You are on page 1of 21

‫محاضرة‪ :‬تحصيل الشيكات وخصم األوراق التجارية‬

‫تمهيد‪ :‬تعتبر عملية تحصيل األوراق التجارية ( الكمبياالت‪ ،‬والسندات األذنية) من الخدمالت األساسية التي‬
‫تقدمها البنوك التجارية لعمالئها‪ ،‬واضافة قيمتها إلى الحسابات الجارية للعمالء أو دفع قيمتها نقدا‪ ،‬وذلك مقابل‬
‫عمولة يتقاضاها المصرف‪ ،‬كما يقوم المصرف أيضا بعملية ش ارء األوراق التجارية حيث يمتلك البنك هذه‬
‫األوراق مقابل فائدة وعمولة يتحصل عليها‪ ،‬كذلك يقوم باالحتفاظ باألوراق التجارية على سبيل الضمان مقابل‬
‫منح العميل تسهيالت إئتمانية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قسم األوراق التجارية‬

‫تمثل االوراق التجاريه مبلغ من النقود فهي اداه وفاء كما انها اداه لالئتمان كالسفتجة‪ ،‬السند المر‪ ،‬والشيك‬
‫وهي ايضا اداه تسويه المعامالت وال على ابرز العمليات التي ترد على هذه االوراق التجاريه هي‪ :‬تحصيل‬
‫وخصم االوراق التجارية‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف االوراق التجاريه‪:‬‬
‫تعرف االوراق التجاريه بأنها‪ :‬عبارة عن صكوك شكليه تمثل حقا نقديا‪ ،‬قابله للتداول بالطرق التجارية‪،‬‬
‫كما أنها تكون مستحقة لدى االطالع او بعد فتره قصيرة من االطالع وهي مقبولهكأداة لإلئتمان أو الوفاء؛‬
‫كما تعرف أيضا على أنها‪ :‬مستندات قابلة للتداولة بطريقة التظهير (التوقيع على الظهر) أو المناولة‪ ،‬وهي‬
‫تنص بوضوح على حق نقدي لطرف آخر‪ ،‬تحمل بعض األوراق التجارية تاريخ استحقاق محدد‪.‬‬

‫‪ -2‬أنواع األوراق التجارية‪ :‬تتلخص أنواع األوراق التجارية في األشكال التالية‪:‬‬

‫أ) السند ألمر‪ :‬هو عبارة عن وثيقة يتعهد بواسطتها شخص معين بدفع مبلغ محدد إلى شخص آخر في‬
‫تاريخ الحق هو تاريخ االستحقاق‪ ،‬وعلى أساس هذا التعريف يمكن أن نستنتج أن السند ألمر هو وسيلة قرض‬
‫حقيقية‪ ،‬تحرر بين شخصين إلثبات ذمة مالية واحدة‪ ،‬يتحول إلى وسيلة دفع بواسطة عملية التظهير؛‬

‫ب) السفتجة(الكمبيالة)‪ :‬هي صك أطرافه ثالثة‪ ،‬فيه أمر صادر من شخص محرر الكمبيالة (الساحب‪/‬الدائن)‬
‫إلى شخص ثاني ( المسحوب عليه‪/‬المدين)‪ ،‬بدفع مبلغ من النقود في تاريخ معين لصالح الساحب نفسه‪ ،‬أو‬
‫لصالح شخص آخر ( المستفيد‪ /‬حامل الصك)؛‬
‫ج) الشيك‪ :‬وهو من بين وسائل الدفع األكثر انتشا ار إلى جانب النقود الورقية‪ ،‬وهو عبارة عن وثيقة تتضمن‬
‫أم ار بالدفع الفوري للمستفيد بالمبلغ المحرر عليه‪ ،‬وقد يكون المستفيد شخصا معروفا ومكتوبا باسمه الشيك‪،‬‬
‫وقد يكون غير معروف إذا كان الشيك محرر لحامله‪ ،‬ولهذا فالشيك هو عبارة عن سند ألمر دون أجل‪،‬‬
‫يتضمن ثالثة أطراف‪ :‬الساحب والمسحوب عليه الذي يكون بنكا والمستفيد‪.‬‬

‫‪ -3‬العمليات على األوراق التجارية‪ :‬تمثل األوراق التجارية مبلغا من النقود فهي أداة وفاء‪ ،‬كما أنها أداة‬
‫لإلئتمان كالسفتجة‪ ،‬السند ألمر‪ ،‬والشيك‪ ،‬وهي أيضا أداة لتسوية المعامالت ولعل أبرز العمليات التي ترد على‬
‫األوراق التجارية هي‪ :‬تحصيل األوراق التجارية‪ ،‬وخصمها‪.‬‬

‫أ) تحصيل األوراق التجارية‪ :‬المقصود من التحصيل هو إنابة البنك في جمع األموال الممثلة في الورقة‬
‫التجارية من المدينين بها وتسليمها إلى العميل الموكل؛‬

‫تؤدي البنوك هذ ه الخدمة لعمالئها توفي ار لوقتهم وجهدهم‪ ،‬إذ يقوم العميل بتظهير الورقة للبنك تظهي ار توكيليا‪،‬‬
‫فيصبح البنك وكيال للعميل في تحصيل هذه األوراق التجارية بأنواعها المختلفة؛‬

‫وعند حلول ميعاد استحقاق الورقة فإن البنك يطلب من المسحوب عليه أو المحرر الوفاء بقيمة الورقة‪ ،‬واذا‬
‫تم تحصيل قيمتها تضاف القيمة لصالح العميل‪ ،‬وتحصل البنوك على عمولة نظير عذع الخدمة‪ ،‬واذا لم‬
‫يتمكن البنك من تحصيل قيمة الورقة التجارية في ميعاد استحقاقها‪ ،‬يتم إجراء إحتجاج عدم الدفع "البروتيستو"‬
‫بالمحكمة‪ ،‬إما بواسطة البنك إذا كان موكال من العميل بذلك أو يقوم به العميل‪.‬‬

‫ب) خصم األوراق التجارية‪ :‬هو اتفاق يعجل به البنك قيمة الورقة التجارية للعميل طالب الخصم‪ ،‬مخصوما‬
‫منها مبلغ يتناسب مع المدة الباقية حتى استيفاء قيمة الحق عند حلول أجل الورقة التجارية‪ ،‬وذلك مقابل أن‬
‫ينقل العميل طالب الخصم إلى البنك عذا الحق على سبيل التملك‪ ،‬وأن يضمن له وفاءه عند حلوا أجله‪،‬‬
‫ويحصل البنك في قابل قيامه بعملية الخصم بما يسمى "اآلجيو" ‪ ،‬وهو يتكون من ثالث عناصر هي‪:‬‬

‫‪ ‬الفائدة على قيمة الورقة من تاؤيخ الخصم حتى تاريخ االستحقاق وتحسب بالمعادلة التالية‪ :‬القيمة اإلسمية‬
‫× عدد األيام‪× 063/‬معدل الفائدة‪033/‬؛‬

‫‪ ‬عمولة تحصيل نظير قيام البنك بتحصيل األوراق في تاريخ االستحقاق وتحسب نسبة مئوية من القيمة‬
‫اإلسمية للورقة دون اعتبار المدة؛‬
‫‪ ‬مقابل مخاطرة نظير ماقد يتعرض له البنك من أخطار في حالة رفض األوراق في تاريخ استحقاق األوراق‬
‫المخصومة‪.‬‬

‫ويعني ذلك أن يقدم العميل للبنك أوراقا تجارية ( كمبياالت أو سنذات أذنية)‪ ،‬ويقوم بتظهيرها للبنك وهذه‬
‫األوراق تستحق في تواريخ آجلة‪ ،‬ويحصل العميل على قيمتها الحالية بعد خصم الفوائد والعموالت التي‬
‫يتقاضاها البنك؛ وبهذا فإن العميل قد استفاد من حصوله على سيولة نقدية حالية يمكن له تشغيلها واستثمارها‬
‫في نشاطه التجاري الذي يتم عادة بالبيع اآلجل‪.‬‬

‫أما بالنسبة للبنك فإن هذه األوراق عادة ما تكون مدتها قصيرة األجل‪ ،‬ومن ثم تتميز بارتفاع درجة سيولتها‪،‬‬
‫ويمكن للبنك –حسب احتياجه‪ -‬أن يعيد خصمها لدى البنك المركزي قبل حلول ميعاد استحقاقها بمعدل خصم‬
‫أقل‪ ،‬هذا بجانب حصول البنك على الفوائد والعمولة والمصروفات جراء خصم األوراق التجارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬تحصيل الشيك‬

