Professional Documents
Culture Documents
.مصطلحات الرياضيات في التعليم العام" .معجم عربي فرنسي .مطبعة النجاح .الدار البيضاء(1) "
:يقسم الباحثون في ديداكتيك الرياضيات المعرفة الرياضية إلى اربعة انواع حسب مجاالت االشتغال
يواجه الباحث في الرياضيات مجموعة من المشاكل التي لم يسبق ألحد أن وجد لها حلوال .فتراه يستثمر لهذا الغرض
مجموعة من المعارف الرياضية @،بعضها مؤسسي ومشترك بين جماعة الرياضيين (هذا الفضاء مقعر أم ال؟ هذه الدالة
متصلة أم ال؟) والبعض اآلخر مرتبط باألسئلة المطروحة والطرائق المختارة والممارسات الشخصية .ولحل الوضعيات
الرياضية (الفضاء الطوبولوجي ،الدوال ) (objetsالمسألة،يعبئ الباحث أيضا مجموعة من األشياء أو الكائنات
.المتصلة ،التقعر )...والتي لها داللة داخل المجال المدروس
).المبرهنة :صورة فضاء مقعر بدالة متصلة هي فضاء مقعر( (outil):جملة من هذه األشياء تكون في وضع األداة
وينسج الباحث أيضا شبكة من العالقات بين مفاهيم تنتمي إلى نفس اإلطار أو إلى إطارات مختلفة (جبري ،هندسي،
مبياني ،تحليلي ،عددي .)...عملية تغيير اإلطار عادة ما تؤدي بالباحث إلى إنتاج وابتكار مفاهيم وطرق جديدة ،تسمى”
.تجيب على حاجيات اللحظة )“(outilsأدوات
يعتبر الرياضيون أنه من الضروري تقييم مدى وأهمية األدوات التي عدلوها أو ابتكروها في سياق عملهم وعرضها على
) (formulationالمجتمع الرياضي .من أجل ذلك تراهم يبحثون عن أفضل الصياغات الممكنة
والتي تعزل هذه األدوات عن السياق الخاص للنشأة وتقديمها في صيغة معممة تمكن الحقا من إدخال تعديالت
.وتحويالت تؤدي إلى خلق أدوات مفاهيمية جديدة من طرف باحثين جدد وفي مجاالت أخرى
يتم اإلعالن إذن عن المعرفة الجديدة وقد نزع عنها كل ما يحيل على سياق النشأة أوعلي شخصية الباحث .فعادة ما
تدمج هذه المعرفة في منظومة معرفية موجودة سابقا بحيث يصبح@ بإمكانها تغيير الهندسة العامة لهذه األخيرة .وهكذا
تصبح المعارف الجديدة في وضعية الكائن .وحسب ريجين دوادي فالكائن الرياضي هو موضوع ثقافي له مكانته
في فترة معينة rومعترف به ) (savoir savantوموقعه ضمن منظومة المعارف الرياضية العالمة
.اجتماعيا
يعرف الكائن رياضيا باستقالل تام عن مجاالت االستعمال والتوظيف .وتمكن وضعية الكائن من رسملة المعرفة وتوسيع
.المنظومة المعرفية ،كما تمكن أيضا من إعادة استثماره@ في مجاالت جديدة وبعيدة كل البعد عن المجال األصلي
ومن اجل ضرورات البحث ،أي حل المسائل ،يبتكر الباحثون في بعض األحيان كائنات رياضية يكون الهدف منها
ترتيب األفكار والمعارف أو تعميم النتائج@ أو توحيد المسائل التي تحل عن طريق مفاهيم من نفس المجال كالجبر مثال أو
.ألجل ضرورات العرض
وفي حقبة : ax3 + bx2 + cx + d =0 ظهرت في سياق البحث عن حلول للمعادلة من الدرجة الثالثة بمجهول واحد
.كان معروفا فيها األعداد الموجبة واألعداد السالبة ،إنه القرن السادس عشر
المشكل الذي طرح آنذاك كان كالتالي :كيف نفسر أنه لحل معادلة من الدرجة الثالثة وذات معامالت حقيقية ،نحتاج إلى
حساب جذور مربعة ألعداد سالبة؟ ما هو المعنى الذي ستأخذه هته الجذور والتي ال يمكن أن تكون أعدادا (ألن مربع
عدد هو عدد موجب)؟
.استطاعت هذه األعداد أن تأخذ مشروعيتها من خالل صحة حلول المعادلة التي تمكن من إيجادها
ووجب انتظار نهاية القرن الثامن عشر ( ويسيل) وبداية القرن التاسع عشر ( كوس وفيما بعد كوشي) لكي يتم البناء
) ( statut d’objetالرياضي لهذه األعداد وتنتقل إلى وضعية الكائن الرياضي
يكون مفهوم معين في وضعية أداة عندما تدفعنا الحاجة إلى استعماله لحل المسائل ،ويمكن لنفس األداة أن تكون مالئمة
لحل مسائل مختلفة ،كما يمكن ألدوات مختلفة أن تكون مالئمة لحل نفس المسألة .وإذا كانت هذه األداة مرتبطة بمفهوم
إذا ارتبطت باستعمال ) (expliciteوتكون صريحة implicite)).في طور البلورة (العدد العقدي) فإنها تكون ضمنية
.واعي وإرادي لكائن رياضي محدد في حل مسألة ما
:مثال
إذن توجد لحظة تكون cm2 ، إلى cm2 16فإن المساحة ستمر ال محالة من cm 9إلى cm 4عندما يمر الضلع من 3
cm2.فيها المساحة12
تغيير اإلطارIV.
