You are on page 1of 21

‫القانون الجنائي ورأس المال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس‬

‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫القانون الجنائي لألعمال‬

‫إشراف‪:‬‬ ‫إعداد الفوج‪ :02‬‬

‫السيد محمد الناصر‬ ‫صفاء ك ٌعاب‬


‫الواد‬ ‫سان بن عمارة‬ ‫غ ٌ‬
‫ميادة العاشق‬

‫‪2017-2018‬‬

‫المخطط‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫‪ .I‬الحماية الجزائية السابقة لرأس المال‪ :‬‬

‫الحماية الجزائية لالكتتاب في رأس المال‬ ‫‪.1‬‬


‫الحماية الجزائية لتقدير الحصص العينية‬ ‫‪.2‬‬

‫‪ .II‬الحماية الجزائية الالحقة لرأس المال‪ :‬‬


‫‪ .1‬نطاق الحماية الجزائية لرأس المال‬
‫‪  ‬‬

‫‪ .2‬المؤاخذة الجزائية لمخالفة استعمال رأس المال‬

‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫إن تط ور الش عوب وتق دمها أساس ه إزدهارإقتص ادها وتماس كه‪ ،‬وإن النم و‬
‫اإلقتص ادي المتكام ل قوام ه التش جيع المتواص ل على التج ارة وبعث المؤسس ات‬
‫اإلقتصادية وتدعيم نشأتها وسيرها في محيط يضمن تواصلها‪ .‬والشركات التجاري ة هي‬
‫األسلوب األمثل لتجميع األموال الضخمة وهي التي تمثل العمود الفق ري لإلقتص اديات‬
‫‪1‬‬
‫الدول‪.‬‬

‫تعتبر شركات األموال أهم وسيلة ل دعم اإلدخ ار وتنمي ة اإلس تثمار وهي الن واة‬
‫األولى لنظام إقتصاد السوق وفي ه ذا اإلط ار تمثَ ل الش ركة خفي ة األس م أهم ن وع من‬
‫شركات األموال لتحقيق العديد من المشاريع اإلقتصادية الهامة‪.‬‬

‫يُمكن تعريف القانون الجنائي على أنّه الق انون ال ذي يُنظّم كي ف يُع اقب المج رم‬
‫صةً األفعال المحرم ة والمباح ة؛ بحيث تك ون‬
‫وكيفية فرض العقوبات القانونية عليه خا ّ‬
‫لكل جريمة عقوبة ُمعيّنة ومحددة‪ ،‬كما يُطلق عليه قانون العقوبات وال ذي ه و ف رع من‬
‫فروع علم القانون الذي يتعلّق بالجرائم‪ .‬يُعرف القانون الجنائي أيضا ً بأنه مجموع ة من‬
‫ي س لوك يُه ّدد األمن والس المة‬
‫الق وانين والتش ريعات تق وم بوض عها الدول ة إزاء أ ّ‬
‫ّ‬
‫وتسن عقوب ات رادع ة ل ُمخ الفي ه ذه الق وانين‬ ‫والمصلحة العامة بالخطر‪ ،‬بحيث تُشرع‬
‫نص الفص‪CC‬ل الخ‪CC‬امس من مجل ة الش ركات التجاري ة على أن ه "‬
‫ولتعريف رأس المال َ‬
‫تكون المساهمات في الشركة نقدا أو عينا أو عمال‪ .‬ويك ٌون مجم‪CC‬وع ه‪CC‬ذه المس‪CC‬اهمات‬
‫باستثناء المساهمات بالعم‪C‬ل رأس م‪C‬ال الش‪C‬ركة‪ .‬وه‪CC‬ذا األخ‪C‬ير يك‪CC‬ون ض‪CC‬مانا ل‪C‬دائنيها‬
‫دون س‪CCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCC‬واهم"‪.2‬‬
‫وقد تعرٌض المشرع لرأس المال من خالل مكوناته و يتكون رأس المال من الحص ص‬
‫النقدية و الحصص العينية دون أن يشمل الحصص بالعمل ‪ .‬ويمكن القول أنه مجموعة‬
‫حقوق الشركاء أو المساهمين التي نص عليها العقد التأسيسي كمقابل لبعض مساهماتهم‬
‫وهو جملة مكاس ب الش ركة من منق والت وعق ارات‪ .‬ورأس الم ال ليس مج رد مفه وم‬
‫قانوني بل هو أداة لتمويل الشركة ومعيار لترتيب حقوق وسلطات الشركاء‪.‬‬

‫‪ 1‬عزيًز الحسني‪ ،‬السياسة الجزائية في إطار الشركات التجارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق اختص اص ق انون األعم ال‬

‫‪2‬‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس السنة الجامعية ‪ 2008-2007‬الصفحة ‪.5‬‬
‫‪ 2‬الفصل ‪ 5‬من مجلة الشركات التجارية‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫تعتبر عملية اإلكتتاب في رأس المال وبالنسبة الش ركة خفي ة االس م أهم مرحل ة‬
‫في تكوينها وقد نص الفصل ‪ 165‬من مجلة الشركات التجارية "ال تتأس‪C‬س الش‪C‬ركة إال‬
‫بعد االكتتاب لكامل رأس مالها"‪.3‬‬

‫كانت العقلية الس ائدة في الماض ي تع ارض ت دخل المش رع الج زائي في مج ال‬
‫القانون التجاري وعلى وجه الخص وص م ا يتعل ق بإنش اء الش ركات وتنظيمه ا وي رى‬
‫بعض الفقهاء أن ه يمكن اإلكتف اء عن د الض رورة بالنص وص الجزائي ة العام ة ال واردة‬
‫بالمجلة الجزائية وال حاجة بالتالي إلى خلق فرع جديد وهو القانون الج زائي للش ركات‬
‫لكن بدأ هذا االتج اه يتغ ير بعم ق نح و ض رورة ت دخل المش رع الج زائي في مج االت‬
‫القانون التجاري وقد نبع هذا التوجه نحو قانون جزائي للشركات من الرغبة األكيدة في‬
‫حماية الشركاء‪ ،‬دائني الشركة والشركة‪ .‬وقد توخى المشرع التونسي في إط ار حمايت ه‬
‫لواقعية رأس الم ال إذ وض ع إلى ج انب الج زاء الم دني نظ ام ج زائي خ اص مض من‬
‫بمجلة الش ركات التجاري ة وبعض النص وص األخ رى لغاي ة زج ر من ح اد عن القي ام‬
‫‪4‬‬
‫بواجباته في نطاق القانون‪.‬‬

‫وإزاء الجدل القائم حول تكريس حماية قانونية لرأس مال الشركات التجارية من‬
‫عدمه تبنى المشرع النظريٌ ة المس اندة لتك ريس حماي ة قانوني ة وال تي تظه ر من خالل‬
‫مختلف القواعد القانونية الهادفة إلى حماية رأس المال في مختلف مراحل حياة الشركة‪.‬‬

‫وق د تبنٌت دول االتح اد األوروبي النظري ة المس اندة وكرس ت مب دأ الحماي ة‬
‫القانونية لرأس المال في حين ظهرت نظرية معارضة بالبلدان األنقلوسكسونية وخاصة‬
‫بالواليات المتحدة األمريكية حيث شكك بعض الفقهاء انطالقا من التجربة األمريكية في‬
‫‪5‬‬
‫نجاعة مؤسسة رأس المال‪.‬‬

