬رواه‬

‫الشرح‪:‬‬
‫احلديث أصل همن ه‬
‫أصول الدي هن يف ه‬
‫احلالل واحلرهام‪.‬‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫احلرمة إىل ه‬
‫ثالثة ن‬
‫أقسام‪ :‬حالل هبني وحرام هبني ومشتبهه‪ ،‬وهذا‬ ‫احلل و ه‬ ‫ه‬
‫األشياء همن حيث ه‬ ‫تقسيم‬ ‫‪-1‬‬
‫ه‬
‫املعامالت‪ .‬واحلرام منه ما ح هرم‬ ‫ه‬
‫العبادات و‬
‫املناكح و‬ ‫ه‬
‫املشارب و ه‬
‫املالبس و ه‬ ‫التقسيم شامل للمطاع هم و‬
‫كاملغصوب و ه‬
‫املسروق‪ .‬واحلالل منه ما‬ ‫ه‬ ‫حلق ه‬
‫العبد؛‬ ‫ه‬
‫كامليتة والدهم واخلنزي هر‪ ،‬ومنه ما ح هرم ه‬ ‫حلق للاه؛‬
‫ه‬
‫األنعام ه‬
‫وصيد البح هر‪ ،‬ومنه ما سكت عنه الشرع؛ مثل أنو هاع الط هري‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫كبهيمة‬ ‫نص الشرع على حلهه؛‬
‫احلرمة‪ ،‬فيش هكل حكمه على‬
‫احلل و ه‬ ‫ما ليس له خملب‪ .‬واملشتبه ما جتاذبته األدلة أو ه‬
‫مقتضيات ه‬
‫ألهل العل هم‪ ،‬فإما حالل أو حرام‪ ،‬فما تبني للعامل حلُّه التحق‬
‫اس ويتبني حكمه ه‬‫كث نري همن الن ه‬
‫البني‪ ،‬وما تبني له حتريه التحق عنده ابحلرهام ه‬
‫البني‪.‬‬ ‫ه‬
‫ابحلالل ه‬ ‫عنده‬
‫ه‬
‫اجتهادُها‪ ،‬فمن أصاب‬ ‫ومرد هذا إىل‬ ‫العامل هحل ما يرى ه‬
‫العامل اآلخر حتريه‪ُّ .‬‬ ‫وعلى هذا فقد يرى ه‬
‫منهما فله أجر هان‪ ،‬ومن أخطأ فله أجر واحد‪ ،‬وخطؤه مغفور‪ ،‬وعلى املقله هد أن يقتدي ه‬
‫أبعلم ه ما‬
‫أوثقهما حسبما ظهر له‪ ،‬مع التجرهد عن اهلوى والت ُّ‬
‫عص ه‬
‫ب‪.‬‬ ‫و ه‬

‫(‪ )8‬البخاري (‪ ،)52‬ومسلم (‪.)1599‬‬


‫‪17‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلالل ما هو بني تعرفه العامة واخلاصة‪ ،‬ه‬


‫ومن احلرهام ما هو بني تعرفه العامة واخلاصة‪،‬‬ ‫ه‬ ‫أن همن‬ ‫‪-2‬‬
‫األرض‪ ،‬ه‬
‫ومن الثاين‪ :‬الزىن وشرب اخلم هر‪.‬‬ ‫ه‬ ‫فمن األوهل‪ :‬األكل والشرب ما ُيرج همن‬
‫ه‬
‫الباطل‪ ،‬و ه‬
‫احلالل واحلرهام‪.‬‬ ‫فضل العل هم الذي به الفرقان بني ه‬
‫احلق و ه‬ ‫‪-3‬‬
‫فيه الرتُّدد يف حله هه وحرمته هه‪.‬‬
‫املشتبهات‪ ،‬وهي ما حصل ه‬
‫ه‬ ‫اإلرشاد إىل اتقاء‬ ‫‪-4‬‬
‫المة همن ه‬
‫الوقوع يف احلرهام‪.‬‬ ‫العرض ابلس ه‬ ‫اجتناب الش ه‬
‫بهات احتياطًا للدي هن و ه‬ ‫ه‬ ‫أن يف‬ ‫‪-5‬‬
‫للوقوع يف احلرهام‪.‬‬ ‫ه‬
‫املشتبهات سبب ه‬ ‫أن اإلقدام على‬ ‫‪-6‬‬
‫ه‬
‫ابحملسوس‪.‬‬ ‫ه‬
‫املعقول‬ ‫ه‬
‫األمثال وتشبيه‬ ‫طرق ه‬
‫البيان ضرب‬ ‫أن همن ه‬ ‫‪-7‬‬
‫مال الغ هري مباشيته هه ضامن له‪.‬‬ ‫أن املتسبب يف ه‬
‫إتالف ه‬ ‫‪-8‬‬
‫للوقوع ه‬
‫فيه‪.‬‬ ‫‪ -9‬أن القرتاب همن احلهمى واحملظوهر سبب ه‬
‫امللوك أن يكون هلم همحى ينعون الناس منه ن‬
‫حبق أو بغ هري ن‬
‫حق‪.‬‬ ‫‪ -10‬أن همن عادةه ه‬
‫ً‬
‫امللوك سبحانه همحى‪ ،‬وهو ما حرم على ه‬
‫عباده كالفو ه‬
‫احش ما ظهر منها وما بطن‪.‬‬ ‫مللك ه‬
‫‪ -11‬أن ه‬
‫ً‬
‫اجتناب ه‬
‫حمارم للاه‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪ -12‬وجوب‬
‫املفضية إىل احملر ه‬
‫مات‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫األسباب‬ ‫ه‬
‫اجتناب‬ ‫‪ -13‬وجوب‬
‫فسادا‪.‬‬ ‫ه‬
‫اإلنسان على ه‬ ‫الح و ه‬
‫صالحا أو ً‬
‫ً‬ ‫القلب‪ ،‬وسائر اجلوارهح َتبعة له‬ ‫الفساد يف‬ ‫‪ -14‬أن مدار الص ه‬
‫‪ -15‬أن صالح الباط هن يستلزم صالح الظاه هر‪ ،‬وفساد الظاه هر يستلزم فساد الباط هن‪ ،‬وقد يصلح‬
‫كحال ه‬
‫املنافق واملرائي‪.‬‬ ‫الظاهر مع ه‬
‫فساد الباط هن ه‬

‫***‬

‫‪18‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث السابع‬
‫اري رضي للا عنه أن النب صلى للا عليه وسلم قال‪ « :‬ه‬
‫الدين‬ ‫عن أيب رقـية متي هم ب هن أو نس الد ه‬
‫(‪)9‬‬
‫صيحة»‪ .‬قـلنا‪ :‬لهمن اي رسول للا؟ قال‪« :‬لله وله هكتابههه ولهرسولههه و هألئهم هة المسله همني وعامته ه م»‪ .‬رواه مسلم‬‫الن ه‬

‫الشرح‪:‬‬
‫أصول الدي هن‪ ،‬ه‬
‫احلديث أصل جامع همن ه‬
‫امع الكل هم اليت أوتيها الن ُّ‬
‫ب صلى للا عليه وسلم‪.‬‬ ‫ومن جو ه‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫أن الدين كله نصيحة‪ ،‬وأن النصيحة كلها همن الدي هن‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ه‬
‫ابخلمسة املذكورة‪.‬‬ ‫تعلُّق الن ه‬
‫صيحة‬ ‫‪-2‬‬
‫ه‬
‫احلديث‪:‬‬ ‫صيحة القيام همبا أوجب للا وما شرعه للا لهما تتعلق هبه النصيحة ما ذكهر يف‬
‫‪ -3‬حقيقة الن ه‬
‫ه‬
‫وصفاته‪ ،‬وإخالص الدي هن له‪.‬‬ ‫صيحة لله‪ :‬اإليان هبه وتوحيده يف ربوبي هته وإهلي هته و ه‬
‫أسائه‬ ‫فمن الن ه‬
‫‪ -‬ه‬
‫للقرآن‪ :‬اإليان هبه وتعظيمه والوقوف عند ه‬
‫حدودهه‪.‬‬ ‫صيحة ه‬ ‫ومن الن ه‬
‫‪ -‬ه‬
‫صيحة للرسول صلى للا عليه وسلم‪ :‬اإليان هبه وحمبـته واتهباعه عليه الصالة والسالم‪.‬‬
‫ومن الن ه‬ ‫‪ -‬ه‬
‫ه‬
‫العلماء والرجوع إليهم‬ ‫ه‬
‫ابملعروف‪ ،‬ومعرفة قد هر‬ ‫صيحة ألئم هة املسلمني‪ :‬السمع والطاعة هلم‬
‫ومن الن ه‬ ‫‪ -‬ه‬
‫يف ه‬
‫معرفة أموهر الدي هن‪.‬‬
‫ضاهلم‪ ،‬واإلحسان إليهم‪،‬‬ ‫صيحة ه‬
‫لعموم املسلمني‪ :‬حمبة اخل هري هلم‪ ،‬وتعليم جاهلههم‪ ،‬وإرشاد ه‬ ‫ومن الن ه‬
‫‪ -‬ه‬
‫كف األذى عنهم‪.‬‬
‫و ُّ‬
‫ه‬
‫فاألهم‪.‬‬ ‫ه‬
‫ابألهم‬ ‫البداءة‬ ‫‪-4‬‬
‫وبيان مراتهبههم‪.‬‬
‫ببيان من له النصيحة‪ ،‬ه‬
‫اإلمجال ه‬
‫ه‬ ‫التفصيل بعد‬ ‫‪-5‬‬
‫وحقوق ه‬
‫العباد‪ ،‬وإن كانت داخلةً يف‬ ‫ه‬ ‫وحق الر ه‬
‫سول صلى للا عليه وسلم‬ ‫حق ه‬
‫القرآن ه‬ ‫ص على ه‬ ‫الن ُّ‬ ‫‪-6‬‬

‫ً‬
‫(‪ )9‬مسلم (‪ ،)55‬وقد رواه البخاري (‪ )36 / 1‬معلقا‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ه‬
‫رسوله صلى للا عليه‬ ‫ه‬
‫بطاعة‬ ‫بكتابه ورسولهه‪ ،‬وطاعته‬
‫ه‬ ‫صيحة لله‪ :‬اإليان‬
‫حق للاه‪ ،‬فإن همن الن ه‬
‫ه‬
‫حقوق عبادهه‪.‬‬
‫وسلم ويف ه‬
‫أن الدين عبادة ومعاملة‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫كل ن‬
‫أحد همن الناس من هزلته‪.‬‬ ‫إنزال ه‬ ‫‪-8‬‬
‫اية ه‬
‫اإلمام أمحد وأيب داود‪« :‬الدين‬ ‫اإلفهام‪ ،‬كما جاء يف رو ه‬
‫لالهتمام و ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫الكالم ابلتكرا هر‬ ‫أتكيد‬ ‫‪-9‬‬
‫النصيحة» ثال ًث (‪.)10‬‬

‫***‬

‫(‪ )10‬املسند (‪ )102/4‬سنن أبي داود (‪ ،)4944‬وإسناده صحيح على شرط مسلم‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الثامن‬
‫عن اب هن عمر رضي للا عنه أن رسول للاه صلى للا عليه وسلم قال‪« :‬أ همرت أن أقاتهل الناس حىت‬
‫يشهدوا أن ل إهله إهل للا وأن حمم ًدا رسول للاه‪ ،‬وي هقيموا الصالة‪ ،‬ويـؤتوا الزكاة‪ ،‬فهإذا فـعلوا ذلهك عصموا هم هين‬
‫(‪)11‬‬
‫خاري ومسلهم‬
‫الم‪ ،‬و هحسابم على للاه تـعاىل»‪ .‬رواه الب ُّ‬
‫هدماءهم وأمواهلم إهل هحب هق ا هإلس ه‬

‫الشرح‪:‬‬
‫ه‬
‫اإلسالم‪.‬‬ ‫احلديث أصل يف ه‬
‫جهاد الكفا هر ليدخلوا يف‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫أن حمم ًدا صلى للا عليه وسلم عبد لله ورسول‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن الرسول صلى للا عليه وسلم مبـلهغ ع هن للاه أمره ونيه وشرعه‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫اختصارا؛ إذ مل يقل صلى للا عليه وسلم‪ :‬أمرين للا أو ريب‪.‬‬
‫ً‬ ‫إبام اآلم هر للعل هم هبه‬
‫جواز ه‬ ‫‪-3‬‬
‫بقتال الكفا هر‪ ،‬فقوله‪« :‬أمرت» أي‪ :‬أمرين ريب‪.‬‬ ‫أن للا أمره ه‬ ‫‪-4‬‬
‫ه‬
‫اجلهاد‪.‬‬ ‫وجوب‬ ‫‪-5‬‬
‫دفاعا‬ ‫أن قتال الكفا هر ل يقتصر على الد ه‬
‫فاع‪ ،‬بل يقاتلون ابتداءً‪ ،‬فيكون قتاهلم على وجهني ً‬ ‫‪-6‬‬
‫وهجوما‪.‬‬
‫ً‬
‫اإلسالم ه‬
‫ببذل‬ ‫ه‬ ‫اإلسالم‪ ،‬والثانية اخلضوع ه‬
‫لدولة‬ ‫ه‬ ‫أن الغاية األوىل همن ه‬
‫قتال الكفا هر الدخول يف‬ ‫‪-7‬‬
‫ه‬
‫الكتاب‪ ،‬والراجح ‪-‬‬ ‫اجملوس ه‬
‫ومن ه‬
‫أهل‬ ‫ه‬ ‫اجلز هية‪ .‬وأخذ اجلز هية قيل‪ :‬همن مجي هع الكفا هر‪ ،‬وقيل همن‬
‫ه‬
‫حلديث بريدة رضي للا عنه عند مسل نم‪ ،‬وفيه‪« :‬فإذا لقيت عدوك‬ ‫وللا أعلم‪ -‬القول األول‬
‫اإلسالم‪ ،‬فإن أبوا فاسأهلم اجلزية‪ ،‬فإن هم أبوا فاستعن ه‬
‫ابلل‬ ‫ه‬ ‫همن املشركني فادعهم إىل‬

‫(‪ )11‬البخاري (‪ ،)25‬ومسلم (‪.)22‬‬


‫‪21‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫وقاتهلهم»(‪.)12‬‬
‫طلقا حىت يشهدوا أل إله إل للا وأن حمم ًدا رسول للاه‪،‬‬ ‫كف عن ه‬
‫قتال الكفا هر م ً‬ ‫أنه ل ي ُّ‬ ‫‪-8‬‬
‫الكف‬
‫عليه وجب ُّ‬ ‫يدل ه‬ ‫ويلتزموا إقام الصالة وإيتاء الزكاةه‪ ،‬لكن من أظهر اإلسالم أبي ن‬
‫شيء ُّ‬
‫حاله بعد ذلك‪ ،‬لقولهه صلى للا عليه وسلم‪« :‬أمرت أن أقاتل الناس حىت‬ ‫عنه‪ُ ،‬ث ينظر يف ه‬
‫يقولوا‪ :‬ل إله إل للا» وقولهه ألسامة رضي للا عنه‪« :‬أقتلته بعد أن قال‪ :‬ل إله إل للا»(‪.)13‬‬
‫اإلسالم‪ :‬الش ه‬
‫هادَتن‪ ،‬وبعدُها الصالة والزكاة‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪ -9‬أن أعظم مباين‬
‫ني والصالةه والزكاةه‪.‬‬ ‫األصول الث ه‬
‫الثة‪ :‬الشهادت ه‬ ‫ه‬ ‫‪ -10‬اقرتان هذه‬
‫ائض الدين ‪-‬بعد الشهادتني‪ :-‬الصلوات اخلمس والزكاة‪.‬‬ ‫‪ -11‬أعظم فر ه‬
‫الكتاب والسن هة‪.‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫نصوص‬ ‫اإلسالم‪ ،‬حيث ق هرنت ابلصالةه يف‬
‫ه‬ ‫شأن الزكاةه يف‬
‫‪ -12‬هعظم ه‬
‫دم الكاف هر ومالهه إَّنا تتحقق بذهه الثالثة‪.‬‬‫‪ -13‬أن عصمة ه‬
‫‪ -14‬هح ُّل الغنائ هم للن هب صلى للا عليه وسلم وأمتهه‪.‬‬
‫اإلسالم همبا يبيح دمه أو‬
‫ه‬ ‫‪ -15‬أن املسلم معصوم الدهم و ه‬
‫املال‪ ،‬فدمه حرام وماله حرام‪ ،‬إل أن أييت يف‬
‫ه‬
‫احلديث‪.‬‬ ‫ه‬
‫اإلسالم املذكور يف‬ ‫حق‬
‫ماله‪ ،‬وهو ُّ‬
‫‪ -16‬أن أحكام الدنيا جتري على الظاه هر‪ ،‬وتفوض السرائر إىل للاه‪.‬‬
‫‪ -17‬أن للا يعلم سرائر ه‬
‫العباد‪.‬‬
‫‪ -18‬أن للا هو الذي حياسب العباد وجيازيهم على أعماهلهم‪.‬‬
‫ذلك قوله‪ « :‬ه‬
‫وحسابم‬ ‫نفس هه أن يبعث العباد وحياسبهم وجيزيهم‪ ،‬يشري إىل ه‬
‫‪ -19‬أن للا أوجب على ه‬
‫على للاه»‪.‬‬

‫***‬

‫ً‬
‫مختصرا‪.‬‬ ‫(‪ )12‬مسلم (‪)1731‬‬
‫(‪ )13‬البخاري (‪ ،)4021‬ومسلم (‪.)96‬‬
‫‪22‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث التاسع‬
‫بد الرمح هن ب هن صخ نر رضي للا عنه قال‪ :‬هسعت رسول للاه صلى للا عليه وسلم يقول‪:‬‬ ‫عن أيب هريرة ع ه‬

‫«ما نيـتكم عنه فاجتنهبوه‪ ،‬وما أمرتكم بههه فأتوا همنه ما استطعتم‪ ،‬فهإَّنا أهلك ال هذين همن قـبلهكم كثـرة مسائهله ه م‬
‫ه (‪)14‬‬
‫البخاري ومسلم‬
‫ُّ‬ ‫واختهالفـهم على أنبهيائههم»‪ .‬رواه‬

‫الشرح‪:‬‬
‫ه‬
‫األصول احلديثية وجوام هع الكل هم‪.‬‬ ‫احلديث همن‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫سول صلى للا عليه وسلم يف أمره ه‬
‫ونيه‪.‬‬ ‫وجوب ه‬
‫طاعة الر ه‬ ‫‪-1‬‬
‫الستطاعة‪ ،‬ويستثن همن هذا ما‬
‫ه‬ ‫اجتناب املنهي احملرهم كله هه‪ ،‬وأنه ل يعلق ذلك على‬
‫ه‬ ‫وجوب‬ ‫‪-2‬‬
‫أبيح للضرورةه أو لإلكراهه؛ ألن مناط الت ه‬
‫كليف الستطاعة‪ ،‬والستطاعة شرط يف مجي هع‬
‫الو ه‬
‫اجبات‪.‬‬
‫ه‬
‫الستطاعة‪.‬‬ ‫فعل املأموهر‪ ،‬وتعليق ذلك على‬
‫وجوب ه‬ ‫‪-3‬‬
‫كل املأموره أتى منه همبا يستطيع‪.‬‬
‫أن العبد إذا عجز عن ه‬ ‫‪-4‬‬
‫الفعل والرت هك‪ ،‬خالفًا للجبي هة‪.‬‬ ‫أن ه‬
‫للعبد استطاعةً وقدرةً على ه‬ ‫‪-5‬‬
‫ه‬
‫الجتناب‪.‬‬ ‫املفضية إىل احملرهم‪ ،‬ألن ذلك همن معن‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫األسباب‬ ‫ترك‬ ‫‪-6‬‬
‫ه‬
‫النقياد لألم هر‪.‬‬ ‫حتري كثرةه السؤال؛ ألنه يتضمن التعنُّت والتكلف وعدم‬ ‫‪-7‬‬
‫ه‬
‫معصيته‪.‬‬ ‫ه‬
‫الختالف على النب صلى للا عليه وسلم ابلتنازهع يف أمره أو‬ ‫حتري‬ ‫‪-8‬‬
‫ه‬
‫األنبياء‪.‬‬ ‫ه‬
‫الختالف على‬ ‫ه‬
‫املاضية بكثرةه السؤ هال و‬ ‫ذم األم هم‬
‫ُّ‬ ‫‪-9‬‬

‫(‪ )14‬البخاري (‪ ،)6777‬ومسلم (‪ .)1337‬وقد ذكر مسلم سبب هذا الحديث؛ عن أبي هريرة رض ي هللا عنه قال‪« :‬خطبنا رسول هللا (ص) فقال‪:‬‬
‫«أيها الناس قد فرض هللا عليكم الحج ُّ‬
‫فحجوا» فقال رجل‪َّ :‬‬
‫أكل عام يا رسول هللا؟ فسكت حتى قالها ثالثا‪ .‬فقال رسول هللا (ص)‪« :‬لو قلت‪ :‬نعم‪،‬‬
‫لوجبت وملا استطعتم» ثم قال‪« :‬ذروني ما تركتكم‪ ،‬فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختالفهم على أنبيائهم‪ »..‬الحديث‬
‫‪23‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلسي وذلك ابلعقوابت‬


‫ه‬ ‫ه‬
‫املعنوي فإن الكفر واملعاصي هلكة‪ ،‬أو‬ ‫‪ -10‬أن ذلك سبب هالكههم‬
‫املدمرةه‪.‬‬
‫لقوله صلى للا عليه وسلم‪« :‬لتتبـعن سنن من‬ ‫ه‬
‫الختالف يقع يف هذه األم هة‪ ،‬ه‬
‫‪ -11‬أن كثرة السؤ هال و‬
‫كان قبلكم»(‪.)15‬‬
‫ثو ه‬
‫أصله‪:‬‬ ‫بسبب احلديه ه‬
‫وما يتعلق ه‬
‫السن هة و ه‬
‫اإلمجاع‪.‬‬ ‫ه‬
‫الكتاب و ُّ‬ ‫‪ -12‬أن احلج فرض‪ ،‬وذلك معلوم همن‬
‫‪ -13‬أن األمر املطلق ل يقتضي التكرار‪.‬‬
‫ابحلج كل ن‬
‫عام لوجب‪.‬‬ ‫‪ -14‬أن الرسول صلى للا عليه وسلم لو أمر ه‬
‫مستطاع ألكث هر الن ه‬
‫اس‪.‬‬ ‫ن‬ ‫‪ -15‬أن احلج كل ن‬
‫عام غري‬
‫ه‬
‫للوجوب أو الت ه‬
‫حري كما‬ ‫نزول ه‬
‫القرآن قد يكون سببًا‬ ‫حتري وقت ه‬ ‫ن‬
‫وجوب أو ن‬ ‫‪ -16‬أن السؤال عن‬
‫أجل‬ ‫احلديث‪« :‬إن أعظم املسلمني جرما من سأل عن ن‬
‫شيء مل حيرم فح هرم همن ه‬ ‫ه‬ ‫جاء يف‬
‫ً‬
‫ه‬
‫مسألته»(‪.)16‬‬
‫ف حىت ي هرد األمر أو النهي‪.‬‬ ‫‪ -17‬أن األصل براءة ذم هة املكل ه‬

‫***‬

‫(‪ )15‬أخرجه البخاري (‪)3269‬؛ من حديث أبي سعيد رض ي هللا عنه‪.‬‬


‫(‪ )16‬أخرجه البخاري (‪ )6860‬ومسلم (‪)2358‬؛ من حديث سعد بن أبي وقاص رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث العاشر‬
‫عن أيب هريرة رضي للا عنه قال‪ :‬قال رسول للاه صلى للا عليه وسلم‪« :‬إهن للا تـعاىل طيهب ل يـقبل‬
‫ٓت و ۡٱعملوا‬
‫ٱلرسل كلوا همن ٱلطيهب ه‬ ‫إهل طيهبًا‪ ،‬وإهن للا أمر المؤهمنهني همبا أمر بههه المرسلهني‪ ،‬فـقال تـعاىل‪ٓ :‬‬
‫﴿أييـُّها ُّ‬
‫ۖ‬
‫ٓت ما‬ ‫صٓله ًحا إههين همبا تـ ۡعملون علهيم﴾ [املؤمنون‪ ]51 :‬وقال تـعاىل‪ٓ :‬‬
‫﴿أييُّـها ٱل هذين ءامنوا كلوا همن طيهب ه‬
‫ب‪،‬‬‫ب‪ ،‬اي ر ه‬ ‫رزۡقـٓنك ۡم﴾ [البقرة‪ُ .]172 :‬ث ذكر الرجل ي هطيل السفر أشعث أغب‪ ،‬ي ُّد يدي هه إهىل الس ه‬
‫ماء اي ر ه‬
‫(‪)17‬‬
‫ومطعمه حرام‪ ،‬ومشربه حرام‪ ،‬وملبسه حرام‪ ،‬وغ هذي هابحلرهام‪ ،‬فأىن يستجاب لذلك؟»‪ .‬رواه مسلم‬

‫الشرح‪:‬‬
‫األعمال‪ ،‬ويف إيثا هر ه‬
‫احلالل على احلرهام‪.‬‬ ‫ه‬ ‫هذا احلديث أصل فيما يقبل ويـرُّد همن‬

‫ِ‬
‫احلديث واآليتَ ْ ِ‬
‫ني‪:‬‬ ‫الفوائد املُستَ ْن َبطَ ِة‪ِ ،‬م َن‬
‫ِ‬ ‫وفيه ِم َن‬
‫أساء للاه "الطيهب"‪.‬‬ ‫‪ -1‬أن همن ه‬
‫ه‬
‫أحكامه‪ ،‬كما ُّ‬
‫يدل عليه قوله‪« :‬إن للا‬ ‫وصفاته و ه‬
‫أفعاله و‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫أسائه‬ ‫كمال ه‬
‫الرب سبحانه يف‬ ‫‪-2‬‬
‫طيب‪.»..‬‬
‫افقا‬ ‫ه‬
‫لوجهه ومو ً‬ ‫خالصا‬ ‫األعمال واألقو هال إل طيـبها‪ ،‬وهو ما كان‬
‫ه‬ ‫أن للا سبحانه ل يقبل همن‬ ‫‪-3‬‬
‫ً‬
‫ألمره وسن هة نبيهه صلى للا عليه وسلم‪.‬‬
‫أن اإلنفاق همن احلرهام ل يقبله للا ألنه خبيث‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫املكاسب و ه‬
‫األعيان طيب‪ ،‬فالصدقة منه مقبولة‪.‬‬ ‫ه‬ ‫أن احلالل همن‬ ‫‪-5‬‬
‫اجتناب احلرهام‪.‬‬ ‫األكل همن ه‬
‫احلالل و ه‬ ‫وجوب ه‬ ‫‪-6‬‬
‫أمر الرسل واملؤمنني بذلك‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫ه‬ ‫األكل همن اجلي هد همن املطاع هم و‬
‫املشارب‪.‬‬ ‫إابحة ه‬ ‫‪-8‬‬
‫يب ه‬
‫احلالل‪.‬‬ ‫ذم الذين يتنعون همن ه‬
‫أكل الط ه‬ ‫ُّ‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ -10‬أن الرسل عباد لله أيمرهم وينهاهم‪.‬‬

‫(‪ )17‬مسلم (‪.)1015‬‬


‫‪25‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫‪ -11‬أن للمؤم هن يف الر ه‬


‫سل أسوًة‪.‬‬
‫‪ -12‬أن املؤمنني ل يعبدون إل للا‪.‬‬
‫ه‬
‫اإليان‪.‬‬ ‫ه‬
‫بوصف‬ ‫‪ -13‬تكري املؤمنني ه‬
‫خبطابم‬
‫ات‪.‬‬‫ات وترك املنهي ه‬
‫‪ -14‬أن اإليان يقتضي فعل املأمور ه‬
‫نعمه وقبول هرزقهه‪.‬‬
‫‪ -15‬أن التوحيد يقتضي شكر للاه على ه‬
‫ۡ‬ ‫ابلعمل الصا هل ه‬
‫ه‬
‫لقوله تعاىل للمؤمنني‪﴿ :‬وٱشكروا﴾ [البقرة‪ ]172 :‬يف‬ ‫أن الشكر إَّنا يكون‬ ‫‪-16‬‬
‫ۖ‬
‫سل‪﴿ :‬و ۡٱعملوا صٓله ًحا﴾ [املؤمنون‪.]51 :‬‬ ‫مقابل ه‬
‫قوله للر ه‬ ‫ه‬
‫أبعمال ه‬
‫العباد‪ ،‬ويف ذك هر العل هم بعد األم هر وعد ووعيد‪ ،‬لقوله‪﴿ :‬كلوا همن‬ ‫ه‬ ‫إثبات ه‬
‫علمه تعاىل‬ ‫‪-17‬‬
‫ۖ‬
‫ٓت و ۡٱعملوا صٓله ًحا إههين همبا تـ ۡعملون علهيم﴾ [املؤمنون‪.]51 :‬‬
‫ٱلطيهب ه‬
‫ه‬
‫ابلقرآن‪.‬‬ ‫استشهاد الن هب صلى للا عليه وسلم‬ ‫‪-18‬‬
‫احلالل على ه‬
‫العمل الصا هل‪.‬‬ ‫أبكل ه‬ ‫الستعانة ه‬ ‫‪-19‬‬
‫‪ -20‬أن أكل احلرهام أو اإلنفاق منه قد يبطل العمل أو ي هنقص الثواب‪.‬‬
‫إجابة الد ه‬
‫عاء أكل احلرهام‪.‬‬ ‫‪ -21‬أن همن موان هع ه‬
‫عاء طول السف هر والشعث ورثثة ه‬
‫اهليئة‪ ،‬ألن ذلك يوجب انكسار‬ ‫إجابة الد ه‬
‫أسباب ه‬
‫ه‬ ‫‪ -22‬أن همن‬
‫ه‬
‫القلب‪.‬‬
‫ه‬
‫اإلجابة رفع اليدين واإلحلاح‪.‬‬ ‫ه‬
‫أسباب‬ ‫‪ -23‬أن همن‬
‫ه‬
‫أبسباب‬ ‫ه‬
‫ولباسه يبعد أن يستجاب له‪ ،‬ولو أتى‬ ‫طعامه وشر ه‬
‫ابه‬ ‫ه‬ ‫‪ -24‬أن من غلب ه‬
‫عليه احلرام يف‬
‫ه‬
‫اإلجابة‪.‬‬
‫النتفاع‪ ،‬وبعده اللباس‪ ،‬وبعده املركب واملسكن‪،‬‬
‫ه‬ ‫أهم وجوهه‬
‫‪ -25‬أن األكل ‪-‬ويف معناه الشرب‪ُّ -‬‬
‫املكاسب مشتبهه فينفق يف املر ه‬
‫كب‬ ‫ه‬ ‫ابحلالل‪ُ ،‬ث ما بعده‪ ،‬وما كان همن‬
‫ه‬ ‫فاألكل والشرب أولها‬
‫واملسك هن‪.‬‬
‫تغذية الصب ابحلرهام‪ ،‬وإن مل يكن ه‬
‫عليه إُث بذلك‪.‬‬ ‫‪ -26‬سوء أث هر ه‬
‫‪ -27‬وصف ه‬
‫للا ابلربوبي هة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫‪ -28‬التوسل إىل للاه ‪-‬يف الد ه‬


‫عاء‪ -‬بربوبي هته‪.‬‬
‫حق ه‬
‫املعني‪.‬‬ ‫جنس من قام به املانع‪ ،‬فال جيزم بذلك يف ه‬ ‫ه‬
‫اإلجابة عن ه‬ ‫‪ -29‬استبعاد‬
‫***‬

‫‪27‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث احلادي عشر‬


‫رسول للاه صلى للا عليه وسلم ورحيانته هه رضي للا‬ ‫ب‪ ،‬هسب هط ه‬ ‫علي ب هن أيب طاله ن‬
‫عن أيب حمم ند احلس هن ب هن ه‬
‫مذي‬
‫الرت ُّ‬‫رسول للاه صلى للا عليه وسلم‪« :‬دع ما ي هريبك إهىل ما لي هريبك»‪ .‬رواه ه‬ ‫عنه قال‪ :‬ح هفظت همن ه‬
‫(‪)18‬‬
‫مذي‪( :‬حديث حسن صحيح)‬ ‫والنسائه ُّي‪ ،‬وقال ه‬
‫الرت ُّ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫ه‬
‫املشارب وغ هري‬ ‫األعمال واألقو هال واملطاع هم و‬
‫ه‬ ‫املشكالت همن‬
‫ه‬ ‫ات و‬ ‫مجيع املشتبهه ه‬
‫ترك ه‬‫هذا احلديث أصل يف ه‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫ه‬
‫الكرية‪.‬‬ ‫ه‬
‫األخالق‬ ‫اآلداب الشرعي هة لينشؤوا على‬
‫ه‬ ‫تربية الصغا هر على‬ ‫‪-1‬‬
‫ه‬
‫لدينه‬ ‫بهات ه‬
‫فقد استبأ‬ ‫الش ه‬
‫املشتبهات‪ ،‬ويشهد له حديث‪« :‬فم هن اتقى ُّ‬ ‫ه‬ ‫األمر ه‬
‫برتك‬ ‫‪-2‬‬
‫ه‬
‫وعرضه»(‪.)19‬‬
‫قلقا يف الن ه‬
‫فس‪.‬‬ ‫أن املشتبهات تورث ً‬ ‫‪-3‬‬
‫إليه القلب وتطمئن ه‬
‫إليه النفس‪،‬‬ ‫يطمئن ه‬
‫ُّ‬ ‫ه‬
‫ابلعدول إىل ما‬ ‫ه‬
‫الحتياط يف الدي هن‪ ،‬وذلك‬ ‫اإلرشاد إىل‬ ‫‪-4‬‬
‫ه‬
‫احلديث(‪.)20‬‬ ‫كما جاء يف‬
‫ه‬
‫الكذب‪.‬‬ ‫دق والتحذير همن‬ ‫الرتغيب يف الص ه‬ ‫‪-5‬‬
‫يب و ه‬
‫القلق‪.‬‬ ‫فس‪ ،‬والكذب سبب الر ه‬ ‫أن الصدق سبب الط ه‬
‫مأنينة يف الن ه‬ ‫‪-6‬‬
‫فس و ه‬
‫البال وناهم عما فيه قلق وحرية‪.‬‬ ‫رمحة للاه ه‬
‫بعباده إذ أمرهم همبا فيه راحة الن ه‬ ‫‪-7‬‬
‫ه‬
‫تعليمه‪.‬‬ ‫سول صلى للا عليه وسلم وحسن‬ ‫‪ -8‬نصح الر ه‬
‫ه‬ ‫ب صلى للا عليه وسلم وعدها همن‬ ‫ه‬
‫خصائصه‪.‬‬ ‫‪ -9‬أن هذا احلديث من جوام هع الكل هم اليت أوتيها الن ُّ‬
‫ه‬
‫األحكام‪.‬‬ ‫ني يف‬‫ك والبناء على اليق ه‬ ‫‪ -10‬ه‬
‫اطراح الش ه‬
‫***‬

‫(‪ )18‬الترمذي (‪ ،)2518‬والنسائي (‪ )5711‬وصححه ابن خزيمة (‪ ،)2348‬وابن حبان (‪ ،)722‬والحاكم (‪.)13/2‬‬
‫(‪ )19‬تقدم تخريجه‪ ،‬وهو الحديث السادس من هذه األربعين‪.‬‬
‫(‪ )20‬حديث وابصة‪ ،‬وهو الحديث السابع والعشرون من هذه األربعين‪ ،‬وسيأتي تخريجه إن شاء هللا‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الثاين عشر‬


‫عن أيب هريرة رضي للا عنه قال‪ :‬قال رسول للاه صلى للا عليه وسلم‪ « :‬همن حس هن إهسالهم المرهء تـركه‬
‫(‪)21‬‬
‫مذي وغريه‬ ‫ما ل يـعنه هيه»‪ .‬حديث حسن رواه ه‬
‫الرت ُّ‬

‫الشرح‪:‬‬
‫ه‬
‫اإلسالم‪.‬‬ ‫منهج املسل هم فيما أييت ويذر يف ه‬
‫ضوء‬ ‫هذا احلديث أصل يف ه‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫ه‬
‫اإلسالم العناية مبا ينفع يف الدي هن ُث يف الدنيا‪.‬‬ ‫‪ -1‬أن همن حماس هن‬
‫يضر يف اآلخرةه ه‬
‫وترك ما ل ينفع‪.‬‬ ‫اإلرشاد إىل ه‬
‫ترك ما ُّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ه‬
‫اإلنسان‪ ،‬وما ليس منه ن‬
‫بسبيل‪.‬‬ ‫ترك ما ليس همن ه‬
‫شأن‬ ‫اإلرشاد إىل ه‬ ‫‪-3‬‬
‫وتفاصيل احلهك هم يف‬
‫ه‬ ‫كحقائق ه‬
‫الغيب‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫معرفته‪،‬‬ ‫اإلسالم ترك السؤ هال عما ل سبيل إىل‬
‫ه‬ ‫همن حس هن‬ ‫‪-4‬‬
‫اخللق واألم هر‪ ،‬وكذا السؤال والبحث عن مسائل مقدرنة ومفرت ن‬
‫ضة مل تقع‪ ،‬أو يندر أن تقع‪ ،‬أو ل‬ ‫ه‬
‫تكاد تقع‪ ،‬أو ل يتصور وقوعها‪.‬‬
‫فعل حماس هن الدي هن ه‬
‫وترك ما ينافيها‪.‬‬ ‫اإلرشاد إىل ه‬ ‫‪-5‬‬

