Professional Documents
Culture Documents
Rolacc 2019 2 PDF
Rolacc 2019 2 PDF
نبيل صقر ،قمراوي عزالدين ،الجريمة المنظمة ،التهريب والمخدرات وتبييض األموال في التشريع الجزائري ،دار الهدى ،عين مليلة ،الجزائر،2008 ، 1
نبيل صقر ،قمراوي عزالدين ،مرجع سابق،2008 ، 2
3 Larousse, Larousse Super Major, Paris, Press Universitaire de France, 2006, p : 269.
ايططاحين غانية ،مرجع سابق ،2016 ،ص.255 : 4
طارق البشري ،دور مؤسسات الدولية في مكافحة الفساد ،المستقبل العربي ،العدد ،310ديسمبر ،2004ص.112: 5
تيسير زاهر ،غدوان علي ،أحمد خضر ،الحوكمة المؤسساتية ودورها في الحد من الفساد المالي واإلداري في المصارف ،دراسة ألراء عينة من موظفي المصارف الخاصة في سورية ،مجلة 6
جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية ،سلسلة العلوم االقتصادية والقانونية ،المجلد ،36العدد ،2014 ،04ص.76 :
مفيد دنون يونس ،تأثير الفساد على األداء االقتصادي للحكومة ،مجلة تنمية الرافدين ،العدد ،101المجلد ،32كلية اإلدارة واالقتصاد ،جامعة الموصل ،العراق ،2010 ،ص.76 : 7
القانون رقم ( )01-06المؤرخ في 20فبراير ،2006المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،14الصادرة بتاريخ ،2006/03/08المادة ،02ص.05 : 8
درجة العلنية كلفة المعالجة سرعة المعالجة سهولة االكتشاف شمولية التأثير المصدر نوع الفساد
واضح بسيط يعالج بسرعة سهل االكتشاف جزئي ومحدود بأفراد صغار الموظفين الفساد الصغير
واضح إلى مكلف بطيء المعالجة صعب االكتشاف شامل التأثير كبار المسؤولين الفساد الكبير
متوسط الغموض
واضح إلى مكلف بطيء المعالجة في بعض الحاالت صعب شامل التأثير كبار السياسيين والقادة الفساد السياسي
متوسط الغموض االكتشاف
علني مبطن مكلف جدا بطيء المعالجة صعب االكتشاف ومعقد شامل التأثير مؤسسات اإلعالم ومراكز الفساد الثقافي
نسبيا بسبب غياب النوايا ( التظليل الجمهوري) البحوث
الحسنة
غير واضح قد يكون مكلفا سريع المعالجة سهل االكتشاف محدود الجهاز اإلداري والعاملين الفساد
فيه البيروقراطي
واضح مكلف جدا بطيء جدا ويحتاج سهل االكتشاف شامل معتمدا على جميع األجهزة في الدولة الفساد الشامل
إلى منهجيات عمل شيوع ثقافة الفساد والشركات
معقدة
غير واضح متوسط الى سريع المعالجة سهل االكتشاف محدود التأثير أجهزة وإدارات محددة الفساد الجزئي
منخفض وموظفين محددين
معلن ويفهم كلفة عالية جدا بطيء المعالجة جدا صعب اإلحساس به شامل المجتمع وثقافته وتراثه الفساد الحضاري
بالعكس لوجود القناعات المسبقة االجتماعي
متوسط الوضوح متوسط كلفة سريع المعالجة سهل االكتشاف محدود مدراء وموظفي الشركات فساد منظمات
المعالجة وقد يساعد عليه المجتمع األعمال الخاصة
المصدر :صالح العامري ،طاهر الغالبي ،المسؤولية االجتماعية وأخالقيات األعمال ،دار وائل للنشر ،األردن ،2010 ،ص.362:
9عماد بوروح ،بلقاسم بوقرة ،الفساد اإلداري (أنواعه ،أسبابه ومظاهره) ،مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،العدد ،38 :جوان ،2018الجزائر ،ص ص.260-259 :
1 0ايططاحين غانية ،مرجع سابق ،2016 ،ص ص( 260-256 :بتصرف).
-الوساطة :أي تدخل شخص ذا مركز وظيفي أو تنظيم سياسي لصالح وأما في ما يتعلق بمظاهر الفساد اإلداري التي يمكن أن تميزه فهي
15
من ال يستحق التعيين أو إحالة العقد أو إشغال المنصب...إلخ. متعددة تتداخل مع ممارساته في العنصر الموالي وهي :11االختالس
والسرقة ونهب المال العام ،الرشوة والربح الغير مشروع ،التزوير،
-4انحرافات جنائية :تشمل المخالفات التي يرتكبها الموظف وتنطوي المحاباة والمحسوبية ،الغش و االبتزاز والواسطة ،التباهي والتعسف في
على جرائم جنائية مثل الرشوة ،االختالس ،التزوير في المحررات استعمال النفوذ والسلطات الممنوحة ،انتشار ظاهرة التسيب اإلداري
الرسمية ،السرقة ،جرائم السلوك الشخصي...إلخ. (االنتهازية والمتاجرة بالوظيفة) ،عدم التزام الموظف بتكريس نفسه
-الرشوة :تعني حصول الشخص على منفعة تكون مالية في للعمل الوظيفي ،اإلهمال الوظيفي واستغالل وسائل ومعدات المؤسسة
الغالب لتمرير أو تنفيذ أعمال خالفا للتشريع أو أصول المهنة. في خدمة أغراض شخصية ،عدم المحافظة على األسرار المهنية ،كثرة
-االبتزاز والتزوير :لغرض الحصول على المال من األشخاص مستغال وتعقد اإلجراءات اإلدارية ،غياب وانعدام الضمير المهني لبعض الموظفين
موقعه الوظيفي بتبريرات قانونية أو إدارية أو إخفاء التعليمات العامين ،عدم التزام الموظف بمعايير أخالقيات المهنة .عدم التزام
النافذة على األشخاص المعنيين كما يحدث في دوائر الضريبة أو الموظف باحترام الشرعية القانونية .انعدام الطاعة التسلسلية بين
تزوير الشهادة الدراسية أو تزوير النقود. موظفي اإلدارات العامة ،بطء ورداءة الخدمات والمعامالت الحكومية.