‫‪ -1‬تعريف الشيك‪ :‬هو أمر صادر عن شخص يسمى الساحب إلى مؤسسة أو بنك يسمى المسحوب‪ ،‬لغرض‬
‫دفع مبلغ من المال إلى شخص ثالث يسمى المستفيد‪ ،‬أو الساحب للصك‪ ،‬والهدف منه هو قيام حامله (مالكه)‬
‫بعملية السحب من الشباك‪ ،‬أو استعماله في عملية دفع ثمن سلعة أو خدمة‪ ،‬وهو يقلل من تداول النقود‬
‫االئتمانية (السيولة) في الدورة االقتصادية‪ .‬ويعتبر من وسائل الدفع األكثر استعماال لدى األفراد‪ ،‬سواءا كانوا‬
‫تجا ار أم أجراء أم حتى أشخاصا عاديين‪ ،‬يلجؤون إليه في العديد من الحاالت حسب نوع الشيك‪.‬‬

‫‪ -2‬أصناف الشيك‪ :‬إن تعزيز دور الشيك في المعامالت التجارية كوسيلة دفع جعل األخصاشيين يصنفونه‬
‫إلى عدة أصناف في الدول األكثر نشاطا في معامالتها االقتصادية وفيما يلي األصناف التي يتعامل بها في‬
‫االقتصاد الوطني الجزائري‪:‬‬

‫أ) الشيك العادي‪ :‬هو وسيلة دفع تنشأ بين طرفين لغرض تسديد ثمن بضاعة‪ ،‬أو دفع أجر‪ ،‬أو تسديد نفقات‬
‫خدمة‪ ،‬وهذا بتوفر شرط الثقة بين الساحب الذي هو صاحب الحساب والمسحوب عليه الذي يكون بنكا أو‬
‫مستفيدا‪ ،‬ألن ضمان دفع مبلغ الشيك متوقف على هذه الثقة المرتبطة بمصداقية الساحب‪ ،‬وهو الشيك الذي‬
‫نجده عند زبائن البنك الذي يملكه صاحبه بمجرد فتح حساب بنكي سواءا‪:‬‬

‫‪ -‬حساب جار بالنسبة إلى التجار أو المؤسسات بمختلف طبيعتها؛‬


‫‪ -‬حساب لالطالع بالنسبة إلى األفراد منهم األجراء أو الطالب‪.‬‬

‫هذان النوعان من الحسابين يمكن ألصحابها امتالك الشيك العادي الذي يحتوي على العبارات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬مكان الدفع؛‬ ‫‪ ‬المبلغ باألحرف واألرقام؛‬

‫‪ -‬تاريخ ومكان تحرير الشيك؛‬ ‫‪ ‬الهوية الكاملة للمسحوب عليه؛‬

‫‪ -‬إمضاء الساحب‪.‬‬ ‫‪ ‬رقم الحساب؛‬

‫ب) الشيك المسطر‪ :‬هو شيك عادي لكن ما يميزه هو وجود عارضتين متوازيتين في األعلى في الجهة اليمنى‪،‬‬
‫سبب وجودها هو ضمان دفع عذا النوع من الشيك عن طريق مؤسسة بنكية في حساب الساحب‪ ،‬ثم يستعمل‬
‫شيك آخر لسحب النقود‪ ،‬وهو وسيلة دفع أكثر تأكيدا لعملية الدفع من الشيك العادي‪ ،‬من ناحية تسجيل‬
‫العمليات الحسابية في حساب الدائن والمدين‪ ،‬قبل عملية السحب وهذا هو الفرق بين الشيك العادي والشيك‬
‫المسطر‪.‬‬

‫ج) الشيك المظهر‪ :‬هو شيك عادي لكن ما يميزه عن غيره هو تداوله من يد إلى يد بمعنى تحصيله ال يرجع‬
‫إلى المستفيد األول بل يباع كالبضاعة من شخص إلى آخر حسب احتياجات كل واحد والظروف التي‬
‫يعيشها‪ ،‬شرط أن يحمل الشيك في جهته الخلفية عبارة " يدفع الشيك ألمر السيد‪ "...‬مع إمضاء الطرفين‬
‫(الدائن والمدين)‪ ،‬وقد يتداول الشيك المظهر عدة مرات بين األفراد شرط أن تكون الثقة في دفع المبلغ‬
‫مضمونة‪ ،‬ألن هذا الصنف من الشيك هو شيك عادي الثقة في التعامل االقتصادي تضمن الدفع‪ ،‬والبنك ماهو‬
‫غال وسيط مالي للقيام بعملية الدفع‪.‬‬

‫د) الشيك المعزز‪ :‬هو شيك ما يميزه أنه مضمون الدفع من قبل بنك المدين (المسحوب عليه)‪ ،‬وألسباب فقدان‬
‫الثقة بين الدائن والمدين في المعامالت التجارية‪ ،‬يطلب المدين من بنك توطينه تعزيز مبلغ الصك محل‬
‫المعامالت التجارية‪ ،‬الذي بدوره يقوم بتنفيذ أمر زبونه مع االحتفاظ بمبلغ الشيك في رصيد مجمد حتى‬
‫تحصيله مرة ثانية من قبل الدائن ‪ ،‬ويختلف الشيك المعزز في كونه مضمون الدفع من قبل بنك المدين‪ ،‬وهذا‬
‫بتعزيزه بواسطة إمضاءات البنك مع وضع خاتم البنك كذلك مصاحبا لعبارة الشيك المعزز( ‪chéque‬‬
‫‪ )certifié‬في حدود المبلغ باألحرف واألرقام في الجهة الخلفية للشيك العادي؛‬
‫ه) الشيك البنكي‪ :‬هو شيك خاص ال يملكه زبون البنك بل يملكه البنك بخصائص تختلف عن الشيك‬
‫العادي‪ ،‬أو المعزز باعتباره وسيلة دفع يلعب دور الشيك المعزز‪ ،‬لكنه يوضع في متناول كل زبون يتقدم إلى‬
‫البنك‪ ،‬سواء كان له توطين أم ال‪ ،‬وهذا الفرق الثاني الموجود بينه وبين الشيك المعزز في استخدامه باعتبار‬
‫أن الشيك المعزز ال يمتلكه إال صاحب التوطين البنكي‪ ،‬والتعامل به يرجع إلى عدم وجود ثقة بين المتعاملين‬
‫في اختيار وسائل الدفع مقابل استالم البضاعة أو الخدمة؛‬

‫و) الشيك البريدي‪ :‬هو وسيلة دفع تنتمي إلى فصيلة الشيك العادي لكن تحريره يرجع إلى مؤسسة البريد‬
‫( مؤسسة شبه مالية تلعب دور الوسيط المالي في بعض التعامالت االقتصادية مثل‪ :‬دفع أجور‪ ،‬تسديد نفقات‬
‫عمومية‪ ،‬كهرباء‪ ،‬هاتف‪ ،‬ضمانات اجتماعية‪ ،‬جمع ودائع من المدخرين‪.) ...‬‬

‫ي) شيك السفر‪ :‬يعتبر شهادة دفع إسمية محررة من قبل بنك أو مؤسسة مالية‪ ،‬بعملة صعبة متداولة دوليا‬
‫مثل اليورو أو الدوالرأو عموالت ريادية أخرى قابلة للتداول دوليا‪ ،‬وهذا الشيك يكون قابال للتحويل في بنوك‬
‫أخرى بالجزائر أو بالخارج أو يصرف في محالت تجارية أو نزل‪ ،‬على أن يضع حامل الشيك إمضاءه مطابقا‬
‫لإلمضاء الذي يحتفظ به البنك وقت تحرير الشيك‪ ،‬مع تقديم الهوية الكاملة له‪ ،‬وهو شيك خاص باألفراد الذين‬
‫يرغبون في القيام بالسياحة في الخارج وهذا بدل أن يحملوا معهم نقودا ورقية تعرضهم للخطر‪ ،‬وجد شيك السفر‬
‫للتقليل من خطر حمل النقود على طبيعتها األصلية‬

‫‪ -3‬تداول الشيك والوفاء بقيمته‪:‬‬

‫يتم تداول الشيك من يد إلى يد‪ ،‬واستعماله في إجراء المعامالت‪ ،‬فإذا كان هذا الشيك محرر باسم معين فإن‬
‫تداوله يتم بمجرد انتقاله من يد إلى يد‪ ،‬ويعد الشيك مستحق الدفع دائما بمجرد اإلطالع‪-‬أداة وفاء‪-‬‬

‫ويعتبر الشيك أمر من صاحب الحساب إلى البنك من أجل دفع مبلغ معين إلى شخص آخر‪ ،‬هو أساس ما‬
‫يعرف بنقود الودائع‪ ،‬بحيث يسمح بتسوية المعامالت دون تحويل أموال حقيقية‪ ،‬بل بمجرد القيام بتسجيالت‬
‫محاسبة في دفاتر البنك تبعا الستالمه لهذه الشيكات‪.‬‬
‫محاضرة‪ :‬آليات التمويل البنكي قصيرة األجل للمؤسسات‬

