You are on page 1of 121

‫جامعت حماة ‪ -‬كليت االقتصاد‬

‫التجارة الذولٍة لطالب السنة الثالثة‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬ ‫المحاضرة األولى ‪10/3/2017‬‬

‫مقدمة في التجارة الدولية‬

‫في ىذا البحث سوؼ ندرس‪:‬‬

‫أوًلً‪ً -‬تعريفًالتجارةًالخارجية‪ً .‬‬

‫ثانيًاً‪ً-‬ماًىوًالفرقًبينًالتجارةًالداخميةًوالخارجية‪.‬‬

‫ثالثاً‪ -‬أسباب قياـ التجارة الخارجية‪.‬‬

‫رابعاً‪ -‬أىمية التجارة الخارجية‪.‬‬

‫خامساً‪-‬أىداؼ التجارة الخارجية‪.‬‬

‫سادسًاً‪ً-‬التجارةًالدوليةًوالتخصصًالدولي‪ً :‬‬

‫ً‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫ظيرت التجارة الدولية منذ العصور األولى‪ ،‬وكانت الثورة الصناعية التي حدثت في بريطانيا في‬
‫منتصؼ القرف الثامف عشر بمثابة االنطالقة األساسية ليا‪ ،‬حيث زادت الحاجة لممواد األولية وازداد‬
‫التصنيع بواسطة المكننة وازداد االنتاج وظيرت الحاجة ألسواؽ تصريؼ المنتجات وىنا بدأ استعمار‬
‫الدوؿ مف أجؿ فتح أسواؽ جديدة لمحصوؿ عمى المواد األولية ومف أجؿ تصريؼ فوائض االنتاج ‪.‬‬

‫أما في أيامنا ىذه فيعود تطور التجارة الدولية إلى تطور كافة مناحي الحياة مف وسائؿ النقؿ بالدرجة‬
‫األولى الى مختمؼ العموـ التقنية والتكنولوجية وتطور السياسات المالية والنقدية وظيور االتحادات‬
‫والتكتالت االقتصادية وظيور العديد مف المفاىيـ العالمية الداعمة آللية عمؿ المنظومة التجارية‬
‫العالمية مثؿ البنؾ الدولي لمتجارة والتمويؿ وغيره‪.‬‬

‫لقد ُعرؼ التبادؿ بيف الدوؿ مف خالؿ األشكاؿ األساسية التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬تبادؿ السمع المادية‪ :‬مثؿ القطف والمنسوجات واآلالت والسيارات‪.‬‬


‫‪ -2‬تبادؿ الخدمات‪ :‬مثؿ خدمات النقؿ والتأميف والسياحة‪.‬‬
‫‪ -3‬تبادؿ رؤوس األمواؿ‪ :‬مثؿ االستثمارات األجنبية المباشرة في صورة إقامة مشروعات أجنبية‬
‫داخؿ الحدود السياسية لمبالد ‪.‬‬
‫‪ -4‬تبادؿ عنصر العمؿ والمقصود بو أف يكوف لمدولة عمالة خارج حدودىا‪.‬‬

‫ولقد تزايد اىتماـ كافة الدوؿ بالتجارة الدولية بعد الحرب العالمية الثانية بسبب‪:‬‬

‫‪ -1‬دخوؿ العالـ في عصر التعاوف االقتصادي الدولي وذلؾ مف خالؿ العديد مف االتفاقيات‬
‫الدولية ‪.‬‬
‫‪ -2‬ظيور المؤسسات الدولية التي تعمؿ في مجاؿ النقد والتمويؿ والتنمية االقتصادية ‪ .‬مثؿ‬
‫الجات التي ىي األحرؼ األولى مف تسمية االتفاقية العامة لمتعريفات والتجارة ‪General‬‬
‫‪ ،"Agreement on Traffs‬وىي عبارة عف معاىدة دولية اليدؼ منيا تنظيـ عممية‬
‫المبادالت التجارية بيف الدوؿ الموقعة عمييا‪ ،‬كما أف فكرة قياـ منظمة التجارة الدولية كانت‬

‫‪2‬‬
‫قد طرحت ضمف مداوالت مؤتمر "بريتوف وودز" الذي أقر قياـ صندوؽ النقد الدولي ‪IMF‬‬
‫والبنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير ‪.IBRD‬‬
‫‪ -3‬ظيور العجز في بعض الدوؿ مثؿ الدوؿ النامية وكاف العجز مثؿ تدىور معدالت التبادؿ‬
‫الدولية‪ ،‬والعجز المستمر في موازيف المدفوعات‪.‬‬
‫‪ -4‬بدء الحديث عف نظاـ عالمي جديد سمي العولمة ‪.‬‬

‫أوًلً‪ -‬تعريفًالتجارةًالخارجية‪ً :‬‬

‫ىناؾ عدة تعاريؼ لمتجارة الخارجية منيا ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬ىو اختيار الدولة وجية معينة ومحددة في عالقاتيا التجارية مع الخارج (حرية أـ حماية)‬
‫وتعبر عف ذلؾ بإصدار تشريعات واتخاذ الق اررات واإلجراءات التي تضعيا موضع التطبيؽ‪.‬‬
‫‪ -‬مجموعة الوسائؿ التي تمجأ إلييا الدولة لمتدخؿ في تجارتيا الخارجية بقصد تحقيؽ بعض‬
‫األىداؼ‪.‬‬
‫لًًمنًالصادراتًوالوارداتًالمنظورةًوغيرًالمنظورة‪..‬‬
‫نستطيعًالقولًبأنًالتجارةًالدوليةًىي‪:‬ك ً‬
‫‪ -‬وعرفيا أخروف بأنيا‪:‬المعامالت التجارية الدولية المتمثمة في انتقاؿ السمع واألفراد ورؤوس‬
‫األمواؿ‪ ،‬تنشأ بيف أفراد يقيموف في وحدات سياسية مختمفة أو بيف حكومات ومنظمات‬
‫اقتصادية تقطف وحدات سياسية مختمفة‪.‬‬
‫‪ -‬مف التعاريؼ السابقة نستنتج أف التجارة الخارجية عبارة عف مختمؼ عمميات التبادؿ التجاري‬
‫الخارجي سواء في صور سمع أو خدمات أو أفراد أو رؤوس أمواؿ بيف أفراد يقطنوف وحدات‬
‫سياسية مختمفة بيدؼ إشباع أكبر حاجات ممكنة‪ .‬وتتكوف التجارة الخارجية مف عنصريف‬
‫أساسييف ىما ‪:‬الصادرات والواردات بصورتييما المنظورة وغير منظورة ‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬ماًىوًالفرقًبينًالتجارةًالداخميةًوالخارجية‪:‬‬

‫كؿ مف التجارة الداخمية والخارجية تكوف نتيجة لمتخصص وتقسيـ العمؿ الذي يؤدي بالضرورة إلى‬
‫قياـ التبادؿ إال أف ىذا ال يمنع مف وجود بعض االختالفات بيف المفيوميف تكمف فيما يمي‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ .1‬التجارة الداخمية داخؿ حدود الدولة الجغرافية أو السياسية في حيف أف التجارة الخارجية عمى‬
‫مستوى العالـ‪.‬‬
‫‪ .2‬التجارة الخارجية تتعامؿ مع نظـ اقتصادية وسياسية مختمفة في حيف أف التجارة الداخمية في‬
‫ظؿ نظاـ واحد‪.‬‬
‫‪ .3‬اختالؼ ظروؼ السوؽ والعوامؿ المؤثرة فيو في حالة التجارة الخارجية عنيا في حالة التجارة‬
‫الداخمية‪.‬‬
‫‪ .4‬مرحمة النمو االقتصادي في العالـ ( الرواج‪ ،‬الكساد)‪.‬‬
‫‪ .5‬وجود فرصة لمتكتالت واالحتكارات التجارية في حالة التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ .6‬سيولة انتقاؿ عوامؿ اإلنتاج داخؿ الدولة الواحدة في حيف يصعب ذلؾ في التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ .7‬اختالؼ النظـ القانونية والتشريعات االقتصادية والضرائبية واالجتماعية التي تنظـ التجارة‬
‫الداخمية عنيا في التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ .8‬وجود عممة واحدة تقوـ عمى أساسيا التجارة الداخمية بينما تتعدد ىذه العمالت في حالة‬
‫التجارة الخارجية‪.‬‬

‫ثالثًاً‪-‬أسبابًقيامًالتجارةًالخارجية‪:‬‬

‫يرجع تفسير أسباب قياـ التجارة الخارجية بيف الدوؿ إلى جذور المشكمة االقتصادية أو ما يسميو‬
‫االقتصاديوف بمشكمة الندرةًالنسبية وتتمثؿ أىـ ىذه األسباب في‪:‬‬
‫‪ .1‬ليس لكؿ دولة نفس اإلمكانيات التي تكفي إلنتاج كؿ السمع والخدمات‪.‬‬
‫‪ .2‬اختالؼ تكاليؼ إنتاج السمع بيف الدوؿ المختمفة نظ ار الختالؼ العوامؿ البيئية‪.‬‬
‫‪ .3‬اختالؼ مستوى التكنولوجيا مف دولة ألخرى وسعي المواطنيف لمحصوؿ عمى المنتجات ذات‬
‫التكنولوجيا األفضؿ‪.‬‬
‫‪ .4‬عدـ إمكانية تحقيؽ االكتفاء الذاتي بسبب ضعؼ اإلمكانيات المادية أو البشرية أو االثنيف‬
‫معاً‪.‬‬
‫‪ .5‬وجود فائض في اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ .6‬الحصوؿ عمى أرباح مف التجارة الخارجية بسبب الفروؽ السعرية أو بسبب وفرة عوامؿ اإلنتاج‬
‫وبالتالي انخفاض اسعارىا وتحقيؽ ميزة المنافسة السعرية ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ .7‬رفع مستوى المعيشة لممواطنيف مف خالؿ سعي الحكومات مف خالؿ التجارة الخارجية‬
‫لمحصوؿ عمى السمع والخدمات التي تسد الحاجات وتشبع الرغبات‪.‬‬

‫رابعًاً‪ً-‬أىميةًالتجارةًالخارجية‪ً :‬‬

‫تعد التجارة الخارجية مف القطاعات الحيوية في أي مجتمع لما ليا مف أىمية تتمثؿ فيما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬ربط الدوؿ والمجتمعات مع بعضيا البعض زيادة عمى اعتبارىا أداة لتصريؼ فائض اإلنتاج‬
‫عف حاجة السوؽ المحمية‪.‬‬
‫‪ ‬اعتبارىا مؤش اًر جوىرياً عمى قدرة الدوؿ اإلنتاجية والتنافسية في السوؽ الدولي وذلؾ الرتباط‬
‫ىذا المؤشر باإلمكانيات اإلنتاجية المتاحة وقدرة الدولة عمى التصدير‪ ،‬ومستويات الدخوؿ‬
‫فييا وقدرتيا كذلؾ عمى االستيراد وانعكاس ذلؾ كمو عمى رصيد الدولة مف العمالت األجنبية‬
‫وما لو مف آثار عمى الميزاف التجاري‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيؽ المكاسب عمى أساس الحصوؿ عمى سمع تكمفتيا أقؿ مما لو تـ إنتاجيا محمياً‪.‬‬
‫‪ ‬التجارة الدولية تؤدي إلى زيادة الدخؿ القومي اعتمادا عمى التخصص والتقسيـ الدولي لمعمؿ‪.‬‬
‫‪ ‬ن قؿ التكنولوجيات والمعمومات األساسية التي تفيد في بناء االقتصاديات المتينة وتعزيز‬
‫عممية التنمية الشاممة‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيؽ التوازف في السوؽ الداخمية نتيجة تحقيؽ التوازف بيف كميات العرض والطمب‪.‬‬
‫‪ ‬االرتقاء باألذواؽ وتحقيؽ كافة المتطمبات والرغبات واشباع الحاجات‪.‬‬
‫‪ ‬إقامة العالقات الودية وعالقات الصداقة مع الدوؿ األخرى المتعامؿ معيا‪.‬‬
‫‪ ‬العولمة السياسية التي تسعى إلزالة الحدود وتقصير المسافات والتي تحاوؿ أف تجعؿ العالـ‬
‫بمثابة قرية جديدة‪.‬‬

‫خامسًاً‪-‬أىدافًالتجارةًالخارجية‪ً :‬‬

‫تعمؿ سياسة التجارة الخارجية عمى تحقيؽ مجموعة مف األىداؼ االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -1‬األىداؼ االقتصادية‪ :‬تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ o‬زيادة موارد الخزينة العامة لمدولة واستخداميا في تمويؿ النفقات العامة بكافة أشكاليا‬
‫وأنواعيا‪.‬‬
‫‪ o‬حماية الصناعة المحمية مف المنافسة األجنبية‪.‬‬
‫‪ o‬حماية االقتصاد الوطني مف خطر اإلغراؽ الذي يمثؿ التمييز السعري في مجاؿ التجارة‬
‫الخارجية أي البيع بسعر أقؿ مف تكاليؼ اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ o‬حماية الصناعة الناشئة أي الصناعة حديثة العيد في الدولة حيف يجب توفير الظروؼ‬
‫المالئمة والمساندة ليا‪.‬‬
‫‪ o‬حماية االقتصاد الوطني مف التقمبات الخارجية التي تحدث خارج نطاؽ االقتصاد الوطني‬
‫كحاالت االنكماش والتضخـ‪.‬‬

‫‪-2‬األىداؼ االجتماعية‪ :‬تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ ‬حماية مصالح بعض الفئات االجتماعية كمصالح الزراعييف أو المنتجيف لسمع معينة تعتبر‬
‫ضرورية أو أساسية في الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة توزيع الدخؿ القومي بيف الفئات والطبقات المختمفة‪.‬‬

‫سادسًاً‪ًً-‬التجارةًالدوليةًوالتخصصًالدولي‪ً :‬‬

‫توجد عالقة تبادلية بيف التجارة الدولية والتخصص الدولي‪ ،‬حيث ترتبط التجارة الدولية ارتباطاً وثيقاً‬
‫بظاىرة التخصص وتقسيـ العمؿ عمى المستوى الدولي‪ ،‬فموال قياـ التجارة الدولية لما تخصصت بعض‬
‫الدوؿ في إنتاج السمع والخدمات بكميات تزيد عف حاجتيا‪ .‬ومف ناحية أخرى لوال وجود التخصص‬
‫ألنتجت كؿ دولة ما يمزميا مف السمع والخدمات المختمفة ولما قامت التجارة الدولية‪.‬‬

‫يالحظ عمى المستوى العالمي انو ال يوجد دولة تستطيع تحقيؽ سياسة االكتفاء الذاتي بصورة كاممة‬
‫ولفترة طويمة مف الزمف‪.‬‬

‫اف التخصص وتقسيـ العمؿ عمى المستوى الدولي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتجارة الدولية‪ ،‬وىذا ما أكده‬
‫االقتصاديوف الكالسيكيوف مثؿ آدـ سميث اذ قالوا أف الفرد اذا تخصص في أداء عمؿ واحد فإنو‬

‫‪6‬‬
‫سوؼ يتقنو وترتفع درجة ميارتو وبالتالي تزيد انتاجيتو وبالتالي يحصؿ عمى مستوى أعمى مف‬
‫الرفاىية االقتصادية ‪.‬‬

‫ويرجع التخصص الدولي لمجموعة مف العوامؿ أىميا‪:‬‬

‫‪ -1‬اختالؼ الظروؼ الطبيعية‪ .‬مثؿ األراضي الزراعية‪ ،‬النفط ‪....‬‬


‫‪ -2‬مدى وفرة وندرة عناصر اإلنتاج‪ .‬مثؿ الكثافة السكانية وبالتالي اليد العاممة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تكاليؼ النقؿ‪.‬‬
‫‪ -4‬توافر التكنولوجية الحديثة‪.‬‬
‫‪.............................‬انتيت المحاضرة األولى‪.............................‬‬
‫د‪ .‬فراس األشقر‬

‫‪7‬‬
‫جامعت حماة ‪ -‬كليت االقتصاد‬

‫التجارة الذولٍة لطالب السنة الثالثة‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬ ‫المحاضرة األولى ‪19/3/2017‬‬

‫السياساتًالتجاريةً‪Trade Policies‬‬

‫سوفًندرسًفيًىذهًالمحاضرةً‪ً :‬‬

‫‪ -1‬مفيومًالسياساتًالتجارية‪.‬‬
‫‪ -2‬أنواعًالسياساتًالتجارية‪.‬‬
‫‪ -3‬أدواتًالسياساتًالتجارية‪.‬‬
‫‪ -4‬آلياتًالدفعًفيًالتجارةًالخارجية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫أوًلً‪ً-‬مفيومًالسياساتًالتجارية ‪:‬‬

‫تقوـ عموـ دوؿ العالـ اليوـ بأنواع مف التدخؿ في الشأف التجاري وذلؾ لألسباب اآلتية ‪:‬‬

‫‪ .1‬العلقات ًالنقدية ًالدولية‪ :‬فعندما يعاني ميزاف مدفوعات إحدى الدوؿ مف مشكمة ما مثؿ‬
‫العجز فإنيا تمجأ الى فرض بعض القيود عمى الصرؼ األجنبي لمعالجة ىذا الخمؿ وىذا بحد‬
‫ذاتو ٌيعد تدخالً غير مباشر في التجارة الخارجية ‪.‬‬
‫‪ .2‬رغبة ًالحكومة ًفيًتغيير ًحجم ًونمط ًالتجارة لتحقيق ًأىداف ًمعينة (قد تكوف اجتماعية او‬
‫سياسية أو صحية ‪....‬الخ) مف خالؿ األدوات المباشرة لسياستيا التجارية ‪ .‬مثالً فرض رسوـ‬
‫جمركية مرتفعة عمى السمع الكمالية أو عمى السمع التي مف الممكف انتاجيا محمياً‪ .‬أو إلغاء‬
‫الرسوـ الجمركية عمى المعدات والتجييزات االلكترونية ‪.‬‬
‫‪ .3‬القيود ًالمفروضة ًعمى ًالتجارة‪ ،‬والتي ىي نتيجة لتركيب أسواؽ المنافسة غير التامة (أي‬
‫المنافسة االحتكارية واحتكار القمة) باعتبارىا األسواؽ األكثر شيوعاً في عالـ اليوـ ‪.‬‬

‫وتعرؼ السياسات التجارية بأنيا (مجموعةًاألدواتًوالسياساتًالتيًتستخدمياًالسمطاتًالقتصاديةً‬


‫ًقد ًتكون ًاقتصادية ًأوً‬
‫لمتأثير ًعمى ًمسار ًالتجارة ًالخارجية ًكماً ًونوعًاً؛ ًلتحقيق ًأىداف ًمعينة ّ‬
‫اجتماعيةًأوًسياسيةًأحياناًً)‪.‬‬

‫كما تعرؼ كذلؾ بأنيا (حزمة ًمن ًالقوانين ًواإلجراءات ًوالتشريعات ًالتي ًتتخذىا ًالدولة ًمن ًأجلً‬
‫تنظيمًالعلقةًبينياًوبينًدولًالعالمًاألخرى )‪.‬‬

‫ومف المالحظ ًان بعض السياسات التجارية تؤدي الى التوسع في التجارة الخارجية (مثؿ دعـ‬
‫الصادرات او إلغاء نظاـ الحصص) وبعضيا اآلخر يؤدي الى انكماش التجارة الخارجية (مثؿ رفع‬
‫سعر التعريفة الجمركية أو سياسة المنع) ‪.‬‬

‫ثانيًاً‪ً-‬أنواعًالسياساتًالتجاريةً‪ً:‬تقسـ السياسات التجارية الى نوعيف رئيسييف ىماً‪ً :‬‬

‫أوًلً‪ً:‬سياسةًالحريةًالتجاريةً(التجارة الحرة) أي حرية حركة السمع والخدمات بيف دوؿ العالـ دوف‬
‫قيود ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ثانيًاً‪ً:‬سياسةًالحمايةًالتجاريةً(التدخؿ في التجارة الخارجية) أي خضوع التجارة الخارجية إلى رقابة‬
‫وتدخؿ السمطات االقتصادية في الكـ والنوع ‪.‬‬

‫ولكف مف المالحظ بأنو ًعند الحديث عف السياسات التجارية فإف الذىف ينصرؼ مباشرة الى سياسة‬
‫الحماية التجارية‪ً ،‬كما إف السياسات التجارية تختمؼ مف دولة ألخرى تبعاً لتطورىا االقتصادي‬
‫ومستوى تركيب نشاطيا اإلنتاجي والموردي (أي الثروات الطبيعية)‪ ،‬فعندما يكوف النشاط االقتصادي‬
‫متنوعاً وقاد اًر عمى المنافسة في األسواؽ العالمية فإف قيود السياسة التجارية تميؿ إلى االنخفاض‬
‫والتساىؿ‪ ،‬إما إذا كاف إنتاجيا ما يزاؿ في طور النمو فيو يحتاج الى حمايتو مف المنافسة الخارجية‬
‫مما يستمزـ معو تطبيؽ سياسات تجارية مشددة ‪.‬‬

‫سياسةًالحريةًالتجارية ً‬

‫ويقصدًبياًإطلقًالعنانًلمتبادلًالتجاريًالدوليًدونًقيودًتعيقو‪،‬‬

‫وذلؾ عائد لسيادة مبادئ المذىب الحر الذي ساد خالؿ القرف التاسع عشر‪ ،‬وقد استند لمبدأ النفقات‬
‫النسبية لديفيد ريكاردو واطروحات الفيزوقراطيف (الطبيعييف) التي ترى إف المصمحة الخاصة ال‬
‫تتعارض مع المصمحة العامة بفعؿ القوانيف الطبيعية ألف المصمحة العامة ىي عبارة عف المجموع‬
‫األفقي لممصالح الخاصة‪ ،‬وكانوا يؤمنوف‪:‬‬

‫‪ )1‬بوجود األيدي الخفية (‪ )Hidden Hand‬التي تعيد حالة التوازف االقتصادي تمقائياً‬
‫دوف تدخؿ الدولة‪.‬‬

‫‪ )2‬إف المنافسة الحرة كفيمة بتحقيؽ السعر العادؿ (‪ )Fair Price‬والذي يحقؽ ربحاً‬
‫معقوالً لمبائع وفي نفس الوقت يحظى برضا المشتري ‪.‬‬

‫وقد ً استمرت بريطانيا بإتباع ىذه السياسة حتى الحرب العالمية األولى إذ أصيب اقتصادىا بعد‬
‫الحرب بمشكالت استدعت تدخؿ الحكومة وفرض الحماية التجارية لإلسراع بإعادة بناء ما دمرتو‬
‫الحرب ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫سياسةًالحمايةًالتجارية‬

‫لًً‬
‫ًًًًويقصدًبيا ً" ًحمايةًمنتجيًالسمعًوالخدماتًالمحميينًمنًمنافسةًالمنتجينًاألجانب‪ً،‬فض ً‬
‫عنًحمايةًالمصالحًالعامةً" ً‬

‫أبرزًالدواعيًالىًىذهًالسياسةً‪:‬‬

‫• تقسيـ العمؿ الدولي الى منتجي مواد أولية (البمداف النامية) ومنتجي السمع الصناعية (البمداف‬
‫المتقدمة) وحرماف األولى مف فرص النمو والتطور االقتصادي والمعيشي ‪.‬‬

‫• دعوة (كينز ‪ )Kynz‬إلى تدخؿ الدولة إلنقاذ االقتصاد الوطني مف آثار األزمة العالمية في‬
‫الثالثينات مف القرف العشريف وتحقيؽ االستخداـ الكامؿ مف خالؿ السياسات االقتصادية‬
‫المختمفة ومنيا سياسة الحماية التجارية ‪.‬‬

‫حججًانصارًحريةًالتجارةً‪ً:‬تعمؿ الحرية التجارية عمى زيادة اإلنتاج بفعؿ التخصص وتقسيـ العمؿ‬
‫الدولي وىذا يؤثر عمى ‪ً:‬‬

‫‪ o‬زيادة الدخؿ القومي العالمي ‪.‬‬

‫‪ o‬انخفاض أسعار السمع والخدمات في األسواؽ الدولية ‪.‬‬

‫‪ o‬اإلنتاج الواسع وتحقيؽ وفورات الحجـ وانخفاض التكاليؼ مف خالؿ قياـ المشروعات باإلنتاج‬
‫لسد حاجة الطمب المحمي وكذلؾ الطمب العالمي الذي يتـ تصديره عف طريؽ التجارة الحرة ‪.‬‬

‫حججًانصارًالحمايةًالتجارية‬

‫‪ ‬تقميلًالبطالة‪ :‬تعمؿ أدوات الحماية (التعريفة أو الحصص) عمى رفع أسعار السمع المستوردة‬
‫واقباؿ الناس عمى شراء المنتجات المحمية ومف ثـ زيادة اإلنتاج وزيادة مستوى التشغيؿ ‪.‬‬

‫‪ ‬تنويعًاإلنتاجً‪ :‬تعمؿ أدوات الحماية عمى تمبية الطمب المحمي مف اإلنتاج المحمي وبالتالي‬
‫فاف المشروعات سيكوف بإمكانيا تنويع منتجاتيا وعدـ االقتصار عمى عدد محدود مف السمع‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ ‬حمايةًالدولةًمنًالداخل‪ :‬مثؿ الحصار أو الحروب االقتصادية أو السمع الضارة بالصحة‬
‫العامة أو األخالؽ االجتماعية أو السمع غير الكفوءة‪ ،‬أو التعرض لإلغراؽ‪.‬‬

‫‪ ‬الحصولًعمىًاإليرادات‪ :‬وذلؾ مف فرض الرسوـ والتعريفات الجمركية ‪.‬‬

‫‪ ‬حماية ًالصناعات ًالناشئة‪ :‬أي الصناعات الحديثة التي قد تنافسيا السمع المستورة فتقوـ‬
‫أدوات الحماية بالتصدي لمسمع األجنبية‪ ،‬وأوؿ مف نادى بحماية الصناعات الناشئة األميركية‬
‫مف السمع االنكميزية ىو األميركي(الكسندر ىاممتوف) عاـ ‪ ،1791‬ثـ تبعة األلماني (فريدريؾ‬
‫ليست) عاـ ‪ 1841‬عندما نادى بحماية الصناعات األلمانية عمى األقؿ في مراحميا األولىً‪.‬‬

‫أسبابًحمايةًالصناعاتًالناشئة‪:‬‬

‫‪ o‬الحماية ًمن ًالعمل ًالرخيص‪ :‬قد يكوف العمؿ الرخيص سبباً رئيسياً في انخفاض التكاليؼ‬
‫ومف ثـ األسعار‪ ،‬فتعمؿ الدولة عمى التدخؿ لحماية منتجاتيا مف منافسة الدوؿ ذات العمالة‬
‫الرخيص ‪.‬‬

‫‪ o‬دعمًوحمايةًالقتصادًالوطني‪ :‬وتتمثؿ ىذه الحماية باتخاذ الوسائؿ التي تمنع مف ممارسة‬


‫اإلغراؽ مف قبؿ الدوؿ األخرى‪ ،‬األمر الذي يؤدي بدوره الى انكماش أو اضمحالؿ بعض‬
‫الصناعات الوطنية ‪.‬‬

‫‪ o‬تحسين ًمعدلت ًالتبادل ًالتجاري‪ :‬يعرؼ ىذا المعدؿ بأنو قدرة وحدة الصادرات عمى شراء‬
‫وحدة المستوردات‪ ،‬وعميو فإف فرض التعريفة مثالً عمى السمع المستوردة سيؤدي الى رفع‬
‫أسعارىا وتقميؿ استيرادىا‪ ،‬وىذا قد يدفع الدولة المصدرة الى تخفيض أسعار سمعتيا لكي‬
‫تحافظ عمى نفس المستوى مف التصدير فتتحسف عندئذ معدالت التبادؿ لصالح الدولة األولى‬

‫شروطًنجاحًسياسةًالحمايةًالتجارية‪:‬‬

‫لكي تكوف ىذه السياسة مقبولة وناجحة يجب أف تتصؼ بما يأتي ‪:‬‬

‫• أف تكوف الحماية مؤقتة وليست دائمة ‪.‬‬

‫• أف تكوف معتدلة وال يتضرر منيا المستيمؾ كثي ار ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫• أف تكوف الصناعة المحمية مف الصناعات التي تتوفر ليا فرص النجاح ‪.‬‬

‫إف الوقائع التاريخية أثبتت صعوبة تحقؽ ىذه الشروط بالكامؿ‪ ،‬إذ إف بعض أصحاب المشروعات‬
‫المحمية أخذوا يطالبوف الدولة بإبقاء الحماية بؿ وزيادة حدتيا األمر الذي أضر كثي ار بفرص تحسيف‬
‫المنتجات المحمية وتقميؿ تكاليفيا ألنيا تستند الى سياسات الحماية التي قد تقتؿ روح التطوير‬

‫والتحسيف المستمريف وىما أساس النجاح ألي مشروع إنتاجي‪ ،‬لذا فإف أغمب الدوؿ اليوـ تتبع خميطاً‬
‫غير متجانس مف كال السياستيف ً‪ .‬ويرى البعض ضرورة االستعاضة عف مبدأ حماية الصناعة‬
‫الناشئة بتقديـ اإلعانات لممنتجيف أو المصدريف وذلؾ الف اإلعانات تتمتع بالمزايا االتية ‪:‬‬

‫‪ -1‬إف آثار اإلعانة تكوف مباشرة‪ ،‬ألف المشروع الذي يحصؿ عمى إعانة ما مف الدولة‬
‫يتوجب عميو إنفاقيا في مجاليا المحدد ‪.‬‬
‫‪ -2‬إف اإلعانة ال تسبب ارتفاعا في األسعار‪ ،‬وبذلؾ ال تكوف ىنالؾ تضحية أو آثار ضارة‬
‫عمى المستيمؾ ‪.‬‬
‫‪ -3‬عدـ اختفاء حالة المنافسة بيف السمع المحمية والسمع األجنبية األمر الذي يدفع المنتجيف‬
‫المحمييف لتطوير منتجاتيـ بشكؿ مستمر ‪.‬‬
‫‪ -4‬قد تؤدي اإلعانة إلى التصدير ألنيا تجعؿ المنتج المحمي في وضع يؤىمو لمبيع بأسعار‬
‫منخفضة في الخارج ‪.‬‬

‫ثالثًاً‪ً-‬أدواتًالسياساتًالتجارية‪ً:‬تقسـ أدوات السياسات التجارية إلى نوعيف رئيسيف ىما ‪:‬‬

‫‪ o‬أولًًً‪ً-‬األدواتًغيرًالمباشرةً(السعرية)ًوتشملً‪ً:‬‬

‫*ًالتعرفة الجمركية‬

‫* إعانات التصدير‬

‫‪ o‬ثانــياًً‪ً-‬األدواتًالمباشرةً(الكمية)ً‪:‬‬

‫*ًالحصة االستيرادية‬

‫* القيود غير التعريفية‬

‫‪13‬‬
‫ًًًاألولً‪ً-‬الرسومًأوًالتعريفاتًالجمركيةً(‪)Import Tariffs‬‬

‫مف حيث طرؽ فرضيا ىنالؾ ثالثة أنواع منيا ىي ‪:‬‬

‫• الرسومًأوًالتعريفةًالنوعيةً(ٍ‪ )Specific Tariffs‬وىو رسـ ذو قيمة نقدية ثابتة عمى الوحدة‬


‫الواحدة مف السمعة المستوردة مثاؿ‪ 111(،‬ؿ‪.‬س) عمى كؿ طف سمنت مستورد‬
‫أو(‪ 211.111‬ؿ‪.‬س )عمى كؿ سيارة مستوردة‪ ،‬او (‪ 511‬ؿ‪.‬س ) عمى كؿ طف مف الحنطة‬
‫المستوردة ‪.‬‬

‫• الرسومًأوًالتعريفةًالقيميةً(‪ )Account Tariffs‬وىي نسبة مئوية مف قيمة الوحدة الواحدة‬


‫مف السمعة المستوردة‪ ،‬مثؿ (‪ )%5‬عمى السيارات و(‪ )%25‬عمى الثالجات و(‪ )%151‬عمى‬
‫الدخاف المستورد ‪.‬‬

‫الرسوم ًأو ًالتعرفة ًالمركبة ً(‪ )Compound Tariffs‬وىي خميط بيف االثنيف‪ ،‬مثال‬ ‫•‬
‫(‪ )$411‬عمى كؿ سيارة مستوردة إضافة الى (‪ )%5‬مف قيمة كؿ سيارة مستوردة عف كؿ‬
‫سنة خارج الموديؿ ‪ .‬ومف المالحظ اف )‪ (USA‬تستخدـ خميطاً متناسقاً مف الرسوـ القيمية‬
‫والنوعية في حيف تستخدـ أغمب الدوؿ األوربية الرسوـ القيمية بشكؿ أساسي‪.‬‬

‫أنواعًالتعرفةًالجمركيةًمنًحيثًآثارىاًعمىًتحديدًالستيرادًوالنتاجًوالستيلك‬

‫‪ .1‬التعرفةًالمانعةً ‪ً: Prohibitive Tariff‬وىي التعريفة التي تؤدي إلى مساواة سعر‬
‫السمعة المستوردة مع سعر السمعة الوطنية أو تزيد عمييا‪ ،‬وىو شكؿ متطرؼ يراد منو‬
‫منع استيراد ىذه السمعة والتعويض عنيا بالمنتج المحمي ‪.‬‬
‫‪ .2‬التعريفة ًغير ًالمانعة ‪ Non Prohibitive Tariff‬وىو النوع الشائع االستخداـ‬
‫حيث تؤدي التعريفة بعد فرضيا إلى تقميؿ االستيراد إال إنيا ال تمنعو‪ ،‬فتبقى ىنالؾ‬
‫كمية مف الطمب يتـ تأمينيا مف األسواؽ الخارجية‪.‬‬

‫ً‬

‫‪14‬‬
‫الثانيً–ًإعاناتًالتصديرًً‪Subsidies of Export‬‬

‫وىي إحدى أدوات السياسة التجارية التي تؤثر مف خالليا السمطة االقتصادية في األسعار‬
‫التي تباع بيا السمعة محمياً ودولياً بقصد التشجيع عمى اإلنتاج والتصدير‪ .‬ويختمؼ أثر اإلعانة في‬
‫أنو يؤثر عمى العرض وليس الطمب بافتراض تجانس السمعة المحمية مع شبييتيا األجنبية ‪.‬‬

‫أنواعًإعاناتًالتصدير‬

‫ًًًً‪ً-1‬اإلعاناتًالمباشرة ‪ً Direct Subsidies‬‬

‫ًًًًًًًوتتمثؿ بأداء مبمغ مالي مف قبؿ الدولة إلى المصدريف وعمى أساس قيمة أو نوع السمعة‬
‫المصدرة ‪.‬‬

‫ًًً‪ً–ًً2‬اإلعاناتًغيرًالمباشرة ‪Indirect Subsidies‬‬

‫وتشمؿ التسييالت االئتمانية او السماحات الضريبية او إعفاء جزء مف األرباح المتحققة مف‬
‫التصدير مف الضريبة او تقديـ بعض الخدمات مجاناً او مقابؿ سعر رمزي لممصدريفًً‪.‬‬

‫ثانــياًً‪ً-‬األدواتًالمباشرةً(الكمية)ً‪ً ًًًًًًًًًً:‬‬

‫ًًًًًًًًًاألولً‪ً -‬الحصةًالستيراديةً‪ :‬ويقصد بيا قياـ الدولة بتحديد الكمية المصدرة مف سمعة ما‬
‫أو الكمية المستوردة‪ ،‬والشائع ىو تحديد الكمية المستوردة‪ ،‬ويتـ ذلؾ مف خالؿ قياـ الدولة ببيع‬
‫تراخيص االستيراد عف طريؽ المزاد الى المستورديف‪ ،‬وتكوف ىذه التراخيص مقسمة عمى أساس‬
‫إجمالي الحصة (‪ً . )Quota‬‬

‫ًًًًًًًًالثاني ً‪ً -‬القيود ًغير ًالتعريفية‪ً :‬وىي قيود إدارية تقوـ بيا الدولة مف أجؿ توجيو وتحديد‬
‫التجارة الخارجية وتنقسـ الى ‪:‬‬

‫‪ )1‬الترتيبات ًالحكومية‪ً :‬مثؿ التنظيمات المتعمقة بالصحة والبيئة واألمف والحماية مف التموث‬
‫والحماية مف األمراض االجتماعية‪ ،‬كما تتضمف ترتيبات العالمة التجارية وتحديد المواصفات‬
‫‪...‬الخ ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ )2‬مشتريات ًالحكومة‪ً :‬وىي قياـ الحكومة بتوجيو نسبة معينة مف مشترياتيا مف السوؽ‬
‫المحمي‪ ،‬مما يعني إضفاء سمة تمييزية لممنتج المحمي لزيادة قدرتو التنافسية ‪.‬‬
‫‪ً )3‬تجارةًالدولةًوالحتكاراتًالحكوميةً‪ً:‬مثؿ احتكار الدولة الستيرادات السجائر (الياباف) لغرض‬
‫السيطرة عمييا‪ ،‬اذ تستورد العمبة الواحدة بػ ‪ 51‬سنتا وتقوـ ببيعيا في السوؽ المحمية بػ ‪$ 4‬‬
‫لمعمبة الواحدة ‪.‬‬
‫‪ )4‬الحصةًالتصديريةًالطوعيةً‪ً:‬مثؿ االتفاؽ بيف الياباف وأميركا عمى أف تقمؿ الياباف صادراتيا‬
‫مف السيارات الى أميركا مقابؿ تقميؿ صادرات أميركا مف األجيزة الحاسوبية الى الياباف لمحفاظ‬
‫عمى مصالح المنتجيف المحمييف في كمييما ‪.‬‬

‫رابعًاً‪ً-‬آلياتًالدفعًفيًالتجارةًالخارجية ‪:‬‬
‫ىناكًوسائلًدفعًمتعددةًلسدادًقيموًالصادراتًمنًأىمياًماًيأتيً‪ً -:‬‬