-نهب المال العام :عن طريق السوق السوداء والتهريب باستخدام
الصالحيات الممنوحة للشخص أو االحتيال أو استغالل الموقع خامسا -ممارسات مظاهر الفساد اإلداري
12
الوظيفي للتصرف بأموال الدولة بشكل سري أو تمرير السلع عبر تنقسم إلى عدة مجموعات:
16
منافذ السوق السوداء.
-1انحرافات مالية :تشمل المخالفات التي يأتي بها الموظف وتتعلق
المحور الثاني :الفساد في اإلدارة الجزائرية بالنواحي المالية مثل:
-مخالفة القواعد واألحكام المالية المنصوص عليها بالقوانين
قدمت الحكومة مجموعة من البرامج التنموية االقتصادية بداية من سنة واللوائح المعمول بها ،مخالفة المناقصات والمزايدات والمخازن
2000نتيجة الوفرة في السيولة بالخزينة العمومية والتي وفرها ارتفاع والمشتريات ،واإلهمال أو التقصير الذي يترتب عليه ضياع أو
أسعار البترول فشهدت الفترة من سنة 2001إلى غاية سنة 2014ثالثة احتمال ضياع حق مالي للدولة ،كل تصرف عمدي يترتب عليه
برامج تنموية بحوالي 30.440مليار دينار قسمت على المشاريع التنموية، صرف مبلغ من أموال الدولة أو ضياع حقوقها.
حيث قامت الجزائر في مطلع األلفية الجديدة بإطالق سياسة اإلنعاش -الفساد الذي يتقاطع مع األنظمة والقوانين المتعلقة بنظام
االقتصادي لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة ،وقد تمخض عن ذلك إطالق 13
العدالة وحقوق الملكية والتسهيالت المصرفية واالئتمانات ....إلخ.
ثالثة برامج تنموية كبرى بإجمالي حوالي 25942مليار دينار ،تمثلت في
برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي للفترة ( )2004-2001بإجمالي قدر بـ 55.9 -2انحرافات تنظيمية :تشمل المخالفات التي يرتكبها الموظف وتتصل
مليار دينار جزائري ،البرنامج التكميلي لدعم النمو للفترة ()2009-2005 مباشرة بالعمل الذي يقوم به ،ومن أمثلتها:
بحوالي 300مليار دينار جزائري ،وأيضا برنامج توطيد النمو للفترة (-2010 -االمتناع عن أداء العمل أو عدم أدائه بدقة وأمانه ،عدم االلتزام
)2014بـ 1000مليار دينار جزائري،إال أن هذه المشاريع لم تحقق مجمل بمواعيد العمل ،عدم إطاعة أوامر الرؤساء في العمل ،إفشاء
أهدافها في تحقيق التنمية االقتصادية وتطوير البالد ولكنها بالمقابل أسرار العمل وعدم التعاون مع الزمالء.
فتحت األبواب للفساد اإلداري لينخر كل الميزانيات المخصصة لمعظم 14
-المحسوبية ،والتباطؤ في انجاز المعامالت وخاصة المهمة والمستعجلة.
القطاعات وحولت الجزائر إلى مجال مفتوح النتشار الفساد.
-3انحرافات سلوكية :تشمل المخالفات التي يرتكبها الموظف وتتعلق
أوال -ترتيب الجزائر بمؤشر مدركات الفساد حسب منظمة الشفافية بسلوكه وتصرفه الشخصي مثل:
الدولية -عدم المحافظة على كرامة الوظيفة ،أداء أعمال الغير براتب بغير إذن
استنادا للتقارير الدولية فمؤشر منظمة الشفافية الدولية الذي يتدرج من للسلطة المختصة ،االشتغال بعمل تجاري وشراء ما تعرضه السلطة
الصفر( )0إلى العشرة ( ،)10في درجة وجود الفساد ،حيث: للبيع ،الجمع بين الوظيفة وعمل آخر من شأنه اإلضرار بالواجبات الوظيفية.
:0سيطرة الفساد بشكل كلي ....فاسد جدا -المحاباة :أي تفضيل جهة على جهة ألخرى بغير وجه حق كما في
:10خلو من الفساد .....نظيف جدا. المقاوالت والعطاءات أو عقود االستئجار واالستثمار.
الجدول رقم ( :)02ترتيب الجزائر بمؤشر مدركات الفساد حسب منظمة الشفافية الدولية
المؤشر عدد دول الترتيب ترتيب الجزائر السنوات المؤشر عدد دول الترتيب ترتيب الجزائر السنوات
2.9 176 112 2011 2.6 133 88 2003
3.4 177 105 2012 2.7 146 97 2004
3.6 177 94 2013 2.8 158 97 2005
3.6 177 100 2014 3.1 163 84 2006
3.5 167 88 2015 3.0 180 92 2007
3.2 176 108 2016 3.2 180 99 2008
3.3 180 112 2017 2.8 180 111 2009
2.9 178 105 2010
المصدر :من إعداد الباحثين بناءا على معلومات تقارير منظمة الشفافية الدولية على الرابط التشعبيhttp://www.transparency.org/news/feature/ :
coppuption_perceptions_index_2016
1 1بشير مصطفى ،الفساد االقتصادي :مدخل في المفهوم والتجليات ،مجلة بحوث اقتصادية عربية ،العدد ،13مصر ،2006 ،ص ص.130-127 :
1 2عادل محمد عبد الرحمان ،الفساد اإلداري :دراسة ميدانية لمحافظة أسيوط ،مجلة مصر المعاصرة ،مجلد ،103العدد ،502مصر ،2011 ،ص ص.363-362 :
1 3محمد خالد المهايني ،الفساد اإلداري والمالي مظاهره وأسبابه ومدخل الرقابة الحكومية لمكافحته ،مجلة رماح للبحوث والدراسات ،مركز البحث وتطوير الموارد البشرية رماح ،األردن،
،2008ص ص.15-14 :
1 4محمد خالد المهايني ،الفساد اإلداري والمالي مظاهره وأسبابه ومدخل الرقابة الحكومية لمكافحته ،مجلة رماح للبحوث والدراسات ،مركز البحث وتطوير الموارد البشرية رماح ،األردن،
،2008ص ص.15-14 :
1 5محمد خالد المهايني ،مرجع سابق ،2008 ،ص ص.15-14 :
