You are on page 1of 5

‫صة الثالثة‬

‫الح ّ‬
‫علوم معجميّة‬

‫آليّات التوليد المعجمي‬

‫صد بالتولٌد المعجمً عموما إنتاج وحدات معجمٌة جدٌدة تنضاف إلى المعجم العام (معجم األلفاظ‬ ‫ٌُم َ‬
‫صة (معاجم المصطلحات الخاصة ٍّّ‬
‫بفن معٌن أو‬ ‫والكلمات المتداولة فً لسان ما) أو إلى المعاجم الخا ّ‬
‫ٌعرف لاموس أكسفورد التولٌد (‪" )néologie‬بممارسة أو استعمال كلمات‬ ‫حرفة معٌنة أو علم معٌن)‪ .‬و ِ ّ‬
‫ٌعرفه لاموس ‪ Le Grand Robert‬بأنّه‬ ‫ا‬
‫استعماًل جدٌداا أو ابتكار كلمات وتعبٌرات لغوٌة جدٌدة" فٌما ِ ّ‬
‫"استعمال كلمات جدٌدة ضرورٌة للغة معٌنة من أجل تنمٌتها"‪.‬‬

‫األولٌّة‪:‬‬
‫وٌمكن أن نخلص من هذٌن التعرٌفٌن إلى جملة من النتائج ّ‬
‫التولٌد ظاهرة لغوٌة عامة أي أنّها ًل تتعلّك بلغة معٌنة بل هً موجودة بالضرورة فً ك ّل اللغات‬ ‫‪-‬‬
‫البشرٌة‪.‬‬
‫التولٌد لٌس ترفاا لغوٌّا بل هو ضرورة لتنمٌة ألفاظ اللغة بغٌة مواكبة مستجدات الحٌاة فكلّما ُو ِجد‬ ‫‪-‬‬
‫مفهوم جدٌد أو اختراع جدٌد كان ًلبدّ له من اسم جدٌد‪.‬‬
‫التولٌد ٌعكس خاصٌّة أساسٌة من خصائص اللغة هً اإلبداعٌة بمعنى لدرة متكلّمً اللغة على‬ ‫‪-‬‬
‫توسٌع النظام المعجمً ًلستٌعاب كل حادث دًللً‪.‬‬
‫عا واحداا بل هو نوعان تولٌد لفظً و تولٌد دًللً كما ٌشٌر إلى ذلن تعرٌف‬ ‫التولٌد لٌس نو ا‬ ‫‪-‬‬
‫أكسفورد‪ .‬فالتولٌد اللفظً هو الممصود ب"ابتكار كلمات أو تعبٌرات لغوٌة جدٌدة" أي وضع‬
‫كلمات جدٌدة لم تكن موجودة من لبل فً معجم تلن اللغة من لبٌل حاسوب و برمجٌة‪ ....‬أ ّما‬
‫ا‬
‫استعماًل جدٌداا" أي توسٌع دًللة‬ ‫التولٌد الدًللً فهو الممصود ب"ممارسة أو استعمال كلمات‬
‫كلمات موجودة من لبل فً المعجم و إسناد دًللة جدٌدة إلٌها بمعنى خلك معان جدٌدة لكلمات‬
‫موجودة من لبل من لبٌل هاتف و تطبٌك‪....‬‬
‫"إن اًلنسان ٌعمد إلى األلفاظ‬ ‫ٌمول ابراهٌم أنٌس فً كتابه دًللة األلفاظ شارحا التولٌد الدًللً ّ‬
‫سا فً ذلن أدنى‬ ‫المدٌمة ذات الدًلًلت المندثرة فٌُحًٌ بعضها و ٌطلمه على مستحدثاته ملتم ا‬
‫مالبسة" فنجد أنفسنا "أمام ذلن الموج الزاخر من األلفاظ لدٌمة الصورة جدٌدة الدًللة‪".‬‬
‫هذا التمسٌم تولٌد دًللً‪/‬تولٌد لفظً ٌرتكز على معٌار وجه الوحدة المعجمٌة الذي ت ّم فٌه فعل‬
‫مس جانب المدلول دون الدا ّل كان‬ ‫مس التولٌد جانب الدا ّل كان لفظٌّا و إن ّ‬
‫فإن ّ‬‫سا ْ‬ ‫التولٌد أسا ا‬
‫دًللٌّا‪.‬‬
‫ضا وفك معٌار آخر هو معٌار نوع الفاعل الممارس‬ ‫سموا التولٌد إلى نوعٌن أٌ ا‬ ‫على ّ‬
‫أن الباحثٌن ل ّ‬
‫لعملٌة التولٌد المعجمً حٌث ٌمٌّز لوٌس كالفً بٌن التولٌد العفوي و التولٌد المبرمج‪ .‬فأ ّما التولٌد‬
‫العفوي فهو الذي ٌمارسه متكلّمو اللغة فً حٌاتهم الٌومٌة بصفة تلمائٌة استجابة لمستجدات الحٌاة‬
‫تمرر وضع الكلمات أو تولٌدها كالمجامع‬ ‫و أ ّما التولٌد المبرمج فهو الناتج عن مؤسسات رسمٌة ّ‬
‫اللغوٌة مثال‪.‬‬
‫و لك ّل من التولٌد اللفظً و التولٌد الدًللً آلٌّات ٌت ّم وفمها كاًلشتماق و النحت و اًللتراض‬
‫والنمل والمجاز ‪ ...‬وغٌرها‪ .‬وهو ما سنحاول بٌانه بالتفصٌل فٌما ٌلً‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1‬آليّات التوليد المعجمي اللفظي‪:‬‬
‫‪ 1-1‬االشتقاق‬