‫إن تدخل القانون الجزائي في ميدان الشركات التجاري ة ه و غاي ة للمش رع أراد‬
‫من خاللها تحقيق تواصل الشركات وض مان مص داقية وش فافية المع امالت التجاري ة‪.‬‬
‫‪ 3‬الفصل ‪ 165‬من م ش ت‪.‬‬
‫‪ 4‬أسماء عبيد‪ ،‬الحماية الجزائية لواقعية رأس م ال الش ركات التجاري ة‪ .‬م ذكرة لني ل ش هادة الماجس تير في الحق وق اختص اص ق انون‬

‫‪3‬‬ ‫األعمال كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس السنة ‪ 2009-2008‬الصفحة ‪.15-14‬‬
‫‪ 5‬أسماء عبيد‪ ،‬الحماية الجزائية لواقعية رأس مال الشركات الصفحة ‪.10‬‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫ومنذ استقالل بالدنا بدأت تتجلى معالم السياس ة التش ريعية الحقيقي ة في جمي ع المي ادين‬
‫ومنها الميدان التجاري الذي احتوى القانون الجزائي للشركات حيث تت الت التش ريعات‬
‫وكانت في مستهلها أساسا المجلة التجارية الصادرة بم وجب الق‪CC‬انون ع‪CC‬دد ‪ 129‬لس‪CC‬نة‬
‫‪6‬‬
‫‪.1959‬‬

‫وقد نظمت المجلة التجاري ة للش ركات ص لب العن وان الث الث من الكت اب األول‬
‫فصوال احتوت على أحكاما جزائي ة متعلق ة بمختل ف مراح ل حي اة وعم ل الش ركة من‬
‫تأسيس وسير ورقابة‪.‬‬

‫حرص المشرع على توفير حماية ناجع ة جزائي ة كافي ة ل رأس الم ال من خالل‬
‫ترتيبه للعديد من الجرائم الهادفة لضمان صحة تكوينه‪.‬‬

‫ولع‪CC‬ل الس‪CC‬ؤال ال‪CC‬ذي يط‪CC‬رح في ه ‪C‬ذا اإلط‪CC‬ار ه‪CC‬و إلى أي م‪CC‬دى يت‪CC‬دخل الق‪CC‬انون‬
‫الجنائي في حماية رأس مال الشركة؟‬

‫إن اإلجاب ة عن ه ذا التس اؤل تقتض ي اإلش ارة إلى أن المش رع التونس ي أولى‬
‫مسألة واقعي ة رأس الم ال أهمي ة وح رص على توف ير حماي ة جزائي ة ل ه ويتجلى ه ذا‬
‫الحرص من خالل سنٌه لحماية جزائية سابقة لرأس المال من جهة (الجزء األول)‬
‫وإلى حماية جزائية الحقة من جهة أخرى (الجزء الثاني)‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪ 6‬عزيًز الحسني‪ ،‬السياسة الجزائية في إطار الشركات التجارية الصفحة‪. 6‬‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫‪ .I‬الحماية الجزائية السابقة لرأس المال‪ :‬‬


‫إن احترام المؤسس ين والمس يرين لموجب ات تك وين رأس الم ال ال يكفي ليك ون‬
‫رأس الم ال واقعي اً‪ ،‬ب ل يجب أن يك ون تكوين ه نزيه ا ً أي مبني ا ً على أس س ص حيحة‬
‫وص ادقة وعلى ه ذا األس اس س عى المش رع في الفص‪CC‬ل ‪ 186‬من مجل‪CC‬ة الش‪CC‬ركات‬
‫التجارية نحو تكريس حماية جزائية لالكتتاب في رأس المال (أ) كم ا أن ه س عي ك ذلك‬
‫إلى حماية جزائية لتقدير الحصص العينية (ب)‪.‬‬

‫الحماية الجزائية لالكتتاب في رأس المال‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫سعى المشرع إلى تكريس حماية جزائية لشروط ص حة وواقعي ة االكتتاب ات في‬
‫رأس مال شركة خفية االسم‪ ،‬وهذا يبرز من خالل ما نص عليه من جرائم تحصل أثناء‬
‫مرحلة البحث عن االكتتاب وتكون الحماية الجزائي ة لالكتت اب في رأس الم ال إم ا من‬
‫خالل الحصول عليه والتصريح به‪.‬‬

‫فيما يخص الحماية الجزائية للحصول على االكتتاب في رأس المال الشركة فإنه‬
‫'' عند تأسيس الشركة خفية االسم قد تستعمل بعض الوس‪CC‬ائل الغ‪CC‬ير نزيه‪CC‬ة للحص‪CC‬ول‬
‫على تمويالت ‪ ،‬من خزعبالت وكذب أو إخالل بإجراءات ضرورية موض‪CC‬وعة لض‪CC‬مان‬
‫حقوق ومصالح المكتت‪CC‬بين" ‪ .7‬وق د نص المش رع ض من الفص‪CC‬ل ‪ 186‬على جمل ة من‬
‫الجرائم نتيجةً لهذه األفعال كجريمة التظاهر بإكتتاب ات مص طنعة للحص ول أو محاول ة‬
‫الحصول على إكتتابات في رأس مال الشركة ‪ ،‬ك ذلك جريم ة اإلعالن عن اكتتاب ات ال‬
‫وجود له ا ‪ ،‬جريم ة اإلعالن عن إنتم اء أش خاص إلى الش ركة ب أي ص فة ك انت بغي ة‬
‫الحصول على إكتتابات ‪ .‬ومن هنا يمكن إرجاع هذه الجرائم جميعها إلى جريمة الك ذب‬
‫عند البحث عن رأس المال وبهذا تتأسس جريمة الكذب على أساس ين‪ ،‬يتمث ل األول في‬
‫فعل التظاهر باكتتابات مصطنعة أما الثاني فيتمث ل في اإلعالن عن أش ياء غ ير حقيقي ة‬

‫‪5‬‬ ‫‪7‬سهيلة بن أحمد‪ ،‬الحماية الجزائية لالكتتاب في رأس مال الشركة خفية االسم‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الدراسات المعمقة في القانون ش عبة‬
‫العلوم الجنائية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس‪ ،2004-2003 ،‬صفحة ‪.15‬‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫وفي هذا اإلطار يعرف فعل التظاهر بأنه " كذب من نوع خاص يهدف إلبراز اكتتابات‬
‫خيالية وكأنها صادقة وحقيقية"‪.8‬‬