‫***‬

‫(‪ )21‬الترمذي (‪ ،)2318‬وابن ماجه (‪ ،)3976‬وصححه ابن حبان (‪ ،)722‬وقال محققه شعيب األرناؤوط‪« :‬حسن لغيره» وساق طرقه‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الثالث عشر‬


‫للا صلى للا عليه وسلم عن الن هب صلى للا‬ ‫رسول ه‬ ‫خادم ه‬ ‫مالك رضي للا عنه ه‬ ‫أنس ب هن ن‬
‫عن أيب محزة ه‬
‫ه (‪)22‬‬
‫البخاري ومسلم‬
‫ُّ‬ ‫ب لهنـف هس هه»‪ .‬رواه‬
‫عليه وسلم قال‪« :‬ل يـؤهمن أحدكم حىت هحيب هأل هخ هيه ما هحي ُّ‬

‫الشرح‪:‬‬
‫لكل مسل نم‪.‬‬
‫صح ه‬‫احلديث أصل يف الن ه‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫لكل مسل نم‪.‬‬ ‫وجوب الن ه‬
‫صيحة ه‬ ‫‪-1‬‬
‫لنفسه ويكره ه‬
‫لنفسه‪.‬‬ ‫حيب املرء ه‬ ‫أن همن الن ه‬
‫صيحة حمبة اخل هري للمسل هم‪ ،‬وكراهة الش هر له‪ ،‬كما ُّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ه‬
‫اإليان‪.‬‬ ‫أن النصيحة همن‬ ‫‪-3‬‬
‫اجب‪ ،‬فإن اإليان ل ينفى إل‬ ‫ه‬
‫اإليان الو ه‬ ‫ه‬
‫لكمال‬ ‫ه‬
‫احلديث نفي‬ ‫أن اإليان يتفاضل‪ ،‬فإن النفي يف‬ ‫‪-4‬‬
‫ه‬
‫اإليان عن أكث هر املؤمنني‪ ،‬كما‬ ‫ن‬
‫ستحب‪ ،‬وإل للزم جواز نفي‬ ‫اجب‪ ،‬ول ينفى ه‬
‫لرتك م‬ ‫لرتك و ن‬‫ه‬
‫ه‬
‫اإلسالم ابن تيمية(‪.)23‬‬ ‫أوضح ذلك شيخ‬
‫القيام حبقوقهها‪ ،‬فهي هعلة احلك هم‬
‫اعث ه‬ ‫أن النصيحة موجب األخوةه اإلياني هة‪ ،‬فذكر األخوةه همن بو ه‬ ‫‪-5‬‬
‫ه‬
‫وموجبه‪.‬‬
‫سب‪ُّ ،‬‬
‫فحقها أوجب‪.‬‬ ‫للا فوق أخوةه الن ه‬ ‫أن األخوة يف ه‬ ‫‪-6‬‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫املؤمنات‪ ،‬كما قال تعاىل‪﴿ :‬وٱلم ۡؤهمنون وٱلم ۡؤهمٓنت‬
‫ه‬ ‫أن حق األخوةه اإلياني هة عامي للمؤمنني و‬ ‫‪-7‬‬
‫ۡ‬
‫بـ ۡعضه ۡم أ ۡولهيآء بـ ۡعض﴾ [التوبة‪ ،]71 :‬وقال سبحانه‪﴿ :‬إهَّنا ٱلم ۡؤهمنون إه ۡخوة﴾ [احلجرات‪:‬‬
‫ه‬
‫احلديث‪.‬‬ ‫ه‬
‫لوصف الذكورية يف‬ ‫‪ ،]10‬فال مفهوم‬
‫الغيبة‪ ،‬و ه‬
‫احلسد‪ ،‬والعدو هان على‬ ‫كالغش‪ ،‬و ه‬
‫ه‬ ‫حتري كل ما ينايف هذه احملبة همن األقو هال و ه‬
‫األفعال؛‬ ‫‪-8‬‬

‫(‪ )22‬البخاري (‪ )13‬ومسلم (‪.)45‬‬


‫(‪ )23‬مجموع الفتاوى «كتاب اإليمان» (‪.)647 ،14/7‬‬
‫‪30‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ن‬
‫تدليس‪ ،‬ول‬ ‫البيع بال غ ن‬
‫ب ول‬ ‫ماله‪ ،‬أو ه‬
‫عرضه‪ ،‬ول حيرم الربح على املسل هم يف ه‬ ‫نفس املسل هم‪ ،‬أو ه‬
‫ه‬
‫ن‬
‫كذب‪.‬‬
‫***‬

‫‪31‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الرابع عشر‬


‫للا صلى للا عليه وسلم‪« :‬ل هحي ُّل دم ام هر نئ مسله نم‬ ‫مسعود رضي للا عنه قال‪ :‬قال رسول ه‬ ‫ن‬ ‫عن اب هن‬
‫س‪ ،‬والتا هرك له هدينه هه‬ ‫يشهد أن ل إهله إهل للا وأهين رسول ه‬
‫للا إهل إبههحدى ثال ن‬
‫ث‪ :‬الثـيهب الزهاين‪ ،‬والنـفس هابلنـف ه‬
‫(‪)24‬‬
‫البخاري ومسلم‬
‫ُّ‬ ‫المفا هرق لهلجماع هة»‪ .‬رواه‬

‫الشرح‪:‬‬
‫احلديث أصل يف ه‬
‫حرمة ه‬
‫دم املسل هم‪.‬‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫عصمة ه‬
‫دم املسل هم‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن اإلسالم أعظم ما يعصم به الدم‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫فضل املسل هم على الكاف هر‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ه ه‬
‫قتل املسل هم وقتاله إل مبا يوجبه ً‬
‫شرعا‪.‬‬ ‫حتري ه‬ ‫‪-4‬‬
‫قتله أو ه‬
‫قتاله‪.‬‬ ‫ب يف ه‬ ‫حتري التسب ه‬ ‫‪-5‬‬
‫ابلسالح وَنوهه‪.‬‬
‫حتري اإلشارةه إىل املسل هم ه‬ ‫‪-6‬‬
‫ضرب بغ هري ن‬
‫حق‪.‬‬ ‫بدن املسل هم جبرنح أو ن‬‫‪ -7‬حتري العدو هان على ه‬
‫السنة املتواترة‪.‬‬ ‫ه‬
‫بشروطه كما دلت على ذلك ُّ‬ ‫ب القتل‪ ،‬وذلك ه‬
‫برمجه ابحلجارةه‬ ‫‪ -8‬أن حد الزاين الثـي ه‬
‫ه‬
‫بشروطه‪.‬‬ ‫ه‬
‫اجلملة‬ ‫عمدا عدو ًاان يف‬
‫معصوما ً‬ ‫القصاص على من قتل‬‫ه‬ ‫‪ -9‬ثبوت‬
‫ً‬
‫ه‬
‫اإلسالم‪.‬‬ ‫قتل املر ه‬
‫تد عن دي هن‬ ‫‪ -10‬وجوب ه‬
‫احلديث‪« :-‬مسله نم يشهد أن ل إهله‬
‫ه‬ ‫ني؛ لقولهه ‪-‬كما يف ه‬
‫أصل‬ ‫‪ -11‬أن اإلسالم يثبت حكمه ابلشهادت ه‬
‫إهل للا وأهين رسول للاه»(‪.)25‬‬

‫(‪ )24‬البخاري (‪ ،)6484‬ومسلم (‪.)1676‬‬


‫(‪ )25‬السابقان‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫حيل هبه دم املسل هم اخلصال الثالث‪.‬‬


‫‪ -12‬أن أصول ما ُّ‬
‫***‬

‫‪33‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث اخلامس عشر‬


‫عن أيب هريرة رضي للا عنه‪ ،‬أن رسول للاه صلى للا عليه وسلم قال‪« :‬من كان يـؤهمن هابلله واليـوهم‬
‫اآلخ هر فـليك هرم جاره‪ ،‬ومن كان يـؤهمن هابلله واليـوهم‬
‫اآلخ هر فـليـقل خريا أو لهيصمت‪ ،‬ومن كان يـؤهمن هابلله واليـوهم ه‬
‫ً‬
‫ه‬
‫ه (‪)26‬‬ ‫ه‬
‫البخاري ومسلم‬
‫ُّ‬ ‫اآلخ هر فـليك هرم ضيـفه»‪ .‬رواه‬

‫الشرح‪:‬‬
‫ه‬
‫اإلحسان‪.‬‬ ‫ه‬
‫اللسان ه‬
‫وبذل‬ ‫احلديث أصل يف ه‬
‫حفظ‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫لكل خ نري‪.‬‬ ‫أن اإليان ابلله و ه‬
‫اليوم اآلخ هر أصل ه‬ ‫‪-1‬‬
‫اخلوف والر ه‬
‫جاء‪.‬‬ ‫اقبة و ه‬ ‫أن اإليان ابلله و ه‬
‫اليوم اآلخ هر يبعث على املر ه‬ ‫‪-2‬‬
‫أن اإليان ابلله و ه‬
‫اليوم اآلخ هر يتضمن املبدأ واملعاد‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ه‬
‫المتثال‪.‬‬ ‫اعث على‬ ‫أن اإليان ابلله و ه‬
‫اليوم اآلخ هر أقوى البو ه‬ ‫‪-4‬‬
‫ه‬
‫الطاعة‪.‬‬ ‫امتثال األوام هر بذك هر ه‬
‫موج هبه‪ ،‬وما يهيج على‬ ‫التحريض على ه‬ ‫‪-5‬‬
‫أن الكالم ه‬
‫فيه خري وشير وما ليس خب نري‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫كل ما أمر للا هبه ورسوله صلى للا عليه‬ ‫احلث على التكل هم ابخل هري‪ ،‬وهو الكلم الطيب‪ ،‬وهو ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫‪-7‬‬
‫ه‬
‫ابملعروف والنهي عن املنك هر‪،‬‬ ‫استحبااب‪ ،‬كأنو هاع الذك هر‪ ،‬واألم هر‬ ‫وجواب أو‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ً‬ ‫وسلم من الكالم ً‬
‫اإلصالح بني الن ه‬
‫اس‪.‬‬ ‫ه‬ ‫وتعلي هم العل هم‪ ،‬و‬
‫ه‬
‫وابليوم اآلخ هر‪.‬‬ ‫يقتضيه اإليان ابلله‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫الكالم ما‬ ‫أن الصمت عما ليس خب نري همن‬ ‫‪-8‬‬
‫فيه خري همن‬
‫فيه‪ ،‬وأن الصمت عما ل خري ه‬ ‫مت عما ل خري ه‬
‫أن التكلم ابخل هري خري همن الص ه‬ ‫‪-9‬‬
‫ه‬
‫اجلملة‪.‬‬ ‫ه‬
‫املعصية يف‬ ‫اعة أفضل همن ه‬
‫ترك‬ ‫ففيه دليل على أن فعل الط ه‬
‫التكل هم هبه‪ ،‬ه‬
‫‪ -10‬أنه جيوز التخيري بني خريي هن‪ ،‬أحدُها أفضل همن اآلخ هر‪ ،‬كما تقول‪ :‬ه‬
‫صل ركعت ه‬
‫ني أو أر ًبعا‪.‬‬

‫(‪ )26‬البخاري (‪ ،)5672‬ومسلم (‪.)48‬‬


‫‪34‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ه‬
‫اإليان‪.‬‬ ‫‪ -11‬أن هذه اخلصال الثالث همن‬
‫‪ -12‬هعظم ه‬
‫حق اجلا هر‪.‬‬
‫‪ -13‬أن حق اجلا هر اإلكرام‪ ،‬وهو يتضمن اإلحسان وكف األذى‪ ،‬ويف رواية‪« :‬من كان يؤمن ابلله‬
‫و ه‬
‫اليوم اآلخ هر فليحسن إىل جاره»(‪ )27‬ويف أخرى‪« :‬فال ه‬
‫يؤذ جاره»(‪.)28‬‬
‫ه‬
‫احلديث‪ ،‬وقد قال تعاىل يف آية‬ ‫ه‬
‫إلطالق‬ ‫كافرا‪،‬‬ ‫مسلما كان أم‬ ‫لكل جا نر‪،‬‬
‫‪ -14‬أن حق اجلوا هر ه‬
‫ۡ‬ ‫ً‬ ‫ۡ ۡ‬ ‫ً‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ب﴾ [النساء‪.]36 :‬‬ ‫ب بهٱجل ۢن ه‬ ‫ب وٱلص ه‬
‫اح ه‬ ‫احلقوق العشرة‪﴿ :‬وٱجلا هر هذي ٱلق ۡر ٓب وٱجلا هر ٱجلن ه‬
‫حقوق‪ ،‬واجلار املسلم غري القر ه‬
‫يب له‬ ‫ن‬ ‫فاجلريان ثالثة‪ :‬اجلار املسلم الذي له قرابة له ثالثة‬
‫حق اجلوا هر‪.‬‬
‫ان‪ ،‬واجلار الكافر له ُّ‬ ‫حق ه‬
‫حق اجلا هر قول النب صلى‬
‫ويدل على عظ هم ه‬ ‫رب اجلا هر وبعدهه‪ُّ ،‬‬ ‫حبسب ق ه‬‫ه‬ ‫حق اجلوا هر‬
‫ويتفاوت ُّ‬
‫للا عليه وسلم‪« :‬ما زال جبيل يوصيين ابجلا هر حىت ظننت أنه س ه‬
‫يورثه»(‪.)29‬‬
‫ه‬
‫صفات املؤمنني‪.‬‬ ‫يف همن‬
‫‪ -15‬أن إكرام الض ه‬
‫حبسب منزلةه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ابإلنسان يريد املأوى والطعام‪ ،‬وإكرامه‬ ‫يف‪ ،‬وهو من ينزل‬ ‫‪ -16‬األمر إبكرهام الض ه‬
‫يوما وليلةً‪ ،‬وما زاد‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬
‫الضيف وحال املضيف ويرجع فيه إىل العرف‪ ،‬والواجب للضيف إضافته ً‬
‫طرق املسافرين‪ ،‬ويف القرى اليت‬‫ني يف ه‬‫يف على النازل ه‬ ‫حق الض ه‬ ‫فهو سنة إىل ه‬
‫ثالثة ن‬
‫أايم‪ ،‬ويتأكد ُّ‬
‫ه‬
‫خبالف ه‬
‫املدن اليت يهيأ فيها للمسافرين‬ ‫ل تتوفر فيها حاجة املساف هر همن مطع نم ومسك نن‬
‫املسكن واملطعم ابلثم هن‪ ،‬وهذا التفصيل إحدى الروايتني عن ه‬
‫اإلمام أمحد‪ ،‬والرواية األخرى‬
‫أهل ه‬
‫املدن والقرى(‪.)30‬‬ ‫مطلقا على ه‬‫جتب الضيافة ً‬
‫اللسان بكف هه عما ل‬
‫ه‬ ‫اس‪ ،‬واحلث على ه‬
‫حفظ‬ ‫ه‬
‫احلقوق اليت بني الن ه‬ ‫ه‬
‫اإلسالم رعاية‬ ‫‪ -17‬أن همن حماس هن‬
‫ه‬
‫الكالم الط ه‬
‫يب‪.‬‬ ‫خري ه‬
‫فيه‪ ،‬والرتغيب يف‬

‫***‬

‫(‪ )27‬أخرجه مسلم (‪)47‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬


‫(‪ )28‬أخرجه البخاري (‪ ،)5672‬ومسلم (‪)47‬؛ من حديث أبي هريرة‪ ،‬ورواية مسلم‪« :‬فال يؤذي»‪.‬‬
‫(‪ )29‬أخرجه البخاري (‪ ،)5668‬ومسلم (‪)2625‬؛ من حديث عائشة (ض‪.)1‬‬
‫(‪ )30‬شرح ابن رجب لألربعين (‪.)357/1‬‬
‫‪35‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث السادس عشر‬


‫عن أيب هريرة رضي للا عنه‪ ،‬أن رج ًال قال للن هب صلى للا عليه وسلم‪ :‬أو هصين‪ .‬قال‪« :‬ل تـغضب»‬
‫(‪)31‬‬
‫البخاري‬
‫ُّ‬ ‫فـردد همر ًارا‪ ،‬قال‪« :‬ل تـغضب»‪ .‬رواه‬

‫الشرح‪:‬‬
‫ه‬
‫أسبابه‪.‬‬ ‫الغضب وجتن ه‬
‫ب‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫مقاومة‬ ‫احلديث أصل يف‬

‫ِ‬
‫الفوائد‪:‬‬ ‫وفيه ِم َن‬
‫طلب الوصي هة همن العاهمل‪.‬‬
‫جواز ه‬ ‫‪-1‬‬
‫جواز الستزادةه همن الوصي هة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫حرص الص ه‬
‫حابة على اخل هري‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫مراعاة املوصي حال املوصى يف وصي هته‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أن الغضب مفتاح لكث نري همن الشروهر القولي هة والفعلي هة‪ ،‬وأعالها الكفر والقتل‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫الغضب‪ ،‬ول يدخل يف ذلك الغضب لله إذا انت ه كت حرماته‪ ،‬فالغضب‬ ‫ه‬ ‫أتكيد النهي عن‬ ‫‪-6‬‬
‫ه‬
‫اإليان والثاين‬ ‫كمال‬ ‫مراتب‪ ،‬فأفضله الغضب لله‪ ،‬وأسوؤه السخط على ه‬
‫قضاء للا‪ ،‬فاألول همن ه‬
‫اجلهل ابلله ه‬
‫وسوء الظ هن هبه‪.‬‬ ‫همن ه‬
‫وصحبة الس ه‬
‫فهاء‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫املنازعات‬ ‫الغضب‪ ،‬كاملر هاء والس ه‬
‫باب و‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫أسباب‬ ‫النهي عن‬ ‫‪-7‬‬
‫يطان‪ ،‬و ه‬
‫الوضوء‪ ،‬و ه‬
‫اجللوس‪.‬‬ ‫الغضب‪ ،‬كالتعوهذ ابلل همن الش ه‬
‫ه‬ ‫أبسباب ه‬
‫إطفاء‬ ‫ه‬ ‫األمر‬ ‫‪-8‬‬
‫ه‬
‫احلديث‪« :‬ليس الشديد‬ ‫ه‬
‫الغضب‪ ،‬كما يف‬ ‫ه‬
‫حصول‬ ‫فس عند‬ ‫ه‬
‫وضبط الن ه‬ ‫اإلرشاد إىل كظ هم ه‬
‫الغيظ‪،‬‬ ‫‪-9‬‬
‫ه‬
‫الغضب»(‪.)32‬‬ ‫ابلصرعةه‪ ،‬ولكن الشديد الذي يلك نفسه عند‬
‫ُّ‬

‫(‪ )31‬البخاري (‪.)5765‬‬


‫(‪ )32‬أخرجه البخاري (‪ ،)5763‬ومسلم (‪)2609‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه ‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫قه صلى للا عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪ -10‬حسن خل ه‬


‫تعليمه ه‬
‫عليه الصالة والسالم‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪ -11‬حسن‬
‫فيه شاهد لقاعدةه س هد الذرائ هع‪.‬‬
‫‪ -12‬ه‬
‫ه‬
‫الغضب سريع الرضا‪.‬‬ ‫الغضب والرضا من يكون بطيء‬ ‫ه‬ ‫أن أفضل الن ه‬
‫اس يف‬ ‫‪-13‬‬
‫ب صلى للا عليه وسلم همن جوام هع الكل هم‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫فيه شاهد لما خص به الن ُّ‬ ‫‪-14‬‬
‫يء ني عن أسبابهه‪ ،‬وأمر همبا يعني على تر ه‬
‫كه‪.‬‬ ‫أن النهي عن الش ه‬ ‫‪-15‬‬
‫ه‬
‫األخالق‪.‬‬ ‫ه‬
‫مساوئ‬ ‫ه‬
‫اإلسالم النهي عن‬ ‫أن همن حماس هن‬ ‫‪-16‬‬

‫***‬

‫‪37‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث السابع عشر‬

‫رسول ه‬
‫للا صلى للا عليه وسلم قال‪« :‬إهن للا كتب‬ ‫عن أيب يـعلى شد هاد ب هن أو نس رضي للا عنه‪ ،‬عن ه‬
‫ا هإلحسان على ك هل شي نء‪ ،‬فهإذا قـتـلتم فأح هسنوا ال هقتـلة‪ ،‬وإهذا ذحبتم فأح هسنوا ه‬
‫الذحبة‪ ،‬ولي هحد أحدكم شفرته‬
‫(‪)33‬‬
‫ول هريح ذبهيحته»‪ .‬رواه مسلهم‬

‫الشرح‪:‬‬
‫كل ن‬
‫شيء‪.‬‬ ‫ه‬
‫اإلحسان إىل ه‬ ‫هذا احلديث أصل يف الن ه‬
‫دب إىل‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫الكتابة إىل للاه‪ ،‬وهي نوعان‪:‬‬
‫ه‬ ‫إضافة‬ ‫‪-1‬‬
‫أ‪ -‬كتابة كونية ب‪ -‬كتابة دينية‪.‬‬
‫ومن الثاين‬ ‫ٱلذ ۡك هر﴾ [األنبياء‪ .]105 :‬ه‬ ‫األول قوله تعاىل‪﴿ :‬ولق ۡد كتـ ۡبـنا هيف ٱلزبوهر هم ۢن بـ ۡع هد ه‬
‫فمن ه‬ ‫ه‬ ‫‪-2‬‬
‫ٱلصيام﴾ [البقرة‪ ]183 :‬ومنه ما يف هذا‬ ‫﴿أييُّـها ٱل هذين ءامنوا كتهب عل ۡيكم ه‬ ‫قوله تعاىل‪ٓ :‬‬
‫احلديث‪.‬‬
‫احلديث مبعن‪( :‬يف)‪،‬‬ ‫ه‬ ‫شيء‪ ،‬و(على) يف‬ ‫كل ن‬ ‫اخللق بكتابتهه على ه‬ ‫ه‬
‫اإلحسان إىل ه‬ ‫احلث على‬
‫ُّ‬ ‫‪-3‬‬
‫اس‬ ‫ه‬
‫أصناف الن ه‬ ‫الفعل والرت هك‪ ،‬واإلحسان إىل‬ ‫ابلقول و ه‬‫ه‬ ‫وهذا أقرب الوجوهه‪ ،‬واإلحسان يكون‬
‫ۡ‬ ‫ۖ ۡ‬ ‫ۡ‬
‫كما يف قوله تعاىل‪۞﴿ :‬و ۡٱعبدوا ٱلِل ول تش هركوا بهههۦ ش ۡئٗا وبهٱل ٓولهد ۡي هن إه ۡح ٓسنٗا وبه هذي ٱلق ۡر ٓب‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫حديث البغهي‬‫ه‬ ‫ني﴾ [النساء‪ ]36 :‬ويدخل فيه اإلحسان إىل احليو هان‪ ،‬كما يف‬ ‫وٱليـٓتم ٓى وٱلم ٓس هك ه‬
‫ه‬
‫اإلحسان أنه‪:‬‬ ‫احلديث‪ ،‬ومجاع ه‬
‫القول يف معن‬ ‫ه‬ ‫اليت سقت كلبًا فغفر للا هلا(‪ ،)34‬وكما يف هذا‬
‫كف األذى‪.‬‬ ‫إيصال النف هع ودفع الضرهر و ُّ‬
‫بفعل ما يقتضيه الشرع همن‬ ‫قتل من أبيح قتله‪ ،‬وذلك ه‬ ‫صفة ه‬ ‫اإلحسان‪ :‬اإلحسان يف ه‬ ‫ه‬ ‫‪ -4‬همن‬
‫(‪ )33‬مسلم (‪.)1955‬‬
‫(‪ )34‬أخرجه البخاري (‪ ،)3143‬ومسلم (‪)2245‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫قصاصا‪ ،‬فإنه يتبع فيه فعل اجلاين‪.‬‬ ‫ن‬


‫وسهولة‪ ،‬فيدخل يف ذلك رجم الزاين والقتل‬ ‫ن‬
‫صعوبة‬
‫ً‬
‫وح‪،‬‬ ‫األسباب اليت تكون أسرع يف ه‬
‫إزهاق الر ه‬ ‫ه‬ ‫ومن ذلك فعل‬ ‫ذبح احليو هان‪ ،‬ه‬ ‫اإلحسان يف ه‬
‫صفة ه‬ ‫‪-5‬‬
‫ه‬
‫كشحذ الشفرةه‪ ،‬وهي السكني‪.‬‬
‫طعام ول شر ن‬
‫اب‪.‬‬ ‫ه‬
‫وحبسه بال ن‬ ‫ه‬
‫وجتويعه‬ ‫غرضا‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫تعذيب احليوان‪ ،‬كاَّتاذه ً‬ ‫‪ -6‬حتري‬
‫‪ -7‬رمحة للاه ه‬
‫خبلقه‪.‬‬
‫كل خ نري‪ ،‬ه‬
‫ومن ذلك رمحة احليو هان والرفق ابحليو هان‪.‬‬ ‫‪ -8‬كمال هذه الشريعة واشتماهلا على ه‬
‫‪ -9‬أن للا له األمر واحلكم‪.‬‬
‫بعض أفر هادها‪.‬‬ ‫ه‬
‫لتوضيحه القاعدة الكلية بذك هر ه‬ ‫‪ -10‬حسن تعلي هم النب صلى للا عليه وسلم؛‬

‫***‬

‫‪39‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الثامن عشر‬


‫رسول ه‬
‫للا صلى للا‬ ‫جبل رضي للا عنه‪ ،‬عن ه‬ ‫عبد الرمح هن م ه‬
‫عاذ ب هن ن‬ ‫ب ب هن جنادة وأيب ه‬
‫ذر جند ه‬
‫عن أيب ن‬
‫عليه وسلم قال‪« :‬ات هق للا حيـثما كنت‪ ،‬وأتبه هع السيهئة احلسنة متحها‪ ،‬وخالههق الناس هخبل نق حس نن»‪ .‬رواه‬
‫(‪)35‬‬
‫بعض النُّس هخ‪( :‬حسن صحيح)‬ ‫الرتمذي‪ ،‬وقال‪( :‬حديث حسن)‪ .‬ويف ه‬ ‫ه‬

‫الشرح‪:‬‬
‫وحقوق ه‬
‫عباده‪.‬‬ ‫ه‬ ‫حقوق للاه‬ ‫هذا احلديث أصل يف ه‬
‫رعاية ه‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫ه‬
‫الثالث اجلوام هع‪.‬‬ ‫‪ -1‬الوصية همن النب صلى للا عليه وسلم بذه الوصااي‬
‫ه‬
‫ابمتثال‬ ‫حال‪ ،‬وتقوى للا خوفه ومراقبته وطاعته‬ ‫كل ن‬ ‫مكان ن‬
‫وزمان ويف ه‬ ‫كل ن‬ ‫‪ -2‬وجوب تقوى ه‬
‫للا يف ه‬
‫األوام هر والنواهي‪ .‬والوصية بتقوى للا هي وصية ه‬
‫للا لألولني واآلخرين والنبيني واملؤمنني والن ه‬
‫اس‬
‫ن‬
‫معصية‪.‬‬ ‫وترك ه‬
‫كل‬ ‫بفعل كل ن‬
‫طاعة ه‬ ‫أمجعني‪ ،‬وهي تتضمن الوصية ه‬
‫ه‬
‫للسيئة‪ ،‬واحلسنة هي الطاعة‪ ،‬والسيئة هي املعصية‪.‬‬ ‫ه‬
‫احلسنة‬ ‫إبتباع‬
‫الوصية ه‬ ‫‪-3‬‬
‫ٱلسيه اه‬ ‫ه ۡ ه ۡ‬
‫ات﴾ [هود‪.]114 :‬‬ ‫ت يذ هه ۡب ٔ‬ ‫أن احلسنات متحو السيئات‪ ،‬كما قال تعاىل‪﴿ :‬إن ٱحلسٓن‬ ‫‪-4‬‬
‫وإذهااب للسيئات التوبة النصوح‪ُ ،‬ث الستغفار‪ُ ،‬ث األعمال الصاحلة‪ ،‬كما‬
‫ً‬ ‫حموا‬
‫وأعظم احلسنات ً‬
‫ه‬
‫اجلمعة ورمضان إىل رمضان مكفرات ما بينهن إذا‬ ‫ه‬
‫احلديث‪« :‬الصلوات اخلمس واجلمعة إىل‬ ‫يف‬
‫ت الكبائر»(‪.)36‬‬‫اجتنهب ه‬
‫فضال همن للاه ونعمةً‪.‬‬
‫رأفة للاه ورمحته بعبادهه إذ شرع هلم ما يكفر السيئات‪ً ،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫اس‪ ،‬ومجاع ذلك اإلحسان إليهم‪ ،‬وترك العدو هان عليهم‪ ،‬والصب على‬
‫الوصية حبس هن اخلل هق مع الن ه‬ ‫‪-6‬‬
‫أذاهم‪.‬‬

‫(‪ )35‬وأخرجه اإلمام أحمد (‪( )21354‬ط‪ .‬التركي)‪ ،‬والترمذي (‪ ،)1987‬والحاكم (‪ .)54/1‬قال محقق املسند‪« :‬حسن لغيره»‪.‬‬
‫(‪ )36‬أخرجه مسلم (‪)233‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ۡ‬
‫احلديث قوله تعاىل‪۞﴿ :‬وسا هرعٓوا إه ٓىل مغ هفرةٗ همن ربهك ۡم وجن نة‬ ‫ه‬ ‫اهد ما جاء يف هذا‬ ‫ومن شو ه‬ ‫ه‬ ‫‪-7‬‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ع ۡرضها ٱلس ٓم ٓوت وٱأل ۡرض أ هعد ۡت لهلمت هقني * ٱل هذين ي هنفقون هيف ٱلسرآهء وٱلضرآهء وٱل ٓك هظ همني ٱلغ ۡيظ‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ۡ‬ ‫ه ۡ‬ ‫ه‬ ‫ۡ‬
‫ٓ‬ ‫ه‬
‫ب ٱلمحسنني * وٱلذين إذا فـعلوا فحشةً أو ظلمٓوا أنفسهم ذكروا ٱلِل‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫وٱلعافني عن ٱلناس وٱلِل حي ُّ‬
‫صُّروا عل ٓى ما فـعلوا وه ۡم يـ ۡعلمون﴾ [آل‬ ‫ٱلذنوب إهل ٱلِل و ۡمل ي ه‬ ‫ٱستـ ۡغفروا لهذنوبهه ۡم ومن يـ ۡغ هفر ُّ‬
‫ف ۡ‬
‫عليه احلديث همن الوصااي‬ ‫عمران‪ .]135-133 :‬فاشتملت هذه اآلايت على ما اشتمل ه‬
‫السن هة وكالُها منزل همن للا‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬وأنزل ٱلِل‬ ‫ه‬
‫الكتاب و ُّ‬ ‫الث فتطابقت على ذلك دللة‬ ‫الث ه‬
‫ٱلِل عل ۡيك ع هظيما﴾ [النساء‪:‬‬ ‫عل ۡيك ۡٱل هكٓتب و ۡٱحله ۡكمة وعلمك ما ۡمل تكن تـ ۡعل ام وكان ف ۡضل ه‬
‫‪.]113‬‬

‫***‬

‫‪41‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث التاسع عشر‬


‫اس رضي للا عنه قال‪ :‬كنت خلف النه هب صلى للا عليه وسلم يـوًما‪،‬‬ ‫اس عب هد للا ب هن عب ن‬
‫عن أهيب العب ه‬
‫فـقال‪« :‬اي غالم‪ ،‬إههين أعلهمك كلهم ن‬
‫ات؛ احف هظ للا حيفظك‪ ،‬احف هظ للا هجتده جتاهك‪ ،‬إهذا سألت فاسأ هل للا‪،‬‬
‫وإهذا استـعنت فاستعهن هابلله‪ ،‬واعلم أن األمة ل هو اجتمعت على أن يـنـفعوك بهشي نء مل يـنـفعوك إهل بهشي نء قد‬
‫كتـبه للا لك‪ ،‬وإه هن اجتمعوا على أن يضُّروك بهشي نء مل يضُّروك إهل بهشي نء قد كتـبه للا عليك‪ ،‬رفهع ه‬
‫ت األقالم‬
‫مذي‪ ،‬وقال‪( :‬حديث حسن صحيح)‬ ‫الصحف»‪ .‬رواه ه‬
‫الرت ُّ‬ ‫ت ُّ‬ ‫وجف ه‬
‫للا هيف الرخ هاء يـع هرفك هيف ه‬
‫الشدةه‪ ،‬واعلم‬ ‫مذي‪« :‬احف هظ للا هجتده أمامك‪ ،‬تـعرف إهىل ه‬
‫الرت ه‬ ‫ويف رو ه‬
‫اية غ هري ه‬
‫صيبك‪ ،‬وما أصابك مل يكن لهيخ هطئك‪ ،‬واعلم أن النصر مع الص هب‪ ،‬وأن الفرج مع‬ ‫أن ما أخطأك مل يكن لهي ه‬
‫الكر ه‬
‫ب‪ ،‬وأن مع العس هر يسًرا»(‪.)37‬‬

‫الشرح‪:‬‬
‫ِ‬
‫الفوائد؛ ومنها‪:‬‬ ‫ه‬
‫اإليان ابلشرهع والقد هر؛ وهو‬
‫عظيم كثريُ‬
‫حديث ٌ‬
‫ٌ‬ ‫احلديث أصل يف‬
‫التواضع للصغا هر وتعليمهم‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الكالم‪ ،‬لقولهه صلى للا عليه وسلم‪« :‬اي غالم إين‬
‫ه‬ ‫همن حس هن التعلي هم التمهيد لهما يراد همن‬ ‫‪-2‬‬
‫ن‬
‫كلمات»‪.‬‬ ‫أعلمك‬
‫أهال ههلذه الوصااي مع صغ هر‬
‫ب صلى للا عليه وسلم ً‬ ‫فضل اب هن ن‬
‫عباس رضي للا عنه‪ ،‬حيث رآه الن ُّ‬ ‫‪-3‬‬
‫سنه هه‪.‬‬
‫ه‬
‫اإلضاعة‪.‬‬ ‫ضد‬ ‫حبفظ ه‬
‫العبد لربههه‪ ،‬ومعناه مراقبته وطاعته‪ ،‬فحقيقته حفظ الدي هن‪ ،‬واحلفظ ُّ‬ ‫الوصية ه‬ ‫‪-4‬‬
‫بعكسه‪ ،‬فمن مل ه‬
‫حيفظ للا مل حيفظه‪،‬‬ ‫العمل‪ ،‬فمن حفظ للا حفظه وعكسه ه‬ ‫جنس ه‬ ‫أن اجلزاء همن ه‬ ‫‪-5‬‬
‫احفظ للا حيفظك» نظري لقولهه‪﴿ :‬إهن‬‫للعبد كفايته له ووقايته وهدايته‪ ،‬فقوله‪ « :‬ه‬ ‫للا ه‬‫وحفظ ه‬
‫تنصروا ٱلِل ينص ۡرك ۡم﴾ [حممد‪.]7 :‬‬

