You are on page 1of 11

‫علم االجتماع الطبي‬

‫المحاضرة األولى‬

‫مدرس المادة‪ :‬علي القرعان‬


‫المفاهيم والمشكالت‪:‬‬
‫مفاهيم علم االجتماع الطبي‪ :‬هناك عدة مفاهيم لعلم االجتماع الطبي لعل أهمها المفهوم الذي جاء به البروفسور ديفيد مكنك‬
‫الذي ينص على انه العلم الذي يدرس العالقة المتفاعلة بين المؤسسات الصحية (المستشفيات ‪ ,‬المراكز الصحية ‪ ,‬وزارة‬
‫الصحة ‪ ,‬المنظمات الصحية ( وما يكتنفها من مهام وتقنيات وسياقات عمل وعالقتها بالمجتمع الذي توجد فيه‪.‬‬
‫إذ أن كل جانب يعطي ويأخذ من األخر( بمعنى أن هناك عالقات متبادلة مثال بين المستشفى والمؤسسات الصحية وبين‬
‫المجتمع الذي توجد فيه هذه المؤسسات الصحية‪(.‬‬

‫ويرى ادوار لمر أن علم االجتماع الطبي يدرس عالقة المجتمع والحياة االجتماعية باألمراض المزمنة واالنتقالية‪.‬‬
‫لماذا ؟ الن المجتمع هو مصدر هذه األمراض وان هذه األمراض تترك أثارها وانعكاساتها على المجتمع والبناء االجتماعي ‪.‬‬
‫( بمعنى أن المجتمعات التي مصاب أفرادها بإمراض تنشل لديهم حركات التنويع االجتماعية‪( .‬‬
‫ويعرف الدكتور جونس علم االجتمع الطبي بأنه ذلك العلم الذي يدرس الجذور االجتماعية بالميدان الطبي ومؤسساته‬
‫وتقنياته وآثره الطبي في المجتمع والبناء االجتماعي‪.‬‬

‫يعرف دونلد باترك علم االجتماع الطبي بالعلم الذي يدرس األسباب االجتماعية للمرض والوفاة‪.‬‬
‫ماهي األسباب االجتماعية التي تكمن وراء أسباب المرض والوفاة‪.‬‬
‫وما هي األسباب االجتماعية التي تؤدي إلى الصحة والحيوية وطول العمر‪.‬‬

‫إما العالم رندن يعرف علم االجتماع الطبي بالعلم الذي يدرس الجماعات والمنظمات الطبية وعالقتها بالمجتمع الذي توجد‬
‫فيه وتتفاعل معه‪.‬‬
‫)بمعنى أخر هو فرع من فروع علم االجتماع العام يدرس العالقة المتفاعلة بين المجتمع والمؤسسة أو الجماعة الطبية(‬

‫ويعرف بانسس علم االجتماع الطبي بالعلم الذي يدرس الصلة بين المجتمع والمرض من حيث طبيعته وأسبابه وآثاره‬
‫وكيفية معالجته وصلته بالمجتمع الذي يوجد فيه ويتطور في ضل ظروفه ومعطياته‪.‬‬
‫وكما تالحظون أن هذه التعاريف تتضمن‬
‫مفاهيم تدور حول العالقة بين الصحة‬
‫والمرض وعالقتها بالمجتمع هذا جانب‪ ,‬اما‬
‫الجانب األخر عالقة المؤسسات الطبية‬
‫بالمستشفى أو المنظمات الصحية‪ ,‬النقابات‬
‫المهنية الطبية‪ ,‬المستوصفات مراكز صحية‬
‫أولية وبالمجتمع الذي توجد فيه‬
‫فهي تؤثر بالمجتمع الذي تعيش فيه وكذلك‬
‫تتأثر بالمجتمع الذي تتواجد فيه‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تعريف جونس لعلم االجتماع الطبي‪ :‬هو العلم الذي يدرس الجذور الصحية للصحة والمرض وآثرهما على المجتمع‬
‫والبناء االجتماعي‪.‬‬
‫فكأن جونس يقول أن هناك جذور اجتماعية للصحة وهناك جذور اجتماعية للمرض وهناك آثار للصحة والمرض‬
‫على المجتمع وعلى البناء االجتماعي ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬المجتمعات التي تتمتع بصحة جيدة أو التي يتمتع أفرادها بصحة جيدة‬
‫سنجد أن هذه قادرة على المشاركة بقوة وايجابية في تنمية مجتمعاتها‪,‬‬
‫والمجتمعات التي تعاني من أمراض نجد هذه المجتمعات غير قادرة حتى على توفير طعامها‪.‬‬

‫هناك جذور اجتماعية للمرض‬


‫لعل من أهمها اإلجهاد اليومي الذي يتعرض له الفرد نتيجة ممارسته للعمل اليومي‪.‬‬
‫وكذلك الجهل بأسباب المرض وكيفية تفاديه ) الذي ال يقوم بتنظيف أسنانه بصورة يومية ويستمر بأكل الحلويات‬
‫والسكريات نتوقع إن يصاب بإمراض اللثة وأمراض األسنان المختلفة(‬
‫ومقدار التربية والتعليم الذي يحصل عليه الفرد فالفرد الذي ينشئ في أسرة تهتم بالنظافة والتغذية أو ال تهتم‬
‫بالتغذية والنظافة فهنا فرصة اإلصابة باألمراض كبيرة والعكس صحيح‬

