You are on page 1of 8

‫االقتصاد في بالد الرافدين ‪ ..‬مقوماته ومصادره‪.

‬‬

‫الزراعة والصناعة والتجارة‬

‫يمكن ان يعرف االقتصاد على أنه النشاط الذي يقوم به االنسان والذي يشمل إنتاج‬
‫ُعرف االقتصاد أيضا بأنه مجال اجتماعي‬
‫وتوزيع وتبادل واستهالك السلع والخدمات‪ ،‬ي ّ‬
‫يركز على الممارسات والخطابات والتعبيرات المادية المرتبطة بإنتاج الموارد‬
‫واستخدامها وإدارتها‪ ،‬أما لغويا فهو يعني مصطلح االقتصاد الحالة الوسطى بين التبذير‬
‫والتقتير ( أي انه وسط بين البخل واالسراف) ‪ ،‬القَ ْ‬
‫صدُ بين اإلسراف والتقتير يقال‬
‫فالن ُم ْقتَصدٌ في النفقة‪ ،‬بمعنى اخر مقنن لنفقاته‪ ،‬أي وسط في اإلنفاق بين البخل‬
‫والتبذير‪ .‬وبما أن المجهود الذي يبذله االنسان الذي يساوي قيمة قوة العمل السنوية‬
‫يتحتم عليه إيرادات‪ ،‬هذه اإليرادات يذهب بعضها الى تحقيق ما يحتاجه االنسان في‬
‫حياته من سلع وخدمات‪ ،‬ويذهب المتبقي لالدخار‪ ،‬واالدخار يتوجه نحو ميدان‬
‫االستثمار فيضاف على قيمة قوة العمل السنوية (الدخل السنوي)‪ ،‬وبذلك تزداد تلبية‬
‫االنسان لحاجاته وخدماته ألن االدخار يؤدي الى فائدة والفائدة تضاف الدخل السنوي‪،‬‬
‫فكلما زادت اإليرادات زادت الرفاهية والرخاء‪.‬‬

‫وعماد االقتصاد في بالد الرافدين كانت الزراعة التي ترجع بداياتها الى حدود سنة‬
‫تسعة االف قبل الميالد‪ ،‬وتطورت الزراعة وخير مثال على تطورها ما شهدته قرية‬
‫(جرمو) في أواسط العصر الحجري الحديث من نشاطات زراعية‪ .‬ومن البديهي أن‬
‫تكون الزراعة عصرئذ محدودة وعلى نطاق ضيق جدا‪ .‬ومثـل ذلك أول ثورة اقتصادية‬
‫قـام بهـا اإلنسان حيـث انتقـل بواسطتها مـن حيـاة جمع القـوت إلـى حيـاة أنتاج القـوت‬
‫‪ ،‬وكانت الزراعـة فـي بدايـة مراحلهـا بسيطة وشبة منتقلة تعتمـد على خصوبة التربة‬
‫وعلى مياه اإلمطار‪.‬‬

‫وكان من الطبيعي أن يختلف الباحثون حول المكان األول الذي ظهرت فيه الزراعة‬
‫‪ ،‬فذهب قسم منهم إلى أن ظهـور الزراعة بـدء في شمـال بالد الرافدين حيـث المطـر‬
‫الوفير والمنـاخ البارد اللـذان يساعـدان علـى نمـو الزراعة الطبيعية ‪ ،‬وقسـم أخر‬

‫‪1‬‬
‫ذهـب إلى أن كون الزراعة ظهـرت أول مرة في منطقة االهوار في جنـوب العراق‬
‫حيت المسطحات المائية والجو المالئم للزراعة‪ .‬وعلى العموم فأن الثـورة الزراعية‬
‫المتكاملـة في العصر الحجـري الحديث فيما بعـد أصبحت هي من أكثـر التحوالت‬
‫االقتصادية واالجتماعيـة أهمية في تاريخ تطورات المجتمع البشري القديم ‪ ،‬حيث ظهر‬
‫االقتصاد المنتـج المعتمـد على تربيـة الحيوانـات وزراعة النباتـات وقـد تطورت‬
‫الزراعة بشكل ملفـت للنظر بحـدود اإللف الثامن ق‪.‬م وفي هذه العصور كان عمل‬
‫الزراعة مقدسا ‪ ،‬وعلى المزارعين أثناء حرثهم للحقـول وتجميع المحاصيل أن يكونوا‬
‫فـي حالة نقاء روحي ‪ ،‬وحيـن شاهـد المزارعـون نـزول البذور إلى أعماق األرض‬
‫وال حظـوا اختراقهـا للظلمـات لتجلـب بشكـل مدهــش أشكال حيـاة جديـدة ‪ ،‬أدركوا أن‬
‫هـنـاك قـوة خفـية تعمـل ‪ ،‬وكـان المحصول بمثابة تجل وظهور للطاقة اإللهية فادى‬
‫إلى ظهور عبادة آلهة الزراعة ظهـور القـرى الزراعيـة‪.‬‬

