You are on page 1of 10

‫أسلوب)‬

‫ٌ‬ ‫وتطبيق و‬
‫ٌ‬ ‫معاني األلفاظ في العربية (تأصي ٌل‬
‫أ‪.‬د‪ .‬طه شداد حمد ‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬قسم اللغة العربية‬

‫معاني األلفاظ (مدخل)‪:‬‬


‫الذي يتكلَّم اللغة العربية المعطاءة والتي هي لغة كالم اهلل تعالى(القرآن الكريم) ً‬
‫بعيدا‬
‫عن اختصاصه الدقيق في جميع العلوم التي يبتغي الكاتب فيها الصدق والقبول‪ ،‬يكون عليه‬
‫ٍ‬
‫رصانة في‬ ‫كالمه ذا‬
‫يكون ُ‬
‫َ‬ ‫اما أن يفهم األلفاظ ومعانيها من جهة التأليف والقصدية‪ ،‬حتى‬
‫لز ً‬
‫التعبير ودقَّ ٍة في األسلوب ٍ‬
‫وفهم لدى المخاطب؛ وهذا ما يجده المتأمل لكالم اهلل تعالى عند‬
‫نزول القرآن الكريم واعجازه مع وقوع التحدي العادل كونه من جنس ما يتكلَّم به أرباب‬
‫المعاني َّ‬
‫وحذاق العربية آنذاك‪.‬‬
‫وحال‬
‫َ‬ ‫وسلَّم)‬ ‫َّ‬
‫أن المسلمين كانوا يقولون عند مخاطبتهم للرسول (صلى اهللُ عليه َ‬ ‫سيما َّ‬‫وال َّ‬
‫صحيحا‪،‬‬ ‫معنى‬
‫اع أحوالَنا‪ ،‬فيقصدون بها ً‬ ‫اعَنا» أي‪ :‬راقبنا واحفظنا ور ِ‬ ‫الدين‪« :‬ر ِ‬ ‫أمور ِّ‬ ‫ُّ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫تَعلمهم َ‬
‫النبي (صلَّى اهللُ عليه وسلَّم)‬ ‫َّ‬ ‫فاسد فصاروا يخاطبون‬ ‫ٍ‬ ‫معنى‬
‫لكن اليهود استعملوها في ً‬ ‫َّ‬
‫ومبطنين َّأنهم يقصدون‬ ‫بي‪ُ ،‬‬ ‫الفاسد‪ ،‬أي‪ُ :‬مظهرين َّأنهم يريدون المعنى العر َّ‬ ‫َ‬ ‫ويقصدون المعنى‬
‫السب الذي هو معنى اللفظ في لغتهم‪ ،‬فنهاهم اهلل عن هذه اللفظة‪ ،‬فقال سبحانه وتعالى‪:‬‬ ‫َّ‬
‫اعَنا وقُولُوا ْانظُرَنا واسمعوا ولِ ْل َك ِاف ِرين ع َذ ٌ ِ‬
‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫يم﴾ [البقرة‪:‬‬ ‫اب أَل ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َُْ َ‬ ‫آم ُنوا َال تَقُولُوا َر َ‬
‫ين َ‬ ‫﴿يا أَُّيهَا الذ َ‬ ‫َ‬
‫االكتفاء بسالمة قلب المؤمنين دون تصحيح اللفظ ما نهاهم عن ذلك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ،]٤٠١‬فلو كان‬
‫واذا حاولنا أن نستثمر هذه المالحظة َّ‬
‫فإننا نستطيع أن نستخرج منها ما يتعلق بمظاهر‬
‫أي نوع‪:‬‬
‫الجمال اللغوي في معاني األلفاظ من ِّ‬
‫‪ .1‬مظهر لغوي يقتضي الخضوع لقوانين اللغة التي يكتب بها المبدع‪ ،‬ويمكن دراسة‬
‫هذا المظهر على أساس الصواب والخطأ؛ َّ‬
‫ألن الباحث االسلوبي سيحتكم في هذا‬
‫الجانب الى القواعد اللغوية المعروفة سلفا وهذه الدارسة االسلوبية هي التي مارسها‬
‫اللغويون‪.‬‬
‫‪ .2‬مظهر ابداعي فردي‪ ،‬ال يخلو فيه المتكلم من الخضوع لتقليد االشكال البالغية‬

‫‪1‬‬
‫الموروثة‪ ،‬اال َّأنه يحاول ً‬
‫دائما أن يتجاوز التقليد ويحقق ذاته من خالل هذا‬
‫الموروث نفسه‪ ،‬باستعماله طرائق جديدة تكتشف عند تحليل َّ‬
‫النص اإلبداعي‪.‬‬

‫معاني األلفاظ وأثرها في الدراسات الجامعية‪:‬‬


‫عندما يشرع الباحث في رسم لوحة صحيحة جميلة – ًّأيا كان نوعها – َّ‬
‫فإنه ينتقي‬
‫من المفردات‪ ،‬والصياغات ما يستطيع أن يحمل رسالته‪ ،‬ويعبر عنها بالدرجة نفسها‬
