Professional Documents
Culture Documents
123456
123456
يعتبر الطفولة زينة الحياة وعماد المستقبل فالطقل اليوم هم رجال وأمهات الغد وهم ثروة هذه األمة واألمل المنشود
الذي نطلع إليه في تحقيقه مانصب إليه من األهداف العظيمة في المستقبل ويكفي أن المولى عز وجل قد أقسم بهم في
فوله تعالى ( َ ال أ ُ ْقسِ ُم ِب َٰ َه َذا َ۬اَ ْل َبلَ ِد (َ )1وأَنتَ حِل ِب َٰ َه َذا َ۬اَ ْل َبلَ ِد (َ )2و َوالِد َو َما َولَ َد (.1) )3
وتعد الطفولة أول مراحل مراحل الحياة وأولى خطاها نحوى التكامل والتسامح وهي مرحلة أساسية ومهمة في التكوين
والتقويم حين يتم قبلها إعداد الطفل وتأهيله ليستقبل مراحل عمره المقبلة بإدراك قومه وبعقله أنضج وبمعلومات
أوضح.
ومن الثابت أن حالة األطفال تختلف عن حالة شرائح المجتمع األخرى ،فاألطفال ليشكلون خطراً فكريا أو أمنيا على
الدولة وليهددون كيانها وليست لهم أصواث يؤثرون به على اإلتجاهات السياسية و القتصادية و الجتماعية في الدول
فهم أكثر الدول الشرائح الحاجة إلى الهتمام والرعاية.
وإزاء األهمية الكبرى للطفولة فإن رعايتها وإحاطتها بالضمنات ليس واجبا وطنيا فحسب وإنما هو مبدأ أخالقي
وإنساني على طريقة تحرير اإلنسان الذي هو غاية الحياة ومنطلقها.
وإيمانا منها على أهمية هذه البنة المستقبلية للمجتمع ،فقد عنت النظم الجتماعية والقانونية على مر التاريخ باإلهتمام
بالطفولة ورعايتها وذلك طوال رحلة العطاء اإلنساني الذي إمتدى فيها بكل الفضائل األخالقية وبالعقائد واألديان
السماوية الذي تعاقب على التواجد اإلنساني.
فتميزت الحضارات القديمة في الحقب التاريخية بغياب الضمير في العالقات الجتماعية واإلنسانية فكانت تنشر كل أنواع
الفشل والضلم واإلستبداد والعبودية ونزعة التملك لكل شيئ تطال حتى األطفال والنساء لتجعل منهم عبيدا وخدماء
إضافة إلى ذلك فقد كانت مجموعة من القبائل قبل مجيئ اإلسالم تعمل على حرمان األطفال من الرعاية وإنتهاك حقوقهم
حيث كانت المرأة إذا طلقت أو مات عنها زوجها تطرد وينزع ومنها إبنها حتى يبلغ أشده فيختار عندها إن كان يريد
معرفة أمه 2إستمر هذا الوضع إلى أن جاء اإلسالم والذي إهتم بالطفل إهتماما كبيراً وجاء بدستور كامل يعتريه الحقوق
و الحريات األساسية للطفل سواء قبل أو بعد الميالد فحدد حقوق الطفل على أسرته ومجتمعه ،كما نجد الشريعة
اإلسالمية قد أفرزت للطفل مجموعة من الحقوق كحقه في الحياة والنسب والحق في اإلسم والرضاعة الطبيعية
والحضانة واإلرث وغير ذلك من الحقوق التي لتسع أن نذكرها.
أما من ناحية الدولة فإن حقوق الطفل قد عرفت نشأة تدريجية ولم تحظى الطفولة باإلهتمام ...إجتماعية مستقلة إل من
خالل بداية القرن 19حيث كان الهتمام واضحا كالمواثيق الدولية والتي صادقت عليها مجموعة من الدول من بينها
المغرب.
وبدلت المملكة المغربية جهوداً كبيرة لتكريس حق الطفل في الرعاية من خالل منظومة تشريعية ومؤسسات خاصة
باألطفال ،وتتجلى من خالل النص على الرعاية بصفة علمة التي تشمل بند كافة حقوق في مدونة األسرة والدستور
الذي يعتبر أسمى قانون.
وما يهمنا في هذه الدراسة معرفة وتوضيح مدى تمتع الطفل بالرعاية والحفاظ له على هذا الحق.
