You are on page 1of 9

‫سلسلة التنبيهات العلمية ) ‪( 3‬‬

‫التعقيبات المفيدة على كتاب‬

‫تفسير وبيان لمخلوف‬

‫د ‪ .‬محمد بن عبدالرحمن‬
‫الخميس‬
‫أخوكم في الله ‪ :‬أبوخطاب العوضي‬
‫‪ahalalquran@hotmail.com‬‬

‫دار الصميعي للنشر والتوزيع‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫المقدمة ‪:‬‬
‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور‬
‫أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فل مضل له ومن يضلل‬
‫فل هادي له ونشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له ونشهد أن‬
‫َ‬
‫مُنوا‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫محمدا عبده ورسوله وبعد ‪ :‬يقول تعالى ) َيا أي ّ َ‬
‫قات ِه وَل ت َموت ُن إّل َ‬
‫ن ()‪(1‬‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫وأن ْت ُ ْ‬ ‫ّ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ق َت ُ َ ِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه َ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫ات ّ ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قك ُ ْ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ذيِ َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫قوا َرب ّك ُ ُ‬ ‫س ات ّ ُ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫وقال أيضـا ) َيا أي ّ َ‬
‫جالل ك َِثيلرا‬ ‫ر َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ث ِ‬ ‫وب َ ّ‬ ‫ها َ‬ ‫ج َ‬‫و َ‬ ‫ها َز ْ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ق ِ‬‫خل َ َ‬ ‫و َ‬ ‫ة َ‬ ‫حدَ ٍ‬ ‫وا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ٍ‬ ‫نَ ْ‬
‫ف‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫م إِ ّ‬ ‫حا َ‬ ‫واْل َْر َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫ساءَُلو َ‬ ‫ذيِ ت َ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫قوا الل ّ َ‬ ‫وات ّ ُ‬ ‫ساءل َ‬ ‫ون ِ َ‬ ‫َ‬
‫قوا‬‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ِ‬ ‫قيا () ( و قال أيضا ) َيا أي ّ َ‬ ‫م َر ِ‬ ‫علي ْك ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬
‫َ‬
‫فْر ل َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫غ ِ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مال َك ُ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ح ل َك ُ ْ‬‫صل ِ ْ‬‫دا ي ُ ْ‬ ‫دي ل‬ ‫س ِ‬‫ولل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫قوُلوا َ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ما ()‪(3‬‬ ‫ظي ل‬
‫ع ِ‬ ‫ولزا َ‬ ‫ف ْ‬ ‫فاَز َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ع الل ّ َ‬ ‫ن ي ُطِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ذُُنوب َك ُ ْ‬
‫أما بعد‪:‬‬

‫فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله‬
‫عليه وسلم وشر المور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة‬
‫ضللة وكل ضللة في النار‪.‬‬

‫أما بعد فد جرى الستاذ ‪ /‬حسنين محمد مخلوف في كتابه‬


‫) كلمات القرآن تفسير وبيان ( على طريقة أهل الكلما من تأويل‬
‫بعض اليات المتعلقة بالصفات وعدما إجرائها على ظاهرها و‬
‫إمرارها كما جاءت وقد طلب مني بعض الفضلء التعليق على ما‬
‫وقع فيه المؤلف من التأويلت فأجبته الى طلبه رغبة مني في‬
‫إظهار الحق وبيانه ‪ ،‬وكتبت ما بدا لي من ملحوظات على الكتاب ‪،‬‬
‫والله أسأل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم وأن ينفع بها‬
‫المسلمين والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل ‪.‬‬

‫كتبه‬
‫د‪ .‬محمد‬
‫عبدالرحمن الخميس‬

‫( سورة آل عمران ‪ ,‬الية ) ‪(102‬‬ ‫‪1‬‬

‫( سورة النساء ‪ ,‬الية ) ‪( 1‬‬ ‫‪2‬‬

‫( سورة الحزاب الية ) ‪( 71 – 70‬‬ ‫‪3‬‬


‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ملحوظات على كتاب )كلمات القران وبيان(‬
‫للشيخ محمد مخلوف‬

