You are on page 1of 6

‫جامعه البصره‪ /‬كليه التربيه للعلوم اإلنسانيه‬

‫قسم اللغه االنكليزيه‬

‫االسم‪ :‬زهراء تحسين هجول‬

‫المرحله األولى‪ /‬شعبه ‪B‬‬

‫الدراسه الصباحيه‬

‫الموضوع‪ ':‬أسس التربيه‬

‫موضوع' التقرير ‪ :‬العالقه بين التربيه والتنميه‬

‫المقدمه ‪:‬‬

‫ال يمكن الحديث عن تنميه دون الحديث عن التربيه‪ .‬فأن التربيه هي اساس‬
‫التنميه وركيزتها‪ ،‬فـ المفهومان البد ان يتقاطعا في نقطه واحده وان تتحد‬
‫مسيرتهما على خط تصاعدي في حركه' التطور‪ .‬فحينما نقف امام مصطلحي‬
‫(التربيه ‪ ..‬التنميه) نجدهما متالزمين ؛ من حيث الترتيب والشكل اللغوي ‪.‬‬
‫فكالهما يتألف من حروف سبعه يتطابقان في خمس منها‪.‬‬

‫مامفهوم كل من المصطلحين؟‬
‫التربيه تعني بأختصار ‪ :‬اعداد الفرد وتأهيله للحياه بكل المكونات او المتطلبات‪،‬‬
‫الجسميه والعقليه واالنفعاالت والروحيه وفي القدره على مواجهه المواقف وفي‬
‫تحقيق المتطلبات الشخصيه والعامه بكل اشكالها ضروريه كانت ام كماليه ام من‬
‫الميسرات‪.‬‬
‫و التربية تتغير كلما تغير المجتمع‪ ،‬مما يعني أنها ممارسة سلوكية عرفت و‬
‫جودها مع و جود الحياة اإلنسانية ذاتها و مورست بشكل تلقائي منذ العصور‬
‫التاريخية األولى‪ ،‬حيث تطورت أساليبها‪ ،‬كما انتقلت من الفرد إلى االستعانة‬
‫بعلوم التربية و على رأسها البيداغوجيا التي تستعين بها المدرسة إلحداث عملية‬
‫التعليم و التعلم داخل الفصل الدراسي‪ ،‬كما أنها أداة للتأمل النظري في الممارسة‬
‫التربوية‪.‬‬
‫كما ساهم تطور الحركة العلمية خاصة' في منتصف القرن ‪ 19‬و بداية القرن‬
‫‪ 20‬في هاجس الدقة و الموضوعية في تناول الظواهر اإلنسانية ‪ ،‬و لذلك سميت‬
‫" بعلم التربية " و أكثر من هذا انتقل علم التربية من المفرد إلى االهتمام‬
‫بمجموع الظاهرة التربوية و هو ما يسمى اليوم بعلوم التربية ’‪Sciences de l‬‬
‫‪ Education‬التي أصبحت تنظر إلى التربية كظاهرة مركبة‪ ،‬وهي بمثابة "‬
‫فعالية إنسانية تتداخل فيها عدة عناصر‪ :‬ما هو سوسيولوجي و ما هو‬
‫سيكولوجي و ما هو سيكو سوسيولوجي و ما هو اقتصادي‪."...‬‬

‫اما التمنيه ‪ :‬فهي كلمه مشتقه من النمو او التدرج في الزياده ‪ .‬وهو مصطلح‬
‫حديث برز االهتمام به في ثنايا القرن الماضي ‪ .‬وتبرز اهميه هذا المصطلح في‬
‫ارتباطه الوثيق بالبناء الحضاري المنشود للمجتمعات ‪ .‬وهو على ترابط وتفاعل‬
‫مع كثير من المجاالت الحيويه كاالقتصاد والمعرفه والتخطيط والتربيه‬