16نفس المرجع السابق ،ص ص.15-14 :
التابعة لـــ 11زبون 21،وخالل شهر أغسطس 2018أيضا قام قابض بريد إن الجزائر حسب الجدول رقم ( )02توجد ضمن مجال الدول التي
مكتب الدبداب بالصحراء الجزائرية بالسطو على 3.5مليار سنتيم، بها حجم كبير من الفساد وهي من البلدان المتأخرة في مجال ضمان
وتعرض ضحايا اختالس 8ماليير من بريد الجزائر ببسكرة خالل سنة 2017 الشفافية والحد من الفساد ،فبعد البدء في البرامج التنموية التي جاءت
إلى طول االنتظار للتعويض رغم دخول القضية في مسارها القانوني بمشاريع ضخمة وفي سنة 2003تحصلت الجزائر على درجة سيئة قدرت
منذ اكتشاف الثغرة المالية 22،وسابقا كشفت مجموعة وثائق ومراسالت في المؤشر بـــ 2.6واحتلت الرتبة 88من أصل 133دولة ،وهذا يعني تفشي
رسمية لمؤسسة بريد الجزائر ،كيف تتستر المديرية العامة للبريد على الفساد في البالد ،ثم تحسن المؤشر بشكل طفيف خالل الفترة من سنة
عمليات اختالس وتحويل ألموال المواطنين والزبائن رغم التقارير المفصلة 2004إلى غاية سنة 2006ويعود ذلك أساسا لالجراءات القانونية المتخذة
التي وصلتها التي تؤكد التورط بالدليل والبرهان ،إال أن القضايا أغلقت من قبل الحكومة الجزائلرية على حسب ماتنص عليه اتفاقية األمم
ولم يتم التبليغ عنها رغم مرور أكثر من عام على وقائعها .رغم أن المتحدة لمكافحة الفساد ،وتم اصدار القانون رقم ( )01-06المؤرخ في 20
القانون 06-01المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته يلزم المسؤول فبراير ،2006المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ،الجريدة الرسمية
بالتبليغ على مثل هذه الجرائم تحت طائلة العقوبة ،حيث ينص القانون للجمهورية الجزائرية العدد ،14الصادرة بتاريخ ،2006/03/08ومباشرة
على معاقبة كل شخص يعلم بحكم وظيفته بوقوع جريمة االختالس ولم خالل سنوات ،2008 ،2007 ،2006ارتفع المؤشر قليال عند درجة 03من
يبلغ عنها الجهات القضائية في الوقت المالئم بعد نهاية عملية التحقيق أصل عشر درجات لتخرج بذلك من القائمة السوداء التي تضم مجموعة
الداخلي التي مضى عليها أكثر من 14شهرا كامال ،ولم يتم تحريك حتى البلدان األكثر فسادا في العالم والتي تتحصل على أقل من 03درجات
لجنة االنضباط لبريد الجزائر. في المؤشر .لتعود للقائمة مباشرة خالل سنوات ،2011 ،2010 ،2009
وخالل سنة 2010اتهم تقرير سري للبنك المركزي مؤسسة “بريد نتيجة انخفاض المؤشر إلى أقل من 03درجات ،وهي فترة بداية برنامج
الجزائر” بالعمل تماما خارج التدابير المنصوص عليها في قانون مكافحة دعم النمو( )2014-2010الذي خصص له غالف مالي قدر بـ 1000مليار
تبييض األموال وتمويل اإلرهاب ،وقال أن مسؤولي المؤسسة التي تحصي دينار جزائري ،لدعم التنمية االقتصادية بجملة من االستثمارات الضخمة في
نحو 12مليون حساب مالي ،لم يمتثلوا ألي من اإلجراءات الرقابية التي معظم القطاعات ،إال أن المسؤولين وجدوا فرصة أكبر لممارسة الفساد
يفرضها القانون ألجل فحص وتحديد مصدر وحجم اإليداعات والتحويالت بشكل أعمق .ثم ارتفع المؤشر في سنة 2012إلى 3.4وبقي حتى خالل
المشبوهة ضمن نحو مليون عملية مالية تتم يوميا ما بين الحسابات السنوات الالحقة مستقرا في نفس المجال ( )3.6-3.2وهو مؤشر ضعيف
البريدية الجارية ،كما أهملوا التدابير التي تسمح بالتعرف الدقيق على من أصل 10درجات مما يفسر وجود بيئة من الفساد ومراتب غير مشرفة
هوية ماليين الزبائن الذين يتوافدون على مختلف مراكز الصكوك من حيث الشفافية والنزاهة في الجزائر خاصة في ما يتعلق بالوظيفة
البريدية .وجاء في التقرير أن مكمن الخطورة في المسألة يبدأ من حجم العمومية وتسيير المال العام وقد جاءت بترتيب 108من مجموع 176
مؤسسة بريد الجزائر نفسها ،حيث يمر من خاللها 97بالمائة من األموال دولة خالل سنة ،2016وبقيت على نفس الحال خالل سنة 2017حيث رتبت
التي تخرج من بنك الجزائر ،وتوظف المؤسسة نحو 30ألف مستخدم في الرتبة 112من مجموع 180دولة وبمؤشر 3.3من أصل عشرة.
وتسير 12مليون حساب بنكي لصالح 9ماليين زبون ،كما تعالج ما يقرب ومن أبسط الدالئل على أن الجزائر تشهد نموا سريعا لظاهرة الفساد
من مليون عملية مالية يوميا. اإلداري ظاهرة الرشوة التي تمثل أخطر داء أصاب اإلدارة الجزائرية واستفحل
وبالرغم من ذلك يقول مفتشو البنك المركزي أن مؤسسة بريد فيها .تلك الجريمة األخالقية التي تمس الضمير المهني واالعتداء على
الجزائر “تفتقد لخريطة المخاطر” التي يفترض أن تحدد بدقة التهديدات ثقة المواطن في إدارته ووطنه بعد االعتداء على أمواله .والشك أن انتشار
التي يمكن من خاللها أن تتسرب عمليات مالية مشبوهة وغير قانونية مظاهر الفقر والتخلف قد سبب انتشار الرشوة حتى تحولت إلى قاعدة
لغسيل األموال وتمويل اإلرهاب ،ويربطون بين ذلك وبين غياب منصب عمل لمجمل المعامالت اليومية في الوظيفة العامة.
