Professional Documents
Culture Documents
مصباح المنتظرين
مصباح المنتظرين
1
بسم هللا الرحمن الرحيم
مصباح المنتظرين
2
المعرفة المهدوية وكيفية االرتباط به وتقوية العالقة به
وما يجب ان يكون عليه المنتظر في زمان الغيبة عسى
ان تكون مصباحا ً تضيء طريق السائرين إلى إمامهم
والمنتظرين له ونسال هللا تعالى ان ينفخ في هذه الكلمات
روح التأثير والعمل فإنه اليه يصعد الكلم الطيب والعمل
الصالح يرفعه وان يمن علينا برضاه ورضا وليه (عجل
هللا تعالى فرجه) فما بنا من نعم ٍة فمنه وهو ولي التوفيق
3
اإلضاءة رقم :1متى تٌحول األفكار المهدوية التي نحملها في
أذهاننا إلى واقع عملي ملموس؟ الجواب الفكرة المهدوية بل
كل فكرة ترد الذهن بمثابة البذرة ال تنمو ما لم تغرسها في
األرض الصالحة وتسقيها بالماء وتبعد عنها معوقات النمو
فاألرض للفكرة اإليمان واالعتقاد بها والماء الذي يحيها
المشاعر والمحبة لتلك الفكرة ومعوقات النمو هي كل ما
يضعف فيك اإليمان والمحبة لها سواء كان المعوق داخليا ً أو
خارجيا ً كالناس السلبيين فإذا وجد المقتضي وتحقق الشرط
وفقد المانع فعندئذ تخرج الفكرة من حيز القوة إلى حيز الفعل
وتُحول إلى الواقع العملي بأقل مجهود.
4
ونعني باالنقياد بأن يكون المنتظر منقادا ً باألتباع والسلوك
العملي لنهج األمام من االمتثال ألوامره وما يقربه الزلفى
لديه واجتناب نواهيه وما يبغضه وضابطة هذا يكون بالعمل
وفق الرسالة العملية والعمل بوظائف زمن الغيبة وهذا محله
البدن.
فكل ما يخص القضية المهدوية البد ان يندرج تحت أحد
فالمنتظر الكامل هو من حاز اعلى الرتب
ِ أضالع هذا المثلث
في مثلث المعرفة المهدوية.
5
اإلضاءة رقم :5إن العقيدة المهدوية الشيعية تحاكي لسان
عرضت على الناس جميعا ً ألمنوا بها وحتى فطرة الناس ولو ُ
من ينكرها هو مؤمن بها قال تعالى (و َج َحدوا بها واستيقنتها
أنفسهم ظلما وعلوا) ومن هنا الظالمون لعلمهم بصدق هذه
العقيدة وإنها واقعة المحالة يحاولون ابعاد الناس عن اإليمان
بها ومن سبلهم يقومون بصناعة أشخاص بين الحين واألخر
نكرة ً ال أصل لهم والحظ لهم من العلم والمعرفة يدعون أنهم
األمام المهدي أو أنهم سفراء عنه أو لهم ارتباط خاص به
ليكدروا صفاء هذه العقيدة في نفوس الناس ويسفهون من امن
بها ولكن سرعان ما ينكشف زيفهم وبطالن دعواتهم فعلى
المنتظرين أن يجعلوا من ظهور مثل هذه الدعاوى الباطلة
عامل لزيادة اليقين بالعقيدة المهدوية الحقة ال عامل للشك فيها.
6
والثانية :لكنه يخطأ في تشخيص مصداق الخير رغم حبه له
فيحسب ما هو خير شرا ً وما هو شر خيرا ً ويثبت هللا تعالى
هذا بقوله (وعسى أن تكرهوا شيئا ً وهو خيرا ً لكم وعسى أن
ت ُ ِحبوا شيئا ً وهو شر لكم) وبقوله تعالى أيضا ً (فعسى أن
تكرهوا شيئا ً ويجعل هللا فيه خيرا ً كثيراً).
والثالثة :فمن هنا شخص هللا -من باب الرحمة والشفقة –
لإلنسان مصداق الخير األكمل الذي يطلبه اإلنسان بفطرته
وهو االمام المهدي (عليه السالم) بقوله (بقية هللا خير لكم إن
كنتم مؤمنين) فمن آمن بهذه القاعدة سيسعى لالرتباط به
وتقوية العالقة معه – من دون حاجة الى تذكير او ترغيب من
أحد – استجابة لنداء فطرته.
7
ورحمته ودعائه وخيره )...اذا ً من أراد معرفة سيرة وشأن
ومقام خاتم األوصياء فليتعرف على سيرة وشأن ومقام خاتم
األنبياء .