‫تعرف الطبيعة اللغوية للمفردات التي‬ ‫وجدت أنه من واجبنا أن ن ّ‬
‫ُ‬ ‫التي يريد‪ ،‬ولذلك؛‬
‫صيغت صياغة‬
‫ْ‬ ‫نوظفها في نصوصنا‪ ،‬والمتغيرات التي تط أر على معناها المعجمي إذا‬
‫لت من بيئة َّ‬
‫نصية إلى بيئة أخرى؛ حتى تكون تعبيراتنا مؤثرة‪ ،‬وتراكيب نتاجنا‬ ‫ما‪ ،‬أو ُن ِق ْ‬
‫العلمي تمتلك خاصية الجاذبية في ذاتها‪ ،‬وكذا سحر المتلقي؛ فيستحضر معها تجاربه؛‬
‫نجح في توصيل رسالته‪َّ ،‬‬
‫وعبر عنها بصدق‪.‬‬ ‫ويكون المبدع ‪ -‬حينذاك ‪ -‬قد َ‬
‫معجميا نستطيع معرفته بداللة جذره‬
‫ً‬ ‫وندرك جميعا أن ِّ‬
‫لكل لفظة في اللغة معنى‬ ‫ً‬
‫(حروفه األصلية) المكون له‪ ،‬كما يمكننا إدراك حدوث ٍ‬
‫فعل‪ ،‬وكذا زمن الفعل من خالل‬
‫فاعال‪ ،‬كما ندرك كذلك مكانه‬
‫ً‬ ‫فاعال باعتبار أن لكل ٍ‬
‫فعل‬ ‫ً‬ ‫صياغته‪ ،‬وندرك أن له‬
‫بحسب المالبسات‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬الفعل " َش ِر َ‬
‫ب" بصياغته تلك يدل على حدوث الشرب‪،‬‬
‫باإلضافة إلى داللته على الزمن الماضي‪ ،‬أضف إلى ذلك داللته المعنوية على أن‬
‫عق ُل أن هذا الحدث قد حدث في غير مكان‪ ،‬فتلك أربع‬
‫هناك شارًبا‪ ،‬وهو الفاعل‪ ،‬وال ُي َ‬
‫دالالت‪.‬‬
‫وقد تتباين معاني األلفاظ بسبب الصياغات الصناعية التي تخضع لها‪ ،‬وأخص‬
‫مثاال على ذلك من االستعماالت التراثية لصيغة‬ ‫بالذكر هنا الفعل‪ ،‬ولو أننا ُسقنا ً‬
‫صرفية‪ ،‬ودالالتها في الفعل الثالثي‪ ،‬لوجدنا أن معانيه تتباين بحسب البيئة اللغوية التي‬
‫ٍ‬
‫حينئذ – يتعاونان في‬ ‫ضع فيها‪ ،‬بمعنى أن المعنى المعجمي‪ ،‬والمعنى الوظيفي –‬ ‫وِ‬
‫ُ‬
‫إيجاد معنى ٍ‬
‫جديد للكلمة في بيئتها الجديدة باإلضافة إلى المدلول اللغوي األول‪.‬‬
‫مثاال ُّ‬
‫لتعدد معانيها وصوًال إلى التباين بين‬ ‫ولتكن الصيغة الصرفية التي نسوقها ً‬
‫‪2‬‬
‫المعنى األول‪ ،‬والصيغة الجديدة‪" :‬فَ َّع َل"‪ ،‬فقد تغيرت دالالتها في ضوء االستعمال الذي‬
‫فعال في أداء المعنى يتعاون معها‬
‫دور ّ‬
‫مما يدل على أن البيئة اللغوية لها ٌ‬ ‫وردت فيه‪َّ ،‬‬
‫المدلول المعجمي؛ فهي تدل على‪:‬‬
‫كس ْرتُها‪،‬‬
‫قلت‪َّ :‬‬
‫ط ْعتُها‪ ،‬فإذا أردت كثرة الحدث َ‬ ‫‪ .1‬كثرة الحدث‪ ،‬تقول‪َ :‬ك َس ْرتُها‪ ،‬وقَ َ‬
‫وقطَّعتُها‪ ،‬وقد ورد ذلك في االستعمال القرآني‪ ،‬في قوله تعالى‪" :‬وغلَّقَت األبواب"‬
‫باب‪ ،‬وكذلك في قوله تعالى‪َّ " :‬‬
‫وفج ْرنا‬ ‫لكل ٍ‬‫فكأن التغليق ِّ‬‫َّ‬ ‫(سورة يوسف‪،)22 :‬‬
‫وكأن التفجير حدث في ِّ‬
‫كل أجزاء النهر‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫خاللهما نهَ ًار" ‪( ،‬سورة الكهف‪، 22) :‬‬
‫َ‬
‫كل زي ٍ‬
‫ادة في المبنى زيادةٌ في المعنى)‪.‬‬ ‫بمعنى ( ُّ‬
‫اعوا لَهُ َن ْقب ًا‬
‫ط ُ‬‫استَ َ‬
‫ظهَ ُروهُ َو َما ْ‬
‫اعوا أَن َي ْ‬
‫ط ُ‬‫اس َ‬
‫ولننظر سويةً إلى قوله تعالى‪( :‬فَ َما ْ‬
‫{‪ .)}79‬زيادة التاء في فعل (استطاع) تجعل الفعل مناسباً للحث وزيادة المبنى في‬
‫السد‬
‫السد أهون من إحداث نقب فيه؛ ألن ّ‬