‫‪ .1‬الدفع المقدـ‪.‬‬
‫‪ .2‬الدفع نقداً‪.‬‬
‫‪ .3‬االعتماد المستندي‪.‬‬
‫‪ .4‬الدفع مقابؿ المستندات‪.‬‬
‫‪ .5‬االعتمادات التجارية‪.‬‬
‫ً‬
‫أوًلً‪ً:‬الدفعًالمقدمً‪ً Pre-Payment‬‬
‫وىذه الطريقة تعنى سداد قيمو البضاعة مقدما كشرط أساسي لشحنيا وىذا االسموب في الدفع ال‬
‫يستعمؿ كثي اًر إال بالنسبة لمطمبيات الصغيرة وليا عيوب كثيره فقد ال يقوـ المصدر بشحف الطمبية أو‬
‫ال يمتزـ بالمواصفات المطموبة في السمع ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانياً‪ً:‬الدفعًنقداًً‪ً Cash Payment‬‬
‫ويتـ سداد قيمو الصادرات نقداً ومقدماً بواسطو المستورد ويتـ ذلؾ في حاالت منيا ‪:‬‬
‫‪ -‬تكوف قيمو الصفقة صغيره ال تتحمؿ نفقات االعتمادات المستندية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -‬عدـ معرفو المصدر بأحواؿ المستورد أو لعدـ توافر الثقة‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تكوف الظروؼ االقتصادية او السياسية في بمد المستورد غير مستقرة‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تكوف السمعة منتجة خصيصاً لممستورد وال يستطيع المصدر بيعيا لغيره‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثاً‪ً:‬العتمادًالمستندي"ً‪ً Letter Of Credit "LC‬‬
‫ويتـ مف خالؿ ىذا النظاـ الشحف مقابؿ قياـ المستورد الخارجي بفتح اعتماد مستندي بقيمة الرسالة‬
‫بحيث يتسمـ المصدر قيمة البضاعة بمجرد تسميمو مستندات الشحف لمبنؾ المحمي ‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعاً‪ً:‬الدفعًمقابلًالمستندات‪ً "CAD"ًCash Against Documents‬‬
‫وبمقتضى ىذه الطريقة يتـ االتفاؽ بيف الطرفيف عمى كافو الشروط مف حيث االسعار وغيرىا مف‬
‫الشروط التي يتفؽ عمييا الطرفيف‪ .‬وعندما ينتيى المصدر مف اجراءات تصدير البضاعة فأنو يقوـ‬
‫بأرساؿ المستندات عف طريؽ المصرؼ الذى يتعامؿ معو الذى يتولى االتصاؿ بالمصرؼ المراسؿ‬
‫في بمد المستورد مقرونو بالتعميمات التي تقضي تسميـ تمؾ المستندات الى المستورد مقابؿ سداد‬
‫قيمتيا نقداً وبموجب ىذه المستندات يقوـ المستورد بسحب البضاعة مف الشاحف الى الميناء‪ً .‬‬
‫ً‬
‫خامساًً‪ً:‬العتماداتًالتجاريةً‪ً ًTrade Credit:‬‬
‫وىى شكؿ مف أشكاؿ المقايضة وتستخدـ لتنفيذ عمميات المبادلة وينص فييا عمى أف يتـ تسميـ‬
‫مستندات الصادرات مقابؿ مستندات الواردات أو أف تودع حصيمة الصادرات تحت تصرؼ البنؾ‬
‫الستخداميا في سداد قيمو الواردات ‪.‬‬

‫‪......................................‬انتيت المحاضرة ‪......................................‬‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬

‫‪17‬‬
‫جامعت حماة ‪ -‬كليت االقتصاد‬

‫التجارة الذولٍة لطالب السنة الثالثة‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬ ‫المحاضرة الثالثت ‪26 /3/2017‬‬

‫النظرياتًالتجاريةً‪Trade Theory‬‬

‫سوفًندرسًفيًىذهًالمحاضرةً‪ً :‬‬

‫‪-1‬يذرست انتجارييٍ ) انفكز انًزكُتاني) ‪Merchandise School‬‬


‫‪-2‬انفكز انكالسيكي في يىاجهت انفكز انًزكُتانً‪:‬‬
‫‪-3‬آلية األسعار – النقود – التدفق السمعي"لديفيد ىيوم"‬

‫‪18‬‬
‫أولا‪ -‬يذرست انتجارييٍ ) انفكز انًزكُتاني) ‪Merchandise School‬‬
‫يعرؼ ىذا الفكر بأنو مجموعة المعتقدات االقتصادية التي سادت أوروبا خالؿ الفترة مف ‪ 1511‬إلى‬
‫‪ 1751‬ميالدياً‪ ،‬حيث ال تعتبر ىذه المعتقدات مدرسة نوعية ولكنيا مجموعة مف السياسات‬
‫االقتصادية التي استيدفت التحكـ في األنشطة االقتصادية المحمية والمعامالت التجارية الدولية‪،‬‬
‫غرضيا األساسي تراكـ الثروة لمدوؿ‪ ،‬ولعؿ الظروؼ التي سادت أوروبا في تمؾ الفترة قد ساعدت‬
‫عمى خمؽ ىذه األفكار مف خالؿ االستكشافات الجغرافية لتدفقات المعادف النفيسة مف العالـ الجديد‬
‫إلى أوروبا‪ ،‬ىذا إلى جانب النمو السكاني وتزايد أىمية طبقة التجارييف عمى حساب الطبقة‬
‫اإلقطاعية‪.‬‬

‫فقد نظر التجاريوف لممعادف النفيسة‪ ،‬الذىب والفضة‪ ،‬باعتبار أنيا أعمى مراتب الثروة ألنيا ال تفنى‬
‫مع االستعماؿ وأنو يمكف لمدولة أف تحصؿ عمى ما تريد باستخداـ تمؾ المعادف وأف الوسيمة الوحيدة‬
‫لمدولة التي ال تمتمؾ مناجـ ليذه المعادف ىي التجارة الخارجية‪ ،‬أي أف تعمؿ الدولة عمى الحصوؿ‬
‫عمى ميزاف تجارى رابح يحقؽ فائضاً في الصادرات ويجعؿ الدولة دائنة لمدوؿ األخرى‪ ،‬وبالتالي‬
‫الحصوؿ عمى الذىب والفضة ثمناً لفائض الصادرات مف العالـ الخارجي ‪ .‬وفي ظؿ ظروؼ غير‬
‫مستقرة سياسياً فإف تجميع المعادف النفيسة ُيعد أم اًر ىاماً لتحقيؽ قوة الدولة وانشاء جيش وأسطوؿ‬
‫قوى‪.‬‬

‫الفتراضات الخاصة بالفكر المركنتالي‪:‬‬

‫يفترض ىذا الفكر أف عنصر العمؿ ىو أىـ عناصر االنتاج في عممية النمو‪ ،‬وليذا استخدـ‬
‫التجارييف نظرية القيمة في العمؿ بمعنى أف قيمة السمع يتـ تحديدىا بما بذؿ في انتاجيا مف ساعات‬
‫عمؿ‪ ،‬وليذا فيو ال يؤمف بمبدأ الحرية االقتصادية ويؤكد عمى ضرورة تدخؿ الحكومة في النشاط‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫إف اليدؼ األساسي مف السياسة االقتصادية المركنتالية ىو تحقيؽ فائض في الصادرات عف الواردات‬
‫حيث يكوف الرصيد إيجابي في الميزاف وتتدفؽ العمالت األجنبية أو المعادف النفيسة مف الخارج لكي‬
‫يدفع األجانب مقابؿ ىذا الفائض مف الذىب والفضة‪ ،‬ألنيا ىامة بالنسبة لمدوؿ التي تعاني مف‬

‫‪19‬‬
‫نقص في الموارد المالية مف أجؿ توسيع النشاط االقتصادي بيا ‪ .‬ويفترض أيضاً أف االقتصاد يعمؿ‬
‫عند مستوى أقؿ مف العمالة الكاممة‪ ،‬بمعنى أف ىناؾ موارد عاطمة‪ ،‬يحفزىا زيادة العرض النقدي مف‬
‫خالؿ التدفؽ النقدي مف الخارج‪ ،‬فيزيد االنتاج والتوظؼ حتى ال ينعكس في ارتفاع مستوى األسعار‪.‬‬
‫وبطبيعة الحاؿ فإف عجز الميزاف التجاري يخمؽ آثا اًر سمبية عمى االقتصاد حيث يتسبب في تدفؽ‬
‫العمالت والمعادف النفيسة إلى الخارج مما يتضمف انخفاض في العرض النقدي‪ ،‬فيؤدى إلى تقمص‬
‫النشاط اإلنتاجي‪ .‬وال شؾ أف الدولة تمعب دو اًر ىاماً في ىذا الفكر حيث تقوـ برقابة تبادؿ العمالت‬
‫أو المعادف النفيسة‪ ،‬حيث عرؼ ىذا النظاـ " إدارة السبائؾ" وفيو ال تسمح الدولة لألفراد بتصدير‬
‫الذىب أو الفضة إلى الخارج إال في ظروؼ محددة وبعد موافقة الحكومة عمى ذلؾ ‪.‬كما قامت الدولة‬
‫بتكويف احتكارات ضخمة في مجاؿ النقؿ والتجارة لتحقيؽ أرباح احتكارية ضخمة تساىـ في الرصيد‬
‫اإليجابي لمميزاف التجاري‪ .‬استمرت حتى القرف التاسع عشر مع اتخاذ الحكومات في أوروبا العديد‬
‫مف السياسات لتحقيؽ فائض مستمر في الصادرات منيا دعـ الصادرات وفرض الحصص الكمية‬
‫عمى الواردات‪ ،‬فضالً عف فرض رسوـ جمركية عالية عمى واردات السمع االستيالكية وتقميميا عمى‬
‫الواردات مف المواد الخاـ الالزمة لعممية االنتاج والتصدير‪ .‬كما ركزت السياسة الحكومية عمى تعظيـ‬
‫التدفؽ مف المعادف النفيسة لمداخؿ مقابؿ خدمة النقؿ البحري‪ ،‬فعمى سبيؿ المثاؿ أصدرت انجمت ار‬
‫قوانيف لممالحة حرمت السفف األجنبية مف االستخداـ في التجارة في السواحؿ البريطانية‪ ،‬تمؾ السياسة‬
‫لـ تختفى حتى يومنا ىذا‪ ،‬حيث أف السفف غير األمريكية ال يحؽ ليا حمؿ البضائع بيف الموانئ‬
‫األمريكية‪ .‬وعمى ىذا فإف الحكومة في ظؿ فكر مدرسة التجارييف تتخذ اإلجراءات والقوانيف الكفيمة‬
‫بتحسيف مستوى الجودة بالنسبة لمسمع المنتجة محمياً والموجية لمتصدير‪ ،‬مف خالؿ االىتماـ بعنصر‬
‫العمؿ وميارتو لتأثيره المباشر عمى تحسيف الجودة‪ ،‬وبالتالي تزايد القدرة التنافسية ليا في األسواؽ‬
‫األجنبية‪ ،‬لكف عمى الجانب اآلخر‪ ،‬فإف أجور العماؿ يجب أف تكوف منخفضة لكي ال تزيد تكمفة‬
‫االنتاج وأسعار المنتجات‪ .‬فكانت األجور بصورة تحكمية بحيث تتناسب مع وضع طبقة العماؿ في‬
‫السمـ االجتماعي‪ .‬وىكذا رأينا أف السياسات الحكومية تتوائـ مع تعريؼ ثروة األمة عمى أنيا تراكـ‬
‫مستمر لألرصدة الدولية مف المعادف النفيسة في إطار نظرة ساكنة لمثروة الكمية في العالـ‪ ،‬بمعنى‬
‫زيادة ثروة دولة يجب أف تكوف عمى حساب باقي دوؿ العالـ‪ ،‬كذلؾ يكوف عمى حساب التضحية‬
‫بمستويات االستيالؾ والرفاىية ألفراد ذلؾ المجتمع بمعنى وجود دوؿ غنية ذات شعوب فقيرة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫أشير رواد ىذه المدرسة ىـ توماس ماف ‪ ،‬جاف باتيست كولير وولياـ بيتي الذيف نظروا‬
‫لمعممية التجارية في زمف ظيور الفكر البرجوازي‪.‬‬

‫ثاَيا ا‪ -‬انفكز انكالسيكي في يىاجهت انفكز انًزكُتاني ‪:‬‬


‫في بداية القرف الثامف عشر أصبحت األفكار المركنتالية تبدو غير مناسبة‪ ،‬حيث تسببت‬
‫حروب الفالحيف في انتياء عيود االقطاع إلى مركزية الممكية وبدأ النظاـ السوقي ينمو‬
‫ويتطور في نفس الوقت الذى تناقص فيو حجـ االحتكارات الحكومية‪ ،‬حيث بدأ المفكريف‬
‫الكالسيكييف األوائؿ مثؿ " ديفيد ىيوـ وآدـ سميث "في تحدى األسس التي بنى عمييا‬
‫ال لو‪ .‬ووضعا بيذا األسس السياسة التقميدية المنادية بمبدأ‬
‫الفكر المركنتالى وتقديـ بدي ً‬
‫" دعو يعمل دعو يمر"‪.‬‬

‫ثالثًاً‪ً-‬آلية األسعار – النقود – التدفق السمعي"ًلديفيد ىيوم"‬

‫مف أىـ وأوؿ اليجمات التي شنيا الفكر الكالسيكي ىو ديفيد ىيوـ في عاـ ‪ 1752‬مف‬
‫خالؿ ما قدمو في كتابو " ‪ " Political Discourses‬آلية توسط بيف مستوى األسعار‬
‫وتدفؽ المعادف النفيسة (الذىب النقدي) مف ناحية ومستوى األسعار والتدفؽ السمعي في‬
‫صورة صادرات و واردات مف ناحية أخرى‪.‬‬

‫ويتمخص تحميؿ" ىيوـ "في أف تراكـ المعادف النفيسة (الذىب) كنتيجة الستمرار الفائض‬
‫في الميزاف التجاري‪ ،‬يمكف أف يتسبب في زيادة العرض النقدي المحمي‪ ،‬مما يتسبب في‬
‫ارتفاع كؿ مف األسعار واألجور‪ ،‬وىذا بدوره يتسبب في انخفاض القدرة التنافسية‬
‫لمصادرات‪ ،‬مع افتراض أف تغيرات العرض النقدي تؤثر عمى األسعار فقط دوف الناتج‬
‫الحقيقي أو التوظؼ‪ ،‬وذلؾ ألف " ىيوـ " يفترض ظروؼ التوظؼ الكامؿ لعناصر‬
‫اإلنتاج‪ ،‬وىذا يتعارض تماماً مع االفتراض األساسي لمفكر المركنتالى‪ ،‬ومف ناحية أخرى‬
‫فإف تناقص الذىب النقدي بالنسبة لمدوؿ التي تعانى مف العجز في الميزاف التجاري‬

‫‪21‬‬
‫سوؼ يقمؿ العرض النقدي المحمى وبالتالي يخفض األسعار واألجور المحمية مما يزيد‬
‫مف القدرة التنافسية لمصادرات‪.‬‬

‫ووفقاً لتحميؿ ىيوـ قاؿ إنو مف المستحيؿ عمى أي دولة أف تستمر في تراكـ األرصدة‬
‫الدولية إلى األبد‪ ،‬والسبب يرجع إلى أف العجز التجاري يخمؽ بذاتو آلية تعمؿ عمى إلغاء‬
‫العجز بصورة تمقائية‪ ،‬سواء عمى المستوى المحمي في صورة تغيرات في العرض النقدي‬
‫واألسعار واألجور أو عمى المستوى الدولي تظير في تغيرات في الصادرات والواردات‬
‫حتى يتـ استعاده التوازف في الميزاف التجاري‬

‫ويمكف توضيح ىذه اآللية بصورة مبسطة كما في الشكؿ التالي‪:‬‬

‫سٌادة العزض النقذي‬ ‫تذفق الذهة إلى الذاخل‬ ‫الصادرات > الواردات‬
‫المحلً‬

‫ارتفاع األسعار المحلٍة‬ ‫الصادرات = الواردات‬

‫ارتفاع األجور المحلٍة‬ ‫تناقص القذرة التنافسٍة‬ ‫تناقص الصادرات‬


‫وسٌادة الواردات‬

‫آٌُح اسرؼادج اٌرىاصْ فٍ اٌُّضاْ اٌرجاسٌ (ػٕذ حذوز فائط)‬

‫‪22‬‬
‫انخفاض العزض النقذي‬ ‫تذفق الذهة إلى الخارج‬ ‫الصادرات < الواردات‬
‫المحلً‬

‫انخفاض األسعار‬ ‫الصادرات = الواردات‬


‫المحلٍة‬

‫تناقص الواردات‬
‫انخفاض األجور المحلٍة‬ ‫تشاٌذ القذرة التنافسٍة‬
‫وسٌادة الصادرات‬

‫آلية استعادة التوازف في حالة عجز في الميزاف التجاري‬

‫وىكذا فإف ىيوـ قد أثبت أنو مف المستحيؿ أف تستمر أي دولة في تحقيؽ فائض مستمر‬
‫في الميزاف التجاري حيث أف ما يتراكـ لدييا مف ذىب نقدى ينعكس سمبياً عمى قدرتيا‬
‫التنافسية ويفقدىا تدريجي ًا ىذا الفائض وليس كما أدعى فكر مدرسة التجارييف‬

‫‪ ..................................‬انتيت المحاضرة ‪.................................‬‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬

‫‪23‬‬
‫جامعت حماة ‪ -‬كليت االقتصاد‬

‫التجارة الذولٍة لطالب السنة الثالثة‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬ ‫المحاضرة الرابعت ‪2 / 4 / 2017‬‬

‫المدرسةًالتقميديةً‪Traditional or Classical Theory‬‬

‫سوفًندرسًفيًىذهًالمحاضرةً‪ً :‬‬

‫أوًلً‪ً-‬المدرسةًالتقميدية‪ً .‬‬

‫ثانيًاً‪ً-‬افتراضاتًالنظريةًالتقميدية(الكلسيكية)‪ً ً.‬‬

‫ثالثًاً‪ً-‬أفكارًآدمًسميثًفيًالقتصادًالدولي‪.‬‬

‫رابعًاً‪ً-‬نظريةًالمزاياًالنسبية‪ً :‬‬

‫أ‪ .‬االفتراضات األساسية التي يقوـ عمييا تحميؿ ريكاردو‪.‬‬

‫ب‪ .‬كيؼ يتـ حساب المزايا النسبية؟‪.‬‬

‫ج‪ -‬مكاسب التجارة القائمة عمى التخصص وفقا لممزايا النسبية‪.‬‬

‫ً‬

‫ً‬

‫ً‬

‫ً‬

‫ً‬

‫‪24‬‬
‫أوًلً‪ً-‬المدرسةًالتقميديةً‪ً :‬‬

‫ظيرت النظرية الكالسيكية في التجارة الدولية ‪Classical theory in international‬‬


‫‪ trade‬في الربع األخير مف القرف الثامف عشر وأوائؿ القرف التاسع عشر كرد فعؿ‬
‫لمذىب التجارييف ‪ merchandise Doctrine‬والذي كاف يحمؿ لواء الدعوة إلى فرض‬
‫القيود عمى التجارة الخارجية لمحصوؿ عمى أكبر كمية ممكنة مف المعادف النفيسة‪ ،‬حيث‬
‫كانت ىذه األخيرة مقياساً لقوة الدولة االقتصادية في ذلؾ الوقت‪ ..‬فجاءت النظرية‬
‫ومظيرة أف قوة الدولة االقتصادية ال‬
‫الكالسيكية مدافعة عف حرية التجارة الخارجية‪ُ .‬‬
‫تكمف فيما تحويو خزائنيا مف معادف نفيسة فقط‪.‬‬

‫فمقد أوضحت ىذه النظرية أف حرية التجارة الخارجية ىي الطريؽ لزيادة ثروة البالد‬
‫الحقيقية‪ .‬وبالتالي قوتيا االقتصادية‪ .‬وترتيباً عمى ذلؾ كانت حرية التجارة الخارجية في‬
‫نظر مفكري المدرسة الكالسيكية أفضؿ مف عدـ حرية التجارة الخارجية‪.‬‬

‫ثانيًاً‪ً-‬افتراضاتًالنظريةًالتقميدية(الكلسيكية)ً‪ً :‬‬

‫يعتبر آدـ سميث في كتابو ثروة األمـ ‪ 1776‬ـ أف تقسيـ العمؿ الدولي‪ ،‬الناتج عف‬
‫اتساع نطاؽ السوؽ‪ ،‬يتيح لكؿ دولة أف تتخصص في إنتاج السمع التي تكوف ليا ميزة‬
‫مطمقة في إنتاجيا ثـ تبادؿ فائض إنتاجيا عف استيالكيا منيا بما يفيض عف حاجة‬
‫الدوؿ األخرى مف سمع تتمتع بإنتاجيا بنفس الميزات المطمقة‪ .‬وتتمثلًنفقةًإنتاجًالسمعةً‬
‫فيًكميةًالعملًاللزمةًإلنتاجيا‪ً،‬وىوًماًيعنيًأنًالعملًىوًعنصرًاإلنتاجًالوحيد‪.‬‬

‫والتجارة الدولية في رأي آدـ سميث‪ ،‬تقوـ بوظيفتينًىامتين‪:‬‬

‫فيي أوالً ‪ :‬تخمؽ مجاالً لتصريؼ اإلنتاج الفائض عف حاجة االستيالؾ المحمي وتستبدلو‬
‫بشيء آخر ذي نفع أكبر‪،‬‬

‫‪25‬‬
‫وىي ثانياً‪ :‬تتغمب عمى ضيؽ السوؽ المحمي مف خالؿ استيراد المواد التي تكمفو كثي اًر أو‬
‫التي ال يستطيع إنتاجيا أصالً‪.‬‬

‫حيث بدأ بتعريؼ ثروة األمة عمى أنياًانعكاس لقدرتيا اإلنتاجية وليس قدرتيا عمى‬
‫تراكـ األرصدة الدولية والمعادف النفيسة‪ .‬ولقد اعتقد " سميث " إف ظروؼ الحرية‬
‫ار في‬
‫االقتصادية ىي األكثر مالئمة لزيادة الطاقة االنتاجية‪ ،‬حيث يصبح األفراد أحر اً‬
‫اختيار األنشطة التي تحقؽ ليـ مصالحيـ‪ .‬وىذا الدافع وحده " تحقيق المصمحةًالفرديةً‬
‫" يدفع األفراد إلى التخصص في األنشطة التي تتناسب مع قدراتيـ الخاصة‪ ،‬ىكذا يتـ‬
‫تقسيـ العمؿ بما يحقؽ أعمى انتاجية ممكنة في ظؿ المنافسة الكاممة‪.‬‬

‫وعمى ىذا لـ يؤمف" سميث "بأىمية دور الدولة في التدخؿ بالنشاط االقتصادي كما نادى‬
‫المركنتالييف‪ ،‬بؿ عمى العكس اعتقد" سميث بوجود يد خفية تسعى إلى تحقيؽ مصمحة‬
‫المجتمع ككؿ عندما يكوف األفراد أح ار اًر في اختيار األنشطة االقتصادية التي تحقؽ‬
‫مصمحتيـ الشخصية‪ ،‬في إطار القانوف والحفاظ عمى حقوؽ الممكية الخاصة‪ ،‬وربما‬
‫الدور الوحيد الذى يمكف أف تمعبو الحكومة مف وجية نظر سميث يتمخص في الحفاظ‬
‫عمى كفاءة عمؿ األسواؽ بصورة تناقصية دوف أي شوائب احتكارية‪ .‬فقد بيف أف االكتفاء‬
‫الذاتي وعدـ تقسيـ العمؿ بيف األفراد والتخصص في العمؿ يؤدى إلى انخفاض في‬
‫االنتاج والدخؿ ومستوى المعيشة والنتيجة خسارة الدوؿ كميا‪ .‬ولذلؾ نادى بالحرية‬
‫االقتصادية عموماً‪ ،‬وكذلؾ في مجاؿ التجارة الخارجية وازالة جميع القيود التي نادى بيا‬
‫التجاريوف لتنظيـ التجارة الخارجية‪ ،‬والذى يعتبره آدـ سميث األساس األوؿ والعامؿ‬
‫الفعاؿ في وفرة االنتاج وزيادة ثروات األمـ‪ .‬وأساس دعوى آدـ سميث لمتخصص وتقسيـ‬
‫العمؿ الدولييف‪ ،‬ىو أف االنتاج مف سمعة معينة في دولة ما إذا تمتع بميزة مطمقة أي‬
‫نفقة مطمقة أقؿ‪ُ ،‬يعد كافياً لقياـ التجارة الخارجية بيف تمؾ الدولة والدوؿ األخرى التي‬
‫تتمتع بميزات مطمقة أخرى أو نفقة مطمقة أقؿ في إنتاج سمع أخرى فيحدث التبادؿ‬

‫‪26‬‬
‫بينيما‪ .‬ولقد طبؽ سميث أفكاره الخاصة عف مزايا التخصص وتقسيـ العمؿ عمى‬
‫المعامالت التي تتـ بيف أحد الدوؿ وباقي دوؿ العالـ‪ ،‬فقد استنتج سميث أف الدوؿ مثؿ‬
‫األفراد يجب أف يتخصصوا في إنتاج وتصدير السمع التي تتمتع في انتاجيا بميزة مطمقة‬
‫واستيراد السمع التي تتمتع فييا الدوؿ األخرى شركاء التجارة بميزة مطمقة‪ .‬بمعنى آخر‬
‫فإف كؿ دولة يجب أف تصدر السمع التي تنتجيا بكفاءة مقاسة بوحدات العمؿ التي‬
‫تحتاجيا الوحدة الواحدة مف السمعة مقارنة بشركائيا في التجارة‪.‬‬

‫لقدًعمدًًسميثًإلىًوضعًمجموعةًمنًالفرضياتًالتيًساعدتوًعمىًذلكًوىي‪:‬‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬وجود دولتيف تنتجاف سمعتيف مختمفتيف‪.‬‬


‫‪ -2‬قيمة السمعة تتحدد بعامؿ واحد وىو العمؿ‪.‬‬
‫‪ -3‬دالة اإلنتاج نفسيا في كمتا الدولتيف‪.‬‬
‫‪ -4‬حرية تنقؿ عوامؿ اإلنتاج داخؿ البمد الواحد‪.‬‬
‫‪ -5‬التوظيؼ الكامؿ لعوامؿ اإلنتاج داخؿ البمد الواحد‪.‬‬
‫‪ -6‬حرية المبادالت‪.‬‬

‫ثالثاً‪ -‬أفكار آدم سمٍث فً االقتصاد الذولً‪:‬‬

‫لقد اعتبر سميث أف الدولة مثؿ األفراد يجب أف تتخصص في إنتاج وتصدير السمع التي‬
‫تتمتع في إنتاجيا بميزة مطمقة واستيراد السمع التي تتمتع فييا الدوؿ األخرى شركاء‬
‫التجارة بميزة مطمقة‪ ،‬بمعنى آخر فإف كؿ دولة يجب أف تصدر السمع التي تنتجيا بكفاءة‬
‫مقاسة بوحدات العمؿ التي تحتاجيا الوحدة الواحدة مف السمعة مقارنة بشركائيا في‬
‫التجارة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫افترض أف العالـ يتكوف مف دولتيف فقط ىما انكمت ار والبرتغاؿ‪ .‬وأف ىناؾ سمعتيف فقط يتـ‬
‫إنتاجيما في الدولتيف ىما المنسوجات والزيوت‪ .‬كما افترض أف تكمفة اإلنتاج تقدر‬
‫بساعات العمؿ المبذوؿ في إنتاج السمعتيف كما يتضح مف الجدوؿ التالي‪:‬‬

‫زيوت‪ /‬الجالوف‬ ‫المنسوجات‪ /‬متر‬


‫‪ 4‬ساعة‬ ‫‪ 1‬ساعة‬ ‫انكمت ار‬
‫‪ 3‬ساعة‬ ‫‪ 2‬ساعة‬ ‫البرتغاؿ‬

‫تفسير الجدوؿ‪:‬‬

‫في إنكمترا‪ :‬إنتاج الجالوف الواحد مف الزيوت يكمؼ ما يعادؿ ‪ 4‬أمتار مف‬ ‫‪‬‬

‫المنسوجات (ويعرؼ ذلؾ بالسعر النسبي بيف السمعتيف) ففي ظؿ غياب النقود‬
‫فإف أي فرد يستطيع أف يقايض جالوف واحد مف الزيوت مقابؿ ‪ 4‬أمتار مف‬
‫المنسوجات في أسواؽ إنجمترا‪.‬‬
‫في البرتغاؿ‪ :‬إنتاج جالوف الواحد مف الزيوت يتكمؼ ما يعادؿ تكمفة ‪ 2/3‬متر مف‬ ‫‪‬‬

‫المنسوجات‪ ،‬ويستطيع أي فرد في البرتغاؿ مقايضة جالوف واحد مف الزيوت‬


‫مقابؿ ‪ 1.5‬متر مف المنسوجات‪.‬‬
‫ويتضح مف ذلؾ أف إنكمت ار تتمتع بميزة مطمقة في إنتاج المنسوجات‪ ،‬حيث أف‬ ‫‪‬‬

‫المتر مف المنسوجات في إنجمت ار يحتاج إلى عدد أقؿ مف ساعات العمؿ مقارنة‬
‫بالبرتغاؿ (التكمفة في إنكمت ار = ‪ 1‬ساعة لموحدة‪ ،‬أقؿ مف التكمفة في البرتغاؿ = ‪2‬‬
‫ساعة)‪.‬‬
‫ومف ناحية أخرى فإف البرتغاؿ تتمتع بميزة مطمقة في إنتاج الزيوت حيث يحتاج‬ ‫‪‬‬

‫الجالوف مف الزيوت في البرتغاؿ إلى عدد أقؿ مف ساعات العمؿ مقارنة بإنكمت ار‬

‫‪28‬‬
‫(التكمفة في إنكمت ار ‪ 4‬ساعة لمجالوف – أكبر مف التكمفة في البرتغاؿ – ‪ 3‬ساعة‬
‫لمجالوف)‪.‬‬
‫‪ ‬وىكذا فإف ىناؾ فرص لقياـ التجارة بيف الدولتيف نظ ار الختالؼ المزايا المطمقة‬
‫بينيما‪ .‬وفقا آلدـ سميث فإف كؿ دولة يجب أف تتخصص في إنتاج وتصدير‬
‫السمعة التي تتمتع فييا بميزة مطمقة‪ ،‬أي التي تنتجيا بتكمفة مطمقة أقؿ (مقدرة‬
‫بساعات العمؿ)‪ ،‬معنى ذلؾ أف إنجمت ار تتخصص في إنتاج وتصدير المنسوجات‪،‬‬
‫والبرتغاؿ تتخصص في إنتاج وتصدير الزيوت‪.‬‬

‫التخصص المقصود في ىذه الحالة ىو التخصص الكامؿ‪ ،‬بمعنى أف إنجمت ار تقوـ بتوجيو‬
‫كافة عناصر اإلنتاج المتاحة لدييا إلنتاج المنسوجات وتعتمد في استيالكيا لمزيوت عمى‬
‫االستيراد مف البرتغاؿ‪ .‬وفي نفس الوقت توجو البرتغاؿ كؿ الموارد المتاحة لدييا إلنتاج‬
‫الزيوت فقط وتعتمد بصورة كاممة عمى االستيراد مف إنكمت ار في استيالكيا مف‬
‫المنسوجات‪ .‬وبالتالي ًالشرط ًاألساسي ًلقيام ًالتجارة ًالخارجية ًبين ًالدولتين ًىو ًأنً‬
‫‪.‬‬ ‫يكونًمعدلًالتبادلًالخارجيًأعمىًمنًمعدلًالتبادلًالداخميًولوًبوحدةًواحدة‬

‫ونستطيع تعريف ًمعدل ًالتبادل ًالدولي ًعمى ًانو ًالمعدل ًالذي ًيتم ًعمى ًأساسو ًتبادلً‬
‫السمعًبينًالدولتين‪.‬‬

‫ماىيًالنتقاداتًالموجيةًآلدمًسميث‪ً :‬‬

‫‪ -1‬لـ تستطع نظرية سميث تحديد معدؿ تبادؿ دولي دقيؽ بينما اكتفت فقط بتحديد‬
‫حد أدنى وحد أقصى لقياـ التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ -2‬يؤدي تطبيؽ ىذه النظرية إلى انكماش التجارة الخارجية ألف ليس كؿ الدوؿ‬
‫تتمتع بمزايا مطمقة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -3‬اعتقد سميث أف التجارة الخارجية ىو امتداد لمتجارة الداخمية وىذا مخالؼ‬
‫لمحقيقة‪.‬‬
‫‪ -4‬إف العمؿ بمبدأ الحرية المطمقة غير صحيح ألنو ال بد مف وجود عوائؽ وقيود‬
‫خاصة عمى حركة عوامؿ االنتاج‪.‬‬
‫‪ -5‬لقد افترض سميث في نظريتو وجود دولتاف فقط وىذا غير منطقي واألمر أكثر‬
‫تعقيد مف ذلؾ ‪.‬‬

‫رابعًاً‪ً-‬نظريةًالمزاياًالنسبيةً ً‬

‫نظريةًالنفقاتًالنسبيةًلديفيدًريكاردو‪:‬‬
‫في كتابو مبادئ االقتصاد السياسي والضرائب قدـ ريكاردو نظريتو عف النفقات النسبية‬

‫ً‬ ‫ًأ‪ً.‬الفتراضاتًاألساسيةًالتيًيقومًعميياًتحميلًريكاردو‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ -‬وجود دولتيف وسمعتيف ونوعيف مف عناصر اإلنتاج‬

‫‪.‬‬‫‪ -‬حرية التجارة والمنافسة الكاممة‬

‫‪ -‬االعتماد عمى نظرية القيمة في العمؿ عند قياس تكمفة إنتاج السمع‪.‬‬

‫‪ -‬الموارد االقتصادية لكؿ دولة تظؿ كما ىي ثابتة‪ ،‬وأف كؿ نوع مف تمؾ الموارد متماثؿ‬
‫تماما‪ .‬مثالً عنصر العمؿ يتكوف مف وحدات متجانسة ال تختمؼ في مستوى الميارة أو‬
‫التدريب‪ ،‬أو أف عنصر األرض يتكوف مف وحدات متجانسة ال تختمؼ في درجة‬
‫الخصوبة أو الجودة‪.‬‬

‫‪ -‬إف عناصر اإلنتاج المختمفة ( العمؿ – رأس الماؿ – األرض) تتحرؾ بسيولة تامة‬
‫مف نشاط إلى أخر عمى المستوى المحمي‪ ،‬بينما ال يمكنيا أف تتحرؾ مف دولة إلى‬
‫أخرى‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -‬ثبات مستوى المعرفة الفنية كما ىي داخؿ كؿ دولة مع إمكانية اختالؼ ىذا المستوى‬
‫مف دولة إلى أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬أف تكمفة اإلنتاج ثابتة‪ ،‬وساعات العمؿ الالزمة إلنتاج الوحدة الواحدة مف السمعة تظؿ‬
‫كما ىي بصرؼ النظر عف الكمية المنتجة منيا‪ ،‬إف ثبات التكاليؼ ىو السبب وراء‬
‫االتجاه إلى التخصص الكامؿ بعد قياـ التجارة‪.‬‬

‫‪ -‬التوظيؼ الكامؿ لعناصر اإلنتاج أو االتجاه التمقائي إلى التوظيؼ الكامؿ‪.‬‬

‫اعتبر ريكاردو أف حرية حركة عناصر اإلنتاج عمى المستوى المحمي مف نشاط إلى‬
‫آخر‪ .‬فذكر أف عنصر العمؿ ورأس الماؿ سوؼ يتجياف إلى األنشطة التي تعظـ‬
‫اإلنتاجية والعوائد الحدية‪ ،‬ويستمر التحرؾ حتى تتساوى العوائد الخاصة بعناصر اإلنتاج‬
‫في األنشطة المختمفة‪.‬‬

‫أما عمى المستوى الدولي فإف الوضع مختمؼ تماماً‪ ،‬حيث أف عناصر اإلنتاج ال يمكف‬
‫أف تنتقؿ مف دولة إلى أخرى ولكف كؿ دولة يجب أف تتخصص مف خالؿ تحويؿ الموارد‬
‫إلنتاج السمع التي تتمتع فييا بميزة نسبية‪.‬‬

‫ً‬ ‫ب‪ًًًً.‬كيفًيتمًحسابًالمزاياًالنسبية؟‬
‫ً‬

‫لنأخذ المثاؿ التالي‪:‬‬

‫الزيوت‪ /‬الجالوف‬ ‫المنسوجات‪ /‬المتر‬

‫‪1‬ساعة‬ ‫‪2‬ساعة‬ ‫فرنسا‬

‫‪ 4‬ساعة‬ ‫‪ 3‬ساعة‬ ‫ألمانيا‬

‫‪31‬‬
‫مف الجدوؿ نالحظ أف ألمانيا ال تتمتع بأي ميزة مطمقة في إنتاج أي مف السمعتيف‪،‬‬
‫وبالتدقيؽ في وضع ألمانيا نالحظ أنيا أقؿ كفاءة في إنتاج السمعتيف ولكف بنسبة‬
‫متفاوتة‪ .‬إف تكمفة إنتاج الزيت في ألمانيا مقارنة بتكمفة إنتاجيا في فرنسا يمكف حسابيا‬
‫كاالتي‪:‬‬

‫تكمفة إنتاج الزيت في ألمانيا ‪ /‬تكمفة إنتاج الزيت في فرنسا ‪=111 X‬‬

‫‪% 411 =111 x 1/4‬‬

‫معنى ذلؾ أف تكمفة إنتاج الزيت في ألمانيا تمثؿ ‪ % 400‬مف تكمفتيا في فرنسا‪ ،‬مف‬
‫ناحية أخرى فإف تكمفة إنتاج المنسوجات في ألمانيا تمثؿ ‪ % 150‬فقط مف تكمفتيا في‬
‫فرنسا‪.‬‬

‫مف الواضح أف نقص الكفاءة في إنتاج المنسوجات أقؿ مف نقص الكفاءة في إنتاج‬
‫الزيت‪ ،‬وىو ما يعني أف ألمانيا لدييا ميزة نسبية في إنتاج المنسوجات مف إنتاج الزيت‬
‫عمى الرغـ مف عدـ تمتعيا بأي ميزة مطمقة في إنتاج السمعتيف‪.‬‬

‫أما بالنسبة لفرنسا فيي كما الحظنا تتمتع بميزة مطمقة في إنتاج السمعتيف ولكف بحساب‬
‫التكاليؼ النسبية نجد أف فرنسا أكثر كفاءة نسبية بنسبة متفاوتة‪ ،‬حيث أف تكمفة إنتاج‬
‫الزيت في فرنسا مقارنة بتكمفة إنتاجيا في ألمانيا تمثؿ ‪ % 25‬بينما تكمفة إنتاج‬
‫المنسوجات في فرنسا تمثؿ ‪ % 66,7‬مف تكمفتيا في ألمانيا‪.‬‬

‫وىكذا فإف فرنسا أكثر كفاءة في إنتاج الزيت عف إنتاج المنسوجات‪ ،‬وىو ما يعني أف‬
‫فرنسا لدييا ميزة نسبية في إنتاج الزيت عنو في إنتاج المنسوجات عمى الرغـ مف تمتعيا‬
‫بميزة مطمقة في إنتاج السمعتيف‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫وعميو حسب تحميؿ ريكاردو يمكف أف تقوـ التجارة بيف كؿ مف فرنسا وألمانيا حيث‬
‫تتخصص فرنسا ف ي إنتاج الزيت وىي السمعة التي تتمتع في إنتاجيا بميزة نسبية وتقوـ‬
‫ألمانيا بالتخصص في إنتاج المنسوجات وىي السمعة التي تتمتع في إنتاجيا بميزة نسبية‪.‬‬