‫هو "أخذ صٌغة من أخرى مع اتفالهما معنى ومادة أصلٌة لٌد ّل بالثانٌة على معنى األصل‬
‫بزٌادة مفٌدة ألجلها اختلفا حروفا وهٌئة كشارب من شرب‪ ".‬ففً شارب معنى األصل‬
‫(شرب) و فٌه زٌادة ألجلها اشت ُ َّك هً معنى الفاعلٌّة‪ .‬اآللٌة األولى لتولٌد األلفاظ إذن فً‬
‫العربٌة هً اًلشتماق أي استعمال الصٌغ الصرفٌة الموجودة فً النظام الصرفً مسبما‬
‫(كصٌغة اسم الفاعل‪/‬المفعول ‪/‬اسم اآللة‪/‬المصدر المٌمً‪/‬المبالغة‪)....‬لبناء ألفاظ جدٌدة‬
‫مثال نموذجان لتوظٌف اًلشتماق فً‬ ‫تؤدّي المعانً الحادثة‪ .‬فالكلمتان (لابس) و (ناسوخ) ا‬
‫تولٌد األلفاظ حٌث الترح محمود تٌمور فً معجم الحضارة استبدال ما كان دار اجا من‬
‫األلفاظ العامٌّة و الدخٌلة بألفاظ عربٌة فاستبدل كلمة "الفٌش" (‪ )fiche‬بالمابس على اعتبار‬
‫أن الجذر (ق‪/‬ب‪/‬س) ٌد ّل على األخذ من مصدر من مصادر الطالة (فً لصة موسى "إذ‬ ‫ّ‬
‫وأن صٌغة اسم‬‫نارا لعلًّ آتٌكم منها بمبس‪ّ )"...‬‬‫نارا فمال ألهله امكثوا إنًّ آنست ا‬ ‫رأى ا‬
‫الفاعل تد ّل على المائم بهذا الفعل أو المؤدّي له‪ .‬فصار المابس ً‬
‫داًل على تلن األداة التً‬
‫نستعملها لربط اآللة بالكهرباء أو شحن هواتفنا الٌوم‪ .‬و الترح تٌمور فً نفس السٌاق‬
‫بم ْمبَس و هو مكان الحصول على الطالة‪.‬‬ ‫استبدال "إبرٌز" (‪ِ )prise‬‬
‫أ ّما كلمة ناسوخ فمد اشتمّت على وزن من أوزان اسم اآللة (فاعول) للدًللة على اآللة التً تنسخ‬
‫الوثائك و ترسلها بشكل فوري (فاكس)‪ .‬و األمثلة كثٌرة فً العربٌة على استعمال اًلشتماق‬
‫ثالجة ‪ /‬حاسوب ‪ /‬حاسبة ‪ /‬صاروخ ‪ /‬طابعة‪....‬‬ ‫دراجة ‪ /‬حافلة ‪ّ /‬‬ ‫لتولٌد األلفاظ‪( .‬شاحنة ‪ّ /‬‬
‫‪ -2-1‬النحت‪:‬‬
‫هو بناء كلمة واحدة من كلمتٌن او أكثر بحٌث تؤد ّي هذه الكلمة المعنى المستفاد من الكلمتٌن أو‬
‫من الكلمات‪ .‬وهو نوع من اًلختصار من أمثلته الحوللة والبسملة والحٌعلة و الحمدلة‪....‬‬
‫الفوطبٌعً‪/‬‬
‫فً اختصار الجمل ومن أمثلته فً اختصار الكلمتٌن البرمائً‪ /‬األفروآسٌوي‪ْ /‬‬
‫الالوعً‪/‬بٌتروكٌمٌائً‪ /‬ماورائً ‪....‬‬ ‫الالإرادي‪ّ /‬‬ ‫الفوممطعً‪ّ /‬‬ ‫ْ‬
‫‪ -3-1‬االقتراض‪:‬‬
‫ٌتمثّل فً إدخال ألفاظ من لغة أخرى إلى لغتن وٌحدث اًللتراض بعامل خارجً وًل تجرٌه‬
‫اللغة فً بنٌتها الداخلٌة كاًلشتماق و النحت بل هو عبارة عن استعارة أللفاظ من لغات أخرى‬
‫وهو أمر دارج فً لغتنا العربٌة من ذلن تسمٌتنا لكثٌر من المسمٌات فً حٌاتنا الٌومٌة ففً‬
‫مجال المماش مثال الموسلٌن و الكشمٌر والدانتال ‪ ....‬وفً الموارص كلٌمنتٌن و نٌفال‪ ...‬وفً‬
‫المكتبٌات كومبٌوتر وفٌدٌو و انترنٌت و رزنامة و برنامج ‪....‬‬
‫واًللتراض كما ٌعرفه لوٌس كالفً هجرة الكلمات من لغة إلى أخرى وهو ٌمع حٌن ًل ٌجد‬
‫المتكلمون بلغة ما وسٌلة للتعبٌر عن معنى معٌن فً لغتهم فٌمترضون من غٌرها خاصة حٌن تفد‬
‫علٌهم مفاهٌم جدٌدة أو مخترعات حدٌثة من ثمافة أخرى فٌمترضون اسمها فً لغتها األصلٌة‬
‫للدًللة علٌها‪.‬‬
‫عا‬
‫أمرا جدٌدا فً اللغة فمد حدثنا عنه سٌبوٌه فً الكتاب و جعله نوعٌن نو ا‬ ‫و اًللتراض لٌس ا‬
‫األول‬
‫ٌلحمه المتكلمون بأبنٌة لغتهم و أصواتها و ثانٌَا ًل ٌلحمونه بتلن األبنٌة و سنسمً ّ‬
‫المعرب و الثانً الممترض الدخٌل‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الممترض‬

