You are on page 1of 5

‫أشرف علي عادل‬

‫المحامي بالقض واإلدارية العليا‬

‫الجيزة‬
‫‪ 11‬شارع سليمان أباظة – المهندسين ‪-‬‬

‫مذكرة بدفاع‬

‫حسن جمعه حسين محمد عامر‬

‫(متهم)‬

‫ضد‬

‫النيابـــــــــــــة العامـــة‬

‫(سلطة اتهام)‬

‫محكمة جنايات القاهرة‬

‫القضية رقم ‪ 1059‬لسنة ‪2020‬‬

‫الدائرة )‪ (22‬شمال القاهرة‬

‫جلسة‬

‫‪[2020‬‬
‫]‪ 22‬يونيه‬
‫‪ ( /‬د‪.‬‬ ‫عليها‬
‫سحر‬
‫نص ر‬
‫‪1‬‬
‫للمجن‬ ‫القاهرة بتهمة‬
‫ي‬ ‫الوقائع ‪:‬‬

‫القذف بسوء نية‬ ‫إلى محكمة جنايات‬ ‫أحالت النيابة العامة المتهم‬
‫حال كونه رئيس تحرير الجريدة بأن طعن في‬ ‫بطريق النشر على موقع جريدة البشائر‬ ‫وزير االستثمار السابق)‬
‫‪303‬‬
‫‪،302 ،‬‬ ‫بمواد االتهام الواردة بأمر اإلحالة ارقام‬ ‫وطالبت بمعاقبته‬ ‫أعمالها حال كونها موظف عام‬
‫‪5/171‬‬
‫مقال على الموقع‬
‫على سند من القول قيام المتهم بتاريخ ‪ 5‬فبراير عام ‪ 2019‬بنشر‬ ‫من قانون العقوبات‪,‬‬
‫اإللكتروني لجريدة البشاير معنون‪" :‬وزير االقتصاد األلـمانيـ مذهول بالدكـتورة‪ /‬سحر نصر‪ :‬خدها بعقد احتراف‬
‫وخلصنا" حيث اعتبرت النيابة العامة أن هذا المقال يشكل جريمة السب والقذف في حق المجني عليها‪.‬‬

‫وطلبت النياب ة تحري ات من اإل دارة العامة تل كنولوجي ا المعلومات وإدارة مكافحة ج ارئم الحاس بات وش بكات المعلومات وال تي‬
‫وردت تحرياتها بان كاتب المقاب ل موضوع االتهام شخص اخر غير المتهم وانها لم تتمكن من تع رض موق ع الجري دة لقرصنة‬
‫من عدمه وحددت النيابة العامة جلسة ‪ 2020/6/22‬جلسة امام محكمة جنايات القاهرة لمعاقبة‬
‫المتهم طبقًا لالتهام السابق‪.‬‬

‫( الدفاع )‬

‫حضر دفاع المتهم وابدي الدفوع التالية ‪:-‬‬

‫اوالا‪ :‬انتـفاء صلة المتهم بالواقعة موضوع االتـهام تاسيساا على ان ‪:‬‬

‫‪ 1.‬المتهم لم يدون المقال محل واقعة االتهام وتقرير الفحص الفني قد أثبت أن المقال منسوب للمدعو‪ /‬مينا عادل وأنه كتب‬
‫بواسطته‪ ،‬فكان من باب أولى لنيابة العامة أن تستدعي السيد‪ /‬مينا عادل لسؤاله عن ما إذا كان قد‬
‫كتب هذا المقال من عدمه وعن حقيقة القرصنة التي تعرض لها الموقع اإللكتروني لجريدة ‪ -‬كونه كاتب المقال‬
‫حسب ما أثبت قت رير الفحص‪ -‬واألهم من ذلك هو أن أمر استدعائه كان الزماً حيث أن المقال مسنود لشخص صاحبه‬
‫يف سأل عنه أو ًال ولبيان واستجالء الحقيقة ولتعضيد أو ارق القضية أما وأنها لم تفعل واكتفت بما سطرته‬
‫بالمحضر المشار إليه سلفاً التهام المتهم ضده وإحالته لمحكمة الجنايات فقد شابه ق اررها البطالن‪.‬‬

‫‪ 2.‬إن المتهم لم ينشر المقال أيضاا ولم تكن هناك موافقة منه بذلك ولما كانت األو ارق قد خلت من سؤال الشهود‬
‫المتهم‬ ‫لتأكد من هذا االمر وكان األصل في االنسان الب ارءة ومن ثم تكون أو ارق القضية ق د خلت من موافقة‬
‫نل شر المقال موضوع االتهام‪.‬‬

