Professional Documents
Culture Documents
تجارة دولية PDF
تجارة دولية PDF
ثانيًاًً-ماًىوًالفرقًبينًالتجارةًالداخميةًوالخارجية.
سادسًاًً-التجارةًالدوليةًوالتخصصًالدوليً :
ً
1
مقدمة:
ظيرت التجارة الدولية منذ العصور األولى ،وكانت الثورة الصناعية التي حدثت في بريطانيا في
منتصؼ القرف الثامف عشر بمثابة االنطالقة األساسية ليا ،حيث زادت الحاجة لممواد األولية وازداد
التصنيع بواسطة المكننة وازداد االنتاج وظيرت الحاجة ألسواؽ تصريؼ المنتجات وىنا بدأ استعمار
الدوؿ مف أجؿ فتح أسواؽ جديدة لمحصوؿ عمى المواد األولية ومف أجؿ تصريؼ فوائض االنتاج .
أما في أيامنا ىذه فيعود تطور التجارة الدولية إلى تطور كافة مناحي الحياة مف وسائؿ النقؿ بالدرجة
األولى الى مختمؼ العموـ التقنية والتكنولوجية وتطور السياسات المالية والنقدية وظيور االتحادات
والتكتالت االقتصادية وظيور العديد مف المفاىيـ العالمية الداعمة آللية عمؿ المنظومة التجارية
العالمية مثؿ البنؾ الدولي لمتجارة والتمويؿ وغيره.
لقد ُعرؼ التبادؿ بيف الدوؿ مف خالؿ األشكاؿ األساسية التالية :
ولقد تزايد اىتماـ كافة الدوؿ بالتجارة الدولية بعد الحرب العالمية الثانية بسبب:
-1دخوؿ العالـ في عصر التعاوف االقتصادي الدولي وذلؾ مف خالؿ العديد مف االتفاقيات
الدولية .
-2ظيور المؤسسات الدولية التي تعمؿ في مجاؿ النقد والتمويؿ والتنمية االقتصادية .مثؿ
الجات التي ىي األحرؼ األولى مف تسمية االتفاقية العامة لمتعريفات والتجارة General
،"Agreement on Traffsوىي عبارة عف معاىدة دولية اليدؼ منيا تنظيـ عممية
المبادالت التجارية بيف الدوؿ الموقعة عمييا ،كما أف فكرة قياـ منظمة التجارة الدولية كانت
2
قد طرحت ضمف مداوالت مؤتمر "بريتوف وودز" الذي أقر قياـ صندوؽ النقد الدولي IMF
والبنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير .IBRD
-3ظيور العجز في بعض الدوؿ مثؿ الدوؿ النامية وكاف العجز مثؿ تدىور معدالت التبادؿ
الدولية ،والعجز المستمر في موازيف المدفوعات.
-4بدء الحديث عف نظاـ عالمي جديد سمي العولمة .
-ىو اختيار الدولة وجية معينة ومحددة في عالقاتيا التجارية مع الخارج (حرية أـ حماية)
وتعبر عف ذلؾ بإصدار تشريعات واتخاذ الق اررات واإلجراءات التي تضعيا موضع التطبيؽ.
-مجموعة الوسائؿ التي تمجأ إلييا الدولة لمتدخؿ في تجارتيا الخارجية بقصد تحقيؽ بعض
األىداؼ.
لًًمنًالصادراتًوالوارداتًالمنظورةًوغيرًالمنظورة..
نستطيعًالقولًبأنًالتجارةًالدوليةًىي:ك ً
-وعرفيا أخروف بأنيا:المعامالت التجارية الدولية المتمثمة في انتقاؿ السمع واألفراد ورؤوس
األمواؿ ،تنشأ بيف أفراد يقيموف في وحدات سياسية مختمفة أو بيف حكومات ومنظمات
اقتصادية تقطف وحدات سياسية مختمفة.
-مف التعاريؼ السابقة نستنتج أف التجارة الخارجية عبارة عف مختمؼ عمميات التبادؿ التجاري
الخارجي سواء في صور سمع أو خدمات أو أفراد أو رؤوس أمواؿ بيف أفراد يقطنوف وحدات
سياسية مختمفة بيدؼ إشباع أكبر حاجات ممكنة .وتتكوف التجارة الخارجية مف عنصريف
أساسييف ىما :الصادرات والواردات بصورتييما المنظورة وغير منظورة .
ثانياً -ماًىوًالفرقًبينًالتجارةًالداخميةًوالخارجية:
كؿ مف التجارة الداخمية والخارجية تكوف نتيجة لمتخصص وتقسيـ العمؿ الذي يؤدي بالضرورة إلى
قياـ التبادؿ إال أف ىذا ال يمنع مف وجود بعض االختالفات بيف المفيوميف تكمف فيما يمي:
3
.1التجارة الداخمية داخؿ حدود الدولة الجغرافية أو السياسية في حيف أف التجارة الخارجية عمى
مستوى العالـ.
.2التجارة الخارجية تتعامؿ مع نظـ اقتصادية وسياسية مختمفة في حيف أف التجارة الداخمية في
ظؿ نظاـ واحد.
.3اختالؼ ظروؼ السوؽ والعوامؿ المؤثرة فيو في حالة التجارة الخارجية عنيا في حالة التجارة
الداخمية.
.4مرحمة النمو االقتصادي في العالـ ( الرواج ،الكساد).
.5وجود فرصة لمتكتالت واالحتكارات التجارية في حالة التجارة الخارجية.
.6سيولة انتقاؿ عوامؿ اإلنتاج داخؿ الدولة الواحدة في حيف يصعب ذلؾ في التجارة الخارجية.
.7اختالؼ النظـ القانونية والتشريعات االقتصادية والضرائبية واالجتماعية التي تنظـ التجارة
الداخمية عنيا في التجارة الخارجية.
.8وجود عممة واحدة تقوـ عمى أساسيا التجارة الداخمية بينما تتعدد ىذه العمالت في حالة
التجارة الخارجية.
ثالثًاً-أسبابًقيامًالتجارةًالخارجية:
يرجع تفسير أسباب قياـ التجارة الخارجية بيف الدوؿ إلى جذور المشكمة االقتصادية أو ما يسميو
االقتصاديوف بمشكمة الندرةًالنسبية وتتمثؿ أىـ ىذه األسباب في:
.1ليس لكؿ دولة نفس اإلمكانيات التي تكفي إلنتاج كؿ السمع والخدمات.
.2اختالؼ تكاليؼ إنتاج السمع بيف الدوؿ المختمفة نظ ار الختالؼ العوامؿ البيئية.
.3اختالؼ مستوى التكنولوجيا مف دولة ألخرى وسعي المواطنيف لمحصوؿ عمى المنتجات ذات
التكنولوجيا األفضؿ.
.4عدـ إمكانية تحقيؽ االكتفاء الذاتي بسبب ضعؼ اإلمكانيات المادية أو البشرية أو االثنيف
معاً.
.5وجود فائض في اإلنتاج.
.6الحصوؿ عمى أرباح مف التجارة الخارجية بسبب الفروؽ السعرية أو بسبب وفرة عوامؿ اإلنتاج
وبالتالي انخفاض اسعارىا وتحقيؽ ميزة المنافسة السعرية .
4
.7رفع مستوى المعيشة لممواطنيف مف خالؿ سعي الحكومات مف خالؿ التجارة الخارجية
لمحصوؿ عمى السمع والخدمات التي تسد الحاجات وتشبع الرغبات.
رابعًاًً-أىميةًالتجارةًالخارجيةً :
تعد التجارة الخارجية مف القطاعات الحيوية في أي مجتمع لما ليا مف أىمية تتمثؿ فيما يمي:
ربط الدوؿ والمجتمعات مع بعضيا البعض زيادة عمى اعتبارىا أداة لتصريؼ فائض اإلنتاج
عف حاجة السوؽ المحمية.
اعتبارىا مؤش اًر جوىرياً عمى قدرة الدوؿ اإلنتاجية والتنافسية في السوؽ الدولي وذلؾ الرتباط
ىذا المؤشر باإلمكانيات اإلنتاجية المتاحة وقدرة الدولة عمى التصدير ،ومستويات الدخوؿ
فييا وقدرتيا كذلؾ عمى االستيراد وانعكاس ذلؾ كمو عمى رصيد الدولة مف العمالت األجنبية
وما لو مف آثار عمى الميزاف التجاري.
تحقيؽ المكاسب عمى أساس الحصوؿ عمى سمع تكمفتيا أقؿ مما لو تـ إنتاجيا محمياً.
التجارة الدولية تؤدي إلى زيادة الدخؿ القومي اعتمادا عمى التخصص والتقسيـ الدولي لمعمؿ.
ن قؿ التكنولوجيات والمعمومات األساسية التي تفيد في بناء االقتصاديات المتينة وتعزيز
عممية التنمية الشاممة.
تحقيؽ التوازف في السوؽ الداخمية نتيجة تحقيؽ التوازف بيف كميات العرض والطمب.
االرتقاء باألذواؽ وتحقيؽ كافة المتطمبات والرغبات واشباع الحاجات.
إقامة العالقات الودية وعالقات الصداقة مع الدوؿ األخرى المتعامؿ معيا.
العولمة السياسية التي تسعى إلزالة الحدود وتقصير المسافات والتي تحاوؿ أف تجعؿ العالـ
بمثابة قرية جديدة.
خامسًاً-أىدافًالتجارةًالخارجيةً :
تعمؿ سياسة التجارة الخارجية عمى تحقيؽ مجموعة مف األىداؼ االقتصادية واالجتماعية.
-1األىداؼ االقتصادية :تتمثؿ في:
5
oزيادة موارد الخزينة العامة لمدولة واستخداميا في تمويؿ النفقات العامة بكافة أشكاليا
وأنواعيا.
oحماية الصناعة المحمية مف المنافسة األجنبية.
oحماية االقتصاد الوطني مف خطر اإلغراؽ الذي يمثؿ التمييز السعري في مجاؿ التجارة
الخارجية أي البيع بسعر أقؿ مف تكاليؼ اإلنتاج.
oحماية الصناعة الناشئة أي الصناعة حديثة العيد في الدولة حيف يجب توفير الظروؼ
المالئمة والمساندة ليا.
oحماية االقتصاد الوطني مف التقمبات الخارجية التي تحدث خارج نطاؽ االقتصاد الوطني
كحاالت االنكماش والتضخـ.
حماية مصالح بعض الفئات االجتماعية كمصالح الزراعييف أو المنتجيف لسمع معينة تعتبر
ضرورية أو أساسية في الدولة.
إعادة توزيع الدخؿ القومي بيف الفئات والطبقات المختمفة.
سادسًاًًً-التجارةًالدوليةًوالتخصصًالدوليً :
توجد عالقة تبادلية بيف التجارة الدولية والتخصص الدولي ،حيث ترتبط التجارة الدولية ارتباطاً وثيقاً
بظاىرة التخصص وتقسيـ العمؿ عمى المستوى الدولي ،فموال قياـ التجارة الدولية لما تخصصت بعض
الدوؿ في إنتاج السمع والخدمات بكميات تزيد عف حاجتيا .ومف ناحية أخرى لوال وجود التخصص
ألنتجت كؿ دولة ما يمزميا مف السمع والخدمات المختمفة ولما قامت التجارة الدولية.
يالحظ عمى المستوى العالمي انو ال يوجد دولة تستطيع تحقيؽ سياسة االكتفاء الذاتي بصورة كاممة
ولفترة طويمة مف الزمف.
اف التخصص وتقسيـ العمؿ عمى المستوى الدولي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتجارة الدولية ،وىذا ما أكده
االقتصاديوف الكالسيكيوف مثؿ آدـ سميث اذ قالوا أف الفرد اذا تخصص في أداء عمؿ واحد فإنو
6
سوؼ يتقنو وترتفع درجة ميارتو وبالتالي تزيد انتاجيتو وبالتالي يحصؿ عمى مستوى أعمى مف
الرفاىية االقتصادية .
7
جامعت حماة -كليت االقتصاد
السياساتًالتجاريةًTrade Policies
سوفًندرسًفيًىذهًالمحاضرةًً :
-1مفيومًالسياساتًالتجارية.
-2أنواعًالسياساتًالتجارية.
-3أدواتًالسياساتًالتجارية.
-4آلياتًالدفعًفيًالتجارةًالخارجية.
8
أوًلًً-مفيومًالسياساتًالتجارية :
تقوـ عموـ دوؿ العالـ اليوـ بأنواع مف التدخؿ في الشأف التجاري وذلؾ لألسباب اآلتية :
.1العلقات ًالنقدية ًالدولية :فعندما يعاني ميزاف مدفوعات إحدى الدوؿ مف مشكمة ما مثؿ
العجز فإنيا تمجأ الى فرض بعض القيود عمى الصرؼ األجنبي لمعالجة ىذا الخمؿ وىذا بحد
ذاتو ٌيعد تدخالً غير مباشر في التجارة الخارجية .
.2رغبة ًالحكومة ًفيًتغيير ًحجم ًونمط ًالتجارة لتحقيق ًأىداف ًمعينة (قد تكوف اجتماعية او
سياسية أو صحية ....الخ) مف خالؿ األدوات المباشرة لسياستيا التجارية .مثالً فرض رسوـ
جمركية مرتفعة عمى السمع الكمالية أو عمى السمع التي مف الممكف انتاجيا محمياً .أو إلغاء
الرسوـ الجمركية عمى المعدات والتجييزات االلكترونية .
.3القيود ًالمفروضة ًعمى ًالتجارة ،والتي ىي نتيجة لتركيب أسواؽ المنافسة غير التامة (أي
المنافسة االحتكارية واحتكار القمة) باعتبارىا األسواؽ األكثر شيوعاً في عالـ اليوـ .
كما تعرؼ كذلؾ بأنيا (حزمة ًمن ًالقوانين ًواإلجراءات ًوالتشريعات ًالتي ًتتخذىا ًالدولة ًمن ًأجلً
تنظيمًالعلقةًبينياًوبينًدولًالعالمًاألخرى ).
ومف المالحظ ًان بعض السياسات التجارية تؤدي الى التوسع في التجارة الخارجية (مثؿ دعـ
الصادرات او إلغاء نظاـ الحصص) وبعضيا اآلخر يؤدي الى انكماش التجارة الخارجية (مثؿ رفع
سعر التعريفة الجمركية أو سياسة المنع) .
أوًلًً:سياسةًالحريةًالتجاريةً(التجارة الحرة) أي حرية حركة السمع والخدمات بيف دوؿ العالـ دوف
قيود .
9
ثانيًاًً:سياسةًالحمايةًالتجاريةً(التدخؿ في التجارة الخارجية) أي خضوع التجارة الخارجية إلى رقابة
وتدخؿ السمطات االقتصادية في الكـ والنوع .
ولكف مف المالحظ بأنو ًعند الحديث عف السياسات التجارية فإف الذىف ينصرؼ مباشرة الى سياسة
الحماية التجاريةً ،كما إف السياسات التجارية تختمؼ مف دولة ألخرى تبعاً لتطورىا االقتصادي
ومستوى تركيب نشاطيا اإلنتاجي والموردي (أي الثروات الطبيعية) ،فعندما يكوف النشاط االقتصادي
متنوعاً وقاد اًر عمى المنافسة في األسواؽ العالمية فإف قيود السياسة التجارية تميؿ إلى االنخفاض
والتساىؿ ،إما إذا كاف إنتاجيا ما يزاؿ في طور النمو فيو يحتاج الى حمايتو مف المنافسة الخارجية
مما يستمزـ معو تطبيؽ سياسات تجارية مشددة .
سياسةًالحريةًالتجارية ً
ويقصدًبياًإطلقًالعنانًلمتبادلًالتجاريًالدوليًدونًقيودًتعيقو،
وذلؾ عائد لسيادة مبادئ المذىب الحر الذي ساد خالؿ القرف التاسع عشر ،وقد استند لمبدأ النفقات
النسبية لديفيد ريكاردو واطروحات الفيزوقراطيف (الطبيعييف) التي ترى إف المصمحة الخاصة ال
تتعارض مع المصمحة العامة بفعؿ القوانيف الطبيعية ألف المصمحة العامة ىي عبارة عف المجموع
األفقي لممصالح الخاصة ،وكانوا يؤمنوف:
)1بوجود األيدي الخفية ( )Hidden Handالتي تعيد حالة التوازف االقتصادي تمقائياً
دوف تدخؿ الدولة.
)2إف المنافسة الحرة كفيمة بتحقيؽ السعر العادؿ ( )Fair Priceوالذي يحقؽ ربحاً
معقوالً لمبائع وفي نفس الوقت يحظى برضا المشتري .
وقد ً استمرت بريطانيا بإتباع ىذه السياسة حتى الحرب العالمية األولى إذ أصيب اقتصادىا بعد
الحرب بمشكالت استدعت تدخؿ الحكومة وفرض الحماية التجارية لإلسراع بإعادة بناء ما دمرتو
الحرب .
11
سياسةًالحمايةًالتجارية
لًً
ًًًًويقصدًبيا ً" ًحمايةًمنتجيًالسمعًوالخدماتًالمحميينًمنًمنافسةًالمنتجينًاألجانبً،فض ً
عنًحمايةًالمصالحًالعامةً" ً
أبرزًالدواعيًالىًىذهًالسياسةً:
• تقسيـ العمؿ الدولي الى منتجي مواد أولية (البمداف النامية) ومنتجي السمع الصناعية (البمداف
المتقدمة) وحرماف األولى مف فرص النمو والتطور االقتصادي والمعيشي .
• دعوة (كينز )Kynzإلى تدخؿ الدولة إلنقاذ االقتصاد الوطني مف آثار األزمة العالمية في
الثالثينات مف القرف العشريف وتحقيؽ االستخداـ الكامؿ مف خالؿ السياسات االقتصادية
المختمفة ومنيا سياسة الحماية التجارية .
حججًانصارًحريةًالتجارةًً:تعمؿ الحرية التجارية عمى زيادة اإلنتاج بفعؿ التخصص وتقسيـ العمؿ
الدولي وىذا يؤثر عمى ً:
oاإلنتاج الواسع وتحقيؽ وفورات الحجـ وانخفاض التكاليؼ مف خالؿ قياـ المشروعات باإلنتاج
لسد حاجة الطمب المحمي وكذلؾ الطمب العالمي الذي يتـ تصديره عف طريؽ التجارة الحرة .
حججًانصارًالحمايةًالتجارية
تقميلًالبطالة :تعمؿ أدوات الحماية (التعريفة أو الحصص) عمى رفع أسعار السمع المستوردة
واقباؿ الناس عمى شراء المنتجات المحمية ومف ثـ زيادة اإلنتاج وزيادة مستوى التشغيؿ .
تنويعًاإلنتاجً :تعمؿ أدوات الحماية عمى تمبية الطمب المحمي مف اإلنتاج المحمي وبالتالي
فاف المشروعات سيكوف بإمكانيا تنويع منتجاتيا وعدـ االقتصار عمى عدد محدود مف السمع.
11
حمايةًالدولةًمنًالداخل :مثؿ الحصار أو الحروب االقتصادية أو السمع الضارة بالصحة
العامة أو األخالؽ االجتماعية أو السمع غير الكفوءة ،أو التعرض لإلغراؽ.
حماية ًالصناعات ًالناشئة :أي الصناعات الحديثة التي قد تنافسيا السمع المستورة فتقوـ
أدوات الحماية بالتصدي لمسمع األجنبية ،وأوؿ مف نادى بحماية الصناعات الناشئة األميركية
مف السمع االنكميزية ىو األميركي(الكسندر ىاممتوف) عاـ ،1791ثـ تبعة األلماني (فريدريؾ
ليست) عاـ 1841عندما نادى بحماية الصناعات األلمانية عمى األقؿ في مراحميا األولىً.
أسبابًحمايةًالصناعاتًالناشئة:
oالحماية ًمن ًالعمل ًالرخيص :قد يكوف العمؿ الرخيص سبباً رئيسياً في انخفاض التكاليؼ
ومف ثـ األسعار ،فتعمؿ الدولة عمى التدخؿ لحماية منتجاتيا مف منافسة الدوؿ ذات العمالة
الرخيص .
oتحسين ًمعدلت ًالتبادل ًالتجاري :يعرؼ ىذا المعدؿ بأنو قدرة وحدة الصادرات عمى شراء
وحدة المستوردات ،وعميو فإف فرض التعريفة مثالً عمى السمع المستوردة سيؤدي الى رفع
أسعارىا وتقميؿ استيرادىا ،وىذا قد يدفع الدولة المصدرة الى تخفيض أسعار سمعتيا لكي
تحافظ عمى نفس المستوى مف التصدير فتتحسف عندئذ معدالت التبادؿ لصالح الدولة األولى
شروطًنجاحًسياسةًالحمايةًالتجارية:
لكي تكوف ىذه السياسة مقبولة وناجحة يجب أف تتصؼ بما يأتي :
12
• أف تكوف الصناعة المحمية مف الصناعات التي تتوفر ليا فرص النجاح .
إف الوقائع التاريخية أثبتت صعوبة تحقؽ ىذه الشروط بالكامؿ ،إذ إف بعض أصحاب المشروعات
المحمية أخذوا يطالبوف الدولة بإبقاء الحماية بؿ وزيادة حدتيا األمر الذي أضر كثي ار بفرص تحسيف
المنتجات المحمية وتقميؿ تكاليفيا ألنيا تستند الى سياسات الحماية التي قد تقتؿ روح التطوير
والتحسيف المستمريف وىما أساس النجاح ألي مشروع إنتاجي ،لذا فإف أغمب الدوؿ اليوـ تتبع خميطاً
غير متجانس مف كال السياستيف ً .ويرى البعض ضرورة االستعاضة عف مبدأ حماية الصناعة
الناشئة بتقديـ اإلعانات لممنتجيف أو المصدريف وذلؾ الف اإلعانات تتمتع بالمزايا االتية :
-1إف آثار اإلعانة تكوف مباشرة ،ألف المشروع الذي يحصؿ عمى إعانة ما مف الدولة
يتوجب عميو إنفاقيا في مجاليا المحدد .
-2إف اإلعانة ال تسبب ارتفاعا في األسعار ،وبذلؾ ال تكوف ىنالؾ تضحية أو آثار ضارة
عمى المستيمؾ .
-3عدـ اختفاء حالة المنافسة بيف السمع المحمية والسمع األجنبية األمر الذي يدفع المنتجيف
المحمييف لتطوير منتجاتيـ بشكؿ مستمر .
-4قد تؤدي اإلعانة إلى التصدير ألنيا تجعؿ المنتج المحمي في وضع يؤىمو لمبيع بأسعار
منخفضة في الخارج .
oأولًًًً-األدواتًغيرًالمباشرةً(السعرية)ًوتشملًً:
*ًالتعرفة الجمركية
* إعانات التصدير
oثانــياًًً-األدواتًالمباشرةً(الكمية)ً:
*ًالحصة االستيرادية
13
ًًًاألولًً-الرسومًأوًالتعريفاتًالجمركيةً()Import Tariffs
الرسوم ًأو ًالتعرفة ًالمركبة ً( )Compound Tariffsوىي خميط بيف االثنيف ،مثال •
( )$411عمى كؿ سيارة مستوردة إضافة الى ( )%5مف قيمة كؿ سيارة مستوردة عف كؿ
سنة خارج الموديؿ .ومف المالحظ اف ) (USAتستخدـ خميطاً متناسقاً مف الرسوـ القيمية
والنوعية في حيف تستخدـ أغمب الدوؿ األوربية الرسوـ القيمية بشكؿ أساسي.
أنواعًالتعرفةًالجمركيةًمنًحيثًآثارىاًعمىًتحديدًالستيرادًوالنتاجًوالستيلك
.1التعرفةًالمانعةً ً: Prohibitive Tariffوىي التعريفة التي تؤدي إلى مساواة سعر
السمعة المستوردة مع سعر السمعة الوطنية أو تزيد عمييا ،وىو شكؿ متطرؼ يراد منو
منع استيراد ىذه السمعة والتعويض عنيا بالمنتج المحمي .
.2التعريفة ًغير ًالمانعة Non Prohibitive Tariffوىو النوع الشائع االستخداـ
حيث تؤدي التعريفة بعد فرضيا إلى تقميؿ االستيراد إال إنيا ال تمنعو ،فتبقى ىنالؾ
كمية مف الطمب يتـ تأمينيا مف األسواؽ الخارجية.
ً
14
الثانيً–ًإعاناتًالتصديرًًSubsidies of Export
وىي إحدى أدوات السياسة التجارية التي تؤثر مف خالليا السمطة االقتصادية في األسعار
التي تباع بيا السمعة محمياً ودولياً بقصد التشجيع عمى اإلنتاج والتصدير .ويختمؼ أثر اإلعانة في
أنو يؤثر عمى العرض وليس الطمب بافتراض تجانس السمعة المحمية مع شبييتيا األجنبية .
أنواعًإعاناتًالتصدير
ًًًًًًًوتتمثؿ بأداء مبمغ مالي مف قبؿ الدولة إلى المصدريف وعمى أساس قيمة أو نوع السمعة
المصدرة .
وتشمؿ التسييالت االئتمانية او السماحات الضريبية او إعفاء جزء مف األرباح المتحققة مف
التصدير مف الضريبة او تقديـ بعض الخدمات مجاناً او مقابؿ سعر رمزي لممصدريفًً.
ثانــياًًً-األدواتًالمباشرةً(الكمية)ًً ًًًًًًًًًً:
ًًًًًًًًًاألولًً -الحصةًالستيراديةً :ويقصد بيا قياـ الدولة بتحديد الكمية المصدرة مف سمعة ما
أو الكمية المستوردة ،والشائع ىو تحديد الكمية المستوردة ،ويتـ ذلؾ مف خالؿ قياـ الدولة ببيع
تراخيص االستيراد عف طريؽ المزاد الى المستورديف ،وتكوف ىذه التراخيص مقسمة عمى أساس
إجمالي الحصة (ً . )Quota
ًًًًًًًًالثاني ًً -القيود ًغير ًالتعريفيةً :وىي قيود إدارية تقوـ بيا الدولة مف أجؿ توجيو وتحديد
التجارة الخارجية وتنقسـ الى :
)1الترتيبات ًالحكوميةً :مثؿ التنظيمات المتعمقة بالصحة والبيئة واألمف والحماية مف التموث
والحماية مف األمراض االجتماعية ،كما تتضمف ترتيبات العالمة التجارية وتحديد المواصفات
...الخ .
15
)2مشتريات ًالحكومةً :وىي قياـ الحكومة بتوجيو نسبة معينة مف مشترياتيا مف السوؽ
المحمي ،مما يعني إضفاء سمة تمييزية لممنتج المحمي لزيادة قدرتو التنافسية .
ً )3تجارةًالدولةًوالحتكاراتًالحكوميةًً:مثؿ احتكار الدولة الستيرادات السجائر (الياباف) لغرض
السيطرة عمييا ،اذ تستورد العمبة الواحدة بػ 51سنتا وتقوـ ببيعيا في السوؽ المحمية بػ $ 4
لمعمبة الواحدة .
)4الحصةًالتصديريةًالطوعيةًً:مثؿ االتفاؽ بيف الياباف وأميركا عمى أف تقمؿ الياباف صادراتيا
مف السيارات الى أميركا مقابؿ تقميؿ صادرات أميركا مف األجيزة الحاسوبية الى الياباف لمحفاظ
عمى مصالح المنتجيف المحمييف في كمييما .
رابعًاًً-آلياتًالدفعًفيًالتجارةًالخارجية :
ىناكًوسائلًدفعًمتعددةًلسدادًقيموًالصادراتًمنًأىمياًماًيأتيًً -:
.1الدفع المقدـ.
.2الدفع نقداً.
.3االعتماد المستندي.
.4الدفع مقابؿ المستندات.
.5االعتمادات التجارية.
