Professional Documents
Culture Documents
222
222
إن أهمية دراسة موضوع إصالح القضاء بالمغرب تعود العتباره أهم ضمانة الحترام حقوق االنسان وحماية مصالح األفراد
والجماعات عن طريق السلطة القضائية المخولة له والتي تعتبر اآللية المعهود إليها بضمان سيادة القانون ومساوة الجميع أمام
. مقتضياته
: وبالعودة إلى الصكوك الدولية المختلفة يتبين لنا عدة أمور من بينها
أوال :إن الغاية من احترام فكرة إصالح القضاء هي حماية الشرعية الديموقراطية وحقوق اإلنسان ،حيث أن معايير القضاء الحديث
ووجوب االلتزام بها قد وردت في الصكوك الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان ،أولها اإلعالن العالمي لحقوق االنسان 1948م ،والعهد
الدولي الخاص بحقوق االنسان المدنية والسياسية 1966م ،يفضي االلتزام بقواعد العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية
. واالجتماعية والثقافية ،إلى وجوب احترام تلك المعايير في الممارسة العملية لكفالة حقوق اإلنسان
حيث أن هذه الصكوك أتت ببعض المعايير من بينها إدخال االبتكارات العلمية والتكنولوجية
. في عمل القضاء إجماال ،واستعمال تقنيات مبتكرة للكشف عن الجرائم والتحقيق والمقاضاة وإصدار األحكام
،والتدريب والتقييم المستمرين للعاملين في القضاء ،وأخرى فصلت بعض المعايير الرئيسية
كالوثيقة الخاصة بمبادئ استقالل السلطة القضائية ،التي اعتبرت معيار استقالل السلطة القضائية ليس واحدا من معايير القضاء
الحديث ،وإنما يشكل ضمانا لبقية المعايير وإعمالها ومنها أن يوفر لكل فرد الحق في محاكمة عادلة وعلنية أمام هيئة من قضاة
مؤهلين ومستقلين وغير منحازين ،وال يكفي إن توضع مبادئ استقالل القضاء في إطار التشريعات الوطنية فقط بل يجب احترامها
. في الممارسة العملية
ثانيا :إن معايير القضاء الحديث متطورة ومتجددة بتطور وتجدد حقوق اإلنسان وتزايد نمو التصنيع والتكنولوجيا والتقدم العلمي
ثالثا :إن غاية إصالح القضاء ومقاصد احترام فكرته تتمثل في إيجاد السبل القانونية واإلدارية والتقنية التي تجعل القضاء قادرا على
. حماية حقوق اإلنسان كافة ،كغاية نهائية إلصالح القضاء واحترام فكرته
وكون فكرة أن اإلصالح القضائي ال يمكن أن تتم إال في إطار عملية اإلصالح الشامل ،فان احترام فكرة القضاء ال تقوم اال بقيام
. الدولة الحديثة ذات البنية الديمقراطية وفي ظل توافر شروط احترام الشرعية وحماية حقوق اإلنسان
وقد ترتب عن إهمال الدولة إلصالح القضاء أن تعرض الختالالت عميقة وممارسات أثرت سلبا على تحقيق العدالة والمساواة بين
المواطنين أمام القضاء ،وعلى تدفق االستثمارات الخارجية ببالدنا ،وأساءت لصورة المغرب داخليا وخارجيا ،وأصبح ورود اسم
.المغرب في تقارير المنظمات الحقوقية شبه دائم
من هنا توالت دعوات إصالح القضاء في المغرب التي أشارت إليها الخطب الملكية عن القضاء وضرورة إصالحه ،حيث أكد سموه
على ضرورة إصالح شمولي للقضاء وتعزيز استقالله من أجل ترسيخ العدالة وتوفير االمن القضائي ،وضمان المساواة بين