‫اللغة تفيد زيادة المعنى‪ .‬والصعود على ّ‬
‫قد صنعه ذو القرنين من زبر الحديد والنحاس المذاب؛ لذا استخدم اسطاعوا مع‬
‫الصعود على السد واستطاعوا مع النقب‪ ،‬فحذف مع الحدث الخفيف أي الصعود‬
‫على السد ولم يحذف مع الحدث الشاق الطويل بل أعطاه أطول صيغة له‪ ،‬وكذلك‬
‫السد يتطلّب زمناً أقصر من إحداث النقب فيه فحذف من الفعل‬ ‫فإن الصعود على ّ‬ ‫َّ‬
‫وقصر منه ليجانس النطق الزمني الذي يتطلبه ك ّل حدث‪.‬‬‫ّ‬
‫حت‪ ،‬أي‪ :‬قلت اهلل أكبر‪ ،‬وال إله َّإال‬
‫وسب ُ‬ ‫رت‪ ،‬وهلَّ ُ‬
‫لت‪َّ ،‬‬ ‫‪ .2‬إليجاز المعنى‪ :‬ومنه قولك‪َّ :‬‬
‫كب ُ‬
‫اهلل‪ ،‬وسبحان اهلل‪.‬‬
‫‪ .2‬للسلب واإلزالة‪ :‬أي إزالة الحدث ذاته‪ ،‬وقد ورد ذلك في قوله تعالى‪ ":‬حتى إذا فُِّزع‬
‫ت‬ ‫ع" على إزالة الفزع عن قلوبهم‪ ،‬ومنه قولنا‪َّ :‬‬
‫قذ ْي ُ‬ ‫فز َ‬ ‫عن قلوبهم" فقد َّ‬
‫دل الفعل " ِّ‬
‫عينه‪ ،‬أي أزلت القذى عن عينه‪.‬‬
‫‪ .4‬للتعدية‪ :‬بمعنى َّ‬
‫أن الفعل يقسم على قسمين‪:‬‬
‫‪ .1‬الفعل الالزم‪ :‬هو ذلك الفعل الذي يلتزم َّ‬
‫حد الفاعل‪ ،‬أي ال يحتاج الى مفعول به‬
‫كرَم‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫إلتمام معنى الجملة ‪ ،‬أي هو ما ال ينصب مفعوال به‪ :‬قعد ‪ ،‬جلس ‪ُ ،‬‬
‫‪3‬‬
‫نام الطفل في فراشه)‪.‬‬
‫المسافر الى وطنه) و ( َ‬
‫ُ‬ ‫(عاد‬
‫‪ .2‬الفعل المتعدي‪ :‬هو ذلك الفعل الذي ال يكتفي بالفاعل‪ ،‬بل يتعداه ليأخذ مفعوًال‬
‫به إلتمام معنى الجملة‪ ،‬أي هو ما ينصب مفعوال به وله ثالثة أقسام‪:‬‬
‫سعيد الرسالةَ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ب‬
‫● ما ينصب مفعوًال واحدا‪َ :‬كتَ َ‬
‫األمر َس ْهالً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي َ‬ ‫ب عل ٌ‬
‫● ما ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر‪ :‬حس َ‬
‫ماال‪.‬‬
‫المسكين ً‬
‫َ‬ ‫خالد‬
‫● ما ينصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأً وخب اًر‪ :‬أعطى ٌ‬
‫الخبر صحيحاً‪.‬‬
‫َ‬ ‫القوم‬
‫علي َ‬ ‫َعلَ َم ٌ‬
‫● ما ينصب ثالثة مفاعيل‪ :‬أ ْ‬
‫معجمي‪ ،‬وداللة صرفية‪ ،‬وقواعد‬
‫ٌّ‬ ‫أن الكلمة لها معنى‬‫ومما سبق يمكننا التأكيد على َّ‬
‫أي بيئة لغوية جديدة توضع فيها‪ ،‬فتمتزج المعاني؛ لتبدو لنا‬
‫نحوية‪ ،‬ومعنى وظيفي‪ْ ،‬‬
‫آخر‪ ،‬هذا‪ ،‬وما سبق من حديث‬ ‫جديدا‪ ،‬أو اكتسبت معنى َ‬
‫ً‬ ‫ثوبا‬
‫الكلمة‪ ،‬وكأنها لبست ً‬
‫كان فيما يخص الكلمة مفردة‪ ،‬وهي في صياغة صرفية معينة‪ ،‬ونحن نعرف أن‬
‫ٍ‬
‫بقليلة‬ ‫ليست‬
‫ْ‬ ‫الصياغات الصرفية للفعل متعددة‪ ،‬وحروف الزيادة التي تدخله‬
‫(سألتمونيها) ‪ ،‬وكل واحد من تلك الحروف له دالالته إذا دخل في تركيب الفعل‪ ،‬إلى‬
‫آخر ذلك‪ ،‬فكيف بها وقد اتحدت مع غيرها‪ ،‬أو ُسبِ ْ‬
‫كت بيد الكاتب‪ ،‬أو المتكلم مع كلمة‬
‫وصنع لنا الكاتب بها‬ ‫ت في ٍ‬ ‫أخرى‪ ،‬أو كلمات‪ ،‬وكيف بها إذا و ِ‬
‫قالب موسيقي‪َ ،‬‬ ‫ض َع ْ‬ ‫ُ‬
‫صورةً فيها من األلوان ما َي ْج ِذب‪ ،‬ومن الحركة ما ُي ْد ِهش‪ ،‬وسكب المبدع على ذلك‬
