You are on page 1of 60

‫َ َّ ُ‬

‫ِ‬ ‫الل‬ ‫ة‬ ‫ي‬‫ِ‬ ‫ق‬‫ب‬


‫ُ ُ‬ ‫َ ر َ ُ‬
‫خي لكم إن كنتم‬
‫ُ‬
‫مؤمنني‬

‫‪1‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫مصباح المنتظرين‬

‫الحمد هلل الذي وعد عباده المستضعفين بالغلبة والتمكين‬


‫وصلى هللا تعالى على خير خلقه محمد واله المهديين‬
‫وبعد‬
‫إن العقيدة المهدوية جزء ال يتجزأ من الدين بل أهم جزء‬
‫منه اذ هي خاتمته وبها يظهر على الدين كله ولو كره‬
‫المشركون وخير األمور بخواتيمها‬
‫ولذا يجب على المؤمنين اإلحاطة علما ً بها ومعرفة‬
‫تكليفهم اتجاهها واالرتباط بمهديهم ومهدي األمم (عجل‬
‫هللا تعالى فرجه) وال نعني باإلحاطة العلمية معرفة‬
‫عالمات ظهوره المبارك وال االرتباط يكون بوضع اليد‬
‫على الرأس عند ذكره فحسب بل االرتباط باإلمام‬
‫المهدي عجل هللا تعالى فرجه الشريف ومعرفة قضيته‬
‫ومشروعه وانتظاره منهج حياة‪ ،‬فالمنتظرون الحقيقيون‬
‫إمامهم له وجود في كل حياتهم ومن هنا ذكرنا في هذا‬
‫الكتيب إضاءات حول هذه العقيدة نبين فيها قواعد في‬

‫‪2‬‬
‫المعرفة المهدوية وكيفية االرتباط به وتقوية العالقة به‬
‫وما يجب ان يكون عليه المنتظر في زمان الغيبة عسى‬
‫ان تكون مصباحا ً تضيء طريق السائرين إلى إمامهم‬
‫والمنتظرين له ونسال هللا تعالى ان ينفخ في هذه الكلمات‬
‫روح التأثير والعمل فإنه اليه يصعد الكلم الطيب والعمل‬
‫الصالح يرفعه وان يمن علينا برضاه ورضا وليه (عجل‬
‫هللا تعالى فرجه) فما بنا من نعم ٍة فمنه وهو ولي التوفيق‬

‫‪ / 8‬محرم الحرام ‪1441/‬‬


‫علـي الخـاقاني‬

‫‪3‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :1‬متى تٌحول األفكار المهدوية التي نحملها في‬
‫أذهاننا إلى واقع عملي ملموس؟ الجواب الفكرة المهدوية بل‬
‫كل فكرة ترد الذهن بمثابة البذرة ال تنمو ما لم تغرسها في‬
‫األرض الصالحة وتسقيها بالماء وتبعد عنها معوقات النمو‬
‫فاألرض للفكرة اإليمان واالعتقاد بها والماء الذي يحيها‬
‫المشاعر والمحبة لتلك الفكرة ومعوقات النمو هي كل ما‬
‫يضعف فيك اإليمان والمحبة لها سواء كان المعوق داخليا ً أو‬
‫خارجيا ً كالناس السلبيين فإذا وجد المقتضي وتحقق الشرط‬
‫وفقد المانع فعندئذ تخرج الفكرة من حيز القوة إلى حيز الفعل‬
‫وتُحول إلى الواقع العملي بأقل مجهود‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪( :2‬مثلث المعرفة المهدوية) مفهوم على‬


‫المنتظر العلم به والسعي في تطبيقه لنيل التكامل في جميع‬ ‫ِ‬
‫أضالعه‬
‫وأضالعه أوالً‪ :‬االعتقاد وثانياً‪ :‬تفاعل الفؤاد وثالثاً‪ :‬االنقياد‬

‫ونعني باالعتقاد بأن المنتظر لديه عقيدة راسخة وثابتة‬


‫باألمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه الشريف) مبنية على‬
‫ادلة عقلية وبراهين منطقية جازمة مطابقة للواقع ال عن‬
‫تقليد فيما يخص وجوده وإمامته والحاجة إليه ووجوب‬
‫إتباعه وإمكان غيبته وسائر ما يتعلق به وبمقاماته وهذا محله‬
‫العقل‪.‬‬

‫ونعني بتفاعل الفؤاد بأن المنتظر لديه ارتباطا ً عاطفيا ً‬


‫وشعوريا ً وإحساسا ً مرهفا ً باإلمام والشعور بفقده والشوق‬
‫إليه والبكاء عليه بمعنى له محبة ومودة شديدة وعاطفة‬
‫جياشة اتجاه إمامه وهذا محله القلب‬

‫‪4‬‬
‫ونعني باالنقياد بأن يكون المنتظر منقادا ً باألتباع والسلوك‬
‫العملي لنهج األمام من االمتثال ألوامره وما يقربه الزلفى‬
‫لديه واجتناب نواهيه وما يبغضه وضابطة هذا يكون بالعمل‬
‫وفق الرسالة العملية والعمل بوظائف زمن الغيبة وهذا محله‬
‫البدن‪.‬‬
‫فكل ما يخص القضية المهدوية البد ان يندرج تحت أحد‬
‫فالمنتظر الكامل هو من حاز اعلى الرتب‬
‫ِ‬ ‫أضالع هذا المثلث‬
‫في مثلث المعرفة المهدوية‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :3‬إن معرفة اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى‬


‫فرجه) واجبة على كل أحد فبعد أن نصبه هللا تعالى إماما ً لنا‬
‫اوجب أتباعه وطاعته و َم َودّته فكيف نتبع ونطيع ونُ َودّ شخصا ً‬
‫ال نعرفه! فلذا وجبت معرفته (عليه السالم)‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :4‬المعرفة المهدوية معرفتان‪ :‬األولى المعرفة‬


‫النظرية وهي ما يجب أن يُعلم عن األمام المهدي ويُعقد عليه‬
‫القلب والثانية المعرفة العملية وهي ما يجب أن يُعمل وي ُطبق‬
‫في الواقع العملي‪.‬‬
‫المنتظر اكتسابها من المصادر الموثوقة ال من كل هب‬
‫ِ‬ ‫وعلى‬
‫ودب خاصةً المعرفة النظرية ألن على ضوء المعرفة النظرية‬
‫تكون المعرفة العملية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :5‬إن العقيدة المهدوية الشيعية تحاكي لسان‬
‫عرضت على الناس جميعا ً ألمنوا بها وحتى‬ ‫فطرة الناس ولو ُ‬
‫من ينكرها هو مؤمن بها قال تعالى (و َج َحدوا بها واستيقنتها‬
‫أنفسهم ظلما وعلوا) ومن هنا الظالمون لعلمهم بصدق هذه‬
‫العقيدة وإنها واقعة المحالة يحاولون ابعاد الناس عن اإليمان‬
‫بها ومن سبلهم يقومون بصناعة أشخاص بين الحين واألخر‬
‫نكرة ً ال أصل لهم والحظ لهم من العلم والمعرفة يدعون أنهم‬
‫األمام المهدي أو أنهم سفراء عنه أو لهم ارتباط خاص به‬
‫ليكدروا صفاء هذه العقيدة في نفوس الناس ويسفهون من امن‬
‫بها ولكن سرعان ما ينكشف زيفهم وبطالن دعواتهم فعلى‬
‫المنتظرين أن يجعلوا من ظهور مثل هذه الدعاوى الباطلة‬
‫عامل لزيادة اليقين بالعقيدة المهدوية الحقة ال عامل للشك فيها‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :6‬قاعدة اعتقادية وجوهرية في المعرفة‬


‫المنتظر عالقةً بأمامه‬
‫ِ‬ ‫المهدوية ‪ -‬وعلى أساسها يبني وينمي‬
‫المهدي (عجل هللا تعالى فرجه) ‪ -‬وهي أن األمام المهدي‬
‫(عليه السالم) هو الخير ‪-‬بعد هللا تعالى‪ -‬الذي يحبّه ويطلبه‬
‫األنسان بفطرته ففطرته تدعوه إلى معرفته (عليه السالم)‬
‫ومحبته واالرتباط به وهذه القاعدة نتيجة لمقدمات ثالثة‪:‬‬
‫األولى‪ :‬ان األنسان بفطرته محب للخير وبشدة وطالب له وهذا‬
‫ما يشير إليه قوله تعالى (وإنه لحب الخير لشديد)‬

‫‪6‬‬
‫والثانية‪ :‬لكنه يخطأ في تشخيص مصداق الخير رغم حبه له‬
‫فيحسب ما هو خير شرا ً وما هو شر خيرا ً ويثبت هللا تعالى‬
‫هذا بقوله (وعسى أن تكرهوا شيئا ً وهو خيرا ً لكم وعسى أن‬
‫ت ُ ِحبوا شيئا ً وهو شر لكم) وبقوله تعالى أيضا ً (فعسى أن‬
‫تكرهوا شيئا ً ويجعل هللا فيه خيرا ً كثيراً)‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬فمن هنا شخص هللا ‪ -‬من باب الرحمة والشفقة –‬
‫لإلنسان مصداق الخير األكمل الذي يطلبه اإلنسان بفطرته‬
‫وهو االمام المهدي (عليه السالم) بقوله (بقية هللا خير لكم إن‬
‫كنتم مؤمنين) فمن آمن بهذه القاعدة سيسعى لالرتباط به‬
‫وتقوية العالقة معه – من دون حاجة الى تذكير او ترغيب من‬
‫أحد – استجابة لنداء فطرته‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :7‬قاعدة نبوية في المعرفة المهدوية‪ :‬وهي قول‬


‫النبي (صلى هللا عليه واله وسلم)‪ :‬المهدي من ولدي اسمهُ‬
‫اسمي وكُن َيتَهُ كنيتي أشبهُ الناس بي َخلقا ً و ُخلُقا ً ‪ )...‬فكل ما ثبت‬
‫لخاتم األنبياء‪-‬ما عدا النبوة –ثابت لخاتم األوصياء (عجل هللا‬
‫تعالى فرجه) فمثالً هللا تعالى شأنه يصف لنا النبي بقوله (لقد‬
‫حريص عليكم‬
‫ٌ‬ ‫عنِتُّم‬
‫جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما ً‬
‫بالمؤمنين رؤوف رحيم) فاإلمام المهدي (عجل هللا تعالى‬
‫فرجه) كجده المصطفى (صلى هللا عليه واله وسلم) يشق عليه‬
‫ما تلقاه هذه األمة من المكروه والعنت وهو حريص على‬
‫هدايتها و إصالح شانها وبالمؤمنين والمنتظرين له في زمان‬
‫غيبته رؤوف رحيم ومن هنا نجد المنتظر يطلب من هللا عز‬
‫وجل هذا المنعى كما في دعاء الندبة (‪ ...‬وهب لنا رأفته‬

‫‪7‬‬
‫ورحمته ودعائه وخيره‪ )...‬اذا ً من أراد معرفة سيرة وشأن‬
‫ومقام خاتم األوصياء فليتعرف على سيرة وشأن ومقام خاتم‬
‫األنبياء ‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :8‬إننا نعتقد ان انتظار خاتم األوصياء (عجل‬


‫هللا تعالى فرجه الشريف) وظيفة األنبياء من أدم إلى الخاتم‬
‫(صلى هللا عليه و اله وسلم) واألوصياء (عليهم السالم)‬
‫واألولياء والصالحين فضالً عن سائر المؤمنين فليس االنتظار‬
‫وظيفةٌ لمن هم في زمان غيبته (عليه السالم) فحسب بل كل‬
‫من مضى كان مكلف به وعاش حالة انتظاره وعمل بدوره‬
‫في زمانه‪ ،‬فانتظار اإلمام الموعود (عليه السالم) غاية من‬
‫غايات الخلقة تضاف الى غاية المعرفة والعبادة التي تدل‬
‫عليها هذه اآلية (ما خلقت الجن واألنس إالّ ليعبدون)‬
‫وبخصوص االنتظار قال هللا تعالى (فانتظروا إني معكم من‬
‫المنتظرين) وقوله (قل انتظروا إنّا منتظرون) وقال ايضا ً (من‬
‫المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا هللا عليه فمنهم من قضى‬
‫نتظر وما بدلوا تبديالً) فمن هذا تبين على‬ ‫نحبه ومنهم من َي ِ‬
‫األنسان أن يعلم فلسفة وجوده في هذه الحياة (فمن لم يعرف‬
‫وتردّى) وأهم ما على المؤمن معرفته‬ ‫ع َ‬‫المبدأ والمنتهى ضا َ‬
‫منتظرا ً) فمن علم وأعتقد بهذا يعمل للوصول‬‫ِ‬ ‫أنه ( ُخ ِلقَ ليكون‬
‫كمنتظر‪ ،‬وبهذا يتضح معنى األحاديث القائلة‬
‫ِ‬ ‫إلى غاية خلقه‬
‫بان االنتظار أفضل االعمال‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :9‬األعم األغلب من الناس أعرضوا عن ذكر‬
‫المهدي (عجل هللا تعالى فرجه الشريف) ولسان حالهم قول هللا‬
‫تعالى (شغلنا أموالنا واهلونا) وقد نهى هللا تعالى عن ذلك بقوله‬
‫(ياءيها الذين أمنوا ال تلهكم أموالكم وال اوالدكم عن ذكر هللا‬
‫ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون) فاألعراض عن ذكر‬
‫األمام المهدي (عليه السالم) هو إعراض عن ذكر هللا‬
‫واألعراض عنه له اثار ضخيمة وفادحة في الحياة الدنيا و‬
‫اآلخرة ذ ُ ِكرت في قوله تعالى(ومن اعرض عن ذكري فإن له‬
‫معيشة ضنكا ً ونحشره يوم القيامة أعمى) فأجلى مصداق لذكر‬
‫هللا تعالى هو ذكر اإلمام (عليه السالم) ‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :10‬إن االرتباط باإلمام المهدي (عجل هللا‬