‫السؤالًاآلنًىوًماًىيًالمكاسبًالتيًيمكنًأنًتتحققًبالنسبةًلمدولتينًبعدًالتجارةً‬
‫وفقاًلتحميلًريكاردو؟‪ً .‬‬

‫ً‬ ‫ج‪ً-‬مكاسبًالتجارةًالقائمةًعمىًالتخصصًوفقاًلممزاياًالنسبية‪:‬‬

‫االفتراض األوؿ‪ :‬افترض ريكاردو أف كؿ دولة تستيمؾ وحدة واحدة فقط مف السمعتيف قبؿ‬
‫وبعد التجارة‪ ،‬ىذا االفتراض في الحقيقة إنما يجعؿ المكسب الذي يمكف أف يتحقؽ مف‬
‫التجارة إنما ينحصر في تخفيض تكمفة اإلنتاج بعد قياـ التجارة بدالً مف زيادة الكمية‬
‫المستيمكة مف السمعتيف‪.‬‬

‫االفتراض الثاني ‪ :‬يتعمؽ بمعدؿ التبادؿ الدولي حيث ذكر أف كؿ دولة تقوـ بمبادلة وحدة‬
‫مف الزيت مقابؿ وحدة مف المنسوجات‪ .‬معنى ذلؾ أف تقوـ فرنسا تتخصص في إنتاج‬
‫الزيت وألمانيا في إنتاج المنسوجات ثـ يتـ التبادؿ بينيما عمى أساس جالوف مف الزيت‬
‫مقابؿ متر مف المنسوجات‪ ،‬والمعيار يشترط أف المعدؿ الدولي يجب أف يقع بيف‬
‫المعدليف الداخميف لمدولتيف حتى يحقؽ مكاسب بالنسبة ليما‪.‬‬

‫المعدؿ الداخمي في فرنسا‪ 1 :‬جالوف مف الزيت = ‪ 1/2‬متر مف المنسوجات‬

‫المعدؿ الداخمي في ألمانيا‪ 1 :‬جالوف مف الزيت = ‪ 1,33 = 4/3‬متر مف المنسوجات‬

‫المعدؿ الدولي المقترح وفقا لريكاردو‪ 1 :‬جالوف مف الزيت = ‪ 1‬متر مف المنسوجات‬

‫‪33‬‬
‫فإننا نالحظ أف المعدؿ الدولي المقبوؿ يجب أف يكوف وحدة واحدة مف الزيت مقابؿ عدد‬
‫مف وحدات مف المنسوجات أكبر مف ‪ 0,5‬ياردة وأقؿ مف ‪ 1,33‬ياردة‪ .‬وىو ما يحققو‬
‫بالفعؿ المعدؿ الدولي الذي اقترحو ريكاردو‪.‬‬

‫ً‬ ‫أول‪ً:‬تكمفةًاإلنتاجًقبلًقيامًالتجارة‪ً:‬‬

‫إف التكمفة الكمية مقدرة بساعات العمؿ بالنسبة لمسمعتيف‪ .‬تكمفة اإلنتاج في فرنسا قبؿ‬
‫التجارة = تكمفة إنتاج وحدة مف الزيت ‪ +‬تكمفة إنتاج وحدة مف المنسوجات = ‪= 2 + 1‬‬
‫‪ 3‬ساعات عمؿ‪.‬‬

‫أما في ألمانيا تكمفة اإلنتاج قبؿ التجارة = ‪ 7 = 3 + 4‬ساعات عمؿ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ثانيا‪ً:‬تكمفةًاإلنتاجًبعدًالتجارة‪:‬‬

‫إذا قامت فرنسا بالتخصص في إنتاج الزيت ( التي تتمتع في إنتاجيا بميزة نسبية)‪ ،‬فإنيا‬
‫تحتاج وحدتيف مف الزيت‪ ،‬الوحدة األولى تخصص لالستيالؾ المحمي والثانية لمتصدير‬
‫إلى ألمانيا مقابؿ وحدة واحدة مف المنسوجات‪ ،‬في ىذه الحالة فإف تكمفة اإلنتاج تصبح‬
‫ساعتيف عمؿ‪.‬‬

‫تكمفة اإلنتاج في فرنسا بعد التجارة = وحدة مف الزيت لالستيالؾ المحمي ‪ +‬وحدة مف‬
‫الزيت لمتصدير إلى ألمانيا = ‪ 2‬ساعة عمؿ‪.‬‬

‫نالحظ أف تكمفة اإلنتاج بالنسبة لفرنسا قد انخفضت بمقدار ساعة عمؿ واحدة‪ .‬المكسب‬
‫مف التجارة = تكمفة اإلنتاج قبؿ التجارة – تكمفة اإلنتاج بعد التجارة ( ‪ 1‬ساعة عمؿ =‬
‫‪ 3‬ساعة عمؿ – ‪ 2‬ساعة عمؿ )‬

‫بالنسبة أللمانيا فإنيا تتخصص في إنتاج المنسوجات ( التي تتمتع في إنتاجيا بميزة‬
‫نسبية) وىي تحتاج إلى إنتاج وحدتيف مف المنسوجات‪ ،‬الوحدة األولى لالستيالؾ المحمي‬

‫‪34‬‬
‫والوحدة الثانية لمتصدير إلى فرنسا مقابؿ وحدة واحدة مف الزيت‪ ،‬وفي ىذه الحالة فإف‬
‫تكمفة اإلنتاج تصبح ‪ 6‬ساعات عمؿ‪.‬‬

‫تكمفة اإلنتاج في ألمانيا بعد التجارة = وحدة منسوجات لالستيالؾ المحمي ‪ +‬وحدة‬
‫منسوجات لمتصدير لفرنسا = ‪ 3‬ساعات ‪ 3 +‬ساعات = ‪ 6‬ساعات عمؿ‬

‫نالحظ أف تكمفة اإلنتاج بالنسبة أللمانيا قد انخفضت أيضا بمقدار ساعة عمؿ واحدة‪.‬‬

‫المكسب مف التجارة = تكمفة اإلنتاج قبؿ التجارة – تكمفة اإلنتاج بعد التجارة ( ‪ 1‬ساعة‬
‫عمؿ = ‪ 7‬ساعات – ‪ 6‬ساعات)‬

‫يجب أف نأخذ ىنا أف المكسب مف التجارة ليس بالضرورة أف يظير في صورة انخفاض‬
‫في التكاليؼ وانما قد يتحقؽ مف خالؿ زيادة مستوى االستيالؾ مف أحد السمعتيف أو‬
‫السمعتيف معاً ‪ .‬كذلؾ فإف المكاسب مف التجارة ليس بالضرورة أف تتوزع بالتساوي بيف‬
‫أطراؼ التبادؿ‪ ،‬الميـ في ىذه الحالة أف تحقؽ كؿ دولة قد ار مف المكاسب قد يفوؽ أو‬
‫يقؿ أو يساوي ما يحصؿ عميو شركائيا في التجارة‪.‬‬

‫‪ ..................................‬انتيت المحاضرة ‪.................................‬‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬

‫‪35‬‬
‫جامعت حماة ‪ -‬كليت االقتصاد‬

‫التجارة الذولٍة لطالب السنة الثالثة‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬ ‫المحاضرة الخامست ‪23 / 4 / 2017‬‬

‫المدرسةًالتقميديةً‪Traditional or Classical Theory‬‬

‫سوفًندرسًفيًىذهًالمحاضرةً‪ً :‬‬

‫أوًلً‪ً-‬المدرسةًالكلسيكيةً–ًجونًستيوارتًميل ً‬

‫ثانيًاً‪ً-‬المدرسةًالحديثةًفيًالتجارةً–ًىيكشرًاولين ً‬

‫ثالثًاً‪ً-‬نظريةًالميزةًالتنافسيةًلمايكلًبورتر‪ً :‬‬

‫‪36‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫أف نظرية النفقات النسبية أغفمت عامؿ الطمب في تحديد معدؿ التبادؿ الداخمي‪ ،‬بتركزىا‬
‫عمى جانب العرض أي عرض السمع واإلنتاج وعمى تكمفة العمؿ التي تدخؿ في التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬حيث وضح ريكاردو الحد األدنى والحد األعمى لمنطقة التبادؿ‪ ،‬األمر الذي أدى‬
‫إلى عدـ قدرتو عمى تحديد معدؿ التبادؿ الفعمي بينيا‪ ،‬وىذا ما حاوؿ استدراكو جوف‬
‫ستيوارت ميؿ بنظريتو ‪ " -‬قانونًالطمبًالمتبادل"‪ -‬في نظرية القيـ الدولية‪.‬‬

‫نظريةًالقيمًالدوليةًلجونًستيوارتً‪ً )1996-1873ً(ً:‬‬

‫يتفؽ ج وف ميؿ مع ريكاردو في أف السبب األساسي في قياـ التجارة الدولية ىو اختالؼ‬


‫المزايا النسبية إلنتاج السمع بيف دولة وأخرى‪ ،‬ولكنو يختمؼ عنو في تحميمو لبعض‬
‫االفتراضات التحميمية التي اعتمد عمييا تحميؿ ريكاردو‪ .‬حيث يقوـ بتعديؿ بعض‬
‫االفتراضات نظ اًر لعدـ واقعيتيـ ‪ .‬ولقد اعتمد جوف عمى االفتراضات التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود دولتيف فقط ‪.‬‬


‫‪ -2‬وجود سمعتيف فقط‪.‬‬
‫‪ -3‬ثبات مستوى التقدـ التكنولوجي‪.‬‬
‫‪ -4‬إف قيمة السمعة يتحدد بتكمفة انتاجيا مف كؿ عوامؿ اإلنتاج ( العمؿ‪ ،‬رأس‬
‫الماؿ‪ ،‬األرض‪ ،‬والتنظيـ) وليس عنصر العمؿ فقط ‪.‬‬
‫‪ -5‬إف التبادؿ الدولي يتـ عمى أساس مبادلة كمية بكمية وليست وحدة عمؿ بوحدة‬
‫عمؿ‪.‬‬

‫وإليجاد معدؿ التبادؿ الفعمي لتبادؿ سمعتيف بيف دولتيف انطمؽ جوف من ًالفرق ًبينً‬
‫معدلت ًالتبادل ًالداخمي ًوالخارجي ًلكل ًسمعة ًفي ًكل ًبمد متسائال عف العوامؿ التي‬
‫يتحدد عمى أساسيا ىذا المعدؿ؟ واإلجابة عف ىذا السؤاؿ كانت كما يمي ‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫إف المعدؿ الفعمي لمتبادؿ ىو بالضرورة تعادلًالقيمةًالكميةًلمسمعتينًمحلًالتبادل‪ ،‬التي‬
‫عمى أساسيا سيتحقؽ معدؿ التبادلًالتوازنيًعندما تكوف القيمة الكمية لما تستطيع كؿ‬
‫دولة أف تصدره إلى الدولة األخرى كافية لموفاء بالقيمة الكمية لما تريده الدولة األخرى‬
‫االستيراد منيا‪.‬‬

‫أي ‪ :‬طمب (واردات) الدولة األولى مف إحدى السمع = (صادرات) الدولة الثانية مف‬
‫السمعة األخرى والعكس صحيح ‪.‬‬

‫وعف طريؽ تركيزه عمى اختلف ًالكفاءة ًالنسبية لمعمؿ بيف الدولتيف بدالً مف التركيز‬
‫عمى التكمفة النسبية‪.‬‬

‫توصؿ إلى أف معدؿ التبادؿ التوازني ما بيف السمعتيف يتحقؽ عندما تكوف القيمة الكمية‬
‫لكمية إحدى السمع المصدرة أو المستوردة مف طرؼ إحدى الدولتيف متساوية تماماً مع‬
‫القيمة الكمية لكمية السمعة األخرى المستوردة أو المصدرة مف الدولة األخرى‪ ،‬إذ يحقؽ‬
‫ىذا المعدؿ توازف في الميزاف التجاري لكؿ البمديف‪ ،‬وعند أي معدؿ آخر غيره سيؤدي‬
‫إلى االختالؿ بيف قيمة الصادرات والواردات بحيث سيقع أحد البمديف في الفائض واآلخر‬
‫في العجز‪.‬‬

‫مف ىذه النقطة بالذات يوضح لنا ميؿ أف توزيع الكسب مف التجارة الخارجية بيف البمديف‬
‫يتوقؼ عمى عامميف أساسيف ‪:‬‬

‫‪ً–ً)1‬حجمًالطمبًالمتبادلًبينًالدولتينً‪ً ً:‬‬

‫فكمما زاد طمب إحدى الدولتيف عمى منتجات الدولة األخرى كمما مالت نسبة المبادلة‬
‫لصالح ىذه األخيرة‪ ،‬التي ستحصؿ عمى معظـ الربح مف التجارة‪ ،‬وقد تكوف قيمة السمع‬
‫التي تطمبيا إحدى الدولتيف مف األخرى أكبر مف قيمة السمع التي تطمبيا الثانية مف‬
‫األولى ويرجع ذلؾ إلى اختالؼ حجـ السوؽ والقدرة الشرائية لممواطنيف ‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫ىكذا تصبح القاعدة العامة عند ميؿ "النفع مف التجارة يؤوؿ دائما إلى صاحب الطمب‬
‫الصغير أي القطر الصغير‪ ،‬والنفع األقؿ يعود دائما إلى صاحب الطمب األكبر أي ‪:‬‬
‫القطر الكبير"‬

‫‪ً-)2‬المرونةًالسعريةًلمطمبً‪ً ً:‬‬

‫لـ يكتفي ميؿ بكؿ ما قاـ بو‪ ،‬بؿ أرد الذىاب بعيداً لمعرفة الكيفية التي تتوزع بيا الفائدة‬
‫الكمية لمتجارة الخارجية ولتقسيـ العمؿ الدولي ما بيف األطراؼ المشاركة فيو‪.‬‬

‫ينطمؽ ‪ John stuart mill‬مف االعتقاد القائؿ بأف الفائدة مف التبادؿ الدولي ستزداد كمما‬
‫زاد الطمب عمى منتجاتيا بواسطة الدوؿ األخرى‪ ،‬وقؿ طمبيا ىي عمى منتجات ىذه‬
‫الدوؿ‪ ،‬مستخدماً في ىذا الصدد مفيوـ المرونة أي مرونة الطمب السعرية ‪.‬‬

‫إذا استخدمنا تعبير المرونة‪ ،‬سنتمكف مف عرض وجو نظر ميؿ عف كيفية تقسيـ فوائد‬
‫التجارة الخارجية عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪ ‬إذا كاف طمب إح دى الدولتيف عمى السمعة التي تنتجيا الدولة الثانية متكافئ المرونة‬
‫سيزداد طمبيا مف ىذه السمعة بنفس نسبة انخفاض ثمنيا معب اًر عنو بوحدات مف‬
‫السمعة التي تنتجيا ىي‪.‬‬
‫‪ ‬أما إذا كاف طمب إحدى الدولتيف عمى السمعة التي تنتجيا الثانية غير مرف سيزداد‬
‫طمبيا مف ىذه السمعة بنسبة أقؿ مف نسبة انخفاض ثمنيا معب اًر عنو بوحدات مف‬
‫السمعة التي تنتجيا ىي‪.‬‬
‫‪ ‬أما لو كاف الطمب إحدى الدولتيف عمى السمعة التي تنتجيا الدولة الثانية مرناً سيزداد‬
‫طمبيا مف ىذه السمعة بسبة أكبر مف نسبة انخفاض ثمنيا معب اًر عنو بوحدات مف‬
‫السمعة التي تنتجيا ىي‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫وبإدخاؿ ‪ John Stuart Mill‬عامؿ المرونة وفقا آلليات السوؽ تبيف لو أنو عندما يميؿ‬
‫معدؿ التبادؿ الدولي نحو معدؿ التبادؿ الداخمي لمدولة فيذا سيعود عمييا بالنفع األقؿ‪،‬‬
‫عند ىذه النقطة بالذات يميز ‪ John Stuart Mill‬بيف الدولة التي يعود عمييا التبادؿ الدولي‬
‫بالنفع والنفع األكبر‪.‬‬

‫ومما سبؽ ذكره نستطيع رصد العالقة بيف المرونة ومعدؿ التبادؿ الدولي عمى النحو‬
‫التالي ‪:‬‬

‫‪ ‬إذا كاف الطمب عمى السمعة غير مرناً مقارنة بالدولة األخرى ذات الطمب المتكافئ‬
‫المرونة فيذا يعود عمى الدولة األولى بالنفع األكبر بينما الثانية بالنفع األقؿ ‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كاف الطمب عمى السمعة مرناً مقارنة بالدولة األخرى ذات الطمب المتكافئ المرونة‬
‫فيذا يعود عمى الدولة األولى بالنفع األقؿ بينما الثانية بالنفع األكبر‪.‬‬
‫كما يرى ميؿ أنًلنفقاتًالنقلًتأثيرًمزدوج عمى التجارة الخارجية ‪:‬‬

‫فمن ًالناحية ‪ :‬سيؤدي وجود ىذه النفقات إلى جعؿ سعر السمعة التي تنتجيا الدولة‬
‫األولى مرتفعاً في الدولة الثانية عنو في األوؿ والعكس صحيح‪ ،‬ىكذا لف يتـ تبادؿ‬
‫الس معتيف وفؽ معدؿ التبادؿ السائد في حالة افتراض عدـ وجود نفقات النقؿ‪ ،‬والقاعدة‬
‫العامة في ىذا الشأف ىي لكي تتوزع الفائدة الكمية مف التجارة الخارجية بيف الدولتيف‬
‫يتوقؼ كؿ شيء عمى وضع الطمب المتبادؿ بينيما‪ ،‬بسبب اختالؼ المرونة ومف ثـ‬
‫تغير معدؿ التبادؿ الدولي‪.‬‬

‫ومنًناحيةًأخرى ‪ :‬تحد تكمفة النقؿ مف التخصص الدولي لمعمؿ ألنيا تضطر الدولة أف‬
‫تنتج داخؿ حدودىا سمعاً كاف يمكنيا أف تحصؿ عمييا مف الخارج بأسعار منخفضة‪،‬‬
‫ولكف وجود ىذه النفقات يزيد مف تكمفة السمعة المستوردة مما يجعؿ انتاجيا محمياً أفضؿ‬
‫مف استردتيا‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫النظريةًالحديثةًفيًالتجارةًالدوليةً‪ً:‬ىيكشرً–ًأولينً ً‬

‫وضعت في العشرينات مف القرف الماضي وىي امتداد لنظرية النفقات النسبية التي‬
‫فسرت قياـ التجارة الدولية بسبب اختالؼ النفقات النسبية إلنتاج السمع‪.‬‬

‫أما نظرية ىيكشر‪ -‬أوليف فإنيا توضح وتفسر أسباب اختالؼ النفقات النسبية لمسمع‬
‫المختمفة‪ ،‬ولقد جاءت نظرية ىيكشر أوليف عمى مرحمتيف كما يمي‪:‬‬

‫المرحمةًاألولى‪ً :‬‬

‫مساىمة ىيكشر في تفسير أسباب اختالؼ النفقات النسبية كأساس لقياـ التجارة الدولية‪:‬‬
‫حيث عزى ذلؾ إلى ‪:‬‬

‫‪ -1‬اختالؼ درجة الوفرة أو القدرة النسبية لعناصر االنتاج بيف الدوؿ المختمفة ‪ :‬أف‬
‫عناصر االنتاج ال تتوافر بنفس الدرجة في جميع الدوؿ وىذا ما يسبب اختالؼ‬
‫األسعار النسبية مف دولة إلى دولة أخرى وبناءاً عميو يقرر ىيكشر ‪:‬‬
‫أ‪ -‬معدالت أجور منخفضة نسبياً في البالد التي فييا وفرة نسبية في عنصر‬
‫العمؿ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أسعار فائدة منخفضة نسبياً في البالد التي فييا وفرة نسبية في عنصر‬
‫رأس الماؿ ‪.‬‬
‫ت‪ -‬معدالت الريع منخفضة نسبي ًا في البالد التي فييا وفرة نسبية في عنصر‬
‫األرض‪.‬‬
‫‪ -2‬اختالؼ طرؽ انتاج السمع المختمفة ( اختالؼ نسب مزج عناصر االنتاج )‬

‫أي أف انتاج السمع المختمفة يحتاج إلى نسب متفاوتة مف عناصر اإلنتاج وبناء عميو‬
‫يقرر ىيكشر ما يمي ‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫ال القمح ) يحتاج الى كميات أكبر مف عنصر‬
‫أ‪ -‬إف بعض السمع ( الزراعية مث ً‬
‫األرض بالمقارنة مع رأس الماؿ والعمؿ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إف بعض السمع ( المنتجات االلكترونية مثالً ) تحتاج إلى كميات أكبر مف‬
‫عنصر رأس الماؿ بالمقارنة مع األرض ‪.‬‬
‫ت‪ -‬إف بعض السمع المنسوجات مثالً تحتاج إلى كميات أكبر مف العمؿ وكميات أقؿ‬
‫مف رأس الماؿ ‪ .‬وبناء عمى ما سبؽ قاؿ ىيكشر ما يمي‪:‬‬
‫‪ -1‬ستتمكف الدولة التي تتمتع بوفرة نسبية في عنصر العمؿ مف إنتاج سمع‬
‫كثيفة العمؿ (المنسوجات مثالً) نظ اًر لوجود انخفاض نسبي في األجور‪.‬‬
‫‪ -2‬إف الدولة التي تتمتع بوفرة نسبية في عنصر رأس الماؿ ستتمكف مف إنتاج‬
‫سمع كثيفة في رأس الماؿ (اآلالت والسيارات) نظ اًر لوجود انخفاض نسبي في‬
‫األجور‪.‬‬
‫‪ -3‬الدولة تتمكف التي تتمتع بوفرة نسبية في عنصر األرض مف إنتاج سمع تحتاج‬
‫بكثافة لعنصر األرض (القمح والبف) نظ اًر لوجود انخفاض نسبي لدييا في‬
‫التكمفة عف الدوؿ األخرى‪.‬‬
‫‪ -4‬عندما تقوـ التجارة الدولية ستتكوف صادرات كؿ دولة مف السمع التي يحتاج‬
‫إنتاجيا إلى عناصر اإلنتاج المتوافرة فييا حيث تكوف أسعار ىذه العناصر‬
‫منخفضة نسبياً في ىذه الدولة ومف ثـ تستطيع إنتاج ىذه السمع بتكمفة أقؿ ‪.‬‬
‫‪ -5‬ستكوف واردات كؿ دولة مف السمع التي يحتاج إنتاجيا إلى عناصر إنتاج‬
‫ليست متوافرة لدييا أو تعاني فييا ندرة نسبية مقارنة مع الدوؿ األخرى‪.‬‬

‫ً‬

‫ً‬

‫ً‬
‫‪42‬‬
‫المرحمةًالثانيةً‪ً :‬‬

‫مساىمة أوليف في تفسير أسباب اختالؼ األسعار النسبية كأساس لقياـ التجارة الدولية‪:‬‬

‫ال مف‬
‫رأى أوليف أف قياـ التجارة الدولية يجب أف يفسر باالختالفات باألسعار النسبية بد ً‬
‫النفقات النسبية فاألسعار تعكس ظروؼ الطمب والعرض وتتمثؿ مساىمة أوليف بالتالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬قاـ أوليف بتعديؿ افتراض ىيكشر الثاني فرأى بأف السمع المختمفة تحتاج في‬
‫إنتاجيا إلى امتزاج عناصر اإلنتاج بنسب متفاوتة أمر بدييي‪ ،‬وأنما يتطمب األمر‬
‫النص عمى ضرورة تماثؿ دالة إنتاج السمعة الواحدة في جميع الدوؿ ويقصد‬
‫بتماثؿ إنتاج سمعة ما أف إنتاج ىذه السمعة يحتاج إلى كميات ثابتة مف عناصر‬
‫اإلنتاج ال تختمؼ مف بمد ألخر‪.‬‬
‫‪ -2‬يرى أوليف ضرورة أخذ ظروؼ الطمب في االعتبار وذلؾ ألف األسعار النسبية‬
‫ال تتحدد فقط بظروؼ العرض‪ ،‬وانما أيضاً بظروؼ الطمب ويتحدد الطمب عمى‬
‫سمعة ما عند أوليف بما يمي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أذواؽ المستيمكيف‪.‬‬
‫ب‪ -‬دخوؿ المستيمكيف ‪.‬‬

‫ويقرر أوليف أف أذواؽ المستيمكيف تؤثر في األسعار النسبية لمسمع بنفس الدرجة التي‬
‫تؤثر بيا الوفرة أو الندرة النسبية لعناصر اإلنتاج ‪.‬‬

‫فإذا افترضنا أف بمد ما يتمتع بوفرة نسبية في عنصر رأس الماؿ فإف ىذا البمد سوؼ يقوـ‬
‫بإنتاج السمعة كثيفة رأس الماؿ بتكمفة منخفضة نسبياً طبق ًا لتقدير ىيكشر ولكف إذا‬
‫افترضنا أف أذواؽ المستيمكيف تميؿ إلى تفضيؿ السمعة كثيفة رأس الماؿ أكثر مف غيرىا‬
‫فسوؼ يزداد الطمب عمى ىذه السمعة ومف ثـ يرتفع سعرىا النسبي‪ ،‬فأذواؽ المستيمكيف‬
‫قد تقمؿ وربما تمغي الميزة النسبية المترتبة عمى الوفرة النسبية لعنصر إنتاج ما‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ويصؿ أوليف إلى نتيجة مؤداىا أف تماثؿ أذواؽ المستيمكيف في البمداف المختمفة شرط‬
‫أساسي لتفسير األسعار النسبية عمى أساس الوفرة النسبية لعناصر اإلنتاج ‪ .‬ومثؿ ىذه‬
‫النتيجة تؤكد مرة أخرى أىمية جانب العرض في تحديد األسعار النسبية‪ .‬وىذا ىو‬
‫الجوىر الذي اعتمد عميو ىيكشر‪.‬‬

‫النتقاداتًالموجيةًلنظريةًىيكشرً–ًأولينً‪ً :‬‬

‫‪ -1‬عدـ تجانس وحدات اإلنتاج ( األرض‪ ،‬العمؿ‪ ،‬رأس الماؿ)‪ :‬تقوـ نظرية ىيكشر‬
‫–أوليف عمى أساس اختالؼ درجة الوفرة النسبية لعناصر اإلنتاج بيف الدوؿ‬
‫المختمفة وىي تفترض بذلؾ تجانس وحدات عناصر اإلنتاج أي تيتـ النظرية‬
‫باالختالفات الكمية في عناصر اإلنتاج وتيمؿ تماماً االختالفات النوعية فييا‪.‬‬

‫وبالتالي لـ تنظر إلى خصائص كؿ عنصر واختالفو بيف كؿ دولة‪ ،‬فالعمالة مثالً‬
‫في دولة ما قد تختمؼ عف دولة أخرى في مستوى الميارة والمعرفة ومف ثـ‬
‫باألجر‪.‬‬
‫‪ -2‬إىماؿ النظرية إلمكانية انتقاؿ عناصر اإلنتاج عمى المستوى الدولي‪ ،‬وىذا‬
‫االفتراض غير منطقي نظ اًر لتشابؾ لعالقات االقتصادية الدولية في العصر‬
‫الحديث فيناؾ اليجرات العمالية وحركات رؤوس األمواؿ بيف الدوؿ ‪.‬‬
‫‪ -3‬إمكانية اختالؼ أساليب اإلنتاج لمسمعة الواحدة أي ليس بالضرورة تساوي دالة‬
‫االنتاج لسمعة ما فإندونيسيا وأمريكا ينتجوف المطاط ‪ ،‬ولكف ىذه السمعة تعتمد‬
‫عمى عمؿ كثيؼ في إندونيسيا وعمى رأس ماؿ كثيؼ غي أمريكا ‪.‬‬

‫ً‬

‫ً‬

‫ً‬
‫‪44‬‬
‫نظريةًالميزةًالتنافسيةًلمايكلًبورتر‪ً :‬‬

‫يوضح بورتر أف الميزة التنافسية ىي نتاج تفاعؿ حركي لعوامؿ البيئة الداخمية والتي‬
‫تتكوف مف السياسات االقتصادية وخصائص العرض والطمب ونظـ التعميـ والتدريب‬
‫باإلضافة إلى تاريخ الدولة وثقافتيا فقد أوضح بورتر عدة محددات لمميزة التنافسية ‪:‬‬

‫‪ -1‬عناصر اإل نتاج‪ :‬حسب بورتر إف الميزة التنافسية ال تتحقؽ بمجرد توافر عناصر‬
‫اإلنتاج ولكف مف كفاءة استخداميا وتفاعميا مع المحددات األخرى وتميز النظرية‬
‫بيف عناصر مكتسبة يصنعيا اإلنساف وأخرى موروثة تعتبر ىبة مف الطبيعة‬
‫ويؤكد عمى األولى في صنع المزايا التنافسية‪.‬‬
‫‪ -2‬الطمب‪ :‬في ظؿ وجود طمب محمي كبير وذا معدؿ نمو سريع يمكف إقامة‬
‫مشروعات كبيرة واستخداـ تكنولوجيا متطورة وبالتالي االستفادة مف وفورات الحجـ‬
‫ورفع مستوى جودة المنتجات مف جية أخرى‪.‬‬
‫‪ -3‬التكامؿ بيف الصناعات‪ :‬أف توافر صناعات متكاممة مف شأنو توفير الطمب‬
‫الالزـ لمحصوؿ عمى مخرجات بعض الصناعات وتسييؿ حصوؿ البعض عمى‬
‫المدخالت‪ .‬كما أف وجود الصناعات المغذية يشيع مناخ يحفز االستثمار‪.‬‬
‫‪ -4‬ىيكؿ المنشأة والمنافسة المحمية‪ :‬توفر بيئة تنافسية لممنشآت يدفعيا لمتطوير‬
‫المستمر كما أف وضوح أىدافيا واستراتيجيتيا ونظـ اإلدارة بيا تمعب دو اًر في‬
‫تحديد القدرة التنافسية لمدولة ‪.‬‬
‫‪ -5‬السياسات الحكومية والصدفة‪ :‬يتوقؼ أثر ىذا العمؿ عمى مدى مرونة السياسات‬
‫االقتصادية والقدرة عمى تغيرىا لدعـ الميزة التنافسية والتعامؿ مع الصدؼ بما‬
‫يحقؽ االستفادة منيا‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫لقد صاغ بورتر أربعة مراحؿ لمميزة التنافسية ‪:‬‬

‫المرحمة األولى ‪ :‬تقودىا عوامؿ اإلنتاج ‪ :‬تتحدد الميزة التنافسية لمدولة في ىذه المرحمة‬
‫بمدى توافر عناصر اإلنتاج الموروثة ( موارد طبيعية‪ ،‬عمالة رخيصة‪ )...‬وتمعب تكاليؼ‬
‫اإلنتاج واألسعار دو اًر ىاماً في المنافسة ‪.‬‬

‫المرحمة الثانية‪ :‬يقودىا االستثمار‪ :‬تعتمد عمى زيادة معدالت االستثمار المادي والبشري‪.‬‬

‫المرحمة الثالثة‪ :‬يقودىا االبتكار حيث تتفاعؿ كمفة محددات الميزة التنافسية بشكؿ حركي‬
‫حيث يزداد الطمب ومستوى التعميـ وتزيد المنافسة المحمية بما يدفع المنشآت إلى االبتكار‬
‫والتطوير وتتكوف الميزة التنافسية مف الكثافة التكنولوجية في إنتاج السمع‪.‬‬

‫المرحمة الرابعة‪ :‬تقوده الثروة‪ :‬أف نظرية الميزة التنافسية لبورتر ليست ميزة طبيعية وانما‬
‫يمكف صنعيا وبالتالي فإف عمى كؿ دولة أف تبحث عف مجاؿ تتميز فيو‪.‬‬

‫ماىو نموذج بورتر عف الميزة التنافسية ؟‪.‬‬

‫عرؼ بورتر الميزة التنافسية عمى أنيا قدرة المنشأة عمى انتياج واختيار وتنفيذ استراتيجية‬
‫تنافسية تيدؼ إلى تحقيؽ التمييز لممنشأة عف غيرىا مف المنشآت‪.‬‬

‫ماىي العوامؿ التي يقوـ عمييا نموذج بورتر لتحقيؽ الميزة التنافسية ؟‪.‬‬

‫‪ -1‬قوى المنافسيف المرتقبيف‪.‬‬


‫‪ -2‬المنافسة بيف الشركات القائمة‪.‬‬
‫‪ -3‬القوة التفاوضية لمعمالء ‪.‬‬
‫‪ -4‬تيديد المنتجات البديمة‪.‬‬
‫‪ -5‬القوى التفاوضية لممورديف ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫مخاطر دخىل‬
‫منافسين جذد‬

‫القىة التفاوضيت‬ ‫التنافس بين‬ ‫القىة التفاوضيت‬


‫للمىردين‬ ‫الشركاث القائمت‬ ‫للمشترين‬

‫تهذيذ المنتجاث‬
‫البذيلت‬

‫‪ ..................................‬انتيت المحاضرة ‪.................................‬‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬

‫‪47‬‬
‫جامعت حماة ‪ -‬كليت االقتصاد‬

‫التجارة الذولٍة لطالب السنة الثالثة‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬ ‫المحاضرة السادست ‪31 / 4 / 2017‬‬

‫السياسةًالتجاريةً‪ً Trade Political‬‬

‫سوفًندرسًفيًىذهًالمحاضرةً‪ً :‬‬

‫فيًىذهًالمحاضرةًسوفًندرسً‪ً :‬‬

‫‪ -‬مفيومًالسياسةًالتجارية‪ً .‬‬
‫‪ -‬مفيومًسياسةًالحريةًالتجارية‪ً.‬‬
‫‪ -‬ماىيًالشروطًالواجبًتوافرىاًحتىًتكونًالسمعًتجارية؟!‪ً .‬‬
‫‪ -‬أسبابًقيامًالتجارةًالخارجية‪.‬‬

‫‪ -‬أىميةًالتجارةًالخارجية‪ً ً.‬‬
‫‪ -‬أىدافًالتجارةًالخارجية‪ً .‬‬
‫‪ -‬التجارةًالدوليةًوالتخصصًالدولي‪ً .‬‬

‫ً‬

‫ً‬

‫ً‬

‫ً‬

‫ً‬

‫ً‬

‫‪48‬‬
‫مفيومًالسياسةًالتجارية‪ً :‬‬

‫يقصد بالسياسة التجارية " مجموعة الموائح والتشريعات الرسمية التي تستخدميا الدولة‬
‫لمتحكـ والسيطرة عمى نشاط التجارة الخارجية في مختمؼ دوؿ العالـ المتقدمة والنامية‪،‬‬
‫والتي تعمؿ عمى تحرير أو تقييد النشاط التجاري الخارجي مف العقبات المختمفة التي‬
‫تواجيو عمى المستوى الدولي بيف مجموعة مف الدوؿ"‬

‫يجب أف يكوف ىدؼ السياسة التجارية ىو تحقيؽ المصمحة االقتصادية العميا لمدولة‪.‬‬

‫وكما ذكرنا سابقاً بأف ىناؾ سياستيف تتبعيما الدوؿ وىـ سياسة الحرية التجارية وسياسة‬
‫التقييد التجارية ‪.‬‬

‫مفيومًسياسةًالحريةًالتجارية‪ً ً:‬‬

‫ىي إزالة كافة القيود والعقبات المفروضة عمى حركة السمع والخدمات مف دولة إلى‬
‫أخرى‪.‬‬

‫وىذا ال يعني أنو بمجرد فتح باب التجارة بيف الدوؿ المختمفة فإف كؿ السمع والخدمات‬
‫التي تنتج في دولة ما سوؼ تتدفؽ خارجيا إلى الدوؿ األخرى؛ وانما يتوقؼ ذلؾ عمى‬
‫نوعية السمع ىؿ ىي سمع تجارية أـ غير تجارية‪.‬‬

‫والسمعًالتجارية ىي تمؾ السمع التي يمكف االتجار فييا أي مبادلتيا في السوؽ الدولية‬
‫أما استيراداً أو تصدي اًر بغض النظر عما إذا كانت السمعة تصدر أو تستورد فعالً في‬
‫الوقت الحاضر‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫افرىاًحتىًتكونًالسمعًتجارية؟!‪ً .‬‬
‫ماىيًالشروطًالواجبًتو ً‬

‫‪ -1‬أف تكوف السمع قابمة لمتصدير كما يمي ‪:‬‬


‫إذا كاف سعرىا المحمي ( ت‪.‬ـ) ‪ +‬تكمفة نقميا لمخارج ( أ ) أقؿ مف سعرىا الدولي‬
‫(ت‪.‬د) أي ت‪.‬مً‪+‬أً<ًت‪.‬د‬
‫‪ -2‬أف تكوف السمع قابمة لالستيراد كما يمي ‪:‬‬
‫إذا كاف سعرىا الدولي ( ت‪.‬د) ‪ +‬تكمفة نقميا لمداخؿ ( أ ) أقؿ مف سعرىا المحمي‬
‫(ت‪.‬د) أي ت‪.‬دً‪+‬أً<ًت‪.‬م‬
‫‪ ً -3‬أف تسمح طبيعة السمعة بالنقؿ عبر الحدود دوف حدوث تغيير جوىري فييا يقمؿ‬
‫مف نفعيا بدرجة كبيرة‪.‬‬

‫أما السمع الغير تجارية فيي السمع التي ال يمكف مبادلتيا في األسواؽ الدولية ‪.‬‬

‫ماىيًالشروطًالواجبًتوافرىاًحتىًتكونًالسمعًغيرًتجارية؟!‪.‬‬

‫‪ -1‬أف تكوف السمعة غير قابمة لمتصدير أي ‪:‬‬


‫ت‪.‬ـ ‪ +‬أ > ت‪.‬د‬
‫‪ -2‬أف تكوف السمعة غير قابمة لالستيراد أي‪:‬‬
‫ت‪.‬د ‪ +‬أ > ت‪ .‬ـ‬
‫‪ -3‬أف تكوف طبيعة السمعة ال تسمح بنقميا مف دولة إلى دولة أخرى عبر الحدود‬
‫الدولية ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫أسبابًقيامًالتجارةًالخارجية‪:‬‬

