You are on page 1of 32

‫اإلجابة عن شبهات الغدير‬

‫‪https://www.valiasr-aj.com/arabic/mobile_shownews.php?idnews=17‬‬

‫قبل الورود في البحث‪ ،‬الب‪00‬د من ذك‪00‬ر ح‪00‬ديث الغ‪00‬دير وذك‪00‬ر بعض مالحظ‪00‬ات ل‪00‬ه حتّي يس‪00‬هل الوص‪00‬ول‬
‫لردود بعض الشبهات حوله‪.‬‬
‫حديث الغدير بسند صحيح عن مسند أحمد وسنن النسائي‪ :‬أخرج أحمد بن حنب‪00‬ل بس‪00‬ند ص‪00‬حيح عن زي‪00‬د‬
‫بن أرقم قال‪ :‬نزلنا مع رسول هللا ﷵ بواد يق‪00‬ال ل‪00‬ه وادي خم‪ ،‬ف‪00‬أمر بالص‪00‬الة فص‪00‬الها بهج‪00‬ير‪ ،‬ق‪00‬ال‪:‬‬
‫فخطبنا‪ ،‬وظلل لرسول هللا ﷵ بثوب على شجرة سمرة من الشمس‪ ،‬فقال رس‪00‬ول هللا‪ :‬ألس‪00‬تم تعلم‪00‬ون؟‬
‫ألستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ ق‪00‬الوا‪ :‬بلى‪ .‬ق‪00‬ال‪ :‬فمن كنت م‪00‬واله ف‪00‬إن علي‪00‬ا م‪00‬واله‪ ،‬اللّهم‬
‫عاد من عاداه ووال من وااله‪.‬‬
‫‪ .quot‬مسند أحمد ‪ 501/5‬رقم ‪ - 18838‬دار إحياء التراث العربي‪ ,‬بيروت ‪ .1414 -‬و‪ ،372/4‬ط‪ .‬دار‬
‫صادر‪ ,‬بيروت‪.‬‬
‫وأخرج النسائي بسند صحيح عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال‪ :‬لما رجع رسول هللا ﷵ من حج‪00‬ة‬
‫الوداع ونزل غدير خم‪ ،‬أمر بدوحات فقممن (أي فكنسن) ث ّم قال‪” :‬كأنّي ق‪00‬د دعيت ف‪00‬أجبت‪ ،‬وإنّي ت‪00‬ارك‬
‫فيكم الثقلين‪ ،‬أحدهما أكبر من اآلخر‪ :‬كتاب هللا وعترتي أهل بيتي‪ ،‬فانظروا كيف تخلّفوني فيهما‪ ،‬فإنّهما‬
‫‪0‬ؤ ِم ٍن‪ .‬ثُ َّم إِنَّهُ أَ َخ‪َ 0‬ذ بِيَ‪ِ 0‬د َعلِ ٍّي ‪t‬‬
‫ي َوأَنَا َولِ ُّي ُك‪ِّ 0‬ل ُم‪ْ 0‬‬
‫لن يفترقا حتي يردا عل ّي الحوض“‪ .‬ث ّم قال‪” :‬إِ َّن هللاَ َموْ اَل َ‬
‫ال َم ْن َوااَل هُ َو َع‪00‬ا ِد َم ْن َع‪00‬ادَاهُ“‪ .‬يق‪00‬ول أب‪00‬و الطفي‪00‬ل‪ :‬فقلت لزي‪00‬د‪:‬‬ ‫ت َولِيَّهُ فَه ‪َ 0‬ذا َولِيُّهُ‪ ،‬اَللّهُ َّم َو ِ‬
‫وق‪00‬ال‪َ :‬م ْن ُك ْن ُ‬
‫سمعته من رسول هللا؟ فقال‪ :‬إنه (وفي بعض األلفاظ‪ :‬وهللا‪ ،‬بدل إن‪00‬ه) م‪00‬ا ك‪00‬ان في ال‪00‬دوحات أح‪00‬د إال رآه‬
‫بعين‪00‬ه وس‪00‬معه بأذني‪00‬ه‪ .‬فض‪00‬ائل الص‪00‬حابة‪ ,15 :‬رقم ‪ ,45‬دار الكتب العلمي‪00‬ة‪ ,‬ب‪00‬يروت‪ ,‬وخص‪00‬ائص أم‪00‬ير‬
‫المؤمنين (عليه السالم)‪ 96 0:‬رقم ‪ ,79‬مكتبة المعال‪ ,‬الكويت‪ 1406 ,‬ه‪.‬‬
‫عدد من سمع عن النبي (ص) خطبة الغدير‪:‬‬
‫قال أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفي ‪ :654‬اتفق علماء الس‪00‬ير أن قص‪00‬ة الغ‪00‬دير ك‪00‬انت بع‪00‬د‬
‫رجوع رسول (صلي هللا عليه وآله) من حجّة ال‪00‬وداع في الث‪00‬امن عش‪00‬ر من ذي الحج‪00‬ة‪ ،‬وك‪00‬ان مع‪00‬ه من‬
‫الصحابة واالعراب وممن يسكن حول م ّكة والمدينة مائة وعشرون ألفً‪00‬ا‪ ،‬وهم ال‪00‬ذين ش‪00‬هدوا مع‪00‬ه حج‪00‬ة‬
‫ال‪0‬وداع‪ ،‬وس‪0‬معوا من‪0‬ه (من كنت م‪0‬واله فعلي م‪0‬واله)‪ .‬وأخرج‪0‬ه احم‪0‬د بن حنب‪0‬ل في المس‪0‬ند والفض‪0‬ائل‪،‬‬
‫وأخرجه الترمذي أيضا‪ .‬تذكرة الخواص‪ )29( 18 :‬وراجع‪ :‬أقسام المولي للش‪0‬يخ المفي‪0‬د‪ ،31 :‬ورس‪0‬الة‬
‫في معني المولي للشيخ المفيد‪ ،16:‬والعدد القوية للحلي‪ ،183 :‬الغدير‪.)546( 296/1 :‬‬
‫أسانيد خبر الغدير فوق حد التواتر‪:‬‬
‫وقد بلغت أسانيد خبر الغدير في كتب السنة فوق حد التواتر في الكثرة‪ ،‬بحيث يوجب القطع واليقين‪ .‬وقد‬
‫جمع بعض العلماء‪ ،‬أسانيده في كتب أهل الس‪0‬نّة وبلغت س‪0‬تّة وخمس‪00‬ين وم‪00‬أتي س‪00‬ندًا‪ .‬فليراجع‪ :‬الج‪00‬امع‬
‫لبراهين أصول االعتقادات‪ ،‬لسماحة الشيخ أبو طالب التبريزي‪ ،‬شبهات حول الشيعة‪.51 :‬‬
‫وقد ينتهي إلي أبي الطفيل عن ثالثين رجاًل ‪ ،‬كما في مسند أحمد عن أبي الطفيل ق‪00‬ال جم‪00‬ع علي رض‪00‬ي‬
‫هللا تعالي عنه الناس في الرحبة ثم قال لهم‪" :‬أنشد هللا كل أمرئ مسلم سمع رس‪00‬ول هللا ﷵ يق‪00‬ول ي‪00‬وم‬
‫غدير خم ما سمع لما قام‪ .‬فقام ثالثون من الناس وقال أبو نعيم فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقال‬
‫للناس أتعلمون اني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا نعم يا رسول هللا‪ .‬قال من كنت م‪00‬واله فه‪00‬ذا م‪00‬واله‪,‬‬
‫اللهم وال من وااله وعاد من عاداه‪ .‬قال فخرجت وك‪00‬أن في نفس‪00‬ي ش‪00‬يأ فلقيت زي‪00‬د بن أرقم فقلت ل‪00‬ه اني‬
‫سمعت عليا رضي هللا تعالي عنه يقول كذا وكذا‪ .‬قال فما تنكر؟ قد سمعت رسول هللا ﷵ يقول ذلك له‬
‫‪ .quot‬مسند أحمد‪ :‬ج ‪ 4‬ص ‪.370‬‬
‫ضا عن سبعة عشر رجاًل ‪ .‬اإلصابة‪ :‬ج ‪ 4‬ص ‪.156‬‬ ‫ينتهي إلي أبي الطفيل أي ً‬
‫وينتهي إلي عميرة‪ ،‬عن ثمانية عشر رجاًل ‪ .‬كما في تاريخ بغداد‪ :‬ج ‪ 2‬ص ‪.13‬‬
‫وينتهي إلي زيد بن أرقم عن ستة عشر رجاًل كما مسند أحمد عن زيد بن أرقم قال‪ :‬استشهد علي الن‪00‬اس‬
‫فقال أنشد هللا رجال سمع الن‪00‬بي ﷵ يق‪00‬ول اللهم من كنت م‪00‬واله فعلي م‪00‬واله اللهم وال من وااله وع‪00‬اد‬
‫من عاداه قال فقام ستة عشر رجال فشهدوا‪ .‬مسند أحمد‪ :‬ج ‪ 5‬ص ‪.370‬‬
‫ينتهي إلي زياد بن أبي زياد عن اثني عشر بدريًا في مسند أحم‪00‬د عن‪00‬ه ق‪00‬ال‪ :‬س‪00‬معت علي بن أبي ط‪00‬الب‬
‫رضي هللا عنه ينشد الناس فقال أنشد هللا رجال مسلما سمع رسول هللا ﷵ يقول يوم غ‪00‬دير خم م‪00‬ا ق‪00‬ال‬
‫فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا‪ .‬مسند أحمد‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪.88‬‬
‫وينتهي إلي زاذان عن ثالثة عشر رجاًل ‪ .‬مسند أحمد‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪.84‬‬
‫وإلي عبد الرحمان بن أبي ليلي عن اثني عشر رجال‪ .‬مسند أحمد ج ‪ 1‬ص ‪.118‬‬
‫وإلي عبد خير وعمرو ذي مرة وحبة العرني‪ ،‬عن اثني عشر رجاًل ‪ .‬مناقب ابن المغازلي‪ :‬ص ‪.20‬‬
‫وإلي أبي قالبة‪ ،‬عن بضعة عشر رجاًل ‪ .‬الكني واألسماء‪ :‬ج ‪ 2‬ص ‪.61‬‬
‫وإلي أبي هريرة وأنس وأبي سعيد عن تسعة رجال‪ .‬مجمع الزوائد‪ :‬ج ‪ 9‬ص ‪.708‬‬
‫ق‪00‬ال األمي‪00‬ني في كتاب‪00‬ه القيّم الغ‪00‬دير‪ :‬وق‪00‬د رواه أحم‪00‬د بن حنب‪00‬ل من أربعين (‪ )40‬طريقً‪00‬ا‪ ،‬وابن جري‪00‬ر‬
‫الط‪00‬بري من نيّ‪00‬ف وس‪00‬بعين (‪ )72‬طريقً‪00‬ا‪ ،‬وابن عق‪00‬دة من مائ‪00‬ة وخمس (‪ )105‬ط‪00‬رق‪ ،‬وأب‪00‬و س‪00‬عيد‬
‫السجستاني من مائ‪0‬ة وعش‪0‬رين (‪ )120‬طريقً‪0‬ا‪ ،‬وأب‪0‬و بك‪0‬ر الجُع‪0‬ابي من مائ‪0‬ة وخمس وعش‪0‬رين ( ‪)125‬‬
‫طريقًا‪ ،‬وفي تعليق هداية العقول (ص ‪ )30‬عن األمير محمد اليمني أحد شعراء الغدير في القرن الث‪00‬اني‬
‫أن له ‪ 150‬طريقًا‪ .‬الغدير‪.)40( 14/1 :‬‬ ‫عشر‪ّ :‬‬
‫وقال في موضع آخر‪ :‬وقال العلوي اله ّدار في القول الفصل (‪ :)445/1‬كان الحاف‪00‬ظ أب‪00‬و العالء العطّ‪00‬ار‬
‫الهمداني يقول أروي هذا الحديث بمائتين وخمسين (‪ )250‬طريقًا‪ .‬الغدير‪.)324( 158/1 :‬‬
‫وقد ‪ 43‬نفر من العلماء الذين صرّحوا بص‪0‬حّة ح‪0‬ديث الغ‪0‬دير أو ت‪0‬واتره‪ .‬الغ‪0‬دير‪( 294/1 :‬ط‪ .‬الحديث‪0‬ة‪:‬‬
‫‪.)543/1‬‬
‫قال ابن حجر المكي المتوفي سنة ‪ :974‬إنه حديث صحيح ال مرية فيه‪ ،‬وقد أخرج‪00‬ه جماع‪00‬ة كالترم‪00‬ذي‬
‫والنس‪00‬ائي وأحم‪00‬د‪ ،‬فطرق‪00‬ه كث‪00‬يرة ج ‪0‬دًا‪ ،‬ومن ث ّم رواه س‪00‬تة عش‪00‬ر ص‪00‬حابيًا‪ ...‬وال التف‪00‬ات لمن ق‪00‬دح في‬
‫صحّته‪ .‬الصواعق المحرقة‪ .25 :‬قال نور الدين الهروي القاري الحنفي الموتفي ‪ :1014‬حديث صحيح‬
‫ال مرية فيه‪ .‬المرقاة في شرح المشكاة‪ 464/10 :‬ح ‪ ،)568/5( 6091‬والغدير‪.302/1 :‬‬
‫قال الفقيه ضياء الدين المقبلي المتوفي ‪ :1108‬إن لم يكن معلوما فما في الدين معلوم‪ .‬الغدير‪( 307/1 :‬‬
‫‪ )561‬عن كتابه االبحاث المسددة في الفنون المتعددة‪ .‬وهداية العقول إلي غاية السؤول‪.30/2 :‬‬
‫ق‪0‬ال م‪0‬يرزا محم‪0‬د البدخش‪0‬ي‪ ،‬ال‪0‬ذي ك‪0‬ان حيًّ‪0‬ا ‪ :1126‬ح‪0‬ديث ص‪0‬حيح مش‪0‬هور ولم يتكلّم في ص‪0‬حّته إال‬
‫صب جاحد ال اعتبار بقوله‪ .‬نزل األبرار‪ 54 :‬ط‪ .‬القديمة‪ ،21 :‬الغدير‪)565( 309/1 :‬‬ ‫متع ّ‬
‫مالحظات ها ّمة حول حديث الغدير‪.‬‬
‫األولي‪ :‬في عدم نقل خطبة الغدير في كتب القوم! في حديث الغدير في صحيح مسلم‪ ،‬وفي المسند‪ ،‬وفي‬
‫غيرهما يقول الراوي‪ :‬فخطبنا أو يقول قام فين‪00‬ا خطيب‪0‬اً‪ ،‬لكن في المس‪00‬تدرك‪ :‬فق‪00‬ام خطيب‪0‬ا ً‪ ‬ص‪00‬حيح مس‪00‬لم‬
‫‪ 4/1873‬رقم ‪ ,36‬دار الفكر‪ ,‬بيروت‪ 1398 ,‬و مسند أحمد ‪ 5/498‬رقم ‪ .18815‬فحمد هللا وأثني علي‪00‬ه‬
‫وذكر ووعظ فقال م‪00‬ا ش‪00‬اء هللا أن يق‪00‬ول‪ .‬مس‪00‬تدرك الح‪00‬اكم ‪ ,3/533‬دار الفك‪00‬ر‪ ,‬ب‪00‬يروت‪ 1398 ,‬ه‪ .‬وفي‬
‫مجمع الزوائد ألبي بكر الهيثمي‪ :‬فوهللا ما من شيء يكون إلي يوم الساعة إال ق‪0‬د أخبرن‪0‬ا ب‪0‬ه يومئ‪0‬ذ‪)5( .‬‬
‫مجمع الزوائد ‪ ,105-9/104‬دار الكتاب العربي‪ ,‬بيروت‪.1402 ,‬‬
‫وهناك نسأل ال‪0‬رواة‪ ،‬والمح‪0‬دثين‪ ،‬واألمن‪0‬اء علي س‪0‬نّة رس‪0‬ول هللا‪ :‬أين ه‪0‬ذه الخطب‪0‬ة‪ ،‬ال‪0‬تي ذك‪0‬ر ووع‪0‬ظ‬
‫رسول هللا ولم يترك شيئا ً يكون إلي يوم القيامة إال قد أخبر به؟ لماذا لم ينقلوه؟‬
‫ناقص‪0‬ا‪.‬‬
‫ً‬ ‫صا!! لماذا نق‪00‬ل مس‪00‬لم بن الحج‪0‬اج ه‪00‬ذا الح‪00‬ديث في ص‪00‬حيحه‬
‫الثانية‪ :‬نقل مسلم حديث الغدير ناق ً‬
‫واليك كالمه‪:‬‬
‫حدثني زهير بن حرب وش‪0‬جاع بن مخلد جميع‪00‬ا عن ابن علي‪00‬ة ق‪0‬ال زه‪00‬ير ح‪00‬دثنا اس‪0‬ماعيل بن اب‪00‬راهيم‬
‫حدثني أبو حيان حدثني يزيد ابن حيان قال انطلقت انا وحص‪00‬ين بن س‪00‬برة وعم‪00‬ر بن مس‪00‬لم إلي زي‪00‬د بن‬
‫ارقم فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كث‪00‬يرا رأيت رس‪00‬ول هللا ﷵ وس‪00‬معت حديث‪00‬ه‬
‫وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا ي‪00‬ا زي‪00‬د م‪00‬ا س‪00‬معت من رس‪00‬ول هللا ﷵ‪.‬‬
‫قال يا ابن اخي وهللا لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت اعي من رسول هللا ﷵ فما‬
‫حدثتكم فاقبلوا وما ال فال تكلفونيه‪ .‬ث ّم قال قام رسول هللا ﷵ يوما فينا خطيبا بماء يدعي خما بين مك‪00‬ة‬
‫والمدينة‪ .‬فحمد هللا واثني عليه ووعظ وذكر ث ّم قال‪” :‬اما بعد اال ايها الناس فانما انا بشر يوشك ان ي‪00‬أتي‬
‫رسول ربي فاجيب وانا تارك فيكم ثقلين اولهما كتاب هللا فيه الهدي والنور فخذوا بكتاب هللا واستمسكوا‬
‫به فحث علي كتاب هللا ورغب فيه ث ّم قال واهل بيتي اذكركم هللا في اهل بيتي اذكركم هللا في اه‪00‬ل بي‪00‬تي‬
‫اذكركم هللا في اهل بيتي“‪ .‬فقال له حصين‪ :‬ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من اهل بيته؟ ق‪00‬ال نس‪00‬اؤه‬
‫من اهل بيته ولكن اهل بيته من حرم الصدقة بعده‪ .‬قال ومن هم؟ ق‪00‬ال هم آل علي وآل عقي‪00‬ل وآل جعف‪00‬ر‬
‫وآل عباس‪ .‬قال كل هؤالء حرم الصدقة؟ قال نعم‪ .‬صحيح مسلم‪122/7 :‬‬
‫الثالثة‪ :‬ما هي الدواعي لعدم نقل الحديث؟؟ وإن راجعنا المصادر الناقلة لألخب‪00‬ار وال‪00‬تراث لوج‪00‬دنا ب‪ّ 0‬‬
‫‪0‬أن‬
‫ع ّدة من الرواة يخافون من نقل حديث الغدير‪ ،‬ويسعون في كتمانه‪.‬‬
‫زيد بن أرقم يخفي الحديث من أهل الكوفة خوفً‪00‬ا منهم!! كما في مس‪00‬ند أحم‪00‬د بن حنب‪00‬ل وت‪00‬اريخ دمش‪00‬ق‪:‬‬
‫حدثنا عبد هللا حدثني أبي ثنا ابن نمير ثنا عبد الملك يعني ابن أبي سليمان عن عطية الع‪0‬وفي ق‪0‬ال س‪0‬ألت‬
‫زيد بن أرقم فقلت له ان ختنا لي حدثني عنك بحديث في شأن علي رضي هللا تعالي عن‪00‬ه ي‪00‬وم غ‪00‬دير خم‬
‫فانا أحب أن اسمعه منك‪ .‬فقال‪” :‬انكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم“‪ .‬فقلت له ليس علي‪00‬ك م‪00‬ني ب‪00‬اس‪.‬‬
‫فقال نعم كنا بالجحفة فخرج رسول هللا ﷵ الينا ظهرا وهو آخذ بعضد علي رضي هللا تعالي عنه فقال‬
‫يا أيها الناس ألستم تعلمون اني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلي‪ .‬قال فمن كنت م‪00‬واله فعلي م‪00‬واله‪.‬‬
‫قال فقلت له هل قال اللهم وال من وااله وعاد من عاده؟ قال انما أخبرك‪ .‬مسند أحم‪00‬د‪ ،368/4 :‬وت‪00‬اريخ‬
‫مدينة دمشق‪.217/24 :‬‬
‫وهكذا ما رواه ابن المغازلي عن ابن أبي أوفي عن أحمد ق‪0‬ال‪ :‬أخبرن‪0‬ا أحم‪0‬د بن محم‪0‬د بن ط‪0‬اوان ق‪0‬ال‪:‬‬
‫أخبرنا الحسين بن محمد العلوي العدلي الواسطي‪ ،‬يرفعه إلي عطي‪00‬ة الع‪00‬وفي‪ ،‬ق‪00‬ال‪ :‬رأيت ابن أبي أوفي‬
‫في دهليز بعد م‪00‬ا ذهب بص‪0‬ره‪ ،‬فس‪0‬ألته عن ح‪0‬ديث فق‪0‬ال‪ :‬إنكم ي‪00‬ا أه‪0‬ل الكوف‪00‬ة‪ ,‬فيكم م‪00‬ا فيكم‪ .‬ق‪0‬ال‪ :‬قلت‬
‫أصلحك هللا إني لست منهم‪ ،‬ليس عليك مني عار‪ .‬قال‪ :‬أي حديث؟ قال‪ :‬قلت حديث علي ﷷ يوم غ‪0‬دير‬
‫خم‪ .‬فقال‪ :‬خرج علينا رسول هللا ﷵ في حجه يوم غدير خم‪ ،‬وهو آخذ بعضد علي ﷷ فقال‪” :‬يا أيها‬
‫الناس ألستم تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا‪ :‬بلي يا رسول هللا‪ .‬فقال‪ :‬من كنت مواله فه‪00‬ذا‬
‫مواله“‪ .quot .‬المناقب البن المغازلي‪ ،16 :‬وخالصة عبقات األنوار‪ 263/7 :‬عن كفاية الطالب‪.62 :‬‬
‫سعيد بن جبير ال يجيب السائل خوفًا علي نفسه من والة السوء!! كما رواه الح‪00‬اكم النيس‪00‬ابوري‪ 0:‬اخبرن‪00‬ا‬
‫احمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد هللا بن احمد بن حنبل حدثني ابي ثنا سيار بن حاتم ثنا جعفر بن س‪00‬ليمان‬
‫ثنا مالك بن دينار قال‪ :‬سألت سعيد بن جبير فقلت يا ابا عبد هللا‪ ,‬من كان حام‪00‬ل راي‪00‬ة رس‪00‬ول هللا (ص)؟‬
‫قال فنظر الي وق‪0‬ال كأنّ‪00‬ك َر ِخ ّي الب‪00‬ال‪ .‬فغض‪00‬بت وش‪00‬كوته إلي اخوان‪00‬ه من الق‪00‬راء فقلت اال تعجب‪00‬ون من‬
‫سعيد‪ ,‬إنّي سألته من كان حامل راية رسول هللا (ص) فنظر الي وقال انك لرخي البال‪ .‬قالوا‪ :‬انك س‪00‬ألته‬
‫وهو خائف من الحجاج وقد الذ بالبيت‪ ،‬فسله اآلن‪ .‬فسألته فقال‪ :‬كان حامله‪00‬ا علي رض‪00‬ي هللا عن‪00‬ه هك‪00‬ذا‬
‫سمعته من عبد هللا بن عباس‪ ،‬هذا حديث صحيح االسناد ولم يخرج‪00‬اه‪ ،‬وله‪00‬ذا الح‪00‬ديث ش‪00‬اهد من ح‪00‬ديث‬
‫زنفل العرفي وفيه طول فلم اخرجه‪ .‬المستدرك‪.137/3 :‬‬
‫الزه‪0‬ري يه‪ّ 0‬دد ب‪0‬أن ي‪0‬روي ح‪0‬ديث الغ‪0‬دير بالش‪0‬ام!! ق‪0‬ال الحاف‪0‬ظ ابن األث‪0‬ير‪ :‬عن عب‪0‬د هللا بن العال‪ ،‬عن‬
‫الزهري‪ ،‬عن سعيد بن جناب عن أبي عنفوانة المازني عن جندع‪ ،‬قال‪ :‬س‪00‬معت الن‪00‬بي ﷵ يق‪00‬ول‪ :‬من‬
‫كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار‪ .‬وسمعته ‪-‬وإال صمتا‪ -‬يق‪00‬ول‪ ,‬وق‪00‬د انص‪00‬رف من حج‪00‬ة ال‪00‬وداع‪،‬‬
‫فلما نزل غدير خم‪ ،‬قام في الناس خطيبا وأخذ بيد علي وق‪00‬ال‪ :‬من كنت م‪00‬واله فه‪00‬ذا وليّ‪00‬ه‪ ،‬اللهم وال من‬
‫وااله‪ ،‬وعاد من ع‪00‬اداه‪ .‬ق‪00‬ال عب‪00‬د هللا بن العال‪ :‬فقلت للزه‪00‬ري‪ 0:‬ال تح‪00‬دث به‪00‬ذا بالش‪00‬ام وأنت تس‪00‬مع ملء‬
‫أذنيك سب علي‪.‬‬
‫فقال‪ :‬وهللا عندي من فضائل علي ما لو تحدثت لقتلت‪ .‬أخرجه الثالثة ‪ .quot‬أسد الغابة‪.1/308 :‬‬
‫راو يتّقي عن السؤال عن سعد بن أبي وقاص!! قال‪ :‬ومن ذلك ما روي عن سعيد بن المسيب ق‪00‬ال‪ :‬قلت‬
‫لسعد بن أبي وقاص‪ :‬إني أريد أن أسألك عن شيء وإني أتقيك‪ .‬قال‪ :‬س‪00‬ل عم‪00‬ا ب‪00‬دا ل‪00‬ك فانم‪00‬ا ان‪00‬ا عم‪00‬ك‪.‬‬
‫قلت‪ :‬مقام رسول هللا ﷵ فيكم يوم غدير خم؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬قام فين‪00‬ا ب‪00‬الظهيرة فأخ‪00‬ذ بي‪00‬د علي بن أبي‬
‫طالب فقال‪ :‬من كنت مواله فعلي مواله‪ ،‬اللهم وال من وااله وعاده من عاداه‪ .‬قال‪ :‬فقال أبو بكر وعم‪00‬ر‪:‬‬
‫أمسيت يا ابن أبي طالب مولي كل مؤمن ومؤمنة‪ .‬كفاي‪00‬ة الط‪00‬الب في من‪00‬اقب علي بن أبي ط‪00‬الب‪،620 :‬‬
‫وإحقاق الحق‪ 52/21 :‬نقاًل عن العالم‪00‬ة أب‪00‬و القاس‪00‬م هب‪00‬ة هللا بن عب‪00‬د هللا المع‪00‬روف ب‪00‬ابن س‪00‬يد الك‪00‬ل في‬
‫(األنباء المستطابة‪ 57 :‬نسخة جستربيتي‪ ،.‬خالصة عبقات األن‪00‬وار‪ 7 364 :‬نقاًل زين الف‪00‬تي مخط‪00‬وط‪،‬‬
‫والغدير‪ 273/10:‬نقاًل عن الحافظ أحمد بن عقدة الكوفي المتوفي ‪ 333‬عن كتاب الوالية‬
‫راو آخر يناشد ويحلف زيد بن أرقم ليذكر ل‪00‬ه ح‪00‬ديث الغ‪00‬دير!! كم‪00‬ا في المعجم للط‪00‬براني‪ 0:‬أب‪00‬و عب‪00‬د هللا‬
‫الشيباني عن زيد بن أرقم حدثنا إبراهيم بن نائلة األصبهاني ثنا إسماعيل بن عمرو األسماء ثنا يحيي بن‬