8
اإلضاءة رقم :9األعم األغلب من الناس أعرضوا عن ذكر
المهدي (عجل هللا تعالى فرجه الشريف) ولسان حالهم قول هللا
تعالى (شغلنا أموالنا واهلونا) وقد نهى هللا تعالى عن ذلك بقوله
(ياءيها الذين أمنوا ال تلهكم أموالكم وال اوالدكم عن ذكر هللا
ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون) فاألعراض عن ذكر
األمام المهدي (عليه السالم) هو إعراض عن ذكر هللا
واألعراض عنه له اثار ضخيمة وفادحة في الحياة الدنيا و
اآلخرة ذ ُ ِكرت في قوله تعالى(ومن اعرض عن ذكري فإن له
معيشة ضنكا ً ونحشره يوم القيامة أعمى) فأجلى مصداق لذكر
هللا تعالى هو ذكر اإلمام (عليه السالم) .
9
للجهاد مع اإلمام المهدي عليه السالم "ولجهادي بين يديك
مترقبا ً" والنتيجة المحصلة من هذه المقامات هي (فناء أرادة
ظر "فأبذل نفسي ومالي و ولدي وأهليالمنتظر في أرادة المنت َ
ِ
وجميع ما خولني ربي بين يديك والتصرف بين أمرك ونهيك"
10
اإلضاءة رقم :13بعض الناس يهتمون بكل شيء وبأتفه
األمور ويعيرونها أهمية بالغة ولكن ال نرى لهم اهتمام بإمام
زمانهم وهذا يعني أن اإلمام ليس له أي قيمة عندهم نعوذ باهلل
تعالى من ذلك وهم ال يعترفون بذلك قوال لكن في مقام العمل
حالهم هكذا! ألن االهتمام فرع الشعور بالقيمة الذاتية للشيء
المهتم به.
12
شخصه ،وال يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره ،وهو الثاني
عشر منا )...وأصحاب القلوب التي ال يغيب ذكر اإلمام عنها
صارت الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة كما ورد عن اإلمام علي
بن الحسين (عليهما السالم) قال...( :الن هللا تبارك وتعالى
أعطاهم من العقول واألفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة
عندهم بمنزلة المشاهدة)....
14
اإلضاءة رقم :21االنتظار الحقيقي له حالتان :حالة في القلب
ظر (عجل هللا تعالى وهي اإلنشداد والتعلق الروحي بالمنت َ َ
فرجه الشريف) ،وحالة في البدن وهي السعي العملي وفق
ذلك التعلق ويجمعهما هذا الحديث الوارد عن اإلمام الصادق
عليه السالم حيث قال...( :من سره أن يكون من أصحاب القائم
فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن األخالق وهو منتظر ،فإن
مات وقام القائم بعده كان له من األجر مثل أجر من أدركه،
فجدوا وانتظروا ،هنيئا ً لكم أيتها العصابة المرحومة)
وبالحقيقة االنتظار كلمة ال يعرف معناها اال من عاشها
بوجدانه..
15
اإلضاءة رقم :23إن كان كل وظيفتنا -في زمان الغيبة-هي
االنتظار ال غير ،فأين األعمال األخرى بل أين االعتقادات؟
والجواب أن االنتظار مفهوم واسع تندرج تحته اعتقادات
وأعمال عامة واعتقادات واعمال خاصة فأما العامة منها هي
التي كان مكلف بها كل من كان في زمان النبي (صلى هللا
عليه واله وسلم) وفي زمان جميع األئمة الطاهرين من أصول
الدين وفروعه وأخالقه وأما الخاصة منها هي التي مكلف بها
من هم في زمان غيبة اإلمام المهدي -باإلضافة الى تلك
التكاليف العامة -كوجوب انتظاره ومعرفته والدعوة اليه
وتكذيب من يدعي اإلمامة او السفارة في الغيبة التامة
والرجوع الى العلماء في الحوادث الواقعة في غيبته وعدم
االستعجال في ظهوره وتكذيب الموقتين له وقت ومعرفة
عالمات ظهوره والى ما شاء هللا من التكاليف التي مكلف بها
المنتظر في زمان العيبة فكل ذلك يندرج تحت مفهوم االنتظار
فاالنتظار -باعتقادنا۔ مفهوم شامل لجميع االعتقادات
واالعمال.
16
كل أمرء منكم بما يقرب به من محبتنا ،ويجتنب ما يدنيه من
كراهتنا وسخطنا فإن أمرنا بغتة فجاءة حين ال تنفعه توبة وال
ينجيه من عقابنا ندم على حوبة وهللا يلهمكم الرشد ،ويلطف
لكم في التوفيق برحمته).