‫‪2‬‬
‫المعرب وهو ما ألحك فٌه المتكلمون باأللفاظ الممترضة تعدٌالت تجعلها ألرب‬ ‫ّ‬ ‫الممترض‬
‫َ‬ ‫أ‪-‬‬
‫ً (بنفسه) فأبدلت‬ ‫إلى نظامهم الصوتً أو الصرفً‪ .‬من ذلن كلمة بنفسج و أصلها فارس ّ‬
‫الهاء الساكنة فً آخرها جٌما لتمارب كالم العربٌّة و كذلن برنامج (برنامه) و باكالفه‬
‫التركٌة (بمالوة) و رومانسٌة و رومنطٌمٌة و غٌرها كثٌر فكل لفظ من هذه األلفاظ لحمته‬
‫طبّك علٌه نظامها التصرٌفً فٌُج َمع‬‫إن بعضها صار ٌُ َ‬ ‫تغٌٌرات صوتٌة تمربه من العربٌة بل ّ‬
‫جمعها و ٌشتك منه مثل برنامج (برامج‪ /‬برمجٌّة‪ /‬برمجٌّات‪ /‬مبرمج‪/‬برمجة‪)....‬‬
‫الممترض الدخٌل وهو ما ًل ٌلحمه تغٌٌر و ٌبمى على حاله التً هو علٌها فً لغته األصلٌة‬‫َ‬ ‫ب‪-‬‬
‫فهو نمل صوتً أمٌن للّفظ مثل فلم‪ /‬كمبٌوتر‪ /‬فٌدٌو‪ /‬انترنٌت‪ /‬موسلٌن‪ /‬فاكس‪ /‬دٌفٌدي‪...‬‬