‫سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي عبد هللا الشيباني قال كنت جالسا في مجلس بني األرقم فأقب‪00‬ل رج‪00‬ل من‬
‫مراد يسير علي دابته حتي وقف علي المجلس فسلم فقال أفي القوم زيد؟ قالوا نعم هذا زيد‪ .‬فق‪00‬ال أنش‪00‬دك‬
‫باهلل الذي ال إله إال هو‪ .‬يا زي‪00‬د‪ ,‬أس‪00‬معت رس‪00‬ول هللا ﷵ يق‪00‬ول لعلي من كنت م‪00‬واله فعلي م‪00‬واله اللهم‬
‫وال من وااله وعاد من عاداه؟ قال نعم‪ .‬فانصرف عنه الرجل‪ .‬المعجم الكبير للطبراني‪.193/5 :‬‬
‫فإن الظاهر من هذه كلها انه ك‪00‬ان بين الن‪00‬اس للح‪00‬ديث مع‪00‬ني ال ي‪00‬أتمن مع‪00‬ه راوي‪00‬ه من أن يص‪00‬يبه س‪00‬وء‬
‫أولدته العداوة للوصي صلوات هللا عليه في العراق وفي الشام‪.‬‬
‫شبهات حول حديث الغدير‬
‫قال العاّل مة األمي‪00‬ني (الغ‪00‬دير‪( 315/1 :‬ط‪ .‬الحديث‪00‬ة‪ )576:‬بع‪00‬د نق‪00‬ل ص‪00‬حة الح‪00‬ديث وت‪00‬واتره عن جم‪00‬ع‬
‫العلماء‪ :‬لكن بين ثنايا العص‪00‬بيّة ومن وراء رب‪00‬وات األحق‪00‬اد حثال‪00‬ة ح‪00‬دي بهم االنحي‪00‬از عن موالن‪00‬ا أم‪00‬ير‬
‫المؤمنين صلوات هللا عليه إلي تعكير هذا الصفو وإقالق تلك الطمأنينة بكل جلبة ولغط‪...‬‬
‫بأن عليًّا كان باليمن وما كان مع رسول هللا في حجته تلك‪ .‬حك‪00‬اه‬ ‫فمن منكر صحة صدور الحديث معلّاًل ّ‬
‫الطحاوي في مشكل اآلثار‪ ،308/2 :‬وأجاب عنه‪.‬‬
‫إلي آخر ينكر صحّة صدر الح‪0‬ديث ويق‪00‬ول‪ :‬لم ي‪0‬روه أك‪00‬ثر من‪ ‬التفت‪00‬ازاني في المقاص‪0‬د ص ‪ 290‬وقلده‬
‫بعض من تأخر عنه‪ .‬رواة‪ ،‬إلي ثالث يضعف ذيله‪ ،‬ويقول‪ :‬ال ريب أنّه كذب‪ .‬ابن تيمية في منهاج الس‪00‬نة‬
‫‪ 4‬ص ‪.85‬‬
‫ورابع يطعن في أصله‪ ،‬ويعتبر الدعاء الملحق به ويقول‪ :‬لم يخرج غير أحمد إال الجزء األخير من قوله‬
‫صلى هللا عليه وسلم أللهم وال من وااله‪ .‬إلخ‪ .‬محمد محسن الكشميري في نجاة المؤمنين‪.‬‬
‫وهناك من يقول تارة‪ :‬إنه لم يروه علمائنا‪ .‬قاله ابن حزم في المفاضلة بين الصحابة‪.‬‬
‫وأخري‪ :‬إنه ال يصح من طريق الثقات وقلده بعض مقلدي‪ ‬حكاه عن ابن حزم ابن تيمية في منهاج السنة‬
‫‪ 4‬ص ‪  .86‬المتأخرين وقال‪ :‬لم يذكره الثقات من المحدثين وهو بنفسه يقول بتواتره في موضع آخر من‬
‫كتابه‪ .‬ونحن ال نقابل البادي والتابع إال بالسالم كما أمرنا هللا سبحانه بذلك‪ .‬وأنا ال أدري أن قص‪00‬ر الب‪00‬اع‬
‫لم يدع الباري يعرف علم‪00‬اء أص‪0‬حابه؟ أو أن يق‪00‬ف علي الص‪00‬حاح والمس‪00‬انيد؟ أو أن‪00‬ه ال يق‪00‬ول بثق‪0‬ة ك‪0‬ل‬
‫أولئك األعالم؟ فإن كان ال يدري فتلك مصيبة وإن كان يدري فالمصيبة أعظم‪.‬‬
‫الشبهات حول حديث الغدير‬
‫الشبهة االولي‪ :‬كان عل ّي عليه السالم باليمن‬
‫قال الفخر الرازي‪ :‬الثاني‪ :‬وهو ّ‬
‫أن الشيعة يزعمون أنه عليه السالم إنما قال هذا الكالم بغدير خم في‬
‫منصرفه من الحج‪ ،‬ولم يكن علي مع النبي في ذلك الوقت‪ ،‬فإنّه كان باليمن‪ .‬نفحات األزهار‪.123/6 :‬‬
‫فير ّده أ ّواًل ‪ :‬التصريح في صحاح الستّة برجوع علي (ع) من اليمن ببُدن النبي (ص)‬
‫إن قول الرازي هذا‪ ،‬من أعاجيب األكاذيب؛ ّ‬
‫فإن رجوع اإلمام أمير المؤمنين من اليمن ببُدن النبي‬ ‫ّ‬
‫(ص) وموافاته النبي (ص) في حجة الوداع‪ ،‬مما ثبت باألحاديث الصحيحة وتحقق في التواريخ‪0‬‬
‫المعتبرة واآلثار المشهورة‪.‬‬
‫كما روي البخاري عن أنس بن مالك رضي هللا عنه قال قدم علي رضي هللا عنه علي النبي ﷵ من‬
‫اليمن فقال بما أهللت قال بما أهل به النبي ﷵ فقال لوال أن معي الهدي الحللت‪ .‬صحيح البخاري‪:‬‬
‫‪.149/2‬‬
‫وقال في موضع آخر‪ :‬حدثنا عبد الوهاب حدثنا حبيب المعلم عن عطاء عن جابر بن عبد هللا رضي هللا‬
‫عنهما قال أهل النبي ﷵ هو وأصحابه بالحج وليس مع أحد منهم هدي غير النبي ﷵ وطلحة وقدم‬
‫علي من اليمن ومعه هدي فقال أهللت بما أهل به النبي ﷵ‪ ‬صحيح البخاري‪ 171/2 :‬وهكذا في ج ‪2‬‬
‫ص ‪.171‬‬
‫وقال مسلم‪ :‬وقدم علي من اليمن ببدن النبي ﷵ فوجد فاطمة ممن حل ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت‪،‬‬
‫فأنكر ذلك عليها‪ ،‬فقالت إن أبي أمرني بهذا‪ .‬صحيح مسلم ‪.40/4‬‬
‫وقال ابن ماجة‪ :‬وقدم علي ببدن علي النبي ﷵ فوجد فاطمة ممن حل ولبست ثيابا صبيغا‪ .‬وهكذا‬
‫ذكره أبو داود في ‪ ‬سننه‪ .‬سنن ابن ماجة ‪ ،2/1024‬والترمذي في صحيحه‪ .‬سنن أبي داود ‪/ 2‬‬
‫‪ 158‬سنن الترمذي ‪.216 / 2‬‬
‫وثانيًا‪ :‬شهادة ثلّة من العلماء بكونه (ع) في حجّة الوداع‪:‬‬
‫‪)1‬قال ابن حجر الم ّكي المتوفي س‪00‬نة ‪ :974‬وال التف‪00‬ات لمن ق‪00‬دح في ص‪00‬حته‪ ،‬وال لمن رده ب‪00‬أن علي‪00‬ا ك‪00‬ان‬
‫باليمن‪ ،‬لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج مع النبي ﷵ‪ .‬الصواعق‪ 0‬المحرقة‪.25 :‬‬
‫‪)2‬وقال ماّل علي القاري المتوفي سنة ‪ :1014‬فال التفات لمن قدح في ثب‪00‬وت ه‪00‬ذا الح‪00‬ديث‪ ،‬وأبع‪00‬د من رده‬
‫بأن عليّا كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج مع الن‪00‬بي ﷵ‪ .‬المرق‪00‬اة في ش‪00‬رح المش‪00‬كاة‪:‬‬ ‫ّ‬
‫‪.568/5‬‬
‫‪)3‬قال أبو عبد هللا الزرقاني المالكي المتوفي ‪ :1122‬فال التفات إلي من ق‪00‬دح في ص ‪0‬حّته وال لمن رده ب‪00‬أن‬
‫عليًّا كان باليمن لثبوت رجوع‪0‬ه منه‪0‬ا وإدراك‪0‬ه الح ّج مع‪0‬ه ﷵ‪ .‬ش‪0‬رح الم‪0‬واهب‪ ،13/7 0:‬والغ‪0‬دير‪:‬‬
‫‪.308/1‬‬
‫وألن عليًّا لم يكن ي‪00‬وم الغ‪00‬دير م‪00‬ع الن‪00‬بي‬
‫ّ‬ ‫‪)4‬السيد الشريف علي بن محمد الجرجاني الحنفي المتوفي ‪:816‬‬
‫‪0‬أن غيبت‪00‬ه ال تن‪00‬افي ص‪0‬حّة الح‪00‬ديث إاّل أن ي‪00‬روي هك‪00‬ذا أخ‪00‬ذ بي‪00‬د علي أو‬
‫فإنّه كان باليمن) ور ّد ه‪00‬ذا ب‪ّ 0‬‬
‫استحضره‪ .‬شرح المواقف‪.361/8 0:‬‬
‫‪)5‬قال الحافظ أبو جعفر الطحاوي المتوفي ‪ :279‬قال أبو جعفر‪ :‬فدفع دافع هذا الحديث وزعم أنه مس‪00‬تحيل‬
‫وذكر أن عليا لم يكن مع النبي ﷵ في خروجه إلي الحج من المدينة الذي مر في طريقه بغدير خم‬
‫بالجحفة‪ ،‬وذكر في ذلك ما قد حدثنا أحمد بإسناده قال‪ :‬ثنا جعف‪0‬ر بن محم‪0‬د عن أبي‪0‬ه ق‪0‬ال‪ :‬دخلن‪0‬ا علي‬
‫جابر بن عبد هللا فذكر حديثه في حجة النبي ﷵ‪ .‬فقال‪ :‬فقدم علي من اليمن ببدن النبي‪ .‬ث ّم ذكر بقيّة‬
‫الحديث‪ .‬قال أب‪00‬و جعف‪00‬ر‪ :‬فه‪00‬ذا الح‪00‬ديث ص‪00‬حيح االس‪00‬ناد‪ ،‬وال طعن ألح‪00‬د في روات‪00‬ه‪ .‬مش‪00‬كل اآلث‪00‬ار‪:‬‬
‫‪.308/2‬‬
‫الشبهة الثانية‪ :‬التشكيك في ص ّحة الحديث وتواتره‬
‫قال فخر الدين الرازي المتوفي ‪ :606‬حول هذا الحديث الشريف في (نهاية العقول)‪:‬‬
‫ال نس‪00‬لّم ص‪0‬حّة الح‪00‬ديث‪ ،‬أم‪00‬ا دع‪00‬واهم العلم الض‪00‬روري‪ 0‬بص‪00‬حته فهي مك‪00‬ابرة‪ ،‬ألنّ‪00‬ا نعلم أن‪00‬ه ليس العلم‬
‫بصحته كالعلم بوجود محمد عليه السالم وغزواته مع الكفار وفتح مكة وغيره ذلك من المت‪00‬واترات‪ 0،‬ب‪00‬ل‬
‫العلم بصحة األحاديث الواردة في فضائل الصحابة أقوي من العلم بصحة هذا الحديث‪ ،‬مع أنهم يقدحون‬
‫بها‪ ،‬وإذا كان كذلك فكيف يمكنهم القطع بصحة هذا الحديث؟‪ ‬نفحات األزهار ج ‪.123/6‬‬
‫قال السعد الدين التفتازاني المتوفي ‪ :793‬والجواب من‪00‬ع ت‪00‬واتر الخ‪00‬بر ف‪00‬إن ذل‪00‬ك من مك‪00‬ابرات الش‪00‬يعة‪،‬‬
‫كيف وقد قدح في صحته كثير من أه‪00‬ل الح‪00‬ديث‪ .‬ث ّم ق‪00‬ال‪( :‬ولم ينقله المحقّق‪00‬ون منهم كالبخ‪00‬اري ومس‪00‬لم‬
‫والواقدي)‪ .‬المراصد علي شرح المقاصد‪.272 :‬‬
‫قال الشيخ سليم البشري المالكي شيخ الجامع األزهر سنة ‪ :1329‬م‪00‬ا الوج‪00‬ه في االحتج‪0‬اج ب‪00‬ه م‪00‬ع ع‪00‬دم‬
‫تواتره؟ الشيعة متفقون علي اعتبار التواتر فيما يحتجون به علي اإلمامة ألنها عندهم من أصول ال‪00‬دين‪،‬‬
‫فما الوجه في احتجاجكم بح‪00‬ديث الغ‪00‬دير م‪00‬ع ع‪00‬دم ت‪00‬واتره عن‪00‬د أه‪00‬ل الس‪00‬نة؟ وإن ك‪00‬ان ثابت‪00‬ا من ط‪00‬رقهم‬
‫الصحيحة‪ .‬المراجعات للسيّد شرف الدين‪.264 :‬‬
‫فير ّده امور‪:‬‬
‫‪ - 1‬خروج كثير من الرجال إلي الحج مع النبي (ص)‪:‬‬
‫بأن أك‪00‬ثر م‪00‬ا يهتم ب‪00‬ه (ص) ه‪00‬و مس‪00‬ألة الخالف‪00‬ة من‬‫من أمعن في تاريخ اإلسالم وحياة النبي (ص) يعلم ّ‬
‫بع‪00‬ده‪ ،‬بحيث ق‪00‬د ص ‪0‬رّح في أ ّول مجت‪00‬ع من رج‪00‬ال الق‪00‬ريش بع‪00‬د ن‪00‬زول آي‪00‬ة الش‪00‬ريفة ”وأن‪00‬ذر عش‪00‬يرتك‬
‫ي فرصة يري أرضيّه‬ ‫بأن عليًّا وصيي وخليفتي من بعدي وبعد ذلك أشار أو صرّح بها في أ ّ‬ ‫األقربين“‪ّ :‬‬
‫صالحة لها‪ ،‬كما في قضيّة غزوة األحزاب‪ ،‬وخيبر‪ ،‬والطير‪ ،‬والخاتم والكساء و‪ ...‬بحيث استد ّل العاّل مة‬
‫الحلّي علي تع‪00‬يين إمام‪00‬ة علي بن أبي ط‪00‬الب (ع) ب‪00‬أربع وثم‪00‬انين آي‪00‬ة قرآنيّ‪00‬ة وس‪00‬بعة وعش‪00‬رين ح‪00‬ديثًا‪،‬‬
‫الخاص‪0000‬ة ب‪0000‬ه‪ .‬نهج الح‪0000‬ق وكش‪0000‬ف الص‪0000‬دق‪.262-171 :‬‬ ‫ّ‬ ‫وثالث‪0000‬ة عش‪0000‬ر فض‪0000‬اًل من فض‪0000‬ائله‬
‫وم ّما كان يعلم النبي (ص) بوحي من هللا تعالي ّ‬
‫بأن السنة العاشرة من هجرته آخ‪00‬ر س‪00‬نة من عم‪00‬ره أراد‬
‫أن يح ّج ويعلن مسألة الخالفة بمرأي ومنظر جمع كثير من المسلمين بحيث ال يمكن ألحد أن ينكره‪.‬‬
‫ّ‬
‫فأذن في الناس ليح ّج معه ك ّل من يمكنه من االنصار والمهاجرين وسائر قبائل العرب‪.‬‬
‫وأذن في الن‪0‬اس‬ ‫ق‪0‬ال األمي‪0‬ني‪ :‬أجم‪0‬ع رس‪0‬ول هللا (ص) الخ‪0‬روج إلي الحج في س‪0‬نة عش‪0‬ر من مه‪0‬اجره‪ّ ،‬‬
‫بذلك‪ ،‬فقدم المدينة خلق كثير يأت ّمون به في حجّته تلك ال‪0‬تي يق‪0‬ال عليه‪0‬ا حج‪00‬ة ال‪0‬وداع ‪ ،...‬وأخ‪0‬رج مع‪0‬ه‬
‫هن في الهوادج‪ ،‬وسار معه أهل بيت‪00‬ه‪ ،‬وعا ّم‪00‬ة المه‪00‬اجرين واألنص‪00‬ار‪ ،‬ومن ش‪00‬اء هللا من قبائ‪00‬ل‬ ‫نساءه كلّ ّ‬
‫ي قبيلة ه‪00‬و‪ .‬الطبق‪00‬ات البن س‪00‬عد ج ‪ 3‬ص ‪ ،225‬إمت‪00‬اع‬ ‫العرب وأفناء الناس‪ .‬أخالط‪ ،‬أي ال يدري من أ ّ‬
‫المقريزي ص ‪ ،510‬إرشاد الساري ج ‪ 6‬ص ‪ .429‬وعند خروجه (ص) أصاب الناس بالمدينة ُج‪ 0‬دَري‬
‫(بضم الجيم وفتح الدال وبفتحهما) أو حصبة منعت كثيرًا من الناس من الح ّج معه (ص)‪ ،‬ومع ذلك كان‬
‫معه جموع ال يعلمها إال هللا تعالي‪ ،‬وقد يقال‪ :‬خرج معه تس‪0‬عون أل‪0‬ف‪ )90/000( ،‬ويق‪0‬ال‪ :‬مائ‪00‬ة أل‪0‬ف و‬
‫أربعة عشر ألفًا (‪ ،)114/000‬وقيل‪ :‬مائة ألف وعش‪00‬رون ألفً‪0‬ا (‪ ،)120/000‬وقي‪00‬ل‪ :‬مائ‪0‬ة أل‪00‬ف وأربع‪00‬ة‬
‫وعشرون ألفًا‪ )124/000( ،‬و يقال أكثر من ذلك‪ ،‬وه‪00‬ذه ع‪00‬دة من خ‪00‬رج مع‪00‬ه‪ ،‬وأ ّم‪00‬ا ال‪00‬ذين ح ّج‪00‬وا مع‪00‬ه‬
‫فأكثر من ذلك كالمقيمين بم ّكة والذين أتوا من اليمن مع علي (أمير المؤمنين) (ع) وأبي موسي‪ .‬الس‪00‬يرة‬
‫الحلبية ج ‪ 3‬ص ‪ )257/3( 0،283‬سيرة أحمد زيني دحالن ج ‪ 3‬ص ‪ )143/2( 0،3‬تاريخ الخلف‪00‬اء البن‬
‫الجوزي في الجزء الرابع‪ ،‬تذكرة خواص األمة ص ‪ ،)18)30‬دائ‪00‬رة المع‪00‬ارف لفري‪00‬د وج‪00‬دي ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ .542‬المؤلف‪.‬‬
‫‪ - 2‬كثرة من سمع عن النبي (ص) خطبة الغدير‪:‬‬
‫قال أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفي ‪ :654‬اتفق علماء الس‪00‬ير أن قص‪00‬ة الغ‪00‬دير ك‪00‬انت بع‪00‬د‬
‫رجوع رسول (صلي هللا عليه وآله) من حجّة ال‪00‬وداع في الث‪00‬امن عش‪00‬ر من ذي الحج‪00‬ة‪ ،‬وك‪00‬ان مع‪00‬ه من‬
‫الصحابة واالعراب وممن يسكن حول م ّكة والمدينة مائة وعشرون ألفً‪00‬ا‪ ،‬وهم ال‪00‬ذين ش‪00‬هدوا مع‪00‬ه حج‪00‬ة‬
‫ال‪0‬وداع‪ ،‬وس‪0‬معوا من‪0‬ه (من كنت م‪0‬واله فعلي م‪0‬واله)‪ .‬وأخرج‪0‬ه احم‪0‬د بن حنب‪0‬ل في المس‪0‬ند والفض‪0‬ائل‪،‬‬
‫وأخرجه الترمذي أيضا‪ .‬تذكرة الخواص‪ )29( 18 :‬وراجع‪ :‬أقسام المولي للش‪0‬يخ المفي‪0‬د‪ ،31 :‬ورس‪0‬الة‬
‫في مع‪000‬ني الم‪000‬ولي للش‪000‬يخ المفي‪000‬د‪ ،16:‬والع‪000‬دد القوي‪000‬ة للحلي‪ ،183 :‬الغ‪000‬دير‪.)546( 296/1 :‬‬
‫وق‪00‬ريب من ه‪00‬ذا نقله األمي‪00‬ني عن أبي الف‪00‬رج ابن الج‪00‬وزي الحنبلي المت‪00‬وفي ‪ .597‬الغ‪00‬دير‪( 296/1 :‬‬
‫‪.)545‬‬
‫ي تشكيك في صحّته‪:‬‬ ‫ّ‬
‫يطمئن االنسان بصدوره ويمنع أ ّ‬ ‫‪ - 3‬كثرة طرق الحديث بحيث‬
‫ق‪00‬ال األمي‪00‬ني في كتاب‪00‬ه القيّم الغ‪00‬دير‪ 0:‬وق‪00‬د رواه أحم‪00‬د بن حنب‪00‬ل من أربعين (‪ )40‬طريقً‪00‬ا‪ ،‬وابن جري‪00‬ر‬
‫الط‪00‬بري من نيّ‪00‬ف وس‪00‬بعين (‪ )72‬طريقً‪00‬ا‪ ،‬وابن عق‪00‬دة من مائ‪00‬ة وخمس (‪ )105‬ط‪00‬رق‪ ،‬وأب‪00‬و س‪00‬عيد‬
‫السجستاني من مائ‪0‬ة وعش‪0‬رين (‪ )120‬طريقً‪0‬ا‪ ،‬وأب‪0‬و بك‪0‬ر الجُع‪0‬ابي من مائ‪0‬ة وخمس وعش‪0‬رين (‪)125‬‬
‫طريقًا‪ ،‬وفي تعليق هداية العقول (ص ‪ )30‬عن األمير محمد اليمني أحد شعراء الغدير في القرن الث‪00‬اني‬
‫أن له ‪ 150‬طريقًا‪ .‬الغدير‪.)40( 14/1 :‬‬ ‫عشر‪ّ :‬‬
‫وقال في موضع آخر‪ :‬وقال العلوي اله ّدار في القول الفصل (‪ :)445/1‬كان الحاف‪00‬ظ أب‪00‬و العالء العطّ‪00‬ار‬
‫الهمداني يقول أروي هذا الحديث بمائتين وخمسين (‪ )250‬طريقًا‪ .‬الغدير‪.)324( 158/1 :‬‬
‫وفي شرح إحقاق الحق‪ :‬عن صاحب كتاب نخب المناقب آلل أبي طالب‪ ،‬حيث قال ما لفظ‪00‬ه‪ :‬ق‪0‬ال ج‪00‬دي‬
‫شهر آشوب س‪0‬معت أب‪0‬ا المع‪0‬الي الجوي‪0‬ني (اس‪0‬تاذ الغ‪0‬زالي) يتعجّب ويق‪0‬ول‪ :‬ش‪0‬اهدت مجلدًا ببغ‪0‬داد بي‪0‬د‬
‫ص ّحاف فيه روايات هذ الخبر مكتوبًا عليه المجلّدة الثامن‪00‬ة والعش‪00‬رون من ط‪00‬رق قول‪00‬ه‪ :‬من كنت م‪00‬واله‬
‫فعلي مواله‪ ،‬وتتلوه المجلدة التاسعة والعشرون‪ .‬وذكره ابن كثير أيضا في التاريخ‪ .‬ش‪00‬رح إحق‪00‬اق الح‪00‬ق‪:‬‬
‫‪ ،424/2‬وراج‪00‬ع‪ :‬ين‪00‬ابيع الم‪00‬ودة‪ ،36 :‬الش‪00‬افي للمرتض‪00‬ي‪ ،308/2 0:‬غاي‪00‬ة الم‪00‬رام‪ ،303/1 :‬فض‪00‬ائل‬
‫الخمسة‪ ،392/1 :‬والغدير‪.)324( 158/1 :‬‬
‫ضا‪ :‬قال الشيخ عبد هللا الش‪00‬افعي في كتاب‪00‬ه المن‪00‬اقب ص ‪ 108‬مخط‪00‬وط وه‪00‬ذا الخ‪00‬بر ‪-‬أي ح‪00‬ديث‬
‫وفيه أي ً‬
‫الغدير‪ -‬قد تجاوز حد التواتر فال يوجد خبر قط نقل من طرق كهذه الطرق‪ .‬إحقاق الحق‪.290/6 :‬‬
‫وقال أيضًا‪ :‬علي ما في الطرائ‪00‬ف‪ :‬أب‪00‬و مس‪00‬عود بن ناص‪0‬ر السجس‪0‬تاني وه‪00‬و من أوث‪0‬ق رج‪00‬ال الم‪0‬ذاهب‬
‫األربعة له كتاب دراية حديث الوالية وهو سبعة عشر جزء روي فيه نص النبي علي علي بالخالفة عن‬
‫مأة وعشرين صحابيًّا وست صحابيّات‪ ،‬وعدد أسانيد هذا الكتاب أل‪00‬ف وثالثم‪00‬أة (‪ .)1300‬ش‪00‬رح إحق‪00‬اق‬
‫الحق‪.424/2 :‬‬
‫‪ - 4‬شهادة ثلّة من علماء العا ّمة بصحّة الحديث‪:‬‬
‫إن سند حديث الغدير صحيح؛ بل متواتر عند أصحابنا بطرقهم وأسانيدهم‪ ،‬كما ال يخفي علي من راج‪00‬ع‬ ‫ّ‬
‫كتبهم‪ ،‬وهكذا قد نصّ جمع كثير من علماء السنّة علي صحّته‪:‬‬
‫‪ )1‬أبو عيسي الترمذي صاحب الصحيح المتوفي سنة ‪ 279‬حيث قال بعد أن أخرجه‪ :‬هذا ح‪00‬ديث حس‪00‬ن‬
‫صحيح‪ .‬صحيح الترمذي‪.298 / 2 :‬‬
‫‪ )2‬أبو جعفر الطحاوي المتوفي سنة ‪ 279‬فإنّه قال بعد أن رواه‪ :‬فهذا الحديث صحيح اإلس‪00‬ناد وال طعن‬
‫ألحد في رواته‪ .‬مشكل اآلثار‪.2/308 :‬‬
‫‪ )3‬ابن عبد البر القرطبي المتوفي سنة ‪ 364‬فإنّه قال بعد أح‪00‬اديث منه‪00‬ا ح‪00‬ديث الغ‪00‬دير‪ :‬ه‪00‬ذه كله‪00‬ا آث‪00‬ار‬
‫ثابتة‪ .‬اإلستيعاب ‪.273 / 2‬‬
‫‪ )4‬الح‪00‬اكم النيس‪00‬ابوري المت‪00‬وفي س‪00‬نة ‪ 405‬حيث أخرج‪00‬ه بع‪ّ 00‬دة ط‪00‬رق وص‪00‬حّحها‪ .‬المس‪00‬تدرك علي‬
‫الصحيحين ‪.109 / 3‬‬
‫‪ )5‬الذهبي شمس الدين المتوفّي سنة ‪748‬؛ فإنّه وافق الحاكم علي تصحيحه في تلخيص‪00‬ه كم‪00‬ا نق‪00‬ل عن‪00‬ه‬
‫ابن كث‪00000000000000000000‬ير ذل‪00000000000000000000‬ك واعتم‪00000000000000000000‬ده‪ .‬تلخيص المس‪00000000000000000000‬تدرك‪.109/3 :‬‬
‫‪ )6‬ابن كثير المتوفّي سنة ‪ ،774‬فقد ذكر الحديث ث ّم ق‪0‬ال‪ :‬ق‪0‬ال ش‪0‬يخنا أب‪0‬و عب‪0‬د هللا ال‪0‬ذهبي‪ :‬ه‪0‬ذا ح‪0‬ديث‬
‫ص‪00000000000000000000000000000000000‬حيح‪ .‬ت‪00000000000000000000000000000000000‬اريخ ابن كث‪00000000000000000000000000000000000‬ير‪.209/5 :‬‬
‫‪ )7‬ابن حج‪0‬ر العس‪0‬قالني المت‪0‬وفي س‪0‬نة ‪ 852‬حيث ق‪0‬ال‪ :‬وأم‪0‬ا ح‪0‬ديث من كنت م‪0‬واله فعلي م‪0‬واله‪ ،‬فق‪0‬د‬
‫أخرجه الترمذي والنسائي‪ ،‬وهو كثير الطرق ج ًّدا‪ ،‬وقد استوعبها ابن عقدة في كت‪00‬اب مف‪00‬رد‪ ،‬وكث‪00‬ير من‬