ً
أوًلًً:الدفعًالمقدمًً Pre-Payment
وىذه الطريقة تعنى سداد قيمو البضاعة مقدما كشرط أساسي لشحنيا وىذا االسموب في الدفع ال
يستعمؿ كثي اًر إال بالنسبة لمطمبيات الصغيرة وليا عيوب كثيره فقد ال يقوـ المصدر بشحف الطمبية أو
ال يمتزـ بالمواصفات المطموبة في السمع .
ً
ثانياًً:الدفعًنقداًًً Cash Payment
ويتـ سداد قيمو الصادرات نقداً ومقدماً بواسطو المستورد ويتـ ذلؾ في حاالت منيا :
-تكوف قيمو الصفقة صغيره ال تتحمؿ نفقات االعتمادات المستندية.
16
-عدـ معرفو المصدر بأحواؿ المستورد أو لعدـ توافر الثقة.
-عندما تكوف الظروؼ االقتصادية او السياسية في بمد المستورد غير مستقرة.
-عندما تكوف السمعة منتجة خصيصاً لممستورد وال يستطيع المصدر بيعيا لغيره.
ً
ثالثاًً:العتمادًالمستندي"ًً Letter Of Credit "LC
ويتـ مف خالؿ ىذا النظاـ الشحف مقابؿ قياـ المستورد الخارجي بفتح اعتماد مستندي بقيمة الرسالة
بحيث يتسمـ المصدر قيمة البضاعة بمجرد تسميمو مستندات الشحف لمبنؾ المحمي .
ً
رابعاًً:الدفعًمقابلًالمستنداتً "CAD"ًCash Against Documents
وبمقتضى ىذه الطريقة يتـ االتفاؽ بيف الطرفيف عمى كافو الشروط مف حيث االسعار وغيرىا مف
الشروط التي يتفؽ عمييا الطرفيف .وعندما ينتيى المصدر مف اجراءات تصدير البضاعة فأنو يقوـ
بأرساؿ المستندات عف طريؽ المصرؼ الذى يتعامؿ معو الذى يتولى االتصاؿ بالمصرؼ المراسؿ
في بمد المستورد مقرونو بالتعميمات التي تقضي تسميـ تمؾ المستندات الى المستورد مقابؿ سداد
قيمتيا نقداً وبموجب ىذه المستندات يقوـ المستورد بسحب البضاعة مف الشاحف الى الميناءً .
ً
خامساًًً:العتماداتًالتجاريةًً ًTrade Credit:
وىى شكؿ مف أشكاؿ المقايضة وتستخدـ لتنفيذ عمميات المبادلة وينص فييا عمى أف يتـ تسميـ
مستندات الصادرات مقابؿ مستندات الواردات أو أف تودع حصيمة الصادرات تحت تصرؼ البنؾ
الستخداميا في سداد قيمو الواردات .
17
جامعت حماة -كليت االقتصاد
النظرياتًالتجاريةًTrade Theory
سوفًندرسًفيًىذهًالمحاضرةًً :
18
أولا -يذرست انتجارييٍ ) انفكز انًزكُتاني) Merchandise School
يعرؼ ىذا الفكر بأنو مجموعة المعتقدات االقتصادية التي سادت أوروبا خالؿ الفترة مف 1511إلى
1751ميالدياً ،حيث ال تعتبر ىذه المعتقدات مدرسة نوعية ولكنيا مجموعة مف السياسات
االقتصادية التي استيدفت التحكـ في األنشطة االقتصادية المحمية والمعامالت التجارية الدولية،
غرضيا األساسي تراكـ الثروة لمدوؿ ،ولعؿ الظروؼ التي سادت أوروبا في تمؾ الفترة قد ساعدت
عمى خمؽ ىذه األفكار مف خالؿ االستكشافات الجغرافية لتدفقات المعادف النفيسة مف العالـ الجديد
إلى أوروبا ،ىذا إلى جانب النمو السكاني وتزايد أىمية طبقة التجارييف عمى حساب الطبقة
اإلقطاعية.
فقد نظر التجاريوف لممعادف النفيسة ،الذىب والفضة ،باعتبار أنيا أعمى مراتب الثروة ألنيا ال تفنى
مع االستعماؿ وأنو يمكف لمدولة أف تحصؿ عمى ما تريد باستخداـ تمؾ المعادف وأف الوسيمة الوحيدة
لمدولة التي ال تمتمؾ مناجـ ليذه المعادف ىي التجارة الخارجية ،أي أف تعمؿ الدولة عمى الحصوؿ
عمى ميزاف تجارى رابح يحقؽ فائضاً في الصادرات ويجعؿ الدولة دائنة لمدوؿ األخرى ،وبالتالي
الحصوؿ عمى الذىب والفضة ثمناً لفائض الصادرات مف العالـ الخارجي .وفي ظؿ ظروؼ غير
مستقرة سياسياً فإف تجميع المعادف النفيسة ُيعد أم اًر ىاماً لتحقيؽ قوة الدولة وانشاء جيش وأسطوؿ
قوى.
يفترض ىذا الفكر أف عنصر العمؿ ىو أىـ عناصر االنتاج في عممية النمو ،وليذا استخدـ
التجارييف نظرية القيمة في العمؿ بمعنى أف قيمة السمع يتـ تحديدىا بما بذؿ في انتاجيا مف ساعات
عمؿ ،وليذا فيو ال يؤمف بمبدأ الحرية االقتصادية ويؤكد عمى ضرورة تدخؿ الحكومة في النشاط
االقتصادي.
إف اليدؼ األساسي مف السياسة االقتصادية المركنتالية ىو تحقيؽ فائض في الصادرات عف الواردات
حيث يكوف الرصيد إيجابي في الميزاف وتتدفؽ العمالت األجنبية أو المعادف النفيسة مف الخارج لكي
يدفع األجانب مقابؿ ىذا الفائض مف الذىب والفضة ،ألنيا ىامة بالنسبة لمدوؿ التي تعاني مف
19
نقص في الموارد المالية مف أجؿ توسيع النشاط االقتصادي بيا .ويفترض أيضاً أف االقتصاد يعمؿ
عند مستوى أقؿ مف العمالة الكاممة ،بمعنى أف ىناؾ موارد عاطمة ،يحفزىا زيادة العرض النقدي مف
خالؿ التدفؽ النقدي مف الخارج ،فيزيد االنتاج والتوظؼ حتى ال ينعكس في ارتفاع مستوى األسعار.
وبطبيعة الحاؿ فإف عجز الميزاف التجاري يخمؽ آثا اًر سمبية عمى االقتصاد حيث يتسبب في تدفؽ
العمالت والمعادف النفيسة إلى الخارج مما يتضمف انخفاض في العرض النقدي ،فيؤدى إلى تقمص
النشاط اإلنتاجي .وال شؾ أف الدولة تمعب دو اًر ىاماً في ىذا الفكر حيث تقوـ برقابة تبادؿ العمالت
أو المعادف النفيسة ،حيث عرؼ ىذا النظاـ " إدارة السبائؾ" وفيو ال تسمح الدولة لألفراد بتصدير
الذىب أو الفضة إلى الخارج إال في ظروؼ محددة وبعد موافقة الحكومة عمى ذلؾ .كما قامت الدولة
بتكويف احتكارات ضخمة في مجاؿ النقؿ والتجارة لتحقيؽ أرباح احتكارية ضخمة تساىـ في الرصيد
اإليجابي لمميزاف التجاري .استمرت حتى القرف التاسع عشر مع اتخاذ الحكومات في أوروبا العديد
مف السياسات لتحقيؽ فائض مستمر في الصادرات منيا دعـ الصادرات وفرض الحصص الكمية
عمى الواردات ،فضالً عف فرض رسوـ جمركية عالية عمى واردات السمع االستيالكية وتقميميا عمى
الواردات مف المواد الخاـ الالزمة لعممية االنتاج والتصدير .كما ركزت السياسة الحكومية عمى تعظيـ
التدفؽ مف المعادف النفيسة لمداخؿ مقابؿ خدمة النقؿ البحري ،فعمى سبيؿ المثاؿ أصدرت انجمت ار
قوانيف لممالحة حرمت السفف األجنبية مف االستخداـ في التجارة في السواحؿ البريطانية ،تمؾ السياسة
لـ تختفى حتى يومنا ىذا ،حيث أف السفف غير األمريكية ال يحؽ ليا حمؿ البضائع بيف الموانئ
األمريكية .وعمى ىذا فإف الحكومة في ظؿ فكر مدرسة التجارييف تتخذ اإلجراءات والقوانيف الكفيمة
بتحسيف مستوى الجودة بالنسبة لمسمع المنتجة محمياً والموجية لمتصدير ،مف خالؿ االىتماـ بعنصر
العمؿ وميارتو لتأثيره المباشر عمى تحسيف الجودة ،وبالتالي تزايد القدرة التنافسية ليا في األسواؽ
األجنبية ،لكف عمى الجانب اآلخر ،فإف أجور العماؿ يجب أف تكوف منخفضة لكي ال تزيد تكمفة
االنتاج وأسعار المنتجات .فكانت األجور بصورة تحكمية بحيث تتناسب مع وضع طبقة العماؿ في
السمـ االجتماعي .وىكذا رأينا أف السياسات الحكومية تتوائـ مع تعريؼ ثروة األمة عمى أنيا تراكـ
مستمر لألرصدة الدولية مف المعادف النفيسة في إطار نظرة ساكنة لمثروة الكمية في العالـ ،بمعنى
زيادة ثروة دولة يجب أف تكوف عمى حساب باقي دوؿ العالـ ،كذلؾ يكوف عمى حساب التضحية
بمستويات االستيالؾ والرفاىية ألفراد ذلؾ المجتمع بمعنى وجود دوؿ غنية ذات شعوب فقيرة.
21
أشير رواد ىذه المدرسة ىـ توماس ماف ،جاف باتيست كولير وولياـ بيتي الذيف نظروا
لمعممية التجارية في زمف ظيور الفكر البرجوازي.
مف أىـ وأوؿ اليجمات التي شنيا الفكر الكالسيكي ىو ديفيد ىيوـ في عاـ 1752مف
خالؿ ما قدمو في كتابو " " Political Discoursesآلية توسط بيف مستوى األسعار
وتدفؽ المعادف النفيسة (الذىب النقدي) مف ناحية ومستوى األسعار والتدفؽ السمعي في
صورة صادرات و واردات مف ناحية أخرى.
ويتمخص تحميؿ" ىيوـ "في أف تراكـ المعادف النفيسة (الذىب) كنتيجة الستمرار الفائض
في الميزاف التجاري ،يمكف أف يتسبب في زيادة العرض النقدي المحمي ،مما يتسبب في
ارتفاع كؿ مف األسعار واألجور ،وىذا بدوره يتسبب في انخفاض القدرة التنافسية
لمصادرات ،مع افتراض أف تغيرات العرض النقدي تؤثر عمى األسعار فقط دوف الناتج
الحقيقي أو التوظؼ ،وذلؾ ألف " ىيوـ " يفترض ظروؼ التوظؼ الكامؿ لعناصر
اإلنتاج ،وىذا يتعارض تماماً مع االفتراض األساسي لمفكر المركنتالى ،ومف ناحية أخرى
فإف تناقص الذىب النقدي بالنسبة لمدوؿ التي تعانى مف العجز في الميزاف التجاري
21
سوؼ يقمؿ العرض النقدي المحمى وبالتالي يخفض األسعار واألجور المحمية مما يزيد
مف القدرة التنافسية لمصادرات.
ووفقاً لتحميؿ ىيوـ قاؿ إنو مف المستحيؿ عمى أي دولة أف تستمر في تراكـ األرصدة
الدولية إلى األبد ،والسبب يرجع إلى أف العجز التجاري يخمؽ بذاتو آلية تعمؿ عمى إلغاء
العجز بصورة تمقائية ،سواء عمى المستوى المحمي في صورة تغيرات في العرض النقدي
واألسعار واألجور أو عمى المستوى الدولي تظير في تغيرات في الصادرات والواردات
حتى يتـ استعاده التوازف في الميزاف التجاري
سٌادة العزض النقذي تذفق الذهة إلى الذاخل الصادرات > الواردات
المحلً
22
انخفاض العزض النقذي تذفق الذهة إلى الخارج الصادرات < الواردات
المحلً
تناقص الواردات
انخفاض األجور المحلٍة تشاٌذ القذرة التنافسٍة
وسٌادة الصادرات
وىكذا فإف ىيوـ قد أثبت أنو مف المستحيؿ أف تستمر أي دولة في تحقيؽ فائض مستمر
في الميزاف التجاري حيث أف ما يتراكـ لدييا مف ذىب نقدى ينعكس سمبياً عمى قدرتيا
التنافسية ويفقدىا تدريجي ًا ىذا الفائض وليس كما أدعى فكر مدرسة التجارييف
23
جامعت حماة -كليت االقتصاد
سوفًندرسًفيًىذهًالمحاضرةًً :
أوًلًً-المدرسةًالتقميديةً .
ثانيًاًً-افتراضاتًالنظريةًالتقميدية(الكلسيكية)ً ً.
ثالثًاًً-أفكارًآدمًسميثًفيًالقتصادًالدولي.
رابعًاًً-نظريةًالمزاياًالنسبيةً :
ً
ً
ً
ً
ً
24
أوًلًً-المدرسةًالتقميديةًً :
فمقد أوضحت ىذه النظرية أف حرية التجارة الخارجية ىي الطريؽ لزيادة ثروة البالد
الحقيقية .وبالتالي قوتيا االقتصادية .وترتيباً عمى ذلؾ كانت حرية التجارة الخارجية في
نظر مفكري المدرسة الكالسيكية أفضؿ مف عدـ حرية التجارة الخارجية.
ثانيًاًً-افتراضاتًالنظريةًالتقميدية(الكلسيكية)ًً :
يعتبر آدـ سميث في كتابو ثروة األمـ 1776ـ أف تقسيـ العمؿ الدولي ،الناتج عف
اتساع نطاؽ السوؽ ،يتيح لكؿ دولة أف تتخصص في إنتاج السمع التي تكوف ليا ميزة
مطمقة في إنتاجيا ثـ تبادؿ فائض إنتاجيا عف استيالكيا منيا بما يفيض عف حاجة
الدوؿ األخرى مف سمع تتمتع بإنتاجيا بنفس الميزات المطمقة .وتتمثلًنفقةًإنتاجًالسمعةً
فيًكميةًالعملًاللزمةًإلنتاجياً،وىوًماًيعنيًأنًالعملًىوًعنصرًاإلنتاجًالوحيد.
فيي أوالً :تخمؽ مجاالً لتصريؼ اإلنتاج الفائض عف حاجة االستيالؾ المحمي وتستبدلو
بشيء آخر ذي نفع أكبر،
25
وىي ثانياً :تتغمب عمى ضيؽ السوؽ المحمي مف خالؿ استيراد المواد التي تكمفو كثي اًر أو
التي ال يستطيع إنتاجيا أصالً.
حيث بدأ بتعريؼ ثروة األمة عمى أنياًانعكاس لقدرتيا اإلنتاجية وليس قدرتيا عمى
تراكـ األرصدة الدولية والمعادف النفيسة .ولقد اعتقد " سميث " إف ظروؼ الحرية
ار في
االقتصادية ىي األكثر مالئمة لزيادة الطاقة االنتاجية ،حيث يصبح األفراد أحر اً
اختيار األنشطة التي تحقؽ ليـ مصالحيـ .وىذا الدافع وحده " تحقيق المصمحةًالفرديةً
" يدفع األفراد إلى التخصص في األنشطة التي تتناسب مع قدراتيـ الخاصة ،ىكذا يتـ
تقسيـ العمؿ بما يحقؽ أعمى انتاجية ممكنة في ظؿ المنافسة الكاممة.
وعمى ىذا لـ يؤمف" سميث "بأىمية دور الدولة في التدخؿ بالنشاط االقتصادي كما نادى
المركنتالييف ،بؿ عمى العكس اعتقد" سميث بوجود يد خفية تسعى إلى تحقيؽ مصمحة
المجتمع ككؿ عندما يكوف األفراد أح ار اًر في اختيار األنشطة االقتصادية التي تحقؽ
مصمحتيـ الشخصية ،في إطار القانوف والحفاظ عمى حقوؽ الممكية الخاصة ،وربما
الدور الوحيد الذى يمكف أف تمعبو الحكومة مف وجية نظر سميث يتمخص في الحفاظ
عمى كفاءة عمؿ األسواؽ بصورة تناقصية دوف أي شوائب احتكارية .فقد بيف أف االكتفاء
الذاتي وعدـ تقسيـ العمؿ بيف األفراد والتخصص في العمؿ يؤدى إلى انخفاض في
االنتاج والدخؿ ومستوى المعيشة والنتيجة خسارة الدوؿ كميا .ولذلؾ نادى بالحرية
االقتصادية عموماً ،وكذلؾ في مجاؿ التجارة الخارجية وازالة جميع القيود التي نادى بيا
التجاريوف لتنظيـ التجارة الخارجية ،والذى يعتبره آدـ سميث األساس األوؿ والعامؿ
الفعاؿ في وفرة االنتاج وزيادة ثروات األمـ .وأساس دعوى آدـ سميث لمتخصص وتقسيـ
العمؿ الدولييف ،ىو أف االنتاج مف سمعة معينة في دولة ما إذا تمتع بميزة مطمقة أي
نفقة مطمقة أقؿُ ،يعد كافياً لقياـ التجارة الخارجية بيف تمؾ الدولة والدوؿ األخرى التي
تتمتع بميزات مطمقة أخرى أو نفقة مطمقة أقؿ في إنتاج سمع أخرى فيحدث التبادؿ
26
بينيما .ولقد طبؽ سميث أفكاره الخاصة عف مزايا التخصص وتقسيـ العمؿ عمى
المعامالت التي تتـ بيف أحد الدوؿ وباقي دوؿ العالـ ،فقد استنتج سميث أف الدوؿ مثؿ
األفراد يجب أف يتخصصوا في إنتاج وتصدير السمع التي تتمتع في انتاجيا بميزة مطمقة
واستيراد السمع التي تتمتع فييا الدوؿ األخرى شركاء التجارة بميزة مطمقة .بمعنى آخر
فإف كؿ دولة يجب أف تصدر السمع التي تنتجيا بكفاءة مقاسة بوحدات العمؿ التي
تحتاجيا الوحدة الواحدة مف السمعة مقارنة بشركائيا في التجارة.
لقدًعمدًًسميثًإلىًوضعًمجموعةًمنًالفرضياتًالتيًساعدتوًعمىًذلكًوىي:
ّ
لقد اعتبر سميث أف الدولة مثؿ األفراد يجب أف تتخصص في إنتاج وتصدير السمع التي
تتمتع في إنتاجيا بميزة مطمقة واستيراد السمع التي تتمتع فييا الدوؿ األخرى شركاء
التجارة بميزة مطمقة ،بمعنى آخر فإف كؿ دولة يجب أف تصدر السمع التي تنتجيا بكفاءة
مقاسة بوحدات العمؿ التي تحتاجيا الوحدة الواحدة مف السمعة مقارنة بشركائيا في
التجارة.
27
افترض أف العالـ يتكوف مف دولتيف فقط ىما انكمت ار والبرتغاؿ .وأف ىناؾ سمعتيف فقط يتـ
إنتاجيما في الدولتيف ىما المنسوجات والزيوت .كما افترض أف تكمفة اإلنتاج تقدر
بساعات العمؿ المبذوؿ في إنتاج السمعتيف كما يتضح مف الجدوؿ التالي:
تفسير الجدوؿ:
في إنكمترا :إنتاج الجالوف الواحد مف الزيوت يكمؼ ما يعادؿ 4أمتار مف
المنسوجات (ويعرؼ ذلؾ بالسعر النسبي بيف السمعتيف) ففي ظؿ غياب النقود
فإف أي فرد يستطيع أف يقايض جالوف واحد مف الزيوت مقابؿ 4أمتار مف
المنسوجات في أسواؽ إنجمترا.
في البرتغاؿ :إنتاج جالوف الواحد مف الزيوت يتكمؼ ما يعادؿ تكمفة 2/3متر مف
المتر مف المنسوجات في إنجمت ار يحتاج إلى عدد أقؿ مف ساعات العمؿ مقارنة
بالبرتغاؿ (التكمفة في إنكمت ار = 1ساعة لموحدة ،أقؿ مف التكمفة في البرتغاؿ = 2
ساعة).
ومف ناحية أخرى فإف البرتغاؿ تتمتع بميزة مطمقة في إنتاج الزيوت حيث يحتاج
الجالوف مف الزيوت في البرتغاؿ إلى عدد أقؿ مف ساعات العمؿ مقارنة بإنكمت ار
28
(التكمفة في إنكمت ار 4ساعة لمجالوف – أكبر مف التكمفة في البرتغاؿ – 3ساعة
لمجالوف).
وىكذا فإف ىناؾ فرص لقياـ التجارة بيف الدولتيف نظ ار الختالؼ المزايا المطمقة
بينيما .وفقا آلدـ سميث فإف كؿ دولة يجب أف تتخصص في إنتاج وتصدير
السمعة التي تتمتع فييا بميزة مطمقة ،أي التي تنتجيا بتكمفة مطمقة أقؿ (مقدرة
بساعات العمؿ) ،معنى ذلؾ أف إنجمت ار تتخصص في إنتاج وتصدير المنسوجات،
والبرتغاؿ تتخصص في إنتاج وتصدير الزيوت.
التخصص المقصود في ىذه الحالة ىو التخصص الكامؿ ،بمعنى أف إنجمت ار تقوـ بتوجيو
كافة عناصر اإلنتاج المتاحة لدييا إلنتاج المنسوجات وتعتمد في استيالكيا لمزيوت عمى
االستيراد مف البرتغاؿ .وفي نفس الوقت توجو البرتغاؿ كؿ الموارد المتاحة لدييا إلنتاج
الزيوت فقط وتعتمد بصورة كاممة عمى االستيراد مف إنكمت ار في استيالكيا مف
المنسوجات .وبالتالي ًالشرط ًاألساسي ًلقيام ًالتجارة ًالخارجية ًبين ًالدولتين ًىو ًأنً
. يكونًمعدلًالتبادلًالخارجيًأعمىًمنًمعدلًالتبادلًالداخميًولوًبوحدةًواحدة
ونستطيع تعريف ًمعدل ًالتبادل ًالدولي ًعمى ًانو ًالمعدل ًالذي ًيتم ًعمى ًأساسو ًتبادلً
السمعًبينًالدولتين.
ماىيًالنتقاداتًالموجيةًآلدمًسميثً :
-1لـ تستطع نظرية سميث تحديد معدؿ تبادؿ دولي دقيؽ بينما اكتفت فقط بتحديد
حد أدنى وحد أقصى لقياـ التجارة الخارجية.
-2يؤدي تطبيؽ ىذه النظرية إلى انكماش التجارة الخارجية ألف ليس كؿ الدوؿ
تتمتع بمزايا مطمقة.
29
-3اعتقد سميث أف التجارة الخارجية ىو امتداد لمتجارة الداخمية وىذا مخالؼ
لمحقيقة.
-4إف العمؿ بمبدأ الحرية المطمقة غير صحيح ألنو ال بد مف وجود عوائؽ وقيود
خاصة عمى حركة عوامؿ االنتاج.
-5لقد افترض سميث في نظريتو وجود دولتاف فقط وىذا غير منطقي واألمر أكثر
تعقيد مف ذلؾ .
رابعًاًً-نظريةًالمزاياًالنسبيةً ً
نظريةًالنفقاتًالنسبيةًلديفيدًريكاردو:
في كتابو مبادئ االقتصاد السياسي والضرائب قدـ ريكاردو نظريتو عف النفقات النسبية
ً ًأً.الفتراضاتًاألساسيةًالتيًيقومًعميياًتحميلًريكاردو:
-االعتماد عمى نظرية القيمة في العمؿ عند قياس تكمفة إنتاج السمع.
-الموارد االقتصادية لكؿ دولة تظؿ كما ىي ثابتة ،وأف كؿ نوع مف تمؾ الموارد متماثؿ
تماما .مثالً عنصر العمؿ يتكوف مف وحدات متجانسة ال تختمؼ في مستوى الميارة أو
التدريب ،أو أف عنصر األرض يتكوف مف وحدات متجانسة ال تختمؼ في درجة
الخصوبة أو الجودة.
-إف عناصر اإلنتاج المختمفة ( العمؿ – رأس الماؿ – األرض) تتحرؾ بسيولة تامة
مف نشاط إلى أخر عمى المستوى المحمي ،بينما ال يمكنيا أف تتحرؾ مف دولة إلى
أخرى.
31
-ثبات مستوى المعرفة الفنية كما ىي داخؿ كؿ دولة مع إمكانية اختالؼ ىذا المستوى
مف دولة إلى أخرى.
-أف تكمفة اإلنتاج ثابتة ،وساعات العمؿ الالزمة إلنتاج الوحدة الواحدة مف السمعة تظؿ
كما ىي بصرؼ النظر عف الكمية المنتجة منيا ،إف ثبات التكاليؼ ىو السبب وراء
االتجاه إلى التخصص الكامؿ بعد قياـ التجارة.
اعتبر ريكاردو أف حرية حركة عناصر اإلنتاج عمى المستوى المحمي مف نشاط إلى
آخر .فذكر أف عنصر العمؿ ورأس الماؿ سوؼ يتجياف إلى األنشطة التي تعظـ
اإلنتاجية والعوائد الحدية ،ويستمر التحرؾ حتى تتساوى العوائد الخاصة بعناصر اإلنتاج
في األنشطة المختمفة.
أما عمى المستوى الدولي فإف الوضع مختمؼ تماماً ،حيث أف عناصر اإلنتاج ال يمكف
أف تنتقؿ مف دولة إلى أخرى ولكف كؿ دولة يجب أف تتخصص مف خالؿ تحويؿ الموارد
إلنتاج السمع التي تتمتع فييا بميزة نسبية.
ً بًًًً.كيفًيتمًحسابًالمزاياًالنسبية؟
ً
31
مف الجدوؿ نالحظ أف ألمانيا ال تتمتع بأي ميزة مطمقة في إنتاج أي مف السمعتيف،
وبالتدقيؽ في وضع ألمانيا نالحظ أنيا أقؿ كفاءة في إنتاج السمعتيف ولكف بنسبة
متفاوتة .إف تكمفة إنتاج الزيت في ألمانيا مقارنة بتكمفة إنتاجيا في فرنسا يمكف حسابيا
كاالتي:
تكمفة إنتاج الزيت في ألمانيا /تكمفة إنتاج الزيت في فرنسا =111 X
معنى ذلؾ أف تكمفة إنتاج الزيت في ألمانيا تمثؿ % 400مف تكمفتيا في فرنسا ،مف
ناحية أخرى فإف تكمفة إنتاج المنسوجات في ألمانيا تمثؿ % 150فقط مف تكمفتيا في
فرنسا.
مف الواضح أف نقص الكفاءة في إنتاج المنسوجات أقؿ مف نقص الكفاءة في إنتاج
الزيت ،وىو ما يعني أف ألمانيا لدييا ميزة نسبية في إنتاج المنسوجات مف إنتاج الزيت
عمى الرغـ مف عدـ تمتعيا بأي ميزة مطمقة في إنتاج السمعتيف.
أما بالنسبة لفرنسا فيي كما الحظنا تتمتع بميزة مطمقة في إنتاج السمعتيف ولكف بحساب
التكاليؼ النسبية نجد أف فرنسا أكثر كفاءة نسبية بنسبة متفاوتة ،حيث أف تكمفة إنتاج
الزيت في فرنسا مقارنة بتكمفة إنتاجيا في ألمانيا تمثؿ % 25بينما تكمفة إنتاج
المنسوجات في فرنسا تمثؿ % 66,7مف تكمفتيا في ألمانيا.
وىكذا فإف فرنسا أكثر كفاءة في إنتاج الزيت عف إنتاج المنسوجات ،وىو ما يعني أف
فرنسا لدييا ميزة نسبية في إنتاج الزيت عنو في إنتاج المنسوجات عمى الرغـ مف تمتعيا
بميزة مطمقة في إنتاج السمعتيف.