مراسل خلية معالجة المعلومات المالية في الهيكلة الجديدة للمؤسسة، فمثال على مستوى إدارة الجمارك أعلن مديرها انه تم فصل ومقاضاة
الذي “لم تعينه المؤسسة” ،مخالفة بذلك نص القانون ،كما وصف 17
أكثر من 110جمركي بتهمة الرشوة ..وتهريب 8آالف مليار إلى الخارج،
المفتشون اآلليتين اللتين اعتمدتهما المؤسسة ،أوالهما لحفظ الوثائق باإلضافة لمتابعة أكثر من 530من موظفي الجمارك بسبب الرشوة
والبيانات الخاصة بمختلف العمليات المالية ،وخصصت الثانية لتعريف واألخطاء المهنية 18،وكشف المفتش العام للجمارك أنه تم توقيف 202
الزبائن والعمالء بأنهما “غير كاملتين ،وغير مهيأتين وال فعالتين” في جمركي من بينهم أعوان وإطارات متورطين في تعاطي الرشوة من
أداء مهماتهما .مع ارتفاع حصيلة اإلختالسات إلى 20مليار سنتيم ،مؤخرا المستوردين والمتعاملين االقتصاديين 19،وأيضا على مستوى البلديات
حملت وزيرة البريد وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال هدى إيمان فرعون، فقد كشفت مصادر من وزارة الداخلية والجماعات المحلية إدانة 612
المواطنين مسؤولية تنامي «االختالس ألرصدة زبائن بريد الجزائر» ،مشيرة رئيس بلدية من أصل 1541رئيس على المستوى المحلي نتيجة تورطهم
أن «أزيد من 60بالمائة من عمليات اإلختالس تعود إلى أخطاء أو إهمال بعمليات فساد ...كما أن 1147منتخب محلي تورطوا في قضايا مشبوهة
المواطنين» .سببها حسب نتائج التحقيقات أخطاء يرتكبها الزبائن خالل ومعامالت غير قانونية خاصة ما تعلق منها بمجال العقار وتحويل األراضي
ملء الصكوك أو ضياعها» داعية إلى «عدم تحميل موظفي المؤسسة والتالعب في منح الصفقات العمومية ،دون أن ننسى المعامالت التجارية
المسؤولية» 23.وأضافت أن استحداث «نظام إنذار» الزبائن هاتفيا عن كل الدولية لإلدارة الجزائرية والتي تؤكد على تفاقم أزمة الفساد اإلداري في
عمليات السحب في رصيده سيمكن من االنتهاء من مثل هذه الممارسات. الجزائر من أمثلتها استيراد 100مطحنة بقيمة 800مليون دوالر وهي
20
كما سيساهم مركز بنك المعلومات الذي دشن في األيام الماضية في قديمة تحايل فيها المستوردون وأظهروها بفاتورات جديدة.
«تأمين األرصدة وحمايتها من القرصنة واالختالس» 24.وقد اعترف وزير وكل يوم تعج الصحافة الجزائرية بأخبار االختالس والنهب لثروة البالد
المالية السابق السيد مراد مدلسي أن الجزائر ضيعت خالل ثالث سنوات لمئات المليارات فبريد الجزائر خالل سنة 2014تم اختالس من حسابات
فقط 104مليار سنتيم بسبب سوء التسيير 25،حسب ما نشرته جريدة الزبائن في وكالة واحدة 6.9مليار سنتيم من دفاتر التوفير واالحتياط
نوارة باشوش ،مقاضاة 110جمركي بتهمة الرشوة ..وتهريب 8آالف مليار إلى الخارج ،على الرابط التشعبي: 1 7
https://www.africanewshub.com/news/4587186-%D9%85%D9
ايططاحين غانية ،مرجع سابق ،2016 ،ص.264 : 1 8
ليلى شرفاوي ،مقاضاة ومعاقبة 202جمركي في فضائح رشوة وفساد ،على الرابط التشعبيhttps://www.echoroukonline.com/ : 1 9
ايططاحين غانية ،مرجع سابق ،2016 ،ص ص.265-264 : 2
0
توقيف رئيسة مكتب بريد الجزائر بأوالد فايت بتهمة اختالس 7مليار سنتيم ،جريدة الشعب 03 ،مارس ،2018على الرابط التشعبي: 21
https://www.djazairess.com/echchaab/109248
أبو عبد القادر ،قابض بريد مكتب الدبداب وراء السطو على 3.5مليار سنتيم في إليزي ،على الرابط التشعبي: 2
2
https://www.ennaharonline.com/
االذاعة الجزائرية ،فرعون :أزيد من 60بالمائة من عمليات االختالس ببريد الجزائر سببها الزبائن ،2016/09/29 ،على الرابط التشعبي: 23
http://www.radioalgerie.dz/news/ar/article/20160929/89349.html
عبد النور بو خمخم ،تقرير رسمي يتهم البريد بتحويالت مشبوهة من إسرائيل ،بريد الجزائر ..البنك المفضل لإلرهابيين والمافيا ،جريدة الشروق ،2011/04/02على الرابط 24
التشعبيhttps://www.echoroukonline.com/ :
ايططاحين غانية ،مرجع سابق ،2016 ،ص.260: 2
5
التدابير المتخذة لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر ،وإن ترتيب الجزائر في المحقق في العدد 88بتاريخ 17نوفمبر ،2007فهل يا ترى سوء التسيير
سنة 2014كان برتبة 100دوليا وفي سنة 2013على نفس النقطة ولكن هو المصطلح المنقح للفساد اإلداري في اإلدارة الجزائرية؟؟؟؟؟
بترتيب 94عالميا اليعكس تحسنا في الوضعية وإنما يعود السبب لتراجع ومع كل هذه الفضائح التي تتسارع في البالد يبين تطور المؤشر
عدد الدول المعنية باالحصاء من 175دولة في 2014إلى 168في .2015 حسب الشكل رقم ( )01في أرقام غير مشرفة أبسط تفسير لعدم فعالية
الشكل رقم ( )01تطور مؤشر الفساد في الجزائر حسب منظمة الشفافية الدولية
2.6
2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017
المصدر :من إعداد الباحثين بناء على معطيات الجدول رقم ()02