‫ثانياا‪ :‬الدفع بحق المتهم في النشر وتوافر سبب من أسباب اإلباحة (حق النقد‪):‬‬

‫‪2‬‬
‫تأسيسًا على ان المتهم يعمل في مجال الصحافة ومقيد نب قابة الصحف ين تحت رقم ‪ 2299‬وي أرس تحرير جريدة‬
‫البشائر اإللكترونية والتي تحوي العديد من مقاالت ال أري وهي المقاالت التي تناول بال أري والتعليق والنقد والتفنيد‬
‫ما يقع في المجتمع المصري وخارجه من أح داث بغية تقييمها والتعليق عليها وذلك لتحقيق الصالح العام وبطبيعة‬

‫‪3‬‬
‫الحال يكون الصحف ين هم األجدر بذلك السيما أن القانون قد أعطى هذا الحق لناس كافة بل إن هذا الحق شرع‬
‫لحماية المجتمع وضمانة سالمته وكفل الشارع لذلك حق تداول المعلومة ونشرها‪.‬‬

‫وقد صدر من محكمة النقض عدة أحكاماً قضائية في هذا الشأن منها على سبيل المثال بأنه "ال يعد المقال‬
‫الصحفي وإنـ قست عباـراته – قذفاا أو سباـا أو إهانـة إن هوـ انصب على فكرة فيـ ذاتها أوـ تناول موضوعاا دونـ‬
‫أن يتعرض لصاحبه‪".‬‬

‫(الطعن رقم ‪ 20471‬لسنة ‪60‬ق – جلسة )‪( 1999/11/14‬مجلةـ المحاماة – العدد األوـل )‪2001‬‬

‫وبالتالي يكون ا نل قد حق لألف ارد يستعمله من يشاء بدون مسئولية مادام قد جاء متسقاً مع الحدود التي رسمها‬
‫القانون والدستور‪ ،‬وكفالة حق النقد هو تعليق على تصرف وقع بالفعل وأحدث اث ًار أو حكم على واقعة بعينها فا نل قد المباح ليس إال إبداء‬
‫ال اري في أمر أو عمل دون المساس بشخص أو صاحب هذا العمل أو األمر بغية التشهير‬
‫به أو الحط من ك ارمته إال أن المشرع أباح اإلسناد العلني لما يعد قذفا‪ ،‬وذلك في أحوال بذاتها هي تلك التي‬
‫يقتضيها الطعن في أعمال الموظفين العموم ين أو المكل يف ن بالخدمة العامة أو ذوى الصفة النيابية العامة باعتبار‬
‫أن هذه األعمال من الشؤون العامة التي ال يجوز أن يكون االهتمام باالستقامة في أدائها وااللت ازم بضوابطها‬
‫ومتطلباتها وفقا لقانون مقصو ار على فئة من المواطنين دون أخرى‪ ،‬بما مؤداه أن يكون انتقاد جوانبها السلبية‬
‫وتعرية نواحي التقصير فيها وبيان أوجه مخالفة القانون في مجال ممارستها‪ ،‬حقا لكل مواطن وفاء بالمصلحة‬
‫العامة التي يقتضيها النهوض بالم ارفق العامة وأداء المسئولية العامة على الوجه األكمل‪.‬‬

‫فإذا كان انتقاد القائم بالعمل العام منطويا على إسناد واقعة أو وقائع بذاتها عالنية إليه من شأنها‪ -‬لو صحت‪-‬‬
‫عقابه أو احتقاره‪ ،‬وكان هذا اإلسناد بحسن نية‪ ،‬واقعا في مجال الوظيفة العامة أو النيابة أو الخدمة العامة ملتزما‬
‫إطارها‪ ،‬اعتبر ذلك قذفا مباحا قانوناً عماًل نب ص الفقرة الثانية من المادة ‪ 302‬من قانون العقوبات وهي في كل‬
‫حال ال تعدو أن تكون تطبيقًا لقاعدة عامة في مجال استعمال الحق‪ ،‬إذ يعتبر هذا االستعمال دوما س با لإلباحة‬
‫كلما كان الغرض منه تحقيق المصلحة االجتماعية التي شرع الحق من أجلها‪.‬‬