‫أسانيدها صحاح وحسان‪ .‬فتح الباري‪.61/7 :‬‬
‫‪ )8‬ابن حجر المكي المتوفي سنة ‪ :974‬إنه حديث صحيح ال مرية فيه‪ ،‬وق‪00‬د أخرج‪00‬ه جماع‪00‬ة كالترم‪00‬ذي‬
‫والنسائي وأحمد‪ ،‬فطرقه كثيرة جدًا‪ ،‬ومن ث ّم رواه ستة عشر صحابيا‪.‬‬
‫وفي رواية ألحمد‪ :‬إنه سمعه من النبي ثالثون صحابيًّا وشهدوا به لعلي لما ن‪0‬وزع أي‪0‬ام خالفت‪0‬ه كم‪0‬ا م‪0‬ر‬
‫بأن عليًّ‪00‬ا ك‪00‬ان‬
‫وسيأتي‪ ،‬وكثير من أسانيدها صحاح وحسان والالتفات لمن قدح في صحته‪ ،‬وال لمن ر ّده ّ‬
‫باليمن‪ ،‬لثبوت رجوعه منها‪ .‬الصواعق المحرقة‪.25 :‬‬
‫‪ )9‬ماّل علي القاري المتوفي سنة ‪ 1014‬فإن‪00‬ه ق‪00‬ال بع‪00‬د أن رواه‪ :‬والحاص‪00‬ل‪ :‬إن ه‪00‬ذا ح‪00‬ديث ص‪00‬حيح ال‬
‫مرية فيه‪ ،‬بل بعض الحفّاظ ع ّده متوات ًرا‪،‬فال التفات لمن قدح في ثبوت هذا الح‪00‬ديث‪ ،‬وأبع‪00‬د من ر ّده ب‪ّ 0‬‬
‫‪0‬أن‬
‫عليًّا كان باليمن‪ .‬المرقاة في شرح المشكاة‪.568/5 :‬‬
‫‪ )10‬المناوي المتوفي سنة ‪ 1013‬حيث قال‪ :‬قال ابن حجر‪ :‬حديث كثير الطرق ج ‪ًّ 0‬دا‪ ،‬ق‪00‬د اس‪00‬توعبها ابن‬
‫عقدة في كتاب مفرد‪ ،‬منها صحاح ومنها حسان‪ .‬فيض القدير‪.218/6 :‬‬
‫‪ )11‬نور الدين الهروي القاري الحنفي الموتفي ‪ ،1014‬ق‪00‬ال‪ :‬ح‪00‬ديث ص‪00‬حيح ال مري‪00‬ة في‪00‬ه‪ .‬المرق‪00‬اة في‬
‫(‪ ،)568/5‬والغ‪000000000000000‬دير‪.302/1 :‬‬ ‫ش‪000000000000000‬رح المش‪000000000000000‬كاة‪ 464/10 :‬ح ‪6091‬‬
‫الفقيه ضياء الدين المقبلي المتوفي ‪ ،1108‬قال‪ :‬إن لم يكن معلوما فما في الدين معلوم‪ .‬الغ‪00‬دير‪307/1 :‬‬
‫(‪ )561‬عن كتابه االبحاث المسددة في الفنون المتعددة‪ .‬وهداية العقول إلي غاية السؤول‪ .30/2 :‬م‪00‬يرزا‬
‫ّ‬
‫متعص ‪0‬ب‬ ‫محمد البدخشي‪ ،‬الذي كان حيًّا ‪ ،1126‬قال‪ :‬ح‪00‬ديث ص‪00‬حيح مش‪00‬هور ولم يتكلّم في ص ‪0‬حّته إال‬
‫جاحد ال اعتبار بقوله‪ .‬نزل األبرار‪ 54 :‬ط‪ .‬القديمة‪ ،21 :‬الغدير‪)565( 309/1:‬‬
‫المول‪0‬وي ول ّي هللا بن ح‪0‬بيب الكهن‪0‬وي‪ ،‬المت‪0‬وفي ‪ 1270‬ق‪0‬ال‪ :‬إن‪00‬ه ح‪0‬ديث ص‪0‬حيح ق‪00‬د أخط‪0‬أ من تكلم في‬
‫صحته‪ ،‬إذ أخرجه جمع من علماء الحديث‪ ،‬مثل الترمذي والنسائي ورواه جمع من الصحابة وشهدوا به‬
‫لعلي في أيّ‪00‬ام خالفت‪00‬ه‪ ‬م‪00‬رآة المؤم‪00‬نين في من‪00‬اقب أه‪00‬ل بيت س‪00‬ي ّد المرس‪00‬لين‪ ،40 :‬الغ‪00‬دير‪.311/1 :‬‬
‫‪ 567‬السيّد محمود اآللوسي البغدادي المتوفي ‪ 1270‬قال‪ :‬نعم ثبت عندنا إنّه صلي هللا علي‪00‬ه وس‪00‬لم قال‪00‬ه‬
‫في حق األمير هناك من كنت مواله فعلي مواله‪ .‬روح المع‪00‬اني‪ ،)249/2( 0،61/6 :‬الغ‪00‬دير‪( 310/1 :‬‬
‫‪)566‬‬
‫نص عدّة من العلماء علي تواتره‪:‬‬‫‪ّ -5‬‬
‫وقد نصّ علي تواتره جماعة وهم‪:‬‬
‫‪ )1‬أبو حامد الغزالي المتوفي ‪ ،505‬قال في س‪ّ 0‬ر الع‪00‬المين‪ 0:‬وأجم‪00‬ع الجم‪00‬اهير علي متن الح‪00‬ديث من‪ ‬ق‪00‬د‬
‫صرّح علي كون الكتاب للغزالي‪ :‬إسماعيل باشا البغدادي في ايض‪00‬اح المكن‪00‬ون‪ 80/2 0 ،11/2 0:‬وابن‬
‫الجوزي في تذكرة خواص اال ّمة‪ ،62 :‬وال‪00‬ذهبي في م‪00‬يزان االعت‪00‬دال‪ 500/1 :‬وس‪00‬ير أعالم النبالء‪:‬‬
‫‪ ،403 0 ،328/19‬لسان الميزان‪ .215/2 0:‬خطبته في يوم غدير خ ّم باتّفاق الجميع‪ .‬س ّر الع‪00‬المين‪21 :‬‬
‫ط‪ .‬القديمة‪ ،9 :‬الغدير‪)545( 296/1 :‬‬
‫‪ )2‬شمس الدين أبو عبد هللا الذهبي المتوفّي سنة ‪.748‬‬
‫‪ )3‬ابن كثير الدمشقي المتوفي سنة ‪ ،774‬قال‪ :‬قال شيخنا الحافظ أبو عبد هللا ال‪00‬ذهبي‪ :‬الح‪00‬ديث مت‪00‬واتر‪،‬‬
‫أن رسول هللا قاله‪ .‬البداية والنهاية‪ ،233/5 :‬حوادث سنة ‪10‬‬ ‫أتيّقن ّ‬
‫‪ )4‬ابن الجزري شمس الدين المتوفّي سنة ‪ ،833‬روي الحديث بثمانين طريقًا وأف‪00‬رد في ت‪00‬واتره رس‪00‬الة‬
‫المس ّمي ب "أسني المطالب" قال‪ :‬صحيح عن وجوه كثيرة‪ ،‬مت‪00‬واتر عن أم‪00‬ير المؤم‪00‬نين علي‪ ،‬وه‪00‬و‬
‫متواتر أيض‪00‬ا عن الن‪00‬بي‪ ،‬رواه الج ّم الغف‪00‬ير عن الج ّم الغف‪00‬ير‪ ،‬وال ع‪00‬برة بمن ح‪00‬اول تض‪00‬عيفه م ّمن ال‬
‫اطالع له في هذا العلم وص ّح عن جماعة ممن يحصل القطع بخبرهم‪ .‬أسني المطالب‪.48 :‬‬
‫‪ )5‬جالل الدين السيوطي المتوفي سنة ‪.910‬‬
‫‪ )6‬زين الدين المنّاوي الشافعي حيث قال بشرح الحديث نقال عن الس‪00‬يوطي‪ :‬ق‪00‬ال ح‪00‬ديث مت‪00‬واتر‪ .‬فيض‬
‫القدير‪ .218/6 :‬و‪ 282/6‬بتحقيق أحمد عبد السالم‪ ،‬ط‪ .‬دار الكتب العلميّة ‪ -‬بيروت‪.‬‬
‫أبو المكارم عالء الدين السمناني المتوفي ‪ ،736‬قال في العروة‪ 0:‬وهذا حديث متّفق علي صحّته‪ .‬الع‪00‬روة‬
‫ألهل الخلوة‪ 422 :‬ط‪ .‬طهران سنة ‪ ،1404‬الغدير‪.)548( 297/1 :‬‬
‫‪ )7‬قال أبو عبد هللا الزرقاني المالكي المتوفي ‪ :1122‬وهو متواتر رواه ستة عشر ص‪00‬حابيًّا وفي رواي‪00‬ة‬
‫ألحمد أنه سمعه من النبي ص‪00‬لي هللا علي‪00‬ه وس‪00‬لم ثالث‪00‬ون ص‪00‬حابيًّا وش‪00‬هدوا ب‪00‬ه لعل ّي ل ّم‪00‬ا ن‪00‬وزع أيّ‪00‬ام‬
‫خالفته‪ ،‬فال التفات إلي من قدح في صحّته وال لمن رده بأن علي‪00‬ا ك‪00‬ان ب‪00‬اليمن لثب‪00‬وت رجوع‪00‬ه منه‪00‬ا‬
‫وإدراكه الحج معه صلي هللا عليه وسلم‪ .‬شرح المواهب‪ ،13/7 0:‬والغدير‪.308/1 0:‬‬
‫صة باألحاديث المتواترة‪:‬‬ ‫‪ - 6‬ذكر حديث الغدير في الكتب المخت ّ‬
‫وقد ذكر حديث الغدير في الكتب المختص‪00‬ة بجم‪00‬ع األح‪00‬اديث المت‪00‬واترة‪ 0:‬فللس‪00‬يوطي ت ‪ ،911‬أك‪00‬ثر من‬
‫كتاب ألّفه في األحاديث المتواترة وأدرج فيها حديث الغ‪0‬دير‪ .‬كالفوائ‪0‬د المتك‪0‬اثرة في األخب‪0‬ار المت‪0‬واترة‪0،‬‬
‫واألزهار المتناثرة في األحاديث المتواترة‪.‬‬
‫والزبيدي صاحب تاج العروس المتوفي ‪ 1205‬له كتاب خاص باألحاديث المتواترة وفيه حديث الغدير‪.‬‬
‫والكتاني محمد بن جعف‪00‬ر المت‪00‬وفي ‪ ،1345‬ل‪00‬ه كت‪00‬اب المس‪00‬مي ب "نظم المتن‪00‬اثر في الح‪00‬ديث المت‪00‬واتر"‪0‬‬
‫حديث الغدير موجود فيه‪.‬‬
‫والشيخ علي المتقي الهندي صاحب كنز العم‪00‬ال المت‪00‬وفي ‪ ،975‬ل‪00‬ه كت‪00‬اب خ‪00‬اص باألح‪00‬اديث المت‪00‬واترة‪0‬‬
‫وفيه حديث الغدير‪.‬‬
‫والشيخ علي القاري الهروي له أيضا كتاب في األحاديث المتواترة وح‪00‬ديث الغ‪00‬دير موج‪00‬ود في‪00‬ه‪ .‬ذك‪00‬ره‬
‫السيّد الميالني في محاضرات في االعتقادات‪ ،129/1 :‬ولم أج‪00‬د في ترجمت‪00‬ه ب‪ّ 0‬‬
‫‪0‬أن ل‪00‬ه كت‪00‬اب س‪ّ 0‬ماه به‪00‬ذا‬
‫االسم‪.‬‬
‫فالكتب المختصة باألحاديث المتواترة مشتملة علي حديث الغدير‪.‬‬
‫الكتب التي نقلت فيها قضيّة صحّة حديث الغدير أو تواتره‪:‬‬
‫قد نقل العالمة االميني في كتابه القيّم الغدير (‪ 43 0)543/1‬نفر من العلماء الذين صرّحوا بصحّة حديث‬
‫الغدير أو تواتره‪.‬‬
‫وورد في إحقاق الحق (‪ 15 0 )423/2‬نفرًا من علماء أهل السنّة الذين صرّحوا بتواتره ث ّم قال‪ :‬إلي غ‪00‬ير‬
‫ذلك من كلماتهم المودعة في كتبهم قد طوينا عن نقلها كشحا روما لالختصار ورعاية لحال النظ‪00‬ار وم‪00‬ا‬
‫نقلن‪00‬اه قط‪00‬رة بالنس‪00‬بة إلي م‪00‬ا لم ننق‪00‬ل ومن أراد أن يق‪00‬ف علي أك‪00‬ثر مم‪00‬ا ذك‪00‬ر فليراجع إلي كتبهم‪.‬‬
‫وهكذا ورد البحث عن صحة الحديث أو ت‪00‬واتره في الش‪00‬افي في االمام‪00‬ة للش‪00‬ريف المرتض‪00‬ي ‪ 261/2‬و‬
‫‪ ،8/3‬ودلي‪00‬ل النص بخ‪00‬بر الغ‪00‬دير للك‪00‬راجكي أبي الفتح المت‪00‬وفي ‪ ،449‬والطرائ‪00‬ف للس ‪0‬يّد بن ط‪00‬اووس‬
‫المتوفي ‪ 664‬الص‪00‬راط المس‪00‬تقيم ل‪00‬زين ال‪00‬دين الع‪00‬املي المت‪00‬وفي ‪ 877‬خالص‪00‬ة العبق‪00‬ات‪ ،79/8 :‬نزح‪00‬ة‬
‫األزهار في شرح خالصة عبقات األنوار‪ 370/6 :‬االمامة في أه ّم الكتب الكالميّة للسيّد الميالني‪.99 :‬‬
‫الشبهة الثالثة‪ :‬عدم مجئ المولي بمعني األولي‬
‫مسألة مجئ ”المولي“ بمعني ”األولي“ عمدة اإلشكال في الباب قال الشيخ عبد العزيز الدهلوي صاحب‬
‫كتاب التحفة اإلثنا عشريّة‪ّ :‬‬
‫إن لفظ‪0‬ة م‪00‬ولي ال تجئ بمع‪0‬ني األولي بـإجماع أه‪00‬ل اللغ‪0‬ة‪ .‬محاض‪00‬رات في‬
‫االعتقاد للمحقق السيّد الميالني‪.141/1 :‬‬
‫كالم الرازي في مفاد الحديث‪:‬‬
‫قال الرازي‪ :‬وفي لفظ (المولي) هاهنا أقوال‪ :‬أحدها‪ :‬قال ابن عب‪00‬اس‪ :‬م‪00‬والكم‪ ،‬اي مص‪00‬يركم‪ ،‬وتحقيق‪00‬ه‪:‬‬
‫ان المولي موضع الولي وهو القرب‪ ،‬فالمعني‪ :‬ان النار هي موضعكم الذي تقربون منه وتصلون اليه‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬قال الكلبي‪ :‬يعني اولي بكم‪ ،‬وهو قول الزجاج والفراء وابي عبيدة‪.‬‬
‫أن هذا الذي قالوه معني‪ ،‬وليس بتفسير اللفظ‪ ،‬ألنّه لو كان (مولي) و(اولي)‪ 0‬بمعني واحد في اللغة‬
‫واعلم ّ‬
‫لصح استعمال ك ّل واحد منهما في مكان االخر‪ ،‬فكان يجب أن يصح أن يق‪00‬ال‪ :‬ه‪00‬ذا م‪00‬ولي من فالن كم‪00‬ا‬
‫يقال هذا أولي من فالن‪ ،‬ويصح أن يقال هذا أولي فالن كما يقال هذا مولي فالن ول ّما بطل ذلك علمنا ان‬
‫الذي قالوه معني‪ ،‬وليس بتفسير‪.‬‬
‫وانما نبهنا علي هذه الدقيق‪00‬ة‪ ،‬الن الش‪00‬ريف المرتض‪00‬ي لم‪00‬ا تمس‪0‬ك في امام‪00‬ة علي بقول‪00‬ه (ع)‪" :‬من كنت‬
‫مواله فعلي مواله" قال‪ :‬احد معاني (مولي) انه (اولي)‪ ،‬واحتج في ذلك باقوال ائمة اللغة في تفسير ه‪00‬ذه‬
‫االية بان (مولي) معناه (اولي) واذا ثبت ان اللف‪00‬ظ محتم‪00‬ل ل‪00‬ه وجب حمله علي‪00‬ه‪ ،‬الن م‪00‬ا ع‪00‬داه ام‪00‬ا بين‬
‫الثبوت ككون‪00‬ه ابن العم والناص‪00‬ر‪ ،‬اوبين االنتف‪00‬اء ك‪00‬المعتق والمعت‪00‬ق‪ ،‬فيك‪00‬ون علي التق‪00‬دير االول عبث‪00‬ا‪،‬‬
‫وعلي التقدير الثاني كذبا‪.‬‬
‫وأ ّما نحن فقد بينا بال‪00‬دليل ان ق‪00‬ول ه‪00‬ؤالء في ه‪00‬ذا الموض‪00‬ع مع‪00‬ني ال تفس‪00‬ير‪ ،‬وحينئ‪00‬ذ يس‪00‬قط االس‪00‬تدالل‬
‫به‪ .‬التفسير الكبير‪.227/29 :‬‬
‫جواب األميني عن الرازي‪:‬‬
‫وان تعجب فعجب ان يعزب عن الرازي اختالف االحوال في المشتقات لزوم‪00‬ا وتعدي‪00‬ة بحس‪00‬ب ص‪00‬يغها‬
‫ان اتّحاد المعني او الترادف بين االلفاظ انما يقع في جوهريات المعاني‪ ،‬ال عوارضها الحادث‪00‬ة‬ ‫المختلفة‪ّ .‬‬
‫من أنحاء التركيب وتصاريف األلف‪00‬اظ وص‪00‬يغها‪ ،‬ف‪00‬االختالف الحاص‪00‬ل بين (الم‪00‬ولي) و(االولي)‪ 0‬بلزوم‬
‫مصاحبة الثاني للباء وتجرّد األ ّول من‪00‬ه إنّم‪00‬ا حص‪00‬ل من ناحي‪00‬ة ص‪00‬يغة (أفع‪00‬ل) من ه‪00‬ذه الم‪00‬ا ّدة‪ ،‬كم‪00‬ا ّ‬
‫أن‬
‫مصاحبة (من) هي مقتضي تلك الصيغة مطلقًا‪.‬‬
‫اذن فمف‪00‬اد (فالن أولي بفالن) و(فالن م‪00‬ولي فالن) واح‪00‬د‪ ،‬حيث ي‪00‬راد ب‪00‬ه االولي ب‪00‬ه من غ‪00‬يره‪ ،‬كم‪00‬ا ان‬
‫(افعل) بنفسه يستعمل مضافا إلي المثني والجمع أو ضميرهما بغير أداة فيق‪00‬ال‪ :‬زي‪00‬د أفض‪00‬ل ال‪00‬رجلين أو‬
‫أفضلهما‪ ،‬وأفضل القوم او أفضلهم‪ ،‬وال يستعمل ك‪00‬ذلك اذا ك‪00‬ان م‪00‬ا بع‪00‬ده مف‪00‬ردًا‪ ،‬فال يق‪00‬ال‪ :‬زي‪00‬د أفض‪00‬ل‬
‫عمرو‪ ،‬وإنّما هو أفضل منه‪ ،‬وال يرتاب عاقل في اتحاد المعني في الجميع‪ ،‬وهكذا الحال في بقي‪00‬ة ص‪00‬يغ‬
‫(افعل) كأعلم وأشجع وأحسن وأسمح وأجمل إلي نظائرها‪.‬‬
‫إن ص‪0‬حّة وق‪00‬وع الم‪00‬رادف موق‪00‬ع‬ ‫قال خالد بن عبد هللا االزهري في باب التفضيل من كتاب‪00‬ه التص‪00‬ريح‪ّ 0:‬‬
‫مرادفه انما يكون اذالم يمنع من ذلك مانع‪ ،‬وهاهن‪00‬ا من‪00‬ع م‪00‬انع‪ ،‬وه‪00‬و االس‪00‬تعمال‪ ،‬ف‪00‬ان اس‪00‬م التفض‪00‬يل ال‬
‫يصاحب من حروف الجر إاّل (من) خاصّة‪ ،‬وق‪0‬د تح‪0‬ذف م‪0‬ع مجروره‪0‬ا للعلم به‪00‬ا نح‪0‬و (واالخ‪00‬رة خ‪00‬ير‬
‫وابقي)‪.‬‬
‫علي ان ما تشبث به الرازي يطرد في غير واحد من معاني الم‪0‬ولي ال‪00‬تي ذكره‪00‬ا ه‪0‬و وغ‪0‬يره‪ ،‬منه‪0‬ا م‪00‬ا‬
‫اختاره معني للحديث وهو (الناصر)‪ ،‬فلم يستعمل هو مولي دين هللا مكان ناصره‪ ،‬وال ق‪00‬ال عيس‪00‬ي علي‬
‫نبينا واله وعليه السالم‪ :‬من م‪00‬والي الي هللا؟ مك‪0‬ان قول‪00‬ه‪( :‬من انص‪0‬اري الي هللا)‪ ،‬وال ق‪0‬ال الحواري‪0‬ون‪0:‬‬
‫نحن موالي هللا؟ بدل قولهم‪( :‬نحن انصار هللا)‪.‬‬
‫ومنها الولي فيقال للمؤمن‪ 0:‬هو ولي هللا‪ ،‬ولم يرد من اللغ‪00‬ة م‪00‬واله‪ ،‬ويق‪00‬ال‪ :‬هللا ولي المؤم‪00‬نين وم‪00‬والهم‪،‬‬
‫كما نص به الراغب في مفرداته‪ ‬الغدير ‪ ،351/1‬ط‪.‬الحديثة‪ .626/1 :‬إشكال الجرجاني علي الحديث‪:‬‬
‫قال القاضي الشريف الجرجاني المتوفي ‪ 816‬في شرح المواقف لعضد الدين االيجي المتوفي ‪:756‬‬
‫أن المولي بمعني األولي (والمراد بالمولي) هو (الناصر بدليل آخر الحديث)‬ ‫فال يمكن أن يتمسّك بها في ّ‬
‫وه‪00000000000000000000000000000000000000000000000000000000‬و قول‪00000000000000000000000000000000000000000000000000000000‬ه وال من وااله الخ‪.‬‬
‫(وألن مفعل بمعني أفعل لم يذكره أحد) من أئ ّمة العربيّة‪.‬‬
‫وقوله تعالي (ومأواكم النار هي موالكم) أي مق ّركم وما إليه مآلكم وعاقبتكم‪ ،‬ولهذا قال هللا تعالي (وبئس‬
‫المصير) وقد قيل المراد ههنا أيضا الناصر فيكون مبالغة في نفي النصرة علي طريقة قولهم الجوع زاد‬
‫من ال زاد له‪.‬‬
‫(و) االستعمال أيضا يدل علي أن المولي ليس بمعني األولي (لج‪00‬واز) أن يق‪00‬ال (ه‪00‬و أولي من ك‪00‬ذا دون‬
‫مولي من ك‪00‬ذا و ) أن يق‪0‬ال (أولي ال‪00‬رجلين أو الرج‪00‬ال دون م‪00‬ولي) ال‪00‬رجلين أو الرج‪00‬ال (وإن س‪00‬لم) أن‬
‫أن المراد األولي بالتصرف والتدبير بل) يج‪00‬وز أن ي‪00‬راد األولي‬ ‫المولي بمعني األولي (فأين الدليل علي ّ‬
‫(في أمر من األمور كما قال هللا تعالي إن أولي الناس بإبراهيم للذين اتبعوه) وأراد األولوي‪00‬ة في االتّب‪00‬اع‬
‫واالختصاص به والقرب منه ال في التص‪00‬رف في‪00‬ه (وتق‪00‬ول التالم‪00‬ذة نحن أولي بأس‪00‬تاذنا ويق‪00‬ول األتب‪00‬اع‬
‫نحن أولي بسلطاننا) وال يريدون األولويّة في التصرف والتدبير بل في أمر ما والصحّة واالستفس‪0‬ار) إذ‬
‫يجوز أن يقال في أي شئ هو أولي في نصرته أو محبت‪00‬ه أو التص‪00‬رف في‪00‬ه (و ) لص ‪0‬حّة (التقس‪00‬يم) ب‪00‬أن‬
‫يقال كون فالن أولي بزيد أ ّما في نصرته وأ ّما في ضبط أمواله وأ ّما في تدبيره والتصرف فيه وحينئذ ال‬
‫يد ّل الحديث علي إمامته‪ .‬شرح المواقف‪.361/8 0:‬‬
‫كالم التفتازاني سعد الدين والقوشجي‪:‬‬
‫قال التفتازاني المتوفي ‪ ،793‬في شرح المقاصد‪ ،‬والقوش‪00‬جي علي بن محم‪00‬د المت‪00‬وفي ‪ ،879‬في‪ ‬مؤلّ‪00‬ف‬
‫كت‪000‬اب ش‪000‬رح التص‪000‬ريف‪ ،‬المقاص‪000‬د وش‪000‬رحه‪ .‬ش‪000‬رح المقاص‪000‬د‪ .273/5 :‬ش‪000‬رح التجري‪000‬د ولفظهم‪000‬ا‬
‫واحد‪ :‬شوارق اإللهام في شرح التجريد‪.477 :‬‬
‫إن المولي قد يراد به المعتق والحليف والج‪0‬ار وابن العم والناص‪0‬ر واألولي بالتص‪0‬رف‪ ،‬ق‪0‬ال هللا تع‪0‬الي‪:‬‬ ‫ّ‬
‫(ماواكم النار هي موالكم)‪،‬اي اولي بكم‪ ،‬ذكره ابوعبيدة‪ ،‬وقال النبي (ص)‪" :‬ايما امراة نكحت بغير اذن‬
‫موالها‪ ،"...‬اي االولي بها والمالك لتدبيرامرها‪ ،‬ومثله في الشعر كثير‪.‬‬
‫وبالجملة‪ :‬استعمال (المولي) بمعني المتولي والمالك لالم‪00‬ر واالولي بالتص‪00‬رف ش‪00‬ائع في كالم الع‪00‬رب‪،‬‬
‫منقول عن كثير من ائمة اللغة‪ ،‬والمراد انه اسم لهذا المعني‪ ،‬ال انه صفة بمنزل‪0‬ة االولي‪ ،‬ليع‪0‬ترض بان‪0‬ه‬
‫ليس من صيغة افعل التفضيل وانه اليستعمل استعماله‪ .‬انتهي‪.‬‬
‫الجواب عن شبهة التفتازاني‪0:‬‬
‫أ ّواًل ‪ :‬يمكن لنا أن ال نستد ّل بالح‪0‬ديث المش‪00‬تمل علي لف‪0‬ظ الم‪0‬ولي‪ ،‬ب‪00‬ل نس‪0‬تد ّل باألح‪0‬اديث األخ‪00‬ري ال‪0‬تي‬
‫جاءت بلفظ "الولي"‪ 0‬و "األمير" ونحو ذلك من األلفاظ‪ .‬كما في‪:‬‬
‫الغدير‪ :18/1 :‬عن براء بن عازب األنصاري المتوفي ‪ ،72‬في مسند أحم‪00‬د ج ‪ 4‬ص ‪ ،281‬وس‪00‬نن ابن‬
‫ماجة ج ‪ 1‬ص ‪ 28‬و ‪ 29‬عن ابن جدعان عن عدي عنه قال‪ :‬أقبلنا مع رسول هللا ﷵ في حجت‪00‬ه ال‪00‬تي‬
‫حج فنزل في بعض الطريق فأمر بالصالة جامعة فأخذ بيد علي فقال‪ :‬ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟‬
‫قالوا‪ :‬بلي‪ ،‬قال‪ :‬ألست أولي بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا‪ :‬بلي‪ .‬قال‪ :‬فهذا ولي من أنا م‪00‬واله‪ ،‬أللهم وال من‬
‫وااله‪ ،‬وعاد من عاداه‪.‬‬
‫وعن خص‪00‬ايص النس‪00‬ائي ص ‪ 16‬عن أبي إس‪00‬حاق عن‪00‬ه‪ ،‬وت‪00‬اريخ الخطيب البغ‪00‬دادي ج ‪ 14‬ص ‪،236‬‬