32
وعميو حسب تحميؿ ريكاردو يمكف أف تقوـ التجارة بيف كؿ مف فرنسا وألمانيا حيث
تتخصص فرنسا ف ي إنتاج الزيت وىي السمعة التي تتمتع في إنتاجيا بميزة نسبية وتقوـ
ألمانيا بالتخصص في إنتاج المنسوجات وىي السمعة التي تتمتع في إنتاجيا بميزة نسبية.
السؤالًاآلنًىوًماًىيًالمكاسبًالتيًيمكنًأنًتتحققًبالنسبةًلمدولتينًبعدًالتجارةً
وفقاًلتحميلًريكاردو؟ً .
ً جً-مكاسبًالتجارةًالقائمةًعمىًالتخصصًوفقاًلممزاياًالنسبية:
االفتراض األوؿ :افترض ريكاردو أف كؿ دولة تستيمؾ وحدة واحدة فقط مف السمعتيف قبؿ
وبعد التجارة ،ىذا االفتراض في الحقيقة إنما يجعؿ المكسب الذي يمكف أف يتحقؽ مف
التجارة إنما ينحصر في تخفيض تكمفة اإلنتاج بعد قياـ التجارة بدالً مف زيادة الكمية
المستيمكة مف السمعتيف.
االفتراض الثاني :يتعمؽ بمعدؿ التبادؿ الدولي حيث ذكر أف كؿ دولة تقوـ بمبادلة وحدة
مف الزيت مقابؿ وحدة مف المنسوجات .معنى ذلؾ أف تقوـ فرنسا تتخصص في إنتاج
الزيت وألمانيا في إنتاج المنسوجات ثـ يتـ التبادؿ بينيما عمى أساس جالوف مف الزيت
مقابؿ متر مف المنسوجات ،والمعيار يشترط أف المعدؿ الدولي يجب أف يقع بيف
المعدليف الداخميف لمدولتيف حتى يحقؽ مكاسب بالنسبة ليما.
33
فإننا نالحظ أف المعدؿ الدولي المقبوؿ يجب أف يكوف وحدة واحدة مف الزيت مقابؿ عدد
مف وحدات مف المنسوجات أكبر مف 0,5ياردة وأقؿ مف 1,33ياردة .وىو ما يحققو
بالفعؿ المعدؿ الدولي الذي اقترحو ريكاردو.
ً أولً:تكمفةًاإلنتاجًقبلًقيامًالتجارةً:
إف التكمفة الكمية مقدرة بساعات العمؿ بالنسبة لمسمعتيف .تكمفة اإلنتاج في فرنسا قبؿ
التجارة = تكمفة إنتاج وحدة مف الزيت +تكمفة إنتاج وحدة مف المنسوجات = = 2 + 1
3ساعات عمؿ.
ً ثانياً:تكمفةًاإلنتاجًبعدًالتجارة:
إذا قامت فرنسا بالتخصص في إنتاج الزيت ( التي تتمتع في إنتاجيا بميزة نسبية) ،فإنيا
تحتاج وحدتيف مف الزيت ،الوحدة األولى تخصص لالستيالؾ المحمي والثانية لمتصدير
إلى ألمانيا مقابؿ وحدة واحدة مف المنسوجات ،في ىذه الحالة فإف تكمفة اإلنتاج تصبح
ساعتيف عمؿ.
تكمفة اإلنتاج في فرنسا بعد التجارة = وحدة مف الزيت لالستيالؾ المحمي +وحدة مف
الزيت لمتصدير إلى ألمانيا = 2ساعة عمؿ.
نالحظ أف تكمفة اإلنتاج بالنسبة لفرنسا قد انخفضت بمقدار ساعة عمؿ واحدة .المكسب
مف التجارة = تكمفة اإلنتاج قبؿ التجارة – تكمفة اإلنتاج بعد التجارة ( 1ساعة عمؿ =
3ساعة عمؿ – 2ساعة عمؿ )
بالنسبة أللمانيا فإنيا تتخصص في إنتاج المنسوجات ( التي تتمتع في إنتاجيا بميزة
نسبية) وىي تحتاج إلى إنتاج وحدتيف مف المنسوجات ،الوحدة األولى لالستيالؾ المحمي
34
والوحدة الثانية لمتصدير إلى فرنسا مقابؿ وحدة واحدة مف الزيت ،وفي ىذه الحالة فإف
تكمفة اإلنتاج تصبح 6ساعات عمؿ.
تكمفة اإلنتاج في ألمانيا بعد التجارة = وحدة منسوجات لالستيالؾ المحمي +وحدة
منسوجات لمتصدير لفرنسا = 3ساعات 3 +ساعات = 6ساعات عمؿ
نالحظ أف تكمفة اإلنتاج بالنسبة أللمانيا قد انخفضت أيضا بمقدار ساعة عمؿ واحدة.
المكسب مف التجارة = تكمفة اإلنتاج قبؿ التجارة – تكمفة اإلنتاج بعد التجارة ( 1ساعة
عمؿ = 7ساعات – 6ساعات)
يجب أف نأخذ ىنا أف المكسب مف التجارة ليس بالضرورة أف يظير في صورة انخفاض
في التكاليؼ وانما قد يتحقؽ مف خالؿ زيادة مستوى االستيالؾ مف أحد السمعتيف أو
السمعتيف معاً .كذلؾ فإف المكاسب مف التجارة ليس بالضرورة أف تتوزع بالتساوي بيف
أطراؼ التبادؿ ،الميـ في ىذه الحالة أف تحقؽ كؿ دولة قد ار مف المكاسب قد يفوؽ أو
يقؿ أو يساوي ما يحصؿ عميو شركائيا في التجارة.
35
جامعت حماة -كليت االقتصاد
سوفًندرسًفيًىذهًالمحاضرةًً :
أوًلًً-المدرسةًالكلسيكيةً–ًجونًستيوارتًميل ً
ثانيًاًً-المدرسةًالحديثةًفيًالتجارةً–ًىيكشرًاولين ً
ثالثًاًً-نظريةًالميزةًالتنافسيةًلمايكلًبورترً :
36
مقدمة:
أف نظرية النفقات النسبية أغفمت عامؿ الطمب في تحديد معدؿ التبادؿ الداخمي ،بتركزىا
عمى جانب العرض أي عرض السمع واإلنتاج وعمى تكمفة العمؿ التي تدخؿ في التجارة
الدولية ،حيث وضح ريكاردو الحد األدنى والحد األعمى لمنطقة التبادؿ ،األمر الذي أدى
إلى عدـ قدرتو عمى تحديد معدؿ التبادؿ الفعمي بينيا ،وىذا ما حاوؿ استدراكو جوف
ستيوارت ميؿ بنظريتو " -قانونًالطمبًالمتبادل" -في نظرية القيـ الدولية.
نظريةًالقيمًالدوليةًلجونًستيوارتًً )1996-1873ً(ً:
وإليجاد معدؿ التبادؿ الفعمي لتبادؿ سمعتيف بيف دولتيف انطمؽ جوف من ًالفرق ًبينً
معدلت ًالتبادل ًالداخمي ًوالخارجي ًلكل ًسمعة ًفي ًكل ًبمد متسائال عف العوامؿ التي
يتحدد عمى أساسيا ىذا المعدؿ؟ واإلجابة عف ىذا السؤاؿ كانت كما يمي :
37
إف المعدؿ الفعمي لمتبادؿ ىو بالضرورة تعادلًالقيمةًالكميةًلمسمعتينًمحلًالتبادل ،التي
عمى أساسيا سيتحقؽ معدؿ التبادلًالتوازنيًعندما تكوف القيمة الكمية لما تستطيع كؿ
دولة أف تصدره إلى الدولة األخرى كافية لموفاء بالقيمة الكمية لما تريده الدولة األخرى
االستيراد منيا.
أي :طمب (واردات) الدولة األولى مف إحدى السمع = (صادرات) الدولة الثانية مف
السمعة األخرى والعكس صحيح .
وعف طريؽ تركيزه عمى اختلف ًالكفاءة ًالنسبية لمعمؿ بيف الدولتيف بدالً مف التركيز
عمى التكمفة النسبية.
توصؿ إلى أف معدؿ التبادؿ التوازني ما بيف السمعتيف يتحقؽ عندما تكوف القيمة الكمية
لكمية إحدى السمع المصدرة أو المستوردة مف طرؼ إحدى الدولتيف متساوية تماماً مع
القيمة الكمية لكمية السمعة األخرى المستوردة أو المصدرة مف الدولة األخرى ،إذ يحقؽ
ىذا المعدؿ توازف في الميزاف التجاري لكؿ البمديف ،وعند أي معدؿ آخر غيره سيؤدي
إلى االختالؿ بيف قيمة الصادرات والواردات بحيث سيقع أحد البمديف في الفائض واآلخر
في العجز.
مف ىذه النقطة بالذات يوضح لنا ميؿ أف توزيع الكسب مف التجارة الخارجية بيف البمديف
يتوقؼ عمى عامميف أساسيف :
ً–ً)1حجمًالطمبًالمتبادلًبينًالدولتينًً ً:
فكمما زاد طمب إحدى الدولتيف عمى منتجات الدولة األخرى كمما مالت نسبة المبادلة
لصالح ىذه األخيرة ،التي ستحصؿ عمى معظـ الربح مف التجارة ،وقد تكوف قيمة السمع
التي تطمبيا إحدى الدولتيف مف األخرى أكبر مف قيمة السمع التي تطمبيا الثانية مف
األولى ويرجع ذلؾ إلى اختالؼ حجـ السوؽ والقدرة الشرائية لممواطنيف .
38
ىكذا تصبح القاعدة العامة عند ميؿ "النفع مف التجارة يؤوؿ دائما إلى صاحب الطمب
الصغير أي القطر الصغير ،والنفع األقؿ يعود دائما إلى صاحب الطمب األكبر أي :
القطر الكبير"
ً-)2المرونةًالسعريةًلمطمبًً ً:
لـ يكتفي ميؿ بكؿ ما قاـ بو ،بؿ أرد الذىاب بعيداً لمعرفة الكيفية التي تتوزع بيا الفائدة
الكمية لمتجارة الخارجية ولتقسيـ العمؿ الدولي ما بيف األطراؼ المشاركة فيو.
ينطمؽ John stuart millمف االعتقاد القائؿ بأف الفائدة مف التبادؿ الدولي ستزداد كمما
زاد الطمب عمى منتجاتيا بواسطة الدوؿ األخرى ،وقؿ طمبيا ىي عمى منتجات ىذه
الدوؿ ،مستخدماً في ىذا الصدد مفيوـ المرونة أي مرونة الطمب السعرية .
إذا استخدمنا تعبير المرونة ،سنتمكف مف عرض وجو نظر ميؿ عف كيفية تقسيـ فوائد
التجارة الخارجية عمى النحو التالي:
إذا كاف طمب إح دى الدولتيف عمى السمعة التي تنتجيا الدولة الثانية متكافئ المرونة
سيزداد طمبيا مف ىذه السمعة بنفس نسبة انخفاض ثمنيا معب اًر عنو بوحدات مف
السمعة التي تنتجيا ىي.
أما إذا كاف طمب إحدى الدولتيف عمى السمعة التي تنتجيا الثانية غير مرف سيزداد
طمبيا مف ىذه السمعة بنسبة أقؿ مف نسبة انخفاض ثمنيا معب اًر عنو بوحدات مف
السمعة التي تنتجيا ىي.
أما لو كاف الطمب إحدى الدولتيف عمى السمعة التي تنتجيا الدولة الثانية مرناً سيزداد
طمبيا مف ىذه السمعة بسبة أكبر مف نسبة انخفاض ثمنيا معب اًر عنو بوحدات مف
السمعة التي تنتجيا ىي.
39
وبإدخاؿ John Stuart Millعامؿ المرونة وفقا آلليات السوؽ تبيف لو أنو عندما يميؿ
معدؿ التبادؿ الدولي نحو معدؿ التبادؿ الداخمي لمدولة فيذا سيعود عمييا بالنفع األقؿ،
عند ىذه النقطة بالذات يميز John Stuart Millبيف الدولة التي يعود عمييا التبادؿ الدولي
بالنفع والنفع األكبر.
ومما سبؽ ذكره نستطيع رصد العالقة بيف المرونة ومعدؿ التبادؿ الدولي عمى النحو
التالي :
إذا كاف الطمب عمى السمعة غير مرناً مقارنة بالدولة األخرى ذات الطمب المتكافئ
المرونة فيذا يعود عمى الدولة األولى بالنفع األكبر بينما الثانية بالنفع األقؿ .
إذا كاف الطمب عمى السمعة مرناً مقارنة بالدولة األخرى ذات الطمب المتكافئ المرونة
فيذا يعود عمى الدولة األولى بالنفع األقؿ بينما الثانية بالنفع األكبر.
كما يرى ميؿ أنًلنفقاتًالنقلًتأثيرًمزدوج عمى التجارة الخارجية :
فمن ًالناحية :سيؤدي وجود ىذه النفقات إلى جعؿ سعر السمعة التي تنتجيا الدولة
األولى مرتفعاً في الدولة الثانية عنو في األوؿ والعكس صحيح ،ىكذا لف يتـ تبادؿ
الس معتيف وفؽ معدؿ التبادؿ السائد في حالة افتراض عدـ وجود نفقات النقؿ ،والقاعدة
العامة في ىذا الشأف ىي لكي تتوزع الفائدة الكمية مف التجارة الخارجية بيف الدولتيف
يتوقؼ كؿ شيء عمى وضع الطمب المتبادؿ بينيما ،بسبب اختالؼ المرونة ومف ثـ
تغير معدؿ التبادؿ الدولي.
ومنًناحيةًأخرى :تحد تكمفة النقؿ مف التخصص الدولي لمعمؿ ألنيا تضطر الدولة أف
تنتج داخؿ حدودىا سمعاً كاف يمكنيا أف تحصؿ عمييا مف الخارج بأسعار منخفضة،
ولكف وجود ىذه النفقات يزيد مف تكمفة السمعة المستوردة مما يجعؿ انتاجيا محمياً أفضؿ
مف استردتيا.
41
النظريةًالحديثةًفيًالتجارةًالدوليةًً:ىيكشرً–ًأولينً ً
وضعت في العشرينات مف القرف الماضي وىي امتداد لنظرية النفقات النسبية التي
فسرت قياـ التجارة الدولية بسبب اختالؼ النفقات النسبية إلنتاج السمع.
أما نظرية ىيكشر -أوليف فإنيا توضح وتفسر أسباب اختالؼ النفقات النسبية لمسمع
المختمفة ،ولقد جاءت نظرية ىيكشر أوليف عمى مرحمتيف كما يمي:
المرحمةًاألولىً :
مساىمة ىيكشر في تفسير أسباب اختالؼ النفقات النسبية كأساس لقياـ التجارة الدولية:
حيث عزى ذلؾ إلى :
-1اختالؼ درجة الوفرة أو القدرة النسبية لعناصر االنتاج بيف الدوؿ المختمفة :أف
عناصر االنتاج ال تتوافر بنفس الدرجة في جميع الدوؿ وىذا ما يسبب اختالؼ
األسعار النسبية مف دولة إلى دولة أخرى وبناءاً عميو يقرر ىيكشر :
أ -معدالت أجور منخفضة نسبياً في البالد التي فييا وفرة نسبية في عنصر
العمؿ .
ب -أسعار فائدة منخفضة نسبياً في البالد التي فييا وفرة نسبية في عنصر
رأس الماؿ .
ت -معدالت الريع منخفضة نسبي ًا في البالد التي فييا وفرة نسبية في عنصر
األرض.
-2اختالؼ طرؽ انتاج السمع المختمفة ( اختالؼ نسب مزج عناصر االنتاج )
أي أف انتاج السمع المختمفة يحتاج إلى نسب متفاوتة مف عناصر اإلنتاج وبناء عميو
يقرر ىيكشر ما يمي :
41
ال القمح ) يحتاج الى كميات أكبر مف عنصر
أ -إف بعض السمع ( الزراعية مث ً
األرض بالمقارنة مع رأس الماؿ والعمؿ .
ب -إف بعض السمع ( المنتجات االلكترونية مثالً ) تحتاج إلى كميات أكبر مف
عنصر رأس الماؿ بالمقارنة مع األرض .
ت -إف بعض السمع المنسوجات مثالً تحتاج إلى كميات أكبر مف العمؿ وكميات أقؿ
مف رأس الماؿ .وبناء عمى ما سبؽ قاؿ ىيكشر ما يمي:
-1ستتمكف الدولة التي تتمتع بوفرة نسبية في عنصر العمؿ مف إنتاج سمع
كثيفة العمؿ (المنسوجات مثالً) نظ اًر لوجود انخفاض نسبي في األجور.
-2إف الدولة التي تتمتع بوفرة نسبية في عنصر رأس الماؿ ستتمكف مف إنتاج
سمع كثيفة في رأس الماؿ (اآلالت والسيارات) نظ اًر لوجود انخفاض نسبي في
األجور.
-3الدولة تتمكف التي تتمتع بوفرة نسبية في عنصر األرض مف إنتاج سمع تحتاج
بكثافة لعنصر األرض (القمح والبف) نظ اًر لوجود انخفاض نسبي لدييا في
التكمفة عف الدوؿ األخرى.
-4عندما تقوـ التجارة الدولية ستتكوف صادرات كؿ دولة مف السمع التي يحتاج
إنتاجيا إلى عناصر اإلنتاج المتوافرة فييا حيث تكوف أسعار ىذه العناصر
منخفضة نسبياً في ىذه الدولة ومف ثـ تستطيع إنتاج ىذه السمع بتكمفة أقؿ .
-5ستكوف واردات كؿ دولة مف السمع التي يحتاج إنتاجيا إلى عناصر إنتاج
ليست متوافرة لدييا أو تعاني فييا ندرة نسبية مقارنة مع الدوؿ األخرى.
ً
ً
ً
42
المرحمةًالثانيةًً :
مساىمة أوليف في تفسير أسباب اختالؼ األسعار النسبية كأساس لقياـ التجارة الدولية:
ال مف
رأى أوليف أف قياـ التجارة الدولية يجب أف يفسر باالختالفات باألسعار النسبية بد ً
النفقات النسبية فاألسعار تعكس ظروؼ الطمب والعرض وتتمثؿ مساىمة أوليف بالتالي :
-1قاـ أوليف بتعديؿ افتراض ىيكشر الثاني فرأى بأف السمع المختمفة تحتاج في
إنتاجيا إلى امتزاج عناصر اإلنتاج بنسب متفاوتة أمر بدييي ،وأنما يتطمب األمر
النص عمى ضرورة تماثؿ دالة إنتاج السمعة الواحدة في جميع الدوؿ ويقصد
بتماثؿ إنتاج سمعة ما أف إنتاج ىذه السمعة يحتاج إلى كميات ثابتة مف عناصر
اإلنتاج ال تختمؼ مف بمد ألخر.
-2يرى أوليف ضرورة أخذ ظروؼ الطمب في االعتبار وذلؾ ألف األسعار النسبية
ال تتحدد فقط بظروؼ العرض ،وانما أيضاً بظروؼ الطمب ويتحدد الطمب عمى
سمعة ما عند أوليف بما يمي:
أ -أذواؽ المستيمكيف.
ب -دخوؿ المستيمكيف .
ويقرر أوليف أف أذواؽ المستيمكيف تؤثر في األسعار النسبية لمسمع بنفس الدرجة التي
تؤثر بيا الوفرة أو الندرة النسبية لعناصر اإلنتاج .
فإذا افترضنا أف بمد ما يتمتع بوفرة نسبية في عنصر رأس الماؿ فإف ىذا البمد سوؼ يقوـ
بإنتاج السمعة كثيفة رأس الماؿ بتكمفة منخفضة نسبياً طبق ًا لتقدير ىيكشر ولكف إذا
افترضنا أف أذواؽ المستيمكيف تميؿ إلى تفضيؿ السمعة كثيفة رأس الماؿ أكثر مف غيرىا
فسوؼ يزداد الطمب عمى ىذه السمعة ومف ثـ يرتفع سعرىا النسبي ،فأذواؽ المستيمكيف
قد تقمؿ وربما تمغي الميزة النسبية المترتبة عمى الوفرة النسبية لعنصر إنتاج ما.
43
ويصؿ أوليف إلى نتيجة مؤداىا أف تماثؿ أذواؽ المستيمكيف في البمداف المختمفة شرط
أساسي لتفسير األسعار النسبية عمى أساس الوفرة النسبية لعناصر اإلنتاج .ومثؿ ىذه
النتيجة تؤكد مرة أخرى أىمية جانب العرض في تحديد األسعار النسبية .وىذا ىو
الجوىر الذي اعتمد عميو ىيكشر.
النتقاداتًالموجيةًلنظريةًىيكشرً–ًأولينًً :
-1عدـ تجانس وحدات اإلنتاج ( األرض ،العمؿ ،رأس الماؿ) :تقوـ نظرية ىيكشر
–أوليف عمى أساس اختالؼ درجة الوفرة النسبية لعناصر اإلنتاج بيف الدوؿ
المختمفة وىي تفترض بذلؾ تجانس وحدات عناصر اإلنتاج أي تيتـ النظرية
باالختالفات الكمية في عناصر اإلنتاج وتيمؿ تماماً االختالفات النوعية فييا.
وبالتالي لـ تنظر إلى خصائص كؿ عنصر واختالفو بيف كؿ دولة ،فالعمالة مثالً
في دولة ما قد تختمؼ عف دولة أخرى في مستوى الميارة والمعرفة ومف ثـ
باألجر.
-2إىماؿ النظرية إلمكانية انتقاؿ عناصر اإلنتاج عمى المستوى الدولي ،وىذا
االفتراض غير منطقي نظ اًر لتشابؾ لعالقات االقتصادية الدولية في العصر
الحديث فيناؾ اليجرات العمالية وحركات رؤوس األمواؿ بيف الدوؿ .
-3إمكانية اختالؼ أساليب اإلنتاج لمسمعة الواحدة أي ليس بالضرورة تساوي دالة
االنتاج لسمعة ما فإندونيسيا وأمريكا ينتجوف المطاط ،ولكف ىذه السمعة تعتمد
عمى عمؿ كثيؼ في إندونيسيا وعمى رأس ماؿ كثيؼ غي أمريكا .
ً
ً
ً
44
نظريةًالميزةًالتنافسيةًلمايكلًبورترً :
يوضح بورتر أف الميزة التنافسية ىي نتاج تفاعؿ حركي لعوامؿ البيئة الداخمية والتي
تتكوف مف السياسات االقتصادية وخصائص العرض والطمب ونظـ التعميـ والتدريب
باإلضافة إلى تاريخ الدولة وثقافتيا فقد أوضح بورتر عدة محددات لمميزة التنافسية :
-1عناصر اإل نتاج :حسب بورتر إف الميزة التنافسية ال تتحقؽ بمجرد توافر عناصر
اإلنتاج ولكف مف كفاءة استخداميا وتفاعميا مع المحددات األخرى وتميز النظرية
بيف عناصر مكتسبة يصنعيا اإلنساف وأخرى موروثة تعتبر ىبة مف الطبيعة
ويؤكد عمى األولى في صنع المزايا التنافسية.
-2الطمب :في ظؿ وجود طمب محمي كبير وذا معدؿ نمو سريع يمكف إقامة
مشروعات كبيرة واستخداـ تكنولوجيا متطورة وبالتالي االستفادة مف وفورات الحجـ
ورفع مستوى جودة المنتجات مف جية أخرى.
-3التكامؿ بيف الصناعات :أف توافر صناعات متكاممة مف شأنو توفير الطمب
الالزـ لمحصوؿ عمى مخرجات بعض الصناعات وتسييؿ حصوؿ البعض عمى
المدخالت .كما أف وجود الصناعات المغذية يشيع مناخ يحفز االستثمار.
-4ىيكؿ المنشأة والمنافسة المحمية :توفر بيئة تنافسية لممنشآت يدفعيا لمتطوير
المستمر كما أف وضوح أىدافيا واستراتيجيتيا ونظـ اإلدارة بيا تمعب دو اًر في
تحديد القدرة التنافسية لمدولة .
-5السياسات الحكومية والصدفة :يتوقؼ أثر ىذا العمؿ عمى مدى مرونة السياسات
االقتصادية والقدرة عمى تغيرىا لدعـ الميزة التنافسية والتعامؿ مع الصدؼ بما
يحقؽ االستفادة منيا.
45
لقد صاغ بورتر أربعة مراحؿ لمميزة التنافسية :
المرحمة األولى :تقودىا عوامؿ اإلنتاج :تتحدد الميزة التنافسية لمدولة في ىذه المرحمة
بمدى توافر عناصر اإلنتاج الموروثة ( موارد طبيعية ،عمالة رخيصة )...وتمعب تكاليؼ
اإلنتاج واألسعار دو اًر ىاماً في المنافسة .
المرحمة الثانية :يقودىا االستثمار :تعتمد عمى زيادة معدالت االستثمار المادي والبشري.
المرحمة الثالثة :يقودىا االبتكار حيث تتفاعؿ كمفة محددات الميزة التنافسية بشكؿ حركي
حيث يزداد الطمب ومستوى التعميـ وتزيد المنافسة المحمية بما يدفع المنشآت إلى االبتكار
والتطوير وتتكوف الميزة التنافسية مف الكثافة التكنولوجية في إنتاج السمع.
المرحمة الرابعة :تقوده الثروة :أف نظرية الميزة التنافسية لبورتر ليست ميزة طبيعية وانما
يمكف صنعيا وبالتالي فإف عمى كؿ دولة أف تبحث عف مجاؿ تتميز فيو.
عرؼ بورتر الميزة التنافسية عمى أنيا قدرة المنشأة عمى انتياج واختيار وتنفيذ استراتيجية
تنافسية تيدؼ إلى تحقيؽ التمييز لممنشأة عف غيرىا مف المنشآت.
ماىي العوامؿ التي يقوـ عمييا نموذج بورتر لتحقيؽ الميزة التنافسية ؟.
46
مخاطر دخىل
منافسين جذد
تهذيذ المنتجاث
البذيلت
47
جامعت حماة -كليت االقتصاد
سوفًندرسًفيًىذهًالمحاضرةًً :
فيًىذهًالمحاضرةًسوفًندرسًً :
-مفيومًالسياسةًالتجاريةً .
-مفيومًسياسةًالحريةًالتجاريةً.
-ماىيًالشروطًالواجبًتوافرىاًحتىًتكونًالسمعًتجارية؟!ً .
-أسبابًقيامًالتجارةًالخارجية.
-أىميةًالتجارةًالخارجيةً ً.
-أىدافًالتجارةًالخارجيةً .
-التجارةًالدوليةًوالتخصصًالدوليً .
ً
ً
ً
ً
ً
ً
48
مفيومًالسياسةًالتجاريةً :
يقصد بالسياسة التجارية " مجموعة الموائح والتشريعات الرسمية التي تستخدميا الدولة
لمتحكـ والسيطرة عمى نشاط التجارة الخارجية في مختمؼ دوؿ العالـ المتقدمة والنامية،
والتي تعمؿ عمى تحرير أو تقييد النشاط التجاري الخارجي مف العقبات المختمفة التي
تواجيو عمى المستوى الدولي بيف مجموعة مف الدوؿ"
يجب أف يكوف ىدؼ السياسة التجارية ىو تحقيؽ المصمحة االقتصادية العميا لمدولة.
وكما ذكرنا سابقاً بأف ىناؾ سياستيف تتبعيما الدوؿ وىـ سياسة الحرية التجارية وسياسة
التقييد التجارية .
مفيومًسياسةًالحريةًالتجاريةً ً:
ىي إزالة كافة القيود والعقبات المفروضة عمى حركة السمع والخدمات مف دولة إلى
أخرى.
وىذا ال يعني أنو بمجرد فتح باب التجارة بيف الدوؿ المختمفة فإف كؿ السمع والخدمات
التي تنتج في دولة ما سوؼ تتدفؽ خارجيا إلى الدوؿ األخرى؛ وانما يتوقؼ ذلؾ عمى
نوعية السمع ىؿ ىي سمع تجارية أـ غير تجارية.