على وجوده وانتشاره في جميع أجهزة الدولة .والجدول رقم ( )03يبين ثانيا -ترتيب الجزائر بمؤشر ضبط الفساد حسب تقارير البنك الدولي
مؤشر ضبط الفساد حسب تقارير البنك الدولي خالل الفترة( .)2016-2003 ترتبت الجزائر من خالل التقارير الدولية للفساد في مراتب متأخرة تؤكد
الجدول رقم ( )03ترتيب الجزائر بمؤشر ضبط الفساد حسب تقارير البنك الدولي
26
على سلم ضبط الفساد. من خالل االعتماد على هذا المؤشر الذي يعده البنك الدولي نجد
إن صور الفساد اإلداري في اإلدارة الجزائرية متعددة لذلك ساهمت في أن الجزائر متأخرة جدا في هذا المجال ويعود السبب في ذلك كما أشار
تراجع البالد في تطبيق تشريعات ضبط الفساد رغم وجودها ،ويمكن التقرير إلى أوضاع الحوكمة أو مؤشرات إدارة الحكم والنزاهة ،والذي يعتمد
مالحظة ذلك بشكل واضح من خالل مؤشر ضبط الفساد في الشكل على قياس مدى تورط السياسيين والبرلمانيين والقضاة وموظفي
رقم( ،)02وهو ما يتماشى منطقيا مع ما حصلت الجزائر عليه من مراتب الحكومة ومسؤولي الضرائب والجمارك في قضايا الرشوة والفساد .وقد
متأخرة وآخرها 112سنة 2017بعدما كانت الرتبة 108في سنة 2016ومن أوضح التقرير بأن ضعف المؤسسات العامة في الدولة وغياب الشفافية
بين 21.بلدا عربيا تأتي بالرتبة 10خالل ،2017وهو ترتيب متدن وليس في اإلدارة العامة والمالية ،وضعف القدرة على ردع ومعاقبة الفاسدين،
مفاجئا حسب الجمعية الجزائرية لمكافحة الفساد حيث حصلت الجزائر وغياب النظام القضائي المستقل ،باإلضافة إلى عدم فعالية وجدوى
خالل سنة 2016على الرتبة 17افريقيا والتاسعة عربيا. اإلصالحات التي تقوم بها الحكومة ،وهو ما يسبب تراجع ترتيب الجزائر
الشكل رقم ( )02تطور مؤشر ضبط الفساد في الجزائر خالل الفترة 2016-2003
ﻣﺆﺷﺮ ﺿﺒﻂ اﻟﻔﺴﺎد
2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016
المصدر :من إعداد الباحثين بناء على معطيات الجدول رقم ()03
26عبد الرزاق موالي لخضر ،بوزيد السايح ،فاعلية سياسات الحكم الراشد في الحد من الفساد بالجزائر ،المجلة الجزائرية للتنمية االقتصادية ،جامعة ورقلة ،العدد /07ديسمبر ،2017ص.280:
157من القانون ( )10-90المتعلق بالنقد والقرض ،المعدل والمتمم، ثالثا -بعض القضايا الكبرى للفساد اإلداري في الجزائر
ويتفق معظم المختصين الماليين بأن هذه اإلجراءات جاءت متأخرة
جدا في حين كان يمكن تفادي هذه النتائج الوخيمة من ضياع المال العام -1البنوك الخاصة و البنوك العامة:
وفقدان ودائع المواطنين إذا كانت هناك مراقبة فعلية وشفافية حقيقية رغم اعتماد مسار إصالح مصرفي منذ سنة ،1999إال أن هذا المسار ال
للنظام المصرفي .وحضور فعال للبنك المركزي الذي تغاضى على بعض يزال بطيئا مما أثر سلبا على محيط نشاط البنوك ،حيث سجلت الساحة
المخالفات الواضحة كتقديم «آل خليفة بنك» لمعدالت فائدة أعلى من تلك المصرفية أزمة مصرفية خطيرة زلزلت البنوك الخاصة وأدت إلى فقدان
المتوفرة في السوق وهو خرق واضح لقوانين المنافسة الشرعية .والتزام ثقة المتعاملين اإلقتصاديين بها ،مما أدى إلى زعزعة في مصداقية بنك
الصمت حول تحويل األموال العمومية واإليداعات المالية للخواص إلى عمله الجزائر في مجال اإلشراف والرقابة ،كما أن البنوك العمومية التي يسودها
صعبة ونقلها إلى الخارج .ويرى كذلك الخبراء الماليين أن اإلجراءات المتخذة نموذج النظام اإلداري الموجه دون مراعاة مقاييس المردودية فهي بدورها
اكتست الطابع السياسي في حين كان يمكن اتخاذ قرارات تميل أكثر سجلت فضائح ومشاكل مالية ومصرفية ،األمر الذي سارع بنداء تطبيق
*
للجانب االقتصادي دون سحب االعتماد ،من خالل دمجها وتغيير شكلها الحوكمة المصرفية.
من شركة مساهمة ذات الشخص الواحد أو غير ذلك قصد الحفاظ على -1-1البنوك الخاصة :وسيتم التركيز على أهم قضيتين وهما:
30
أموال المودعين ومناصب الشغل التي توفرها هذه المؤسسة العمالقة. أ -قضية آل خليفة بنك :تم اعتماد بنك «آل خليفة بنك» كشركة أسهم
ب -قضية بنك الجزائر التجاري والصناعي :31في 1997منح مجلس في 1998بالجزائر العاصمة ،ويتكون رأسمالها من 500مليون دينار
النقد والقرض من خالل القرار رقم ( )01-97رخصة بإنشاء بنك خاص مقسم إلى 5000سهم اجتماعي بقيمة 100.000دج للسهم الواحد
يسمى «بنك الجزائر التجاري والصناعي» يتخذ الشكل القانوني لشركة وتهدف هذه الشركة إلى تحقيق كل العمليات البنكية وحتى التدخل
مساهمة برأس مال اجتماعي قدره 1مليار دينار .وقد تم االنتهاء من إنشاء على مستوى أسواق رؤوس المال وتقديم الخدمات (التوجيه ،التكوين)
هذه الشركة بموجب عقد موثق صادر في 04يوليو ،1998وبعد ذلك تم وذلك داخل وخارج الحدود الوطنية في إطار القوانين المحلية واألجنبية
27
اعتمادها بصفتها بنكا من خالل قرار محافظ البنك الجزائر رقم ()08-98 والدولية الغير معنية بهذه العمليات.