‫وتفسير الطبري ج ‪ 3‬ص ‪ ،428‬وتهذيب الكمال في أسماء الرجال‪.‬‬
‫الغدير‪ :23/1 :‬أبو جنيدة جندع بن عمرو بن مازن األنصاري روي ابن األثير في أس‪0‬د الغاب‪0‬ة ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ ،308‬قال‪ :‬سمعت النبي صلي هللا عليه وسلم يقول‪ ...:‬وقد انصرف من حجة الوداع فلما نزل غدير خم‬
‫ق‪0‬ام في الن‪0‬اس خطيب‪0‬ا وأخ‪0‬ذ بي‪0‬د علي وق‪0‬ال‪ :‬من كنت م‪0‬واله فه‪0‬ذا ولي‪0‬ه‪ ،‬أللهم وال من وااله‪ ،‬وع‪0‬اد من‬
‫عاداه‪.‬‬
‫الغدير‪ :30/1 :‬وفي الخصايص للنسائي ص ‪ ،15‬عن زيد بن أرقم قال‪ :‬لما رجع النبي ﷵ من حج‪00‬ة‬
‫الوداع‪ ...‬ثم قال‪ :‬إن هللا موالي وأنا ولي كل مؤمن ثم إنه أخذ بيد علي ‪ t‬فقال‪ :‬من كنت وليه فه‪00‬ذا ولي‪00‬ه‪،‬‬
‫أللهم وال من وااله‪ ،‬وعاد من عاداه‪ ،‬فقلت لزيد‪ :‬سمعته من رسول هللا ﷵ؟‬
‫الغ‪00‬دير‪ :33/1 :‬ورواه ابن طلح‪00‬ة الش‪00‬افعي في مط‪00‬الب الس‪00‬ئول ص ‪ 16‬نقال عن الترم‪00‬ذي عن زي‪00‬د‪ ،‬و‬
‫الحافظ أبو بكر الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 9‬ص ‪ 104‬من طريق أحمد والطبراني وال‪00‬بزار بإس‪00‬نادهم‬
‫عن زيد وفي ص ‪ 163‬ولفظ‪00‬ه في الثاني‪00‬ة‪ ،‬فق‪00‬ال‪ :‬من كنت أولي ب‪00‬ه من نفس‪00‬ه فعلي ولي‪00‬ه‪ ،‬أللهم وال من‬
‫وااله‪ ،‬وعاد من عاداه‪.‬‬
‫الغدير‪ :36/1 :‬قال محمد بن إسماعيل اليمني في الروضة الندية شرح التحف‪00‬ة العلوي‪00‬ة بع‪00‬د ذك‪00‬ر ح‪00‬ديث‬
‫الغدير بشتي طرقه‪ :‬وذكر الخطبة بطولها الفقيه العالمة الحميد المحلي في محاس‪00‬ن األزه‪00‬ار بس‪00‬نده إلي‬
‫زيد بن أرقم‪ ،‬قال‪ :‬أقبل النبي ﷵ في حجة الوداع حتي نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدين‪00‬ة‪ ،‬ثم أخ‪00‬ذ‬
‫بيد علي بن أبي طالب ورفعها‪ ،‬فق‪00‬ال‪ :‬من كنت ولي‪00‬ه فه‪00‬ذا ولي‪00‬ه‪ ،‬أللهم وال من وااله‪ ،‬وع‪00‬اد من ع‪00‬اداه‪،‬‬
‫قالها ثالثا‪.‬‬
‫ورواه بهذا اللفظ والتفصيل حرفيا الحافظ المغازلي الواسطي الشافعي في المناقب‬
‫الغدير‪ :38/1 :‬وفي الخصايص ص ‪ 4‬بإسناده عن عب‪00‬د ال‪00‬رحمن بن س‪00‬ابط عن س‪00‬عد ق‪00‬ال‪ :‬كنت جالس‪00‬ا‬
‫فتنقصوا ثم قال‪ :‬من كان هللا ورسوله وليه فهذا وليه‪ ،‬أللهم وال من وااله‪ ،‬وعاد من عاداه‪.‬‬
‫ورواه في ص ‪ 18‬عن عامر بن سعد عنه‪ ،‬وعن ابن عيينة عن عايشة بنت سعد عنه‪ ،‬ورواه عبد هللا بن‬
‫أحمد بن حنبل كما في العمدة ص ‪ 48‬باإلسناد عن عبد هللا بن الص‪00‬قر س‪00‬نة ‪ 299‬ق‪00‬ال ح‪00‬دثنا يعق‪00‬وب بن‬
‫حمدان بن كاسب حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه‪ ،‬وربيعة الجرش‪00‬ي عن س‪00‬عد‪ .‬وأخ‪00‬رج الحاف‪00‬ظ‬
‫الكبير محمد بن ماجة في السنن ج ‪ 1‬ص ‪.30‬‬
‫الغدير‪ :41/1 :‬وروي الحافظ الهيثمي في مجمع الزوايد ج ‪ 9‬ص ‪ 107‬من طري‪00‬ق ال‪00‬بزار عن س‪00‬عد أن‬
‫رسول هللا ﷵ أخذ بيد علي فقال‪ :‬ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت ولي‪00‬ه فعلي ولي‪00‬ه ثم ق‪00‬ال‬
‫الهيثمي‪ :‬رواه البزار ورجاله ثقات‪ .‬الغدير‪.214/1 ،92/1 ،58/1 ،51/1 :‬‬
‫الغدير‪ :215/1 :‬ال تحل إمرة المؤمنين بعدي ألحد غيره‪ .‬ثم رفعه إلي السماء ح‪00‬تي ص‪00‬ارت رجله م‪00‬ع‬
‫ركب‪00‬ة الن‪00‬بي ﷵ وق‪00‬ال‪ :‬معاش‪00‬ر الن‪00‬اس‪ ,‬ه‪00‬ذا أخي ووص‪00‬يي وواعي علمي وخليف‪00‬تي علي من آمن بي‬
‫وعل ّي‪.‬‬
‫شهادة علماء اللغة بمجئ مولي بمعني أولي‬
‫وثانيًا‪ :‬قد شهد ع ّدة من كبار علماء اللغة والتفس‪00‬ير واألدب من أه‪00‬ل الس‪00‬نة علي مجئ "الم‪00‬ولي" بمع‪00‬ني‬
‫"األولي" قد ذكر منهم العاّل مة األميني والمحقق المتتبّع الس ‪0‬يّد الميالني إثن‪00‬ان وأربع‪00‬ون رجاًل ‪ .‬من أراد‬
‫فليرجع‪ ‬نفحات األزهار‪ .13/8 :‬ونحن هنا أقوال ع ّدة كانوا أئ ّمة الناس في اللغة والشعر واألدب‪ ،‬فمنهم‪:‬‬
‫‪ - 1‬الكلبي محمد بن السائب المفسّر النسّابة‪ ،‬المتوفي ‪:146‬‬
‫‪ - 2‬الزجاج‪ ،‬أبو إسحاق المتوفي‪.311 ،‬‬
‫‪ - 3‬الفراء‪ ،‬يحيي بن زياد المتوفي‪.207 ،‬‬
‫‪ - 4‬وأبي عبيدة‪ ،‬معمر بن المثني اللغوي‪ ،‬المتوفي ‪.210‬‬
‫‪ - 5‬األخفش أبو الحسن سعيد بن مسعدة النحوي المتوفي ‪.215‬‬
‫‪ - 6‬المبرد أبو العباس المتوفي ‪.285‬‬
‫أ ّما قول الكلبي‪ ،‬والزجاج والفرّاء وأبي عبيدة فه‪00‬و ورد في تفس‪00‬ير الكب‪00‬ير للفخ‪00‬ر ال‪00‬رازي بتفس‪00‬ير قول‪00‬ه‬
‫تعالي‪( :‬هي موالكم وبئس المصير) م‪00‬أواكم الن‪00‬ار هي م‪00‬والكم وبئس المص‪00‬ير‪ .‬وفي لف‪00‬ظ الم‪00‬ولي ههن‪00‬ا‬
‫أقوال‪ :‬الحديد‪.15 :‬‬
‫أحدها‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬موالكم أي مصيركم‪ .‬وتحقيقه‪ :‬أن المولي موضع الولي وه‪00‬و الق‪00‬رب‪ ،‬ف‪00‬المعني‪:‬‬
‫إن النار هي موضعكم الذي تقربون منه وتصلون إليه‪ .‬والثاني ق‪00‬ال الكلبي‪ :‬يع‪00‬ني أولي بكم‪ .‬وه‪00‬و ق‪00‬ول‬
‫الزجاج والفرّاء وأبي عبيدة‪ ...‬التفسير الكبير ‪ .227/29‬وعن الكلبي في تفسير أبو حيّ‪00‬ان‪ ،‬بتفس‪00‬ير قول‪00‬ه‬
‫تعالي (قل لن يصيبنا إال ما كتب هللا لنا هو موالنا وعلي هللا فليتوكل المؤمنون)‪ 0‬التوبة‪.51 :‬‬
‫صه‪ :‬هو موالنا‪ .‬أي ناصرنا وحافظنا‪ ،‬قاله الجمهور‪.‬‬ ‫قال ما ن ّ‬
‫وقال الكلبي‪ :‬أولي بنا من أنفسنا في الموت والحي‪00‬اة‪ ،‬وقي‪00‬ل‪ :‬مالكن‪00‬ا وس‪0‬يّدنا‪ ،‬فله‪00‬ذا يتص‪0‬رّف كي‪00‬ف ش‪00‬اء‬
‫فيجب الرضا بما يصدر من جهته‪ .‬وقال‪( :‬ذلك ب‪0‬أن هللا م‪00‬ولي ال‪00‬ذين آمن‪00‬وا وأن الك‪00‬افرين ال م‪0‬ولي لهم)‬
‫فهو موالنا الذي‪ ‬محمد‪ .11 :‬يتواّل نا ويتواّل هم‪ .‬البحر المحيط ‪ ،52/5‬لمحمد بن يوسف أبو حيان المتوفي‬
‫‪.654‬‬
‫ترجمة الكلبي محمد بن السائب‪:‬‬
‫أثني عليه الحافظ ابن عدي بقوله‪ :‬هو معروف بالتفسير وليس ألحد تفسير أطول وال أش‪00‬بع من‪00‬ه‪ ،‬وبع‪00‬ده‬
‫مقاتل‪ ،‬إال أن الكلبي يفضل علي مقاتل‪ ،‬لما قيل في مقاتل من المذاهب الرديّة‪ ،‬وح ّدث عن الكلبي‪ 0:‬شعبة‬
‫والثوري وهشيم‪ ،‬والثقات‪ ،‬ورضوه في التفسير‪ ....‬تذهيب التهذيب للذهبي‪ :‬ترجمة الكلبي‪.‬‬
‫ترجمة الفراء‪:‬‬
‫قال ابن خلكان‪ :‬أبو زكريّا يحيي بن زياد بن عبد هللا بن منظ‪00‬ور األس‪00‬لمي‪ ،‬المع‪00‬روف ب‪00‬الفراء‪ ،‬ال‪00‬ديلمي‬
‫الكوفي‪ ،‬كان أبرع الكوفيّين‪ ،‬وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون األدب‪.‬‬
‫ّ‬
‫حكي عن أبي العباس ثعلب‪ ،‬أنّه قال‪ :‬ل‪00‬وال الف‪00‬راء لم‪00‬ا ك‪00‬انت العربيّ‪00‬ة‪ ،‬ألنّ‪00‬ه خلص‪00‬ها وض‪00‬بطها‪ ،‬ول‪00‬و ال‬
‫الف‪00‬راء لس‪00‬قطت العربيّ‪00‬ة‪ ،‬ألنه‪00‬ا ك‪00‬انت تتن‪00‬ازع‪ ،‬وي‪00‬دعيها ك‪00‬ل من أراد‪ ،‬ويتكلم الن‪00‬اس فيه‪00‬ا علي مق‪00‬ادير‬
‫عقولهم وقرائحهم‪ .‬فتذهب‪ .‬وفيات األعيان‪.225/5 :‬‬
‫رأس‪00‬ا في‬
‫قال اليافعي‪ :‬اإلمام البارع النحوي‪ ،‬يحيي بن زياد الفراء الكوفي‪ ،‬أجل أصحاب الكسائي‪ ،‬كان ً‬
‫النحو واللغة‪ ،‬أبرع الكوفيين وأعلمهم بفنون األدب ‪ ...‬مرآة الجنان حوادث ‪.207‬‬
‫ترجمة الزجاج‪:‬‬
‫قال السمعاني‪ :‬والمشهور بهذه النسبة أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل النحوي الزج‪00‬اج‪ ،‬ص‪00‬احب‬
‫كتاب معاني القرآن‪ .‬كان من أهل الفضل والدين‪ ،‬حسن االعتقاد‪ ،‬حميد الم‪00‬ذهب‪ ،‬ول‪00‬ه مص ‪0‬نّفات حس‪00‬ان‬
‫في األدب‪ ...‬األنساب‪ ،156/3 :‬الزجاج‪.‬‬
‫ترجمة أبي عبيدة‪:‬‬
‫قال الذهبي‪ :‬أبو عبيدة معمر بن المثني البصري‪ ،‬اللغوي الحافظ‪ ،‬صاحب التصانيف ‪ ...‬قال الحاف‪00‬ظ‪ :‬لم‬
‫يكن في األرض خارج ّي وال جماعي‪ ،‬عالم بجمي‪0‬ع العلوم من أبي عبي‪0‬دة‪ .‬وذك‪0‬ره ابن المب‪0‬ارك فص‪0‬حّح‬
‫رواياته‪ .‬مات أبو عبيدة سنة عشر ومائتين‪ ،‬وقيل سنة تسع‪ .‬تذكرة الحفاظ‪.371/1 :‬‬
‫وقال السيوطي نقال عن أبي الطيب اللغوي بعد ذكر الخليل‪ :‬وكان في هذا العصر ثالث‪00‬ة هم أئم‪00‬ة الن‪00‬اس‬
‫في اللغة والشعر وعلوم العرب‪ ،‬لم ير قبلهم وال بعدهم مثلهم‪ ،‬عنهم أخذ جل ما في أيدي الن‪00‬اس من ه‪00‬ذا‬
‫العلم ب‪00‬ل كله‪ ،‬وهم أب‪00‬و زي‪00‬د‪ ،‬وأب‪00‬و عبي‪00‬دة‪ ،‬واألص‪00‬معي‪ ،‬وكلهم أخ‪00‬ذوا عن أبي عم‪00‬رو اللغ‪00‬ة والنح‪00‬و‬
‫والشعر‪ .‬خالصة عبقات األنوار‪ ،33/8‬نفحات األزهار ‪ .30/8‬نقاًل عن المزهر في اللغة‪.249/2 :‬‬
‫قول األخفش في معني المولي‪:‬‬
‫وم ّمن نص علي مجئ (الم‪00‬ولي) بمع‪00‬ني (األولي)‪ 0:‬أب‪00‬و الحس‪00‬ن س‪00‬عيد بن مس‪00‬عدة المجاش‪00‬عي المع‪00‬روف‬
‫باألخفش‪...‬‬
‫إن أبا عبيدة‪ ،‬وإن قال في قوله تعالي (مأواكم النار هي موالكم) الحديد‪ .15 :‬معن‪00‬اه‪:‬‬ ‫قال الفخر الرازي‪ّ :‬‬
‫هي أولي‪  ‬بكم‪ .‬وذكر هذا أيض‪00‬ا األخفش والزج‪00‬اج وعلي بن عيس‪00‬ي واستش‪00‬هدوا ب‪00‬بيت لبي‪00‬د‪ ....‬الغ‪00‬دير‪:‬‬
‫‪ 345/1‬عن نهاية العقول في الكالم ودراية األصول ‪ -‬مخطوط‪.‬‬
‫ترجمة األخفش‬
‫قال ابن خلك‪00‬ان‪ :‬أب‪00‬و الحس‪00‬ن س‪0‬عيد بن مس‪0‬عدة المجاش‪00‬عي ب‪0‬الوالء النح‪0‬وي البلخي المع‪0‬روف ب‪00‬األخفش‬
‫األوسط‪ .‬أحد نحاة البصرة‪ ...‬من أئمة العربية‪ ،‬وأخذ النحو عن سيبويه وكان أكبر منه‪ ،‬وكان يق‪00‬ول‪ :‬م‪00‬ا‬
‫وضع سيبويه في كتابه شيئا إال وعرضه علي وكان ي‪00‬ري أن‪00‬ه أعلم ب‪00‬ه م‪00‬ني وأن‪00‬ا الي‪00‬وم أعلم ب‪00‬ه من‪00‬ه‪...‬‬
‫وكانت وفاته سنة خمس عشرة ومائتين‪ ،‬وقيل سنة إحدي وعشرين ومائتين رحمه هللا تع‪00‬الي ‪ ...‬وفي‪00‬ات‬
‫األعيان‪ - 2 .122/2 :‬اليافعي‪ :‬وفيها األخفش األوسط إمام العربية ‪ ...‬مرآة الجنان حوادث ‪.215‬‬
‫قول المبرد في معني المولي‪:‬‬
‫أبو العباس المبرد وأما حكم أبي العب‪0‬اس محم‪0‬د بن يزي‪0‬د الم‪0‬برد المت‪0‬وفي ‪ 285‬بمجئ (الم‪0‬ولي) بمع‪0‬ني‬
‫(األولي) فقد ذكره علم الهدي السيد المرتضي‪ 0‬رض‪00‬ي هللا عن‪00‬ه حيث ق‪00‬ال‪ :‬ق‪00‬ال أب‪00‬و العب‪00‬اس ب‪00‬المبرد في‬
‫كتابه المترجم عن صفات هللا تعالي‪ :‬أصل يا ولي أولي الذي هو أولي وأحق‪ ،‬ومثله المولي‪ .‬الش‪00‬افي في‬
‫اإلمامة‪.123 :‬‬
‫ترجمة المبرد‪ :‬أبو العباس محمد بن يزيد األزدي البصري المعروف بالمبرد‪.‬‬
‫وقد نصّ جالل الدين السيوطي علي وثاقته حيث ق‪00‬ال‪ :‬وك‪00‬ان فص‪00‬يحًا بلي ًغ‪00‬ا مفوهً‪00‬ا ثق‪00‬ة أخباريًّ‪00‬ا عاّل م‪00‬ة‬
‫صاحب نوادر وظرافة‪ .‬بغية الوع‪00‬اة‪ ،269/1 :‬وللم‪00‬برد ترجم‪00‬ة في كث‪00‬ير من كتب الت‪00‬اريخ واألدب م‪00‬ع‬
‫المدح العظيم والثناء الجميل‪ )1( :‬وفيات األعيان‪ )2( .314/4 :‬العبر في خبر من غبر حوادث‪.285 :‬‬
‫(‪ )3‬تاريخ بغداد‪ )4( .387-3/380 :‬مرآة الجنان حوادث‪ )5( .285 :‬بغية الوعاة ‪ )6( .1/269‬المنتظم‬
‫في تاريخ األمم ‪.11-7/9‬‬
‫بأن للحديث قرائن متّصلة ومنفص‪0‬لة تنفي‬ ‫القرائن التي تعيّن كون المولي بمعني أولي األمر وثالثًا‪ :‬نقول ّ‬
‫ارادة غ‪0000000000000‬ير أولي األم‪0000000000000‬ر من لف‪0000000000000‬ظ الم‪0000000000000‬ولي ف‪0000000000000‬ترفع اإلبه‪0000000000000‬ام‪.‬‬
‫فإليك البيان‪:‬‬
‫القرينة األولي‪ :‬قوله قبل حديث الغدير‪" :‬ألست أولي بكم من أنفس‪0‬كم" ق‪0‬ول رس‪00‬ول هللا (ص) في مقدم‪00‬ة‬
‫الحديث وهي‪" :‬ألست أولي بكم من أنفس‪00‬كم ‪ .quot‬ذك‪00‬ر العاّل م‪00‬ة األمي‪00‬ني ‪ 63‬مص‪00‬درًا له‪00‬ذا الح‪00‬ديث من‬
‫طريق العا ّمة واليك بعضها‪:‬‬
‫في طريق الحافظ عبد الرزاق عن معمر عن ابن جدعان عن عدي عن البراء‪ ،‬قال‪ :‬خرجنا م‪00‬ع رس‪00‬ول‬
‫هللا ﷵ حتي نزلنا غدير خم بعث مناديًا ينادي فل ّما اجتمعن‪00‬ا ق‪00‬ال‪" :‬ألس‪00‬ت أولي بكم من أنفس‪00‬كم؟ قلن‪00‬ا‪:‬‬
‫بلي يا رسول هللا‪ .‬قال‪ :‬ألست أولي بكم من أ ّمه‪00‬اتكم؟ قلن‪00‬ا‪ :‬بلي ي‪00‬ا رس‪00‬ول هللا‪ .‬ق‪00‬ال‪ :‬ألس‪00‬ت أولي بكم من‬
‫آبائكم؟ قلنا‪ :‬بلي يا رسول هللا‪ .‬قال‪ :‬ألست؟ ألست؟ ألست؟ قلنا‪ :‬بلي ي‪00‬ا رس‪00‬ول هللا‪ .‬ق‪00‬ال‪ :‬من كنت م‪00‬واله‬
‫فعلي مواله‪ ,‬أللهم وال من وااله‪ ،‬وعاد من ع‪00‬اداه‪ .‬فق‪00‬ال عم‪00‬ر بن الخط‪00‬اب‪ :‬هنيئ‪00‬ا ل‪00‬ك ي‪00‬ا بن أبي ط‪00‬الب‬
‫أصبحت اليوم ول ّي ك ّل مؤمن ‪ .quot‬السنن الك‪00‬بري للنس‪00‬ائي‪ 5/132 :‬ح ‪ ،8473‬مس‪00‬ند أحم‪00‬د‪ 281/4 :‬ح‬
‫‪ ،11‬ح‪00‬ديث ال‪00‬براء عن‪00‬ه (ص) ت‪00‬اريخ الخطيب البغ‪00‬دادي ج ‪ 14‬ص ‪ ،236‬وتفس‪00‬ير الط‪00‬بري ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ ،428‬تهذيب الكمال في أس‪00‬ماء الرج‪0‬ال‪ 20/484 :‬رقم ‪ ،4089‬الكش‪00‬ف والبي‪00‬ان للثعلبي‪ :‬الورق‪00‬ة ‪181‬‬
‫س‪00‬ورة المائ‪00‬دة‪ :‬اآلي‪00‬ة ‪ ،67‬االس‪00‬تيعاب‪ :‬القس‪00‬م الث‪00‬الث ‪ 1099‬رقم ‪،1855‬الري‪00‬اض النض‪00‬رة‪،3/113 :‬‬
‫التفسير الكبير‪ ،49/12 0:‬مصنّف ابن أبي ش‪00‬يبة‪ 78/12 :‬ح ‪ ،12167‬البداي‪00‬ة والنهاي‪00‬ة‪ 229/5 :‬ح‪00‬وادث‬
‫سنة ‪10‬ه‪ ،‬و ‪ 386/7‬حوادث سنة ‪40‬ه‪.‬‬
‫وفي سنن ابن ماجة‪ :‬فهذا ولي من أنا مواله‪ ،‬أللهم وال من وااله‪ ،‬وعاد من ع‪00‬اداه‪ .‬س‪00‬نن ابن ماج‪00‬ة ج ‪1‬‬
‫ص ‪.43‬‬
‫قال األميني‪ :‬فلو كان صلي هللا عليه وآله يريد في كالمه غير المعني ال‪00‬ذي ص‪0‬رّح ب‪00‬ه في المقد ّم‪00‬ة لع‪00‬اد‬
‫لفظه محلول العُري‪ ،‬مختزاًل بعضه عن بعض‪ ،‬وكان في معزل عن البالغة وهو أفصح البلغ‪00‬اء‪ ،‬وأبلغ‬
‫من نطق بالضاد‪.‬‬
‫فال مساغ في االذعان بارتباط أجزاء كالم‪00‬ه‪ ،‬وه‪00‬و الح‪00‬ق في ك‪00‬ل ق‪00‬ول يلفظ‪00‬ه عن وحي ي‪00‬وحي‪ ،‬إال أن‬
‫نقول باتحاد المعني في المقدمة وذيها‪.‬‬
‫ويزيدك وضوحا وبيانا‬
‫قال س‪00‬بط ابن الج‪00‬وزي الحنفي بع‪00‬د ع‪ّ 0‬د مع‪00‬ان عش‪00‬رة للم‪00‬ولي‪ :‬عاش‪00‬رها األولي‪ ،‬والم‪00‬راد من الح‪00‬ديث‪:‬‬
‫الطاعة المخصوصة‪ ،‬فتعين الوجه العاشر وه‪00‬و األولي ومعن‪00‬اه‪ :‬من كنت أولي ب‪00‬ه من نفس‪00‬ه فعلي أولي‬
‫به‪.‬‬
‫ث ّم قال‪ :‬قد ص ّرح بهذا المعني الحاف‪0‬ظ أب‪00‬و الف‪00‬رج يح‪00‬يي بن س‪00‬عيد الثقفي االص‪00‬بهاني في كتاب‪00‬ه المس‪00‬مي‬
‫بمرج البحرين فإنه روي هذا الحديث بإسناده إلي مش‪00‬ايخه وق‪00‬ال في‪00‬ه‪ :‬فأخ‪00‬ذ رس‪00‬ول هللا ص‪00‬لي هللا علي‪00‬ه‬
‫وسلم بيد علي فقال‪ :‬من كنت وليه وأولي به من نفسه فعلي وليه‪.‬‬
‫فعلم أن جمي‪00‬ع المع‪00‬اني راجع‪00‬ة إلي الوج‪00‬ه العاش‪00‬ر‪ ،‬ودل علي‪00‬ه أيض‪00‬ا قول‪00‬ه علي‪00‬ه الس‪00‬الم‪ :‬ألس‪00‬ت أولي‬
‫بالمؤمنين من أنفسهم‪ ،‬وهذا نص صريح في إثبات إمامته وقبول طاعته‪.‬‬
‫وكذا قوله صلي هللا عليه وسلم‪ :‬وأدر الحق معه حيثما دار وكيف م‪00‬ا دار‪ ،‬في‪00‬ه دلي‪00‬ل علي أن‪00‬ه م‪00‬ا ج‪00‬ري‬
‫خالف بين علي عليه الس‪00‬الم وبين أح‪00‬د من الص‪00‬حابة إاّل والح‪00‬ق م‪00‬ع علي علي‪00‬ه الس‪00‬الم‪ ،‬وه‪00‬ذا بإجم‪00‬اع‬
‫أن العلماء إنّما استنبطوا أحكام البغاة من وقعة الجمل وصفّين‪ .‬وق‪00‬د أك‪00‬ثرت الش‪00‬عراء في‬ ‫األ ّمة‪ .‬أال تري ّ‬
‫يوم غدير خم‪ ،‬فقال حسان بن ثابت‪:‬‬
‫يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم فأسمع بالرس‪00‬ول منادي‪0‬ا وق‪00‬ال‪ :‬فمن م‪00‬والكم ووليكم فق‪0‬الوا ولم يب‪0‬دوا هن‪0‬اك‬
‫التعاميًا إلهك موالنا وأنت وليّنا ومالك منّا في الوالية عاصيًا فقال له قم يا علي فإنّني رضيتك من بع‪00‬دي‬
‫إما ًما وهاديًا فمن كنت مواله فهذا وليّه فكونوا ل‪0‬ه أنص‪0‬ار ص‪0‬دق مواليً‪0‬ا هن‪0‬اك دع‪0‬ا اللهم وال وليّ‪0‬ه وكن‬
‫للذي عادي عليًّا معاديًا‪ .‬ويروي أن النبي ﷵ لما سمعه ينشد هذه األبيات قال له‪ :‬ي‪00‬ا حس‪00‬ان‪ ،‬ال ت‪00‬زال‬
‫مؤيّدًا بروح القدس ما نصرتنا أو نافحت عنّا بلسانك‪.‬‬
‫وقال قيس بن سعد بن عبادة األنصاري‪ ،‬وأنشدها بين يدي علي عليه السالم بصفّين‪:‬‬
‫قلت لما بغي العدو علينا حسبنا ربنا ونعم الوكيل وعلي إمامنا وإمام لسوانا به أتي التنزيل‬
‫يوم قال النبي من كنت مواله فهذا مواله خطب جليل ّ‬
‫إن ما قاله النبي علي األ ّم‪00‬ة حتم م‪00‬ا في‪00‬ه ق‪00‬ال وقي‪00‬ل‬
‫وقال الكميت‪:‬‬
‫نفي عن عينك األرق الهجوعا وهما يمتري عنه الدموعا لدي الرحمن يشفع بالمثاني فكان له أب‪00‬و حس‪00‬ن‬
‫شفيعا ويوم الدوح دوح غدير خم أبان له الوالية لوأطيعا ولكن الرجال تبايعوها فلم أر مثلها خطرًا منيعا‬