والسمعًالتجارية ىي تمؾ السمع التي يمكف االتجار فييا أي مبادلتيا في السوؽ الدولية
أما استيراداً أو تصدي اًر بغض النظر عما إذا كانت السمعة تصدر أو تستورد فعالً في
الوقت الحاضر.
49
افرىاًحتىًتكونًالسمعًتجارية؟!ً .
ماىيًالشروطًالواجبًتو ً
أما السمع الغير تجارية فيي السمع التي ال يمكف مبادلتيا في األسواؽ الدولية .
ماىيًالشروطًالواجبًتوافرىاًحتىًتكونًالسمعًغيرًتجارية؟!.
51
أسبابًقيامًالتجارةًالخارجية:
يرجع تفسير أسباب قياـ التجارة الخارجية بيف الدوؿ إلى جذور المشكمة االقتصادية أو ما يسميو
االقتصاديوف بمشكمة الندرةًالنسبية وتتمثؿ أىـ ىذه األسباب في:
.8ليس لكؿ دولة نفس اإلمكانيات التي تكفي إلنتاج كؿ السمع والخدمات.
.9اختالؼ تكاليؼ إنتاج السمع بيف الدوؿ المختمفة نظ ار الختالؼ العوامؿ البيئية.
.11اختالؼ مستوى التكنولوجيا مف دولة ألخرى وسعي المواطنيف لمحصوؿ عمى المنتجات ذات
التكنولوجيا األفضؿ.
.11عدـ إمكانية تحقيؽ االكتفاء الذاتي بسبب ضعؼ اإلمكانيات المادية أو البشرية أو االثنيف
معاً.
.12وجود فائض في اإلنتاج.
.13الحصوؿ عمى أرباح مف التجارة الخارجية بسبب الفروؽ السعرية أو بسبب وفرة عوامؿ
اإلنتاج وبالتالي انخفاض اسعارىا وتحقيؽ ميزة المنافسة السعرية .
.14رفع مستوى المعيشة لممواطنيف مف خالؿ سعي الحكومات مف خالؿ التجارة الخارجية
لمحصوؿ عمى السمع والخدمات التي تسد الحاجات وتشبع الرغبات.
رابعًاًً-أىميةًالتجارةًالخارجيةً :
تعد التجارة الخارجية مف القطاعات الحيوية في أي مجتمع لما ليا مف أىمية تتمثؿ فيما يمي:
ربط الدوؿ والمجتمعات مع بعضيا البعض زيادة عمى اعتبارىا أداة لتصريؼ فائض اإلنتاج
عف حاجة السوؽ المحمية.
اعتبارىا مؤش اًر جوىرياً عمى قدرة الدوؿ اإلنتاجية والتنافسية في السوؽ الدولي وذلؾ الرتباط
ىذا المؤشر باإلمكانيات اإلنتاجية المتاحة وقدرة الدولة عمى التصدير ،ومستويات الدخوؿ
فييا وقدرتيا كذلؾ عمى االستيراد وانعكاس ذلؾ كمو عمى رصيد الدولة مف العمالت األجنبية
وما لو مف آثار عمى الميزاف التجاري.
تحقيؽ المكاسب عمى أساس الحصوؿ عمى سمع تكمفتيا أقؿ مما لو تـ إنتاجيا محمياً.
51
التجارة الدولية تؤدي إلى زيادة الدخؿ القومي اعتمادا عمى التخصص والتقسيـ الدولي لمعمؿ.
نقؿ التكنولوجيات والمعمومات األساسية التي تفيد في بناء االقتصاديات المتينة وتعزيز
عممية التنمية الشاممة.
تحقيؽ التوازف في السوؽ الداخمية نتيجة تحقيؽ التوازف بيف كميات العرض والطمب.
االرتقاء باألذواؽ وتحقيؽ كافة المتطمبات والرغبات واشباع الحاجات.
إقامة العالقات الودية وعالقات الصداقة مع الدوؿ األخرى المتعامؿ معيا.
العولمة السياسية التي تسعى إلزالة الحدود وتقصير المسافات والتي تحاوؿ أف تجعؿ العالـ
بمثابة قرية جديدة.
خامسًاً-أىدافًالتجارةًالخارجيةً :
تعمؿ سياسة التجارة الخارجية عمى تحقيؽ مجموعة مف األىداؼ االقتصادية واالجتماعية.
-1األىداؼ االقتصادية :تتمثؿ في:
oزيادة موارد الخزينة العامة لمدولة واستخداميا في تمويؿ النفقات العامة بكافة أشكاليا
وأنواعيا.
oحماية الصناعة المحمية مف المنافسة األجنبية.
oحماية االقتصاد الوطني مف خطر اإلغراؽ الذي يمثؿ التمييز السعري في مجاؿ التجارة
الخارجية أي البيع بسعر أقؿ مف تكاليؼ اإلنتاج.
oحماية الصناعة الناشئة أي الصناعة حديثة العيد في الدولة حيف يجب توفير الظروؼ
المالئمة والمساندة ليا.
oحماية االقتصاد الوطني مف التقمبات الخارجية التي تحدث خارج نطاؽ االقتصاد الوطني
كحاالت االنكماش والتضخـ.
حماية مصالح بعض الفئات االجتماعية كمصالح الزراعييف أو المنتجيف لسمع معينة تعتبر
ضرورية أو أساسية في الدولة.
إعادة توزيع الدخؿ القومي بيف الفئات والطبقات المختمفة.
52
سادسًاًًً-التجارةًالدوليةًوالتخصصًالدوليً :
توجد عالقة تبادلية بيف التجارة الدولية والتخصص الدولي ،حيث ترتبط التجارة الدولية ارتباطاً وثيقاً
بظاىرة التخصص وتقسيـ العمؿ عمى المستوى الدولي ،فموال قياـ التجارة الدولية لما تخصصت بعض
الدوؿ في إنتاج السمع والخدمات بكميات تزيد عف حاجتيا .ومف ناحية أخرى لوال وجود التخصص
ألنتجت كؿ دولة ما يمزميا مف السمع والخدمات المختمفة ولما قامت التجارة الدولية.
يالحظ عمى المستوى العالمي انو ال يوجد دولة تستطيع تحقيؽ سياسة االكتفاء الذاتي بصورة كاممة
ولفترة طويمة مف الزمف.
اف التخصص وتقسيـ العمؿ عمى المستوى الدولي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتجارة الدولية ،وىذا ما أكده
االقتصاديوف الكالسيكيوف مثؿ آدـ سميث اذ قالوا أف الفرد اذا تخصص في أداء عمؿ واحد فإنو
سوؼ يتقنو وترتفع درجة ميارتو وبالتالي تزيد انتاجيتو وبالتالي يحصؿ عمى مستوى أعمى مف
الرفاىية االقتصادية .
53
جامعت حماة -كليت االقتصاد
سوفًندرسًفيًىذهًالمحاضرةًً :
رابعًاًً-أسبابًاختللًميزانًالمدفوعات.
خامسًاًً-أنواعًعجزًميزانًالمدفوعاتً ً:
سادسًاًً-أنواعًفائضًميزانًالمدفوعاتً :
54
أولا -يفهىو ييزاٌ انًذفىعاث:
يتـ تبادؿ السمع والخدمات بيف مختمؼ الدوؿ عف طريؽ النقود كوسيط في المبادالت،
ويقابؿ التيار المادي مف السمع والخدمات تيار آخر عكسي مف النقود أو مف وسائؿ
الدفع المالية األخرى ،وىذا التيار الذى يتـ ما بيف الدوؿ يعرؼ بتيار مف المدفوعات
الدولية .وعمى ىذا يقابؿ التيار المادي مف التبادؿ الدولي تيار نقدى أو مالي مف
المدفوعات الدولية .
وىناؾ فارؽ جوىري بيف المدفوعات التي تتـ في داخؿ الدولة الواحدة ،أي المدفوعات
الداخمية والمدفوعات التي تتـ ما بيف الدوؿ المختمفة ،أي المدفوعات الدولية ،ويتمثؿ ىذا
الفارؽ في وحدة النظاـ النقدي داخؿ الدولة وتعدده ما بيف الدوؿ المختمفة ،ففي حيف
يمكف دفع قيمة السمع والخدمات التي يتـ تبادليا داخؿ الدولة بعممة ىذه الدولة ،أي
بوحده نقدىا الرسمية ميما بعدت المسافة بيف مختمؼ أقاليميا .فإف الحاؿ عمى خالؼ
ذلؾ بالنسبة الى دفع قيمة السمع والخدمات التي يتـ تبادليا ما بيف مختمؼ الدوؿ أو
دولياً ،ذلؾ إف لكؿ دولة عممتيا المستقمة أو وحدة النقد الرسمي الخاصة بيا ،وليذا
يتحتـ أف يوجد نظاـ يمكف بواسطتو إجراء المدفوعات ،بمعنى وجود نظاـ يمكف لممقيـ
في سوريا عمى سبيؿ المثاؿ مف أف يدفع قيمة ما عميو لمشخص المقيـ في الياباف مثالً،
ال بيف مختمؼ الدوؿ.
حتى يمكف لمتبادؿ المادي الحقيقي أف يتـ فع ً
وىذا النظاـ موجود وتطور تاريخياً شأنو في ذلؾ شأف كافة النظـ االقتصادية
واالجتماعية ،ثـ يتعيف تنظيـ ىذه المدفوعات أو ترتيبيا في وثيقة واضحة تحضر بصفة
دورية يمكف بمجرد االطالع عمييا معرفة مركز الدولة مف حيث المدفوعات التي يتعيف
عمييا دفعيا الى العالـ الخارجي وما عمى ىذا العالـ الخارجي أف يدفعو لتمؾ الدولة وىذا
ىو موضوع دراستنا في ىذا المحاضرة .
لقد تناولنا حتى اآلف ظروؼ التجارة دوف التعرض لمجانب النقدي لممعامالت االقتصادية
بيف الدوؿ ،ففي النظرية الكالسيكية وغيرىا افترضنا أف التبادؿ يتـ بدوف نقود
(المقايضة) وأف األسعار النسبية ألحد السمع تتحدد بوحدات مف السمع األخرى ،وعمى
المستوى الدولي يتـ استخداـ عمالت الدوؿ المختمفة ألداء المدفوعات الدولية .وعمى
55
ذلؾ فإنو مف الميـ جداً التعرؼ عمى ميزان المدفوعات وىو الكشف الذى يسجل فيو
كافةًالمعاملت النقدية التي تًتّم بين أحد الدول وباقي دول العالم.
ويعتبر ميزاف المدفوعات مؤشر اقتصادي ىاـ يقود صانعي السياسة إلى تغيير محتوى
سياساتيـ االقتصادية ،ألف العجز في ميزاف المدفوعات يمكف أف يدفع بالحكومة إلى
القياـ برفع أسعار الفائدة أو بتخفيض اإلنفاؽ العاـ لتقميؿ االنفاؽ عمى الواردات .وقد
يؤدى العجز في ميزاف المدفوعات لمطالبة بالحماية ضد الواردات األجنبية أو إلى فرض
قيود عمى رأس الماؿ المدفوع عف سعر الصرؼ.
يعرؼ عمى أنو السجل الذى يًتّم فيو تقييد كافة المعاملت التي تًتّمًبين المقيمين في
أحد الدول والمقيمين في باقي دول العالم وذلك خلل فترةًزمنية محددة عادة سنة،
ولعؿ الغرض مف ىذا السجؿ ىو إظيار الموقؼ الخارجي لالقتصاد الوطني والمساعدة
في إدارة االقتصاد بصورة فعالة ،فعمى سبيؿ المثاؿ قياـ الحكومة بتخفيض الرسوـ
الجمركية أو تخفيض قيمة العممة أو زيادة العرض النقدي قد يتسبب في إحداث تغيرات
كثيرة عمى مستوى االقتصاد ككؿ ،فإذا ما أردنا معرفة تأثير تمؾ السياسات عمى الموقؼ
الخارجي لالقتصاد فإننا نحتاج إلى الرجوع إلى ميزاف المدفوعات لمالحظة التغيرات التي
يمكف أف تحدثيا ىذه السياسات عمى الصادرات والواردات واألرصدة الدولية .وليذا فإف
ميزاف المدفوعات ىو واحد مف أكثر القوائـ االحصائية أىمية بالنسبة ألي بمد ،فيو يبيف
كـ مف السمع والخدمات يقوـ البمد بتصديرىا واستيرادىا ،وما إذا كاف البمد يقترض مف أو
يقرض أمواؿ إلى بقية العالـ ،عالوة عمى أف احصاءات ميزاف المدفوعات توضح ما إذا
كانت السمطات النقدية المركزية (عادة البنؾ المركزي) قد أضافت إلى أو خفضت مف
احتياطاتيا مف العممة األجنبية.
ويتـ تسجيؿ كافة المعامالت التي تتـ بيف المقيميف في أحد الدوؿ والمقيميف في باقي
دوؿ العالـ بصورة تجميعية وليست فردية ،ويقصد بتمؾ المعامالت ىي تدفؽ السمع
56
Visible والخدمات بيف الدوؿ ،بالنسبة لمسمع فيي تمثؿ المعامالت المنظورة
Transactionsحيث ينقسـ إلى:
السمع الستيلكية المعمرة مثؿ :السيارات والثالجات وغيرىا – وغير المعمرة مثؿ:
الغذاء والدواء والمالبس وغيرىا والسمع النتاجية :اآلالت والمعدات وغيرىا والمواد
األولية :المعادف ،المواد الخاـ الزراعية وغيرىا.
أما الخدمات فيقصد بيا المعامالت غير المنظورة Invisible Transactionsمثؿ
خدمات التعميـ والنقؿ والتأميف والسياحة والعالج والخدمات المالية وغيرىا.
وأخي اًر األصول المالية مثؿ األسيـ والسندات التي يتـ شرائيا وبيعيا بيف المراكز المالية
المختمفة (البورصات الدولية).
واألساس النظري الذي تقوـ عميو حسابات ميزاف المدفوعات ىو نظاـ القيد المزدوج
Double – Entry Bookkeepingفي مسؾ الدفاتر .فالمفروض أف لكؿ عممية تتـ
مع العالـ الخارجي قيديف ،متساوييف في القيمة :أحدىما دائف واآلخر مديف ،فعممية
تصدير سمعة مثالً ىي قيد دائف في ميزاف المدفوعات يجب أف يقابمو قيد مديف في
الجانب اآلخر مف الميزاف كاستيراد سمعة مثالً بنفس القيمة (في حالة المقايضة) ،أو
زيادة األصوؿ األجنبية ،أو نقصاف االلتزامات الخارجية وكميا قيود مدينة وبالتالي فإف
مجموع القيود الدائنة يجب أف يساوى تماماً مجموع القيود المدينة ،أي أف كافة حسابات
ميزاف المدفوعات يجب أف تكوف متوازنة .ويجب اإلشارة إلى أف الجانب المديف يأخذ
اإلشارة السالبة ،بينما الجانب الدائف يأخذ اإلشارة الموجبة .وغالباً ما تستخدـ إشارات (-
) + ،في الجداوؿ الرسمية المنشورة ،وفى بعض احصاءات موازيف المدفوعات تستخدـ
عبارات (مدفوعات) و(متحصالت) كمترادفات (لمديف ودائف) عمى التوالي.
وسوف نعرض مثالين لكي نوضح كيفية تسجيميما في الميزان:
- 1أحد المصدريف السوريف قاـ بتصدير ما قيمتو 11.111دوالر مف المعمبات
إلى دوؿ الخميج العربي وحصؿ في المقابؿ عمى تحويؿ لحسابو الجاري في أحد
البنوؾ األجنبية بنفس المبمغ ،يتـ تسجيؿ ىذه المعامالت كاآلتي:
ً ًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً
ً
57
الدائنًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً المدين
$11.111 + -صادرات المعمبات الجاىزة
$11.111- -زيادة في األصوؿ األجنبية
قصيرة األجؿ في الخارج
- 2إذا قامت أحد الشركات السورية إلدارة األوراؽ المالية بشراء أسيـ مف شركة
APPLEوذلؾ بمبمغ 50.000دوالر وقامت بسداد المبمغ مف خالؿ السحب
مف حسابيا الجاري في بنؾ نيويورؾ واضافة المبمغ إلى شركة APPLEفي نفس
البنؾ ،فإف ىذه المعامالت يتـ تسجيميا عمى النحو التالي:
ًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً
الدائنًًًًًًًًًًًًًًًًًًً المدين ًًًًً ًًً
$51.111 - -واردات أصوؿ مالية (أسيـ)
استثمارات طويمة األجؿ في الخارج
$51.111+ -انخفاض األصوؿ األجنبية
قصيرة األجؿ في الخارج
الحظ أف واردات األصوؿ المالية (األسيـ والسندات ) تعامؿ عمى أنيا استثمارات طويمة
األجؿ في الخارج وأف الطريقة التي تـ بيا تحويؿ ىذه المعامالت ىي انخفاض رصيد
الشركة المصرية إلدارة األوراؽ المالية لدى بنؾ نيويورؾ وزيادة رصيد شركة .APPLE
كاف مف الممكف أف يتـ تمويؿ ىذه الصفقة مف خالؿ أسموب آخر ،فعمى سبيؿ المثاؿ
قياـ الشركة السورية إلدارة األوراؽ المالية بإضافة مبمغ 51.111دوالر إلى حساب
شركة APPLEلدى البنؾ المركزي السوري ،في ىذه الحالة فإف التحويؿ بيذه الطريقة
يؤدى إلى زيادة األصوؿ األجنبية قصيرة األجؿ في الداخؿ ،ويصبح القيد في ىذه الحالة
كما يمى:
ًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً ً
ً
ً
58
ًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًالدائن ًًًًًًًًًًًًًًًًًالمدين
$ 51.111 -استثمارات طويمة األجؿ في الخارج
$ 51.111 + -زيادة األصوؿ األجنبية قصيرة األجؿ
في الداخؿ
59
صورة مختصرة لميزان المدفوعات
صافى الدائف)(+ مديف )(- دائف )(+ نوع الحساب
أو المديف)(-
أوالً :حساب العمميات الجارية
-1الحساب الجاري
(أ)حساب التجارة المنظورة
-السمع
(ب) حساب التجارة غير المنظورة
-النقؿ
-التأميف
-السياحة
-دخؿ االستثمارات
-خدمات حكومية ومتنوعة
-2حساب التحويالت
-ىبات وتعويضات
ثانياً :حساب العمميات الرأسمالية
-1حساب رأس الماؿ طويؿ األجؿ
-استثمار مباشر
-أوراؽ مالية
-قروض طويمة األجؿ
-رؤوس أمواؿ أخرى
-2حساب رأس الماؿ قصير األجؿ
-ذىب
-حسابات مصرفية
-أذونات الخزانة
-القروض قصيرة األجؿ
-السيو والخطأ
61
ثانيًاًً -ىيكل ًميزان ًالمدفوعات ًأو ًالتقسيمات ًالرئيسية ًلميزان ًالمدفوعات.
ً -1الحسابًالجاريً :ويشمؿ ىذا الحساب عمى جميع المبادالت مف السمع والخدمات
ويتألؼ مف قسميف كما يمي :
أ -الميزاف التجاري :يتعمؽ بتجارة السمع أي صادرات السمع ووارداتيا خالؿ الفترة
المحاسبية ،أي تسجؿ فيو التجارة المنظورة ،وتكوف الصادرات السمعية دائنة في
الميزاف التجاري أما الواردات السمعية فتسجؿ في الجانب المديف حيث يترتب
عمييا خروج النقد األجنبي .ويحقؽ الميزاف التجاري فائضاً إذا كانت الصادرات
أكبر مف الواردات .ويحقؽ الميزاف التجاري توازف إذا كانت الصادرات السمعية
تساوي الواردات السمعية.
ب -ميزاف الخدمات :تسجؿ فيو جميع المعامالت الخدمية أو ميزاف المعامالت غير
المنظورة وتسجؿ فيو صادرات وواردات الخدمات مثؿ استخداـ األجانب لشركة
النقؿ والمالحة الوطنية ،إنفاؽ األجانب عمى السياحة في الداخؿ فيذه تعامؿ مثؿ
الصادرات .وأيضاً استخداـ المواطنيف لشركات المالحة الخارجية ودفوعات
المواطنيف عمى السياحة في الخارج تعامؿ مثؿ الواردات مف السمع المنظورة .
ومف أمثمة الخدمات غير المنظورة :أغراض التعميـ والسفرات الدبموماسية وفوائد
القروض واقامة المعارض وغيرىا .
ً-2حساب رأس المال :يدخؿ في ىذا الحساب جميع العمميات التي تمثؿ تغي اًر في
مراكز الدائنية والمديونية لمدولة ألف معامالت الدولة مع الخارج ال تقتصر عمى تجارة
السمع والخدمات فقط ،بؿ ىناؾ حركات رؤوس األمواؿ التي تنتقؿ مف بمد ألخر
وتنقسـ إلى توعيف:
أ -تحركات رؤوس األمواؿ طويمة األجؿ :ويقصد بيا تحركات رؤوس األمواؿ
مف البمد واليو لمدة تزيد عف سنة مثؿ االستثمارات المباشرة والقروض طويمة
األجؿ وأقساطيا .وتسجؿ القروض الوطنية لمخارج واالستثمار الوطني في
61
الخارج وأقساط سداد القروض في الجانب المديف أي مثؿ الواردات ألنو
يترتب عمييا مدفوعات لمخارج والعكس بالعكس.
تحركات رؤوس األمواؿ قصيرة األجؿ :ويقصد بيا التحركات التمقائية ب-
لرؤوس األمواؿ قصيرة األجؿ أي لمدة تقؿ عف سنة ،وتتـ التحركات التمقائية
لرؤوس األمواؿ قصيرة األجؿ لعدة أسباب منيا :
-1الخوؼ مف الظروؼ االقتصادية والسياسية غير المالئمة ،ويؤدي ذلؾ
إلى ىروب رأس الماؿ والمجوء إلى بمد يتمتع بظروؼ أفضؿ.
-2اختالؼ مستويات أسعار الفائدة ،ألف رأس الماؿ يبحث دائماً عف
معدالت فائدة أعمى.
-3بسبب المضاربة ،فمثالً عندما يتوقع المضاربوف ارتفاع سعر عممة ما
فإنيـ يحولوف أمواليـ لمبمد صاحب العممة المتوقع ارتفاع قيمتيا وىكذا.
-3حسابًالتسويةً :يختص ىذا الحساب بصافي االحتياطيات الدولية مف الذىب
النقدي واألصوؿ السائمة ويتكوف ىذا الحساب مف العناصر التالية:
-الذىب النقدي لدى السمطات النقدية.
-الودائع بالعمالت األجنبية التي تحتفظ بيا البنوؾ التجارية الوطنية لدى البنوؾ
األجنبية.
-األصوؿ األجنبية قصيرة األجؿ مثؿ أذونات الخزانة األجنبية واألوراؽ التجارية
األجنبية .
-األصوؿ الوطنية قصيرة األجؿ التي يحتفظ بيا األجانب.
-الودائع التي يحتفظ بيا البنوؾ األجنبية لدى البنوؾ الوطنية.
-موارد صندوؽ النقد الدولي.
-القروض المختصة لتسوية العجز في ميزاف المدفوعات.
62
ملحظة ًأن ًالتوازن ًالمحاسبي ًفي ًميزان ًالمدفوعات ًحتمي ًأما ًالتوازنً
القتصاديًفيتبعًلسياساتًالحكومةًواجراءاتياًً .
ً
ثالثًاًً-كيفيةًتقييدًعناصرًالحتياطاتًالدوليةً :
تستخدـ ىذه االحتياطيات الدولية بيدؼ تسوية رصيد ميزاف المدفوعات ،وعند تقيد ىذه
العناصر نتبع نفس القاعدة السابقة وىي أف أي عممية يترتب عمييا دخوؿ نقد أجنبي
لمدولة تقييد دائنة ،وبالعكس .وبالتالي تقييد االحتياطيات كما يمي :
يقيد في الجانب الدائف كؿ مف تحركات الذىب النقدي لمخارج ونقص األصوؿ األجنبية
الممموكة لممواطنيف وزيادة االلتزامات تجاه األجانب ،حيث يترتب عمييا دخوؿ نقد أجنبي
لمدولة .وعمى العكس مف ذلؾ يقيد في الجانب المديف كؿ مف تحركات الذىب النقدي
لمداخؿ وزيادة األصوؿ األجنبية الممموكة لممواطنيف ونقص االلتزامات تجاه األجانب،
حيث يترتب عمييا خروج نقد أجنبي بصورة مدفوعات لمبالد األخرى.
واألن ًكيف ًنستخدم ًعناصر ًالحتياطيات ًالدولية ًفي ًإجراء ًالتسوية ًالحسابية ًلميزانً
المدفوعاتً :
أ -تسويةًالعجز :إف العجز في ميزاف المدفوعات يعني زيادة الجانب المديف عمى
الجانب الدائف في ميزاني المعامالت الجارية والرأسمالية ومف أجؿ تسوية العجز
يجب دخوؿ نقد أجنبي ويتـ ذلؾ عف طريؽ :
-1خروج ذىب نقدي لمخارج .
-2نقص األصوؿ الممموكة لممواطنيف.
-3زيادة االلتزامات تجاه األجانب .
63
ب -تسوية ًالفائض :إف الفائض في ميزاف المدفوعات يعني زيادة الجانب الدائف
عمى الجانب المديف في ميزاني المعامالت الجارية والرأسمالية ومف أجؿ تسوية
الفائض يجب خروج نقد أجنبي ويتـ ذلؾ عف طريؽ :
-1دخوؿ ذىب نقدي لمبمد .
-2زيادة األصوؿ األجنبية الممموكة لممواطنيف.
-3نقص االلتزامات تجاه األجانب .
رابعًاًً-أسبابًاختللًميزانًالمدفوعات.
قد يحدث وأف تمر الدولة بالداخؿ أو الخارج بظروؼ معينة مف شأنيا إحداث اختالؿ
يتخذ صو اًر بحسب المصدر واألسباب التي مف أىميا:
-1عوامؿ ال يمكف توقعيا أو أسبابيا مثؿ النقص المفاجئ لمحصوؿ تصديري
64
-3إقداـ الدوؿ المختمفة عمى برامج لمتنمية الفنية ومستمزمات اإلنتاج وغيرىا مف
السمع والخدمات لفترة طويمة نسبياً وتمويؿ قروض طويمة األجؿ معقودة مقدماً
كؿ ىذه الحاالت تؤثر بشكؿ كبير عمى ميزاف المدفوعات ألي دولة.
-4سعر الصرؼ األجنبي والذي يربط بيف مستويات االئتماف في أي دولة فإذا كاف
سعر الصرؼ أعمى مف المستوى االئتماني السائد لمدخؿ أدى إلى ظيور عجز
في ميزاف المدفوعات والعكس بالنسبة لمفائض.
-5التغير في كؿ مف العرض والطمب التي تعكس ىيكؿ االقتصاد القومي وتوزيع
الموارد بيف مختمؼ فروعو مما ينعكس عمى ميزة الدولة وبالتالي عمى ىيكؿ
تجارتيا فائض في ميزانيا الخارجي.
خامسًاًً-أنواعًعجزًميزانًالمدفوعاتً ً:
ً-1العجز ًالمؤقت ً :يكوف العجز مؤقتاً إذا ارتبط ببعض الظروؼ االقتصادية
قصيرة األجؿ ،مثؿ عجز ميزاف المدفوعات في الدوؿ الصناعية بسبب
اإلضرابات العمالية في صناعة الصادرات.
ً-2العجزًالدائم :يكوف العجز دائماً إذا استمر لعدة سنوات بسبب بعض الظروؼ
االقتصادية غير المالئمة التي تسيطر عمى النشاط االقتصادي بصفة مستمرة .
ً-3العجزًالمستمرً:ويظير في الدوؿ المتقدمة بسبب بعض األزمات االقتصادية
الداخمية التي تستمر لعدد مف السنوات مثؿ ظروؼ التضخـ الجامح والفشؿ في
معالجتو سنة بعد سنة.