‫كثٌرا و خصوصا فً مسألة اعتبار‬ ‫وٌُذ َكر ّ‬


‫ان علماء العربٌة تحدّثوا فً شأن اًللتراض ا‬
‫الممترض من العربٌة أم ًل وذلن فً سٌاق ر ِدّهم على إشكال وجود اللفظ الممترض فً المرآن‬
‫َ‬
‫من جهة (استبرق‪ّ ٌ /‬م‪ /‬س ّجٌل‪ )...‬والمول إنّه نزل بلسان عربً مبٌن من جهة أخرى‪ٌ .‬مول "ابن‬
‫فارس" فً "الصاحبً فً فمه اللغة"‪ " :‬والصواب من ذلن عندي –وهللا أعلم‪ -‬مذهب فٌه تصدٌك‬
‫أن هذه الحروف وأصولها أعجمٌّة ‪-‬كما لال الفمهاء‪ّ -‬إًل أنّها سمطت‬
‫المولٌْن جمٌعاا‪ .‬ومن ذلن ّ‬
‫حولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربٌة ث ّم نزل‬
‫إلى العرب فأعربتها بألسنتها و ّ‬
‫المرآن ولد اختلطت هذه الحروف بكالم العرب‪ .‬فمن لال إنّها عربٌة فهو صادق ومن لال إنّها‬
‫أعجمٌة فهو صادق‪".‬‬

‫أن اللفظ الممترض –وإن كان فً األصل أجنبٌّا‪ -‬فإنّه ٌصبح فً اًلستعمال جز اءا من نظام‬ ‫بمعنى ّ‬
‫الممترضة‪ .‬فلفظ برنامج ممترض من الفارسٌة ولكنّه صار اآلن جز اءا من كالم العربٌة‬ ‫ِ‬ ‫اللغة‬
‫ولٌس أد ّل على ذلن من دخوله معجمها‪ .‬اللغات إذن تمترض من بعضها البعض ألسباب‬
‫تارٌخٌة أحٌاناا (اًلحتالل‪ /‬التبادل اًللتصادي‪ /‬البعثات العلمٌة‪ )...‬أو ثمافٌّة أحٌانا أخرى‬
‫لكن اللفظ الممترض ٌذوب فً اللغة‬ ‫(اختراعات وافدة من الثمافة الغربٌة‪ /‬الهٌمنة الثمافٌة‪ّ )...‬‬
‫الممترضة و ٌصبح ِمل اكا لمستعملٌه‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪ -2‬آليات التوليد المعجمي الداللي‪:‬‬
‫الممصود بالتولٌد الدًللً –كما أسلفنا‪ -‬وضع دًلًلت جدٌدة أللفاظ موجودة فً المعجم من لبل‪.‬‬
‫أن المجاز هو العامل األساسً فً هذا النوع من التولٌدات التً تعتمد فً رأٌه‬ ‫وٌرى أولمان ّ‬
‫على العاللات المجازٌة (الشبه‪ /‬الجزئٌّة‪ /‬المجاورة‪ )...‬بٌن الدًللة األصلٌة المعجمٌة للفظ‬
‫والدًللة المولّدة‪ .‬ولد اعتبر اللغوٌّون العرب المدامى –ومنهم سٌبوٌه‪ -‬المجاز من ضروب‬
‫الدًللً بانتمال األلفاظ م ّما ُوضعت له فً األصل إلى معان جدٌدة‪ٌ .‬مول الجرجانً (عبد‬ ‫َ‬ ‫اًلتساع‬
‫الماهر) " وأ ّما المجاز فك ّل كلمة أُرٌد بها غٌر ما ولعت له فً وضع واضعها لمالحظة (أي‬
‫لرابط‪ /‬لعاللة) بٌن الثانً و األ ّول‪".‬‬
‫ولد تحدّث األستاذ ابراهٌم بن مراد (فً افتتاحٌته لمجلة المعجمٌة ع‪ 1991/8‬بعنوان فً‬
‫المصطلحٌة وعلم المعجم) عن كٌفٌة اًلستفادة من المجاز فً التولٌد المعجمً واعتبر أنّه ٌنتمل‬
‫بوحدة معجمٌة ما من دًللتها األصلٌة التً ُوضعت لها فً أصل استعمالها إلى دًللة جدٌدة إ ّما‬
‫بتوسٌع الدًللة األصلٌة أو بتضٌٌمها فهو "إسناد دا ٍّّل أصلً إلى معنى محدَث‪ ".‬فالجلطة مثال فً‬
‫األصل تعنً الجزعة الخاثرة من اللبن الرائب واست ُ ِعٌر اللفظ – لعاللة المشابهة الواضحة‬