18
اإلضاءة رقم :28يقول البعض أنا ال أكن حبا ً وشوقا ً إلى
إمامي المهدي (عليه السالم) كما أكن ألهلي وأصدقائي بل
هناك من ال يجد حبا ً إلمامه في قلبه فما الحل لهذه الحقيقة
المرة؟ الجواب علينا التحبب إلى اإلمام فكما إذا لم تكن حليما ً
فتحلم هكذا هنا (إذا لم تكن محبا ً-مهدويا ً تلقائيا ً فتحبب) أي انت
أوجد الحب بقلبك تكلفا ً وهذا التحبب يثمر المحبة لك باألخير
حيث ندعو في وصف هللا تعالى (يا حبيب من تحبب إليك)
واإلمام هكذا فالنتيجة هي هي.
19
طفالً حياءا ً منه وخجالً فما بالك لو أعتقد بان الناظر
وبرأهُ من العيوب
أليه من عصمه هللا من الذنوب ّ
وأطلعه على الغيوب وشاهده على عباده اال وهو
اإلمام المهدي فحينئذ هل يفعل المعصية واإلمام ينظر
إليه؟ وهل يجعل نظر إمامه له اهون من نظر الطفل؟
أوال يكفي نظره (عليه السالم) إليه ليكون رادعا ً له
عن فعل المعصية.
الثاني :االعتقاد واليقين بأن ارتكاب المعصية تؤذي
اإلمام (عليه السالم) وهذه حقيقة ال غبار عليها ويكفي
في إثباتها قوله عليه السالم...(( :قد أذانا جهالء
الشيعة وحمقاؤهم ومن دينه جناح البعوضة أرجح
منه ))...فأن ارتكاب الذنوب مثل الجروح في قلب
األمام وبعضها مثل رش الملح على تلك الجروح فمن
علَ َم بهذه الحقيقة فهل من المعقول يقدم على ارتكاب
َ
ً ً
المعصية التي إما تحدث جرحا جديدا في قلب إمامه
(عليه السالم) أو توجب ألما ً لجروحه ال أدري!
وهنيئا ً لمن وجد في نفسه لذة بالغة الرتكاب المعصية
ولكن لم يقدم عليها علما ً منه أن فعلها يوجب أذيه
لنفس
إمامه اال يكبر مثل هذا بعين األمام المهدي عجل هللا
تعالى فرحه الشريف .
20
اإلضاءة رقم :31العظمة المهدوية مفتاح محبة اإلمام (عجل
هللا تعالى فرجه) فمن ال يدرك وال يشعر بعظمته من الصعب
يكون محبا ً له ولذا نجد االئمة الطاهرين سلطو الضوء في
الروايات والزيارات واألدعية التي تحدثوا بها عنه -على
إبراز عظمته فهناك مصاديق تبين بوضوح عظمة إمامنا
(عجل هللا تعالى فرجه) منها- :
أوال :إن هللا تعالى أخذ ميثاقا من جميع االنبياء ومن أولي
العزم خاصة باإليمان باإلمام المهدي وبنصرته وأشهدهم على
ذلك فشهدوا وأمنو به فهو الميثاق الذي أخذه ووكده من جميع
األنبياء فأصبح ميثاق هللا كما ورد في زيارة آل ياسين.
ثانيا :إن هللا تعالى أمر النبي محمد (صلى هللا عليه واله)
بمحبة اإلمام المهدي على وجه الخصوص كما في حيث
المعراج حيث قال تعالى لنبيه (:يا محمد أحبه فإني أحبه وأحب
من يحبه).
ثالثا :إن النبي (صلى هللا عليه واله) قبل أن يقتل اإلمام
الحسين عليه السالم في كربالء لما أخبره هللا تعالى (أن
المهدي من ولده) .رابعا :أنه الولي الوحيد من بين أولياء هللا
من األنبياء والرسل واألوصياء الذي إدّخرهُ هللا تعالى إلقامة
العدل ونشر الدين على الدين كله وهو الذي يحقق الغاية التي
من أجلها خلقنا هللا عز وجل وهي (كي ال يعبد في االرض إله
سواه) فلماذا نحب اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه)؟
نحبه ألنه عظيم وما ذكرنا وغيره شاهد على عظمته فعلى
21
المنتظر أن يبحث عن األمور التي تجعل اإلمام عظيما ً عنده
كي ال يحب سواه فمن أدرك عظمته حبه!
اإلضاءة رقم :32اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه) هو
التام في محبة هللا تعالى فالمنتظر إذا أحب إمامه فمحبته هذه
تدعوه إلى محبة ربه ألنه (محبة المحبوب توصل إلى محبة
من يحب) ومثالها حب زليخا ليوسف اوصلها إلى محبة ربه
(عز وجل).