‫التعبير كله من ذاته‪ ،‬ومشاعره‪ ،‬وأحاسيسه؟!‬
‫علمي‬ ‫بد من الباحث الذي يكتب بحثًا أو رسالةً أو أطروحة أو أي ٍ‬
‫جهد‬ ‫وعليه فال َّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أن ينظر إلى الثوابت اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬صالح المعنى المعجمي للفظ المختار‪ ،‬بمعنى َّأنه خاضعٌ للكالم الفصيح ذي‬
‫المعنى المرموق الذي استعملته العرب‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يهتم الباحث بكتابة بحثه باشتقاق الكلمة من الوجهة الصرفية المستعملة‪،‬‬
‫حتى تتحقق الداللة الصحيحة والمؤثرة في سلَّم وصول المعنى‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫خاضعا للتراكيب النحوية الصحيحة من جهة‬
‫ً‬ ‫‪ .2‬أن يكون كالمه في كتابة بحثه‬
‫تحقيق عالمات اإلعراب األصلية والفرعية(الرفع والنصب والجر والجزم)‪.‬‬
‫‪ .4‬اختيار األلفاظ المؤثرة والتي تحوي بالغةً في التركيب ودقةً في التعبير‪.‬‬
‫لكل ٍ‬
‫مقام مقال)‪.‬‬ ‫‪ .5‬من جميل ما قالوا ( ِّ‬
‫مستعمال‪ ،‬والمعنى‪:‬‬
‫ً‬ ‫مهمال كان أو‬
‫ً‬ ‫‪ .6‬فاللفظ‪ :‬ما يتلفظ به اإلنسان أو من في حكمه‪،‬‬
‫ما يقصد بشيء‪ ،‬واللغة‪ " :‬عبارة عن مجموعة من العالقات الحية المتنامية‪،‬‬
‫مجرد رصف لأللفاظ بال تعلق فيما بينها‪ ،‬واالسلوب‪ :‬السطر من النخيل‬
‫وليست َّ‬
‫أساليب من‬
‫َ‬ ‫والطريق الممتد والوجه والمذهب‪ ،‬وهو الفن‪ ،‬اذ يقال‪ :‬أخذ فالن في‬
‫القول أي أفانين منه‪.‬‬
‫مثال) تختلف داللته ‪ -‬وان اتحدت صيغته‬ ‫ضرب اهلل ً‬‫َ‬ ‫مثال في (‬
‫"فالفعل (ضرب) ً‬
‫ان كال التركيبين للفعلين يتألفان من (فعل‬
‫يد عم اًر)‪ ،‬مع ّ‬
‫ضرب ز ٌ‬
‫َ‬ ‫ومادته‪ -‬عن (ضرب) في (‬
‫‪ +‬فاعل ‪ +‬مفعول به) "‪.‬‬
‫والتراكيب النحوية يجب أن تدرس من خالل السياقات الواقعة فيها التي قد تحدث "‬
‫تأثي اًر معنوي ًا اسلوبياً ينقل مواقع التركيز المعنوي من كلمة الى أخرى ضمن عوامل الموقف‬
‫اللغوي مركزية الكالم ومشاعر المتحدث وعالقته بالسامع أو المتلقي مثل التقديم والتأخير‬
‫المباح في تركيب الجملة‪ ،‬أو تحويل الكلمة من بنائها للمعلوم الى بنائها للمجهول وهذه‬
‫التأثيرات االسلوبية تمثل جزًءا من أغراض الكالم‪ ،‬أي استعمال اللغة ووظائفها الداللية‬
‫مهما من موقف المتحدث‪.‬‬
‫جانبا ً‬
‫لتكشف ً‬

‫ومن ثوابت التطبيقات االسلوبية على دراسة بنية األلفاظ ومعانيها وتركيبها ما يأتي‪:‬‬
‫أحمد‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫مقترن بزمن‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫تدل على معنى في نفسها غير‬ ‫‪ -‬االسم‪ :‬هو الكلمة التي ُّ‬
‫ت علي معنى في نفسها واقترنت بأحد األزمنة الثالثة التي هي‪:‬‬ ‫‪ -‬الفعل‪ :‬كلمة دلَّ ْ‬
‫ض ِارعٌ وأ َْمٌر‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫ماض و ُم َ‬ ‫الماضي والحال والمستقبل‪ ،‬والفعل على ثالثة أنواع‪:‬‬
‫ب‪ ،‬وقد‬ ‫ُّ‬ ‫فالماضي‪ :‬ما َد ّل علي َح َد ٍث وقَ َع في َّ‬