المؤرخ في 24سبتمبر .1998وتجدر اإلشارة إلى أن هذا البنك كان محل بدأت مالمح تجاوزات «آل خليفة بنك» منذ سنة 2001إثر عمليات
مراقبة ميدانية خالل سنة 1999وبعد اإلجراءات الحضورية أمام اللجنة الرقابة الدورية لبنك الجزائر ألعمال ونشاطات مختلف البنوك والمؤسسات
المصرفية ،تم تطبيق اإلجراءات التأديبية في سنة 2000من خالل عقوبة المالية ،وقد تم إعداد تقرير من البنك المركزي يبين مخالفة هذا البنك
التعليق المؤقت لمهام مدير مجلس اإلدارة إلى جانب عقوبة مالية بقيمة ألنظمة الصرف المعتمدة وتم إرساله إلى الوزير المكلف بالمالية في
5ماليين دينار دفعت إلى الخزينة العمومية. شهر ديسمبر 2001ولم تقم أية جهة باإلجراءات القانونية والتنظيمية
وفي أغسطس ،2003قررت اللجنة المصرفية سحب إعتماد «بنك الضرورية قبل استفحال الخطر وفقدان التحكم فيه ،إال أن عمليات مراقبة
الجزائر التجاري والصناعي» من خالل القرار رقم ( )2003-08إستنادا كذلك أخرى التي أجريت عليها في سبتمبر 2002أكدت استمراره في مخالفة
إلى المادتين 156و 157من القانون ( )10-90المتعلق بالنقد والقرض أنظمة الصرف وتحويل رؤوس األموال إلى الخارج ،فأعد المراقبون تقريرا
وتعيين مصف له وقد بررت اللجنة المصرفية قرارها بكون وضعية لمختلف التجاوزات المرتكبة وسلم إلى العدالة في فبراير 2003بموجب
السيولة المالية للبنك ال تسمح له بتغطية إلتزاماته تجاه الغير وكذا عدم التعديالت التي أدخلت على األمر( )22-96والتي تخول لبنك الجزائر إرسال
تمكن مساهمي البنك من االستجابة الملموسة لطلب السلطات النقدية محاضر المخالفات إلى العدالة.
لتقديم الدعم المالي الضروري لبنكهم طبقا للقانون ،ومن مخالفات هذه عقب المخالفات المسجلة في تشغيل « آل خليفة بنك « قرر بنك
32
المؤسسة: الجزائر اتخاذ إجراء تحفظي* إبتداءا من 27نوفمبر ،2002وفي اجتماع
-عدم إحترام المعايير ونسب الحذر السيما نسب توزيع المخاطر ونسبة اللجنة المصرفية في جلسة 2ديسمبر 2002قررت استنادا إلى تطبيق
قابلية السداد، القانون ( )10-90المؤرخ في 14أبريل 1990المعدل والمتمم والمتعلق
-عدم إحترام مواعيد إرسال الوثائق التنظيمية، بالنقد والقرض ،تأكيد اإلجراء التحفظي بتعليق عمليات تحويل رؤوس
-عدم مطابقة تحرير رأس المال، األموال للخارج وكما قررت اللجنة أيضا ،نتيجة لعجز مسيري «آل خليفة
-عدم احترام قواعد السير الحسن للمهنة في معالجة الشيكات غير بنك» من اتخاذ اإلجراءات المناسبة .وتفاديا لتدهور الوضعية المالية لهذا
المسددة والسفتجات المزورة، البنك تم تطبيق المادة 155من القانون ( )10-90المتعلق بالنقد والقرض،
-الوضعية غير الكافية للحساب الجاري للبنك لدى بنك الجزائر، بتعين قائم باإلدارة مؤقتا تنقل له كل السلطات الالزمة إلدارة أعمال «آل
-عدم إحترام متطلبات االحتياطي اإلجباري لدى بنك الجزائر، خليفة بنك» وتسييرها 28.وفي 26مايو ،2003ترأست اللجنة المصرفية
-مخالفة تشريعات وتنظيمات الصرف. الجلسة التأديبية بحضور مسييرين ( )2فقط للبنك المعني ،وقد تم
وجاء هذا القرار في الوقت الذي كان يوجد فيه المدير العام بالنيابة االستماع إلى المدير المؤقت لتقديم نتائج التحقيق المحاسبي والمالي؛
«لبنك الجزائر التجاري والصناعي» تحت الرقابة القضائية في قضيتين فأكد أن الوضعية المالية لشركة المساهمة «آل خليفة بنك» تتميز بعجز
مختلفتين تتعلق األولى بعملية استيراد ما قيمته 5ماليير دينار من 29
في الموارد ملفق بتصاريح مزورة ويرجع هذا العجز في الموارد إلى:
السكر من طرف مؤسسة «سوترابال» بسفتجات مزورة والثانية انفجرت -تهريب رؤوس األموال نحو الخارج،
في 2003عندما حاول نفس المدير االستيالء على مقرات خاصة بوثائق -تراكم المستحقات للديون المعدومة على مؤسسات تابعة،
مزورة كذلك ،ويتضح في الواقع أن هذه القضية سارعت إلى تعجيل صدور -مخالفات تنظيم الصرف المتزامنة مع إختالل الهيكل المالي،
األمر ( )11-03المتعلق بالنقد والقرض وتقليص استقاللية وصالحيات بنك -اختالسات ضخمة في الموارد ،ومخالفة القواعد المحاسبية والمهنية.