22
اإلضاءة رقم :35إن للمؤمن بعد كل صالة فريضة دعوة
ي عن أبي عبد هللا (عليه السالم) قال :ما
مستجابة حيث رو َ
من مؤمن يؤدي فريضة من فرائض هللا إال كان له عند أدائها
دعوة مستجابة .فينبغي للمؤمن المنتظر أن يجعل هذه الدعوة
إلمامه المهدي عجل" هللا فرجه قائال( :اللهم عجل فرجه
وسهل مخرجه ،اللهم فرج عنه كل هم وغم ،اللهم كن أنت
األنيس له في غيبته ،اللهم أعنه على ما وليته واسترعيته،
اللهم ألهمه الصبر على ما جرى في آبائه المظلومين).
23
اإلضاءة رقم :37آخر ساعة من النهار ساعة مهدوية فهي
آخر ساعة من ساعات النور واإلمام هو أيضا آخر نور بقي
من انوار االئمة االثنا عشر عليهم السالم وهي ساعة يغفل
سي وغُ ِف َل عنه ولكن المنتظر
عنها الكثير وكذا اإلمام قد نُ َ
الموالي والمعتقد بإمامه ال ينساه فيدعو له ويستشفع به وذلك
من خالل قراءة الدعاء المعد لهذه الساعة وهو:
يا من توحد بنفسه عن خلقه يا من غني عن خلقه بصنعه يا
من عرف نفسه خلقه بلطفه يا من سلك بأهل طاعته مرضاته
يا من أعان أهل محبته على شكره يا من َمن عليهم بدينه و
لطف لهم بنائله أسألك بحق وليك الخلف الصالح بقيتك في
أرضك المنتقم لك من أعدائك و أعداء رسولك و بقية آبائه
الصالحين محمد بن الحسن و أتضرع إليك به و أقدمه بين
يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلي على محمد و آل محمد
(وأن تفعل بي كذا وكذا) أن تداركني به و تنجيني مما أخافه
و أحذره و ألبسني به عافيتك و عفوك في الدنيا و اآلخرة و
كن له وليا و حافظا و ناصرا و قائدا و كالئا و ساترا حتى
تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويال يا أرحم الراحمين و
ال حول و ال قوة إال باهلل العلي العظيم فسيكفيكهم هللا و هو
السميع العليم اللهم صل على محمد و آل محمد الذين أمرت
بطاعتهم و أولي األرحام الذين أمرت بصلتهم و ذوي القربى
الذين أمرت بمودتهم و الموالي الذين أمرت بعرفان حقهم و
أهل البيت الذين أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا
أسألك بهم أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تغفر ذنوبي
كلها يا غفار و تتوب علي يا تواب و ترحمني يا رحيم يا من
ال يتعاظمه ذنب و هو على كل شيءٍ قدير.
24
اإلضاءة رقم :38للمنتظر قبل نومه ليال وقفة اعتذار من إمام
الزمان (عليه السالم) للهفوات التي صدرت منه في طيلة
النهار وإن لم تكن ذنوبا ً ويستشعر الندامة والخجل من نفسه
ألنه لم يكن زينا ً إلمامه ويطلب منه ان يستغفر له قائال(:يا
أبانا استغفر لنا ذنوبنا انا کُنّا خاطئين).
25
اإلضاءة رقم :40إنا نعتقد أن زيارة آل ياسين أهم الزيارات
التي يزار بها اإلمام المهدي عجل هللا تعالی فرجه على
اإلطالق وذلك لوجوه منها:
أنها تمثل التوجه إلى هللا عز وجل والى اإلمام المهدي عجل
هللا فرجه كما ورد عنه في وصفها حيث قال :إذا أرتم التوجه
بنا إلى هللا تعالى وإلينا فقولوا كما قال هللا تعالى :سالم على آل
ياسين...
أن الزائر يَعرض فيها عقائده الحقة على إمامة المهدي ويُش ِهدَهُ
عليها فمن هنا للمنتظر المواظبة عليها ولو في كل جمعة.