‫يرجع تفسير أسباب قياـ التجارة الخارجية بيف الدوؿ إلى جذور المشكمة االقتصادية أو ما يسميو‬
‫االقتصاديوف بمشكمة الندرةًالنسبية وتتمثؿ أىـ ىذه األسباب في‪:‬‬
‫‪ .8‬ليس لكؿ دولة نفس اإلمكانيات التي تكفي إلنتاج كؿ السمع والخدمات‪.‬‬
‫‪ .9‬اختالؼ تكاليؼ إنتاج السمع بيف الدوؿ المختمفة نظ ار الختالؼ العوامؿ البيئية‪.‬‬
‫‪ .11‬اختالؼ مستوى التكنولوجيا مف دولة ألخرى وسعي المواطنيف لمحصوؿ عمى المنتجات ذات‬
‫التكنولوجيا األفضؿ‪.‬‬
‫‪ .11‬عدـ إمكانية تحقيؽ االكتفاء الذاتي بسبب ضعؼ اإلمكانيات المادية أو البشرية أو االثنيف‬
‫معاً‪.‬‬
‫‪ .12‬وجود فائض في اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ .13‬الحصوؿ عمى أرباح مف التجارة الخارجية بسبب الفروؽ السعرية أو بسبب وفرة عوامؿ‬
‫اإلنتاج وبالتالي انخفاض اسعارىا وتحقيؽ ميزة المنافسة السعرية ‪.‬‬
‫‪ .14‬رفع مستوى المعيشة لممواطنيف مف خالؿ سعي الحكومات مف خالؿ التجارة الخارجية‬
‫لمحصوؿ عمى السمع والخدمات التي تسد الحاجات وتشبع الرغبات‪.‬‬

‫رابعًاً‪ً-‬أىميةًالتجارةًالخارجية‪ً :‬‬

‫تعد التجارة الخارجية مف القطاعات الحيوية في أي مجتمع لما ليا مف أىمية تتمثؿ فيما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬ربط الدوؿ والمجتمعات مع بعضيا البعض زيادة عمى اعتبارىا أداة لتصريؼ فائض اإلنتاج‬
‫عف حاجة السوؽ المحمية‪.‬‬
‫‪ ‬اعتبارىا مؤش اًر جوىرياً عمى قدرة الدوؿ اإلنتاجية والتنافسية في السوؽ الدولي وذلؾ الرتباط‬
‫ىذا المؤشر باإلمكانيات اإلنتاجية المتاحة وقدرة الدولة عمى التصدير‪ ،‬ومستويات الدخوؿ‬
‫فييا وقدرتيا كذلؾ عمى االستيراد وانعكاس ذلؾ كمو عمى رصيد الدولة مف العمالت األجنبية‬
‫وما لو مف آثار عمى الميزاف التجاري‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيؽ المكاسب عمى أساس الحصوؿ عمى سمع تكمفتيا أقؿ مما لو تـ إنتاجيا محمياً‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ ‬التجارة الدولية تؤدي إلى زيادة الدخؿ القومي اعتمادا عمى التخصص والتقسيـ الدولي لمعمؿ‪.‬‬
‫‪ ‬نقؿ التكنولوجيات والمعمومات األساسية التي تفيد في بناء االقتصاديات المتينة وتعزيز‬
‫عممية التنمية الشاممة‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيؽ التوازف في السوؽ الداخمية نتيجة تحقيؽ التوازف بيف كميات العرض والطمب‪.‬‬
‫‪ ‬االرتقاء باألذواؽ وتحقيؽ كافة المتطمبات والرغبات واشباع الحاجات‪.‬‬
‫‪ ‬إقامة العالقات الودية وعالقات الصداقة مع الدوؿ األخرى المتعامؿ معيا‪.‬‬
‫‪ ‬العولمة السياسية التي تسعى إلزالة الحدود وتقصير المسافات والتي تحاوؿ أف تجعؿ العالـ‬
‫بمثابة قرية جديدة‪.‬‬

‫خامسًاً‪-‬أىدافًالتجارةًالخارجية‪ً :‬‬

‫تعمؿ سياسة التجارة الخارجية عمى تحقيؽ مجموعة مف األىداؼ االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -1‬األىداؼ االقتصادية‪ :‬تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ o‬زيادة موارد الخزينة العامة لمدولة واستخداميا في تمويؿ النفقات العامة بكافة أشكاليا‬
‫وأنواعيا‪.‬‬
‫‪ o‬حماية الصناعة المحمية مف المنافسة األجنبية‪.‬‬
‫‪ o‬حماية االقتصاد الوطني مف خطر اإلغراؽ الذي يمثؿ التمييز السعري في مجاؿ التجارة‬
‫الخارجية أي البيع بسعر أقؿ مف تكاليؼ اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ o‬حماية الصناعة الناشئة أي الصناعة حديثة العيد في الدولة حيف يجب توفير الظروؼ‬
‫المالئمة والمساندة ليا‪.‬‬
‫‪ o‬حماية االقتصاد الوطني مف التقمبات الخارجية التي تحدث خارج نطاؽ االقتصاد الوطني‬
‫كحاالت االنكماش والتضخـ‪.‬‬

‫‪-2‬األىداؼ االجتماعية‪ :‬تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ ‬حماية مصالح بعض الفئات االجتماعية كمصالح الزراعييف أو المنتجيف لسمع معينة تعتبر‬
‫ضرورية أو أساسية في الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة توزيع الدخؿ القومي بيف الفئات والطبقات المختمفة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫سادسًاً‪ًً-‬التجارةًالدوليةًوالتخصصًالدولي‪ً :‬‬

‫توجد عالقة تبادلية بيف التجارة الدولية والتخصص الدولي‪ ،‬حيث ترتبط التجارة الدولية ارتباطاً وثيقاً‬
‫بظاىرة التخصص وتقسيـ العمؿ عمى المستوى الدولي‪ ،‬فموال قياـ التجارة الدولية لما تخصصت بعض‬
‫الدوؿ في إنتاج السمع والخدمات بكميات تزيد عف حاجتيا‪ .‬ومف ناحية أخرى لوال وجود التخصص‬
‫ألنتجت كؿ دولة ما يمزميا مف السمع والخدمات المختمفة ولما قامت التجارة الدولية‪.‬‬

‫يالحظ عمى المستوى العالمي انو ال يوجد دولة تستطيع تحقيؽ سياسة االكتفاء الذاتي بصورة كاممة‬
‫ولفترة طويمة مف الزمف‪.‬‬

‫اف التخصص وتقسيـ العمؿ عمى المستوى الدولي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتجارة الدولية‪ ،‬وىذا ما أكده‬
‫االقتصاديوف الكالسيكيوف مثؿ آدـ سميث اذ قالوا أف الفرد اذا تخصص في أداء عمؿ واحد فإنو‬
‫سوؼ يتقنو وترتفع درجة ميارتو وبالتالي تزيد انتاجيتو وبالتالي يحصؿ عمى مستوى أعمى مف‬
‫الرفاىية االقتصادية ‪.‬‬

‫ويرجع التخصص الدولي لمجموعة مف العوامؿ أىميا‪:‬‬

‫‪ -5‬اختالؼ الظروؼ الطبيعية‪ .‬مثؿ األراضي الزراعية‪ ،‬النفط ‪....‬‬


‫‪ -6‬مدى وفرة وندرة عناصر اإلنتاج‪ .‬مثؿ الكثافة السكانية وبالتالي اليد العاممة ‪.‬‬
‫‪ -7‬تكاليؼ النقؿ‪.‬‬
‫‪ -8‬توافر التكنولوجية الحديثة‪.‬‬

‫‪ ..................................‬انتيت المحاضرة ‪.................................‬‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬

‫‪53‬‬
‫جامعت حماة ‪ -‬كليت االقتصاد‬

‫التجارة الذولٍة لطالب السنة الثالثة‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬ ‫المحاضرة السابعت ‪7 / 5 / 2017‬‬

‫ميزانًالمدفوعاتً ‪ً Balance of Payments‬‬

‫سوفًندرسًفيًىذهًالمحاضرةً‪ً :‬‬

‫أولً_ً مفيومًميزانًالمدفوعات‪ً .‬‬


‫ثانيًاً‪ -‬ىيكل ًميزان ًالمدفوعات ًأو ًالتقسيمات ًالرئيسية ًلميزان ًالمدفوعات‪.‬‬
‫ثالثًاً‪ً -‬كيفيةًتقيدًعناصرًالحتياطاتًالدولية‪ً .‬‬

‫رابعًاً‪ً-‬أسبابًاختللًميزانًالمدفوعات‪.‬‬
‫خامسًاً‪ً-‬أنواعًعجزًميزانًالمدفوعات‪ً ً:‬‬
‫سادسًاً‪ً-‬أنواعًفائضًميزانًالمدفوعات‪ً :‬‬

‫‪54‬‬
‫أولا‪ -‬يفهىو ييزاٌ انًذفىعاث‪:‬‬

‫يتـ تبادؿ السمع والخدمات بيف مختمؼ الدوؿ عف طريؽ النقود كوسيط في المبادالت‪،‬‬
‫ويقابؿ التيار المادي مف السمع والخدمات تيار آخر عكسي مف النقود أو مف وسائؿ‬
‫الدفع المالية األخرى‪ ،‬وىذا التيار الذى يتـ ما بيف الدوؿ يعرؼ بتيار مف المدفوعات‬
‫الدولية‪ .‬وعمى ىذا يقابؿ التيار المادي مف التبادؿ الدولي تيار نقدى أو مالي مف‬
‫المدفوعات الدولية ‪.‬‬
‫وىناؾ فارؽ جوىري بيف المدفوعات التي تتـ في داخؿ الدولة الواحدة‪ ،‬أي المدفوعات‬
‫الداخمية والمدفوعات التي تتـ ما بيف الدوؿ المختمفة‪ ،‬أي المدفوعات الدولية‪ ،‬ويتمثؿ ىذا‬
‫الفارؽ في وحدة النظاـ النقدي داخؿ الدولة وتعدده ما بيف الدوؿ المختمفة‪ ،‬ففي حيف‬
‫يمكف دفع قيمة السمع والخدمات التي يتـ تبادليا داخؿ الدولة بعممة ىذه الدولة‪ ،‬أي‬
‫بوحده نقدىا الرسمية ميما بعدت المسافة بيف مختمؼ أقاليميا ‪ .‬فإف الحاؿ عمى خالؼ‬
‫ذلؾ بالنسبة الى دفع قيمة السمع والخدمات التي يتـ تبادليا ما بيف مختمؼ الدوؿ أو‬
‫دولياً‪ ،‬ذلؾ إف لكؿ دولة عممتيا المستقمة أو وحدة النقد الرسمي الخاصة بيا‪ ،‬وليذا‬
‫يتحتـ أف يوجد نظاـ يمكف بواسطتو إجراء المدفوعات‪ ،‬بمعنى وجود نظاـ يمكف لممقيـ‬
‫في سوريا عمى سبيؿ المثاؿ مف أف يدفع قيمة ما عميو لمشخص المقيـ في الياباف مثالً‪،‬‬
‫ال بيف مختمؼ الدوؿ‪.‬‬
‫حتى يمكف لمتبادؿ المادي الحقيقي أف يتـ فع ً‬
‫وىذا النظاـ موجود وتطور تاريخياً شأنو في ذلؾ شأف كافة النظـ االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬ثـ يتعيف تنظيـ ىذه المدفوعات أو ترتيبيا في وثيقة واضحة تحضر بصفة‬
‫دورية يمكف بمجرد االطالع عمييا معرفة مركز الدولة مف حيث المدفوعات التي يتعيف‬
‫عمييا دفعيا الى العالـ الخارجي وما عمى ىذا العالـ الخارجي أف يدفعو لتمؾ الدولة وىذا‬
‫ىو موضوع دراستنا في ىذا المحاضرة ‪.‬‬
‫لقد تناولنا حتى اآلف ظروؼ التجارة دوف التعرض لمجانب النقدي لممعامالت االقتصادية‬
‫بيف الدوؿ‪ ،‬ففي النظرية الكالسيكية وغيرىا افترضنا أف التبادؿ يتـ بدوف نقود‬
‫(المقايضة) وأف األسعار النسبية ألحد السمع تتحدد بوحدات مف السمع األخرى‪ ،‬وعمى‬
‫المستوى الدولي يتـ استخداـ عمالت الدوؿ المختمفة ألداء المدفوعات الدولية ‪ .‬وعمى‬

‫‪55‬‬
‫ذلؾ فإنو مف الميـ جداً التعرؼ عمى ميزان المدفوعات وىو الكشف الذى يسجل فيو‬
‫كافةًالمعاملت النقدية التي تًتّم بين أحد الدول وباقي دول العالم‪.‬‬
‫ويعتبر ميزاف المدفوعات مؤشر اقتصادي ىاـ يقود صانعي السياسة إلى تغيير محتوى‬
‫سياساتيـ االقتصادية‪ ،‬ألف العجز في ميزاف المدفوعات يمكف أف يدفع بالحكومة إلى‬
‫القياـ برفع أسعار الفائدة أو بتخفيض اإلنفاؽ العاـ لتقميؿ االنفاؽ عمى الواردات‪ .‬وقد‬
‫يؤدى العجز في ميزاف المدفوعات لمطالبة بالحماية ضد الواردات األجنبية أو إلى فرض‬
‫قيود عمى رأس الماؿ المدفوع عف سعر الصرؼ‪.‬‬

‫ثانيًاً‪ً-‬تعريف ميزانًالمدفوعاتً‪ً :‬‬

‫يعرؼ عمى أنو السجل الذى يًتّم فيو تقييد كافة المعاملت التي تًتّمًبين المقيمين في‬
‫أحد الدول والمقيمين في باقي دول العالم وذلك خلل فترةًزمنية محددة عادة سنة‪،‬‬
‫ولعؿ الغرض مف ىذا السجؿ ىو إظيار الموقؼ الخارجي لالقتصاد الوطني والمساعدة‬
‫في إدارة االقتصاد بصورة فعالة‪ ،‬فعمى سبيؿ المثاؿ قياـ الحكومة بتخفيض الرسوـ‬
‫الجمركية أو تخفيض قيمة العممة أو زيادة العرض النقدي قد يتسبب في إحداث تغيرات‬
‫كثيرة عمى مستوى االقتصاد ككؿ‪ ،‬فإذا ما أردنا معرفة تأثير تمؾ السياسات عمى الموقؼ‬
‫الخارجي لالقتصاد فإننا نحتاج إلى الرجوع إلى ميزاف المدفوعات لمالحظة التغيرات التي‬
‫يمكف أف تحدثيا ىذه السياسات عمى الصادرات والواردات واألرصدة الدولية‪ .‬وليذا فإف‬
‫ميزاف المدفوعات ىو واحد مف أكثر القوائـ االحصائية أىمية بالنسبة ألي بمد‪ ،‬فيو يبيف‬
‫كـ مف السمع والخدمات يقوـ البمد بتصديرىا واستيرادىا‪ ،‬وما إذا كاف البمد يقترض مف أو‬
‫يقرض أمواؿ إلى بقية العالـ‪ ،‬عالوة عمى أف احصاءات ميزاف المدفوعات توضح ما إذا‬
‫كانت السمطات النقدية المركزية (عادة البنؾ المركزي) قد أضافت إلى أو خفضت مف‬
‫احتياطاتيا مف العممة األجنبية‪.‬‬
‫ويتـ تسجيؿ كافة المعامالت التي تتـ بيف المقيميف في أحد الدوؿ والمقيميف في باقي‬
‫دوؿ العالـ بصورة تجميعية وليست فردية‪ ،‬ويقصد بتمؾ المعامالت ىي تدفؽ السمع‬

‫‪56‬‬
‫‪Visible‬‬ ‫والخدمات بيف الدوؿ‪ ،‬بالنسبة لمسمع فيي تمثؿ المعامالت المنظورة‬
‫‪ Transactions‬حيث ينقسـ إلى‪:‬‬
‫السمع الستيلكية المعمرة مثؿ‪ :‬السيارات والثالجات وغيرىا – وغير المعمرة مثؿ‪:‬‬
‫الغذاء والدواء والمالبس وغيرىا والسمع النتاجية‪ :‬اآلالت والمعدات وغيرىا والمواد‬
‫األولية‪ :‬المعادف‪ ،‬المواد الخاـ الزراعية وغيرىا‪.‬‬
‫أما الخدمات فيقصد بيا المعامالت غير المنظورة ‪ Invisible Transactions‬مثؿ‬
‫خدمات التعميـ والنقؿ والتأميف والسياحة والعالج والخدمات المالية وغيرىا‪.‬‬
‫وأخي اًر األصول المالية مثؿ األسيـ والسندات التي يتـ شرائيا وبيعيا بيف المراكز المالية‬
‫المختمفة (البورصات الدولية)‪.‬‬
‫واألساس النظري الذي تقوـ عميو حسابات ميزاف المدفوعات ىو نظاـ القيد المزدوج‬
‫‪ Double – Entry Bookkeeping‬في مسؾ الدفاتر‪ .‬فالمفروض أف لكؿ عممية تتـ‬
‫مع العالـ الخارجي قيديف‪ ،‬متساوييف في القيمة ‪ :‬أحدىما دائف واآلخر مديف‪ ،‬فعممية‬
‫تصدير سمعة مثالً ىي قيد دائف في ميزاف المدفوعات يجب أف يقابمو قيد مديف في‬
‫الجانب اآلخر مف الميزاف كاستيراد سمعة مثالً بنفس القيمة (في حالة المقايضة)‪ ،‬أو‬
‫زيادة األصوؿ األجنبية‪ ،‬أو نقصاف االلتزامات الخارجية وكميا قيود مدينة وبالتالي فإف‬
‫مجموع القيود الدائنة يجب أف يساوى تماماً مجموع القيود المدينة‪ ،‬أي أف كافة حسابات‬
‫ميزاف المدفوعات يجب أف تكوف متوازنة‪ .‬ويجب اإلشارة إلى أف الجانب المديف يأخذ‬
‫اإلشارة السالبة‪ ،‬بينما الجانب الدائف يأخذ اإلشارة الموجبة‪ .‬وغالباً ما تستخدـ إشارات (‪-‬‬
‫‪ ) + ،‬في الجداوؿ الرسمية المنشورة‪ ،‬وفى بعض احصاءات موازيف المدفوعات تستخدـ‬
‫عبارات (مدفوعات) و(متحصالت) كمترادفات (لمديف ودائف) عمى التوالي‪.‬‬
‫وسوف نعرض مثالين لكي نوضح كيفية تسجيميما في الميزان‪:‬‬
‫‪ - 1‬أحد المصدريف السوريف قاـ بتصدير ما قيمتو ‪ 11.111‬دوالر مف المعمبات‬
‫إلى دوؿ الخميج العربي وحصؿ في المقابؿ عمى تحويؿ لحسابو الجاري في أحد‬
‫البنوؾ األجنبية بنفس المبمغ‪ ،‬يتـ تسجيؿ ىذه المعامالت كاآلتي‪:‬‬
‫ً‬ ‫ًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً‬
‫ً‬

‫‪57‬‬
‫الدائنًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً المدين‬
‫‪$11.111 +‬‬ ‫‪ -‬صادرات المعمبات الجاىزة‬
‫‪$11.111-‬‬ ‫‪ -‬زيادة في األصوؿ األجنبية‬
‫قصيرة األجؿ في الخارج‬

‫‪- 2‬إذا قامت أحد الشركات السورية إلدارة األوراؽ المالية بشراء أسيـ مف شركة‬
‫‪ APPLE‬وذلؾ بمبمغ ‪ 50.000‬دوالر وقامت بسداد المبمغ مف خالؿ السحب‬
‫مف حسابيا الجاري في بنؾ نيويورؾ واضافة المبمغ إلى شركة ‪ APPLE‬في نفس‬
‫البنؾ‪ ،‬فإف ىذه المعامالت يتـ تسجيميا عمى النحو التالي‪:‬‬
‫ًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً‬
‫الدائنًًًًًًًًًًًًًًًًًًً المدين‬ ‫ًًًًً ًًً‬
‫‪$51.111 -‬‬ ‫‪ -‬واردات أصوؿ مالية (أسيـ)‬
‫استثمارات طويمة األجؿ في الخارج‬
‫‪$51.111+‬‬ ‫‪ -‬انخفاض األصوؿ األجنبية‬
‫قصيرة األجؿ في الخارج‬
‫الحظ أف واردات األصوؿ المالية (األسيـ والسندات ) تعامؿ عمى أنيا استثمارات طويمة‬
‫األجؿ في الخارج وأف الطريقة التي تـ بيا تحويؿ ىذه المعامالت ىي انخفاض رصيد‬
‫الشركة المصرية إلدارة األوراؽ المالية لدى بنؾ نيويورؾ وزيادة رصيد شركة ‪.APPLE‬‬
‫كاف مف الممكف أف يتـ تمويؿ ىذه الصفقة مف خالؿ أسموب آخر‪ ،‬فعمى سبيؿ المثاؿ‬
‫قياـ الشركة السورية إلدارة األوراؽ المالية بإضافة مبمغ ‪ 51.111‬دوالر إلى حساب‬
‫شركة ‪ APPLE‬لدى البنؾ المركزي السوري‪ ،‬في ىذه الحالة فإف التحويؿ بيذه الطريقة‬
‫يؤدى إلى زيادة األصوؿ األجنبية قصيرة األجؿ في الداخؿ‪ ،‬ويصبح القيد في ىذه الحالة‬
‫كما يمى‪:‬‬
‫ًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً ً‬
‫ً‬
‫ً‬

‫‪58‬‬
‫ًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًالدائن ًًًًًًًًًًًًًًًًًالمدين‬
‫‪$ 51.111‬‬ ‫‪ -‬استثمارات طويمة األجؿ في الخارج‬
‫‪$ 51.111 +‬‬ ‫‪ -‬زيادة األصوؿ األجنبية قصيرة األجؿ‬
‫في الداخؿ‬

‫تركيب ميزان المدفوعات‪:‬‬


‫توجد عدة طرؽ لعرض مختمؼ بنود ميزاف المدفوعات‪ ،‬وتختمؼ الدوؿ فيما بينيا مف‬
‫حيث طريقة العرض‪ ،‬واف كاف صندوؽ النقد الدولي حاوؿ العمؿ في السنوات األخيرة‬
‫عمى توحيد طريقة عرض ميزاف المدفوعات في مختمؼ الدوؿ ونحف نختار عرضاً لميزاف‬
‫المدفوعات يتميز بالوضوح والمنطؽ‪ ،‬وفيو ينقسـ الميزاف أفقياً إلى حسابيف كبيريف‪:‬‬
‫أوالً‪ -‬حساب العمميات الجارية ً‪ :‬وينقسـ الحساب الجاري إلى حسابيف فرعييف ىما‬
‫الحساب التجاري وحساب التحويالت وينقسـ الحساب الفرعي األوؿ (الحساب التجاري)‬
‫الى حسابيف فرعييف ىما‪:‬‬
‫حساب التجارة المنظورة وحساب التجارة غير المنظورة‪ً .‬‬
‫ثاني ًا‪ -‬حساب العمميات الرأسمالية ‪ :‬أما الحساب الخاص بالعمميات الرأسمالية‪ ،‬فإنو‬
‫ينقسـ بدوره إلى حسابيف فرعييف ىما حساب رأس الماؿ طويؿ األجؿ وحساب رأس الماؿ‬
‫قصير األجؿ أو الحساب النقدي ‪ .‬وعمى ىذا تأخذ الصورة المختصرة لميزاف المدفوعات‬
‫الجدوؿ التالي‪:‬‬

‫‪59‬‬
‫صورة مختصرة لميزان المدفوعات‬
‫صافى الدائف)‪(+‬‬ ‫مديف )‪(-‬‬ ‫دائف )‪(+‬‬ ‫نوع الحساب‬
‫أو المديف)‪(-‬‬
‫أوالً ‪ :‬حساب العمميات الجارية‬
‫‪ -1‬الحساب الجاري‬
‫(أ)حساب التجارة المنظورة‬
‫‪ -‬السمع‬
‫(ب) حساب التجارة غير المنظورة‬
‫‪ -‬النقؿ‬
‫‪ -‬التأميف‬
‫‪ -‬السياحة‬
‫‪ -‬دخؿ االستثمارات‬
‫‪ -‬خدمات حكومية ومتنوعة‬
‫‪-2‬حساب التحويالت‬
‫‪ -‬ىبات وتعويضات‬
‫ثانياً ‪ :‬حساب العمميات الرأسمالية‬
‫‪-1‬حساب رأس الماؿ طويؿ األجؿ‬
‫‪ -‬استثمار مباشر‬
‫‪ -‬أوراؽ مالية‬
‫‪ -‬قروض طويمة األجؿ‬
‫‪ -‬رؤوس أمواؿ أخرى‬
‫‪-2‬حساب رأس الماؿ قصير األجؿ‬
‫‪ -‬ذىب‬
‫‪ -‬حسابات مصرفية‬
‫‪ -‬أذونات الخزانة‬
‫‪ -‬القروض قصيرة األجؿ‬
‫‪ -‬السيو والخطأ‬

‫وفيما يمى نبحث ىذه الحسابات أو التقسيمات الرئيسية بشيء مف التفصيؿ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ثانيًاً‪ً -‬ىيكل ًميزان ًالمدفوعات ًأو ًالتقسيمات ًالرئيسية ًلميزان ًالمدفوعات‪.‬‬
‫‪ً -1‬الحسابًالجاريً‪ :‬ويشمؿ ىذا الحساب عمى جميع المبادالت مف السمع والخدمات‬
‫ويتألؼ مف قسميف كما يمي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الميزاف التجاري‪ :‬يتعمؽ بتجارة السمع أي صادرات السمع ووارداتيا خالؿ الفترة‬
‫المحاسبية‪ ،‬أي تسجؿ فيو التجارة المنظورة‪ ،‬وتكوف الصادرات السمعية دائنة في‬
‫الميزاف التجاري أما الواردات السمعية فتسجؿ في الجانب المديف حيث يترتب‬
‫عمييا خروج النقد األجنبي‪ .‬ويحقؽ الميزاف التجاري فائضاً إذا كانت الصادرات‬
‫أكبر مف الواردات‪ .‬ويحقؽ الميزاف التجاري توازف إذا كانت الصادرات السمعية‬
‫تساوي الواردات السمعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬ميزاف الخدمات‪ :‬تسجؿ فيو جميع المعامالت الخدمية أو ميزاف المعامالت غير‬
‫المنظورة وتسجؿ فيو صادرات وواردات الخدمات مثؿ استخداـ األجانب لشركة‬
‫النقؿ والمالحة الوطنية‪ ،‬إنفاؽ األجانب عمى السياحة في الداخؿ فيذه تعامؿ مثؿ‬
‫الصادرات‪ .‬وأيضاً استخداـ المواطنيف لشركات المالحة الخارجية ودفوعات‬
‫المواطنيف عمى السياحة في الخارج تعامؿ مثؿ الواردات مف السمع المنظورة ‪.‬‬
‫ومف أمثمة الخدمات غير المنظورة‪ :‬أغراض التعميـ والسفرات الدبموماسية وفوائد‬
‫القروض واقامة المعارض وغيرىا ‪.‬‬
‫‪ً-2‬حساب رأس المال ‪ :‬يدخؿ في ىذا الحساب جميع العمميات التي تمثؿ تغي اًر في‬
‫مراكز الدائنية والمديونية لمدولة ألف معامالت الدولة مع الخارج ال تقتصر عمى تجارة‬
‫السمع والخدمات فقط‪ ،‬بؿ ىناؾ حركات رؤوس األمواؿ التي تنتقؿ مف بمد ألخر‬
‫وتنقسـ إلى توعيف‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحركات رؤوس األمواؿ طويمة األجؿ‪ :‬ويقصد بيا تحركات رؤوس األمواؿ‬
‫مف البمد واليو لمدة تزيد عف سنة مثؿ االستثمارات المباشرة والقروض طويمة‬
‫األجؿ وأقساطيا‪ .‬وتسجؿ القروض الوطنية لمخارج واالستثمار الوطني في‬
‫‪61‬‬
‫الخارج وأقساط سداد القروض في الجانب المديف أي مثؿ الواردات ألنو‬
‫يترتب عمييا مدفوعات لمخارج والعكس بالعكس‪.‬‬
‫تحركات رؤوس األمواؿ قصيرة األجؿ‪ :‬ويقصد بيا التحركات التمقائية‬ ‫ب‪-‬‬
‫لرؤوس األمواؿ قصيرة األجؿ أي لمدة تقؿ عف سنة‪ ،‬وتتـ التحركات التمقائية‬
‫لرؤوس األمواؿ قصيرة األجؿ لعدة أسباب منيا ‪:‬‬
‫‪ -1‬الخوؼ مف الظروؼ االقتصادية والسياسية غير المالئمة‪ ،‬ويؤدي ذلؾ‬
‫إلى ىروب رأس الماؿ والمجوء إلى بمد يتمتع بظروؼ أفضؿ‪.‬‬
‫‪ -2‬اختالؼ مستويات أسعار الفائدة‪ ،‬ألف رأس الماؿ يبحث دائماً عف‬
‫معدالت فائدة أعمى‪.‬‬
‫‪ -3‬بسبب المضاربة‪ ،‬فمثالً عندما يتوقع المضاربوف ارتفاع سعر عممة ما‬
‫فإنيـ يحولوف أمواليـ لمبمد صاحب العممة المتوقع ارتفاع قيمتيا وىكذا‪.‬‬
‫‪-3‬حسابًالتسوية‪ً :‬يختص ىذا الحساب بصافي االحتياطيات الدولية مف الذىب‬
‫النقدي واألصوؿ السائمة ويتكوف ىذا الحساب مف العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الذىب النقدي لدى السمطات النقدية‪.‬‬
‫‪ -‬الودائع بالعمالت األجنبية التي تحتفظ بيا البنوؾ التجارية الوطنية لدى البنوؾ‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬األصوؿ األجنبية قصيرة األجؿ مثؿ أذونات الخزانة األجنبية واألوراؽ التجارية‬
‫األجنبية ‪.‬‬
‫‪ -‬األصوؿ الوطنية قصيرة األجؿ التي يحتفظ بيا األجانب‪.‬‬
‫‪ -‬الودائع التي يحتفظ بيا البنوؾ األجنبية لدى البنوؾ الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬موارد صندوؽ النقد الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬القروض المختصة لتسوية العجز في ميزاف المدفوعات‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ملحظة ًأن ًالتوازن ًالمحاسبي ًفي ًميزان ًالمدفوعات ًحتمي ًأما ًالتوازنً‬
‫القتصاديًفيتبعًلسياساتًالحكومةًواجراءاتياً‪ً .‬‬
‫ً‬

‫ثالثًاً‪ً-‬كيفيةًتقييدًعناصرًالحتياطاتًالدولية‪ً :‬‬

‫تستخدـ ىذه االحتياطيات الدولية بيدؼ تسوية رصيد ميزاف المدفوعات‪ ،‬وعند تقيد ىذه‬
‫العناصر نتبع نفس القاعدة السابقة وىي أف أي عممية يترتب عمييا دخوؿ نقد أجنبي‬
‫لمدولة تقييد دائنة‪ ،‬وبالعكس‪ .‬وبالتالي تقييد االحتياطيات كما يمي ‪:‬‬

‫يقيد في الجانب الدائف كؿ مف تحركات الذىب النقدي لمخارج ونقص األصوؿ األجنبية‬
‫الممموكة لممواطنيف وزيادة االلتزامات تجاه األجانب‪ ،‬حيث يترتب عمييا دخوؿ نقد أجنبي‬
‫لمدولة‪ .‬وعمى العكس مف ذلؾ يقيد في الجانب المديف كؿ مف تحركات الذىب النقدي‬
‫لمداخؿ وزيادة األصوؿ األجنبية الممموكة لممواطنيف ونقص االلتزامات تجاه األجانب‪،‬‬
‫حيث يترتب عمييا خروج نقد أجنبي بصورة مدفوعات لمبالد األخرى‪.‬‬

‫واألن ًكيف ًنستخدم ًعناصر ًالحتياطيات ًالدولية ًفي ًإجراء ًالتسوية ًالحسابية ًلميزانً‬
‫المدفوعات‪ً :‬‬

‫أ‪ -‬تسويةًالعجز‪ :‬إف العجز في ميزاف المدفوعات يعني زيادة الجانب المديف عمى‬
‫الجانب الدائف في ميزاني المعامالت الجارية والرأسمالية ومف أجؿ تسوية العجز‬
‫يجب دخوؿ نقد أجنبي ويتـ ذلؾ عف طريؽ ‪:‬‬
‫‪ -1‬خروج ذىب نقدي لمخارج ‪.‬‬
‫‪ -2‬نقص األصوؿ الممموكة لممواطنيف‪.‬‬
‫‪ -3‬زيادة االلتزامات تجاه األجانب ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ب‪ -‬تسوية ًالفائض ‪ :‬إف الفائض في ميزاف المدفوعات يعني زيادة الجانب الدائف‬
‫عمى الجانب المديف في ميزاني المعامالت الجارية والرأسمالية ومف أجؿ تسوية‬
‫الفائض يجب خروج نقد أجنبي ويتـ ذلؾ عف طريؽ ‪:‬‬
‫‪ -1‬دخوؿ ذىب نقدي لمبمد ‪.‬‬
‫‪ -2‬زيادة األصوؿ األجنبية الممموكة لممواطنيف‪.‬‬
‫‪ -3‬نقص االلتزامات تجاه األجانب ‪.‬‬

‫رابعًاً‪ً-‬أسبابًاختللًميزانًالمدفوعات‪.‬‬
‫قد يحدث وأف تمر الدولة بالداخؿ أو الخارج بظروؼ معينة مف شأنيا إحداث اختالؿ‬
‫يتخذ صو اًر بحسب المصدر واألسباب التي مف أىميا‪:‬‬
‫‪ -1‬عوامؿ ال يمكف توقعيا أو أسبابيا مثؿ النقص المفاجئ لمحصوؿ تصديري‬

‫والناتج عف الكوارث الطبيعية أو التغيرات المفاجئة في أذواؽ المستيمكيف محمياً‬


‫وخارجياً واالختراعات العالمية التي قد تؤثر عمى تبادؿ السمع والخدمات بيف‬
‫الدوؿ كاكتشاؼ مواد أولية صناعية في الخارج تغير كمياً أو جزئياً عف طمب‬
‫المواد األولية الطبيعية الوطنية أو التدىور المفاجئ في نسب التبادؿ الدولي‬
‫نتيجة ارتفاع أسعار الواردات أو انخفاض أسعار الصادرات أو كالىما‪.‬‬
‫‪ -2‬عوامؿ يمكف التنبؤ بيا وتجنبيا في أغمب األحياف عف طريؽ التدخؿ الحكومي‬
‫وعف طريؽ السياسة النقدية والمالية كالتضخـ أو االنكماش الذي يصيب دولة ما‬
‫فيؤثر عمى مستوى األسعار والدخوؿ فييا وبالتالي عمى حركة الصادرات‬
‫والواردات أيضاً كما قد تنتقؿ آثار التضخـ واالنكماش عف طريؽ التجارة الدولية‬
‫مف بمد إلى آخر وبالتالي تتأثر موازيف المدفوعات ليذه الدوؿ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ -3‬إقداـ الدوؿ المختمفة عمى برامج لمتنمية الفنية ومستمزمات اإلنتاج وغيرىا مف‬

‫السمع والخدمات لفترة طويمة نسبياً وتمويؿ قروض طويمة األجؿ معقودة مقدماً‬
‫كؿ ىذه الحاالت تؤثر بشكؿ كبير عمى ميزاف المدفوعات ألي دولة‪.‬‬
‫‪ -4‬سعر الصرؼ األجنبي والذي يربط بيف مستويات االئتماف في أي دولة فإذا كاف‬
‫سعر الصرؼ أعمى مف المستوى االئتماني السائد لمدخؿ أدى إلى ظيور عجز‬
‫في ميزاف المدفوعات والعكس بالنسبة لمفائض‪.‬‬
‫‪ -5‬التغير في كؿ مف العرض والطمب التي تعكس ىيكؿ االقتصاد القومي وتوزيع‬
‫الموارد بيف مختمؼ فروعو مما ينعكس عمى ميزة الدولة وبالتالي عمى ىيكؿ‬
‫تجارتيا فائض في ميزانيا الخارجي‪.‬‬

‫خامسًاً‪ً-‬أنواعًعجزًميزانًالمدفوعات‪ً ً:‬‬
‫‪ً-1‬العجز ًالمؤقت‪ ً :‬يكوف العجز مؤقتاً إذا ارتبط ببعض الظروؼ االقتصادية‬
‫قصيرة األجؿ‪ ،‬مثؿ عجز ميزاف المدفوعات في الدوؿ الصناعية بسبب‬
‫اإلضرابات العمالية في صناعة الصادرات‪.‬‬
‫‪ً-2‬العجزًالدائم‪ :‬يكوف العجز دائماً إذا استمر لعدة سنوات بسبب بعض الظروؼ‬
‫االقتصادية غير المالئمة التي تسيطر عمى النشاط االقتصادي بصفة مستمرة ‪.‬‬
‫‪ً-3‬العجزًالمستمر‪ً:‬ويظير في الدوؿ المتقدمة بسبب بعض األزمات االقتصادية‬
‫الداخمية التي تستمر لعدد مف السنوات مثؿ ظروؼ التضخـ الجامح والفشؿ في‬
‫معالجتو سنة بعد سنة‪.‬‬
‫سادسًاً‪ً-‬أنواعًفائضًميزانًالمدفوعات‪ً :‬‬
‫‪-1‬الفائضًالمؤقت‪ً:‬يظير لفترة قصيرة بسبب الظروؼ الطارئة أو بسبب السياسات‬
‫الحكومية المتبعة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ً-2‬الفائض ًالمستمر‪ :‬يكوف الفائض مستمر إذا تكرر حدوثة ًلعدد مف السنواتً‬
‫وكاف مرتبط بقوة النشاط االقتصادي الداخمي ‪.‬‬
‫‪ ..................................‬انتيت المحاضرة ‪.................................‬‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬

‫ً‬

‫‪66‬‬
‫د‪ .‬فراس األشقر‬ ‫المحاضرة الثامنة‬

‫سعرًالصرف ً‬

‫فيًىذهًالمحاضرةًسوفًندرسً‪ً ً:‬‬
‫جامعت حماة ‪ -‬كليت االقتصاد‬

‫التجارة الذولٍة لطالب السنة الثالثة‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬ ‫المحاضرة الثامنت ‪14 / 5 / 2017‬‬

‫سعرًالصرفً ‪ً Exchange Price‬‬

‫سوؼ ندرس في ىذه المحاضرة ‪:‬‬


‫أوًلً‪ً-‬تعريفًسعرًالصرف‪ً .‬‬
‫ثانيًاً‪ً-‬وظائفًسوقًالصرفًاألجنبيً‪.‬‬
‫ثالثًاً‪ً-‬تعريفًسوقًالصرفًاألجنبي‪.‬‬
‫رابعًاً‪ً-‬أنواعًسوقًالصرف‪ً .‬‬
‫المعاييرًالتيًتحكمًاختيارًنظامًسعرًالصرف‪ً .‬‬
‫ً‬ ‫خامسًاً‪ً-‬‬
‫سادسًاً‪ً-‬المؤثراتًاألساسيةًعمىًسعرًالصرف‪ً .‬‬
‫ً‬