‫الزَم ِ‬
‫ان الذي قبل زمان التكلم‪ ،‬نحو َكتَ َ‬ ‫َ‬
‫‪5‬‬
‫سن ِد في الماضي‪ .‬إذ يكون اتصافهُ به على زمن‬ ‫الم َ‬
‫اتصاف ُ‬
‫ُ‬ ‫يخرج الى الدوام كمعنى "كان"‬
‫وكان اهللُ عليماً حكيماً} ‪ ،‬أي َّأنه كان ولم‬ ‫َّ‬
‫الدوام‪ ،‬إن كان هناك قرينةٌ‪ ،‬كما في قوله تعالى { َ‬
‫زل عليماً حكيماً‪ ،‬ويكثر التعبير بالفعل الماضي عن الحكم الثابت القائم على المشاهدة‬ ‫َي ْ‬
‫حذر سلم)‪.‬‬
‫ومن َ‬ ‫تهور ندم َ‬
‫والتجربة الماضية‪ ،‬وهو ما يكون في الحكم ونحوها‪ ،‬نحو ( َمن َ‬
‫ُّ‬ ‫ٍ‬
‫ب‪ ،‬فإن التعبير‬‫والمضارع‪َ :‬ما َد َّل َعلَى حدث يقع في زمان التكلم أو بعده‪ ،‬نحو َي ْكتُ ُ‬
‫يكتب) قد يفيد‬
‫بالفعل الماضي قد يفيد افتراض حصول الحدث مرة‪ ،‬في حين أن المضارع ( ُ‬
‫افتراض تكرر الحدث وتجدده‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬إن تبدوا الصدقات فنعما هي وان تخفوها‬
‫وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم} [البقرة‪ ،]291 :‬فجاء بالفعل المضارع؛ وذلك َّ‬
‫ألن هذه‬
‫األحداث تتكرر وتتجدد‪.‬‬
‫ب ُحصوله بعد زمان التكلُّم ‪ ،‬نحو ا ْكتُ ْ‬
‫ب‪.‬‬ ‫األمر‪ :‬ما َد َّل علي َح َد ٍث ُي ْ‬
‫طلَ ُ‬ ‫َو ُ‬
‫واألمر إذا كان من األعلى إلى األدنى فهو أمر‪ ،‬كأوامر اهلل تعالى على خلقه‪ ،‬واألمر‬
‫ف َعَّنا‬
‫اع ُ‬
‫من األدنى إلى األعلى فهو دعاء‪ ،‬كدعاء المخلوقين تُجاه خالقهم‪ ،‬كقوله تعالى ( َو ْ‬
‫ِ‬ ‫اغ ِف ْر لََنا َو ْار َح ْمَنا أ َْن َ‬
‫ين)‪ ،‬واذا كان األمر مقتضاه تساوي‬ ‫ص ْرَنا َعلَى ا ْلقَ ْوِم ا ْل َكاف ِر َ‬
‫ت َم ْوَالَنا فَ ْان ُ‬ ‫َو ْ‬
‫التماسا‪.‬‬
‫ً‬ ‫فيسمى‬
‫الرتبة بين المتكلّم والمخاطب َّ‬
‫ٍ‬
‫حرف معنى‪.‬‬ ‫ت على م ْعًنى في غيرها ‪ ،‬نحو " ِم ْن "‪ِّ ،‬‬
‫ولكل‬ ‫‪ -‬الحرف‪ :‬كلمة َدلَّ ْ‬
‫َ‬
‫ضرب‬ ‫‪ -‬المصدر‪ :‬هو االسم المنصوب الذي يجيء ثالثًا في تصر ِ‬
‫يف الفعل‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ويدل على الحدث فقط‪ ،‬كقولنا‪( :‬الصيام‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ض ْرًبا‪ ،‬وهو قسمان‪ :‬المصدر الصريح‬ ‫ب َ‬ ‫َي ِ‬
‫ضر ُ‬
‫معا‪ ،‬كقوله‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫المؤول من (أن والفعل) ويدل على الحدث والزمن ً‬ ‫َّ‬ ‫الضرب)‪ ،‬والمصدر‬
‫معا‪.‬‬
‫وموا َخ ْيٌر لَ ُك ْم)‪ ،‬بمعنى (صيامكم)‪ ،‬فجمع بين الحدث والزمن ً‬
‫ص ُ‬‫َن تَ ُ‬
‫تعالى‪َ (:‬وأ ْ‬
‫‪-‬زعم‪ :‬الزعم هو القول َّ‬
‫بأن الشيء على صفة قوال غير مستند إلى وثوق‪ ،‬فقد يكون‬
‫حقا وباطال‪ ،‬ومن استعماله في التحقيق قول أبي طالب‪:‬‬
‫صدقت وكنت ثَـ َّـم أمينا‬
‫َ‬ ‫ناصح ‪ ...‬ولقد‬
‫ٌ‬ ‫عمت َّأنك‬ ‫ودعوتني وز َ‬
‫َن لَ ْن ُي ْب َعثُوا ُق ْل‬ ‫َِّ‬
‫ين َكفَ ُروا أ ْ‬
‫وأكثر ما يقع الزعم على الشك والباطل‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬زَع َم الذ َ‬