‫يأدي فعل التظاهر باكتتابات إلى مغالطة وإيقاع الغير في الخطأ ‪" ،‬ولق‪CC‬د وردت‬
‫عبارة التظاهر مطلقة وعامة بالفصل ‪ 186‬ثانيا ً من مجلة الش‪CC‬ركات التجاري‪CC‬ة وبت‪CC‬الي‬
‫يمكن أن يتم فعل التظاهر شفاهيا ً من خالل تصريحات ش‪CC‬فاهية ي‪CC‬دلي به‪CC‬ا المؤسس‪CC‬ون‬
‫إلى األش‪CC‬خاص الراغ‪CC‬بين في االكتت‪CC‬اب في رأس الم‪CC‬ال كم‪CC‬ا يمكن أن يك‪CC‬ون كتاب‪CC‬ة من‬
‫‪9‬‬
‫خالل بطاقة اكتتاب تثبت زوراً أو مجاملة حص‪C‬ول اكتتاب‪C‬ات س‪C‬ابقة في تل‪C‬ك الش‪C‬ركة"‬
‫كما أنه في خصوص الدفعات المصطنعة فهي تلك الدفعات التي ال وجود لها أص الً في‬
‫رأس مال الشركة وهي تتمثل في اإلعالن عن أشياء غير حقيقية ‪ ،‬وردت كذلك جريمة‬
‫اإلعالن عن معلوم ات غ ير حقيقي ة ض من الفص‪CC‬ل ‪ 186‬في الفق‪CC‬رة ‪ 2‬و‪ 3‬م ش ت "‬
‫وتتمثل في فعل األشخاص الذين يقومون باإلعالن عن اكتتابات ال وجود لها للحص‪CC‬ول‬
‫أو محاولة الحصول على اكتتابات"‪ 10‬وتجدر اإلشارة أن ال ركن الم ادي له ذه الجريم ة‬
‫يتأسس على عنصرين هما عنصر اإلعالن ‪ ،‬وعنصر المعلومات الغ ير حقيقي ة المعلن‬
‫عنها‪" .‬يقصد باإلعالن الفعل الذي يقع بمقتضاه وصول هذه المعلومات غير الحقيقي ‪C‬ة‪C‬‬
‫إلى العموم"‪ .11‬وبتالي فإن الك ذب ه و الطريق ة القص دية ال تي اعتم دها الفاع ل به دف‬
‫إعالن عن شيء غ ير حقيقي للعم وم‪ .‬وبت الي ف إن الك ذب ه و الطريق ة القص دية ال تي‬
‫اعتمدها الفاعل بهدف إعالن عن شيء غير حقيقي للعموم‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن عبارة "اإلعالن " قد وردت في ص يغتها المطلق ة ض من‬
‫الفصل ‪ 186‬وبهذا فهي تشمل الوسائل الكتابية والشفاهية على حاد سواء‪ ،‬وبت‪CC‬الي ف‪CC‬إن‬
‫اإلعالن هو وضع شيء ليعلم به الجميع مهما كانت وسيلة اإلعالم وهو ما جاء ضمن‬
‫الق‪CC‬رار التعقي‪CC‬بي الج‪CC‬زائي الفرنس‪CC‬ي الم‪CC‬ؤرخ في ‪ 6‬نوفم‪CC‬بر ‪ . 12 CC" 1947‬أم ا في‬
‫"الحماية الجزائية لالكتتاب في رأس مال الشركة خفية االسم " مرجع سابق صفحة ‪.16‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ 9‬أسماء عبيد "الحماية الجزائية لواقعية رأس مال الشركات التجارية " ص ‪.39‬‬
‫‪" 10‬الحماية الجزائية لواقعية رأس مال الشركات التجارية " مرجع سابق ص ‪. 22‬‬
‫‪" 11‬الحماية الجزائية لواقعية رأس مال الشركات التجارية " مرجع سابق ص ‪.22‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪" 12‬الحماية الجزائية لواقعية رأس مال الشركات التجارية " مرجع سابق ص ‪. 23‬‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫خصوص عنصر المعلومات الغير حقيقية ‪ ،‬ف إن فع ل اإلعالن ال يكتس ب خط ورة إلى‬
‫من خالل احتوائه على أشياء غ ير حقيقية برج وع إلى الفص‪CC‬ل ‪ 186‬هن‪CC‬اك نوع‪CC‬ان من‬
‫الكذب المجرم يتمثل‪ C‬األول في اإلعالن عن اكتتابات ال وج‪CC‬ود له‪CC‬ا أم‪CC‬ا الث‪CC‬اني فيتجس‪CC‬د‬
‫من خالل اإلعالن عن انتماء أشخاص حاض‪CC‬را أو مس‪CC‬تقبالً إلى الش‪CC‬ركة خالف للواق‪CC‬ع‬
‫‪13‬‬
‫وتجدر اإلش ارة إلى أن موض وع اإلعالن المتمث ل في االكتتاب ات‬ ‫وبأية صفة كانت‬
‫وال دفعات ال تي ال وج ود له ا ه و نفس موض وع الك ذب المج رم في ص ورة التظ اهر‬
‫باكتتابات أو دفعات مص طنعة ‪ ،‬أم ا جريم ة اإلعالن الك اذب عن انتم اء أش خاص إلى‬
‫شركة خفية االس م وال تي وردت في الفص‪CC‬ل ‪ 183‬عكس عب ارة ال تي ج اء به ا أحك ام‬
‫الفصل ‪ 69‬من المجلة التجارية قديم وهي " اإلعالن عن أسماء أشخاص " وه ذا م ا‬
‫يدل على حرص المشرع لتكريس عبارات دقيقة في إطار هذه الجريمة ‪.‬‬

‫إض افةً الى س عي المش رع إلى تك ريس حماي ة جزائي ة س ابقة للحص ول على‬
‫اكتتاب ات في رأس م ال الش ركة من خالل تج ريم األفع ال ال تي من ش أنها اإلخالل‬
‫بمصداقيتها ‪ ،‬سعى المشرع كذلك إلى تجريم التصريح الكاذب لالكتتابات في رأس مال‬
‫الشركة وهذا ميدان الفصل ‪ 170‬من مجلة الشركات التجارية الذي يؤكد فيما معن اه أن‬
‫إثبات االكتتابات وعملية الدفع يكون بتص ريح كت ابي من المؤسس ين ويك ون التص ريح‬
‫مرفقا ً بعدة وثائق تتجسم بالخصوص في شهادة المؤسسة المودعة ل ديها النق ود المتأتي ة‬
‫من االكتتابات تثبت دفع األموال المتعلقة باإليداع ‪ ،‬وفي هذا اإلطار يعد ال ركن الم ادي‬
‫لجريمة التص ريح الك اذب وبه ذا يق ع إثب ات االكتتاب ات وعملي ات ال دفع بتص ريح من‬
‫المؤسسين يتلقاه قابض المالية ‪.‬‬

‫إن األهمية األكبر التي يكتسبها التصريح تبقى محدودة أمام إمكانية احتوائه ع ل‬
‫بيان ات كاذب ة " يتمث‪CC‬ل‪ C‬ه‪CC‬ذا العنص‪CC‬ر الم‪CC‬ادي إم‪CC‬ا في التأكي‪CC‬د ض‪CC‬من التص‪CC‬ريح‪ C‬ب‪CC‬ان‬
‫االكتتابات حقيقية رغم صوريتها أو في التصريح بأن األموال وق‪CC‬ع تس‪CC‬ديدها فعالً في‬
‫حين أنه‪CC‬ا لم تض‪CC‬ع بع‪CC‬د على ذم‪CC‬ة الش‪CC‬ركة" ‪ 14‬وعلى ه ذا األس اس ج رم المش رع‬

‫‪7‬‬ ‫‪" 13‬الحماية الجزائية لواقعية رأس مال الشركات التجارية " مرجع سابق ص ‪.23‬‬
‫‪" 14‬الحماية الجزائية لواقعية رأس مال الشركات التجارية " مرجع سابق ص ‪.24-23‬‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫االكتتابات الصورية والتي تمثل مجال جريمة التصريح الكاذب أي أن االكتتاب ات غ ير‬
‫حقيقية لتكوين رأس مال الشركة ‪ ،‬كما يمكن أن يكون االكتتاب صوريا ً كأن يحمل اس م‬
‫ش خص غ ير مع روف أو ال وج ود ل ه أو " االكتت‪CC‬اب ال‪CC‬ذي يمض‪CC‬يه‪ C‬ص‪CC‬احبه مجامل‪CC‬ة‬
‫للمؤسسين دون أن تكون له نية االشتراك في الشركة أو أنه اقتصر على إعارة اسمه‬
‫فقط من ثمة فإن االكتتاب الصوري هو االكتتاب الفاقد ‪ ،‬من جهة لكل قيمة مادية ومن‬
‫جه‪CC‬ة أخ‪CC‬رى ه‪CC‬و الص‪CC‬ادر عن مكتتب ال تت‪CC‬وفر لدي‪CC‬ه ني‪CC‬ة العم‪CC‬ل المش‪CC‬ترك الفعلي‬
‫والمتواصل مع بقية المساهمين في الشركة من أج‪CC‬ل تحقي‪CC‬ق ال‪CC‬ربح وتحم‪CC‬ل الخس‪CC‬ائر‬
‫‪15‬‬
‫‪.‬‬ ‫"‬