‫ويعد علماء االثار والتاريخ القديم أهتداء االنسان الى الزراعة ثورته األولى‪ ،‬وحدا‬
‫فاصال بين بين العصور الحجرية القديمة والعصور الحجرية الحديثة‪ ،‬وال يعرف‬
‫بالضبط كيف أهتدى االنسان للزراعة‪ ،‬وكيف عرف اساليبها األولى ‪ ،‬وهذا االمر باق‬
‫لالستنتاج والتخمين‪ ،‬ويرجح ان خبراته في هذا المجال كلها مستقاة من الطبيعة فهو‬
‫تعلم منها دورة حياة المزروعات‪ .‬وكان قوام المنتوج الذي يعنيه سكان بالد الرافدين‬
‫هو الشعير‪ ،‬الذي كان في االصب ينمو بريا‪ ،‬وكانت بعض المواقع توفر حصاده لعدة‬
‫مرات في السنة الواحدة‪ .‬ولم يكن الشعير من اشهر المحاصيل النافعة فحسب وانما‬
‫كان اكثرها وفرة‪ ،‬وكان وسيلة قيمة‪ ،‬أي في ازمنة ما قبل معرفة النقود كان الشعير‬
‫هو أداة التبادل التجاري‪ ،‬ويعتقد معظم الباحثين في االقتصاد في بالد الرافدين ان القمح‬
‫النشوي المعروف بالحنطة كانت زراعتها أصيلة في بالد الرافدين لكنها لم تكن شائعة‬
‫أو مهمة كالشعير‪ ،‬وكذلك كان الدخن من المحاصيل التي تستخدم في االستهالك‬
‫البشري اليومي‪.‬‬

‫وتتأثر الزراعة بعدة عوامل من أهمها‪-:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -1‬التضاريس‪.‬‬
‫‪ -2‬المناخ‪.‬‬
‫‪ -3‬طبيعة االرض‬
‫‪ -4‬المياه‪.‬‬
‫‪ -5‬االيدي العاملة (االنسان)‬

‫وان الحضارة الحقيقية في بالد الرافدين بدأت عندما بدأ المستوطنون االوائل على‬
‫ضفاف الفرات االسفل يعرفون سبل ايصال الماء الى األراضي‪ ،‬ومن تجاربهم في‬
‫تنظيم الري وانشاء السدود والمبازل والخزانات كان منشأ علم الري في التاريخ‬
‫ومارسوا الزراعة بخبرة ومهارة وزرعوا الحنطة والشعير وقد تعلموا خزن الغالل‬
‫واستغاللها في تنمية اقتصادياتهم وتربية مواشيهم وكان لديهم الثير من البقر والضأن‬
‫والمعز والحمير والخازير والجاموس وكان يستخدم البقر لجر سك الفالحة والحمير‬
‫لجر المركبات والعجالت وكان التمر والشعير قوائم غذاء االنسان وال شك ان الثراء‬
‫الناتج عن االمكانيات الزراعية الضخمة وتوفر السان كلها ساعدت على انشاء المعابد‬
‫والقصور بالد انتعاشا لم تعرفه من قبل كانت حاصالت البالد الزراعية وخاصة القمح‬
‫والشعير والتمر والماشية المصدر الهام للثروة ‪ ،‬فالماشية واالغنام تمدهم بالجلد‬
‫والصوف وتطورت صناعة المالبس الصوفية وتطورت ايضا صناعة االالت‬
‫واالسلحة من البرونز ‪ ،‬وحافظ الجيش على هدوء البالد وعلى سالمة حدودها وكانت‬
‫القوافل تحمل تجارة البابليين من مدينة الى اخرى وهي امنة مطمئنة وكانت هذه‬
‫االسفار امرا عاديا في بالدهم‪ ،‬وترتبط الزراعة ارتباطا وثيقا بالري وبالثروة‬
‫الحيوانية‪ .‬كانت الزراعـة والـري أساسـا لكـل الحضارات البشريـة القديمة ‪ ،‬ولذلك‬
‫أطلقت المقولة الشهيرة أينما وجـد الـزرع والمـاء نشـأت الحضارة على ضفافهـا ‪ .‬وقد‬
‫ساهمت الثـورة الزراع ية في خلـق تحوالت اقتصاديـة واجتماعيـة ومعاشيـه ذات‬
‫أهمـيـة قصوى في تاريخ تطـور المجتمـع البشري ‪ ،‬وبمـرور الزمـن استوطـن‬
‫السومريون جنوب العراق في اإللف الربع ق‪.‬م وفي البداية استوطنوا بالقرب من‬
‫االهـوار‪ ،‬قام السومريون بطريقـة الزراعـة في السهـول التي تعتمد علـى شـق جداول‬