سادسًاًً-أنواعًفائضًميزانًالمدفوعاتً :
-1الفائضًالمؤقتً:يظير لفترة قصيرة بسبب الظروؼ الطارئة أو بسبب السياسات
الحكومية المتبعة.
65
ً-2الفائض ًالمستمر :يكوف الفائض مستمر إذا تكرر حدوثة ًلعدد مف السنواتً
وكاف مرتبط بقوة النشاط االقتصادي الداخمي .
..................................انتيت المحاضرة .................................
ً
66
د .فراس األشقر المحاضرة الثامنة
سعرًالصرف ً
فيًىذهًالمحاضرةًسوفًندرسًً ً:
جامعت حماة -كليت االقتصاد
ً
67
أوًلًً-تعريفًسعرًالصرفً :
ً
مفيومًسعرًالصرف ً
توجد لكؿ دولة عممتيا الخاصة التي تستعمؿ في عمميات الدفع الداخمية ،وتظير
الضرورة إلى استعماؿ العمالت الخارجية عندما تنشأ عالقات تجارية أو مالية بيف
شركات تعمؿ داخؿ الدولة مع شركات تعمؿ خارجيا ،وتحتاج الشركات المستوردة إلى
عممة البمد المصدر لتسديد قيمة السمع المستوردة ،وتضطر بذلؾ إلى الذىاب إلى سوؽ
الصرؼ لشراء عممة البمد المصدر كي تتـ ىذه العممية.
وفي الواقع ليست الشركات التي تقوـ بالتجارة مع الخارج ىي فقط التي تحتاج إلى
العمالت الدولية بؿ كؿ شخص يتنقؿ إلى خارج البمد الذي يقيـ فيو يحتاج إلى عممة
الدولة التي يود الذىاب إلييا ويجد نفسو حينئذ مضط اًر لمقياـ بعمميات الصرؼ.
وبالتاي فإف سعر الصرؼ ىو عدد وحدات Exchange Rateعممة أجنبية مقابؿ
وحدة واحدة مف العممة المحمية أو بالعكس ،أي ىو قيمة عممة بداللة عممة أخرى.
وأيضاً يعرؼ سعر الصرؼ بأنو عبارة عف النسبة التي يتـ عمى أساسيا تبادؿ العممة
الوطنية مع العمالت األجنبية .
أو ىو عدد الوحدات النقدية التي يجب أف تدفع لمحصوؿ عمى وحدة واحدة مف النقد
األجنبي .فمثالً 511 = $ 1ؿ.س.
تعريفًسعرًالصرفً :
سعرًالصرفًالسمي ً:ىو مقياس عممة إحدى البمداف التي يمكف تبادليا بقيمة عممة
بمد أخر .ويتـ تحديده تبعاً لمطمب والعرض عمييا في سوؽ الصرؼ في لحظة زمنية ما،
وليذا يمكف أف يتغير سعر الصرؼ تبعاً لتغير الطمب والعرض .وينقسـ إلى سعر
الصرؼ الرسمي (السعر المعموؿ بو فيما يخص التبادالت التجارية الرسمية) وسعر
الصرؼ الموازي (السعر المعموؿ بو في األسواؽ الموازية))سعر الصرؼ الحقيقي )
68
والذي ىو عدد الوحدات مف السمع األجنبية الالزمة لشراء وحدة واحدة مف السمع المحمية،
وبالتالي يقيس القدرة عمى المنافسة.
سعر ًالصرف ًالفعمي ً :يعبر سعر الصرؼ الفعمي عف المؤشر الذي يقيس متوسط
التغير في سعر صرؼ عممة ما بالنسبة لعدة عمالت أخرى في فترة زمنية ما وبالتالي
مؤشر سعر الصرؼ الفعمي يساوي متوسط عدة أسعار صرؼ ثنائية وىو يدؿ عمى مدى
تحسف أو تطور عممة بمد ما بالنسبة لمجموعة مف العمالت األخرى.
سعر ًالصرف ًالفعمي ًالحقيقي ً :ىو سعر اسمي ،ألنو عبارة عف متوسط لعدة أسعار
صرؼ ثنائية ،ومف أجؿ أف يكوف ىذا المؤشر ذا داللة مالئمة عمى تنافسية البمد تجاه
الخارج البد أف يخضع ىذا المعدؿ االسمي إلى التصحيح بإزالة تغيرات األسعار النسبية.
ثانيًاًً-وظائفًسوقًالصرفًاألجنبيً:
تقوـ ىذه السوؽ بثالث وظائؼ ميمة ىي :
-1تحقيقًالتسوياتًالدوليةً:
إف العالقات االقتصادية والمعامالت التي تتـ ما بيف المقيميف وغير المقيميف
في الدوؿ األخرى تخمؽ حقوؽ والتزامات البد أف تسوى .حيث تكوف نتائج ىذه
المعامالت في ميزاف المدفوعات لكؿ دولة أما عجز أو فائض وبكؿ األحواؿ ال
بد مف تسوية ىذه المعامالت بتسديد االلتزامات وتحصيؿ الحقوؽ وسوؽ الصرؼ
األجنبي يسيؿ عممية تسوي الحسابات الدولية أي يحقؽ نوع مف المقاصة ما بيف
الحسابات الدائنة والحسابات المدينة لمدولة وتتـ ىذه التسويات بطريقتيف :
أ -االتفاؽ بيف أطراؼ التبادؿ الدولي عمى تحديد عممة واحدة كأساس لمتسوية
وتحقيؽ التسويات الدولية مثؿ الدوالر أو اليورو أو الجنيو االسترليني فبدوف
69
وجود سعر صرؼ دولي ال يمكف القياـ بأية تسوية عمى اإلطالؽ
والحصوؿ عمى عمالت أخرى.
بً -تحديد أكثر مف عممة كأساس لمتسوية .
ً-3توفيرًالتسييلتًلتجنبًالمخاطرًالناجمةًعنًالتغيراتًفيًأسعارًالصرفً :
71
تشمؿ عمميات التصدير واالستيراد عادةً مدة انتظار وبالتالي سيتعرض المصدريف
والمستورديف إلى مخاطر كبيرة بسبب تقمبات سعر الصرؼ األجنبي .إال أف وجود سوؽ
الصرؼ األجنبي تؤمف جياز لحماية المصدريف والمستورديف مف خسارات ممكنة نتيجة
تقمبات سعر الصرؼ .
ويمكف أف يمعب سعر الصرؼ دو اًر ميماً في تحسيف أو الحفاظ عمى القدرة التنافسية
الخارجية لمبمد في مجاؿ التجارة الخارجية ومف ثـ الحد مف العجز في الحساب الجاري
في ميزاف المدفوعات الذي يمكف الوصوؿ بو إلى مستويات يمكف تحمميا عمى المدى
المتوسط دوف التضحية بالنمو االقتصادي .وىو يمثؿ أداة ربط بيف أسعار السمع في
االقتصاد المحمي وأسعارىا في السوؽ العالمي.
ثالثًاًً-تعريفًسوقًالصرفًاألجنبيً :
ىو مجموعة المراكز المالية المنتشرة في أنحاء العالـ والتي تمتقي فييا قوى العرض
والطمب " البائعيف والمشتريف" لتبادؿ العمالت الوطنية المختمفة.
ً
رابعًاًً-أنواعًسوقًالصرفً :
إف النقد األجنبي ىو عبارة عف سمعة تباع وتشترى في أسواؽ الصرؼ ،وألسواؽ الصرؼ
األجنبي نوعاف :
أ -سوقًصرفًالجممة :يتكوف في واقع األمر مف البنوؾ المركزية لمدوؿ والبنوؾ
التجارية الكبرى وكذلؾ السماسرة لتبادؿ العمالت الوطنية لمدوؿ المختمفة في سوؽ
صرؼ أجنبي.
ب -سوق ًصرف ًالتفرقة ًأو ًالتجزئة :ويتكوف ىذا السوؽ مف أطراؼ السماسرة
والعمالء باإلضافة إلى البنوؾ التجارية التي تتعامؿ بالعمالت األجنبية فالسعر
ال يسري عمى أسواؽ تجزئة فرانكفورت
الذي تحدد في سوؽ فرانكفورت مث ً
71
لمعمالت مع اإلشارة إلى أف البنوؾ تضيؼ ىامش ربح عمى سعر الجممة ،ينشئ
ىذا اليامش عف العمميات اإلدارية التي يقوـ بيا المصرؼ .
ً
خامسًاًً-أنواعًالصرف:
ىناؾ نوعاف مف أنواع الصرؼ :الصرؼ النقدي ،والصرؼ اآلجؿ.
الصرؼ النقدي :تتـ فييا عممية تسميـ واستالـ العمالت لحظة إبراـ عقد الصرؼ،
ويطبؽ سعر الصرؼ السائد لحظة إبراـ العقد .وقد يتغير سعر الصرؼ باستمرار
خالؿ اليوـ تبعاً لعرض العمالت والطمب عمييا .وىناؾ سعراف لمصرؼ ):سعر
البيع ( القيمة بالعممة الوطنية التي يطمبيا البنؾ مقابؿ وحدة معينة مف عممة
أجنبية ) وسعر الشراء ( القيمة بالعممة الوطنية التي يدفعيا البنؾ لؾ مقابؿ وحدة
معينة مف عممة أجنبية ،ويكوف سعر البيع عادة أعمى مف سعر الشراء .عند
تبادؿ العمالت في مركز مالي معيف ،فقد يكوف سعر عممتيف مقابؿ بعضيما
البعض غير متوفر ولضرورة التبادؿ يجب تحديد سعر تبادليما ،ويتـ ذلؾ بناء
عمى عالقة العممتيف بعممة ثالثة ،وتسمى األسعار المحسوبة بيذه الطريقة
باألسعارًالمتقاطعة
الصرؼ اآلجؿ :تتـ فييا عممية تسميـ واستالـ العمالت بعد فترة معينة مف تاريخ
إبراـ العقد مطبقيف سعر الصرؼ السائد لحظة إبراـ العقد .وتستعمؿ الشركات
العاممة في التجارة الخارجية ىذا النوع مف الصرؼ لتفادي األخطار الناتجة عف
التقمبات المحتممة في أسعار صرؼ العمالت ،حيث يكوف سعر الصرؼ السائد
لحظة إبراـ العقد ىو سعر الصرؼ بغض النظر عف سعر الصرؼ لحظة تنفيذ
العقد.
وقد عرؼ نظاـ الصرؼ نمطيف أساسيف ىما:
72
ً -1أنظمةًالصرفًالثابتةً :وفيو يتـ تثبيت سعر صرؼ العممة إما إلى عممة واحدة
تتميز بمواصفات معينة كالقوة واالستقرار مثؿ الدوالر أو اليورو ،واما إلى سمة
مف العمالت انطالقا مف عمالت الشركاء التجارييف األساسييف في الدولة .ومف
أىـ األسباب التي تدفع الدولة العتماد سعر صرؼ ثابت ىي لتخفيض المخاطرة
أو عدـ اليقيف المرتبط بتقمبات أسعار الصرؼ والذي يؤثر عمى الق اررات
االقتصادية مثؿ االنتاج واالستثمار والتجارة الدولية.
ً -2أنظمة ًالصرف ًالمرنة ًأو ًالتعويم :يتحدد سعر الصرؼ في ىذا النظاـ مف
خالؿ التوازف بيف العرض والطمب في سوؽ النقد األجنبي ووفؽ بعض المؤشرات
االقتصادي .وقد تتبع الدولة نظاـ التعويـ المدار حيث تقوـ السمطات بتعديؿ
أسعار صرفيا عمى أساس مستوى االحتياطي لدييا مف العمالت األجنبية والذىب
في ميزاف المدفوعات ،أو تستخدـ نظاـ التعويـ الحر الذي يسمح لقيمة العمالت
أف تتغير صعوداً وىبوطاً حسب السوؽ ،وىذا النظاـ يسمح لمسياسات االقتصادية
بالتحرر مف قيود سعر الصرؼ ،ويتميز بمرونتو وقابميتو لمتعديؿ.
خامسًاًً-المعاييرًالتيًتحكمًاختيارًنظامًسعرًالصرف
-1الحجـ النسبي وتكامؿ التجارة ،ربما تجد الدوؿ الصغيرة أنو مف المناسب أف
ترتبط نقدياً مع دولة كبيرة نسبياً وخاصة إذا كانت العالقة التجارية كبيرة مع ىذه
الدولة.
-2مرونة ىياكؿ االقتصاد.
-3القدرة عمى امتصاص الصدمات سواء كانت منيا اإلسمية أو الحقيقية.
-4تنوع ىيكؿ اإلنتاج /الصادرات.
-5التركز الجغرافي لمتجارة.
-6درجة التطور االقتصادي /المالي.
73
-7استقرار ومصداقية العممة الركيزة.
ً
سادسًاًً-المؤثراتًاألساسيةًعمىًسعرًالصرفً :
إف اسعار الصرؼ األجنبي تتأثر بشكؿ واضح وأساسي بما يمي :
-1حجـ التعامؿ في سوؽ الصرؼ :سواء لمتجزئة أو لمجممة فالبد أف ينعكس عمى
أسعار الصرؼ األجنبي سواء بالزيادة أو االنخفاض وذلؾ وفقاً لحجـ التبادؿ
فكمما ازداد الطمب عمى العممة الوطنية كمما أدى ذلؾ إلى ارتفاع قيمة العممة
تجاه العمالت األخرى.
-2إف سوؽ الصرؼ األجنبي يتكوف مف جميع المراكز العالمية المؤثرة عمى
ال سوؽ فرانكفورت ،زيو ريخ ،طوكيو ،لندف واؿ ستريت ...
المستوى الدولي فمث ً
ألف ثقؿ التعامؿ يتكوف مف مجموع العمميات التي تتـ في السوؽ الدولية والتي
أصبحت كسوؽ واحدة .خاصة بعد تقدـ وسائؿ االتصاؿ.
-3إف العمالت محؿ التداوؿ في سوؽ الصرؼ األجنبي أو المراكز المنتشرة في
العالـ ىي عمالت متجانسة فالدوالر مثالً في طوكيو ىو نفسو في سورية.
-4مستويات ًاألسعار ًالنسبية :حسب نظرية تعادؿ القوة الشرائية ،عندما ترتفع
أسعار السمع المحمية ينخفض الطمب عمى السمع المحمية ويتجو سعر العممة
الوطنية نحو االنخفاض حيث يمكف االستمرار في بيع السمع المستوردة بطريقة
جيدة ،والعكس صحيح.
-5التعريفات ًالجمركية ًوالحصص :تؤثر في سعر الصرؼ كؿ مف التعريفات
الجمركية (الضرائب عمى السمع المستوردة مثال) والحصص (القيود عمى كمية
السمع التي يمكف استيرادىا) ،ألف ذلؾ يزيد مف الطمب عمى السمعة المحمية.
74
ً -6تفضيلًالسمعًاألجنبيةًعمىًالسمعًالمحمية :زيادة الطمب عمى صادرات دولة
ما يتسبب في ارتفاع عممتيا عمى المدى الطويؿ ،وزيادة الطمب عمى الواردات
تسبب في انخفاض قيمة العممة الوطنية.
ً -7اإلنتاجية :في حاؿ كانت الدولة أكثر إنتاجية مف غيرىا مف الدوؿ ،يمكف أف
تخفض أسعار السمع المحمية بالنسبة ألسعار السمع األجنبية وتظؿ تحقؽ أرباحاً،
والنتيجة ىي زيادة الطمب عمى السمع المحمية وميؿ سعر العممة المحمية إلى
االرتفاع.
سابعًاًً-أدواتًسعرًالصرف:
.1أف يتسـ الطمب العالمي عمى منتجات الدولة بقدر كبير مف المرونة بحيث يؤدي
تخفيض العممة إلى زيادة أكبر في اإلنتاج العالمي.
.2أف يتسـ العرض المحمي لسمع التصدير بقدر كاؼ مف المرونة بحيث يستجيب
الجياز اإلنتاجي الرتفاع الطمب الناجـ عف ارتفاع الصادرات.
.3ضرورة توفر استقرار في األسعار المحمية.
.4عدـ قياـ الدوؿ المنافسة األخرى بإجراءات مماثمة لتخفيض عمالتيا.
.5استجابة السمع المصدرة لمواصفات الجودة والمعايير الصحية الضرورية
لمتصدير.
75
استخدام ًاحتياطات ًالصرف :في ظؿ أسعار صرؼ ثابتة ،تمجأ السمطات النقدية إلى
المحافظة عمى سعر صرؼ عممتيا ،فعند انييار عممتيا تقوـ ببيع العمالت الصعبة
لدييا مقابؿ العممة المحمية ،وعندما تتحسف العممة تقوـ بشراء العمالت األجنبية مقابؿ
العممة المحمية.
استخدامًسعرًالفائدة :عندما تكوف العممة ضعيفة يقوـ البنؾ المركزي باعتماد سياسة
سعر الفائدة المرتفعة لتعويض خطر انييار العممة .عمى سبيؿ المثاؿ في النظاـ النقدي
األوروبي عندما اعتبر الفرنؾ الفرنسي أضعؼ مف المارؾ األلماني عمد بنؾ فرنسا إلى
تحديد أسعار فائدة أعمى مف أسعار الفائدة األلمانية.
مراقبة ًالصرف :تقضي سياسة مراقبة الصرؼ بإخضاع المشتريات والمبيعات لمعممة
الصعبة إلى رخصة خاصة ،ويتـ استخداميا لمقاومة خروج رؤوس األمواؿ.
إقامة ًسعر ًصرف ًمتعدد :ييدؼ نظاـ أسعار الصرؼ المتعدد إلى تخفيض آثار حدة
التقمبات في األسواؽ ،وتوجيو السياسة التجارية لخدمة بعض األغراض المحددة.
76
جامعت حماة -كليت االقتصاد
77
أولا :تعزيف انًُظًاث انذونيت:
تعرؼ المنظمة الدولية بأنيا شخص معنوي مف أشخاص القانوف الدولي العاـ ينشأ مف
اتحاد ارادات مجموعة مف الدوؿ لرعاية مصالح مشتركة دائمة بينيا ،ويتمتع بإرادة ذاتية
في المجتمع الدولي وفى مواجية الدوؿ األعضاء.
ومف ىذا التعريؼ نستخمص أنو البد مف توافر أربعة عناصر رئيسية لنشأة المنظمة
الدولية المتمتعة بالشخصية القانونية الدولية.
- ١انصفت انذونيت:
يشترط في أعضاء المنظمة الدولية أف يكونوا دوالً كاممة السيادة واالستقالؿ ،متمتعة
عمى صعيد العالقات الدولية بالشخصية القانونية ،وتمثؿ ىذه الدوؿ في المنظمة بواسطة
أعضاء في الحكومات أو مندوبيف عنيا .وىذا ما يفسر ما جرى عميو العمؿ في األمـ
المتحدة وغيرىا مف المنظمات المتخصصة ،مف إطالؽ اصطالح" المنظمات الدولية
الحكومية" تميي اًز ليا عف المنظمات الدولية غير الحكومية أو المنظمات الدولية الخاصة،
والتي يجب أف يطمؽ عمييا اصطالح اٌجّؼُاخ اٌذوٌُح اٌخاصح .ولذ أشاس اٌمشاس سلُ
ٌٍّ ٨٢٢جٍس االلرصادٌ واالجرّاػٍ تراسَخ ٠٥٩١ / ٨/ ٨٢إًٌ هزٖ اٌرفشلح حُٓ
ٔص ػًٍ " أف المنظمات التي ال يتـ تكوينيا باتفاؽ بيف الحكومات تعد منظمات دولية
غير حكومية .فيذه المنظمات األخيرة ال تنشأ عف اتفاقات بيف الحكومات ،وانما بيف
أفراد ىيئات خاصة أو عامة مف دوؿ مختمفة ،بيدؼ زيادة التعاوف في المجاالت
االجتماعية والعممية واألدبية والدينية والرياضية ،والدفاع عف مصالحيا ومبادئيا عمى
الصعيد الدولي ،ومف أمثمتيا الصميب األحمر الدولي ،االتحاد الدولي لمنقابات واالتحاد
البرلماني الدولي .وال تدخؿ ىذه المنظمات في مجاؿ دراستنا .ذلؾ أنيا تخضع لمقانوف
الداخمي لدولة أو عدة دوؿ تقوـ المنظمات غير الحكومية بدور تبادؿ المعمومات
واالتفاؽ عمى اتجاىات موحدة وتنظيـ التعاوف المشترؾ بيف الييئات المشتركة فييا ،دوف
أف تتمتع بسمطة إلزاـ لمحكومات ،وألنيا تمعب دو اًر ىاماً في العالقات الدولية والتقارب
بيف الشعوب المختمفة واإلسياـ في خمؽ قواعد القانوف الدولي ،كاف حرص المنظمات
الدولية الحكومية عمى تنسيؽ التعاوف معيا .عمى أنو يجوز لبعض المنظمات الدولية
الحكومية ،وال سيما المنظمات المتخصصة ،أف تسمح بعضويتيا بصفة استثنائية
78
لوحدات ال ينطبؽ عمييا وصؼ الدولة كاممة السيادة واالستقالؿ ،عمى سبيؿ المثاؿ ،ما
تسمح بو منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسكو واالتحاد الدولي لممواصالت السمكية
والالسمكية مف جواز قبوؿ عضوية بعض المقاطعات واألقاليـ التي تتمتع بقدر مف الحكـ
الذاتي وتمثيؿ مستقؿ عف دولة األصؿ .وقد قبمت المنظمة األوربية لمتعاوف االقتصادي
) (O.E.C.Eعضوية إقميـ تريستا في فترة تمتعو بوضع مستقؿ ،كما قبؿ مجمس
أوروبا عضوية إقميـ اليسار حيف كانت لو ذاتية خاصة ،فضالً عف أف الغالبية العظمى
مف المنظمات المتخصصة قد قبمت بعض األقاليـ غير المستقمة كأعضاء منتسبيف.
وىناؾ منظمات تقبؿ مندوبيف عف بعض الفئات االجتماعية بجانب ممثمي الدوؿ ،مثؿ
منظمة العمؿ الدولية التي تجمع بيف مندوبي العماؿ ومندوبي أرباب األعماؿ بجانب
ممثمي الحكومة .وىذه كميا مؤشرات نحو التخفيؼ مف قيد التمثيؿ الحكومي في
المنظمات الدولية المتخصصة إلتاحة فرصة االتصاؿ المباشر بيف ىذه المنظمات
واإلدارات والييئات الوطنية التي تعمؿ في مجاؿ اختصاصيا.
- ٢اتحاد إداراث انذول:
تستند المنظمة الدولية في قياميا إلى موافقة الدوؿ المكونة ليا ،فيي ال تنشأ إال
برضاىا ،أي أف العضوية فييا اختيارية .وكما يمزـ اتحاد ارادات الدوؿ حوؿ نشأة
منظمة تحمى مصالحيا المشتركة ،فإنو البد وأف تتحدد ىذه االرادات حوؿ تحديد أىداؼ
ومبادئ واختصاصات وأسموب عمؿ ىذه المنظمة ،وأف يتجسد ىذا االتحاد في معاىد
دولية مكتوبة يطمؽ عمييا الميثاؽ .وىكذا فإف المنظمات الدولية ال تزاؿ تستند حتى وقتنا
ىذا إرادات الدوؿ المكونة ليا ،فيي ليست تنظيمات فوؽ ىذه الدوؿ وتمتزـ الدوؿ
باالنضماـ إلييا أو بالخضوع ألحكاـ ،كما ىو الحاؿ بالنسبة لخضوع األفراد بحكـ
تواجدىـ في المجتمعات الداخمية لتنظيماتيا وتشريعاتيا وسمطاتيا .وليذا فالمنظمات
الدولية انعكاس لطبيعة النظاـ القانوني الدولي كمو تجمع في داخميا بيف صفتي
المؤسسيف ليا والخاضعيف ألحكاميا.
79
- ٣الستًزار:
يشترط لقياـ المنظمة الدولية أف يكوف ليا وجود مستمر ،فميس بمعنى أف تعمؿ كؿ فروع
المنظمة بصفة دائمة ،وانما أف تمارس المنظمة– كوحدة قانونية متكاممة– اختصاصاتيا
بصفة مستمرة .ويميز ىذا العنصر المنظمة الدولية عف المؤتمر الدولي الذى يعقد
لبحث موضوع معيف ثـ ينفض .وترجع حكمة اشتراط االستمرار إلى أف المصالح
المشتركة التي ترعاىا المنظمات الدولية ،ىي بطبيعتيا مصالح مستمرة ،ال يجوز معيا
التوقيت ،فضالً عف أف ىذا االستمرار ىو وحدة الكفيؿ بتحقيؽ استقالؿ المنظمة في
مواجية أعضائيا وال تظؿ مرتبطة بإرادة الدوؿ بالنسبة لكؿ تصرؼ يصدر عنيا .
- ٤اإلرادة انذاتيت:
ولعؿ ىذا العنصر ىو أىـ عناصر المنظمة ،وركنيا األساسي الذى يميزىا عف المؤتمر
الدولي باعتباره تجمعاً دولياً بإرادة مستقمة عف إرادات الدوؿ المشتركة فيو ،فما ينتج عف
المؤتمر مف ق اررات ال يمزـ إال الدوؿ التي وافقت عمييا ،وبالتالي فإف الق اررات ال تستمد
قوتيا الممزمة إال مف إرادة الدوؿ وفى الحدود وبالشروط التي قررتيا عند موافقتيا عمييا .
أما المنظمة الدولية فتتمتع بإرادة ذاتية بمعنى وجود شخصية قانونية خاصة بيا ،ويتـ
التعبير عنيا وفؽ القواعد التي يقررىا ميثاقيا وفى نطاؽ االختصاص المحدد ليا.عمى
أال يغيب عف الباؿ تمؾ العالقة الوطيدة بيف المؤتمرات الدولية والمنظمات الدولية ،فقد
كانت المؤتمرات في مرحمة سابقة مف مراحؿ التنظيـ الدولي التي ميدت لقياـ المنظمات
الدولية ،ثـ تحولت عمى مر التاريخ مف صورة المؤتمرات غير الدورية إلى صورة
المؤتمرات الدورية ،وفى مرحمة تالية حققت صفة االستمرار بإنشاء سكرتيريات دائمة ليا
وبدأت تبتعد عف قاعدة اإلجماع لتعتاد تدريجياً عمى قاعدة األغمبية حتى اقتربت مف
شكؿ المنظمات وأصبحت النواة األولى ليا.
وعادة يسبؽ نشأة كؿ منظمة مؤتمر أو عدة مؤتمرات بيف مجموعة مف الدوؿ المؤسسة
تبحث كؿ ما يتعمؽ بأىداؼ واختصاصات المنظمة الجديدة ،إلى أف ينتيى األمر
بالتوقيع عمى الميثاؽ والتصديؽ عميو فتخرج المنظمة إلى خير الوجود.
81
كما يؤكد الفقياء تمتع المنظمة باإلرادة الذاتية حتى عندما تقتصر سمطاتيا عمى مجرد
جمع المعمومات والوثائؽ وتبادليا بيف الدوؿ ،حتى في ىذه الحالة يكوف لممنظمة إرادة
مستقمة تظير في كؿ األعماؿ اإلدارية الالزمة لممارسة وظائفيا.
والنظاـ القانوني الدولي في تعاممو مع المنظمات الدولية ،ال يعترؼ إال بإرادة المنظمة،
فيو ال يعرؼ إرادات الدوؿ المكنة ليا وال يترتب أي أثر قانونى إال عمى ما يصدر
عنيا ،وتعبي اًر عف إرادتيا الذاتية المنفصمة عف إرادات الدوؿ األعضاء.