‫لم يقتصر المشرع على وضع حماي ة جزائي ة لالكتت اب في رأس م ال الش ركة‪،‬‬
‫لكن وضع كذلك في فقرة ‪ 4‬ض‪CC‬من الفص‪CC‬ل ‪ 186‬نظ ام ق انوني يختص بحماي ة جزائي ة‬
‫لتقدير الحصص العينية لرأس المال‪.‬‬

‫ب ‪.‬الحماية الجزائية لتقدير الحصص العينية‪:‬‬


‫لقد شمل القانون الجنائي لألعمال جميع الج وانب القانوني ة لش ركة خفي ة اإلس م‬
‫وه ذا من حيث تأس يس لحماي ة جزائي ة س ابقة ل رأس الم ال ‪ .‬وه ذا م ا ب رز من خالل‬
‫الحماي ة الجزائي ة لإلكتت اب في رأس الم ال ‪ ،‬إض افةً إلى الحماي ة الجزائي ة لتق دير‬
‫الحصص العينية لرأس المال ‪ ،‬إذ يأك د المش رع حرص ه على ع دم المس اس من هيب ة‬
‫رأس المال وذلك من خالل ردع بعض األعمال التي تهدف إلى النيل من حقيق ة وج ود‬
‫رأس م ال ش ركة خفي ة اإلس م وعموم ا ً نالح ظ أن المش رع حاف ظ على نفس ص يغة‬
‫الفصل ‪ 69‬من المجلة التجارية (قديم ) والتي عرفت جريمة التق دير المش ط للحص ص‬
‫العينية بكونه‪CC‬ا " فع‪CC‬ل األش‪CC‬خاص ال‪CC‬ذين يتس‪CC‬ببون بأس‪CC‬تعمالهم الخ‪CC‬زعبالت في تق‪CC‬دير‬
‫إحدى الحصص العينية‪ C‬بأكثر من قيمتها الحقيقية "وعلى هذا األساس نجد نفس صيغة‬
‫التجريم بالفقرة ‪ 4‬من الفصل ‪ 186‬من مجلة الشركات التجارية‪.‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪" 15‬الحماية الجزائية لواقعية رأس مال الشركات التجارية " مرجع سابق ص‪. 52‬‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫وتجدر اإلشارة أنه " لتوفر الركن المادي لهذه الجريمة‪ C‬الب‪CC‬د من ت‪CC‬وفر التق‪CC‬دير‬
‫المشط ‪ ،‬أي الزيادة المعتبرة في تقدير الحص‪CC‬ص العيني‪C‬ة‪ C‬ال‪CC‬تي يمكن أن تك‪CC‬ون عق‪CC‬اراً‬
‫طبيعيا ً أو حكميا ً "‪ 16‬وتجدر اإلشارة إلى أن تقدير الحص ص العيني ة ه و مس ألة واقعي ة‬
‫تخضع الجتهاد قضاة األصل م ع االس تعانة بخ براء في الغ رض لمعرف ة م دى ش طط‬
‫التقدير من عدمه ‪ ،‬وهذا ما يحيلنا إلى أن جريمة التق دير المش ط للحص ص العيني ة هي‬
‫جريمة قصدية تقوم وتت وفر بت وفر ال ركن الم ادي وال ذي يق ع باس تعمال الخ زعبالت‬
‫المنصوص عليها بفصل ‪ 291‬من المجلة الجنائية والتي يقع من خالله ا إلى االس تحواذ‬
‫على م ا ه و على مل ك الغ ير م ع وج ود عالق ة س ببية بين الفع ل التحي ل واالس تيالء‬
‫المذكور‪.‬‬

‫يجب اإلشارة كذلك إلى أن عبارة الخزعبالت ق د وردت ض من الفص ل ‪ 186‬بص يغة‬
‫عامة " اس‪CCC‬تعمال الخ‪CCC‬زعبالت " إلى أن ه ذه العمومي ة والتأوي ل الواس ع لمفه وم‬
‫الخ زعبالت " ق‪CC‬د ال يخ‪CC‬دم ص‪CC‬الح المتهم فيتع‪CC‬ارض م‪CC‬ع التأوي‪CC‬ل الض‪CC‬يق في الم‪CC‬ادة‬
‫الجزائية‪ .‬فال يمكن أن يفسر مفهوم الخزعبالت بصورة شاس‪CC‬عة‪ ،‬والح‪CC‬ال أن المش‪CC‬رع‬
‫ف‪CC‬رق بين المخ‪CC‬اتالت والخ‪CC‬زعبالت واعت‪CC‬بر أن األولى س‪CC‬لوكا ً س‪CC‬لبيا ً والثاني ‪C‬ة‪ C‬س‪CC‬لوكا ً‬
‫إيجابيا ً من هنا يمكن حص‪C‬ر الخ‪C‬زعبالت في تل‪C‬ك األعم‪C‬ال اإليجابي‪C‬ة ال‪C‬تي يقص‪C‬د منه‪C‬ا‬
‫الترفيع المشط في التقدير عن سوء نية "‪.17‬‬

‫مروراً بهذا اشترط فقه القضاء الفرنسي أن تتخذ الخزعبالت شكل أفعال مادي ة‬
‫إيجابية والتي يقصد بها األعمال الخارجية التي يلجأ إليها الجاني لتدعيم ما يص در عن ه‬
‫من ترفيع مشط في قيمة الحص ص العيني ة المقدم ة‪ ،‬توص الً من ه إلى تحقي ق أغ راض‬
‫معينة تتمثل بالخصوص في حصول على أك بر ع دد ممكن من األرب اح عن د توزيعه ا‬
‫وبتالي فإن اشتراط المشرع لضرورة استعمال "الخ زعبالت " لم يكن من قبي ل التزي د‬
‫بل الردع في عملية الترفيع التي تكون مؤسسة على تلك األعمال التحيلية‪ .‬كما أنه يمكن‬
‫القول أن مج رد الك ذب وح ده ال يكفي لتك وين الخ زعبالت ب ل يجب أن يك ون م دعما ً‬
‫بأعمال إيجابية أو بتدخل الغير الذي يمكن أن يكون عن حسن أو سوء نية‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫عزيز الحسني ‪" ،‬السياسة الجزائية في إطار مجلة الشركات التجارية " ص ‪73‬‬
‫الحماية الجزائية لالكتتاب في رأس مال الشركة خفية االسم ص ‪69‬‬
‫‪16‬‬
‫‪17‬‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫وعلى ه ذا األس اس يجب تعين أش خاص ومراق بين ذو كف اءة لتق دير الحص ص‬
‫العينية إذ أنه " يمكن أن تتخذ الخزعبالت عدة صور من بينها ص‪CC‬ورة تعين م‪CC‬راقب ال‬
‫تت‪CC‬وفر في ش‪CC‬روط الكف‪CC‬اءة على مع‪CC‬نى الفص‪CC‬ل ‪ 173‬مجل‪CC‬ة ش‪CC‬ركات التجاري‪CC‬ة أو في‬
‫كاختبار م‪C‬زور ينس‪C‬ب إلى خ‪C‬براء وهمين "‪ 18‬وفي ه ذا اإلط ار ع رف الفق ه الفرنس ي‬
‫هؤالء المراقبين "بمراقبي المجاملة " ‪.‬‬