الجزائر الذي صدر في أقل من أسبوع من تاريخ قرار سحب اعتماد بنك هذه الوضعية من سوء التسيير أدت إلى حالة خطيرة من فقدان
الجزائر التجاري والصناعي. السيولة التي سرعان ما تحولت إلى إعسار مالي وعدم القدرة على
وفي األخير تجدر اإلشارة ،بأنه بمجرد سحب ترخيص «آل خليفة بنك» التسديد اللتزاماتها عند فترة التحصيل وهو ما يؤكد ضياع الودائع ،وبعد
و«بنك الجزائر التجاري والصناعي» واإلعالن عن تصفيتهما تم اعتماد المداولة للجنة المصرفية وفق القانون تم اتخاذ لقرارا بسحب ترخيص
إجراءات ضمان الودائع من خالل شركة ضمان الودائع المصرفية ،التي بنك «آل خليفة بنك» وتعيين مصف من خالل تطبيق المادة 156والمادة
* صرح رئيس الحكومة األسبق عبد اللطيف بن آشنهو في سنة 2002بأن «البنوك خطر على أمن الدول» ،وكم كان محقا في ذلك حيث قدرت الخسائر الناتجة عن أهم الفضائح المالية التي
وصلت إلى أروقة المحاكم إلى حوالي 3.8مليار دوالر خالل الفترة (.)2005-2002
2لطرش (الطاهر) ،تقنيات البنوك دراسة في طرق إستخدام النقود من طرف البنوك مع اإلشارة إلى تجربة الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة الثانية ،2003 ،ص.204 : 7
* اإلجراء التحفظي ( :)Une mésure conservatoireإجراء استعجالي يتخذ بغية تثبيت ذمة مالية ،المحافظة عليها أو إنقاذها من ضرر وشيك الوقوع.
28 Banque d’Algérie, Communiqué de la commission bancaire, 02 Décembre 2002.
29 Banque d’Algérie, Communiqué de la commission bancaire, 29 Mars 2003.
30 M-TANEFFOUT, «EL KHALIFA BANK: La liquidation face à l’incompétence», LIBERTE économie, Publication Hebdomadaire, Cinquième année, N°232, Juillet 2003, p:10.
31 Banque d’Algérie, Media BANK, Le Journal interne de la Banque d’Algérie, Publication Bimestrielle, N°67, Août- Septembre 2003, pp: 46-.
32 Banque d’Algérie, Communiqué de la Commission Bancaire, 21 Août 2003.
القضية حول تواطؤ كبار مسؤولي فروع البنك مع أحد العمالء عن طريق اضطلع بنك الجزائر بدور المؤسس الوحيد لها على شكل شركة مساهمة
تأسيس 24شركة وهمية وإصدار 1957صك بدون رصيد ،بعدما استفاد برأسمال قدره 220مليون دينار موزع بطريقة متساوية بين البنوك االاثنا
33
هذا العميل من قروض بنكية دون ضمانات وخصم ألوراق تجارية وهمية والعشرون المرخص لها.
**
قبل وصول اإلشعارات. وفضال عن األسهم التي يحوزها يلزم كل بنك بدفع منحة ضمان
ب -بنك الفالحة والتنمية الريفية :وقد تم تأسيسه في 1982لغرض سنوية قدرها ( )%0.35من إجمالي ودائع المصرفية المسجلة حتى 31
تمويل الفالحة ومتمماتها 37.تعرض بدوره لكبرى الفضائح واألزمات ديسمبر ،2002على أن يتم تسديد كل بنك اللتزاماته نحو شركة ضمان
المصرفية التي هددت استمراريته وكادت أن توقف نشاطه ،في حين تم الودائع المصرفية كأقصى أجل حتى نهاية شهر يونيو 34.2003وقد أكد
سحب االعتماد من وكالتين تابعتين له .سجلت المفتشية العامة إلدارة محافظ بنك الجزائر بأن هذه الشركة قد سددت 27000شيكا بتكلفة
بدر في 2005ضياع مبالغ خيالية في صفقات مشبوهة بين متعاملين إجمالية تقدر بحوالي 2.4مليار دينار لتعويض صغار المدخرين من عمالء
خواص تجاوزت 1700مليار سنتيم ،أمكن استرجاع حوالي 500مليار «آل خليفة بنك».
سنتيم وهي عملية مرتبطة بتعامالت مشبوهة لمسؤولي الوكالة بأوراق وفي األخير يجب أن نشير أنه قدرت مصادر مصرفية وقضائية رسمية
تجارية وهمية عرفت بقضية «سفتجات المجاملة» إال أن القضية عرفت الخسائر الناجمة عن أهم الفضائح للبنوك الخاصة بحوالي 3ماليير دوالر،
إجراءات قضائية بطيئة ليبت فيها في 2011من خالل متابعة 9من 25 فبنك الخليفة الذي تسبب في خسائر في حدود 2مليار دوالر ،أما البنك
متهما ،وقد تراوحت األحكام ما بين سنتين وعشرة سنوات أما الباقية الصناعي والتجاري الجزائري فقد كلف خسائر بقيمة 800مليون دوالر ،وبعد
38
فقد استفادوا من البراءة. تصفيتهما شهد القطاع المصرفي أزمة مصرفية حادة عصفت بجميع
أما في منتصف سنة 2006فقد سجل بنك البدر متاعب مالية كبيرة البنوك الخاصة ذات رأس المال الجزائري ،حيث قامت اللجنة المصرفية لبنك
كادت أن تعصف بوجوده لوال قرار إعادة تمويل البنك من طرف الحكومة، الجزائر بسحب اعتماد كل من الشركة الجزائر للبنك ،يونيون بنك ،منى
حيث سجل قضية اختالس وتبديد 9ماليين دوالر من وكالة رياض الفتح، بنك ،البنك الدولي الجزائري ،بنك الريان الجزائر...الخ ،وإن تعددت األسباب
وفي ظاهرة أولى من نوعها أصبحت أموال البنك غير مضمونة في الخارج للوصول لهذه الوضعية الحرجة ،إال أنه تبقى سوء اإلدارة وعدم اإللتزام
39
على األقل في بلجيكا. بمبادئ الحوكمة السليمة من األسباب التي أدت إلى تلك األزمة المصرفية.