‫ً‬

‫‪67‬‬
‫أوًلً‪ً-‬تعريفًسعرًالصرف‪ً :‬‬
‫ً‬

‫مفيومًسعرًالصرف ً‬
‫توجد لكؿ دولة عممتيا الخاصة التي تستعمؿ في عمميات الدفع الداخمية‪ ،‬وتظير‬
‫الضرورة إلى استعماؿ العمالت الخارجية عندما تنشأ عالقات تجارية أو مالية بيف‬
‫شركات تعمؿ داخؿ الدولة مع شركات تعمؿ خارجيا‪ ،‬وتحتاج الشركات المستوردة إلى‬
‫عممة البمد المصدر لتسديد قيمة السمع المستوردة‪ ،‬وتضطر بذلؾ إلى الذىاب إلى سوؽ‬
‫الصرؼ لشراء عممة البمد المصدر كي تتـ ىذه العممية‪.‬‬
‫وفي الواقع ليست الشركات التي تقوـ بالتجارة مع الخارج ىي فقط التي تحتاج إلى‬
‫العمالت الدولية بؿ كؿ شخص يتنقؿ إلى خارج البمد الذي يقيـ فيو يحتاج إلى عممة‬
‫الدولة التي يود الذىاب إلييا ويجد نفسو حينئذ مضط اًر لمقياـ بعمميات الصرؼ‪.‬‬
‫وبالتاي فإف سعر الصرؼ ىو عدد وحدات ‪ Exchange Rate‬عممة أجنبية مقابؿ‬
‫وحدة واحدة مف العممة المحمية أو بالعكس‪ ،‬أي ىو قيمة عممة بداللة عممة أخرى‪.‬‬
‫وأيضاً يعرؼ سعر الصرؼ بأنو عبارة عف النسبة التي يتـ عمى أساسيا تبادؿ العممة‬
‫الوطنية مع العمالت األجنبية ‪.‬‬
‫أو ىو عدد الوحدات النقدية التي يجب أف تدفع لمحصوؿ عمى وحدة واحدة مف النقد‬
‫األجنبي‪ .‬فمثالً ‪ 511 = $ 1‬ؿ‪.‬س‪.‬‬
‫تعريفًسعرًالصرف‪ً :‬‬
‫سعرًالصرفًالسمي ‪ ً:‬ىو مقياس عممة إحدى البمداف التي يمكف تبادليا بقيمة عممة‬
‫بمد أخر‪ .‬ويتـ تحديده تبعاً لمطمب والعرض عمييا في سوؽ الصرؼ في لحظة زمنية ما‪،‬‬
‫وليذا يمكف أف يتغير سعر الصرؼ تبعاً لتغير الطمب والعرض‪ .‬وينقسـ إلى سعر‬
‫الصرؼ الرسمي (السعر المعموؿ بو فيما يخص التبادالت التجارية الرسمية) وسعر‬
‫الصرؼ الموازي (السعر المعموؿ بو في األسواؽ الموازية))سعر الصرؼ الحقيقي )‬

‫‪68‬‬
‫والذي ىو عدد الوحدات مف السمع األجنبية الالزمة لشراء وحدة واحدة مف السمع المحمية‪،‬‬
‫وبالتالي يقيس القدرة عمى المنافسة‪.‬‬

‫سعر ًالصرف ًالفعمي ‪ً :‬يعبر سعر الصرؼ الفعمي عف المؤشر الذي يقيس متوسط‬
‫التغير في سعر صرؼ عممة ما بالنسبة لعدة عمالت أخرى في فترة زمنية ما وبالتالي‬
‫مؤشر سعر الصرؼ الفعمي يساوي متوسط عدة أسعار صرؼ ثنائية وىو يدؿ عمى مدى‬
‫تحسف أو تطور عممة بمد ما بالنسبة لمجموعة مف العمالت األخرى‪.‬‬

‫سعر ًالصرف ًالفعمي ًالحقيقي ‪ً :‬ىو سعر اسمي‪ ،‬ألنو عبارة عف متوسط لعدة أسعار‬
‫صرؼ ثنائية‪ ،‬ومف أجؿ أف يكوف ىذا المؤشر ذا داللة مالئمة عمى تنافسية البمد تجاه‬
‫الخارج البد أف يخضع ىذا المعدؿ االسمي إلى التصحيح بإزالة تغيرات األسعار النسبية‪.‬‬

‫ثانيًاً‪ً-‬وظائفًسوقًالصرفًاألجنبيً‪:‬‬
‫تقوـ ىذه السوؽ بثالث وظائؼ ميمة ىي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تحقيقًالتسوياتًالدوليةً‪:‬‬
‫إف العالقات االقتصادية والمعامالت التي تتـ ما بيف المقيميف وغير المقيميف‬
‫في الدوؿ األخرى تخمؽ حقوؽ والتزامات البد أف تسوى‪ .‬حيث تكوف نتائج ىذه‬
‫المعامالت في ميزاف المدفوعات لكؿ دولة أما عجز أو فائض وبكؿ األحواؿ ال‬
‫بد مف تسوية ىذه المعامالت بتسديد االلتزامات وتحصيؿ الحقوؽ وسوؽ الصرؼ‬
‫األجنبي يسيؿ عممية تسوي الحسابات الدولية أي يحقؽ نوع مف المقاصة ما بيف‬
‫الحسابات الدائنة والحسابات المدينة لمدولة وتتـ ىذه التسويات بطريقتيف ‪:‬‬
‫أ‪ -‬االتفاؽ بيف أطراؼ التبادؿ الدولي عمى تحديد عممة واحدة كأساس لمتسوية‬
‫وتحقيؽ التسويات الدولية مثؿ الدوالر أو اليورو أو الجنيو االسترليني فبدوف‬

‫‪69‬‬
‫وجود سعر صرؼ دولي ال يمكف القياـ بأية تسوية عمى اإلطالؽ‬
‫والحصوؿ عمى عمالت أخرى‪.‬‬
‫بً‪ -‬تحديد أكثر مف عممة كأساس لمتسوية ‪.‬‬

‫‪ً -2‬خمقًالئتمانًالدوليًاللزمًلتمويلًالتجارةًالدوليةً‪ً :‬‬


‫االئتماف الدولي‪ :‬يعني إعطاء قروض وتسييالت مالية لمدفع بيف المتعامميف في األسواؽ‬
‫المالية‪ .‬وىذه التسييالت تحتاج إلى وقت لتسديدىا وىذا الوقت يؤدي إلى حدوث‬
‫اضطرابات في سوؽ الماؿ وبالتالي تقمب أسعار الصرؼ‪ .‬وعميو يقوـ سوؽ الصرؼ‬
‫األجنبي بتقديـ االئتماف الالزـ لتمويؿ التجارة الدولية حيث يعطي المصدريف غالباً فترة‬
‫زمنية لممستورديف لسداد قيمة الواردات ولكف نظ اًر لحاجة المصدريف إلى األمواؿ وجد‬
‫ىناؾ ما يطمؽ عميو " تمويؿ الصادرات" مف خالؿ بنؾ لتمويؿ الصادرات‪ .‬أي أف‬
‫المصدر يحصؿ عمى قيمة صادراتو فو اًر حتى لو اتفؽ مع المستورد عمى دفع القيمة بعد‬
‫ثالثة أشير مثالً ‪ .‬وىو ما يعتبر بمثابة ائتماف لتمويؿ التجارة الدولية وىناؾ عدة طرؽ‬
‫لالئتماف منيا ‪:‬‬
‫أ‪ -‬فتح اعتماد مستندي ‪ :‬وىذا االعتماد خاص بعممية شحف البضائع مف المصدر‬
‫إلى المستورد ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ائتماف قصير األجؿ ‪ :‬أي منح قرض مف المصدر إلى المستورد ويعطيو فترة‬
‫زمنية (‪ )9-6-3‬أشير لسداد التزاماتو‪.‬‬
‫ت‪ -‬سحب كمبيالة عمى المستورد ‪:‬‬
‫حيث مف خالؿ ىذه الطرؽ يستطيع أف يحصؿ المصدر عمى قيمة صادراتو مباشرة‬
‫وىذا ما كاف ليتـ لوال وجود سوؽ صرؼ أجنبية ‪.‬‬

‫‪ً-3‬توفيرًالتسييلتًلتجنبًالمخاطرًالناجمةًعنًالتغيراتًفيًأسعارًالصرف‪ً :‬‬

‫‪71‬‬
‫تشمؿ عمميات التصدير واالستيراد عادةً مدة انتظار وبالتالي سيتعرض المصدريف‬
‫والمستورديف إلى مخاطر كبيرة بسبب تقمبات سعر الصرؼ األجنبي‪ .‬إال أف وجود سوؽ‬
‫الصرؼ األجنبي تؤمف جياز لحماية المصدريف والمستورديف مف خسارات ممكنة نتيجة‬
‫تقمبات سعر الصرؼ ‪.‬‬

‫ويمكف أف يمعب سعر الصرؼ دو اًر ميماً في تحسيف أو الحفاظ عمى القدرة التنافسية‬
‫الخارجية لمبمد في مجاؿ التجارة الخارجية ومف ثـ الحد مف العجز في الحساب الجاري‬
‫في ميزاف المدفوعات الذي يمكف الوصوؿ بو إلى مستويات يمكف تحمميا عمى المدى‬
‫المتوسط دوف التضحية بالنمو االقتصادي‪ .‬وىو يمثؿ أداة ربط بيف أسعار السمع في‬
‫االقتصاد المحمي وأسعارىا في السوؽ العالمي‪.‬‬

‫ثالثًاً‪ً-‬تعريفًسوقًالصرفًاألجنبي‪ً :‬‬
‫ىو مجموعة المراكز المالية المنتشرة في أنحاء العالـ والتي تمتقي فييا قوى العرض‬
‫والطمب " البائعيف والمشتريف" لتبادؿ العمالت الوطنية المختمفة‪.‬‬
‫ً‬

‫رابعًاً‪ً-‬أنواعًسوقًالصرف‪ً :‬‬
‫إف النقد األجنبي ىو عبارة عف سمعة تباع وتشترى في أسواؽ الصرؼ‪ ،‬وألسواؽ الصرؼ‬
‫األجنبي نوعاف ‪:‬‬
‫أ‪ -‬سوقًصرفًالجممة‪ :‬يتكوف في واقع األمر مف البنوؾ المركزية لمدوؿ والبنوؾ‬
‫التجارية الكبرى وكذلؾ السماسرة لتبادؿ العمالت الوطنية لمدوؿ المختمفة في سوؽ‬
‫صرؼ أجنبي‪.‬‬
‫ب‪ -‬سوق ًصرف ًالتفرقة ًأو ًالتجزئة ‪ :‬ويتكوف ىذا السوؽ مف أطراؼ السماسرة‬
‫والعمالء باإلضافة إلى البنوؾ التجارية التي تتعامؿ بالعمالت األجنبية فالسعر‬
‫ال يسري عمى أسواؽ تجزئة فرانكفورت‬
‫الذي تحدد في سوؽ فرانكفورت مث ً‬

‫‪71‬‬
‫لمعمالت مع اإلشارة إلى أف البنوؾ تضيؼ ىامش ربح عمى سعر الجممة‪ ،‬ينشئ‬
‫ىذا اليامش عف العمميات اإلدارية التي يقوـ بيا المصرؼ ‪.‬‬
‫ً‬

‫خامسًاً‪ً-‬أنواعًالصرف‪:‬‬
‫ىناؾ نوعاف مف أنواع الصرؼ‪ :‬الصرؼ النقدي‪ ،‬والصرؼ اآلجؿ‪.‬‬
‫‪ ‬الصرؼ النقدي‪ :‬تتـ فييا عممية تسميـ واستالـ العمالت لحظة إبراـ عقد الصرؼ‪،‬‬
‫ويطبؽ سعر الصرؼ السائد لحظة إبراـ العقد‪ .‬وقد يتغير سعر الصرؼ باستمرار‬
‫خالؿ اليوـ تبعاً لعرض العمالت والطمب عمييا‪ .‬وىناؾ سعراف لمصرؼ ‪):‬سعر‬
‫البيع ( القيمة بالعممة الوطنية التي يطمبيا البنؾ مقابؿ وحدة معينة مف عممة‬
‫أجنبية ) وسعر الشراء ( القيمة بالعممة الوطنية التي يدفعيا البنؾ لؾ مقابؿ وحدة‬
‫معينة مف عممة أجنبية‪ ،‬ويكوف سعر البيع عادة أعمى مف سعر الشراء‪ .‬عند‬
‫تبادؿ العمالت في مركز مالي معيف‪ ،‬فقد يكوف سعر عممتيف مقابؿ بعضيما‬
‫البعض غير متوفر ولضرورة التبادؿ يجب تحديد سعر تبادليما‪ ،‬ويتـ ذلؾ بناء‬
‫عمى عالقة العممتيف بعممة ثالثة‪ ،‬وتسمى األسعار المحسوبة بيذه الطريقة‬
‫باألسعارًالمتقاطعة‬
‫‪ ‬الصرؼ اآلجؿ‪ :‬تتـ فييا عممية تسميـ واستالـ العمالت بعد فترة معينة مف تاريخ‬
‫إبراـ العقد مطبقيف سعر الصرؼ السائد لحظة إبراـ العقد‪ .‬وتستعمؿ الشركات‬
‫العاممة في التجارة الخارجية ىذا النوع مف الصرؼ لتفادي األخطار الناتجة عف‬
‫التقمبات المحتممة في أسعار صرؼ العمالت‪ ،‬حيث يكوف سعر الصرؼ السائد‬
‫لحظة إبراـ العقد ىو سعر الصرؼ بغض النظر عف سعر الصرؼ لحظة تنفيذ‬
‫العقد‪.‬‬
‫وقد عرؼ نظاـ الصرؼ نمطيف أساسيف ىما‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ً -1‬أنظمةًالصرفًالثابتةً‪ :‬وفيو يتـ تثبيت سعر صرؼ العممة إما إلى عممة واحدة‬
‫تتميز بمواصفات معينة كالقوة واالستقرار مثؿ الدوالر أو اليورو‪ ،‬واما إلى سمة‬
‫مف العمالت انطالقا مف عمالت الشركاء التجارييف األساسييف في الدولة ‪.‬ومف‬
‫أىـ األسباب التي تدفع الدولة العتماد سعر صرؼ ثابت ىي لتخفيض المخاطرة‬
‫أو عدـ اليقيف المرتبط بتقمبات أسعار الصرؼ والذي يؤثر عمى الق اررات‬
‫االقتصادية مثؿ االنتاج واالستثمار والتجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ً -2‬أنظمة ًالصرف ًالمرنة ًأو ًالتعويم ‪ :‬يتحدد سعر الصرؼ في ىذا النظاـ مف‬
‫خالؿ التوازف بيف العرض والطمب في سوؽ النقد األجنبي ووفؽ بعض المؤشرات‬
‫االقتصادي‪ .‬وقد تتبع الدولة نظاـ التعويـ المدار حيث تقوـ السمطات بتعديؿ‬
‫أسعار صرفيا عمى أساس مستوى االحتياطي لدييا مف العمالت األجنبية والذىب‬
‫في ميزاف المدفوعات‪ ،‬أو تستخدـ نظاـ التعويـ الحر الذي يسمح لقيمة العمالت‬
‫أف تتغير صعوداً وىبوطاً حسب السوؽ‪ ،‬وىذا النظاـ يسمح لمسياسات االقتصادية‬
‫بالتحرر مف قيود سعر الصرؼ‪ ،‬ويتميز بمرونتو وقابميتو لمتعديؿ‪.‬‬

‫خامسًاً‪ً-‬المعاييرًالتيًتحكمًاختيارًنظامًسعرًالصرف‬
‫‪ -1‬الحجـ النسبي وتكامؿ التجارة‪ ،‬ربما تجد الدوؿ الصغيرة أنو مف المناسب أف‬
‫ترتبط نقدياً مع دولة كبيرة نسبياً وخاصة إذا كانت العالقة التجارية كبيرة مع ىذه‬
‫الدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬مرونة ىياكؿ االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -3‬القدرة عمى امتصاص الصدمات سواء كانت منيا اإلسمية أو الحقيقية‪.‬‬
‫‪ -4‬تنوع ىيكؿ اإلنتاج‪ /‬الصادرات‪.‬‬
‫‪ -5‬التركز الجغرافي لمتجارة‪.‬‬
‫‪ -6‬درجة التطور االقتصادي‪ /‬المالي‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ -7‬استقرار ومصداقية العممة الركيزة‪.‬‬
‫ً‬

‫سادسًاً‪ً-‬المؤثراتًاألساسيةًعمىًسعرًالصرف‪ً :‬‬
‫إف اسعار الصرؼ األجنبي تتأثر بشكؿ واضح وأساسي بما يمي ‪:‬‬
‫‪ -1‬حجـ التعامؿ في سوؽ الصرؼ ‪ :‬سواء لمتجزئة أو لمجممة فالبد أف ينعكس عمى‬
‫أسعار الصرؼ األجنبي سواء بالزيادة أو االنخفاض وذلؾ وفقاً لحجـ التبادؿ‬
‫فكمما ازداد الطمب عمى العممة الوطنية كمما أدى ذلؾ إلى ارتفاع قيمة العممة‬
‫تجاه العمالت األخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬إف سوؽ الصرؼ األجنبي يتكوف مف جميع المراكز العالمية المؤثرة عمى‬
‫ال سوؽ فرانكفورت‪ ،‬زيو ريخ ‪ ،‬طوكيو ‪ ،‬لندف واؿ ستريت ‪...‬‬
‫المستوى الدولي فمث ً‬
‫ألف ثقؿ التعامؿ يتكوف مف مجموع العمميات التي تتـ في السوؽ الدولية والتي‬
‫أصبحت كسوؽ واحدة‪ .‬خاصة بعد تقدـ وسائؿ االتصاؿ‪.‬‬
‫‪ -3‬إف العمالت محؿ التداوؿ في سوؽ الصرؼ األجنبي أو المراكز المنتشرة في‬
‫العالـ ىي عمالت متجانسة فالدوالر مثالً في طوكيو ىو نفسو في سورية‪.‬‬
‫‪ -4‬مستويات ًاألسعار ًالنسبية‪ :‬حسب نظرية تعادؿ القوة الشرائية‪ ،‬عندما ترتفع‬
‫أسعار السمع المحمية ينخفض الطمب عمى السمع المحمية ويتجو سعر العممة‬
‫الوطنية نحو االنخفاض حيث يمكف االستمرار في بيع السمع المستوردة بطريقة‬
‫جيدة‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫‪ -5‬التعريفات ًالجمركية ًوالحصص‪ :‬تؤثر في سعر الصرؼ كؿ مف التعريفات‬
‫الجمركية (الضرائب عمى السمع المستوردة مثال) والحصص (القيود عمى كمية‬
‫السمع التي يمكف استيرادىا)‪ ،‬ألف ذلؾ يزيد مف الطمب عمى السمعة المحمية‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ً -6‬تفضيلًالسمعًاألجنبيةًعمىًالسمعًالمحمية‪ :‬زيادة الطمب عمى صادرات دولة‬
‫ما يتسبب في ارتفاع عممتيا عمى المدى الطويؿ‪ ،‬وزيادة الطمب عمى الواردات‬
‫تسبب في انخفاض قيمة العممة الوطنية‪.‬‬
‫‪ً -7‬اإلنتاجية ‪:‬في حاؿ كانت الدولة أكثر إنتاجية مف غيرىا مف الدوؿ‪ ،‬يمكف أف‬
‫تخفض أسعار السمع المحمية بالنسبة ألسعار السمع األجنبية وتظؿ تحقؽ أرباحاً‪،‬‬
‫والنتيجة ىي زيادة الطمب عمى السمع المحمية وميؿ سعر العممة المحمية إلى‬
‫االرتفاع‪.‬‬

‫سابعًاً‪ً-‬أدواتًسعرًالصرف‪:‬‬

‫تعديلًسعرًصرفًالعممة ‪:‬عندما ترغب السمطة في تعديؿ توازف ميزاف المدفوعات فإنيا‬


‫تقوـ بتخفيض العممة أو إعادة تقويميا في حالة سعر صرؼ ثابت‪ .‬أما في حالة سعر‬
‫الصرؼ العائـ فإنيا تعمؿ عمى التأثير عمى تحسف أو تدىور العممة‪ .‬وتستخدـ سياسة‬
‫تخفيض العممة عمى نطاؽ واسع لتشجيع الصادرات‪ ،‬إال أف ذلؾ يجب أف يخضع‬
‫لمجموعة شروط‪:‬‬

‫‪ .1‬أف يتسـ الطمب العالمي عمى منتجات الدولة بقدر كبير مف المرونة بحيث يؤدي‬
‫تخفيض العممة إلى زيادة أكبر في اإلنتاج العالمي‪.‬‬
‫‪ .2‬أف يتسـ العرض المحمي لسمع التصدير بقدر كاؼ مف المرونة بحيث يستجيب‬
‫الجياز اإلنتاجي الرتفاع الطمب الناجـ عف ارتفاع الصادرات‪.‬‬
‫‪ .3‬ضرورة توفر استقرار في األسعار المحمية‪.‬‬
‫‪ .4‬عدـ قياـ الدوؿ المنافسة األخرى بإجراءات مماثمة لتخفيض عمالتيا‪.‬‬
‫‪ .5‬استجابة السمع المصدرة لمواصفات الجودة والمعايير الصحية الضرورية‬
‫لمتصدير‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫استخدام ًاحتياطات ًالصرف ‪:‬في ظؿ أسعار صرؼ ثابتة‪ ،‬تمجأ السمطات النقدية إلى‬
‫المحافظة عمى سعر صرؼ عممتيا‪ ،‬فعند انييار عممتيا تقوـ ببيع العمالت الصعبة‬
‫لدييا مقابؿ العممة المحمية‪ ،‬وعندما تتحسف العممة تقوـ بشراء العمالت األجنبية مقابؿ‬
‫العممة المحمية‪.‬‬

‫استخدامًسعرًالفائدة ‪:‬عندما تكوف العممة ضعيفة يقوـ البنؾ المركزي باعتماد سياسة‬
‫سعر الفائدة المرتفعة لتعويض خطر انييار العممة‪ .‬عمى سبيؿ المثاؿ في النظاـ النقدي‬
‫األوروبي عندما اعتبر الفرنؾ الفرنسي أضعؼ مف المارؾ األلماني عمد بنؾ فرنسا إلى‬
‫تحديد أسعار فائدة أعمى مف أسعار الفائدة األلمانية‪.‬‬

‫مراقبة ًالصرف ‪:‬تقضي سياسة مراقبة الصرؼ بإخضاع المشتريات والمبيعات لمعممة‬
‫الصعبة إلى رخصة خاصة‪ ،‬ويتـ استخداميا لمقاومة خروج رؤوس األمواؿ‪.‬‬

‫إقامة ًسعر ًصرف ًمتعدد ‪:‬ييدؼ نظاـ أسعار الصرؼ المتعدد إلى تخفيض آثار حدة‬
‫التقمبات في األسواؽ‪ ،‬وتوجيو السياسة التجارية لخدمة بعض األغراض المحددة‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫جامعت حماة ‪ -‬كليت االقتصاد‬

‫التجارة الذولٍة لطالب السنة الثالثة‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬ ‫المحاضرة التاسعت ‪21 / 5 / 2017‬‬

‫المنظماتًالدوليةً ‪International Organizational‬‬

‫سوؼ ندرس في ىذه المحاضرة ‪:‬‬

‫أولا ‪ :‬تعزيف انًُظًاث انذونيت‪:‬‬


‫ثاَيا ا ‪ :‬أَىاع انًُظًاث انذونيت‬

‫‪77‬‬
‫أولا ‪ :‬تعزيف انًُظًاث انذونيت‪:‬‬
‫تعرؼ المنظمة الدولية بأنيا شخص معنوي مف أشخاص القانوف الدولي العاـ ينشأ مف‬
‫اتحاد ارادات مجموعة مف الدوؿ لرعاية مصالح مشتركة دائمة بينيا‪ ،‬ويتمتع بإرادة ذاتية‬
‫في المجتمع الدولي وفى مواجية الدوؿ األعضاء‪.‬‬
‫ومف ىذا التعريؼ نستخمص أنو البد مف توافر أربعة عناصر رئيسية لنشأة المنظمة‬
‫الدولية المتمتعة بالشخصية القانونية الدولية‪.‬‬
‫‪- ١‬انصفت انذونيت‪:‬‬
‫يشترط في أعضاء المنظمة الدولية أف يكونوا دوالً كاممة السيادة واالستقالؿ‪ ،‬متمتعة‬
‫عمى صعيد العالقات الدولية بالشخصية القانونية‪ ،‬وتمثؿ ىذه الدوؿ في المنظمة بواسطة‬
‫أعضاء في الحكومات أو مندوبيف عنيا‪ .‬وىذا ما يفسر ما جرى عميو العمؿ في األمـ‬
‫المتحدة وغيرىا مف المنظمات المتخصصة‪ ،‬مف إطالؽ اصطالح" المنظمات الدولية‬
‫الحكومية" تميي اًز ليا عف المنظمات الدولية غير الحكومية أو المنظمات الدولية الخاصة‪،‬‬
‫والتي يجب أف يطمؽ عمييا اصطالح اٌجّؼُاخ اٌذوٌُح اٌخاصح‪ .‬ولذ أشاس اٌمشاس سلُ‬
‫‪ٌٍّ ٨٢٢‬جٍس االلرصادٌ واالجرّاػٍ تراسَخ ‪ ٠٥٩١ / ٨/ ٨٢‬إًٌ هزٖ اٌرفشلح حُٓ‬
‫ٔص ػًٍ " أف المنظمات التي ال يتـ تكوينيا باتفاؽ بيف الحكومات تعد منظمات دولية‬
‫غير حكومية‪ .‬فيذه المنظمات األخيرة ال تنشأ عف اتفاقات بيف الحكومات‪ ،‬وانما بيف‬
‫أفراد ىيئات خاصة أو عامة مف دوؿ مختمفة‪ ،‬بيدؼ زيادة التعاوف في المجاالت‬
‫االجتماعية والعممية واألدبية والدينية والرياضية‪ ،‬والدفاع عف مصالحيا ومبادئيا عمى‬
‫الصعيد الدولي‪ ،‬ومف أمثمتيا الصميب األحمر الدولي‪ ،‬االتحاد الدولي لمنقابات واالتحاد‬
‫البرلماني الدولي‪ .‬وال تدخؿ ىذه المنظمات في مجاؿ دراستنا‪ .‬ذلؾ أنيا تخضع لمقانوف‬
‫الداخمي لدولة أو عدة دوؿ تقوـ المنظمات غير الحكومية بدور تبادؿ المعمومات‬
‫واالتفاؽ عمى اتجاىات موحدة وتنظيـ التعاوف المشترؾ بيف الييئات المشتركة فييا‪ ،‬دوف‬
‫أف تتمتع بسمطة إلزاـ لمحكومات‪ ،‬وألنيا تمعب دو اًر ىاماً في العالقات الدولية والتقارب‬
‫بيف الشعوب المختمفة واإلسياـ في خمؽ قواعد القانوف الدولي‪ ،‬كاف حرص المنظمات‬
‫الدولية الحكومية عمى تنسيؽ التعاوف معيا‪ .‬عمى أنو يجوز لبعض المنظمات الدولية‬
‫الحكومية‪ ،‬وال سيما المنظمات المتخصصة‪ ،‬أف تسمح بعضويتيا بصفة استثنائية‬

‫‪78‬‬
‫لوحدات ال ينطبؽ عمييا وصؼ الدولة كاممة السيادة واالستقالؿ‪ ،‬عمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬ما‬
‫تسمح بو منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسكو واالتحاد الدولي لممواصالت السمكية‬
‫والالسمكية مف جواز قبوؿ عضوية بعض المقاطعات واألقاليـ التي تتمتع بقدر مف الحكـ‬
‫الذاتي وتمثيؿ مستقؿ عف دولة األصؿ ‪ .‬وقد قبمت المنظمة األوربية لمتعاوف االقتصادي‬
‫)‪ (O.E.C.E‬عضوية إقميـ تريستا في فترة تمتعو بوضع مستقؿ‪ ،‬كما قبؿ مجمس‬
‫أوروبا عضوية إقميـ اليسار حيف كانت لو ذاتية خاصة‪ ،‬فضالً عف أف الغالبية العظمى‬
‫مف المنظمات المتخصصة قد قبمت بعض األقاليـ غير المستقمة كأعضاء منتسبيف‪.‬‬
‫وىناؾ منظمات تقبؿ مندوبيف عف بعض الفئات االجتماعية بجانب ممثمي الدوؿ‪ ،‬مثؿ‬
‫منظمة العمؿ الدولية التي تجمع بيف مندوبي العماؿ ومندوبي أرباب األعماؿ بجانب‬
‫ممثمي الحكومة ‪.‬وىذه كميا مؤشرات نحو التخفيؼ مف قيد التمثيؿ الحكومي في‬
‫المنظمات الدولية المتخصصة إلتاحة فرصة االتصاؿ المباشر بيف ىذه المنظمات‬
‫واإلدارات والييئات الوطنية التي تعمؿ في مجاؿ اختصاصيا‪.‬‬
‫‪- ٢‬اتحاد إداراث انذول‪:‬‬
‫تستند المنظمة الدولية في قياميا إلى موافقة الدوؿ المكونة ليا‪ ،‬فيي ال تنشأ إال‬
‫برضاىا‪ ،‬أي أف العضوية فييا اختيارية ‪ .‬وكما يمزـ اتحاد ارادات الدوؿ حوؿ نشأة‬
‫منظمة تحمى مصالحيا المشتركة‪ ،‬فإنو البد وأف تتحدد ىذه االرادات حوؿ تحديد أىداؼ‬
‫ومبادئ واختصاصات وأسموب عمؿ ىذه المنظمة‪ ،‬وأف يتجسد ىذا االتحاد في معاىد‬
‫دولية مكتوبة يطمؽ عمييا الميثاؽ‪ .‬وىكذا فإف المنظمات الدولية ال تزاؿ تستند حتى وقتنا‬
‫ىذا إرادات الدوؿ المكونة ليا‪ ،‬فيي ليست تنظيمات فوؽ ىذه الدوؿ وتمتزـ الدوؿ‬
‫باالنضماـ إلييا أو بالخضوع ألحكاـ‪ ،‬كما ىو الحاؿ بالنسبة لخضوع األفراد بحكـ‬
‫تواجدىـ في المجتمعات الداخمية لتنظيماتيا وتشريعاتيا وسمطاتيا‪ .‬وليذا فالمنظمات‬
‫الدولية انعكاس لطبيعة النظاـ القانوني الدولي كمو تجمع في داخميا بيف صفتي‬
‫المؤسسيف ليا والخاضعيف ألحكاميا‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪- ٣‬الستًزار‪:‬‬
‫يشترط لقياـ المنظمة الدولية أف يكوف ليا وجود مستمر‪ ،‬فميس بمعنى أف تعمؿ كؿ فروع‬
‫المنظمة بصفة دائمة‪ ،‬وانما أف تمارس المنظمة– كوحدة قانونية متكاممة– اختصاصاتيا‬
‫بصفة مستمرة ‪ .‬ويميز ىذا العنصر المنظمة الدولية عف المؤتمر الدولي الذى يعقد‬
‫لبحث موضوع معيف ثـ ينفض‪ .‬وترجع حكمة اشتراط االستمرار إلى أف المصالح‬
‫المشتركة التي ترعاىا المنظمات الدولية‪ ،‬ىي بطبيعتيا مصالح مستمرة‪ ،‬ال يجوز معيا‬
‫التوقيت‪ ،‬فضالً عف أف ىذا االستمرار ىو وحدة الكفيؿ بتحقيؽ استقالؿ المنظمة في‬
‫مواجية أعضائيا وال تظؿ مرتبطة بإرادة الدوؿ بالنسبة لكؿ تصرؼ يصدر عنيا ‪.‬‬
‫‪- ٤‬اإلرادة انذاتيت‪:‬‬
‫ولعؿ ىذا العنصر ىو أىـ عناصر المنظمة‪ ،‬وركنيا األساسي الذى يميزىا عف المؤتمر‬
‫الدولي باعتباره تجمعاً دولياً بإرادة مستقمة عف إرادات الدوؿ المشتركة فيو‪ ،‬فما ينتج عف‬
‫المؤتمر مف ق اررات ال يمزـ إال الدوؿ التي وافقت عمييا‪ ،‬وبالتالي فإف الق اررات ال تستمد‬
‫قوتيا الممزمة إال مف إرادة الدوؿ وفى الحدود وبالشروط التي قررتيا عند موافقتيا عمييا ‪.‬‬
‫أما المنظمة الدولية فتتمتع بإرادة ذاتية بمعنى وجود شخصية قانونية خاصة بيا ‪ ،‬ويتـ‬
‫التعبير عنيا وفؽ القواعد التي يقررىا ميثاقيا وفى نطاؽ االختصاص المحدد ليا‪.‬عمى‬
‫أال يغيب عف الباؿ تمؾ العالقة الوطيدة بيف المؤتمرات الدولية والمنظمات الدولية‪ ،‬فقد‬
‫كانت المؤتمرات في مرحمة سابقة مف مراحؿ التنظيـ الدولي التي ميدت لقياـ المنظمات‬
‫الدولية‪ ،‬ثـ تحولت عمى مر التاريخ مف صورة المؤتمرات غير الدورية إلى صورة‬
‫المؤتمرات الدورية‪ ،‬وفى مرحمة تالية حققت صفة االستمرار بإنشاء سكرتيريات دائمة ليا‬
‫وبدأت تبتعد عف قاعدة اإلجماع لتعتاد تدريجياً عمى قاعدة األغمبية حتى اقتربت مف‬
‫شكؿ المنظمات وأصبحت النواة األولى ليا‪.‬‬
‫وعادة يسبؽ نشأة كؿ منظمة مؤتمر أو عدة مؤتمرات بيف مجموعة مف الدوؿ المؤسسة‬
‫تبحث كؿ ما يتعمؽ بأىداؼ واختصاصات المنظمة الجديدة‪ ،‬إلى أف ينتيى األمر‬
‫بالتوقيع عمى الميثاؽ والتصديؽ عميو فتخرج المنظمة إلى خير الوجود‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫كما يؤكد الفقياء تمتع المنظمة باإلرادة الذاتية حتى عندما تقتصر سمطاتيا عمى مجرد‬
‫جمع المعمومات والوثائؽ وتبادليا بيف الدوؿ‪ ،‬حتى في ىذه الحالة يكوف لممنظمة إرادة‬
‫مستقمة تظير في كؿ األعماؿ اإلدارية الالزمة لممارسة وظائفيا‪.‬‬
‫والنظاـ القانوني الدولي في تعاممو مع المنظمات الدولية‪ ،‬ال يعترؼ إال بإرادة المنظمة‪،‬‬
‫فيو ال يعرؼ إرادات الدوؿ المكنة ليا وال يترتب أي أثر قانونى إال عمى ما يصدر‬
‫عنيا‪ ،‬وتعبي اًر عف إرادتيا الذاتية المنفصمة عف إرادات الدوؿ األعضاء‪.‬‬

‫ثاَيا ا ‪ :‬أَىاع انًُظًاث انذونيت‬


‫ىناؾ أنواع مختمفة لممنظمات الدولية‪ ،‬لذا يجب معرفة تقسيماتيا المختمفة العممية والذى‬
‫يقتضى النظر إلييا مف جميع الجوانب‪ ،‬إال أنو يمكننا أف نقتصر في ذلؾ عمى جوانب‬
‫رئيسية ثالث‪:‬‬
‫‪- ١‬انععىيت‪:‬‬
‫يتفاوت حجـ العضوية مف منظمة إلى أخرى تفاوتاً كبي اًر‪ ،‬ويتوقؼ عدد الدوؿ‬
‫األعضاء في كؿ منظمة عمى االتجاه المحدد لمعضوية مف ناحية وعمى أسموب‬
‫االنضماـ إلييا مف ناحية أخرى‪.‬‬
‫أ_اتجاِ العضوية ‪ :‬تعتبر المنظمة ذات اتجاه عالمي إذا كانت عضويتيا مفتوحة‬
‫لكؿ الدوؿ‪ ،‬باألسموب الذى يقرره ميثاقيا لتحقيؽ ىذا اليدؼ ‪ .‬والمنظمة العالمية‬
‫تعبر عف مجتمع عريض غير محدود‪ ،‬ولذا صعب أف تتمتع بسمطات واسعة‪ .‬بينما‬
‫ىناؾ منظمات أخرى تقتصر عضويتيا عمى بعض الدوؿ فقط‪ ،‬وبالتالي فإنيا‬
‫تعتبر مغمقة‪ ،‬وىي توصؼ أحياناً بأنيا منظمات إقميمية وىذا المعنى قد يكوف‬
‫تعبير عف المناطؽ الجغرافية‪ ،‬فتكوف المنظمة إقميمية عندما تجمع دوؿ منطقة‬
‫جغرافية معينة‪ ،‬فمثالً المنظمة األوروبية لمسكؾ الحديدية‪ ،‬حيث استدعى حجـ ىذه‬
‫المواصالت المتزايد بيف الدوؿ األوروبية إنشاء منظمة خاصة بيا عمى صعيد القارة‬
‫األوروبية‪ ،‬في حيف أف حجميا عمى مستوى دوؿ القارات كميا لـ يصؿ إلى الدرجة‬
‫التي تستوجب إنشاء منظمة عالمية ليا‪ .‬واإلقميمية في معنى ثاف تعبير عف‬
‫تضامف سياسي بيف مجموعة مف الدوؿ‪ ،‬وبيذا المعنى نشأت جامعة الدوؿ العربية‬