‫أول ‪ :‬جاء في صفحة )‪ (88‬الية )‪ (54‬من سورة‬


‫) العراف ( ‪ ،‬وكذلك صفحة )‪ (112‬وصفحة )‪(134‬‬
‫وصفحة )‪ (177‬وصفحة )‪ (211‬وصفحة )‪(236‬‬
‫وصفحة )‪ (277‬وصفحة )‪. (323‬‬
‫وفي قوله تعالى ) استوى على العرش ( قال الشيخ‬
‫مخلوف ‪ ) :‬استوى بالمعنى اللئق به سبحانه ( ‪.‬‬
‫‪ ‬قلت ‪ :‬إن كان يريد بكلمه هذا تفويض كيفية‬
‫الستواء فهذا حق لن الكيفية على الوجه اللئق به‬
‫سبحانه ول يعلم ذلك إل الله كما قال الماما مالك ‪) :‬‬
‫‪ ...‬والكيف مجهول ( ‪ ،‬وأما إن كان يريد بذلك أن‬
‫معنى الستواء نفسه مجهول فهذا فرار من إثبات‬
‫صفة العلو والستواء على العرض لن السلف ذكروا‬
‫أن الستواء معناه العلو والرتفاع والستقرار)‪. (4‬‬

‫وعبارة المؤلف مبهمة تحتمل كل المعنيين ‪ ،‬ولكن‬


‫السلف لم يجهلوا معنى الستواء كما قال الماما‬
‫مالك وغيره ) الستواء معلوما ()‪ (5‬وورد في ألفاظ‬
‫أخرى ) الستواء غير مجهول والكيف غير معقول ( ‪.‬‬

‫***‬

‫‪ ( 4‬انظر صحيح البخاريِ ‪ 4/387‬ومن أراد المزيد فليراجع كتاب " اجتماع الجيوش‬
‫السلمية " وكتاب " العلو " ‪.‬‬
‫‪ ( 5‬الثأر ‪ :‬أخرجه ابن عبدالبر في التمهيد ‪ 7/138‬من طريق عبدالله بن نافع عن‬
‫مالك بن أنس الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث ص ‪ , 18-17‬وأبونعيم‬
‫في الحلية ‪ 326-6/325‬جمعهم من طريق جعفر بن عبدالله عن مالك وأخرجه‬
‫الصابوني في عقيدة السلف ص ‪ 17‬من طريق جعفر بن ميمون عن مالك‬
‫والبيهقي في السماء والصفات ص ‪ 408‬من طريق عبدالله بن وهب عن مالك‬
‫قال الحافظ في القتح ‪ 407-103/406‬إسناده " جيد " وصححه الذهبي في العلو‬
‫ص ‪. 103‬‬
‫ثانيا ‪ :‬جاء في صفحة )‪ (114‬الية )‪ (21‬من سورة‬
‫يونس ‪.‬‬
‫في قوله تعالى ‪ ) :‬قل الله أسرع مكرا ( ‪.‬‬
‫قال الشيخ مخلوف ‪ ) :‬أعجل جزاء وعقوبة ( ‪.‬‬
‫‪ ‬قلــت ‪ :‬حقيقــة المكــر تــدبير محكــم فــي إنــزال‬
‫العقوبة بالمجرما من حيــث ل يشــعر فهــو أخــص مــن‬
‫مطلــق العقوبــة والجــزاء ‪ ,‬لنــه عقوبــة علــى وجــه‬
‫مخصوص ‪.‬‬

‫***‬
‫ثالثا ً ‪ :‬جاء في صفحة )‪ (135‬الية )‪ (9‬من سورة‬
‫الرعد ‪.‬‬
‫في قوله تعالى‪ ) :‬الكبير المتعال ( ‪.‬‬
‫قال الشيخ مخلــوف ‪ ) :‬المســتعلي علــى كــل شــيء‬
‫بقدرته ( ‪.‬‬
‫‪ ‬قلت ‪ :‬هذا أحد معاني العلو الثابتة له سبحانه‪،‬‬
‫فهو المتعالي على كل شيء بقهره ‪ ،‬والمتعالي بذاته‬
‫فوق خلقه ‪.‬‬