81
ومنظمة الدوؿ األمريكية .ويرجع التضامف السياسي بيف الدوؿ المكونة ليذه
المنظمات اإلقميمية إلى عدة عوامؿ أىميا األصؿ والحضارة والتاريخ واأليديولوجية
والمصالح المشتركة .فاإلقميمية بيذا المعنى تعبر عف ذاتية مجموعة مف الدوؿ
بالنظر لباقي الدوؿ أو بالنظر لمجموعات أخرى .ويتضح في ىذه الحالة أف العامؿ
الجغرافي ال يمعب إال دو اًر ظاىرياً ،عمى سبيؿ المثاؿ وجود منظمات إقميمية بيذا
المعنى ال تضـ كؿ الدوؿ الواقعة في منطقة جغرافية معينة ،ونجد عمى العكس
منظمات أخرى تضـ دوالً مف مناطؽ جغرافية منفصمة مثؿ منظمة حمؼ شماؿ
األطمنطي التي تجمع دوؿ أمريكا وغرب أوروبا.
ب -أسموب النضمام ً ً:
ال تضـ المنظمات العالمية عادة كؿ الدوؿ ،حيث يستمزـ توافر بعض الشروط التي
تختمؼ مف حيث ما تمثمو مف قيود مف منظمة ألخرى ويمكف عمى ىذا األساس
التفرقة بيف ثالثة أنواع مف ىذه المنظمات كاآلتي:
.1بعض المنظمات تجيز االنضماـ إلييا بمجرد إبداء الرغبة ،مف خالؿ السماح لمدوؿ
بأف تصبح أطرافاً في ميثاؽ المنظمة العالمية ،مثؿ انضماـ الدوؿ ألي معاىدة
لتصبح أطرافاً فييا .وقد كاف ىذا األسموب متبعاً بالنسبة التحاد البريد العالمي حتى
عاـ ،1947وىو اليوـ قاعدة عامة بالنسبة النضماـ الدوؿ األعضاء في األمـ
المتحدة إلى المنظمات المتخصصة.
.2بعض المنظمات تخضع االنضماـ لشروط موضوعية يمزـ توافرىا قبؿ تقرير
انضماـ الدوؿ إلى المنظمة ،وتختمؼ ىذه الشروط مف منظمة إلى أخرى ،عمى
سبيؿ المثاؿ ،أف تحترـ الدولة التزاماتيا الدولية وأف تقبؿ النظاـ الموضوع واف
تكوف محبة لمسالـ .وىذا يتطمب مف المنظمة البحث والتقصي عف ىذه الدولة
يتقرر بعده قبوؿ االنضماـ أو رفضو.
.3ىناؾ منظمات أخرى تخضع انضماـ الدوؿ الجدد لسمطة تقديرية لممنظمة في مدى
مالئمة ىذا االنضماـ ،إلى جانب توافر بعض الشروط الموضوعية ،عمى سبيؿ
المثاؿ يتحقؽ ىذا في بعض المنظمات التي تجعؿ االنضماـ إلييا عمى أساس
دعوة موجية منيا.
82
وعموم ًا تمثؿ ىذه الشروط ،بالنسبة لممنظمات اإلقميمية قيوداً تؤدى إلى التشدد في
إقرار االنضماـ ،بينما تكف بالنسبة لممنظمات العالمية والمنظمات المتخصصة
عامالً يسيؿ ىذا االنضماـ.
-٢الختصاص :
تنقسـ المنظمات الدولية مف حيث اختصاصاتيا إلى منظمات عامة ومنظمات
متخصصة.
وتعتبر المنظمة عامة إذا امتد نشاطيا إلى مختمؼ مظاىر الحياة الدولية ،مف حؿ
المنازعات بيف الدوؿ ،ودعـ مظاىر التعاوف بينيا في المجاالت السياسية
واالقتصادية واالجتماعية ،ومف أمثمة ىذه المنظمات ،عصبة األمـ المتحدة ،منظمة
الدوؿ األمريكية وجامعة الدوؿ العربية ،ومنظمة الوحدة اإلفريقية .كما تعتبر
المنظمة متخصصة إذا اقتصر نشاطيا عمى موضوع معيف أو مرفؽ دولي محدود.
وتتنوع المنظمات المتخصصة إلى:
.1منظمات تشريعية تسعى إلى توحيد القواعد القانونية الخاصة بعالقة دولية
معينة ،يتمثؿ دورىا في إعداد مشروعات اتفاقيات دولية وعرضيا عمى الدوؿ،
واصدار توصيات لتوحيد تشريعات الدوؿ في موضوع معيف.
.2منظمات قضائية ،تختص بالفصؿ بيف المنازعات الدولية وفؽ أحكاـ القانوف
الدولي مثؿ محكمة العدؿ الدولية والمحكمة األوروبية لحقوؽ اإلنساف.
.3منظمات تنفيذية ،عامة المنظمات االقتصادية التي تختص بالمواد المنتجة أو
بالنظـ الجمركية ،أو بالبنوؾ (البنؾ الدولي) ،أو بالنظـ النقدية (صندوؽ النقد
الدولي) أو حتى بموضوعات اقتصادية أشمؿ ،مثؿ الوحدة االقتصادية
(المنظمة األوروبية لمتعاوف االقتصادي) ومنيا المنظمات االجتماعية
واإلنسانية التي تختص بالمسائؿ الصحية منظمة الصحة العالمية ،أو بالعمؿ
والعماؿ منظمة العمؿ الدولية أو برعاية فئات معينة األطفاؿ ،الالجئيف،
النساء )ومنيا أيضاً المنظمات العسكرية أو معاىدات الدفاع المشترؾ( حمؼ
شماؿ األطمنطي واتحاد أوروبا الغربية.
83
-٣انسهطاث:
تتمتع المنظمات الدولية بمجموعة السمطات الالزمة إلدارة عمميا الداخمي والمتعمقة
بالموظفيف وتمويؿ المنظمة وأساليب تسيير العمؿ فييا ،عمى أنو يمكف تقسيـ
المنظمات إلى خمسة أنواع تبعاً لمدى تمتعيا بالسمطات الواسعة والتي تتدرج عمى
النحو التالي:
.1ػذد وثُش ِٓ ٌّٕظّاخ ال َرّرغ تأٌ سٍطح حمُمُح فٍ ِىاجهح اٌذوي األػعاء
وَمرصش دوسٖ ػًٍ ذثادي اٌّؼٍىِاخ ؤششها وإجشاء اٌثحىز.
.2هٕان ػذد وثُش آخش ال ٍَّه سىي سٍطاخ اٌرؼثُش ػٓ سغثاخ أو آساء أو
إصذاس ذىصُاخ ٌُسد ٌها صفح اإلٌضاَ اٌمأىٍٔ ( ِثً اٌجّؼُح اٌؼاِح ٌألُِ
اٌّرحذج)
.3تؼط إٌّظّاخ – وهً لٍح ٍَّ-ه سٍطح إصذاس لشاساخ لأىُٔح ٍِضِح ِثً
(لشاساخ ِجٍس األِٓ ،أحىاَ ِحىّح اٌؼذي اٌذوٌُح).
.4تؼط إٌّظّاخ األخشي ،وهً لٍٍُح أَعا – ذرّرغ تسٍطح راذُح ذثاششها دوْ
أْ ذحً ِحً األجهضج اٌّخرصح فٍ اٌذوي األػعاء ِثً سٍطح اٌشلاتح وسٍطح
اٌؼًّ اٌّثاشش.
.5ىناؾ عدد نادر جداً مف المنظمات تممؾ سمطات ذاتية لمتشريع أو القضاء واف
كانت أكثر المنظمات تطو اًر ال تباشر مثؿ ىذه السمطات فيي ما زالت نظرية
أكثر منيا عممية ،والجدير بالذكر أف المنظمات األوروبية تتمتع بسمطات ذاتية
واسعة في المجاؿ التشريعية والقضائية والتنفيذية دعت إلى ظيور اصطالحات
جديدة ،يجعمنا في الحقيقة أماـ نوع آخر مف المنظمات أقرب ما يكوف إلى
صورة االتحاد الفدرالي .
ويمكننا عمى ظىء اٌؼشض اٌساتك ألٔىاع إٌّظّاخ اٌذوٌُح أْ ٔحصشها فٍ اٌرمسُُ
اِذٍ :
ِٕ .1ظّاخ دوٌُح ذعُ ػذدا وثُشا ِٓ اٌذوي وهٍ غُش ِرخصصح وسٍطاذها
ِحذودج ِثً األُِ اٌّرحذج ّٔىرج ٌزٌه.
84
ِٕ .2ظّاخ دوٌُح أخشي ذعُ ػذدا ِحذودا ِٓ اٌذوي واخرصاصاذها ػاِح
وسٍطاذها واسؼح ٔسثُا ،ذمرشب ِٓ" االذحاد اٌىىٔفذساٌٍ " ِثً اٌجّاػح اٌسُاسُح
األوسوتُح.
ِٕ .3ظّاخ دوٌُح أخشي ِرخصصح ،ذىىْ راخ اذجاٖ ػاٌٍّ وأحُأا إلٍُُّح
وسٍطاذها ِحذودج ،ذرّثً فٍ إٌّظّاخ اٌذوٌُح اٌّرخصصح.
ِٕ .4ظّاخ دوٌُح راخ سٍطاخ واسؼح ،وال ذعُ إال ػذدا ِحذودا ِٓ اٌذوي ،وهزا
إٌىع ٔادس جذا ،حُس ِٓ اٌصؼة أْ ذىافك اٌذوي ػًٍ اٌسّاح ٌّٕظّح تّثاششج
سٍطاخ واسؼح فٍ ِجاي ِىظىع ِحذود ،ألْ فٍ ِثً هزٖ اٌحاالخ ذسؼً إًٌ
ذىسُغ ٔطاق اخرصاصاذها.
..................................انتيت المحاضرة .................................
ً
85
جامعت حماة -كليت االقتصاد
86
مقدمةً :
لقد شيد العالـ خالؿ الفترة الحرب العالمية الثانية تزايد مستمر في االعتماد عمى
المعامالت التجارية عمى المستوى الثنائي بدالً مف المعامالت متعددة األطراؼ فضالً
عف اتباع السياسات االقتصادية التي عرفت" بإفقار الجار "استيدفت كؿ المشاكؿ
االقتصادية الداخمية مثؿ البطالة عمى حساب الدوؿ األخرى ،تضمنت إجراء تخفيضات
تنافسية في قيمة العمالت الوطنية لتحقيؽ المزايا التنافسية ،فتتـ فرض سياسات مقيدة
لمتجارة الخارجية في صورة حصص االستيراد والرسوـ الجمركية لمحد مف الواردات .في
ىذه الفترة أيضاً تضمنت مجموعة مف األحداث أىميا:
oانييار قاعدة الذىب وتحوؿ البنوؾ المركزية مف نظاـ الصرؼ بالذىب
إلى نظاـ النقد الورقي اإللزامي.
oاالعتماد عمى نظاـ أسعار الصرؼ المرنة لتصحيح العجز في موازيف
المدفوعات.
oاتباع السياسات النقدية والمالية التضخمية مف أجؿ إعادة بناء اقتصادياتيا
مما أدى إلى ظيور ضغوط تضخمية شديدة.
oفشؿ الدوؿ الصناعية في العودة مرة أخرى لنظاـ الذىب لالستفادة مف
تمقائية استعادة التوازف في موازيف المدفوعات.
oبدء العمؿ بنظاـ الرقابة عمى الصرؼ األجنبي كأحد أدوات تقييد التجارة
الدولية.
وفى عاـ 1944اجتمع ممثميف عف كؿ مف أمريكا وانجمت ار و 42دولة في بريتوف وودز
نيوىامشر لتقرير شكؿ النظاـ النقدي الدولي الجديد في الفترة ما بعد الحرب .ولقد تـ
االتفاؽ عمى إنشاء ثالثة منظمات دولية وىي :صندوؽ النقد الدولي IMFالبنؾ الدولي
لإلنشاء والتعمير IBRD.ومنظمة التجارة الدولية ITOولقد كانت الميمة األساسية ليذه
الييئات الدولية ىي تنظيـ المدفوعات الدولية لتفادى الفوضى النقدية التي عرفيا العالـ
في الفترة ما بيف الحربيف وىذه مف مياـ صندوؽ النقد الدولي ،أما ميمة البنؾ الدولي
ىي مساعدة الدوؿ في إعادة بناء ما دمرتو الحرب ،بينما كانت ميمة منظمة التجارة
87
الدولية ىي العمؿ عمى تحرير التجارة مف القيود التي فرضت عمييا خالؿ الفترة السابقة .
وسوؼ ندرس ىذه المنظمات الثالثة بالتفصيؿ تباعاً.
َشأة صُذوق انُقذ انذوني:
أنشئت ىذه المؤسسة بموجب اتفاقية بريتوف وودز عاـ 1944لمقياـ بدور مالي ونقدى
في حؿ مشاكؿ النقد العالمية وخاصة تحقيؽ االستقرار ألسعار الصرؼ وتخفيض القيود
عمى الصرؼ األجنبي وتوفير الموارد المالية الالزمة لمواجية اختالؿ التوازف المؤقت في
ميزاف المدفوعات .ووفقاً لنصوص اتفاقية الصندوؽ التي تـ التوقيع عمييا مف قبؿ كؿ
األعضاء ،يتعيد كؿ عضو باالمتناع عف أي ممارسات يكوف مف شأنيا تدىور رفاىية
الدوؿ األخرى.
ال في مارس 1947وتزايد عدد أعضائو منذ ذلؾ الحيف مف
وقد بدأ الصندوؽ نشاطو فع ً
8دولة إلى 141دولة في عاـ 1981ثـ إلى ما يقرب مف 165دولة في التسعينات.
أهذاف انصُذوق:
أوضحت المادة األولى مف االتفاقية أىداؼ الصندوؽ الذى نشأ كؿ مشكالت العالـ
النقدية ،ونوجز تمؾ األىداؼ فيما يمى:
.1إيجاد مؤسسة دائمة يتـ في إطارىا التشاور الالزـ لحؿ مشكالت العالـ النقدية.
.2تحقيؽ الثبات بقدر اإلمكاف ألسعار الصرؼ والتقميؿ مف تنافس الدوؿ عمى
تخفيض أسعار الصرؼ.
.3تسييؿ تنمية التجارة الدولية مف أجؿ النيوض بمستويات الدخؿ الحقيقي والتشغيؿ
وتنمية الموارد اإلنتاجية.
.4تشجيع نظـ المدفوعات المتعددة األطراؼ لتغطيو المعامالت الجارية بيف
األعضاء وتخفيض قيود الصرؼ التي تعوؽ انتعاش التجارة الدولية.
.5توفير الموارد المالية الالزمة لمواجية ما يط أر مف اختالؿ عمى موازيف المدفوعات
لمدوؿ األعضاء وتجنب االضطرار التخاذ إجراءات تضر باالستقرار الداخمي أو
بمستوى الدخؿ والعمالة.
وبالتحديد تتضمف ىذه النصوص مطالبة األعضاء باآلتي:
88
-السماح لعمالتيا بالتداوؿ في مقابؿ العمالت األجنبية بحرية وبدوف أي
قيود.
-إخطار الصندوؽ بأي تغيرات في السياسة المالية والنقدية التي تؤثر عمى
باقي األعضاء.
-االستعداد لتطبيؽ التعديالت التي يراىا الصندوؽ مالئمة في السياسة
المالية والنقدية لكى تحقؽ مصمحة كافة الدوؿ األعضاء.
ومقابؿ التزاـ العضو بيذا السموؾ يقدـ الصندوؽ التمويؿ الالزـ لمساعدة العضو عندما
يتعرض لمشاكؿ نقدية لمواجية أزمة مدفوعات دولية .عمى أننا يجب أف نؤكد أف
صندوؽ النقد الدولي ال يعتبر مؤسسة إقراض كما ىو الحاؿ بالنسبة لمبنؾ الدولي وانما
يعد مشرفاً ومراقباً لمسياسات النقدية وأسعار الصرؼ بما يضمف االستقرار النقدي الدولي
والنمو المستمر لالقتصاد العالمي.
ويؤمف الصندوؽ بأف الشرط األساسي لتحقيؽ الرفاىية الدولية ىو نظاـ نقدى منضبط
ومستقر يشجع نمو التجارة الدولية ويخمؽ فرص العمؿ ويوسع النشاط االقتصادي ويرفع
مستوى المعيشة في كافة دوؿ ،ولعؿ ميمة الصندوؽ األساسية ىي رعاية والحفاظ عمى
النظاـ النقدي الدولي.
حجى انصُذوق ويصادر انتًىيم:
يعد صندوؽ النقد الدولي صغي اًر نسبياً ،يضـ 2311موظؼ ،وعمى العكس مف البنؾ
الدولي فإف الصندوؽ ليس لديو فروع في دوؿ العالـ حيث يعمؿ أعضاءه في المركز
الرئيسي في واشنطف إلى جانب ثالثة مكاتب صغيرة في كؿ مف باريس وجنيؼ ومكتب
األمـ المتحدة في نيويورؾ ،والعامميف في الصندوؽ ىو إما اقتصادييف أو خبراء مالييف.
كما نعمـ أف صاحب فكرة إنشاء الصندوؽ ىو وزير الخزانة األمريكي" وايت "وبناء عميو
فإف الصندوؽ ال يقوـ بدور الوساطة بيف المستثمريف والمقترضيف كما يفعؿ البنؾ ،وانما
لديو قدر ىاـ مف الموارد المالية حوالى 215مميار دوالر في عاـ . 1995وتتكوف ىذه
الموارد مف حصة األعضاء ومصاريؼ العضوية ؿ 181دولة عضو في الصندوؽ.
وتنص اتفاقية الصندوؽ عمى أف كؿ عضو مف األعضاء يساىـ بحصة تتناسب مع
حجمو االقتصادي (حصة الدوؿ الغنية أكبر مف حصة الدوؿ الفقيرة ) ويشبو الصندوؽ
89
بذلؾ االتحاد االئتماني حيث يحؽ لكؿ عضو االستفادة مف الموارد المالية لمصندوؽ في
حدود حصتو.
وفى بعض الظروؼ الخاصة والمقيدة جداً يقترض الصندوؽ مف الحكومات وليس األفراد
أو األسواؽ الدولية حيث يختمؼ في ذلؾ عف البنؾ الدولي الذى يمجأ إلى األسواؽ
الدولية لمحصوؿ عمى التمويؿ الالزـ لعممياتو االقراضية.
ومف المعروؼ أف حصة كؿ عضو تحدد قدرتو التصويتية وكذلؾ قدرتو عمى االقتراض
مف الصندوؽ .فقد بدأ الصندوؽ برأس ماؿ قدره 8,8%مميار دوالر في عاـ ، 1944
كاف نصيب الواليات المتحدة فيو 31عمى أنو يتـ مراجعو الحصص كؿ خمسة سنوات
لكى تعكس التغير في األىمية النسبية لكؿ دولة في التجارة الخارجية .حصت األععاء
والقتزاض يٍ انصُذوق .
ويتحدد موقؼ الدولة الصافي في الصندوؽ بالمعادلة اآلتية:
الحصة الذىبية +الشريحة الئتمانية – ما يتم اقتراضو من الصندوق
واذا استمر تناقص ما لدى الصندوؽ مف عممة أحد األعضاء حتى تالشى تماماً ،فإف
الصندوؽ يعمف أف ىذه العممة أصبحت نادرة ويطالب األعضاء بالتحيز ضد ىذه العممة
في التجارة ،أي ينصح بعدـ استخداميا في التعامؿ التجاري الدولي ،والسبب في ذلؾ ىو
أف الصندوؽ يرى أف مسئولية تصحيح االختالؿ في موازيف المدفوعات تقع عمى عاتؽ
كؿ مف الدوؿ المدينة والدائنة في نفس الوقت ،واف اختفاء ما لدى الصندوؽ مف عممة
أحد األعضاء يدؿ عمى أف ىذه الدولة تحقؽ فائض ضخـ جداً وأنيا دائنة لعدد كبير مف
الدوؿ .والجدير باإلشارة أف الصندوؽ لـ يمجأ حتى اآلف لممطالبة بالتحيز ضد أحد
العمالت.
وظائف انصُذوق األساسيت وانتسهيالث انًقذيت:
يتبيف لنا أف ىناؾ وظيفتاف رئيسيتاف لصندوؽ النقد الدولي:
أ-الوظيفة التمويمية :مف خالؿ إمداد األعضاء بوسائؿ الدفع الدولية عند الضرورة في
شكؿ تسييالت وقروض وىى ميمة أو وظيفة تشابو الدور المصرفي الذى تقوـ بو
البنوؾ المحمية في نشاط اإلقراض والتسييالت االئتمانية .وتيدؼ ىذه الوظيفة إلى سد
حاجات الدوؿ األعضاء مف السيولة النقدية الدولية لمواجية ما يط أر عمى موازيف
91
مدفوعاتيـ مف اختالؿ قصير األجؿ وقد طورت التسييالت االئتمانية ،فشممت الوسائؿ
التمويمية اآلتية:
.1حقوؽ السحب العامة ،وىى الميزة الرئيسية التي يتمتع بيا العضو في استخداـ
موارد الصندوؽ وفقاً ألحكاـ اتفاقية بريتوف وودز ،وتتمثؿ في طمب العضو
لمحصوؿ عمى مبالغ مف العمالت األجنبية الالزمة لو مقابؿ سداد قيمتيا بعممتو
الوطنية فيو حؽ شراء وليس قرضاً .ويشترط لمسحب مف موارد الصندوؽ أف
يكف القرض ىو تغطية عجز مؤقت في ميزاف المدفوعات الجارية لمدولة الساحبة
وأال يتجاوز ما يسحبو العضو مف موارد الصندوؽ خالؿ عاـ ربع قيمة حصة
العضو ،وأال يؤدى السحب عموماً إلى زيادة ما بحوزه الصندوؽ مف عممة العضو
المتراكمة عف % 211مف قيمة حصتو.
.2ىناؾ ايضاً تسييالت التمويؿ التعويضي أو الموازف ،والتسييالت البترولية
وحقوؽ السحب اٌخاصح.
ب-الوظيفة الرقابية:
أ-ىدؼ تحقيؽ االستقرار ألسعار الصرؼ ،حيث سمح نظاـ الصندوؽ بمبدأ ثبات أسعار
الصرؼ مع قدر مف المرونة في صورة تعديؿ لمسعر لمواجية ظروؼ معينة ،ووفقاً ليذا
النظاـ يمتزـ األعضاء بتحديد القيمة األساسية لعمالتيا الوطنية بالذىب أو بالدوالر
األمريكي وبعدـ السماح ببيع العمالت بأسعار تختمؼ عف ىذا التحديد بما يجاوز ،%1
كما يحظر نظاـ الصندوؽ اتباع تعدد أسعار الصرؼ وفى نفس الوقت نص عمى جواز
تعديؿ أسعار الصرؼ بشرط موافقة الصندوؽ في حالة وجود اختالؿ أساسي في ميزاف
المدفوعات .ولكف التجربة العممية الواقعية أظيرت أف الصندوؽ لـ ينجح في فرض
االلتزاـ بأسعار الصرؼ الثابتة عمى الدوؿ األعضاء ،ثـ تفاقـ الوضع في أواخر
الستينات عندما قامت الدوؿ الكبرى الواليات المتحدة ،بريطانيا ،و فرنسا بسمسمة مف
التخفيضات ألسعار صرؼ عمالتيا ثـ بدأت فترة أسعار الصرؼ المعومة التي تخضع
لتفاعؿ عوامؿ وقوى العرض ،والطمب ،ثـ اختفى نظاـ أسعار الصرؼ الثابتة في اوائؿ
عاـ 1972وتبع ذلؾ اضطرابات شديدة في أسواؽ الماؿ الدولية ألحقت الضرر بالدوؿ
91
النامية عمى وجو الخصوص نظ اًر العتمادىا عمى حصيمة صادراتيا مف العمالت
المعومة وعمى األخص مف الدوالر األمريكي.
ب-إلغاء الرقابة عمى الصرؼ ،مف أجؿ إنشاء نظاـ متعدد األطراؼ لممدفوعات حث
الصندوؽ األعضاء لتخفيؼ قيود الرقابة عمى الصرؼ فيما يتعمؽ بالمعامالت الجارية
إللغائيا بعد فترة انتقالية مدتيا 5سنوات ،ورغـ أف كثير مف الدوؿ قد خففت أو ألغت
ىذه القيود إال أنو ال يزاؿ عدد كبير مف الدوؿ حتى اآلف يفرض قيود عمى الصرؼ
ويمارس ألواف الرقابة عمى الصرؼ وخاصة الدوؿ النامية مف أجؿ عالج االختالؿ في
موازيف مدفوعاتيا فضالً عف مقتضيات سياسة الحماية لصناعاتيا الناشئة.
إف فمسفة الصندوؽ ىى توفير الموارد المالية الالزمة لتمويؿ العجز المؤقت في موازيف
المدفوعات وذلؾ حتى ال تمجأ تمؾ الدوؿ إلى إجراءات مف شأنيا التأثير سمبياً عمى باقي
الدوؿ األعضاء مثؿ الرقابة عمى الصرؼ األجنبي أو تقييد التجارة الدولية .ولقد تغيرت
مسئولية الصندوؽ مف مجرد اإلشراؼ عمى نظاـ المدفوعات وأسعار الصرؼ ومواجية
العجز المؤقت
في موازيف المدفوعات إلى مساعدة الدوؿ األعضاء في التغمب عمى مشاكؿ االصالح
الييكمي ،وسنعرض ىذه التسييالت التي يقدميا الصندوؽ كاآلتي:
.1التسييلت الممتدة Extended Fund Facilityً:
ىذه التسييالت تـ إنشاءىا في عاـ 1974وتسمح لألعضاء -باالقتراض أو
السحب حتى % 141مف حصتيـ عمى مدار 4-3سنوات وذلؾ لتغمب عمى
االختالؿ الييكمي.
.2تسييلت التعديل الييكميExtended AdjustmentًFacilityً:
والتي تـ إنشاءىا في عاـ 1986لتقديـ الدعـ وفقاً لشروط ميسرة لمدوؿ النامية
ذات الدخوؿ المنخفضة والتي تتعرض ألزمة مدفوعات دولية وذلؾ مف أجؿ
مساعدتيا في األجؿ المتوسط مف خالؿ برامج إصالح ىيكمي.
Enhanced Structural المحسنةً : الييكمي التعديل .3تسييلت
Adjustment Facility
والتي أنشئت في عاـ 1988لمساندة أو تكممو تسييالت التعديؿ الييكمي.
92
.4تسييلت التمويل التعويضي والطوارئCompensatory and ً :
Contingency Financing Facility
لقد تـ إنشاء ىذه التسييالت في البداية في عاـ 1963وذلؾ بغرض مساعدة
األعضاء عمى التغمب عمى العجز في ميزاف المدفوعات الناتج عف النقص
المفاجئ في حصيمة الصادرات مف المواد األولية أو الزيادة المفاجئة في
مدفوعات الواردات مف الغذاء نتيجة ألى ظروؼ تخرج عف تحكـ الدوؿ
األعضاء.
.5تسييلت تمويل المخزون السمعي ًBuffer Financing Facility ً :
Stock
تـ إنشاء ىذه التسييالت في عاـ 1969والتي تسمح لألعضاء باالقتراض مف
الصندوؽ حتى % 51مف حجـ الحصة لممساعدة في تمويؿ تكويف االحتياطي
الدولي مف السمع ولقد توقؼ استخداـ ىذه التسييالت تقريب ًا منذ عاـ .1984
.6تسييلت البترولOil Facilityً:
ولقد تـ إنشاء ىذه التسييالت في عاـ 1974ويمكف لألعضاء الحصوؿ عمى
قروض مف الدوؿ المصدرة لمبتروؿ عند أسعار فائدة منخفضة نسبي ًا .ولقد
أنشئت ىذه التسييالت عقب االرتفاع الحاد في اسعار البتروؿ في بداية
السبعينات ،ولقد استخدمت ليذه التسييالت 6,6مميار دوالر في نياية ، 1991
حيث تـ التوقؼ عنيا في نفس العاـ ،بعد أف اتجيت أسعار البتروؿ الحقيقية إلى
االنخفاض.