‫ولهذه األبيات قصة عجيبة‪ ،‬حدثنا بها شيخنا عمرو بن الص‪00‬افي الموص‪00‬لي رحم‪00‬ه هللا تع‪00‬الي ق‪00‬ال‪ :‬أنش‪00‬د‬
‫بعضهم هذه األبيات وبات مف ّكرًا‪ ،‬فرأي عليًّا عليه السالم في المن‪00‬ام فق‪00‬ال ل‪00‬ه‪ :‬أع‪00‬د عل ّي أبي‪00‬ات الكميت‪،‬‬
‫فأنشده إيّاها حتي بلغ إلي قوله (خطرًا منيعًا) فأنشده علي عليه السالم بيتًا آخر من قوله زيادة فيها‪:‬‬
‫فلم أر مثل ذاك اليوم يو ًما ولم أر مثله حقًّا أضيعا فانتبه الرجل مذعو ًرا‪ .‬وقال السيد الحميري‪:‬‬
‫يا بائع الدين بدنياه ليس بهذا أمر هللا من أين أبغضت عليّا الرضا وأحمد قد كان يرض‪00‬اه من ال‪00‬ذي أحم‪00‬د‬
‫من بينهم يوم غدير الخم ناداه أقامه من بين أصحابه وهم حوالي‪00‬ه فس ‪ّ 0‬ماه ه‪00‬ذا علي بن أبي ط‪00‬الب م‪00‬ولي‬
‫لمن قد كنت مواله فوال من وااله يا ذا العال وعاد من قد كان عاداه‪ ‬ت‪00‬ذكرة الخ‪00‬واص‪ 20 :‬وط‪ .‬الحديث‪00‬ة‪:‬‬
‫‪ .34-28‬راجع‪ :‬الغدير‪ ،)653( 372/1 :‬شرح إحق‪0‬اق الح‪0‬ق‪ .12/21 :‬في نفح‪0‬ات األزه‪0‬ار‪ :‬ه‪0‬ذا كالم‬
‫سبط ابن الجوزي‪ ،‬وقد وفي الحق حقه وأيده بأشعار الكميت وقيس بن سعد والحميري وغيرهم‪ ،‬فم‪00‬ا ذا‬
‫بعد الحق إال الضالل‪ .‬نفحات األزهار‪.196/9 :‬‬
‫قال األميني‪ :‬ونصّ ابن طلحة الشافعي في مطالب السئول ص ‪ 16‬علي ذهاب طايفة إلي حمل اللفظ في‬
‫(‪.)653‬‬ ‫الح‪00000000000000000000000000000‬ديث علي األولي‪ .‬الغ‪00000000000000000000000000000‬دير‪372/1 :‬‬
‫القرينة الثانية‪ :‬قوله (ص) "الله ّم وال من وااله" وحديث "لو تؤ ّمروا عليًا" ذيل الحديث وهو قوله صلي‬
‫هللا عليه وآله‪ :‬أللهم وال من وااله‪ ،‬وعاد من عاداه‪ .‬في جملة من طرقه بزيادة قوله‪ :‬وانصر من نص‪0‬ره‪،‬‬
‫واخذل من خذله‪ .‬أو ما يؤدي مؤداه‪.‬‬
‫وهذه العبارة ال تلتأم إال مع معني األولويّة المالزمة لإلمامة بوجوه‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أنه صلي هللا عليه وآله كان يعلم بطبع الح‪00‬ال أن تماميّ‪00‬ة أم‪00‬ر الخالف‪00‬ة واإلمام‪00‬ة بت‪00‬وفّر األع‪00‬وان‬
‫ب‪0‬أن في المأل من يحس‪0‬ده ويحق‪00‬ده‪ ،‬وفي زم‪00‬ر المن‪00‬افقين من يض‪00‬مر ل‪00‬ه الع‪00‬داء‬ ‫وطاعة الع ّمال م‪00‬ع علم‪0‬ه ّ‬
‫ألوتار جاهليّة‪ ،‬وقد‪ ‬كما ورد في الكتاب العزيز قول‪00‬ه‪ :‬أم يحس‪00‬دون الن‪00‬اس علي م‪00‬ا آت‪00‬اهم هللا من فض‪00‬له‪.‬‬
‫أخ‪00‬رج ابن المغ‪00‬ازلي في المن‪00‬اقب‪ 267 :‬ح ‪ ،314‬وابن أبي الحدي‪00‬د في ش‪00‬رحه‪ 220/7 :‬خطب‪00‬ة ‪،208‬‬
‫والحضرمي الشافعي في الرشفة ص ‪ :27‬إنّها ن‪00‬زلت في علي وم‪00‬ا خص ب‪00‬ه من العلم‪ .‬أخ‪00‬بر ص‪00‬لي هللا‬
‫عليه وآله مجمل الحال بقوله‪" :‬إن تؤ ّمروا عليًّا وال أراكم فاعلين تجدوه هاديًا مهديًّا ‪.quot‬‬
‫كما أخرج أحمد في مسنده عن جعفر يعني الفراء عن اسرائيل عن ابي اسحق عن زيد بن يثيع عن علي‬
‫رضي هللا عنه قال قيل يارسول هللا من يؤ ّمر بعدك قال ان تؤمروا أبا بكر رضي هللا عنه تجدوه أمينا‬
‫زاهدا في الدنيا راغبا في اآلخرة وان تؤمروا عمر رضي هللا عنه تجدوه قويا أمينا ال يخاف في هللا‬
‫لومة الئم وإن تؤمروا عليا رضي هللا عنه وال أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق‬
‫المستقيم‪ .‬مسند أحمد بن حنبل‪ 175/1( ،109/1 :‬ح ‪ )861‬تاريخ مدينة دمشق‪ ،421/42 :‬وأسد الغابة‪:‬‬
‫‪ ،31/4‬واإلصابة‪ ،468/4 :‬والبداية والنهاية البن كثير‪ ،397/7 :‬كنز العمال‪ ،799/5 :‬و‪ ،630/11‬عن‬
‫حم‪ ،‬حل ‪ -‬عن علي‪ ،‬وحلية األولياء‪ 64/1 :‬رقم ‪،4‬‬
‫وفي رواية ابن حبان‪" :‬وإن تؤ ّمروا عليًّا وال أظنّكم فاعلين تجدوه هاديًا مهديًّا يسلك بكم الطريق‬
‫‪ .quot‬كتاب المجروحين‪ .210/2 :‬وهكذا نقله الذهبي والحاكم الحسكاني‪ ‬ميزان االعتدال‪:‬‬
‫‪ .363/3‬شواهد التنزيل‪ .82/1 :‬وفي كنز العمال عن فضايل الصحابة ألبي نعيم‪" :‬إن تستخلفوا عليّا‬
‫وما أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يحملكم علي المحجّة البيضاء ‪ .quot‬كنز العمال‪630/11( 160/6 :‬‬
‫ح ‪ )33072‬حلية األلياء‪ 64/1 :‬رقم ‪ ،4‬وفي فرائد السمطين‪ 266/1 :‬ح ‪ ،207‬الكفاية ص ‪.)163( 67‬‬
‫وفي حديث أبي نعيم في الحلية‪ :‬عن حذيفة قال‪ :‬قالوا‪ :‬يا رسول هللا أال تستخلف عليا؟ قال‪" :‬إن تولّوا‬
‫عليًّا تجدوه هاديًا مهديًّا يسلك بكم الطريق المستقيم ‪ .quot‬نقله في كفاية الطالب وقال‪ :‬هذا حديث حسن‬
‫عال‪ .‬حلية األولياء‪ 64/1 :‬رقم ‪ ،4‬ومناقب أمير المؤمنين (ع) لمحمد بن سليمان الكوفي‪ .448/1 :‬كفاية‬
‫الطالب ص ‪.163‬‬
‫وفي رواية الحاكم النيسابوري‪" :‬وان وليتموها عليا فهاد مهتد يقيمكم علي صراط مستقيم ‪ .quot‬هذا‬
‫حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه‪ .‬المستدرك‪.142/3 :‬‬
‫ولهذا يدعو (ص) لمن وااله ونصره‪ ،‬وعلي من عاداه وخذله‪ ،‬ليعلم الناس أن مواالته مجلبة لمواالة هللا‬
‫سبحانه‪ ،‬وأن عداؤه مدعاة لغضب هللا‪ ،‬ومثل هذا الدعاء بلفظ العا ّم ال يكون إاّل فيما كان المدعو له‬
‫دعامة الدين‪ ،‬وإمام األ ّمة‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬إن هذا الدعاء بعمومه األفرادي بالموصول‪ ،‬واألزماني‪ ،‬واألحوالي بحذف المتعلق وعدم‬
‫االستثناء‪ ،‬تدل علي عصمة اإلمام عليه السالم إلفادته وجوب مواالته ونصرته واالنحياز عن العداء له‬
‫وخذالنه علي كل أحد في ك ّل حين وعلي ك ّل حال‪ .‬ألنّه ال تصدر منه معصية‪ ،‬وال يقول إال الحق‪ ،‬وال‬
‫يعمل إال به ألنه لو صدر منه شيء من المعصية لوجب االنكار عليه‪ ،‬لعمله المنكر‪ ،‬وصاحب هذه‬
‫الصفة يجب أن يكون إماما لقبح أن يأمه من هو دونه‪ ،‬وإذا كان إماما فهو أولي الناس منهم بأنفسهم‪.‬‬
‫القرينة الثالثة‪ :‬وقوع الوالية في سياق الشهادة بالتوحيد والرسالة‬
‫قوله صلي هللا عليه وآله‪ ،‬يا أيها الناس؟ بم تشهدون؟ قالوا‪ :‬نشهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬قال‪ :‬ثم مه؟ قالوا‪:‬‬
‫وأن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬قال‪ :‬فمن وليكم؟ قالوا‪ :‬هللا ورسوله موالنا‪.‬‬
‫ثم ضرب بيده إلي عضد علي فأقامه فقال‪ :‬من يكن هللا ورسوله مواله فإن هذا موال‪.‬‬
‫فوقوع الوالية في سياق الشهادة بالتوحيد والرسالة وسردها وعقيب المولوية المطلقة هلل سبحانه‬
‫ولرسوله من بعده ال يمكن إال أن يراد بها معني اإلمامة المالزمة لألولوية علي الناس منهم بأنفسهم‪.‬‬
‫القرينة الرابعة‪ :‬قوله (ص) عقيب الحديث‪" :‬هللا أكبر علي إكمال الدين" قوله صلي هللا عليه وآله بعد‬
‫بيان الوالية في لفظ أبي سعيد وجابر "هللا أكبر علي إكمال الدين‪ ،‬وإتمام النعمة‪ ،‬الغدير‪)104( 43 /1 :‬‬
‫و ‪ ،)450( 232‬و ‪ ،)452( 233‬و‪ ،)453( 234‬و‪ .)457( 237‬ورضي الرب برسالتي‪ ،‬والوالية‬
‫لعلي بن بعدي‪.‬‬
‫كما أخرجه الترمذي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن أبي شيبة والطبري‪ ،‬وكثيرون آخرون من‬
‫"إن عليًّا منّي وأنا منه‪ ،‬وهو ول ّي كل مؤمن بعدي‪،‬‬
‫الحفاظ بطرق صحيحة‪ :‬قوله صلي هللا عليه وآله ّ‬
‫وفي آخر‪ :‬هو وليكم‪ ‬سنن الترمذي‪ 590/5 :‬ح ‪،3712‬مسند احمد‪ 6/489 :‬ح ‪،22503‬المستدرك علي‬
‫الصحيحين‪ 3/144:‬ح ‪،4652‬السنن الكبري‪ 5/45:‬ح ‪ 8146‬كتاب المناقب‪ ،‬وفي خصائص امير‬
‫المؤمنين (ع)‪ :‬ص ‪ 109‬ح ‪ ،89‬مصنف ابن ابي شيبة‪ 12/79 :‬ح ‪ .12170‬بعدي‪ .‬وما أخرجه أبو‬
‫نعيم في حلية األولياء ‪ 1‬ص ‪ 86‬وآخرون بإسناد صحيح من قوله صلي هللا عليه وآله‪ :‬من‪ ‬المستدرك‬
‫علي الصحيحين‪ 3/139 :‬ح ‪ .4642‬سره أن يحيي حياتي‪ ،‬ويموت مماتي‪ ،‬ويسكن جنة عدن غرسها‬
‫ربي‪ ،‬فليوال عليا من بعدي‪ ،‬وليقتد باألئمة من بعدي‪ ،‬فإنهم عترتي خلقوا من طينتي‪.‬‬
‫ي معني يكمل به الدين‪ ،‬ويتم النعمة‪ ،‬ويرضي الرب في عداد الرسالة غير اإلمامة التي بها تمام‬‫فأ ّ‬
‫أمرها وكمال نشرها‪.‬‬
‫القرينة الخامسة‪ :‬اإلخبار بقرب موته بقوله‪" :‬كأنّي دعيت فأجبت" قوله صلي هللا عليه وآله قبل بيان‬
‫الوالية‪" :‬كأنّي دعيت فأجبت ‪ .quot‬أو‪" :‬أنه يوشك أن أدعي فأجيب ‪.quot‬‬
‫وهو يعطينا علما بأنه صلي هللا عليه وآله كان قد بقي من تبليغه مهمة يحاذر أن يدركه األجل قبل‬
‫اإلشادة بها‪ ،‬ولم يذكر صلي هللا عليه وآله بعد هذا االهتمام إال والية أمير المؤمنين‪ ،‬وليست تلك المهمة‬
‫المنطبقة علي هذه الوالية إال معني اإلمامة المصرح بها في غير واحد من الصحاح؟ و ليس صاحبها‬
‫إال أولي الناس بأنفسهم؟‬
‫القرينة السادسة‪ :‬أمره بالتهنئة للرسالة والوالية قوله صلي هللا عليه وآله بعد بيان الوالية لعلي عليه‬
‫السالم‪" :‬هنئوني هنئوني" كما في رواية أبي سعيد الخركوشي النيسابوري المتوفي ‪ 407‬في شرف‬
‫المصطفي بإسناده عن أبي سعيد الخدري ثم قال النبي صلي هللا عليه وسلم هنئوني هنئوني إن هللا تعالي‬
‫خصني بالنبوة وخص أهل بيتي باإلمامة فلقي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقال‪ :‬طوبي لك يا أبا‬
‫الحسن أصبحت موالي ومولي كل مؤمن ومؤمنة ‪.‬‬
‫وفي رواية مردويه االصبهاني المتوفي ‪ 416‬في تفسيره عن أبي سعيد الخدري وفيه‪ :‬فلقي عليا عليه‬
‫السالم عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال‪ :‬هنيئا لك يا بن أبي طالب؟ أصبحت وأمسيت موالي ومولي كل‬
‫مؤمن ومؤمنة‪.‬‬
‫وفي رواية الثعلبي المتوفي ‪ 427‬في تفسيره‪ ... :‬فلقيه عمر فقال‪ :‬هنيئا لك يا بن أبي طالب؟ أصبحت‬
‫مولي كل مؤمن ومؤمنة‪ .‬الغدير‪.)513( 274/1 :‬‬
‫قد ذكر العاّل مة األميني قضيّة تهنئة الشيخين عن ‪ 60‬مصدرًا من مصادر أهل السنّة بمسانيد‬
‫صحاح‪ ‬الغدير‪ .)510-527( ،272/1-283 :‬برجال ثقات تنتهي إلي غير واحد من الصحابة‪.‬‬
‫كما روي الطبري محمد بن جرير في كتاب (الوالية) بإسناده عن زيد ابن أرقم عن رسول هللا (ص)‬
‫أنّه قال‪:‬‬
‫وسلّموا علي عل ّي بإمرة المؤمنين‪ ،‬وقولوا‪ :‬الحمد هلل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لوال أن هدانا هللا‪،‬‬
‫فإن هللا يعلم كل صوت وخائنة كل نفس فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه ومن أوفي بما عاهد عليه هللا‬
‫فسيؤتيه أجرا عظيما‪ ،‬قولوا ما يرضي هللا عنكم فإن تكفروا فإن هللا غني عنكم‪.‬‬
‫قال زيد بن أرقم‪ :‬فعند ذلك بادر الناس بقولهم‪ :‬نعم سمعنا وأطعنا علي أمر هللا و رسوله بقلوبنا‪ ،‬وكان‬
‫أ ّول من صافق النبي صلي هللا عليه وآله وعليا‪ :‬أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي‬
‫المهاجرين واألنصار وباقي الناس إلي أن صلي الظهرين في وقت واحد وامتد ذلك إلي أن صلي‬
‫العشائين في وقت واحد وأوصلوا‪ 0‬البيعة والمصافقة ثالثا‪.‬‬
‫ورواه أحمد بن محمد الطبري الشهير بالخليلي في كتاب (مناقب علي بن أبي طالب) المؤلّف سنة ‪411‬‬
‫بالقاهرة‪ ،‬وقال المولوي ولي هللا اللكهنوي في مرآت المؤمنين‪ ...41:‬و كان يهنأ أمير المؤمنين كل‬
‫صحابي القاه ‪.‬‬
‫وقال المؤرخ ابن خاوند شاه المتوفي ‪ 903‬في "روضة الصفا‪ "541/2:‬ثم جلس رسول هللا في خيمة‬
‫تخص به وأمر أمير المؤمنين عليا عليه السالم أن يجلس في خيمة أخري وأمر إطباق الناس بأن يهنئوا‬
‫عليا في خيمته‪ ،‬ولما فرغ الناس عن التهنئة له أمر رسول هللا أمهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه‬
‫ففعلن‪ .‬راجع الغدير‪.)508( 270/1 :‬‬
‫فصريح العبارة هو اإلمامة المخصوصة بأهل بيته الذين سيدهم والمقدم فيهم هو أمير المؤمنين عليه‬
‫السالم وكان هو المراد في الوقت الحاضر‪.‬‬
‫القرينة السابعة‪ :‬قوله (ص) "فليبلّغ الشاهد الغايب ‪.quot‬‬
‫قوله صلي هللا عليه وآله بعد بيان الوالية‪ :‬فليبلّغ الشاهد الغايب‪ .‬راجع‪ :‬الغدير‪ )83( 33/1 :‬عن مطالب‬
‫السئول‪ 16 :‬نقال عن الترمذي مجمع الزوائد ج ‪ 9‬ص ‪ 104‬وص ‪ 163‬مسند أحمد‪ 501/5 :‬ح‬
‫‪ ،18838‬المعجم الكبير للطبراني‪ 166/5 :‬ح ‪ .4971‬والغدير‪ )327( 160/1 :‬في قضيّة مناشدة أمير‬
‫المؤمنين(ع) يوم الشوري عن المناقب ص ‪ 313( 217‬ح ‪ 314‬فرائد السمطين‪ 319/1 :‬ح ‪ ،251‬الد ّر‬
‫النظيم‪ 116/1 :‬البن حاتم الشامي والغدير‪ )400( 199/1 0:‬في قضيّة مناشدة اإلمام الحسن ‪ 7‬عن كتاب‬
‫سليم بن قيس‪ 788/2 :‬ح ‪.26‬‬
‫وتلك المهمة التي تؤكد في تبليغ الغائبين ال تساوق إال معني األولي من معاني المولي دون المحبة‬
‫والنصرة‪.‬‬
‫القرينة الثامنة‪ :‬نزول العذاب علي الحارث بن النعمان أخرج الثعلبي في تفسيره (الكشف والبيان)‬
‫ان رسول هللا (ص) لما كان بغدير خم نادي الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي فقال‪ :‬من‬ ‫بسندين معتبرين ّ‬
‫كنت مواله فعلي مواله‪ .‬فشاع ذلك وطار في البالد فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري فأتي رسول هللا‬
‫(ص) ناقرة له‪ ،‬حتّي أتي األبطح‪ ،‬فنزل عن ناقته فأناخها‪ .‬فقال‪ :‬يا محمد؟ أمرتنا عن هللا أن نشهد أن‬
‫الاله ااّل هللا وأنّك رسول هللا فقبلناه‪ ،‬وأمرتنا أن نصلّي خمسًا فقبلناه منك‪ ،‬وأمرتنا بالزكاة فقبلنا وامرتنا‬
‫ان نصوم شهرا فقبلنا‪ ،‬وأمرتنا بالح ّج فقبلنا ث ّم لم ترض بهذا حتّي رفعت بضبعي ابن ع ّمك ففضّلته علينا‬
‫ان هذا‬‫وقلت‪ :‬من كنت مواله فعل ّي مواله‪ .‬فهذا شي منك أم من هللا عز وجل؟ فقال‪ :‬والّذي ال اله ااّل هو‪ّ ،‬‬
‫من هللا‪ .‬فولّي الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول‪ :‬الّلهم؟ ان كان ما يقول محمد حقًّا فأمطر علينا‬
‫حجارة من السماء أو اتنا بعذاب أليم‪ .‬فما وصل اليها حتّي رماه هللا تعالي بحجر فسقط علي ها ّمته‬
‫وخرج من ُدبُره وقتله‪ ،‬وأنزل هللا عزوجل‪( :‬سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع)‪ .‬السيرة‬
‫الحلبيّة لعل ّي بن برهان الدين الحلبي الشافعي ج ‪ 275/3‬ط البهية بمصر سنة ‪ 1320‬ه‪ ،‬الفصول المهمة‬
‫البن الصباغ المالكي ص ‪ ،25‬تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ص ‪ ،30‬تفسير أبي السعود‬
‫بهامش تفسير الرازي ج‪ 292 8/‬ط دار الطباعة العامرة بمصر‪ ،‬تفسير القرطبي ج ‪ ،278/18‬شواهد‬
‫التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ج ‪ 286/2‬حديث‪ 10311030 :‬و‪ 1033‬و‪ ،1034‬فرائد السمطين‬
‫للحمويني ج ‪ .82/1‬نظم درر السمظين للزرندي الحنفي ص ‪ ،93‬نور االبصار للشبلنجي ص ‪ 71‬ط‬
‫السعيدية وص ‪ 71‬ط العثمانية بمصر‪ ،‬ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ‪ 328‬ط الحيدرية وص ‪274‬‬
‫ط اسالمبول‪ ،‬وراجع‪ :‬الغدير ج ‪ 267-1/239‬تعليقات المراجعات ‪.209‬‬
‫أن ع ّدة من الذين سمعوا‬
‫القرينة التاسعة‪ :‬اصابة دعوة أمير المؤمنين (ع) لمن كتم حديث الغدير ثبت ّ‬
‫الحديث عن النبي (ص) قد كتموا حين ناشدهم علي بن أبي طالب (ع) ودعا عليهم وأصاب ذلك‬
‫الدعوة‪.‬‬
‫أن عليًا رضي هللا عنه سأله عن قول رسول هللا (ص)‬ ‫‪)1‬كأنس بن مالك‪ .‬كان بوجهه برص ذكر قوم ّ‬
‫ألله ّم وال من وااله وعاد من عاداه‪ .‬فقال‪ :‬كبرت سنّي ونسيت‪ .‬فقال علي‪ :‬ان كنت كاذبًا فضربك هللا‬
‫بيضاء ال تواريها العمامة‪ .‬المعارف البن قتيبة ص ‪ 194‬و‪ ،391‬شرح نهج البالغة البن أبي الحديد ج‬
‫‪ 362/1‬وج ‪ 388/4‬بمصر قديم وج ‪ 74/4‬وج ‪ 217/19‬ط مصر بتحقيق محمد ابوالفضل برقم ‪317‬‬
‫ان رجاًل سأل أنس بن مالك في آخر عمره عن علي بن أبي طالب؟ فقال‬ ‫فيه‪ :‬روي عثمان بن مطرف ّ‬
‫انّي آليت أن ال أكتم حديثًا سألت عنه في عل ّي بعد يوم الرحبة ذاك رأس المتّقين يوم القيامة سمعته وهللا‬
‫من نبيّكم‪ ،‬عبقات األنوار (حديث الثقلين) ج ‪.309/2‬‬
‫‪ )2‬البراء بن عازب‪ .‬فقد عمي ل ّما كتم حديث الغدير‪ .‬احقاق الحق ج ‪ 6‬عن‪ :‬أرجح المطالب لعبيد هللا‬
‫االمر تسري الشافعي ص ‪ 580‬ط الهور‪ ،‬األربعين حديثًا للهروي مخطوط‪ ،‬أنساب االشراف للبالذري‬
‫ج ‪ 1‬كما في البحار ج ‪ 37‬ص ‪ 197‬ط جديد‪ ،‬عبقات االنوار (حديث الثقلين) ج ‪ 312/2‬والغدير‪:‬‬
‫‪ ،193/1‬الطبعة الحديثة‪.389/1 :‬‬
‫‪ )3‬زيدن بن أرقم‪ :‬كتم الحديث فأصابه العمي‪ .‬مناقب علي بن أبي طالب البن المغازلي الشافعي ص‬
‫‪ 23‬ح ‪ 33‬ط ‪ 1‬طهران‪ ،‬شرح نهج البالغة البن أبي الحديد ج ‪ 1‬ص ‪ 362‬ط ‪ 1‬بمصر وج ‪ 4‬ص ‪74‬‬
‫ط مصر بتحقيق محمد ابوالفضل‪ ،‬السيرة الحلبية ج ‪ ،337/3‬عبقات االنوار (حديث الثقلين) ج ‪.312/2‬‬