‫(‪ )37‬أخرجه اإلمام أحمد (‪( )2669‬ط‪ .‬أحمد شاكر)‪ ،‬والترمذي (‪ .)2516‬قال أحمد شاكر‪« :‬إسناده صحيح»‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫أييد و ه‬
‫الكفاية‪.‬‬ ‫أن حفظ للاه سبب ملعي هته اخلاصة املتضم هنة للنص هر والت ه‬ ‫‪-6‬‬
‫خاء‪ ،‬وهي حال الص ه‬
‫حة واألم هن والغن‪.‬‬ ‫حال الر ه‬ ‫ه‬
‫بطاعته وتقواه يف ه‬ ‫ب إىل للاه‬
‫فضل التقر ه‬ ‫‪-7‬‬
‫عليه الشدائد‪ ،‬وكشف غمه وُهه‬‫خاء وقاه للا ما يكره ويسر أموره وهون ه‬ ‫أن من اتقى للا يف الر ه‬ ‫‪-8‬‬
‫ونفس كربته‪ ،‬وهذا معن قوله‪« :‬يعرفك يف الشدةه»‪.‬‬
‫وصرف ذلك لله‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫الستعانة بم‬ ‫برتك سؤاهلم ه‬
‫وترك‬ ‫خلقه ه‬ ‫ه‬
‫ابلستغناء ابلله عن ه‬ ‫حتقيق الت ه‬
‫وحيد‬ ‫‪-9‬‬
‫وحده‪ ،‬فين هزل العبد حوائهجه بربههه ويطلب العون منه‪.‬‬
‫إثبات القد هر خريهه وشره‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫ه‬
‫املصائب مكتوب‪ ،‬وأن ما مل يكتب ل يكون‪.‬‬ ‫أن ما يقع همن املناف هع و ه‬
‫املضار والنع هم و‬ ‫‪-11‬‬
‫أن اخللق ل يقدرون على تغي هري ما سبق هبه القدر والكتاب األول‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫ه‬
‫األسباب‪.‬‬ ‫إثبات‬ ‫‪-13‬‬
‫األسباب ابلنف هع والضرهر‪ ،‬وأنا ل َّترج عن قد هر للاه‪.‬‬
‫ه‬ ‫إثبات أتث هري‬ ‫‪-14‬‬
‫ابخلوف والر ه‬
‫جاء والتو ه‬
‫كل‪.‬‬ ‫ه‬ ‫توحيد للاه‬
‫وجوب ه‬ ‫‪-15‬‬
‫ليخطئه‪ ،‬وما أخطأه مل يكن ليصيبه‪ ،‬ومعن ذلك أن ما أصاب‬ ‫أن ما أصاب اإلنسان مل يكن ه‬ ‫‪-16‬‬
‫اإلنسان قد سبق القدر أبنه يصيبه‪ ،‬وأن ما أخطأ اإلنسان قد سبق القدر أنه ل يصيبه‪.‬‬
‫الرتغيب يف الص هب وأنه سبب يف النص هر‪.‬‬ ‫‪-17‬‬
‫ه‬
‫الكرب وابليس هر بعد العس هر‪.‬‬ ‫لطف للاه بعبادهه إذ أييت ابلفرهج بعد‬ ‫‪-18‬‬
‫ت‬‫فعت األقالم وجف ه‬‫الوجود قد ف هرغ منه‪ ،‬لقولهه صلى للا عليه وسلم‪« :‬ر ه‬ ‫ه‬ ‫أن كل ما يف‬ ‫‪-19‬‬
‫الصحف» فال تغيري لهما سبق به علم للاه ول كتابه‪.‬‬
‫كتابة املقادي هر‪.‬‬ ‫‪-20‬‬
‫القنوط همن رمحتهه‪.‬‬
‫ه‬ ‫الكرب والعس هر‪ ،‬ه‬
‫وترك‬ ‫ه‬ ‫اإلرشاد إىل حس هن الظ هن ابلله وانتظا هر الفرهج واليس هر عند‬ ‫‪-21‬‬
‫البشارة ابلنص هر إذا حتقق الصب‪ ،‬وابلفرهج إذا اشتد الكرب‪ ،‬وأن العسر ل يدوم بل يعقبه يسر بل‬ ‫‪-22‬‬
‫يسر هان‪ ،‬كما قال تعاىل‪{ :‬فهإن مع العس هر يسًرا * إهن مع العس هر يسًرا} [الشرح‪ ،]6 ،5 :‬ويف‬
‫احلديث‪« :‬لن يغلب عسر يسري هن»(‪.)38‬‬
‫ه‬
‫األسباب‪.‬‬ ‫ه‬
‫العتماد على‬ ‫هون املصيبة ويعني على الص هب وينع همن‬ ‫أن اإليان ابلقد هر ي ه‬ ‫‪-23‬‬
‫***‬

‫(‪ )38‬أخرجه ابن جرير في التفسير (‪ ،)151/30‬والحاكم في املستدرك (‪ .)528/2‬وهو مرسل‪ ،‬قاله الحاكم‪ .‬وأخرجه مالك في املوطأ (‪ ،)446/2‬وابن‬
‫ً‬
‫أبي شيبة في املصنف (‪)335/5‬؛ من حديث ابن عباس (ض‪ )2‬موقوفا عليه‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث العشرون‬
‫ري رضي للا عنه قال‪ :‬قال رسول للاه صلى للا عليه‬ ‫األنصاري البد ه‬
‫ه‬ ‫عن أهيب مسع ن‬
‫ود عقبة ب هن عم نرو‬
‫(‪)39‬‬
‫البخاري‬
‫ُّ‬ ‫وسلم‪« :‬إهن هما أدرك الناس همن كالهم النُّـبـوةه األوىل‪ :‬إهذا مل تست هح فاصنع ما هشئت»‪ .‬رواه‬

‫الشرح‪:‬‬
‫احلديث أصل يف ه‬
‫احلياء‪.‬‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫ه‬
‫األنبياء وهم ل يشعرون بذلك‪.‬‬ ‫بعض الن ه‬
‫اس بعض ما ورثوه عن‬ ‫أنه قد يشتهر على ألس هن ه‬ ‫‪-1‬‬
‫أن همن ذلك هذا احلديث‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫القبيح همن األقو هال و ه‬
‫األفعال‪.‬‬ ‫أن الستحياء يـزع عن ه‬ ‫‪-3‬‬
‫بكل ما ل يستحيي منه ذو الفطرةه الس ه‬
‫ليمة‪ ،‬وهذا على أن اجلملة إنشاء‪ ،‬واألمر‬ ‫اإلذن ه‬ ‫‪-4‬‬
‫ه‬
‫لإلابحة‪.‬‬
‫توبيخ من ل يستحي أبنه يصنع كل ما يشتهي‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ه‬
‫املوصوف (وهم األنبياء)‪.‬‬ ‫التعبري ابلص ه‬
‫فة (وهي النُّبوة) عن‬ ‫‪-6‬‬
‫ابلقبيح‪ ،‬وأن الستحياء يبعث على الستتا هر بس هرت للاه‪.‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫الستحياء حيمل على اجملاهرةه‬ ‫أن عدم‬ ‫‪-7‬‬
‫املشيئة ه‬
‫للعبد‪ ،‬والرُّد على اجلبي هة‪.‬‬ ‫ه‬ ‫إثبات‬ ‫‪-8‬‬
‫***‬

‫(‪ )39‬البخاري (‪ .)5769‬ولفظة «األولى» ليست في البخاري بل عند أبي داود وأحمد‪ .‬قاله ابن حجر في الفتح (‪.)605/6‬‬
‫‪44‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث احلادي والعشرون‬


‫عن أيب عم نرو ‪-‬وقهيل‪ :‬أيب عمرة‪ -‬سفيان ب هن عب هد للاه رضي للا عنه قال‪ :‬قـلت‪ :‬اي رسول للاه‪ ،‬قل هيل‬
‫ه (‪)40‬‬
‫اإلسالم قـوًل ل أسأل عنه أح ًدا غريك‪ .‬قال‪« :‬قل‪ :‬آمنت هابلله ُث است هقم»‪ .‬رواه مسلم‬
‫ه‬ ‫هيف‬

‫الشرح‪:‬‬
‫العمل‪.‬‬ ‫ه‬
‫وجوب اجلم هع بني العل هم و ه‬ ‫هذا احلديث أصل يف‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫السن هة‪ ،‬فهذا احلديث نظري قوله تعاىل‪﴿ :‬إهن ٱل هذين قالوا ربـُّنا‬ ‫ه‬
‫الكتاب و ُّ‬ ‫‪ -1‬التشابه بني‬
‫ٱلِل ُث ۡ‬
‫ٱستـ ٓقموا﴾ [األحقاف‪.]13 :‬‬
‫ه‬
‫وصفاته‪،‬‬ ‫مطلقا هو اإليان ابلله‪ ،‬وهو اإليان بربوبي هته وإهلي هته و ه‬
‫أسائه‬ ‫‪ -2‬أن أصل الدي هن ً‬
‫وتوحيده يف ذلك كلهه‪.‬‬
‫ه‬
‫ه‬
‫ابللسان‪.‬‬ ‫ه‬
‫العتقاد‪ ،‬بل لبد همن اإلقرا هر‬ ‫‪ -3‬أنه ل يكفي جمرد‬
‫ه‬
‫ابلعمل‪.‬‬ ‫تصديق ه‬
‫القول‬ ‫ه‬ ‫‪ -4‬وجوب‬
‫املوت‪ ،‬كما قال تعاىل‪﴿ :‬ول متوتن إهل وأنتم ُّم ۡسلهمون﴾‬ ‫اعة حىت ه‬ ‫‪ -5‬وجوب دو هام الط ه‬
‫ۡه ۡ‬ ‫ۡ‬
‫[آل عمران‪ ]102 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬و ۡٱعبد ربك ح ٓىت أيتيك ٱليقني﴾ [احلجر‪.]99 :‬‬
‫ه‬
‫فعل مجي هع املأمورات‪ ،‬ه‬
‫وترك مجي هع املنهيات‪.‬‬ ‫‪ -6‬وجوب ه‬
‫الغلو والتقص هري‪.‬‬
‫برتك ه‬‫اب الدي هن ه‬ ‫‪ -7‬التوسط يف مجي هع أبو ه‬
‫العدل يف ه‬
‫القول و ه‬
‫العمل‪.‬‬ ‫‪ -8‬وجوب ه‬
‫ه‬
‫الستقامة بـ‬ ‫العمل‪ ،‬ولعل هذا هو السُّر يف ه‬
‫عطف‬ ‫تبة ه‬ ‫اإليان فوق مر ه‬
‫‪ -9‬أن مرتبة العل هم و ه‬
‫(ُث)‪.‬‬
‫لكل خ نري‪ ،‬وتفصيل ذلك هو ما تقدم‪.‬‬ ‫‪ -10‬أن الستقامة معن جامع ه‬
‫ه‬
‫الكالم الكث هري‪.‬‬ ‫البيان اجلام هع الذي يستغن هبه عن‬ ‫‪ -11‬حرص الص ه‬
‫حابة على العل هم و ه‬

‫(‪ )40‬مسلم (‪ ،)38‬وفيه‪« :‬فاستقم))‪ ،‬وما أثبته املصنف هو لفظ اإلمام أحمد في مسنده (‪.)1546‬‬
‫‪45‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫‪ -12‬حسن رأي هذا الصحايب لختيا هر هذا السؤال‪.‬‬


‫ب صلى للا عليه وسلم همن جو ه‬
‫امع الكل هم‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ -13‬يف احلديث شاهد لما خص به الن ُّ‬
‫‪ -14‬أن اللفظ الشرعي الدال على ه‬
‫لزوم الط ه‬
‫اعة هو الستقامة ل اللتزام‪ ،‬كما جيري على‬
‫ألس هن كث نري همن الن ه‬
‫اس‪.‬‬
‫ه‬
‫الستقامة‪.‬‬ ‫خمالفة شرعي نة تنايف حتقيق‬
‫‪ -15‬أن كل ن‬

‫***‬

‫‪46‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الثاين والعشرون‬


‫األنصاري رضي للا عنه‪ ،‬أن رج ًال سأل رسول للاه صلى للا عليه‬
‫ه‬ ‫عبد للاه‬
‫عبد للاه جاب هر ب هن ه‬
‫عن أيب ه‬
‫وسلم‪ ،‬فـقال‪ :‬أرأيت إذا صليت المكت ه‬
‫وابت‪ ،‬وصمت رمضان‪ ،‬وأحللت احلالل‪ ،‬وحرمت احلرام‪ ،‬ومل أ هزد‬
‫على ذلهك شيـئًا‪ ،‬أأدخل اجلنة؟ قال‪« :‬نـعم»‪ .‬رواه مسلهم‬
‫(‪)41‬‬

‫الشرح‪:‬‬
‫اجتناب ه‬
‫احملارم‪ ،‬وهو‬ ‫ائض و ه‬ ‫حصول النجاةه والفوهز ابجلن هة لهمن اقتصر على ه‬
‫أداء الفر ه‬ ‫ه‬ ‫احلديث أصل يف‬
‫ه‬
‫املقتصد‪.‬‬
‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫أن أعظم الو ه‬
‫اجبات على املسل هم الصلوات اخلمس‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫دخول اجلن هة بعد الشهادتني‪.‬‬
‫أسباب ه‬
‫ه‬ ‫أنا أعظم‬ ‫‪-2‬‬
‫ه‬
‫اإلسالم‪.‬‬ ‫أن صيام شه هر رمضان همن أعظ هم فروض‬ ‫‪-3‬‬
‫وحتري احلرهام‪.‬‬ ‫حل ه‬
‫احلالل ه‬ ‫ه‬
‫ابعتقاد ه‬ ‫ه‬
‫ابحلالل واحلرهام‬ ‫دخول اجلن هة اإليان‬
‫أسباب ه‬‫ه‬ ‫أن همن‬ ‫‪-4‬‬
‫أسباب النجاةه‪.‬‬
‫ه‬ ‫اجتناب احلرهام‪ ،‬وأن اجتنابه همن‬
‫ه‬ ‫وجوب‬ ‫‪-5‬‬
‫ه‬
‫املستحب‪.‬‬ ‫املباح وفعل الو ه‬
‫اجب و‬ ‫احلالل يقتضي استباحة ه‬‫أن إحالل ه‬ ‫‪-6‬‬
‫ه‬
‫األعمال‪.‬‬ ‫إثبات اجلز هاء وترتُّـبه على‬ ‫‪-7‬‬
‫ففيه الرُّد على الصوفي هة الذين يرون أن‬
‫احلة مطلوب شرعا وحممود‪ ،‬ه‬
‫ً‬
‫ابألعمال الص ه‬
‫ه‬ ‫أن طلب اجلن هة‬ ‫‪-8‬‬
‫ه‬
‫العقاب نقص‪.‬‬ ‫اب واخلوف همن‬ ‫طلب الثو ه‬
‫ه‬
‫حديث الذي‬ ‫لدخول اجلن هة‪ ،‬كما جاء يف‬
‫ه‬ ‫وترك احملر ه‬
‫مات يكفي‬ ‫فعل الو ه‬
‫اجبات ه‬ ‫أن القتصار على ه‬ ‫‪-9‬‬
‫ب صلى للا عليه وسلم فقال الرجل‪ :‬هل علي‬ ‫سأل عن الصالةه والزكاةه والص ه‬
‫يام‪ ،‬فأجابه الن ُّ‬
‫ب صلى للا عليه وسلم‪« :‬ل‪ ،‬إل أن تطوع»‪ ،‬فوىل وهو يقول‪« :‬وللا ل أزيد‬ ‫غريها؟ قال له الن ُّ‬

‫(‪ )41‬مسلم (‪.)15‬‬


‫‪47‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫على هذا ول أنـقص»‪ ،‬فقال صلى للا عليه وسلم‪« :‬أفلح إن صدق‪ ،‬أو دخل اجلنة إن‬
‫صدق»(‪.)42‬‬
‫جاة وعلو هُه همهم‪ ،‬كما قال معاذ رضي للا عنه‪« :‬أخبين ن‬
‫بعمل‬ ‫أسباب الن ه‬
‫ه‬ ‫‪ -10‬حرص الص ه‬
‫حابة على‬
‫يدخلين اجلنة‪ ،‬ويباعدين همن النا هر‪ ،‬فقال صلى للا عليه وسلم‪« :‬لقد سألت عن عظي نم»(‪.)43‬‬
‫‪ -11‬أن اجلواب "بنعم" يتضمن اإلقرار والتصديق‪ ،‬فيؤخذ اجمليب إبقراره‪ ،‬ويعلم تصديقه للخ هب‪.‬‬

‫***‬

‫(‪ )42‬أخرجه البخاري (‪ ،)1891‬ومسلم (‪)11‬؛ من حديث طلحة بن عبيد هللا رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫(‪ )43‬هو الحديث التاسع والعشرون من أحاديث األربعين‪ ،‬وسيأتي تخريجه‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الثالث والعشرون‬


‫احلارث ب هن عاص نم األشع هر هي رضي للا عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول للاه صلى للا عليه وسلم‪:‬‬
‫ه‬ ‫عن أيب ن‬
‫مالك‬
‫ان‪ ،‬واحلمد لله متأل ال هميزان‪ ،‬وسبحان للاه واحلمد لله متآلن أو متأل ما بني السمو ه‬
‫ات‬ ‫«الطُّـهور شطر ا هإلي ه‬
‫ض‪ ،‬والصالة نور‪ ،‬والصدقة بـرهان‪ ،‬والصب هضياء‪ ،‬والقرآن حجة لك أو عليك‪ ،‬ك ُّل الن ه‬
‫اس يـغدو؛‬ ‫واألر ه‬
‫ه (‪)44‬‬
‫فـبائهع نـفسه فمعتهقها أو موبهقها»‪ .‬رواه مسلم‬

‫الشرح‪:‬‬
‫ه‬
‫األعمال‪.‬‬ ‫ه‬
‫فضائل‬ ‫احلديث أصل همن ه‬
‫أصول‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫يمم‪.‬‬ ‫ه‬
‫ابلغسل أو الوضوء أو الت ُّ‬ ‫فضل الطهوهر‪ ،‬أي‪ :‬الت ُّ‬
‫طهر‬ ‫‪-1‬‬
‫ه‬
‫اإليان‪.‬‬ ‫أن الطهور همن‬ ‫‪-2‬‬
‫ه‬
‫اإليان‪.‬‬ ‫ه‬
‫املرجئة الذين ُيرجون األعمال عن مسمى‬ ‫الرُّد على‬ ‫‪-3‬‬
‫حيصالن بكلميت «سبحان للا» و«احلمد لله»‪ ،‬فسبحان للاه‪:‬‬
‫ه‬ ‫سبيح والت ه‬
‫حميد اللذين‬ ‫فضل الت ه‬ ‫‪-4‬‬
‫بكل ن‬
‫كمال‪.‬‬ ‫وعيب‪ ،‬واحلمد لله‪ :‬تتضمن وصفه ه‬
‫نقص ن‬ ‫كل ن‬ ‫تتضمن تنزيه للاه عن ه‬
‫ثقيلتان يف امليز هان‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫كلمتان‬ ‫ه‬
‫األعمال‪ .‬ويشهد هلذا قوله صلى للا عليه وسلم‪« :‬‬ ‫إثبات امليز هان ه‬
‫ووزن‬ ‫‪-5‬‬
‫ه‬
‫حبيبتان إىل الرمح هن‪.)45(»..‬‬
‫ني «سبحان للاه» و «احلمد لله» وثقلهما يف امليز هان إذا صدرَت عن‬
‫ني الكلمت ه‬ ‫هعظم ثو ه‬
‫اب هات ه‬ ‫‪-6‬‬
‫ه‬
‫اإلخالص‪.‬‬ ‫كمال العل هم والص ه‬
‫دق و‬ ‫ه‬
‫جنس الصالةه على غريها همن الط ه‬
‫اعات‪ ،‬وأفضلها الصلوات املكتوبة‪.‬‬ ‫فضل ه‬ ‫‪-7‬‬

‫(‪ )44‬مسلم (‪.)223‬‬


‫(‪ )45‬أخرجه البخاري (‪ )6043‬ومسلم (‪)2694‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫قلبه‪ ،‬ووج ه ه‪ ،‬ويف خل هقه‪ ،‬ويف قبهه‪ ،‬ويف آخر هته‪ ،‬وعلى الصر ه‬
‫اط‪ ،‬قال‬ ‫لصاحبها يف ه‬ ‫أن الصالة نور ه‬ ‫‪-8‬‬
‫ۡ‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬يـ ۡوم تـرى ۡٱلم ۡؤهمنهني و ۡٱلم ۡؤهمٓن ه‬
‫ت ي ۡسع ٓى نورهم ب ۡني أ ۡي هدي ه ۡم و هأبيٓنه ه ۖم﴾ [احلديد‪.]12:‬‬
‫وهذا الفضل والثواب لصالةه املقيمني هلا واحملافظني عليها اخلاشعني فيها‪ ،‬ومن نقصت صالته‬
‫الكمال نقص حظُّه همن هذا الثو ه‬
‫اب‪.‬‬ ‫ه‬ ‫عن‬
‫ه‬
‫لصاحبه‪ ،‬والصب ثالثة أنو ناع‪:‬‬ ‫‪ -9‬فضل الص هب وأنه ضياء‬
‫طاعة للاه‪.‬‬
‫­ على ه‬
‫معصية للاه‪.‬‬
‫ه‬ ‫­ وعن‬
‫­ وعلى أقدا هر للاه املؤ ه‬
‫ملة‪.‬‬
‫والفرق بني الض ه‬
‫ياء والنوهر‪ :‬أن الضياء تكون معه احلرارة‪ ،‬ولعل السبب يف ذلك أن الصب ه‬
‫فيه معاانة‪.‬‬
‫فرضا كانت أو تطو ًعا‪.‬‬ ‫ه‬
‫‪ -10‬فضل الصدقة ً‬
‫ه‬
‫اإليان‪.‬‬ ‫نفس برهان على صح هة‬ ‫احتسااب ه‬
‫بطيب ن‬ ‫ً‬ ‫إياان و‬
‫يب ً‬ ‫ه‬
‫احملبوب الط ه‬ ‫‪ -11‬أن الصدقة ه‬
‫ابملال‬
‫‪ -12‬أن القرآن حجة للمؤمنني وحجة على املكذبني‪ ،‬وهذا احلكم شامل ه‬
‫لكل من بلغه القرآن‪ ،‬فهو‬
‫حجة لهمن وقف عند حدودهه‪ ،‬وحجة على من تعدى حدوده‪ ،‬وحجة لهمن حكم هبه وحكمه‪،‬‬
‫حكم هه‪.‬‬
‫وحجة على من آثر حكم اجلاهلي هة على ه‬
‫يطان‪.‬‬ ‫أولياء الرمح هن و ه‬
‫أولياء الش ه‬ ‫القرآن الفرقان بني ه‬
‫القرآن‪ ،‬ويف ه‬
‫اس يف ه‬ ‫‪ -13‬انقسام الن ه‬
‫‪ -14‬سعادة من كان القرآن حجةً له‪ ،‬وشقاء من كان حج ًة ه‬
‫عليه‪ ،‬ويشهد هلذا حديث أيب أمامة عن‬
‫ه‬
‫ألصحابه‪ ،‬اقرؤوا‬ ‫شفيعا‬ ‫ه‬
‫الن هب صلى للا عليه وسلم أنه قال‪« :‬اقرؤوا القرآن فإنه أييت يوم القيامة ً‬
‫ان أو كأنما غيايت ه‬
‫ان أو‬ ‫ه‬
‫القيامة كأنما غمامت ه‬ ‫آل عمران فإنما ه‬
‫أتتيان يوم‬ ‫الزهراوي هن‪ :‬البقرة وسورة ه‬
‫ان عن أصحابههما»(‪.)46‬‬ ‫كأنما فهر ه‬
‫قان همن ط نري صواف حتاج ه‬
‫فيه جهده وطاقاته‪ ،‬فيبيع بذلك نفسه‬ ‫العمل الذي يبذل ه‬
‫اس يغدو ويروح يف ه‬ ‫‪ -15‬أن كل ن‬
‫أحد همن الن ه‬
‫وعذابه ويفوز برضوانهه‪ ،‬وإما أن يبيعها‬
‫ه‬ ‫سخط للاه‬
‫ه‬ ‫بطاعته فيعتهق نفسه همن‬
‫ه‬ ‫إما على ربههه إذا عمل‬
‫لعذاب للاه‬
‫ه‬ ‫العصيان‪ ،‬فيهلهك نفسه بتعر ه‬
‫يضها‬ ‫ه‬ ‫يطان إذا عمل ابلكف هر و ه‬
‫الفسوق و‬ ‫على الش ه‬
‫ه‬
‫وسخطه‪.‬‬

‫(‪ )46‬أخرجه مسلم (‪.)804‬‬


‫‪50‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫اس من‬ ‫شقي وسعيد‪ ،‬ويشهد للبي هع الرابح قوله تعاىل‪﴿ :‬وهمن ٱلن ه‬‫انج وهالك‪ ،‬ي‬ ‫‪ -16‬أن الناس فريقان‪ :‬ن‬
‫ۡ‬ ‫ۢ‬
‫ۡ‬ ‫ات ا‬
‫ٱلِله وٱلِل رءوف بهٱلعهب هاد﴾ [البقرة‪ ]207 :‬وقوله‪﴿ :‬إهن ٱلِل ٱشرت ٓى‬ ‫ي ۡش هري نـ ۡفسه ۡٱبتهغآء م ۡرض ه‬
‫ۡ‬
‫همن ٱلم ۡؤهمنهني أنفسه ۡم وأ ۡم ٓوهلم﴾ [التوبة‪.]111 :‬‬
‫ا‬ ‫ۡ‬
‫ويشهد للبي هع اخلاسر قوله تعاىل‪﴿ :‬ولبهئس ما شرۡوا بهههٓۦ أنفسه ۡم ل ۡو كانوا يـ ۡعلمون﴾ [البقرة‪:‬‬
‫‪.]102‬‬

‫***‬

‫‪51‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الرابع والعشرون‬

‫اري رضي للا عنه‪ ،‬عن الن هب صلى للا عليه وسلم فيما يرويه عن ربهه (عز وجل) أنه‬ ‫ذر الغهف ه‬ ‫عن أيب ن‬
‫قال‪« :‬اي هعب هادي‪ ،‬إههين حرمت الظُّلم على نـف هسي‪ ،‬وجعلته بـيـنكم حمرًما‪ ،‬فال تظالموا‪ .‬اي هعب هادي‪ ،‬كلُّكم ض ي‬
‫ال‬
‫إهل من هديـته‪ ،‬فاستـهد هوين أه هدكم‪ .‬اي هعب هادي‪ ،‬كلُّكم جائهع إهل من أطعمته‪ ،‬فاستطعهم هوين أطعهمكم‪ .‬اي‬
‫هعب هادي‪ ،‬كلُّكم عا نر إهل من كسوته‪ ،‬فاستكس هوين أكسكم‪ .‬اي هعب هادي‪ ،‬إهنكم َّت هطئون هابللي هل والنـها هر وأان أغ هفر‬
‫مج ًيعا‪ ،‬فاستـغ هفر هوين أغ هفر لكم‪ .‬اي هعب هادي‪ ،‬إهنكم لن تـبـلغوا ض هري فـتضُّر هوين‪ ،‬ولن تـبـلغوا نـفعهي‬
‫الذنوب ه‬
‫ُّ‬
‫ب رج نل وا هح ند همنكم ما زاد‬ ‫آخركم وإهنسكم وهجنكم كانوا على أتـقى قـل ه‬‫فـتـنـفع هوين‪ .‬اي هعب هادي‪ ،‬لو أن أولكم و ه‬
‫اح ند‬ ‫آخركم وإهنسكم وهجنكم كانوا على أفج هر قـل ه‬
‫ب رج نل و ه‬ ‫ذلهك يف مل هكي شيـئا‪ .‬اي هعب هادي‪ ،‬لو أن أولكم و ه‬
‫ً‬
‫اح ند‬ ‫آخركم وإهنسكم وهجنكم قاموا هيف صعه ن‬
‫يد و ه‬ ‫همنكم ما نـقص ذلهك همن مل هكي شيـئا‪ .‬اي هعب هادي لو أن أولكم و ه‬
‫ً‬
‫اح ند مسألته ما نـقص ذلهك هما هعن هدي إهل كما يـنـقص ال همخيط إهذا أد هخل البحر‪ .‬اي‬‫فسأل هوين فأعطيت كل و ه‬
‫صيها لكم ُث أوفهيكم إهايها‪ ،‬فمن وجد خ ًريا فـليحم هد للا‪ ،‬ومن وجد غري ذلهك‬ ‫هعب هادي‪ ،‬إهَّنا ههي أعمالكم أح ه‬
‫ه (‪)47‬‬
‫فال يـلومن إهل نـفسه»‪ .‬رواه مسلم‬

‫الشرح‪:‬‬
‫ه‬
‫اإلسالم ابن تيمية‬ ‫إليه‪ ،‬قال شيخ‬ ‫ب وغناه‪ ،‬وفق هر ه‬
‫العباد ه‬ ‫كمال ه‬
‫عدل الر ه‬ ‫للة على ه‬ ‫احلديث أصل يف الد ه‬
‫(رح)‪« :‬يـنـبغهي أن يـعرف أن هذا احل هديث ش هريف القد هر ع هظيم المن هزل هة وههلذا كان ه‬
‫اإلمام أمحد يـقول ‪:‬هو‬
‫يث هأله هل الش هام‪ ،‬وكان أبو إد هريس اخلولين إذا حدث بههه جثا على ركبـتـي هه»(‪.)48‬‬
‫أشرف ح هد ن‬

‫وقوله صلى للا عليه وسلم‪« :‬اي هعب هادي‪ ،‬إههين حرمت الظُّلم على نـف هسي‪ ،‬وجعلته بـيـنكم حمرًما‪ ،‬فال‬

‫(‪ )47‬مسلم (‪.)2577‬‬


‫(‪ )48‬مجموع الفتاوى (‪.)156/18‬‬
‫‪52‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫تظالموا»‪ ،‬فيه فوائ ُد؛ منها‪:‬‬


‫ب صلى للا عليه وسلم عن ربهه‪ ،‬وهو ما‬ ‫ه‬ ‫السن هة ما هو همن ه ه‬‫‪ -1‬أن همن ُّ‬
‫كالم للا‪ ،‬وهو ما يرويه الن ُّ‬
‫ه‬
‫ابحلديث القدسي‪.‬‬ ‫يعرف‬
‫أن مجيع الثقلني عباد لله مؤمنهم وكافرهم‪ ،‬وهذه هي العبودية العامة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫نفسه وحيرم على ه‬
‫نفسه‪.‬‬ ‫وجب على ه‬ ‫أن للا ي ه‬ ‫‪-3‬‬
‫بذنب غريهه‪.‬‬
‫أحدا ه‬ ‫ه‬ ‫تنزيه للاه عن الظُّل هم‪ ،‬ه‬
‫ومن صوره أن يعذب ً‬ ‫‪-4‬‬
‫أن الظلم مقدور له‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫الرُّد على اجلبي هة الذين يقولون‪ :‬إن الظلم همن للاه هو املمتنع ه‬
‫لذاته‪ ،‬وإن كل مك نن فإنه جيوز‬ ‫‪-6‬‬
‫على ه‬
‫الرب تعاىل‪.‬‬
‫فس الذات‪.‬‬ ‫فس على للاه‪ ،‬واملراد ابلن ه‬
‫إطالق الن ه‬ ‫‪-7‬‬
‫العباد يف الد ه‬
‫ماء واألمو هال واألعر ه‬
‫اض‪.‬‬ ‫حتري الظل هم بني ه‬ ‫‪-8‬‬
‫بعضا لقولهه‪« :‬فال تظاملوا»‪.‬‬ ‫ه‬
‫أنه جيب على العباد ترك ظل هم بعضهم ً‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ -10‬حتري الظل هم ابتداءً وجمازا ًة‪.‬‬
‫‪ -11‬أن شرائع للاه مبنية على ه‬
‫العدل‪.‬‬

‫وقوله‪« :‬اي هعب هادي‪ ،‬كلُّكم ض ي‬


‫ال إهل من هديـته‪ ،»...‬فيه فوائ ُد؛ منها‪:‬‬
‫العمل هبه‪ ،‬ويشهد لذلك قوله‬
‫ابحلق وترك ه‬ ‫‪ -12‬أن األصل يف املكلفني‪ :‬الضالل‪ ،‬وهو اجلهل ه‬
‫ۡه ۖ‬
‫نسن إهنهۥ كان ظلومٗا جهولٗا‪[ ﴾72‬األحزاب‪.]72 :‬‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬ومحلها ٱإل ٓ‬
‫ه‬
‫وتعليمه‪.‬‬ ‫فبهداية للاه‬
‫ه‬ ‫ن‬
‫اهتداء‪،‬‬ ‫‪ -13‬أن ما حيصل ه‬
‫للعباد همن عل نم أو‬
‫للا لقولهه‪« :‬فاستهدوين»‪ ،‬واهلداية همن للا نوعان‪:‬‬
‫طلب اهلدى همن ه‬ ‫‪ -14‬اإلرشاد إىل ه‬
‫للخلق‪ ،‬كما قال تعاىل‪﴿ :‬وإهنك‬
‫اإلرشاد‪ :‬وهي عامة لسائ هر املكلفني‪ ،‬وهي مقدورة ه‬ ‫ه‬ ‫‪ -‬هداية ه‬
‫البيان و‬
‫لتـ ۡه هد ٓي إه ٓىل هص ٓرط ُّم ۡست هقيم﴾ [الشورى‪.]52 :‬‬
‫العمل هبه‪ :‬وهي هداية خاصة ول يقدر عليها إل للا عز وجل‪ ،‬قال‬ ‫احلق و ه‬ ‫وفيق ه‬
‫لقبول ه‬ ‫‪ -‬وهداية الت ه‬
‫ا‬ ‫ۡ‬
‫تعاىل‪﴿ :‬إهنك ل ت هدي م ۡن أ ۡحبـ ۡبت وٓل هكن ٱلِل يـ ۡه هدي من يشآء﴾ [القصص‪.]56 :‬‬

‫‪53‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫شاملة للنوعني‪،‬‬
‫ً‬ ‫احلديث حيتمل أن تكون هي اهلداية اخلاصة وحيتمل أن تكون‬ ‫ه‬ ‫واهلداية يف هذا‬
‫ۡه ه ۡ‬
‫ٱلص ٓرط ٱلم ۡست هقيم﴾ [الفاحتة‪.]6 :‬‬ ‫وهو أظهر‪ ،‬لقوله تعاىل‪﴿ :‬ٱهدان‬
‫هلداية للاه‪.‬‬
‫‪ -15‬أن الدعاء سبب ه‬
‫للا ه‬
‫وحدهه‪.‬‬ ‫‪ -16‬أن اهلدى همن ه‬
‫‪ -17‬أن من ه‬
‫يهديه للا فال مضل له ومن يضلل فال هادي له‪.‬‬
‫إيانه وكفره وهداه وضاللههه‪.‬‬ ‫ابستقالل ه‬
‫العبد يف ه‬ ‫ه‬ ‫‪ -18‬الرُّد على القدري هة يف قوهلم‬

‫وقوله صلى للا عليه وسلم‪« :‬اي هعب هادي‪ ،‬كلُّكم جائهع إهل من أطعمته‪ ،»..‬فيه فوائ ُد؛ منها‪:‬‬
‫ه‬
‫الوجوه‪.‬‬ ‫العباد بفق هرهم وحاجتههم إىل ه‬
‫للا همن مجي هع‬ ‫‪ -19‬تعريف ه‬

‫طعامهم وشر هابم‪.‬‬‫العباد إىل للاه يف ه‬


‫‪ -20‬فقر ه‬

‫طلب ذلك همن للاه‪.‬‬


‫‪ -21‬اإلرشاد إىل ه‬
‫لنيل ما عند للاه‪.‬‬
‫‪ -22‬أن الدعاء سبب ه‬
‫ه‬
‫ابألسباب األخرى حسب‬ ‫مطالب الدنيا واآلخرةه‪ ،‬وهو ل ينايف األخذ‬‫ه‬ ‫مشروعية الد ه‬
‫عاء يف‬ ‫‪-23‬‬
‫اعة والص ه‬
‫ناعة‪.‬‬ ‫السن هن الكوني هة‪ ،‬كالتجارةه والزر ه‬
‫أن للا تعاىل هو الذي يطعم العباد ويسقيهم‪ ،‬كما قال إبراهيم عليه السالم‪﴿ :‬وٱل هذي هو‬ ‫‪-24‬‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫وع﴾ [قريش‪،]4 :‬‬‫ني﴾ [الشعراء‪ ،]79 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ٱل هذ ٓي أطعمهم همن ج ن‬ ‫يطعهم هين وي ۡس هق ه‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫وقال تعاىل‪﴿ :‬كلوا وٱشربوا همن هرزهق ٱلِله﴾ [البقرة‪.]60 :‬‬
‫بعض ه‬
‫العباد‪.‬‬ ‫يد ه‬‫إبطعام للا‪ ،‬ولو حصل على ه‬ ‫ه‬ ‫طعام حيصل ه‬
‫للعبد فهو‬ ‫أن كل ن‬ ‫‪-25‬‬
‫ه‬
‫وابألكل‪.‬‬ ‫اجلوع ابلد ه‬
‫عاء‬ ‫دفع القد هر ابلقد هر‪ ،‬ومنه دفع ه‬ ‫‪-26‬‬
‫أن من مل يطعمه للا فال مطعهم له‪.‬‬ ‫‪-27‬‬

‫وقوله‪« :‬اي هعب هادي‪ ،‬كلُّكم عا نر إهل من كسوته‪ ،‬فاستكس هوين أكسكم»‪ ،‬فيه فوائ ُد؛ منها‪:‬‬
‫العباد إىل للاه يف كسائههم‪.‬‬
‫‪ -28‬فقر ه‬

‫طلب ذلك همن للاه‪.‬‬


‫‪ -29‬اإلرشاد إىل ه‬

‫‪54‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫عام والشراب والكسوةه‪.‬‬‫عاء حىت يف منافع الدنيا همن الط ه‬ ‫مشروعية الد ه‬ ‫‪-30‬‬
‫وييسره همبا يسرت عوراتم ويتجملون هبه كما قال‬
‫أن للا هو الذي يكسو العباد همبا ُيلقه هلم‪ ،‬ه‬ ‫‪-31‬‬
‫ۖ‬ ‫ۡ ۡ‬
‫تعاىل‪﴿ :‬يٓب هٓين ءادم قد أنزلنا عل ۡيك ۡم لهباسٗا يـ ٓوهري س ۡو ٓءتهك ۡم وهريشٗا﴾ [األعراف‪.]26 :‬‬
‫ه‬
‫األسباب‪ ،‬أو على‬ ‫ب همن‬‫ينة فهو همن للاه ولو كان ذلك بسب ن‬ ‫لباس وز ن‬ ‫أن ما حيصل ه‬
‫للعبد همن ن‬ ‫‪-32‬‬
‫بعض ه‬
‫العباد‪.‬‬ ‫يد ه‬ ‫ه‬
‫عاء وهمبا يسر للا همن ه‬
‫اللباس‪.‬‬ ‫ومن ذلك دفع العري ابلد ه‬ ‫دفع القد هر ابلقد هر‪ ،‬ه‬ ‫‪-33‬‬
‫أن من مل يكسه للا فال كاسي له‪.‬‬ ‫‪-34‬‬
‫ه‬
‫وابلغذاء‬ ‫وح وسعادتا‪،‬‬ ‫الغذاء و ه‬
‫الكساء‪ ،‬فباهلدى حياة الر ه‬ ‫ه‬ ‫أهم همن‬
‫الل ُّ‬ ‫أن اهلدى همن الض ه‬ ‫‪-35‬‬
‫الكساء حياة ه‬
‫البدن ومجاله‪.‬‬ ‫و ه‬