:أ -إذا نظرنا إلى تطور الرياضيات@ عبر التاريخ ،نجد إن جزءا كبيرا من عمل الرياضيين يخصص ل
،تغيير@ آرائهم نحوها (مثال بالنسبة للمعادالت التفاضلية ،هل نتبنى@ مقاربة تحليلية أو مقاربة جبرية)@ -
نقل هذه المسائل من إطار إلى آخر مع طرح تساؤالت جديدة تنسجم واإلطار الجديد( ،لم تحصل الجذور المربعة -
ومستوى Argand لألعداد السالبة على معنى إال بعد االنتقال من اإلطار العددي إلى اإلطار الهندسي :مستوى
)المستوى العقدي( Gauss
:ب -تعريف وخصائص
يتكون إطار ما من مجموعة كائنات رياضية@ وصيغها المتنوعة والتي تنتمي@ كلها إلى فرع واحد من فروع ü
الرياضيات وكذلك العالقات التي تجمع بين هذه الكائنات ،ومختلف الصور الذهنية التي ترتبط بهذه األخيرة وعالقاتها.
.هذه الصور تلعب دورا أساسيا في توظيف كائنات إطار ما كأدوات
.يمكن إلطارين أن يشتمال على نفس الكائنات لكن يختلفا في الصور الذهنية واإلشكاليات التي يولدانهاü
.اإلطار دينامي بطبعه ويتطور في الزمن وحسب الفرد لكن ال يمكنه أن يتجاوز سقف المعرفة العالمة ü
في بعده الرياضي ،يتأسس اإلطار على كائنات رياضية من نفس الفرع ومن مختلف مستويات التعقيد ،وبصياغات ü
.وعالقات متنوعة ،والتي تقتضي استعمال تشفيرات رمزية متنوعة
:مثال
أ -المعرفة المدرسية
يتلقى المدرس على العموم وعلى شكل مقررات دراسية الئحة بالكائنات الرياضية التي عليه أن يدرسها للمتعلمين
مصحوبة بالتوجيهات التربوية (التعليمات الرسمية) .ويكون المسؤول عن تنظيم هذه الكائنات لعرضها وتبليغها إلى
.التالميذ ،إذن عليه أن يقوم باختيارات وأن يتخذ قرارات في هذا الشأن
:السيناريو rاألول
يعرض المدرس ،في انسجام مع المحتويات المقررة للتالميذ في مستوى معين ،مجموعة من الكائنات الرياضية ،وهذا
: يجعله أمام اختيارين
يتطلب االختياراألول@ من المدرس عرض التعاريف والمبرهنات والخاصيات والبراهين والخوارزميات واألمثلة بمعزل -
عن أي سياق ،وما على التلميذ إال ان يستوعب الدرس ويطبقه في حل التمارين والمسائل .مما يجعل التلميذ مسؤوال عن
.إعطاء معنى للكائنات الرياضية المقدمة إليه لتصبح@ أدوات لالستعمال عند الحاجة
وأن يركز على ) (les prototypesاالختيارالثاني @:على األستاذ أن يقدم لتالمذته العدد الكافي من النماذج -
تطوير طرق االستعمال .سيكون في هذه الحالة مجبرا على إعطاء األولوية لتدريس الخوارزميات مع تقليص في
.مجاالت االستعمال
لصيقة بالمجاالت المعروضة ويصعب نقلها إلى مجاالت ) (savoirs-faireيكتسب التالميذ في هذه الحالة معارف-فعل
.أخرى
:السيناريو rالثاني
يعيد األستاذ هنا تأسيس سياق مشابه لسياق نشأة الكائن الرياضي :يختار@ أو يكيف أو يبني مسألة تستدعي دراستها