‫كذلك يمكن أن نعتبر الخزعبالت كتص رفات بعض المس اهمين ال ذين بمش اركة‬
‫المسيرين أو بعض المؤسس ين يعم د إلى إخف اء حصص هم تحت غط اء ال بيع الض اهر‬
‫وينجح بالتالي في الهروب من الرقابة التي يفرضها القانون‪ ،‬ومن هنا " ف‪CC‬إن الش‪CC‬خص‬
‫الذي قام بمحاولة استعمال حيل وخ‪CC‬زعبالت قص‪CC‬د ال‪CC‬ترفيع في قم‪CC‬ة الحص‪CC‬ص العيني‪CC‬ة‬
‫يمكن مؤاخذته على أساس التحيل بعد التثبت من م‪CC‬دى ت‪CC‬وفر األرك‪CC‬ان القانوني‪CC‬ة له‪CC‬ذه‬
‫الجريمة‪ C.‬وبتالي ف‪CC‬إن ه‪CC‬ذا التكام‪CC‬ل بين النص‪CC‬وص الجزائي‪CC‬ة العام‪CC‬ة والخاص‪CC‬ة يس‪CC‬مح‪C‬‬
‫‪19‬‬
‫بتدعيم الحماية الجزائية لواقعية رأس المال " ‪.‬‬

‫وعموما ً يمكن القول بأن األدوات والوس ائل ال تي ت ؤدي الى التحي ل على الغ ير‬
‫قصد اإليقاع به تكون مسبوقة بسوء ني ة أي بت وفر القص د اإلج رامي وبت الي قي ام ه ذه‬
‫الجريمة يتطلب قيام الركن المعنوي لها‬

‫‪.‬‬

‫‪ .II‬الحماية الجزائية الالحقة لتكوين رأس المال‪:‬‬

‫‪10‬‬ ‫الحماية الجزائية لواقعية رأس مال الشركات التجارية مرجع سابق ص ‪55‬‬
‫الحماية الجزائية لواقعية رأس مال الشركات التجارية " مرجع سابق ص ‪55‬‬
‫‪18‬‬
‫‪19‬‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫باعتبارأن رأس المال ه و الض مان لخالص دائ ني الش ركة س عى المش رع الى‬
‫حمايته من خالل م ا قنن ه في ه ذا الخص وص‪ .‬ل ذلك ح رص في إط ار عالق ة الق انون‬
‫الجنائي برأس المال على توفير حماية جزائية الحقة لتكوينه‪ ،‬فبين نط اق ه ذه الحماي ة‬
‫من جهة (أ)‪ ،‬و إلى المؤاخ ذة الجزائي ة لمخالف ة اس تعمال رأس الم ال من جه ة أخ رى‬
‫(ب) ‪.‬‬

‫نطاق الحماية الجزائية لرأس المال‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫تبنى المشرع سياس ة جزائي ة ردعي ة إزاء القي ام بتع ديل رأس الم ال‪ ،‬وأن ه ذا‬
‫التعديل قد تمت حمايته جزائيا‪ ،‬وتظهر هذه الحماية من خالل عدة تجليات شملت عملية‬
‫الزيادة في رأس المال وعملية التخفيض فيه وكذلك إلى تداول األسهم‪.‬‬

‫أوال و بالنسبة للترفيع في رأس الم ال ينص الفص ل ‪ 292‬من مجل ة الش ركات‬
‫التجارية‪" :‬يمكن الترفيع في رأس مال الشركة بإص‪CC‬دار أس‪CC‬هم جدي‪CC‬دة أو ب‪CC‬الترفيع في‬
‫القيمة‪ C‬االسمية‪ C‬لألسهم الموجودة " ‪ ،‬وينص الفصل ‪ " : 293‬يقع ال‪CC‬ترفيع في رأس‬
‫مال الشركة بقرار من الجلسة العامة الخارقة للعادة " ‪,‬نظرا لكون عملية ال ترفيع في‬
‫رأس المال ستؤدي إلى تنقيح أو تحوير العقد التأسيس ي فق د أوجب المش رع بأن ه ال يتم‬
‫ذلك إال من خالل الجلسة العامة الخارق ة للع ادة دون س واها المجتمعي ة له ذا الغ رض‬
‫‪،‬وال تي يمكن له ا أن تف وض بع د ذل ك لمجلس اإلدارة أو للهيئ ة اإلدارة الجماعي ة‬
‫‪20‬‬
‫السلطات الالزمة لغرض تحقيق الزيادة في رأس المال مرة أو عدة مرات‪.‬‬

‫حسب الفصل ‪" : 294‬يعتبر‪ C‬الغيا ك‪CC‬ل ش‪CC‬رط بالعق‪CC‬د التأسيس‪CC‬ي يخ‪CC‬ول لمجلس‬
‫اإلدارة أو هيئ‪CC‬ة اإلدارة الجماعي‪CC‬ة س‪CC‬لطة اتخ‪C‬اذ ق‪CC‬رار الزي‪CC‬ادة في رأس الم‪CC‬ال " و أي‬
‫مخالفة لذلك تقوم معه جريمة‪.‬‬

‫تتم عملية الزيادة في رأس الم ال من خالل نش ر ق رار الجلس ة العام ة الخارق ة‬
‫للعادة بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية المتعلق بفتح اإلكتتاب و قيمة األس هم حس ب‬
‫‪ 301‬و‪ 302‬م ش ت‪ ،‬و ذلك بع د إي داع مش روع العق د التأسيس ي بكتاب ة‬ ‫الفصلين‬
‫‪11‬‬ ‫‪20‬عزيز حسني ‪:‬السياسة‪ 5‬الجزائية في إطار الشركات التجارية ‪،‬ص‪80‬‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫المحكم ة االبتدائي ة ال تي يق ع ب دائرتها النق ر االجتم اعي للش ركة خفي ة االس م ذات‬
‫المساهمة العمومية إض افة إلى النش ر بالرائ د الرس مي و بجري دتين يومي تين و إي داع‬
‫العق د التأسيس ي فق ط بكتاب ة المحكم ة بالنس بة للش ركة خفي ة األس هم ذات المس اهمة‬
‫الخصوصية‪.‬‬

‫إذ تتحقق عملية رأس المال من خالل االكتتاب في األس هم الجدي دة لم دة ال تق ل‬


‫عن ‪ 15‬ي وم‪ ،‬حس ب الفص ل ‪ .296‬م ش ت ‪ ":‬يك‪CC‬ون للمس‪CC‬اهمين على نس‪CC‬بة مق‪CC‬دار‬
‫االسهم التي يملكونها حق األفضلية في اإلكتتاب باألسهم النقدية ال‪CC‬تي يتم إص‪CC‬دارها و‬
‫للمساهمين التنازل بصفة فردية عن حقهم في األفضلية في االكتتاب"‪.‬‬

‫كما أن ال ترفيع في رأس م ال الش ركة يمكن أن يك ون بإص دار أس هم جدي دة أو‬
‫بالترفيع في القيمة اإلسمية لألسهم الموجودة‪ ،‬و يقع حسب أحكام الفص ل ‪ 292‬م ش ت‬
‫‪" :‬تحرير األس‪CC‬هم الجدي‪CC‬دة إم‪CC‬ا نق‪CC‬دا أو بتعويض‪CC‬ها ب‪CC‬ديون مالي‪CC‬ة ثابت‪CC‬ة ‪،‬ح‪CC‬ل أجله‪CC‬ا و‬
‫معلومة المقدار بالنس‪CC‬بة‪ C‬إلى الش‪CC‬ركة ‪،‬أو بان‪CC‬دماج االحتياط‪CC‬ات و الم‪CC‬رابيح و مكاف‪CC‬آت‬
‫اإلصدار أو بحصص عينية‪ C‬أو باستبدال رق‪CC‬اع "‪ ،‬و الحصص العيني ة يق درها م راقب‬
‫حصص‪ .21‬طبقا الفصل ‪ 173‬م ش ت ‪ ،‬و تصادق الجلسة العامة الخارقة للعادة ‪،‬حسب‬
‫الفصل ‪ 306‬م‪ .‬ش‪ .‬ت " على تقدير الحصص العينية ‪ ،‬و متى تم ذل‪CC‬ك فإنه‪CC‬ا تص‪CC‬رح‬
‫بتحقيق الترفيع في رأس المال‪ ...‬وتحرر جمي‪CC‬ع األس‪CC‬هم المتعلق‪CC‬ة بالحص‪CC‬ص العيني‪CC‬ة‬
‫كاملة عند إصدارها"‬