‫تعالى فرجه الشريف) ال نعني به تمني وطلب اللقاء به ‪-‬كما‬
‫يتصور البعض بل نعني باالرتباط السعي للتكامل في مراتب‬
‫و مقامات خمس نستفيدها من نص في إحدى زياراته عليه‬
‫السالم هو ذا (‪...‬فلو تطاولت الدهور و تمادت األعمار لم أزدد‬
‫فيك إال يقينا ولك اال حبا ً وعليك إال متكالً ومعتمدا ً أو لظهورك‬
‫إال متوقعا ً ومنتظرا ً ولجهادي بين يديك مترقبا ً‪ )...‬فالمقامات‬
‫أولها‪ :‬اليقين باإلمام المهدي عليه السالم "لم أزدد فيك إال‬
‫يقينا ً" وثانيها‪ :‬حب اإلمام (عليه السالم)"ولك اال حبا ً" وما‬
‫طلب اللقاء به اال ثمرة من ثمرات هذا المقام وثالثها‪ :‬االتكال‬
‫واالعتماد على اإلمام المهدي عليه السالم "وعليك اال متك ً‬
‫ال‬
‫ومعتمدا ً" و رابعها‪ :‬انتظار اإلمام وتوقع ظهوره "أو‬
‫لظهورك إال متوقعا ً و منتظرا ً" وخامسها‪ :‬االستعداد والترقب‬

‫‪9‬‬
‫للجهاد مع اإلمام المهدي عليه السالم "ولجهادي بين يديك‬
‫مترقبا ً" والنتيجة المحصلة من هذه المقامات هي (فناء أرادة‬
‫ظر "فأبذل نفسي ومالي و ولدي وأهلي‬‫المنتظر في أرادة المنت َ‬
‫ِ‬
‫وجميع ما خولني ربي بين يديك والتصرف بين أمرك ونهيك"‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :11‬االنسان الذي يريد االرتباط باإلمام المهدي‬


‫(عجل هللا تعالى فرجه) قبل كل شيء ‪ -‬حسب ما نعتقد عليه‬
‫أن يغير أتجاه بوصلة اعتقاداته نحو هذه الحقيقة االعتقادية‬
‫االلهية القائلة (بقية هللا خير لكم إن كنتم مؤمنين) فمن ال يعتقد‬
‫على نحو الجزم واليقين أن اإلمام المهدي عليه السالم (هو‬
‫الخير ومنه الخير ) وإنه هو خير من تقمص و ارتدى كيف‬
‫يمكنه مواصلة هذا االرتباط الى أخر طريقه فمن يعيش الذبذبة‬
‫بين االمام وغيره من يظن هو انه خير ايضا لم يصل الى‬
‫مرحلة االيمان التي تحدثت عنه اآلية المباركة (‪ ...‬إن كنتم‬
‫مؤمنين) وبالتالي ال يؤهل الى االرتباط السامي باإلمام (عجل‬
‫هللا تعالى فرجه الشريف)‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :12‬إن الشعور بالحاجة إلى اإلمام المهدي‬


‫(عجل هللا تعالى فرجه) هو العامل األول واألهم في إيجاد‬
‫االرتباط به والتوجه إليه فكلما زاد شعور اإلنسان بالحاجة الى‬
‫إمامه (عليه السالم) أرتبط به وتوجه إليه أكثر‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :13‬بعض الناس يهتمون بكل شيء وبأتفه‬
‫األمور ويعيرونها أهمية بالغة ولكن ال نرى لهم اهتمام بإمام‬
‫زمانهم وهذا يعني أن اإلمام ليس له أي قيمة عندهم نعوذ باهلل‬
‫تعالى من ذلك وهم ال يعترفون بذلك قوال لكن في مقام العمل‬
‫حالهم هكذا! ألن االهتمام فرع الشعور بالقيمة الذاتية للشيء‬
‫المهتم به‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :14‬على المنتظر أن يقتني كتبا حول حياة إمامه‬


‫ككتاب (بحث حول المهدي وكتاب مكيال المكارم وكتاب كيف‬
‫تنصر إمام زمانك) وغيرها من الكتب التي تتحدث عنه عليه‬
‫السالم ومطالعتها بين الحين واآلخر ومن ليس له رغبة‬
‫بالقراءة فليستمع للمحاضرات المعدة له (عليه السالم) کي‬
‫تزداد معرفته المهدوية ألنه من المعرفة ينبع الحب واالنقياد‬
‫له (عجل هللا تعالى فرجه)‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :15‬اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه‬


‫الشريف) موجود غائب فماذا تعني الغيبة‪ ،‬للغيبة معنيان‬
‫االول‪ :‬غيبة مقابل الحضور والغائب بهذا المعنى هو ما ليس‬
‫موجودا بالمكان الذي غاب عنه وال يعلم ما جرى فيه وذلك‬
‫كغيبة التلميذ فنقول التلميذ غائب أي لم يحضر الدرس ومعنى‬
‫عدم حضوره عدم وجوده في الدرس فغائب بهذا المعنى يقابل‬
‫الحاضر وهذا المعنى غير متصور في غيبة اإلمام المهدي‬
‫ألنه ينفي وجوده (عليه السالم) والثاني‪ :‬غيبة مقابل الظهور‬
‫‪ :‬والغائب بهذا المعنى هو موجود وحاضر بالمكان ويعلم ما‬
‫‪11‬‬
‫يجري فيه لكنه ليس بظاهر ‪ ،‬والغيبة هنا يراد بها االختفاء‬
‫وذلك كقولنا غابت الشمس اي اختفت وكذا غاب األمر بين‬
‫األمور أي أختفى فالغائب بهذا المعنى ما يقابل الظاهر وهو‬
‫المراد من غيبة اإلمام المهدي (عليه السالم) فغيبته غيبة‬
‫اختفاء واستتار فهو إنسان موجود وحاضر على ظهر هذه‬
‫األرض التي نعيش عليها ويعلم ما يجري فيها ويذهب ويسافر‬
‫بين أقاليم االرض كيف يشاء حاله كحال السلف الماضي من‬
‫أبائه الطاهرين كانوا بين الناس يشهدون مواسم الحج‬
‫ويحضرون تشيع الجنائز والى أخره واإلمام يعمل ذلك ايضا‬
‫وغيره اال انه اختفى واستتر ألسباب حتمت عليه ذلك‬
‫والروايات الصادرة عن إبائه في بيان معنى غيبته توكد هذا‬
‫فمنها‪ :‬ما رواه سدير الصيرفي قال سمعت أبا عبد هللا يقول أن‬
‫في صاحب هذا االمر لشبها من يوسف‪...‬وأن يكون صاحبكم‬
‫المظلوم المجحود حقه صاحب هذا االمر يتردد بينهم ويمشي‬
‫في االسواق ويطأ فرشهم وال يعرفونه حتى يأذن هللا تعالى له‬
‫أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف حين قال له إخوته ‪(:‬أإنك‬
‫ألنت يوسف قال أنا يوسف)‪ .‬فاإلمام بين ظهراني هذه األمة‬
‫فمن الضروري أن نتعامل معه معاملة الموجود الحاضر وإن‬
‫كان حضوره مع اختفاء‪ ،‬وما الغيبة اال نوع حماية له من بطش‬
‫الظالمين والجبارين هكذا شاء رب العالمين‪..‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :16‬إن غيبة اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى‬


‫فرجه) غيبة عن األبصار ال غيبة عن القلوب كما روي عن‬
‫اإلمام الكاظم (عليه السالم) قال ‪ ..(:‬يغيب عن أبصار الناس‬

‫‪12‬‬
‫شخصه‪ ،‬وال يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره‪ ،‬وهو الثاني‬
‫عشر منا‪ )...‬وأصحاب القلوب التي ال يغيب ذكر اإلمام عنها‬
‫صارت الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة كما ورد عن اإلمام علي‬
‫بن الحسين (عليهما السالم) قال‪...( :‬الن هللا تبارك وتعالى‬
‫أعطاهم من العقول واألفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة‬
‫عندهم بمنزلة المشاهدة‪)....‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :17‬المنتظر يتعامل مع اإلمام المهدي (عجل‬


‫هللا تعالى فرجه) معاملة الظهور ال معاملة الغيبة وأما عدم‬
‫رؤيته فليست سببا لالنقطاع واالبتعاد عنه فالكثير من الموالين‬
‫في زمان األئمة الطاهرين لم يرو األئمة طيلة حياتهم‬
‫كالساكنين في البلدان البعيدة ومع ذلك يعيشون حياته إمامهم‬
‫ويشعرون بوجوده‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :18‬المنتظر المرتحل إلى إمامه كالطائر حتى‬


‫يحلق في سماء العشق المهدوي يحتاج إلى جناحين يحلق بهما‬
‫وعينين يبصر بهما طريقه أما الجناحين فاألول‪ :‬الرغبة في‬
‫االرتحال والسفر الى إمامه فمن ليس له محبة في هذا ال يسير‬
‫خطوة واحدة والثاني‪ :‬بذل الجهد واالجتهاد أثناء رحلته‬
‫ومداومة األعمال التي توصله إلى نهاية رحلته فمن لديه رغبة‬
‫ولكن ليس له استعداد لبذل الجهد يكون كالطائر الذي يريد أن‬
‫يحلق بجناح واحد وأما العينين‪ :‬فاألولى‪ :‬الصبر على مواصلة‬
‫الرحلة وتحمل المشاق التي تالقيه أثناء سفره فمن لم يصبر ال‬
‫‪13‬‬
‫يكمل سفره ولسان حاله قوله تعالى (لقد لقينا من سفرنا هذا‬
‫نصبا) والثانية‪ :‬األمل بالوصول إلى مبتغاه ولو قبل الموت‬
‫بلحظات و يرى انه من المؤهلين لهذه الرحلة وسيصل كما‬
‫وصل من قبله واال فال ينفع العمل بال أمل ف (الرحلة إلى‬
‫المهدي عجل هللا تعالى فرجه الشريف تحتاج الى (الرغبة‬
‫والجهد والصبر واألمل) بمستوى عال يكاد يفوق التصور‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :19‬إن اإلحساس بوجود اإلمام المهدي (عجل‬


‫هللا تعالى فرجه) هو روح االرتباط به عليه السالم ومنه تنبع‬
‫سائر األمور كالذكر والحب والشوق وغيرها وهللا عز وجل‬
‫يذكر لنا في قوله تعالى حكاية عن النبي يعقوب لبنيه‪(:‬يا بني‬
‫اذهبوا فتحسسوا من يوسف‪ )...‬اي ابحثوا عنه في ارض‬
‫مصر فلم ال نقول اذهبوا فتحسسوا من المهدي) اي ابحثوا عنه‬
‫ال في أرض مصر وال في أي أرض بل ابحثوا عنه (عليه‬
‫السالم) في أنفسكم هل تحسون بوجوده؟‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :20‬انتظار اإلمام عمل وعبادة وسعي وتأهب‬


‫ال مجرد ادعاء وتمني وترقب ولذا جعل أفضل األعمال كما‬
‫روي عن النبي صلى هللا عليه واله وسلم (أفضل أعمال أمتي‬
‫انتظار الفرج)‪ ،‬وما روي عن االمام الكاظم عليه السالم‬
‫(أفضل العبادة بعد المعرفة انتظار الفرج)‬

‫‪14‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :21‬االنتظار الحقيقي له حالتان‪ :‬حالة في القلب‬
‫ظر (عجل هللا تعالى‬ ‫وهي اإلنشداد والتعلق الروحي بالمنت َ َ‬
‫فرجه الشريف)‪ ،‬وحالة في البدن وهي السعي العملي وفق‬
‫ذلك التعلق ويجمعهما هذا الحديث الوارد عن اإلمام الصادق‬
‫عليه السالم حيث قال‪...( :‬من سره أن يكون من أصحاب القائم‬
‫فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن األخالق وهو منتظر‪ ،‬فإن‬
‫مات وقام القائم بعده كان له من األجر مثل أجر من أدركه‪،‬‬
‫فجدوا وانتظروا‪ ،‬هنيئا ً لكم أيتها العصابة المرحومة)‬
‫وبالحقيقة االنتظار كلمة ال يعرف معناها اال من عاشها‬
‫بوجدانه‪..‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ 22‬انتظار الفرج هو ليس كما يتصور الكثير‬


‫بأنه مفهوم ديني وفوائده أخروية محضة بل االنتظار لو نظرنا‬
‫حقيقة الى ماهيته نظرة عميقة لرينا منه قانون التربية ذات‬
‫الفرد وتنميتها فينمي فالفرد قدراته الفكرية و العقلية وطاقته‬
‫الجسدية وقواه النفسية والروحية كل هذه الفوائد يجلبها‬
‫االنتظار للمنتظر قال اإلمام علي (عليه السالم) توقع الفرج‬
‫احدى الراحتين فهذا الحديث نموذجا على ان االنتظار ينمي‬
‫القوى النفسية والروحية لدى المنتظر فهو يجلب الراحة في‬
‫الدنيا قبل اآلخرة ولو نظرنا إلى االحاديث التي تتطرق حول‬
‫االنتظار بهذه النظرة وجدنا من االنتظار مدرسة تنموية ال‬
‫نظير لها‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :23‬إن كان كل وظيفتنا‪ -‬في زمان الغيبة‪-‬هي‬
‫االنتظار ال غير‪ ،‬فأين األعمال األخرى بل أين االعتقادات؟‬
‫والجواب أن االنتظار مفهوم واسع تندرج تحته اعتقادات‬
‫وأعمال عامة واعتقادات واعمال خاصة فأما العامة منها هي‬
‫التي كان مكلف بها كل من كان في زمان النبي (صلى هللا‬
‫عليه واله وسلم) وفي زمان جميع األئمة الطاهرين من أصول‬
‫الدين وفروعه وأخالقه وأما الخاصة منها هي التي مكلف بها‬
‫من هم في زمان غيبة اإلمام المهدي‪ -‬باإلضافة الى تلك‬
‫التكاليف العامة‪ -‬كوجوب انتظاره ومعرفته والدعوة اليه‬
‫وتكذيب من يدعي اإلمامة او السفارة في الغيبة التامة‬
‫والرجوع الى العلماء في الحوادث الواقعة في غيبته وعدم‬
‫االستعجال في ظهوره وتكذيب الموقتين له وقت ومعرفة‬
‫عالمات ظهوره والى ما شاء هللا من التكاليف التي مكلف بها‬
‫المنتظر في زمان العيبة فكل ذلك يندرج تحت مفهوم االنتظار‬
‫فاالنتظار ‪ -‬باعتقادنا۔ مفهوم شامل لجميع االعتقادات‬
‫واالعمال‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :24‬إن الطريق الذي يوصل إلى محبة صاحب‬