.استحضار الموضوع الرياضي المستهدف بالتدريس
أ -االقتراحات
على التعليم أن يدمج ضمن هيكلته التنظيمية فترات تلعب فيها جماعة القسم دور مجتمع مصغر للباحثين وهم يمارسون
.نشاطهم
:هيكلة تنظيمية جديدة للوضعية التعليمية التعلمية مبنية على ثالثة محاور
عدم تمكن التلميذ من الحل مباشرة باالعتماد على مكتسباته فقط؛ -
المرحلة "1القديم" :يعبأ التلميذ عدة مفاهيم رياضية كأدوات معلنة لحل المسألة جزئيا على األقل .يتبنى التالميذ هذه ü
.المسألة وينخرطون في عملية البحث
المرحلة " 2البحث عن ضمني جديد" :تدفع صعوبة الحل التالميذ إلى البحث عن وسائل جديدة مالئمة للحل .يمكن ü
،لعملية تغيير@ اإلطار أن تساعد على توظيف أدوات ضمنية
المرحلة : 3مأسسة جزئية أو محلية :تكون بعض العناصر التي استعملها التالميذ في المرحلة األولى قد لعبت ü
دورا حاسما في المرحلة الثانية ،سيتبناها التالميذ ويصوغونها بشكل صوري ،إما على شكل كائنات أو عل شكل طريقة.
يمكن كذلك أن يتعلق األمر بقناعات كانت موضوع نقاش وأدت إلى إنتاج صياغات صورية مبررة .يتعلق األمر هنا
". بأدوات جديدة معلنة" يمكن إعادة استعمالها والتعود عليها
سيكون على التالميذ في هذه المرحلة حل تمارين متنوعة تستدعي استعمال المعرفة الممأسسة
وبالتالي سيعملون على تنمية وتطوير عاداتهم وخبراتهم .كما سيعملون على دمج معارفهم (institutionnalisée)،
.االجتماعية ومواجهتها بمعارفهم الخاصة ،وعلى تنمية تصوراتهم بشكل يسمح لهم بالتعامل مع حقل أوسع من المسائل
يقترح األستاذ على التالميذ مسألة أكثر تعقيدا تجعل الكائن موضوع الدرس يلعب دور "القديم الصريح" من أجل
.الشروع في دورة جديدة لجدلية األداة-الكائن
) (jeu de cadresلعبة اإلطارات5)
يستعمل هذا التعبير عندما تتم عملية تغيير اإلطار بإيعاز من األستاذ من أجل مساعدة التالميذ على التقدم في مراحل
البحث وبلورة جملة من األسئلة المناسبة بخصوص المسألة المطروحة .ويمكن التمييز بين مراحل ثالث تهم هذا
:اإلجراء@
تكون المسألة المقترحة على التالميذ مصاغة في إطار معين ،جبري هندسي ،تحليلي ... ،وأخذا بعين االعتبار@
لمعارفهم ،وتجاربهم وعاداتهم ،ستقودهم دراسة المسألة المقترحة إلى ترجمة نص المسألة أو جزء منه في إطار آخر،
ثم القيام بتأويل عدد من األسئلة .سيعملون على إقامة عدد من التقابالت أو الترابطات ما بين اإلطارات (بين الكائنات
وبين العالقات)
إن التقابالت التي نسجها التالميذ بين مختلف اإلطارات تظل ناقصة في هذه المرحلة وذلك ألسباب إما رياضية@ محضة،