المواطنين ،إلى جانب أهميته في التنمية االقتصادية والتشجيع على االستثمار .كما انه تحدث عن اهمية العنصر البشري في هذا
. القطاع الذي يضمن حرمة القضاء واستقالله وضرورة توفرالنزاهة واالستقامة في دواليبه
، إن المتأمل في اإلصالحات التي أدخلت على قطاع العدالة ببالدنا في السنوات األخيرة
وذلك شانه شان عدة مرافق وقطاعات أخرى ،في إطار منظور إصالحي شامل لدواليب
الدولة وتلبية لتقرير البنك الدولي ،ال يمكنه إال أن يتساءل :أي إصالح لنظامنا القضائي ؟
هل هناك تطور في هذا الصدد,وما مدى مساهمة تحديث مرفق القضاء ان يساهم في هذا اإلصالح أم هناك عراقيل اعترضت هذا
المشروع ،وما هي هذه العراقيل ؟ ثم ماذا أنجز ضمن هذا المشروع اإلصالحي ؟
: مقدمة
يعتبر القضاء إحدى الركائز األساسية التي يقوم عليها بناء الدولة فالعدل أساس الملك ،وال يمكن تصور حياة منضبطة داخل
الجماعة البشرية إال إذا كان هناك جهاز مستقل وفعال يقوم بتصريف العدالة بين األفراد بخصوص ما ينشأ بينهم من نزاعات ،وبقدر
ما تتشعب العالقات بين األفراد وتشتد التحديات التي تفرزها التحوالت اإلقتصادية واإلجتماعية واإليدولوجية الناتجة عن التطور
المستمر لألوضاع في سياق عملية التغيير اآلمتناهية التي تطبع حركة المجتمعات ،بقدر ما يكون لزاما على القضاء إستيعاب هذه
. التحوالت ومواكبتها على نحو يسهم في عدم إعاقة التطور واإلنخراط في المسار التنموي إلى أبعد حدوده الممكنة
: وفي هذا السياق ،فقد عرف المغرب عدة تطورات في بناء نظامه القضائي حيث نميز بين ثالثة مراحل
أوال :مرحلة ما قبل الحماية ،حيث عرف ما يسمى بقضاء الشرع
"Chraâ"
فالقاضي المغربي كان يمارس الوظيفة القضائية بتعيين سلطاني ،كما ظل يتمتع في ظله بالوالية العامة فيما يعرض عليه من قضايا
، مدنية ،تجارية
جنائية ،إدارية وأحوال شخصية .أما بخصوص الطعون المقدمة ضد األحكام فكانت من إختصاص كبار العلماء بالقصر السلطاني ،
باإلضافة إلى أن هذه المرحلة تميزت كذلك بمنح إمتيازات قضائية لألجانب المقيمين بالمغرب فنشأ ما يسمى بالقضاء القنصلي ،حيث
ال يتم اإلعتماد على األنظمة القانونية المغربية ،إلى جانب هذا القضاء وجد "القضاء العبري" أي محاكم تختص بالنظر في
المنازعات بين اليهود المغاربة كـ"أهل ذمة" فيما يخص األحوال الشخصية والميراث كما يظهر كذلك القضاء المخزني الذي إعتبر
مظهرا للقضاء الكنسي ،ونظرا لمعاناة األوربيين من تعسف الكنيسة لم يقبلوه لحل منازعاتهم ،ويعود القضاء المخزني إلى النصف
الثاني من القرن 18تنفيذا للمعاهدات واإلتفاقيات المبرمة بين المغرب والدول األجنبية خاصة فرنسا ،بريطانيا ،ألمانيا ،إسبانيا،
إيطاليا فيما يخص امتيازات جمركية وتجارية بالسواحل المغربية ،ومعاهدة الصداقة بين المملكة المغربية والفرنسية سنة 1767
. من بين األسباب المرجعية لنشوء المحاكم المخزنية
وقد تميزت هذه المحاكم بتبسيط في مسطرة والسرعة في إصدار وتنفيذ األحكام بواسطة أعوان السلطة من مخزني وشيخ ومقدم.