‫الزمان (عجل هللا تعالى فرجه) ‪-‬فمن عزم على السير فيه‬
‫وكان صادقا فإن هللا تعالى يلهمه الرشد ويلطف له في التوفيق۔‬
‫وال طريق غيره هو‪( :‬أعمالنا التي نعملها في الليل والنهار‬
‫فإن كانت صالحة تقربنا من محبته (عليه السالم) وان كانت‬
‫طالحة‪ -‬ال قدر هللا تدنينا من كراهيته لنا وسخطه علينا؟ وهو‬
‫من جعل هذا الطريق وبينه بكل وضوح حيث قال‪ ...( :‬فليعمل‬

‫‪16‬‬
‫كل أمرء منكم بما يقرب به من محبتنا‪ ،‬ويجتنب ما يدنيه من‬
‫كراهتنا وسخطنا فإن أمرنا بغتة فجاءة حين ال تنفعه توبة وال‬
‫ينجيه من عقابنا ندم على حوبة وهللا يلهمكم الرشد‪ ،‬ويلطف‬
‫لكم في التوفيق برحمته)‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :25‬إن المنتظر لو حمل نفسه هذا الشعور بأنه‬


‫هو السبب الوحيد العدم ظهور اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى‬
‫فرجه) لكونه ليس ملتزما ً تمام االلتزام ولم يز ِك نفسه كما هو‬
‫مطلوب وتقصيره التام في حق إمامه (عليه السالم) فان تأنيب‬
‫الضمير الناتج من هذا الشعور سيشعل في نفسه علو الهمة‬
‫الذي يوصله الى القمة في التكامل الروحي الذي يخرجه من‬
‫دائرة الذين صاروا حجر عثرة في طريق ظهور اإلمام هذا‬
‫الشعور ليس مفتعل بل حقيقة كما قال الشيخ الطوسي (قدس)‬
‫‪(:‬وجوده لطف وتصرفه لطف آخر و عدمه منا) اي الناس هم‬
‫السبب ‪-‬ولو في الجملة ‪ -‬لعدم ظهور اإلمام ‪،‬لكن شعور‬
‫المنتظر انه هو السبب الوحيد هذا الذي يحفزه للتكامل في‬
‫السير المهدوي ‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :26‬للمحبة المهدوية آداب على المنتظر‬


‫إيجادها في محبته إلمامه المهدي (عجل هللا تعالى فرجه‬
‫الشريف) أهمها ثالثة‪ :‬أوال‪ :‬حب بال توقع أجر‪ ،‬فالمنتظر ال‬
‫يطلب أجرا ً بل ال يتوقعه أزاء حبه إلمامه وإنما حبه منبثق من‬
‫باب (وجدتك أهال للمحبة فأحببتك)‪ .‬ثانيا‪ :‬خوف دائم يالزم‬
‫المنتظر اال وهو خوف هجران الحبيب له الناتج من استبدال‬
‫‪17‬‬
‫حب اإلمام بحب غيره او حتى الفتور في محبته أو معصيته‬
‫ولذا يتولد من هذا الخوف أمران‪ :‬األول‪ :‬المراقبة المتواصلة‬
‫من قبل المنتظر لميول قلبه تحاشيا ً الستبدال الحبيب بسبب‬
‫تلك الميول والثاني‪ :‬الطاعة المطلقة للحبيب تحاشيا ً من الوقوع‬
‫بكذب المحبة لإلمام لعدم طاعته وإتباعه كما يقول هللا تعالى‬
‫((قل إن كنتم تحبون هللا فتبعوني يحببكم هللا‪ ))...‬كل هذا خوفا‬
‫من الهجران الذي هو عذاب قاصم للظهر بالنسبة للمحب‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تضحية بال حدود‪ ،‬المنتظر المحب موطن نفسه على‬
‫التضحية إلمامه بال حد وفاء ومؤاساة له بدأ من أبخس شيء‬
‫وانتهى بأغلى شيء وهي نفسه والمنتظر يصرح إلمامه‬
‫باستعداده للتضحية من أجله قائال ‪ -‬كما جاء هذا في زيارة‬
‫االمام المهدي عجل هللا فرجه الشريف ‪ -‬فأبذل نفسي ومالي‬
‫وولدي وأهلي وجميع ما خولني ربي بين يديك والتصرف بين‬
‫أمرك ونهيك‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :27‬الحب وما أدراك ما الحب وليس الدين اال‬


‫الحب كما قال اإلمام الصادق عليه السالم‪( :‬هل الدين اال‬
‫الحب) فمن هنا من الوظائف الملقاة على عاتق المنتظر في‬
‫زمن الغيبة (تحبيب اإلمام المهدي عليه السالم إلى الناس)‬
‫وهذه الوظيفة بالطبع ال يقوم بإدائها اال من يجيد لغة الحب وقد‬
‫شرب من كأس محبة إمامه والنتيجة إن اإلناء بالذي فيه ينضح‬
‫فالمحبة المهدوية سوف تفيض من قلبه إلى" قلوب اآلخرين‬
‫وقد دعا اإلمام الصادق لمن يقوم بهذه الوظيفة قال عليه‬
‫السالم‪ ...( :‬رحم هللا عبدا ً است َ‬
‫جر مودة الناس الينا‪)...‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :28‬يقول البعض أنا ال أكن حبا ً وشوقا ً إلى‬
‫إمامي المهدي (عليه السالم) كما أكن ألهلي وأصدقائي بل‬
‫هناك من ال يجد حبا ً إلمامه في قلبه فما الحل لهذه الحقيقة‬
‫المرة؟ الجواب علينا التحبب إلى اإلمام فكما إذا لم تكن حليما ً‬
‫فتحلم هكذا هنا (إذا لم تكن محبا ً‪-‬مهدويا ً تلقائيا ً فتحبب) أي انت‬
‫أوجد الحب بقلبك تكلفا ً وهذا التحبب يثمر المحبة لك باألخير‬
‫حيث ندعو في وصف هللا تعالى (يا حبيب من تحبب إليك)‬
‫واإلمام هكذا فالنتيجة هي هي‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :29‬من الخطوات التي على المنتظر أن‬


‫يخطوها في طريقه إلى إمام الزمان (عجل هللا تعالى فرجه‬
‫الشريف) ‪-‬ان لم تكن أهمها ‪( -‬خطوة التضحية) بمعنى أن‬
‫يضحي بأهم أمر تعلق به قلبه سواء كان أمرأ محرما ً أم ال‬
‫فزهده وتضحيته بهذا األمر يفتح أمامه الحجب في هذا الطريق‬
‫وما لم يضح ال يصل‪.‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :30‬أمران يخصان صاحب العصر والزمان‬
‫المنتظر على نحو اليقين‬
‫ِ‬ ‫(عجل هللا تعالى فرجه) لو أعتقد بهما‬
‫واالطمئنان ولقن بهما نفسه في كل لحظة وآن بمنه الرب‬
‫الرحمن سيمنعانه من ارتكاب الذنوب والعصيان‬
‫األول‪ :‬اليقين بأن األمام المهدي (عليه السالم) مطلع‬
‫عليه وينظر حاله الساعة‪ ،‬فإن أحدنا لو علم ان هناك‬
‫شخصا َ ينظر اليه ال يعصي أمامه وإن كان الناظر‬

‫‪19‬‬
‫طفالً حياءا ً منه وخجالً فما بالك لو أعتقد بان الناظر‬
‫وبرأهُ من العيوب‬
‫أليه من عصمه هللا من الذنوب ّ‬
‫وأطلعه على الغيوب وشاهده على عباده اال وهو‬
‫اإلمام المهدي فحينئذ هل يفعل المعصية واإلمام ينظر‬
‫إليه؟ وهل يجعل نظر إمامه له اهون من نظر الطفل؟‬
‫أوال يكفي نظره (عليه السالم) إليه ليكون رادعا ً له‬
‫عن فعل المعصية‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬االعتقاد واليقين بأن ارتكاب المعصية تؤذي‬
‫اإلمام (عليه السالم) وهذه حقيقة ال غبار عليها ويكفي‬
‫في إثباتها قوله عليه السالم‪...(( :‬قد أذانا جهالء‬
‫الشيعة وحمقاؤهم ومن دينه جناح البعوضة أرجح‬
‫منه‪ ))...‬فأن ارتكاب الذنوب مثل الجروح في قلب‬
‫األمام وبعضها مثل رش الملح على تلك الجروح فمن‬
‫علَ َم بهذه الحقيقة فهل من المعقول يقدم على ارتكاب‬
‫َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫المعصية التي إما تحدث جرحا جديدا في قلب إمامه‬
‫(عليه السالم) أو توجب ألما ً لجروحه ال أدري!‬
‫وهنيئا ً لمن وجد في نفسه لذة بالغة الرتكاب المعصية‬
‫ولكن لم يقدم عليها علما ً منه أن فعلها يوجب أذيه‬
‫لنفس‬
‫إمامه اال يكبر مثل هذا بعين األمام المهدي عجل هللا‬
‫تعالى فرحه الشريف ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :31‬العظمة المهدوية مفتاح محبة اإلمام (عجل‬
‫هللا تعالى فرجه) فمن ال يدرك وال يشعر بعظمته من الصعب‬
‫يكون محبا ً له ولذا نجد االئمة الطاهرين سلطو الضوء في‬
‫الروايات والزيارات واألدعية التي تحدثوا بها عنه‪ -‬على‬
‫إبراز عظمته فهناك مصاديق تبين بوضوح عظمة إمامنا‬
‫(عجل هللا تعالى فرجه) منها‪- :‬‬
‫أوال‪ :‬إن هللا تعالى أخذ ميثاقا من جميع االنبياء ومن أولي‬
‫العزم خاصة باإليمان باإلمام المهدي وبنصرته وأشهدهم على‬
‫ذلك فشهدوا وأمنو به فهو الميثاق الذي أخذه ووكده من جميع‬
‫األنبياء فأصبح ميثاق هللا كما ورد في زيارة آل ياسين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إن هللا تعالى أمر النبي محمد (صلى هللا عليه واله)‬
‫بمحبة اإلمام المهدي على وجه الخصوص كما في حيث‬
‫المعراج حيث قال تعالى لنبيه‪ (:‬يا محمد أحبه فإني أحبه وأحب‬
‫من يحبه)‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إن النبي (صلى هللا عليه واله) قبل أن يقتل اإلمام‬
‫الحسين عليه السالم في كربالء لما أخبره هللا تعالى (أن‬
‫المهدي من ولده)‪ .‬رابعا‪ :‬أنه الولي الوحيد من بين أولياء هللا‬
‫من األنبياء والرسل واألوصياء الذي إدّخرهُ هللا تعالى إلقامة‬
‫العدل ونشر الدين على الدين كله وهو الذي يحقق الغاية التي‬
‫من أجلها خلقنا هللا عز وجل وهي (كي ال يعبد في االرض إله‬
‫سواه) فلماذا نحب اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه)؟‬
‫نحبه ألنه عظيم وما ذكرنا وغيره شاهد على عظمته فعلى‬

‫‪21‬‬
‫المنتظر أن يبحث عن األمور التي تجعل اإلمام عظيما ً عنده‬
‫كي ال يحب سواه فمن أدرك عظمته حبه!‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :32‬اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه) هو‬
‫التام في محبة هللا تعالى فالمنتظر إذا أحب إمامه فمحبته هذه‬
‫تدعوه إلى محبة ربه ألنه (محبة المحبوب توصل إلى محبة‬
‫من يحب) ومثالها حب زليخا ليوسف اوصلها إلى محبة ربه‬
‫(عز وجل)‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :33‬الشخص الذي بإمكانه فعل المعصية وال‬


‫يمنعه شيء من فعلها ولكن يمتنع عن فعلها بهذه النية (تحاشيا ً‬
‫عن أذيته لإلمام أو للخجل منه عليه السالم لعلمه بأن اإلمام‬
‫مطلع عليه ويتأذى بارتكابه للمعصية) فعدم فعل المعصية‬
‫بهذه النية لمن أفضل المجاهدات للنفس وال شك توجب التفات‬
‫اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه) اليه‪!.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :34‬كل منتظر إن عمل بما يعلم من المعرفة‬


‫المهدوية‪-‬وإن كانت معرفة بسيطة‪ -‬النتشرت الثقافة المهدوية‬
‫في المجتمع وزادت المعرفة لديه فقد ورد في الحديث (من‬
‫عمل بما علم ورثه هللا علم ما لم يعلم) وكذا ما روي عن اإلمام‬
‫علي (عليه السالم) قال‪( :‬إنكم إلى العمل بما علمتم أحوج منكم‬
‫إلى تعلم ما لم تكونوا تعلمون) فنحن إذن بحاجة إلى عمل ال‬
‫إلى العلم مجرد عنه وليكن هم المنتظر كيف يجسد المعلومة‬
‫المهدوية في واقعه العملي‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :35‬إن للمؤمن بعد كل صالة فريضة دعوة‬
‫ي عن أبي عبد هللا (عليه السالم) قال‪ :‬ما‬
‫مستجابة حيث رو َ‬
‫من مؤمن يؤدي فريضة من فرائض هللا إال كان له عند أدائها‬
‫دعوة مستجابة‪ .‬فينبغي للمؤمن المنتظر أن يجعل هذه الدعوة‬
‫إلمامه المهدي عجل" هللا فرجه قائال‪( :‬اللهم عجل فرجه‬
‫وسهل مخرجه‪ ،‬اللهم فرج عنه كل هم وغم‪ ،‬اللهم كن أنت‬
‫األنيس له في غيبته‪ ،‬اللهم أعنه على ما وليته واسترعيته‪،‬‬
‫اللهم ألهمه الصبر على ما جرى في آبائه المظلومين)‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :36‬القنوت والسجدة األخيرة من كل صالة‬