.أو لعدم كفاية معارفهم ،فتصبح الوضعية المقترحة مولدة لحالة الالتوازن المعرفي وتسمح بإعادة هيكلة المعارف
إن إقامة تواصل/حوار مناسب بين اإلطارات سيشكل عامال أساسيا في حصول حالة التوازن ،كما أن التفاعل ما بين
.هذه اإلطارات يسمح بتقدم وتنمية المعارف المنتمية لكل منها
بعد استقالل المغرب والى غاية 1962ك انت مق ررات الرياض يات ال تي تُ َدَّرس في المغ رب هي نفس ها ال تي
تُ َدَّرس في فرنس ا وك انت تعتم د باألس اس على التحلي ل وعلى الهندس ة بش كلها الكالس يكي .من جه ة أخ رى،
وفي ال وقت ال ذي لم تَ ْع رف رياض يات التعليم الث انوي أي تغي ير لق رون طويل ة في الع الم بأس ره ،فق د ع رفت
الرياضيات العليا في الجامعات األوربية واألمريكية تطورا كبيرا ،الشيء الذي دفع بالكثير من األكاديميين الى
المن اداة بتقليص اله وة بين رياض يات الجامع ة ورياض يات التعليم الث انوي وق د ع رفت أوروب ا بالخص وص
موجة من االنتقادات لمقررات الرياضيات بالتعليم الثانوي منذ نهاي ة الق رن التاس ع عش ر ،لكنه ا لم تج د آذان ا
ص اغية إال بع د أن ف وجىء الع الم ب إطالق أول س بوتنيك في أكت وبر 1957من ط رف الس وفيات ،وق د ش كل
هذا الحدث التاريخي الهام لحظة فارقة في مسار تطور مادة الرياضيات في العالم.
خلق إطالق أول سبوتنيك في أكتوبر 1957انزعاجا قويا للغرب من ت أخره التكنول وجي واع ترفت الحكوم ة
األمريكي ة عالني ة بت أخر بل دها في مج ال الرياض يات مقارن ة م ع ال روس .الش يء ال ذي جعله ا تتخ ذ ق رارات
بتنظيم التعليم بشكل يتيح للتالميذ النجباء ،التّقدم بسرعة نحو الهدف دون ض ياع لل وقت ،حيث ت بين له ا ِب أن
تدريس رياضيات مبنية على المنطق الصارم ،هو االختي ار األمث ل لت دريس المف اهيم الحديث ة وتحقي ق التف وق
في الرياضيات.
ك انت ه ذه الرياض يات ال تي أطل ق عليه ا آن ذاك ”الرياض يات الحديث ة“ ،وال تي حس مت الظ روف والمص الح
االس تراتيجية لل دول في تبنيه ا بس رعة قياس ية ،ك انت بمثاب ة ث ورة على رياض يات أقلي دس ال تي ك انت هي
أساس ت دريس ه ذه الم ادة في مختل ف دول الع الم ط وال 2000س نة .وق د فعلت نش وة االحس اس باالنتص ار
على الرياض يات الكالس يكية من ط رف زعم اء تح ديث الرياض يات الفرنس يين " مجموع ة " Bourbakiفَ َعلت
ِف ْعلَتَها في ع الم الرياض يات الفرنس ي Dieudonnéحين ص اح خالل م ؤتمر التع اون االقتص ادي األوروبي (
”. )1959ليس قط أقيلي دس ،ال مثلث ات بع د اآلن“ « . » à bas Eucide, plus de trianglesوهك ذا
ومن ذ ذل ك ال وقت أص بحت الهندس ة الكالس يكية االقليدي ة ،رياض يات متج اوزة وحلت محله ا رياض يات جدي دة
وهي " الرياضيات الحديثة" .