وبمجيء "الحماية" التي عملت على تطوير القضاء المخزني بهدف إضعاف قضاء "الشرع" لم تستطع وضع نظام قضائي على
. طراز على ما هو معمول به في فرنسا
ثانيا :أما بالنسبة لمرحلة الحماية فبالرغم من إستئثار اإلدارة-المخزن بالقضاء كما هو الشأن بالنسبة للبرلمانات المحاكم بفرنسا في
القرن 18فإنها لم تستطع سلطة الحماية إدخال اإلصالحات اإلدارية والقضائية ...التي نصت عليها المادة 1من معاهدة الحماية
. لسنة 1912
كما وجدت إلى جانب ذلك عائلة القضاء العرفي البربري حيث جاء في الفصل األول من ظهير 11شتنبر 1914أن القبائل ذات
. العرف البربري ستبقى منظمة ومدارة حسب قوانينها وأعرافها الخاصة بها ،وذلك تحت مراقبة السلطات
أما في منطقة الحكم اإلسباني ،فقد نصت مقتضيات المادة 24من اإلتفاقية اإلسبانية الفرنسية بتاريخ 27نونبر 1912على أن
الحكومة الفرنسية والحكومة اإلسبانية تحتفظان بالحق في أن تقيم كل منهما في منطقتهما منظمات قضائية مقتبسة من تشريعها
. الخاص
وفي منطقة طنجة وجد القضاء المختلط بحكم الوضع الدولي لها بمقتضى إتفاقية 18ديسمبر ،1923حيث تم إنشاء محكمة مختلطة
سنة 1924تتألف من 14قاضيا ممثل فيها كل من فرنسا ،إسبانيا ،المغرب ،هولندا ،إنجلترا ،أمريكا ،البرتغال ،السويد ،إيطاليا .وقد
ثار النقاش حول الوحدة والثنائية والتعددية في النظام القضائي والنظام القانوني بالمغرب حيث نظرية الوحدة تقول بوحدة القضاء
. ووحدة القانون ،أما الثاني فتقول بوحدة القضاء وثنائية القانون بالمغرب
وبالنظر إلى الهيكل والبناية -وهنا يكمن الخطأ -حيث إعتبر رواد النظرية الوحدوية كون القضاء واحد أي الجانب الشكلي منه ،إال
أنه بالمعنى الوظيفي يمكن القول أنه كان هناك فعال قضاء في المجال اإلداري وقضاء مدني والذي عرف الثنائية الفعلية مع المجلس
. األعلى سنة 1957ليتم فصل البناية والهيكل مع صدور قانون 41/90والمحاكم اإلدارية السبعة
وإذا كان هذا هو وضع النظام القضائي والقانوني في مرحلة ما قبل وإبان الحماية ،حيث عاش المغرب وضعا إستثنائيا وخاصا في
صيرورته التاريخية ،فكيف هو الحال مع مجيء اإلستقالل؟
: ثالثا :مرحلة اإلستقالل والتي نميز فيها بين أربع مراحل
مرحلة البدايات في القضاء العصري المغربي والتي تؤرخ بظهير 4أبريل 1956المنظم للقضاء ،وظهير 27شتنبر 1- 1957
المحدث للمجلس األعلى ،وعلى قاعدة هذه التشريعات تشكلت األجهزة القضائية المغربية آنذاك على الشكل التالي :محاكم السدد،
. المحاكم اإلبتدائية ،المحاكم اإلقليمية ،ومحاكم اإلستئناف
مرحلة النضج ويؤرخ لها بصدور قانون التوحيد والمغربة في يناير 1965وتميزت هذه المرحلة أنها أدمجت محاكم الصلح في 2-
. محاكم السدد والمحاكم اإلقليمية في المحاكم اإلبتدائية فأصبح الجهاز يتكون من محاكم إبتدائية وإستئنافية والمجلس األعلى
مرحلة اإلصالح والتي دشنها قانون يوليوز 1974وقد تاله عدة تعديالت تمثلت في إحداثه العديد من المحاكم المختصة (إدارية3- ،
. تجارية ،مالية ،مجلس الحسابات) ،إضافة إلى القضاء اإلستثنائي
هكذا ،فقد عمل المغرب منذ اإلستقالل على تأسيس لدولة الحق والقانون على أساس فصل السلط وسواسية الجميع أمام القانون ،مع
. السعي إلى تشييد بيئة قضائية تشكل قطيعة مع النظام الذي كان سائدا وإبان الحماية
غير أنه ،وبعد نصف قرن من الممارسة ،يبدو أن القضاء الذي بقي شديد اإلرتباط بالسلطة السياسية وخاضعا لضغوط مختلفة ،ظل
يعاني من السلبيات المؤسساتية ،لندخل مرحلة رابعة والتي يمكن أن نسميها بثورة اإلصالح العميق والتي دشنها الخطاب الملكي
المؤسس إلصالح القضاء بتاريخ 20غشت 2009حيث جاء فيه":قررنا إعطاء دفعة جديدة وقوية إلصالحه ،وذلك وفق خارطة
طريق واضحة في مرجعياتها ،طموحة في أهدافها ،محددة في أسبقياتها ،ومضبوطة في تفعيلها" .كما حدد جاللته ستة محاور