‫وظروفه ومعطياته االقتصادية واالجتماعية والثقافية وخبرته وتجاربه مع المرض وضعف التقيد بأساليب الحياة‬
‫الصحية والسليمة وكثرة األطعمة التي يتناولها الفرد وعدم تنوعها كل هذا من األسباب أو جذور للمرض في‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫فالجهل جذر من جذور انتشار األمراض والظروف االقتصادية واالجتماعية و طبيعة المسكن و طبيعة العالقات‬
‫االجتماعية التي يعيشها الفرد وكذلك سلوك التغذية السيئ كل ما سب يعتبر من الجذور االجتماعية للمرض‪.‬‬
‫أما الجذور االجتماعية للصحة تتمثل في‪:‬‬

‫*التقيد بالمواد الغذائية المفيدة للجسم ‪.‬‬


‫*االبتعاد عن األدوية والعقاقير إال بإذن طبي‪.‬‬
‫*االبتعاد عن اإلجهاد والضغوط النفسية اليومية‪.‬‬
‫*االبتعاد عن التدخين والخمور والمخدرات‪.‬‬

‫مثال ‪:‬شخص مدخن وشخص غير مدخن نجد إن صحة الغير مدخن أفضل‬

‫كذلك أيضا ً من الجذور االجتماعية للصحة األنشطة الترويحية االيجابية‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أهم اآلثار االجتماعية والحضارية للصحة والمرض على المجتمع على والبناء االجتماعي‪.‬‬
‫ماهي اآلثار التي تتركها الصحة أو المرض على المجتمع أو البناء االجتماعي ؟‬

‫أوالً‪ :‬اآلثار المترتبة على الصحة‪:‬‬


‫*الصحة تسهل الفرد على العمل والفاعلية مما يعود بالنفع على المجتمع ككل‪.‬‬
‫*الصحة تشجع الفرد على التفاعل مع اآلخرين) مما يسمح بتماسك الجماعات والمجتمع(‬
‫*الصحة تقلص من فاتورة ومن التكاليف التي تتحملها الدولة من شراء األدوية و إقامة المستشفيات والجهود‬
‫الكبيرة‪.‬‬
‫*الصحة تساعد اإلنسان على تطوير إمكانيته وقابليته‪.‬‬
‫*كذلك الصحة والحيوية تمكن المجتمع من زيادة أفراده وزيادة األفراد تؤدي إلى إمكانية إن يقوم المجتمع‬
‫‪ .1‬باستثمار موارده المتاحة ‪ .2‬والدفاع عن مقدراته‪.‬‬
‫اآلثار المترتبة على المرض أو الشروط التي تترتب على اإلمراض‪:‬‬

‫‪ -1‬المرض يؤدي إلى توقف اإلنسان عن العمل وبالتالي يؤثر في اإلنتاجية المادية‪.‬‬

‫‪ -2‬الوفاة الناجمة عن المرض تسبب تناقص في السكان وقلته مما يؤثر‬


‫سلبا ً في نشاط المجتمع وتجميد حركته‪.‬‬

‫‪ -3‬المرض والوفاة تسببان زيادة النفقات التي تخصصها الدولة لمعالجة المرض وتصديها‪.‬‬

‫‪-4‬المرض والوفاة يسببان التفكك األسري في معظم االحيان‪.‬‬

‫‪. -5‬شيوع األمراض في المجتمع وزيادة معدالت الوفيات تجعل المجتمع في وضع صعب ال يستطيع من‬
‫خالله بلوغ أهدافه وطموحاته القريبة والبعيدة‪.‬‬

‫وإذا كانت هذه مجمل اآلثار االجتماعية المترتبة على الصحة والمرض‬
‫باختصار شديد فنسأل عن طبيعة علم االجتماع‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طبيعة علم االجتماع الطبي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬علم االجتماع الطبي علم نظري يتكون من منظومة من الفرضيات والنظريات التي تشكل العمود الفقري للعلم‬
‫كنظرية الطبقة االجتماعية والمرض‪.‬‬
‫ما العالقة بين الطبقات االجتماعية والمرض مثال‪ :‬لماذا هنالك أمراض تنتشر في طبقات دون الطبقات األخرى ‪ ..‬ثم‬
‫طبيعة البيئة الذي يعيش فيها الفرد وعالقتها بالمرض‪.‬‬
‫*نظرية الوراثة وعالقتها بالمرض اليوم أصبح شرط ضروري من شروط الزواج طلب الفحص لتجنب األمراض‬
‫الوراثية‪.‬‬
‫*الخصائص االجتماعية وعالقتها بالصحة والمرض على سبيل المثال النساء تنتشر فيهم أمراض معينة الذكور تنتشر‬
‫فيهم أمراض معينة الشباب األطفال الجنس ذكور إناث‬
‫*التعليم ‪.‬يوجد عالقة بين التعليم وبين قضايا الصحة والمرض‬
‫*حجم األسرة وعالقتها بالصحة والمرض فاألسرة التي عدد أطفالها كبير تختلف عن األسرة التي عدد أطفالها قليل من‬
‫حيث االهتمام والرعاية و ينعكس على الصحة ويقلل من احتمالية اإلصابة بالمرض‪.‬‬