‫***‬
‫رابعًا‪ :‬جاء في صفحة )‪ (235‬الية )‪ (27‬من سورة‬
‫لقمان‪.‬‬
‫في قوله تعالى‪ ) :‬ما نفدت كلمات الله ( ‪.‬‬
‫قال الشيخ مخلوف‪ ) :‬مقدوراته وعجائبه أو معلوماته‬
‫(‪.‬‬
‫‪ ‬قلت ‪ :‬تفسير كلمات الله بمقدوراته أو‬
‫بمعلوماته خلف ما فهمه السلف منها ‪ ،‬وهو بالتالي‬
‫عدول عن ظاهر اللفظ ‪ ،‬بل كلماته سبحانه هي‬
‫كلمه وقوله الذي ل نفاد له ‪ ،‬لنه سبحانه أول بال‬
‫ابتداء ‪ ،‬آخر بل انتهاء ‪ ,‬ولم يزل ول يزال بتكلم بما‬
‫شاء إذا شاء فل حد لكلمه سبحانه فيما مضى ول‬
‫فيما ُيستقبل ‪ ،‬وما يقدر من الشجار والبحور لتكتب‬
‫به كلمات الله لبد أن يفنى وينتهي ‪ ،‬وكلما الله ل نفاد‬
‫له ‪ ،‬وتفسير كلمات الله بمقدوراته أو معلوماته‬
‫تفسير لها بأمور وجودية وعدمية ‪ ،‬وكلمات الله تعالى‬
‫الموصوفة بأنه ل تنفد هي أمور وجودية ‪ ،‬وكأن هذا‬
‫التفسير الذي ذكره المؤلف يرجع الى مذهب‬
‫الشاعرة في كلمه ‪ ،‬وهو أن كلما الله معنى واحد‬
‫نفسي قديم فل يوصف بالتعدد وهو خلف مذهب‬
‫أهل السنة والجماعة فانهم يقولون ‪) :‬لم يزل الله‬
‫وال يزال يتكلم بما شاء وكيف شاء وكلماته ل نهاية‬
‫لها ‪ ,‬فيوصف تعلى بأنه قال ويقول ونادى وينادي‬
‫وكما أخبر بذلك تعلى عن نفسه وهو أعلم بنفسه‬
‫وبغيره ‪ ،‬وأصدق قيل وأحسن حديثا من خلقه ()‪. (6‬‬

‫***‬
‫خامسا ً ‪ :‬جاء في صفحة )‪ (248‬الية )‪ (10‬من‬
‫سورة فاطر‪.‬‬
‫في قوله تعالى‪ ) :‬والعمل الصالح يرفعه ( ‪.‬‬
‫قال الشيخ مخلوف ‪ ) :‬يرفع الله العمل الصالح‬
‫ويقبله ( ‪.‬‬
‫‪ ‬قلت ‪ :‬هذا أحد القولين في تفسير الية ‪ ،‬والقول‬
‫الثاني أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب لنه‬
‫برهان صدق النسان في كلمه الطيب‪ ,‬فإذا صدق‬
‫فعله قوله كان حقيقا وجديرا بان يرفعه الله تعالى‬

‫‪ ( 6‬انظر تفسير ابن جرير ‪ , 82-21/80‬وتفسير البغويِ ‪ , 6/292‬وتفسير السعديِ‬


‫‪. 6/166‬‬
‫ويقبله ‪ ،‬وهذه الية من أعظم حجج أهل السنة على‬
‫أهل البدع في باب إثبات صفة العلو لله تعالى)‪. (7‬‬