رئيسية لهذا اإلصالح ،تبدأ من ضمانات إستقاللية القضاء إلى تخليقه مرورا بتحديث المنظومة القانونية وتأهيل الهياكل القضائية
. واإلدارية ،باإلضافة إلى تأهيل الموارد البشرية والرفع من النجاعة القضائية
من هذا المنطلق ،فإن جميع مكونات المجتمع المغربي أصبحت تطالب بضرورة إصالح القضاء وتحديثه من أجل بناء ديمقراطية
: تواكب عصر التحوالت العميقة ،وفي هذا السياق تطرح اإلشكالية التي نرمو إلى معالجتها والمتمثلة في
إلى أي حد يمكن لتحديث اإلدارة القضائية أن يسهم في إصالح القضاء في المغرب؟
: ويتفرع عن هذه اإلشكالية المركزية عدة تساؤالت فرعية تتمحور حول
ما هي الحدود والمعوقات التي تقف عائقا أمام إصالح القضاء؟
ما هي اإلكراهات التي تواجه اإلدارة القضائية؟
ما هي التوصيات والمجهودات المبذولة إلصالح هذا المرفق؟
ما هي اآلليات وآفاق إصالح القضاء في المغرب؟
: أهمية الموضوع
على المستوى السياسي :أصبح الحديث عن موضوع التحديث ،اإلصالح القضائي ،من بين المواضيع المهيمنة على الخطب -
السياسية ،والنقاش العام الداخلي والخارجي ،كما أن الخطاب الملكي األخير حول اإلصالح القضائي يعكس الرغبة الحقيقية في
التغيير المتوخى في بالدنا مند مدة طويلة ،لكن ماذا إستجد في هذا النطاق؟ فإشكالية الدعوة إلصالح القضاء قضية قديمة ،على
إمتداد سنوات خلت ،حيث ظلت الجهات الموالية للسياسية الرسمية أو الجهات المعارضة ،على حد السواء تقر بضرورة إصالح
القضاء إال أننا لم نعاين األثر الفعلي الملموس لهذا اإلصالح على أرض الواقع .أما اليوم فهناك إرادة سياسية تدعوا إلى ضرورة
إطالق إصالح شامل وعميق للقضاء ،أي إصالح جوهري يتجاوز قطاع القضاء إلى منظومة عدالتنا ،واإلعتناء بمفهوم اإلصالح
. المؤسساتي عوض اإلقتصار على اإلصالح اإلداري
على المستوى العملي :أنه فكرة تطوير اإلدارة القضائية على مستوى المحكمة بإعتبارها وحدة اإلنتاج في النظام القضائي ،تهتم -
بقضايا مباشرة وذات طابع ميداني تتصل بالممارسة القضائية اليومية من خالل جملة من اإلشكاليات التي تثيرها هذه الممارسة،
والمتعلقة أساسا بالتصور لمستوى األداء المطلوب عن محكمة نموذجية ،بدءا بالبنية األساسية لهذه المحكمة التي ينبغي أن تعكس
سمو ورفعة مقام العدل والعدالة ،مرورا باإلستقبال الجيد المبني على التواصل واإلنصات ،وصوال إلى اإلدارة الجيدة للخصومة
القضائية بما تتطلبه من إدارة اإلجراءات بما يتيح للمتقاضين فرصة بسط جوانب الخالف وأوجه دفاعهم ودفوعهم في سياق
متطلبات المحاكمة العادلة مع تحكم في الزمن اإلجرائي لتجاوز إشكالية البطء في تصريف القضايا ،وإنتهاء بحكم يستجيب
لمواصفات جودة الحكم أو القرار الصادر عن دراسة متأنية ومتعمقة لجوانب الخصومة في مداوالت تحترم تقاليد وأعراف المهنة.
باإلضافة إلى جانب التأهيل والتحديث من خالل إعادة النظر في مؤسسات ومناهج التكوين ،وتشجيع البحث العلمي بتبني اإلدارة
. المعلوماتية والتكنولوجية الرقمية
على المستوى األكاديمي :فإن أهمية الموضوع تتجلى في كونه مفتوح للنقاش العام بين جميع الفاعلين السياسيين والمجتمع -
المدني والمهتمين بهذا المجال -لذا فإن تراكم كل الجهود للمساهمة في هذا المسار اإلصالحي والنهوض بعدالتنا مسؤولية الجميع
. والجامعة في مقدمتهم
: المنهج المستعمل -
أنه من الضروري أن تكون المناهج والتقنيات والمفاهيم والنظريات التي توظفها المقاربات السوسيولوجية متطابقة ومالئمة للواقع.
ولبلوغ هذا الهدف يجب على الباحث في هذا الحقل أن يقيم حوارا مع ذاته وتراثه من جهة ،وحوارا مع الثقافات والنتاجات المعرفية
من جهة أخرى .فليست السوسيولوجيا خطابا تأمليا مجردا ،بل هي تحليل للبنيات االقتصادية واالجتماعية والثقافية والسياسية.