‫‪ )4‬جرير بن عبد هللا البجلي‪ :‬رجع اعرابيًّا بعد أن دعي عليه أميرالمؤمنين عليه السالم‪ .‬انساب‬
‫االشراف للبالذري ج ‪ ،156/2‬عبقات االنوار (حديث الثقلين)‪ 0‬ج ‪.313/2‬‬
‫وذكر االميني م ّمن كتم الحديث فأصابه دعوة أمير المؤمنين (ع)‪ :‬عبد الرحمن بن مدلج ويزيد بن‬
‫وديعة‪.‬‬
‫القرينة العاشرة‪ :‬المناشدة بحديث الغدير‬
‫مناشدة أميرالمؤمنين‪( 0‬ع) في الرُحْ بَة برواية عبد الرحمن بن أبي ليلي‪:‬‬
‫قال‪" :‬شهدت عليًّا في الرحبة ينشد الناس‪ ،‬فيقول‪ :‬انشد هللا من سمع رسول هللا (ص) يقول‪ :‬يوم غدير‬
‫خم‪ :‬من كنت مواله فعلي مواله‪ ،‬ل ّما قام فشهد‪( ،‬و ال يقم ااّل من قدر رآه)‪.‬‬
‫قال عبد الرحمن‪ :‬فقام اثنا عشر بدريًّا كأنّي أنظر إلي أحدهم فقالوا‪ :‬نشهد انّا سمعنا رسول هللا (ص)‪،‬‬
‫يقول يوم غدير خم‪ :‬ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم‪ ،‬وأزواجي ا ّمهاتم؟ فقلنا‪ :‬بلي يا رسول هللا‪ .‬قال‪:‬‬
‫فمن كنت مواله فعل ّي مواله‪ ،‬الّلهم وال من وااله وعاد من عاداه ‪ .quot‬إلي أن قال فقام ااّل ثالثة لم‬
‫يقوموا فدعا علي فأصابتهم دعوته‪ .‬مسند احمد بن حنبل ج ‪ 1‬ص ‪ 119‬ط الميمنية بمصر وج ‪199/2‬‬
‫ح ‪ 961‬بسند صحيح ط دار المعارف بمصر‪ ،‬ترجمة اإلمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق البن‬
‫عساكر الشافعي ج ‪ 11/2‬ح ‪ ،506‬كنز العمال ج ‪ 151/15‬ح ‪ 430‬ط ‪ ،2‬وقريب منه في‪ :‬فرائد‬
‫السمطين ج ‪.69/1‬‬
‫وهذه المناشدة برواية أبي الطفيل‪ .‬راجع‪ :‬مسند احمد بن حنبل‪ ،‬ج ‪ 4‬ص ‪ ،370‬بسند صحيح ط الميمنية‬
‫بمصر‪ ،‬تاريخ دمشق ترجمة اإلمام عل ّي بن ابي طالب (ع) البن عساكر الشافعي ج ‪ ،2‬ص ‪ ،7‬ح‬
‫‪ ،503‬مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي ج ‪ ،9‬ص ‪ ،104‬وص ّححه‪ ،‬كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص‬
‫‪ 56‬ط الحيدرية وص ‪ 14‬ط الغري‪ ،‬خصائص النسائي الشافعي ص ‪ 100‬ط الحيدرية وص ‪ 40‬ط‬
‫بيروت‪ ،‬الغدير عن الرياض النضرة‪ 0‬ج ‪ 2‬ص ‪ ،169‬والبدخشي في نزل االبرار ص ‪ ،20‬البداية‬
‫والنهاية البن كثير الشافعي ج ‪ 5‬ص ‪ .211‬راجع‪ :‬تعليقة المراجعات‪ .185 :‬فقد روي االميني هذه‬
‫المناشدة عن أربع أصحاب وأربعة عشرًا تابعيًّا‪ .‬الغديرج ‪.166 ،1‬‬
‫احتجاج فاطمة الزهراء (س) بنت رسول هللا (ص) بحديث الغدير‪:‬‬
‫قالت‪ :‬أنسيتم قول رسول هللا (ص) يوم غدير خ ّم من كنت مواله فعل ّي مواله وقوله (ص) أنت منّي‬
‫بمنزلة هارون من موسي ‪ .8‬الضوء الالمع للسخاوي ج ‪ 9‬ص ‪ 256‬والبدر الطالع للشوكاني ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ 297‬أسني المطالب في مناقب عل ّي بن أبي طالب كما في الغدير‪.197/1 :‬‬
‫فقد ذكر العالمة االميني مناشدة أمير المومنين (ع) بحديث الغدير‪ - 1 :‬يوم الشوري‪ - 2 .‬مناشدته ايّام‬
‫عثمان‪ - 3 .‬مناشدته يوم الرحبة في الكوفة‪ - 4 .‬مناشدته يوم الجمل‪ - 5 .‬حديث الركبان في الكوفة‪-6 .‬‬
‫مناشدته يوم صفّين‪ - 7 .‬احتجاج فاطمة الزهراء بنت رسول هللا (ص) بحديث الغدير‪ - 8 .‬احتجاج‬
‫اإلمام الحسن (ع)‪ - 9 .‬مناشدة اإلمام الحسين عليه السالم‪ - 10 .‬احتجاج عبدهللا بن جعفر‪ ،‬بحديث‬
‫الغدير علي معاوية‪ - 11 .‬احتجاج برد‪ ،‬علي عمرو بن العاص بحديث الغدير‪ - 12 .‬احتجاج عمرو بن‬
‫العاص‪ ،‬بحديث الغدير علي معاوية‪ - 13.‬احتجاج ع ّمار بن ياسر‪ ،‬يوم صفّين‪ - 14.‬احتجاج االصبغ بن‬
‫نباتة‪ ،‬في مجلس معاوية‪ - 15 .‬مناشدة شابّ ‪ ،‬أبا هريرة بحديث الغدير في الكوفة‪ - 16 .‬مناشدة رجل‪،‬‬
‫زيد بن أرقم بحديث الغدير‪ - 17 .‬مناشدة رجل عراقي‪ ،‬جابر بن عبدهللا األنصاري‪ - 18 .‬احتجاج قيس‬
‫بن عبادة بحديث الغدير علي معاوية‪ - 19 .‬احتجاج دارمية الحجونيّة‪ ،‬علي معاوية‪ - 20 .‬احتجاج‬
‫عمرو االودي‪ ،‬علي مناوئي أمير المومنين عليه السالم‪ - 21 .‬احتجاج عمر بن عبدالعزيز‪-22 .‬‬
‫احتجاج المأمون علي الفقهاء بحديث الغدير‪ .‬راجع الغدير‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪ 159‬و‪.212‬‬
‫الشبهة الرابعة‪ :‬لماذا لم يبايع الناس عليًّا (ع)؟‬
‫شبهة ابن روزبهان في عدم بيعة الصحابة لعلي عليه السالم‪:‬‬
‫قال الفضل بن روزبهان را ًّدا علي الحلّي أما ما ذكر من إجماع المفسّرين علي ّ‬
‫أن اآلية نزلت في‬
‫فإن المفسّرين لم يجمعوا علي هذا‪ ،‬وأما ما روي‬‫علي‪ ‬والمراد قوله تعالي وبلغ ما انزل اليك‪ .‬فهو باطل ّ‬
‫من أن رسول هللا (ص) ذكره يوم غدير خم أخذ بيد علي وقال‪ :‬ألست أولي‪ ،‬فقد ثبت هذا في الصحاح‪،‬‬
‫وقد ذكرنا س ّر هذا في ترجمة كتاب كشف الغ ّمة في معرفة األئ ّمة‪.‬‬
‫ومجمله‪ :‬أن واقعة غدير خم كان في مرجع رسول هللا (ص) عا ّم حجّة الوداع وغدير خ ّم محل افتراق‬
‫قبايل العرب وكان النبي (ص) يعلم أنّه آخر عمره‪ ،‬وأنّه ال يجتمع العرب بعد هذا عنده مثل هذا‬
‫أن عليًّا (ع) كان بعد رسول‬ ‫ك ّ‬‫االجتماع‪ ،‬فأراد أن يوصي العرب بحفظ محبّة أهل بيته وقبيلته‪ ،‬وال ش ّ‬
‫هللا (ص) سيّد بني هاشم وأكبر أهل البيت فذكر فضائله وساواه بنفسه في وجوب الوالية والنصرة‬
‫والمحبّة معه‪ ،‬ليأخذه العرب سيدا ويعرفوا فضله وكماله‪،‬‬
‫صا جليًّا ال‬
‫ولينصف المنصف من نفسه لو كان يوم غدير خم صرح رسول هللا (ص) بخالفة علي ن ًّ‬
‫يحتمل خالف المقصود‪ ،‬أال تري العرب مع جالفتهم وكفرهم بعد رسول هللا (ص) وجعلهم األنبياء فيهم‬
‫مثل مسيلمة الكذاب و َسجاح وطليحة كانوا يسكتون علي خالفة أبي بكر وكانوا ال يتكلمون بنِباس في‬
‫أمر خالفة‪ ‬رجل تنبأ بأرض نجد وقد وضع عن قومه الصالة وأح ّل لهما الخمر والزنا وقتل في غزوة‬
‫اليمامة سنة ‪ 12‬ه وله ‪ 150‬سنة‪ .‬هي امرأة تنبّأت‪ .‬هو طليحة بن خويلد بن نوفل كان م ّمن شهد الخندق‬
‫وأسلم سنة ‪ 9‬ه ث ّم ارت ّد وا ّدعي النب ّوة في عهد أبي بكر وله وقائع كثيرة مع المسلمين ث ّم خذله هللا تعالي‬
‫وهرب حتّي لحق بأعمال دمشق ث ّم أسلم وقدم م ّكة معتمرًا ث ّم خرج إلي الشام مجاهدًا وشهد اليرموك‬
‫أن رسول هللا (ص) نصّ‬ ‫وشهد بعض حروب الفرس وقتل بنهاوند سنة ‪ 21‬ه‪ .‬أقل كالم‪ .‬علي (ع) مع ّ‬
‫علي المنبر بمحضر جميع قبائل العرب‪ :‬إن أنصف المتأمل العاقل علم أنه ال نص هناك‪ .‬شرح إحقاق‬
‫الحق‪ ،482/2 :‬دالئل الصدق‪.316/4 0:‬‬
‫اجيب بامور‪:‬‬
‫بأن بيعة أبي بكر لم تكن بإجماع من في‬ ‫‪ - 1‬لم يكن اجماع في البين وقد صرّح جمع من علماء السنّة ّ‬
‫المدينة فضاًل عن إجماع األ ّمة؛ فعلي هذا اختلفوا في ّ‬
‫أن الحكومة تنعقد ببيعة الواحد؟ أواإلثنين؟‬
‫أوالخمسة؟ أوبعهد السابق‪.‬‬
‫وقال الماوردي (ت ‪ )450‬وأبو يعلي ‪ )458‬في األحكام السلطانيّة‪ :‬اختلف العلماء في عدد من تنعقد به‬
‫اإلمامة منهم علي مذاهب شتّي‪ ،‬فقالت طائفة‪ :‬ال تنعقد إال بجمهور أهل العقد والح ّل من ك ّل بلد‪ ،‬ليكون‬
‫الرضا به عا ًّما‪ ،‬والتسليم إلمامته إجماعًا‪ ،‬وهذا مذهب مدفوع ببيعة أبي بكر رضي هللا عنه علي‬
‫الخالفة باختيار من حضرها‪ ،‬ولم ينتظر ببيعته قدوم غائب عنها‪ .‬األحكام السلطانيّة‪ .33 :‬ألبي الحسن‬
‫الماوردي من وجوه فقهاء الشافعيّة‪ .‬واالحكام السلطانيّة ألبي يعلي محمد بن الحسن الفراء الحنبلي‪:‬‬
‫‪.117‬‬
‫وقالت طائفة اخري‪ :‬أقل من تنعقد به منهم االمامة خمسة‪ ،‬يجتمعون علي عقدها أو يعقدها أحدهم برضا‬
‫األربعة استدالاًل بأمرين‪:‬‬
‫أن بيعة أبي بكر انعقدت بخمسة اجتمعوا عليها ث ّم تابعهم الناس فيها وهم‪ :‬عمر بن الخطّاب‪،‬‬ ‫أحدهما‪ّ :‬‬
‫وأبو عبيدة بن الجرّاح‪ ،‬واُسيد بن حضير‪ ،‬وبشير بن سعد‪ ،‬وسالم مولي أبي حذيفة‪.‬‬
‫أن عمر (رض) جعل الشوري في ستّة ليعقد ألحدهم برضا الخمسة وهذا قول أكثر الفقهاء‬ ‫والثاني‪ّ :‬‬
‫والمتكلّمين‪ 0‬من أهل البصرة‪.‬‬
‫وقال آخرون من أهل الكوفة‪ :‬تنعقد بثالثة يتوالها أحدهم برضا اإلثنين ليكونوا حاك ًما وشاهدين‪ ،‬كما‬
‫يص ّح عقد النكاح بول ّي وشاهدين‪.‬‬
‫ألن العباس قال لعلي رضوان هللا عليهما اُمدد يدك ابايعك فيقول الناس‬‫وقال طائفة اخري‪ :‬تنعقد بواحد؛ ّ‬
‫ع ّم رسول هللا (ص) بايع ابن ع ّمه فال يختلف عليك اثنان وألنّه حكم وحكم واحد نافذ‪ .‬األحكام السلطانيّة‬
‫للماوردي‪.79 :‬‬
‫وقال الجويني المعروف بإمام الحرمين (ت ‪ :)478‬اعلموا أنّه ال يشترط في عقد اإلمامة اإلجماع‪ ،‬بل‬
‫تنعقد اإلمامة وإن لم تجمع األ ّمة علي عقدها‪ ،‬والدليل عليه ّ‬
‫أن اإلمامة ل ّما عقدت ألبي بكر ابتدر‬
‫إلمضاء أحكام المسلمين‪ ،‬ولم يتأن النتشار األخبار إلي من نأي من الصحابة في األقطار‪ ،‬ولم ينكر‬
‫منكر‪ .‬فإذا لم يشترط اإلجماع في عقد اإلمامة لم يثبت عدد معدود وال حد محدود‪ ،‬فالوجه الحكم بأن‬
‫اإلمامة تنعقد بعقد واحد من أهل الحل والعقد‪ .‬كتاب اإللهيّات‪.523/2 :‬‬
‫قال عضد الدين اإليجي (ت ‪ )756‬في المواقف‪ :‬وإذا ثبت حصول اإلمامة باالختيار والبيعة‪ ،‬فاعلم ّ‬
‫أن‬
‫ذلك ال يفتقر إلي اإلجماع‪ ،‬إذ لم يقم عليه دليل من العقل أو السمع‪ ،‬بل الواحد واإلثنان من أهل الح ّل‬
‫أن الصحابة مع صالبتهم في الدين اكتفوا بذلك‪ ،‬كعقد عمر ألبي بكر‪ ،‬وعقد عبد‬ ‫والعقد كاف‪ ،‬لعلمنا ّ‬
‫الرحمن بن عوف لعثمان‪ ،‬ولم يشترطوا اجتماع من في المدينة فضاًل عن اجتماع األ ّمة‪ .‬هذا ولم ينكر‬
‫عليه أحد‪ ،‬وعليه انطوت األعصار إلي وقتنا هذا‪ .‬المواقف في علم الكالم ط مصر ‪1325‬ه‪.351 /8 :‬‬
‫قال اإلمام ابن العربي (ت ‪ :)543‬ال يلزم في عقد البيعة لالمام أن تكون من جميع األنام بل يكفي لعقد‬
‫ذلك إثنان أو واحد‪ .‬شرح سنن الترمذي‪.229/13 :‬‬
‫قال القرطبي (ت ‪ )671‬فإن عقدها واحد من أهل الح ّل والعقد فذلك ثابت ويلزم الغير فعله خالفًا لبعض‬
‫أن عمر (رض) عقد البيعة ألبي بكر‬ ‫الناس حيث قال‪ :‬ال ينعقد إاّل بجماعة من أهل الح ّل والعقد ودليلنا ّ‬
‫ولم ينكر أحد من الصحابة ذلك فوجب أن يفتقر إلي عدد يعقدونه كسائر العقود‪ .‬جامع أحكام القرآن‪:‬‬
‫‪.272 ،269/1‬‬
‫ونقل أبو يعلي الفرّاء الحنبلي‪ :‬قول بعضهم إنّها تثبت بالقهر والغلبة وال يفتقر إلي العقد ومن غلب‬
‫عليهم بالسيف حتّي صار خليفة‪ ،‬وسم ّي أمير المؤمنين‪ ،‬فال يح ّل ألحد يؤمن باهلل واليوم اآلخر أن يبيت‬
‫وال يراه إما ًما‪ ،‬ب ًّرا كان أو فاج ًرا‪ ،‬فهو أمير المؤمنين‪ ...‬وقال‪ :‬في اإلمام يخرج عليه من يطلب الملك‬
‫بأن ابن عمر صلّي بأهل المدينة‬‫فيكون عم هذا قوم ومع هذا قوم (تكون الجمعة مع من غلب) واحت ّج ّ‬
‫في زمن الحرّة وقال‪ :‬نحن مع من غلب‪ ‬األحكام السلطانيّة‪ .117 :‬قال المولي محمد صالح المازندراني‪0:‬‬
‫يسندون أصلهم وهو خالفة األول إلي إجماع ما كان إال بعض من في المدينة في ذلك الزمان مسندا إلي‬
‫قياس بصالة خلفه برضي عنه (صلي هللا عليه وآله) وأنه أمر أخروي واإلمامة أمر دنيوي فيرضي له‬
‫أيضا مع أنهم صرحوا في بابها بأنها رياسة عامة في الدين والدنيا مع تجويزهم الصالة خلف كل فاسق‬
‫وفاجر ويتركون ما نقلوه من النصوص بسبب ذلك مع نقلهم أن عليا (عليه السالم) ما بايع إال بعد فوت‬
‫فاطمة (عليها السالم) وبالجملة من تفكر فيما قالوا فقط من غير شئ آخر مذكور في طرقنا لجزم إما‬
‫بجنونهم أو قلة مباالتهم أو غفلتهم‪ .‬شرح أصول الكافي ج ‪ 12‬ص ‪.411‬‬
‫‪ - 2‬تخلّف عا ّمة المهاجرين وج ّل األنصار عن بيعة أبي بكر قال الزبير بن بكار‪ :‬وكان عا ّمة‬
‫أن عليًّا هو صاحب األمر بعد رسول هللا (ص)‪ .‬األخبار الموفّقيات‬ ‫المهاجرين وج ّل األنصار ال يش ّكون ّ‬
‫البن بكار (ت ‪ ،580 :)272‬ومثله في تاريخ اليعقوبي‪.103/2 :‬‬
‫وغضب رجال من المهاجرين في ببيعة أبي بكر منهم علي بن أبي طالب والزبير فدخال بيت فاطمة‬
‫ومعهما السالح لقد اجتمعوا علي أن يبايعوا عليًّا‪ .‬تاريخ الخميس لديار بكري‪ 169/2 :‬الرياض‬
‫النضرة‪ 218/1 :‬وشرح المعتزلي‪ .132/1 0:‬شرح المعتزلي‪ 134/1 0:‬ابن شحنة بهامش الكامل‪:‬‬
‫‪.113/11‬‬
‫وذكر الواقدي أن زيدبن أرقم قال ‪-‬عقيب بيعة السقيفة لعبد الرحمن بن عوف‪ :-‬يا ابن عوف! لوال أن‬
‫علي بن أبي طالب وغيره من بني هاشم اشتغلوا بدفن النبي (صلي هللا عليه وآله وسلم) وبحزنهم عليه‬
‫فجلسوا في منازلهم ما طمع فيها من طمع!!‪ ‬كتاب الردة للواقدي‪ ،45 :‬الفتوح ألحمدبن أعثم الكوفي‪:‬‬
‫‪.1/12‬‬
‫وفي تاريخ اليعقوبي‪ 0:‬وتخلّف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين واألنصار‪ ،‬ومالوا مع علي بن أبي‬
‫طالب‪ ،‬منهم‪ :‬العباس بن عبد المطلب‪ ،‬والفضل بن العباس‪ ،‬والزبير بن العوام بن العاص‪ ،‬وخالد بن‬
‫سعيد‪ ،‬والمقداد بن عمرو‪ ،‬وسلمان الفارسي‪ ،‬وأبو ذر الغفاري‪ ،‬وعمار بن ياسر‪ ،‬والبراء بن عازب‪،‬‬
‫وأبي بن كعب‪ .‬تاريخ اليعقوبي‪.124/2 :‬‬
‫ضا‪ :‬عتبة بن أبي لهب‪ ،‬سعد بن أبي وقاص‪ ،‬سعد بن عبادة‪ ،‬طلحة بن عبيد هللا‪ ،‬خزيمة بن‬ ‫وتخلّف أي ً‬
‫ثابت‪ ،‬فروة بن محمد‪ ،‬خالد بن سعيد بن العاص‪ ،‬وجماعة من بني هاشم‪ .‬من حياة عمر بن الخطاب نقاًل‬
‫عن تاريخ الطبري‪ ،22/2 0:‬مروج الذهب‪ ،301/2 :‬شرح المعتزلي‪ ،131/1 0:‬العقد الفريد‪،256/4 :‬‬
‫الكامل في التاريخ‪ 325/2 :‬السيرة الحلبيّة‪ ،356/3 :‬وأسد الغابة‪.222/3 :‬‬
‫ذكر تخلف عا ّمة بني هاشم ابن األثير في أسد الغابة‪ ،‬وفي الكامل في التاريخ‪ .‬وقال المسعودي‪ :‬ولم‪ ‬أسد‬
‫الغابة‪ ،329/3 :‬والكامل في التاريخ‪ .331 ،325 /2 :‬يبايعه أحد من بني هاشم حتي ماتت فاطمة‬
‫رضي هللا عنها‪ .‬وكذا ذكره الحلبي في السيرة الحلبية‪ .‬مروج الذهب‪ .301/2 :‬السير الحلبية‪،484/3 :‬‬
‫إاّل أنّه ذكر العباس‪ ،‬وقال‪ :‬وجمع من بني هاشم‪.‬‬
‫وقال ابن األثير‪ :‬وتخلّف عن بيعته علي وبنو هاشم والزيبر ابن العوام وخالد بن سعيد بن العاص وسعد‬
‫بن عبادة االنصاري ثم ان الجميع بايعوا بعد موت فاطمة بنت رسول هللا صلي هللا عليه وسلم اال سعد‬
‫بن عبادة فانه لم يبايع أحدا الي ان مات وكانت بيعتهم بعد ستة أشهر علي القول الصحيح وقيل غير‬
‫ذلك‪ .‬أسد الغابة‪.222/3 :‬‬
‫قال األميني‪ :‬ولما تم األمر له ببيعة اثنين فحسب‪ :‬عمر وأبي عبيدة‪ .‬أو‪ :‬ببيعة أربع‪ :‬هما مع أسيد وبشر‪.‬‬
‫أو بخمسة‪ :‬هم مع سالم مولي أبي حذيفة كما يأتي تفصيله‪ .‬ولما تخلف عن بيعته رؤس المهاجرين‬
‫واألنصار‪ :‬علي وابناه السبطان‪ .‬والعباس وبنوه في بني هاشم‪ .‬وسعد بن عبادة وولده وأسرته‪ .‬والحباب‬
‫بن المنذر وتابعوه‪ .‬والزبير وطلحة‪ .‬وسلمان‪ .‬وعمار‪ .‬وأبو ذر‪ .‬والمقداد‪ .‬وخالد بن سعيد‪ .‬وسعد بن أبي‬
‫وقاص‪ .‬وعتبة بن أبي لهب‪ .‬والبراء بن عازب‪ .‬وأبي بن كعب‪ .‬وأبو سفيان بن حرب‪ .‬وغيرهم‪ .‬الغدير‬
‫ج ‪ 7‬ص ‪ ،93‬عن تاريخ اليعقوبي ‪ ،103 :2‬الرياض النضرة ‪ 167 :1‬تأريخ أبي الفدا ج ‪،156 :1‬‬
‫روضة المناظر البن شحنة هامش الكامل ‪ 164 :7‬شرح ابن أبي الحديد ‪.134 :1‬‬
‫اعتراض أبي سفيان علي خالفة أبي بكر‪:‬‬
‫لما اجتمع المهاجرون علي بيعة أبي بكر‪ ،‬أقبل أبو سفيان وهو يقول‪ :‬أما وهللا إني الري عجاجة ال‬
‫يطفئها إال الدم! يا لعبد مناف‪ ،‬فيم أبو بكر من أمركم ! اين المستضعفان؟ أين االذالن ! يعني عليا‬
‫والعباس‪ ،‬ما بال هذا االمر في أقل حي من قريش‪ .‬ثم قال لعلي‪ :‬أبسط يدك أبايعك‪ ،‬فو هللا إن شئت‬
‫المالنها علي أبي فصيل ‪-‬يعني أبا بكر‪ -‬خياًل ورجاًل ‪ ،‬فامتنع عليه علي عليه السالم‪ .‬شرح نهج البالغة‬
‫البن أبي الحديد‪ .221/1 :‬ط دار الكتب العلميّة بتحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم‪.‬‬
‫اعتراض أبي قحافة ألبي بكر‪:‬‬
‫قيل البي قحافة يوم ولي االمر ابنه‪ :‬قد ولي ابنك الخالفة‪ ،‬فقرأ (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من‬
‫تشاء وتنزع الملك ممن تشاء)‪ ،‬ثم قال‪ :‬لم ولوه؟ قالوا‪ :‬لسنه قال أنا أسن منه‪ .‬شرح نهج البالغة البن‬
‫أبي الحديد‪ .221/1 :‬ط دار الكتب العلميّة بتحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم‪.‬‬
‫‪ - 3‬ارتداد الناس بعد النبي (ص) وما محمد إاّل رسول قد خلت من قبلها الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم‬
‫علي أعقابكم‪ ‬آل عمران‪.144 0:‬‬
‫ورد في حديث الحوض‪ ،‬كما في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس‪ ،‬قال رسول هللا‬