‫مج ًيعا‪ ،‬فاستـغ هفر هوين أغ هفر لكم»‪ ،‬فيه‬ ‫وقوله‪« :‬اي هعب هادي‪ ،‬إهنكم َّت هطئون هابللي هل والنـها هر وأان أغ هفر ُّ‬
‫الذنوب ه‬

‫فوائ ُد؛ منها‪:‬‬


‫نوب‪.‬‬ ‫ض ه‬
‫العباد للذ ه‬ ‫تعر ه‬
‫‪ -36‬كثرة ُّ‬
‫صفات للاه مغفرة الذ ه‬
‫نوب‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪ -37‬أن همن‬
‫القرآن قوله تعاىل‪﴿ :‬ق ۡل‬
‫احلديث همن ه‬ ‫ه‬ ‫نوب لهمن َتب‪ ،‬ويشهد هلذا‬ ‫‪ -38‬أنه سبحانه يغفر مجيع الذ ه‬
‫ه ا‬ ‫يٓعهب هادي ٱل هذين أ ۡسرفوا على أنف هسه ۡم ل تـ ۡقنطوا همن ر ۡمح هة ا‬
‫ٱلِله إهن ٱلِل يـ ۡغ هفر ُّ‬
‫مج ًيعا إهنهۥ هو‬ ‫ٱلذنوب‬ ‫ٓ‬
‫ۡ‬
‫ٱلغفور ٱلرهحيم‪[ ﴾53‬الزمر‪ ]53 :‬واملراد لهمن َتب‪.‬‬
‫‪ -39‬األمر ابلستغفا هر وأنه سبب املغفرةه‪ ،‬فإن كان الستغفار متضمنًا للت ه‬
‫وبة كان الوعد ابملغفرهة‬
‫رك‬ ‫ه‬
‫ابملشيئة وذلك فيما دون الش ه‬ ‫متضمنًا للت ه‬
‫وبة فالوعد ابملغفرهة مقيد‬ ‫وعدا حمق ًقا‪ ،‬وإن مل يكن ه‬
‫ً‬
‫ا‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫كما قال تعاىل‪﴿ :‬إهن ٱلِل ل يـغ هفر أن يشرك بهههۦ ويـغ هفر ما دون ٓذلهك لهمن يشآء﴾ [النساء‪:‬‬
‫‪ ،]48‬فإن للا يغفر لهمن يشاء ويتوب على من َتب‪.‬‬

‫وقوله‪« :‬اي هعب هادي‪ ،‬إهنكم لن تـبـلغوا ض هري فـتضُّر هوين‪ ،‬ولن تـبـلغوا نـفعهي فـتـنـفع هوين»‪ ،‬فيه فوائد؛ منها‪:‬‬
‫تضره معصية العاصني‪.‬‬
‫‪ -40‬أن للا تعاىل ل تنفعه طاعة املطيعني‪ ،‬ول ُّ‬
‫أفعاله ول يف ه‬
‫ملكه‪ ،‬بل الضرر متنع‬ ‫وصفاته‪ ،‬ول يف ه‬
‫ه‬ ‫ذاته و ه‬
‫أسائه‬ ‫‪ -41‬أنه تعاىل ل يلحقه ضرر يف ه‬

‫‪55‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫بعض ه‬
‫العباد همبا يقولون أو يفعلون‬ ‫خبالف األذى‪ ،‬فإنه جائز عليه سبحانه وواقع همن ه‬ ‫ه‬ ‫يف حق هه‬
‫ۡ‬
‫ما يكرهه سبحانه كما قال تعاىل‪﴿ :‬إهن ٱل هذين يـ ۡؤذون ٱلِل ورسولهۥ لعنـهم ٱلِل هيف ُّ‬
‫ٱلدنـيا‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ۡ‬
‫يسب الدهر‬ ‫ُّ‬ ‫آدم‬ ‫ابن‬ ‫يؤذيين‬ ‫«‬ ‫القدسي‪:‬‬ ‫احلديث‬ ‫يف‬ ‫تعاىل‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫]‬‫‪57‬‬ ‫اب‪:‬‬‫ز‬ ‫[األح‬ ‫﴾‬ ‫ه‬
‫ة‬‫ر‬ ‫خ‬ ‫ٓ‬
‫ٱأل‬ ‫و‬
‫وأان الدهر»(‪ .)49‬وقال صلى للا عليه وسلم‪« :‬ليس أحد أصب على أذى سعه همن ه‬
‫للا‬ ‫ً‬
‫تعاىل»(‪.)50‬‬
‫ضعف‪ ،‬أو يتكثر بم همن قهل نة‪ ،‬أو‬ ‫عباده‪ ،‬فلم ُيلقهم ليتقوى بم همن ن‬ ‫‪ -42‬كمال غناه سبحانه عن ه‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ٱإلنس إهل‬ ‫يتعزز بم همن هذلةن‪ ،‬بل خلقهم لعبادتههه‪ ،‬كما قال تعاىل‪﴿ :‬وما خل ۡقت ٱجلهن و ه‬
‫ۡ‬ ‫ون * مآ أ هريد هم ۡنـهم همن هرۡزقٗ ومآ أ هريد أن ي ۡطعهم ه‬
‫لهيـ ۡعبد ه‬
‫ون * إهن ٱلِل هو ٱلرزاق ذو ٱلقوهة‬
‫ۡ‬
‫ٱلمتهني﴾ [الذارايت‪.]58-56 :‬‬

‫اح ند همنكم ما زاد‬


‫ب رج نل و ه‬‫آخركم وإهنسكم وهجنكم كانوا على أتـقى قـل ه‬ ‫وقوله‪« :‬اي هعب هادي‪ ،‬لو أن أولكم و ه‬
‫اح ند‬ ‫آخركم وإهنسكم وهجنكم كانوا على أفج هر قـل ه‬
‫ب رج نل و ه‬ ‫ذلهك يف مل هكي شيـئا‪ .‬اي هعب هادي‪ ،‬لو أن أولكم و ه‬
‫ً‬
‫اح ند‬ ‫آخركم وإهنسكم وهجنكم قاموا هيف صعه ن‬
‫يد و ه‬ ‫همنكم ما نـقص ذلهك همن مل هكي شيـئا‪ .‬اي هعب هادي لو أن أولكم و ه‬
‫ً‬
‫اح ند مسألته ما نـقص ذلهك هما هعن هدي إهل كما يـنـقص ال همخيط إهذا أد هخل البحر»‪،‬‬ ‫فسأل هوين فأعطيت كل و ه‬

‫فيه فوائ ُد؛ منها‪:‬‬


‫ب شيئًا‪.‬‬ ‫ملك الر ه‬ ‫‪ -43‬أن تقوى ه‬
‫العباد كلهم ل يزيد يف ه‬
‫العباد كلههم ل ي هنقص همن ه‬
‫ملكه شيئًا‪.‬‬ ‫‪ -44‬أن فجور ه‬

‫‪ -45‬أن متعلق التقوى والفجوهر القلب‪.‬‬


‫‪ -46‬كمال هغناه سبحانه عن ه‬
‫العباد‪.‬‬
‫ه‬
‫طاعاتم ومضرة معاصيهم هلم وعليهم‪.‬‬ ‫‪ -47‬أن أمره تعاىل ونيه تعود مصلحته إىل ه‬
‫العباد‪ ،‬فمنفعة‬
‫ه‬
‫العطاء‪ ،‬بل ل ينقص ما عنده مهما بلغ عطاؤه للسائلني‪.‬‬ ‫‪ -48‬أن ما عنده سبحانه ل ينفد بكثرهة‬
‫ابلفرض والتقدي هر‪.‬‬
‫ه‬ ‫‪ -49‬تصوير هذه املعاين وتقريبها‬
‫ائج مع حس هن الظ هن وقوةه الر ه‬
‫جاء‪.‬‬ ‫‪ -50‬الرتغيب يف سؤ هال للا مجيع احلو ه‬

‫(‪ )49‬أخرجه مسلم (‪)2246‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬


‫(‪ )50‬أخرجه البخاري (‪ ،)5748‬ومسلم (‪)2804‬؛ من حديث أبي موس ى رض ي هللا عنه ‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫املدح همبا يشبه الذم يف قوله‪« :‬إهل‬ ‫ه‬


‫لتأكيد ه‬ ‫ه‬
‫احلديث شاهد‬ ‫ه‬
‫األمثال‪ ،‬ويف‬ ‫ه‬
‫بضرب‬ ‫‪ -51‬تقريب املعاين‬
‫كما يـنـقص ال همخيط إهذا أد هخل البحر»‪.‬‬
‫اجلمعة والعيدين‪.‬‬ ‫ه‬
‫الستسقاء و ه‬ ‫اإلجابة كما يف صالةه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫أسباب‬ ‫‪ -52‬أن الجتماع على الد ه‬
‫عاء همن‬

‫صيها لكم ُث أوفهيكم إهايها‪ ،‬فمنـوجد خ ًريا فـليحم هد للا‪ ،‬ومن وجد‬‫وقوله‪« :‬اي هعب هادي‪ ،‬إهَّنا ههي أعمالكم أح ه‬

‫غري ذلهك فال يـلومن إهل نـفسه»‪ ،‬فيه فوائ ُد؛ منها‪:‬‬
‫فعل ه‬
‫العبد‪ ،‬والرُّد على اجلبية‪.‬‬ ‫‪ -53‬إثبات ه‬
‫ا‬
‫العباد كما قال تعاىل‪﴿ :‬يـ ۡوم يـ ۡبـعثـهم ٱلِل ه‬
‫مجيعٗا فـيـنـبهئـهم همبا ع هملٓوا‬ ‫ألعمال ه‬ ‫ه‬ ‫‪ -54‬إحصاء للاه‬
‫ۡ‬ ‫ا‬
‫نطق عل ۡيكم بهٱحل اهق إهان كنا‬ ‫أ ۡحصٓىه ٱلِل ونسوه﴾ [اجملادلة‪ ،]6 :‬وقال تعاىل‪ٓ :‬‬
‫﴿هذا كهٓتبـنا ي ه‬
‫نسخ ما كنت ۡم تـ ۡعملون﴾ [اجلاثية‪.]29 :‬‬ ‫ن ۡست ه‬
‫أن الغاية همن إحصائهها هو اجلزاء عليها‪.‬‬ ‫‪-55‬‬
‫ه‬
‫أبعماهلم‪ ،‬وتوفيتهم جزاءها‪.‬‬ ‫جمازاة للاه العباد‬ ‫‪-56‬‬
‫ت وما‬ ‫وء مبثلهه‪ ،‬كما قال تعاىل‪﴿ :‬وهلِله ما هيف ٱلس ٓم ٓو ه‬ ‫اإلحسان اإلحسان‪ ،‬وجزاء الس ه‬‫ه‬ ‫أن جزاء‬ ‫‪-57‬‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ض لهي ۡج هزي ٱل هذين أ ٓسٔـوا همبا ع هملوا و ۡجي هزي ٱل هذين أ ۡحسنوا بهٱحل ۡسن﴾ [النجم‪.]31 :‬‬
‫هيف ٱأل ۡر ه‬
‫شرا‪.‬‬
‫خريا‪ ،‬ومن أساء وجد جزاءه ًّ‬ ‫أن من أحسن وجد جزاءه ً‬ ‫‪-58‬‬
‫فبتوفيق للاه‪ ،‬وجزاؤه فضل همن ه‬
‫للا فله احلمد‪.‬‬ ‫ه‬ ‫أن من أحسن‬ ‫‪-59‬‬
‫نفس هه‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬مآ‬ ‫فبسبب ه‬
‫ه‬ ‫أن من أساء فال حجة له على للاه‪ ،‬وما صار ه‬
‫إليه همن الش هر‬ ‫‪-60‬‬
‫ا‬ ‫ۡ‬ ‫ا‬
‫اس رسولٗا‬ ‫ٱلِله ومآ أصابك همن سيهئةٗ ف همن نـ ۡف هسك وأ ۡرسلٓنك لهلن ه‬ ‫أصابك هم ۡن حسنةٗ ف همن ۖ‬
‫وكف ٓى بهٱلِله شهيدٗا﴾ [النساء‪.]79 :‬‬
‫وقد أخب سبحانه أن أهل اجلن هة حيمدونه إذا دخلوها‪ ،‬وأن أهل النا هر يعرتفون بذنوبهم‪ ،‬قال‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫أهل اجلنة‪﴿ :‬وقالوا ٱحل ۡمد هلِله ٱل هذي هد ٓىـنا ههلٓذا وما كنا لهنـ ۡهت هدي ل ۡولٓ أن هد ٓىـنا‬
‫تعاىل عن ه‬
‫ۢ‬ ‫ۖ‬
‫أهل النا هر‪﴿ :‬ف ۡٱعرتفوا بهذنبه ه ۡم﴾ [امللك‪ ،]11 :‬وقال‬ ‫ٱلِل﴾ [األعراف‪ ،]43 :‬وقال عن ه‬
‫ۡ‬
‫سبحانه‪﴿ :‬قالوا ربـنا غلب ۡت عل ۡيـنا هشقوتـنا وكنا قـ ۡومٗا ضآلهني﴾ [املؤمنون‪.]106 :‬‬
‫خريا»‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫‪ -61‬أن همن ه‬
‫املمدوح واإلبام يف املكروه‪ ،‬لقوله‪« :‬فمن وجد ً‬
‫ه‬ ‫ابحملبوب‬ ‫الكالم التصريح‬ ‫بالغة‬
‫ه‬
‫ورسوله» ويف‬ ‫و «ومن وجد غري ذلك» ونظريه ما تقدم يف حديث النـية‪« :‬فهجرته إىل للاه‬

‫‪57‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫اآلخر‪« :‬فهجرته إىل ما هاجر ه‬


‫إليه»(‪.)51‬‬

‫***‬

‫(‪ )51‬الحديث األول من هذه األربعين‪.‬‬


‫‪58‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث اخلامس والعشرون‬


‫رسول للاه صلى للا عليه وسلم قالوا لهلنه هب صلى‬
‫حاب ه‬ ‫أيضا‪ ،‬أن انسا همن أص ه‬
‫ً‬ ‫عن أيب ذ نر رضي للا عنه ً‬
‫للا عليه وسلم‪ :‬اي رسول للاه‪ ،‬ذهب أهل الدُّثوهر هابألجوهر؛ يصلُّون كما نصلهي‪ ،‬ويصومون كما نصوم‪،‬‬
‫ول أمواهلههم‪ .‬قال‪« :‬أوليس قد جعل للا لكم ما تصدقون‪ ،‬إهن بهك هل تسبهيح نة صدقةً‪ ،‬وك هل‬ ‫ويـتصدقون بهفض ه‬
‫وف صدقة‪ ،‬وني عن منك نر صدقة‪ ،‬وهيف‬ ‫تكبهريةن صدقةً‪ ،‬وك هل حت هميد نة صدقةً‪ ،‬وك هل تلهيل نة صدقةً‪ ،‬وأمر هابلمعر ه‬

‫بض هع أح هدكم صدقة»‪ .‬قالوا‪ :‬اي رسول للاه‪ ،‬أأيهيت أحدان شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال‪« :‬أرأيـتم لو وضعها‬
‫ه (‪)52‬‬
‫هيف حرنام أكان علي هه هوزر؟ فكذلهك إهذا وضعها هيف احلال هل كان له أجر»‪ .‬رواه مسلم‬

‫الشرح‪:‬‬
‫األعمال واألقو هال‪.‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫فضائل‬ ‫احلديث أصل يف‬

‫وفيه فوائ ُد؛ منها‪:‬‬


‫احلة‪ ،‬ويشهد هلذا احلديث‪« :‬نهعم املال الصال ه‬
‫للعبد‬ ‫األعمال الص ه‬
‫ه‬ ‫نعمة ه‬
‫املال عون على‬ ‫‪-1‬‬
‫الصا هل»(‪.)53‬‬
‫ببذل ه‬
‫املال يف س هبل اخلريات‪.‬‬ ‫اكتساب األجوهر ه‬ ‫‪-2‬‬
‫فضل الغين الشاك هر على الفق هري الصاب هر‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫حابة على ما يقربم إىل للاه‪.‬‬‫حرص الص ه‬ ‫‪-4‬‬
‫ه‬
‫األغنياء‪.‬‬ ‫ه‬
‫ملنافسة إخوانم‬ ‫فضل فقر هاء الص ه‬
‫حابة‬ ‫‪-5‬‬
‫ه‬
‫بفضول‬ ‫العبادات البدني هة؛ فر هضها ونفلهها‪ ،‬مع التصد هق‬
‫ه‬ ‫كة الفقر هاء يف‬ ‫فضل ه‬
‫أغنياء الصحابة ملشار ه‬ ‫‪-6‬‬
‫أمواهلم‪.‬‬
‫املنافسة يف اخل هري وال هب‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫(‪ )52‬مسلم (‪.)1006‬‬


‫(‪ )53‬أخرجه أحمد (‪)17763‬؛ من حديث عمرو بن العاص رض ي هللا عنه‪ ،‬قال محققه‪« :‬إسناده صحيح على شرط مسلم»‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫الفعل و ه‬
‫البذل‪.‬‬ ‫غبة فيه ل تبلغ منزلة ه‬ ‫أن جمرد ني هة اخل هري والر ه‬ ‫‪-8‬‬
‫ويدل له قوله تعاىل‪﴿ :‬وي ۡسٔلونك‬ ‫احلاجة‪ُّ ،‬‬‫ه‬ ‫بفضول األمو هال‪ ،‬وهي ما زاد عن‬ ‫ه‬ ‫استحباب التصد هق‬ ‫‪-9‬‬
‫ٓت لعلك ۡم تـتـفكرون﴾ [البقرة‪.]219 :‬‬ ‫ون ق هل ۡٱلع ۡفو ك ٓذلهك يـبهني ٱلِل لكم ۡٱألٓي ه‬ ‫ه ۖ‬
‫ماذا ينفق‬
‫اعات القولي هة‬
‫عموم الط ه‬‫ابملال‪ ،‬ومعن عامي وهي فعل ه‬ ‫ص وهي الصدقة ه‬ ‫أن الصدقة هلا معن خا ي‬ ‫‪-10‬‬
‫نفسه‪،‬‬ ‫العبد‪ ،‬وهي صدقة منه على ه‬ ‫إيان ه‬ ‫صدق ه‬ ‫تدل على ه‬ ‫يت الطاعة صدقةً ألنا ُّ‬ ‫والفعلي هة‪ ،‬وس ه‬
‫أيضا صدقة على غريهه‪.‬‬ ‫وما كان نفعها متعد ًاي فهي ً‬
‫ب همبا يعرفه‪.‬‬‫تقرير املخاط ه‬ ‫‪-11‬‬
‫أن شرع هذه األبواب همن اخل هري سابق لشكوى الفقر هاء‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫أسباب األجوهر و ه‬
‫كثرتا‪.‬‬ ‫ه‬ ‫فضل للاه على عبادهه بتيس هري‬ ‫‪-13‬‬
‫غيب يف اإلكثا هر منه‪.‬‬ ‫فضل ذك هر للاه والرت ه‬ ‫‪-14‬‬
‫ألفاظ الذك هر‪ ،‬وهي‪ :‬سبحان للاه‪ ،‬واحلمد لله‪ ،‬ول إله إل للا‪ ،‬وللا أكب‪ ،‬وذكر للاه بذه‬ ‫بيان ه‬ ‫‪-15‬‬
‫ه‬
‫النتقال‪،‬‬ ‫جود وتكبريةه اإلحرهام وتكبريات‬ ‫كوع والس ه‬ ‫سبيح يف الر ه‬ ‫الكلمات منه ما هو واجب؛ كالت ه‬ ‫ه‬
‫ات‪ ،‬ومنه ما هو مطلق وهو‬ ‫حميد والتكب هري أدابر الصلو ه‬ ‫سبيح والت ه‬ ‫ومنه ما هو تطوع مقيد؛ كالت ه‬
‫عدد‪.‬‬‫بوقت ول ن‬ ‫ما مل يقيد ن‬
‫ه‬
‫ابملعروف والنهي عن املنك هر‪.‬‬ ‫فضل األم هر‬ ‫‪-16‬‬
‫وف وٱلناهون ع هن‬ ‫أن كال منهما عبادة مستقلة‪ ،‬كما يشهد لذلك قوله تعاىل‪ۡ ﴿ :‬ٱألٓهمرون به ۡٱلم ۡعر ه‬ ‫‪-17‬‬
‫ۡ‬
‫ٱلمنك هر﴾ [التوبة‪.]112 :‬‬
‫إحصان املسل هم نفسه وزوجه‪ ،‬وأن ذلك سبب لألج هر‪.‬‬ ‫ه‬ ‫الرتغيب يف‬ ‫‪-18‬‬
‫افقا للطب هع‪ ،‬لكن ل يكون طاعةً إل ابلنـي هة‪.‬‬ ‫اعات ما يكون مو ً‬ ‫أن همن الط ه‬ ‫‪-19‬‬
‫نقيض علتهه فيه‪ ،‬وإيضاح‬ ‫لثبوت ه‬ ‫نقيضه ه‬ ‫ه‬ ‫يء نقيض حك هم‬ ‫العكس وهو إعطاء الش ه‬ ‫ه‬ ‫إثبات ه‬
‫قياس‬ ‫‪-20‬‬
‫ه‬
‫احلالل موجب لألج هر‪،‬‬ ‫طفة يف احلرهام موجب للوزهر‪ ،‬ووضعها يف‬ ‫احلديث أن وضع الن ه‬ ‫ه‬ ‫ذلك يف‬
‫القياس هو الوطء احلرام‪،‬‬‫ه‬ ‫للوطء احلرهام‪ ،‬فاألصل يف هذا‬ ‫ه‬ ‫ضد ما ثبت‬ ‫ه‬
‫احلالل ُّ‬ ‫ه‬
‫للوطء‬ ‫فثبت‬
‫واحلكم ثبوت الوزهر‪ ،‬والعلة كونه حر ًاما‪ ،‬والفرع هو الوطء احلالل‪ ،‬واحلكم ثبوت األج هر‪ ،‬والعلة‬
‫ه‬
‫احلكمان متناقضان‪.‬‬ ‫حالل‪ ،‬فالعل ه‬
‫تان و‬ ‫كونه ً‬
‫ابلقياس‪ ،‬قياس الط هرد؛ وهو بيان حك هم‬ ‫ه‬ ‫إبيضاح ما أشكل‬ ‫ه‬ ‫حسن تعلي هم الن هب صلى للا عليه وسلم‬ ‫‪-21‬‬
‫يء بذك هر حك هم ه‬
‫نقيضه‪.‬‬ ‫ببيان حك هم الش ه‬‫العكس؛ ه‬ ‫ه‬ ‫يء بذك هر حك هم نظ هريه‪ ،‬أو قياس‬ ‫الش ه‬

‫‪60‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫***‬

‫‪61‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث السادس والعشرون‬


‫اس علي هه‬
‫للا صلى للا عليه وسلم‪« :‬ك ُّل سالمى همن الن ه‬ ‫عن أيب هريرة رضي للا عنه قال‪ :‬قال رسول ه‬
‫صدقة كل يـونم تطلع فه هيه الشمس؛ تـع هدل بني اثـن ه‬
‫ني صدقة‪ ،‬وتعهني الرجل هيف دابته هه فـتح همله عليـها‪ ،‬أو تـرفع له‬
‫عليـها متاعه صدقة‪ ،‬والكلهمة الطيهبة صدقة‪ ،‬وبهك هل خطوةن مت هشيها إهىل الصالةه صدقة‪ ،‬ومتهيط األذى ع هن‬
‫(‪)54‬‬
‫البخاري ومسلهم‬
‫ُّ‬ ‫الط هر هيق صدقة»‪ .‬رواه‬

‫الشرح‪:‬‬
‫ه‬
‫األعمال‪.‬‬ ‫ه‬
‫وفضائل‬ ‫ه‬
‫أحاديث شك هر النع هم‬ ‫هذا احلديث همن‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫للا على ه‬
‫العبد‪ ،‬وأعظمها السمع والبصر والفؤاد‬ ‫اإلنسان نعمة همن ه‬
‫ه‬ ‫‪ -1‬أن كل ه‬
‫جزء همن ه‬
‫بدن‬
‫واجلوارح‪.‬‬
‫ه‬
‫اإلنسان شكرها‬ ‫املفاصل نعمة همن للاه جيب على‬ ‫ه‬
‫العظام و ه‬ ‫اإلنسان همن‬
‫ه‬ ‫أن ما ركهب يف ه‬
‫بدن‬ ‫‪-2‬‬
‫أبنو هاع الطاعات‪.‬‬
‫يوم لدو هام تلك النع هم‪.‬‬ ‫جتديد الشك هر كل ن‬ ‫الرتغيب يف ه‬ ‫‪-3‬‬
‫يوم يصبح فيه اإلنسان مبنز هلة حياةن جديدةن له ألنه بعهث بعد وفاةن‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬وهو‬ ‫أن كل ن‬ ‫‪-4‬‬
‫ٱل هذي يـتـوفٓىكم بهٱل ۡي هل ويـ ۡعلم ما جر ۡحتم بهٱلنـها هر ُث يـ ۡبـعثك ۡم فه هيه﴾ [األنعام‪.]60 :‬‬
‫أن العدل يف احلك هم بني الن ه‬
‫اس صدقة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫بعض أموهر الدنيا صدقة‪ ،‬كحملهه على داب هته إن كان عاجزا ورف هع ه‬
‫متاعه‪.‬‬ ‫أن اإلعانة على ه‬ ‫‪-6‬‬
‫ً‬
‫سبيح والت ه‬
‫حميد والت ه‬
‫هليل‬ ‫طيبة صدقة‪ ،‬فيدخل يف ذلك كلمات الذك هر همن الت ه‬ ‫كلمة ن‬ ‫أن كل ن‬ ‫‪-7‬‬
‫اإلصالح بني الن ه‬
‫اس‪.‬‬ ‫ه‬ ‫الكالم يف‬ ‫ه‬
‫ابملعروف والنهي عن املنك هر‪ ،‬و ه‬ ‫والتكب هري‪ ،‬واألم هر‬
‫ن‬
‫خطوة يشيها العبد يف‬ ‫خطوة يشيها العبد إىل الصالة صدقة‪ ،‬وقياس هذا أن كل‬ ‫ن‬ ‫أن كل‬ ‫‪-8‬‬

‫(‪ )54‬البخاري (‪ ،)2989‬ومسلم (‪.)1009‬‬


‫‪62‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ه‬
‫اجلهاد وغ هري ذلك‪.‬‬ ‫مراضي للاه تكون له صدقةً كاملشي يف ه‬
‫طلب العل هم‪ ،‬واملشي يف‬
‫ه‬
‫املسجد‬ ‫ه‬
‫املساجد‪ ،‬ويشهد لذلك قوله صلى للا عليه وسلم‪« :‬من غدا إىل‬ ‫الرتغيب يف املشي إىل‬ ‫‪-9‬‬
‫نزل كلما غدا أو راح»(‪.)55‬‬‫أو راح أعد للا له يف اجلن هة ً‬
‫ه‬
‫اإلنسان على‬ ‫إماطة األذى عن الطر هيق وأنه صدقة على املسلمني‪ ،‬وهو صدقة همن‬ ‫الرتغيب يف ه‬ ‫‪-10‬‬
‫ه‬
‫احلديث‬ ‫ه‬
‫اإليان كما يف‬ ‫احتسااب‪ ،‬وهو شعبة همن ش ه‬
‫عب‬ ‫ً‬ ‫إياان و‬
‫نفسه‪ ،‬وشرط ذلك أن يفعله ً‬ ‫ه‬
‫احلديث‪ :‬أن كل ن‬
‫خطوة يشيها إىل احلرهام سيئة‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫العكس يف‬ ‫ه‬
‫وبدللة ه‬
‫قياس‬ ‫حيح اآلخر‪.‬‬
‫الص ه‬
‫أن وضع األذى يف طر هيق املسلمني إساءة إليهم‪.‬‬ ‫‪-11‬‬
‫أن التسبُّب يف ضرهر املسلمني عدوان عليهم‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫يضر بم‪.‬‬
‫ب ما يؤذيهم أو ُّ‬ ‫طرق املسلمني بتجن ه‬‫وجوب احرت هام ه‬ ‫‪-13‬‬

‫***‬

‫(‪ )55‬أخرجه البخاري (‪ ،)631‬ومسلم (‪)669‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث السابع والعشرون‬


‫اس ب هن سعان رضي للا عنه‪ ،‬ع هن النه هب صلى للا عليه وسلم قال‪« :‬اله ُّب حسن اخلل هق‪ ،‬وا هإلُث ما‬
‫عن النـو ه‬
‫(‪)56‬‬
‫حاك هيف نـف هسك وك هرهت أن يطلهع علي هه الناس»‪ .‬رواه مسلم‬
‫وعن وابهصة ب هن معب ند رضي للا عنه قال‪ :‬أتيت رسول للاه صلى للا عليه وسلم فقال‪ « :‬هجئت تسأل‬
‫ت قـلبك؛ اله ُّب ما اطمأنت إهلي هه النـفس واطمأن إهلي هه القلب‪ ،‬وا هإلُث ما‬
‫ع هن الههب؟» قـلت‪ :‬نـعم‪ .‬قال‪« :‬استـف ه‬
‫س وتـردد هيف الصد هر وإهن أفـتاك الناس وأفـتـوك»(‪ .)57‬حديث حسن رهويناه يف (مسند هي اإلمام ه‬
‫ني‬ ‫حاك هيف النـف ه‬
‫ن‬
‫إبسناد حس نن‬ ‫أمحد ب هن حنـب نل والدا هرهم هي)‬

‫الشرح‪:‬‬
‫احلديث أصل يف معن هه‬
‫الب و ه‬
‫اإلُث‪.‬‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫فضل حس هن اخل هلق‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫للب كله هه‪.‬‬
‫اخللق جامع ه‬
‫أن حسن ه‬ ‫‪-2‬‬
‫أن الب واإلُث ضد هان‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أن اإلُث جيلب القلق للن ه‬
‫فس‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أن اإلُث مستقبح عند ذوي الفط هر الس ه‬
‫ليمة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ابإلُث‪ ،‬بل يسترت هبه‪.‬‬
‫أن ذا الفطرةه السوي هة ل جياهر ه‬ ‫‪-6‬‬
‫الب؟» قال‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫إطالع للاه نبيه همبا شاء همن عل هم ه‬
‫الغيب‪ ،‬لقوله‪« :‬جئت تسأل عن ه‬ ‫‪-7‬‬
‫فضيلة وابصة ب هن م ن‬
‫عبد رضي للا عنه‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫(‪ )56‬مسلم (‪.)2553‬‬


‫(‪ )57‬مسند اإلمام أحمد (‪ ،)18001‬ومسند الدارمي (‪.)2575‬‬
‫‪64‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ه‬
‫احلديث‪.‬‬ ‫خلقه صلى للا عليه وسلم كما جاء يف قص هة ه‬
‫سبب‬ ‫‪ -9‬حسن ه‬
‫الب‪.‬‬ ‫قلب املؤم هن التقي إىل الش ه‬
‫يء دليل على ه‬ ‫‪ -10‬أن طمأنينة ه‬
‫‪ -11‬أن الب جيلب الطُّمأنينة‪.‬‬
‫تردد املبتـلى ابلوسو ه‬
‫اس وحترجه‪.‬‬ ‫‪ -12‬أن الرتُّدد يف الش ه‬
‫يء والتحرج منه دليل على أنه إُث‪ ،‬وليس منه ُّ‬
‫يشك اإلنسان يف حل هه؛ لقوله‪« :‬وإن أفتاك الناس وأفتوك»‬
‫‪ -13‬أن الفتوى ل تبيح اإلقدام على ما ُّ‬
‫احلديث قوله صلى للا عليه وسلم‪« :‬دع ما يريبك إىل ما ل‬ ‫ه‬ ‫وأفتوك‪ :‬أتكيد‪ .‬ويشهد هلذا‬
‫يريبك‪ ،‬الصدق طمأنينة والكذب ريبة»(‪ )58‬كما تقدم‪.‬‬

‫***‬

‫(‪ )58‬هو الحديث الحادي عشر من هذه األربعين‪.‬‬


‫‪65‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الثامن والعشرون‬


‫ابض ب هن سارية رضي للا عنه قال‪ :‬وعظنا رسول للاه صلى للا عليه وسلم مو هعظ ًة‬ ‫يح العهر ه‬
‫عن أيب هَن ن‬
‫وصيكم‬ ‫وهجلت همنها القلوب‪ ،‬وذرفت همنها العيون‪ ،‬فـقلنا‪ :‬اي رسول للاه‪ ،‬كأنا مو هعظة م ه‬
‫ود نع فأو هصنا‪ .‬قال‪« :‬أ ه‬
‫بهتـقوى للاه (عز وجل)‪ ،‬والسم هع والطاع هة‪ ،‬وإهن أتمر عليكم عبد‪ ،‬فهإنه من يعهش همنكم فسريى اختهالفًا كثه ًريا‪،‬‬
‫فـعليكم بهسن هيت وسن هة اخللف هاء الر هاش هدين المه هديهني‪ ،‬متسكوا هبا‪ ،‬وع ُّ‬
‫ضوا عليـها هابلنـو هاج هذ‪ ،‬وإهايكم وحمدث هت‬
‫الرتهم هذ ُّ‬
‫ي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن‬ ‫األموهر؛ فهإن كل حمدث نة بهدعة‪ ،‬وكل بهدع نة ضاللة»‪ .‬رواه أبو داود و ه‬
‫(‪)59‬‬
‫صحيح‬

‫الشرح‪:‬‬
‫ه‬
‫اخللفاء الراشدي هن‪.‬‬ ‫سول صلى للا عليه وسلم وسن هة‬
‫العتصام بسن هة الر ه‬
‫ه‬ ‫هذا احلديث أصل يف‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫هيب‪.‬‬ ‫أن النب صلى للا عليه وسلم كان يعهظ أصحابه ابلرت ه‬
‫غيب والرت ه‬ ‫‪-1‬‬
‫استحباب ه‬
‫الوعظ والتذك هري‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ه‬
‫ابملوعظة‪.‬‬ ‫فضل الص ه‬
‫حابة رضي للا عنه لتأث هرهم‬ ‫‪-3‬‬
‫ه‬
‫ابملوعظة رغبةً ورهبةً‪.‬‬ ‫القلب ودمع الع ه‬
‫ني عالمة التأث هر‬ ‫أن وجل ه‬ ‫‪-4‬‬
‫حابة الوصية همن الن هب صلى للا عليه وسلم‪.‬‬
‫طلب الص ه‬ ‫‪-5‬‬
‫ه‬
‫املذموم‪ ،‬وكذلك السؤ هال عن العل هم‪.‬‬ ‫الوصية همن العاهمل وأنا ليست همن السؤ هال‬
‫ه‬ ‫استحباب ه‬
‫طلب‬ ‫‪-6‬‬
‫الوصية بتقوى للاه وهي وصية ه‬
‫للا لألولني واآلخرين‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫ب‪.‬‬‫ب ول نس ن‬ ‫ن‬
‫مبعصية وإن مل يكن ذا حس ن‬ ‫الوصية ابلسم هع والط ه‬
‫اعة لويل األم هر ما مل أيمر‬ ‫‪-8‬‬
‫ففيه‪:‬‬ ‫ه‬
‫الختالف‪ ،‬وقد وقع كما أخب‪ ،‬ه‬ ‫إخبار الن هب صلى للا عليه وسلم عما سيكون همن‬ ‫‪-9‬‬

‫(‪ )59‬أبو داود (‪ ،)4607‬والترمذي (‪ ،)2676‬وهو في مسند اإلمام أحمد (‪ .)17142‬قال محققه‪« :‬صحيح بطرقه وشواهده»‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫أعالم النبوةه‪.‬‬
‫‪ -10‬علم همن ه‬
‫سول صلى للا عليه وسلم فإن مل تكن فبهسن هة‬ ‫الختالف العتصام بسن هة الر ه‬ ‫ه‬ ‫‪ -11‬الواجب عند‬
‫القرآن قوله تعاىل‪﴿ :‬فهإن تـٓنز ۡعت ۡم هيف ش ۡيءٗ فـرُّدوه إهىل ٱلِله‬‫اخللفاء الراشدين‪ ،‬ويشهد هلذا همن ه‬ ‫ه‬
‫ول﴾ [النساء‪]59 :‬‬ ‫وٱلرس ه‬
‫ابلرش هد واهلدى‪ ،‬واملراد بم‪:‬‬ ‫ابألخذ بسنتههم‪ ،‬ووصفهم ُّ‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫اخللفاء الراشدين املهديني لألم هر‬ ‫‪ -12‬فضل‬
‫وعلي رضي للا عنه‪ .‬وقد صار هذا الوصف عل ًما عليهم‪.‬‬ ‫أبو بك نر وعمر وعثمان ي‬
‫اخللفاء الراشدين‪ .‬لقولهه‪« :‬متسكوا هبا‬ ‫ه‬ ‫ك بسن هته صلى للا عليه وسلم وسن هة‬ ‫‪ -13‬أتكيد األم هر ابلتمس ه‬
‫وعضوا عليها ابلنو ه‬
‫اجذ»‪.‬‬
‫أحكامه‪ ،‬وهي البدع‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ائعه و‬ ‫ه‬
‫عقائده وشر ه‬ ‫ه‬
‫احملدثت يف الدي هن‪ ،‬يف‬ ‫‪ -14‬التحذير همن‬
‫‪ -15‬أن كل ن‬
‫بدعة ضاللة‪.‬‬
‫حسنة وسي نئة‪.‬‬
‫ن‬ ‫‪ -16‬الرُّد على من يقسم البدعة إىل‬
‫‪ -17‬أن املرجع يف مسائل الدي هن كلهها إىل ما جاء هبه الرسول صلى للا عليه وسلم‪.‬‬