وليتحقق ذلك بالدراسة من الجانب النظري فقط ،بل لبد من الدراسة من الجانب الميداني حتى نتمكن من معلومات
دقيقة .ومن أسباب إختيار الموضوع تزايد عدد األطفال في وضعية صعبة والذين يحتاجون إلى رعاية لذلك فهناك كل
المبررات إلجراء المزيد من الدراسات واألبحاث في هذا الموضوع خصوصا تلك التي تحاول إكتشاف ووضع األسس
والقواعد التي يجب مراعاتها في الرعاية البديلة للطفولة والمستوحاة من روح الشريعة اإلسالمية ومن جهة أخرى فقد
...إهتمامي الكثير من المظاهر السلبية القائمة في أساليب الرعاية المؤسسية لألطفال الذين حرمو من رعاية أبويهم
كما أن النقض الهائل في الكتابات العربية التي تتناول مجال الرعاية البديلة للطفولة ،وكذلك إثارة إنتباه األباء واألمهات
ميالد سني حماية الدولة لحقوق الطفل مذكرة لنيل شهادة ماجستير تخصص قانون عام جامعة محمد خيضر بسكرة 2015 2014ص .3 2
الذين قد تفيدهم المعلومات في تجنب المشاكل العائلية والمحافظة على تماسك األسرة حرصا على عدم حرمان األطفال
وتقديم حماية لهم.
وتتمتل صعوبات في قلة المراجع المتخصصة في الموضوع وصعوبة الولوج إلى المكتابات وحصول على نسب دقيقة
لألطفال المحرومين من هذه الرعاية في هذه الظرفية التي توازي هذا الوباء ،أما المنهج المتبع مركب بين إستقرائي
وتحليلي حيث يهدف األول إلى إحصاء مجمل النصوص التي تناولت هذا الموضوع وبينما يهدف األول إلى إحصاء
مجمل النصوص التي تناولت هذا الموضوع وبينما يهدف األول إلى إحصاء مجمل النصوص التي تناولت هذا الموضوع
وبينما يهدف الثاني إلى تحليل النصوص القانونية.
ومن خالل هذا التقديم سنطرح التساؤل التالي :مامدى تمتع الطفل بحق الرعاية األسرية والرعاية البديلة بين التشريع
الدولي والتشريع الوطني؟
يتطلب حل هذه اإلشكالية الرئيسية للموضوع تحديد موقف المنظومة القانونية الوطنية من حق الطفل في الرعاية في
الدستور المغربي ومدونة األسرة ودراسة مدى مالئمة القانون المغربي لإلتفاقيات الدولية .وعلى طول مراحل البحث
سوف نحاول اإلطالة على واقع حقوق الطفل من خالل تحليل نتائج البحث الميداني.
سوف نقسم هذا البحث إلى قسمين :
ندرس في الفصل األول حق الطفل في الرعاية األسرية بين التشريع الوطني والتفاقيات الدولية ،واإلطالة من حيث
ألخر على واقع الطفل من خالل نتائج البحث الميداني الذي قمنا به في القسم الثاني .وقبل البدأ في تحليل هذا الموضوع
الهام نقوم بتحديد المقصود ببعض المصطالحات األساسية الواردة في نصه تحديداً دقيقا من أصل أن يكون التحليل
دقيقا ومن أهم المصطلحات :الطفل ،حق الطفل ،مفهوم الرعاية ،تعريف األسرة.
الطفل :تستعمل العديد من المصطلحات للدللة على الطفل مثل :الولد ،الصغير ،المراهق ،القاصر ،الغير البالغ،
الحدث وعيرها من الكلمات التي يمكن إعتبارها إلى حد ما مرادفة لكلمة الطفل ،ولكن التعمق في الموضوع يعرف بأن
لكل منها معنى محدداً .وفي بحثنا هذا سوف نتجاوزها ونستعملها كمرادفات.
يصعب تعريف الطفل وإعطائه تعريفا يكون مقبول من طرف كل المهتمين بشؤونه ،وكل المحاولت إلعطاء كلمة
"الطفل" تعريف موحداً تؤدي إلى إهمال مجموعة من الحقائق الجتماعية والثقافية إذ يختلف المقصود بالطفل وتعريفه
في ميدان العلوم الطبية عنه في علم النفس وفي علم الجتماع .لذلك سوف نقتصر على تعريف الطفل في القانون حيث
ينطبق مصطلح الطفل في القانون على كل شخص يكون بسب سنه محميا بالقانون ،ويؤسس نظاما من التمثيل الشرعي
له .والمشكل هو غياب سن موحد للبلوغ في مختلف التشريعات الوطنية.