ويعت بر المغ رب من أوائ ل ال دول ال تي طبقت فيه ا ب رامج الرياض يات الحديث ة الى ج انب الوالي ات المتح دة
األمريكي ة( البداي ة 1962على ي د J.P.Nussوالتعميم 1968على ي د ،)Y.Peureuxقب ل أن تطب ق في
فرنسا ( . )1969ويرج ع الس بب في ذل ك أوال للحم اس ال ذي ك ان يطب ع المس ؤولين عن ت دريس الرياض يات
ب المغرب بحكم أنهم فرنس ين ،وه ذا ش يء ج د مهم ألن ه ال يجب أن ننس ى أن ث ورة التغي ير ه ذه ك انت بقي ادة
علم اء فرنس يين س اهموا من جه ة في تط وير م ادة الرياض يات من ذ الق رن الس ابع عش ر ( – Descartes
) … Pascl – Fermatومن جه ة أخ رى ق ادوا ث ورة التغي ير والمطالب ة بتط وير ب رامج الرياض يات في
التعليم الث انوي من ذ أواخ ر الق رن التاس ع عش ر .وهك ذا ف أن تص دير ث ورة التغي ير نح و المغ رب كلن طبيعي ا
بحكم أن الالع بين في مج ال ت دريس الرياض يات ب المغرب ك انوا من نفس جنس ية ص انعي ه ذه الث ورة ،أم ا
قضية أن المغرب كان سباقا للدخول في اللعبة قبل فرنسا نفس ها ،فربم ا ك ان الف اعلون في المي دان المغ ربي
أكثر سرعة وحماسا لتطبيق هذا النظ ام بمبارك ة من المس ؤولين السياس يين المغارب ة المتحمس ين لبن اء دول ة
حداثية .وهناك احتمال ان يكون األمر محكوما ب دافع تج ريب ه ذا النظ ام الجدي د على المغارب ة قب ل المخ اطرة
بتطبيقه على الفرنسيين لكنه احتمال ضعيف جدا بحكم أن الفرق الزمني لبداية تطبيق هذا النظام بين المغ رب
وفرنسا هو سنة واحدة فقط.
وقد أعطت الرياضيات الحديثة أهمي ة قص وى ألساس ات الرياض يات والمنط ق ونظري ة المجموع ات والبني ات
الجبرية والتحليل واهتمت بالمحتوي الرياضي والبرهان االستنتاجي المبني على التطبيق الصارم للمنط ق ولم
تُِعراهتماما كبيرا للجانب البيداغوجي او الديداكتيكي.
وقد استفاد المغاربة من هذه الطفرة حيث كان التك وين في مج الي الرياض يات والفيزي اء ص لبا متين ا الش يء
ال ذي مكن المغ رب من الحص ول على أط ر عالي ة الكف اءة من األس اتذة و المهندس ين ال ذين ك انوا يعوض ون
ِّر ه ذه
ص دُاألطر الفرنسية العاملة بالمغرب شيئا فشيئا ،بل أكثر من ذلك فقد أصبح المغرب بعد فترة قص يرة ُي َ
األطر ،في إطار اإلعارة ،الى جميع دول الخليج التي ك انت واعي ة بج ودة المنت وج المغ ربي مقارن ة م ع أط ر
واردة من دول عربية أخرى .من جهة أخرى فقد كانت فرنسا نفسها تفكر في استيراد أساتذة الرياض يات من
المغ رب نظ را لكف اءتهم ،كح ل محتم ل لتغطي ة النقص المه ول في أس اتذة الرياض يات ،ال ذي ك انت تع اني من ه
فرنسا نهاية الثمانينات.
ب الرغم من اإليجابي ات ال تي ذكرن ا ،ف إن الص رامة ال تي ك انت تتم يز به ا ه ذه الرياض يات منعت الكث ير من
التالميذ من التعاطي معها حيث كانت بحق " رياضيات النخبة" ،فرغم أن األس باب ال تع ود الى مس ألة تط بيق
الرياضيات الحديثة وحدها إال أنه ا تع د س ببا مهم ا ،الش يء ال ذي أدى الى ب زوغ انتفاض ات جدي دة تس تنكر "
حجم الدمار" الذي تركه تطبيق هذا النوع من الرياضيات وظهرت "الثورة المضادة " على شكل أص وات كث يرة
في العالم تدعو الى تطبيق رياضيات أكثر ديمقراطية تحت عنوان " الرياضيات للجميع"
كانت هذه الموجات االحتجاجية مرفوقة بتحليالت لمساوىء الرياضيات الحديثة وتحم ل دع وات الى االهتم ام
بدي داكتيك الرياض يات وطرائ ق الت دريس ح تى يتمكن جمي ع التالمي ذ من أخ ذ نص يبهم من الرياض يات بم ا
يتناسب مع حاجياتهم وتوجههم وبالطرائق التي تالئمهم .بالنسبة لفرنسا مثال كانت األم ور أك ثر تنظيم ا حيث
ظه رت موج ة مراك ز البحث في ت دريس الرياض يات IREMال تي أخ ذت على عاتقه ا دراس ة ك ل م ا يتعل ق
بتطوير تدريس هذه المادة.