‫***‬

‫‪67‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث التاسع والعشرون‬


‫باعدين ع هن‬‫معاذ ب هن جب نل رضي للا عنه‪ ،‬قال‪ :‬قـلت‪ :‬اي رسول للاه‪ ،‬أخهبهين بهعم نل يد هخلين اجلنة وي ه‬
‫عن ه‬
‫النا هر‪ .‬قال‪« :‬لقد سألت عن ع هظي نم‪ ،‬وإهنه لي هسري على من يسره للا تـعاىل علي هه؛ تـعبد للا ل تش هرك بههه شيـئًا‪،‬‬
‫اب اخل هري؟ الصوم‬ ‫وت هقيم الصالة‪ ،‬وتـؤهيت الزكاة‪ ،‬وتصوم رمضان‪ ،‬وحت ُّج البـيت»‪ُ .‬ث قال‪« :‬أل أدلُّك على أبـو ه‬
‫ف اللي هل»‪ُ .‬ث تال‪﴿ :‬تـتج ٓ‬
‫اىف‬ ‫جنة‪ ،‬والصدقة تط هفئ اخل هطيئة كما يط هفئ الماء النار‪ ،‬وصالة الرج هل هيف جو ه‬
‫اج هع﴾ [السجدة‪ ]16 :‬حىت بـلغ‪﴿ :‬يعملون﴾‪ُ .‬ث قال‪« :‬أل أخهبك بهرأ هس األم هر وعم ه‬
‫ودهه‬ ‫جنوب ۡم ع هن ۡٱلمض ه‬
‫وهذروةه سن هام هه؟»‪ .‬قـلت‪ :‬بلى اي رسول للاه‪ .‬قال‪« :‬رأس األم هر ا هإلسالم‪ ،‬وعموده الصالة‪ ،‬وهذروة سن هام هه‬
‫اجلههاد»‪ُ .‬ث قال‪« :‬أل أخهبك مبههال هك ذلهك كله هه؟»‪ .‬قلت‪ :‬بلى اي رسول للاه‪ .‬فأخذ بهلهسانههه وقال‪« :‬كف‬
‫ب الناس هيف‬ ‫عليك هذا»‪ .‬قـلت‪ :‬اي نهب للاه‪ ،‬وإهان لمؤاخذون همبا نـتكلم به؟ فقال‪« :‬ث هكلتك أ ُّمك‪ ،‬وهل يك ُّ‬
‫مذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن‬ ‫اخ هرههم‪ -‬إهل حصائهد أل هسنته ه م»‪ .‬رواه ه‬
‫الرت ُّ‬ ‫النا هر على وج ه‬
‫وه ه م ‪-‬أو قال‪ :‬على من ه‬
‫(‪)60‬‬
‫صحيح‬

‫الشرح‪:‬‬
‫أسباب السعادةه‪.‬‬
‫ه‬ ‫احلديث أصل يف جوام هع‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫إثبات اجلن هة والنا هر‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ه‬ ‫هه‬
‫أن للنجاة من النا هر ودخول اجلنة ً‬
‫أسبااب‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫سل‪.‬‬ ‫أن هذه األسباب إَّنا تعرف خب هب ُّ‬
‫الر ه‬ ‫‪-3‬‬
‫ففيه شاهد لقولهه صلى للا‬
‫عليه‪ ،‬ه‬
‫األسباب‪ ،‬وأنا شاقة إل على من يسرها للا ه‬
‫ه‬ ‫شأن هذه‬ ‫هعظم ه‬ ‫‪-4‬‬
‫ت اجلنة ابملكاره»(‪.)61‬‬‫عليه وسلم‪« :‬حف ه‬
‫ات‪.‬‬ ‫أن أسباب السعادةه يف اآلخرةه ُّ‬
‫أهم املهم ه‬ ‫‪-5‬‬

‫(‪ )60‬الترمذي (‪ ،)2616‬وهو في مسند اإلمام أحمد (‪ .)22016‬قال محققه‪« :‬إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين»‪.‬‬
‫(‪ )61‬أخرجه البخاري (‪)6122‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪ ،‬ومسلم (‪)2822‬؛ من حديث أنس رض ي هللا عنه‪ ،‬ولفظ البخاري‪« :‬حجبت»‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫العقل الهتمام ه‬
‫مبعرفة هذه األسباب‪.‬‬ ‫أن همن ه‬
‫احلزم و ه‬ ‫‪-6‬‬
‫فضيلة ن‬
‫معاذ رضي للا عنه‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫إثبات القد هر‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫أبسباب السعادةه إَّنا يكون بتيس هري للاه‪.‬‬
‫ه‬ ‫‪ -9‬أن العمل‬
‫ه‬
‫اإلسالم اخلمسة‪.‬‬ ‫أسباب النجاةه هي مباين‬
‫ه‬ ‫‪ -10‬أن أصول‬
‫‪ -11‬أن أصل الدي هن عبادة للاه وحده ل شريك له‪.‬‬
‫احلج‪.‬‬
‫وحيد الصلوات اخلمس‪ُ ،‬ث الزكاة‪ ،‬وبعدُها‪ :‬الصوم و ُّ‬ ‫اجب بعد الت ه‬‫‪ -12‬أن أعظم و ن‬
‫ه‬
‫العبادات منها فرائض ومنها نوافل‪.‬‬ ‫‪ -13‬أن‬
‫أسباب األج هر ومغفرهة الذ ه‬
‫نوب‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪ -14‬رمحة للاه ه‬
‫بعباده أن فتح هلم أبواب اخل هري ليتزودوا همن‬
‫جوف ه‬
‫الليل‪.‬‬ ‫دقة والصالةه يف ه‬‫‪ -15‬فضل الص هوم والص ه‬
‫ه‬
‫العذاب والشروهر‪.‬‬ ‫‪ -16‬أن الصوم وقاية ه‬
‫للعبد همن‬
‫‪ -17‬أن الصدقة وصالة ه‬
‫الليل تكفر اخلطااي‪.‬‬
‫بعض ما يذكره‪.‬‬ ‫ه‬
‫ابلقرآن على ه‬ ‫‪ -18‬استدلل النب صلى للا عليه وسلم‬
‫آبايت ه‬
‫القرآن ل تشرع له الستعاذة‪.‬‬ ‫‪ -19‬أن الستدلل ه‬
‫فس لقولهه تعاىل‪{ :‬تتجاىف جنوبم} [السجدة‪.]16:‬‬ ‫حظ الن ه‬‫‪ -20‬فضل إيثا هر ما حيبُّه للا على ه‬
‫وطمعا}‬ ‫عاء؛ ه‬
‫لقوله تعاىل‪{ :‬يدعون ربم خوفًا‬ ‫جاء يف العبادةه والد ه‬
‫اخلوف والر ه‬
‫ه‬ ‫‪ -21‬اجلمع بني‬
‫ً‬
‫[السجدة‪.]16 :‬‬
‫فرضا أو تطو ًعا‪ ،‬لقولهه تعاىل‪{ :‬وما رزقناهم ينفقون}‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ -22‬اجلمع يف الذك هر بني الصالة والصدقة ً‬
‫[السجدة‪.]16 :‬‬
‫‪ -23‬أن أصل الدي هن شهادة أل إله إل للا‪.‬‬
‫ه‬
‫اإلسالم‪.‬‬ ‫‪ -24‬أن الصالة عمود‬
‫سبيل للاه وأنه أفضل أنو هاع التطوهع‪.‬‬ ‫ه‬
‫اجلهاد يف ه‬ ‫‪ -25‬فضل‬
‫ه‬
‫اللسان‪.‬‬ ‫‪ -26‬أن مالك األم هر حفظ‬

‫‪69‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫لتأكيد األم هر أو اخل هب لهقوله‪« :‬ثكلتك ُّأمك اي‬


‫ه‬ ‫‪ -27‬جواز الد ه‬
‫عاء الذي ل تقصد حقيقته‪ ،‬بل‬
‫معاذ»‪.‬‬
‫ه‬
‫اللسان‪.‬‬ ‫‪ -28‬بيان خط هر‬
‫ه‬
‫ابللسان‪.‬‬ ‫كثرة الذ ه‬
‫نوب اليت تكون‬ ‫‪-29‬‬
‫ه‬
‫أن لدخول النا هر ً‬
‫أسبااب‪.‬‬ ‫‪-30‬‬
‫األسباب والرُّد على من أنكرها همن اجلهمي هة ومن تبهعهم‪.‬‬
‫ه‬ ‫إثبات‬ ‫‪-31‬‬
‫ويدل لذلك قوله تعاىل‪﴿ :‬ومن جآء بهٱلسيهئ هة فكب ۡت‬
‫وجوههم‪ُّ ،‬‬‫أن أهل النا هر يكبون فيها على ه‬ ‫‪-32‬‬
‫وجوهه ۡم هيف ٱلنا هر﴾ [النمل‪.]90 :‬‬
‫احلديث ِمن وجوه‪:‬‬
‫ِ‬ ‫يظهر يف‬ ‫‪ -33‬حسن ه‬
‫تعليمه صلى للا عليه وسلم وبيانه ملسائل الدي هن؛ َ‬
‫وذلك ُ‬
‫ه‬
‫املسؤول عنه‪.‬‬ ‫ه‬
‫لعظمة‬ ‫أ­ تعظيمه لسؤ هال ن‬
‫معاذ‬
‫ب­ البشارة بتيسريهه على من شاء للا‪.‬‬
‫دخول اجلنة همن الفر ه‬
‫ائض والنو ه‬
‫افل‪.‬‬ ‫ألسباب ه‬
‫ه‬ ‫ج­ ذكره‬
‫ه‬
‫األعمال‪.‬‬ ‫د­ ذكر مر ه‬
‫اتب‬
‫ابحملسوس يف قولهه‪« :‬والصدقة تطفئ اخلطيئة»‪.‬‬
‫ه‬ ‫هـ­ تشبيهه املعقول‬
‫ابلقول و ه‬
‫الفعل‪.‬‬ ‫ه‬
‫اللسان ه‬ ‫و­ أتكيد خط هر‬
‫مناخرهم» مع أنه‬ ‫لفظه‪ ،‬لقوله‪« :‬على ه‬
‫وجوههم أو قال‪ :‬على ه‬ ‫ضبط ه‬‫احلديث على ه‬
‫ه‬ ‫­‪ 34‬حرص رو هاة‬
‫ل فرق بينهما يف املعن‪.‬‬

‫***‬

‫‪70‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الثالثون‬
‫رسول للاه صلى للا عليه وسلم قال‪« :‬إن للا‬ ‫عن أيب ثـعلبة اخلش ههين جرث هوم ب هن انش نر رضي للا عنه عن ه‬
‫ودا فال تـعتدوها‪ ،‬وحرم أشياء فال تـنـت ه كوها‪ ،‬وسكت عن أشياء‬ ‫ه‬
‫تـعاىل فـرض فـرائض فال تضيهعوها‪ ،‬وحد حد ً‬
‫ه ن‬
‫رمحةً لكم غري نسيان فال تـبحثوا عنها»‪ .‬حديث حسن رواه الدارقط ه ُّ‬
‫(‪)62‬‬
‫ين وغريه‬

‫الشرح‪:‬‬
‫نصوص األوام هر والنواهي تفصيل له‪.‬‬
‫ه‬ ‫هذا احلديث أصل يف ه‬
‫ثبوت الشرهع‪ ،‬ومجيع‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫ه‬
‫اإليان ابلشرهع‪.‬‬ ‫وجوب‬ ‫‪-1‬‬
‫أن الشرع أمر وني وإابحة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أن حق التشري هع لله وحده‪ ،‬والرسول مبلهغ عنه‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬إن احلكم إل لله} [يوسف‪.]40:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أن للا يفرض على عبادهه ما شاء‪ ،‬وحيرم ما شاء‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ائض‪ ،‬وحتري إضاعتهها‪.‬‬ ‫ه‬
‫احملافظة على الفر ه‬ ‫وجوب‬ ‫‪-5‬‬
‫مات وحتري مواقعتهها‪.‬‬
‫اجتناب احملر ه‬
‫ه‬ ‫وجوب‬ ‫‪-6‬‬
‫بعدم الزايدةه على ما أوجب أو‬ ‫حدود ه‬
‫للا فيما فرض أو حرم أو أابح‪ ،‬ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫الوقوف عند‬ ‫وجوب‬ ‫‪-7‬‬
‫حرم‪ ،‬ه‬
‫وعدم جماوزهة ما أابح إىل ما حرم‪.‬‬
‫أن ما مل يـنص ه‬
‫عليه يف الشرهع فهو عفو‪ ،‬أي معف يو عنه فال جيب ول حيرم‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫ه‬
‫األشياء اإلابحة‪.‬‬ ‫أن األصل يف‬ ‫‪-9‬‬
‫ه‬
‫األصلية‪.‬‬ ‫‪ -10‬ثبوت الباءةه‬
‫ه‬
‫اخلطاب ابحلك هم‪.‬‬ ‫كوت إىل للاه‪ ،‬واملراد به هنا ترك‬
‫إضافة الس ه‬
‫‪ -11‬جواز ه‬

‫(‪ )62‬سنن الدارقطني (‪.)184/4‬‬


‫‪71‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫محة لله عز وجل‪.‬‬


‫صفة الر ه‬
‫‪ -12‬إثبات ه‬
‫حري فيما شاء رمحة بعبادهه‪.‬‬ ‫ه‬
‫لإلجياب والت ه‬ ‫‪ -13‬أن تركه تعاىل‬
‫سيان‪ ،‬كما قال تعاىل‪{ :‬وما كان ربُّك نسيًّا}‪.‬‬ ‫‪ -14‬تنزيه للاه عن الن ه‬
‫كمال العل هم ه‬
‫لل عز وجل‪.‬‬ ‫‪ -15‬إثبات ه‬
‫نزول الوحي‪،‬‬ ‫وقت ه‬‫بشيء إجيااب ول حتريًا‪ ،‬وذلك يف ه‬ ‫ن‬ ‫أيت الشرع ه‬
‫فيه‬ ‫‪ -16‬النهي عن السؤ هال عما مل ه‬
‫ً‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫﴿أييـُّها ٱل هذين ءامنوا ل ت ۡسٔلوا ع ۡن أشيآء إهن تـ ۡبد لك ۡم تسؤك ۡم وإهن‬
‫ويدل هلذا املعن قوله تعاىل‪ٓ :‬‬‫ُّ‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ت ۡسٔلوا عنـها هحني يـنـزل ٱلق ۡرءان تـ ۡبد لك ۡم عفا ٱلِل عنـها وٱلِل غفور حلهيمٗ﴾ [املائدة‪،]101 :‬‬
‫وقال صلى للا عليه وسلم‪« :‬إن أعظم املسلمني يف املسلمني جرما من سأل عن ن‬
‫شيء مل حيرم ُث‬ ‫ً‬
‫ه‬
‫مسألته»(‪.)63‬‬ ‫ح هرم همن ه‬
‫أجل‬

‫***‬

‫(‪ )63‬أخرجه البخاري (‪ ،)6859‬ومسلم (‪)2358‬؛ من حديث سعد بن أبي وقاص رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث احلادي والثالثون‬


‫الساعدي رضي للا عنه قال‪( :‬جاء رجل إىل الن هب صلى للا عليه‬ ‫ه‬ ‫اس سه هل ب هن سع ند‬
‫عن أهيب العب ه‬
‫وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬اي رسول للاه‪ ،‬دل هين على عم نل إهذا ع هملته أحب هين للا وأحب هين الناس‪ .‬فـقال‪« :‬ازهد هيف ُّ‬
‫الدنـيا‬
‫ن (‪)64‬‬ ‫هحيبك للا‪ ،‬وازهد فهيما هعند الن ه‬
‫اس هحيبك الناس»‪ .‬حديث حسن رواه ابن ماجه وغريه أبسانيد حسنة‬

‫الشرح‪:‬‬
‫هذا احلديث أصل يف الز ه‬
‫هد‪.‬‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫األعمال‪ ،‬وحرص الص ه‬
‫حابة على ذلك‪.‬‬ ‫ه‬ ‫مشروعية السؤ هال عن فضائل‬ ‫‪-1‬‬
‫أن الرسول صلى للا عليه وسلم أويت جوامع الكل هم‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫اب السؤ هال ما مل تدع احلاجة إىل الت ه‬
‫فصيل‪.‬‬ ‫اإلجياز يف جو ه‬ ‫‪-3‬‬
‫فضل الز ه‬
‫هد يف الدنيا‪ ،‬وهو ترك ما ل ينفع منها يف اآلخرةه‪ ،‬وهو أعلى همن الورهع؛ ألن الورع ترك‬ ‫‪-4‬‬
‫يضر‪.‬‬
‫ما ُّ‬
‫أن الزهد يف الدنيا سبب حملب هة للاه ه‬
‫لعبده‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫صفة احملب هة لله‪ ،‬والرُّد على النُّفاةه‪.‬‬
‫إثبات ه‬ ‫‪-6‬‬
‫طلب حمب هة الن ه‬
‫اس والتسبب لذلك همبا ليس عباد ًة لل‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫أن الستغناء عما يف أيدي الن ه‬
‫اس جيلب مودتم‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫ين آدم‬ ‫ه‬ ‫أن منازعة الن ه‬
‫اس يف دنياهم ما جيلب بغضهم وحسدهم‪ ،‬ومن ذلك سؤاهلم كما قيل‪ :‬وب ُّ‬ ‫‪-9‬‬
‫حني يسأل يغضب‪.‬‬
‫***‬

‫(‪ )64‬ابن ماجه (‪ ،)4102‬والطبراني في الكبير (‪ ،)5972‬وصحح إسناده الحاكم (‪ ،)313/4‬وحسنه الحافظ في بلوغ املرام (‪.)1475‬‬
‫‪73‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الثاين والثالثون‬


‫ري رضي للا عنه‪ ،‬أن رسول للاه صلى للا عليه وسلم قال‪« :‬ل‬ ‫سعيد ه‬
‫سعد ب هن هس ن‬
‫نان اخلد ه‬ ‫عن أهيب ن‬

‫ين وغريُها مسن ًدا‪ ،‬ورواه مالك يف الموطهأ مرس ًال‪،‬‬ ‫ه‬
‫ضرر ول ضرار»‪ .‬حديث حسن رواه ابن ماجه والدارقط ه ُّ‬
‫النب صلى للا عليه وسلم‪ ،‬فأسقط أاب ن‬
‫سعيد‪ ،‬وله طرق يـق هوي بعضها‬ ‫عن عم هرو ب هن حيىي‪ ،‬عن ه‬
‫أبيه‪ ،‬ع هن ه‬
‫(‪)65‬‬
‫بعضا‬
‫ً‬

‫الشرح‪:‬‬
‫املال‪.‬‬ ‫ه‬
‫ومعصوم الدم و ه‬ ‫حتري مضارةه املسل هم‬
‫احلديث أصل يف ه‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫خصائصه ه‬
‫عليه‬ ‫ه‬ ‫أن الرسول صلى للا عليه وسلم أويت جوامع الكل هم وشواهد هذا كثرية‪ ،‬وهو همن‬ ‫‪-1‬‬
‫الصالة والسالم‪.‬‬
‫ه‬
‫الكالم اإلجياز‪.‬‬ ‫أن همن ه‬
‫بالغة‬ ‫‪-2‬‬
‫ورود النفي مبعن النهي‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الفعل أو ابلرت هك‪.‬‬
‫ابلقول أو ه‬‫حتري الضرا هر ه‬ ‫‪-4‬‬
‫ومن ذلك‬‫العرض مباشرةً أو تسببا‪ ،‬ه‬‫ه‬ ‫فس أو ه‬
‫املال أو‬ ‫حتري الضرهر والضرا هر ابلعدو هان على الغ هري ابلن ه‬ ‫‪-5‬‬
‫ً‬
‫رق العام هة وَن هوها همبا ُّ‬
‫يضر الناس‪،‬‬ ‫صرف يف الط ه‬‫يضر جاره‪ ،‬وكذلك الت ُّ‬ ‫تصرف اجلا هر يف ه‬
‫ملكه همبا ُّ‬ ‫ُّ‬
‫همن حف نر وغ هريه‪.‬‬
‫سبب يف ذلك‪ ،‬ه‬
‫ومن هذا مطل الغين غريه‪ ،‬ومضارة املوصي‬ ‫ه‬
‫احلقوق أو الت ه‬ ‫حتري الضرا هر مبن هع‬ ‫‪-6‬‬
‫ه‬
‫للمتداينني‪،‬‬ ‫اهد و ه‬
‫الكاتب‬ ‫بولدُها‪ ،‬ومضارة الش ه‬
‫أحد الوالدين لآلخر ه‬
‫ومن ذلك مضارة ه‬ ‫لورثتهه‪ ،‬ه‬
‫اهد و ه‬
‫الكاتب‪.‬‬ ‫املتداينني للش ه‬
‫ه‬ ‫ومضارة‬

‫(‪ )65‬املوطأ (‪ ،)745/2‬ابن ماجه (‪ ،)2340‬والدارقطني (‪.)228/4 ،77/3‬‬


‫‪74‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫حق‪.‬‬ ‫وجوب إز ه‬
‫الة الضرهر بغ هري ن‬ ‫‪-7‬‬
‫ن‬
‫مطعوم أو‬ ‫بفعل أو ن‬
‫ترك أو‬ ‫ن‬
‫تصرف ن‬ ‫يضر هبه اإلنسان نفسه أو ماله أو عرضه‪ ،‬همن‬
‫حتري ما ُّ‬ ‫‪-8‬‬
‫ن‬
‫مشروب أو غ هري ذلك‪.‬‬
‫الفرق بني الضرهر والضرا هر‪ ،‬وهذا أليق ه‬
‫ببيانه صلى للا عليه وسلم‪ ،‬وأكثر فائد ًة‪ ،‬وأحسن ما قيل‬ ‫‪-9‬‬
‫حق‪ ،‬فيكون‬ ‫مطلقا‪ ،‬و ه‬
‫الضرار ما كان جمازا ًة لكن بغ هري ن‬ ‫ضر ابلغ هري ً‬ ‫يف ه‬
‫الفرق‪ :‬أن الضرر إحلاق ما ي ُّ‬
‫اخلاص على ه‬
‫العام‪.‬‬ ‫ه‬ ‫عليه همن ه‬
‫عطف‬ ‫الضرر أعم‪ ،‬فعطف الضرا هر ه‬
‫اإلسالم دين الس ه‬
‫المة‪ ،‬ويشهد له قوله صلى للا عليه وسلم‪« :‬املسلم من سلم املسلمون‬ ‫ه‬ ‫‪ -10‬أن دين‬
‫لسانه ويدهه»(‪.)66‬‬
‫همن ه‬

‫***‬

‫(‪ )66‬أخرجه البخاري (‪)10‬؛ من حدييث عبد هللا بن عمرو (ض‪ ،)2‬ومسلم (‪)41‬؛ من حديث جابر رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الثالث والثالثون‬


‫اس رضي للا عنه‪ ،‬أن رسول للاه صلى للا عليه وسلم قال‪« :‬لو يـعطى الناس بهدعواهم‪،‬‬ ‫عن اب هن عب ن‬
‫لدعى هرجال أموال قـونم وهدماءهم‪ ،‬ل هك هن البـيهنة على المد هعي والي همني على من أنكر»‪ .‬حديث حسن رواه‬
‫ه (‪)67‬‬
‫البيهقي وغريه هكذا‪ ،‬وبعضه يف الصحيحني‬
‫ُّ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫احلديث أصل همن ه‬
‫أصول ه‬
‫طرق احلك هم‪.‬‬
‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫ه‬
‫املعصوم‪.‬‬ ‫ه‬
‫املعصوم وماله ل يستح ُّل ول يستح ُّق مبجرهد الدعوى‪ ،‬فاألصل براءة ذم هة‬ ‫‪ -1‬أن دم‬
‫الكذب على كث نري همن الن ه‬
‫اس‪.‬‬ ‫‪ -2‬غلبة الظل هم و ه‬
‫أن الدعوى ل تقبل إل ببينةه‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫جل ه‬
‫العدل وغ هريه‪.‬‬ ‫أنه ل فرق يف ذلك بني الر ه‬ ‫‪-4‬‬
‫احلكم ابلبي هنة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫عليه ه‬
‫بيمينه إذا مل تكن للمدعي بينة‪.‬‬ ‫براءة املدعى ه‬ ‫‪-6‬‬
‫كل ما يبني احلق همن ن‬
‫شهود وقرائن‪.‬‬ ‫أن البينة عامة يف ه‬ ‫‪-7‬‬
‫أن القاضي ل حيكم ه‬
‫بعلمه‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫بيمينه كما حيكم له ابلش ه‬
‫اهد‬ ‫ه‬ ‫أن نكول املدعى ه‬
‫عليه عن اليم ه‬
‫ني دليل للمدعي‪ ،‬فيحكم له‬ ‫‪-9‬‬
‫واليم ه‬
‫ني‪.‬‬
‫ه‬
‫الغالب‪.‬‬ ‫احلقوق‪ ،‬ه‬
‫وذكرُها خرج خمرج‬ ‫ه‬ ‫‪ -10‬أن الدعوى تكون يف الد ه‬
‫ماء واألمو هال وغ هريُها همن‬
‫للحقوق همن ظل هم الظاملني‪.‬‬
‫ه‬ ‫‪ -11‬صيانة الشر ه‬
‫يعة‬
‫***‬

‫(‪ )67‬البيهقي في السنن الكبرى (‪ ،)252/10‬والبخاري (‪ ،)4277‬ومسلم (‪.)1711‬‬


‫‪76‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الرابع والثالثون‬


‫دري رضي للا عنه قال‪ :‬هسعت رسول للاه صلى للا عليه وسلم يقول‪« :‬من رأى‬ ‫سعيد اخل ه‬ ‫عن أيب ن‬
‫همنكم منكرا فـليـغهريه بهي هدهه‪ ،‬فهإن مل يست هطع فبهلهسانههه‪ ،‬فهإن مل يست هطع فبهقلبه هه‪ ،‬وذلهك أضعف اإلي ه‬
‫ان»(‪ .)68‬رواه‬ ‫ً‬
‫مسلهم‬

‫الشرح‪:‬‬
‫ه‬
‫ابملعروف والنهي عن املنك هر‪.‬‬ ‫احلديث أصل يف األم هر‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫العقوبة الشرعي هة على ه‬
‫فاعله‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫وإبقامة‬ ‫ه‬
‫َّتفيفه‬ ‫وجوب تغي هري املنك هر‪ ،‬وذلك إبز ه‬
‫الته أو‬ ‫‪-1‬‬
‫ه‬
‫لسانه‪ ،‬وأما التغيري‬ ‫تغيريه بيدهه أو‬
‫كفاية على من علم هبه وقدر على ه‬ ‫أن تغيري املنك هر فرض ن‬ ‫‪-2‬‬
‫ابلقلب ففرض ع ن‬
‫ني‪.‬‬ ‫ه‬
‫مراتب تغي هري املنك هر‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ني‬ ‫ه‬
‫كإتالف ه‬
‫آلة املنك هر‪ ،‬والع ه‬ ‫عمال‬
‫ابليد‪ ،‬وذلك إذا اقتضى ً‬ ‫اتب تغي هري املنك هر تغيريه ه‬
‫أن أعلى مر ه‬ ‫‪-4‬‬
‫ه‬
‫احلدود والتعزيرات ما هو إىل الس ه‬
‫لطان‪.‬‬ ‫وعقوبة فاعلهه‪ ،‬ه‬
‫ومن ذلك إقامة‬ ‫ه‬ ‫احملر ه‬
‫مة‬
‫ودعوته للت ه‬
‫وبة‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ولوم ه‬
‫فاعله‬ ‫ببيان حك هم املنك هر والزج هر عنه ه‬
‫ابللسان‪ ،‬وذلك ه‬
‫ه‬ ‫أن املرتبة الثانية التغيري‬ ‫‪-5‬‬
‫اله‪ ،‬و ه‬
‫العزم على‬ ‫ادقة يف زو ه‬
‫غبة الص ه‬
‫غض املنك هر‪ ،‬والر ه‬ ‫ه‬
‫ابلقلب‪ ،‬وذلك بب ه‬ ‫أن املرتبة الثالثة التغيري‬ ‫‪-6‬‬
‫تغيريهه ه‬
‫ابلقول و ه‬
‫الفعل لو أمكن ذلك‪.‬‬
‫تيب هذه املراتب هو الستطاعة‪ ،‬فال يصار إىل املر ه‬
‫تبة الدنيا مع القدرةه على ما‬ ‫أن مناط تر ه‬ ‫‪-7‬‬
‫فوقها‪.‬‬

‫(‪ )68‬مسلم (‪.)49‬‬


‫‪77‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫أن من غري همبا يستطيع فقد قضى ما ه‬


‫عليه كما قال أبو سعيد(‪ ،)69‬وب هرئت ذمته‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫ه‬
‫اإليان‪.‬‬ ‫أن تغيري املنك هر همن‬ ‫‪-9‬‬
‫ه‬
‫اإليان؛ عمل ه‬
‫القلب أو اجلوارهح‪.‬‬ ‫‪ -10‬أن العمل همن‬
‫ه‬
‫املرجئة‪.‬‬ ‫‪ -11‬الرُّد على‬
‫ه‬
‫ابختالف القدرةه‪.‬‬ ‫‪ -12‬أن الواجب ُيتلف‬
‫ه‬
‫ابلقلب‪.‬‬ ‫‪ -13‬أنه ل عذر عن التغي هري‬
‫ه‬
‫الوجوب القدرة‪ ،‬فال واجب مع العج هز‪.‬‬ ‫‪ -14‬أن مناط‬
‫ف‪ ،‬فقد يكون من يغري ه‬
‫بقلبه مع العج هز‬ ‫اجب ل يف مر ه‬
‫تبة املكل ه‬ ‫‪ -15‬أن هذه املراتب يف مقدا هر الو ه‬
‫صدق اإلرادةه‪ ،‬وبذا يظهر معن «أضعف‬
‫بقلبه همن ه‬ ‫أكمل همن يغري بيدهه أو ه‬
‫لسانه لهما يقوم ه‬
‫ه‬
‫احلديث اآلخر‪« :‬ليس‬ ‫أقل ما جيب‪ ،‬ومثله قوله صلى للا عليه وسلم يف‬ ‫ه‬
‫اإليان»‪ ،‬وأن املراد ُّ‬
‫ه‬
‫اإليان حبة ن‬
‫خردل»(‪.)70‬‬ ‫وراء ذلك همن‬
‫اإليان‪ ،‬وهو تغيري املنك هر وجهاد ه‬
‫أهله‪.‬‬ ‫ه‬ ‫بقلبه فال حظ له همن هذا‬
‫‪ -16‬أن من مل يغري ه‬
‫‪ -17‬أن املطلوب تغيري املنك هر ل جمرد اإلنكا هر‪ ،‬فإن أدى إىل منك نر أكب منه فإنه يصري اإلنكار ن‬
‫حينئذ‬
‫مستطاع‪.‬‬
‫ن‬ ‫منكرا‪ ،‬ويكون التغيري ‪-‬واحلالة هذه‪ -‬غري‬
‫ً‬
‫اإلسالم يف شر ه‬
‫ائعه‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫احلديث شاهد ليس هر‬ ‫‪ -18‬يف‬

‫***‬

‫(‪ )69‬أخرجه مسلم (‪)49‬؛ وذلك في قصة الرجل الذي أنكر على مروان بن الحكم تقديمه الخطبة على الصالة يوم العيد‪.‬‬

‫(‪ )70‬أخرجه مسلم (‪)50‬؛ من حديث ابن مسعود رض ي هللا عنه‪.‬‬


‫‪78‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث اخلامس والثالثون‬


‫عن أيب هريرة رضي للا عنه قال‪ :‬قال رسول للاه صلى للا عليه وسلم‪« :‬ل حتاسدوا‪ ،‬ول تـناجشوا‪،‬‬
‫للا إهخو ًاان‪ ،‬املسلهم أخو املسله هم ل‬
‫ض‪ ،‬وكونوا هعباد ه‬
‫ول تـباغضوا‪ ،‬ول تدابـروا ول يبهع بـعضكم على بـي هع بـع ن‬
‫ب ام هر نئ همن‬
‫ات­ هحبس ه‬‫يظلهمه‪ ،‬ول ُيذله‪ ،‬ول يك هذبه‪ ،‬ول حي هقره‪ .‬التقوى ههنا ‪-‬وي هشري إهىل صد هره ثالث مر ن‬
‫(‪)71‬‬
‫وعرضه»‪ .‬رواه مسلهم‬
‫الش هر أن حي هقر أخاه املسلهم‪ ،‬ك ُّل املسله هم على املسله هم حرام‪ :‬دمه وماله ه‬

‫الشرح‪:‬‬
‫احلديث أصل يف األخوةه اإلياني هة وحقوقهها‪.‬‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫ه‬
‫احملسود‪.‬‬ ‫عمة عن‬ ‫ه‬
‫احلسد بني املسلمني‪ ،‬وهو متين زوال الن ه‬ ‫‪ -1‬حتري‬
‫حتري النجش‪ ،‬وهو أن يزيد يف السلعة من ل يريد شراءها‪ ،‬أو يزيد على مث هن مثلهها من يعرضها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫حتري الت ه‬
‫باغض بني املسلمني‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫بعض عند ه‬
‫اللقاء‪.‬‬ ‫حتري التداب هر‪ ،‬وهو أن يع هرض بعضهم عن ن‬ ‫‪-4‬‬
‫أخيه‪ ،‬وهو أن يقول لهمن اشرتى سلعةً بعشرةن ً‬
‫مثال‪ :‬أان أعطيك‬ ‫حتري أن يبيع املسلم على بي هع ه‬ ‫‪-5‬‬
‫مثلها ن‬
‫بتسعة‪ ،‬ليفسخ ويعقد معه‪.‬‬
‫مثال‪ :‬أان أعطيك فيها‬ ‫ن‬
‫بتسعة ً‬ ‫حتري شر هاء املسل هم على شر هاء ه‬
‫أخيه‪ ،‬وهو أن يقول لهمن ابع سلعةً‬ ‫‪-6‬‬
‫عشرًة‪.‬‬
‫حتقيق العبودي هة لله رعاية األخوةه اإلياني هة‪.‬‬
‫أن همن ه‬ ‫‪-7‬‬
‫أن العبودية لله خاصة وعامة‪ ،‬واملذكورة هنا همن اخلاص هة‪ ،‬وهي عبودية الط ه‬
‫اعة والفتقا هر‬ ‫‪-8‬‬
‫ابلختيا هر‪.‬‬

‫(‪ )71‬مسلم (‪ )2564‬سوى قوله «وَل يكذبه))‪ ،‬فهو عند الترمذي (‪.)1927‬‬
‫‪79‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫‪ -9‬إثبات األخوةه بني املسلمني‪.‬‬


‫‪ -10‬أن ظلم املسل هم ينايف هصدق األخوةه اإلسالمي هة‪.‬‬
‫‪ -11‬أن ترك نصرهة املسل هم ما ينايف األخوة‪ ،‬وقد قال صلى للا عليه وسلم‪« :‬انصر أخاك ظاملا أو‬
‫ً‬
‫مظلوما»(‪.)72‬‬
‫ً‬
‫الكذب رعاية األخوة اإلسالمي هة‪.‬‬
‫ه‬ ‫‪ -12‬أن همن دواعي ه‬
‫ترك‬
‫‪ -13‬أن همن ه‬
‫حق املسل هم على املسل هم أل حيقره‪.‬‬
‫‪ -14‬وجوب الص ه‬
‫دق والتناص هر والتواض هع‪ ،‬وحتري الظل هم بني املسلمني‪.‬‬
‫طاعة ه‬
‫للا أثر هلا وفرع عنها‪،‬‬ ‫القلب‪ ،‬وما يظهر على اجلوارهح همن ه‬ ‫‪ -15‬أن أصل التقوى وحقيقتها يف ه‬
‫وب﴾ [احلج‪.]32 :‬‬ ‫﴿ذله ۖك ومن يـع هظ ۡم شعٓئهر ٱلِله فهإنا همن تـ ۡقوى ۡٱلقل ه‬
‫ويشهد هلذا قوله تعاىل‪ٓ :‬‬
‫حبق املسل هم على املسل هم ً‬
‫فعال وترًكا‪.‬‬ ‫‪ -16‬أن همن تقوى للا القيام ه‬
‫ابلفعل‪ ،‬لقوله‪« :‬وأشار إىل صدره»‪.‬‬ ‫‪ -17‬توضيح املعن املر هاد ه‬
‫ضعف تقوى ه‬
‫القلب‪.‬‬ ‫يدل على ه‬ ‫العمل ُّ‬ ‫‪ -18‬أن الَنراف الظاهر يف ه‬
‫القول و ه‬
‫ألخيه شير عظيم وجملبة للش هر‪.‬‬ ‫‪ -19‬أن احتقار املسل هم ه‬
‫ه‬
‫وعرضه على املسل هم‪.‬‬ ‫دم املسل هم ه‬
‫وماله‬ ‫‪ -20‬حتري ه‬
‫‪ -21‬أن للمسل هم حرمةً عظيمةً عند للا‪ ،‬من أجل ذلك حرم منه ما حرم‪ ،‬ويشهد هلذا قوله صلى للا‬
‫يومكم هذا يف شه هركم هذا‬‫رمة ه‬‫عليه وسلم‪« :‬إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كح ه‬
‫يف ه‬
‫بلدكم هذا»(‪.)73‬‬
‫­‪ 22‬فضل املسل هم على الكافهر‪.‬‬