‫ثانيا بالنسبة للتجريم المتعل ق ب التخفيض في رأس الم ال ينص الفص ل ‪ 307‬من م‪ .‬ش‪.‬‬
‫ت‪ " :‬تق‪CC‬رر الجلس‪CC‬ة العام‪CC‬ة الخارق‪CC‬ة للع‪CC‬ادة التخفيض في رأس الم‪CC‬ال وف‪CC‬ق نفس‬
‫الشروط المعتمدة عند تحوير العقد التأسيسي‪ C‬على إثر تقرير يعده مراقب الحسابات‪".‬‬

‫ويحب أن يش ير ق رار الجلس ة العام ة الم ذكورة‪ ،‬إلى مبل غ التخفيض في رأس‬
‫المال والهدف من التخفيض واإلجراءات التي يتحتم على الشركة إتباعها لتحقي ق ذل ك‪،‬‬
‫كما ينص على أجل التنفيذ وعند االقتض اء على المبل غ الم الي ال ذي س يدفع ألص حاب‬

‫‪12‬‬ ‫األسهم‪.‬‬
‫عزيز حسني ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪83‬‬ ‫‪21‬‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫وإذا ك ان التخفيض ناتج ا عن خس ائر‪ ،‬فإن ه يتم بإنق اص األس هم أو الح ط من‬
‫قيمتها اإلسمية مع احترام الفص ل ‪ 88‬من ق انون إع ادة تنظيم الس وق المالي ة الص ادر‬
‫س نة ‪ ،1994‬وال ب د من إش هار ق رار التخفيض في رأس الم ال بالرائ د الرس مي‬
‫وبجريدتين يوميتين في أجل ‪ 30‬يوما من تاريخ قرار التخفيض‪ .‬كما ال يمكن الح ط من‬
‫رأس مال الشركة إلى مستوى الص فر أو ال نزول ب ه إلى تحت س قف المس توى األدنى‬
‫القانوني إال بشرط تغيير شكل الشركة‪ .‬هذه اإلجراءات واجب ة االح ترام نظ را لمس اس‬
‫عملية التخفيض برأس المال وبالعقد التأسيسي للش ركة‪ ،‬وإن ع دم احترامه ا ي ؤدي إلى‬
‫‪22‬‬
‫تطبيق العقوبات الواردة بالفصل ‪ 313‬م ش ت‪.‬‬

‫ثالثا و في خصوص التج ريم المتعل ق بت داول األس هم نص الفص ل ‪ 187‬من م‪ .‬ش‪ .‬ت‬
‫أنه‪" :‬يعاقب بخطية من ألف إلى عشرة أالف دينار كل من يضع في التداول أس‪CC‬هما لم‬
‫يقع تحرير ربع قيمتها على األقل أو قبل انقضاء أجل منع تداولها "‬

‫يتجلى من هذا الفصل وجود شرطين أساسيين بمج رد مخالفتهم ا يص بح ت داول‬


‫األسهم مجرما‪ .‬وهما اإلخالل بواجب دفع الربع من قيمة األسهم وعدم احترام أجل منع‬
‫التداول‪ .‬بالنسبة لإلخالل بواجب دفع الربع من قيمة األسهم يقر الفصل ‪ 165‬من م‪ .‬ش‪.‬‬
‫ت ‪ " :‬ال تتأسس الشركة إال لعظ إكتتاب الكامل لرأس مالها و يحب على المساهم نقدا‬
‫أن يدفع ربع قيمة األسهم المكتتبة‪ C‬من قبل‪CC‬ه على األق‪CC‬ل "‪,‬حيث يشترط المش رع ب دفع‬
‫الربع من قيم ة األس هم‪ ،‬إذ يه دف إلى توف ير مب الغ مالي ة الالزم ة لب دء انطالق نش اط‬
‫الشركة‪ .‬كما يهدف إلى حماية واقعية رأس المال عن طريق ضمان االكتتاب ات الجدي ة‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫و باإلضافة إلى وجوب دفع الربع من قيمة االسهم‪ ،‬يجب اح ترام أج ل من ع الت داول‪.‬‬
‫بالنسبة لمخالفة أجل منع التداول‪ ،‬تنص الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 318‬م ش ت‪ " :‬وال‬
‫تكون األسهم الممثلة لحصص عينية قابلة للتداول إال بعد مضي عامين على اس‪CC‬تكمال‬
‫التأسيس القانوني للشركة ويجب خالل هذه المدة أن يقوم المديرون بالتنص‪CC‬يص على‬
‫نوعها في تاريخ تكوين الشركة أو الزيادة في رأس المال "‪ .‬نتبين من هذا الفص ل أن‬
‫تداول أسهم دون احترام األجل المنصوص علي ه ص لب ه ذا الفص ل يس توجب العق اب‬
‫‪13‬‬ ‫‪ 22‬عزيز حسني ‪:‬مرجع سابق ص‪86‬‬
‫‪23‬أسماء عبيد ‪:‬الحماية الجزائية لواقعية رأس مال الشركات التجارية ‪،‬ص‪29‬‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫وف ق م ا أق ره الفص ل ‪ 187‬من م ش ت‪ .‬إذ يمن ع المش رع في خال ة الزي ادة في رأس‬
‫المال‪ ،‬تداول أسهم دون تحقي ق ه ذه الزي ادة بص فة قانوني ة‪ .‬وتتحق ق الزي ادة في رأس‬
‫الم ال حس ب الفص ل ‪ 294‬م ش ت في أج ل أقص اه خمس س نوات من ت اريخ الق رار‬
‫المتخذ من طرف الجلسة العامة الخارقة للعادة أو الترخيص فيها‪.‬‬

‫غير أنه يجب تسديد ربع الزيادة في رأس المال الشركة في أجل ستة أشهر بداية‬
‫من تاريخ الجلسة العامة الخارقة للعادة التي قررته ا‪ .‬و بالت الي ي ؤدي ع دم إحترامه ا‬
‫األجل لقيام جريمة وفق الفصل ‪ 187‬من م‪ .‬ش‪.‬‬

‫هكذا اذا يمكن أن مخلص بالقول إلى أن الجريمة ال تقوم إال بتوفر فع ل التج ريم‬
‫سواء تعل ق األم ر ب اإلخالل ب واجب دف ع رب ع من رأس الم ال أو اإلخالل بأج ل من ع‬
‫التداول‪.‬‬