‫محطتان للدعاء والطلب من هللا تعالى فينبغي للمنتظر أ ّال‬
‫يفوت فرصة الدعاء فيهما أو في احداهما لإلمام المهدي عليه‬
‫السالم بدعاء الفرج قائال‪( :‬اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن‬
‫صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا ً‬
‫وحافظا ً وقائدا ً وناصرا ً ودليالً وعينا ً حتى تسكنه أرضك‬
‫طوعا ً وتمتعه فيها طويالً) فالمنتظر أن فعل ذلك كأنه يقول‬
‫إلهي ليست لي حاجة اطلبها منك في هاتين المحطتين القنوت‬
‫والسجدة األخيرة سوى الفرج إلمامي وحوائجي ال أقدمها على‬
‫حوائجه (عجل هللا تعالى فرجه)!‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :37‬آخر ساعة من النهار ساعة مهدوية فهي‬
‫آخر ساعة من ساعات النور واإلمام هو أيضا آخر نور بقي‬
‫من انوار االئمة االثنا عشر عليهم السالم وهي ساعة يغفل‬
‫سي وغُ ِف َل عنه ولكن المنتظر‬
‫عنها الكثير وكذا اإلمام قد نُ َ‬
‫الموالي والمعتقد بإمامه ال ينساه فيدعو له ويستشفع به وذلك‬
‫من خالل قراءة الدعاء المعد لهذه الساعة وهو‪:‬‬
‫يا من توحد بنفسه عن خلقه يا من غني عن خلقه بصنعه يا‬
‫من عرف نفسه خلقه بلطفه يا من سلك بأهل طاعته مرضاته‬
‫يا من أعان أهل محبته على شكره يا من َمن عليهم بدينه و‬
‫لطف لهم بنائله أسألك بحق وليك الخلف الصالح بقيتك في‬
‫أرضك المنتقم لك من أعدائك و أعداء رسولك و بقية آبائه‬
‫الصالحين محمد بن الحسن و أتضرع إليك به و أقدمه بين‬
‫يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلي على محمد و آل محمد‬
‫(وأن تفعل بي كذا وكذا) أن تداركني به و تنجيني مما أخافه‬
‫و أحذره و ألبسني به عافيتك و عفوك في الدنيا و اآلخرة و‬
‫كن له وليا و حافظا و ناصرا و قائدا و كالئا و ساترا حتى‬
‫تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويال يا أرحم الراحمين و‬
‫ال حول و ال قوة إال باهلل العلي العظيم فسيكفيكهم هللا و هو‬
‫السميع العليم اللهم صل على محمد و آل محمد الذين أمرت‬
‫بطاعتهم و أولي األرحام الذين أمرت بصلتهم و ذوي القربى‬
‫الذين أمرت بمودتهم و الموالي الذين أمرت بعرفان حقهم و‬
‫أهل البيت الذين أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا‬
‫أسألك بهم أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تغفر ذنوبي‬
‫كلها يا غفار و تتوب علي يا تواب و ترحمني يا رحيم يا من‬
‫ال يتعاظمه ذنب و هو على كل شيءٍ قدير‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :38‬للمنتظر قبل نومه ليال وقفة اعتذار من إمام‬
‫الزمان (عليه السالم) للهفوات التي صدرت منه في طيلة‬
‫النهار وإن لم تكن ذنوبا ً ويستشعر الندامة والخجل من نفسه‬
‫ألنه لم يكن زينا ً إلمامه ويطلب منه ان يستغفر له قائال‪(:‬يا‬
‫أبانا استغفر لنا ذنوبنا انا کُنّا خاطئين)‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :39‬الجمعة يوم مهدوي فهو يوم والدته ويوم‬


‫انتقال اإلمامة إليه ويوم استيالؤه فيه على اعدائه ويوم وقوع‬
‫ظهوره فيه حيث نقرأ في زيارته (هذا يوم الجمعة وهو يومك‬
‫المتوقع فيه ظهورك) لذا على المنتظر أن يجعله كذلك من‬
‫خالل‪:‬‬
‫‪.1‬ندبته بدعاء الندبة صباحا َ‬
‫‪.2‬زيارته بالزيارة المختصرة المعدة لهذا اليوم أو بزيارة آل‬
‫ياسين‪.‬‬
‫‪ .3‬التصدق عنه بقصد سالمته ودفع البالء عنه‪.‬‬
‫‪.4‬قراءة دعاء زمن الغيبة عصراً‪.‬‬
‫‪.5‬التثقف عن أحواله وقضيته من قراءة لكتاب أو استماعا ً‬
‫لمحاضرة‪ .‬وعلى العموم أن يجعل من يوم الجمعة وقفا ً إلمامه‬
‫المهدي (عجل هللا تعالى فرجه الشريف)‬

‫‪25‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :40‬إنا نعتقد أن زيارة آل ياسين أهم الزيارات‬
‫التي يزار بها اإلمام المهدي عجل هللا تعالی فرجه على‬
‫اإلطالق وذلك لوجوه منها‪:‬‬
‫أنها تمثل التوجه إلى هللا عز وجل والى اإلمام المهدي عجل‬
‫هللا فرجه كما ورد عنه في وصفها حيث قال‪ :‬إذا أرتم التوجه‬
‫بنا إلى هللا تعالى وإلينا فقولوا كما قال هللا تعالى‪ :‬سالم على آل‬
‫ياسين‪...‬‬
‫أن الزائر يَعرض فيها عقائده الحقة على إمامة المهدي ويُش ِهدَهُ‬
‫عليها فمن هنا للمنتظر المواظبة عليها ولو في كل جمعة‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :41‬أن هدف المنتظر وغايته القصوى رضى‬


‫إمامه عنه ويتمنى أن يقول له اإلمام في يوم من األيام ‪( :‬أنت‬
‫مرضي عندنا) ولذا يبحث عن هذه الغاية بشتى السبل‬
‫الموصلة لها ومن السبل الدعاء والطلب من هللا تعالى شأنه‬
‫ومن األدعية في هذا المجال التي بإمكان المنتظر المواظبة‬
‫عليها في قنوت صلواته أو عند سجوده أو في حالة البكاء‬
‫روي عن داود الرقي قال‪ :‬قلت‪ :‬ألبي عبد هللا‬‫َ‬ ‫والخشوع ما‬
‫(عليه السالم ) كيف أدعو هللا أن يرضي عني إمامي ؟‬
‫قال‪(:‬تقول‪ :‬اللهم رب إمامي وربي ‪ ،‬وخالق إمامي وخالقي‪،‬‬
‫وأرض عني إمامي)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ارض عني‬
‫َ‬ ‫و رازق إمامي و رازقي‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :42‬بإمكان المنتظر أن يجعل ثواب أعماله من‬


‫الصباح إلى المساء تفريج الهموم والغموم عن قلب صاحب‬

‫‪26‬‬
‫الزمان (عجل هللا تعالى فرجه) أو عندما يعمل عمالً ما ويحس‬
‫لهذا العمل أثر قبول عند هللا عز وجل فليخاطب ربه قائ ً‬
‫ال‪:‬‬
‫(اللهم اجعل ثواب عملي هذا تفريج الهموم والغموم عن قلب‬
‫صاحب الزمان ولو هما ً واحدا ً من همومه (عليه السالم)) فان‬
‫استجاب هللا وفرج هما ً من هموم إمامه بعلمه فماذا يكون حال‬
‫المنتظر عند إمامه أفال يرد له الجميل؟‬
‫ِ‬
‫المنتظر مكلف في كل يوم جديد يعيشه‬ ‫ِ‬ ‫اإلضاءة رقم ‪:43‬‬
‫بتكاليف الهية عليه أن يؤديها وقد يحصل التزاحم بينها‬
‫وتشخيص األهم منها من أشكل األمور ومن هنا األفضل‬
‫للمنتظر أن يطلب من إمامه المهدي (عجل هللا تعالى فرجه)‬
‫أن يهديه ويرشده إلى السبيل األقوم من بين السبل فليخاطبه‬
‫قائال ‪ -:‬مثال‪( -‬يا موالي ما يريده هللا تعالى مني فعال في هذا‬
‫اليوم أهدني وأرشدني للقيام به واهدني للقيام باألعمال التي‬
‫توجب ادخال السرور على قلبك ثم يخاطبه بهذه العبارة التي‬
‫وردت في احدى زياراته عليه السالم(‪ ...‬رضيتك يا موالي‬
‫إماما ً و هاديا ً و وليا ً ومرشدا ً ال أبتغي بك بدال وال أتخذ من‬
‫دونك وليا‪ )...‬فليطلب هذا أول الصباح عسى يرزقه هللا تعالى‬
‫الهداية المهدوية ويكون مصداقا لقوله (وهديناهم إلى صراط‬
‫مستقيم)‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :44‬المؤمن المنتظر عنده غيبة اإلمام (عجل‬


‫هللا تعالى فرجه) أشد المصائب التي يشكوها إلى هللا تعالى بل‬
‫ليس هناك مصيبة كغيبته (عليه السالم) فعندما يشكو قائال (‪...‬‬

‫‪27‬‬
‫اللهم أنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة إمامنا‪ )...‬حقيقة يشكو غيبته‬
‫ال مجاملة‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :45‬إن بعض المنتظرين عندهم غيبة اإلمام‬


‫المهدي (عجل هللا تعالى فرجه) وبعده عنهم رزية نزلت عليهم‬
‫ومصيبة قد أصابتهم وهم يعيشون هذه الحقيقة بكل وجودهم‬
‫فمثل هؤالء يحق لهم عندما يتذكرون مصيبته وغيبته عنهم أن‬
‫يقولوا (إنا هلل وإنا اليه راجعون) وعليهم ينطبق قوله تعالى‪:‬‬
‫(الذين إذا أصابتهم مصيبة قالو إنا هلل وإنا اليه راجعون أولئك‬
‫عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) فأي‬
‫مصيبة أعظم من فقد اإلمام؟ روحي فداء‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :46‬آثار الشعور بفقد اإلمام (عجل هللا تعالى‬


‫فرجه الذكر والحزن والبكاء فمن عاش حالة الفقد المهدوي‬
‫تراهُ ذاكرا ً محزونا ً باكيا ً على الدوام‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :47‬إن الروايات تصف لنا اإلمام المهدي عجل‬


‫هللا فرجه بأنه الفريد الوحيد ‪ ...........‬فهل حاولت أن تستشعر‬
‫وحدته وتشاركه بمشاعرك وأحاسيسك في وحدته وغربته‬
‫ومصيبته؟‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :48‬إن البكاء على اإلمام المهدي عجل هللا‬
‫تعالى فرجه شوقا لرؤيته أو حزن لمصيبته لمن أفضل‬

‫‪28‬‬
‫القربات وأقدس الحاالت ويكفي في الحث عليه إنه من‬
‫عالمات المؤمنين في زمان الغيبة حيث روي عن اإلمام‬
‫الصادق (عليه السالم) انه قال‪( :‬وهللا ليغيبن إمامكم سنينا ً من‬
‫دهركم‪ ...‬ولتدمعن عليه عيون المؤمنين)‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :49‬المنتظر عالقته مع اإلمام المهدي (عجل‬


‫هللا تعالى فرجه) في تزايد دائمة فهي ال تنتهي إلى حد معين‬
‫وإن طالت غيبته فانتظاره لإلمام (ال بشرط) ويشهد هللا (جل‬
‫وعال) واإلمام على هذه الحقيقة كما في إحدى زياراته عجل‬
‫هللا تعالى فرجه (اشهد هللا ومالئكته واشهدك يا موالي‬
‫بهذا‪...‬فلو تطاولت الدهور وتمادت األعمار لم أزدد فيك إالّ‬
‫يقينا ولك إال حبا ً وعليك إال متكالً ومعتمدا ً أو لظهورك ّإال‬
‫متوقعا ً ومنتظرا ً‪)...‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :50‬هناك نوعان لرؤية اإلمام المهدي (عجل‬


‫هللا تعالى فرجه)‪:‬‬
‫األولى‪ :‬رؤيته بالبصر وهذا ما يبحث عنه الكثير في زمان‬
‫الغيبة وهو أمر جيد والروايات تأكد على طلبه‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬رؤيته بالبصيرة والبحث والطلب عن هذا النوع‬
‫أوجب من األول والسبب ان الفرق شاسع بين الرؤيتين‬
‫فالرؤية البصرية رؤية عرضية زائلة والرؤية القلبية رؤية‬
‫ذاتية باقية وهي المطلوبة أوال وبالذات الن اإلمام إمام القلوب‬

‫‪29‬‬
‫فالذين رأوا اإلمام بهذه الرؤية (القلبية) صارت عندهم الغيبة‬
‫بمنزلة المشاهدة!‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :51‬الزهراء والحسين عليهما السالم بابان‬


‫للدخول إلى قلب صاحب الزمان فحاول أن تكون لك عالقة‬
‫متميزة بالزهراء وابنها الحسين ليوصالك إلى قلب إمامك‬
‫فالمهدويون فاطميون وحسينيون)‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :52‬إن الفلسفة الكامنة ورى إقامة العزاء على‬