‫***‬
‫سادسا ً ‪ :‬جاء في صفحة )‪ (329‬الية )‪ (3‬من سورة‬
‫الحديد‪.‬‬
‫في قوله تعالى ‪ ) :‬الظاهر والباطن ( ‪.‬‬
‫قال الشيخ مخلوف ‪ ) :‬الظاهر بوجوده ومصنوعاته‬
‫وتدبيره ( ) والباطن بكنه ذاته عن العقول ( ‪.‬‬
‫‪ ‬قلت ‪ :‬الولى تفسير هذين السمين ‪ ) :‬الظاهر‬
‫والباطن ( بما فسرهما به النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم في قوله ‪ ) :‬وأنت الظاهر فليس فوقك شيء‬
‫‪ ،‬وأنت الباطن فليس دونك شيء ( ‪ ،‬فيكون اسمه‬
‫الظاهر دال على علوه على خلقه واسمه الباطن دال‬
‫على إحاطة علمه وانه ل يحجبه شيء فسمعه واسع‬
‫لجميع الصوات ‪ ،‬وبصره نافذ إلى جميع المخلوقات ‪.‬‬

‫***‬
‫سابعا ً ‪ :‬جاء في صفحة )‪ (350‬الية )‪ (42‬من سورة‬
‫القلم‪.‬‬
‫في قوله تعالى ‪ ) :‬يوما يكشف عن ساق ( ‪.‬‬
‫قال الشيخ مخلوف ‪ ) :‬كناية عن شدة هول القيامة‬
‫(‪.‬‬
‫‪ ‬قلت ‪ :‬هذا أحد القولين في تفسر الية ‪ ,‬والقول‬
‫الثاني‪ :‬أن المراد يكشف الله عن ساقه ‪ ،‬ويدل لهذا‬
‫الحديث الثابت في الصحيح)‪ ، (8‬والسلف لم يختلفوا‬
‫في إثبات صفة الساق كرجله ويده وإنما اختلفوا في‬
‫‪ ( 7‬انظر تفسير ابن كثير ‪. 573-5/572‬‬
‫‪ ( 8‬أخرجه البخاريِ – كتاب التوحيد باب قول الله تعالى ) وجوه يومئذ ناضرة إلى‬
‫ربها ناظرة ( ‪ 13/431‬حديث رقم ‪ 7439‬وأخرجه أيضا ل مسلم حديث ‪ 183‬من‬
‫طريق عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدريِ ‪.‬‬
‫تفسير هذه الية‪ .‬فقال بعضهم ‪ ) :‬المراد بالساق‬
‫ساق الله فالله يكشف عن ساقه فيسجد له‬
‫المؤمنون حينئذ كما في الصحيحين ()‪ . (9‬وقال‬
‫بعضهم ‪ ) :‬إن المراد شدة الهول ( فلم يجعلوها من‬
‫آيات الصفات ‪ ،‬ولكنهم لم ينفوا صفة الساق الثابتة‬
‫في السنة فلم يثبتوا صفة الساق بنص القرآن وإنما‬
‫أثبتوها بالسنة وال منافاة بين القولين فالله يكشف‬
‫عن ساقه يوما شدة الهول ‪ .‬بخلف المعطلة فانهم ل‬
‫يؤمنون بصفة الساق ول يثبتونها ل بالقرآن ول بالسنة‬
‫بل حملوا الية والحديث على شدة العذاب ‪ ،‬وهذا‬
‫وان كان محتمل في الية فانه ل يحتمل في تفسير‬
‫الحديث لورود الساق مضافة الى الضمير العائد على‬
‫الله تعالى)‪. (10‬‬
‫***‬
‫ثامنا ‪ :‬جاء في صفحة )‪ (384‬الية )‪ (1‬من سورة‬
‫العلى‪.‬‬
‫في قوله تعالى ‪ ) :‬سبح اسم ربك ( ‪ ،‬ولم يذكر‬
‫العلى وهي تماما الية ‪ ،‬ومعناه العلى من كل شيء‬
‫‪ ( 9‬لفظه عند البخاريِ أن أبا سعيد الخدريِ قال ‪ :‬قلنا يا رسول هل نرى ربنا يوم‬
‫القيامة ؟ قال ) هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا ل ؟ ( قلنا ‪ :‬ل‬
‫‪ ,‬قال ) فإنكم ل تضارون في رؤية ربكم يومئذ إل كما تضرون في رؤيتها ‪.‬‬
‫ثأم قال ) يناديِ مناد ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون فيذهب أصحاب الصليب‬
‫مع صليبهم وأصحاب الوثأان م أوثأانهم وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم حتى يبقى من‬
‫كان يعبد الله من بر أو فاجر وغيره من أهل الكتاب ثأم يؤتى بجهنم تعرض كأنه‬
‫سراب فيقال لليهود ما كنتم تعبدون ؟ قالوا ‪ :‬كنا نعبد عزيرا ل ابن الله ‪ ,‬فيقال ‪:‬‬
‫كذبتم لم يكن لله صاحبة ول ولد فما تريدون ؟ قال ‪ :‬نريد أن تسقينا ‪ ,‬فيقال ‪:‬‬
‫اشربوا فيتساقطون في جهنم ‪ ,‬ثأم يقال للنصارى ما كنتم تعبدون ؟ فيقولون ‪:‬‬
‫كنا نعبد المسيح ابن الله ‪ ,‬فيقال ‪ :‬كذبتم لم يكن لله صاحبة ول ولد فما تريدون ‪,‬‬
‫فيقولون نريد أن تسقينا ‪ ,‬فيقال ‪ :‬اشربوا فيتساقطون حتى يبقى من كان يعبد‬
‫الله من بر أو فاجر ‪ ,‬فيقال لهم ‪ :‬ما يحبسكم وقد ذهب الناس ‪ ,‬فيقولون ‪:‬‬
‫فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم وإنا سمعنا مناديا ل يناديِ ليلحق كل قوم بما‬
‫كانوا يعبدون وإنما ننتظر ربنا قال ‪ :‬فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي‬
‫راؤه فيها أول مرة ‪ ,‬فيقول ‪ :‬أنا ربكم ‪ ,‬فيقولون ‪ :‬أنت ربنا فل يكلمه إل النبياء ‪,‬‬
‫فيقول ‪ :‬هل بينكم وبينه آية تعرفونه ؟ فيقولون ‪ :‬الساق ‪ ,‬فيكشف عن ساقه‬
‫فيسجد له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد لله رياءل وسمعة فيذهب كيما يسجد‬
‫فيعود ظهره طبقا ُ واحدا ل ‪ ..‬الحديث (‬
‫( انظر تفسير ابن جرير ‪ , 42-38-29‬وتفسير ابن كثير ‪. 91-7/90‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪ ،‬فهو أفعل تفضيل دال على علوه تعلى بكل معاني‬
‫العلو فهو العلى قدرا ومنزلة ‪ ،‬وهو العلى بالقهر‬
‫والغلبة ‪ ,‬وهو العلى بذاته فوق كل شيء وفي ذكر‬
‫اسمه العلى في هذا الموضع بيان لموجب‬
‫استحقاقه للتسبيح وهو التنزيه عن النقائض‪.‬‬