‫‪3‬‬
‫مـن نهـر الفرات وإيصال الميـاه إلى األراضي الزراعية وقاموا بتنظيم الـري وإنشاء‬
‫السدود والبزول ونمـى علم الـري عند السومريون جنبا إلى جنب مع الحضارة وقـد‬
‫مارسـوا الزراعة بخبـرة ومهـارة فكانـت أهـم زراعتهـم الحنطة والشعيـر وقـد تعلموا‬
‫كيـف يخ زنون الغالل ويستغلونها في تنمية اقتصادهم وتربية مواشيهم ‪ ،‬وكان التمر‬
‫والشعير قوام غذاء القوم‪.‬‬

‫أن الحضا رة السومرية شهدت تميزا وتفردا في المجال الزراعي‪ ،‬ساعدهم على ذلك‬
‫إتقانهم لتربية المواشي واألبقار‪ ،‬التي كانت ال تنفصل عن الزراعة كثيرا‪ ،‬وإنما ترتبط‬
‫بها ارتباطا وثيقا‪ ،‬ولكنهم تخلوا عن تربية الماشية وكرسوا جهدهم في زراعة‬
‫المحاصيل واإلتجار فيها‪ ،‬بدأوا بزراعة البساتين لتجميل منشآتهم‪ ،‬ثم وصل حد‬
‫اهتمامهم بالزراعة إلى تخصيص مساحات من األراضي الفارغة التي أحاطت بالمدن‬
‫التي استقروا بها‪ .‬كما أن هناك هدفا أصليا وراء اهتمامهم بالزراعة وهو أن يكون‬
‫مدخال لمجال التجارة‪ ،‬حيث كان السومريون يسعون إلى زراعة عدد من المحاصيل‬
‫لإلتجار فيها‪ ،‬وبذلك يكونون قد عرفوا الزراعة والتجارة‪ ،‬وأبرز ما تميزوا في زراعته‬
‫النخيل‪ ،‬كما أتقنوا زراعة محاصيل زراعية وخضر وفواكة كثيرة‪ .‬وقد فرضت قوانين‬
‫حمورابي العقوبات على من يهمل وسائل الري‪ ،‬أو يلحق األضرار بمزارع جيرانه‪.‬‬
‫وقد أقام البابليون جسورا من التراب حول مزارعهم لحمايتها من مياه الفيضان‪ ،‬وكان‬
‫يخزنون المياه الزائدة عن حاجة الحقول فى خزانات لها عيون تنساب منها عند الحاجة‪.‬‬
‫وفى بادى األمر استخدام السومريون فؤوسا من الحجر لحرث األرض‪ ،‬مثل الفؤوس‬
‫التى استخدمت فى العصر الحجرى الحديث‪ ،‬ومن ثم استخدمت فؤوس فخارية تشوى‬
‫بدرجات حرارة عالية تقارب الصهر فتنتج أدوات قوية تؤدي الغرض المصنوعة من‬
‫اجله والحال ينطبق على المناجل فقد استخدمموا مناجل حجرية وكذلك مناجل تتمثل‬
‫بقطعة من الخشب تثبن بها شفرات حجرية حادة وأيضا مناجل فخارية مصنوعة من‬
‫الطين ومشوية بدرجات حرارة عالية جدا ‪ ،‬وبعد مدة ظهر المحراث الخشبي‪ .‬وكان‬
‫المحراث الذى تجره الحيوانات قد ظهر ألول مرة فى بابل فى حوالى عام‬
‫‪1400‬ق‪.‬م‪ ،‬ومثل المحراث السومري كانت مثبتة فى نهايتها أمبوبة تتصل بوعاء‬