‫االئمة المعصومين وباألخص العزاء الحسيني هي تذكر‬
‫المعزى وهو اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه) والشعور‬
‫بفقده واالرتباط به واالنشداد بمشروعه الذي يكمل ما اسس له‬
‫أبائه الطاهرين فهناك عزاء ومعزي ومعزى فمن وأين‬
‫المعزى ترى؟ المفترض يتولد هذا التساؤل في نفوس المعزين‬
‫فهو الغاية من عزائهم أن يتذكروا صاحب العزاء ويحسوا‬
‫بوجوده ويرتبطوا به عقيدة وعاطفة وسلوك‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :53‬إن حزن اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى‬


‫فرجه) على اإلمام الحسين عليه السالم منقطع النظير حيث‬
‫يندبه صباحا ً ومساءا ً ويبكيه بدل الدموع دما ً فهو صاحب‬
‫(الدمعة الحمراء) فالمنتظر الصادق يجعل له محطة للبكاء‬
‫على الحسين عليه السالم في اليوم أو الليلة تأسيا ً بإمامه‬
‫ومواساة له بحزنه على جده‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :54‬المنتظر يستجدي ويطلب من اإلمام المهدي‬
‫(عجل هللا تعالى فرجه) أن يتولى أمره ويشمله برعايته‬
‫الخاصة وهناك عبارات يمكن للمنتظر مخاطبته بها تدل على‬
‫هذا المعنى كهذه (يا موالي يا ابن فاطمة خذ بيدي تكفلني‬
‫وتولى رعايتي) و (يا موالي ربني وزكني وعلمني مما علمت‬
‫رشدا ً) و(سيدي استخلصني لنفسك وأذكرني عند ربك)‬
‫ويطلب ذلك بحالة توجه وتخشع وخضوع اي بحالة تتناسب‬
‫مع طلبه عسى أن يستجيب له اإلمام في يوم من األيام ويدخله‬
‫في كنفه‪..‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :55‬إن اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه)‬


‫رعايته للقلوب ولذا نجد المنتظر يطلب ذلك من هللا عز وجل‬
‫في عدة أدعية منها‪:‬‬
‫اللهم ‪ ...‬وأحي به القلوب الميتة‪ )...‬و (اللهم‪ ...‬لين قلبي لولي‬
‫أمرك‪ )...‬و(وقو قلوبنا على اإليمان به) و(اللهم‪ ...‬وثبت به‬
‫ي على إيمانه‬‫القلب‪ )...‬فالقلب الذي َحي باإلمام والنَ له وقَ ِو َ‬
‫وثبت به أصبح قلبا ً سليما ً ومصداق لقوله تعالى (يوم ال ينفع‬
‫مال وال بنون إال من أتى هللا بقلب سليم)‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :56‬المنتظر يطلب من هللا عز وجل أن يرزقه‬


‫اإلقامة في خدمة إمامه المهدي (عجل هللا تعالى فرجه) كما‬
‫في الدعاء (اللهم أقمنا بخدمته‪ )...‬وكأنما خدمته (عليه السالم)‬

‫‪31‬‬
‫مدينة يدخلها فيقيم فيها وال يريد الخروج منها فتكون كل‬
‫حركاته واعماله ونشاطاته داخل هذه المدينة وكلها تصب في‬
‫مجرى واحد وهو عنوان الخدمة المهدوية فهنيئا ً لمن أوقف‬
‫نفسه لخدمة إمامه وال يخرج منها إلى غيرها‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :57‬المنتظر يطلب من هللا عز وجل أن يلين‬


‫قلبه إلمامه المهدي كي يتولى اإلمام صناعته كما في دعاء‬
‫زمن الغيبة (اللهم ‪ ...‬ولين قلبي لولي أمرك‪ )...‬وكأن المنتظر‬
‫يقول‪ :‬إلهي إن كان قلبي كزبر الحديد فلينه إلمامي كي يصنع‬
‫منه قلبا ً سليما ً ليس فيه سواك كما ألنت الحديد لداود وجعلته‬
‫كالشمع بين يديه حيث قلت‪ ...( :‬وألنا له الحديد ‪ ،)...‬وهذا‬
‫الدعاء من أهم األدعية التي على المنتظر المواظبة في طلبها‬
‫من هللا (جل وعال) الن المهدي إمام القلوب ورعايته لها فإذا‬
‫لم تلن له كيف يتولى رعايتها؟‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :58‬المنتظر يعتقد بهذه الحقيقة ويعمل على‬


‫ضوئها وهي‪ :‬أن الباب الوحيد الموصل إلى هللا عز وجل هو‬
‫اإلمام المهدي عجل هللا فرجه كما ورد في زيارته (السالم‬
‫عليك يا باب هللا الذي ال يؤتى اال منه) والباب الموصل إلى‬
‫اإلمام في زمان غيبته الكبرى (الفقهاء المراجع) الذين أحالنا‬
‫إليهم بقول‪ :‬وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة‬
‫حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة هللا عليهم‪ )...‬هذا هو‬
‫الطريق فمن أنحرف عنه وقع في جادة المغضوب عليهم أو‬
‫الضالين‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :59‬قال هللا تعالى (كل في فلك يسبحون )اي‬
‫كل من الشمس والقمر والنجوم وغيرها من الكواكب التي‬
‫تسبح في فلكها وهو المدار الفضائي فالمنتظر يسعى جاهداً‬
‫ليكون اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه الشريف) في‬
‫حياته كالفلك يسبح حوله بمعنى يصبح اإلمام (عليه السالم)‬
‫هو الهم األكبر في حياته ومركز اهتماماته فمن وصل إلى‬
‫درجة االهتمام واالنشغال باإلمام صارت حياته مهدوية بكل‬
‫معانيها وكأن مصداقا ً لقول اإلمام الصادق عليه السالم (نفس‬
‫المهموم لظلمنا تسبيح وهمه لنا عبادة وكتمان سرنا جهاد في‬
‫سبيل هللا) ثم قال عليه السالم (يجب أن يكتب هذا الحديث‬
‫بالذهب )!‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :60‬المنتظر يطلب من هللا عز وجل أن يجعله‬


‫من أنصار إمامه وخدامه وأعوانه والمحامين عنه‪...‬والى‬
‫أخره ولكن قد يغفل عن طلب ما هو أسمى من ذلك أال وهو‬
‫(تمام المحبة) لإلمام عجل هللا تعالى فرجه فعليه أن يطلب من‬
‫هللا تعالى دائما ً وال سيما في مواطن اإلجابة وأزمنتها أن يهب‬
‫له هذا المقام قائال‪( :‬اللهم اقذف في قلبي محبته وامأل قلبي حبا‬
‫له) فليس هنالك مقام باعتقادنا _ أسمى من مقام المحبة‬
‫المهدوية وتمامها‪!.‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :61‬الشعور بالتقصير اتجاه اإلمام المهدي‬
‫عجل هللا فرجه نوع من الكمال وله فائدتان‪:‬‬
‫األولى يكون مانعا من حصول العجب بما تقوم من أعمال في‬
‫خدمة اإلمام‬
‫والثانية يكون هذا الشعور محركا ً ومحفزا ً للسعي في خدمته‬
‫عليه السالم أكثر فأكثر‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :62‬المنتظر يشعر أو ًال‪ :‬بالوظيفة التي ألقيت‬


‫عليه في زمان غيبة إمامه (عجل هللا تعالى فرجه) وثانياً‪:‬‬
‫يعتقد بأنه قادر على أداء وظيفته وثالثا ً‪ :‬وواثق من نفسه بأنه‬
‫بأداء دوره والقيام بوظيفته يؤثر على اآلخرين إيجابيا ً‪ ،‬فمن‬
‫أوجد هذه األمور في نفسه وقام بدوره يحقق مبتغاه مثل مؤمن‬
‫آل فرعون أوجد هذه االمور في نفسه فأثر على فرعون إيجابيا ً‬
‫فلم يقتل النبي موسى (عليه السالم) فخلد هللا تعالى دوره في‬
‫كتابه الكريم بقوله‪( :‬قال رجل من آل فرعون يكتم إيمانه‬
‫أتقتلون رجال أن يقول ربي هللا وقد جاءكم بالبينات‪)...‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :63‬دعوة الناس إلى اإلمام المهدي (عجل هللا‬


‫تعالى فرجه) من أولويات المنتظر والدعوة لها نوعان‪:‬‬
‫األول‪ :‬الدعوة العلمية‪ :‬وتكون ببيان كل ما يخص صاحب‬
‫الزمان بالحكمة والدليل والبرهان وبشواهد الوجدان وذلك من‬
‫خالل طيب الكالم ليعتقد ويؤمن به األنام‬

‫‪34‬‬
‫والثاني‪ :‬الدعوة العملية السلوكية‪ :‬وتكون من خالل االلتزام‬
‫باألحكام الشرعية والتعاليم االخالقية وبوظائف المنتظر في‬
‫الغيبة وتطبيقها عمال وهذه أكثر تأثيرا بالناس من الدعوة‬
‫العلمية إذ ورد عن اإلمام الصادق عليه السالم انه قال‪( :‬كونوا‬
‫دعاة ً لنا بغير السنتكم)‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :64‬من أهم وظائف المنتظر في زمان الغيبة‬


‫تأدية حقوق اإلمام المهدي عجل هللا تعالى فرجه والطاعة له‬
‫واجتناب معصيته ولذا نرى المنتظر يطلب العون اإللهي للقيام‬
‫بها كما في دعاء الندبة (‪...‬اللهم‪...‬وأعنا على تأدية حقوقه إليه‬
‫واالجتهاد في طاعته واجتناب معصيته‪ )...‬واإلعانة اإللهية‬
‫تأتي بعد الطلب الصادق والسعي العملي للقيام بهذه الوظائف‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :65‬المنتظر يجعل ضمن أهدافه (ترك األثر‬


‫المهدوي) فيحاول ان يترك أثرا ً مهدويا ً قبل رحيله من الدنيا‬
‫كأن يؤلف كتابا ً حوله أو مؤسسه باسمه (عليه السالم) أو هيئة‬
‫‪...‬وأفضل مصداق لترك األثر هو أن يربي نفسا ً مهدويةً سواء‬
‫بقي هللا فاهلل‬
‫كانت من ذريته أو من غيرها (الن النفس باقية ما َ‬
‫تعالى يكتب ذلك األثر له مهما كان حيث يقول‪...( :‬ونكتب ما‬
‫قدموا وأثارهم وكل شيء احصيناه في إمام مبين)‪.‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :66‬من صفات المنتظر المهدوي أنه محيي‬
‫(الشعائر المهدوية) ومن مصاديق اإلحياء إعالء ذكر اإلمام‬

‫‪35‬‬
‫المهدي (عليه السالم) في المجتمع وتشجيع األخرين على ذلك‬
‫فاإلمام هو (كلمة هللا) وكلمة هللا هي العليا‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :67‬المنتظر أنسان حيوي ملي ٌء بالتفاؤل‬


‫والنشاط ال يعرف الكسل والملل وينمي ذلك في األخرين فأين‬
‫ما َحل كان مبارك (نافعا ً) فمن كان هكذا أصبح مصباحا ً ينير‬
‫طريق السائرين إلى صاحب الزمان (عجل هللا تعالى فرجه‬
‫الشريف)‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :68‬على المنتظر أن يستشعر (الرقابة‬


‫المهدوية) عليه ولو تكلفا ً وتلقينا ً للنفس إلى أن تصبح هذه‬
‫الحالة ملكة تدريجيا ً فكما أن هللا تعالى رقيب على عباده حيث‬
‫يقول عز من قائل (‪...‬إن هللا كان عليكم رقيبا) فاإلمام المهدي‬
‫عليه السالم كذلك فهو عين هللا في خلقه ولسانه المعبر عنه‬
‫وشاهده على عباده كما نقرأ في الدعاء (اللهم أدفع عن وليك‬
‫وخليفتك في أرضك ولسانك المعبر عنك والناطق بحكمتك‬
‫وعينك الناظرة بأذنك وشاهدك على عبادك‪ )...‬فمن أعتقد‬
‫ولقن نفسه هذه الحقيقة ‪-‬أن اإلمام رقيب عليه ومطلع عليه‬
‫طيلة الوقت‪ -‬فهل من المعقول أن يرتكب عمالً يوجب أذيته‬
‫(عليه السالم) أو يجعل اإلمام أهون الناظرين اليه ؟!‪|.‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :69‬إن دعاء العهد يمثل‪:‬‬
‫المنتظر عن انتمائه المهدوي وأخذ العهد‬
‫ِ‬ ‫أوال‪ :‬إعالن من قبل‬
‫والميثاق على نفسه أمام ربه بالبقاء على هذا االنتماء‪.‬‬
‫المنتظر بحقوق إمامة المهدي التي عليه ان‬
‫ِ‬ ‫وثانيا‪ :‬اقرار من‬
‫يؤديها اليه ‪ -‬وهي وظيفته في زمان غيبته ‪ -‬كالنصرة له‬
‫(عجل هللا تعالى فرجه) والذب عنه واالمتثال ألوامره‬
‫والمحاماة عنه والمسارعة في قضاء حوائجه‪ ....‬ولعل من‬
‫فلسفة الدعاء به اربعين صباحا ً هي‪ :‬أن تكراره يزرع في نفس‬
‫المنتظر روح االنشداد واالنتماء والوالء لإلمام المهدي (عليه‬
‫السالم) وروح السعي والعزم للعمل بتلك الحقوق والوظائف‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :70‬من الجميل للمنتظر أن يتأسى بإمامه‬


‫المهدي عليه السالم في تحمل البالء وإن طالت مدته فإمامه‬
‫يتحمل بالء الغيبة منذ أكثر من ألف عام‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :71‬إن أئمة أهل البيت (عليهم السالم) يذكرون‬