26
الزمان (عجل هللا تعالى فرجه) أو عندما يعمل عمالً ما ويحس
لهذا العمل أثر قبول عند هللا عز وجل فليخاطب ربه قائ ً
ال:
(اللهم اجعل ثواب عملي هذا تفريج الهموم والغموم عن قلب
صاحب الزمان ولو هما ً واحدا ً من همومه (عليه السالم)) فان
استجاب هللا وفرج هما ً من هموم إمامه بعلمه فماذا يكون حال
المنتظر عند إمامه أفال يرد له الجميل؟
ِ
المنتظر مكلف في كل يوم جديد يعيشه ِ اإلضاءة رقم :43
بتكاليف الهية عليه أن يؤديها وقد يحصل التزاحم بينها
وتشخيص األهم منها من أشكل األمور ومن هنا األفضل
للمنتظر أن يطلب من إمامه المهدي (عجل هللا تعالى فرجه)
أن يهديه ويرشده إلى السبيل األقوم من بين السبل فليخاطبه
قائال -:مثال( -يا موالي ما يريده هللا تعالى مني فعال في هذا
اليوم أهدني وأرشدني للقيام به واهدني للقيام باألعمال التي
توجب ادخال السرور على قلبك ثم يخاطبه بهذه العبارة التي
وردت في احدى زياراته عليه السالم( ...رضيتك يا موالي
إماما ً و هاديا ً و وليا ً ومرشدا ً ال أبتغي بك بدال وال أتخذ من
دونك وليا )...فليطلب هذا أول الصباح عسى يرزقه هللا تعالى
الهداية المهدوية ويكون مصداقا لقوله (وهديناهم إلى صراط
مستقيم).
27
اللهم أنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة إمامنا )...حقيقة يشكو غيبته
ال مجاملة.
28
القربات وأقدس الحاالت ويكفي في الحث عليه إنه من
عالمات المؤمنين في زمان الغيبة حيث روي عن اإلمام
الصادق (عليه السالم) انه قال( :وهللا ليغيبن إمامكم سنينا ً من
دهركم ...ولتدمعن عليه عيون المؤمنين).
29
فالذين رأوا اإلمام بهذه الرؤية (القلبية) صارت عندهم الغيبة
بمنزلة المشاهدة!
30
اإلضاءة رقم :54المنتظر يستجدي ويطلب من اإلمام المهدي
(عجل هللا تعالى فرجه) أن يتولى أمره ويشمله برعايته
الخاصة وهناك عبارات يمكن للمنتظر مخاطبته بها تدل على
هذا المعنى كهذه (يا موالي يا ابن فاطمة خذ بيدي تكفلني
وتولى رعايتي) و (يا موالي ربني وزكني وعلمني مما علمت
رشدا ً) و(سيدي استخلصني لنفسك وأذكرني عند ربك)
ويطلب ذلك بحالة توجه وتخشع وخضوع اي بحالة تتناسب
مع طلبه عسى أن يستجيب له اإلمام في يوم من األيام ويدخله
في كنفه..
31
مدينة يدخلها فيقيم فيها وال يريد الخروج منها فتكون كل
حركاته واعماله ونشاطاته داخل هذه المدينة وكلها تصب في
مجرى واحد وهو عنوان الخدمة المهدوية فهنيئا ً لمن أوقف
نفسه لخدمة إمامه وال يخرج منها إلى غيرها.
33
اإلضاءة رقم :61الشعور بالتقصير اتجاه اإلمام المهدي
عجل هللا فرجه نوع من الكمال وله فائدتان:
األولى يكون مانعا من حصول العجب بما تقوم من أعمال في
خدمة اإلمام
والثانية يكون هذا الشعور محركا ً ومحفزا ً للسعي في خدمته
عليه السالم أكثر فأكثر.
34
والثاني :الدعوة العملية السلوكية :وتكون من خالل االلتزام
باألحكام الشرعية والتعاليم االخالقية وبوظائف المنتظر في
الغيبة وتطبيقها عمال وهذه أكثر تأثيرا بالناس من الدعوة
العلمية إذ ورد عن اإلمام الصادق عليه السالم انه قال( :كونوا
دعاة ً لنا بغير السنتكم).
35
المهدي (عليه السالم) في المجتمع وتشجيع األخرين على ذلك
فاإلمام هو (كلمة هللا) وكلمة هللا هي العليا.
36
اإلضاءة رقم :69إن دعاء العهد يمثل:
المنتظر عن انتمائه المهدوي وأخذ العهد
ِ أوال :إعالن من قبل
والميثاق على نفسه أمام ربه بالبقاء على هذا االنتماء.
المنتظر بحقوق إمامة المهدي التي عليه ان
ِ وثانيا :اقرار من
يؤديها اليه -وهي وظيفته في زمان غيبته -كالنصرة له
(عجل هللا تعالى فرجه) والذب عنه واالمتثال ألوامره
والمحاماة عنه والمسارعة في قضاء حوائجه ....ولعل من
فلسفة الدعاء به اربعين صباحا ً هي :أن تكراره يزرع في نفس
المنتظر روح االنشداد واالنتماء والوالء لإلمام المهدي (عليه
السالم) وروح السعي والعزم للعمل بتلك الحقوق والوظائف.
37
اإلمام الحسين والمنتهى وهو اإلمام المهدي معا ً هو المنهج
الصحيح الذي يجب السير عليه وهو منهج أئمتنا (عليهم
السالم).