‫ك َعلَى اللَّ ِه َي ِس ٌير) [التغابن‪ ،]9 :‬وقال تعالى‪َ (:‬ب ْل‬ ‫َبلَى َوَربِّي لَتُْب َعثُ َّن ثَُّم لَتَُنَّب ُؤ َّن بِ َما َع ِم ْلتُ ْم َوَذلِ َ‬
‫‪6‬‬
‫َزَع ْمتُ ْم أَلَّ ْن َن ْج َع َل َل ُك ْم َم ْو ِع ًدا) [الكهف‪.]44 :‬‬
‫‪-‬دراسة (الرابط) كبحث استعمال المبدع للواو أو الفاء أو ثم أو إن أو إذا ‪ ...‬الخ‬
‫فضال عن أصولها في كشف النقاب عن‬
‫ً‬ ‫وداللة ذلك على خصائص التعبير القرآني واللغوي‬
‫معاني األلفاظ‪ ،‬ومن الشواهد على ذلك اآلتي‪:‬‬
‫الحكم واالعر ِ‬
‫اب جمعاً مطلقاً‪،‬‬ ‫ِ‬
‫تكون للجمع بين المعطوف والمعطوف عليه في ُ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬الواو‬
‫وخالد"‪ ،‬فالمعنى أنهما اشتركا في حكم‬
‫ٌ‬ ‫علي‬
‫ٌّ‬ ‫جاء‬
‫قلت " َ‬
‫فيد ترتيباً وال تعقيباً‪ .‬فإذا َ‬
‫فال تُ ُ‬
‫اء أكان هناك‬
‫جاءا معاً‪ ،‬وسو ٌ‬
‫جاء قبل خالد‪ ،‬أم بالعكس‪ ،‬أم َ‬
‫علي قد َ‬‫اء أكان ٌّ‬ ‫المجيء‪ ،‬سو ٌ‬
‫ُمهلةٌ بين مجيئهما أم لم يكن‪.‬‬
‫جاء‬
‫علياً َ‬
‫أن ّ‬‫فسعيد"‪ .‬فالمعنى َّ‬ ‫علي‬
‫ٌ‬ ‫قلت "جاء ّ‬‫تكون للترتيب والتعقيب‪ .‬فإذا َ‬‫ُ‬ ‫الفاء‬
‫‪ُ -‬‬
‫بين مجيئهما‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بعدهُ بال ُمهلة َ‬
‫جاء َ‬ ‫َّأو ُل‪ ،‬وسعيداً َ‬
‫جاء‬
‫عليا" َ‬ ‫سعيد"‪ ،‬فالمعنى أن " ًّ‬
‫ٌ‬ ‫ثم‬
‫علي َّ‬
‫جاء ٌّ‬
‫قلت " َ‬ ‫ثم تكون للتَّر ِ‬
‫تيب والتَّراخي‪ .‬فإذا َ‬ ‫‪َّ -‬‬
‫بين مجيئهما ُمهلة‪.‬‬
‫جاء بعدهُ‪ ،‬وكان َ‬ ‫أو ُل‪ ،‬وسعيداً َ‬
‫المعطوف اسماً ظاه اًر‪ ،‬وأن‬
‫ُ‬ ‫يكون‬ ‫ِ‬
‫العطف بها أن‬ ‫العطف بها قلي ٌل‪ .‬وشرطُ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬حتى‬
‫َ‬
‫أشرف من المعطوف عليه أو‬ ‫َ‬ ‫يكون جزءاً من المعطوف ِ‬
‫عليه أو كالجزء منه‪ ،‬وأن يكون‬
‫الناس حتى‬
‫ُ‬ ‫ك‬
‫األنبياء‪ .‬غلب َ‬
‫ُ‬ ‫الناس حتى‬
‫ُ‬ ‫يموت‬
‫ُ‬ ‫يكون مفرداً ال جملةً‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫َ‬ ‫أخس منه‪ ،‬وأن‬
‫َّ‬
‫الصبيان‪.‬‬
‫ُ‬
‫أن سوف أوسع‬‫‪ -‬السين و سوف‪ :‬كالهما تختص بالفعل المضارع وهما للمستقبل‪َّ ،‬إال َّ‬
‫تعالى‪{ :‬سنراود عنه‬ ‫علي‪ ،‬ومنه قوله‬ ‫عمر‪ ،‬وسوف يقوم ٌّ‬ ‫زمانا من السين‪ ،‬كقولنا‪ :‬سيقوم ُ‬
‫ً‬
‫هو ا ْل َغفُور َّ ِ‬ ‫ف أ ِ‬
‫يم)‪،‬‬
‫الرح ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫َستَ ْغف ُر لَ ُك ْم َربِّي إَِّنهُ‬
‫أباه} [يوسف‪ ،]61 :‬وقوله تعالى‪ (:‬قَا َل َس ْو َ ْ‬
‫يوسف‪ .74 :‬فاستعمل (سوف) للبعيد‪ ،‬والسين للقريب‪.‬‬
‫‪( -‬أو) و (أم)‪ :‬ال يصح وقوع (أو) بعد همزة التسوية‪ ،‬بل ال تقع إال (أم)‪ .‬فال تقول‬
‫(سواء علي أحضرت أو غبت)‪ ،‬بل ال َّ‬
‫بد أن تقول (سواء علي أحضرت أم غبت)‪ .‬قال‬
‫تعالى‪{ :‬سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص} [إبراهيم‪]21 :‬؛ وذلك َّ‬
‫ألن المعنى‬
‫أكتب أو ق أرَ؟) هو‪( :‬نعم) أو (ال)‪ ،‬والمعنى‬
‫يقتضي (أم) ال (أو)‪ ،‬وذلك أن جواب قولك‪َ ( :‬‬
‫‪7‬‬