لإلجابة عن هذه األسئلة المطروحة ومعالجة إشكالية ثحديث اإلدارة القضائية تفرض علينا الضرورة المنهجية والعلمية إعتماد
مقاربة منهجية لذلك تساعدنا على اإلحاطة بكل الجوانب التي يطرحها موضوع البحث ،وفي هذا اإلطار يبدو لنا أن المنهج النسقي
المنهج األنسب لتحليل الظاهرة إدارة القضاء ؛ فهذه األخيرة تشكل منظومة ونسقا متكاملين من العناصر البشرية والقانونية
والمادية واألخالقية ،التي تتفاعل فيما بينها لتؤثر في سيرورة عمل هذا النسق اإلداري وتؤدي وظيفة معينة ضمنه ،وبالتالي
فالمنهج النسقي سيساعدنا في تحليل العالقة الموجودة بين هذه العناصر وبين عملية اإلصالح ،وإبراز تفاعل تحديث اإلدارة
القضائية ،كعنصر نسقي أساسي ،ضمن النسق اإلداري وتكييفه مع العناصر األخرى ،وآثاره على إصالح القضاء .وبإعتبار أن
التحديث عملية تعتمد على بعض المدخالت ،فإن توظيف هذا المنهج يمكن من معرفة طبيعة المدخالت ،ونوعية التفاعل وكذلك نتائج
. المخرجات ،فهذه العملية تقوم على تفاعل عناصر النسق اإلصالحي فيما بينها ضمن حركية لهذا العمل
: الدوافع الموضوعية والذاتية_
الدوافع الموضوعية :إلختيارنا هذا الموضوع ،تتجلى بإعتبار إصالح القضاء موضوع قديم ،وجديد في نفس الوقت ،وموضوعا -
مازال لم يكتمل في معالمه وفي إشكاالته ،لذا فإن دراسة موضوع إصالح القضاء من الناحية اإلدارية يولي اإلهتمام على دراسة
الجانب اإلداري لمرفق القضاء والذي يوضح بجالء مدى مساهمة إدارة القضاء في اإلصالح الشامل والعميق والذي يدعوا له كافة
. الفاعلين سواء الرسميين أو غير الرسميين
الدوافع الذاتية :هو المساهمة في هذا الورش الكبير في إطار دراسة أكاديمية ،ال ترتبط باإلصالح القضائي من الجانب السياسي أو -
القانوني ،وإنما إيالء اإلهتمام أكثر بالجانب اإلداري ،وهذا اإلهتمام نابع من طبيعة تخصصنا في وحدة تدبير اإلدارة المحلية ،حيث
. بدأت الفكرة صغيرة لتتطور وتصبح فيما بعد هاجسا ورغبة حقيقية للبحث المستمر في هذا الموضوع
: الصعوبات -
أما جانب الصعوبات التي إعترضت البحث فإنها كغيرها من الصعوبات التي تعترض أي باحث أو راغب في الحصول على قيمة
حقيقية لبحثه منها قلة المراجع في هذا المجال ،بإستثناء بعض الكتابات المنشورة في العديد من المجالت ،على إعتبار أنه موضوع
. مازال مفتوحا للنقاش العمومي
: التصميم المقترح -
: ولدراسة هذا اإلشكال المطروح سنقسم موضوعنا هذا إلى فصلين كاألتي
الفصل األول :سنتناول فيه أهم المعيقات التي تعيق عملية اإلصالح الشامل والعميق والتي تحول دون تدبير جيد وفعال إلدارة
القضاء ،أما الفصل الثاني فسنتطرق فيه إلى متطلبات تحديث اإلدارة القضائية حيث سنعالج في نقطة أولى المرجعيات المؤطرة
. إلصالح القضاء في المغرب ،ثم سنتناول في نقطة ثانية اآلليات إصالح القضاء بين المنجز والمأمول
: وهكذا وضع تصميم تفصيلي لهذه الرسالة كما األتي
الفصل األول :مظاهر قصور تدبير إدارة القضاء
المبحث األول :اإلكراهات الكبرى للقضاء في المغرب
المبحث الثاني :معيقات تدبير إدارة القضاء
الفصل الثاني:متطلبات تحديث اإلدارة القضائية
المبحث األول :المرجعيات المؤطرة إلصالح القضاء
المبحث الثاني :آليات إصالح القضاء بين المنجز والمأمول
Admin
Admin
عدد المساهمات2482 :
تاريخ التسجيل05/03/2012 :