‫‪3‬‬
‫(التخثّر)‪ -‬للدًللة على المرض المعروف وكذلن الماطرة كانت تعنً النالة التً تتمدم اإلبل ثم‬
‫تجر بالً عربات المطار‪.‬‬ ‫صارت –مجازَ ا‪ -‬تُطلَك على العربة التً ّ‬
‫و المجاز ٌولّد الدًلًلت عبر آلٌّات ذكر منها بن مراد فً افتتاحٌته توسٌع الدًللة األصلٌة‬
‫وتضٌٌمها سنضٌف إلٌهما النمل‪.‬‬
‫أ‪ -‬توسٌع الدًللة‪ :‬أو توسٌع المعانً كما ٌسمٌه ابراهٌم أنٌس ٌعنً توسٌع الدًللة األصلٌة للكلمة‬
‫لتد َّل على ما لم تكن تد ّل علٌه فً األصل وهً ظاهرة لدٌمة فً التولٌد الدًللً فمد أفرد لها‬
‫عمل عا ًما" و ذكر فٌه أمثلة م ّما‬‫صا ث ّم است ُ ِ‬
‫ضع خا ً‬ ‫السٌوطً فً المزهر بابا س ّماه باب "فٌما ُو ِ‬
‫ذكره الثعالبً فً فمه اللغة‪ .‬ومن أمثلة التوسٌع الدًللً‪:‬‬
‫‪-‬الصحٌفة كانت تد ّل على المرطاس المكتوب ث ّم اتسعت لتشمل أٌضا معنى الجرٌدة‪.‬‬
‫‪ -‬الخاتم كان ٌد ّل على الخاتم الذي تُختم به الرسائل ث ّم اتسع لٌشمل كل حالة تلبس فً‬
‫األصابع‪.‬‬
‫‪ -‬الذَّنوب كان ٌعنً النصٌب من الماء ث ّم اتسع لٌشمل النصٌب من ك ّل شًء‪.‬‬
‫سا العٌر العائدة (لفل فالن رجع) وصارت تتسع للدًللة على العٌر فً‬ ‫‪ -‬المافلة تعنً أسا ا‬
‫حالٌها‪....‬‬
‫فتوسٌع الدًللة إذن ٌموم على نوع من التعمٌم بحذف بعض المالمح التمٌٌزٌة األصلٌة فً‬
‫الدًللة األصلٌة لتت ّسع لما لم تكن تتّسع له من لبل كحذف الملمح (ٌُختم به على الرسائل‬
‫وغٌرها) من اللفظ خاتم وحذف الملمح (عائدة) من اللفظ لافلة‪......‬‬
‫ٌعرفه أحمد مختار عمر فً "علم الدًللة" بالمول "هو أن ٌضٌك معنى الكلمة‬ ‫ب‪ -‬تضٌٌك الدًللة‪ّ :‬‬
‫فتتحول دًللتها من معنى كلًّ إلى معنى جزئً أو ٌم ّل عدد المعانً التً تد ّل‬ ‫ّ‬ ‫بمرور الولت‬
‫أن الكلمة أصبحت بالتخصٌص تد ّل على بعض ما كانت تد ّل علٌه من لب ُل نتٌجة‬ ‫علٌها أي ّ‬
‫إضافة بعض المالمح التمٌٌزٌّة للّفظ‪ ".‬بمعنى أنّها تعمل بطرٌمة منالضة لتوسٌع الدًللة‪.‬‬
‫ومن أمثلة التضٌٌك الدًللً‪:‬‬
‫لفظ السفٌر كان ٌعنً ك ّل رسول بٌن اثنٌن ‪ /‬أوراق الشجر السالطة‪ /‬أسافل الزرع‪ /‬السمسار‪...‬‬ ‫‪-‬‬
‫ث ّم تم ّحضت للدًللة على منصب دٌبلوماسً معٌّن‪.‬‬
‫الجون كلمة فارسٌة تعنً اللون عموما ث ّم صارت تعنً األسود بالذات‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫‪-‬‬
‫السبت تعنً الدّهر (ومنه السبات) ‪ٌ >--‬وم من أٌام األسبوع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال ُحرمة ك ّل ما ًل ٌجوز المساس به ‪ >--‬المرأة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ً ‪ >--‬صانع األحذٌة و مصلحها‪.‬‬ ‫اإلسكاف ك ّل حرف ّ‬ ‫‪-‬‬
‫الرؤٌة فعل البصر عموما ‪ >--‬فً الفمه رؤٌة الهالل تحدٌدا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ >--‬فً السٌاسة البرنامج الواضح‪.‬‬

