You are on page 1of 8

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫عمم االجتماع الطبي‬

‫المحاضرة السادسة‬

‫الثقافة‬

‫العوامل الثقافية‬
‫الثقافة ىي ‪ :‬معرفة الفرد شيء عن كل شيء أو معرفتو بماىية األشياء وىي عكس التعمم الذي يعرف بأنو معرفة‬
‫الفرد كل شيء عن شيء أي أنو يكون اختصاصي بمجال معين من العموم اإلنسانية أو العموم الطبيعية‪.‬‬
‫ثقافة المجتمع‬
‫ثقافة المجتمع ىي ‪ :‬مجموع العادات والتقاليد والقيم واألعراف والموضات التي يكتسبيا الفرد من المجتمع عن‬
‫طريق انتقال ىذه الثقافة عن األجداد وانتقاليا من السمف إلى الخمف عبر اكتساب الثقافات‪.‬‬
‫ثقافة العيب‬
‫ثقافة العيب ىي ‪ :‬نظرة ثقافة المجتمع لمينة أو تخصص معين( مثل‪ :‬التخصصات المينية كالحدادة والنجارة‬
‫والميكانيكا‪ )...‬والى العاممين في ىذه المين نظرة غير إيجابية وعمى أنيا أي المين وأصحابيا أقل مستوى‬
‫اجتماعي ويعتبرون بعض المين عيباً ‪ ،‬عمماً أن ىذه المين تحتاج إلى قدرة عقمية ومينية كبيرة إلنجازىا وحاجة‬
‫المجتمع ليذه المين كبيرة بحيث ال يمكن االستغناء عنيا ولكن ثقافة المجتمع حكمت باإلعدام عمى ىذه المين‬
‫مما جعل بعض أفراد المجتمع ينفرون من التخصص بيا أو ممارستيا‪.‬‬
‫تأثير وأبعاد الثقافة ليا وقع ممموس عمى قضايا الصحة والمرض والخدمة الطبية من خالل تعامل الثقافة وتأثيراتيا‬
‫اإليجابية أحياناً والسمبية أحياناً أخرى عمى برامج الصحة العامة‪.‬‬

‫الثقافة والصحة والمرض‬


‫كما أسمفنا ىناك ارتباط وثيق وعالقة مباشرة وتأثيرات متبادلة ما بين الثقافة وقضيتي الصحة والمرض‬
‫وىي من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬لمثقافة دور كبير في الوقاية من األمراض وكيفية التعامل مع األمراض من خالل المعمومات والمعرفة بقضايا‬
‫الصحة والمرض ومن ىنا يمكننا تفضيل الفرد المثقف وخاصة اجتماعياً وصحياً عمى الفرد الجاىل األمي في‬
‫المجاالت االجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫‪ -2‬نظ اًر لألىمية الوظيفية لألعضاء البيولوجية والفيزيائية وخطورة اإلصابة بأجزاء معينة في الجسم أكثر من‬
‫غيرىا فأننا نفضل أو نركز عمى العناية أوالً باألمراض التي تصيب األجزاء أو األعضاء الحساسة في الجسم‬
‫كالعين والقمب مثالً والتي تمقى العناية أكثر من األطراف أو الجمد‪.‬‬
‫‪ -3‬المجوء لمطب الشعبي لو مساوئو الكثيرة فالنسق الطبي وبرامج الصحة العامة تفضل االستشفاء في الطب‬
‫الرسمي لنجاعة األدوية والعالجات لوجود ثقافة صحية لدى الفرد المراجع لمطب الرسمي ومثال ذلك مراجعة‬
‫الريف والبادية لالستشفاء بالطب الرسمي‪.‬‬
‫‪ -4‬نظ اًر لجيل بعض األفراد بالثقافة الصحية فإن برامج الصحة العامة تفضل وتبدي وتركز عمى ىذه الفئة من‬
‫الغير مثقفين صحياً وتضعيم ضمن أولوياتيا وأىدافيا في توزيع الخدمات الصحية والوقائية نظ اًر لعدم ثقافتيا‬
‫الصحية وجيميا بأمور الصحة العامة والوقاية من األمراض‪.‬‬
‫‪ -5‬لمثقافة دور كبير في عدم انتشار األمراض المعدية والوبائية لحرص المثقفين وسالمة إجراءاتيم الوقائية عن‬
‫طريق العزل والحجر مما يعطي دعماً لمصحة العامة وعدم انتشار األمراض بين أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ -6‬سيولة التعامل وخاصة النسق الطبي مع المثقفين صحياً اللتزاميم بالتعميمات ومعرفتيم بأىمية التوصيات‬
‫والتعميمات الطبية التي يصدرىا المستشفيات ‪ -‬المراكز الصحية – األطباء – الممرضين‪.‬‬
‫‪ -7‬لمثقافة دور كبير في توفير الجيد والمال والوقت عمى المؤسسات الصحية وذلك لاللتزام واحترام أعضاء‬
‫النسق الطبي والعالقات االجتماعية الطبية التي تنشأ بين المثقفين والنسق الطبي‪(.‬وىذه نقطة ميمة(‬
‫‪ -8‬لمثقافة دور كبير في نقل ثقافة مجتمعية لألفراد عن طريق ثقافة األشخاص وذلك بنقل عادات وتقاليد وقيم‬
‫وأعراف إيجابية في التعامل مع األمراض وثقافة صحية إيجابية ووقاية من األمراض المختمفة‪.‬‬
‫‪ -9‬لمثقافة دور كبير في تأسيس وخمق مجتمع مثقف قادر عمى التعايش مع األزمات وقادر عمى التطور والتقدم‬
‫التكنولوجي واالجتماعي واالقتصادي إيجابي التعامل ولو ميزة الثقافة التي تزيد من قدرتو عمى التطور والنمو‬
‫والعطاء‪.‬‬
‫‪ -11‬لمثقافة دور كبير في تحديد نمط السموك المرضي لدى األفراد لماذا؟ ألن السموك الفردي لألفراد ناتج من‬
‫شخصية الفرد وتقاليده وعاداتو وقيمو وىذه تعتبر من الثقافة العامة لمفرد وبالتالي يتحدد سموك المرض تبعاً ليذه‬
‫العوامل‪.‬‬