‫‪81‬‬
‫ومنظمة الدوؿ األمريكية ‪.‬ويرجع التضامف السياسي بيف الدوؿ المكونة ليذه‬
‫المنظمات اإلقميمية إلى عدة عوامؿ أىميا األصؿ والحضارة والتاريخ واأليديولوجية‬
‫والمصالح المشتركة‪ .‬فاإلقميمية بيذا المعنى تعبر عف ذاتية مجموعة مف الدوؿ‬
‫بالنظر لباقي الدوؿ أو بالنظر لمجموعات أخرى‪ .‬ويتضح في ىذه الحالة أف العامؿ‬
‫الجغرافي ال يمعب إال دو اًر ظاىرياً‪ ،‬عمى سبيؿ المثاؿ وجود منظمات إقميمية بيذا‬
‫المعنى ال تضـ كؿ الدوؿ الواقعة في منطقة جغرافية معينة‪ ،‬ونجد عمى العكس‬
‫منظمات أخرى تضـ دوالً مف مناطؽ جغرافية منفصمة مثؿ منظمة حمؼ شماؿ‬
‫األطمنطي التي تجمع دوؿ أمريكا وغرب أوروبا‪.‬‬
‫ب ‪-‬أسموب النضمام ‪ً ً:‬‬
‫ال تضـ المنظمات العالمية عادة كؿ الدوؿ‪ ،‬حيث يستمزـ توافر بعض الشروط التي‬
‫تختمؼ مف حيث ما تمثمو مف قيود مف منظمة ألخرى ويمكف عمى ىذا األساس‬
‫التفرقة بيف ثالثة أنواع مف ىذه المنظمات كاآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬بعض المنظمات تجيز االنضماـ إلييا بمجرد إبداء الرغبة‪ ،‬مف خالؿ السماح لمدوؿ‬
‫بأف تصبح أطرافاً في ميثاؽ المنظمة العالمية‪ ،‬مثؿ انضماـ الدوؿ ألي معاىدة‬
‫لتصبح أطرافاً فييا‪ .‬وقد كاف ىذا األسموب متبعاً بالنسبة التحاد البريد العالمي حتى‬
‫عاـ ‪ ،1947‬وىو اليوـ قاعدة عامة بالنسبة النضماـ الدوؿ األعضاء في األمـ‬
‫المتحدة إلى المنظمات المتخصصة‪.‬‬
‫‪ .2‬بعض المنظمات تخضع االنضماـ لشروط موضوعية يمزـ توافرىا قبؿ تقرير‬
‫انضماـ الدوؿ إلى المنظمة‪ ،‬وتختمؼ ىذه الشروط مف منظمة إلى أخرى‪ ،‬عمى‬
‫سبيؿ المثاؿ‪ ،‬أف تحترـ الدولة التزاماتيا الدولية وأف تقبؿ النظاـ الموضوع واف‬
‫تكوف محبة لمسالـ‪ .‬وىذا يتطمب مف المنظمة البحث والتقصي عف ىذه الدولة‬
‫يتقرر بعده قبوؿ االنضماـ أو رفضو‪.‬‬
‫‪ .3‬ىناؾ منظمات أخرى تخضع انضماـ الدوؿ الجدد لسمطة تقديرية لممنظمة في مدى‬
‫مالئمة ىذا االنضماـ‪ ،‬إلى جانب توافر بعض الشروط الموضوعية‪ ،‬عمى سبيؿ‬
‫المثاؿ يتحقؽ ىذا في بعض المنظمات التي تجعؿ االنضماـ إلييا عمى أساس‬
‫دعوة موجية منيا‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫وعموم ًا تمثؿ ىذه الشروط‪ ،‬بالنسبة لممنظمات اإلقميمية قيوداً تؤدى إلى التشدد في‬
‫إقرار االنضماـ‪ ،‬بينما تكف بالنسبة لممنظمات العالمية والمنظمات المتخصصة‬
‫عامالً يسيؿ ىذا االنضماـ‪.‬‬
‫‪-٢‬الختصاص ‪:‬‬
‫تنقسـ المنظمات الدولية مف حيث اختصاصاتيا إلى منظمات عامة ومنظمات‬
‫متخصصة‪.‬‬
‫وتعتبر المنظمة عامة إذا امتد نشاطيا إلى مختمؼ مظاىر الحياة الدولية‪ ،‬مف حؿ‬
‫المنازعات بيف الدوؿ‪ ،‬ودعـ مظاىر التعاوف بينيا في المجاالت السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ومف أمثمة ىذه المنظمات‪ ،‬عصبة األمـ المتحدة‪ ،‬منظمة‬
‫الدوؿ األمريكية وجامعة الدوؿ العربية‪ ،‬ومنظمة الوحدة اإلفريقية ‪ .‬كما تعتبر‬
‫المنظمة متخصصة إذا اقتصر نشاطيا عمى موضوع معيف أو مرفؽ دولي محدود‪.‬‬
‫وتتنوع المنظمات المتخصصة إلى‪:‬‬
‫‪ .1‬منظمات تشريعية تسعى إلى توحيد القواعد القانونية الخاصة بعالقة دولية‬
‫معينة‪ ،‬يتمثؿ دورىا في إعداد مشروعات اتفاقيات دولية وعرضيا عمى الدوؿ‪،‬‬
‫واصدار توصيات لتوحيد تشريعات الدوؿ في موضوع معيف‪.‬‬
‫‪ .2‬منظمات قضائية‪ ،‬تختص بالفصؿ بيف المنازعات الدولية وفؽ أحكاـ القانوف‬
‫الدولي مثؿ محكمة العدؿ الدولية والمحكمة األوروبية لحقوؽ اإلنساف‪.‬‬
‫‪ .3‬منظمات تنفيذية‪ ،‬عامة المنظمات االقتصادية التي تختص بالمواد المنتجة أو‬
‫بالنظـ الجمركية‪ ،‬أو بالبنوؾ (البنؾ الدولي)‪ ،‬أو بالنظـ النقدية (صندوؽ النقد‬
‫الدولي) أو حتى بموضوعات اقتصادية أشمؿ‪ ،‬مثؿ الوحدة االقتصادية‬
‫(المنظمة األوروبية لمتعاوف االقتصادي) ومنيا المنظمات االجتماعية‬
‫واإلنسانية التي تختص بالمسائؿ الصحية منظمة الصحة العالمية‪ ،‬أو بالعمؿ‬
‫والعماؿ منظمة العمؿ الدولية أو برعاية فئات معينة األطفاؿ‪ ،‬الالجئيف‪،‬‬
‫النساء )ومنيا أيضاً المنظمات العسكرية أو معاىدات الدفاع المشترؾ( حمؼ‬
‫شماؿ األطمنطي واتحاد أوروبا الغربية‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪-٣‬انسهطاث‪:‬‬
‫تتمتع المنظمات الدولية بمجموعة السمطات الالزمة إلدارة عمميا الداخمي والمتعمقة‬
‫بالموظفيف وتمويؿ المنظمة وأساليب تسيير العمؿ فييا‪ ،‬عمى أنو يمكف تقسيـ‬
‫المنظمات إلى خمسة أنواع تبعاً لمدى تمتعيا بالسمطات الواسعة والتي تتدرج عمى‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬ػذد وثُش ِٓ ٌّٕظّاخ ال َرّرغ تأٌ سٍطح حمُمُح فٍ ِىاجهح اٌذوي األػعاء‬
‫وَمرصش دوسٖ ػًٍ ذثادي اٌّؼٍىِاخ ؤششها وإجشاء اٌثحىز‪.‬‬
‫‪ .2‬هٕان ػذد وثُش آخش ال ٍَّه سىي سٍطاخ اٌرؼثُش ػٓ سغثاخ أو آساء أو‬
‫إصذاس ذىصُاخ ٌُسد ٌها صفح اإلٌضاَ اٌمأىٍٔ ( ِثً اٌجّؼُح اٌؼاِح ٌألُِ‬
‫اٌّرحذج)‬
‫‪ .3‬تؼط إٌّظّاخ – وهً لٍح ‪ٍَّ-‬ه سٍطح إصذاس لشاساخ لأىُٔح ٍِضِح ِثً‬
‫(لشاساخ ِجٍس األِٓ‪ ،‬أحىاَ ِحىّح اٌؼذي اٌذوٌُح)‪.‬‬
‫‪ .4‬تؼط إٌّظّاخ األخشي‪ ،‬وهً لٍٍُح أَعا – ذرّرغ تسٍطح راذُح ذثاششها دوْ‬
‫أْ ذحً ِحً األجهضج اٌّخرصح فٍ اٌذوي األػعاء ِثً سٍطح اٌشلاتح وسٍطح‬
‫اٌؼًّ اٌّثاشش‪.‬‬
‫‪ .5‬ىناؾ عدد نادر جداً مف المنظمات تممؾ سمطات ذاتية لمتشريع أو القضاء واف‬
‫كانت أكثر المنظمات تطو اًر ال تباشر مثؿ ىذه السمطات فيي ما زالت نظرية‬
‫أكثر منيا عممية‪ ،‬والجدير بالذكر أف المنظمات األوروبية تتمتع بسمطات ذاتية‬
‫واسعة في المجاؿ التشريعية والقضائية والتنفيذية دعت إلى ظيور اصطالحات‬
‫جديدة‪ ،‬يجعمنا في الحقيقة أماـ نوع آخر مف المنظمات أقرب ما يكوف إلى‬
‫صورة االتحاد الفدرالي ‪.‬‬

‫ويمكننا عمى ظىء اٌؼشض اٌساتك ألٔىاع إٌّظّاخ اٌذوٌُح أْ ٔحصشها فٍ اٌرمسُُ‬
‫اِذٍ ‪:‬‬
‫‪ِٕ .1‬ظّاخ دوٌُح ذعُ ػذدا وثُشا ِٓ اٌذوي وهٍ غُش ِرخصصح وسٍطاذها‬
‫ِحذودج ِثً األُِ اٌّرحذج ّٔىرج ٌزٌه‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ِٕ .2‬ظّاخ دوٌُح أخشي ذعُ ػذدا ِحذودا ِٓ اٌذوي واخرصاصاذها ػاِح‬
‫وسٍطاذها واسؼح ٔسثُا ‪ ،‬ذمرشب ِٓ" االذحاد اٌىىٔفذساٌٍ " ِثً اٌجّاػح اٌسُاسُح‬
‫األوسوتُح‪.‬‬
‫‪ِٕ .3‬ظّاخ دوٌُح أخشي ِرخصصح‪ ،‬ذىىْ راخ اذجاٖ ػاٌٍّ وأحُأا إلٍُُّح‬
‫وسٍطاذها ِحذودج ‪ ،‬ذرّثً فٍ إٌّظّاخ اٌذوٌُح اٌّرخصصح‪.‬‬
‫‪ِٕ .4‬ظّاخ دوٌُح راخ سٍطاخ واسؼح ‪ ،‬وال ذعُ إال ػذدا ِحذودا ِٓ اٌذوي‪ ،‬وهزا‬
‫إٌىع ٔادس جذا‪ ،‬حُس ِٓ اٌصؼة أْ ذىافك اٌذوي ػًٍ اٌسّاح ٌّٕظّح تّثاششج‬
‫سٍطاخ واسؼح فٍ ِجاي ِىظىع ِحذود‪ ،‬ألْ فٍ ِثً هزٖ اٌحاالخ ذسؼً إًٌ‬
‫ذىسُغ ٔطاق اخرصاصاذها‪.‬‬
‫‪ ..................................‬انتيت المحاضرة ‪.................................‬‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬

‫ً‬

‫‪85‬‬
‫جامعت حماة ‪ -‬كليت االقتصاد‬

‫التجارة الذولٍة لطالب السنة الثالثة‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬ ‫المحاضرة العاشرة ‪28 / 5 / 2017‬‬

‫صُذوق انُقذ انذوني‬

‫سىف َذرس في هذِ انًحاظزة ‪:‬‬


‫‪َ .1‬شأة صُذوق انُقذ انذوني‪:‬‬
‫‪ .2‬أهذاف انصُذوق‪:‬‬
‫‪ .3‬وظائف انصُذوق األساسيت وانتسهيالث انًقذيت‪:‬‬
‫‪ .4‬حجى انصُذوق ويصادر انتًىيم‪:‬‬

‫‪86‬‬
‫مقدمة‪ً :‬‬

‫لقد شيد العالـ خالؿ الفترة الحرب العالمية الثانية تزايد مستمر في االعتماد عمى‬
‫المعامالت التجارية عمى المستوى الثنائي بدالً مف المعامالت متعددة األطراؼ فضالً‬
‫عف اتباع السياسات االقتصادية التي عرفت" بإفقار الجار "استيدفت كؿ المشاكؿ‬
‫االقتصادية الداخمية مثؿ البطالة عمى حساب الدوؿ األخرى‪ ،‬تضمنت إجراء تخفيضات‬
‫تنافسية في قيمة العمالت الوطنية لتحقيؽ المزايا التنافسية‪ ،‬فتتـ فرض سياسات مقيدة‬
‫لمتجارة الخارجية في صورة حصص االستيراد والرسوـ الجمركية لمحد مف الواردات‪ .‬في‬
‫ىذه الفترة أيضاً تضمنت مجموعة مف األحداث أىميا‪:‬‬
‫‪ o‬انييار قاعدة الذىب وتحوؿ البنوؾ المركزية مف نظاـ الصرؼ بالذىب‬
‫إلى نظاـ النقد الورقي اإللزامي‪.‬‬
‫‪ o‬االعتماد عمى نظاـ أسعار الصرؼ المرنة لتصحيح العجز في موازيف‬
‫المدفوعات‪.‬‬
‫‪ o‬اتباع السياسات النقدية والمالية التضخمية مف أجؿ إعادة بناء اقتصادياتيا‬
‫مما أدى إلى ظيور ضغوط تضخمية شديدة‪.‬‬
‫‪ o‬فشؿ الدوؿ الصناعية في العودة مرة أخرى لنظاـ الذىب لالستفادة مف‬
‫تمقائية استعادة التوازف في موازيف المدفوعات‪.‬‬
‫‪ o‬بدء العمؿ بنظاـ الرقابة عمى الصرؼ األجنبي كأحد أدوات تقييد التجارة‬
‫الدولية‪.‬‬
‫وفى عاـ ‪ 1944‬اجتمع ممثميف عف كؿ مف أمريكا وانجمت ار و‪ 42‬دولة في بريتوف وودز‬
‫نيوىامشر لتقرير شكؿ النظاـ النقدي الدولي الجديد في الفترة ما بعد الحرب‪ .‬ولقد تـ‬
‫االتفاؽ عمى إنشاء ثالثة منظمات دولية وىي ‪:‬صندوؽ النقد الدولي ‪ IMF‬البنؾ الدولي‬
‫لإلنشاء والتعمير ‪ IBRD.‬ومنظمة التجارة الدولية ‪ ITO‬ولقد كانت الميمة األساسية ليذه‬
‫الييئات الدولية ىي تنظيـ المدفوعات الدولية لتفادى الفوضى النقدية التي عرفيا العالـ‬
‫في الفترة ما بيف الحربيف وىذه مف مياـ صندوؽ النقد الدولي‪ ،‬أما ميمة البنؾ الدولي‬
‫ىي مساعدة الدوؿ في إعادة بناء ما دمرتو الحرب ‪ ،‬بينما كانت ميمة منظمة التجارة‬

‫‪87‬‬
‫الدولية ىي العمؿ عمى تحرير التجارة مف القيود التي فرضت عمييا خالؿ الفترة السابقة ‪.‬‬
‫وسوؼ ندرس ىذه المنظمات الثالثة بالتفصيؿ تباعاً‪.‬‬
‫َشأة صُذوق انُقذ انذوني‪:‬‬
‫أنشئت ىذه المؤسسة بموجب اتفاقية بريتوف وودز عاـ ‪ 1944‬لمقياـ بدور مالي ونقدى‬
‫في حؿ مشاكؿ النقد العالمية وخاصة تحقيؽ االستقرار ألسعار الصرؼ وتخفيض القيود‬
‫عمى الصرؼ األجنبي وتوفير الموارد المالية الالزمة لمواجية اختالؿ التوازف المؤقت في‬
‫ميزاف المدفوعات‪ .‬ووفقاً لنصوص اتفاقية الصندوؽ التي تـ التوقيع عمييا مف قبؿ كؿ‬
‫األعضاء‪ ،‬يتعيد كؿ عضو باالمتناع عف أي ممارسات يكوف مف شأنيا تدىور رفاىية‬
‫الدوؿ األخرى‪.‬‬
‫ال في مارس ‪ 1947‬وتزايد عدد أعضائو منذ ذلؾ الحيف مف‬
‫وقد بدأ الصندوؽ نشاطو فع ً‬
‫‪ 8‬دولة إلى ‪ 141‬دولة في عاـ ‪ 1981‬ثـ إلى ما يقرب مف ‪ 165‬دولة في التسعينات‪.‬‬
‫أهذاف انصُذوق‪:‬‬
‫أوضحت المادة األولى مف االتفاقية أىداؼ الصندوؽ الذى نشأ كؿ مشكالت العالـ‬
‫النقدية‪ ،‬ونوجز تمؾ األىداؼ فيما يمى‪:‬‬
‫‪ .1‬إيجاد مؤسسة دائمة يتـ في إطارىا التشاور الالزـ لحؿ مشكالت العالـ النقدية‪.‬‬
‫‪ .2‬تحقيؽ الثبات بقدر اإلمكاف ألسعار الصرؼ والتقميؿ مف تنافس الدوؿ عمى‬
‫تخفيض أسعار الصرؼ‪.‬‬
‫‪ .3‬تسييؿ تنمية التجارة الدولية مف أجؿ النيوض بمستويات الدخؿ الحقيقي والتشغيؿ‬
‫وتنمية الموارد اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ .4‬تشجيع نظـ المدفوعات المتعددة األطراؼ لتغطيو المعامالت الجارية بيف‬
‫األعضاء وتخفيض قيود الصرؼ التي تعوؽ انتعاش التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ .5‬توفير الموارد المالية الالزمة لمواجية ما يط أر مف اختالؿ عمى موازيف المدفوعات‬
‫لمدوؿ األعضاء وتجنب االضطرار التخاذ إجراءات تضر باالستقرار الداخمي أو‬
‫بمستوى الدخؿ والعمالة‪.‬‬
‫وبالتحديد تتضمف ىذه النصوص مطالبة األعضاء باآلتي‪:‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -‬السماح لعمالتيا بالتداوؿ في مقابؿ العمالت األجنبية بحرية وبدوف أي‬
‫قيود‪.‬‬
‫‪ -‬إخطار الصندوؽ بأي تغيرات في السياسة المالية والنقدية التي تؤثر عمى‬
‫باقي األعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬االستعداد لتطبيؽ التعديالت التي يراىا الصندوؽ مالئمة في السياسة‬
‫المالية والنقدية لكى تحقؽ مصمحة كافة الدوؿ األعضاء‪.‬‬
‫ومقابؿ التزاـ العضو بيذا السموؾ يقدـ الصندوؽ التمويؿ الالزـ لمساعدة العضو عندما‬
‫يتعرض لمشاكؿ نقدية لمواجية أزمة مدفوعات دولية ‪ .‬عمى أننا يجب أف نؤكد أف‬
‫صندوؽ النقد الدولي ال يعتبر مؤسسة إقراض كما ىو الحاؿ بالنسبة لمبنؾ الدولي وانما‬
‫يعد مشرفاً ومراقباً لمسياسات النقدية وأسعار الصرؼ بما يضمف االستقرار النقدي الدولي‬
‫والنمو المستمر لالقتصاد العالمي‪.‬‬
‫ويؤمف الصندوؽ بأف الشرط األساسي لتحقيؽ الرفاىية الدولية ىو نظاـ نقدى منضبط‬
‫ومستقر يشجع نمو التجارة الدولية ويخمؽ فرص العمؿ ويوسع النشاط االقتصادي ويرفع‬
‫مستوى المعيشة في كافة دوؿ‪ ،‬ولعؿ ميمة الصندوؽ األساسية ىي رعاية والحفاظ عمى‬
‫النظاـ النقدي الدولي‪.‬‬
‫حجى انصُذوق ويصادر انتًىيم‪:‬‬
‫يعد صندوؽ النقد الدولي صغي اًر نسبياً ‪ ،‬يضـ ‪ 2311‬موظؼ‪ ،‬وعمى العكس مف البنؾ‬
‫الدولي فإف الصندوؽ ليس لديو فروع في دوؿ العالـ حيث يعمؿ أعضاءه في المركز‬
‫الرئيسي في واشنطف إلى جانب ثالثة مكاتب صغيرة في كؿ مف باريس وجنيؼ ومكتب‬
‫األمـ المتحدة في نيويورؾ‪ ،‬والعامميف في الصندوؽ ىو إما اقتصادييف أو خبراء مالييف‪.‬‬
‫كما نعمـ أف صاحب فكرة إنشاء الصندوؽ ىو وزير الخزانة األمريكي" وايت "وبناء عميو‬
‫فإف الصندوؽ ال يقوـ بدور الوساطة بيف المستثمريف والمقترضيف كما يفعؿ البنؾ ‪ ،‬وانما‬
‫لديو قدر ىاـ مف الموارد المالية حوالى ‪ 215‬مميار دوالر في عاـ ‪ . 1995‬وتتكوف ىذه‬
‫الموارد مف حصة األعضاء ومصاريؼ العضوية ؿ ‪ 181‬دولة عضو في الصندوؽ‪.‬‬
‫وتنص اتفاقية الصندوؽ عمى أف كؿ عضو مف األعضاء يساىـ بحصة تتناسب مع‬
‫حجمو االقتصادي (حصة الدوؿ الغنية أكبر مف حصة الدوؿ الفقيرة ) ويشبو الصندوؽ‬

‫‪89‬‬
‫بذلؾ االتحاد االئتماني حيث يحؽ لكؿ عضو االستفادة مف الموارد المالية لمصندوؽ في‬
‫حدود حصتو‪.‬‬
‫وفى بعض الظروؼ الخاصة والمقيدة جداً يقترض الصندوؽ مف الحكومات وليس األفراد‬
‫أو األسواؽ الدولية حيث يختمؼ في ذلؾ عف البنؾ الدولي الذى يمجأ إلى األسواؽ‬
‫الدولية لمحصوؿ عمى التمويؿ الالزـ لعممياتو االقراضية‪.‬‬
‫ومف المعروؼ أف حصة كؿ عضو تحدد قدرتو التصويتية وكذلؾ قدرتو عمى االقتراض‬
‫مف الصندوؽ ‪ .‬فقد بدأ الصندوؽ برأس ماؿ قدره ‪ 8,8%‬مميار دوالر في عاـ ‪، 1944‬‬
‫كاف نصيب الواليات المتحدة فيو ‪ 31‬عمى أنو يتـ مراجعو الحصص كؿ خمسة سنوات‬
‫لكى تعكس التغير في األىمية النسبية لكؿ دولة في التجارة الخارجية ‪.‬حصت األععاء‬
‫والقتزاض يٍ انصُذوق ‪.‬‬
‫ويتحدد موقؼ الدولة الصافي في الصندوؽ بالمعادلة اآلتية‪:‬‬
‫الحصة الذىبية ‪ +‬الشريحة الئتمانية – ما يتم اقتراضو من الصندوق‬
‫واذا استمر تناقص ما لدى الصندوؽ مف عممة أحد األعضاء حتى تالشى تماماً‪ ،‬فإف‬
‫الصندوؽ يعمف أف ىذه العممة أصبحت نادرة ويطالب األعضاء بالتحيز ضد ىذه العممة‬
‫في التجارة‪ ،‬أي ينصح بعدـ استخداميا في التعامؿ التجاري الدولي‪ ،‬والسبب في ذلؾ ىو‬
‫أف الصندوؽ يرى أف مسئولية تصحيح االختالؿ في موازيف المدفوعات تقع عمى عاتؽ‬
‫كؿ مف الدوؿ المدينة والدائنة في نفس الوقت‪ ،‬واف اختفاء ما لدى الصندوؽ مف عممة‬
‫أحد األعضاء يدؿ عمى أف ىذه الدولة تحقؽ فائض ضخـ جداً وأنيا دائنة لعدد كبير مف‬
‫الدوؿ ‪ .‬والجدير باإلشارة أف الصندوؽ لـ يمجأ حتى اآلف لممطالبة بالتحيز ضد أحد‬
‫العمالت‪.‬‬
‫وظائف انصُذوق األساسيت وانتسهيالث انًقذيت‪:‬‬
‫يتبيف لنا أف ىناؾ وظيفتاف رئيسيتاف لصندوؽ النقد الدولي‪:‬‬
‫أ‪-‬الوظيفة التمويمية ‪:‬مف خالؿ إمداد األعضاء بوسائؿ الدفع الدولية عند الضرورة في‬
‫شكؿ تسييالت وقروض وىى ميمة أو وظيفة تشابو الدور المصرفي الذى تقوـ بو‬
‫البنوؾ المحمية في نشاط اإلقراض والتسييالت االئتمانية ‪ .‬وتيدؼ ىذه الوظيفة إلى سد‬
‫حاجات الدوؿ األعضاء مف السيولة النقدية الدولية لمواجية ما يط أر عمى موازيف‬

‫‪91‬‬
‫مدفوعاتيـ مف اختالؿ قصير األجؿ وقد طورت التسييالت االئتمانية ‪ ،‬فشممت الوسائؿ‬
‫التمويمية اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬حقوؽ السحب العامة‪ ،‬وىى الميزة الرئيسية التي يتمتع بيا العضو في استخداـ‬
‫موارد الصندوؽ وفقاً ألحكاـ اتفاقية بريتوف وودز‪ ،‬وتتمثؿ في طمب العضو‬
‫لمحصوؿ عمى مبالغ مف العمالت األجنبية الالزمة لو مقابؿ سداد قيمتيا بعممتو‬
‫الوطنية فيو حؽ شراء وليس قرضاً ‪ .‬ويشترط لمسحب مف موارد الصندوؽ أف‬
‫يكف القرض ىو تغطية عجز مؤقت في ميزاف المدفوعات الجارية لمدولة الساحبة‬
‫وأال يتجاوز ما يسحبو العضو مف موارد الصندوؽ خالؿ عاـ ربع قيمة حصة‬
‫العضو‪ ،‬وأال يؤدى السحب عموماً إلى زيادة ما بحوزه الصندوؽ مف عممة العضو‬
‫المتراكمة عف ‪ % 211‬مف قيمة حصتو‪.‬‬
‫‪ .2‬ىناؾ ايضاً تسييالت التمويؿ التعويضي أو الموازف‪ ،‬والتسييالت البترولية‬
‫وحقوؽ السحب اٌخاصح‪.‬‬
‫ب‪-‬الوظيفة الرقابية‪:‬‬
‫أ‪-‬ىدؼ تحقيؽ االستقرار ألسعار الصرؼ‪ ،‬حيث سمح نظاـ الصندوؽ بمبدأ ثبات أسعار‬
‫الصرؼ مع قدر مف المرونة في صورة تعديؿ لمسعر لمواجية ظروؼ معينة ‪ ،‬ووفقاً ليذا‬
‫النظاـ يمتزـ األعضاء بتحديد القيمة األساسية لعمالتيا الوطنية بالذىب أو بالدوالر‬
‫األمريكي وبعدـ السماح ببيع العمالت بأسعار تختمؼ عف ىذا التحديد بما يجاوز ‪،%1‬‬
‫كما يحظر نظاـ الصندوؽ اتباع تعدد أسعار الصرؼ وفى نفس الوقت نص عمى جواز‬
‫تعديؿ أسعار الصرؼ بشرط موافقة الصندوؽ في حالة وجود اختالؿ أساسي في ميزاف‬
‫المدفوعات‪ .‬ولكف التجربة العممية الواقعية أظيرت أف الصندوؽ لـ ينجح في فرض‬
‫االلتزاـ بأسعار الصرؼ الثابتة عمى الدوؿ األعضاء‪ ،‬ثـ تفاقـ الوضع في أواخر‬
‫الستينات عندما قامت الدوؿ الكبرى الواليات المتحدة‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬و فرنسا بسمسمة مف‬
‫التخفيضات ألسعار صرؼ عمالتيا ثـ بدأت فترة أسعار الصرؼ المعومة التي تخضع‬
‫لتفاعؿ عوامؿ وقوى العرض ‪ ،‬والطمب ‪ ،‬ثـ اختفى نظاـ أسعار الصرؼ الثابتة في اوائؿ‬
‫عاـ ‪ 1972‬وتبع ذلؾ اضطرابات شديدة في أسواؽ الماؿ الدولية ألحقت الضرر بالدوؿ‬

‫‪91‬‬
‫النامية عمى وجو الخصوص نظ اًر العتمادىا عمى حصيمة صادراتيا مف العمالت‬
‫المعومة وعمى األخص مف الدوالر األمريكي‪.‬‬
‫ب‪-‬إلغاء الرقابة عمى الصرؼ‪ ،‬مف أجؿ إنشاء نظاـ متعدد األطراؼ لممدفوعات حث‬
‫الصندوؽ األعضاء لتخفيؼ قيود الرقابة عمى الصرؼ فيما يتعمؽ بالمعامالت الجارية‬
‫إللغائيا بعد فترة انتقالية مدتيا ‪ 5‬سنوات‪ ،‬ورغـ أف كثير مف الدوؿ قد خففت أو ألغت‬
‫ىذه القيود إال أنو ال يزاؿ عدد كبير مف الدوؿ حتى اآلف يفرض قيود عمى الصرؼ‬
‫ويمارس ألواف الرقابة عمى الصرؼ وخاصة الدوؿ النامية مف أجؿ عالج االختالؿ في‬
‫موازيف مدفوعاتيا فضالً عف مقتضيات سياسة الحماية لصناعاتيا الناشئة‪.‬‬
‫إف فمسفة الصندوؽ ىى توفير الموارد المالية الالزمة لتمويؿ العجز المؤقت في موازيف‬
‫المدفوعات وذلؾ حتى ال تمجأ تمؾ الدوؿ إلى إجراءات مف شأنيا التأثير سمبياً عمى باقي‬
‫الدوؿ األعضاء مثؿ الرقابة عمى الصرؼ األجنبي أو تقييد التجارة الدولية ‪ .‬ولقد تغيرت‬
‫مسئولية الصندوؽ مف مجرد اإلشراؼ عمى نظاـ المدفوعات وأسعار الصرؼ ومواجية‬
‫العجز المؤقت‬
‫في موازيف المدفوعات إلى مساعدة الدوؿ األعضاء في التغمب عمى مشاكؿ االصالح‬
‫الييكمي‪ ،‬وسنعرض ىذه التسييالت التي يقدميا الصندوؽ كاآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬التسييلت الممتدة ‪Extended Fund Facilityً:‬‬
‫ىذه التسييالت تـ إنشاءىا في عاـ ‪ 1974‬وتسمح لألعضاء ‪ -‬باالقتراض أو‬
‫السحب حتى ‪ % 141‬مف حصتيـ عمى مدار ‪ 4-3‬سنوات وذلؾ لتغمب عمى‬
‫االختالؿ الييكمي‪.‬‬
‫‪ .2‬تسييلت التعديل الييكمي‪Extended AdjustmentًFacilityً:‬‬
‫والتي تـ إنشاءىا في عاـ ‪ 1986‬لتقديـ الدعـ وفقاً لشروط ميسرة لمدوؿ النامية‬
‫ذات الدخوؿ المنخفضة والتي تتعرض ألزمة مدفوعات دولية وذلؾ مف أجؿ‬
‫مساعدتيا في األجؿ المتوسط مف خالؿ برامج إصالح ىيكمي‪.‬‬
‫‪Enhanced‬‬ ‫‪Structural‬‬ ‫المحسنة‪ً :‬‬ ‫الييكمي‬ ‫التعديل‬ ‫‪ .3‬تسييلت‬
‫‪Adjustment Facility‬‬
‫والتي أنشئت في عاـ ‪ 1988‬لمساندة أو تكممو تسييالت التعديؿ الييكمي‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ .4‬تسييلت التمويل التعويضي والطوارئ‪Compensatory and ً :‬‬
‫‪Contingency Financing Facility‬‬
‫لقد تـ إنشاء ىذه التسييالت في البداية في عاـ ‪ 1963‬وذلؾ بغرض مساعدة‬
‫األعضاء عمى التغمب عمى العجز في ميزاف المدفوعات الناتج عف النقص‬
‫المفاجئ في حصيمة الصادرات مف المواد األولية أو الزيادة المفاجئة في‬
‫مدفوعات الواردات مف الغذاء نتيجة ألى ظروؼ تخرج عف تحكـ الدوؿ‬
‫األعضاء‪.‬‬
‫‪ .5‬تسييلت تمويل المخزون السمعي ً‪Buffer Financing Facility ً :‬‬
‫‪Stock‬‬
‫تـ إنشاء ىذه التسييالت في عاـ ‪ 1969‬والتي تسمح لألعضاء باالقتراض مف‬
‫الصندوؽ حتى ‪ % 51‬مف حجـ الحصة لممساعدة في تمويؿ تكويف االحتياطي‬
‫الدولي مف السمع ولقد توقؼ استخداـ ىذه التسييالت تقريب ًا منذ عاـ ‪.1984‬‬
‫‪ .6‬تسييلت البترول‪Oil Facilityً:‬‬
‫ولقد تـ إنشاء ىذه التسييالت في عاـ ‪ 1974‬ويمكف لألعضاء الحصوؿ عمى‬
‫قروض مف الدوؿ المصدرة لمبتروؿ عند أسعار فائدة منخفضة نسبي ًا ‪ .‬ولقد‬
‫أنشئت ىذه التسييالت عقب االرتفاع الحاد في اسعار البتروؿ في بداية‬
‫السبعينات‪ ،‬ولقد استخدمت ليذه التسييالت ‪ 6,6‬مميار دوالر في نياية ‪، 1991‬‬
‫حيث تـ التوقؼ عنيا في نفس العاـ‪ ،‬بعد أف اتجيت أسعار البتروؿ الحقيقية إلى‬
‫االنخفاض‪.‬‬
‫‪ .7‬تسييلت التحول القتصادي‪Systemic Transformation Facilityً:‬‬
‫ولقد أنشئ ىذا النوع في عاـ ‪ 1993‬لتقديـ الدعـ المالي لروسيا وبعض‬
‫الجميوريات الروسية السابقة ودوؿ أوروبا الشرقية والتي عانت مف صعوبات في‬
‫موازيف مدفوعاتيا نتيجة لمتغير المفاجئ والعنيؼ في كؿ مف ىيكؿ المدفوعات‬
‫والتجارة المصاحب لعممية التحوؿ االقتصادي إلى النظاـ الرأسمالي‪.‬‬
‫ولقد وجد أنو خالؿ العشريف سنة األولى مف حياة صندوؽ النقد الدولي استولت الدوؿ‬
‫الصناعية عمى أكثر مف ‪ % 51‬مف موارد الصندوؽ واف القروض التي حصمت عمييا‬

‫‪93‬‬
‫كانت مف أجؿ التغمب عمى صعوبات ميزاف المدفوعات قصيرة األجؿ ‪ .‬ومنذ الثمانينات‬
‫اتجو أغمب التمويؿ الذى يقدمو الصندوؽ إلى الدوؿ النامية وذلؾ لمواجية متطمبات‬
‫االصالح الييكمي عمى المدى المتوسط والطويؿ‪.‬‬
‫وكاف لمصندوؽ دور فى العديد مف اتفاقيات إعادة الجدولة لديوف كثير مف الدوؿ النامية‬
‫فى تعرضيا ألزمة المديونية الخارجية خالؿ الثمانينات خاصة فى أمريكا الالتينية ‪ ،‬ولقد‬
‫تضمنت أغمب ىذه االتفاقيات برامج لإلصالح االقتصادي تتعيد فييا الحكومات المدينة‬
‫إجراء تخفيض‬
‫فى إنفاقيا العاـ وتخفيض معدؿ نمو العرض النقدي وتخفيض معدؿ نمو األجور‬
‫المحمية وذلؾ مف أجؿ الحد مف نمو الطمب الكمى‪ ،‬وبالتالي السيطرة عمى معدؿ الواردات‬
‫وتشجيع نمو الصادرات ‪ .‬يضاؼ إلى ذلؾ مجموعة مف االجراءات التصحيحية لتشوىات‬
‫السعار المحمية والتي تتضمف تخفيض أو إلغاء الدعـ السمعي وتحرير أسعار الخدمات‬
‫والسمع األساسية ‪ .‬كؿ ىذه السياسات خمقت ضغوط اجتماعية شديدة في العديد مف دوؿ‬
‫العالـ وتسببت في بعض األحياف في إقالة الحكومات أو انقالبات أو أعماؿ عنؼ ‪.‬‬
‫واألمثمة عمى ذلؾ كثيرة منيا ما حدث في مصر في ‪ 19 18‬يناير ‪ 1977‬عندما قررت‬
‫الحكومة المصرية بعد االتفاؽ مع الصندوؽ عمى رفع أسعار المنتجات الغذائية‬
‫األساسية‪ ،‬وكذلؾ تونس في الثمانينات تعرضت لثورة شعبية عرفت بثورة الخبز‪ ،‬وفى‬
‫األردف عرفت بثورة المحروقات‪ ،‬وفى ماليزيا واندونيسيا في التسعينات وغيرىا‪.‬‬
‫وىكذا فإف الصندوؽ قد اتيـ بعدـ االىتماـ بالبعد االجتماعي لعممية االصالح‬
‫االقتصادي أو ما يمكف تسميتو بالتكمفة االجتماعية والسياسية لسياسات االصالح ‪.‬ولقد‬
‫حاوؿ الصندوؽ مواجية ىذه المشكمة مف خالؿ استحداث أداة جديدة المتصاص ردود‬
‫الفعؿ االجتماعية ‪ ،‬تعرؼ بالصندوؽ والذى يختص بتقديـ القروض الميسرة إلقامة‬
‫‪Social Fund‬االجتماعي المشروعات الصغيرة التي تساعد المتضرريف مف عممية‬
‫االصالح االقتصادي‪.‬‬
‫ولقد تـ تجربة ىذه األداة في مصر بنجاح كبير حيث ساعد الصندوؽ االجتماعي‬
‫المصري في امتصاص قد اًر ىاماً مف البطالة التي أفرزتيا ‪. 1997‬‬
‫دور صندوق النقد الدولي في اختيار الدول النامية لسياسةًالصرف األجنبي‪:‬‬