‫تمهيد‪ :‬تعتبر النشاطات االستغاللية نشاطات مرتبطة بإنتاج سلعة في صفتها النهائية خالل دورة اإلنتاج التي‬
‫ال تتعدة ‪ 01‬شه ار في التشريع االقتصادي‪ ،‬وتتميز هذه النشاطات بالتكرار أثناء عملية اإلنتاج عن طريق‬
‫مختلف وظائفها‪ ،‬وخالل قيام المؤسسة بنشاطاتها قد تقع في احتياجات مالية على مستوى األصول المتداولة‬
‫التي تتشكل من حركة المخزون‪ ،‬وكذا مستحقات الدفع‪ ،‬هذه االحتياجات تجبر المؤسسة على البحث عن‬
‫تمويل خارجي‪ ،‬مصدره البنوك التجارية‪ ،‬التي تبحث هي األخرى عن توظيف أموالها على شكل قروض قصيرة‬
‫(االستغاللية)‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف قروض االستغالل‪:‬‬
‫إن قروض االستغالل تهدف لتغطية االحتياجات الناجمة من عمليات االستغالل أو لتغطية النقص الظرفي‬
‫أو المؤقت في رأس المال العامل ‪ ،‬وهذا النوع من القروض ال تتعدى مدتها سنتين على األكثر‪ ،‬ويكون على‬
‫مستوى حركة األصول المتداولة مثل‪:‬‬
‫‪ ‬إعادة بناء مخزون المؤسسة بسبب نقص سيولة خزينة المؤسسة؛‬
‫‪ ‬نقص السيولة في الخزينة‪ ،‬لسبب بيع بتسهيالت أو بطء حركة المخزون؛‬
‫‪ ‬عدم تحصيل ديون الزبائن لسبب خارج عن نطاق المؤسسة‪.‬‬
‫لهذه األسباب الرئيسية تلجأ المؤسسة إلى البنوك للزيادة في الخصوم المتداولة‪ ،‬وهو ما يتعلق بالقروض قصيرة‬
‫األجل‪ ،‬التي تأخذ شكلين أساسيين في التريع البنكي الكالسيكي‪.‬‬
‫‪ -2‬أنواع القروض االستغاللية‬
‫‪ -1.2‬القروض العامة‪ :‬يوجه هذا النوع من القروض إلى تمويل األصول المتداولة بصفة إجمالية‪ ،‬وهي تمثل‬
‫القروض التي تساعد المؤسسة على مواجهة االحتياج المالي‪ ،‬ونظ ار ألهميتها في النشاط االستغاللي للمؤسسة‪،‬‬
‫فقد قسمت إلى عدة أنواع حسب طبيعتها وهدف تمويلها إلى‪:‬‬
‫أ) قرض الصندوق (تسهيالت الصندوق)؛‬
‫ب) السحب على المكشوف؛‬
‫ج) قرض الموسم؛‬
‫د) قرض الربط‪.‬‬
‫أ) قرض الصندوق‪ :‬قروض معطاة لتخفيف صعوبات السيولة المؤقتة أو القصيرة جدا‪ ،‬التي يواجهها الزبون‪،‬‬
‫والناجمة عن تأخر اإليرادات عن النفقات أو المدفوعات‪ ،‬فهي ترمي إلى تغطية الرصيد المدين إلى حين‬
‫التحصيل لصالح الزبون حيث يقتطع مبلغ القرض‪،‬هذا النوع من القروض االستغاللية يوجه إلى تمويل‬
‫االحتياج المالي الذي يعاني منه صندوق المؤسسة‪ ،‬ومدته تكون قصيرة ال تتعدى ثالث أشهر‪ .‬ويستغل في‬
‫تغطية أجور العمال‪ ،‬تغطية نفقات الدورة اإلنتاجية ( كهرباء‪ ،‬ماء‪ ،‬غاز‪.)...‬‬
‫ب) السحب على المكشوف‪ :‬وهو يسمح بمقابلة االحتياجات المؤقتة للمؤسسة الناتجة عن تضخم في األصول‬
‫المتداولة‪ ،‬ويقصد بالسحب على المكشوف أن يصبح حساب المؤسسة مدينا بمبلغ محدد‪ ،‬كما يعتبر هذا‬
‫القرض األكثر طلبا واستعماال من طرف المؤسسات‪ ،‬ويحدد المبلغ المسموح به على أساس رقم أعمال‬
‫المؤسسة والهيكل المالي والنشاط الممارس‪ ،‬والثقة الموجودة بين البنك ومسيري المؤسسة‪ ،‬تستفيد منه المؤسسة‬
‫التي تسجل نقصا في الخزينة ناتجا عن عدم كفاية رأس المال العامل‪ ،‬ومدته تصل إلى حوالي سنة‪ ،‬ويقصد به‬
‫المبلغ الذي يسمح به البنك لعميله بأن يسحبه بما يزيد عن رصيد حسابه الجاري‪ ،‬ويفرض البنك فائدة على‬
‫العميل خالل الفترة التي يسحب فيها المبالغ‪ ،‬ويتوقف حساب الفائدة بمجرد عودة الرصيد من المدين إلى‬
‫الدائن‪.‬‬
‫ج) قرض الموسم‪ :‬هي نوع خاص من القروض البنكية وتنشأ عندما يقوم البنك بتمويل نشاط موسمي ألحد‬
‫زبائنه‪ ،‬فالكثير من المؤسسات نشاطاتها غير منتظمة وغير ممتدة على طول دورة االستغالل‪ ،‬بل إن دورة‬
‫اإلنتاج أو دورة البيع موسمية‪ ،‬فالمؤسسة تقوم بإجراء النفقات خالل فترة معينة يحصل أثناءها اإلنتاج وتقوم‬
‫ببيع هذا اإلنتاج في فترة خاصة‪ ،‬مدته عادة ‪ 9‬أشهر‪ ،‬وقبل غقدام البنك على منح القرض فإن الزبون مطالب‬
‫بأن يقدم إلى البنك مخطط التمويل يبين زمنيا نفقات النشاط وعائداته‪ ،‬وعلى أساس هذا المخطط يقوم البنك‬
‫بتقديم القرض‪ ،‬ويقوم الزبون أثناء أثناء تصريف اإلنتاج بتسديد هذا القرض وفقا لمخطط استهالك موضوع‬
‫مسبقا‪.‬‬
‫د) قروض الربط‪ :‬يمنح لتغطية احتياجات خارج االستغالل العادي للمؤس‪ ،‬فهو قرض يسبق عمليات‬
‫ومدخالت معتبرة للمؤسسة‪ ،‬مع وجود فرص أكيدة للتحصيل وكذا ضمانات حقيقية (رهن بعض األصول)‪،‬‬
‫مقابل تغطية احتياج مؤقت في الخزينة‪ ،‬ومن أمثلة هذه العمليات ‪:‬المساهمات لرفع رأس المال؛ طرح سندات‬
‫وقيم؛ تسبيق ألصول متنازل عنها؛ أو احتياج لتمويل طارئ لبعض التجهيزات المعدات الضرورية لنشاط‬
‫المؤسسة والتي ال يمكنها انتظار الوقت المطلوب من البنك للبحث والدراسة لمنح قرض لتمويل االستثمار‪،‬‬
‫فتلجأ المؤسسة إلى قرض وصل ريثما يتحدد القرض الحقيقي لالستثمارات‪ ،‬ويتطلب ذلك إجراءات خاصة يتفق‬
‫عليها البنك مع زبونه‪ ،‬والبنوك الجزائرية ال تستعمل هذا النوع من القروض إال في حالة تسديد مستحقات‬
‫القروض الممنوحة للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬والتي هي عاجزة عن الوفاء في اآلجال المحدودة‪ ،.‬فتلجأ‬
‫عن طريق البنك إلى قروض الربط لتغطية ديونها‪.‬‬
‫‪ -2.2‬القروض الخاصة‬
‫هذه القروض غير موجهة لتمويل األصول المتداولة بصفة عامة‪ ،‬وانما توجه لتمويل أصل معين من بين هذه‬
‫األصول وتتلخص في األنواع التالية‪:‬‬
‫أ) التسبيقات على السلع‪ :‬إن المؤسسة التي تمتلك بضائعها في مخزونها يمكن أن تطلب تسبيقا من البنك‬
‫على هذه البضائع‪ ،‬وهذا التسبيق يكون غالبا مضمونا بتلك البضائع التي توضع كرهن في المخازن العمومية‬
‫والتي تكون تحت رقابة الدولة ومسؤوليتها‪ ،‬وتتمثل هذه المخازن في الجزائر فيما كان يعرف سابقا بالشركة‬
‫الوطنية للعبور والمخازن ‪. Sonatmag‬‬
‫ب) تسبيقات على الصفقات العمومية‪ :‬هي عبارة عن لتنفيذ أشغال لفائدة السلطات العمومية تقام بين اإلدارة‬
‫المركزية من جهة والمقاولين من جهة أخرى‪ ،‬وتضبط وفقا لقانون الصفقات العمومية‪ ،‬ونظ ار لطبيعة األعمال‬
‫التي تقوم بها السلطات العمومية‪ ،‬وخاصة من حيث أهمية المشاريع‪ ،‬حجمها وطرق الدفع التي تعتبر ثقيلة‬
‫نسبيا‪ ،‬يجد المقاول المكلف باإلنجاز نفسه في حاجة إلى أموال ضخمة غير متاحة في الحال لدى هذه‬
‫السلطات‪ ،‬ولذلك يضطر إلى اللجوء إلى البنك للحصول على هذه األموال من أجل تمويل إنجاز هذه األشغال‬
‫وتسمى هذه القروض التي تمنحها البنوك للمقاولين من أجل إنجاز األشغال لفائدة السلطات العمومية‬
‫بالتسبيقات على الصفقات العمومية؛ ويمكن للبنوك أن تمنح نوعين من القروض لتمويل الصفقات العمومية‪:‬‬
‫‪ -‬منح كفاالت لصالح المقاولين‪ :‬تمنح هذه الكفاالت من طرف البنك للمكتتبين في الصفقة وذلك لضمانهم‬
‫أمام السلطات العمومية (صاحبة المشروع) وتمنح عادة هذه الكفاالت لمواجهة أربع حاالت ممكنة‪.‬‬
‫‪ ‬كفالة الدخول إلى المناقصة‪ :‬تعطى هذه الكفالة من طرف البنك لتفادي قيام الزبون الذي فاز‬
‫بالمناقصة بتقديم نقود سائلة إلى اإلدارة المعنية كتعويض إذا انسحب من المشروع‪ ،‬وبالتالي يسقط من‬
‫الزبون دفع الكفالة نقدا ؛‬
‫‪ ‬كفالة حسن التنفيذ‪ :‬وتمنح هذه الكفالة من طرف البنك لتفادي قيام الزبون بتقديم النقود كضمان لحسن‬
‫تنفيذ الصفقة وفق المقاييس المناسبة؛‬
‫‪ ‬كفالة اقتطاع الضمان‪ :‬عند انتهاء إنجاز المشروع عادة ما تقتطع اإلدارة صاحبة المشروع نسبة من‬
‫مبلغ الصفقة وتحتفظ بها لمدة معينة كضمان‪ ،‬وحتى يتفادى الزبون تجميد هذه النسبة‪ ،‬وبالتالي يمكنه‬
‫االستفادة منها فورا‪ ،‬يقدم البنك كفالة اقتطاع الضمان ويقوم بدفعها فعليا إذا ظهرت نقائص في‬
‫اإلنجاز أثناء فترة الضمان؛‬
‫‪ ‬كفالة التسبيق‪ :‬في بعض الحاالت تقوم اإلدارات صاحبة المشروع بتقديم تسبيق للمقاولين الفائزين‬
‫بالصفقة‪ ،‬وال يمكن أن يمنح عذا التسبيق فعليا إال إذا تحصلت على كفالة التسبيق من طرف أحد‬
‫البنوك‪.‬‬
‫‪ -‬منح قروض فعلية‪ :‬يوجد ثالث أنواع من القروض التي يمكن أن تمنحها البنوك لتمويل الصفقات العمومية‪:‬‬
‫‪ ‬قرض التمويل المسبق‪ :‬ويعطى هذا النوع من القروض عند انطالق المشروع‪ ،‬وعندما ال يتوفر المقاول‬
‫على األموال الكافية لالنطالق في اإلنجاز‪ ،‬ويعتبر من طرف البنك قرضا على بياض لنقص‬
‫الضمانات؛‬
‫‪ ‬تسبيقات على الديون الناشئة وغير المسجلة‪ :‬عندما يكون المقاول قد أنجز نسبة مهمة من األشغال‪،‬‬
‫ولكن اإلدارة لم تسجل بعد ذلك رسميا‪ ،‬ولكن تم مالحظة ذلك‪ ،‬يمكنه أن يطلب من البنك تعبئة الديون‬
‫(منحه قرضا) ‪ ،‬بناءا على الوضعية التقديرية لألشغال المنجزة دون أن يتأكد من أن اإلدارة سوف تقبل‬
‫بالمبالغ المدفوعة؛‬
‫‪ ‬تسبيقات على الديون الناشئة‪ :‬وتمنح هذه التسبيقات عندما تصادق اإلدارة (تعترف) على الوثائق‬
‫الخاصة التي تسجل انتهاء اإلنجاز‪ ،‬ويتدخل البنك لمنح هذه القروض للزبون لكون الدفع يتأخر عن‬
‫اإلنتهاء من األشغال‪.‬‬
‫ج) الخصم التجاري‪ :‬هو عملية ائتمانية بمقتضاها يضع البنك تحت تصرف عميله قيمة الورقة التجارية دون‬
‫انتظار أجل السداد ويقوم البنك بتحمل أجل الدين وتحصيل الورقة التجارية من المدين بقيمتها في موعدها‪،‬‬
‫وذلك بعد أن يخصم مبلغابمثابة الفائدة التي سيحققها البنك نظير الخدمة التي أداها للمؤسسة‪ ،‬وتتمحور عملية‬
‫الخصم حول أن يقوم حامل الورقة التجارية بنقل ملكيتها إلى البنك عن طريق عملية التظهير‪ ،‬وحصوله على‬
‫قيمة الورقة التجارية مخصوما منها اجر البنك الذي يتكون من‪:‬‬
‫الفوائد المستحقة من قيمة الورقة التجارية الناتجة عن التسبيق في تاريخ االستحقاق؛‬
‫‪ ‬العمولة التي يتقاضاها البنك حسب قيمة الكمبيالة ومقدار المخاطرة والمدة؛‬
‫‪ ‬مصاريف التحصيل‪.‬‬
‫محاضرة‪ :‬آليات التمويل البنكي متوسطة وطوية األجل للمؤسسات‬