‫إن التنمية بصفة عامة لفظ يقابله التخلف مما يعني أنها مرادفة للتحديث و‬
‫العصرنة‪.‬‬
‫ظهر مفهوم التنمية أوال في علم االقتصاد و يعني إحداث مجموعة من التغيرات‬
‫الجذرية في مجتمع معين ‪ ،‬عبر الرفع من حجم اإلنتاج الداخلي اإلجمالي‪.‬‬
‫ثم انتقل إلى حقل السياسة في الستينات من القرن العشرين و يهتم بتطوير البلدان‬
‫غير األوربية في اتجاه الديموقراطية عبر تطويرها و المشاركة' الواسعة في‬
‫الحياة السياسية‪.‬‬
‫كما ظهر مفهوم التنمية االجتماعية و تعني القضاء على الفقر و تحقيق االندماج‬
‫االجتماعي و تحسين الخدمات االجتماعية‪.‬‬
‫و أخيرا ظهر مفهوم التنمية البشرية المستدامة " التي تجعل من اإلنسان منطلقها'‬
‫و غايتها‪ ،‬و تتعامل مع األبعاد البشرية و االجتماعية باعتبارها العنصر‬
‫المهيمن‪،‬و تتطرق للطاقات المادية باعتبارها شرطا من شروط تحقيق هذه‬
‫التنمية دون أن تهمل أهميتها‪ .)4(".‬و بذلك تم االنتقال من النظر إلى التنمية‬
‫كمشكل تقني إلى االهتمام باإلنسان‪ ،‬و قد ظهرت التنمية بهذا المفهوم في أوربا‬
‫مع الثورة الصناعية التي انتقلت من أنماط تقليدية إلى أنماط عصرية في الفكر‬
‫و التنظيم االجتماعي‪ ،‬السياسي و االقتصادي بقيادة الطبقة البورجوازية‪ ،‬وهو ما‬
‫تحاول دول الجنوب تحقيقه عبر محاولة' اللحاق' بمصاف هذه الدول‪.‬‬

‫العالقه بين التربيه والتنميه ‪:‬‬

‫لعالقة التنمية والتربية ‪ ،‬عالقة تاريخية حيث بدأ االهتمام يتزايد بمشكلة التنمية‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية وذلك بسبب التغيرات التي واجهتها أوربا بعد أن‬
‫دمرتها الحرب وهي نفس المشكلة التي واجهت الدول التي استقلت ونفضت‬
‫عنها غبار االستعمار فأصبحت الكثير من هذه البالد تبحث عن األساليب‬
‫المناسبة لرفع مستوى المعيشة والقضاء على مظاهر التخلف ‪.‬‬
‫‪ ‬والتنمية الشاملة تحتاج إلى العديد من المقومات البشرية وغير البشرية إال أنه‬
‫يكاد يجمع المهتمون بقضية التنمية على أن العنصر البشري هو أهم هذه‬
‫المقومات ؛ حيث يعد العنصر البشري العنصر األساسي والركيزة التي تقوم‬
‫عليها التنمية في أي بلد ‪ ،‬وال سبيل إلى بناء هذا اإلنسان إال عن طريق التربية‬
‫التي تقوم على تطوير الشخصية اإلنسانية وإعادة بنائها‪ .‬كما تعمل التربية على‬
‫إيجاد أنماط من السلوك تناسب التنظيمات االجتماعية الناشئة عن األخذ‬
‫باألساليب العلمية والتكنولوجية‪ .‬كما تعيد التربية بناء اآلراء والمعتقدات لتواكب‬
‫التغيرات االجتماعية الناشئة عن عملية التنمية‪ .‬ومن هنا يتضح أن اإلنسان هو‬
‫أساس التنمية وأدائها وهو أيضا ً غايتها وهو في الوقت نفسه محور العملية‬
‫التربوية ‪.‬‬