38
اإلضاءة رقم :75قال هللا عز وجل (ورحمتي وسعت كل
شيء) وقال اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه)( :إن رحمة
ربكم وسعت كُل شيء وأنا تلك الرحمة) وهللا تعالى يقول (إن
رحمة هللا قريب من ال ُمحسنين) فمن هذا نستنتج أن (باإلحسان
يقرب اإلمام منَا) فمن زاد إحسانه قرب اإلمام منه أكثر فأكثر.
اإلضاءة رقم :76قال االمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه)
( :أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم )...فالمنتظر
يمتثل ألمر إمامه ويكثر من الدعاء له عند قيامه وعند قعوده
وقبل صالته وفي اثنائها وبعدها وقبل نومه وعند يقظته....
عا ًء لإلمام كما كان جده اإلمام الحسين (عليه
بمعنى يكون د ّ
السالم) يلهج بالدعاء له وهو على رمضاء كربالء وآخر
لحظات حياته قائال (اللهم ....فأجعل لنا من أمرنا فرجا ً
ومخرجا ً برحمتك يا ارحم الراحمين)!
40
للحديث عنه عليه السالم فهنيئا ً للمنتظر الذي لسان حاله أو
مقاله مخاطبا ً إمامه بقول الشاعر :خيالك في عيني وذكرك في
فمي وحبك في قلبي فأين تغيب؟
41
ذ ُ ِكر من مميزاته وخواصه فمن أدمن ذكره يدرك ذلك
بالوجدان.
42
اإلضاءة رقم " :87أن المحب لسان المحبوب" بمعنى أين ما
حل تكلم عنه فالمنتظر المحب لإلمام المهدي (عليه السالم)
يتكلم عن صفات محبوبه ومناقبه وفضائله وإحسانه ومعارفه
كما كان ميثم التمار (رضوان هللا عليه) ما أنفك يذكر محبوبه
اإلمام علي وفضائله (صلوات هللا عليه) إلى أن قُطع لسانَهُ!
43
الخطوة الثالثة :أن يجعل له محطات ثابته لذكره عجل هللا
فرجه الشريف في اليوم والليلة فيذكره في أول النهار من
خالل قراءة دعاء العهد وفي آخره من خالل قراءة الدعاء
المعد آلخر ساعة والدعاء له في كل صالة وهكذا.
الخطوة الرابعة :أن يطلب من هللا تعالى أن يسهل له الوصول
الى هذا المقام ويتضرع اليه بالدعاء فانه تعالى يقول (قل ال
يعبأ بكم ربي لوال دعائكم) ويلح في الدعاء عسى يجعل هللا
تعالى قلبه معمورا ً بذكر إمامه وما ذلك على هللا بعزيز.
44
اإلضاءة رقم :90إلزاما ً على المنتظر أن يجعل له (محطة
مهدوية) في كل يوم ليال أو نهارا ً للكالم والنجوى مع إمامه
المهدي (عجل هللا تعالى فرجه) الحاضر الشاهد ويخاطبه
وكأنه يراه ويظهر له مشاعره وأحاسيسه ويشاركه أالم
ومصائب الغيبة التي يعيشها اإلمام منذ أكثر من ألف عام
ويتكلم معه ويعبر له عن تعاطفه من خالل الشعر أو النثر فمن
واظب على هذه المحطة المهدوية فسيكون اإلمام له خير
جليس وخير أنيس بعون هللا تعالى ورحمته (وهللا يختص
برحمته من يشاء وهللا ذو الفضل العظيم).
45
أنت وأمي فما معرفة هللا؟ قال :معرفة أهل كل زمان إمامهم
الذي يجب عليهم طاعته.
46
البركات والخيرات وبفضله تزول النقمات والبليات (فما عندنا
فالمنتظر يشكرهُ قوالً وفعالً وأفضل
ِ غيرهُ)
من خيره وما لنا َ
مصداق للشكر أن يستثمر تلك النعم فيما يوجب أدخال السرور
على قلب إمامه المظلوم المجحود حقه! |
47
اإلضاءة رقم :97االمام المهدي عجل هللا تعالى فرجه
الشريف هو الحق الثابت كما ورد في أحد زياراته (أشهد أنك
الحق الثابت الذي ال عيب فيه) وقال هللا عز وجل (وتواصوا
بالحق وتواصوا بالصبر) فاهلل سبحانه وتعالى -أذن -يريد منا
التواصي باإلمام المهدي (عليه السالم) فعلى المنتظرين أن
يوصي أحدهم اآلخر قائال :أوصيكم باإلمام المهدي خيراً)
عمال بهذه اآلية وتأسيا ً بأصحاب اإلمام الحسين كانوا
يتواصون بالحسين (عليه السالم) خيرا ً فكم من الجميل أن
تنتشر هذه السنة والثقافة بيننا.