‫ثانيا ‪ .‬أن علم االجتماع علم تراكمي والبحوث والدراسات تؤدي إلى تراكم المعرفة فيما يتعلق بعلم االجتماع الطبي‪.‬‬

‫ثالثا ‪.‬أن علم االجتماع علم تجريبي بمعنى أن جميع موضوعات علم االجتماع يمكن تجريبها مثالً أن هناك عالقة بين‬
‫مستوى التعليم ومرض معين نستطيع أن نجربه مثال هناك عالقة بين اإلصابة بمرض السكري ونمط التغذية عادات‬
‫التغذية نأخذ مجموعة من األفراد مصابين بالسكري نعمل لهم دراسة و نرى كيف نمط التغذية نمط المعيشة ومن ثم‬
‫التغيرات االجتماعية التي حدثت‪.‬‬

‫رابعا ‪.‬علم االجتماع الطبي ال يصدر أحكام بل هو يدرس الواقع كما هو يدرس قضايا الصحة والمرض كما هي في‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫مجال علم االجتماع الطبي‪:‬‬

‫ماهي مجاالت وأبعاد علم االجتماع الطبي ؟‬

‫من الموضوعات التي يدرسها علم االجتماع الطبي‪:‬‬

‫*مفاهيم علم االجتماع الطبي‪.‬‬


‫*كيف ظهر علم االجتماع الطبي كعلم مستقل‪.‬‬
‫*تاريخ علم االجتماع الطبي‪.‬‬
‫*عالقة علم االجتماع الطبي بعلم االجتماع وعلم الطب‪.‬‬
‫*التحليل الوظيفي البنيوي للمؤسسة الطبية كالمستشفى‪.‬‬
‫*تحليل وظائف المؤسسات الطبية‪.‬‬
‫*العيادات االجتماعية‪.‬‬
‫*العالقة اإلنسانية بين المريض والطبيب وبين المريض والممرضة‪.‬‬
‫*العوامل االجتماعية وتأثيرها في قضايا الصحة والحيوية وطول العمر‪.‬‬
‫*األمراض االجتماعية الشائعة وأسباب األمراض وطرق عالجها‪.‬‬
‫*األمراض النفسية والعقلية والعصبية‪.‬‬
‫*طب المجتمع طب األسرة مع إشارة خاصة إلى أمراض المجتمع و أمراض األسرة وكيفية معالجتها وتفاديها‬
‫وتطويق آثراها السلبية واألهداف‪.‬‬
‫أهداف علم االجتماع الطبي ‪:‬‬

‫سؤال ؟ ماهي أهداف علم االجتماع الطبي ؟‬

‫هناك أهداف عملية وهناك أهداف علمية ومنهجية‬

‫األهداف العملية يمكن إجمالها باالتي‪:‬‬

‫‪ -1‬دراسة وفحص األسس االجتماعية و اإلنسانية للنشاط الطبي كالفحص والتشخيص وتحديد أسباب األمراض‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد األمراض االجتماعية وتميزها عن األمراض الجسمية‪.‬‬

‫‪-3‬دراسة الوسط االجتماعي أو البيئة االجتماعية ودورها في ظهور األمراض االجتماعية والنفسية‪.‬‬

‫‪ -4‬التعرف على العالقة بين الطبيعية والبيئة التي يعيش فيها اإلنسان البيئة الطبيعية واالجتماعية واثر المجتمع‬
‫والحياة االجتماعية وفي ظهور بعض األمراض‪.‬‬

‫‪ -5‬إنشاء فكرة العيادات االجتماعية التي أخذت تنتشر في عدد من المجتمعات‪.‬‬

‫‪ -6‬فهم وطبيعة العالقة االجتماعية التي تأخذ مكانها في المؤسسات الصحية والتعرف على أسبابها وكيفية تقوية‬
‫أواصرها‪.‬‬

‫‪ -7‬التعرف على كيفية تفعيل المؤسسات الصحية‪.‬‬


‫األهداف العلمية والمنهجية تتجسد في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ - 1‬زيادة عدد رجاله وأساتذته وبحاثيه‪ ,‬الباحثين والدارسين في قضايا علم االجتماع الطبي ‪ (.‬كي يستطيعوا تطوير‬
‫بحوث االختصاص وجعلها أكثر نضوجا ووضوحا) ‪.‬‬

‫‪ - 2‬تراكم األبحاث العلمية في مجال علم االجتماع الطبي حتى نتمكن من تفسير جميع الظواهر االجتماعية ‪.‬‬

‫انتهت المحاضرة دمتم سالمين‬


‫مدرس المادة‪ :‬علي القرعان‬

You might also like