‫الثقافة وسموك المرض‬


‫السموك ىو ‪ :‬كل تصرف أو عمل أو إجراء أو فعالية أو تدبير يقوم بو الفرد لمتعبير عن شخصيتو وثقافتو وأىدافو‬
‫وحاجاتو القصد منو إشباع حاجة فردية أو تعبير عن شخصية أو دالالت عقمية أو امتالك ثقافة معينة والسموك‬
‫يكون فردياً وعند االلتزام بعادة أو تقميد أو عرف معين بسموك فردي معين يصبح ىذا السموك جزء من ميزات‬
‫وخصائص المجتمع‪.‬‬

‫يقصم السموك إلى قسمين‪:‬‬


‫أ) السموك اإليجابي الحضاري الفعال الذي يسمكو الفرد ضمن الجماعة وىذا بالطبع ىو المألوف في المجتمع‬
‫والمتعارف عميو وىو الذي يجب أن يكون في المجتمع الحضاري المتمدن المتطور‪.‬‬
‫ب) السموك السمبي الغير حضاري اليدام الذي يسمكو الفرد خارج عن نطاق ثقافة المجتمع وعاداتو وتقاليده نظ اًر‬
‫لوجود مشاكل نفسية أو عقمية أو عصبية أو اجتماعية في حياة الفرد مما يجعل سموكو غير منتظم وغير سوي أي‬
‫شاذ عن القاعدة التي وضع قواعدىا المجتمع‪.‬‬
‫أنواع السموك تنقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫‪ -1‬السموك المتوازن ‪ :‬يكون وراثياً في أغمب األحيان مثل القدرات العقمية المتميزة والنضج‪ ،‬واإلنسان‬

‫يفطر عمى ىذا السموك‪.‬‬

‫‪ -2‬السموك المتعمم ‪ :‬المكتسب من التعميم والبيئة المحيطة وىو سموك يكتسبو اإلنسان نتيجة التعمم أو‬

‫التعامل مع المجتمع المحيط سواء في األسرة أو المدرسة أو المجتمع‪.‬‬

‫مقارنو بين البيئات الجغرافية والطبقات االجتماعية من ناحية ثقافية وتأثيرىا عمى سموك المرض‪.‬‬