‫تمهيد‪ :‬تعني عملية تمويل االستثمارات أن البنك مقبل على تجميد أمواله لمدة ليست قصيرة يمكن أن تمتد من‬
‫سنتين فما فوق حسب طبيعة االستثمار‪ ،‬فإذا تعلق األمر بتمويل الحصول على اآلالت والمعدات فاألمر‬
‫يتعلق بتمويل متوسط األجل أما إذا تعلق بتمويل العقارات نكون بصدد تمويل طويل األجل ونظ ار للصعوبات‬
‫التي تجدها المؤسسات في تمويل عمليات بهذا الحجم وهذه المدة فقد تم تحديث طرق التمويل‬
‫بما يخفف من هذه الصعوبات‪ ،‬ويتعلق األمر هنا بعملية القرض اإليجاري هي قروض طويلة األجل تستخدم‬
‫في شراء المواد األولية واألجهزة وبراءات االختراع واقامة المنشاءات وتقدر أقساطها على أساس معدالت‬
‫اإلهتالكات‪.‬‬
‫أوال‪ -‬القروض متوسطة األجل‬
‫توجه القروض متوسطة األجل لتمويل اإلستثمارات التي ال يتجاوز عمر إستعمالها سبع سنوات ‪:‬اآلالت‬
‫والمعدات ‪ ،‬وسائل النقل وتجهيزات اإلنتاج بصفة عامة ‪ ،‬ونظ ار لطول هذه المدة فإن البنك يكون معرضا‬
‫لخطر تجميد األموال‪ ،‬إضافة إلى المخاطر األخرى المتعلقة باحتماالت عدم السداد والتي يمكن أن تحدث تبعا‬
‫للتغيرات التي يمكن أن تط أر على مستوى المركز المالي للمقترض‪ ،‬وتنقسم إلى نوعين‪:‬‬