‫‪94‬‬
‫حددت بنود اتفاقية صندوؽ النقد الدولي شروطاً معينة الستخداـ األعضاء لموارده والتي‬
‫تمثؿ حقوؽ السحب العادية وحقوؽ السحب الخاصة والتمويؿ التعويضي والتسييالت‬
‫البترولية والتسييالت الموسعة أو الممتدة وتسييالت صندوؽ االئتماف كما سبؽ دراستو ‪،‬‬
‫عمى أف تختص المصادر األربعة األولى في تسوية االختالؿ المؤقت في ميزاف‬
‫المدفوعات والذى يرجع ألسباب طارئة ‪ ،‬وال يجوز استخداميا في تمويؿ االستثمارات‬
‫طويمة األجؿ ‪ ،‬ولعؿ ذلؾ ما يؤكد طبيعة نشاط الصندوؽ كمؤسسة مالية (‪.‬دولية‬
‫تختص بتقديـ االئتماف قصير األجؿ (‪ 1‬وأف تمتع الدوؿ األعضاء بحؽ االستفادة مف‬
‫تمؾ التسييالت االئتمانية يشترط امتثاليا لقواعد السموؾ التي تقرىا أحكاـ الصندوؽ‬
‫وخاصة عدـ جواز تغيير سعر الصرؼ إال بموافقة الصندوؽ والتشاور معو في ذلؾ‬
‫الشأف‪ ،‬كذلؾ تجنب فرض القيود عمى المدفوعات الجارية في المعامالت الدولية ‪ ،‬كما‬
‫يجب عمى الدوؿ األعضاء تقديـ المعمومات الكافية بصورة مستمرة لمصندوؽ لكى يتمكف‬
‫مف رسـ سياستو في التعامؿ معيا وال سيما البيانات الخاصة بأرصدة العضو مف الذىب‬
‫والعمالت األجنبية وحجـ تجارتيا الخارجية وحجـ االستثمارات األجنبية ومستوى الدخؿ‬
‫القومي والسياسات المحمية لألسعار واألجور وسياسة الصرؼ األجنبي‪ .‬وبالنسبة‬
‫لمتسييالت الموسعة وتسييالت صندوؽ االئتماف التي استحدثيا الصندوؽ عاـ ‪1974‬‬
‫تختمؼ عف باقي التسييالت األخرى ‪ ،‬حيث ال يرتبط استخداميا بعالج عجز مؤقت في‬
‫ميزاف المدفوعات وانما يشترط الصندوؽ الموافقة عمييا أف يكوف االختالؿ في ميزاف‬
‫المدفوعات يرجع ألسباب جوىرية ويحتاج لفترة زمنية طويمة نسبياً ‪ ،‬كأف يكوف ىناؾ‬
‫اختالؿ في ىيكؿ االنتاج والتجارة مصحوباً بتشوىات في كؿ مف األسعار والتكاليؼ‬
‫وانخفاض معدؿ النمو االقتصادي‪.‬‬
‫كذلؾ يشترط الصندوؽ أف تقوـ الدولة التي تطمب الحصوؿ عمى تمؾ التسييالت‬
‫متوسطة األجؿ بتقديـ برنامج شامؿ وتفصيمي عف االجراءات التصحيحية في االقتصاد‬
‫القومي والتي ينوى العضو اتباعيا لمواجية العجز الييكمي في ميزاف مدفوعاتيا ‪.‬وفى‬
‫أغمب األحياف يقترح الصندوؽ عمى الدولة العضو ‪ ،‬ما يعرؼ ببرنامج الصندوؽ‬
‫لإلصالح االقتصادي أو االستقرار االقتصادي بعد عقد مشاورات مستمرة بينو وبيف‬
‫العضو ‪ .‬ولقد اعتمد الصندوؽ مف الناحية النظرية عمى لمدخؿ النقدي لميزاف‬

‫‪95‬‬
‫المدفوعات في صياغة اإلجراءات التي يتضمنيا برنامجو لإلصالح االقتصادي والتي‬
‫تغطى كؿ مف السياسة النقدية والمالية وسياسة القطاع الخارجي‪.‬‬
‫وعناصر ىذه السياسات يمكننا إيجازىا كاآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬اتباع سياسة نقدية وائتمانية انكماشية تعتمد عمى أسقؼ ائتمانية لمقطاعيف‬
‫الحكومي والعاـ مصحوباً برفع أسعار الفائدة الدائنة والمدينة‪.‬‬
‫‪ .2‬تخفيض العجز في الموازنة العامة وذلؾ بزيادة االيرادات الحكومية مف خالؿ‬
‫توسيع نطاؽ تطبيؽ الضرائب ومكافحة التيرب الضريبي وتخفيض االنفاؽ‬
‫الحكومي مف خالؿ تقميؿ أو إلغاء الدعـ تدريجياً‪ ،‬بجانب تخفيض معدؿ ارتفاع‬
‫األجور الحقيقية وتحرير األسعار‪.‬‬
‫‪ .3‬تخفيض القيمة الخارجية لمعممة الوطنية وتوحيد أسعار الصرؼ والغاء كافة القيود‬
‫عمى التعامؿ بالنقد األجنبي والقيود عمى التجارة الخارجية‪.‬‬
‫عمى الرغـ مف أىمية ىذه السياسات النقدية والمالية ‪ ،‬فإننا سنركز عمى مناقشة‬
‫السياسات الخاصة بسعر الصرؼ‪ ،‬حيث يسعى الصندوؽ مف وراء إجراء التخفيض في‬
‫القيمة الخارجية لمعممة الوطنية إلى تحقيؽ عدة أىداؼ منيا رفع األسعار المحمية لمسمع‬
‫الداخمة في التجارة بما يحقؽ تحويؿ اإلنفاؽ القومي بعيداً عنيا وفى اتجاه السمع الوطنية‪،‬‬
‫وبذلؾ يتيح جزءاً أكبر مف المعروض مف السمع القابمة لمتصدير‪ ،‬ىذا مف ناحية‪ ،‬ومف‬
‫ناحية أخرى يعمؿ عمى تقميؿ الواردات وبالتالي تقميؿ العجز في ميزاف المدفوعات وىو‬
‫الدور الذى يعتبره صندوؽ النقد الدولي ىاماً في تحويؿ االنفاؽ القومي ‪ .‬كذلؾ يرى‬
‫الصندوؽ في التخفيض أداة لتقميؿ االنفاؽ وذلؾ مف خالؿ ما يحدثو التخفيض مف رفع‬
‫المستوى العاـ لألسعار وبالتالي تخفيض القيمة الحقيقية لمدخوؿ واألصوؿ المالية عف‬
‫طريؽ أثر األرصدة الحقيقية مما يساعد عمى تقميؿ االستيعاب المحمى بما يتالءـ مع‬
‫الناتج القومي كذلؾ يسعى الصندوؽ مف وراء توحيد أسعار الصرؼ والسماح لقوى‬
‫السوؽ الحرة بتحديد القيمة الخارجية لمعممة الوطنية إلى عالج التشوىات السعرية الناتجة‬
‫عف تعدد أسعار الصرؼ والتي تسبب سوء توزيع الموارد في االقتصاديات النامية‪ ،‬كذلؾ‬
‫ييدؼ إلى ترشيد استخداـ الموارد النقدية األجنبية النادرة مف خالؿ تعبير السوؽ الحرة‬
‫عف القيمة الحقيقية لتمؾ الموارد‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫مف خالؿ دراستنا لمتطور التاريخي لبرنامج االصالح االقتصادي لمصندوؽ ‪ ،‬نالحظ‬
‫تبايناً في طبيعة اإلجراءات التي اتخذت‪ ،‬فمثالً في الخمسينات والستينات تركزت‬
‫سياسات التصحيح عمى التأثير عمى الطمب الكمى وتجنب السياسات الخاصة بتغيير‬
‫سعر الصرؼ أو تعديؿ سياسة الصرؼ المتبعة‪ ،‬حيث كاف ىدؼ النظاـ النقدي الدولي‬
‫استقرار وتثبيت أسعار الصرؼ في ظؿ نظاـ بريتوف وودز‪ ،‬ولكف عندما شيد عقد‬
‫السبعينات والثمانينات عدـ استقرار أسعار الصرؼ ‪ ،‬حرؾ صندوؽ النقد الدولي عمى‬
‫أىمية وجود إجراءات خاصة بتصحيح سعر الصرؼ إلى جانب االتجاه نحو سياسة‬
‫التعويـ في أغمب برامج الصندوؽ ‪ .‬ومما يؤكد ىذا االتجاه فقد نشر الصندوؽ ‪36‬‬
‫برنامجاً إلجراء تعديالت في سياسة الصرؼ األجنبي مف بيف ‪ 85‬برنامج ًا عقدىا‬
‫لمتسييالت الممتدة ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أف حصوؿ الدوؿ النامية غير البترولية عمى التمويؿ الالزـ وبشروط‬
‫ميسرة لمواجية أزمات المدفوعات التي تعرضت ليا خالؿ السبعينات ىو ما جعميا تؤجؿ‬
‫اإلجراءات التصحيحية وخاصة فيما يتعمؽ بسعر الصرؼ ‪ ،‬مما تسبب في ازدياد أىمية‬
‫إجراءات تعديؿ سياسة الصرؼ في ىيكؿ إجراءات برنامج الصندوؽ وذلؾ في ظؿ‬
‫ظروؼ الثمانينات التي تغيرت فييا مصادر وطبيعة االقتراض الخارجي حيث زادت‬
‫األىمية النسبية لمقروض مف مصادر خاصة وارتبطت بأسعار فائدة معومة‪ ،‬فكاف مف‬
‫الطبيعي أف تشتد حدة مشكمة المديونية الخارجية وأف يتزايد عدد الدوؿ التي حاولت‬
‫إعادة جدولة ديونيا الخارجية‪ 1983 .‬قامت ‪ 31‬دولة بإجراء مفاوضات حوؿ ‪ -‬ففي‬
‫خالؿ الفترة ‪ 81‬جدولة ديونيا الخارجية ‪ ،‬وىى جميعيا ضمف العينة التي اختارتيا‬
‫لدراسة سياسة الصرؼ األجنبي الفعمية لمدوؿ النامية غير البترولية فيما عدا جاميكا‪.‬‬
‫ووضحت أيضاً أىمية دور الصندوؽ في مفاوضات إعادة الجدولة التي تبدأ في الغالب‬
‫بطمب أو إعالف تتقدـ بو الدولة المدينة إلى الجيات الدائنة تطمب فيو وقؼ مدفوعات‬
‫خدمة الديف والدخوؿ في مفاوضات إعادة الجدولة والتي تتـ في" نادى باريس "وىو نادى‬
‫ليس صفة رسمية‪ ،‬ويجتمع فيو الدائنوف ومراقبوف مف صندوؽ النقد الدولي‪ ،‬البنؾ الدولي‬
‫لإلنشاء والتعمير ومنظمة التجارة والتنمية لألمـ المتحدة عمى أف الجيات الدائنة تشترط‬
‫قياـ الدوؿ المدينة بعقد برنامجاً لإلصالح االقتصادي حتى تضمف أف موافقتيا عمى‬

‫‪97‬‬
‫الدخوؿ في مفاوضات إعادة الجدولة سوؼ تقترف بتحسف الموقؼ المالي لمدوؿ المدينة‬
‫بما يسمح ليا بخدمة ديونيا وسدادىا في المستقبؿ ‪.‬‬
‫وىكذا أصبحت ترتيبات الجدولة مرىونة بمدى التزاـ الدوؿ المدينة بتنفيذ اإلجراءات التي‬
‫يتضمنيا برنامج االصالح االقتصادي بما فييا ضرورة" تعديؿ سياسة الصرؼ "‬
‫باإلضافة إلى إجراء تخفيضاً رسمياً في القيمة الخارجية لمعممة الوطنية فضالً عف توحيد‬
‫أسعار الصرؼ والسماح لقوى الطمب والعرض الحرة بتحديدىا‪ ،‬فقد اتضح لنا أف‬
‫الصندوؽ يمعب دو اًر ىاماً في اختيار الدوؿ النامية لسياسة الصرؼ األكثر مرونة‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫جامعت حماة ‪ -‬كليت االقتصاد‬

‫التجارة الذولٍة لطالب السنة الثالثة‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬ ‫المحاضرة الحاديت عشر ‪21 / 5 / 2017‬‬

‫البنكًالدوليًومنظمةًالغات‬

‫ىو المؤسسة المالية الثانية التي أنشئت وفقاً التفاقية بريتوف وودز‪ ،‬مف أجؿ إعادة بناء‬
‫اقتصاديات الدوؿ التي تـ تدميرىا خالؿ الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وتظير ىذه الميمة مف‬
‫االسـ الرسمي ليذا البنؾ وىو "البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير "وبدأ يمارس نشاطو فى‬
‫يونيو ‪ 1946‬وقوة مدينة واشنطف‪ ،‬وقد تـ ربط البنؾ باألمـ المتحدة بمقتضى اتفاؽ في‬
‫‪.‬نوفمبر ‪ 1947‬وكاف أوؿ قرض قدمو البنؾ فى نياية عقد األربعينات مف أجؿ‬ ‫‪15‬‬
‫إعادة إعمار الدوؿ األوروبية‪ ،‬وبعد أف تمكنت الدوؿ األوربية مف الوقوؼ عمى قدمييا‬
‫تحوؿ البنؾ إلى مساندة الدوؿ الفقيرة فى العالـ وأىميا الدوؿ النامية‪ ،‬ولقد حصمت الدوؿ‬
‫النامية منذ نياية عقد األربعينات عمى أكثر مف ‪ 331‬مميار دوالر‬

‫وىكذا أصبح لمبنؾ الدولي ىدفاً أساسياً جديداً وىو تشجيع النمو االقتصادي واالجتماعي‬
‫في الدوؿ النامية مف خالؿ مساعدتيا في زيادة انتاجيتيا ورفع مستوى معيشتيا‪.‬‬
‫أىداف البنك‪:‬‬
‫‪ .1‬مساعدة الدوؿ األعضاء عمى التعمير والتنمية عف طريؽ القروض وتسييؿ‬
‫االستثمار في المشروعات األساسية‪.‬‬
‫‪ .2‬تدعيـ نشاط االستثمار األساسي سواء بتقديـ الضماف الالزـ أو االقتراض بشروط‬
‫ميسرة ألغراض االستثمار المنتج إما مف موارد البنؾ الخاصة أو االقتراض مف‬
‫الغير‪.‬‬
‫‪ .3‬تنشيط وتنمية التجارة الدولية وحفظ توازف ميزاف المدفوعات مف خالؿ تشجيع‬
‫االستثمارات الدولية لتنمية الموارد اإلنتاجية لألعضاء‪.‬‬
‫‪ .4‬تقديـ المساعدات الفنية في إعداد وتنفيذ برامج القروض وفى تنفيذ برامج‬
‫االستثمار طويمة األجؿ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫وىكذا فإف عضوية البنؾ الدولي متاحة لجميع أعضاء صندوؽ النقد الدولي‪ ،‬حيث ال‬
‫يقتصر البنؾ عمى دوره المالي ‪ ،‬بؿ يمارس مياماً فنية ‪ ،‬مثاؿ ذلؾ المجنة الفنية التي‬
‫شكميا البنؾ لتقديـ المساعدات الفنية والمالية لتطوير وتنمية موارد حوض نير اليندوس‬
‫‪ ،‬والمجنة الفنية االستشارية لكؿ مف السوداف‪ ،‬تونس والمغرب وغانا ونيجيريا وكولومبيا‬
‫وغيرىا ‪ ،‬كما أسيـ في تنفيذ عدة مشروعات في مصر مثؿ مشروعات مكافحة األمراض‬
‫المستوطنة( المالريا‪ ،‬البميارسيا‪،‬واالنكمستوما )وانشاء المعيد العالي لمتمريض في‬
‫االسكندرية‪ ،‬وتقديـ الخبراء والفنييف لممعيد العالي لمصحة العامة ‪ ،‬وانشاء معيد التنمية‬
‫االقتصادية الذى يعمؿ تحت رعاية البنؾ بيدؼ تدريب موظفي الدوؿ النامية عمى‬
‫األصوؿ الفنية لمتنمية‪.‬‬
‫ويقدـ البنؾ قروضو إلى الدوؿ األعضاء (‪) 1‬أو إلى االقاليـ التابعة ليا‪ ،‬أو إلى‬
‫المؤسسات االقتصادية الخاصة في ىذه األقاليـ بشرط أف تكوف ألغراض إنتاجية وحيث‬
‫تتوفر االحتماالت المعقولة لموفاء ‪ ،‬والبد مف ضماف الحكومة لمعضو إذا لـ يكف‬
‫المقترض حكومة ‪.‬وتسدد قروض البنؾ عمى مدار ‪ 21‬سنة تقريباً بفائدة سعرىا حوالى‬
‫‪ % 25,7‬وباستثناء بعض الظروؼ الخاصة ال تمنح القروض إال مرتبطة بمشروعات‬
‫محددة ‪ ،‬وعمى البنؾ أف يستوثؽ مف أف االعتمادات الالزمة ال يتسنى تدبيرىا مف‬
‫مصادر أخرى بشروط مناسبة ‪.‬وال يجوز قط استخداـ القروض عمى الشراء مف دولة‬
‫معينة دوف سواىا مف الدوؿ األعضاء أو مف عدة دوؿ عمى وجو التحديد‪.‬‬
‫وقد تحدد رأسماؿ البنؾ عند نشأتو بمبمغ عشرة بالييف دوالر ‪ ،‬تـ تقسيميا عمى‬
‫‪ 111,111‬سيـ قيمة كؿ منيا ألؼ دوالر ‪ ،‬ثـ أصبح في عاـ ‪ 1969‬سبعة وعشريف‬
‫بميوف دوالر ويتكوف رأس الماؿ مف حصص الدوؿ األعضاء التي يحددىا مجمس‬
‫محافظي البنؾ ‪ ،‬ويتـ سدادىا كاآلتي ‪ % 2‬تسدد بالذىب أو الدوالرات ‪ % 18 ،‬تسدد‬
‫بعممة الدولة العضو ‪ 81 ،‬تمثؿ احتياطي رأس الماؿ الذى يبقى تحت الطمب إذا اضطر‬
‫البنؾ إلى الوفاء بالتزامات ضرورية‪ .‬وينفرد البنؾ كييئة تتعامؿ مع سائر الحكومات‬
‫بمممح مميز يتمثؿ في اعتماده في موارده المالية عمى المستثمريف األفراد ‪ ،‬وأغمب‬
‫عمميات القروض التي يمنحيا مستمدة مف قروض يعقدىا ىو لحسابو في مختمؼ أسواؽ‬
‫الماؿ الرئيسية‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫مؤسسات البنك الدولي‪:‬‬
‫ينقسـ البنؾ الدولي إلى قسميف رئيسييف ىما البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير ورابطة‬
‫التنمية الدولية التي أنشئت في عاـ ‪ 1961‬لتقديـ المساعدة المالية لمدوؿ النامية الفقيرة‬
‫التي ال تستطيع الوفاء بشروط البنؾ الدولي ‪.‬وىناؾ بعض المؤسسات األخرى مرفقة‬
‫بيما – عمى الرغـ مف انفصاليما قانوني ًا ومالياً – ىـ‪:‬‬
‫‪ .1‬مؤسسة التمويؿ الدولي وىى مؤسسة تستيدؼ تحقيؽ الربح ‪ ،‬وأنشئت في عاـ‬
‫‪ 1956‬لتشجيع تدفؽ رؤوس األمواؿ لالستثمار في القطاع الخاص في الدوؿ‬
‫النامية وتتكوف ىذه المؤسسة مف ‪ 172‬عضواً‪.‬‬
‫‪ .2‬المركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار والذى أنشئ فى عاـ ‪ 1966‬وذلؾ‬
‫بغرض تقديـ وسائؿ فض المنازعات بيف المستثمريف الجانب مف ناحية والدوؿ‬
‫النامية مف ناحية أخرى ‪ ،‬ويتكوف المركز مف ‪ 127‬عضواً‪.‬‬
‫‪ .3‬ىيئة ضماف االستثمار متعددة األطراؼ والتي أنشئت في عاـ ‪ 1988‬وذلؾ‬
‫بغرض تشجيع االستثمار المباشر في الدوؿ النامية مف خالؿ تقديـ الضمانات‬
‫ضد المخاطر غير التجارية مثؿ االضطرابات السياسية باإلضافة إلى تقديـ‬
‫خدمة التسويؽ الدولي لممشروعات االستثمارية لمدوؿ النامية وتضـ ىذه الييئة‬
‫‪ 141‬عضواً‪.‬‬
‫ويبمغ عدد العامميف في البنؾ الدولي ‪ 7111‬فرد وىو ثالثة أمثاؿ عدد العامميف فى‬
‫صندوؽ النقد الدولي‪ ،‬ويتميز العامميف في البنؾ بتنوع تخصصاتيـ‪.‬‬
‫ويتكوف رأس ماؿ البنؾ مف مساىمة األعضاء ويدفع كؿ عضو ‪ % 21‬مف قيمة حصتو‬
‫نقداً والباقي يعتبر ضماف لمقروض التي يحصؿ عمييا البنؾ ‪ ،‬وتتحدد قدرة كؿ دولة‬
‫عضو في البنؾ عمى التصويت وفقاً لحصتيا في راس مالو‪ ،‬وتسيطر الدوؿ الصناعية‬
‫الكبرى (أمريكا ‪ ،‬الياباف فرنسا‪ ،‬انجمت ار) عمى أكثر مف ثمث رأس ماؿ البنؾ وىو ما‬
‫يجعميا تؤثر مباشرة عمى ق اررات البنؾ واستراتيجيتو ‪.‬وتتكوف موارد البنؾ مف حصص‬
‫األعضاء ‪ ،‬باإلضافة إلى ما يقوـ بو البنؾ مف اقتراض مف األسواؽ باإلضافة إلى‬
‫استثماراتو الخاصة ‪ ،‬وحيث أف موارد البنؾ يتـ الحصوؿ عمييا بشروط تجارية مف‬

‫‪111‬‬
‫السواؽ المالية ‪ ،‬فإنو يتقاضى مف المقترضيف نسبة فوائد تبمغ حوالى ‪% 8‬ويتـ تسديد‬
‫القروض عمى آجاؿ طويمة نسبياً قد ‪ % 21‬مف قيمة حصتو نقداً والباقي يعتبر ضماف‬
‫لمقروض التي يحصؿ عمييا البنؾ ‪ ،‬وتتحدد قدرة كؿ دولة عضو في البنؾ عمى‬
‫التصويت وفقاً لحصتيا في راس مالو‪ ،‬وتسيطر الدوؿ الصناعية الكبرى( أمريكا ‪ ،‬الياباف‬
‫فرنسا‪ ،‬انجمت ار )عمى أكثر مف ثمث رأس ماؿ البنؾ وىو ما يجعميا تؤثر مباشرة عمى‬
‫ق اررات البنؾ واستراتيجيتو ‪.‬وتتكوف موارد البنؾ مف حصص‬
‫األعضاء ‪ ،‬باإلضافة إلى ما يقوـ بو البنؾ مف اقتراض مف األسواؽ باإلضافة إلى‬
‫استثماراتو الخاصة ‪ ،‬وحيث أف موارد البنؾ يتـ الحصوؿ عمييا بشروط تجارية مف‬
‫السواؽ المالية ‪ ،‬فإنو يتقاضى مف المقترضيف نسبة فوائد تبمغ حوالى ‪% 8‬ويتـ تسديد‬
‫القروض عمى آجاؿ طويمة نسبياً قد تصؿ إلى ‪ 21‬سنة في المتوسط‪ .‬ويمكف النظر إلى‬
‫البنؾ الدولي عمى أنو بنؾ استثمار يقوـ بدور الوسيط بيف المستثمريف والمودعيف‬
‫ويقترض مف طرؼ ويقرض الطرؼ اآلخر ‪ ،‬والمساىميف في البنؾ الدولي ىـ حكومات‬
‫‪ 179‬دولة ‪ ،‬حيث تحتفظ كؿ دولة بنصيبيا في رأس ماؿ البنؾ الذى يبمغ ‪ 176‬مميار‬
‫دوالر في عاـ ‪ . 1995‬ويحصؿ البنؾ الدولي عمى أغمبية المواؿ مف خالؿ وىى سندات‬
‫مضمونة السداد مف ‪ AAA‬إصدار سندات تحمؿ تصنيؼ كافة الحكومات ‪ ،‬ويتـ تسويؽ‬
‫ىذه السندات في األسواؽ الدولية سواء لألفراد أو المؤسسات الخاصة في أكثر مف ‪111‬‬
‫دولة عمى مستوى العالـ‪.‬‬
‫أما رابطة التنمية الدولية فتحصؿ عمى األمواؿ التي تقدميا لإلقراض في الغالب مف‬
‫تبرعات وىبات لدوؿ الغنية‪.‬‬

‫القواعد التي تحكم عمميات البنك‪:‬‬


‫كمما كانت الدولة النامية فقيرة كمما كانت الشروط التي يتـ بيا تقديـ القروض يسيره‪،‬‬
‫ويحدد البنؾ الدولي متوسط دخؿ الفرد الذى عنده تستطيع الدوؿ النامية االقتراض مف‬
‫موارده وىو ‪ 315,1‬دوالر في السنة‪ ،‬حيث يتـ االقتراض بسعر فائدة يزيد قميالً عف‬
‫سعر الفائدة السوقي الذى يقترض بو البنؾ الدولي مف األسواؽ الدولية‪ ،‬عمى اف يتـ‬
‫سداد القرض خالؿ فترة ‪ 15‬عاماً ‪ .‬ومف ناحية أخرى فإف رابطة التنمية ‪ -‬زمنية تتراوح‬

‫‪112‬‬
‫بيف ‪ 12‬الدولية تشترط أف يكوف متوسط دخؿ الفرد لمدوؿ النامية التي تستفيد مف موارده‬
‫أقؿ مف ‪ 315,1‬دوالر في السنة‪ ،‬وليذا فإف االئتماف المقدـ تحصؿ عميو الدوؿ الفقيرة‬
‫التي يقؿ فييا متوسط دخؿ الفرد عف ‪ 815‬دوالر في السنة‪ ،‬حيث تتميز القروض التي‬
‫تقدميا ىذه الرابطة بأنيا بدوف فائدة وتمتد ‪ 41‬عاماً ‪. -‬فترات السداد إلى ‪ 35‬وييمنا أف‬
‫نوضح القواعد التي تحكـ العمميات التي يقوـ بيا البنؾ‪:‬‬
‫‪ .1‬قصر قروض البنؾ عمى األغراض اإلنتاجية وبناء عمى اعتبارات اقتصادية‪.‬‬
‫‪ .2‬يجب عمى الدولة المقترضة أف تقدـ دراسة عف مقدرتيا عمى السداد‪.‬‬
‫‪ .3‬أف يكوف منح القروض لمشروعات محددة إال في الحاالت االستثنائية التي تتوافر‬
‫فييا ظروؼ خاصة‪.‬‬
‫‪ .4‬عدـ اشتراط استعماؿ القروض في مشتريات مف دوؿ معينة‪.‬‬
‫‪ .5‬التحقؽ مف أف الدولة طالبة القرض ال تستطيع الحصوؿ بشروط معقولة مف‬
‫مصادر أخرى‪.‬‬

‫فقد اتضح أنو في خالؿ العشريف عاماً األولى مف حياة البنؾ اتجيت ثمثي المساعدات‬
‫التي قدميا البنؾ إلى مشروعات البنية األساسية خاصة في مجاؿ الطاقة الكيربائية‬
‫والنقؿ ‪ ،‬ثـ اتجو البنؾ بعد ذلؾ إلى تنويع في المجاالت التي يقدميا إلييا المساعدات‪،‬‬
‫حيث تـ توجيو التمويؿ إلى تنمية قطاعات الزراعة‪ ،‬التنمية الريفية‪ ،‬الصناعات الصغيرة‪،‬‬
‫وتطوير المدف‪ .‬فضالً عف مساعدة الدوؿ الفقيرة لمحصوؿ عمى االحتياجات األساسية‬
‫مف الماء النظيؼ والصرؼ الصحي والرعاية الطبية وتخطيط وتنظيـ األسرة ‪،‬‬
‫التغذية والتعميـ واإلسكاف والسكاف‪.‬‬
‫ومف أنشطة البنؾ الدولي والخبرة التي يتمتع بيا خبراء البنؾ الدولي‪ ،‬فإنو يقوـ بدور‬
‫الييئة التنفيذية لممعونة الفنية لممشروعات التي تقدميا األمـ المتحدة في إطار برامجيا‬
‫لمتنمية في مجاالت الزراعة والتنمية الريفية والطاقة‪ ،‬التخطيط االقتصادي‪.‬‬
‫وحديثاً اتجو البنؾ أيضاً إلى تقديـ الدعـ الفني في مجاؿ وضع السياسات االقتصادية‬
‫الكمية مف أجؿ التصحيح الييكمي‪ .‬كذلؾ يقدـ المعونة الفنية كدراسات الجدوى‬
‫لممشروعات واعداد خطط التنمية ورسـ السياسات االقتصادية كما يتوافر لديو معيد‬

‫‪113‬‬
‫لمتنمية االقتصادية يتولى تدريب المسئوليف مف الدوؿ النامية في شؤوف التنمية باإلضافة‬
‫إلى تنظيـ دورات وبرامج أبحاث في مجاالت التخطيط االقتصادي والتمويؿ والتجارة‬
‫الدولية والتنمية الريفية ‪.‬ومف فروع النشاط التمويمي التي انبعثت عف البنؾ الدولي ىيئة‬
‫التنمية الدولية التي توفر القروض لمدوؿ النامية الفقيرة جداً بشروط أكثر سيولة مف‬
‫شروط البنؾ الدولي‪ ،‬ومؤسسة التمويؿ الدولية التي تيدؼ لممساعدة في التنمية‬
‫االقتصادية لمبالد األقؿ تقدم ًا بتشجيع نمو القطاع الخاص بتمويؿ المشروعات الخاصة‬
‫الصغيرة والمتوسطة وبشرط أف تكوف مشروعات ذات ربحية مرتفعة مف خالؿ أما تقديـ‬
‫قرضاً يتراوح ‪ 15‬سنة أو تساىـ بجانب مف رأسماؿ المشروع ‪ .‬ومف ‪ -‬مدتو بيف ‪5‬‬
‫‪....................................................................................‬‬

‫د‪ .‬فراس األشقر‬ ‫انتيت المحاضرة‬

‫ً‬

‫‪114‬‬
‫الجاتًومنظمةًالتجارةًالعالمية ً‬

‫فيًىذهًالمحاضرةًسوفًندرسً‪ً ً:‬‬

‫اولً‪ً-‬أىدافًالتفاقيةًالعامةًلمتعريفاتًوالتجارةً(ًالجاتً) ‪GATT‬‬

‫ثانياً‪ً:‬مبادئًالجاتً‪:‬‬

‫ثالثاً‪ً:‬جوالتًالجاتً‪ً7‬السابقةًعمىًجولةًأورجوايً‪:‬‬

‫مقدمة‪ً :‬‬

‫بعد الحرب العالمية الثانية بدأت الدوؿ الكبرى في وضع اسس لمعالقات االقتصادية‬
‫الدولية وذلؾ مف خالؿ مجموعة مف االتفاقيات ( بريتوف وودز) والتي أنشئ بموجبيا ‪:‬‬

‫‪ -1‬صندوؽ النقد الدولي ليتولى ادارة السياسات النقدية العالمية‪.‬‬


‫‪ -2‬البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير ليتولى ادارة السياسات المالية العالمية وتعمير‬
‫الدوؿ االعضاء‪.‬‬
‫‪ -3‬البدء في مفاوضات تجارية دولية تيدؼ الى تحرير التجارة الدولية والتي نتج‬
‫عنيا منظمة التجارة العالمية الضمع الثالث‪.‬‬

‫اولً‪ً-‬أىدافًالتفاقيةًالعامةًلمتعريفاتًوالتجارةً(ًالجاتً) ‪GATT‬‬

‫‪ -1‬اقامة نظاـ تجارة دولية حرة يفضى الى رفع مستويات المعيشة وتحقيؽ مستويات‬
‫التوظيؼ الكامؿ في تمؾ الدوؿ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحقيؽ زيادة تصاعدية ثابتة في الدخؿ القومي‪.‬‬
‫‪ -3‬االستغالؿ الكامؿ لمموارد االقتصادية والعمؿ عمى تطويرىا‪.‬‬
‫‪ -4‬تنمية وتوسيع االنتاج والمبادالت التجارية السمعية والخدمية‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ -5‬تشجيع انتقاؿ رؤوس االمواؿ بيف الدوؿ‪.‬‬
‫‪ -6‬سيولة الوصوؿ الى االسواؽ‪.‬‬
‫‪ -7‬تشجيع التجارة الدولية مف خالؿ ازالة القيود والحواجز‪.‬‬
‫‪ -8‬انتياج المفاوضات كوسيمة لحؿ المشكالت المتعمقة بالتجارة الدولية‪.‬‬

‫ثانياً‪ً:‬مبادئًالجاتً‪:‬‬

‫‪ً-1‬مبدأًالدولةًالولىًبالرعاية‪.‬‬

‫ينص عمى اي ميزة او رعاية او امتياز او حصانة يقوـ اي طرؼ متعاقد بمنحيا ألي‬
‫منتج يكوف منشأه أو وجيتو الى اية دولة اخرى يتعيف اف تسرى عمى الفور وبدوف أي‬
‫شرط عمى المنتج المماثؿ الذى يكوف منشاتو او وجيتو الى كافة االطراؼ المتعاقدة‬
‫االخرى ‪.‬‬

‫ولكف تضمنت االتفاقية عدد مف االستثناءات مثؿ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ترتيبات التجارة االقميمية ‪.‬‬


‫‪ -2‬التجارة البينية لمدوؿ النامية‪.‬‬
‫‪ -3‬تدابير حماية الصناعة الوليدة في الدوؿ النامية‪.‬‬
‫‪ -4‬المزايا الممنوحة لمدوؿ النامية ( المعاممة الخاصة والتفضيمية)‪ً.‬‬

‫‪ً-2‬مبدأًالشفافيةً‪:‬‬

‫تعد الرسوـ الجمركية شكؿ الحماية الوحيدة الذى تسمح بو الجات لحماية الصناعة‬
‫الوطنية مف المنافسة االجنبية في حيف تمنع االجراءات الغير جمركية كحظر االستيراد‬
‫أو تقيد كمياتو مف خالؿ الحصص‪.‬‬

‫‪ً-3‬مبدأًالمعاممةًالوطنيةً(ًعدمًالتمييز)‬

‫‪116‬‬
‫تمنح المنتجات والسمع المستوردة في السوؽ المحمى نفس المعاممة التي يتعامؿ بيا اي‬
‫منتج محمى مماثؿ فيما يختص بالتداوؿ والتوزيع والتسعير والضرائب ‪.‬‬

‫ثالثاً‪ً:‬جوالتًالجاتً‪ً7‬السابقةًعمىًجولةًاورجواىً‪:‬‬

‫‪ -1‬الجولة االولى عقدت في جنيؼ عاـ ‪ 1947‬وانتيت الى تخفيض ‪ 45‬الؼ بند‬
‫مف بنود التعريفات الجمركية وقد بمغ عدد الدوؿ المشاركة في ىذه الجولة ‪23‬‬
‫دولة ‪.‬‬
‫‪ -2‬الجولة الثانية عقدت في انسى جنوب غرب فرنسا عاـ ‪ 1949‬وقد اتفقت ‪13‬‬
‫دولة المشاركة في ىذه الجولة عمى تخفيض حوالى ‪ 5111‬بند مف بنود تعريفاتيا‬
‫الجمركية‪.‬‬
‫‪ -3‬الجولة الثالثة عقدت بتوراكي بإنجمت ار عاـ ‪ 1951-1951‬بمشاركة ‪ 38‬دولة‬
‫انتيت الى ‪ 8711‬تنازؿ تعريفي‪.‬‬
‫‪ -4‬الجولة الرابعة عقدت بجنيؼ عاـ ‪ 1956‬بمشاركة‪ 26‬دولة انتيت الى تخفيض‬
‫تعريفاتيا الجمركية عؿ سمع تبمغ قيمتيا في التجارة الدولية ممياريف و نصؼ‬
‫مميار مف الدوالرات في ذلؾ الوقت‪.‬‬
‫‪ -5‬الجولة الخامسة عقدت في جنيؼ عاـ ‪ 1961-1961‬و عرفت بجولة ديموف‬
‫بمشاركة ‪ 26‬دولة قدمت ‪ 4411‬تنازؿ تعريفي تتناوؿ سمع بمغت قيمتيا في‬
‫التجارة الدولية حوالى ‪ 4.9‬مميار دوالر في ذلؾ الوقت واقرت مبدأ التعويض‬
‫لمدوؿ التي تضررت مف تطبيؽ التعريفة‪.‬‬
‫‪ -6‬الجولة السادسة عقدت في جنيؼ عاـ ‪1964‬و عرفت باسـ كيندى بحضور ‪53‬‬
‫دولة تـ التفاوض عمى تخفيض التعريفة عمى كافة السمع التي تكوف مجموعة‬
‫سمعية واحدة بدال مف اسموب الجوالت السابقة و ىو التخفيض لسمعة و ليس‬
‫لمجموعة وتـ التوصؿ الى تخفيضات بمغت ‪ %35‬مما كاف سائد قبؿ‬
‫المفاوضات فيي اىـ الجوالت عمى االطالؽ كما تعرضت لمقيود الغير تعريفية و‬
‫تـ التوصؿ الى اتفاؽ مكافحة االغراؽ و لكف كاف اثر ىذه الجولة سمبى عمى‬

‫‪117‬‬
‫الدوؿ النامية الف التخفيضات كانت عمى السمع و المنتجات الصناعية في حيف‬
‫اف معظـ صادرات الدوؿ النامية مف السمع الزراعية و المواد االولية ‪.‬‬
‫‪ -7‬الجولة السابعة عقدت في طوكيو عاـ ‪ 1973‬بمشاركة ‪ 99‬دولة و شيدت‬
‫الحديث عف القيود و الحواجز الغير تعريفية ‪.‬‬

‫ًًًًًًيوضحًالجدولًالتاليًجولتًالجاتًالسبعًقبلًجولةًاوروجواى‬

‫َسبت تخفيط‬ ‫عذد انذول نًشاركت يىظىعاث انتفاوض‬ ‫يكاٌ الَعقاد‬ ‫انسُت‬
‫انتعزيفت‬
‫‪%٢١‬‬ ‫انتعزيفت انجًزكيت‬ ‫‪٢٣‬‬ ‫جُيف‬ ‫‪١4٤1‬‬

‫‪%٢‬‬ ‫انتعزيفت انجًزكيت‬ ‫‪١٣‬‬ ‫اَسً‬ ‫‪١4٤4‬‬


‫‪%٣‬‬ ‫انتعزيفت انجًزكيت‬ ‫‪٣3‬‬ ‫تىراكً‬ ‫‪١4٥١‬‬
‫‪%٤‬‬ ‫انتعزيفت انجًزكيت‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫جُيف‬ ‫‪١4٥٦‬‬
‫‪%٢‬‬ ‫انتعزيفت انجًزكيت‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫جُيف‬ ‫‪١4٦١-١4٦1‬‬

‫جىنت ديهىٌ‬
‫‪%٣٥‬‬ ‫انتعزيفت انجًزكيت –‬ ‫‪٥٣‬‬ ‫جُيف‬ ‫‪١4٦1-١4٦٤‬‬
‫قاَىٌ يكافحت‬
‫الغزاق‬ ‫جىنت كيُذي‬
‫‪%٣٣‬‬ ‫انتعزيفت انجًزكيت ‪،‬‬ ‫‪44‬‬ ‫جُيف‬ ‫‪١414-١41٣‬‬
‫انقيىد انغيز جًزكيت‬
‫جىنت غىكيى‬

‫الجات ‪ ،GATT‬ىي اختصار عف المغة اإلنجميزية ‪:‬التفاقيةًالعامةًلمتعرفةًالجمركيةً ً‬

‫والتجارة وعقدت في تشريف األوؿ ‪/‬أكتوبر ‪1947‬ـ‪ ،‬بيف عدد مف البمداف تستيدؼ‬
‫التخفيؼ مف قيود التجارة الدولية وبخاصة القيود الكمية مثؿ تحديد كمية السمعة‬
‫المستوردة وىو ما يعرؼ بنظاـ الحصص وقد تضمنت خفض الرسوـ الجمركية عمى‬
‫عدد مف السمع‪.‬‬