‫(ص)‪ :‬تحشرون حفاة عراة إلي أن قال‪ -:‬ث ّم يؤخذ برجال من أُ ّمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال‪.‬‬
‫فأقول‪ :‬ياربّ أصحابي؟ فيقال‪ :‬إنّك ال تدري ما أحدثوا بعدك!‪.‬‬
‫ت في ِه ْم فَلَ َّما تَ َوفَّ ْيتَني ُك ْنتَ اَ ْنتَ‬
‫ت َعلَ ْي ِه ْم َشهيدًا ما ُد ْم ُ‬ ‫"و ُك ْن ُ‬ ‫فأقول‪ :‬كما قال العبد الصالح عيسي بن مريم‪َ :‬‬
‫ك َو اِ ْن تَ ْغفِرْ لَهُ ْم فَاِنَّكَ اَ ْنتَ ال َعزي ُز‬‫َّقيب َعلَ ْي ِه ْم َو اَ ْنتَ عَلي ُكلِّ َش ْي ٍء َشهي ٍد إِ ْن تُ َع ِّذ ْبهُ ْم فَاِنَّهُ ْم ِعبا ُد َ‬
‫الر َ‬
‫ْال َحكي ُم ‪ .quot‬المائدة‪.119 -117 :‬‬
‫قال فيقال لي‪ :‬إنّهم لم يزالوا مرت ّدين علي أعقابهم منذ فارقتهم‪ .‬صحيح مسلم‪ 157/7 :‬وراجع أيضًا‪:‬‬
‫صحيح البخاري‪ 142/4 :‬و‪ 110‬و ‪240:5‬‬
‫ليردن عل ّي ناس من أصحابي الحوض‪ ،‬حتّي إذا عرفتهم اختلجوا دوني‪ .‬فأقول‪:‬‬
‫ّ‬ ‫وفي رواية اُخري‪:‬‬
‫أصحابي؟ فيقول‪ :‬ال تدري ماذا أحدثوا بعدك‪ .‬صحيح البخاري‪ 207/7 :‬و‪ 87/8‬وصحيح مسلم‪.71/7 :‬‬
‫وفي رواية اُخري‪ :‬بينما أنا قائم فإذا زمرة حتّي إذا عرفتهم‪ ،‬خرج رجل من بيني وبينهم‪ .‬قال‪ :‬هل ّم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أين؟ قال‪ :‬إلي النار وهللا‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وما شأنهم؟ قال‪ :‬إنّهم ارت ّدوا بعدك علي أدبارهم القهقري‪ ،‬فال أراه يخلص منهم إاّل مثل همل النعم‬
‫أي القليل‪ .‬صحيح البخاري‪.208/7 :‬‬
‫حديث ارتد العرب قاطبة قال ابن كثير‪ :‬من حديث القاسم وعمرة عن عائشة قالت‪ ،‬لما قبض رسول هللا‬
‫صلي هللا عليه وسلم ارتدت العرب قاطبة وأشرأبت النفاق‪ .‬البداية والنهاية‪.33/ 6 :‬‬
‫قال ابن عساكر‪ :‬عن موسي بن هياج قال لما ولي عمر بن عبد العزيز قال القاسم بن محمد‪ :‬اليوم تنطق‬
‫العذراء في خدره‪،‬ا سمعت عمتي عائشة تقول‪ :‬ل ّما قبض يعني رسول هللا (ﷵ)‪ 0‬ارت ّدت العرب‬
‫قاطبة‪ ،‬وأشرأب النفاق‪ ،‬وصار أصحاب محمد كلّهم معري مطيرة في حفش‪.‬‬
‫ضا عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت قال رسول هللا (ﷵ) قبل وفاته ال يبقي في‬ ‫وروي أي ً‬
‫جزيرة العرب دينان‪ ،‬فل ّما توفّاه هللا عز وجل‪ ،‬ارت ّد في كل ناحية من جزيرة العرب مرتدون عا ّمة أو‬
‫صة وأشرأبت اليهود والنصرانيّة‪ 0‬ولحم النفاق بالمدينة وفيما حولها‪ ،‬وكادوا الدين وبقي المسلمون‬ ‫خا ّ‬
‫كالغنم المطيرة في الليلة المظلمة السائبة باألرض المسبعة‪ .‬تاريخ مدينة دمشق‪.314/30 :‬‬
‫قال ابن االثير في النهاية‪ :‬وفي حديث عائشة "ل ّما قبض رسول هللا ﷵ ارتدت العرب قاطبة" أي‪:‬‬
‫جميعهم‪ ،‬هكذا يقال نكرة منصوبة غير مضافة‪ ،‬ونصبها علي المصدر أو الحال‪ .‬النهاية في غريب‬
‫الحديث‪.79/4 :‬‬
‫وهكذا ذكره ابن منظور في لسان العرب‪ ،‬والزبيدي في تاج العروس‪ .‬لسان العرب‪ ،681/1 :‬تاج‬
‫العروس‪.435/1 :‬‬
‫قال القرطبي‪ 0:‬وذلك أن النبي صلي هللا عليه وسلم لما مات ارتدت العرب كلها‪ ،‬ولم يبق االسالم إال‬
‫بالمدينة وم ّكة وجواثا‪.‬‬
‫فقام أبو بكر يدعو الناس إلي االسالم ويقاتلهم علي الدخول في الدين كما فعل النبي صلي هللا عليه‬
‫وسلم‪ ،‬فاستحق من هذه الجهة أن يقال في حقه ثاني اثنين‪ .‬تفسير القرطبي‪.147/8 :‬‬
‫قال الحموي‪ :‬ارت ّدت العرب كلّها بعد النبي‪ ،‬صلي هللا عليه وسلم‪ ،‬إال أهل جواثا‪ .‬معجم البلدان‪.17/ 2 0:‬‬
‫قال الشوكاني‪ :‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬ل ّما توفي رسول هللا صلي هللا عليه وآله وسلم ارتدت العرب فقال‬
‫عمر‪ :‬يا أبا بكر كيف نقاتل العرب؟ فقال‪ :‬أبو بكر‪ :‬إنّما قال رسول هللا صلي هللا عليه وآله وسلم‪ :‬أمرت‬
‫أن أقاتل الناس حتي يشهدوا أن ال إله إال هللا وأني رسول هللا ويقيموا الصالة ويؤتوا الزكاة‪.‬‬
‫ضا البيهقي في السنن وإسناده في سنن النسائي‪ ،‬هكذا أخبرنا محمد بن‬
‫رواه النسائي الحديث‪ ،‬أخرجه أي ً‬
‫بشار حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا عمران أبو العوام حدثنا معمر عن الزهري عن أنس فذكره‪ ،‬وكلهم‬
‫من رجال الصحيح‪ ،‬إال عمران أبو العوام فإنّه صدوق بهم‪ .‬نيل األوطار‪.1/36 :‬‬
‫قال النسائي‪ :‬عن عبيد هللا بن عبد هللا بن عتبة بن مسعود أن أبا هريرة قال لما توفي رسول هللا صلي‬
‫هللا عليه وسلم وكان أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب‪ .‬سنن النسائي‪.5/6 :‬‬
‫قال عبد الرزاق الصنعاني‪ :‬عن مع ّمر عن قتادة قال‪ :‬لما مات رسول هللا صلي هللا عليه وسلم ارت ّدت‬
‫العرب إال ثالثة مساجد‪ :‬مسجد الحرام‪ ،‬ومسجد المدينة‪ ،‬ومسجد البحرين‪ .‬المصنّف لعبد الرزاق‬
‫الصنعاني‪ 52 /1 :‬ح ‪.19886‬‬
‫قال الجصاص‪ :‬ماروي معمر عن الزهري عن أنس قال لما توفي رسول هللا ﷵ ارتدت العرب كافة‬
‫فقال عمر يا أبا بكر أتريد أن تقاتل العرب كافة فقال أبو بكر إنما قال رسول هللا ﷵ إذا شهدوا أن ال‬
‫إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا وأقاموا الصالة وآتوا الزكاة منعوني دماءهم وأموالهم وهللا لو منعوني‬
‫عقاال مما كانوا يعطون إلي رسول هللا ﷵ لقاتلتهم عليه‪ .‬أحكام القرآن‪.106/3 :‬‬
‫راجع‪ :‬المستدرك‪ ،260/3 :‬الطبقات الكبري‪ 191/2 :‬و‪ .240/4‬السنن الكبري للبيهقي‪ ،177/8 :‬تفسير‬
‫الثعالبي‪.395/2 :‬‬
‫‪ - 4‬انتقام قريش وبني‪ 2‬أمية من النبي (ص)‬
‫بأن قري ًشا كانوا يبغض رسول هللا أ ّواًل وبالذات‬
‫ويظهر من بعض ما بقي سال ًما من يد المحرفين ّ‬
‫ويبغض بني هاشم لحمايتهم عنه (ص) كما ورد في مسند أحمد وغيره بأنّه‪:‬‬
‫دخل العباس علي رسول هللا (صلي هللا عليه وآله وسلم)‪ ،‬فقال‪ :‬يارسول هللا‪ .‬إنّا لنخرج فنري قري ًشا‬
‫تح ّدث؛ فإذا رأونا سكتوا‪ .‬فغضب رسول هللا (صلي هللا عليه وآله وسلم)‪ ،‬ود ّر عرق بين عينيه‪ .‬مسند‬
‫أحمد ج ‪ ،4‬ص ‪ 164‬وج ‪،1‬ص ‪ 207‬ص ‪، 208‬وراجع ص ‪ ،210‬وسنن ابن ماجة ج ‪ ،1‬ص ‪50‬‬
‫‪،‬وحياة الصحابة ج ‪ ،2‬ص ‪ 487‬و‪ ،488‬ونزل األبرار‪:‬ص ‪ ،35-34‬وراجع‪ :‬تاريخ المدينة ج ‪، 2‬ص‬
‫‪ 239‬و ‪ ،640‬ومستدرك الحاكم ج ‪ ،3‬ص ‪ ،333‬وتلخيصه للذهبي‪ ،‬بهامش نفس الصفحة‪ ،‬ومنحة‬
‫المعبودج ‪ ،2‬ص ‪ 147‬ومجمع الزوائد ج ‪ 9‬ص ‪ 269‬والجامع الصحيح للترمذي ج ‪ 5‬ص ‪،652‬‬
‫وصححه‪ ،‬واسد الغابة ج ‪ ،3‬ص ‪ ،110‬وكنز العمال ج ‪ ،13‬ص ‪ 90‬و‪ 88‬ج ‪ 89‬و‪ ،83‬وج ‪ ،16‬ص‬
‫‪ 254‬و ‪ 135‬و‪ 128‬عن عدد من المصادر ونقله بعض األعالم عن الكامل البن عدي ج ‪ ،6‬ص‬
‫‪ ،1885‬وعن المصنف البن أبي شيبة ج ‪ ،12‬ص ‪ ،108‬وعن المعرفة والتاريخ ج ‪ ،1‬ص ‪ 497‬و‬
‫‪ .499‬والبحار ج ‪ ،8‬ص ‪ 151‬الطبعة الحجرية‪.‬‬
‫فالقريش لما لم يتمكنوا من االنتقام من النبي (صلي هللا عليه وآله وسلم) بالذات‪ ،‬انتقموا من أهل بيته‬
‫لينتقموا منه‪.‬‬
‫كما قال أمير المؤمنين (عليه السالم )‪ :‬اللهم إني أستعديك علي قريش‪ ،‬فإنهم أضمروا‪ 0‬لرسولك (صلي‬
‫هللا عليه وآله وسلم) ضروبًا من الش ّر والغدر‪ ،‬فعجزوا عنها‪ ،‬وحلت بينهم وبينها‪ ،‬فكانت الوجبة بي‬
‫تمكن فجرة قريش منهما ما دمت حيا‪ ،‬فإذا توفيتني فأنت‬‫ّ‬ ‫والدائرة علي‪ٰ ،‬‬
‫اللّه ّم احفظ حسنًا وحسينًا‪ ،‬وال‬
‫الرقيب عليهم وأنت علي ك ّل شيء شهيد‪ .‬شرح نهج البالغة ‪.298 / 20‬‬
‫وقال أيضًا‪ :‬اللهم إني أستعديك علي قريش ومن أعانهم‪ ،‬فإنهم قطعوا رحمي‪ ،‬وصغروا عظيم منزلتي‪،‬‬
‫وأجمعوا علي منازعتي أمرا هو لي‪ ،‬ثم قالوا‪ :‬أال إن في الحق أن تأخذه وفي الحق أن تتركه‪ .‬نهج‬
‫البالغة‪ ،‬الخطبة‪. 172 :‬‬
‫ألف‪ :‬أصحاب العقبة الذين أرادوا قتل النبي (ص)‪:‬‬
‫أن ع ّدة من قريش أرادوا قتل النبي(ص) وإلقاءه من العقبة كما روي السيوطي في‬ ‫ويؤيّده ما ورد من ّ‬
‫الد ّر المنثور‪ :‬عن عروة قال‪ :‬رجع رسول هللا (ص) قافاًل من تبوك إلي المدينة‪ ،‬حتّي إذا كان ببعض‬
‫الطريق مكر برسول هللا (ص) ناس من أصحابه فتآمروا أن يطرحوه من عقبة في الطريق إلي أن قال‪:‬‬
‫فقال النبي (ص) لحذيفة‪ :‬هل عرفت ياحذيفة من هؤالء الرهط أحدًا؟ قال حذيفة‪ :‬عرفت راحلة فالن‬
‫وفالن‪ .‬وقال‪ :‬كانت ظلمة الليل وغشيتهم وهم متلّثمون‪.‬‬
‫فقال النبي (ص)‪ :‬هل علمتم ما كان شأنهم وما أرادوا؟ قالوا‪ :‬ال وهللا يارسول هللا‪.‬‬
‫قال‪ :‬فإنّهم مكروا ليسيروا معي حتّي إذا طلعت في العقبة طرحوني منها‪ .‬قالوا‪ :‬أفال تأمر بهم يارسول‬
‫هللا فنضرب أعناقهم؟‬
‫إن محمدًا وضع يده في أصحابه! فس ّماهم لهما وقال‪ :‬اكتماهم‪ .‬الدر‬ ‫قال‪ :‬أكره أن يتح ّدث الناس ويقولوا‪ّ :‬‬
‫المنثور‪ .259/3 :‬إصدار مكتبة آية هللا المرعشي بقم‪.‬‬
‫وفيما رواه ابن كثير‪ّ :‬‬
‫أن ع ّما ًرا وحذيفة بن اليمان قاال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬أفال تأمر بقتلهم؟ فقال‪” :‬أكره أن‬
‫أن محمدًا يقتل أصحابه“‬ ‫يتح ّدث الناس ّ‬
‫تفسير ابن كثير‪ 322/2 :‬والبداية والنهاية‪( .24/5 :‬طبعة دار إحياء التراث العربي)‪ .‬قال ابن حزم‪:‬‬
‫وأ ّما حديث حذيفة‪ ،‬فساقط؛ ألنّه من طريق الوليد بن جميع‪ ،‬وهو هالك‪ ،‬وال نراه يعلم من وضع‬
‫أن أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقّاص أرادوا قتل‬ ‫الحديث؛ فإنّه قد روي أخبارًا فيها‪ّ :‬‬
‫النبي (ص) ولقاءه من العقبة في تبوك‪ ،‬وهذا هو الكذب الموضوع الذي يطعن هللا تعالي واضعه فسقط‬
‫التعلق به والحمد هلل رب العالمين‪ .‬انتهي كالمه‪ .‬المحلّي‪ .224/11 :‬تحقيق أحمد محمد شاكر‪ ،‬ط‪ .‬دار‬
‫الجيل ودار اآلفاق الجديدة‪ ،‬بيروت‪ .‬والمحلّي‪ 160/12 :‬مسألة ‪ 2203‬ط‪ .‬دار الفكر‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتور‬
‫عبد الغفّار سليمان البنداري‪.‬‬
‫أن تضعيف ابن حزم لوليد بن جميع مخالف لما جاء في المصادر الرجاليّة ألبناء‬ ‫ومن الجدير بالذكر ّ‬
‫العا ّمة من التصريح‪ 0‬بتوثيقه‪.‬‬
‫كما صرّح بوثاقته العجلي وقال ابن سعد‪ :‬كان ثقة وله أحاديث‪ .‬وأورده ابن حبّان في الثقات‪ .‬تاريخ‬
‫الثقات‪ 465 :‬رقم ‪ .1773‬الطبقات‪ .354/6 :‬كتاب الثقات‪.492/5 :‬‬
‫وقد نقل الذهبي وابن أبي حاتم عن أبي عبد هللا بن أحمد بن حنبل قال‪ :‬قال أبي‪ :‬ليس به بأس‪ .‬وعن‬
‫يحيي بن معين أنّه قال‪ :‬ثقة وقال أبو حاتم‪ :‬صالح الحديث‪ .‬وقال أبو زرعة‪ :‬ال بأس به وقال الذهبي‪:‬‬
‫وثّقه أبو‪ ‬الجرح والتعديل‪ 8/9 :‬رقم ‪ 34‬وتهذيب الكمال‪ .35/31 :‬نعيم‪ .‬تاريخ اإلسالم‪.661/9 :‬‬
‫ب‪ :‬إنّ قريشًا سبب هالك الناس بعد النبي (ص) ‪:‬‬
‫وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال قال رسول هللا ﷵ يهلك الناس هذا الح ّي‬
‫من قريش‪ ،‬قالوا‪ :‬فما تأمرنا؟ قال لو ّ‬
‫أن الناس اعتزلوهم‪.‬‬
‫وعن عمر وبن يحيي بن سعيد األموي‪ ،‬عن ج ّده‪ ،‬قال‪ :‬كنت مع مروان وأبي هريرة فسمعت أبا هريرة‬
‫يقول‪ :‬سمعت الصادق المصدوق يقول هالك أمتي علي يدي غلمة من قريش فقال مروان غلمة قال أبو‬
‫هريرة إن شئت أن أس ّميهم بني فالن وبني فالن‪ .‬صحيح البخاري‪ ،177/4 :‬كتاب بدء الخلق‪ ،‬باب‬
‫عالمات النبّوة‪ ،‬وصحيح مسلم‪ ،186/8 :‬كتاب الفتن‪ ،‬باب ال يقوم الساعة حتّي يم ّر الرجل بقبر‬
‫الرجل‪ ،...‬وأخرجه أحمد في مسنده‪.520 ،299 ،288 ،324/2 :‬‬
‫روي الحاكم النيشابوري عن عمار بن ابي عمار انه سمع ابا هريرة رضي هللا عنه يقول سمعت رسول‬
‫هللا صلي هللا عليه وآله يقول هالك هذه االمة علي يدي اغيلمة من قريش‪.‬‬
‫ث ّم قال‪ :‬هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه ولهذا الحديث توابع وشواهد عن رسول هللا‬
‫صلي هللا عليه وآله وصحابته الطاهرين واالئمة من التابعين‪ .‬صحيح البخاري‪.177/4 :‬‬
‫‪ - 5‬مؤامرة قريش مع علي (ع)‬
‫يحب قريش عليًّا (ع) لما قتل منهم في بدر و‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫ألف‪ :‬ال‬
‫أيض‪0‬ا‪ :‬لِ َم أبغض‪00‬ت ق‪00‬ريش عليًّ‪00‬ا (ع)؟ ق‪00‬ال‪ :‬ألنّ‪00‬ه أورد أ ّولهم‬
‫سئل اإلمام زين العابدين (ع) وابن عبّ‪00‬اس ً‬
‫النار‪ ،‬وقلّد آخرهم العار‪ .‬المناقب البن شهرآشوب‪ ،21/3 :‬كشف الغ ّمة‪ ،319/2 :‬ت‪00‬اريخ مدين‪00‬ة دمش‪00‬ق‪:‬‬
‫‪ ،291/42‬فيه‪ :‬عن ابن ط‪0‬اوس‪ ،‬عن أبي‪0‬ه‪ ،‬ق‪0‬ال‪ :‬قلت لعلي بن الحس‪0‬ن بن علي‪ :‬م‪0‬ا ب‪0‬ال ق‪0‬ريش ال تحبّ‬
‫عليًّا؟ فقال‪ :‬ألنّه أورد أ ّولهم النار وألزم آخرهم العار‪.‬‬
‫وعن ابن عباس‪ :‬قال عثمان لعلي (عليه السالم)‪ :‬م‪00‬ا ذن‪00‬بي إذا لم يحب‪00‬ك ق‪00‬ريش‪ ،‬وق‪00‬د قتلت منهم س‪00‬بعين‬
‫رجال‪،‬كأن وجوههم سيوف ال‪00‬ذهب‪ .‬معرف‪00‬ة الص‪00‬حابة ألبي نعيم ال‪00‬ورق ‪ 22‬مخط‪00‬وط في مكتب‪00‬ة ط‪00‬وب‬
‫قبوسراي رقم ‪ 1‬ص ‪ ،497‬والجمل ص ‪ 99‬وشرح النهج للمعتزلي ج ‪ ،9‬ص ‪.23‬‬
‫وبعد أن بايع الناس عليا (عليه السالم) قام أبو الهيثم‪ ،‬وعمار‪ ،‬وأبو أي‪00‬وب‪ ،‬وس‪00‬هل بن ح‪00‬نيف‪ ،‬وجماع‪00‬ة‬
‫معهم‪ ،‬فدخلوا علي علي (عليه السالم)‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا أم‪00‬ير المؤم‪00‬نين انظ‪00‬ر في أم‪00‬رك‪ ،‬وع‪00‬اتب قوم‪00‬ك ه‪00‬ذا‬
‫الحي من قريش‪ ،‬فانهم قد نقضوا عهدك‪ ،‬واخلف‪00‬وا وع‪00‬دك‪ ،‬ودعون‪00‬ا في الس‪ّ 0‬ر إلي رفض‪00‬ك‪ .‬ش‪00‬رح النهج‬
‫البن أبي الحديد‪ ،39/7 :‬المعيار والموازنة ألبي جعفر اإلسكافي‪.109 :‬‬
‫قال المعتزلي‪ 0:‬إن قريشا اجتمعت علي حربه منذ بويع‪ ،‬بغضا له وحسدًا‪ ،‬وحقدًا عليه؛ فأصفقوا كلهم يدًا‬
‫واحدة علي شقاقه وحربه‪،‬كما كانت في ابتداء اإلسالم م‪00‬ع رس‪00‬ول هللا (ص‪00‬لي هللا علي‪00‬ه وآل‪00‬ه وس‪00‬لم)‪ ،‬لم‬
‫تخرم حاله من حاله أبدًا‪ .‬شرح النهج‪.151/16 0:‬‬
‫ق الناس بها‪ ،‬ولكن قري ًشا ال تحتمله‪ .‬ت‪00‬اريخ اليعق‪00‬وبي ج‬ ‫إن عليا ألح ّ‬
‫قال عمر بن الخطاب البن عباس‪ّ :‬‬
‫‪ ،2‬ص ‪ ،158‬وقاموس الرجال ج ‪ ،6‬ص ‪ 36‬عنه‪.‬‬
‫ب‪ :‬خوف رسول هللا (ص) عن قومه في أمر خالفة علي (ع)‬
‫عنه ( صلي هللا عليه وآله وسلم)‪ :‬أنه لما أُمر بإبالغ أمر اإلمامة قال‪ :‬إن ق‪00‬ومي قريب‪00‬و عه‪00‬د بالجاهلي‪00‬ة‪،‬‬
‫وفيهم تن‪0‬افس وفخ‪0‬ر‪ ،‬وم‪0‬ا منهم رج‪0‬ل إال وق‪0‬د وت‪0‬ره وليّهم‪ ،‬وإني أخ‪0‬اف‪ ،‬ف‪0‬أنزل هللا‪( :‬ي‪0‬ا أيّه‪0‬ا الرس‪0‬ول‬
‫بلّغ‪ .)...‬شواهد التنزيل‪.191/1 :‬‬
‫عن ابن عباس إنّه (ص‪00‬لي هللا علي‪00‬ه وآل‪00‬ه وس‪00‬لم) ق‪00‬ال في غ‪00‬دير خم‪ :‬إن هللا أرس‪00‬لني إليكم برس‪00‬الة وإني‬
‫وتكذبوني‪ ،‬حتي عاتبني ربي بوعيد أنزله علي بعد وعي‪00‬د‪ .‬ش‪00‬واهد‬ ‫ّ‬ ‫ضقت بها ذرعًا‪ ،‬مخافة أن تتّهموني‪،‬‬
‫التنزيل‪.193/1:‬‬
‫ّ‬
‫ألبلغن‬ ‫إن هللا بعثني برسالة؛ فضقت بها ذرعًا‪ ،‬وعرفت‪ :‬أن الن‪00‬اس مك‪ّ 0‬‬
‫‪0‬ذبي‪ ،‬فوع‪00‬دني‬ ‫عن الحسن أيضًا‪ّ :‬‬
‫أوليعذبّني‪ ،‬فأنزل هللا‪( :‬يا أيها الرسول بلّغ م‪00‬ا أن‪00‬زل إلي‪00‬ك‪ )..‬ال‪00‬در المنث‪00‬ور‪ 298/20:‬عن أبي الش‪00‬يخ‪ .‬عن‬
‫مجاهد‪ ،‬قال‪ :‬ل ّما نزلت ‪(:‬بلّغ ما أنزل إليك من ربك)‪ .‬قال‪ :‬يارب‪ ،‬إنما أنا واحد كيف أصنع‪ ،‬يجتمع عل ّي‬
‫الناس؟ فنزلت (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)‪ .‬الدر المنثور‪ 298/2 :‬عن ابن أبي حاتم‪ ،‬وعبد بن حميد‬
‫وابن جرير‪.‬‬
‫عن ابن عباس‪ ،‬وجابر األنصاري‪ ،‬قاال‪ :‬أمر هللا تعالي محمدًا (صلي هللا علي‪00‬ه وآل‪00‬ه وس‪00‬لم)‪ :‬أن ينص‪00‬ب‬
‫عليًا للناس‪ ،‬فيخبرهم بواليته‪ ،‬فتخوف النبي (صلي هللا عليه وآله وسلم) أن يقولوا‪ :‬حابي ابن عم‪00‬ه‪ ،‬وأن‬
‫يطعنوا في ذلك ف‪0‬أوحي هللا‪( :‬ي‪0‬ا أيه‪00‬ا الرس‪0‬ول بلغ م‪0‬ا أن‪00‬زل إلي‪00‬ك‪ )...‬ش‪00‬واهد التنزي‪00‬ل‪ ،192/1 :‬وروح‬
‫المعاني‪ ،)192/6( ،348/2 :‬مجمع البيان‪ ،)343( 223/3 :‬والغدير‪ )430( 219/1 :‬و‪ )437( 223‬و‬
‫‪ .)660( 377‬عن جابر بن عبد هللا‪ :‬أن رسول هللا (صلي هللا عليه وآله وسلم) ن‪00‬زل بخم‪ ،‬فتنحي الن‪00‬اس‬
‫ق علي النبي تأخر الناس؛ فأمر عليًا فجمعهم؛ فل ّما اجتمع‪00‬وا ق‪00‬ام‬ ‫عنه‪ ،‬ونزل معه علي بن أبي طالب؛ فش ّ‬
‫فيهم‪ ،‬متوسدًا (يد) علي بن أبي طالب‪ ،‬فحمد هللا‪ ،‬واثني عليه‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫أيه‪00‬ا الن‪00‬اس‪ ،‬إن‪00‬ه ق‪00‬د ك‪00‬رهت تخلفّكم عنّي حتّي ُخيّ‪00‬ل إلي‪ :‬أن‪00‬ه ليس ش‪00‬جرة أبغض إليكم من ش‪00‬جرة‬
‫تليني‪ .‬مناقب علي بن أبي طالب البن المغازلي‪ 25 :‬ح ‪ ،37‬وعمدة األعيان البن البطري‪00‬ق ص ‪ 107‬ح‬