‫‪ -1‬القروض القابلة للتعبئة‪:‬‬


‫يعني أن البنك المقرض بإمكانه إعادة خصم هذه القروض لدى مؤسسة مالية أخرى أو لدى البنك المركزي‪،‬‬
‫ويسمح له ذلك بالحصول على السيولة له في الحاجة إليها دون انتظار أجل استحقاق القرض الذي منحه‪،‬‬
‫ويسمح له ذلك بالتقليل من خطر تجميد األموال؛ و يجنبه إلى حد ما الوقوع في أزمة خفض السيولة ؛‬
‫‪ -2‬القروض غير القابلة للتعبئة‪:‬‬
‫يعني أن البنك ال يتوفر على إمكانيات إعادة الخصم الخاصة بالقروض لدى مؤسسة مالية أخرى أو لدى‬
‫البنك التجاري‪ ،‬وبالتالي فإنه يكون مجب ار على انتظار سداد المقترض لهذا القرض‪ ،‬و هنا كل المخاطر‬
‫المرتبطة بتجميد األموال‪ ،‬وليس للبنك أي طريقة لتفاديها‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬القروض طويلة األجل‬
‫تعتبر القروض االستثمارية طويلة األجل‪ ،‬القروض التي تفوق مدتها ‪ 30‬سنوات‪ ،‬وهي في أغلب األحيان‬
‫توجه لتمويل االستثمارات الصافية ألصول المؤسسة من أراض‪ ،‬أو مبان‪ ،‬أو عقارات بصفة عامة وعتاد‪ ،‬تكون‬
‫مدة اهتالكها طويلة جدا؛ تمنحها مؤسسات مالية متخصصة‪ ،‬من ناحية أخرى فإن معدالت الفائدة التي تتعامل‬
‫بها البنوك مع زبائنها تكون معدالت فائدة منخفضة‪ ،‬لكنها تكون مرتفعة في عوائدها المالية مقارنة بالفوائد‬
‫البنكية على القروض القصيرة والمتوسطةالتي تكون مرتفعة في نسبتها لكن عوائدها منخفضة؛‬
‫في الجزائر كانت القروض االستثمارية طويلة األجل من اختصاص بنك الجزائري للتنمية‪ ،‬الذي أصبح‬
‫الصندوق الوطني لتمويل االستثمارات يستمد موارده المالية من الخزينة العمومية‪ ،‬أما بقية القروض األخرى‬
‫فتبقى من اختصاص البنوك التجارية؛ وطبيعة هذه القروض تجعلها تنطوي على مخاطر عالية‪ ،‬األمر الذي‬
‫يدفع المؤسسات المتخصصة في مثل ه ذا النوع من التمويل إلى البحث عن الوسائل الكافيلة بتخفيف درجة‬
‫المخاطر‪ ،‬ومن بين الخيارات المتاحة لها في هذا المجال‪ ،‬تشترك عدة مؤسسات في تمويل واحد‪ ،‬أو تقوم‬
‫بطلب ضمانات حقيقية ذات قيم عالية قبل الشروع في عماية التمويل؛‬
‫ورغم كل هذه المصاعب تبقى صيغ التمويل ال كالسيكي من بين الطرق المستعملة بشكل شائع في تمويل‬
‫االستثمارات‪ ،‬ولكن ذلك لم يمنع النظام البنكي من تطوير وسائل التمويل بشكل يسمح له بتجاوز عوائق‬
‫ومصاعب هذه األنواع من القروض‪ ،‬وتدخل طرق االئتمان اإليجاري في هذا التطور العام لفكرة التمويل‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ال ئتمان اليجاري‬
‫الشك أن طرق التمويل الكالسيكية لالستثمارات تشكل عبئا على المؤسسات المستثمرة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق‬
‫بالعبء المالي وطريقة تحمله‪ ،‬ولذلك ظهرت الحاجة إلى البحث عن طرق أخرى لتمويل االستثمارات يكون من‬
‫خصائصها تجنب عراقيل التمويل الكالسيكية‪ ،‬ويعتبر اإلئتمان اإليجاري فكرة حديثة للتجديد في طرق التمويل‪،‬‬
‫وان كانت هذه الطريقة ال تزال تحتفظ بفكرة القرض فإنها قد ادخلت تبدال جوهريا في طبيعة العالقة التمويلية‬
‫بين المؤسسة المقرضة والمؤسسة المقترضة‪ ،‬ورغم حداثة هذه الطريقة‪ ،‬فإنها تسجل توسعا سريعا في‬
‫االستعمال لغقدام المستثمرين عليها‪ ،‬بالنظر إلى المزايا العديدة التي تقدمها لهم‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف الئتمان اليجاري‪:‬‬
‫لقد اختلفت وتعددت التعاريف الخاصة بقرض اإليجار رغم اتحادها في المعنى ومن أهمها‪:‬‬
‫‪ " ‬هو عبارة عن عقد اتفاق ينتقل بمقتضاه إلى المستخدم (المستأجر) حق استخدام أصل معين مملوك‬
‫للمؤجر خالل فترة زمنية معينة ‪ ،‬مقابل القيمة اإليجارية المتفق عليها"‬
‫‪ " ‬هو اتفاق تعاقدي بين الطرفين يخول أحدهما حق االنتفاع بأصل مملوك للطرف اآلخر مقابل دفعات‬
‫‪1‬‬
‫دورية لمدة زمنية محددة"‬
‫‪ -1‬أنواع الئتمان اليجاري‪ :‬ونميز بين‪:‬‬
‫أ) الئتمان اليجاري حسب طبيعة العقد‪ :‬وينقسم إلى‪:‬‬
‫‪ -‬الئتمان اليجاري المالي‪ :‬يعتبر إئتمانا ماليا إذا تم تحويل كل الحقوق أو اإللتزامات والمنافع‪ ،‬المساوئ‬
‫والمخاطر المرتبطة بملكية األصل المعني غلى المستأجر‪ ،‬ويعني أن مدة عقد اإلئتمان اإليجاري كافية‬
‫لكي تسمح للمؤجر باستعادة كل نفقات رأس المال إليه مكافأة هذه األموال المستتثمرة؛‬
‫‪ -‬الئتمان اليجاري العملي ( التشغيلي)‪ :‬يعتبر هذا النوع من اإليجار العملي‪ ،‬اإلئتمان الذي لم يتم فيه‬
‫تحويل كل الحقوق وااللتزامات‪ ،‬المنافع والمساوئ‪ ،‬والمخاطر المرتبطة بملكية األصل المعني‪ ،‬بل يبقى‬
‫جزء منها على عاتق المؤجر‪ ،‬وهذا لسبب عدم كفاية الفترة الزمنية لكراء األصل‪ ،‬بحيث تمدد لفترة الحقة ‪.‬‬
‫ب) الئتمان اليجاري حسب طبيعة موضوع التمويل‪ :‬ينقسم اإلئتمان اإليجاري حسب طبيعة موضوع التمويل‬
‫إلى‪:‬‬
‫‪ -‬الئتمان اليجاري لألصول المنقولة‪ :‬تطلب المؤسسة هذا النوع من اإلئتمان اإليجاري لتمويل أصول منقولة‬
‫تتمثل في تجهيزات وأدوات ضرورية في نشاط المؤسسة‪ ،‬وهي تشبه األنواع األخرى لإلئتمان اإليجاري‪ ،‬تعطى‬
‫على سبيل اإليجار لفترة محددة لصالح المستعمل‪ ،‬سواء كان شخصا طبيعيا معنويا الستعماله في نشاطه‬
‫المهني مقابل ثمن اإليجار‪ ،‬مع اإلبقاء على نفس الشروط التي يسير عليها القرض اإليجاري؛‬
‫‪ -‬الئتمان اليجاري لألصول المنقولة‪ :‬الهدف من التمويل اإليجاري هو تمويل أصول غير منقولة متمثلة في‬
‫بنايات كاملة وجاهزة لالستغالل‪ ،‬تستأجرها المؤسسة لغرض مزاولة نشاطاتها اإلدارية فيها‪ ،‬وفي نهاية العقد‬
‫يمكن للمؤسسة المستأجرة إمكانية امتالك البناية نهائيا‪ ،‬مع تحويل عقد الملكية لصالحها‪ ،‬أو إعادة إبرام عقد‬
‫اإليجار باتفاق جديد‪.‬‬
‫‪ -3‬خصائص الئتمان اليجاري‪ :‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬إن المؤسسة المستفيدة من هذا النوع من التمويل والتي تسمى المؤسسة المستأجرة‪ ،‬غير مطالبة بإنفاق‬
‫المبلغ الكلي لالستثمار مرة واحدة‪ ،‬وانما تقوم بالدفع على أقساط تسمى ثمن اإليجار‪ ،‬وتتضمن هذه‬
‫األقساط جزء من ثمن شراء األصل مضافا إليه الفوائد التي تعود للمؤسسة المؤجرة‪ ،‬ومصاريف االستغالل‬
‫المرتبطة باالصل المتعاقد حوله؛‬