‫‪ -‬الح ّج التو ّجه و المصد ‪ >--‬التو ّجه تحدٌداا إلى الكعبة إللامة الشعائر‪.‬‬

‫ي صناعة ‪ >--‬معلّم العلم فمط‪.‬‬


‫‪ -‬األستاذ فارسٌة تعنً معلّم أ ّ‬
‫ج‪ -‬النمل‪ :‬هو نمل لفظ من معنى إلى معنى آخر ٌشترن معه فً جانب دًللً و من أمثلته‪:‬‬

‫المار‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الجوال أو‬
‫‪ -‬الهاتف من الدًللة على الصوت الداخلً الخفً إلى الدًللة على الهاتف ّ‬
‫‪ -‬النفاثة من الدًللة على نفث الساحرات فً العمد إلى الطائرة النفاثة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫المارة إلى السٌارة التً نعرفها الٌوم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السٌّارة من الدًللة على المافلة‬ ‫‪-‬‬
‫األب من الدًللة على الوالد إلى الدًللة على مرتبة فً الكنٌسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البٌت من الدًللة على المسكن إلى الدًللة على بٌت الشعر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوتد من عمود الخٌمة إلى عمود الشعر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪......‬‬

‫عمو اما سواء كان التولٌد لفظٌا لائما على اًلشتماق أو النحت أو اًللتراض بنوعٌه أو دًللٌّا لائما على‬
‫فإن الهدف واحد وهو الحفاظ على حركٌّة اللغة‬ ‫المجاز بك ّل آلٌاته (التضٌٌك‪ /‬التوسٌع‪ /‬النمل‪ّ )..‬‬
‫التصرف فً دًلًلت ما‬‫ّ‬ ‫ودٌنامٌكٌتها وإبداعها بل وحٌاتها من خالل وضع ألفاظ جدٌدة أو التراضها أو‬
‫هو حاصل منها لمواكبة دٌنامٌكٌة الوالع و حركٌته‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like