أما عن تعريف الطفل في القانون الدولي فإننا نالحظ بأن معظم الوثائق الدولية لم تحدد على أوجه الدقة المقصود
بالطفولة والطفل ولم تحدد هذه كذلك الحد األقصى نفس الطفل أو نهاية مرحلة الطفولة .واإلستثناء جاء :في إتفاقية
األمم المتحدة لحقوق الطفل لعام 1989في مادتها األولى بأنه كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشر سالم يبلغ سن الرشد
قبل ذلك بموجب القانون المنبق عليه .ويذهب البعض إلى إعتبار هذا التعريف متسما بالغموض والتردد ،3خاصة في
األحوال التي يحدد فيها التشريع الوطني سن أقل لمن يعتبر في نظره طفال دون أن يعتبر من تجاوزها بالغا سن الرشد
ويقترحون لتجاوز هذا الخلل الشرعي فهم النص على أن الطفل موكل إنسان حتى 18سنة إل إذا حدد القانون بلده سنا
أقل ودون ربط ذلك ببلوغ سن الرشد.4
حق الطفل :تعتبر حاليا مسألة حماية حقوق الطفل على المستوى العالمي إحدى اإلنشغالت المتصلة بحقوق
اإلنسان .إذ تم اإلعالن منذ عام 1984في إطار عصبة األمم المتحدة عن عدة مبادئ مخصصة لحماية حقوق الطفل.
تلها جهود األمم المتحدة التي نتج عنها إنشاء صندوق دولي لتقديم العون للطفل ،ثم صادقة الجمعية العامة لألمم
المتحدة عن إعالن حقوق الطفل يوم 1959/11/20الذي يعتبر بمثابة مدونة لألمم حقوق الطفل.
نجوى علي عتيق ،حقوق الطفل في القانون الدولي ،دار المستقبل العربي 1995ص 3
محمد سعيد الدقاق ،بحث الحماية القانونية للطفل في إطار مشروع إتفاقية األمم المتحدة لحقوق الطفل ،المجلد الثاني ص 334 4
تغيرت النظرة إتجاه الطفل مع مرور الزمن فاألمر لم يعد يتعلق بوصف بعض القواعد القانونية على األطفال ،ولكن
بحقوق يتمتع بها الطفل بوصفه طفال إذا أصبح لألطفال حقوق يجب على الكبار إحترامها ،وهي تختلف عن حقوق
الكبار.5
رعاية الطفل :لغة :الحفظ والصيانة ،وإصطالحا :هي تربية الطفل واإلعتناء به والقيام بكل شؤونه على الوجه
األفضل واألكمل وصيانته من كل مايلحق به األذى وتوجيهه إلى الخير وإبعاده عن الشر بما يحقق نمو شخصيته بشكل
متوازن وفق منع اإلسالم.
وقد أسند هللا الرعاية لألطفال إلى والديه حيث أن توافر حقوق وقداسته مسؤولية رعايتهم نابغة من قداسة المؤسسة
األسرية المبنية على الميثاق الغليظ بالمعاشرة الحسنة قال رسول هللا صلى عليه وسلم " إن هللا سائل كل راع عما
إسترعاه أحفظ ذلك أم ضيع حتى يسأل الرجال عن أهل بيته"6
األسرة :تعريف األسرة على أنها هي الخلية األساسية في المجتمع وأهم جماعته األولية ،وهي عبارة عن رابطة
إجتماعية تتكون من أب وأم وأبناء .أو تقوم األسرة بوظيفة بيولوجية تقتصر على إنجاب األطفال وتحديد أو تنظيم
النسل .وتقوم كذلك بوظيفة نفسية والتي تعد من أهم وظائف األسرة إتجاه أبنائها فهي التي تبث في أفراد األسرة الراحة
النفسية واإلحساس باألمان واإلستقرار الجتماعي كما تساعدهم في حل مشاكلهم الخاصة والعامة ،وتعمل األسرة على
جعل األبناء ذوي شخصيات مترتبة من خالل إعطاء لألطفال اإلحترام والتقدير وتنمية الثقة بالنفس في داخلهم كما
تمنحهم الحب واإلحتواء حق يكونوا ناضجين عاطفييا .الوظيفة اإلجتماعية :يبقى على األسرة تعليم األبناء تقافة
التعامل مع األخرين والسلوك والمبادئ ،فمثال لبد من تعليم األطفال كيفية إحترام األخرين وإحترام حقوقهم الشخصية
ومساعدة األخرين7
رسالة الدكتوراه ،مالئمة التشريع المغربي لإلتفاقات الدولية ،نعيمة البالي 5
6
7
https://drbaharat.com/?I0=9