.7تسييلت التحول القتصاديSystemic Transformation Facilityً:
ولقد أنشئ ىذا النوع في عاـ 1993لتقديـ الدعـ المالي لروسيا وبعض
الجميوريات الروسية السابقة ودوؿ أوروبا الشرقية والتي عانت مف صعوبات في
موازيف مدفوعاتيا نتيجة لمتغير المفاجئ والعنيؼ في كؿ مف ىيكؿ المدفوعات
والتجارة المصاحب لعممية التحوؿ االقتصادي إلى النظاـ الرأسمالي.
ولقد وجد أنو خالؿ العشريف سنة األولى مف حياة صندوؽ النقد الدولي استولت الدوؿ
الصناعية عمى أكثر مف % 51مف موارد الصندوؽ واف القروض التي حصمت عمييا
93
كانت مف أجؿ التغمب عمى صعوبات ميزاف المدفوعات قصيرة األجؿ .ومنذ الثمانينات
اتجو أغمب التمويؿ الذى يقدمو الصندوؽ إلى الدوؿ النامية وذلؾ لمواجية متطمبات
االصالح الييكمي عمى المدى المتوسط والطويؿ.
وكاف لمصندوؽ دور فى العديد مف اتفاقيات إعادة الجدولة لديوف كثير مف الدوؿ النامية
فى تعرضيا ألزمة المديونية الخارجية خالؿ الثمانينات خاصة فى أمريكا الالتينية ،ولقد
تضمنت أغمب ىذه االتفاقيات برامج لإلصالح االقتصادي تتعيد فييا الحكومات المدينة
إجراء تخفيض
فى إنفاقيا العاـ وتخفيض معدؿ نمو العرض النقدي وتخفيض معدؿ نمو األجور
المحمية وذلؾ مف أجؿ الحد مف نمو الطمب الكمى ،وبالتالي السيطرة عمى معدؿ الواردات
وتشجيع نمو الصادرات .يضاؼ إلى ذلؾ مجموعة مف االجراءات التصحيحية لتشوىات
السعار المحمية والتي تتضمف تخفيض أو إلغاء الدعـ السمعي وتحرير أسعار الخدمات
والسمع األساسية .كؿ ىذه السياسات خمقت ضغوط اجتماعية شديدة في العديد مف دوؿ
العالـ وتسببت في بعض األحياف في إقالة الحكومات أو انقالبات أو أعماؿ عنؼ .
واألمثمة عمى ذلؾ كثيرة منيا ما حدث في مصر في 19 18يناير 1977عندما قررت
الحكومة المصرية بعد االتفاؽ مع الصندوؽ عمى رفع أسعار المنتجات الغذائية
األساسية ،وكذلؾ تونس في الثمانينات تعرضت لثورة شعبية عرفت بثورة الخبز ،وفى
األردف عرفت بثورة المحروقات ،وفى ماليزيا واندونيسيا في التسعينات وغيرىا.
وىكذا فإف الصندوؽ قد اتيـ بعدـ االىتماـ بالبعد االجتماعي لعممية االصالح
االقتصادي أو ما يمكف تسميتو بالتكمفة االجتماعية والسياسية لسياسات االصالح .ولقد
حاوؿ الصندوؽ مواجية ىذه المشكمة مف خالؿ استحداث أداة جديدة المتصاص ردود
الفعؿ االجتماعية ،تعرؼ بالصندوؽ والذى يختص بتقديـ القروض الميسرة إلقامة
Social Fundاالجتماعي المشروعات الصغيرة التي تساعد المتضرريف مف عممية
االصالح االقتصادي.
ولقد تـ تجربة ىذه األداة في مصر بنجاح كبير حيث ساعد الصندوؽ االجتماعي
المصري في امتصاص قد اًر ىاماً مف البطالة التي أفرزتيا . 1997
دور صندوق النقد الدولي في اختيار الدول النامية لسياسةًالصرف األجنبي:
94
حددت بنود اتفاقية صندوؽ النقد الدولي شروطاً معينة الستخداـ األعضاء لموارده والتي
تمثؿ حقوؽ السحب العادية وحقوؽ السحب الخاصة والتمويؿ التعويضي والتسييالت
البترولية والتسييالت الموسعة أو الممتدة وتسييالت صندوؽ االئتماف كما سبؽ دراستو ،
عمى أف تختص المصادر األربعة األولى في تسوية االختالؿ المؤقت في ميزاف
المدفوعات والذى يرجع ألسباب طارئة ،وال يجوز استخداميا في تمويؿ االستثمارات
طويمة األجؿ ،ولعؿ ذلؾ ما يؤكد طبيعة نشاط الصندوؽ كمؤسسة مالية (.دولية
تختص بتقديـ االئتماف قصير األجؿ ( 1وأف تمتع الدوؿ األعضاء بحؽ االستفادة مف
تمؾ التسييالت االئتمانية يشترط امتثاليا لقواعد السموؾ التي تقرىا أحكاـ الصندوؽ
وخاصة عدـ جواز تغيير سعر الصرؼ إال بموافقة الصندوؽ والتشاور معو في ذلؾ
الشأف ،كذلؾ تجنب فرض القيود عمى المدفوعات الجارية في المعامالت الدولية ،كما
يجب عمى الدوؿ األعضاء تقديـ المعمومات الكافية بصورة مستمرة لمصندوؽ لكى يتمكف
مف رسـ سياستو في التعامؿ معيا وال سيما البيانات الخاصة بأرصدة العضو مف الذىب
والعمالت األجنبية وحجـ تجارتيا الخارجية وحجـ االستثمارات األجنبية ومستوى الدخؿ
القومي والسياسات المحمية لألسعار واألجور وسياسة الصرؼ األجنبي .وبالنسبة
لمتسييالت الموسعة وتسييالت صندوؽ االئتماف التي استحدثيا الصندوؽ عاـ 1974
تختمؼ عف باقي التسييالت األخرى ،حيث ال يرتبط استخداميا بعالج عجز مؤقت في
ميزاف المدفوعات وانما يشترط الصندوؽ الموافقة عمييا أف يكوف االختالؿ في ميزاف
المدفوعات يرجع ألسباب جوىرية ويحتاج لفترة زمنية طويمة نسبياً ،كأف يكوف ىناؾ
اختالؿ في ىيكؿ االنتاج والتجارة مصحوباً بتشوىات في كؿ مف األسعار والتكاليؼ
وانخفاض معدؿ النمو االقتصادي.
كذلؾ يشترط الصندوؽ أف تقوـ الدولة التي تطمب الحصوؿ عمى تمؾ التسييالت
متوسطة األجؿ بتقديـ برنامج شامؿ وتفصيمي عف االجراءات التصحيحية في االقتصاد
القومي والتي ينوى العضو اتباعيا لمواجية العجز الييكمي في ميزاف مدفوعاتيا .وفى
أغمب األحياف يقترح الصندوؽ عمى الدولة العضو ،ما يعرؼ ببرنامج الصندوؽ
لإلصالح االقتصادي أو االستقرار االقتصادي بعد عقد مشاورات مستمرة بينو وبيف
العضو .ولقد اعتمد الصندوؽ مف الناحية النظرية عمى لمدخؿ النقدي لميزاف
95
المدفوعات في صياغة اإلجراءات التي يتضمنيا برنامجو لإلصالح االقتصادي والتي
تغطى كؿ مف السياسة النقدية والمالية وسياسة القطاع الخارجي.
وعناصر ىذه السياسات يمكننا إيجازىا كاآلتي:
.1اتباع سياسة نقدية وائتمانية انكماشية تعتمد عمى أسقؼ ائتمانية لمقطاعيف
الحكومي والعاـ مصحوباً برفع أسعار الفائدة الدائنة والمدينة.
.2تخفيض العجز في الموازنة العامة وذلؾ بزيادة االيرادات الحكومية مف خالؿ
توسيع نطاؽ تطبيؽ الضرائب ومكافحة التيرب الضريبي وتخفيض االنفاؽ
الحكومي مف خالؿ تقميؿ أو إلغاء الدعـ تدريجياً ،بجانب تخفيض معدؿ ارتفاع
األجور الحقيقية وتحرير األسعار.
.3تخفيض القيمة الخارجية لمعممة الوطنية وتوحيد أسعار الصرؼ والغاء كافة القيود
عمى التعامؿ بالنقد األجنبي والقيود عمى التجارة الخارجية.
عمى الرغـ مف أىمية ىذه السياسات النقدية والمالية ،فإننا سنركز عمى مناقشة
السياسات الخاصة بسعر الصرؼ ،حيث يسعى الصندوؽ مف وراء إجراء التخفيض في
القيمة الخارجية لمعممة الوطنية إلى تحقيؽ عدة أىداؼ منيا رفع األسعار المحمية لمسمع
الداخمة في التجارة بما يحقؽ تحويؿ اإلنفاؽ القومي بعيداً عنيا وفى اتجاه السمع الوطنية،
وبذلؾ يتيح جزءاً أكبر مف المعروض مف السمع القابمة لمتصدير ،ىذا مف ناحية ،ومف
ناحية أخرى يعمؿ عمى تقميؿ الواردات وبالتالي تقميؿ العجز في ميزاف المدفوعات وىو
الدور الذى يعتبره صندوؽ النقد الدولي ىاماً في تحويؿ االنفاؽ القومي .كذلؾ يرى
الصندوؽ في التخفيض أداة لتقميؿ االنفاؽ وذلؾ مف خالؿ ما يحدثو التخفيض مف رفع
المستوى العاـ لألسعار وبالتالي تخفيض القيمة الحقيقية لمدخوؿ واألصوؿ المالية عف
طريؽ أثر األرصدة الحقيقية مما يساعد عمى تقميؿ االستيعاب المحمى بما يتالءـ مع
الناتج القومي كذلؾ يسعى الصندوؽ مف وراء توحيد أسعار الصرؼ والسماح لقوى
السوؽ الحرة بتحديد القيمة الخارجية لمعممة الوطنية إلى عالج التشوىات السعرية الناتجة
عف تعدد أسعار الصرؼ والتي تسبب سوء توزيع الموارد في االقتصاديات النامية ،كذلؾ
ييدؼ إلى ترشيد استخداـ الموارد النقدية األجنبية النادرة مف خالؿ تعبير السوؽ الحرة
عف القيمة الحقيقية لتمؾ الموارد.
96
مف خالؿ دراستنا لمتطور التاريخي لبرنامج االصالح االقتصادي لمصندوؽ ،نالحظ
تبايناً في طبيعة اإلجراءات التي اتخذت ،فمثالً في الخمسينات والستينات تركزت
سياسات التصحيح عمى التأثير عمى الطمب الكمى وتجنب السياسات الخاصة بتغيير
سعر الصرؼ أو تعديؿ سياسة الصرؼ المتبعة ،حيث كاف ىدؼ النظاـ النقدي الدولي
استقرار وتثبيت أسعار الصرؼ في ظؿ نظاـ بريتوف وودز ،ولكف عندما شيد عقد
السبعينات والثمانينات عدـ استقرار أسعار الصرؼ ،حرؾ صندوؽ النقد الدولي عمى
أىمية وجود إجراءات خاصة بتصحيح سعر الصرؼ إلى جانب االتجاه نحو سياسة
التعويـ في أغمب برامج الصندوؽ .ومما يؤكد ىذا االتجاه فقد نشر الصندوؽ 36
برنامجاً إلجراء تعديالت في سياسة الصرؼ األجنبي مف بيف 85برنامج ًا عقدىا
لمتسييالت الممتدة .
وتجدر اإلشارة إلى أف حصوؿ الدوؿ النامية غير البترولية عمى التمويؿ الالزـ وبشروط
ميسرة لمواجية أزمات المدفوعات التي تعرضت ليا خالؿ السبعينات ىو ما جعميا تؤجؿ
اإلجراءات التصحيحية وخاصة فيما يتعمؽ بسعر الصرؼ ،مما تسبب في ازدياد أىمية
إجراءات تعديؿ سياسة الصرؼ في ىيكؿ إجراءات برنامج الصندوؽ وذلؾ في ظؿ
ظروؼ الثمانينات التي تغيرت فييا مصادر وطبيعة االقتراض الخارجي حيث زادت
األىمية النسبية لمقروض مف مصادر خاصة وارتبطت بأسعار فائدة معومة ،فكاف مف
الطبيعي أف تشتد حدة مشكمة المديونية الخارجية وأف يتزايد عدد الدوؿ التي حاولت
إعادة جدولة ديونيا الخارجية 1983 .قامت 31دولة بإجراء مفاوضات حوؿ -ففي
خالؿ الفترة 81جدولة ديونيا الخارجية ،وىى جميعيا ضمف العينة التي اختارتيا
لدراسة سياسة الصرؼ األجنبي الفعمية لمدوؿ النامية غير البترولية فيما عدا جاميكا.
ووضحت أيضاً أىمية دور الصندوؽ في مفاوضات إعادة الجدولة التي تبدأ في الغالب
بطمب أو إعالف تتقدـ بو الدولة المدينة إلى الجيات الدائنة تطمب فيو وقؼ مدفوعات
خدمة الديف والدخوؿ في مفاوضات إعادة الجدولة والتي تتـ في" نادى باريس "وىو نادى
ليس صفة رسمية ،ويجتمع فيو الدائنوف ومراقبوف مف صندوؽ النقد الدولي ،البنؾ الدولي
لإلنشاء والتعمير ومنظمة التجارة والتنمية لألمـ المتحدة عمى أف الجيات الدائنة تشترط
قياـ الدوؿ المدينة بعقد برنامجاً لإلصالح االقتصادي حتى تضمف أف موافقتيا عمى
97
الدخوؿ في مفاوضات إعادة الجدولة سوؼ تقترف بتحسف الموقؼ المالي لمدوؿ المدينة
بما يسمح ليا بخدمة ديونيا وسدادىا في المستقبؿ .
وىكذا أصبحت ترتيبات الجدولة مرىونة بمدى التزاـ الدوؿ المدينة بتنفيذ اإلجراءات التي
يتضمنيا برنامج االصالح االقتصادي بما فييا ضرورة" تعديؿ سياسة الصرؼ "
باإلضافة إلى إجراء تخفيضاً رسمياً في القيمة الخارجية لمعممة الوطنية فضالً عف توحيد
أسعار الصرؼ والسماح لقوى الطمب والعرض الحرة بتحديدىا ،فقد اتضح لنا أف
الصندوؽ يمعب دو اًر ىاماً في اختيار الدوؿ النامية لسياسة الصرؼ األكثر مرونة.
98
جامعت حماة -كليت االقتصاد
البنكًالدوليًومنظمةًالغات
ىو المؤسسة المالية الثانية التي أنشئت وفقاً التفاقية بريتوف وودز ،مف أجؿ إعادة بناء
اقتصاديات الدوؿ التي تـ تدميرىا خالؿ الحرب العالمية الثانية ،وتظير ىذه الميمة مف
االسـ الرسمي ليذا البنؾ وىو "البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير "وبدأ يمارس نشاطو فى
يونيو 1946وقوة مدينة واشنطف ،وقد تـ ربط البنؾ باألمـ المتحدة بمقتضى اتفاؽ في
.نوفمبر 1947وكاف أوؿ قرض قدمو البنؾ فى نياية عقد األربعينات مف أجؿ 15
إعادة إعمار الدوؿ األوروبية ،وبعد أف تمكنت الدوؿ األوربية مف الوقوؼ عمى قدمييا
تحوؿ البنؾ إلى مساندة الدوؿ الفقيرة فى العالـ وأىميا الدوؿ النامية ،ولقد حصمت الدوؿ
النامية منذ نياية عقد األربعينات عمى أكثر مف 331مميار دوالر
وىكذا أصبح لمبنؾ الدولي ىدفاً أساسياً جديداً وىو تشجيع النمو االقتصادي واالجتماعي
في الدوؿ النامية مف خالؿ مساعدتيا في زيادة انتاجيتيا ورفع مستوى معيشتيا.
أىداف البنك:
.1مساعدة الدوؿ األعضاء عمى التعمير والتنمية عف طريؽ القروض وتسييؿ
االستثمار في المشروعات األساسية.
.2تدعيـ نشاط االستثمار األساسي سواء بتقديـ الضماف الالزـ أو االقتراض بشروط
ميسرة ألغراض االستثمار المنتج إما مف موارد البنؾ الخاصة أو االقتراض مف
الغير.
.3تنشيط وتنمية التجارة الدولية وحفظ توازف ميزاف المدفوعات مف خالؿ تشجيع
االستثمارات الدولية لتنمية الموارد اإلنتاجية لألعضاء.
.4تقديـ المساعدات الفنية في إعداد وتنفيذ برامج القروض وفى تنفيذ برامج
االستثمار طويمة األجؿ.
99
وىكذا فإف عضوية البنؾ الدولي متاحة لجميع أعضاء صندوؽ النقد الدولي ،حيث ال
يقتصر البنؾ عمى دوره المالي ،بؿ يمارس مياماً فنية ،مثاؿ ذلؾ المجنة الفنية التي
شكميا البنؾ لتقديـ المساعدات الفنية والمالية لتطوير وتنمية موارد حوض نير اليندوس
،والمجنة الفنية االستشارية لكؿ مف السوداف ،تونس والمغرب وغانا ونيجيريا وكولومبيا
وغيرىا ،كما أسيـ في تنفيذ عدة مشروعات في مصر مثؿ مشروعات مكافحة األمراض
المستوطنة( المالريا ،البميارسيا،واالنكمستوما )وانشاء المعيد العالي لمتمريض في
االسكندرية ،وتقديـ الخبراء والفنييف لممعيد العالي لمصحة العامة ،وانشاء معيد التنمية
االقتصادية الذى يعمؿ تحت رعاية البنؾ بيدؼ تدريب موظفي الدوؿ النامية عمى
األصوؿ الفنية لمتنمية.
ويقدـ البنؾ قروضو إلى الدوؿ األعضاء () 1أو إلى االقاليـ التابعة ليا ،أو إلى
المؤسسات االقتصادية الخاصة في ىذه األقاليـ بشرط أف تكوف ألغراض إنتاجية وحيث
تتوفر االحتماالت المعقولة لموفاء ،والبد مف ضماف الحكومة لمعضو إذا لـ يكف
المقترض حكومة .وتسدد قروض البنؾ عمى مدار 21سنة تقريباً بفائدة سعرىا حوالى
% 25,7وباستثناء بعض الظروؼ الخاصة ال تمنح القروض إال مرتبطة بمشروعات
محددة ،وعمى البنؾ أف يستوثؽ مف أف االعتمادات الالزمة ال يتسنى تدبيرىا مف
مصادر أخرى بشروط مناسبة .وال يجوز قط استخداـ القروض عمى الشراء مف دولة
معينة دوف سواىا مف الدوؿ األعضاء أو مف عدة دوؿ عمى وجو التحديد.
وقد تحدد رأسماؿ البنؾ عند نشأتو بمبمغ عشرة بالييف دوالر ،تـ تقسيميا عمى
111,111سيـ قيمة كؿ منيا ألؼ دوالر ،ثـ أصبح في عاـ 1969سبعة وعشريف
بميوف دوالر ويتكوف رأس الماؿ مف حصص الدوؿ األعضاء التي يحددىا مجمس
محافظي البنؾ ،ويتـ سدادىا كاآلتي % 2تسدد بالذىب أو الدوالرات % 18 ،تسدد
بعممة الدولة العضو 81 ،تمثؿ احتياطي رأس الماؿ الذى يبقى تحت الطمب إذا اضطر
البنؾ إلى الوفاء بالتزامات ضرورية .وينفرد البنؾ كييئة تتعامؿ مع سائر الحكومات
بمممح مميز يتمثؿ في اعتماده في موارده المالية عمى المستثمريف األفراد ،وأغمب
عمميات القروض التي يمنحيا مستمدة مف قروض يعقدىا ىو لحسابو في مختمؼ أسواؽ
الماؿ الرئيسية.
111
مؤسسات البنك الدولي:
ينقسـ البنؾ الدولي إلى قسميف رئيسييف ىما البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير ورابطة
التنمية الدولية التي أنشئت في عاـ 1961لتقديـ المساعدة المالية لمدوؿ النامية الفقيرة
التي ال تستطيع الوفاء بشروط البنؾ الدولي .وىناؾ بعض المؤسسات األخرى مرفقة
بيما – عمى الرغـ مف انفصاليما قانوني ًا ومالياً – ىـ:
.1مؤسسة التمويؿ الدولي وىى مؤسسة تستيدؼ تحقيؽ الربح ،وأنشئت في عاـ
1956لتشجيع تدفؽ رؤوس األمواؿ لالستثمار في القطاع الخاص في الدوؿ
النامية وتتكوف ىذه المؤسسة مف 172عضواً.
.2المركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار والذى أنشئ فى عاـ 1966وذلؾ
بغرض تقديـ وسائؿ فض المنازعات بيف المستثمريف الجانب مف ناحية والدوؿ
النامية مف ناحية أخرى ،ويتكوف المركز مف 127عضواً.
.3ىيئة ضماف االستثمار متعددة األطراؼ والتي أنشئت في عاـ 1988وذلؾ
بغرض تشجيع االستثمار المباشر في الدوؿ النامية مف خالؿ تقديـ الضمانات
ضد المخاطر غير التجارية مثؿ االضطرابات السياسية باإلضافة إلى تقديـ
خدمة التسويؽ الدولي لممشروعات االستثمارية لمدوؿ النامية وتضـ ىذه الييئة
141عضواً.
ويبمغ عدد العامميف في البنؾ الدولي 7111فرد وىو ثالثة أمثاؿ عدد العامميف فى
صندوؽ النقد الدولي ،ويتميز العامميف في البنؾ بتنوع تخصصاتيـ.
ويتكوف رأس ماؿ البنؾ مف مساىمة األعضاء ويدفع كؿ عضو % 21مف قيمة حصتو
نقداً والباقي يعتبر ضماف لمقروض التي يحصؿ عمييا البنؾ ،وتتحدد قدرة كؿ دولة
عضو في البنؾ عمى التصويت وفقاً لحصتيا في راس مالو ،وتسيطر الدوؿ الصناعية
الكبرى (أمريكا ،الياباف فرنسا ،انجمت ار) عمى أكثر مف ثمث رأس ماؿ البنؾ وىو ما
يجعميا تؤثر مباشرة عمى ق اررات البنؾ واستراتيجيتو .وتتكوف موارد البنؾ مف حصص
األعضاء ،باإلضافة إلى ما يقوـ بو البنؾ مف اقتراض مف األسواؽ باإلضافة إلى
استثماراتو الخاصة ،وحيث أف موارد البنؾ يتـ الحصوؿ عمييا بشروط تجارية مف
111
السواؽ المالية ،فإنو يتقاضى مف المقترضيف نسبة فوائد تبمغ حوالى % 8ويتـ تسديد
القروض عمى آجاؿ طويمة نسبياً قد % 21مف قيمة حصتو نقداً والباقي يعتبر ضماف
لمقروض التي يحصؿ عمييا البنؾ ،وتتحدد قدرة كؿ دولة عضو في البنؾ عمى
التصويت وفقاً لحصتيا في راس مالو ،وتسيطر الدوؿ الصناعية الكبرى( أمريكا ،الياباف
فرنسا ،انجمت ار )عمى أكثر مف ثمث رأس ماؿ البنؾ وىو ما يجعميا تؤثر مباشرة عمى
ق اررات البنؾ واستراتيجيتو .وتتكوف موارد البنؾ مف حصص
األعضاء ،باإلضافة إلى ما يقوـ بو البنؾ مف اقتراض مف األسواؽ باإلضافة إلى
استثماراتو الخاصة ،وحيث أف موارد البنؾ يتـ الحصوؿ عمييا بشروط تجارية مف
السواؽ المالية ،فإنو يتقاضى مف المقترضيف نسبة فوائد تبمغ حوالى % 8ويتـ تسديد
القروض عمى آجاؿ طويمة نسبياً قد تصؿ إلى 21سنة في المتوسط .ويمكف النظر إلى
البنؾ الدولي عمى أنو بنؾ استثمار يقوـ بدور الوسيط بيف المستثمريف والمودعيف
ويقترض مف طرؼ ويقرض الطرؼ اآلخر ،والمساىميف في البنؾ الدولي ىـ حكومات
179دولة ،حيث تحتفظ كؿ دولة بنصيبيا في رأس ماؿ البنؾ الذى يبمغ 176مميار
دوالر في عاـ . 1995ويحصؿ البنؾ الدولي عمى أغمبية المواؿ مف خالؿ وىى سندات
مضمونة السداد مف AAAإصدار سندات تحمؿ تصنيؼ كافة الحكومات ،ويتـ تسويؽ
ىذه السندات في األسواؽ الدولية سواء لألفراد أو المؤسسات الخاصة في أكثر مف 111
دولة عمى مستوى العالـ.
أما رابطة التنمية الدولية فتحصؿ عمى األمواؿ التي تقدميا لإلقراض في الغالب مف
تبرعات وىبات لدوؿ الغنية.
112
بيف 12الدولية تشترط أف يكوف متوسط دخؿ الفرد لمدوؿ النامية التي تستفيد مف موارده
أقؿ مف 315,1دوالر في السنة ،وليذا فإف االئتماف المقدـ تحصؿ عميو الدوؿ الفقيرة
التي يقؿ فييا متوسط دخؿ الفرد عف 815دوالر في السنة ،حيث تتميز القروض التي
تقدميا ىذه الرابطة بأنيا بدوف فائدة وتمتد 41عاماً . -فترات السداد إلى 35وييمنا أف
نوضح القواعد التي تحكـ العمميات التي يقوـ بيا البنؾ:
.1قصر قروض البنؾ عمى األغراض اإلنتاجية وبناء عمى اعتبارات اقتصادية.
.2يجب عمى الدولة المقترضة أف تقدـ دراسة عف مقدرتيا عمى السداد.
.3أف يكوف منح القروض لمشروعات محددة إال في الحاالت االستثنائية التي تتوافر
فييا ظروؼ خاصة.
.4عدـ اشتراط استعماؿ القروض في مشتريات مف دوؿ معينة.
.5التحقؽ مف أف الدولة طالبة القرض ال تستطيع الحصوؿ بشروط معقولة مف
مصادر أخرى.
فقد اتضح أنو في خالؿ العشريف عاماً األولى مف حياة البنؾ اتجيت ثمثي المساعدات
التي قدميا البنؾ إلى مشروعات البنية األساسية خاصة في مجاؿ الطاقة الكيربائية
والنقؿ ،ثـ اتجو البنؾ بعد ذلؾ إلى تنويع في المجاالت التي يقدميا إلييا المساعدات،
حيث تـ توجيو التمويؿ إلى تنمية قطاعات الزراعة ،التنمية الريفية ،الصناعات الصغيرة،
وتطوير المدف .فضالً عف مساعدة الدوؿ الفقيرة لمحصوؿ عمى االحتياجات األساسية
مف الماء النظيؼ والصرؼ الصحي والرعاية الطبية وتخطيط وتنظيـ األسرة ،
التغذية والتعميـ واإلسكاف والسكاف.
ومف أنشطة البنؾ الدولي والخبرة التي يتمتع بيا خبراء البنؾ الدولي ،فإنو يقوـ بدور
الييئة التنفيذية لممعونة الفنية لممشروعات التي تقدميا األمـ المتحدة في إطار برامجيا
لمتنمية في مجاالت الزراعة والتنمية الريفية والطاقة ،التخطيط االقتصادي.
وحديثاً اتجو البنؾ أيضاً إلى تقديـ الدعـ الفني في مجاؿ وضع السياسات االقتصادية
الكمية مف أجؿ التصحيح الييكمي .كذلؾ يقدـ المعونة الفنية كدراسات الجدوى
لممشروعات واعداد خطط التنمية ورسـ السياسات االقتصادية كما يتوافر لديو معيد
113
لمتنمية االقتصادية يتولى تدريب المسئوليف مف الدوؿ النامية في شؤوف التنمية باإلضافة
إلى تنظيـ دورات وبرامج أبحاث في مجاالت التخطيط االقتصادي والتمويؿ والتجارة
الدولية والتنمية الريفية .ومف فروع النشاط التمويمي التي انبعثت عف البنؾ الدولي ىيئة
التنمية الدولية التي توفر القروض لمدوؿ النامية الفقيرة جداً بشروط أكثر سيولة مف
شروط البنؾ الدولي ،ومؤسسة التمويؿ الدولية التي تيدؼ لممساعدة في التنمية
االقتصادية لمبالد األقؿ تقدم ًا بتشجيع نمو القطاع الخاص بتمويؿ المشروعات الخاصة
الصغيرة والمتوسطة وبشرط أف تكوف مشروعات ذات ربحية مرتفعة مف خالؿ أما تقديـ
قرضاً يتراوح 15سنة أو تساىـ بجانب مف رأسماؿ المشروع .ومف -مدتو بيف 5
....................................................................................