‫المؤاخذة الجزائية لمخالفة استعمال رأس المال‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫نظم المشرع صلب الفصل ‪ 223‬م ش ت حماية جزائي ة ل رأس الم ال من س وء‬
‫االس تعمال في إط ار الفص ل ‪ 223‬الع دد‪ 3‬و‪ 4‬من م ش ت حيث إعتمد "اإلس‪CC‬تعمال‬
‫بصفة مطلق‪CC‬ة"‪ ،‬اي ك ل إس تعمال مهم ا ك انت ص وره في غ ير مص لحة الش ركة‪ .‬من‬
‫‪Y‬ستعمال قائمات مدلسة لتوزي ع أرب اح ص ورية‪ ،‬ونش ر موازن ة غ ير مطابق ة للواق ع‬
‫إلخفاء الحالة الحقيقية للشركة اس تعمال مكاس ب الش ركة وس معتها م ع العلم بمخالفته ا‬
‫لقضاء مآرب شخصية‪ ،‬وكذلك استعمال بسوء قص د الس لطة أو األص وات ال ذي يح ق‬
‫ألعضاء مجلس اإلدارة التصرف فيها مع العلم بأنها مخالفة لمصالح الشركة‪.‬‬

‫كما أقر الفصل ‪ 257‬من نفس المجلة على أنه‪" :‬تنطبق العقوبات المنص‪CC‬وص‬
‫عليها بهذه المجلة بالنسبة‪ C‬إلى ال‪C‬رئيس الم‪C‬دير الع‪C‬ام والم‪C‬دير الع‪C‬ام وأعض‪C‬اء مجلس‬
‫اإلدارة‪ ،‬كل حسب صالحياته الخاصة‪ ،‬على أعض‪CC‬اء هيئ‪CC‬ة اإلدارة الجماعي‪CC‬ة وأعض‪CC‬اء‬
‫مجلس المراقبة للشركات خفية االسم‪" ...‬‬

‫كما يمكن أن يكون مشاركا في ارتكاب الجريم ة على مع نى الفص ل ‪ 32‬من‬


‫المجلة الجزائية و يعاقب نفس عقوبة الفاعل االص لي‪ ،‬م راقب الحس ابات أو الص يرفي‪14‬‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫أو حتى سائق س يارة عض و مجلس اإلدارة ال ذي يس تعمل معلوم ة س رية له ا مس تقبل‬
‫الشركة من خالل اإلضرار بسمعتها‪ ،‬و أيضا حتى عاملة النظافة التي يمكن أن تس تمتع‬
‫لمعلومات أثن اء إجتم اع مجلس إدارة ‪،‬و عموم ا ف إن المعلوم ة ال تي ق د تض ر بس معة‬
‫‪24‬‬
‫الشركة أو بمكاسبها ‪،‬يتساءل عنها الشخص الذي إستغلها عن سوء نية‪.‬‬

‫وفي ه ذا اإلط ار لم يحص ر المش رع المس ائلة الجزائي ة في جريم ة تق دير‬


‫الحصص العينية بأكثر من قيمتها الحقيقية في إط ار فئ ة معين ة من األش خاص إذ يمكن‬
‫أن يكون مسؤوال جزائيا سواء بوصفه فاعال أص ال أو بإعتب اره ش ريكا ثبتت مس اعدته‬
‫الفاع ل األص لي في تحقي ق الجريم ة ‪،‬حس ب نط اق المس ؤولية في جريم ة ال واردة‬
‫بالفصل ‪ 186‬من م‪ .‬ش‪ .‬ت ‪،‬إذ يعتبر مق دم الحص ص العيني ة من الف اعلين األص ليين‬
‫الذين بإس تعمالهم إلح دى ص ور الخ زعبالت يس عون إلى إس ناد قيم ة مش طة الحص ة‬
‫العيني ة طمع ا في الحص ول على ع دد أك بر من األس هم و األرب اح ‪ ،‬و يتمث ل فع ل‬
‫المشاركة في هذه الجريمة في المساهمة عن سوء نية في إكتمال العناصر المكونة لفعل‬
‫الخزعبالت ‪،‬وذلك بمد الفاعل األصلي بالوسائل المؤدية إلى الترفيع في القيمة الحقيقي ة‬
‫للحصة المقدمة‪.‬‬

‫كما يمكن تتبع كل من مراقبي الحص ص العيني ة و الخ براء الوقت يين و مكتت بي‬
‫المجاملة الذين يصادقون عن سوء نية على التقدير المشط لقيمة الحص ص العيني ة عن د‬
‫إلتئام الجلسة العامة التأسيسية و غيرهم من األش خاص ال ذين تق ع اإلس تعانة بهم لتأيي د‬
‫‪25‬‬
‫الترفيع المشط‪.‬‬

‫و يدخل في إطار المحافظ ة على مص لحة الش ركة من خالل ص يانة إمكانياته ا‬
‫المالية و المحافظ ة على مص لحة الش ركاء من خالل حص ولهم على األرب اح بص ورة‬
‫منتظمة سواء عند نهاية كل سنة مالية أو ح تى في ف ترات متباع دة ‪،‬يعت بر أم ر متعل ق‬

‫‪ 24‬عزيز حسني مرجع سابق ص ‪90-98‬‬

‫‪15‬‬
‫‪25‬‬
‫سهيلة بن أحمد ‪ :‬الحماية الجزائية اإلكتتاب في رأس مال الشركة خفية اإلسم ص ‪75-74‬‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫بتص رفات المس يرين ‪،‬لمن ق د يعم د بعض المس يرين إلى إس تغالل س لطاتهم و خدم ة‬
‫مصالحهم الخاصة ‪.‬‬

‫لذلك يقر المشرع حماية جزائية عند توزيع أرباح صورية على المس اهمين من‬
‫جهة ‪ ،‬وإلى نشر أو تقديم موازنة غير مطابقة للواقع من جهة أخرى‪.‬‬

‫فبالنسبة لتجريم توزيع األرب اح الص ورية أخض ع المش رع في الفص ل ‪ 1- 223‬من‬
‫م‪.‬ش‪.‬ت‪ " :‬أعض‪CC‬اء مجلس اإلدارة ال‪CC‬ذين ب‪CC‬دون إع‪CC‬داد قائم‪CC‬ة لألحص‪CC‬اء أو بإس‪CC‬تعمال‬
‫قائمات إحصاء مدلسة يباشرون توزيع‪ C‬أرب‪CC‬اح ص‪CC‬ورية على المس‪CC‬اهمين "‪ ،‬و ع رف‬
‫المش رع األرب اح الص ورية بالفص ل ‪ 289‬م‪ .‬ش‪ .‬ت ‪ " :‬يعت‪CC‬بر‪ C‬ص‪CC‬وريا ك‪CC‬ل توزي‪CC‬ع‬
‫للمرابيح يتم خالفا لألحكام المذكورة أعاله "‬

‫لتقوم جريمة توزيع األرباح الصورية ال بد من ت وفر ش رطين متمثلين في ع دم‬


‫إعداد قائمة اإلحصاء أو إستعمال قائمات إحصاء مدلسة ‪،‬و مباشرة لتوزيع األرباح‪.‬‬

‫بالنسبة للش رط األول ف إن ع دم إع داد قائم ة إحص اء ه و فع ل س لبي يب دو من‬


‫الصعب توفره ‪،‬و تعد هذه القائمة هي الكشف الوص في و التق ييمي ألم وال الش ركة ‪،‬و‬
‫يكون إعداد قائمات إحصاء مدلسة هو الفعل اإليجابي األكثر وج ودا و ليس بالض رورة‬
‫أن تكون كاملة قائمات اإلحصاء مدلسة ‪،‬إذ يكفي تدليس بيان مهم أو مبلغ معت بر يغال ط‬
‫المساهمين لتقوم الجريمة الذي س يتجلى عنه ا ‪ :‬التض خم في قيم ة األص ول و التنقيص‬
‫من قيم ة الخص وم‪ .‬أم ا بالنس بة للش رط الث اني المتمث ل في مباش رة توزي ع األرب اح‬
‫الصورية فيعني مباشرة توزيع األموال غ ير رأس الم ال و ال ذخر اإلحتي اطي المع ابر‬
‫‪26‬‬
‫جزءا من رأس المال أو اإلحتياطات حسب الفصل ‪ 287‬م‪ .‬ش‪ .‬ت‪.‬‬