49
اإلضاءة رقم :102إن مدعي السفارة واالرتباط المباشر
باإلمام المهدي عجل هللا فرجه في زمان الغيبة الكبرى
يجرؤون على اإلمام (عليه السالم) ويريدون به سوءا ً،
وسرعان ما يفضح هللا عز وجل أمرهم .وينجر خلفهم ويروج
لهم من ليس له نصيب من المعرفة المهدوية أو ممن باع أخرته
المنتظر أن يتحصن بسالحي المعرفةِ بدنيا غيره ولذا على
والدعاء لكيال يقع في شباك هؤالء فمن لم يعرف إمامه مصيره
الضاللة عن الدين ال محال كما نقرأ في الدعاء ( ...اللهم
عرفني ُحجتك فإنك إن لم تعرفني ُحجتك ضللت عن ديني).
50
ألجد ريح يوسف)( -تاهلل إنك في ضاللك القديم) -بقى ثابتا ً
كالجبل االشم أمام عواصف االستهزاء واالزدراء به
وبمشروعه إلى أن بلغ الذكر مداه اذ جعلهم يبحثون عن يوسف
بعد نيف وثالثين سنه وقال (يابني اذهبوا فتحسسوا من
يوسف) و المنتظر ايضا عليه "إحياء الذكر المهدوي "في
أسرته وفي مجتمعه ويرغبهم فيه إلى أن يحبو ذكره (عجل
هللا تعالى فرجه) وليتخذ من يعقوب أسوة له في انتظاره.
51
اإلضاءة رقم :106إذا وجدت في نفسك هما ً أو حزنا ً فأفزع
إلى هللا تعالى بالدعاء لإلمام المهدي عليه السالم فليس هناك
شخص مهموما ً أو محزونا ً كاإلمام فإن فعلت فسرعان ما
ينكشف عنك الهم والحزن إن شاء هللا تعالى.
للمنتظر
ِ اإلضاءة رقم :107فوائد االعتقاد بالرعاية المهدوية
نرى من الواجب المنتظر العلم واالعتقاد بالرعاية المهدوية
في زمان الغيبة التي لوالها ألصطلمنا األعداء وأل ّمت بنا
الألواء ورعاية وعناية اإلمام المهدي علية السالم لشيعته
ومحبيه صرح عنها بقوله (عجل هللا فرجه الشريف) (أنا غير
مهملين لمراعاتكم وال ناسين لذكركم ولوال ذلك لنزل بكم
الألواء واصطلمكم األعداء )...فمن يؤمن بهذه الحقيقة ويتأمل
فيها ويسمعها بإحساس ومشاعر من قالها روحي له الفداء
سينقدح في نفسه حالتان من المشاعر وهما فائدتان عظيمتان
األولى :الخجل من إمامه المهدي (عليه السالم ) والشعور
بالتقصير في حقه إذ هو غير مهمل له ويرعاه وليس بنا ٍس
لذكره ونحن جميعا -اال من ندر -مهملون له وغير مراعين له
وناسي ن لذكره وإن ذكرناه إنما نذكره بالذكر المجرد العاري
عن حقيقته فمتى نرد له الجميل ؟ فهذا الكالم الصادر من
اإلمام للشيخ المفيد(قدس سره) يتضمن عتابا لنا وكأن اإلمام
ناس لكم
يقول أنا قمت بدوري اتجاهكم حيث غير مهمل وال ٍ
فهل قمتم بدوركم أتجاهي ؟!اال يوجب ذلك السعي الحثيث منا
في معرفته وطاعته وخدمته لتالفي وإن شي ًء يسير من
التقصير في حقه وهذه الحالة -اعني الشعور بالخجل
52
والتقصير -أتجاه اإلمام إن وجدت تكون بحد ذاتها منبها ً عن
الغفلة والنسيان ومحركا ً للسعي لتالفي التقصير في حقه عليه
السالم الثانية :بعث األمل واالطمئنان في نفس المنتظر عند
البالء والمصائب والمحن التي يبتلى بها هو أو أهله أو مجتمعه
فمهما عظم البالء واشتدت المحن وإن بلغت القلوب الحناجر
من شدة البلوى والكرب نرى المنتظر كله آمال وقلبه َم ْملُو ًء
اطمئنانا ً العتقاده بأنه ليس وحيدا في ميدان البالء بل ثم أب
شفيق وإمام رحيم واقف معه في بلوته فهو عليه السالم غير
مهمل لمراعاته وال نا ٍس لذكره على حد تعبير ِه عليه السالم
فهذه المراعاة والذكر المهدوي باعتقادنا شاملة فمن يعتقد بها
-سواء كان فردا او اسرة او مجتمعا أو أمة -ال يتبرم عند
البالء وال يتقاعس عن أداء وظيفته مهما كلف األمر ببركات
االعتقاد بهذه الرعاية المهدوية واالحساس بها.