‫الريف والبادية‪:‬‬

‫‪ -1‬يكون االستشفاء والمجوء إلى الطب الشعبي كسموك مرضي‪.‬‬

‫‪ -2‬عدم المراجعة لالستشفاء إال بعد فترة من اإلصابة بالمرض‪.‬‬

‫‪ -3‬المجوء إلى الطب الرسمي بعد الفشل في االستشفاء لدلى الطب الشعبي وظيور األعراض الخطيرة‬

‫وتفاقم اإلصابة بالمرض‪.‬‬

‫‪ -4‬يتصف المصاب في الريف والبادية بكبرياء النفس بحيث أنو ال يتشكى وال يتألم وىو يعتبر الشكوى‬

‫واأللم منم عالمات ضعف الشخصية وعدم الصبر عمى األلم‪.‬‬

‫‪ -5‬يعتبر أن الشكوى لغير اهلل مذلة فيو دائم الدعاء واالستغفار من أجل طمب الرحمة والشفاء من اهلل‬

‫تعالى‪.‬‬

‫‪ -6‬مطيع ودمث في التعامل مع النسق الطبي ويتعامل معيم بخجل وحياء واحترام‪.‬‬

‫‪ -7‬مطيع في التعميمات والنصائح الطبية بحيث يطبقيا بحذافيرىا دون نقصان أو زيادة أو نقاش‪.‬‬

‫‪ -8‬ال يسأل كثي اًر يسمع أكثر من أن يتكمم فيو مستمع جيد لمتعميمات والنصائح‪.‬‬
‫‪ -9‬تممكو نوع من الرىبة والقدسية في قضية التعامل مع األطباء والمعالجين‪.‬‬

‫‪ -11‬ثقافتو المجتمعية تجعمو منفذ لمعادات والتقاليد والقيم واألعراف بحيث يؤمن بالقضايا الروحانية‬

‫كالقضاء والقدر‪.‬‬

‫‪ -11‬يشكر اهلل دوماً عمى كل حال ويتمسك بالشعائر والطقوس الدينية‪.‬‬

‫الحضر‪:‬‬

‫‪ -1‬عند الشعور األولي لوجود أعراض مرضية يمجأ إلى الطب الرسمي مباشرة دون تأجيل‪.‬‬

‫‪ -2‬الخوف واالضطراب وعدم انتظام نفسيتو أثناء المرض‪.‬‬

‫‪ -3‬كثير السؤال غير منتظم‪.‬‬

‫‪ -4‬كثير الشكوى واألنين والتذمر من أعراض المرض‪.‬‬

‫‪ -5‬كثير الشكوى عمى الخدمات الطبية والخدمات والمرافق ونوعية األغذية أو زيارة أىالي المرضى‬

‫والنظافة وسموك النسق الطبي‪.‬‬

‫‪ -6‬ال يستجيب بالقضايا الروحانية أو الدينية دوماً وانما أحياناً حسب بيئتو االجتماعية ومقدار التدين لديو‪.‬‬

‫‪ -7‬يتباىى بمعرفة األطباء والنسق الطبي ويتباىى أنو يمتمك عالقات اجتماعية مع األطباء تجعمو ذو‬

‫خصوصية في التعامل والعالج‪.‬‬

‫‪ -8‬ييمو مكان االستشفاء واألخصائيين الذين يعالجونو أكثر من نجاعة العالج أو نجاحو‪.‬‬

‫‪ -9‬يوىم األطباء أنو ال يزال يعاني من المرض لتقوية فرص حصولو عمى إجازات مرضيو طويمة أو‬

‫تغيير وظيفة بأخرى في عممة‪.‬‬


‫‪ -11‬يتصف بتجاىمو لممرضى وأولياء أمورىم الذين يشاركونو الغرف أو العالج‪.‬‬

‫‪ -11‬ثقافتو االجتماعية ال يتقيد بيا ويشعر أنو متخمف إذا مارسيا أو أدخل سموك المرض فييا‪.‬‬