‫‪ ‬ومن ثم يكون الـنقد المـباح‪ :‬هو إبداء ال أري في أمر أو عمل دون المساس بشخص صاحب األمر أو العمل بغية‬
‫التشهير به أو الحط من ك ارمته‪ ،‬وحق النقد يستند أساساً على نص دستوري هام أرسى هذا النص قاعدة من قواعد‬
‫الحريات وهي حرية الكلمة والتعبير والقول‪.‬‬

‫‪ ‬علة إباحة النقد‪ :‬في النقد البناء مصلحة لمجتمع إذ أن الناقد عندما يتعرض لواقعة معينة معلقًا عليها ومفنداً‬
‫جوانبها بال أري فيها وتجريحها إن كان هناك مجاال لهذا بالحق حتى يستطيع الجمهور أن يتفهم حقيقة الواقعة‬
‫وصحتها ومثالبها وكشف ما قد يعتريها من انح ارف أو فساد وهنا تحقق مصلحة المجتمع التي هي فوق مصلحة‬
‫الفرد الذي قد يصيبه الضرر من ج ارء هذا النقد‪.‬‬
‫أحكام قانون العقوبات على كل فعلـ ارتكب بنيـة‬ ‫من قانون ال عقوبات على أنه "ال تسري‬ ‫وقد نصت المادة ‪60‬‬
‫سليمة عماـلا بحق مقـرر بمقتـضى الشريعة"ـ فالتفرقة بين الشخص وبين تصرفاته هي التي تحدد دائرة العدوان‬
‫المعاقب عليه‪ ،‬ودائرة النقد الذي ال جريمة فيه‪ ،‬فالقانون يحمى شرف الشخص واعتباره وإذا نت اول الناقد عمالً‬
‫علمياً أو فنيًا أو أدبياً‪ ،‬فقدر قيمته وكشف عن عيوبه وقارن بينه وبين غيره من األعمال‪ ،‬وفضل بعضها عليه‪،‬‬
‫دون أن يتعرض لشخصية صاحبه فال يقوم بذلك القذف‪ ،‬ولو كشف الناقد عن هذه الشخصية‪.‬‬

‫‪ ‬النقدـ السياسي‬

‫ويثار تساؤل حول من يتولون عمل التحليالت السياسية وانتقاد الحكام أو المسئولين أو وزير ما في شئون تعلق‬
‫بعمله‪ ،‬ولكن هذا النقد أو التعليق شابه عبا ارت قد ي ارها البعض شائنة من باب أنه وزير ضعيف أو أنه وزي ًار‬
‫لألغنياء فقط ورجال األعمال‪ ،‬أو أنه يتعجل بيع الشركات الناجحة أو أنه مسؤول عن أرواح الضحايا أو أن و ازرته‬
‫إال أنه إذا كان النقد الذي لحق بالمسؤول متعلقا بأعمال وزارته ولم يلحق بشخصه إال‬
‫فاسدة أو يجب إقالته‬
‫بـالقدر الذـي يمس عمله وكان الغرض من النقد حتى ولو كان ا لـذعا أو به شططـ أو حتى عبارات شاـئنة طالماـ‬
‫أن الغرض منه إبراز وتوضيح هذه التصرفات للجمهور وبشكل يستطيع أن يفهمها ويدرك أبعادها وحقيقتها فال‬
‫عقاب‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬ندفع بانتفاء ركني جريمة السب والقذف المادي والمعنوي‪:‬‬

‫عدم توافر الركن المادي‬ ‫)‪1‬‬

‫إدارة مكافحة ج ارئم الحاسبات وشبكات المعلومات يتبين أنه‬


‫بمطالعة تقرير اإلدارة العامة تل كنولوجيا المعلومات –‬
‫ورد بالتقرير اآلتي نصه‪:‬‬

‫"‬ ‫" لم يتمكن الفحص الفني من تحديد عماـ إذا كان الـموقع قد تعرض للقرصنة من عدمه‬

‫عدم توافر الركن المـعنوي لجريمة السب والقذف‪:‬‬ ‫)‪2‬‬

‫إذا توافر‬
‫القذف والسب من الج ارئم العمدية فإنه‬ ‫هو سبب عام لإلباحة ولما كانت جريمتي‬ ‫توافر حسن النية‬
‫حسن النية لدي المتهم ينتفي القصد الجنائي لجريمة طبقًا الحكام محكمة النقض‪.‬‬

‫بنا اء عليه‬

‫نلتمس من عدالتكم ب ارءة المتهم‪ /‬حسن جمعه حسين محـمد عامر من التهمة المنسوبة إليه‪.‬‬

You might also like