‫أكتب أم ق أر) هو التعيين‪ ،‬فتقول‪( :‬كتب) أو تقول‪( :‬ق أر)‪.‬‬
‫أفعل أحدهما؟ وجواب ( َ‬
‫أكتب‬
‫أما قولك ( َ‬ ‫وبهذا تعلم أن في قولنا (أكتب أم ق أر) أمرين متعادلين يسأل عنهما‪ .‬و َّ‬
‫أو ق أر)‪.‬؟ فليس فيه أمران بل هو أمر واحد يسأل عنه‪ ،‬أي أفع َل أحدهما؟ والتسوية ال تكون‬
‫إال بين أمرين ال في أمر واحد‪ ،‬ولذا امتنع أن يساوي بـ (أو) بعد الهمزة‪.‬‬
‫النفي فتجعلُهُ إثباتاً‪ ،‬كقوله‬ ‫بعد ّ‬‫تختص بوقوعها َ‬ ‫ُّ‬ ‫فرق‪ .‬فَبلى‪:‬‬‫عم وأَجل" بينها ٌ‬ ‫ون ْ‬
‫‪َ"-‬بلى َ‬
‫َلست بِ َرّب ُكم‪ ،‬قالوا‬
‫وقوله {أ ُ‬‫ِ‬ ‫بعثُ َّن}‪،‬‬
‫وربي لَتُ َ‬
‫بعثوا‪ُ ،‬قل َبلى َ‬ ‫َن لن ُي َ‬
‫الذين كفروا أ ْ‬
‫َ‬ ‫تعالى { َزَع َم‬
‫ِ‬
‫إثباته‬ ‫اب بهما َيتبعُ ما قبلَهما في‬ ‫أنت رُّبنا‪ .‬بخالف "َن َع ْم و ْ‬
‫أجل" َّ‬
‫فإن الجو َ‬ ‫"َبلى"}‪ ،‬أي َبلى َ‬
‫ألن المعنى‬‫ك‪َّ ،‬‬ ‫الف ِدرَهٍم؟ " فإن قا َل "َبلَى" ِلزَمهُ ذل َ‬
‫ك ُ‬ ‫َليس لي علي َ‬ ‫ٍ‬
‫قلت لرجل "أ َ‬‫ونفيه‪ ،‬فإن َ‬ ‫ِ‬
‫علي ذلك"‪.‬‬ ‫ك َّ‬ ‫ألن المعنى "َن َعم ليس ل َ‬ ‫َجل" لم َيلزمهُ‪َّ ،‬‬ ‫ك" وان قال "َن َع ْم" أَو "أ ْ‬
‫علي ذل َ‬
‫ك َّ‬‫"َبلى لَ َ‬
‫‪ -‬إذا و إن الشرطيتان‪ :‬وهما للشرط‪ ،‬وتستعمل (إن) مع المشكوك حصوله‪ ،‬واألمور‬
‫اضا)‪،‬‬ ‫ت ِم ْن َب ْعلِهَا ُن ُش ًا‬
‫وز أ َْو إِ ْع َر ً‬ ‫الموهومة والنادرة في الغالب‪ ،‬كقوله تعالى ( َوِا ِن ْ‬
‫ام َأرَةٌ َخافَ ْ‬
‫وقوله تعالى‪{ :‬وان يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك}‪ .‬و(إذا) مع المتيقن حصوله‪ ،‬وتكون‬
‫اء ْان َشقَّ ْ‬
‫ت)‪ ،‬وقوله‬ ‫َّم ُ‬ ‫ِ‬
‫للمقطوع بحصوله‪ ،‬وللكثير الوقوع‪ ،‬على الغالب‪ ،‬كقوله تعالى (إ َذا الس َ‬
‫تعالى‪{ :‬واذا حللتم فاصطادوا}‪.‬‬
‫المضي‪ ،‬ومن الفوارق‬‫ّ‬ ‫لما‪ :‬حرفا جزم ونفي وقلب‪ ،‬وتقلب زمنه من الحاضر إلى‬ ‫‪-‬لم و َّ‬
‫لما)‬ ‫أن المنفي (لم) ال يتوقَّع حصوله‪ ،‬كقوله تعالى (لم َيلِ ْد ولم يولَ ْد)‪ ،‬و َّ‬
‫المنفي بِـ( ّ‬ ‫بينهما‪َّ :‬‬
‫ظٌر‪.‬‬
‫ك ُمنت َ‬ ‫قلت "لما ِ‬
‫أساف ْر" فسفر َ‬ ‫َّ‬
‫ُمتوقع الحصول‪ ،‬فإذا َ ّ‬
‫بالمسند‪ ،‬ومعنى " َّ‬
‫كأن"‬ ‫اتصاف الم َ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إن و َّ‬
‫‪ -‬معنى " َّ‬
‫سند إليه ُ‬ ‫ُ‬ ‫لتوكيد‬ ‫التوكيد‪ ،‬فهما‬
‫ُ‬ ‫أن"‬
‫كأن‬ ‫ِ‬ ‫ألنها في االصل ُمركبةٌ من " َّ‬ ‫المؤكد؛ َّ‬
‫قلت " ّ‬ ‫وكاف التشبيه‪ ،‬فاذا َ‬ ‫أن" التوكيدية‬ ‫ُ‬ ‫التشبيهُ‬
‫االهتمام بالتشبيه‪ ،‬الذي َعقَدوا عليه‬
‫َ‬ ‫العلم كالنور"‪ ،‬ثم إَّنهم لما أرادوا‬
‫إن َ‬‫نور"‪ ،‬فاألصل " َّ‬ ‫العلم ٌ‬
‫َ‬
‫الجملة جاؤوا بـ ( َّ‬
‫كأن)‪.‬‬
‫‪ -‬قد‪ :‬حرف تحقيق إذا دخل على الفعل الماضي‪ ،‬كقوله تعالى (قَ ْد أَ ْفلَ َح ا ْل ُم ْؤ ِم ُن َ‬
‫ون)‪،‬‬
‫الكذوب)‪ ،‬وفيه معنى التوقع‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يصدق‬
‫ُ‬ ‫وحرف تقليل إذا دخل على الفعل المضارع‪ ،‬كقولنا (قد‬
‫قربت‪.‬‬