‫اإلمام الحسين واإلمام المهدي (عليهما السالم) معا ً في كثير‬
‫من األحاديث والزيارات واألدعية وهذا يدل على المعية‬
‫فالمنتظر ال يتكامل إال باألخذ بمنهج‬
‫ِ‬ ‫الحسينية والمهدوية‬
‫المعية وإال فذكر اإلمام الحسين وثورته ومبادئه من دون ذكر‬
‫اإلمام المهدي وربطها بمشروعه الم َك ّمل لما ابتدأه اإلمام‬
‫الحسين نقص وهو خالف المعية وكذا األمر في أحياء ذكر‬
‫اإلمام المهدي من دون األمام الحسين فاالرتباط بالمبدأ وهو‬

‫‪37‬‬
‫اإلمام الحسين والمنتهى وهو اإلمام المهدي معا ً هو المنهج‬
‫الصحيح الذي يجب السير عليه وهو منهج أئمتنا (عليهم‬
‫السالم)‪.‬‬

‫المنتظر يسعى لنيل مقام (المعية المهدوية)‬


‫ِ‬ ‫اإلضاءة رقم ‪:72‬‬
‫بمعنى يكون مع اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه) في‬
‫زمان غيبته وعند ظهوره المبارك وفي جنته طالبا ً من هللا‬
‫تعالى هذا عند زيارة إمامه (اللهم‪...‬وحتى ت ُ ِحلَنا محله وتجعلنا‬
‫المنتظر لو كان في الجنة مع‬ ‫ِ‬ ‫في الجنة َم َعهُ‪ )...‬فما أسعد‬
‫طاؤوس أهلها‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :73‬إن أبا الفضل العباس (عليه السالم) أسوةً‬


‫للمنتظر في كل شيء ومنها انه ترك شرب الماء المباح وهو‬ ‫ِ‬
‫بأمس الحاجة إليه من أجل إمامه الحسين (عليه السالم) فينبغي‬
‫للمنتظر أن يترك على االقل فعل الحرام من أجل إمامه المهدي‬
‫(عجل هللا تعالى فرجه) اال يستحق ذلك‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :74‬اإلمام المهدي (عجل هللا فرجه) يبحث عن‬


‫المميزين الذين الهم القابلية ليكونوا تحت كنفه ورعايته فحاول‬
‫أن ترشح نفسك لهذا المقام باألعمال المرضية لديه كي تكون‬
‫منهم فالذين شملتهم الرعاية المهدوية (ال خوف عليهم وال هم‬
‫يحزنون)!‬

‫‪38‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :75‬قال هللا عز وجل (ورحمتي وسعت كل‬
‫شيء) وقال اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه)‪( :‬إن رحمة‬
‫ربكم وسعت كُل شيء وأنا تلك الرحمة) وهللا تعالى يقول (إن‬
‫رحمة هللا قريب من ال ُمحسنين) فمن هذا نستنتج أن (باإلحسان‬
‫يقرب اإلمام منَا) فمن زاد إحسانه قرب اإلمام منه أكثر فأكثر‪.‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :76‬قال االمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه)‬
‫‪( :‬أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم‪ )...‬فالمنتظر‬
‫يمتثل ألمر إمامه ويكثر من الدعاء له عند قيامه وعند قعوده‬
‫وقبل صالته وفي اثنائها وبعدها وقبل نومه وعند يقظته‪....‬‬
‫عا ًء لإلمام كما كان جده اإلمام الحسين (عليه‬
‫بمعنى يكون د ّ‬
‫السالم) يلهج بالدعاء له وهو على رمضاء كربالء وآخر‬
‫لحظات حياته قائال (اللهم‪ ....‬فأجعل لنا من أمرنا فرجا ً‬
‫ومخرجا ً برحمتك يا ارحم الراحمين)!‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :77‬اإلمام المهدي (عجل هللا فرجه) هو‬


‫المضطر الذي يجاب إذا دعا فحاول عند الدعاء له ان تدعو‬
‫للمضطر بحالة المضطر‪ ،‬أي بلهفة والحاح وقلب خاشع‬
‫ودموع جارية‪..‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :78‬إن عقولنا ال تحيط تصورا وأدراكا ً‬
‫بمصائب صاحب الزمان (عجل هللا تعالى فرجه الشريف )‬
‫لعظم المصائب التي نزلت عليه فالمصائب التي مر بها‬
‫األنبياء كلها اجتمعت فيه بل نزل به من البالء ما لم يمر بهم‬
‫إذ أنه (شريد وطريد وفريد ووحيد) فالجهات المجتمعة في‬
‫اإلمام المهدي التي يمكن تعريفه إلى الناس من خاللها كثيرة‬
‫‪39‬‬
‫ومن أهمها (شدة مصائبه فهو المضطر االعظم) عليه السالم‬
‫فالناس تتفاعل مع صاحب المصاب الجلل وقلوبهم تنجذب‬
‫إليه فالذين أدركوا شي ًء من مصائبه (ترى أعينهم تفيض من‬
‫الدمع مما عرفوا من الحق ) (واعينهم تفيض من الدمع‬
‫حزنا ً)‪.‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :79‬إن رؤية اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى‬
‫فرجه الشريف) واللقاء به في زمن الغيبة التامة أمر ممكن و‬
‫واقع وطلبه من قبل المنتظر أمر راجح والزم ومطلوب و‬
‫ورد الحث عليه في كثير من األدعية والزيارات ففي احدى‬
‫زياراته ورد ‪(:‬اللهم أرنا وجه وليك الميمون في حياتنا وبعد‬
‫المنون ) وفي دعاء العهد ايضا اللهم‪ ...‬واكحل ناظري بنظرة‬
‫مني اليه) وفي دعاء زمن الغيبة (واجعلنا ممن تقر عينه‬
‫برؤيته ) وايضا في دعاء اخر اللهم‪...‬ارزقني رؤية قائم آل‬
‫محمد ) ولكن ال يتمنى اللقاء به ويطلب رؤيته من المنتظرين‬
‫بصدق إال من أشتد شوقه إليه إذ جاء ذلك في دعاء الندبة‬
‫(بنفسي انت من أمنية شائق يتمنى من مؤمن ومؤمنة ذكرا‬
‫فحنّا) فشدة الشوق وسيلة اللقاء به وكمال الشوق أن يصل‬
‫الحال بالمنتظر كحال النبي يعقوب عند ما فقد النبي يوسف‬
‫(على نبينا واله وعليهما السالم)‪.‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :80‬إن المنتظر في جميع األوقات ذاكر إلمامه‬
‫ومذ ّكر به غيره قدر اإلمكان وإليكاد يخلو مجلس من مجالسه‬
‫أو حديث من أحاديثه من ذكره عجل هللا تعالى فرجه ولو‬
‫بالذكر الضمني أو اإلجمالي وإن كان الحديث أو المجلس بعيداً‬
‫كل العبد عن اإلمام يحاول جاهدا ً ليفتح ثغره ويتخذ ذريعة ما‬

‫‪40‬‬
‫للحديث عنه عليه السالم فهنيئا ً للمنتظر الذي لسان حاله أو‬
‫مقاله مخاطبا ً إمامه بقول الشاعر‪ :‬خيالك في عيني وذكرك في‬
‫فمي وحبك في قلبي فأين تغيب؟‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :81‬ال توجد في قاموس نفس المنتظر الذاكر‬


‫لإلمام المهدي عليه السالم األمراض النفسية كالقلق واالكتئاب‬
‫والتوتر والهم والحزن‪...‬الن ذكر االمام الدائم يولد السكينة‬
‫والطمأنينة في النفس‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :82‬من أتخذ ذكر اإلمام المهدي (عليه السالم)‬


‫له منهاجا ً أصبح للناس تاجا ً وسراجا‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :83‬أجمل أنواع ذكر اإلمام المهدي عجل هللا‬


‫فرجه هو أن تذكره من دون أي مذكر خارجي ولهذا الذكر‬
‫قيمته إذ يكشف عن مدى العالقة القلبية بين الذاكر والمذكور‪..‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :84‬إن ذكر اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى‬


‫فرجه) هو ورد جميع األنبياء واالوصياء وعلى الخصوص‬
‫أبائه الطاهرين فكان ذكره هو المؤنس لهم في وحشتهم بين‬
‫قومهم وكان هو الترياق الوحيد لما يقاسون من ظلم واضطهاد‬
‫وتكذيب وبالء فلزاما ً على المنتظر أن يتأسى بهم فيديم ذكره‬
‫(عجل هللا فرجه) فذكره (حلو) وهذه الصفة‪ -‬باإلضافة لما‬

‫‪41‬‬
‫ذ ُ ِكر من مميزاته وخواصه فمن أدمن ذكره يدرك ذلك‬
‫بالوجدان‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :85‬إن ذكرنا لإلمام المهدي (عليه السالم)‬


‫بجميع انواعه إنما هو ردة فعل ال فعل بمعنى هو الذي يذكرنا‬
‫أوال فهو صاحب المبادرة ثم بعد ذا نذكره ونتقبل مبادرته‬
‫(والمبادرة أفضل وأجمل من تقبلها) وهذا نظير قول هللا‬
‫تعالى‪( :‬ثم تاب عليهم ليتوبوا إن هللا هو التواب الرحيم) فما‬
‫نستفيده من هذا إن على الذاكرين له (عليه السالم) ال يكون‬
‫ذكرهم له مدعاة للمنة عليه أو للعجب والتعالي على اآلخرين‬
‫"فما ذكرهم إال انعكاسا لذكره لهم" فهو الذاكر والمذكور‬
‫بمعنى من المعاني‪!.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :86‬إن المنتظرين الكُمل قلوبهم معمورة بذكر‬


‫إمامهم المهدي (عجل هللا تعالى فرجه) نعم وصلوا إلى ذلك‬
‫وذ ُ ِك َر هذا في إحدى زياراته (عليه السالم) (‪ ...‬اللهم كما‬
‫جعلت قلبي بذكره مغمورا ً فأجعل سالحي بنصرته‬
‫مشهورة‪ )...‬ومع ذلك يطلبون من هللا تعالى أال ينسهم ذكره‬
‫كما في دعاء زمن الغيبة (‪...‬اللهم‪...‬ال ت ُن ِسنا ذكره‪ )...‬فعلينا أن‬
‫نحذو حذوهم ونطلب من هللا تعالى ذلك قائلين‪( :‬اللهم اجعل‬
‫قلوبنا بذكره معمورة‪ ،‬اللهم ال ت ُن ِسنا ذكره)‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪" :87‬أن المحب لسان المحبوب" بمعنى أين ما‬
‫حل تكلم عنه فالمنتظر المحب لإلمام المهدي (عليه السالم)‬
‫يتكلم عن صفات محبوبه ومناقبه وفضائله وإحسانه ومعارفه‬
‫كما كان ميثم التمار (رضوان هللا عليه) ما أنفك يذكر محبوبه‬
‫اإلمام علي وفضائله (صلوات هللا عليه) إلى أن قُطع لسانَهُ!‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :88‬خطوات عملية تساعد المنتظر في‬


‫الوصول إلى مقام (القلب المعمور بذكر اإلمام المهدي عجل‬
‫هللا فرجه الشريف الذي أشير اليه في احدى زياراته (اللهم كما‬
‫جعلت قلبي بذكره معمورا فجعل سالحي بنصرته مشهورا)‬
‫المنتظر من اإلمام المهدي عجل هللا‬
‫ِ‬ ‫الخطوة األولى‪ :‬أن يجعل‬
‫فرجه وقضيته فكرة ً مختزنه في العقل الباطن وذلك يكون من‬
‫خالل القراءة عنه كثيرا ً واالستماع عنه كثيرا ً والتحدث عنه‬
‫وذكره كثيرا ً‪.‬‬
‫المنتظر بين االمام المهدي عجل هللا‬
‫ِ‬ ‫الخطوة الثانية‪ :‬أن يربط‬
‫فرجه والوجودات الخارجية أو األحوال اي يجعل بين هذه‬
‫األمور وبين تذكر اإلمام تالزم فاذا رأى هذه االمور تذكر‬
‫إمامه فمثال إذا رأى القرآن الكريم يتذكر إمامه الذي هو‬
‫ترجمانه وإذا رأى الشمس تذكر اإلمام وهكذا في األحوال‬
‫فيمكنه أن يربط بين قيامه وتذكر االمام فكلما قام تذكره وايضا‬
‫بين حزنه وفرحه وهكذا في باقي االمور األخرى التي تصلح‬
‫لهذا شريطة أن يربط بينها وبين تذكر اإلمام فعندها يكون‬
‫ذاكرا ً قهرا ً له عليه السالم‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الخطوة الثالثة‪ :‬أن يجعل له محطات ثابته لذكره عجل هللا‬
‫فرجه الشريف في اليوم والليلة فيذكره في أول النهار من‬
‫خالل قراءة دعاء العهد وفي آخره من خالل قراءة الدعاء‬
‫المعد آلخر ساعة والدعاء له في كل صالة وهكذا‪.‬‬
‫الخطوة الرابعة‪ :‬أن يطلب من هللا تعالى أن يسهل له الوصول‬
‫الى هذا المقام ويتضرع اليه بالدعاء فانه تعالى يقول (قل ال‬
‫يعبأ بكم ربي لوال دعائكم) ويلح في الدعاء عسى يجعل هللا‬
‫تعالى قلبه معمورا ً بذكر إمامه وما ذلك على هللا بعزيز‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :89‬قال االمام الرضا عليه السالم‪ :‬اإلمام‬