‫‪ ،143‬وتفسير الثعلبي سورة المائدة‪ ،67 :‬والغدير‪.)60( 22/1 :‬‬
‫وعن ابن عباس‪ :‬لما أمر النبي (صلي هللا عليه وآله وسلم) أن يقوم بعلي ابن أبي طالب المقام ال‪00‬ذي ق‪00‬ام‬
‫به؛ فانطلق النبي (صلي هللا عليه وآله وسلم) إلي مكة‪ ،‬فقال‪ :‬رأيت الن‪00‬اس ح‪00‬ديثي عه‪00‬د بكف‪00‬ر‪-‬بجاهلي‪00‬ة‪-‬‬
‫ومتي أفعل هذا به‪ ،‬يقولوا‪ :‬صنع هذا بابن ع ّمه ثم مضي حتي قضي حجة الوداع‪ .‬تاريخ الخلفاء‪،158 :‬‬
‫وك‪00‬نز العم‪00‬ال‪ 603/11( 153/6:‬ح ‪ )32916‬عن المح‪00‬املي في أمالي‪00‬ه‪ ،‬األربعين في فض‪00‬ائل أم‪00‬ير‬
‫المؤمنين لجمال ال‪0‬دين عط‪0‬اء هللا بن فض‪00‬ل هللا‪ 40 :‬ح ‪ ،13‬والقرش‪00‬ي في مس‪0‬ند ش‪00‬مس األخب‪0‬ار‪( 38 :‬‬
‫‪ 101/1‬باب ‪ ،)7‬عن أم‪00‬الي المرش‪00‬د باهلل (ص ‪ ،)145‬الغ‪00‬دير‪ )122( 52/1 :‬و‪ )427( 217‬و ‪)660‬‬
‫‪.)378‬‬
‫وعن زيد بن علي‪ ،‬قال‪ :‬لما جاء جبرائيل بأمر الوالية ض‪0‬اق الن‪0‬بي (ص‪0‬لي هللا علي‪00‬ه وآل‪00‬ه وس‪00‬لم) ب‪00‬ذلك‬
‫ذرعًا‪ ،‬وقال‪ :‬ق‪00‬ومي ح‪0‬ديثو عه‪00‬د بجاهليّ‪0‬ة‪ ،‬ف‪00‬نزلت اآلي‪00‬ة‪ .‬الغ‪00‬دير‪ )428( 217 0/1 :‬عن كش‪00‬ف الغم‪00‬ة‪:‬‬
‫‪. 324/1‬‬
‫وفي حديث مناشدة علي (عليه السالم) للناس بح‪00‬ديث الغ‪00‬دير‪ ،‬أيّ‪00‬ام عثم‪00‬ان‪ ،‬ش‪00‬هد ابن أرقم‪ ،‬وال‪00‬براء بن‬
‫عازب‪ ،‬وأبو ذر‪ ،‬والمقداد‪ ،‬أن النبي صلي هللا عليه وآله وسلم قال‪ ،‬وهو قائم علي المن‪00‬بر‪ ،‬وعلي (علي‪00‬ه‬
‫السالم) إلي جنبه‪:‬‬
‫أيها الناس‪ ،‬إن هللا ع‪00‬ز وج‪00‬ل أم‪00‬رني أن أنص‪00‬ب لكم إم‪00‬امكم‪ ،‬والق‪00‬ائم فيكم بع‪00‬دي‪ ،‬ووص‪00‬يي‪ ،‬وخليف‪00‬تي‪،‬‬
‫والذي فرض هللا عز وجل علي المؤمنين في كتابه طاعت‪00‬ه‪ ،‬فق‪00‬رب بطاعت‪00‬ه ط‪00‬اعتي‪ ،‬وأم‪00‬ركم بواليت‪00‬ه‪،‬‬
‫وإني راجعت ربّي خشية طعن أهل النفاق‪ ،‬وتكذيبهم‪ ،‬فأوع‪00‬دني ألبلغه‪00‬ا‪ ،‬أو ليع‪ّ 0‬‬
‫‪0‬ذبني‪ .‬فرائ‪00‬د الس‪00‬مطين‪:‬‬
‫‪ ،312/1‬السمط األول في الباب الثامن والخمسين‪ ، ،‬والغدير‪ ،)166/1)338 0:‬وإكم‪00‬ال ال‪00‬دين‪،277/1 :‬‬
‫والبرهان‪ 445/1 :‬و‪ 444‬وسليم بن قيس‪ ،)636/2( 149 :‬وث ّمة بعض االختالف في التعبير‪.‬‬
‫"إن هللا عز وجل أرس‪00‬لني برس‪00‬الة ض‪00‬اق به‪00‬ا ص‪00‬دري‪ ،‬وظننت الن‪00‬اس‪ ‬كت‪00‬اب‬‫وفي كتاب سليم بن قيس‪ّ :‬‬
‫سليم من األصول المشهورة المتداولة في العصور القديمة المعتمد عليه‪00‬ا عن‪00‬د مح‪00‬دثي الف‪00‬ريقين وحملة‬
‫التاريخ‪ ،‬كما ص ّرح به ابن النديم في الفهرست ص ‪ ،307‬والمسعودي في التنبيه واالش‪00‬راف ص ‪،198‬‬
‫والسبكي في محاسن الرسائل في معرفة األوائل ونقله عنه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزي‪00‬ل لقواع‪00‬د‬
‫التفض‪00‬يل‪ 47/1 :‬ح ‪ ،41‬واإلم‪00‬ام الحموي‪00‬ني في فراي‪00‬د الس‪00‬مطين‪ 312/1 :‬ح ‪ ،250‬والس‪00‬يد ابن ش‪00‬هاب‬
‫الهمداني في مودة القربي المو ّدة العاشرة‪ ،‬والقندوزي الحنفي في ينابيع الم‪00‬ودة‪ 114 0،27/1 32 0:‬ب‪00‬اب‬
‫يكذبوني‪ ،‬وأوعدني‪ .‬سليم بن قيس‪ :‬ص ‪ ،)757/2( 148‬والبرهان‪ 444/1 :‬و‪ ،445‬والغدير ج ‪،1‬‬ ‫‪ّ  .38‬‬
‫ص ‪.)395( 196‬‬
‫ج‪ :‬قوله (ص) إن تؤ ّمروا عليًّا وال أراكم فاعلين ق‪00‬د تنبّ‪00‬أ رس‪00‬ول هللا (ص) عن ع‪00‬دم تس‪00‬ليم الن‪00‬اس لعلي‬
‫(ع) كما أخرج أحمد في مسنده عن جعفر يعني الفراء عن اسرائيل عن ابي اسحق عن زيد بن يثيع عن‬
‫علي ‪ t‬قال قيل يا رسول هللا من يؤمر بعدك؟ قال إن تؤمروا أبا بكر ‪ t‬تجدوه أمينا زاهدا في الدنيا راغبا‬
‫في اآلخرة وإن تؤمروا عم‪00‬ر ‪ t‬تج‪00‬دوه قوي‪00‬ا أمين‪00‬ا ال يخ‪00‬اف في هللا لوم‪00‬ة الئم ”وإن ت‪00‬ؤمروا علي‪00‬ا ‪ t‬وال‬
‫أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم“‪ .‬مسند أحمد بن حنبل‪ 175/1( ،109/1 :‬ح‬
‫‪ )861‬تاريخ مدينة دمشق‪ ،421/42 :‬وأسد الغاب‪00‬ة‪ ،31/4 :‬واإلص‪00‬ابة‪ ،468/4 :‬والبداي‪00‬ة والنهاي‪00‬ة البن‬
‫كثير‪ ،397/7 :‬كنز العمال‪ ،799/5 :‬و‪ ،630/11‬عن حم‪ ،‬حل ‪ -‬عن علي‪ ،‬وحلي‪00‬ة األولي‪00‬اء‪ 64/1 :‬رقم‬
‫‪.4‬‬
‫وفي رواية ابن حبان‪ :‬وإن تؤمروا عليًّا وال أظنّكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يس‪00‬لك بكم الطري‪00‬ق‪ .‬كت‪00‬اب‬
‫المجروحين‪ .210/2 :‬وهكذا نقله الذهبي والحاكم الحسكاني‪ ‬ميزان االعتدال‪ .363/3 :‬ش‪00‬واهد التنزي‪00‬ل‪:‬‬
‫‪ .82/1‬وفي كنز العمال عن فضائل الصحابة ألبي نعيم‪" :‬إن تس‪00‬تخلفوا عليّ‪00‬ا وم‪00‬ا أراكم ف‪00‬اعلين تج‪00‬دوه‬
‫هاديًا مهديًّا يحملكم علي المحجة البيض‪0‬اء‪ .‬ك‪0‬نز العم‪0‬ال‪ 630/11( 160/6 :‬ح ‪ )33072‬حلي‪00‬ة األلي‪00‬اء‪:‬‬
‫‪ 64/1‬رقم ‪ ،4‬وفي فرائد السمطين‪ 266/1 :‬ح ‪ ،207‬الكفاية ص ‪.)163( 67‬‬
‫بأن األ ّمة ستغدر به روي الحاكم عن أبي حفص عم‪00‬ربن أحم‪00‬د الجمحي‬ ‫د‪ :‬إخبار النبي (ص) عليًّا (ع) ّ‬
‫بم ّكة ثنا علي بن عبد العزيز ثنا عمرو بن عون ثنا هشيم عن اس‪00‬معيل بن س‪00‬الم عن ابي ادريس االودي‬
‫إن م ّما عهد إل ّي النبي صلي هللا عليه وآله ّ‬
‫أن األ ّم‪00‬ة س‪00‬تغدر بي بع‪00‬ده‪ .‬ه‪00‬ذا‬ ‫عن علي رضي هللا عنه قال‪ّ :‬‬
‫حديث صحيح االسناد ولم يخرجاه‪ .‬المستدرك‪ ،140/3 :‬باب إخبار النبي بقتل علي عليه السالم وصرّح‬
‫الذهبي أيضًا في تلخيصه بص ّحته‪ .‬راجع‪ :‬تاريخ بغداد‪ ،216/11 :‬البداي‪00‬ة والنهاي‪00‬ة البن كث‪0‬ير‪،218/6 :‬‬
‫بمصر‪ ،‬مجمع الزوائد للهيثمي‪ ،137/9 :‬تاريخ مدينة دمشق‪ ،448/42 :‬تذكرة الحفّاظ‪ ،995/3 :‬ميزان‬
‫االعتدال‪ ،371 /1 :‬البداية والنهاية‪.360/7 :‬‬
‫قال الذهبي في ترجمة ثعلبة بن يزي‪00‬د الحم‪00‬اني‪ :‬ص‪00‬احب ش‪00‬رطة علي‪ ،‬ش‪00‬يعي غ‪00‬ال‪ .‬ق‪00‬ال البخ‪00‬اري‪ .‬في‬
‫حديثه نظر‪ .‬روي قال النبي ﷵ لعلي‪ :‬إن االمة ستغدر بك‪ .‬وعنه حبيب بن أبي ثابت‪ ،‬ال يت‪00‬ابع علي‪00‬ه‪.‬‬
‫وقال النسائي‪ :‬ثقة‪ .‬وقال ابن عدي‪ :‬لم أر له حديثا منكرًا‪ .‬ميزان االعتدال‪371/1 :‬‬
‫رواه الحاكم قائاًل ‪ :‬صحيح‪ .‬المستدرك‪.142/3 :‬‬
‫ه‪ :‬ضغائن في صدور قوم يبدونها بعد رسول هللا (ص) ‪:‬‬
‫عن علي (ع)‪ ...‬قلت‪ :‬يا رسول هللا ما يبكيك؟ قال ضغائن في صدور اقوام ال يبدونها لك إاّل من بع‪00‬دي‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول هللا في سالمة من ديني؟ قال‪ :‬في سالمة من دينك‪.‬‬
‫قال الهيثمي‪ :‬رواه أبو يعلي والبزار وفيه الفضل بن عميرة وثقه ابن حبان وضعفه غيره‪ ،‬وبقي‪00‬ة رجال‪00‬ه‬
‫ثقات‪ .‬مجم‪00‬ع الزوائ‪00‬د‪ 118/90:‬وهك‪00‬ذا في مس‪00‬ند أبي يعلي‪ ،426/1 :‬المعجم الكب‪00‬ير للط‪00‬براني‪،60/11 :‬‬
‫شرح نهج البالغة البن أبي الحديد‪ ،107/4 :‬كنز العمال‪ ،1/176 :‬الكام‪00‬ل لعب‪00‬د هللا بن ع‪00‬دي‪،173/7 :‬‬
‫تاريخ بغداد‪ ،394/12 :‬تاريخ مدين‪00‬ة دمش‪00‬ق‪ ،322/42 :‬ت‪00‬اريخ مدين‪00‬ة دمش‪00‬ق‪ ،323/42 :‬ت‪00‬اريخ مدين‪00‬ة‬
‫دمشق‪ ،324/42 :‬تاريخ مدينة دمشق‪ 324/42 :‬م‪00‬يزان االعت‪00‬دال‪،480/4 :‬المن‪00‬اقب للخ‪00‬وارزمي‪،65 :‬‬
‫فضائل الصحابة البن حنبل‪ - 651/2 :‬ح ‪ .1109‬وقد ذكر المحقّق الطهراني كتابًا المس ّمي ب"ض‪00‬غائن‬
‫في صدور قوم" للشيخ األقدم أبي أحمد عبد العزيز بن يحيي الجلودي شيخ‪ ،‬أبي القاسم جعفر بن محم‪00‬د‬
‫بن قولويه‪ .‬الذريعة‪.118/15 :‬‬
‫ونفس الس‪00‬ند موج‪00‬ود في المس‪000‬تدرك وق‪00‬د ص‪000‬حّحه الح‪00‬اكم وال‪000‬ذهبي‪ ،‬فيك‪000‬ون س‪000‬نده ص‪00‬حيحًا‪ ،‬لكن‬
‫اللفظ‪ ‬المستدرك علي الصحيحين‪ .139/3 :‬في المستدرك مختص‪00‬ر وذيله غ‪00‬ير م‪00‬ذكور‪ ،‬وهللا أعلم ممن‬
‫هذا التص‪00‬رف‪ 0،‬ه‪00‬ل من الح‪00‬اكم أو من الناس‪00‬خين أو من الناش‪00‬رين؟ و‪ :‬لم ي‪00‬رو من الض‪00‬غائن والغ‪00‬در إال‬
‫القليل وهذا المطلب مهم جدا‪ ،‬فالغدر الذي كان‪ ،‬والضغائن التي بدت ‪-‬التي سبق وأن أخبر عنها رس‪00‬ول‬
‫هللا‪ -‬لم يرو منها في الكتب إال القليل‪ ،‬والسبب واضح‪ ،‬ألنهم منعوا من تدوين الحديث‪ ،‬وعندما دون‪ ،‬فقد‬
‫دون علي يد بني أمية وفي عهدهم‪ ،‬وهذا حال السنة‪ ،‬أي السنة عند أهل السنة‪.‬‬
‫ثم إن من كان عنده شئ من تلك األمور التي أشار إليها رسول هللا (صلي هللا عليه وآله وسلم) لم ي‪00‬روه‪،‬‬
‫وإذا رواه لم ينقلوه ولم يكتبوه ومنعوا من نشره‪ ،‬ومن نقله إلي اآلخ‪00‬رين‪ ،‬ح‪00‬تي أن من ك‪00‬ان عن‪00‬ده كت‪00‬اب‬
‫فيه شئ من تلك القضايا‪ ،‬أخذوه منه‪ ،‬أو أخفاه ولم يظهره ألحد‪ ،‬أذكر لكم موارد من هذا القبيل‪:‬‬
‫قال ابن ع‪0‬دي في ترجم‪0‬ة عب‪0‬د ال‪0‬رزاق بن هم‪0‬ام الص‪0‬نعاني [ش‪0‬يخ البخ‪0‬اري]‪ :‬ولعب‪0‬د ال‪0‬رزاق بن هم‪0‬ام‬
‫بأس‪0‬ا‪ ،‬إاّل أنّهم‬
‫أصناف حديث كثير‪ ،‬وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم وكتبوا عنه‪ ،‬ولم يروا بحديث‪00‬ه ً‬
‫نسبوه إلي التشيّع‪ ،‬وقد روي أحاديث في الفضائل م ّم‪00‬ا ال يوافق‪00‬ه عليه‪00‬ا أح‪00‬د من الثق‪00‬ات‪ ،‬فه‪00‬ذا أعظم م‪00‬ا‬
‫رموه به من روايته لهذه األحاديث‪ ،‬ول ّما رواه في مثالب غيرهم مما لم أذك‪00‬ره في كت‪00‬ابي ه‪00‬ذا‪ ،‬وأم‪00‬ا في‬
‫باب الصدق فأرجو أنّه ال بأس به‪ ،‬إاّل أنّه قد سبق عنه أحاديث في فض‪00‬ائل أه‪00‬ل ال‪00‬بيت ومث‪00‬الب آخ‪00‬رين‬
‫مناكير‪ .‬الكامل في الضعفاء‪.545/6 :‬‬
‫وقال بترجمة عبد الرحمن بن يوس‪00‬ف بن خ‪00‬راش‪ :‬س‪00‬معت عب‪00‬دان يق‪00‬ول‪ :‬وحم‪00‬ل ابن خ‪00‬راش إلي بن‪00‬دار‬
‫جزئين صنّفهما في مثالب الشيخين‪ ،‬فأجازه بألفي درهم فبني بذلك حجرة ببغداد ليحدث فيها فما متع بها‬
‫فمات حين فرغ منها‪ ...‬فأما الحديث‪ ،‬فأرجو أنّه ال يتع ّمد الكذب‪ .‬الكامل في الضعفاء ‪.519/5‬‬
‫ّ‬
‫ولكن الذهبي ينقل هذا المطلب‪ :‬ويتهجّم علي‬ ‫فأين هذا الكتاب الذي هو في جزئين؟ فالرجل ليس بكاذب‪،‬‬
‫ابن خراش‪ ،‬ويش‪00‬تمه ويس‪0‬بّه س‪00‬بّ ال‪00‬ذين كف‪00‬روا‪ .‬س‪00‬ير أعالم النبالء ‪ ،509/13‬ت‪00‬ذكرة الحف‪00‬اظ ‪،684/2‬‬
‫ميزان االعتدال ‪.600/2‬‬
‫أن ابن خراش من الشيعة‪ّ ،‬‬
‫ألن هذا الرجل من كبار علماء الق‪00‬وم في الج‪00‬رح والتع‪00‬ديل‪،‬‬ ‫يتوهمن أحد ّ‬
‫ّ‬ ‫وال‬
‫ويعتمدون علي آرائه في ر ّد الراوي أو قبوله‪ ،‬كما يقول ابن حجر بترجم‪00‬ة عب‪00‬د هللا بن ش‪00‬قيق‪ :‬ق‪00‬ال ابن‬
‫خراش‪ :‬كان ‪-‬عبد هللا بن شقيق‪ -‬ثقة وكان عثمانيًّا يبغض عليًّا‪ .‬تهذيب التهذيب ‪.223/5‬‬
‫فابن خراش ليس بشيع ّي‪ ،‬ألنّه يوثق هذا الرجل مع تصريحه بأنّه كان عثمانيًّا يبغض عليًّا‪lt5 .‬‬
‫قال عمر البن عباس وهو يتحدث عن سبب صرف األمر عن علي (ع)‪ :‬وهللا‪ ،‬ما فعلنا الذي فعلن‪00‬ا مع‪00‬ه‬
‫عن عداوة‪ ،‬ولكن استصغرناه‪ ،‬وخشينا أن ال يجتمع عليه العرب‪ ،‬وقريش؛ لما ق‪0‬د وتره‪0‬ا‪ .‬ق‪0‬ال‪ :‬ف‪0‬أردت‬
‫أن أق‪00‬ول‪ :‬ك‪00‬ان رس‪00‬ول هللا ص‪00‬لي هللا علي‪00‬ه وس‪00‬لم يبعث‪00‬ه فينطح كبش‪00‬ها فلم يستص‪00‬غره‪ ،‬أفتستص‪00‬غره أنت‬
‫وصاحبك؟ فقال‪ :‬ال جرم‪ ،‬فكيف تري؟ وهللا ما نقطع أمرا دونه‪ ،‬وال نعمل شيئا حتي نس‪00‬تأذنه‪ .‬الغ‪00‬دير ج‬
‫‪ ،1‬ص ‪ 389‬عن محاضرات الراغب‪.213/7 0:‬‬
‫قال عمر‪ :‬يا بن عباس أما وهللا إن صاحبك هذا ألولي الناس باألمر بعد رسول هللا صلي هللا عليه وس‪00‬لم‬
‫إال أنا خفناه علي اثنين ‪-‬إلي أن قال ابن عباس‪ :-‬فقلت‪ :‬وما هما يا أمير المؤمنين؟ قال‪ :‬خفناه علي حداثة‬
‫سنه‪ ،‬وحبه بني عبد المطلب‪ ،‬السقيفة وفدك للجوهري المتوفي ‪ 54 :323‬وشرح المعتزلي‪.57/2 :‬‬
‫وفي موضع آخر‪ :‬كرهناه علي حداثة السن وحبه بني عبد المطلب‪ .‬شرح نهج البالغة‪.82/12 :‬‬
‫جواب ابن أبي الحديد في عدم البيعة الناس عليّا (ع)‬
‫أن عليًّا عليه السالم جلس إلي عمر في المس‪00‬جد‪،‬‬‫قال ابن أبي الحديد‪ :‬وروي أبو بكر األنباري في أماليه ّ‬
‫وعنده ناس‪ ،‬فلما قام عرض واحد بذكره‪ ،‬ونسبه إلي التيه والعجب‪.‬‬
‫فقال عمر‪ :‬حق لمثله أن يتيه! وهللا لو ال سيفه لما قام عمود االسالم‪ ،‬وهو بعد أقضي االمة وذو س‪00‬ابقتها‬
‫وذو شرفها‪ ،‬فقال له ذلك القائل‪ :‬فما منعكم يا أمير المؤمنين عنه؟ قال‪ :‬كرهن‪00‬اه علي حداث‪00‬ة الس‪00‬ن وحب‪00‬ه‬
‫بني عبد المطلب‪.‬‬
‫قلت سألت النقيب أبا جعفر يحيي بن محمد بن أبي زيد وقد قرأت عليه هذه االخبار ‪ -‬فقلت له‪ :‬ما أراه‪00‬ا‬
‫إاّل تكاد تكون دالة علي النص‪ ،‬ولكني أس‪0‬تبعد أن يجتم‪0‬ع الص‪0‬حابة علي دف‪0‬ع نص رس‪0‬ول هللا ص‪0‬لي هللا‬
‫نص‪0‬ه علي الكعب‪00‬ة وش‪00‬هر رمض‪00‬ان‬ ‫عليه وآل‪00‬ه علي ش‪00‬خص بعين‪00‬ه كم‪00‬ا اس‪00‬تبعدنا من الص‪00‬حابة علي رد ّ‬
‫وغيرهما من معالم الدين‪.‬‬
‫فقال لي رحمه هللا‪ :‬أبيت إال مياًل إلي المعتزلة!‪ 0‬ث ّم قال‪ :‬إن القوم لم يكونوا ي‪00‬ذهبون في الخالف‪00‬ة إلي أنه‪00‬ا‬
‫من معالم ال‪00‬دين وأنه‪00‬ا جاري‪00‬ة مج‪00‬ري العب‪00‬ادات الش‪00‬رعيّة‪ ،‬كالص‪00‬الة والص‪00‬وم‪ ،‬ولكنهم ك‪00‬انوا يجرونه‪00‬ا‬
‫مجري االمور الدنيوية ويذهبون لهذا مثل تأمير االم‪00‬راء وت‪00‬دبير الح‪00‬روب وسياس‪00‬ة الرعي‪00‬ة وم‪00‬ا ك‪00‬انوا‬
‫يبالون في أمثال هذا من مخالفة نصوصه صلي هللا عليه وآله إذا رأوا المص‪00‬لحة في غيره‪00‬ا‪ .‬ش‪00‬رح نهج‬
‫البالغة‪.82/12 :‬‬
‫إلي أن قال‪ :‬وعملوا بمقتضي ما يغلب في ظنونهم من المصلحة ولم يقفوا م‪00‬ع م‪00‬وارد النص‪00‬وص‪ ،‬ح‪00‬تي‬
‫اقتدي بهم الفقهاء من بعد‪ ،‬فرجح كثير منهم القياس علي النص‪ ،‬حتي استحالت الشريعة وصار أصحاب‬
‫القياس أصحاب شريعة جديدة‪ .‬شرح نهج البالغة‪.84/12 :‬‬
‫والقوم الذين كانوا قد غلب علي ظنونهم أن العرب ال تطيع عليا عليه السالم‪ ،‬فبعضها للحسد‪ ،‬وبعض‪00‬ها‬
‫للوتر والثأر وبعضها الستحداثهم سنة‪ ،‬وبعضها الستطالته عليهم ورفعه عنهم‪ ،‬وبعضها كراهة اجتماع‬
‫النبوة والخالفة في بيت واحد وبعضها للخوف من شدة وطأته وشدته في دين هللا وبعضها خوف‪00‬ا لرج‪00‬اء‬
‫تداول قبائل العرب الخالفة إذا لم يقتصر بها علي بيت مخصوص عليه فيكون رجاء كل حي لوص‪00‬ولهم‬
‫إليها ثابتا مستمرا‪ ،‬وبعضها يبغضه‪ ،‬لبغضهم من قرابته لرسول هللا صلي هللا وآل‪00‬ه ‪ -‬وهم المن‪00‬افقون من‬
‫الناس‪ ،‬ومن في قلبه زيغ من أمر النبوة فأصفق الكل إصفاقا واحدا علي صرف االمر عنه لغيره‪ .‬ش‪00‬رح‬
‫نهج البالغة‪.84/12 :‬‬
‫إلي أن قال‪ :‬قال رحمه هللا‪ :‬وسكت الناس عن االنكار‪ ،‬فإنهم كانوا متفرقين‪.‬‬
‫فمنهم‪ :‬من هو مبغض شانئ لعلي عليه السالم‪ ،‬فال‪00‬ذي ت ّم من ص‪00‬رف األم‪0‬ر عن‪00‬ه ه‪00‬و ق‪0‬رة عين‪0‬ه‪ ،‬وب‪00‬رد‬
‫فؤاده‪.‬‬
‫ومنهم‪ :‬ذو الدين وصحّة اليقين‪ ،‬إال أنّه لما رأي كبراء الصحابة قد اتفقوا علي ص‪00‬رف األم‪00‬ر عن‪00‬ه‪ّ ،‬‬
‫ظن‬
‫أنّهم إنّما فعلوا ذلك لنص سمعوه من رسول هللا صلي هللا عليه وآل‪00‬ه ينس‪00‬خ م‪00‬ا ق‪00‬د ك‪00‬ان س‪00‬معه من النص‬
‫علي أمير المؤمنين عليه السالم‪...‬‬
‫ّ‬
‫وقالوا‪ :‬هؤالء أعرف بأغراض رسول هللا صلي هللا عليه وآله من كل أحد فأمسكوا وكفوا عن اإلنكار‪.‬‬
‫ومنهم‪ :‬فرقة أخري ‪-‬وهم األك‪00‬ثرون‪ -‬أع‪00‬راب وجف‪00‬اة‪ ،‬وطغ‪00‬ام أتب‪00‬اع ك‪00‬ل ن‪00‬اعق‪ ،‬يميلون م‪00‬ع ك‪ّ 0‬ل ريح‪،‬‬
‫فهؤالء مقلّدون ال يسألون وال ينكرون‪ ،‬وال يبحثون‪ ،‬وهم مع أمرائهم ووالتهم‪ ،‬لو أسقطوا عنهم الصالة‬
‫الواجبة لتركوها‪ ،‬فلذلك امحق النص وخفي ودرس‪ ،‬وقويت كلمة العاقدين لبيعة أبي بكر‪.‬‬
‫وقواها زيادة علي ذلك اشتغال علي وبني هاشم برس‪00‬ول هللا ص‪00‬لي هللا علي‪00‬ه وآل‪00‬ه وإغالق‪ ،‬ب‪00‬ابهم عليهم‬
‫وتخليتهم الناس يعملون ما شاءوا وأحبوا من غير مشاركة لهم فيما هم فيه‪.‬‬
‫لكنّهم أرادوا استدراك ذلك بعد ما فات‪ ،‬وهيهات الفائت ال رجعة له! وأراد علي علي‪00‬ه الس‪00‬الم بع‪00‬د ذل‪00‬ك‬
‫نقض البيعة فلم يتم له ذلك وكانت العرب ال تري الغ‪00‬در‪ ،‬وال تنقض البيع‪00‬ة ص‪00‬وابا ك‪00‬انت أو خط‪00‬أ وق‪00‬د‬
‫قالت له االنصار وغيرها‪ :‬أيها الرجل لو دعوتنا إلي نفسك قبل البيعة لما عدلنا بك أحدا ولكن‪0‬ا ق‪0‬د بايعن‪0‬ا‬
‫فكيف السبيل إلي نقض البيعة بعد وقوعها!‪ ‬شرح نهج البالغة‪.86/12 :‬‬

You might also like