في إط ار ه ذه الحركي ة الداعي ة الى إع ادة النظ ر في مس ألة ت دريس الرياض يات في الع الم أجم ع س واء من
ناحي ة الغاي ات أو المحت وى أو طرائ ق الت دريس ارت آى المغ رب أن ي دمج إص الح ال برامج وتع ريب تعليم
الرياضيات مرة واحدة .وإ ذا كان إصالح ال برامج مفهوم ا ألن الع الم كله ا اكتش ف المش اكل المرتبط ة بتط بيق
الرياضيات الحديثة ومنها عدم قدرة التالميذ على مسايرة دروس الرياضيات المقدمة لهم به ذه الطريق ة ،ف إن
ُد َعات التعريب في المغرب استغلوا الفرص ة واعت بروا أن اللغ ة الفرنس ية هي ك ذلك س بب في ض عف مس توى
التالميذ في الرياضيات باالضافة الى مبررات واهية أخرى من أج ل تمري ر مخط ط التع ريب .وهك ذا وفي س نة
1979ك ون الس يد وزي ر التربي ة الوطني ة لجن ة مراجع ة مق ررات الرياض يات وتعريبه ا.وج اءت األه داف
المتوخاة من هذه المراجعة كالتالي :
نشير في بادىء األمر الى أن الفترة الفاصلة بين 1989و 2000وبعدها بعدة سنوات ك انت متم يزة ج دا،
حيث فتحت أوراش مهم ة ونوعي ة تؤك د ع زم المغ رب على االس تثمار في مج ال التعليم وذل ك بالعم ل على
تطوير الكفاءات حيث تم فتح مركز لتكوين المفتشين بباب تامسنة بالرباط في أواسط الثمانين ات يلج ه أس اتذة
التعليم الثانوي بعد مبارة ويستفيدون من تك وين لم دة س نتين تتخلله ا ف ترة ت دريب بفرنس ا لم دة ش هر تقريب ا
كما استفاد أساتذة آخ رون من تك وين في مج ال الدي داكتيك بكن دا باالض افة الى كلي ة عل وم التربي ة ال تي م دت
المغرب بأطر كفأة س اهمت في تط وير التعليم .ه ذه األوراش كله ا ك انت متكامل ه م ع بعض ها وأعطت دينامي ة
مهم ة تجلت في نش ر العدي د من الكتب في التربي ة والدي داكتيك وعلم النفس ال تربوي وظه رت العدي د من
المجالت والمق االت ب ل ح تى الجرائ د اليومي ة أص بحت له ا ص فحات تربوي ة تنش ر فيه ا مق االت تعكس آراء
وتجارب األساتذة والمفتشين كما كانت تُ ْعقد ندوات كثيرة في عدد من المؤسسات التربوية .
لق د س اهم ه ذا الوض ع في انتش ار ال وعي ال تربوي والدي داكتيكي في أوس اط أس اتذة الرياض يات والمفتش ين
التربوين مما ساعد على انخراط الجميع في النقاش الدائر حول "الرياضيات الحديث ة" و " الرياض يات للجمي ع"
وسهل مهمة االنتقال الى رياضيات اكثر ديموقراطية وباقتناع شبه تام من طرف كل الفاعلين التربويين .
عن دما وص ل التع ريب الى نهايت ه بالنس بة للتعليم االبت دائي واالع دادي والث انوي س نة 1989تم إج راء
تعديالت جديدة على برامج الرياضيات لمسح إلزالة آخر بقايا الرياضيات الحديث ة و لتص بح الرياض يات \أك ثر
قربا وتمثيال لمطالب التغيير ودمقرطة التدريس ومنها:
خالل هذه الفترة تمت مراجعة المناهج الدراسية انطالقا من منظور الميثاق الوطني للتربية و التكوين وهكذا
اعتبرت اللجن ة المكلف ة بإع داد ه ذه ال برامج ،أن م ادة الرياض يات م ادة حيوي ة بالنس بة لتك وين عق ل التلمي ذ
بشكل سليم وتدريبه على ممارسة النهج العلمي حيث تساهم هذه المادة الى ج انب الم واد األخ رى في ت دريب
التالمي ذ على التفك ير المنطقي والبره ان واالس تدالل بجمي ع أنواع ه وك ذا على أس اليب التحلي ل وال تركيب
والتأويل و النقد البناء .وهكذا تم العمل على:
خلق انسجام أكبر بين برامج الرياضيات بين األسالك التعليمية من االبتدائي الى الجامعي؛