‫وتشتمؿ ىذه األتفاقية عمى بعض أحكاـ ميثاؽ ىافانا فأف األمـ المتحدة تساعد الدوؿ‬
‫األعضاء في األتفاقية عمى أدارتيا ويرجع اسميا إلى األحرؼ األولى مف اسميا‬
‫باألنجميزية‪ .‬تطورت لتصبح اليوـ إلى ما يعرؼ بمنظمة التجارة العالمية‪WTO.‬‬

‫‪118‬‬
‫واتخذت مػف مدينة جنيؼ في سويس ار مق اًر ليا وىي اتفاقية غير ممزمة ألعضائيا وىي‬
‫اتفاقية لمتجارة في السمع (السمع الصناعية) و نجد أف أىداؼ اتفاقية الجات ىي‪:‬‬

‫العمؿ عمى تحرير التجارة الدولية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إزالة العوائؽ أماـ التبادؿ التجاري بيف الدوؿ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حؿ المنازعات التجارية الدولية عف طريؽ المفاوضات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تييئة المناخ الدولي واإلعداد إلنشاء منظمة التجارة العالمية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كما تضمنت في طياتيا فقرات ذات نبرة قانونية دولية‪ ،‬أىميا التعامؿ بالمثؿ فيما‬ ‫‪‬‬

‫يخص نقؿ البضائع والحرص عمييا مف قبؿ الدوؿ التي تمر مف خالليا كما لو‬
‫كانت بضاعتيا‪ ،‬ىذا وألزمت جميع دوؿ االتفاقية بمبدأ عدـ التمييز بيف بضاعة‬
‫وأخرى‪ ،‬وحؿ المشاكؿ عف طريؽ ميثاؽ (جيت) الذي يربط الدوؿ التي صادقت‬
‫عميو‪.‬‬

‫نبذة اتفاقية الغات ))‪(General Agreement on Tariffs and Trade (Gatt‬‬


‫االتفاقية العامة لمتعريفات الجمركية والتجارة‪ ،‬منظمة تابعة لألمـ المتحدة تأسست عاـ‬
‫‪1948‬ـ بيدؼ تشجع التجارة الحرة بيف األمـ عف طريؽ فرض تعرفة جمركية قميمة‪.‬‬
‫والغاء نظاـ الحصص وكبح الدعـ و اإلعانات الحكومية‪ .‬وقد بدأت آخر جولة مف‬
‫المباحثات في أورغواي عاـ ‪1986‬ـ‪،‬بيدؼ وقؼ القيود المفروضة عمى تجارة المواد‬
‫المصنعة و الزراعة و األنسجة والخدمات وكاف مف المتوقع حسب الخطة أف تنتيي‬
‫المحادثات عاـ ‪ 1991‬ـ ‪،‬ولكنيا انتيت إلي طريؽ مسدود في ديسمبر عاـ ‪1991‬ـ بعد‬
‫فشؿ المفاوضات في الوصوؿ إلي اتفاؽ لتقميؿ دعـ المزارع‪ ،‬ومع ذلؾ وافؽ مفاوض‬
‫المجموعة األوربية في نوفمبر ‪1992‬ـ عمى تخفيض مبرمج لممعونات الزراعية‪ ،‬ولكف لـ‬
‫يحظ بدعـ الحكومة الفرنسية ‪،‬وقد احتج المزارعوف في فرنسا والمجموعة األوربية عمى‬
‫إلغاء الدعـ‪.‬‬

‫جولتًالجات‬

‫‪1947‬في جنيؼ وشاركت بيا ‪ 23‬دولة‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫‪1949‬في انسي ‪ /‬فرنسا وشاركت بيا ‪ 33‬دولة‪.‬‬

‫‪1950- 1951‬تورقواي ‪ /‬بريطانيا وشاركت بيا ‪ 34‬دولة‪.‬‬

‫‪1956‬في جنيؼ وشاركت بيا ‪ 22‬دولة‪.‬‬

‫‪1960-1961‬في ديموف وشاركت بيا ‪ 45‬دولة‪.‬‬

‫‪1964-1967‬في كنيدي وشاركت بيا ‪ 48‬دولة‪.‬‬

‫‪1973-1979‬في طوكيو وشاركت بيا ‪ 99‬دولة‪.‬‬

‫‪1986-1993‬في أوروجواي نظمت بواسطة منظمة التجارة العالمية وشاركت بيا ‪125‬‬
‫دولة‪.‬‬

‫‪2001‬في الدوحة بقطر‬

‫منظمةًالتجارةًالعالمية ( )‪ :(WTO) (: World Trade Organization‬ىي منظمة‬


‫عالمية مقرىا مدينة جنيؼ في سويس ار‪ ،‬ميمتيا األساسية ىي ضماف انسياب التجارة‬
‫بأكبر قدر مف السالسة واليسر والحرية‪ .‬وىي المنظمة العالمية الوحيدة المختصة‬
‫بالقوانيف الدولية المعنية بالتجارة ما بيف الدوؿ‪ .‬تضـ منظمة التجارة العالمية ‪ 161‬دولة‬
‫عضو‪ .‬إضافةً إلى ‪ 24‬دولة مراقبة‪.‬‬

‫أنشئت منظمة التجارة العالمية في ‪1‬كانوف الثاني ‪ /‬يناير ‪ 1995.‬وىي واحدة مف‬
‫أحدث المنظمات الدولية‪ ،‬كما أنيا خميفة االتفاقية العامة لمتعريفات والتجارة لمجات‬
‫)‪ ،(GAAT‬والتي أنشئت في أعقاب الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وبالرغـ مف أف منظمة‬
‫التجارة العالمية ما زالت حديثة فإف النظاـ التجاري متعدد األطراؼ الذي تـ وضعو في‬
‫األصؿ تحت الجات قد بمغ عمره خمسوف عاماً‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫جاء تأسيس منظمة التجارة العالمية بعد أف شيد العالـ نمواً استثنائياً في التجارة العالمية‪،‬‬
‫فقد زادت صادرات البضائع بمتوسط ‪ %6‬سنوياً‪ ،‬وساعدت اتفاقية الجات ومنظمة‬
‫التجارة العالمية عمى إنشاء نظاـ تجاري قوي ومزدىر مما ساىـ في نمو غير مسبوؽ‪.‬‬

‫لقد تطور النظاـ مف خالؿ سمسمة مف المفاوضات أو الجوالت التجارية التي انعقدت‬
‫تحت راية الجات‪ ،‬فقد تناولت الجوالت األولى بصفة أساسية خفض التعريفات‪ .‬وشممت‬
‫المفاوضات التالية مواضع أخرى مثؿ مقاومة اإلغراؽ واإلجراءات التي ال تخص‬
‫التعريفات‪ .‬أدت الجولة األخيرة التي أقيمت في األوروغواي مف ‪ 1986‬إلى ‪ 1994‬إلى‬
‫إنشاء منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫ولـ تنتو المفاوضات عند ىذا الحد بؿ استمرت بعض المفاوضات بعد نياية جولة‬
‫األورغواي حتى شير شباط لمعاـ ‪ ،1997‬حيث تـ الوصوؿ إلى اتفاقية بخصوص‬
‫خدمات االتصاالت السمكية الالسمكية مع موافقة ‪ 69‬حكومة عمى إجراءات تحريرية‬
‫واسعة المدى تعدت تمؾ التي تـ االتفاؽ عمييا في جولة أورجواي‪.‬‬

‫في نفس العاـ أتمت أربعوف حكومة بنجاح مفاوضات خاصة بالتجارة بدوف تعريفات‬
‫خاصة بمنتجات تكنولوجيا المعمومات‪ ،‬كما أتمت سبعوف مف الدوؿ األعضاء اتفاقاً‬
‫خاصاً بالخدمات المالية يغطى أكثر مف ‪ %95‬مف التجارة البنكية والتأميف واألوراؽ‬
‫المالية والمعمومات المالية‪ .‬كما وافؽ أعضاء منظمة التجارة العالمية في االجتماع‬
‫الوزاري في مايو ‪ 1998‬عمى دراسة مواضع التجارة الناشئة مف التجارة اإللكترونية‬
‫العالمية‪ .‬ىذا وتسعي المنظمة في أف تستمر في المفاوضات التجارية الخاصة بدورة‬
‫الدوحة التي انطمقت في السنة ‪ 2111‬ضمف االجتماع الوزاري الرابع لمنظمة التجارة‬
‫فقر والتي تمثؿ غالبية‬
‫العالمية وذلؾ مف أجؿ تعزيز المشاركة العادلة لمبمداف األكثر ًا‬
‫سكاف العالـ‪.‬‬

‫األىداف ً‬

‫‪111‬‬
‫‪ .1‬إقامة عالـ اقتصادي يسوده الرخاء والسالـ ‪:‬فالمستيمؾ والمنتج كالىما يعمـ‬
‫إمكاف التمتع بضماف اإلمداد المستمر بالسمع مع ضماف اختيار أوسع مف‬
‫المنتجات تامة الصنع ومكوناتيا وموادىا الخاـ وكذلؾ بخدمات إنتاجيا‪ .‬وبذلؾ‬
‫يضمف كؿ مف المنتجيف والمصدريف أف األسواؽ الخارجية ستظؿ مفتوحة دائما‬
‫ليـ‪.‬‬
‫‪ .2‬نشوء عالـ اقتصادي مزدىر يتمتع بالسالـ ومسؤوؿ بصورة أكبر‪ :‬يتـ بصورة‬
‫نموذجية اتخاذ الق اررات في منظمة التجارة العالمية بإجماع الدوؿ األعضاء ويتـ‬
‫التصديؽ عمييا بواسطة برلمانات الدوؿ األعضاء يتـ االعتراض بخصوص‬
‫الخالفات التجارية عف طريؽ آلية فض المنازعات الخاصة بمنظمة التجارة‬
‫العالمية حيث يتـ التركيز عمى تفسير االتفاقيات والتعيدات وكيفية ضماف التزاـ‬
‫السياسات التجارية لمدوؿ بيما‪ .‬وبيذه الطريقة تنخفض مخاطر أف تمتد الخالفات‬
‫إلى نزاعات سياسية أو عسكرية‪ .‬وبخفض الحواجز التجارية فإف نظاـ منظمة‬
‫التجارة العالمية يزيؿ أيضاً الحواجز األخرى بيف األفراد والدوؿ‪.‬‬
‫‪ .3‬توفير الحماية المناسبة لمسوؽ الدولي ليالئـ مختمؼ مستويات المعيشة والتنمية‪.‬‬
‫‪ .4‬إيجاد وضع تنافسي دولي لمتجارة يعتمد عمى الكفاءة االقتصادية في تخصص‬
‫الموارد‪.‬‬
‫‪ .5‬تحقيؽ التوظيؼ الكامؿ لموارد العالـ‪.‬‬
‫‪ .6‬األىداؼ االستراتيجية لممنظمة ضمف جولة أورجواي ‪:‬‬
‫‪ .1‬االتفاؽ متعدد األطراؼ بشأف التجارة في السمع‬
‫‪ .2‬االتفاؽ بشأف التجارة في الخدمات‬
‫‪ .3‬اتفاقية الجوانب المتصمة بالتجارة مف حماية حقوؽ الممكية الفكرية‬
‫‪ .1‬تفاىـ بشأف القواعد واإلجراءات التي تحكـ تسوية النازعات‬
‫‪ .2‬آلية مراجعة السياسة التجارية‬
‫‪ .3‬اتفاقية التجارة الثنائية‬
‫‪ .4‬اتفاقية إجراءات االستثمار المرتبطة بالتجارة‬

‫‪112‬‬
‫الشعار‬

‫شعار منظمة التجارة العالمية يمثؿ الكرة األرضية‪ ،‬مف خالؿ ستة أقواس رسومية‪،‬‬
‫باستخداـ األلواف األساسية لمضوء وىي األحمر واألزرؽ واألخضر بالتبادؿ في إشارة إلى‬
‫أف حركة التجارة العالمية بيف الدوؿ تمتقي لتكوف تحالؼ استراتيجي‪ ،‬وتقوؿ السيدة سو‬
‫يونج المصممة لمشعار‪( :‬أف الشعار يوحي بالتفائؿ والديناميكية مف خالؿ الدوامة التي‬
‫تدمج وتغمؼ روح المنظمة في تعزيز تجارة نزيية ومفتوحة‪).‬‬

‫النشاطاتًوالميام‬

‫إف اليدؼ األساسي لمنظمة التجارة العالمية ىو المساعدة في سرياف وتدفؽ التجارة‬
‫بسالسة وبصورة متوقعة وبحرية‪.‬‬

‫وتقوـ المنظمة بذلؾ عف طريؽ‪:‬‬

‫إدارة االتفاقيات الخاصة بالتجارة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التواجد كمنتدى لممفاوضات المتعمقة بالتجارة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فض المنازعات المتعمقة بالتجارة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مراجعة السياسيات القومية المتعمقة بالتجارة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مساعدة الدوؿ النامية في المواضيع المتعمقة بالسياسات التجارية مف خالؿ‬ ‫‪‬‬

‫المساعدات التكنولوجية وب ارمج التدريب‪.‬‬


‫التعاوف مع المنظمات الدولية األخرى‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪113‬‬
‫المنظمات الذولٍة‬

‫أولا ‪ :‬تعزيف انًُظًاث انذونيت‪:‬‬


‫تعرؼ المنظمة الدولية بأنيا شخص معنوي مف أشخاص القانوف الدولي العاـ ينشأ مف‬
‫اتحاد ارادات مجموعة مف الدوؿ لرعاية مصالح مشتركة دائمة بينيا‪ ،‬ويتمتع بإرادة ذاتية‬
‫في المجتمع الدولي وفى مواجية الدوؿ األعضاء‪.‬‬
‫ومف ىذا التعريؼ نستخمص أنو البد مف توافر أربعة عناصر رئيسية لنشأة المنظمة‬
‫الدولية المتمتعة بالشخصية القانونية الدولية‪.‬‬
‫‪- ١‬انصفت انذونيت‪:‬‬
‫ال كاممة السيادة واالستقالؿ‪ ،‬متمتعة‬
‫يشترط في أعضاء المنظمة الدولية أف يكونوا دو ً‬
‫عمى صعيد العالقات الدولية بالشخصية القانونية‪ ،‬وتمثؿ ىذه الدوؿ في المنظمة بواسطة‬
‫أعضاء في الحكومات أو مندوبيف عنيا‪ .‬وىذا ما يفسر ما جرى عميو العمؿ في األمـ‬
‫المتحدة وغيرىا مف المنظمات المتخصصة‪ ،‬مف إطالؽ اصطالح" المنظمات الدولية‬
‫الحكومية" تميي اًز ليا عف المنظمات الدولية غير الحكومية أو المنظمات الدولية الخاصة‪،‬‬
‫والتي يجب أف يطمؽ عمييا اصطالح اٌجّؼُاخ اٌذوٌُح اٌخاصح‪ .‬ولذ أشاس اٌمشاس سلُ‬
‫‪ٌٍّ ٨٢٢‬جٍس االلرصادٌ واالجرّاػٍ تراسَخ ‪ ٠٥٩١ / ٨/ ٨٢‬إًٌ هزٖ اٌرفشلح حُٓ‬
‫ٔص ػًٍ " أف المنظمات التي ال يتـ تكوينيا باتفاؽ بيف الحكومات تعد منظمات دولية‬
‫غير حكومية‪ .‬فيذه المنظمات األخيرة ال تنشأ عف اتفاقات بيف الحكومات‪ ،‬وانما بيف‬
‫أفراد ىيئات خاصة أو عامة مف دوؿ مختمفة‪ ،‬بيدؼ زيادة التعاوف في المجاالت‬
‫االجتماعية والعممية واألدبية والدينية والرياضية‪ ،‬والدفاع عف مصالحيا ومبادئيا عمى‬
‫الصعيد الدولي‪ ،‬ومف أمثمتيا الصميب األحمر الدولي‪ ،‬االتحاد الدولي لمنقابات واالتحاد‬
‫البرلماني الدولي‪ .‬وال تدخؿ ىذه المنظمات في مجاؿ دراستنا‪ .‬ذلؾ أنيا تخضع لمقانوف‬
‫الداخمي لدولة أو عدة دوؿ تقوـ المنظمات غير الحكومية بدور تبادؿ المعمومات‬
‫واالتفاؽ عمى اتجاىات موحدة وتنظيـ التعاوف المشترؾ بيف الييئات المشتركة فييا‪ ،‬دوف‬
‫أف تتمتع بسمطة إلزاـ لمحكومات‪ ،‬وألنيا تمعب دو اًر ىاماً في العالقات الدولية والتقارب‬
‫بيف الشعوب المختمفة واإلسياـ في خمؽ قواعد القانوف الدولي‪ ،‬كاف حرص المنظمات‬
‫الدولية الحكومية عمى تنسيؽ التعاوف معيا‪ .‬عمى أنو يجوز لبعض المنظمات الدولية‬
‫‪114‬‬
‫الحكومية‪ ،‬وال سيما المنظمات المتخصصة‪ ،‬أف تسمح بعضويتيا بصفة استثنائية‬
‫لوحدات ال ينطبؽ عمييا وصؼ الدولة كاممة السيادة واالستقالؿ‪ ،‬عمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬ما‬
‫تسمح بو منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسكو واالتحاد الدولي لممواصالت السمكية‬
‫والالسمكية مف جواز قبوؿ عضوية بعض المقاطعات واألقاليـ التي تتمتع بقدر مف الحكـ‬
‫الذاتي وتمثيؿ مستقؿ عف دولة األصؿ ‪ .‬وقد قبمت المنظمة األوربية لمتعاوف االقتصادي‬
‫)‪ (O.E.C.E‬عضوية إقميـ تريستا في فترة تمتعو بوضع مستقؿ‪ ،‬كما قبؿ مجمس‬
‫أوروبا عضوية إقميـ اليسار حيف كانت لو ذاتية خاصة‪ ،‬فضالً عف أف الغالبية العظمى‬
‫مف المنظمات المتخصصة قد قبمت بعض األقاليـ غير المستقمة كأعضاء منتسبيف‪.‬‬
‫وىناؾ منظمات تقبؿ مندوبيف عف بعض الفئات االجتماعية بجانب ممثمي الدوؿ‪ ،‬مثؿ‬
‫منظمة العمؿ الدولية التي تجمع بيف مندوبي العماؿ ومندوبي أرباب األعماؿ بجانب‬
‫ممثمي الحكومة ‪.‬وىذه كميا مؤشرات نحو التخفيؼ مف قيد التمثيؿ الحكومي في‬
‫المنظمات الدولية المتخصصة إلتاحة فرصة االتصاؿ المباشر بيف ىذه المنظمات‬
‫واإلدارات والييئات الوطنية التي تعمؿ في مجاؿ اختصاصيا‪.‬‬
‫‪- ٢‬اتحاد إداراث انذول‪:‬‬
‫تستند المنظمة الدولية في قياميا إلى موافقة الدوؿ المكونة ليا‪ ،‬فيي ال تنشأ إال‬
‫برضاىا‪ ،‬أي أف العضوية فييا اختيارية ‪ .‬وكما يمزـ اتحاد ارادات الدوؿ حوؿ نشأة‬
‫منظمة تحمى مصالحيا المشتركة‪ ،‬فإنو البد وأف تتحدد ىذه االرادات حوؿ تحديد أىداؼ‬
‫ومبادئ واختصاصات وأسموب عمؿ ىذه المنظمة‪ ،‬وأف يتجسد ىذا االتحاد في معاىد‬
‫دولية مكتوبة يطمؽ عمييا الميثاؽ‪ .‬وىكذا فإف المنظمات الدولية ال تزاؿ تستند حتى وقتنا‬
‫ىذا إرادات الدوؿ المكونة ليا‪ ،‬فيي ليست تنظيمات فوؽ ىذه الدوؿ وتمتزـ الدوؿ‬
‫باالنضماـ إلييا أو بالخضوع ألحكاـ‪ ،‬كما ىو الحاؿ بالنسبة لخضوع األفراد بحكـ‬
‫تواجدىـ في المجتمعات الداخمية لتنظيماتيا وتشريعاتيا وسمطاتيا‪ .‬وليذا فالمنظمات‬
‫الدولية انعكاس لطبيعة النظاـ القانوني الدولي كمو تجمع في داخميا بيف صفتي‬
‫المؤسسيف ليا والخاضعيف ألحكاميا‪.‬‬

‫‪- ٣‬الستًزار‪:‬‬
‫‪115‬‬
‫يشترط لقياـ المنظمة الدولية أف يكوف ليا وجود مستمر‪ ،‬فميس بمعنى أف تعمؿ كؿ فروع‬
‫المنظمة بصفة دائمة‪ ،‬وانما أف تمارس المنظمة– كوحدة قانونية متكاممة– اختصاصاتيا‬
‫بصفة مستمرة ‪ .‬ويميز ىذا العنصر المنظمة الدولية عف المؤتمر الدولي الذى يعقد‬
‫لبحث موضوع معيف ثـ ينفض‪ .‬وترجع حكمة اشتراط االستمرار إلى أف المصالح‬
‫المشتركة التي ترعاىا المنظمات الدولية‪ ،‬ىي بطبيعتيا مصالح مستمرة‪ ،‬ال يجوز معيا‬
‫التوقيت‪ ،‬فضالً عف أف ىذا االستمرار ىو وحدة الكفيؿ بتحقيؽ استقالؿ المنظمة في‬
‫مواجية أعضائيا وال تظؿ مرتبطة بإرادة الدوؿ بالنسبة لكؿ تصرؼ يصدر عنيا ‪.‬‬
‫‪- ٤‬اإلرادة انذاتيت‪:‬‬
‫ولعؿ ىذا العنصر ىو أىـ عناصر المنظمة‪ ،‬وركنيا األساسي الذى يميزىا عف المؤتمر‬
‫الدولي باعتباره تجمعاً دولياً بإرادة مستقمة عف إرادات الدوؿ المشتركة فيو‪ ،‬فما ينتج عف‬
‫المؤتمر مف ق اررات ال يمزـ إال الدوؿ التي وافقت عمييا‪ ،‬وبالتالي فإف الق اررات ال تستمد‬
‫قوتيا الممزمة إال مف إرادة الدوؿ وفى الحدود وبالشروط التي قررتيا عند موافقتيا عمييا ‪.‬‬
‫أما المنظمة الدولية فتتمتع بإرادة ذاتية بمعنى وجود شخصية قانونية خاصة بيا ‪ ،‬ويتـ‬
‫التعبير عنيا وفؽ القواعد التي يقررىا ميثاقيا وفى نطاؽ االختصاص المحدد ليا‪.‬عمى‬
‫أال يغيب عف الباؿ تمؾ العالقة الوطيدة بيف المؤتمرات الدولية والمنظمات الدولية‪ ،‬فقد‬
‫كانت المؤتمرات في مرحمة سابقة مف مراحؿ التنظيـ الدولي التي ميدت لقياـ المنظمات‬
‫الدولية‪ ،‬ثـ تحولت عمى مر التاريخ مف صورة المؤتمرات غير الدورية إلى صورة‬
‫المؤتمرات الدورية‪ ،‬وفى مرحمة تالية حققت صفة االستمرار بإنشاء سكرتيريات دائمة ليا‬
‫وبدأت تبتعد عف قاعدة اإلجماع لتعتاد تدريجياً عمى قاعدة األغمبية حتى اقتربت مف‬
‫شكؿ المنظمات وأصبحت النواة األولى ليا‪.‬‬
‫وعادة يسبؽ نشأة كؿ منظمة مؤتمر أو عدة مؤتمرات بيف مجموعة مف الدوؿ المؤسسة‬
‫تبحث كؿ ما يتعمؽ بأىداؼ واختصاصات المنظمة الجديدة‪ ،‬إلى أف ينتيى األمر‬
‫بالتوقيع عمى الميثاؽ والتصديؽ عميو فتخرج المنظمة إلى خير الوجود‪.‬‬
‫كما يؤكد الفقياء تمتع المنظمة باإلرادة الذاتية حتى عندما تقتصر سمطاتيا عمى مجرد‬
‫جمع المعمومات والوثائؽ وتبادليا بيف الدوؿ‪ ،‬حتى في ىذه الحالة يكوف لممنظمة إرادة‬
‫مستقمة تظير في كؿ األعماؿ اإلدارية الالزمة لممارسة وظائفيا‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫والنظاـ القانوني الدولي في تعاممو مع المنظمات الدولية‪ ،‬ال يعترؼ إال بإرادة المنظمة‪،‬‬
‫فيو ال يعرؼ إرادات الدوؿ المكنة ليا وال يترتب أي أثر قانونى إال عمى ما يصدر‬
‫عنيا‪ ،‬وتعبي اًر عف إرادتيا الذاتية المنفصمة عف إرادات الدوؿ األعضاء‪.‬‬

‫ثاَيا ا ‪ :‬أَىاع انًُظًاث انذونيت‬


‫ىناؾ أنواع مختمفة لممنظمات الدولية‪ ،‬لذا يجب معرفة تقسيماتيا المختمفة العممية والذى‬
‫يقتضى النظر إلييا مف جميع الجوانب‪ ،‬إال أنو يمكننا أف نقتصر في ذلؾ عمى جوانب‬
‫رئيسية ثالث‪:‬‬
‫‪- ١‬انععىيت‪:‬‬
‫يتفاوت حجـ العضوية مف منظمة إلى أخرى تفاوتاً كبي اًر‪ ،‬ويتوقؼ عدد الدوؿ‬
‫األعضاء في كؿ منظمة عمى االتجاه المحدد لمعضوية مف ناحية وعمى أسموب‬
‫االنضماـ إلييا مف ناحية أخرى‪.‬‬
‫أ_اتجاِ العضوية ‪ :‬تعتبر المنظمة ذات اتجاه عالمي إذا كانت عضويتيا مفتوحة‬
‫لكؿ الدوؿ‪ ،‬باألسموب الذى يقرره ميثاقيا لتحقيؽ ىذا اليدؼ ‪ .‬والمنظمة العالمية‬
‫تعبر عف مجتمع عريض غير محدود‪ ،‬ولذا صعب أف تتمتع بسمطات واسعة‪ .‬بينما‬
‫ىناؾ منظمات أخرى تقتصر عضويتيا عمى بعض الدوؿ فقط‪ ،‬وبالتالي فإنيا‬
‫تعتبر مغمقة‪ ،‬وىي توصؼ أحياناً بأنيا منظمات إقميمية وىذا المعنى قد يكوف‬
‫تعبير عف المناطؽ الجغرافية‪ ،‬فتكوف المنظمة إقميمية عندما تجمع دوؿ منطقة‬
‫جغرافية معينة‪ ،‬فمثالً المنظمة األوروبية لمسكؾ الحديدية‪ ،‬حيث استدعى حجـ ىذه‬
‫المواصالت المتزايد بيف الدوؿ األوروبية إنشاء منظمة خاصة بيا عمى صعيد القارة‬
‫األوروبية‪ ،‬في حيف أف حجميا عمى مستوى دوؿ القارات كميا لـ يصؿ إلى الدرجة‬
‫التي تستوجب إنشاء منظمة عالمية ليا‪ .‬واإلقميمية في معنى ثاف تعبير عف‬
‫تضامف سياسي بيف مجموعة مف الدوؿ‪ ،‬وبيذا المعنى نشأت جامعة الدوؿ العربية‬
‫ومنظمة الدوؿ األمريكية ‪.‬ويرجع التضامف السياسي بيف الدوؿ المكونة ليذه‬
‫المنظمات اإلقميمية إلى عدة عوامؿ أىميا األصؿ والحضارة والتاريخ واأليديولوجية‬
‫والمصالح المشتركة‪ .‬فاإلقميمية بيذا المعنى تعبر عف ذاتية مجموعة مف الدوؿ‬

‫‪117‬‬
‫بالنظر لباقي الدوؿ أو بالنظر لمجموعات أخرى‪ .‬ويتضح في ىذه الحالة أف العامؿ‬
‫الجغرافي ال يمعب إال دو اًر ظاىرياً‪ ،‬عمى سبيؿ المثاؿ وجود منظمات إقميمية بيذا‬
‫المعنى ال تضـ كؿ الدوؿ الواقعة في منطقة جغرافية معينة‪ ،‬ونجد عمى العكس‬
‫ال مف مناطؽ جغرافية منفصمة مثؿ منظمة حمؼ شماؿ‬
‫منظمات أخرى تضـ دو ً‬
‫األطمنطي التي تجمع دوؿ أمريكا وغرب أوروبا‪.‬‬
‫ب ‪-‬أسموب النضمام ‪ً ً:‬‬
‫ال تضـ المنظمات العالمية عادة كؿ الدوؿ‪ ،‬حيث يستمزـ توافر بعض الشروط التي‬
‫تختمؼ مف حيث ما تمثمو مف قيود مف منظمة ألخرى ويمكف عمى ىذا األساس‬
‫التفرقة بيف ثالثة أنواع مف ىذه المنظمات كاآلتي‪:‬‬
‫‪ .4‬بعض المنظمات تجيز االنضماـ إلييا بمجرد إبداء الرغبة‪ ،‬مف خالؿ السماح لمدوؿ‬
‫بأف تصبح أطرافاً في ميثاؽ المنظمة العالمية‪ ،‬مثؿ انضماـ الدوؿ ألي معاىدة‬
‫لتصبح أطرافاً فييا‪ .‬وقد كاف ىذا األسموب متبعاً بالنسبة التحاد البريد العالمي حتى‬
‫عاـ ‪ ،1947‬وىو اليوـ قاعدة عامة بالنسبة النضماـ الدوؿ األعضاء في األمـ‬
‫المتحدة إلى المنظمات المتخصصة‪.‬‬
‫‪ .5‬بعض المنظمات تخضع االنضماـ لشروط موضوعية يمزـ توافرىا قبؿ تقرير‬
‫انضماـ الدوؿ إلى المنظمة‪ ،‬وتختمؼ ىذه الشروط مف منظمة إلى أخرى‪ ،‬عمى‬
‫سبيؿ المثاؿ‪ ،‬أف تحترـ الدولة التزاماتيا الدولية وأف تقبؿ النظاـ الموضوع واف‬
‫تكوف محبة لمسالـ‪ .‬وىذا يتطمب مف المنظمة البحث والتقصي عف ىذه الدولة‬
‫يتقرر بعده قبوؿ االنضماـ أو رفضو‪.‬‬
‫‪ .6‬ىناؾ منظمات أخرى تخضع انضماـ الدوؿ الجدد لسمطة تقديرية لممنظمة في مدى‬
‫مالئمة ىذا االنضماـ‪ ،‬إلى جانب توافر بعض الشروط الموضوعية‪ ،‬عمى سبيؿ‬
‫المثاؿ يتحقؽ ىذا في بعض المنظمات التي تجعؿ االنضماـ إلييا عمى أساس‬
‫دعوة موجية منيا‪.‬‬
‫وعموماً تمثؿ ىذه الشروط‪ ،‬بالنسبة لممنظمات اإلقميمية قيوداً تؤدى إلى التشدد في‬
‫إقرار االنضماـ‪ ،‬بينما تكف بالنسبة لممنظمات العالمية والمنظمات المتخصصة‬
‫عامالً يسيؿ ىذا االنضماـ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫‪-٢‬الختصاص ‪:‬‬
‫تنقسـ المنظمات الدولية مف حيث اختصاصاتيا إلى منظمات عامة ومنظمات‬
‫متخصصة‪.‬‬
‫وتعتبر المنظمة عامة إذا امتد نشاطيا إلى مختمؼ مظاىر الحياة الدولية‪ ،‬مف حؿ‬
‫المنازعات بيف الدوؿ‪ ،‬ودعـ مظاىر التعاوف بينيا في المجاالت السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ومف أمثمة ىذه المنظمات‪ ،‬عصبة األمـ المتحدة‪ ،‬منظمة‬
‫الدوؿ األمريكية وجامعة الدوؿ العربية‪ ،‬ومنظمة الوحدة اإلفريقية ‪ .‬كما تعتبر‬
‫المنظمة متخصصة إذا اقتصر نشاطيا عمى موضوع معيف أو مرفؽ دولي محدود‪.‬‬
‫وتتنوع المنظمات المتخصصة إلى‪:‬‬
‫‪ .4‬منظمات تشريعية تسعى إلى توحيد القواعد القانونية الخاصة بعالقة دولية‬
‫معينة‪ ،‬يتمثؿ دورىا في إعداد مشروعات اتفاقيات دولية وعرضيا عمى الدوؿ‪،‬‬
‫واصدار توصيات لتوحيد تشريعات الدوؿ في موضوع معيف‪.‬‬
‫‪ .5‬منظمات قضائية‪ ،‬تختص بالفصؿ بيف المنازعات الدولية وفؽ أحكاـ القانوف‬
‫الدولي مثؿ محكمة العدؿ الدولية والمحكمة األوروبية لحقوؽ اإلنساف‪.‬‬
‫‪ .6‬منظمات تنفيذية‪ ،‬عامة المنظمات االقتصادية التي تختص بالمواد المنتجة أو‬
‫بالنظـ الجمركية‪ ،‬أو بالبنوؾ (البنؾ الدولي)‪ ،‬أو بالنظـ النقدية (صندوؽ النقد‬
‫الدولي) أو حتى بموضوعات اقتصادية أشمؿ‪ ،‬مثؿ الوحدة االقتصادية‬
‫(المنظمة األوروبية لمتعاوف االقتصادي) ومنيا المنظمات االجتماعية‬
‫واإلنسانية التي تختص بالمسائؿ الصحية منظمة الصحة العالمية‪ ،‬أو بالعمؿ‬
‫والعماؿ منظمة العمؿ الدولية أو برعاية فئات معينة األطفاؿ‪ ،‬الالجئيف‪،‬‬
‫النساء )ومنيا أيضاً المنظمات العسكرية أو معاىدات الدفاع المشترؾ( حمؼ‬
‫شماؿ األطمنطي واتحاد أوروبا الغربية‪.‬‬

‫‪-٣‬انسهطاث‪:‬‬
‫تتمتع المنظمات الدولية بمجموعة السمطات الالزمة إلدارة عمميا الداخمي والمتعمقة‬
‫بالموظفيف وتمويؿ المنظمة وأساليب تسيير العمؿ فييا‪ ،‬عمى أنو يمكف تقسيـ‬

‫‪119‬‬
‫المنظمات إلى خمسة أنواع تبعاً لمدى تمتعيا بالسمطات الواسعة والتي تتدرج عمى‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .6‬ػذد وثُش ِٓ ٌّٕظّاخ ال َرّرغ تأٌ سٍطح حمُمُح فٍ ِىاجهح اٌذوي األػعاء‬
‫وَمرصش دوسٖ ػًٍ ذثادي اٌّؼٍىِاخ ؤششها وإجشاء اٌثحىز‪.‬‬
‫‪ .7‬هٕان ػذد وثُش آخش ال ٍَّه سىي سٍطاخ اٌرؼثُش ػٓ سغثاخ أو آساء أو‬
‫إصذاس ذىصُاخ ٌُسد ٌها صفح اإلٌضاَ اٌمأىٍٔ ( ِثً اٌجّؼُح اٌؼاِح ٌألُِ‬
‫اٌّرحذج)‬
‫‪ .8‬تؼط إٌّظّاخ – وهً لٍح ‪ٍَّ-‬ه سٍطح إصذاس لشاساخ لأىُٔح ٍِضِح ِثً‬
‫(لشاساخ ِجٍس األِٓ‪ ،‬أحىاَ ِحىّح اٌؼذي اٌذوٌُح)‪.‬‬
‫‪ .9‬تؼط إٌّظّاخ األخشي‪ ،‬وهً لٍٍُح أَعا – ذرّرغ تسٍطح راذُح ذثاششها دوْ‬
‫أْ ذحً ِحً األجهضج اٌّخرصح فٍ اٌذوي األػعاء ِثً سٍطح اٌشلاتح وسٍطح‬
‫اٌؼًّ اٌّثاشش‪.‬‬
‫ىناؾ عدد نادر جداً مف المنظمات تممؾ سمطات ذاتية لمتشريع أو القضاء‬ ‫‪.11‬‬
‫واف كانت أكثر المنظمات تطو اًر ال تباشر مثؿ ىذه السمطات فيي ما زالت‬
‫نظرية أكثر منيا عممية‪ ،‬والجدير بالذكر أف المنظمات األوروبية تتمتع‬
‫بسمطات ذاتية واسعة في المجاؿ التشريعية والقضائية والتنفيذية دعت إلى‬
‫ظيور اصطالحات جديدة‪ ،‬يجعمنا في الحقيقة أماـ نوع آخر مف المنظمات‬
‫أقرب ما يكوف إلى صورة االتحاد الفدرالي ‪.‬‬

‫ويمكننا عمى ظىء اٌؼشض اٌساتك ألٔىاع إٌّظّاخ اٌذوٌُح أْ ٔحصشها فٍ اٌرمسُُ‬
‫اِذٍ ‪:‬‬
‫‪ِٕ .5‬ظّاخ دوٌُح ذعُ ػذدا وثُشا ِٓ اٌذوي وهٍ غُش ِرخصصح وسٍطاذها‬
‫ِحذودج ِثً األُِ اٌّرحذج ّٔىرج ٌزٌه‪.‬‬
‫‪ِٕ .6‬ظّاخ دوٌُح أخشي ذعُ ػذدا ِحذودا ِٓ اٌذوي واخرصاصاذها ػاِح‬
‫وسٍطاذها واسؼح ٔسثُا ‪ ،‬ذمرشب ِٓ" االذحاد اٌىىٔفذساٌٍ " ِثً اٌجّاػح اٌسُاسُح‬
‫األوسوتُح‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ِٕ .7‬ظّاخ دوٌُح أخشي ِرخصصح‪ ،‬ذىىْ راخ اذجاٖ ػاٌٍّ وأحُأا إلٍُُّح‬
‫وسٍطاذها ِحذودج ‪ ،‬ذرّثً فٍ إٌّظّاخ اٌذوٌُح اٌّرخصصح‪.‬‬
‫‪ِٕ .8‬ظّاخ دوٌُح راخ سٍطاخ واسؼح ‪ ،‬وال ذعُ إال ػذدا ِحذودا ِٓ اٌذوي‪ ،‬وهزا‬
‫إٌىع ٔادس جذا‪ ،‬حُس ِٓ اٌصؼة أْ ذىافك اٌذوي ػًٍ اٌسّاح ٌّٕظّح تّثاششج‬
‫سٍطاخ واسؼح فٍ ِجاي ِىظىع ِحذود‪ ،‬ألْ فٍ ِثً هزٖ اٌحاالخ ذسؼً إًٌ‬
‫ذىسُغ ٔطاق اخرصاصاذها‪.‬‬

‫‪.....................................................................................‬‬
‫انتيى المقرر‬
‫د‪ .‬فراس األشقر‬

‫‪121‬‬

You might also like