‫وتستعمل للتقريب‪ ،‬كقول َمن قال‪ :‬قد قامت الصالة‪ ،‬أي ُ‬
‫‪8‬‬
‫يجز به}‪ ،‬ما‪ :‬وهي‬
‫‪َ -‬من‪ :‬وهي اسم مبهم للعاقل‪ ،‬نحو قوله تعالى‪{ :‬من يفعل سوءاً َ‬
‫اسم مبهم لغير العاقل‪ ،‬نحو {وما تفعلوا من خير يعلَ ْمهُ اهلل}‪ ،‬وقد يتعاقبان (أي يستعمل‬
‫أحدهما مكان اآلخر لصالح المعنى)‪.‬‬
‫‪-‬دراسة الصيغ االسمية والفعلية وتركيباتها وداللتها على التجدد والثبوت ودراسة‬
‫فمثال‪:‬‬
‫استعمال ك ّل منهما بما يتناسب مع معاني األلفاظ المعتمدة‪ً .‬‬
‫مجتهد‪ ،‬وهي تتكون من مبتدإ‬
‫ٌ‬ ‫يد‬
‫‪ -‬الجمل االسمية‪ :‬هي الجمل المبدوءة باسم‪ :‬نحو‪ :‬ز ٌ‬
‫وخبر‪ ،‬والجمل االسمية تدل على القوة والتوكيد والثبوت‪.‬‬
‫‪-‬الجمل الفعلية‪ :‬هي الجمل المبدوءة بفعل‪ ،‬نحو‪ :‬قم بواجباتك المدرسية‪ ،‬فـ قم‪ :‬فعل‬
‫وجوبا تقديره أنت‪ .‬والجمل الفعلية ُّ‬
‫تدل على‬ ‫ً‬ ‫أمر مبني على السكون وفاعله ضمير مستتر‬
‫التجدد بحسب األزمنة الثالثة‪ :‬الماضي والحال واالستقبال‪.‬‬
‫ات ا ْل َم ْعَنى‬‫لد َاللَ ِة علَى ثَب ِ‬ ‫الرْف ِع لِ َّ‬
‫ص ِب إِلَى َّ‬ ‫ومن جميل ما قيل‪« :‬إِ َّن ا ْل ُع ُدو َل َع ِن َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الن ْ‬
‫لد َاللَ ِة‬
‫َّالِم الثَّانِي لِ َّ‬
‫الم [الذاريات‪َ ]25 :‬رْفعُ الس َ‬ ‫و ِ‬
‫است ْق َر ِارِه َو ِم ْنهُ قَ ْولُهُ تَ َعالَى‪ :‬قالُوا َسالماً قا َل َس ٌ‬
‫َ ْ‬
‫َح َس َن ِم ْن تَ ِحَّيتِ ِه ُم‪ ،‬فتحية المالئكة جملة فعلية‪،‬‬ ‫اه ْم بِتَ ِحَّي ٍة أ ْ‬ ‫يم َعلَ ْي ِه الس َ‬
‫َّال ُم َحَّي ُ‬
‫علَى أ َّ ِ ِ‬
‫َن إ ْب َراه َ‬ ‫َ‬
‫سالم‪ ،‬واالسمية أقوى وأوكد‬
‫ٌ‬ ‫سالما‪ ،‬وتحية سيدنا إبراهيم جملة اسمية‪ ،‬أي عليكم‬
‫ً‬ ‫أي‪ :‬نسلِّم‬
‫وأثبت من الفعلية‪.‬‬
‫ومنه العدول عن قوله تعالى(رضي اهلل عنهم ورضوا عنه) إلى قوله (ورضوان من اهلل‬
‫أكبر)‪ ،‬ف جاء بالجملة اإلسمية الدالة على الثبوت‪ ،‬والتي هي أقوى من الفعلية ثم أخبر بأن‬
‫رضوان اهلل أكبر من الجنات‪ .‬وملذاتها‪ ،‬ناسب عظم ذلك المجيء بضمير الفصل فقال (ذلك‬
‫هو الفوز العظيم)‪.‬‬
‫فدراسة ترتيب أجزاء بنية التركيب النحوي ُّ‬
‫يعد أهم عناصر البحث في أسلوبية معاني‬
‫ألن المبدع‬ ‫ألن تقديم عنصر أو تأخيره ِّ‬
‫يؤدي في األكثر الى تغيير في المعنى؛ َّ‬ ‫األلفاظ؛ َّ‬
‫(المتكلم) ال يلتزم دائماً بقواعد الترتيب المعيارية التي يرصدها اللغويون في اللغة العادية‪،‬‬
‫معتمدا في التأصيل والتقعيد‪.‬‬
‫ً‬ ‫أصال‬
‫وال يتنافى هذا من كون األصول اللغوية ً‬
‫فيميل علماء الذوق الى استعمال طريقة النحو في بحث (البنية العميقة) لتراكيب َّ‬
‫النص‬
‫‪9‬‬
‫األدبي من خالل دراسة المعنى ومعنى المعنى؛ َّ‬
‫ألنها تساعد أوًال على فهم كثير من مسائل‬
‫كل منهما الى األخرى‪ ،‬ودراسة بنية التركيب النحوي عند‬‫الحقيقة والمجاز والعدول عن ٍّ‬
‫االسلوبيين تقتضي النظر إلى َّ‬
‫النص بكامله كونه كتلةً واحدةً يفهم المتلقي ما يريده المتكلم‬
‫بطريقة صحيحة‪.‬‬

‫‪11‬‬

You might also like