53
وضرورة أحياء هذه السنة الصادقية وتشجيع عامة المؤمنين
عليها.
اإلضاءة رقم :110إن دعاء الندبة ليس مجرد دعاء يقرأ في
األعياد األربعة فحسب بل هو منهاج لتكامل المنتظر على نحو
االعتقاد وتفاعل الفؤاد واالنقياد ذ ُ ِك َرت فيه مقامات مهدوية
سامية فعلينا أن نقرأ دعاء الندبة بنظرة عميقة والمنتظر ذو
الهمة العالية يجعل ضمن أهدافه الوصول إلى تلك المقامات
التي ذ ُ ِك َرت فيه.
54
ما ليس له الجاحد حق من أفترض هللا طاعته ،الظالم الغاصب
وفي ابنة رسول هللا (صلى هللا عليه واله وسلم) لي أسوة
حسنة )...فأذن اإلمام في زمان غيبته قائم وليس بقاعد قائم
بدور عظيم في منازعة الظالم كالدور الذي قامت به أمه فاطمة
الزهراء عليها السالم في مقارعة ومنازعة أهل السقيفة.
55
ثانيا ً :التأثر النفسي والشعوري الفريد من نوعه الحاصل
للمنتظر عند سماع ذكر اإلمام أو عند ما يذكره عجل هللا تعالى
فرجه الشريف.
المنتظر واعتماده في كل شؤون حياته على اإلمام ِ ثالثا ً :اتكال
المهدي (عليه السالم) والمنتظٍ ر يشهد اإلمام على هذا كما ورد
في أحد زياراته ( ..وعليك إال مت ّ ِكالً و ُمعت َِمدا)..
رابعا ً :ان تكون غيبة اإلمام عند المنتظر كال غيبة اذ هو يعيش
وجوده بكل حياته وال ينقصه إال رؤيته (عليه السالم) بمعنى
صارت عنده الغيبة بمنزلة المشاهدة وهذا العالمة ورد ذكرها
برواية عن اإلمام علي بن الحسين عليهما السالم يتكلم عن
المنتظرين لإلمام إلى أن قال( :ألن هللا تبارك وتعالى أعطاهم
من العقول واألفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم
بمنزلة المشاهدة).
56
اإلضاءة رقم :115ان غاية ما يصل إليه المنتظر هو مقام
الفناء في اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه الشريف)
بمعنى كل ما في الكون يفني في نظر المنتظر وحتى نفسه وال
يرى وجودا ً بعد هللا عز وجل -اال وجوده (عليه السالم) وهذا
ليس من نسج الخيال او من ترافة المقال بل هذا ما نص عليه
الحق المتعال قال تعالى( :كل من عليها فان ويبقى وجه ربك
ذو الجالل واإلكرام) وجاء في دعاء الندبة (أين وجه هللا الذي
إليه يتوجه األولياء) وذكر في دعاء الندبة أيضا المنتظر
مخاطب إمامه المهدي قائال (بأبي أنت وأمي ونفسي لك الوقى
والحمى) .فكل ما ذكرنا أو يذكر في القضية المهدوية هو
تمهيد لوصول المؤمن المنتظر إلى مقام فناء المنتظر في
المنتظر وهو نهاية السير المهدوي وهذا المقام الذي وصل
إليه أصحاب الحسين عليهم السالم يوم عاشوراء كانوا ال
يرون وجودا ً إال اإلمام الحسين (عليه السالم) ولذا تفانوا من
اجل إمامهم.
******
57
ونسأل هللا تعالى أن يعجل فرج موالنا خاتم
ي
األوصياء الذي يدفع به البالء ،اإلمام المهد ّ
ظر ابن النبي المصطفى وابن علي ٍ المنت َ
فاط َمةَ ُ
وابن ِ الغراء
المرتضى وابن خديجة ّ
الزهراء.
وجه هللا الذي اليه يتوجه األولياء وباب هللا
الذي منه يؤتى ،القمر الزاهر والنور الباهر،
شمس الظالم وبدر التمام ،سفينة النجاة وعين
الحياة ،مفرج الكرب ومزيل الهم وكاشف
البلوى ،الذي يمأل األرض قسطا ً وعدالً كما
ملئت ظلما ً وجورا.
والحمد هلل رب العالمين وصلى هللا على
سيدنا مح ّم ٍد واله الطيبين الطاهرين ولعنة هللا
على اعدائهم اجمعين.
58
اللهم كن لوليك احلجة ابن احلسن
طويالً
59