‫‪4‬‬
‫توضع فيه البذور‪ ،‬فتتم عملية الحرث والبذر فى وقت واحد‪ .‬اما عملية الدراس فكانت‬
‫تستخدم فيها عربات كبيرة تثبت في عجالتها اسنان من الظران تفتت القش وتفصله‬
‫عن الحبوب‪ .‬كانت تربى االغنام والماعز والبقر والخنازير في المراعي في السهول‬
‫وعلى سفوح الجبال ‪.‬‬

‫وان أهم المراحل التي تمر بها زراعة الحقل هي‬

‫‪ -1‬السقي االولي‪ -:‬و يتمثل بقيام الفالح بغمر الحقل المراد زراعته بالمياه في نهايات‬
‫فصل الصيف لترطيب الراض لتسهيل عملية الحراثة واتنظيف الحقل من عوالقه‪.‬‬

‫‪ -2‬الحرثة‪ -:‬وهي العملية الثانية في تهيأة الحقل للزراعة وتتم الحراثة بمحاريث‬
‫تجرها الحيوانات ورد ذكرها انفا تهدف الى قلب التربة ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -3‬سلف الحقل‪ -:‬وتتم عملية سلف الحقل قبل الشهر السادس وتنجز بالمسلفة وهي‬
‫عبارة عن دعامة خشبية ثقيلة يتم جرها على سطح الحقل المحروث لتفتيت الكتل‬
‫الترابية المتبقية وتسوية سطح الحقل بشكل جيد‪.‬‬

‫‪ -4‬البذار‪ -:‬وهي العلمية الرابعة والعملية األهم في الزراعة وتتمثل بنثر البذور على‬
‫األرض التي اعدت للبذار بعمليات حقلية مرتبة زمانيا‪.‬‬

‫‪-5‬السقي ‪ -:‬وهي عملية تستمر لعدة مرات ويقسم السقي الى نوعين هما السقي الطبيعي‬
‫أي سقي االمطار للحقول‪ .‬والسقي بمياه األنهار وفروعها وهذا أيضا ينقسم الى نوعين‬
‫هما سقي السيح وسقي االله‪.‬‬

‫‪ -6‬الحصاد‪ - :‬وهو عملية جني المحصول وكانت العملية هذه تتم يدويا بوساطة مناجل‬
‫مر ذكرها انفا‪ ،‬ويجمع المحصول المحصود في أماكن نظيفة تمهيدا لدرسه‪.‬‬

‫‪ -7‬الدراسة‪ - :‬وكانت تستخدم الحيوانات في هذه العملية وحتى ازمنة قريبة‪ .‬وهي‬
‫عملية تخليص البذرة من قشورها او سنابلها‪ .‬بعد ان تكون الغلة قد جمعت وكدست في‬
‫المكان المخصص لها‪ .‬وبعد ان تتم عملية الدرس يتم خزن المحصول في نوعين من‬
‫المخازن منها مخازن ثابتة وتسمى بالعامية االن ب( الحلة بفتح الحاء) ‪ ،‬ومنها منقولة‬
‫وهي الجرار المعدة للخزن وتكون كبيرة و جدرانها وسمجة وسميكة‪.‬‬

‫‪-7‬التذرية‪ - :‬وهي المرحلة قبل االخيرة في االعمال الزراعية و الغرض منها ابعاد‬
‫القشور بعد فصلها عن الحبوب وتحدث في الهواء الطلق حيث تتطاير القشور بواسطة‬
‫المسحاة والتزال هذه الطريقة مستخدمة في الوقت الحاضر‪.‬‬

‫والن الزراعة بحاجة الى أدوات واالالت التمامها فقد استخدم الفالح بعض الصناعات‬
‫التي تطورت شيئا فشيئا حتى صارت صناعات متعددة والن الزراعة ترتبط ارتباطا‬
‫وثيقا بالثروة الحيوانية فقد ترافقت صناعات الثروة الحيوانية ( صناعة الجلود‬
‫وصناعات االلبان وغيرها) مع الصناعات الزراعية ‪ ،‬وكذلك ظهرت صناعات اخرى‬
‫ومن اهمها صناعة المنسوجات والمفروشات‪ ،‬ومما يجدر ذكره ان الملوك السومريين‬