‫كالشمس الطالعة ال ُم َج ِلّلة بنورها العالم وهي في األفق بحيث‬
‫ال تنالها األيدي واألبصار ‪ ،‬وقال اإلمام المهدي عليه السالم‪:‬‬
‫إما وجه االنتفاع بي في غيبتي فكاالنتفاع بالشمس اذا غيبها‬
‫عن اإلبصار السحاب‪ ،‬فشمسنا هذه تذكر باإلمام المهدي عليه‬
‫السالم ودليل عليه فمن نظر لها مشرقة فليتذكر إمامه حين‬
‫ظهوره واستغنى الناس بنوره عن نورها ومن نظر لها مغيبة‬
‫خلف السحاب فليتذكر غيبة إمامه ويشكره على النفع الواصل‬
‫له منه في غيبته وال ينكر هذا النفع كما ال ينكر النفع الواصل‬
‫له من الشمس حينما سترها السحاب و هللا تعالى يقول (ثم‬
‫جعلنا الشمس عليه دليال )‪.‬هذه اآلية لعلها تشير إلى ما ذكرنا‬
‫ولو من بعيد ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :90‬إلزاما ً على المنتظر أن يجعل له (محطة‬
‫مهدوية) في كل يوم ليال أو نهارا ً للكالم والنجوى مع إمامه‬
‫المهدي (عجل هللا تعالى فرجه) الحاضر الشاهد ويخاطبه‬
‫وكأنه يراه ويظهر له مشاعره وأحاسيسه ويشاركه أالم‬
‫ومصائب الغيبة التي يعيشها اإلمام منذ أكثر من ألف عام‬
‫ويتكلم معه ويعبر له عن تعاطفه من خالل الشعر أو النثر فمن‬
‫واظب على هذه المحطة المهدوية فسيكون اإلمام له خير‬
‫جليس وخير أنيس بعون هللا تعالى ورحمته (وهللا يختص‬
‫برحمته من يشاء وهللا ذو الفضل العظيم)‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :91‬من اراد العلم الموجب للخشية‪ -‬الذي‬


‫وصفه هللا تعالى بقوله (إنما يخشى هللا من عباده العلماء)‪ .‬فما‬
‫له اال أن يعلم من هو العلم المصبوب وخازن كل علم وبن‬
‫العلوم الكاملة ومعدن العلوم النبوية؟! كي يرتبط به وينهل من‬
‫علمه ومن أراد أن يصبح باهلل تعالى عارفة وعن سواه منحرفا ً‬
‫فليعرف من هو باب هللا الذي ال يؤتى اال منه وسبيله الذي من‬
‫سلك غيره هلك؟ حتى يوصله إلى مبتغاه‪ .‬والذي جعله هللا عز‬
‫وجل معدن العلوم وبابه الوحيد المؤدي إليه هو إمامنا المهدي‬
‫(عجل هللا تعالى فرجه الشريف) فمن هنا يتضح لنا‪(:‬العلم‬
‫والعرفان معرفة صاحب الزمان) ومما يؤيد هذا ما روي عن‬
‫اإلمام الصادق عليه السالم قال خرج الحسين بن علي عليه‬
‫السالم على أصحابه فقال‪ :‬أيها الناس إن هللا جل ذكره ما خلق‬
‫العباد إال ليعرفوه‪ ،‬فإذا عرفوه عبدوه‪ ،‬فإذا عبدوه استغنوا‬
‫بعبادته عن عبادة ما سواه‪ ،‬فقال له رجل يا بن رسول هللا بأبي‬

‫‪45‬‬
‫أنت وأمي فما معرفة هللا؟ قال‪ :‬معرفة أهل كل زمان إمامهم‬
‫الذي يجب عليهم طاعته‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ 92‬المنتظر يشكو ما يمر به من البالء‬


‫والمصائب والهموم إلى إمام المهدي ويطلب منه حوائجه‬
‫(عليه السالم) فهو (الوالد الشفيق واألخ الشقيق) وكيف ال‬
‫يشكو له ويستغيث به وهو (مفرج الكرب ومزيل الهم وكاشف‬
‫البلوى) فاإلمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه الشريف) ‪-‬‬
‫باعتقادنا‪ -‬هو الملجأ الوحيد والركن الشديد الذي يؤوي اليه‬
‫في كل صغيرة وكبيرة قال تعالى (أو آوي إلى ركن شديد)‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :93‬المنتظر عندما يريد أن يقدم على عمل من‬


‫األعمال أو يتخذ قرارا ً ما عليه أن يستشير إمامه المهدي‬
‫(عجل هللا تعالى فرجه الشريف) ‪-‬ولو في األعمال الهامة‬
‫والقرارات المصيرية‪ -‬فهو (الولي الناصح) أي القريب‬
‫والناصح الذي ال يغش وال يشتبه فليطلب من إمامه بعقيدة‬
‫وإيمان أن يرشده ويلقى في روعه ما فيه مصلحته واإلمام‬
‫ضمن له ذلك بقوله (عليه السالم)‪ :‬ان استرشدتَ أ ُر ِشدتَ ‪ ،‬وان‬
‫َ‬
‫طلَبتَ ِ‬
‫وجدتَ )‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :94‬المنتظر يشكر اإلمام المهدي (عجل هللا‬


‫تعالى فرجه) عند تجدد كل نعمة وزول كل نقمة وشدة عنه‬
‫فهو السبب المتصل بين االرض والسماء) الذي به تنزل‬

‫‪46‬‬
‫البركات والخيرات وبفضله تزول النقمات والبليات (فما عندنا‬
‫فالمنتظر يشكرهُ قوالً وفعالً وأفضل‬
‫ِ‬ ‫غيرهُ)‬
‫من خيره وما لنا َ‬
‫مصداق للشكر أن يستثمر تلك النعم فيما يوجب أدخال السرور‬
‫على قلب إمامه المظلوم المجحود حقه! |‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :95‬المنتظر الذي له ارتباط وعالقة وطيدة‬


‫باإلمام المهدي (عليه السالم) نراه متميزا ً فكرا ً وعلما ً وأخالقا ً‬
‫وعمالً يكون كالشجرة المتصلة بالماء الجاري تتميز وتختلف‬
‫عن غيرها نموا ً وثمرا ً وما ذلك إال لقربها من الماء الجاري‬
‫المنتظر تميز لقربه من الماء المعين (عجل هللا تعالى‬ ‫ِ‬ ‫هكذا‬
‫فرجه)‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :96‬المنتظر كلما زاد ارتباطه بإمامه أشتد‬


‫خوفه من سوء العاقبة واالرتداد عن القول بإمامته (عجل هللا‬
‫تعالى فرجه) ألن الغيبة زمان التمحيص والبالء والهلكة وال‬
‫يبقى على إمامته اال النادر النادر وسبيل نجاة المنتظر من‬
‫الهلكة هو‪ :‬االلتجاء والتضرع إلى هللا عز وجل بطلب الثبات‬
‫على إمامته وطلب التوفيق للدعاء بتعجيل فرجه كما ورد عن‬
‫اإلمام الحسن العسكري عليه السالم إذ قال‪...(:‬وهللا ليغيبن‬
‫غيبة ال ينجو من الهلكة فيها اال من ثبته هللا على القول بإمامته‬
‫ووفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه‪)...‬‬

‫‪47‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :97‬االمام المهدي عجل هللا تعالى فرجه‬
‫الشريف هو الحق الثابت كما ورد في أحد زياراته (أشهد أنك‬
‫الحق الثابت الذي ال عيب فيه) وقال هللا عز وجل (وتواصوا‬
‫بالحق وتواصوا بالصبر) فاهلل سبحانه وتعالى‪ -‬أذن‪ -‬يريد منا‬
‫التواصي باإلمام المهدي (عليه السالم) فعلى المنتظرين أن‬
‫يوصي أحدهم اآلخر قائال‪ :‬أوصيكم باإلمام المهدي خيراً)‬
‫عمال بهذه اآلية وتأسيا ً بأصحاب اإلمام الحسين كانوا‬
‫يتواصون بالحسين (عليه السالم) خيرا ً فكم من الجميل أن‬
‫تنتشر هذه السنة والثقافة بيننا‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :98‬االمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه) هو‬


‫وجه هللا تعالى فالمنتظر الولي دائم التوجه إليه‪ ،‬توجه الروح‬
‫والبدن‪ ،‬والفكر والعمل في الشدة والرخاء‪ ،‬فالعسر وعند‬
‫اليسر‪ ،‬حيث ورد في دعاء الندبة ذكر هذا المقام (‪ ...‬أين وجه‬
‫هللا الذي إليه يتوجه االولياء؟) وهللا تعالى يقول ‪...(:‬فأينما‬
‫تولوا فث َم وجه هللا‪ )...‬فاإلمام المهدي (كعبة قلوب أولياء هللا)‪،‬‬
‫َ‬
‫فهنيئا لمن توجه إليه بكل تقلباته‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :99‬اذا كان علمٌ منصوبا ً في مكان مرتفع وليس‬


‫ثم شيء أخر أرفع منه من المفترض أن يكون النظر شابح‬
‫حوله ولو كان شخص يرى كل شيء وال يرى هذا العلم فمثل‬
‫هذا يسمى غافال غفلته التي منعته من رؤية ذلك العلم وأيضا‬
‫أن كانت السماء تمطر والمطر ليس يتقاطر بل منصب صبا ً‬
‫وكأن هنالك شخص لم يستفيد من ذلك المطر المنصب فالسبب‬
‫‪48‬‬
‫فيه ألنه لم يتعرض للمطر المنصب هكذا حال الناس في زمان‬
‫الغيبة الذين لم يرو اإلمام (عجل هللا تعالى فرجه) في قلوبهم‬
‫ولم يستفيدوا من علمه وهو العلم المنصوب والعلم المصبوب‬
‫كما ورد في زيارته نسلم عليه قائلين‪( :‬السالم عليك أيها العلم‬
‫المنصوب والعلم المصبوب‪)...‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :100‬إن ليلة القدر ليلة مهدوية‪ :‬فهي ليلة‬


‫التعرف على اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه) الذي‬
‫تتنزل عليه المقدرات اإللهية لكل الخلق وليلة االعتذار منه‬
‫والتوجه اليه والدعاء له بانقطاع وليلة االنس به (عجل هللا‬
‫تعالى فرجه) وتمثل هذه الليلة (مفتاح المعرفة المهدوية) فجل‬
‫األعمال المستحبة فيها تشير الى هذه الحقيقة فمن استثمر هذه‬
‫الليلة كما ينبغي فسيعيش في (جنة األنس المهدوي) إلى ليلة‬
‫قدر قادمة‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :101‬اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه)‬


‫هو العلم المصبوب وهو خازن كل علم سواء كان علما ً معنويا ً‬
‫أو ماديا ً وهذا مقام من مقاماته (عليه السالم) إذ جعله هللا تعالى‬
‫خازنا ً لكل العلوم وهو الذي يعلمها العباد فمن أوجد القابلية‬
‫والمنتظر يشهد‬
‫ِ‬ ‫واآللية منهم فإن اإلمام يفيض عليه من خزائنه‬
‫له باالعتقاد بهذا المقام حيث ورد (‪...‬وأشهد أنك خازن كل‬
‫علم) فمن أراد العلم فليذهب ِلخازنهُ (عجل هللا تعالى فرجه)‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :102‬إن مدعي السفارة واالرتباط المباشر‬
‫باإلمام المهدي عجل هللا فرجه في زمان الغيبة الكبرى‬
‫يجرؤون على اإلمام (عليه السالم) ويريدون به سوءا ً‪،‬‬
‫وسرعان ما يفضح هللا عز وجل أمرهم‪ .‬وينجر خلفهم ويروج‬
‫لهم من ليس له نصيب من المعرفة المهدوية أو ممن باع أخرته‬
‫المنتظر أن يتحصن بسالحي المعرفة‬‫ِ‬ ‫بدنيا غيره ولذا على‬
‫والدعاء لكيال يقع في شباك هؤالء فمن لم يعرف إمامه مصيره‬
‫الضاللة عن الدين ال محال كما نقرأ في الدعاء (‪ ...‬اللهم‬
‫عرفني ُحجتك فإنك إن لم تعرفني ُحجتك ضللت عن ديني)‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :103‬ان النبي يعقوب أسوة لكل منتظر حيث‬


‫سطر لنا في انتظاره ليوسف أروع الدروس التي علينا‬
‫االستلهام منها ونذكر أهم تلكم الدرس أوال‪ :‬تكذيب الشبهات‬
‫التي صدرت بحق يوسف فالنبي يعقوب كذب الشبهة التي‬
‫جاءوا بها أبنائه من أن يوسف اكله الذئب (وجآءوا على‬
‫قميصه بدم َكذِب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرأ فصبر جميل‬
‫وهللا المستعان على ما تصفون )فرفض شبهتهم فهكذا على‬
‫المنتظر أن يرفض وال يصغي للشبه المهدوية التي تنبثق من‬
‫هنا وهناك ثانيا‪ :‬التعلق القلبي بيوسف وندبته في غيبته إلى‬
‫درجة وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم) فالمنتظر علية أن‬
‫يتعلق قلبه بإمامه المهدي (عليه السالم) ويستشعر فقده ويندبه‬
‫ثالثا‪ :‬أحياء الذكر اليوسفي من قبل يعقوب في أسرته ومجتمعه‬
‫رغم االستهزاء به‪(-‬قالو تاهلل تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون‬
‫حرضا أو تكون من الهالكين) وقولهم له ‪ -‬لما قال الهم (إني‬

‫‪50‬‬
‫ألجد ريح يوسف)‪( -‬تاهلل إنك في ضاللك القديم) ‪ -‬بقى ثابتا ً‬
‫كالجبل االشم أمام عواصف االستهزاء واالزدراء به‬
‫وبمشروعه إلى أن بلغ الذكر مداه اذ جعلهم يبحثون عن يوسف‬
‫بعد نيف وثالثين سنه وقال (يابني اذهبوا فتحسسوا من‬
‫يوسف) و المنتظر ايضا عليه "إحياء الذكر المهدوي "في‬
‫أسرته وفي مجتمعه ويرغبهم فيه إلى أن يحبو ذكره (عجل‬
‫هللا تعالى فرجه) وليتخذ من يعقوب أسوة له في انتظاره‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :104‬ان أعظم خدمة يقدمها المنتظر إلمامه‬