‫***‬
‫فهرس المراجع‬

‫‪ -1‬تفسير ابن جرير الطبري )جامع البيان( طبعة مكة ومطبعة‬


‫مصطفى البابي الحلبي وأولده بمصر الطبعة الثالثة )‪1388‬هـ(‪.‬‬
‫‪ -2‬تفسير البغوي المسمى )معالم التنزيل( للماما أبى محمد‬
‫الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي إعداد وتحقيق خالد‬
‫عبدالرحمن ومروان سوار دار المعرفة ببيروت لبنان الطبعة‬
‫الولى )‪1406‬هـ(‪.‬‬
‫‪ -3‬تفسير ابن السعدي طبع المؤسسة السعدية‪.‬‬
‫‪ -4‬العلو للعلي الغفار للحافظ الذهبي ط السلفية المدينة‪.‬‬
‫‪ -5‬عقيدة السلف أصحاب الحديث لبي إسماعيل الصابوني تحقيق‬
‫وتخريج بدر البدر الدار السلفية الكويت‪.‬‬
‫‪ -6‬مجموع فتاوي ابن تيمية جمع وترتيب عبدالرحمن بن محمد بن‬
‫قاسم العاصمي النجدي الحنبلي الرئاسة العامة لغدارات البحوث‬
‫العلمية والفتاء والدعوة والرشاد تصوير عن الطبعة‬
‫الولى )‪1398‬هـ(‪.‬‬

You might also like