‫***‬

‫(‪ )72‬أخرجه البخاري (‪)2311‬؛ من حديث أنس رض ي هللا عنه‪.‬‬


‫(‪ )73‬أخرجه البخاري (‪ ،)1741‬ومسلم (‪)1679‬؛ من حديث أبي بكرة رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث السادس والثالثون‬


‫عن أيب هريرة رضي للا عنه‪ ،‬ع هن النه هب صلى للا عليه وسلم قال‪« :‬من نـفس عن مؤهم نن كربةً همن كر ه‬
‫ب‬
‫ب يـوهم ال هقيام هة‪ ،‬ومن يسر على مع هس نر يسر للا علي هه هيف ُّ‬
‫الدنـيا واآل هخرةه‪ ،‬ومن‬ ‫الدنـيا نـفس للا عنه كربةً همن كر ه‬
‫ُّ‬
‫اآلخرةه‪ ،‬وللا هيف عو هن العب هد ما كان العبد هيف عو هن أ هخ هيه‪ ،‬ومن سلك ط هر ًيقا‬ ‫سرت مسله ًما سرته للا هيف ُّ‬
‫الدنـيا و ه‬
‫للا يـتـلون كهتاب ه‬
‫للا‬ ‫وت ه‬ ‫ت همن بـي ه‬ ‫يـلت همس فه هيه هعلما سهل للا له بههه ط هر ًيقا إهىل اجلن هة‪ ،‬وما اجتمع قوم هيف بـي ن‬
‫ً‬
‫ويـتدارسونه بـيـنـهم إهل نـزلت علي ه م الس هكينة‪ ،‬وغ هشيـتـهم الرمحة‪ ،‬وحفتـهم المالئهكة‪ ،‬وذكرهم للا فهيمن هعنده‪،‬‬
‫ومن بطأ بههه عمله مل يسرهع بههه نسبه»‪ .‬رواه مسلهم بذا اللفظ‬
‫ه (‪)74‬‬

‫الشرح‪:‬‬
‫وتدارس ه‬
‫القرآن‪.‬‬ ‫ه‬ ‫فضل ه‬
‫طلب العل هم‬ ‫ه‬
‫إحسان املسل هم إىل املسل هم‪ ،‬ويف ه‬ ‫هذا احلديث أصل يف‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫ه‬
‫الكرب عن املؤمنني‪.‬‬ ‫الرتغيب يف ه‬
‫تنفيس‬ ‫‪-1‬‬
‫ه‬
‫القيامة وأن فيها كرًاب عظيمةً‪.‬‬ ‫إثبات‬ ‫‪-2‬‬
‫فضل التيس هري على املعس هر إبنظاره أو إبر ه‬
‫ائه‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫عيوبه أو ه‬
‫ذنوبه ما مل يكن يف الس هرت مفسدة راجحة‪.‬‬ ‫الرتغيب يف الس هرت على املسل هم؛ س هرت ه‬ ‫‪-4‬‬
‫ألخيه يف أموهر ه‬
‫دينه ودنياه‪.‬‬ ‫إعانة املسل هم ه‬
‫فضل ه‬ ‫‪-5‬‬
‫وقدرا‪ ،‬قال‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫جنس ه‬ ‫أن اجلزاء همن ه‬
‫شرعا ً‬
‫العمل‪ ،‬وهذا موجب احلكمة‪ ،‬وهو سنة للا يف جزاء العباد ً‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫‪-6‬‬
‫ٱإل ۡح ٓسن‪[ ﴾60‬الرمحن‪.]60 :‬‬‫ٱإل ۡح ٓس هن إهل ه‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ه ۡل جزآء ه‬
‫لتوفيق ه‬
‫العبد لطر هيق اجلن هة‪.‬‬ ‫طلب العل هم الشرعي وأنه سبب ه‬‫فضل ه‬ ‫‪-7‬‬
‫حلة يف ه‬
‫طلب العل هم‪.‬‬ ‫فضل الر ه‬ ‫‪-8‬‬

‫(‪ )74‬مسلم (‪.)2699‬‬


‫‪81‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ه‬
‫وتدارسه‪.‬‬ ‫القرآن‬ ‫ه‬
‫املساجد لتالوةه ه‬ ‫الجتماع يف‬
‫ه‬ ‫‪ -9‬الرتغيب يف‬
‫العمل‪ ،‬وهو أربعة أمونر‪:‬‬
‫فضل هذا ه‬‫‪ -10‬هعظم ه‬
‫ب­ غشيان الر ه‬
‫محة‪.‬‬ ‫أ­ نزول الس ه‬
‫كينة‪.‬‬
‫ه‬
‫مالئكته‪.‬‬ ‫املالئكة‪ .‬د­ وذكر للاه إايهم عند‬
‫ه‬ ‫وحف‬
‫ج­ ُّ‬
‫يان الر ه‬
‫محة‪.‬‬ ‫ه‬
‫للطمأنينة وغش ه‬ ‫‪ -11‬أن تالوة ه‬
‫القرآن ومدارسته جملبة‬
‫املالئكة ولذك هر للاه ه‬
‫للعبد‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪ -12‬أن التالوة واملدارسة ه‬
‫للقرآن سبب ه‬
‫لقرب‬
‫املالئكة للذك هر وتعل هم العل هم وطال هبه‪.‬‬
‫ه‬ ‫حمبة‬ ‫‪-13‬‬
‫احلديث ذكر للاه للتالني‬
‫ه‬ ‫القرآن وتعلم العلم الشرعي ذكر لله؛ ألن همن جز ه‬
‫ائه يف هذا‬ ‫أن تالوة ه‬ ‫‪-14‬‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫القدسي‪:‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫احلديث‬ ‫وين أذك ۡرك ۡم﴾ [البقرة‪ ،]152 :‬ويف‬
‫ٓ‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ك‬‫ٱذ‬ ‫واملتدارسني‪ ،‬وقد قال سبحانه‪﴿ :‬ف‬
‫مأل ذكرته يف ن‬
‫مأل خ نري منهم»(‪.)75‬‬ ‫نفسي‪ ،‬وإن ذكرين يف ن‬ ‫نفسه ذكرته يف ه‬ ‫«فإن ذكرين يف ه‬
‫املساجد‪ ،‬وذلك إلضافتهها إىل للاه وأنا مكان لعبادةه للاه وذكره وتالوةه ه‬
‫كتابه‪.‬‬ ‫ه‬ ‫فضل‬ ‫‪-15‬‬
‫ه‬
‫احلديث‬ ‫املالئكة‪ ،‬وأن منهم السيارة الذين يتبعون جمالس الذك هر‪ ،‬كما جاء يف‬ ‫ه‬ ‫إثبات ه‬
‫وجود‬ ‫‪-16‬‬
‫حيح(‪.)76‬‬
‫الص ه‬
‫أن العمل الصال هو مناط الش ه‬
‫رف والس هبق‪.‬‬ ‫‪-17‬‬
‫سب ل حيصل به تقدم لهمن أخره عمله‪.‬‬ ‫أن علو الن ه‬ ‫‪-18‬‬
‫ه‬
‫األحساب‪.‬‬ ‫ه‬
‫ابألنساب و‬ ‫أن التفاضل عند للاه ابلتقوى و ه‬
‫العمل الصا هل ل‬ ‫‪-19‬‬
‫سب‪.‬‬ ‫التحذير همن الغرتا هر والفتخا هر ه‬
‫بشرف الن ه‬ ‫‪-20‬‬
‫أن األنساب متفاضلة‪ ،‬لكن فيما بني الناس ل عند ه‬
‫للا‪.‬‬ ‫‪-21‬‬
‫أحكام الشرهع ل يف زايدةه‬
‫ه‬ ‫العمل قد يوجب تقديًا يف ه‬
‫بعض‬ ‫صالح ه‬‫ه‬ ‫سب مع‬ ‫أن شرف الن ه‬ ‫‪-22‬‬
‫ه‬
‫كتحري‬ ‫ه‬
‫األحكام‬ ‫ومثل ما ُّخص به بنو هاش نم همن‬ ‫ه‬
‫كاإلمامة العظمى‪ ،‬فاألوىل با قريش‪ ،‬ه‬ ‫الثواب‪،‬‬
‫الص ه‬
‫دقة عليهم‪.‬‬

‫***‬

‫(‪ )75‬أخرجه البخاري (‪ ،)6970‬ومسلم (‪)2675‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫(‪ )76‬أخرجه مسلم (‪ ،)2689‬ونحوه في البخاري (‪)6045‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث السابع والثالثون‬


‫ول للاه صلى للا عليه وسلم فهيما يـر ه‬
‫ويه عن ربههه تـبارك وتعاىل‬ ‫اس رضي للا عنه‪ ،‬عن رس ه‬ ‫عن اب هن عب ن‬
‫ات‪ُ ،‬ث بني ذلهك؛ فمن هم هحبس ننة فـلم يـعملها كتـبـها للا هعنده حسن ًة‬ ‫ات والسيهئ ه‬
‫قال‪« :‬إهن للا كتب احلسن ه‬
‫اف كثهريةن‪ ،‬وإهن هم‬
‫ف إهىل أضع ن‬ ‫ك هاملةً‪ ،‬وإهن هم هبا فـع هملها كتـبـها للا هعنده عشر حسن ن‬
‫ات إهىل سبعه همئ هة هضع ن‬
‫البخاري‬
‫ُّ‬ ‫بهسيهئ نة فـلم يـعملها كتـبـها للا هعنده حسنةً ك هاملةً‪ ،‬وإهن هم هبا فـع هملها كتـبـها للا سيهئةً و ه‬
‫احد ًة»‪ .‬رواه‬
‫(‪)77‬‬ ‫ه‬
‫احلروف‬ ‫ومسلم يف صحيحيهما بذهه‬

‫الشرح‪:‬‬
‫يئات واجلز هاء عليها‪.‬‬
‫احلسنات والس ه‬
‫ه‬ ‫احلديث أصل يف ه‬
‫كتابة‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫ابق‪.‬‬ ‫ه‬
‫الكتاب‪ ،‬وهي كتابة القد هر الس ه‬ ‫ألعمال ه‬
‫العباد يف أم‬ ‫ه‬ ‫‪ -1‬كتابة للاه‬
‫ه‬
‫مبالئكته‪.‬‬ ‫ألعمال ه‬
‫العباد إذا ُهُّوا با أو عملوها‪ ،‬وذلك‬ ‫ه‬ ‫‪ -2‬كتابة للاه‬
‫أعمال ه‬
‫العباد‪.‬‬ ‫إحصاء ه‬ ‫‪-3‬‬
‫سيئاته مبثلهها‪.‬‬
‫ه‬ ‫فة‪ ،‬وكتابة‬ ‫حلسنات ه‬
‫العبد مضاعفةً أو غ هري مضاع ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫املالئكة‬ ‫كتابة‬ ‫‪-4‬‬
‫كتابته‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬وإهن عليكم حلافه هظني * كهر ًاما‬ ‫عمل ه‬
‫العبد و ه‬ ‫املالئكة املوكلني ه‬
‫حبفظ ه‬ ‫ه‬ ‫إثبات‬ ‫‪-5‬‬
‫كاتهبهني} [النفطار‪ ،]11-10:‬قال تعاىل‪{ :‬ورسلنا لديهم يكتـبون} [الزخرف‪.]80:‬‬
‫أن املالئكة يعلمون عمل ه‬
‫القلب ويكتبونه‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫ابحلسنة فلم يعملها كتهبت له حسنة واحدة‪.‬‬
‫ه‬ ‫أن العبد إذا هم‬ ‫‪-7‬‬
‫ه‬
‫األعمال وأثرها‪.‬‬ ‫اعتبار النـي هة يف‬ ‫‪-8‬‬
‫ه‬
‫سبعمئة هض ن‬
‫عف‪.‬‬ ‫ن‬
‫حسنات إىل‬ ‫أن العبد إذا عمل احلسنة كتهبت له عشر‬ ‫‪-9‬‬

‫(‪ )77‬البخاري (‪ ،)6121‬ومسلم (‪.)131‬‬


‫‪83‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫‪ -10‬إثبات العهن هدية لله عز وجل لقولهه‪« :‬كتـبها للا عنده حسنةً»‪ ،‬وهي عندية ن‬
‫مكان أو ن‬
‫عهد‬
‫ن‬
‫وضمان‪.‬‬
‫احلديث‪« :‬إَّنا تركها همن‬
‫ه‬ ‫‪ -11‬أن العبد إذا هم ابلسي هئة فرتكها لله كتبت له حسنة واحدة؛ لقولهه يف‬
‫جرائي»(‪.)78‬‬
‫ۖ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫أن العبد إذا عمل السيئة كتهبت مبثلهها‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬من جآء بهٱحلسن هة فـلهۥ عشر أ ۡمث هاهلا ومن‬ ‫‪-12‬‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ى إهل همثـلها وه ۡم ل يظلمون﴾ [األنعام‪.]160 :‬‬‫جآء بهٱلسيهئ هة فال جيز ٓ‬
‫ن‬
‫أبسباب‪.‬‬ ‫أن السيئة ل تضاعف لكن قد تـعظم‬ ‫‪-13‬‬
‫الفضل و ه‬
‫العدل‪.‬‬ ‫ه‬ ‫أن اجلزاء دائر بني‬ ‫‪-14‬‬
‫فضل للاه وج ه‬
‫وده‪.‬‬ ‫سعة ه‬ ‫‪-15‬‬
‫سبعمئة‪ ،‬بل تضاعف أضعافًا كثريةً ل حد هلا‪ ،‬ويشهد‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫احلسنات ل تنتهي عند‬ ‫أن مضاعفة‬ ‫‪-16‬‬
‫أحد ههم ول‬
‫أحد ذهبا ما بلغ مد ه‬
‫ً‬
‫لذلك قوله صلى للا عليه وسلم‪« :‬لو أنفق أحدكم مثل ن‬
‫ب ول يقبل للا إل الطيب وإن للا‬ ‫كسب طي ن‬ ‫نصيفه»(‪ ،)79‬وقولهه‪« :‬من تصدق ه‬
‫بعدل مترةن همن ن‬
‫بيمينه ُث يربهيها ه‬
‫لصاحبهها كما يريب أحدكم فلوه حىت تكون مثل اجلبله"(‪.)80‬‬ ‫يتقبـلها ه‬
‫عجزا كتهبت‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫عجزا؛ مل تكتب له حسنة ول سيئة‪ ،‬فإن تركها ً‬ ‫‪ -17‬أن من هم بسيئة فرتكها ل لل ول ً‬
‫ه‬
‫عليه سيئة‪.‬‬
‫ذر‪« :‬من‬ ‫ه‬
‫حديث أيب ن‬ ‫العدل والعفو؛ لقولهه صلى للا عليه وسلم يف‬
‫يئة دائر بني ه‬ ‫‪ -18‬أن جزاء الس ه‬
‫جاء ابلسي هئة فجزاؤه سيئة همثلها أو أغ هفر»(‪ ،)81‬ما عدا الشرك األكب‪ ،‬قال سبحانه‪﴿ :‬إهن ٱلِل ل‬
‫ا‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫يـغ هفر أن يشرك بهههۦ ويـغ هفر ما دون ٓذلهك لهمن يشآء﴾ [النساء‪.]116 :‬‬

‫***‬

‫(‪ )78‬أخرجه مسلم (‪)129‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه ‪.‬‬
‫(‪ )79‬أخرجه البخاري (‪)3470‬؛ من حديث أبي سعيد رض ي هللا عنه‪ ،‬ومسلم (‪)2540‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه ‪.‬‬
‫(‪ )80‬أخرجه البخاري (‪ )1344‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪)1014‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫(‪ )81‬أخرجه مسلم (‪.)2687‬‬
‫‪84‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الثامن والثالثون‬


‫للا صلى للا عليه وسلم‪« :‬إهن للا تـعاىل قال‪ :‬من عادى‬ ‫عن أيب هريرة رضي للا عنه قال‪ :‬قال رسول ه‬

‫ب وما تـقرب إهيل عب هدي بهشي نء أحب إهيل هما افرتضته علي هه‪ ،‬ول يـزال عب هدي يـتـقرب‬ ‫هيل ولهيًّا فـقد آذنـته هابحلر ه‬
‫إهيل هابلنـوافه هل حىت أ هحبه‪ ،‬فهإذا أحبـبـته كنت سعه ال هذي يسمع بههه‪ ،‬وبصره ال هذي يـب ه‬
‫صر بههه‪ ،‬ويده ال هيت يـب هطش‬
‫(‪)82‬‬
‫البخاري‬
‫ُّ‬ ‫هبا‪ ،‬وهرجله ال هيت ي هشي هبا‪ ،‬ولئهن سأل هين ألع هطيـنه‪ ،‬ولئه هن استـعاذهين أل هعيذنه»‪ .‬رواه‬

‫الشرح‪:‬‬
‫احلديث أصل يف فض هل الوههيل والول هية‪.‬‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫تقي‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬ألٓ إهن‬
‫كل مؤم نن ن‬
‫الويل ُّ‬
‫عدوا‪ ،‬و ُّ‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ -1‬أن من العباد من يكون وليًّا لل ومن يكون ً‬
‫أ ۡولهيآء ٱلِله ل خ ۡوف عل ۡي ه ۡم ول ه ۡم ۡحيزنون * ٱل هذين ءامنوا وكانوا يـتـقون﴾ [يونس‪.]63-62 :‬‬
‫ۡ‬
‫كل كاف نر ابلله‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬فهإن ٱلِل عدو لهل ٓك هف هرين﴾ [البقرة‪ .]98 :‬وقال سبحانه‪:‬‬ ‫العدو ُّ‬
‫و ُّ‬
‫﴿ويـ ۡوم ۡحيشر أ ۡعدآء ٱلِله إهىل ٱلنا هر فـه ۡم يوزعون﴾ [فصلت‪.]19 :‬‬
‫الة ه‬
‫أولياء للاه ومعاداةه أعدائهه‪.‬‬ ‫‪ -2‬وجوب مو ه‬
‫أولياء للاه تتضمن التواضع هلم‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن موالة ه‬
‫‪ -4‬حتري معاداةه ه‬
‫أولياء للاه‪.‬‬
‫‪ -5‬غرية للاه ألوليائهه وكرامتهم عنده‪.‬‬
‫للا وحر هبه‪ .‬واملعاداة‪ :‬البغض‪ ،‬وإرادة ه‬
‫إحلاق األذى‬ ‫لعداوة ه‬
‫ه‬ ‫ويل همن ه‬
‫أولياء للاه سبب‬ ‫‪ -6‬أن عداوة ن‬
‫والضرهر‪ ،‬والسعي يف ذلك‪ ،‬فإن كان لدي هن ويل للاه فهو كفر‪ ،‬وإن كان لغ هري ذلك وكان بغ هري ن‬
‫حق‬
‫ن‬
‫خصومة‪.‬‬ ‫حبق فمكروه‪ ،‬كالعداوةه الن ه‬
‫اشئة عن‬ ‫فهو كبرية‪ ،‬وإن كان ن‬
‫‪ -7‬الوعد بنص هر للاه لولي هه‪.‬‬
‫ه‬
‫أوليائه‪ ،‬ومن حاربه للا أدركه وأهلكه‪.‬‬ ‫‪ -8‬إعالن للاه احلرب على من يعادي وليًّا همن‬
‫(‪ )82‬البخاري (‪.)6137‬‬
‫‪85‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫‪ -9‬التحذير همن معاداةه ه‬


‫أولياء للاه‪.‬‬
‫بتحقيق العبادةه‪ ،‬وذلك ابلتقر ه‬
‫ب إىل للا مبحابهه‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪ -10‬أن الولية حتصل‬
‫‪ -11‬أن األعمال الصاحلة سبب حملب هة للاه ه‬
‫لعبده‪.‬‬
‫‪ -12‬تفاضل ه‬
‫أولياء للاه يف حظهم همن هذهه احملب هة‪.‬‬
‫‪ -13‬إثبات احملب هة لله‪.‬‬
‫ه‬
‫اجلملة‪.‬‬ ‫‪ -14‬أن الفرائض أفضل همن النو ه‬
‫افل يف‬
‫إليه همن ن‬
‫بعض‪ ،‬وأحبُّها الفرائض‪.‬‬ ‫أحب ه‬‫‪ -15‬أن األعمال الصاحلة كلها حمبوبة لله‪ ،‬وبعضها ُّ‬
‫ه‬
‫العبادات منها الفرض ومنها النفل‪.‬‬ ‫‪ -16‬أن‬
‫‪ -17‬أن أولياء للاه صنفان‪:‬‬
‫ني‪ُّ ،‬‬
‫ويدل عليه قوله‪:‬‬ ‫احملارم‪ ،‬وهم املقتصدون وأصحاب اليم ه‬ ‫وترك ه‬ ‫ائض ه‬‫فعل الفر ه‬ ‫األول‪ :‬مقتصرون على ه‬
‫بشيء أحب إيل ما افرتضته ه‬
‫عليه»‪.‬‬ ‫«وما تقرب إيل عبدي ن‬

‫ويدل عليه قوله‪« :‬ول‬ ‫ائض‪ ،‬وهم املقربون واملسا هرعون يف اخلري ه‬
‫ات‪ُّ ،‬‬ ‫افل بعد الفر ه‬ ‫الثاين‪ :‬املتقربون ابلنو ه‬
‫يـزال عب هدي يـتـقرب إهيل هابلنـوافه هل حىت أ هحبه»‪.‬‬
‫افل ومداومته عليها سبب حملب هة للاه تعاىل له حمبةً خاصةً‪ ،‬ه‬
‫ففيه‪:‬‬ ‫‪ -18‬أن إكثار ه‬
‫العبد همن النو ه‬
‫احلث على كثرةه النو ه‬
‫افل‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫‪-19‬‬
‫ه‬
‫الولية‪ ،‬وهلذا مدح للا أنبياءه‬ ‫‪ -20‬أن العبد فقري إىل للاه ل يستغين عن ه‬
‫عطاء رب هه‪ ،‬مهما بلغ يف‬
‫ۖ‬ ‫ه ه ۡۡ ه ۡ‬
‫ت ويدعونـنا رغبٗا ورهبٗا وكانوا‬ ‫بدعائههم إايه‪ ،‬فقال تعاىل‪﴿ :‬إهن ۡم كانوا ي ٓسرعون يف ٱخل ٓري‬
‫لنا ٓخ هشعهني﴾ [األنبياء‪.]90 :‬‬
‫ارح هه عن ه‬
‫احملارم و ه‬
‫الفضول‪ ،‬فال يتصرف العبد‬ ‫للعبد وحفظ جو ه‬‫للا ه‬ ‫‪ -21‬أن أثر هذه احملب هة تسديد ه‬
‫وفق الشرهع‪ ،‬وهذا معن قوله‪« :‬كنت سعه‪ ..‬وبصره ويده‪ ..‬ورجله»‪ .‬ومعن‬ ‫ارح هه إل على ه‬ ‫جبو ه‬
‫ه‬
‫احلديث‪« :‬أان‬ ‫ب أم هره الشرعي وأم هره الكوين‪ ،‬كما قال يف‬ ‫ذلك أنه سبحانه املصرف هلا مبوج ه‬
‫الدهر‪ ،‬أقلهب ليله وناره»(‪.)83‬‬
‫‪ -22‬أن همن آث هر هذه احملب هة اخلاص هة إجابة دعائهه‪ ،‬وإعطاءه سؤله‪ ،‬وإعاذته ما استعاذ منه‪.‬‬
‫ه‬
‫املطالب‪ ،‬ففيه‪:‬‬ ‫ه‬
‫حلصول‬ ‫‪ -23‬أن الدعاء سبب‬

‫(‪ )83‬أخرجه مسلم (‪)2246‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬


‫‪86‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ه‬
‫األسباب ينايف التوكل‪.‬‬ ‫الرُّد على الصوفي هة القائلني أبن الدعاء وَنوه همن‬ ‫‪-24‬‬
‫ائجه هبه‪.‬‬
‫إليه وإنز هال حو ه‬
‫تواضع املؤم هن لرب هه ابفتقا هره ه‬ ‫‪-25‬‬
‫أن الويل مستجاب الدعوةه‪.‬‬ ‫‪-26‬‬
‫املطلوب ودف هع املكروهه‪.‬‬
‫ه‬ ‫أن الدعاء سبب ه‬
‫جللب‬ ‫‪-27‬‬

‫ه‬
‫احلديث عند البخاري يف صحيحه‪:‬‬ ‫هذا ومتام‬
‫فاعله تـرُّد هدي عن ه‬
‫نفس املؤم هن‪ ،‬يكره املوت وأكره مساءته»(‪)84‬؛ فيه‬ ‫«وما ترددت عن ن‬
‫شيء أان ه‬

‫فوائ ُد؛ منها‪:‬‬


‫ني مع ه‬
‫كمال‬ ‫حق للاه تعارض إرادت ه‬ ‫دد إىل للاه مقروان بتفسريهه‪ ،‬ومعن الرت ه‬
‫دد يف ه‬ ‫ً‬
‫إضافة الرت ه‬
‫ه‬ ‫‪ -28‬جواز‬
‫ه‬
‫املخلوق الذي هو نقص‪ ،‬فمنشؤه اجلهل‬ ‫ترد هد‬ ‫ه‬
‫خبالف ُّ‬ ‫ه‬
‫احلكمة‪ ،‬وهمبا سيكون‪،‬‬ ‫العل هم مبقتضى‬
‫اقب األموهر‪.‬‬ ‫ه‬
‫ابملصلحة وبعو ه‬
‫لقبض ه‬
‫نفسه‪.‬‬ ‫احلديث‪ :‬كراهته تعاىل ملساءةه املؤم هن ومشيئته ه‬
‫ه‬ ‫وتعارض اإلرادتني يف هذا‬
‫اهة ه‬
‫لقاء للاه‪ ،‬كما جاء‬ ‫للموت ل يذ ُّم هبه‪ ،‬ألنا هجبلهية‪ ،‬وليس ذلك همن ه‬
‫قبيل كر ه‬ ‫ه‬ ‫‪ -29‬أن كراهة املسل هم‬
‫ه‬
‫املعاينة‪.‬‬ ‫احلديث‪« :‬من كره لقاء ه‬
‫للا كره للا لقاءه»(‪ ،)85‬فذاك حني‬ ‫ه‬ ‫يف‬
‫ه‬
‫تقتضيه حكمته البالغة‪.‬‬ ‫أن للا يكره ما يسوء وليه‪ ،‬ولكنه تعاىل يفعل ما‬ ‫‪-30‬‬
‫نفس ل مفر منه‪ ،‬كما قال تعاىل‪﴿ :‬ك ُّل نـ ۡفسٗ ذآئهقة ۡٱلم ۡو ه‬
‫ت﴾ [آل‬ ‫كل ن‬ ‫أن املوت حتم على ه‬ ‫‪-31‬‬
‫ۡ‬
‫ككم ٱلم ۡوت﴾ [النساء‪.]78 :‬‬‫عمران‪﴿ ،]185 :‬أ ۡيـنما تكونوا ي ۡد هر ُّ‬
‫األفعال الختياري هة يف حق هه تعاىل‪.‬‬
‫ه‬ ‫إثبات‬ ‫‪-32‬‬
‫ه‬
‫بتفويت أدانُها‪.‬‬ ‫ترجيح أعلى املصلحت ه‬
‫ني‬ ‫‪-33‬‬
‫***‬

‫(‪ )84‬البخاري (‪ )6137‬وقد خلت منها النسخ املطبوعة من األربعين‪ ،‬ولكن أثبتها الشيخ نظر الفاريابي في املتن من تحقيقه لشرح األربعين َلبن رجب‬
‫حيث اعتمد على نسخة منقولة عن أصل املؤلف‪ ،‬ويدل لذلك أن ابن رجب شرحها‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(‪ )85‬أخرجه البخاري (‪ ،)6142‬ومسلم (‪)2683‬؛ من حديث عبادة رض ي هللا عنه‪ ،‬وجاء أيضا فيهما متفقا عليه؛ من حديث أبي موس ى رض ي هللا‬
‫عنه (البخاري (‪ ،)6143‬ومسلم (‪.)2686‬‬
‫‪87‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث التاسع والثالثون‬


‫اس رضي للا عنه‪ ،‬أن رسول للاه صلى للا عليه وسلم قال‪« :‬إن للا جتاوز هيل عن أم هيت‪:‬‬
‫ع هن اب هن عب ن‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫اخلطأ‪ ،‬والنسيان‪ ،‬وما استك هرهوا عليه»‪ .‬حديث حسن رواه ابن ماجه و ُّ‬
‫(‪)86‬‬
‫البيهقي وغريُها‬

‫الشرح‪:‬‬
‫هذا احلديث أصل يف رف هع ه‬
‫اإلُث عن املخطئ والناسي واملكره‪.‬‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫‪ -1‬فضل للاه على أم هة حمم ند صلى للا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ -2‬كرم النب صلى للا عليه وسلم على رب هه‪.‬‬
‫فضل هذه األم هة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫صفات للاه التجاوز‪ ،‬وهو العفو وترك املؤاخذةه‪.‬‬ ‫ه‬ ‫أن همن‬ ‫‪-4‬‬
‫سيان واإلكراهه‪ ،‬وقد دل على ذلك القرآن يف قولهه تعاىل‪:‬‬ ‫ه‬
‫ابخلطأ والن ه‬ ‫رفع مؤاخذةه هذه األمة‬ ‫‪-5‬‬
‫ۡ ا‬ ‫هۡ‬
‫اخذانٓ إهن ن هسينآ أ ۡو أ ۡخطأان﴾ [البقرة‪ ]286 :‬قال للا‪« :‬قد فعلت»(‪ ،)87‬وقوله‬ ‫﴿ربـنا ل تـؤ‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ههن فهإن ٱلِل هم ۢن بـ ۡع هد إهك ٓرهه ه ن غفورٗ رهحيمٗ﴾ [النور‪ .]33 :‬وخص همن‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ومن يك هر ُّ‬
‫ن‬
‫معصوم‪.‬‬ ‫هذا يف اإلكراهه‪ :‬اإلكراه على ه‬
‫قتل‬
‫قصد‪ ،‬والنسيان ما كان عن ن‬
‫ذهول‪ ،‬واإلكراه ما كان عن قس نر واضطرا نر‪.‬‬ ‫واخلطأ ما كان عن غ هري ن‬
‫فعل آخر‪ ،‬فإن (جتاوز) ض همن معن (أسقط)‪ ،‬أي‪ :‬أسقط يل عن‬ ‫أن الفعل قد يضمن معن ن‬ ‫‪-6‬‬
‫الفعل بـ (عن) التقدير‪ :‬جتاوز ألميت‬ ‫الفاعل ه‬
‫ابلالم‪ ،‬وإىل ه‬ ‫ه‬ ‫أميت اخلطأ‪ ،‬فإن (جتاوز) يتعدى إىل‬
‫عن ه‬
‫اخلطأ‪.‬‬
‫أن طالق املكره ل يقع‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫يقع‬
‫انسيا أو خمطئًا أو مكرًها ل حينث ومل ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫أن من فعل احمللوف عليه أو املعلق على شرط ً‬ ‫‪-8‬‬
‫(‪ )86‬ابن ماجه (‪ ،)2045‬والبيهقي (‪ ،)357/7‬وابن حبان (‪ .)7219‬وصححه األلباني في صحيح ابن ماجه (‪.)1664‬‬
‫(‪ )87‬مسلم (‪)126‬؛ من حديث ابن عباس رض ي هللا عنهما‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫املشروط‪.‬‬
‫***‬

‫‪89‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث اْلربعون‬
‫للا صلى للا عليه وسلم همبن هكب فقال‪« :‬كن هيف ُّ‬
‫الدنـيا‬ ‫عن اب هن عمر رضي للا عنه قال‪ :‬أخذ رسول ه‬

‫كأنك غ هريب أو عابهر سبه نيل»‪ .‬وكان ابن عمر رضي للا عنه يقول‪ :‬إذا أمسيـت فال تـنـت هظ هر الصباح‪ ،‬وإذا‬
‫(‪)88‬‬
‫البخاري‬
‫ُّ‬ ‫ومن حياتهك لهموتهك‪ .‬رواه‬
‫أصبحت فال تـنـت هظ هر املساء‪ ،‬وخذ همن هصحتهك لهمر هضك‪ ،‬ه‬

‫الشرح‪:‬‬
‫ه‬
‫الستعداد حبس هن ه‬
‫العمل‪.‬‬ ‫احلديث أصل يف قهص هر ه‬
‫األمل‪ ،‬و‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫وسائل إحضا هر ذهنهه ه‬
‫إليه‪.‬‬ ‫بدن املتعل هم كمنكبه هه و ه‬
‫كف هه همن ه‬ ‫أن وضع العاهمل يده على ه‬ ‫‪-1‬‬
‫ه‬
‫األمثال‪.‬‬ ‫ه‬
‫وضرب‬ ‫حسن تعلي هم الن هب صلى للا عليه وسلم ابلت ه‬
‫شبيه‬ ‫‪-2‬‬
‫طرق ه‬
‫البيان التشبيه‪.‬‬ ‫أن همن ه‬ ‫‪-3‬‬
‫ب صلى للا عليه وسلم همن جوام هع الكل هم‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫فيه شاهد لما اختص به الن ُّ‬ ‫‪-4‬‬
‫فضيلة اب هن عمر رضي للا عنه ألخذهه مبنكبه هه وَّتصيصهه ابلوصي هة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وحظوظها‪ ،‬كما قال سبحانه‪﴿ :‬ول متدن ع ۡيـنـ ۡيك إه ٓىل ما‬ ‫ه‬ ‫هد يف مت هع الدنيا‬‫اإلرشاد إىل الز ه‬ ‫‪-6‬‬
‫هۡ ۡ ۡ ۡ ه ۡ‬
‫ٱلدنـيا﴾ [طه‪.]131 :‬‬ ‫متـ ۡعنا بهههٓۦ أ ۡزٓوجٗا منـهم زهرة ٱحليـ ٓوة ُّ‬
‫حيل والعودةه ول يعنيه ما‬ ‫وطنه‪ ،‬يعه ُّد العدة للر ه‬
‫يب‪ ،‬وهو النازل يف غ هري ه‬ ‫أن املؤمن يف الدنيا كالغر ه‬ ‫‪-7‬‬
‫يب ل جيزع‬ ‫يعين أهل الوط هن ول يبايل بقل هة من يعرف‪ .‬قال احلسن‪« :‬املؤمن يف الدنيا كالغر ه‬
‫همن ذهلا‪ ،‬ول ينافهس يف عزها‪ ،‬له شأن وللناس شأن»(‪.)89‬‬
‫اجلد حبس هن ه‬
‫العمل‪.‬‬ ‫األمل و ه‬ ‫اإلرشاد إىل قهص هر ه‬ ‫‪-8‬‬
‫يستقر له‬ ‫بيل‪ ،‬وهو املسافر الذي ُهه الوصول إىل ه‬
‫غايته ل ُّ‬ ‫أن املؤمن يف هذه الدنيا كعاب هر الس ه‬ ‫‪-9‬‬