ً
114
الجاتًومنظمةًالتجارةًالعالمية ً
فيًىذهًالمحاضرةًسوفًندرسًً ً:
اولًً-أىدافًالتفاقيةًالعامةًلمتعريفاتًوالتجارةً(ًالجاتً) GATT
ثانياًً:مبادئًالجاتً:
ثالثاًً:جوالتًالجاتًً7السابقةًعمىًجولةًأورجوايً:
مقدمةً :
بعد الحرب العالمية الثانية بدأت الدوؿ الكبرى في وضع اسس لمعالقات االقتصادية
الدولية وذلؾ مف خالؿ مجموعة مف االتفاقيات ( بريتوف وودز) والتي أنشئ بموجبيا :
اولًً-أىدافًالتفاقيةًالعامةًلمتعريفاتًوالتجارةً(ًالجاتً) GATT
-1اقامة نظاـ تجارة دولية حرة يفضى الى رفع مستويات المعيشة وتحقيؽ مستويات
التوظيؼ الكامؿ في تمؾ الدوؿ.
-2تحقيؽ زيادة تصاعدية ثابتة في الدخؿ القومي.
-3االستغالؿ الكامؿ لمموارد االقتصادية والعمؿ عمى تطويرىا.
-4تنمية وتوسيع االنتاج والمبادالت التجارية السمعية والخدمية.
115
-5تشجيع انتقاؿ رؤوس االمواؿ بيف الدوؿ.
-6سيولة الوصوؿ الى االسواؽ.
-7تشجيع التجارة الدولية مف خالؿ ازالة القيود والحواجز.
-8انتياج المفاوضات كوسيمة لحؿ المشكالت المتعمقة بالتجارة الدولية.
ثانياًً:مبادئًالجاتً:
ً-1مبدأًالدولةًالولىًبالرعاية.
ينص عمى اي ميزة او رعاية او امتياز او حصانة يقوـ اي طرؼ متعاقد بمنحيا ألي
منتج يكوف منشأه أو وجيتو الى اية دولة اخرى يتعيف اف تسرى عمى الفور وبدوف أي
شرط عمى المنتج المماثؿ الذى يكوف منشاتو او وجيتو الى كافة االطراؼ المتعاقدة
االخرى .
ً-2مبدأًالشفافيةً:
تعد الرسوـ الجمركية شكؿ الحماية الوحيدة الذى تسمح بو الجات لحماية الصناعة
الوطنية مف المنافسة االجنبية في حيف تمنع االجراءات الغير جمركية كحظر االستيراد
أو تقيد كمياتو مف خالؿ الحصص.
ً-3مبدأًالمعاممةًالوطنيةً(ًعدمًالتمييز)
116
تمنح المنتجات والسمع المستوردة في السوؽ المحمى نفس المعاممة التي يتعامؿ بيا اي
منتج محمى مماثؿ فيما يختص بالتداوؿ والتوزيع والتسعير والضرائب .
ثالثاًً:جوالتًالجاتًً7السابقةًعمىًجولةًاورجواىً:
-1الجولة االولى عقدت في جنيؼ عاـ 1947وانتيت الى تخفيض 45الؼ بند
مف بنود التعريفات الجمركية وقد بمغ عدد الدوؿ المشاركة في ىذه الجولة 23
دولة .
-2الجولة الثانية عقدت في انسى جنوب غرب فرنسا عاـ 1949وقد اتفقت 13
دولة المشاركة في ىذه الجولة عمى تخفيض حوالى 5111بند مف بنود تعريفاتيا
الجمركية.
-3الجولة الثالثة عقدت بتوراكي بإنجمت ار عاـ 1951-1951بمشاركة 38دولة
انتيت الى 8711تنازؿ تعريفي.
-4الجولة الرابعة عقدت بجنيؼ عاـ 1956بمشاركة 26دولة انتيت الى تخفيض
تعريفاتيا الجمركية عؿ سمع تبمغ قيمتيا في التجارة الدولية ممياريف و نصؼ
مميار مف الدوالرات في ذلؾ الوقت.
-5الجولة الخامسة عقدت في جنيؼ عاـ 1961-1961و عرفت بجولة ديموف
بمشاركة 26دولة قدمت 4411تنازؿ تعريفي تتناوؿ سمع بمغت قيمتيا في
التجارة الدولية حوالى 4.9مميار دوالر في ذلؾ الوقت واقرت مبدأ التعويض
لمدوؿ التي تضررت مف تطبيؽ التعريفة.
-6الجولة السادسة عقدت في جنيؼ عاـ 1964و عرفت باسـ كيندى بحضور 53
دولة تـ التفاوض عمى تخفيض التعريفة عمى كافة السمع التي تكوف مجموعة
سمعية واحدة بدال مف اسموب الجوالت السابقة و ىو التخفيض لسمعة و ليس
لمجموعة وتـ التوصؿ الى تخفيضات بمغت %35مما كاف سائد قبؿ
المفاوضات فيي اىـ الجوالت عمى االطالؽ كما تعرضت لمقيود الغير تعريفية و
تـ التوصؿ الى اتفاؽ مكافحة االغراؽ و لكف كاف اثر ىذه الجولة سمبى عمى
117
الدوؿ النامية الف التخفيضات كانت عمى السمع و المنتجات الصناعية في حيف
اف معظـ صادرات الدوؿ النامية مف السمع الزراعية و المواد االولية .
-7الجولة السابعة عقدت في طوكيو عاـ 1973بمشاركة 99دولة و شيدت
الحديث عف القيود و الحواجز الغير تعريفية .
ًًًًًًيوضحًالجدولًالتاليًجولتًالجاتًالسبعًقبلًجولةًاوروجواى
َسبت تخفيط عذد انذول نًشاركت يىظىعاث انتفاوض يكاٌ الَعقاد انسُت
انتعزيفت
%٢١ انتعزيفت انجًزكيت ٢٣ جُيف ١4٤1
جىنت ديهىٌ
%٣٥ انتعزيفت انجًزكيت – ٥٣ جُيف ١4٦1-١4٦٤
قاَىٌ يكافحت
الغزاق جىنت كيُذي
%٣٣ انتعزيفت انجًزكيت ، 44 جُيف ١414-١41٣
انقيىد انغيز جًزكيت
جىنت غىكيى
والتجارة وعقدت في تشريف األوؿ /أكتوبر 1947ـ ،بيف عدد مف البمداف تستيدؼ
التخفيؼ مف قيود التجارة الدولية وبخاصة القيود الكمية مثؿ تحديد كمية السمعة
المستوردة وىو ما يعرؼ بنظاـ الحصص وقد تضمنت خفض الرسوـ الجمركية عمى
عدد مف السمع.
وتشتمؿ ىذه األتفاقية عمى بعض أحكاـ ميثاؽ ىافانا فأف األمـ المتحدة تساعد الدوؿ
األعضاء في األتفاقية عمى أدارتيا ويرجع اسميا إلى األحرؼ األولى مف اسميا
باألنجميزية .تطورت لتصبح اليوـ إلى ما يعرؼ بمنظمة التجارة العالميةWTO.
118
واتخذت مػف مدينة جنيؼ في سويس ار مق اًر ليا وىي اتفاقية غير ممزمة ألعضائيا وىي
اتفاقية لمتجارة في السمع (السمع الصناعية) و نجد أف أىداؼ اتفاقية الجات ىي:
كما تضمنت في طياتيا فقرات ذات نبرة قانونية دولية ،أىميا التعامؿ بالمثؿ فيما
يخص نقؿ البضائع والحرص عمييا مف قبؿ الدوؿ التي تمر مف خالليا كما لو
كانت بضاعتيا ،ىذا وألزمت جميع دوؿ االتفاقية بمبدأ عدـ التمييز بيف بضاعة
وأخرى ،وحؿ المشاكؿ عف طريؽ ميثاؽ (جيت) الذي يربط الدوؿ التي صادقت
عميو.
جولتًالجات
119
1949في انسي /فرنسا وشاركت بيا 33دولة.
1986-1993في أوروجواي نظمت بواسطة منظمة التجارة العالمية وشاركت بيا 125
دولة.
أنشئت منظمة التجارة العالمية في 1كانوف الثاني /يناير 1995.وىي واحدة مف
أحدث المنظمات الدولية ،كما أنيا خميفة االتفاقية العامة لمتعريفات والتجارة لمجات
) ،(GAATوالتي أنشئت في أعقاب الحرب العالمية الثانية ،وبالرغـ مف أف منظمة
التجارة العالمية ما زالت حديثة فإف النظاـ التجاري متعدد األطراؼ الذي تـ وضعو في
األصؿ تحت الجات قد بمغ عمره خمسوف عاماً.
111
جاء تأسيس منظمة التجارة العالمية بعد أف شيد العالـ نمواً استثنائياً في التجارة العالمية،
فقد زادت صادرات البضائع بمتوسط %6سنوياً ،وساعدت اتفاقية الجات ومنظمة
التجارة العالمية عمى إنشاء نظاـ تجاري قوي ومزدىر مما ساىـ في نمو غير مسبوؽ.
لقد تطور النظاـ مف خالؿ سمسمة مف المفاوضات أو الجوالت التجارية التي انعقدت
تحت راية الجات ،فقد تناولت الجوالت األولى بصفة أساسية خفض التعريفات .وشممت
المفاوضات التالية مواضع أخرى مثؿ مقاومة اإلغراؽ واإلجراءات التي ال تخص
التعريفات .أدت الجولة األخيرة التي أقيمت في األوروغواي مف 1986إلى 1994إلى
إنشاء منظمة التجارة العالمية.
ولـ تنتو المفاوضات عند ىذا الحد بؿ استمرت بعض المفاوضات بعد نياية جولة
األورغواي حتى شير شباط لمعاـ ،1997حيث تـ الوصوؿ إلى اتفاقية بخصوص
خدمات االتصاالت السمكية الالسمكية مع موافقة 69حكومة عمى إجراءات تحريرية
واسعة المدى تعدت تمؾ التي تـ االتفاؽ عمييا في جولة أورجواي.
في نفس العاـ أتمت أربعوف حكومة بنجاح مفاوضات خاصة بالتجارة بدوف تعريفات
خاصة بمنتجات تكنولوجيا المعمومات ،كما أتمت سبعوف مف الدوؿ األعضاء اتفاقاً
خاصاً بالخدمات المالية يغطى أكثر مف %95مف التجارة البنكية والتأميف واألوراؽ
المالية والمعمومات المالية .كما وافؽ أعضاء منظمة التجارة العالمية في االجتماع
الوزاري في مايو 1998عمى دراسة مواضع التجارة الناشئة مف التجارة اإللكترونية
العالمية .ىذا وتسعي المنظمة في أف تستمر في المفاوضات التجارية الخاصة بدورة
الدوحة التي انطمقت في السنة 2111ضمف االجتماع الوزاري الرابع لمنظمة التجارة
فقر والتي تمثؿ غالبية
العالمية وذلؾ مف أجؿ تعزيز المشاركة العادلة لمبمداف األكثر ًا
سكاف العالـ.
األىداف ً
111
.1إقامة عالـ اقتصادي يسوده الرخاء والسالـ :فالمستيمؾ والمنتج كالىما يعمـ
إمكاف التمتع بضماف اإلمداد المستمر بالسمع مع ضماف اختيار أوسع مف
المنتجات تامة الصنع ومكوناتيا وموادىا الخاـ وكذلؾ بخدمات إنتاجيا .وبذلؾ
يضمف كؿ مف المنتجيف والمصدريف أف األسواؽ الخارجية ستظؿ مفتوحة دائما
ليـ.
.2نشوء عالـ اقتصادي مزدىر يتمتع بالسالـ ومسؤوؿ بصورة أكبر :يتـ بصورة
نموذجية اتخاذ الق اررات في منظمة التجارة العالمية بإجماع الدوؿ األعضاء ويتـ
التصديؽ عمييا بواسطة برلمانات الدوؿ األعضاء يتـ االعتراض بخصوص
الخالفات التجارية عف طريؽ آلية فض المنازعات الخاصة بمنظمة التجارة
العالمية حيث يتـ التركيز عمى تفسير االتفاقيات والتعيدات وكيفية ضماف التزاـ
السياسات التجارية لمدوؿ بيما .وبيذه الطريقة تنخفض مخاطر أف تمتد الخالفات
إلى نزاعات سياسية أو عسكرية .وبخفض الحواجز التجارية فإف نظاـ منظمة
التجارة العالمية يزيؿ أيضاً الحواجز األخرى بيف األفراد والدوؿ.
.3توفير الحماية المناسبة لمسوؽ الدولي ليالئـ مختمؼ مستويات المعيشة والتنمية.
.4إيجاد وضع تنافسي دولي لمتجارة يعتمد عمى الكفاءة االقتصادية في تخصص
الموارد.
.5تحقيؽ التوظيؼ الكامؿ لموارد العالـ.
.6األىداؼ االستراتيجية لممنظمة ضمف جولة أورجواي :
.1االتفاؽ متعدد األطراؼ بشأف التجارة في السمع
.2االتفاؽ بشأف التجارة في الخدمات
.3اتفاقية الجوانب المتصمة بالتجارة مف حماية حقوؽ الممكية الفكرية
.1تفاىـ بشأف القواعد واإلجراءات التي تحكـ تسوية النازعات
.2آلية مراجعة السياسة التجارية
.3اتفاقية التجارة الثنائية
.4اتفاقية إجراءات االستثمار المرتبطة بالتجارة
112
الشعار
شعار منظمة التجارة العالمية يمثؿ الكرة األرضية ،مف خالؿ ستة أقواس رسومية،
باستخداـ األلواف األساسية لمضوء وىي األحمر واألزرؽ واألخضر بالتبادؿ في إشارة إلى
أف حركة التجارة العالمية بيف الدوؿ تمتقي لتكوف تحالؼ استراتيجي ،وتقوؿ السيدة سو
يونج المصممة لمشعار( :أف الشعار يوحي بالتفائؿ والديناميكية مف خالؿ الدوامة التي
تدمج وتغمؼ روح المنظمة في تعزيز تجارة نزيية ومفتوحة).
النشاطاتًوالميام
إف اليدؼ األساسي لمنظمة التجارة العالمية ىو المساعدة في سرياف وتدفؽ التجارة
بسالسة وبصورة متوقعة وبحرية.
113
المنظمات الذولٍة
- ٣الستًزار:
115
يشترط لقياـ المنظمة الدولية أف يكوف ليا وجود مستمر ،فميس بمعنى أف تعمؿ كؿ فروع
المنظمة بصفة دائمة ،وانما أف تمارس المنظمة– كوحدة قانونية متكاممة– اختصاصاتيا
بصفة مستمرة .ويميز ىذا العنصر المنظمة الدولية عف المؤتمر الدولي الذى يعقد
لبحث موضوع معيف ثـ ينفض .وترجع حكمة اشتراط االستمرار إلى أف المصالح
المشتركة التي ترعاىا المنظمات الدولية ،ىي بطبيعتيا مصالح مستمرة ،ال يجوز معيا
التوقيت ،فضالً عف أف ىذا االستمرار ىو وحدة الكفيؿ بتحقيؽ استقالؿ المنظمة في
مواجية أعضائيا وال تظؿ مرتبطة بإرادة الدوؿ بالنسبة لكؿ تصرؼ يصدر عنيا .
- ٤اإلرادة انذاتيت:
ولعؿ ىذا العنصر ىو أىـ عناصر المنظمة ،وركنيا األساسي الذى يميزىا عف المؤتمر
الدولي باعتباره تجمعاً دولياً بإرادة مستقمة عف إرادات الدوؿ المشتركة فيو ،فما ينتج عف
المؤتمر مف ق اررات ال يمزـ إال الدوؿ التي وافقت عمييا ،وبالتالي فإف الق اررات ال تستمد
قوتيا الممزمة إال مف إرادة الدوؿ وفى الحدود وبالشروط التي قررتيا عند موافقتيا عمييا .
أما المنظمة الدولية فتتمتع بإرادة ذاتية بمعنى وجود شخصية قانونية خاصة بيا ،ويتـ
التعبير عنيا وفؽ القواعد التي يقررىا ميثاقيا وفى نطاؽ االختصاص المحدد ليا.عمى
أال يغيب عف الباؿ تمؾ العالقة الوطيدة بيف المؤتمرات الدولية والمنظمات الدولية ،فقد
كانت المؤتمرات في مرحمة سابقة مف مراحؿ التنظيـ الدولي التي ميدت لقياـ المنظمات
الدولية ،ثـ تحولت عمى مر التاريخ مف صورة المؤتمرات غير الدورية إلى صورة
المؤتمرات الدورية ،وفى مرحمة تالية حققت صفة االستمرار بإنشاء سكرتيريات دائمة ليا
وبدأت تبتعد عف قاعدة اإلجماع لتعتاد تدريجياً عمى قاعدة األغمبية حتى اقتربت مف
شكؿ المنظمات وأصبحت النواة األولى ليا.
وعادة يسبؽ نشأة كؿ منظمة مؤتمر أو عدة مؤتمرات بيف مجموعة مف الدوؿ المؤسسة
تبحث كؿ ما يتعمؽ بأىداؼ واختصاصات المنظمة الجديدة ،إلى أف ينتيى األمر
بالتوقيع عمى الميثاؽ والتصديؽ عميو فتخرج المنظمة إلى خير الوجود.
كما يؤكد الفقياء تمتع المنظمة باإلرادة الذاتية حتى عندما تقتصر سمطاتيا عمى مجرد
جمع المعمومات والوثائؽ وتبادليا بيف الدوؿ ،حتى في ىذه الحالة يكوف لممنظمة إرادة
مستقمة تظير في كؿ األعماؿ اإلدارية الالزمة لممارسة وظائفيا.
116
والنظاـ القانوني الدولي في تعاممو مع المنظمات الدولية ،ال يعترؼ إال بإرادة المنظمة،
فيو ال يعرؼ إرادات الدوؿ المكنة ليا وال يترتب أي أثر قانونى إال عمى ما يصدر
عنيا ،وتعبي اًر عف إرادتيا الذاتية المنفصمة عف إرادات الدوؿ األعضاء.
117
بالنظر لباقي الدوؿ أو بالنظر لمجموعات أخرى .ويتضح في ىذه الحالة أف العامؿ
الجغرافي ال يمعب إال دو اًر ظاىرياً ،عمى سبيؿ المثاؿ وجود منظمات إقميمية بيذا
المعنى ال تضـ كؿ الدوؿ الواقعة في منطقة جغرافية معينة ،ونجد عمى العكس
ال مف مناطؽ جغرافية منفصمة مثؿ منظمة حمؼ شماؿ
منظمات أخرى تضـ دو ً
األطمنطي التي تجمع دوؿ أمريكا وغرب أوروبا.
ب -أسموب النضمام ً ً:
ال تضـ المنظمات العالمية عادة كؿ الدوؿ ،حيث يستمزـ توافر بعض الشروط التي
تختمؼ مف حيث ما تمثمو مف قيود مف منظمة ألخرى ويمكف عمى ىذا األساس
التفرقة بيف ثالثة أنواع مف ىذه المنظمات كاآلتي:
.4بعض المنظمات تجيز االنضماـ إلييا بمجرد إبداء الرغبة ،مف خالؿ السماح لمدوؿ
بأف تصبح أطرافاً في ميثاؽ المنظمة العالمية ،مثؿ انضماـ الدوؿ ألي معاىدة
لتصبح أطرافاً فييا .وقد كاف ىذا األسموب متبعاً بالنسبة التحاد البريد العالمي حتى
عاـ ،1947وىو اليوـ قاعدة عامة بالنسبة النضماـ الدوؿ األعضاء في األمـ
المتحدة إلى المنظمات المتخصصة.
.5بعض المنظمات تخضع االنضماـ لشروط موضوعية يمزـ توافرىا قبؿ تقرير
انضماـ الدوؿ إلى المنظمة ،وتختمؼ ىذه الشروط مف منظمة إلى أخرى ،عمى
سبيؿ المثاؿ ،أف تحترـ الدولة التزاماتيا الدولية وأف تقبؿ النظاـ الموضوع واف
تكوف محبة لمسالـ .وىذا يتطمب مف المنظمة البحث والتقصي عف ىذه الدولة
يتقرر بعده قبوؿ االنضماـ أو رفضو.
.6ىناؾ منظمات أخرى تخضع انضماـ الدوؿ الجدد لسمطة تقديرية لممنظمة في مدى
مالئمة ىذا االنضماـ ،إلى جانب توافر بعض الشروط الموضوعية ،عمى سبيؿ
المثاؿ يتحقؽ ىذا في بعض المنظمات التي تجعؿ االنضماـ إلييا عمى أساس
دعوة موجية منيا.
وعموماً تمثؿ ىذه الشروط ،بالنسبة لممنظمات اإلقميمية قيوداً تؤدى إلى التشدد في
إقرار االنضماـ ،بينما تكف بالنسبة لممنظمات العالمية والمنظمات المتخصصة
عامالً يسيؿ ىذا االنضماـ.
118
-٢الختصاص :
تنقسـ المنظمات الدولية مف حيث اختصاصاتيا إلى منظمات عامة ومنظمات
متخصصة.
وتعتبر المنظمة عامة إذا امتد نشاطيا إلى مختمؼ مظاىر الحياة الدولية ،مف حؿ
المنازعات بيف الدوؿ ،ودعـ مظاىر التعاوف بينيا في المجاالت السياسية
واالقتصادية واالجتماعية ،ومف أمثمة ىذه المنظمات ،عصبة األمـ المتحدة ،منظمة
الدوؿ األمريكية وجامعة الدوؿ العربية ،ومنظمة الوحدة اإلفريقية .كما تعتبر
المنظمة متخصصة إذا اقتصر نشاطيا عمى موضوع معيف أو مرفؽ دولي محدود.
وتتنوع المنظمات المتخصصة إلى:
.4منظمات تشريعية تسعى إلى توحيد القواعد القانونية الخاصة بعالقة دولية
معينة ،يتمثؿ دورىا في إعداد مشروعات اتفاقيات دولية وعرضيا عمى الدوؿ،
واصدار توصيات لتوحيد تشريعات الدوؿ في موضوع معيف.
.5منظمات قضائية ،تختص بالفصؿ بيف المنازعات الدولية وفؽ أحكاـ القانوف
الدولي مثؿ محكمة العدؿ الدولية والمحكمة األوروبية لحقوؽ اإلنساف.
.6منظمات تنفيذية ،عامة المنظمات االقتصادية التي تختص بالمواد المنتجة أو
بالنظـ الجمركية ،أو بالبنوؾ (البنؾ الدولي) ،أو بالنظـ النقدية (صندوؽ النقد
الدولي) أو حتى بموضوعات اقتصادية أشمؿ ،مثؿ الوحدة االقتصادية
(المنظمة األوروبية لمتعاوف االقتصادي) ومنيا المنظمات االجتماعية
واإلنسانية التي تختص بالمسائؿ الصحية منظمة الصحة العالمية ،أو بالعمؿ
والعماؿ منظمة العمؿ الدولية أو برعاية فئات معينة األطفاؿ ،الالجئيف،
النساء )ومنيا أيضاً المنظمات العسكرية أو معاىدات الدفاع المشترؾ( حمؼ
شماؿ األطمنطي واتحاد أوروبا الغربية.
-٣انسهطاث:
تتمتع المنظمات الدولية بمجموعة السمطات الالزمة إلدارة عمميا الداخمي والمتعمقة
بالموظفيف وتمويؿ المنظمة وأساليب تسيير العمؿ فييا ،عمى أنو يمكف تقسيـ
119
المنظمات إلى خمسة أنواع تبعاً لمدى تمتعيا بالسمطات الواسعة والتي تتدرج عمى
النحو التالي:
.6ػذد وثُش ِٓ ٌّٕظّاخ ال َرّرغ تأٌ سٍطح حمُمُح فٍ ِىاجهح اٌذوي األػعاء
وَمرصش دوسٖ ػًٍ ذثادي اٌّؼٍىِاخ ؤششها وإجشاء اٌثحىز.
.7هٕان ػذد وثُش آخش ال ٍَّه سىي سٍطاخ اٌرؼثُش ػٓ سغثاخ أو آساء أو
إصذاس ذىصُاخ ٌُسد ٌها صفح اإلٌضاَ اٌمأىٍٔ ( ِثً اٌجّؼُح اٌؼاِح ٌألُِ
اٌّرحذج)
.8تؼط إٌّظّاخ – وهً لٍح ٍَّ-ه سٍطح إصذاس لشاساخ لأىُٔح ٍِضِح ِثً
(لشاساخ ِجٍس األِٓ ،أحىاَ ِحىّح اٌؼذي اٌذوٌُح).
.9تؼط إٌّظّاخ األخشي ،وهً لٍٍُح أَعا – ذرّرغ تسٍطح راذُح ذثاششها دوْ
أْ ذحً ِحً األجهضج اٌّخرصح فٍ اٌذوي األػعاء ِثً سٍطح اٌشلاتح وسٍطح
اٌؼًّ اٌّثاشش.
ىناؾ عدد نادر جداً مف المنظمات تممؾ سمطات ذاتية لمتشريع أو القضاء .11
واف كانت أكثر المنظمات تطو اًر ال تباشر مثؿ ىذه السمطات فيي ما زالت
نظرية أكثر منيا عممية ،والجدير بالذكر أف المنظمات األوروبية تتمتع
بسمطات ذاتية واسعة في المجاؿ التشريعية والقضائية والتنفيذية دعت إلى
ظيور اصطالحات جديدة ،يجعمنا في الحقيقة أماـ نوع آخر مف المنظمات
أقرب ما يكوف إلى صورة االتحاد الفدرالي .
ويمكننا عمى ظىء اٌؼشض اٌساتك ألٔىاع إٌّظّاخ اٌذوٌُح أْ ٔحصشها فٍ اٌرمسُُ
اِذٍ :
ِٕ .5ظّاخ دوٌُح ذعُ ػذدا وثُشا ِٓ اٌذوي وهٍ غُش ِرخصصح وسٍطاذها
ِحذودج ِثً األُِ اٌّرحذج ّٔىرج ٌزٌه.
ِٕ .6ظّاخ دوٌُح أخشي ذعُ ػذدا ِحذودا ِٓ اٌذوي واخرصاصاذها ػاِح
وسٍطاذها واسؼح ٔسثُا ،ذمرشب ِٓ" االذحاد اٌىىٔفذساٌٍ " ِثً اٌجّاػح اٌسُاسُح
األوسوتُح.
121
ِٕ .7ظّاخ دوٌُح أخشي ِرخصصح ،ذىىْ راخ اذجاٖ ػاٌٍّ وأحُأا إلٍُُّح
وسٍطاذها ِحذودج ،ذرّثً فٍ إٌّظّاخ اٌذوٌُح اٌّرخصصح.
ِٕ .8ظّاخ دوٌُح راخ سٍطاخ واسؼح ،وال ذعُ إال ػذدا ِحذودا ِٓ اٌذوي ،وهزا
إٌىع ٔادس جذا ،حُس ِٓ اٌصؼة أْ ذىافك اٌذوي ػًٍ اٌسّاح ٌّٕظّح تّثاششج
سٍطاخ واسؼح فٍ ِجاي ِىظىع ِحذود ،ألْ فٍ ِثً هزٖ اٌحاالخ ذسؼً إًٌ
ذىسُغ ٔطاق اخرصاصاذها.
.....................................................................................
انتيى المقرر
د .فراس األشقر
121