‫‪ -1‬خالد أمين عبد هللا و اسماعيل ابراهيم الطراد‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.863‬‬
‫‪ -‬إن ملكية األصل أو االستثمار أثناء فترة العقد تعود إلى المؤسسة المؤجرة وليس إلى المؤسسة المستأجرة‪،‬‬
‫وتستفيد هذه األخيرة من حق االستعمال فقط وتبعا لذلك تكون مساهمة المؤسسة المؤجرة قانونية ومالية‪،‬‬
‫بينما تكون مساهمة المؤسسة المستأجرة إدارية واقتصادية؛‬
‫‪ -‬في نهاية فترة العقد تتاح للمؤسسة المستأجرة ثالث خيارات‪ ،‬إما أن تطلب تجديد عقد اإليجار وفق شروط‬
‫يتفق بشأنها مجددا‪ ،‬وتستفيد بالتالي لفترة أخرى من حق استعمال هذا األصل دون أن تكسب ملكيته‪ ،‬واما‬
‫أنها تشتري نهائيا هذا األصل بالقيمة المتبقية المنصوص عليها في العقد‪ ،‬وفي هذه الحالة تنتقل الملكية‬
‫القانونية لألصل إلى المؤسسة المستأجرة إضافة إلى حق االستعمال‪ ،‬واما أن تمتنع عن تجديد العقد‬
‫وتمتنع أيضا عن شراء األصل‪ ،‬وتنهي بذلك العالقة القائمة بينهما‪ ،‬وتقوم بإرجاع األصل إلى المؤسسة‬
‫المؤجرة؛‬
‫‪ -‬تقييم عملية اإلئتمان اإليجاري عالقة بين ثالثة أطراف هي المؤسسة المؤجرة والمؤسسة المستأجرة‪،‬‬
‫والمؤسسة الموردة لهذا األصل‪ ،‬في هذه العالقة تقوم المؤسسة المستأجرة باختيار األصل الذي ترغب فيه‬
‫لدى المؤسسة الموردة ودفع ثمنه بالكامل‪ ،‬ثم تقوم بتقديمه إلى المؤسسة المستأجرة على سبيل اإليجار‪.‬‬
‫محاضرة‪ :‬آليات التمويل البنكي للتجارة الخارجية‬
‫تمهيد‪ :‬يعتبر تمويل المشروعات التجارية والصناعية من أعقد المشكالت التي تواجهها التنمية االقتصادية في‬
‫أي بلد‪ ،‬ويزداد األمر أهمية إن تعلق بتمويل مشاريع التجارة الخارجية ( صفقات التجارة الخارجية) والتي يمكن‬
‫أن تصنف عمليات التمويل الخارجية إلى عمليات تمويل قصيرة األجل وعمليات تمويل متوسطة وطويلة‬
‫االجل‪ ،‬وترتبط بطبيعة النشاطات المراد تمويلها‪.‬‬
‫أوال‪ -‬ماهية التجارة الخارجية‬
‫تعتبر التجارة الخارجية من أهم جوانب العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬لكونها تتعلق بحركة السلع المادية وتنقلها‬
‫عبر الحدود السياسية‪ ،‬إما داخلة إليها وتسمى الواردات‪ ،‬واما خارجة منها وتسمى الصادرات‪ ،‬كما تتعلق‬
‫بالخدمات المؤداة من رعايا الدولة إلى رعايا دولة أخرى‪،‬‬
‫‪ -1.1‬تعريف التجارة الخارجية‬
‫تحتل التجارة الخارجية مكانة بارزة في النمو االقتصادي ومن خالله يتضح المفهوم العام للتجارة الخارجية على‬
‫أنها تلك المعامالت الدولية في صورها الثالثة المتمثلة في إنتقال السلع واألفراد ورؤوس األموال وتنشأ هذه‬
‫المعامالت بين أفراد يقيمون في وحدة سياسية مختلفة أو بين الحكومات والمنظمات االقتصادي هي األخرى‬
‫في وحدات سياسية مختلفة‪.‬‬
‫‪ -2.1‬أسباب التجارة الخارجية‪ :‬وتتمثل في‬
‫‪ -‬اختالف تكاليف اإلنتاج من دولة إلى أخرى؛‬
‫‪ -‬التخلص من المنتجات الفائضة عن الحاجة والتي قد تتسبب بعبئ كبير في بعض األحيان؛‬
‫‪ -‬تحسين دخل الفرد في الدول؛‬
‫‪ -‬تحقيق األرباح التي تساعد في تطوير الدولة؛‬
‫‪ -‬اختالف قدرة الدولة على اإلنتاج من دولة إلى أخرى‪.‬‬
‫‪ -3.1‬أهمية التجارة الخارجية وتتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تساعد على ربط مختلف الدول ببعضها البعض‪ ،‬مما يؤدي إلى توثيق العالقات بين مختلف البلدان؛‬
‫‪ -‬تعمل على نقل التطور التقني الحاصل في دولة إلى دولة أخرى مقابل أجور معينة في بعض األحيان؛‬
‫‪ -‬تحقيق التوازنات السوقية المحلية؛‬
‫‪ -‬ارتفاع الدخل القومي في حال ارتفاع نسبة الصادرات وتقليل نسبة الواردات؛‬
‫‪ -‬توفير العديد من المنتجات االستهالكية للمستهلك المحلي‪ ،‬مما أدى إلى إتاحة خيارات متعددة له‪ ،‬فصار‬
‫قاد ار على اختيار األنسب ألنه لم يعد محصو ار بمنتجات محددة؛‬
‫‪ -‬أحيانا يكون استيراد سلعة ما أوفر بمرات من تصنيعه محليا‪ ،‬لهذا فقد أسهمت هذه التجارة في توفير السلع‬
‫لبعض الدول بكلفة أقل؛‬
‫‪ -‬توفير العديد من فالص العمل التي تدر دخال جيدا‪ ،‬مثل فرص العمل في النقل البري‪ ،‬البحري والجوي‪،‬‬
‫ومن خالل السكك الحديدية‪ ،‬باإلضافة إلى األعمال المرتبطة بالشحن والنقل كالتأمين‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬التمويل القصير األجل للتجارة الخارجية‬
‫يتم استخدام قروض تمويل التجارة الخارجية في األجل القصير بغرض تمويل الصادرات أي بغرض إعادة‬
‫التوازن في خزينة المؤسسة‪:‬‬
‫‪ -‬في اآلجال التي يمنحها المصدر للمستورد ؛‬
‫‪ -‬قروض الخزينة الخاصة؛‬
‫‪ -‬في فترة إنتاج وتوريد البضاعة؛‬
‫‪ -‬قروض التمويل المسبق لمواجهة نفقات اإلنتاج أو عدم كفاية الدفعات التي يدفعها المستورد؛‬
‫‪ -‬في فترة النزاع مع المستورد‪ ،‬حيث يمكن للمصدر أن يطلب تعبئة الخسائر من طرف شركة التأمين‪.‬‬
‫وينصب على تمويل العمليات التي ال تتعدى السنة والنصف‪ ،‬ونميز نوعين من تقنيات التمويل وهي‪:‬‬
‫‪ -0.1‬إجراءات التمويل البحث‪:‬‬
‫هذا النوع من التمويل البنكي للصادرات‪ ،‬يأخذ نوعا من الشمولية لعدة أنواع من القروض البنكية التي تختلف‬
‫عن بعضها البعض في اإلجراءات والتقنيات البنكية‪ ،‬المتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫أ) تعبئة الديون الناشئة عن التصدير‪ :‬يتمثل هذا النوع في تعبئة الديون المترتبة عن البضاعة التي تم‬
‫تصديرها إلى الخارج‪ ،‬بحيث ال ينشأ هذا النوع من القروض الموجهة للتصدير إال في حالة إثبات رسمي‬
‫لخروج السلعة من حدود الدولة المصدرة‪ ،‬والنسبة التي تجند من الديون المترتبة على التصدير تصل إلى‬
‫‪ %03‬من إجمالي الديون‪ ،‬وهذا في أغلب األحيان‪ ،‬وعن طريقه يساعد المؤسسة المصدرة للبضاعة على‬
‫السيولة النقدية من خاللها تستطيع أن تواصل نشاطها االقتصادي‪ ،‬ويشترط فيه البنك صحة‬ ‫اكتساب‬
‫المعلومات الخاصة بالصفقة المتمثلة في‪:‬‬
‫‪ ‬مبلغ الدين؛‬
‫‪ ‬طبيعة ونوع اليضاعة المصدرة؛‬
‫‪ ‬اسم المشتري األجنبي وبلده؛‬
‫‪ ‬تاريخ التسليم وكذلك تاريخ المرور بالجمارك بمعنى تاريخ خروج البضاعة من حدود الدولة المصدرة؛‬
‫‪ ‬تاريخ التسوية المالية للعملية‪.‬‬
‫ب) التسبيقات بالعملة الصعبة‪ :‬هذا النوع من التمويل موجه للصادرات‪ ،‬ينشأ على أساس تقديم تسبيقات‬
‫بالعملة األجنبية للمصدر في حدود نسبة معينة يتفق عليها الطرفان ( بنك ومصدر)‪ ،‬ويشترط فيه التخلي على‬
‫مبلغ التسبيق بالعملة األجنبية في سوق صرف مقابل العملة الوطنية‪،‬وفي حالة تسديد القرض وفق تاريخ‬
‫االستحقاق‪ ،‬فإنه يتم بواسطة العملة التي تم الحصول عليها أثناء القرض‪.‬‬
‫ج) عملية تحويل الفاتورة‪ :‬تمويل الفاتورة هي آلية للتمويل قصير األجل للتجارة الخارجية‪ ،‬حيث يقوم البائع‬
‫(المصدر) بتحويل دائنية المستورد األجنبي إلى مؤسسة متخصصة‪ ،‬فتحل محله في الدائنية‪ ،‬فتقوم هذه‬
‫األخيرة بتحصيل الدين وضمان حسن القيام بذلك‪ ،‬وتكون في غالب األمر مؤسسة قرض‪ ،‬وتبعا لذلك فهي‬
‫تتحمل كل األخطار الناجمة عن إحتماالت عدم التسديد؛‬
‫أي أن عملية تحويل الفاتورة عبارة عن قيام إحدى المؤسسات المالية المتخصصة في هذا المجال أو إحدى‬
‫البنوك التجارية بشراء حسابات القبض أو الدعم المدنية (كمبياالت‪ ،‬سندات أذنية‪ ،‬فواتير‪)...‬للمؤسسات‬
‫الصناعية أو التجارية‪ ،‬والتي تتراوح مدتها بين ‪ 03‬يوما و‪ 013‬يوما والتي تتوقع هذه المؤسسات تحصيلها من‬
‫مدين يها خالل السنة المالية للحصول على السيولة النقدية لهذه المؤسسات قبل تاريخ استحقاق هذه الحسابات‬
‫المدينة‪.‬‬
‫‪ -2.2‬إجراءات الدفع والقرض‪ :‬يختلف هذا النوع في كونه يجمع بين صفة الدفع وصفة القرض في أن‬
‫واحد‪ ،‬وهي في الحقيقة من المميزات األساسية التي تتيحها اآلليات المختلفة لتمويل التجارة الخارجية‪،‬‬
‫وتتلخص في ثالث آليات أساسية للتمويل والقرض والمتعلقة بتمويل الواردات وهي‪:‬‬
‫االعتماد المستندي‪ ،‬التجصيل المستندي‪ ،‬وخصم الكمبيالة المستندية‪.‬‬