‫مقارنة بين الذكر واألنثى وتأثير كل منيما عمى السموك المرضي‪:‬‬

‫الذكر‪:‬‬

‫‪ -1‬يمتزمون بتعميمات وتوصيات النسق الطبي‪.‬‬

‫‪ -2‬أكثر استجابة لنصائح األطباء وطرق االستشفاء‪.‬‬

‫‪ -3‬أكثر احتراماً لمنسق الطبي‪.‬‬

‫‪ -4‬عدم التألم واألنين نظ اًر لكونو رجالً يتصف بالصالبة والشدة‪.‬‬

‫‪ -5‬االلتزام باألوقات والتعميمات الطبية والعالجية‪.‬‬

‫‪ -6‬ثقافتو النوعية تمنحو التحمل والصبر‪.‬‬

‫‪ -7‬ال يتكمم كثي اًر عن مرضو وىو كتوم في شأن النتائج المترتبة عن المرض‪.‬‬

‫‪ -8‬ال يتدخل في الشؤون التقنية والوظيفية التي يتخذىا الطبيب‪.‬‬

‫‪ -9‬االىتمام بمرضو دون النظر لألمور والقضايا الجانبية األخرى‪.‬‬

‫‪ -11‬ال يناقش النسق الطبي في عمميم أو تعميماتيم أو طرقيم في العالج‪.‬‬

‫األنثى‪:‬‬

‫‪ -1‬االستجابة لنصائح األطباء قميمة نسبياً عن الذكر‪.‬‬

‫‪ -2‬يناقش النسق الطبي في كل صغيرة وكبيرة‪.‬‬


‫‪ -3‬عدم التزامين بأوقات تناول األدوية وتعميمات النسق الطبي‪.‬‬

‫‪ -4‬كثيرات الشكوى واألنين من أعراض المرض‪.‬‬

‫‪ -5‬التدخل في قضايا العالج والسؤال المتكرر والممل عن أعراض المرض والعالج‪.‬‬

‫‪ -6‬يتدخمن في التقنية وأسموب العالج والقضايا الوظيفية لمنسق الطبي‪.‬‬

‫‪ -7‬يتكممن عن مرضين وعالجين كثي اًر لممحيطين من مرضى ومراجعين وزوار‪.‬‬

‫‪ -8‬يقل احترامين لمنسق الطبي وخاصة الممرضات والقابالت‪.‬‬

‫‪ -9‬كثيرات الحركة في الممرات والغرف وفي أجزاء المستشفى بحجة الممل ونسيان المرض‪.‬‬

‫‪ -11‬شكواىن المستمرة لمزوار واألقارب لمحصول عمى الدلع أحياناً وحصولين عن نوع من الشفقة أحياناً‬

‫أخرى‪.‬‬

‫حقائق ومالحظات حول تأثر سموك المرض بالثقافة‬

‫‪ -1‬نظ اًر لنجاعة وقوة بعض األدوية عمى بعض األمراض فإن المريض يحب ويحبذ أن يقوم الطبيب‬

‫بتكرار نفس األدوية العتقاده أن نفس الدواء ىو العالج ليذه الحالة المرضية التي معو ويجب أن يكررىا‪.‬‬

‫‪ -2‬كما أسمفنا سابقاً أن بعض األمراض العضوية تكون مسبباتيا بعض األمراض االجتماعية مثل اإليدز‬

‫ومثل تناول المخدرات والجنس‬

‫‪ -3‬الغرض أو الغاية من االستشفاء تختمف من فرد إلى فرد فمنيم من يطمب االستشفاء لحاجتو المرضية‬

‫البحتة ‪ ،‬ومنيم من يطمب االستشفاء لمحصول عمى إجازات مرضية‪ ،‬ومنيم من يطمب االستشفاء لمحصول‬

‫عمى وظيفة أقل مسؤولية وتعب ويرتاح في الوظيفة الجديدة ‪ ،‬ومنيم من يطمب االستشفاء لمعرفة قيمتو‬
‫االجتماعية عند األقارب واألصدقاء والمعارف والزمالء‪.‬‬

‫‪ -4‬بعض األفراد يراجعون المنشأة الصحية من أجل إرضاء النفس ولوجود بعض المخاوف أو الوسواس‬

‫الدائم من اإلصابة بالمرض‪.‬‬

‫‪ -5‬التداخل بين الشعور باأللم أو التعب أو اإلرىاق يجعل سموك المرض يؤثر تأثي اًر كبي اًر عمى الثقافة‬

‫حيث تصبح الشكوى والسموك المرضي غير معروف أو متأكد منو وبالتالي السموك المرضي دائم لوجود‬

‫الخمط بين األلم والتعب‪.‬‬

‫انتيت المحاضرة‬

‫مدرس المادة‪ :‬عمي القرعان‬

You might also like