‫‪6‬‬
‫قد احتكروا صناعة النسيج التي كانت واسعة االنتشار عند السومريين وكان يشرف‬
‫على هذه الصناعة بدقة مراقبون حكوميون‪ .‬وفي العصر البابلي كانت االالت تصنع‬
‫من الحديد والبرونز كما نشطت صناعة نسيج القطن والصوف وصباغة االقمشة‬
‫وتطريزها وعرفت صناعة طوب االجر بعد حرق طوب اللبن مما يكسبه صالبة‪ .‬وبعد‬
‫تكاثر الحرف وعدد الصناع اسسوا لهم نقابات تسهر على مصالحهم ‪ .‬وصناعة االواني‬
‫واالدوات الفخارية والخزفية وصناعة الطوب لبناء المساكن واسوار المدن وكان‬
‫البرونز (مزيج النحاس والقصدير) يستخدم في صناعة االسلحة كما صنعت الحلي‬
‫وادوات الزينة من الذهب والفضة‪.‬‬

‫والن الزراعة والصناعة كانتا تمارسان بنمط اكثر من الحاجة الفعلية للناس لها فصار‬
‫لديهم فائض هذا الفائض تسبب بنشوء التجارة ف‪،‬كان للتجارة دور مهم في مدن بالد‬
‫ما بين النهرين وقد ساهمت التجارة بشكل مباشر او غير المباشر في مستوى رفع‬
‫المعيشة للسكان‪ ،‬وانشار حضارة هذه البالد وكان للتجارة نشاط واسع منذ العصور‬
‫األولى للحضارة الرافدينية ‪ ،‬وبلغت قوتها في العصر البابلي حيث اصبحت بابل مركز‬
‫للتجارة في الشرق االدنى القديم كله وحققت من ذلك بابل ثروة عظيمة‪.‬‬

‫التجارة الخارجية‪:‬‬

‫كانت القوافل التجارية تتجه الى المناطق الواقعة حول الخليج العربي وآسيا الصغرى‬
‫والى بالد الشام‪ .‬كما يستدل من اطالل المدن السومرية على القيام بصالت التجارية‬
‫بينها وبين مصر والهند‪ .‬وكان التجار في العصر االشوري لهم حرية االنتقال‬
‫واالتصال وقد استوطن كثير منهم في مدينة كيش باألناضول واتخذوا مستوطنات في‬
‫اماكن اخرى بتلك المنطقة وكانوا يصدرون االنسجة المصنوعة في مدينة اشور‬
‫ويقوم ون بدور الوسطاء في تجارة النحاس والحديد من مراكز التعدين في اسيا‬
‫الصغرى وكانت تعقد المعاهدات لحماية التجارة الخارجية والتجار وتحديد مهامهم ‪.‬‬
‫وبوجه عام كانت تصدر منتوجات زراعيه وصناعية مختلفة وتستورد المعادن‬
‫واالخشاب والتوابل والعطور واالحجار الكريمة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وفي بادئ االمر كانت البضائع تنقل بالطريق النهري‪ ،‬ثم صارت تنقل بالطريق البري‪،‬‬
‫باستخدام عربات تجري على عجالت وتجرها الخيول وكان ذلك اقدم وسيلة للنقل من‬
‫هذا النوع عرفها العالم وفي عهد بختنصر اصلحت الطرق الرئيسية التي تستخدمها‬
‫الطرق التجارية التي كانت تحمل الى بابل منتجات الهند ومصر والشام وبالد اسيا‬
‫الصغرى‪.‬‬

‫التجارية الداخلية‪:‬‬

‫كانت التجارية الداخلية نشطة بين المدن وفي البداية قامت عملية التبادل التجاري على‬
‫المقايضة ثم استخدمت سبائك الفضة في العمليات التجارية وكثيرا ما كانت تدون‬
‫عمليات البيع والشراء والمعامالت التجارية المختلفة وفي العصر البابلي كان رئيس‬
‫التجار موظ فا كبيرا في البالط الملكي وقد سمح لموظفي الديوان الملكي باالشتغال في‬
‫التجارة لزيادة ثرواتهم‪.‬‬

‫‪8‬‬

You might also like