‫المهدي هي ان يسعي في تزكية نفسه إذ الفالح مرهون بها‬
‫فاهلل سبحانه وتعالى يقول‪(:‬ونفس وما سواها فالهماها فجورها‬
‫وتقواها قد أفلح من زكاها) فمن نجح في ميدان تزكية النفس‬
‫المنتظر شغله‬
‫ِ‬ ‫نجح في باقي الميادين فكم يسعد اإلمام لو رأى‬
‫الشاغل تنقية نفسه وصفائها كي تصبح وعاء طاهرا ً لتلقي‬
‫الفيوضات اإللهية المهدوية‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :105‬إن االعتقاد بحياة اإلمام المهدي (عجل‬


‫هللا تعالى فرجه) ورعايته باعث لألمل واالطمئنان في نفوس‬
‫المنتظرين وخاصة في نفوس الذاكرين له (عليه السالم) نراهم‬
‫كلهم أمل وتفاؤل وطمأنينة وإن كانوا في أشد الظروف!‬
‫فالمهدي كلمة أمل تعني الفرح والبهجة للذي آمن‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :106‬إذا وجدت في نفسك هما ً أو حزنا ً فأفزع‬
‫إلى هللا تعالى بالدعاء لإلمام المهدي عليه السالم فليس هناك‬
‫شخص مهموما ً أو محزونا ً كاإلمام فإن فعلت فسرعان ما‬
‫ينكشف عنك الهم والحزن إن شاء هللا تعالى‪.‬‬

‫للمنتظر‬
‫ِ‬ ‫اإلضاءة رقم ‪ :107‬فوائد االعتقاد بالرعاية المهدوية‬
‫نرى من الواجب المنتظر العلم واالعتقاد بالرعاية المهدوية‬
‫في زمان الغيبة التي لوالها ألصطلمنا األعداء وأل ّمت بنا‬
‫الألواء ورعاية وعناية اإلمام المهدي علية السالم لشيعته‬
‫ومحبيه صرح عنها بقوله (عجل هللا فرجه الشريف) (أنا غير‬
‫مهملين لمراعاتكم وال ناسين لذكركم ولوال ذلك لنزل بكم‬
‫الألواء واصطلمكم األعداء ‪ )...‬فمن يؤمن بهذه الحقيقة ويتأمل‬
‫فيها ويسمعها بإحساس ومشاعر من قالها روحي له الفداء‬
‫سينقدح في نفسه حالتان من المشاعر وهما فائدتان عظيمتان‬
‫األولى‪ :‬الخجل من إمامه المهدي (عليه السالم ) والشعور‬
‫بالتقصير في حقه إذ هو غير مهمل له ويرعاه وليس بنا ٍس‬
‫لذكره ونحن جميعا ‪-‬اال من ندر‪ -‬مهملون له وغير مراعين له‬
‫وناسي ن لذكره وإن ذكرناه إنما نذكره بالذكر المجرد العاري‬
‫عن حقيقته فمتى نرد له الجميل ؟ فهذا الكالم الصادر من‬
‫اإلمام للشيخ المفيد(قدس سره) يتضمن عتابا لنا وكأن اإلمام‬
‫ناس لكم‬
‫يقول أنا قمت بدوري اتجاهكم حيث غير مهمل وال ٍ‬
‫فهل قمتم بدوركم أتجاهي ؟!اال يوجب ذلك السعي الحثيث منا‬
‫في معرفته وطاعته وخدمته لتالفي وإن شي ًء يسير من‬
‫التقصير في حقه وهذه الحالة ‪-‬اعني الشعور بالخجل‬

‫‪52‬‬
‫والتقصير‪ -‬أتجاه اإلمام إن وجدت تكون بحد ذاتها منبها ً عن‬
‫الغفلة والنسيان ومحركا ً للسعي لتالفي التقصير في حقه عليه‬
‫السالم الثانية‪ :‬بعث األمل واالطمئنان في نفس المنتظر عند‬
‫البالء والمصائب والمحن التي يبتلى بها هو أو أهله أو مجتمعه‬
‫فمهما عظم البالء واشتدت المحن وإن بلغت القلوب الحناجر‬
‫من شدة البلوى والكرب نرى المنتظر كله آمال وقلبه َم ْملُو ًء‬
‫اطمئنانا ً العتقاده بأنه ليس وحيدا في ميدان البالء بل ثم أب‬
‫شفيق وإمام رحيم واقف معه في بلوته فهو عليه السالم غير‬
‫مهمل لمراعاته وال نا ٍس لذكره على حد تعبير ِه عليه السالم‬
‫فهذه المراعاة والذكر المهدوي باعتقادنا شاملة فمن يعتقد بها‬
‫‪ -‬سواء كان فردا او اسرة او مجتمعا أو أمة ‪ -‬ال يتبرم عند‬
‫البالء وال يتقاعس عن أداء وظيفته مهما كلف األمر ببركات‬
‫االعتقاد بهذه الرعاية المهدوية واالحساس بها‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :108‬إن المأتم المهدوي الذي نصبه اإلمام‬


‫الصادق (عليه السالم) لندبة اإلمام المهدي عجل هللا تعالى‬
‫فرجه الشريف والتلهف عليه والذي يقول فيه ‪(:‬سيدي غيبتك‬
‫نفت رقادي وضيقت عليه مهادي‪ )...‬وقوله‪( :‬لو أدركته‬
‫لخدمته أيام حياتي) لهما خير محفز للمنتظر في تقوية ارتباطه‬
‫باإلمام المهدي (عليه السالم ) والتشوق اليه والتعلق به وبذل‬
‫الجهد في خدمته فاإلمام الصادق من أكثر االئمة تعلقا ً بحفيده‬
‫المهدي وهذا إن دل على شيء إنما يدل على وجوب االرتباط‬
‫والتعلق به في زمان غيبته (عجل هللا تعالى فرجه الشريف)‬

‫‪53‬‬
‫وضرورة أحياء هذه السنة الصادقية وتشجيع عامة المؤمنين‬
‫عليها‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :109‬إن القلوب المرتبطة باإلمام المهدي‬


‫(عجل هللا فرجه الشريف) ارتباطا ً وثيقا ً تكون كالمرآة ينعكس‬
‫فيها سرور اإلمام وحزنه‪ .‬فأصحاب هذه القلوب هم الذين‬
‫يفرحون لفرحه ويحزنون لحزنه تلقائياً‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :110‬إن دعاء الندبة ليس مجرد دعاء يقرأ في‬
‫األعياد األربعة فحسب بل هو منهاج لتكامل المنتظر على نحو‬
‫االعتقاد وتفاعل الفؤاد واالنقياد ذ ُ ِك َرت فيه مقامات مهدوية‬
‫سامية فعلينا أن نقرأ دعاء الندبة بنظرة عميقة والمنتظر ذو‬
‫الهمة العالية يجعل ضمن أهدافه الوصول إلى تلك المقامات‬
‫التي ذ ُ ِك َرت فيه‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :111‬إن الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء‬


‫(عليها السالم) هي األسوة والمثل األعلى إلمامنا صاحب‬
‫الزمان (عجل هللا تعالى فرجه) حيث يقول‪...( :‬وفي ابنة‬
‫رسول (صلى هللا عليه واله وسلم) لي أسوة حسنة‪)...‬‬
‫فال ُمت َأَسى‪ :‬هي فاطمة الزهراء عليها السالم وما أدراك ما‬
‫فاطمة‪ ،‬والمتأسي‪ :‬هو اإلمام المعصوم المهدي حجة الزمان ‪،‬‬
‫و وجه التأسي‪ :‬ما ذكره هو ‪(:‬مما قد امتحنا به من منازعة‬
‫الظالم والعتل الضال‪ ،‬المتتابع في غيه‪ ،‬المضاد لربه المدعي‬

‫‪54‬‬
‫ما ليس له الجاحد حق من أفترض هللا طاعته‪ ،‬الظالم الغاصب‬
‫وفي ابنة رسول هللا (صلى هللا عليه واله وسلم) لي أسوة‬
‫حسنة‪ )...‬فأذن اإلمام في زمان غيبته قائم وليس بقاعد قائم‬
‫بدور عظيم في منازعة الظالم كالدور الذي قامت به أمه فاطمة‬
‫الزهراء عليها السالم في مقارعة ومنازعة أهل السقيفة‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :112‬البعض يتصور أن اإلمام يخرج بلغة‬


‫السيف وهو انسان دموي عديم الرحمة والحال أن اإلمام كجده‬
‫المصطفى (صلى هللا عليه واله وسلم) فجده أرسله هللا رحمة‬
‫للعالمين وهو يظهر رحمة للعالمين أيضا ويظهر باعتقادنا‬
‫بلغة الحب والرحمة نعم من ال يفهم هذه اللغة ويصر على‬
‫عناده فإن اإلمام يضطر الستئصاله كما ورد (أين مستأصل‬
‫أهل العناد والتضليل واإللحاد؟)‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :113‬من العالمات الدالة على قرب المنتظر‬


‫من إمامه المهدي عجل هللا تعالى فرجه وعالقته المتميزة به‬
‫ما يأتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬السرور واالبتهاج الظاهر على وجه المنتظر والحيوية‬
‫المتدفقة منه لقربه من عين الحياة (عجل هللا تعالى فرجه)‬
‫فاإلمام المهدي (عليه السالم) كلمة أمل تعني الفرح والبهجة‬
‫والقريب منه متصف بهذه الصفة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬التأثر النفسي والشعوري الفريد من نوعه الحاصل‬
‫للمنتظر عند سماع ذكر اإلمام أو عند ما يذكره عجل هللا تعالى‬
‫فرجه الشريف‪.‬‬
‫المنتظر واعتماده في كل شؤون حياته على اإلمام‬ ‫ِ‬ ‫ثالثا ً‪ :‬اتكال‬
‫المهدي (عليه السالم) والمنتظٍ ر يشهد اإلمام على هذا كما ورد‬
‫في أحد زياراته (‪ ..‬وعليك إال مت ّ ِكالً و ُمعت َِمدا‪)..‬‬
‫رابعا ً‪ :‬ان تكون غيبة اإلمام عند المنتظر كال غيبة اذ هو يعيش‬
‫وجوده بكل حياته وال ينقصه إال رؤيته (عليه السالم) بمعنى‬
‫صارت عنده الغيبة بمنزلة المشاهدة وهذا العالمة ورد ذكرها‬
‫برواية عن اإلمام علي بن الحسين عليهما السالم يتكلم عن‬
‫المنتظرين لإلمام إلى أن قال‪( :‬ألن هللا تبارك وتعالى أعطاهم‬
‫من العقول واألفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم‬
‫بمنزلة المشاهدة)‪.‬‬

‫اإلضاءة رقم ‪ :114‬المنتظر الكامل فيه مسحة مهدوية‬


‫فبمجرد أن تراه تذكر إمامك المهدي (عجل هللا تعالى فرجه)‬
‫وما ذلك اال لشدة ارتباطه القلبي بإمام زمانه كشدة ارتباط‬
‫شعاع الشمس بالشمس! فهنيئا لمن كان مهدويا ً بكل وجوده‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫اإلضاءة رقم ‪ :115‬ان غاية ما يصل إليه المنتظر هو مقام‬
‫الفناء في اإلمام المهدي (عجل هللا تعالى فرجه الشريف)‬
‫بمعنى كل ما في الكون يفني في نظر المنتظر وحتى نفسه وال‬
‫يرى وجودا ً بعد هللا عز وجل‪ -‬اال وجوده (عليه السالم) وهذا‬
‫ليس من نسج الخيال او من ترافة المقال بل هذا ما نص عليه‬
‫الحق المتعال قال تعالى‪( :‬كل من عليها فان ويبقى وجه ربك‬
‫ذو الجالل واإلكرام) وجاء في دعاء الندبة (أين وجه هللا الذي‬
‫إليه يتوجه األولياء) وذكر في دعاء الندبة أيضا المنتظر‬
‫مخاطب إمامه المهدي قائال (بأبي أنت وأمي ونفسي لك الوقى‬
‫والحمى)‪ .‬فكل ما ذكرنا أو يذكر في القضية المهدوية هو‬
‫تمهيد لوصول المؤمن المنتظر إلى مقام فناء المنتظر في‬
‫المنتظر وهو نهاية السير المهدوي وهذا المقام الذي وصل‬
‫إليه أصحاب الحسين عليهم السالم يوم عاشوراء كانوا ال‬
‫يرون وجودا ً إال اإلمام الحسين (عليه السالم) ولذا تفانوا من‬
‫اجل إمامهم‪.‬‬

‫******‬

‫‪57‬‬
‫ونسأل هللا تعالى أن يعجل فرج موالنا خاتم‬
‫ي‬
‫األوصياء الذي يدفع به البالء‪ ،‬اإلمام المهد ّ‬
‫ظر ابن النبي المصطفى وابن علي ٍ‬ ‫المنت َ‬
‫فاط َمةَ‬ ‫ُ‬
‫وابن ِ‬ ‫الغراء‬
‫المرتضى وابن خديجة ّ‬
‫الزهراء‪.‬‬
‫وجه هللا الذي اليه يتوجه األولياء وباب هللا‬
‫الذي منه يؤتى‪ ،‬القمر الزاهر والنور الباهر‪،‬‬
‫شمس الظالم وبدر التمام‪ ،‬سفينة النجاة وعين‬
‫الحياة‪ ،‬مفرج الكرب ومزيل الهم وكاشف‬
‫البلوى‪ ،‬الذي يمأل األرض قسطا ً وعدالً كما‬
‫ملئت ظلما ً وجورا‪.‬‬
‫والحمد هلل رب العالمين وصلى هللا على‬
‫سيدنا مح ّم ٍد واله الطيبين الطاهرين ولعنة هللا‬
‫على اعدائهم اجمعين‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫اللهم كن لوليك احلجة ابن احلسن‬

‫صلواتك عليه وعلى آبائه يف هذه‬

‫الساعة ويف كل ساعة ولياً وحافظاً‬

‫وقائداً وناصراً ودليالً وعيناً حتى‬

‫تُسكِنَهُ أرضك طوعاً وتُمتِعهُ فيها‬

‫طويالً‬

‫‪59‬‬

You might also like