‫(‪ )88‬البخاري (‪.)60053‬‬


‫(‪ )89‬جامع العلوم والحكم (‪.)379/2‬‬
‫‪90‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ه‬
‫املشاهد‪.‬‬ ‫قرار يف منازل سريهه‪ ،‬ول يلهو همبا ُّ‬
‫ير هبه همن‬
‫يطمئن ابحلياةه الدنيا ول يرضى هبا ً‬
‫بدل عن اآلخرةه‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫‪ -10‬أن املؤمن ل‬
‫حقا دائم التشم هري يف سريهه إىل للاه‪ ،‬فهو دائم العبودية لله‪.‬‬ ‫‪ -11‬أن املؤمن ً‬
‫‪ -12‬عمل اب هن عمر بوصي هة النب صلى للا عليه وسلم‪ ،‬كما هو ظاهر همن قولهه‪« :‬إذا أمسيت فال‬
‫تنتظ هر الصباح»‪.‬‬
‫تفسريا لوصي هة النب صلى للا عليه وسلم‪.‬‬‫ً‬ ‫‪ -13‬أن قول اب هن عمر تضمن‬
‫األمل بقولهه‪« :‬إذا أمسيت فال تنتظ هر الصباح وإذا أصبحت فال‬ ‫‪ -14‬وصيته رضي للا عنه هبقص هر ه‬
‫تنتظ هر املساء»‪.‬‬
‫قوله‪« :‬وخذ همن صحتك‬ ‫العمل‪ ،‬وذلك يف ه‬ ‫ه‬
‫إبحسان ه‬ ‫ه‬
‫الفرص‬ ‫ه‬
‫ابغتنام‬ ‫‪ -15‬وصيـته رضي للا عنه‬
‫ومن حياتهك ملوتك»‪.‬‬ ‫ملرضك ه‬
‫مرضه ما كان يعمل يف صح هته‪.‬‬
‫للعمل حىت إن العبد يكتب له يف ه‬ ‫‪ -16‬أن الصحة فرصة ه‬
‫‪ -17‬أن احلياة يف هذه الدنيا وقت للتزوهد لآلخرةه‪.‬‬
‫طنة والص هب والبصريةه‪،‬‬ ‫الكيس و ه‬
‫الف ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫األلباب‪ ،‬وهم أهل‬ ‫نعمتان يغتنمهما ذوو‬‫ه‬ ‫‪ -18‬أن الصحة واحلياة‬
‫نعمتان مغبون فيهما كثري همن الن ه‬
‫اس‪ :‬الصحة والفراغ»(‪ .)90‬وعنه‬ ‫قال صلى للا عليه وسلم‪ « :‬ه‬
‫وعمل لهما بعد ه‬
‫املوت‪ ،‬والعاجز من أتبع نفسه‬ ‫صلى للا عليه وسلم‪« :‬الكيهس من دان نفسه ه‬
‫هواها ومتن على ه‬
‫للا األماين»(‪.)91‬‬

‫***‬

‫(‪ )90‬البخاري (‪)6049‬؛ من حديث ابن عباس (ض‪. )2‬‬


‫(‪ )91‬أخرجه اإلمام أحمد (‪ ،)350/28‬والترمذي (‪ )2459‬وحسنه‪ ،‬وابن ماجه (‪)4260‬؛ من حديث شداد بن أوس رض ي هللا عنه‪ .‬وفي هامش‬
‫املسند (ط‪ .‬التركي)‪« :‬إسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم‪ ،‬وباقي رجال اإلسناد ثقات»‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث احلادي واْلربعون‬


‫العاص رضي للا عنه قال‪ :‬قال رسول للاه صلى للا عليه وسلم‪:‬‬
‫ه‬ ‫عن أيب حمم ند عب هد للاه ب هن عم هرو ب هن‬
‫«ل يـؤهمن أحدكم حىت يكون هواه تـبـعا لهما هجئت به هه»‪ .‬حديث حسن صحيح‪ ،‬رهويناه يف ه‬
‫كتاب احلج هة‬ ‫ً‬
‫(‪)92‬‬
‫صحيح‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫إبسناد‬

‫الشرح‪:‬‬
‫باع ما جاء هبه الرسول صلى للا عليه وسلم‪ ،‬ومعناه يشهد له القرآن يف‬ ‫ه‬
‫وجوب ات ه‬ ‫احلديث أصل يف‬
‫كقوله تعاىل‪﴿ :‬فال وربهك ل يـ ۡؤهمنون ح ٓىت حي هكموك فهيما شجر بـ ۡيـنـه ۡم﴾ [النساء‪.]65 :‬‬
‫آايت كثريةن‪ ،‬ه‬
‫ن‬
‫شرحه‪ ،‬فقال‪« :‬تصحيح‬ ‫ه‬ ‫اية خالفه فيه اإلمام ابن ن‬
‫رجب يف‬ ‫جهة الرو ه‬
‫للحديث همن ه‬
‫ه‬ ‫وتصحيح النووي‬
‫الفتح نص هر ب هن إبراهيم‬
‫يخ أيب ه‬ ‫احلديث بعيد جدًّا همن وجوهن‪ ،»..‬فذكرها‪ .‬قال‪« :‬وكتاب احلج هة للش ه‬ ‫ه‬ ‫هذا‬
‫َترك احملج هة يتضمن ذكر ه‬
‫أصول‬ ‫اهد نز هيل دمشق‪ ،‬وكتابه هذا هو احلجة على ه‬ ‫املقدسي الشافعي الفقيه الز ه‬
‫السن هة»(‪.)93‬‬ ‫ه‬
‫احلديث و ُّ‬ ‫اعد ه‬
‫أهل‬ ‫الدي هن على قو ه‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫َتبعا ما جاء هبه الرسول صلى للا عليه وسلم‪ ،‬ول يلزم همن نفي‬
‫نفي اإليان عمن مل يكن هواه ً‬ ‫‪-1‬‬
‫ن‬
‫ستحب‪،‬‬ ‫فعل حمرنم فال ينفى ه‬
‫لرتك م‬ ‫لرتك و ن‬
‫اجب أو ه‬ ‫اإليان نفي ه‬
‫أصله‪ ،‬لكن ل ينفى اإليان إل ه‬ ‫ه‬
‫ه‬
‫اإلسالم ابن تيمية رمحه للا(‪.)94‬‬ ‫كما نبه إىل ذلك شيخ‬
‫ه‬
‫اإليان‪.‬‬ ‫حيب للا ورسوله صلى للا عليه وسلم همن ه‬
‫كمال‬ ‫لكل ما ُّ‬ ‫أن حمبة ه‬
‫العبد ه‬ ‫‪-2‬‬
‫ألصله أو لكمالهه‬
‫ه‬ ‫أن كراهة ن‬
‫شيء ما جاء به الرسول صلى للا عليه وسلم ينايف اإليان‪ ،‬إما‬ ‫‪-3‬‬
‫الو ه‬
‫اجب‪.‬‬
‫مسائل الدي هن العتقادي هة والعملي هة‪ ،‬والرضا‬
‫ه‬ ‫وجوب حتكي هم الر ه‬
‫سول صلى للا عليه وسلم يف ه‬
‫كل‬ ‫‪-4‬‬

‫ّ‬
‫املحجة (‪ )25( )32/1‬ط‪ .‬أضواء السلف‪.‬‬ ‫(‪ )92‬مختصر الحجة على تارك‬
‫(‪ )93‬جامع العلوم والحكم (‪ ،)393/2‬ط‪ .‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫(‪ )94‬مجموع الفتاوى «كتاب اإليمان» (‪)647 ،14/7‬‬
‫‪92‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫بذلك والتسلي هم‪.‬‬


‫قول الر ه‬
‫سول صلى للا عليه وسلم‪.‬‬ ‫اس على ه‬ ‫تقدي قوهل ن‬
‫أحد همن الن ه‬ ‫حتري ه‬ ‫‪-5‬‬
‫قول كل ن‬
‫أحد‪.‬‬ ‫سول صلى للا عليه وسلم على ه‬‫قول الر ه‬
‫تقدي ه‬ ‫وجوب ه‬ ‫‪-6‬‬
‫أنه ل خيار ن‬
‫ألحد يف أم نر قضاه للا ورسوله‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫ه‬
‫لإليان‪.‬‬ ‫حتري حمب هة ما يكرهه للا ورسوله صلى للا عليه وسلم‪ ،‬وأنه م ن‬
‫ناف‬ ‫‪-8‬‬
‫قل على ه‬
‫العقل إذا بدا بينهما تعارض‪.‬‬ ‫وجوب ه‬
‫تقدي الن ه‬ ‫‪-9‬‬
‫ليل قبل تقري هر احلك هم‪.‬‬
‫‪ -10‬تقدي النظ هر يف الد ه‬
‫َتبعا لهما جاء به الرسول صلى للا عليه وسلم‪ ،‬ومذموم‬
‫‪ -11‬أن اهلوى منه ما هو حممود وهو ما كان ً‬
‫وهو ما خالف هدي الر ه‬
‫سول صلى للا عليه وسلم وأمره‪.‬‬
‫مذموما‪،‬‬
‫ً‬ ‫باع اهلوى‪ ،‬فاتباع اهلوى هو الدوران معه‪ ،‬وإن خالف األمر فيكون‬
‫‪ -12‬الفرق بني اهلوى وات ه‬
‫مذموما‪.‬‬
‫ً‬ ‫حممودا‪ ،‬وإن خالفه كان‬
‫واهلوى هو الرغبة يف الشيء وحمبته‪ ،‬فإن وافق األمر كان ً‬

‫***‬

‫‪93‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الثاين واْلربعون‬


‫للا صلى للا عليه وسلم يقول‪« :‬قال للا تـعاىل‪ :‬اي ابن‬ ‫س رضي للا عنه قال‪ :‬هسعت رسول ه‬ ‫عن أن ن‬
‫آدم‪ ،‬إهنك ما دعوت هين ورجوت هين غفرت لك على ما كان همنك ول أابهيل‪ ،‬اي ابن آدم‪ ،‬لو بـلغت ذنوبك عنان‬
‫ض خطااي ُث ل هقيت هين ل تش هرك هيب‬ ‫السم هاء ُث استـغفرت هين غفرت لك‪ ،‬اي ابن آدم‪ ،‬إهنك لو أتـيـت هين بهقر ه‬
‫اب األر ه‬
‫(‪)95‬‬
‫ذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‬ ‫شيـئًا ألتـيـتك بهقر هابا مغ هفرًة»‪ .‬رواه ه‬
‫الرتهم ُّ‬

‫الشرح‪:‬‬
‫وحيد والد ه‬
‫عاء والستغفا هر‪ ،‬وهو حديث قدسي ما ه‬
‫يرويه الرسول صلى للا‬ ‫فضل الت ه‬
‫احلديث أصل يف ه‬
‫ي‬
‫عليه وسلم عن رب هه همن قولهه‪ ،‬فهو همن ه‬
‫كالم للاه ولكن ليس له حكم ه‬
‫القرآن‪.‬‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫فضيلة آدم عليه السالم‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫شرف الن ه‬
‫سب آلدم‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫سب‪ ،‬كما قال صلى للا عليه وسلم‪« :‬الناس بنو آدم‪ ،‬وآدم همن‬
‫اس يف هذا الن ه‬
‫اشرتاك مجي هع الن ه‬ ‫‪-3‬‬
‫تر ن‬
‫اب»(‪.)96‬‬
‫يعم الذكور واإلانث‪ ،‬مثل بين هاش نم‬ ‫ه‬
‫القبيلة فإنه ُّ‬ ‫أن لفظ «ابن» أو «بين» إذا أضيف إىل ه‬
‫جد‬ ‫‪-4‬‬
‫ذكورا وإان ًث‪،‬‬ ‫احلديث‪ ،‬فقوله‪« :‬اي ابن آدم» يشمل مجيع ه‬ ‫ه‬ ‫وبين متي نم‪ ،‬ومنه ما يف هذا‬
‫الناس ً‬
‫معني َنو اب هن حمم ند أو بين حمم ند اختص ابلذكوهر‪ ،‬وبن الفقهاء على هذا‬
‫وإذا أضيف إىل ن‬
‫لفظ الو ه‬
‫اقف‪.‬‬ ‫يستحق الوقف بناء على ه‬
‫ُّ‬ ‫ه‬
‫الفرق حتديد من‬
‫ً‬
‫حيب همن عبادهه أن يرجوه ويدعوه ه‬
‫ويوحدوه‪.‬‬ ‫أن للا ُّ‬ ‫‪-5‬‬

‫(‪ )95‬الترمذي (‪ .)3540‬قال ابن رجب‪« :‬إسناده َل بأس به» جامع العلوم والحكم (‪.)400/2‬‬
‫(‪ )96‬أخرجه أبو داود (‪ ،)5116‬والترمذي (‪َّ )3955‬‬
‫وحسنه؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪ ،‬وصححه املنذري ومن بعده األلباني كما في صحيح‬
‫الترغيب والترهيب (‪.)2965‬‬
‫‪94‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫عاء والر ه‬
‫جاء‪.‬‬ ‫فضل الد ه‬ ‫‪-6‬‬
‫فضل للاه وسعة جودهه‪.‬‬
‫عظم ه‬ ‫‪-7‬‬
‫أنه ل يتعاظمه شيء أعطاه عبده لغناه و ه‬
‫كرمه وأنه ل مك هره له‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫‪ -9‬أن الدعاء والرجاء سبب ملغفرهة الذ ه‬
‫نوب‪.‬‬
‫ه‬
‫حلصول املغفرةه‪.‬‬ ‫‪ -10‬أن الستغفار سبب‬
‫رك سبب ملغفرةه مجي هع الذ ه‬
‫نوب‪.‬‬ ‫‪ -11‬أن التوحيد اخلالص همن الش ه‬
‫‪ -12‬فضل الت ه‬
‫وحيد‪.‬‬
‫‪ -13‬ضرر الش ه‬
‫رك‪.‬‬
‫ه‬
‫األرض خطااي»؛ أي‪ :‬ملؤها أو قريب‪.‬‬ ‫ابحملسوس‪ ،‬لقولهه‪« :‬بقر ه‬
‫اب‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫املعقول‬ ‫‪ -14‬تشبيه‬
‫‪ -15‬الرتغيب يف الد ه‬
‫عاء والستغفا هر‪.‬‬
‫العمل لله‪.‬‬ ‫ه‬
‫إخالص ه‬ ‫‪ -16‬الرتغيب يف‬
‫‪ -17‬أن الشرك ل يغفر‪.‬‬
‫‪ -18‬إثبات ه‬
‫لقاء ه‬
‫للا عز وجل‪.‬‬

‫***‬

‫‪95‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الثالث واْلربعون‬


‫اس (ض‪ )2‬قال‪ :‬قال رسول للاه صلى للا عليه وسلم‪« :‬أحلهقوا الفرائهض هأبهلهها‪ ،‬فما أبـق ه‬
‫ت‬ ‫ع هن اب هن عب ن‬
‫الفرائهض ف هألوىل رج نل ذك نر»‪ .‬خرجه الب ُّ‬
‫(‪)97‬‬
‫خاري ومسلم‬

‫الشرح‪:‬‬
‫أحكام املهرياث‪.‬‬
‫ه‬ ‫هذا احلديث أصل يف‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫السنة ت ه‬
‫فسر القرآن‪.‬‬ ‫أن ُّ‬ ‫‪-1‬‬
‫ابلسن هة‪.‬‬ ‫ه‬
‫األحكام ما ثبت ُّ‬ ‫أن همن‬ ‫‪-2‬‬
‫كة على الوارثني وذلك بعد الوصي هة والدي هن‪.‬‬ ‫قسمة الرت ه‬
‫وجوب ه‬ ‫‪-3‬‬
‫أن الرتكة هملك للور هثة حبك هم الشرهع مل ًكا قهرًّاي‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أن اإلرث نوعان‪ :‬فرض وهو اإلرث املقدر‪ ،‬وتعصيب وهو اإلرث بال تقدي نر‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫للا ستة؛ ه‬
‫ثلثان وثلث وسدس‪ ،‬ونصف‬ ‫كتاب ه‬
‫الفروض‪ ،‬والفروض املقدرة يف ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫أصحاب‬ ‫تقدي‬ ‫‪-6‬‬
‫وربع ومثن‪:‬‬
‫ني ن‬
‫ألب فأكثر‪.‬‬ ‫ني‪ ،‬واألخت ه‬
‫ني الشقيقت ه‬
‫ني‪ ،‬وبنيت الب هن فأكثر‪ ،‬واألخت ه‬ ‫ن‬
‫أصناف‪ :‬للبنت ه‬ ‫فالثلثان ألر ه‬
‫بعة‬ ‫ه‬ ‫­‬
‫ذكورا أو إان ًث‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ه ه‬
‫‪ -‬والثلث لصنفني‪ :‬لألم‪ ،‬ولألخوين ألم فأكثر؛ ً‬
‫ه‬
‫األخت‬ ‫األخ أو‬ ‫قبل ه‬
‫األب‪ ،‬و ه‬ ‫مطلقا‪ ،‬و ه‬
‫اجلد همن ه‬ ‫لألم‪ ،‬و ه‬
‫األب‪ ،‬واجلدة ً‬ ‫ن‬
‫أصناف‪ :‬ه‬ ‫ه‬
‫لسبعة‬ ‫­ والسدس‬
‫األخت الش ه‬
‫قيقة‪.‬‬ ‫ه‬ ‫البنت‪ ،‬و ه‬
‫األخت ن‬
‫ألب مع‬ ‫وبنت الب هن مع ه‬
‫ألم‪ ،‬ه‬
‫ن‬
‫الزوج‪.‬‬ ‫األخت ن‬
‫ألب‪ ،‬و ه‬ ‫ه‬
‫الشقيقة‪ ،‬و ه‬ ‫وبنت الب هن‪ ،‬و ه‬
‫األخت‬ ‫للبنت‪ ،‬ه‬ ‫ن‬
‫خلمسة‪ :‬ه‬ ‫­ والنصف‬
‫وج‪ ،‬وللزوجة فأكثر‪.‬‬ ‫­ والربع لصنف ه‬
‫ني‪ :‬للز ه‬

‫(‪ )97‬البخاري (‪ ،)6365‬ومسلم (‪.)1615‬‬


‫‪96‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫لصنف و ن‬
‫احد‪ :‬وهو الزوجة فأكثر‪.‬‬ ‫ن‬ ‫­ والثمن‬
‫كتب ه‬
‫الفقه والفر ه‬
‫ائض‪.‬‬ ‫وشروط استحقاقههم هلذه الفروض مبينة يف ه‬
‫أن املسائل اليت فيها فروض تكون عادلةً‪ ،‬وهي ما استغرقت فروضها سهامها‪ ،‬وعائلةً وهي ما‬ ‫‪-7‬‬
‫سهامها‪ ،‬وانقصةً وهي ما نقصت فروضها عن ه‬
‫سهامها‪.‬‬ ‫زادت فروضها على ه‬
‫أخ ن‬
‫ألم‪.‬‬ ‫كزوج و نأم و ن‬ ‫ه‬
‫العادلة‪ :‬نصف وثلث وسدس‪ ،‬ن‬ ‫­ مثال‬
‫ني ن‬
‫ألم وأم‪.‬‬ ‫ني وأخت ه‬
‫ني شقيقت ه‬
‫كزوج وأخت ه‬ ‫ه‬
‫العائلة‪ :‬نصف وثلثان وثلث وسدس‪ ،‬ن‬ ‫­ مثال‬
‫وعم و نأم وع نم‪.‬‬
‫كزوج ن‬
‫­ والناقصة‪ :‬نصف فقط أو ثلث فقط‪ ،‬ن‬
‫ه‬
‫ابلولء‪ ،‬وهو املعتق واملعتقة‪.‬‬ ‫ابة على العص هبة‬
‫‪ -8‬تقدي العص هبة ابلقر ه‬
‫ه‬
‫اجلهات‪ :‬البنوة فاألبوة فاألخوة فالعمومة‪.‬‬ ‫‪ -9‬ترتيب العص هبة ابلقر ه‬
‫ابة على ترتيبهم يف ه‬
‫القرب ابعتبا هر‬
‫ه‬
‫األبعد كالب هن مع اب هن الب هن‪ ،‬و ه‬
‫األب مع‬ ‫ه‬
‫اجلهات على‬ ‫امليت همن ه‬
‫أهل هذه‬ ‫‪ -10‬تقدي األدىن إىل ه‬
‫ه‬
‫اجلد‪.‬‬
‫جهة اإلخوةه وبنيهم‪ ،‬ه‬
‫وجهة‬ ‫أبب‪ ،‬وذلك يف ه‬ ‫‪ -11‬تقدي األقوى قرابةً‪ ،‬وهو املديل أببوي هن على املديل ن‬
‫قوله‪« :‬فألوىل رجل ذكر»‪ ،‬والبنات‬ ‫تيب العص هبة مفهوم همن ه‬ ‫العمومة وبنيهم‪ ،‬وهذا التفصيل يف تر ه‬ ‫ه‬
‫ۡ‬ ‫ۖ‬
‫وصيكم ٱلِل ه ٓيف أ ۡوٓل هدك ۡم لهلذك هر همثل‬‫لقوله تعاىل‪﴿ :‬ي ه‬‫وبنات الب هن عصبة مع الب هن واب هن الب هن‪ ،‬ه‬
‫ۡ‬
‫ألب عصبة مع إخوتن‪ ،‬لقوله تعاىل‪:‬‬ ‫ني﴾ [النساء‪ ،]11 :‬واألخوات الشقيقات أو ن‬ ‫ح هظ ٱألنثـي ۡ اه‬
‫ۡ‬
‫ني﴾ [النساء‪ ،]176 :‬واألخت‬ ‫﴿وإهن كانـٓوا إه ۡخوةٗ هرجالٗا ونهسآءٗ فلهلذك هر هم ۡثل ح هظ ٱألنثـي ۡ ه‬
‫ن‬
‫مسعود رضي للا‬ ‫ه‬
‫حلديث اب هن‬ ‫بنات الب هن على الص ه‬
‫حيح‪،‬‬ ‫البنات أو ه‬‫ألب عصبة مع ه‬ ‫الشقيقة أو ن‬
‫للبنت النصف‪،‬‬ ‫أخت؛ أن ه‬ ‫وبنت اب نن و ن‬ ‫بنت ه‬ ‫عنه‪ :‬قضى رسول للا صلى للا عليه وسلم يف ن‬
‫ه‬
‫فلألخت(‪.)98‬‬ ‫ولبنت الب هن ُّ‬
‫السدس‪ ،‬وما بقي‬ ‫ه‬
‫استغرقت الفروض الرتكة‪ ،‬وخص همن هذا األب والبن فإنما ل‬ ‫ه‬ ‫املعصب يسقط إذا‬ ‫‪ -12‬أن ه‬
‫يسقطان‪.‬‬
‫‪ -13‬أن املعصب أيخذ ما ه‬
‫أبقت الفروض‪.‬‬
‫ه‬
‫الفروض‪.‬‬ ‫ه‬
‫أصحاب‬ ‫اث عن‬‫املال إذا انفرد ابملري ه‬ ‫‪ -14‬أن املعصب ه‬
‫بنفسه حيوز مجيع ه‬
‫أسباب ه‬
‫اإلرث‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪ -15‬أن القرابة همن‬

‫(‪ )98‬البخاري (‪.)6355‬‬


‫‪97‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫أن الزوج ل يرث ابلت ه‬


‫عصيب‪.‬‬ ‫‪-16‬‬
‫عصيب ه‬
‫بنفسها إل املعتقة‪.‬‬ ‫أن املرأة ل ترث ابلت ه‬ ‫‪-17‬‬
‫جل ابلذك هر إلخر هاج املرأةه‪،‬‬‫يعم حكمه الرجل واملرأة‪ ،‬وهلذا جاء أتكيد الر ه‬ ‫جل فيما ُّ‬ ‫إطالق اس هم الر ه‬ ‫‪-18‬‬
‫رجل قد أفلس‪،)99(»..‬‬ ‫بعينه عند ن‬ ‫اهد ذلك قوله صلى للا عليه وسلم‪« :‬من أدرك ماله ه‬ ‫ومن شو ه‬ ‫ه‬
‫جل ابلذك هر‪ ،‬واختار معناه‬ ‫جل‪ ،‬وهذا أحسن ما وهجه به إتباع الر ه‬ ‫ُيتص ابلر ه‬
‫فإن هذا احلكم ل ُّ‬
‫رجب رمحه للا(‪.)100‬‬ ‫احلافظ ابن ن‬
‫فضل الذك هر على األنثى‪.‬‬ ‫‪-19‬‬
‫ه‬
‫اجلملة‪.‬‬ ‫تفضيل الذك هر وتقديه على األنثى يف املري ه‬
‫اث يف‬ ‫‪-20‬‬
‫ۡ ۡ‬ ‫ۡ‬
‫صيبٗ هما تـرك ٱل ٓولهد هان وٱألقـربون﴾‬ ‫اث‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬له هلرج هال ن ه‬ ‫الرجال و ه‬
‫النساء يف املري ه‬ ‫ه‬ ‫اشرتاك‬ ‫‪-21‬‬
‫جال دون الن ه‬
‫ساء‬ ‫اث الكبار همن الر ه‬ ‫[النساء‪ ،]7 :‬خالفًا للجاهلي هة األوىل الذين ُيصون ابملري ه‬
‫األولد‪ ،‬أو تبيح‬‫ه‬ ‫اث األكب همن‬ ‫ص ابملري ه‬‫لبعض القوانني املعاصرةه اليت َّت ُّ‬ ‫ه‬ ‫والصغا هر‪ ،‬وخالفًا‬
‫ماله كيف شاء‪.‬‬ ‫ث التصرف يف ه‬ ‫للمور ه‬
‫ب صلى للا عليه وسلم همن جوام هع الكل هم‪.‬‬ ‫ه‬
‫فيه شاهد لما اختص به الن ُّ‬ ‫‪-22‬‬
‫العباد يف حياتم وبعد ه‬
‫موتم‪.‬‬ ‫كمال هذا الدين مشوله ألموهر ه‬ ‫أن همن ه‬ ‫‪-23‬‬
‫اث مبنية على هذا‪.‬‬ ‫املال‪ ،‬وأحكام املري ه‬
‫مقاصد الشريعة الشرتاك يف ه‬ ‫ه‬ ‫أن همن‬ ‫‪-24‬‬
‫آخرهــا‪:‬‬
‫مبين على ه‬
‫قول اجلمهوهر أن املراد ابلفر ه‬
‫ائض‬ ‫ابلفرض والت ه‬
‫ه‬ ‫تنبيه‪ :‬ما رسم همن الفو ه‬
‫ائد املتعل ه‬
‫عصيب ي‬ ‫قة‬
‫القرآن همن‬
‫ه‬ ‫كل ما نص للا عليه يف‬ ‫كتاب للا‪ ،‬وأما على ه‬
‫قول من فسر الفرائض أبنا ُّ‬ ‫املواريث املقدرة يف ه‬
‫البنات واإلخوةه واألخو ه‬
‫ات‪،‬‬ ‫صبة همن البنني و ه‬‫يث مقدرا كان أو غري مقد نر‪ ،‬فيدخل يف ذلك مرياث الع ه‬ ‫املوار ه‬
‫ً‬
‫ه‬
‫األشقاء أو ن‬
‫ألب‪،‬‬ ‫ه‬
‫اإلخوة‬ ‫اث ه‬
‫أبناء‬ ‫أبقت الفرائض فألوىل رجل ذكر» مبري ه‬
‫احلديث‪« :‬فما ه‬ ‫ه‬ ‫وُيتص قوله يف‬
‫ُّ‬
‫املعتق و ه‬
‫املعتقة‪.‬‬ ‫ه‬
‫العمومة وبنيهم‪ ،‬و ه‬‫و‬
‫***‬

‫(‪ )99‬البخاري (‪ ،)2272‬ومسلم (‪)1559‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬


‫(‪ )100‬جامع العلوم والحكم (‪.)437/2‬‬
‫‪98‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الرابع واْلربعون‬


‫عن عائهشة رضي للا عنه ع هن الن هب صلى للا عليه وسلم قال‪« :‬الرضاعة حت هرم ما حت هرم ال هولدة»‪ .‬خرجه‬
‫(‪)101‬‬
‫خاري ومسلم‬
‫الب ُّ‬

‫الشرح‪:‬‬
‫التحري هابلرضاع‪.‬‬
‫ه‬ ‫احلديث أصل يف‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫مؤبدا‪.‬‬
‫ضاع حتريًا ً‬ ‫إثبات حك هم الت ه‬
‫حري ابلر ه‬ ‫‪-1‬‬
‫ضاع‪.‬‬ ‫إمجال احملر ه‬
‫مات ابلر ه‬ ‫‪-2‬‬
‫حري الولدة‪.‬‬ ‫أن األصل يف ه‬
‫سبب الت ه‬ ‫‪-3‬‬
‫حري كالولدةه‪.‬‬
‫أن الرضاعة سبب يف الت ه‬ ‫‪-4‬‬
‫سب أو الر ه‬
‫ضاعة‪.‬‬ ‫حري ابلن ه‬
‫أن التحري ابملصاهرةه مبين على الت ه‬ ‫‪-5‬‬
‫ساء‪ ،‬وُها قوله‬ ‫مات يف آييت الن ه‬ ‫ضاع‪ ،‬وتفصيل احملر ه‬ ‫سب والر ه‬ ‫كاح همن الن ه‬ ‫مات يف الن ه‬‫إمجال احملر ه‬ ‫‪-6‬‬
‫ۡ‬ ‫ا‬ ‫ۡ‬
‫نكحوا ما نكح ءاابٓؤكم همن ٱلنهسآهء إهل ما قد سلف إهنهۥ كان ٓف هحشةٗ ومقتٗا‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬ول ت ه‬
‫ۡ‬
‫وسآء سبه ًيال * ح هرم ۡت عل ۡيك ۡم أم ٓهتك ۡم وبـناتك ۡم وأخ ٓوتك ۡم وع ٓمتك ۡم و ٓخ ٓلتك ۡم وبـنات ٱأل هخ وبـنات‬
‫ت وأم ٓهتكم ٓٱل هٓيت أ ۡرض ۡعنك ۡم وأخ ٓوتكم همن ٱلر ٓضع هة وأم ٓهت نهسآئهك ۡم وربٓئهبكم ٓٱل هيت هيف حجوهركم‬ ‫ۡٱأل ۡخ ه‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫همن نهسآئهكم ٓٱل هيت دخلتم بههن فهإن ۡمل تكونوا دخلتم بههن فال جناح عل ۡيك ۡم وحلٓئهل أ ۡبـنآئهكم ٱل هذين‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ني إهل ما قد سلف إهن ٱلِل كان غفورٗا رهحيمٗا﴾ [النساء‪:‬‬ ‫هم ۡن أ ۡص ٓلبهك ۡم وأن ۡجتمعوا ب ۡني ٱأل ۡخت ۡ ه‬
‫‪]23-22‬‬
‫على ذلك‪:‬‬
‫ه‬
‫احلديث وغ هريه‪ .‬وقد‬ ‫القرآن‪ ،‬ومثلهن احملرمات همن الر ه‬
‫ضاع‪ ،‬هلذا‬ ‫بنص ه‬ ‫فاحملرمات همن الن ه‬
‫سب سبع ه‬
‫األخت همن احملرمات همن الر ه‬
‫ضاع‪.‬‬ ‫األم و ه‬
‫نص يف اآلية على ه‬

‫(‪ )101‬البخاري (‪ ،)2646‬ومسلم (‪.)1444‬‬


‫‪99‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫وأما احملرمات ابملصاهرةه فأربع مذكورة يف اآليتني‪.‬‬


‫احملرهم‪ ،‬وهلم يف‬
‫ضاع ه‬ ‫أن مطلق الر ه‬
‫ضاعة حيرم ولو رضعةً واحدةً‪ ،‬وقد اختلف الناس يف مقدا هر الر ه‬ ‫‪-7‬‬
‫ذلك ثالثة أقو نال‪:‬‬
‫ضاع ما حيرم همن‬ ‫عباس‪« :‬حيرم همن الر ه‬ ‫ه‬
‫حديث اب هن ن‬ ‫ه‬
‫لإلطالق يف‬ ‫­ أحدها‪ :‬أنه حي هرم الرضعة الواحدة‬
‫قوله تعاىل‪﴿ :‬وأم ٓهتكم ٓٱل هٓيت‬
‫اآلية‪ ،‬يف ه‬
‫ولإلطالق يف ه‬
‫ه‬ ‫سب» متفق عليه(‪ .)102‬وحديث عائشة هذا‬ ‫الن ه‬
‫أ ۡرض ۡعنك ۡم وأخ ٓوتكم همن ٱلر ٓضع هة﴾ [النساء‪.]23 :‬‬
‫ضعتان أو املصة أو‬ ‫حلديث‪« :‬ل حت هرم الرضعة أو الر ه‬
‫ه‬ ‫ن‬
‫رضعات‬ ‫حيرم إل ثالث‬ ‫­ الثاين‪ :‬ل ه‬
‫املص ه‬
‫تان»(‪.)103‬‬
‫ه‬
‫القرآن‪:‬‬ ‫حلديث عائشة رضي للا عنه‪« :‬كان فيما أن هزل همن‬
‫ه‬ ‫ن‬
‫رضعات‬ ‫­ الثالث‪ :‬ل حي هرم إل َخس‬
‫معلومات»(‪ .)104‬وهذا قول كث نري همن ه‬
‫أهل العل هم‪ ،‬وهو‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫خبمس‬ ‫ن‬
‫معلومات حي هرمن) ُث نسخن‬ ‫ن‬
‫رضعات‬ ‫(عشر‬
‫الصواب‪.‬‬
‫ضعة‪ ،‬فقيل‪ :‬املصة‪ .‬وقيل‪ :‬اإلمالجة‪ ،‬وهي أن يرتضع فيقطع‬ ‫وقد اختلف العلماء يف املر هاد ابلر ه‬
‫الوجبة همن‬
‫ه‬ ‫عارض‪ .‬وقيل‪ :‬هي الرضعة املشبهعة مبنز هلة‬
‫ن‬ ‫نفس‪ .‬وقيل‪ :‬أن يرتضع حىت يرتكه ابختياره همن غ هري‬
‫للت ه‬
‫حري واحملرمي هة‪ ،‬وما دون ذلك فهو شبهة ينبغي العتماد‬ ‫عام‪ ،‬وهذا أقرب األقو هال وأحوطها يف ه‬
‫ثبوت الت ه‬ ‫الط ه‬
‫ن‬
‫مشبعات‬ ‫ن‬
‫رضعات‬ ‫حري همن اجلانبني‪ ،‬فمن رضع َخس‬‫ثبوت احملرمي هة احتياطًا للت ه‬
‫كاح دون ه‬ ‫عليها يف ه‬
‫حتري الن ه‬
‫كاح وثبوت احملرمي هة‪.‬‬
‫فقد ثبت بذا الرضاع حتري الن ه‬
‫ه‬
‫احلديث‬ ‫ه‬
‫وعليه فإرضاع الكب هري حي هرم‪ ،‬ولكن قـيهد إطالق هذا‬ ‫ضاع يف أي ن‬
‫سن‪،‬‬ ‫‪ -8‬التحري ابلر ه‬
‫ني‪ ،‬وما كان قبل‬ ‫تدل على أنه ل حي هرم همن الر ه‬
‫ضاع إل ما كان يف احلول ه‬ ‫ن‬
‫صحيحة ُّ‬ ‫أبحاديث‬
‫ه‬
‫اجملاعة»(‪ .)105‬وقال ‪-‬عليه‬ ‫الفط هام‪ ،‬قال رسول للا صلى للا عليه وسلم‪« :‬إَّنا الرضاعة همن‬ ‫ه‬
‫ه‬
‫حديث‬ ‫الصالة والسالم‪« :-‬ل حي هرم همن الر ه‬
‫ضاع إل ما فتق األمعاء وكان قبل ه‬
‫الفطام»(‪ .)106‬ويف‬

‫(‪ )102‬أخرجه البخاري (‪ ،)2502‬ومسلم (‪.)1447‬‬


‫(‪ )103‬أخرجه مسلم (‪.)1451‬‬
‫(‪ )104‬أخرجه مسلم (‪.)1452‬‬
‫(‪ )105‬أخرجه البخاري (‪ )2647‬ومسلم (‪)1455‬؛ من حديث عائشة (ض‪.)1‬‬
‫(‪ )106‬أخرجه الترمذي (‪)1152‬؛ من حديث أم سلمة رض ي هللا عنها‪ ،‬وقال‪« :‬حسن صحيح»‪ ،‬وصححه األلباني في اإلرواء (‪.)221/7‬‬
‫‪100‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ني»(‪ .)107‬وأما حديث سهلة امرأةه أيب حذيفة‪ ،‬وقول النب‬


‫عباس‪« :‬ل رضاع إل يف احلول ه‬
‫اب هن ن‬
‫ه‬
‫أرضعيه َخس‬ ‫أرضعيه حترمي ه‬
‫عليه»(‪ ،)108‬ويف لفظ‪« :‬‬ ‫ه‬ ‫صلى للا عليه وسلم هلا يف سانمل موله‪« :‬‬
‫تبن أليب حذيفة‪.‬‬ ‫ص بسانمل ألنه كان دعيًّا‪ ،‬أي م ًّ‬ ‫ن‬
‫رضعات»(‪)109‬؛ فقيل‪ :‬منسوخ‪ ،‬وقيل‪ :‬خا ي‬
‫حري على الصغ هري‪ ،‬فإرضاع الكب هري‬
‫خمصص ألحاديث قص هر الت ه‬‫وقيل‪ :‬إن حديث سهلة مقيهد أو ه‬
‫كحال سانمل مع امر هأة‬ ‫دخوله على املرأةه ُّ‬
‫ويشق احتجابا عنه‪ ،‬ه‬ ‫ه‬ ‫للحاجة لهمن ل يستغن عن‬
‫ه‬ ‫رخصة‬
‫ه‬
‫اإلسالم ابن تيمية(‪ ،)110‬وهذا قول وسط‬ ‫أيب حذيفة‪ ،‬وهذا اختيار اب هن القي هم وحكاه عن ه‬
‫شيخ‬
‫مطلقا واجمليزين له احملرمني هبه‪.‬‬ ‫بني املانعني همن ه‬
‫إرضاع الكب هري ً‬

‫***‬

‫ً‬
‫وموقوفا‪ّ ،‬‬ ‫ً‬
‫ورجحا املوقوف»‪ .‬ومثل‬ ‫مرفوعا‬ ‫(‪ )107‬أخرجه الدارقطني (‪ )174/4‬وغيره‪ ،‬وقال ابن حجر في البلوغ (‪« :)638‬رواه الدارقطني وابن عدي‬
‫هذا َل يقال من قبل الرأي‪.‬‬
‫(‪ )108‬مسلم (‪)1453‬؛ من حديث عائشة (ض‪.)1‬‬