‫أ) االعتماد المستندي‪:‬‬


‫‪ ‬تعريف االعتماد المستندي‪ :‬هو عملية يتعهد بموجبها البنك ولحساب عميله المستورد بتسديد مبلغ‬
‫معين في مهلة محددة على شخص ثالث مصدر‪ ،‬لقاء تسليم مستندات مطابقة تماما ومطلوبة من‬
‫المشتري ومثبتة لقيمة البضائع‪ ،‬لمطابقتها وإلرسالها؛‬
‫االعتماد المستندي هو عبارة عن اتفاق متعدد االطراف مع البنك‪ ،‬يكون حسب طلب وارشادات المستورد (‬
‫المشتري) بحيث يتعهد بسداد مبلغ الفاتورة للمصدر (البائع) مقابل تقديم مجموعة من المستندات تصدر في‬
‫وقت معين‪ ،‬فور استنفاد شروط واجراءات االعتماد المستندي ‪ ،‬وسيلة االعتماد المستندي هي من الوسائل‬
‫المفضلة للبائع (المصدر) أكثر منه للمستورد‪ ،‬فهوأداة مصممة لحماية المصدر‪.‬‬
‫‪ ‬أنواع العتماد المستندي‪:‬‬
‫يمكن تقسيمه إلى أنواع مختلفة وتندرج معظمها تحت األنواع الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪-‬العتماد المستندي القابل لإللغاء‪:‬‬
‫وهو اإلعتماد الذي يمكن إلغاؤه أو تعديل بعض شروطه في أي وقت من تاريخ إنشائه بدون إنذار وبدون‬
‫الحاجة إلى موافقة المستفيد‪ ،‬وهو بذلك يعتبر وسيلة لتسهيل الدفع وليس ضمانا للدفع ‪ ،‬وال يعتبر هذا النوع‬
‫مرغوبا فيه باعتبار أنه قد ينشأ عن تمويله الكثير من المشاكل بالنسبة ألطرافه؛‬
‫‪-‬العتماد المستندي غير القابل لإللغاء‪:‬‬
‫وهو عكس النوع األول‪ ،‬أي ال يمكن تعديل شروطه أو إلغائه قبل عملية دفع قيمة البضاعة‬
‫للمستفيد وذلك دون موافقة جميع األطراف وخصوصا المستفيد‪ ،‬وينقسم إلى نوعين هما ‪:‬اإلعتماد المستندي‬
‫غير القابل لإللغاء المفرز‪ ،‬وهو الذي يقوم بتعزيز البنك آخر( بنك المصدر)‪ ،‬أما النوع الثاني فهو اإلعتماد‬
‫المستندي غير القابل لإللغاء غير المفرز‪ ،‬وهو الذي يكون به بنك المستورد فقط؛‬
‫‪-‬العتماد المستندي المتجدد‪:‬‬
‫وقد يطلق عليه البعض اإلعتماد الدائري‪ ،‬وهو اإلعتماد الذي تجدده قيمته أو مدته وذلك حسب اإلنفاق مع‬
‫البنك؛‬
‫‪-‬العتماد المستندي غير المتجدد‪:‬‬
‫وهو اإلعتماد الذي يكون صالحا لصفقة واحدة أي ينتهي أجله بمجرد شراء البضاعة‪ ،‬وال يكون متجددا‬
‫لبضاعة أخرى في فترات مستقبلية؛‬
‫‪-‬العتماد القابل للتحويل ‪:‬‬
‫وهو اإلعتماد الذي يحق بموجبه للمستفيد بأن يطلب من البنك المخول بالدفع أو القبول أو لبنك آخر مخول‬
‫بالشراء بوضع اإلعتماد كليا تحت تصرف طرف واحد أو أطراف أخرى(مستفيدين آخرين)؛‬
‫‪-‬العتماد المقابل ‪:‬يفضل المستفيدين في بعض األحيان إلغاء طلب إعتماد قابل للتحويل ويطالبون من‬
‫بنكهم فتح إعتماد بضمان اإلعتماد المفتوح لصالحهم‪،‬ويشترط في هذه الحالة أن يكون اإلعتماد األصلي غير‬
‫قابال لإللغاء‪ ،‬ويستعمل اإلعتماد المقابل في الحاالت التي يكون المستفيد وسيطا وليس منتجا للبضاعة‪ ،‬ويكثر‬
‫إستعمال هذا النوع من اإلعتمادات في عمليات التجارة الثالثية‪ ،‬وأن يكون المستفيد من اإلعتماد مقيما في بلد‬
‫المستفيد من اإلعتماد األصلي‪.‬‬