‫في هذا اإلطار إعت بر المش رع ص لب الفصل‪223‬أعض اء مجلس اإلدارة " هم‬
‫المسؤولين بإعتبارهم فاعليين أصليين و يمكن مآخذة عدة أش خاص أخ رين كمش اركين‬
‫في إرتكاب جريمة توزيع أرباح صورية مثل مراقب الحسابات"‪ .‬و يقر عقوبة س جنية‬
‫من عام إلى ‪ 5‬أعوام و خطية مالية من ‪ 2000‬إلى ‪ 10000‬دينار أو إحدى العقوبتين‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫‪ 26‬عزيز حسني ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪97‬‬


‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫بالنسبة لنش ر أو تق ديم موازن ة غ ير مطابق ة للواق ع تعت بر الموازن ة ج زءا من الق وائم‬
‫المالية مثل ما نص الفصل ‪ 18‬من الق انون المتعل ق بنظ ام المحاس بة للمؤسس ات ال ذي‬
‫اعتبر أن القوائم المالية تتألف من" الموازنة و قائمة النتائج و جداول النفق‪CC‬ات المالي‪CC‬ة‬
‫و اإليضاحات حول القوائم المالية"‪.‬فالموازنة إذا هي عرض في وقت معين الوض عية‬
‫المالية للشركة ‪ ،‬و يتم نش ر ه ذه الموازن ة أو الق وائم المالي ة بالنس بة لش ركات األس هم‬
‫بالجرائد أو بالرائد الرسمي ‪،‬أما للشركات المسؤولية المحدودة فيقع التجريم عن د إع داد‬
‫قوائم مالية و تقديمها الشركاء أو تقديمها مثال للمصالح الجبائية بالنسبة للشخص الواحد‬
‫صاحب شركة ذات مسؤولية محدودة‪ .‬و ال بد أن تكون هذه الموازنة أو الق وائم المالي ة‬
‫غير مطابقة للواقع و ال تعكس الحالة الفعلية للشركة ‪،‬وعادة ما يتم تضخيم الخص وم أو‬
‫المص اريف على حس اب األص ول أو الم رابيح إلخف اء الحال ة الحقيقي ة للش ركة لغاي ة‬
‫التهرب من دفع الضرائب أو حتى بغاية توزيع األرباح على الشركاء أو المساهمين‪.‬‬

‫و هذه الجريمة ال تقوم إال بتوفر الركن المعنوي من خالل عب ارة المش رع ال تي‬
‫اس تعملها "يتول‪CC‬ون عم‪CC‬دا" "يتعم‪CC‬دون"‪ .‬واألش خاص المس ؤولين هم أعض اء مجلس‬
‫اإلدارة بالنسبة لشركات األسهم و الوكالء في شركة المقارضة باألسهم و الش ركة ذات‬
‫‪27‬‬
‫المسؤولية المحدودة و الشريك الوحيد في شركة المسؤولية المحدودة‪.‬‬

‫و بالنسبة للعقوبات أقر المشرع صلب الفصل ‪ 223‬م‪ .‬ش‪ .‬ت عقوبة السجنية و‬
‫رفع الخطية التي أصبحت من ‪ 2000‬الى ‪ 10000‬دينار مع إمكاني ة الخي ار بينهم ا في‬
‫التطبيق بالنسبة لشركات األسهم‪ .‬أم ا بالنس بة للش ركة ذات المس ؤولية المح دودة جم ع‬
‫المشرع بين عقوبة سجنية من عام إلى ‪ 5‬أعوام و الخطية من ‪ 500‬إلى ‪ 5000‬دينار‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫‪17‬‬ ‫‪ 27‬عزيز حسني ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪100-99‬‬


‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫أولى المشرع مسألة واقعية تكوين رأس مال الشركات التجاري ة عناي ة فائق ة‪ .‬و‬
‫قد ترجم هذه العناي ة من خالل س نه للعدي د من القواع د ال تي ت رمي إلى ت أمين وج ود‬
‫واقعي لرأس المال من خالل حماية جزائية سابقة و حماية جزائية الحقة ‪.‬‬

‫و ق د س عى المش رع إلى ض مان تحقي ق التناس ب بين رأس الم ال في مرحل ة‬


‫التكوين أو في مرحلة تسيير الشركة فقام بتنظم عمليتي اإلكتت اب و تحريرالمس اهامات‬
‫و شراء الشركة ألسهمها ليكون لرأس الم ال وج ود حقيقي و فعلي ‪.‬ووض ع العدي د من‬
‫القواع د الجزائي ة ال تي تس لط على المؤسس ين أو المس ييرين في ص ورة اإلخالل‬
‫بالموجبات القانونية التي نص عليها المش رع و السياس ة الجزائي ة المتوخ اة من طرف ه‬
‫لحماية واقعية رأس المال و يالحظ أنها سياسة نحو التجريم خاصة فيم ا يتعل ق بحماي ة‬
‫تكوين رأس المال‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫قائمة المراجع المعتمدة‪:‬‬


‫‪ .1‬المذكرات‪:‬‬

‫عز ًي‪55‬ز الحس‪55‬ني‪ ،‬السياس‪55‬ة الجزائي‪55‬ة في إط‪55‬ار الش‪55‬ركات التجاري‪55‬ة‪ ،‬م‪55‬ذكرة لني‪55‬ل ش‪55‬هادة‬
‫الماجستير في الحقوق اختصاص قانون األعمال كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس‬
‫السنة الجامعية ‪. 2008-2007‬‬

‫أسماء عبيد‪ ،‬الحماية الجزائية لواقعية رأس مال الش‪55‬ركات التجاري‪55‬ة‪ .‬م‪5‬ذكرة لني‪55‬ل ش‪5‬هادة‬
‫الماجستير في الحقوق اختصاص قانون األعمال كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس‬
‫السنة ‪.2009-2008‬‬

‫سهيلة بن أحمد‪ ،‬الحماية الجزائية لالكتتاب في رأس مال الشركة خفية االسم‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫ش‪55‬هادة الدراس‪55‬ات المعمق‪55‬ة في الق‪55‬انون ش‪55‬عبة العل‪55‬وم الجنائي‪55‬ة‪ ،‬كلي‪55‬ة الحق‪55‬وق والعل‪55‬وم‬
‫السياسية بتونس‪.2004-2003 ،‬‬

‫‪ .2‬القوانين‪:‬‬
‫مجلة الشركات التجارية‪.‬‬
‫المجلة الجزائية‪ ‬‬

‫‪19‬‬
‫القانون الجنائي ورأس المال‬

‫الفهرس‪:‬‬
‫المقدمة‪: .………………………………………..……………2 ‬‬
‫الجزء األول‪: .………………………………….………………5‬‬
‫الفصل االول‪: .………………………………….………………5‬‬
‫الفصل‪ ‬الثاني‪: .…………………………………………………8‬‬
‫الجزء‪ ‬الثاني‪: .………………………………..………………11‬‬
‫الفصل االول‪: .……………………………..…………………11‬‬
‫الفصل‪ ‬الثاني‪: .………………………….……………………15‬‬
‫الخاتمة…………………………………………………‪18....: .‬‬
‫قائمة المراجع المعتمدة……………………………………‪19....: .‬‬
‫الفهرس‪20: .………………………………..………………....‬‬

‫‪20‬‬

You might also like