‫(‪ )109‬أخرجه عبد الرزاق في املصنف (‪ ،)461/7‬واإلمام أحمد في املسند (‪ ،)435/42‬قال محققوه‪ :‬إسناده صحيح على شرط الشيخين‪.‬‬
‫(‪ )110‬زاد املعاد (‪ .)593/5‬وينظر مجموع فتاوى شيخ اإلسالم (‪.)60 ،55/34‬‬
‫‪101‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث اخلامس واْلربعون‬


‫تح وهو همبكة يـقول‪« :‬إهن للا‬ ‫بد للاه‪ ،‬أنه هسع رسول ه‬
‫للا صلى للا عليه وسلم عام الف ه‬ ‫عن جاب هر ب هن ع ه‬

‫ورسوله حرم بـيع اخلم هر والميـت هة واخلهن هزي هر واألصن هام»‪ .‬فقيل‪ :‬اي رسول للاه‪ ،‬أرأيت شحوم الميـت هة‪ ،‬فهإنه يطلى هبا‬
‫السفن‪ ،‬ويدهن هبا اجللود‪ ،‬ويستصبهح هبا الناس؟ قال‪« :‬ل‪ ،‬هو حرام»‪ُ .‬ث قال رسول للاه صلى للا عليه‬ ‫ُّ‬
‫وسلم هعند ذلهك‪« :‬قاتل للا اليـهود‪ ،‬إهن للا حرم علي ه م الشُّحوم‪ ،‬فأمجلوه‪ُ ،‬ث ابعوه‪ ،‬فأكلوا مثنه»‪ .‬خرجه‬
‫ه (‪)111‬‬
‫خاري ومسلم‬
‫الب ُّ‬

‫الشرح‪:‬‬
‫هذا احلديث أصل يف النهي عن بي هع احملرمات و ه‬
‫أكل مثنها‪.‬‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫ه‬
‫ومكانه‪.‬‬ ‫أتكيد اخل هب بذك هر ه‬
‫زمانه‬ ‫‪-1‬‬
‫األحكام‪ ،‬وقد خطب صلى للا عليه وسلم غري مرنة وبني‬‫ه‬ ‫فتح مكة يف تقري هر‬
‫شأن ه‬ ‫هعظم ه‬ ‫‪-2‬‬
‫ه‬
‫احلديث‪.‬‬ ‫أحكاما أخرى كاليت يف هذا‬ ‫ه‬
‫األحكام املتعلقة حبرمة مكة‪ ،‬و ً‬
‫النهي عن بي هع هذه املذكورات‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ه‬
‫ورسوله صلى للا عليه‬ ‫حري إىل للاه‬
‫حري وإبضافة الت ه‬ ‫يح ه‬
‫بلفظ الت ه‬ ‫أتكيد هذا النهي ابلتصر ه‬ ‫‪-4‬‬
‫وسلم‪.‬‬
‫أن ما حرمه للا حرمه رسوله صلى للا عليه وسلم‪ ،‬وما حرمه الرسول فقد حرمه للا‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫اعة واحملب هة‬
‫كاإليان والط ه‬
‫ه‬ ‫وحقوق رسولهه صلى للا عليه وسلم‪،‬‬ ‫ه‬ ‫حقوق ه‬
‫للا‬ ‫ه‬ ‫التالزم بني ه‬
‫بعض‬ ‫‪-6‬‬
‫ه‬
‫ورسوله}‬ ‫املرس هل‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬فآمنوا ابلله‬ ‫سول و ه‬ ‫فاوت يف املر ه‬
‫تبة بني الر ه‬ ‫والتشري هع‪ ،‬مع الت ه‬
‫ۡ‬
‫[األعراف‪ ،]158 :‬وقال‪﴿ :‬ق ۡل إهن كان ءاابٓؤك ۡم وأ ۡبـنآؤك ۡم وإه ۡخ ٓونك ۡم وأزٓوجك ۡم وع هشريتك ۡم‬

‫(‪ )111‬البخاري (‪ ،)2236‬مسلم (‪.)1581‬‬


‫‪102‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ۡ‬ ‫ۡ ۡ‬
‫وأ ۡم ٓول ٱقرتفـتموها وه ٓجترةٗ َّتش ۡون كسادها وم ٓس هكن تـ ۡرض ۡونآ أحب إهل ۡيكم همن ٱلِله ورسولهههۦ﴾‬
‫[التوبة‪ ،]24 :‬وقال‪﴿ :‬وأ هطيعوا ٱلِل ورسولهۥ﴾ [األنفال‪ ،]46 :‬وقال‪﴿ :‬ول ۡو أن ۡم رضوا مآ‬
‫ٱلِل﴾ [النساء‪:‬‬ ‫ءاتىـهم ٱلِل ورسولهۥ﴾ [التوبة‪ ،]59 :‬وقال‪﴿ :‬من ي هطع ٱلرسول فـق ۡد أطاع ۖ‬
‫ه‬ ‫ٓ‬
‫ا‬ ‫ۡ‬
‫‪ ،]80‬وقال‪﴿ :‬ومآ ءاتٓىكم ٱلرسول فخذوه وما نٓىك ۡم عنه فٱنتـهوا﴾ [احلشر‪.]7 :‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫اجعا إىل‬‫جواز عود الضم هري إىل أحد املعطوفني‪ ،‬لقوله‪« :‬إن للا ۡورسوله حرم» إبفر ۡاد الضم هري‪ ،‬ر ً‬ ‫‪-7‬‬
‫اللغة‪ ،‬ومنه يف القرآن‪﴿ :‬وٱل هذين يكنهزون ٱلذهب وٱل هفضة ول ي هنفقونا﴾‬ ‫للا‪ ،‬وله نظائر يف ه‬
‫[التوبة‪﴿ ،]34 :‬وٱلِل ورسولٓهۥ أح ُّق أن يـ ۡرضوه﴾ [التوبة‪﴿ ،]62 :‬وإهذا رأ ۡوا ه ٓجترًة أ ۡو ۡهل ًوا‬
‫ٱنفضُّٓوا إهل ۡيـها﴾ [اجلمعة‪.]11 :‬‬
‫حتري اخلم هر وحتري بيعهها‪ ،‬وقد لعن رسول للا صلى للا عليه وسلم يف اخلم هر عشرًة؛ عاصرها‪،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫ومعتصرها‪ ،‬واملعصورة له‪ ،‬وحاملها‪ ،‬واحملمولة له‪ ،‬وابئعها‪ ،‬واملبيوعة له‪ ،‬وساقيها‪ ،‬واملستقاة له‪،‬‬
‫حىت عد عشرًة‪ ،‬همن هذا الضرب‪.‬‬
‫ه (‪)112‬‬

‫امليتة وحتري بيعهها‪.‬‬


‫‪ -9‬حتري ه‬
‫‪ -10‬حتري اخلنزي هر وحتري ه‬
‫بيعه‪.‬‬
‫ه‬
‫األصنام على هيئتها‪.‬‬ ‫‪ -11‬حتري بي هع‬
‫حتطيما يزيل صورتا‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ -12‬وجوب حتطيم األصنام ً‬
‫النتفاع با‪.‬‬ ‫شحوم ه‬
‫امليتة و ه‬ ‫ه‬ ‫‪ -13‬الستفصال عن بي هع‬
‫جسة وإن كان ينتـفع هبا‪.‬‬
‫امليتة كسائ هر أجزائهها الن ه‬
‫شحوم ه‬ ‫ه‬ ‫‪ -14‬حتري بي هع‬
‫مرجع قولهه صلى للا عليه وسلم‪:‬‬ ‫ه‬
‫لالختالف يف ه‬ ‫امليتة‪ ،‬وذلك‬ ‫ه‬
‫بشحوم ه‬ ‫النتفاع‬
‫ه‬ ‫‪ -15‬قيل‪ :‬فيه حتري‬
‫النتفاع همن ه‬
‫طالء السف هن‬ ‫ه‬ ‫«ل‪ ،‬هو حرام»‪ ،‬قيل‪ :‬الضمري للبي هع‪ ،‬وقيل‪ :‬لهما ذكر همن وجوهه‬
‫ه‬
‫احلديث‪ ،‬فيتعني أنه‬ ‫الستصباح‪ ،‬واألظهر رجوعه إىل البي هع؛ ألنه موضوع‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫اجللود و‬ ‫وده هن‬
‫املسؤول عنه‪ ،‬ويؤيده قوله يف ه‬
‫اليهود‪ُ« :‬ث ابعوه»‪.‬‬
‫ه‬
‫كالكلب ينتفع به ول حي ُّل بيعه‪.‬‬ ‫يء ل يستلزم هحله ول هحل ه‬
‫بيعه‪،‬‬ ‫النتفاع ابلش ه‬
‫ه‬ ‫‪ -16‬أن جمرد‬
‫أساليب الذهم والت ه‬
‫قبيح الدعاء بـ «قاتله للا»‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪ -17‬أن همن‬
‫(‪ )112‬أخرجه أبو داود (‪ ،)3674‬وابن ماجه (‪ )3380‬واللفظ له‪ ،‬من حديث ابن عمر رض ي هللا عنهما‪ .‬وصححه األلباني في صحيح ابن ماجه‬
‫(‪.)2725‬‬
‫‪103‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ه‬
‫احلديث‬ ‫احليل كما ذكهر يف هذا‬
‫ألهل ه‬ ‫ه‬
‫ابلحتيال على ما حرم للا‪ ،‬وأنم السلف ه‬ ‫ه‬
‫اليهود‬ ‫ذم‬
‫‪ُّ -18‬‬
‫يد يف الس ه‬
‫بت وقد حرمه للا عليهم‪.‬‬ ‫ه‬
‫كاحتياهلم على الص ه‬ ‫و‬
‫‪ -19‬أن ما ح هرم أكله ح هرم أكل ه‬
‫مثنه‪.‬‬
‫جاسة على ن‬
‫وجه ل يتعدى؛ ألن الرسول صلى للا عليه وسلم أقرهم على‬ ‫استعمال الن ه‬
‫ه‬ ‫‪ -20‬جواز‬
‫ه‬
‫وطالء السف هن‪.‬‬ ‫الستصباح‬
‫ه‬
‫ني لدف هع أعظمهما‪،‬‬ ‫ه‬
‫مصلحته‪ ،‬ويف هذا احتمال أدىن املفسدت ه‬ ‫‪ -21‬حتري ما مفسدته راجحة على‬
‫حوم مع ما ذكهر فيها همن ه‬
‫وجوه‬ ‫لتحصيل أعالُها‪ ،‬لذا ح هرم بيع الش ه‬
‫ه‬ ‫وتفويت أدىن املصلحتني‬
‫النتفاع‪.‬‬
‫ه‬
‫ونفسه ه‬
‫وماله‪.‬‬ ‫ه‬ ‫دينه ه‬
‫وعقله‬ ‫ابإلنسان يف ه‬
‫ه‬ ‫يضر‬ ‫كمال الشر ه‬
‫يعة حتري كل ما ُّ‬ ‫‪ -22‬أن همن ه‬

‫***‬

‫‪104‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث السادس واْلربعون‬


‫ري‪ ،‬أن النب صلى للا عليه وسلم بـعثه إىل اليم هن‪ ،‬فسأله عن‬ ‫عن أيب بردة‪ ،‬عن أبيه أيب موسى األشع ه‬
‫أش هرب نة تصنع هبا‪ ،‬فقال‪« :‬وما ههي؟»‪ .‬قال‪ :‬البهتع وال همزر‪ .‬ف هقيل أليب بـردة‪ :‬وما البهتع؟ قال‪ :‬نبهيذ العس هل‪،‬‬
‫وال همزر نبهيذ الشع هري‪ .‬فقال‪« :‬ك ُّل مس هك نر حرام»‪ .‬خرجه الب ُّ‬
‫(‪)113‬‬
‫خاري‬

‫الشرح‪:‬‬
‫كل مسك نر‪.‬‬ ‫احلديث أصل يف ه‬
‫حتري ه‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫ب صلى للا عليه وسلم همن جوام هع الكل هم‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ -1‬فيه شاهد لما خص به الن ُّ‬
‫ه‬
‫اجلامعة اليت تشمل املسئول‬ ‫ائل بذك هر القاعدةه‬ ‫تعليمه صلى للا عليه وسلم يف جو ه‬
‫ابه للس ه‬ ‫ه‬ ‫‪ -2‬حسن‬
‫عنه وغريه‪.‬‬
‫ائل على ما سأل عنه ما حيتاج ه‬
‫إليه‪.‬‬ ‫أن همن حس هن الفتوى زايدة الس ه‬ ‫‪-3‬‬
‫حتري البهت هع والهمزهر إذا كاان يسكران‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫قليل املسك هر وكث هريه‪ ،‬وأن ما أسكر كثريه فقليله حرام‪ ،‬ويشهد هلذا قوله صلى للا عليه‬
‫حتري ه‬ ‫‪-5‬‬
‫وسلم‪« :‬وما نيتكم عنه فاجتنبوه» أي‪ :‬كله‪.‬‬
‫يعة الضرور هية حفظ ه‬
‫العقل‪.‬‬ ‫ه‬
‫مقاصد الشر ه‬ ‫أن همن‬ ‫‪-6‬‬
‫ُيتص بعص هري ه‬
‫العنب‪ ،‬وأن كل مسك نر َخر‪ ،‬وكل َخ نر حرام‪ ،‬كما ثبت يف‬ ‫ُّ‬ ‫أن حتري اخلم هر ل‬ ‫‪-7‬‬
‫كل مسك نر َخ نر»(‪.)114‬‬ ‫ه‬
‫حديث اب هن عمر رضي للا عنه‪ُّ « :‬‬ ‫صحيح مسل نم وغ هريه همن‬
‫ه‬
‫ص ابملسك هر همن عص هري ه‬
‫العنب‪.‬‬ ‫الرُّد على من زعم أن اسم اخلم هر خمت ي‬ ‫‪-8‬‬
‫حري هو اإلسكار‪ ،‬وهو علة مطردة‪ ،‬أي كلما ه‬
‫وجد اإلسكار ثبت التحري‪.‬‬ ‫أن مناط الت ه‬ ‫‪-9‬‬
‫***‬
‫(‪ )113‬البخاري (‪.)4087‬‬
‫(‪ )114‬مسلم (‪.)2003‬‬
‫‪105‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫‪106‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث السابع واْلربعون‬


‫اء‬‫ع‬‫ه‬
‫و‬ ‫آدم‬ ‫ابن‬ ‫أل‬ ‫م‬ ‫ا‬‫م‬‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫قول‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫وسل‬ ‫عليه‬ ‫للا‬ ‫ى‬ ‫صل‬ ‫ع هن امله ه‬
‫قدام ب هن معدي ك هرب قال‪ :‬هسعت رسول للاه‬
‫ً‬
‫الت ي هقمن صلبه‪ ،‬فهإن كان لحمالة‪ ،‬فـثـلث لهطع هام هه‪ ،‬وثـلث لهشرابههه‪ ،‬وثـلث‬
‫ب اب هن آدم أك ن‬ ‫شًّرا همن بط نن‪ ،‬هحبس ه‬
‫(‪)115‬‬
‫ذي‪ :‬ح هديث حسن‬ ‫الرتهم ُّ‬
‫سائي وابن ماجه‪ ،‬وقال ه‬ ‫لهنـف هس هه»‪ .‬رواه اإلمام أمحد و ه‬
‫الرتهم ُّ‬
‫ذي والن ُّ‬

‫الشرح‪:‬‬
‫عام والشر ه‬
‫اب‪.‬‬ ‫ه‬
‫القتصاد يف الط ه‬ ‫احلديث أصل يف‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫ب صلى للا عليه وسلم همن جوام هع الكل هم‪.‬‬ ‫ه‬
‫‪ -1‬فيه شاهد لما اختص به الن ُّ‬
‫األكل‪.‬‬ ‫ه‬
‫القتصاد يف ه‬ ‫‪ -2‬الندب إىل‬
‫ني بما سالمة احلياةه‪.‬‬ ‫حة والقوةه اللت ه‬
‫األكل‪ ،‬وهي حفظ الص ه‬ ‫‪ -3‬الغاية همن ه‬
‫أحياان‪ ،‬ه‬
‫لقول أيب هريرة يف‬ ‫وعليه فال يكره الشبع ً‬ ‫الشب هع‪ ،‬وذلك إذا كان دائما أو غالبا‪ ،‬ه‬ ‫ذم ه‬‫ُّ‬ ‫‪-4‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ه‬
‫احلديث‪« :‬ما أجد له مسل ًكا»(‪.)116‬‬
‫عام أضر ًارا بدنيةً ودينيةً‪ ،‬قال عمر رضي للا عنه‪( :‬أيـُّها الناس‪ ،‬إهايكم‬ ‫‪ -5‬أن لهمل هء البط هن همن الط ه‬
‫والبهطنة همن الطع هام‪ ،‬فهإنا مكسلة ع هن الصالةه‪ ،‬مف هسدة لهلجس هد‪ ،‬موهرثة لهلسق هم)(‪.)117‬‬
‫‪ -6‬أن األكل همن حيث احلك هم على ن‬
‫أقسام‪:‬‬
‫واجب‪ :‬وهو ما به حتفظ احلياة ويؤدي تركه إىل ضرنر‪.‬‬
‫جائز‪ :‬وهو ما زاد على القد هر الو ه‬
‫اجب ول ُيشى ضرره‪.‬‬
‫مكروه‪ :‬وهو ما ُيشى ضرره‪.‬‬

‫(‪ )115‬أحمد (‪ ،)17186‬والترمذي (‪ ،)2380‬وابن ماجه (‪ ،)3349‬والنسائي في الكبرى (‪ ،)6769‬وحسنه الحافظ في الفتح (‪ .)528/9‬قال السندي‬
‫ً‬ ‫ُم َُ م‬ ‫ُ‬
‫في حاشيته على املسند (‪ 137/10‬ط‪ .‬قطر)‪« :‬قوله‪ :‬أكالت ­بالضم­‪ :‬جمع أكله‪ ،‬كلقمة لفظا ومعنى» وعند النسائي وابن ماجه‪« :‬لقيمات»‪.‬‬
‫(‪ )116‬أخرجه البخاري (‪ )6087‬وذلك في خبر اللبن الذي دفع به النبي (ص) إلى أبي هريرة فقال له‪« :‬اشرب» ثالث مرات‪ ،‬وأبو هريرة يشرب منه‪ ،‬ثم‬
‫ً‬
‫قال أبو هريرة بعد الثالثة ­حين روي­‪َ« :‬ل والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا»‪.‬‬
‫(‪ )117‬أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الجوع (ص)‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫حمرم‪ :‬وهو ما يعلم ضرره‪.‬‬


‫ه‬
‫وطاعته‪.‬‬ ‫عبادة للاه‬
‫ومستحب‪ :‬وهو ما يستعان هبه على ه‬
‫ي‬
‫احلديث يف ه‬
‫ثالث مراتب‪:‬‬ ‫ه‬ ‫وقد أ ه‬
‫مجل ذلك يف‬
‫أ­ ملء البط هن‪.‬‬
‫ب­ أكالت أو لقيمات يقمن صلبه‪.‬‬
‫لطعامه‪ ،‬وثلث لشر ه‬
‫ابه‪ ،‬وثلث لنفسه»‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ج­ قوله‪« :‬ثلث‬
‫حالل‪.‬‬ ‫ه‬
‫املأكول ً‬ ‫هذا كله إذا كان جنس‬
‫أصول‪ :‬حفظ القوةه‪،‬‬ ‫ب مداره على ه‬
‫ثالثة ن‬ ‫ب‪ ،‬وحيث أن هعلم الط ه‬ ‫احلديث قاعدة همن قو ه‬
‫اعد الط ه‬ ‫‪-7‬‬
‫لني منها‪ ،‬كما يف قولهه تعاىل‪{ :‬وكلوا واشربوا‬
‫واحلمية‪ ،‬والستفراغ؛ فقد اشتمل احلديث على األو ه‬
‫ب المس هرفهني} [األعراف‪.]31 :‬‬
‫ول تس هرفوا إهنه ل هحي ُّ‬
‫اإلنسان يف ه‬
‫دينه ودنياه‪.‬‬ ‫ه‬ ‫يعة حيث اشتملت على مصا هل‬ ‫كمال هذه الشر ه‬ ‫‪-8‬‬
‫العسل واحلب هة السوداء‪.‬‬
‫اعا منه‪ ،‬كما جاء يف ه‬ ‫‪ -9‬أن همن ه‬
‫علوم الشر ه‬
‫يعة أصول الط ه‬
‫ب وأنو ً‬
‫ه‬
‫املفاسد وجل ه‬
‫ب املصا هل‪.‬‬ ‫احلكمة‪ ،‬وأنا مبنية على درهء‬
‫ه‬ ‫أحكام الشر ه‬
‫يعة على‬ ‫ه‬ ‫‪ -10‬اشتمال‬
‫ه‬
‫للمعصية‪ ،‬وهي اليت كانت آلدم‪ ،‬ولعل هذا هو السُّر يف التعب هري بـ (اب هن‬ ‫‪ -11‬أن شهوة ه‬
‫األكل سبب‬
‫وحتذيرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫تذكريا‬
‫آدم) ً‬
‫ه‬
‫األسباب‪.‬‬ ‫‪ -12‬إثبات‬
‫‪ -13‬إطالق اس هم الش هر على ه‬
‫سببه‪ ،‬فسبب الش هر شير‪ ،‬كما أن سبب اخل هري خري‪.‬‬

‫***‬

‫‪108‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث الثامن واْلربعون‬


‫النب صلى للا عليه وسلم‪ ،‬قال‪« :‬أربع من كن فه هيه كان‬‫عبد للاه ب هن عم نرو رضي للا عنه ع هن ه‬
‫عن ه‬

‫اق حىت يدعها؛ من إهذا حدث كذب‪ ،‬وإهذا‬ ‫منافه ًقا‪ ،‬وإهن كانت خصلة همنـهن فه هيه كانت فه هيه خصلة همن النهف ه‬

‫وعد أخلف‪ ،‬وإهذا خاصم فجر‪ ،‬وإهذا عاهد غدر»‪ .‬خرجه الب ُّ‬
‫(‪)118‬‬
‫خاري ومسلم‬

‫الشرح‪:‬‬
‫احلديث أصل يف عالمات الن ه‬
‫فاق‪.‬‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫أن النفاق كله مذموم‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن مجاع الن ه‬
‫فاق الكذب‪{ ،‬وللا يشهد إن املنافقني لكاذبون} [املنافقون‪.]1 :‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ه‬
‫احلديث‪.‬‬ ‫ه‬
‫الكذب يف‬ ‫حتري‬ ‫‪-3‬‬
‫خلف ه‬
‫الوعد‪.‬‬ ‫حتري ه‬ ‫‪-4‬‬
‫حتري الغد هر‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ني عند‬ ‫ومن ه‬
‫أعظمه الكذب يف اليم ه‬ ‫احلق‪ ،‬ه‬
‫امليل عن ه‬ ‫ه‬
‫اخلصومة‪ ،‬وهو تعمد ه‬ ‫حتري الفجوهر يف‬ ‫‪-6‬‬
‫التخاص هم‪.‬‬
‫عارضا‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ف همن هذه‬‫أن ما غلب على املكل ه‬
‫اخلصال فهو من النفاق‪ ،‬خبالف ما إذا كان ً‬ ‫‪-7‬‬
‫الوفاء عند ه‬
‫الوعد‪ ،‬أما‬ ‫الوعد يكون ه‬
‫ابلعزم على ه‬ ‫الوعد‪ ،‬والصدق يف ه‬‫احلديث و ه‬
‫ه‬ ‫وجوب الص ه‬
‫دق يف‬ ‫‪-8‬‬
‫اخللف ه‬
‫فيه‪.‬‬ ‫الوعد وأث هر ه‬‫حبسب متعل هق ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ابلوعد ه‬
‫ابلفعل فيختلف حكمه‬ ‫الوفاء‬
‫دُّت﴾ [النحل‪ ،]91 :‬وهو يشمل‬ ‫ٱلِل إهذا ٓعه ُّ ۡ‬
‫ابلعهد‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬وأ ۡوفوا بهع ۡه هد ه‬
‫ه‬ ‫وجوب ه‬
‫الوفاء‬ ‫‪-9‬‬
‫ه‬
‫الالزمة‪ ،‬كما قال‬ ‫ه‬
‫العقود‬ ‫ه‬
‫ابلعهد مجيع‬ ‫اس‪ ،‬ويلتحق‬ ‫العهد الذي بني ه‬
‫العبد ورب هه‪ ،‬وبينه وبني الن ه‬

‫(‪ )118‬البخاري (‪ ،)34‬ومسلم (‪.)58‬‬


‫‪109‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ود﴾ [املائدة‪.]1 :‬‬‫﴿أييُّـها ٱل هذين ءامنـوا أ ۡوفوا به ۡٱلعق اه‬


‫تعاىل‪ٓ :‬‬
‫ٓ‬
‫ه‬
‫قسمان‪:‬‬ ‫‪ -10‬أن النفاق‬
‫ه‬
‫اإلسالم وإبطان الكف هر‪ ،‬وهو النفاق األكب‪.‬‬ ‫ي‪ :‬وهو إظهار‬ ‫أ­ نفاق اعتقاد ي‬
‫عملي‪ :‬وهو هذه اخلصال‪ ،‬وخصلة خامسة ‪-‬كما جاء يف رواية‪« :-‬وإذا اؤمتن‬ ‫ي‬ ‫ب­ نفاق‬
‫خان»(‪ ،)119‬وهذهه أصول الن ه‬
‫فاق األصغ هر‪.‬‬
‫‪ -11‬أن من غلبت ه‬
‫عليه هذه اخلصال كلُّها فيوشك أن يكون ً‬
‫منافقا النفاق األكب‪.‬‬
‫اخلصال كلهها‪.‬‬
‫ه‬ ‫‪ -12‬وجوب احلذ هر همن هذهه‬
‫ه‬
‫احلديث اآلخ هر‪« :‬آية ه‬
‫املنافق ثالث»(‪.)120‬‬ ‫‪ -13‬أنه ل مفهوم ه‬
‫للعدد‪ ،‬وهلذا جاء يف‬
‫‪ -14‬أنه قد جيتمع يف الر ه‬
‫جل إسالم ونفاق‪.‬‬

‫***‬

‫(‪ )119‬أخرجه البخاري (‪ ،)34‬ومسلم (‪)58‬؛ من حديث عبد هللا بن عمرو رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫(‪ )120‬البخاري (‪ ،)33‬ومسلم (‪)59‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫‪110‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث التاسع واْلربعون‬


‫النب صلى للا عليه وسلم قال‪« :‬لو أنكم تـوكلون على للاه‬ ‫اب رضي للا عنه ع هن ه‬ ‫عن عمر ب هن اخلط ه‬

‫الرتهم هذ ُّ‬
‫اان»‪ .‬رواه اإلمام أمحد و ه‬ ‫ه‬ ‫هه‬
‫سائي وابن‬
‫ي والن ُّ‬ ‫اصا‪ ،‬وتـروح بهط ً‬
‫حق تـوُّكله لرزقكم كما يـرزق الطري‪ ،‬تـغدو َخ ً‬
‫(‪)121‬‬
‫مذي‪ :‬حسن صحيح‬ ‫صحيحه» واحلاكهم‪ ،‬وقال ه‬
‫الرت ُّ‬ ‫ماجه وابن هحبان يف « ه‬

‫الشرح‪:‬‬
‫زق‪.‬‬ ‫فضل التوك هل على للاه يف ه‬
‫طلب الر ه‬ ‫احلديث أصل يف ه‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫عليه سبحانه‪،‬‬ ‫ه‬
‫العتماد ه‬ ‫زق‪ ،‬وهو صدق‬ ‫حتقيق التوك هل على للاه يف ه‬
‫طلب الر ه‬ ‫الرتغيب يف ه‬ ‫‪-1‬‬
‫ه‬
‫ابألسباب‪.‬‬ ‫املضار‪ ،‬مع ه‬
‫ترك التعل هق‬ ‫ه‬ ‫وتفويض األم هر ه‬
‫إليه يف ه‬
‫جلب املناف هع ودف هع‬
‫زق‪ ،‬ول ه‬
‫ينافيه فعل الس ه‬
‫بب احلسي‪.‬‬ ‫جلب الر ه‬
‫ي يف ه‬ ‫أن التوكل على للاه سبب معنو ي‬ ‫‪-2‬‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫لإلنسان واحليو هان والط هري‪۞﴿ ،‬وما همن دآبةٗ هيف ٱأل ۡر ه‬
‫ض إهل على ٱلِله هرزقـها‬ ‫ه‬ ‫أن للا هو الرزاق‬ ‫‪-3‬‬
‫ا‬
‫ويـ ۡعلم م ۡستـقرها وم ۡستـ ۡودعها كلٗ هيف كهٓتبٗ ُّمبهنيٗ‪[ ﴾6‬هود‪.]6 :‬‬
‫اإليان‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬وعلى ه‬
‫للا‬ ‫ه‬ ‫املطالب‪ ،‬وهو همن واجبات‬
‫ه‬ ‫مشروعية التوك هل على للاه يف ه‬
‫كل‬ ‫‪-4‬‬
‫فتوكلوا إن كنتم مؤمنني} [املائدة‪.]23 :‬‬
‫زق‪.‬‬‫كل على للاه سبب لتيس هري الر ه‬
‫أن صدق التو ه‬ ‫‪-5‬‬
‫ۡ‬
‫رزقه‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬أ ۡعط ٓى كل ش ۡي نء خلقهۥ ُث هد ٓى﴾ [طه‪.]50 :‬‬ ‫طلب ه‬
‫هداية الط هري إىل ه‬ ‫‪-6‬‬
‫معاشا} [النبأ‪ ،]11 :‬والليل سكن‪.‬‬‫زق وقته النهار‪{ ،‬وجعلنا النهار ً‬ ‫أن طلب الر ه‬ ‫‪-7‬‬
‫طلب الر ه‬
‫زق‪.‬‬ ‫اإلرشاد إىل البكوهر يف ه‬ ‫‪-8‬‬
‫ۡ‬
‫الرزق؛ ﴿ف ۡٱمشوا هيف مناكهبهها وكلوا همن هرزقه ههۦۖ﴾‬
‫طلب ه‬ ‫األرض يف ه‬ ‫ه‬ ‫اإلرشاد إىل الض ه‬
‫رب يف‬ ‫‪-9‬‬
‫[امللك‪.]15 :‬‬

‫(‪ )121‬الترمذي (‪ ،)2344‬وأخرجه أحمد في مسنده (‪ )205‬وقوى محققه إسناده‪ ،‬وابن ماجه (‪ ،)4164‬وابن حبان (‪ ،)730‬والحاكم (‪.)318/4‬‬
‫‪111‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫ه‬
‫ابألسباب‪.‬‬ ‫اس مقصرون يف التوك هل متعلهقون‬ ‫‪ -10‬أن أكثر الن ه‬
‫ه‬
‫للحرمان‪.‬‬ ‫ه‬
‫األسباب سبب‬ ‫‪ -11‬أن الغفلة عن للاه والعتماد على‬
‫رزق الط هري أوسع همن غ هريه‪.‬‬
‫‪ -12‬أن ميادين ه‬

‫***‬

‫‪112‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫احلديث اخلمسون‬
‫بد للاه ب هن بس نر قال‪ :‬أتى النب صلى للا عليه وسلم رجل‪ ،‬فـقال‪ :‬اي رسول للاه‪ ،‬إهن شرائهع‬
‫عن ع ه‬

‫الم قد كثـرت عليـنا‪ ،‬فـباب نـتمسك بههه جامع؟ قال‪« :‬ل يـزال لهسانك رطبًا همن هذك هر للاه عز وجل»‪.‬‬
‫ا هإلس ه‬
‫ه (‪)122‬‬
‫خرجه اإلمام أمحد بذا اللفظ‬

‫الشرح‪:‬‬
‫فضل الذك هر‪ ،‬وقوله‪« :‬ل يزال لسانك رطبًا همن ذك هر للاه» كناية عن كثرةه الذك هر‬
‫احلديث أصل يف ه‬
‫ه‬
‫ابللسان‪ ،‬وهو خب معناه األمر‪.‬‬

‫وفيه ِم َن الفوائد‪:‬‬
‫كثرة أنو هاع العبادات وأبو ه‬
‫اب اخل هري‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ه‬
‫أسباب األج هر‪.‬‬ ‫فضل للاه تيسري‬
‫أن همن عظي هم ه‬ ‫‪-2‬‬
‫الب واخل هري‪.‬‬
‫اب ه‬ ‫تفاضل ه‬
‫العباد يف نصيبهم همن أبو ه‬ ‫‪-3‬‬
‫حابة للخ هري وحرصهم على ما يقربم إىل للاه‪.‬‬
‫حب الص ه‬‫ُّ‬ ‫‪-4‬‬
‫فضل ذك هر للاه‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وتليال وتكبريا وغري ذلك مع مواطأةه ه‬
‫القلب يقوم‬ ‫وحتميدا ً‬ ‫تسبيحا‬ ‫ه‬
‫ابللسان‬ ‫أن كثرة ذك هر للاه‬ ‫‪-6‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫افل الط ه‬
‫اعات‪ ،‬وما ُّ‬
‫يدل على ذلك قوله صلى للا عليه وسلم‪« :‬ألن أقول‬ ‫مقام كث نري همن نو ه‬
‫سبحان للاه واحلمد لله ول إله إل للا وللا أكب‪ُّ :‬‬
‫أحب إيل ما طلعت عليه الشمس»(‪،)123‬‬
‫ه‬
‫حبيبتان إىل‬ ‫ثقيلتان يف امليز هان‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫اللسان‬ ‫ه‬
‫خفيفتان على‬ ‫ه‬
‫كلمتان‬ ‫وقوله صلى للا عليه وسلم‪« :‬‬
‫وحبمده سبحان للاه العظي هم»(‪،)124‬‬
‫ه‬ ‫الرمح هن‪ :‬سبحان للا‬

‫(‪ )122‬أحمد (‪ )17680‬قال محققه‪« :‬إسناده صحيح»‪ ،‬وأخرجه الترمذي (‪ ،)3375‬وابن ماجه (‪.)3793‬‬
‫(‪ )123‬أخرجه مسلم (‪)2695‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫(‪ )124‬أخرجه البخاري (‪ ،)6043‬ومسلم (‪)2694‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫وقوله صلى للا عليه وسلم‪« :‬من قال ل إله إل للا وحده ل شريك له‪ .‬له امللك وله احلمد وهو على ه‬
‫كل‬
‫أنفس همن ه‬
‫ولد إساعيل»(‪ ،)125‬وقوله صلى للا عليه وسلم‪:‬‬ ‫ات كان كمن أعتق أربعة ن‬ ‫ن‬
‫شيء قدي نر عشر مر ن‬
‫بد البح هر»(‪ ،)126‬وقوله صلى‬ ‫وحبمده يف ن‬
‫يوم مئة مرنة حطت خطاايه وإن كانت مثل ز ه‬ ‫ه‬ ‫«من قال‪ :‬سبحان ه‬
‫للا‬
‫كل ن‬
‫شيء قدي نر يف‬ ‫للا عليه وسلم‪« :‬من قال ل إله إل للا وحده ل شريك له له امللك وله احلمد وهو على ه‬
‫حرزا همن‬ ‫ن‬ ‫ن ه‬ ‫يوم مئة مرةن كانت له عدل عش هر ن ه‬ ‫ن‬
‫رقاب‪ ،‬وكتبت له مئة حسنة وحميت عنه مئة سيئة‪ ،‬وكانت له ً‬
‫أيت أحد أبفضل ما جاء هبه إل رجل عمل أكثر منه»(‪.)127‬‬ ‫يطان يومه ذلك حىت يسي ومل ه‬
‫الش ه‬
‫كل همبا يناسبه‪.‬‬ ‫ه‬
‫إبجابة ن‬ ‫‪ -7‬مراعاته صلى للا عليه وسلم للسائلني‬

‫هذا ما تيسر إمالؤه ما أمد للا هبه همن فه هم ما يف هذه األحاديث همن الفو ه‬
‫ائد‪ ،‬نفعنا للا همبا علمنا‪،‬‬
‫ه‬
‫وصحبه أمجعني‪.‬‬ ‫كرمه‪ ،‬وصلى للا وسلم على حمم ند وعلى آله‬‫وعلمنا ما ينفعنا مبنهه و ه‬
‫رجب لعام ‪ 1428‬همن اهلجرة‪.‬‬
‫إمالئه يف الثاين عشر همن ن‬
‫وكان الفراغ همن ه‬

‫***‬

‫(‪ )125‬أخرجه البخاري (‪ ،)6041‬ومسلم (‪ )2693‬واللفظ له؛ من حديث أبي أيوب األنصاري رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫(‪ )126‬أخرجه البخاري (‪ ،)6042‬ومسلم (‪)2691‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫(‪ )127‬أخرجه البخاري (‪ ،)3119‬ومسلم (‪)2693‬؛ من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫مؤسسة وقف الشّيخ عبدالرّمحن بن ناصر الربّاك‬ ‫‪ 1439‬هـ‬

‫‪115‬‬

You might also like