‫ب) التحصيل المستندي‬


‫‪ ‬تعريفه‪ :‬التحصيل المستندي هو آلية يقوم بموجبها المصدر بإصدار كمبياالت واعطاء كل‬
‫المستندات إلى البنك الذي يمثله ‪ ،‬حيث يقوم هذا األخير بإجراء تسليم المستندات إلى المستورد أو‬
‫إلى البنك الذي يمثله مقابل تسليم مبلغ الصفقة أو قبول الكمبيالة ‪،‬وتجدر المالحظة في التحصيل‬
‫المستندي أن التزام المصدر ال يتعدى التعهد بإرسال البضاعة‪ ،‬كما أن المستورد ال يمكنه أن يستلم‬
‫المستندات إال بعد قبول الكمبيالة أو تسديد المبلغ‪.‬‬
‫‪ ‬صيغ تنفيذ التحصيل المستندي ‪ :‬تالحظ من الصيغة السابقة في التحصيل المستندي أن التنفيذ‬
‫النهائي للعملية المالية يتم وفق صيغتين هما‪ :‬المستندات مقابل الدفع· ‪ .‬المستندات مقابل القبول· ‪.‬‬
‫‪ ‬المستندات مقابل الدفع‪:‬‬
‫في هذه الحالة يستطيع المستورد أو البنك الذي يمثله أن يستلم المستندات ولكن مقابل أن يقوم‬
‫بالتسديد الفعلي نقدا لمبلغ البضاعة‪.‬‬
‫‪ ‬المستندات مقابل القبول‪:‬‬
‫في هذه الحالة يستطيع المستورد أن يستلم المستندات ولكن ذلك ال يتم إال بعد قبول الكمبيالة‬
‫المسحوبة عليه‪ ،‬وتسمح هذه الطريقة للمستورد باالستفادة من مهلة التسديد‪.‬‬
‫أطراف التحصيل المستندي ‪:‬يتدخل في عملية التحصيل المستندي كل من‪:‬‬
‫المصدر‪ :‬هو الذي يقوم بجمع المستندات وارسالها إلى بنك مع األمر بالتحصيل‪.‬‬
‫بنك المورد‪ :‬يتم إستقبال المستندات من طرف المورد ويقوم بدوره بإرسالها إلى البنك المكلفبالتحصيل حسب‬
‫اإلجراءات المطلوبة‪.‬‬
‫المستورد ‪ :‬تقدم له المستندات مقابل الدفع أو القبول‪.‬‬
‫ج) خصم الكمبيالة المستندية‪:‬‬
‫هي إمكانية متاحة للمصدر كي يقوم بتعبئة الكمبيالة التي تم سحبها على المستورد‪ ،‬واذا كان األمر في‬
‫التحصيل المستندي يتمثل في التكليف الذي يحصل عليه بنك المصدر في تحصيل دين المصدر على‬
‫المستورد‪ ،‬فإنه في حالة خصم الكمبياالت المستندية يطلب المصدر من بنكه أن يخصم له هذه الورقة‪ ،‬أي‬
‫يقوم بدفع قيمتها له‪ ،‬ويحل محله في الدائنية إلى غاية تاريخ االستحقاق؛‬
‫وتجدر اإلشارة غلى أن هذا النوع من القرض ال يخلو من المخاطر مثل القروض العادية‪ ،‬وأهم هذه المخاطر‬
‫ما يرتبط بالوضع المالي للمستورد ومدى قدرته على التسديد وحينما يقبل بنك المصدر خصم الكمبياالت‬
‫المستندية لفائدة زبونه‪ ،‬فهو ال يتفادى تماما هذه المخاطر وال تعتبر المستندات ضمانا كليا لتحاشي هذه‬
‫المخاطر إال في حالة الصيغة ‪ :‬السندات مقابل الدفع ألن السندات كانت قيمتها القانونية في إثبات حق‬
‫المصدر إال أنها ال ترقى لكي تكون نقودا كاملة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬التمويل متوسط وطويل األجل للتجارة الخارجية‬
‫وهو ذلك التمويل الذي يخص العمليات التي تفوق في العادة ‪ 00‬شهرا‪ ،‬وهو من التقنيات التي تسمح بتسهيل‬
‫وتطوير التجارة الخارجية‪ ،‬وتحاول األنظمة البنكية المختلفة أن تنوع من وسائل تدخلها حسب الظروف السائدة‬
‫‪ ،‬وطبيعة العمليات التي يراد تمويلها‪ ،‬وكذلك الدول التي تحاول أن تربط معها عالقات اقتصادية حيث تحاول‬
‫أن تنشط هذه العالقات وتدعمها‪ ،‬ويمكن تصنيف مختلف هذه اآلليات البنكية في هذا المجال في أربعة‬
‫أشكال‪:‬‬
‫‪ -0.0‬قرض المشتري‪ :‬هو تقنية خاصة لقروض التصدير‪ ،‬فهو قرض يمنح مباشرة عن طريق البنوك‬
‫والوكاالت المتخصصة التابعة للدولة المصدرة إلى المشتري األجنبي ( المستورد)‪ ،‬لكي يدفع مستحقات البائع (‬
‫المصدر) نقدا بدال من أن ينتظر المصدر وصول آجال التسديد من طرف المشتري األجنبي‪،‬‬
‫ويمنح قرض المشتري لفترة تتجاوز ‪ 00‬شهرا‪ ،‬ويلعب المصدر دور الوسيط في المفاوضات مابين المستورد‬
‫والبنوك المعنية بغرض إتمام عملية القرض‪ ،‬ويستفيد كال الطرفين من هذا النوع من القروض حيث يستفيد‬
‫المصدر من تدخل هذه البنوك بحصوله على التسديد الفوري من طرف المستورد لمبلغ الصفقة؛‬

‫‪ -2.3‬قرض المورد‪ :‬هو تقنية تنشأ لتمويل نشاط المورد‪ ،‬الذي يقدم تسهيالت لزبائنه‪ ،‬لكن بعد مدة زمنية يقع‬
‫المورد في احتياج مالي بسبب طريقة البيع آلجال الحقة ( حتى تاريخ االستحقاق)‪ ،‬لكن مثل هذه القروض‬
‫يشترط فيها دراسة جيدة لملف التصدير‪ ،‬الذي يثبت أن هناك ديونا مترتبة على عاتق المستورد األجنبي‪،‬‬
‫وكذلك القدرة المالية للمستورد على تسديد الديون في التاريخ المتفق عليه‪ ،‬مع مراعاة الضمانات المقدمة من‬
‫طرف الزبون‪ ،‬وهو من القروض البنكية القابلة للخصم من قبل مؤسسات مالية مختصة؛‬
‫‪ -3.3‬التمويل الجزافي‪ :‬تعتبر هذه التقنية أداة من أدوات تمويل التجارة الخارجية وتبةتضمن بيع سندات أو‬
‫كمبياالت من أجل الحصول على تمويل نقدي فوري‪ ،‬وتنشأ المالية نتيجة قيام أحد المصدرين ببيع سلع إلى‬
‫مستورد في بلد آخر‪ ،‬ورغبة من المصدر في الحصول على تمويل مقابل سندات الدين التي في حوزته‪ ،‬فإنه‬
‫يقوم ببيعها إلى أحد البنوك أو مؤسسات التمويل المتخصصة دون حق الرجوع من البائع‪ ،‬ويتم هذا البيع بأن‬
‫يسلم المصدر السندات أو الكمبياالت المباعة والتي تستحق عادة خالل فترة زمنية تمتد إلى ‪ 5‬سنوات من‬
‫تاريخ الصفقة إلى مشتري الدين مقابل الحصول على قيمتها فورا؛‬
‫من خالل هذا التعريف نالحظ أن التمويل الجزافي يظهر خاصيتين أساسيتين‪:‬‬
‫‪ -‬وتتمثل في أن هذه القروض تمنح لتمويل عمليات الصادرات ولكن لفترات متوسطة‪ ،‬أن مشتري هذا النوع‬
‫من الديون يفقد كل حق في متابعة المصدر أو األشخاص الذين قاموا بالتوقيع على هذه الورقة ( ممتلكوا‬
‫هذا الدين) وهذا مهما كان السبب؛‬
‫‪ -‬التمويل الجزافي يتيح للمصدر التمتع بعدد كبير من المزايا يمكن أن نذكر أهمها في‪:‬‬
‫_أن المبيعات اآلجلة التي قام بها المصدر يستطيع أن يحصل على قيمتها نقدا؛‬
‫_ إن الحصول على هذه القيمة نقدا يسمح للمصدر بتغذية خزينته وتحسين وضعيته المالية؛‬
‫_ تسمح للمصدر أيضا يإعادة هيكلة ميزانيته وذلك بتقليص رصيد الزبائن مقابل زيادة رصيد السيولة‬
‫الجاهزة؛‬
‫_ التخلص من التسيير الشائك لملف الزبائن‪ ،‬حيث يتعهد بهذا التسيير البنك الذي قام بشراء الدين ؛‬
‫_ تجنب احتماالت التعرض إلى أخطار الصرف الناجمة عن تغيرات أسعار الصرف بين تاريخ تنفيذ‬
‫الصفقة التجارية وتاريخ التسوية المالية‪.‬‬
‫‪ -3.3‬القرض اليجاري الدولي‪:‬‬
‫هو عبارة عن آلية للتمويل متوسط األجل للتجارة الخارجية ‪ ،‬ويتمثل مضمون هذه العملية في بيع مصدر في‬
‫دولة ما بعض المعدات التي ينتجها لشركة تأجير في نفس الدولة‪ ،‬وقامت هذه األخيرة بتأجير هذه المعدات‬
‫إلى مستأجر أجنبي في دولة أخرى‪ ،‬غير أنها تظل مملوكة لشركة التأجير طوال مدة اإليجار‪ ،‬وفي معظم‬
‫األحوال يقوم المستأجر بشراء المعدات المؤجرة بسعر منخفض في نهاية فترة التأجير‪ ،‬وبهذا تعتبر عملية‬
‫التأجير هذه كأنها تصدير معدات استغرقت سداد قيمتها مدة عقد اإليجار‪ ،‬ويحدث التأجير التمويلي عبر‬
‫الحدود في حالة السلع الرأسمالية‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للطائرات والبواخر التي تستأجرها بعض الدول من‬
‫دول أخرى ويمكن تلخيص مزاياه وعيوبه فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المصدر غير معرض لخطر الصرف وخطر عدم دفع المشتري؛‬
‫‪ -‬المستورد ليس عليه أن يجمد األموال لدفع ثمن المواد المستوردة‪ ،‬يكفي له أن يدفع قيمة اإليجار التي‬
‫يمكن أن تتعدل في الزمن حسب وضعيته المالية؛‬
‫‪ -‬تكاليف اإليجار تكون بصفة عامة مرتفعة عن تكاليف القرض متوسط األجل الذي يمنحه البنك‪ ،‬وذلك ألن‬
‫مبلغ اإليجار يتضمن ثمن التجهيزات المؤجرة‪ ،‬أعباء االستغالل وهوامش الربح لشركة قرض التأجير؛‬
‫‪ -‬قد تواجه الشركة المؤجرة مشاكل قانونية وضريبية من جهة‪ ،‬ومخاطر مالية وسياسية من جهة أخرى‪.‬‬

You might also like