‫يتضح أن التربية و التعليم في بالدنا ما زالت تعاني من ضعف الفكر النقدي و‬


‫العلمي رغم المجهودات التي تبذلها الدولة و المبالغ المالية الكبيرة المرصودة‬
‫لهذا القطاع‪ ،‬و رغم عدد الجامعات و الكليات العلمية و األدبية و المعاهد التي‬
‫تغطي مجموع التراب الوطني‪ ،‬مما يعني استمرار التخلف‪ ،‬و بالتالي عدم‬
‫تحقيق التنمية التي تصبو إليها بالدنا‪.‬‬
‫تبين أن قطاع التربية و التعليم ما زال متخلفا‪ ،‬و هذا يعني احتالل المغرب رتب‬
‫متأخرة على مستوى مؤشر التنمية البشرية‪ ،‬و هو ما تعكسه التقارير الدولية‬
‫الصادرة في هذا الشأن‪.‬‬
‫يتمثل المؤشر األول في التقرير الصادر عن برنامج األمم المتحدة سنة ‪2013‬‬
‫و الذي صنف المغرب ضمن الرتبة ‪ 130‬حسب مؤشر التنمية البشرية من‬
‫أصل ‪ 187‬دولة و هو ما يعني أن بالدنا لم تغير موقعها بالمقارنة مع سنة‬
‫‪ 2012‬حيث احتلت نفس الترتيب‪ ،‬مع العلم أن هذا المؤشر الذي و ضعته األمم‬
‫المتحد سنة ‪ 1990‬يقيس مستوى التنمية اعتمادا على ثالثة عناصر وهي‬
‫المستوى التعليمي و هو ما له عالقة بموضوعنا إلى جانب المستوى الصحي و‬
‫الدخل الفردي‪..‬‬
‫أما المؤشر الثاني فيتمثل في التقرير الصادر عن معهد اليونسكو لإلحصاءات‬
‫الذي قدم صورة سوداوية عن الوضع التعليمي في المغرب سنة ‪ ،2011‬حيث‬
‫أشار إلى أن المغرب يحتل رتبا متأخرة في أغلب المؤشرات مقارنة مع دول‬
‫افريقية و عربية‪ ،‬حيث أشار مثال إلى أن ‪ 10 %‬من األطفال الذين بلغوا سن‬
‫التمدرس لم يلتحقوا بالمدرسة سنة ‪ ،2009‬في حين حققت ‪ 100 %‬من‬
‫التمدرس كل من ماالوي و بوروندي في إفريقيا‪.‬‬
‫و للتذكير فإن نفس المنظمة أي اليونسكو قد أصدرت تقريرا في سنة ‪2013‬‬
‫حول التعليم في المغرب و الذي أكدت فيه احتالل المغرب رتب متأخرة' سواء‬
‫تعلق األمر بعدد التالميذ المتمدرسين أو نسبة األمية المرتفعة و عدد الخريجين‬
‫من مختلف الكليات و المعاهد و نسبة الهدر المدرسي المرتفع ( تزيد من نسبة‬
‫المرشحين للعودة إلى األمية) ثم النسبة الضعيفة من الطلبة الحاصلين على‬
‫البكالوريا‪.‬‬
‫إن هذه المؤشرات ال تشرف بالدنا‪ ،‬و هي دليل على تخلف تعليمنا‪ ،‬مما يعني‬
‫عدم تداخل التربية مع التنمية و التنمية مع التربية‪ .‬فما هو المطلوب لتحديث‬
‫منظومتنا التربوية و مجتمعنا بصفة عامة لتجاوز التخلف مع ضرورة الوعي به‬

‫الخاتمه ‪:‬‬
‫إن المنهج العلمي يقتضي دراسة المجتمع دراسة شاملة ( اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪،‬‬
‫سياسية‪ ،‬تاريخية‪ ،‬و ثقافية ) من قبل ذوي االختصاص وإيالء العلوم اإلنسانية‬
‫مكانة خاصة في المنظومة التربوية ‪ ،‬و إضفاء النسبية على المناهج المستوردة‪،‬‬
‫مع األخذ بعين االعتبار اللحظة' التاريخية التي يمر منها مجتمعنا المغربي في‬
‫عالقته مع المجتمعات المتقدمة حتى نتمكن من المساهمة بدورنا في تأسيس‬
‫البيداغوجيا‪ ،‬الطرق التربوية‪ ،‬أدوات التقويم التربوي‪ ،‬الوسائل‬
‫التربوية‪.....‬بهدف تحقيق التنمية المستدامة التي تصبو إليها بالدنا بمعناها‬
‫الشامل‪.‬‬

You might also like