Professional Documents
Culture Documents
Document
Document
الدراسه الصباحيه
المقدمه :
ال يمكن الحديث عن تنميه دون الحديث عن التربيه .فأن التربيه هي اساس
التنميه وركيزتها ،فـ المفهومان البد ان يتقاطعا في نقطه واحده وان تتحد
مسيرتهما على خط تصاعدي في حركه' التطور .فحينما نقف امام مصطلحي
(التربيه ..التنميه) نجدهما متالزمين ؛ من حيث الترتيب والشكل اللغوي .
فكالهما يتألف من حروف سبعه يتطابقان في خمس منها.
مامفهوم كل من المصطلحين؟
التربيه تعني بأختصار :اعداد الفرد وتأهيله للحياه بكل المكونات او المتطلبات،
الجسميه والعقليه واالنفعاالت والروحيه وفي القدره على مواجهه المواقف وفي
تحقيق المتطلبات الشخصيه والعامه بكل اشكالها ضروريه كانت ام كماليه ام من
الميسرات.
و التربية تتغير كلما تغير المجتمع ،مما يعني أنها ممارسة سلوكية عرفت و
جودها مع و جود الحياة اإلنسانية ذاتها و مورست بشكل تلقائي منذ العصور
التاريخية األولى ،حيث تطورت أساليبها ،كما انتقلت من الفرد إلى االستعانة
بعلوم التربية و على رأسها البيداغوجيا التي تستعين بها المدرسة إلحداث عملية
التعليم و التعلم داخل الفصل الدراسي ،كما أنها أداة للتأمل النظري في الممارسة
التربوية.
كما ساهم تطور الحركة العلمية خاصة' في منتصف القرن 19و بداية القرن
20في هاجس الدقة و الموضوعية في تناول الظواهر اإلنسانية ،و لذلك سميت
" بعلم التربية " و أكثر من هذا انتقل علم التربية من المفرد إلى االهتمام
بمجموع الظاهرة التربوية و هو ما يسمى اليوم بعلوم التربية ’Sciences de l
Educationالتي أصبحت تنظر إلى التربية كظاهرة مركبة ،وهي بمثابة "
فعالية إنسانية تتداخل فيها عدة عناصر :ما هو سوسيولوجي و ما هو
سيكولوجي و ما هو سيكو سوسيولوجي و ما هو اقتصادي."...
اما التمنيه :فهي كلمه مشتقه من النمو او التدرج في الزياده .وهو مصطلح
حديث برز االهتمام به في ثنايا القرن الماضي .وتبرز اهميه هذا المصطلح في
ارتباطه الوثيق بالبناء الحضاري المنشود للمجتمعات .وهو على ترابط وتفاعل
مع كثير من المجاالت الحيويه كاالقتصاد والمعرفه والتخطيط والتربيه
إن التنمية بصفة عامة لفظ يقابله التخلف مما يعني أنها مرادفة للتحديث و
العصرنة.
ظهر مفهوم التنمية أوال في علم االقتصاد و يعني إحداث مجموعة من التغيرات
الجذرية في مجتمع معين ،عبر الرفع من حجم اإلنتاج الداخلي اإلجمالي.
ثم انتقل إلى حقل السياسة في الستينات من القرن العشرين و يهتم بتطوير البلدان
غير األوربية في اتجاه الديموقراطية عبر تطويرها و المشاركة' الواسعة في
الحياة السياسية.
كما ظهر مفهوم التنمية االجتماعية و تعني القضاء على الفقر و تحقيق االندماج
االجتماعي و تحسين الخدمات االجتماعية.
و أخيرا ظهر مفهوم التنمية البشرية المستدامة " التي تجعل من اإلنسان منطلقها'
و غايتها ،و تتعامل مع األبعاد البشرية و االجتماعية باعتبارها العنصر
المهيمن،و تتطرق للطاقات المادية باعتبارها شرطا من شروط تحقيق هذه
التنمية دون أن تهمل أهميتها .)4(".و بذلك تم االنتقال من النظر إلى التنمية
كمشكل تقني إلى االهتمام باإلنسان ،و قد ظهرت التنمية بهذا المفهوم في أوربا
مع الثورة الصناعية التي انتقلت من أنماط تقليدية إلى أنماط عصرية في الفكر
و التنظيم االجتماعي ،السياسي و االقتصادي بقيادة الطبقة البورجوازية ،وهو ما
تحاول دول الجنوب تحقيقه عبر محاولة' اللحاق' بمصاف هذه الدول.
لعالقة التنمية والتربية ،عالقة تاريخية حيث بدأ االهتمام يتزايد بمشكلة التنمية
بعد الحرب العالمية الثانية وذلك بسبب التغيرات التي واجهتها أوربا بعد أن
دمرتها الحرب وهي نفس المشكلة التي واجهت الدول التي استقلت ونفضت
عنها غبار االستعمار فأصبحت الكثير من هذه البالد تبحث عن األساليب
المناسبة لرفع مستوى المعيشة والقضاء على مظاهر التخلف .
والتنمية الشاملة تحتاج إلى العديد من المقومات البشرية وغير البشرية إال أنه
يكاد يجمع المهتمون بقضية التنمية على أن العنصر البشري هو أهم هذه
المقومات ؛ حيث يعد العنصر البشري العنصر األساسي والركيزة التي تقوم
عليها التنمية في أي بلد ،وال سبيل إلى بناء هذا اإلنسان إال عن طريق التربية
التي تقوم على تطوير الشخصية اإلنسانية وإعادة بنائها .كما تعمل التربية على
إيجاد أنماط من السلوك تناسب التنظيمات االجتماعية الناشئة عن األخذ
باألساليب العلمية والتكنولوجية .كما تعيد التربية بناء اآلراء والمعتقدات لتواكب
التغيرات االجتماعية الناشئة عن عملية التنمية .ومن هنا يتضح أن اإلنسان هو
أساس التنمية وأدائها وهو أيضا ً غايتها وهو في الوقت نفسه محور العملية
التربوية .
الخاتمه :
إن المنهج العلمي يقتضي دراسة المجتمع دراسة شاملة ( اقتصادية ،اجتماعية،
سياسية ،تاريخية ،و ثقافية ) من قبل ذوي االختصاص وإيالء العلوم اإلنسانية
مكانة خاصة في المنظومة التربوية ،و إضفاء النسبية على المناهج المستوردة،
مع األخذ بعين االعتبار اللحظة' التاريخية التي يمر منها مجتمعنا المغربي في
عالقته مع المجتمعات المتقدمة حتى نتمكن من المساهمة بدورنا في تأسيس
البيداغوجيا ،الطرق التربوية ،أدوات التقويم التربوي ،الوسائل
التربوية.....بهدف تحقيق التنمية المستدامة التي تصبو إليها بالدنا بمعناها
الشامل.