ج -الصندوق الوطني للتعاون الفالحي -بنك :وتم تأسيسه في ،1995 -2-1البنوك العمومية
ومن مهامه ممارسة األعمال المصرفية لصالح زبائن القطاع الزراعي المنتج، من الصعب تصنيف محدد لطبيعة التسيير المنتهج في البنوك
وقطاعات تربية المواشي والغابات والصيد البحري ،وبذلك قد استفاد العمومية فهل هو تسيير خاص أو تسيير عام (وصايا) ،أو مزج بينهما،
الصندوق من رخصة لممارسة عمليات مصرفية مع احترام كل اللوائح فهل تسيير وفق معايير اقتصادية أو سياسة؟!!! .فليس من قواعد
والقوانين المتعلقة بذلك 40.وفي 2008عينت اللجنة المصرفية متصرفا التسيير أن يتكرر مسؤول مهما كانت خبرته وقدراته في ترأس إدارة
مؤقتا لدى الصندوق الوطني للتعاون ألفالحي -بنك بسلطات تسييرية بنك أكثر من عهدتين وهو حال البنوك العمومية ،رغم ما تسجله من
كاملة وفقا للقواعد القانونية ،ليقف على الوضعية التسييرية الكارثية فضائح مالية وإدارية وتحويل وتهريب ماليين الدوالرات نحو الخارج عبر
لبنك عمومي يسير قروض 65ألف فالح بقيمة إجمالية تقدر بحوالي 19 وكاالت البنوك العمومية *.وال تتوانى الحكومة في اللجوء كل سنتين
41
مليار دينار للفترة الممتدة من سنة 2000إلى سنة 2008دون ضمانات، أو ثالثة إلى تطهير مالية البنوك العمومية من خالل شراء الديون غير
وكانت تعتبر هذه الخطوة األولى نحو تصفية البنك بعد أن وصل إلى العاملة للشركات العمومية العاجزة ،باإلضافة إلى تطهير مباشر للبنوك
نقطة اإلفالس الحقيقية ،لكن القرارات اإلدارية والسياسية للوصايا البعيدة بأزيد من 2مليار دوالر ،وباعتراف جميع المختصين في الشؤون المصرفية
عن األعراف المصرفية جعل منحى اإلصالح يتجه عكسيا نحو إصدار قرارات فإن الحوكمة المصرفية تعتبر السبيل الوحيد لتجاوز حالة الفساد المالي
مسح الديون لجميع الفالحين المسجلين على مستوى الصندوق التي واإلداري للقطاع المصرفي الوطني.
أمر بها رئيس الجمهورية 42،كما تم إعادة إدماج حوالي 510عامال وإطار ويمكن عرض أهم المخالفات المصرفية والفضائح المالية للبنوك
من البنك دون شروط مسبقة في كل من فرع التأمينات وبنك الفالحة العمومية فيما يلي:
43 أ -البنك الوطني الجزائري :ويعتبر أول البنوك التجارية المستقلة في
والتنمية الريفية.
وفي سنة 2011قرر بنك الجزائر سحب رقابة المتصرف اإلداري عن الجزائر ،تم تأسيسه في 1966نتيجة الندماج أربعة بنوك أجنبية ،35ومن
الصندوق ،الذي أصبح فرعا تابعا للمؤسسة المالية الصندوق الوطني أشهر المخالفات المصرفية التي سجلها نجد قضية اختالس 3200مليار
للتعاضدية الفالحية بنسبة ( )%100برأسمال 5.3مليار دينار منذ نهاية سنتيم .تعود أطوار القضية إلى نهاية سنة 2005على مستوى ثالثة
44 فروع للبنك ،أين تم اكتشاف اختالس مبالغ ضخمة منذ ،2002تعود لثالثة
سنة .2009
هشاشة البنوك العمومية تعود أساسا لإلبقاء على منح القروض ذات سنوات من النهب المستمر والمستتر للمال العالم في غياب سلطة
مردودية منعدمة لفائدة المؤسسات العمومية الكبرى ،إضافة إلى ديون اإلشراف والرقابة .حيث تم إيداع الحبس ستة مديرين فرعيين بما فيهم
غير عاملة متأتية من مؤسسة منحلة تعاني أزمات هيكلية ،إلى جانب المدير العام السابق للبنك ،بينما استطاع مدير فرع بنك بوزريعة من
نقص المؤهالت والتخصص إلطارات البنوك العمومية في بيئة مصرفية الفرار إلى لندن ،باإلضافة إلى محافظي الحسابات والمفتش العام 36.وتدور
جدا
أحد أكثر المناصب المرموقة في الدولة وال يصل إليه سوى المقربين ً تسودها الضبابية وعدم اإلفصاح .ويشير بعض الخبراء أنه لو يتم تطبيق
من النظام ،وله من تأثير ما يفوق الكثير من الوزراء نظ ًرا لدور الشركة المعايير المصرفية الدولية في مجال تقييم األداء ليتم إعالن إفالس عدة
االقتصادي واالجتماعي ،حسب التقارير .إضافة إلى هذين المسؤولين ،يتابع بنوك عمومية بالنظر لوضعيتها المالية المتدهورة ،خاصة في مجال
أكثر من 15مسؤو ًلا ومدي ًرا تنفيذ ًّيا في وزارتي الطاقة وإدارة سوناطراك، القروض المتعثرة ،إال أنه ال يمكن أن نتجاهل الجهود المبذولة من الدولة
دون أن ننسى بعض أقارب المتهمين كابني محمد مزيان اللذين يالحقان ممثلة ببنك الجزائر في الفترة األخيرة للرفع من أداء البنوك وتعزيز أنظمة
بشبهة تلقي عموالت واستغالل نفوذ والدهما. الرقابة من خالل تطبيق مبادئ الحوكمة المصرفية.
تفجرت قضية سوناطراك عقب نشر موقع ويكيلكس لوثائق سرية
للسفارة األمريكية بالجزائر تشرح بالتفصيل شبكة الفساد السياسي -2قضية «الطريق السيار شرق غرب»
والمالي الذي ينخر قطاع النفط الجزائري ،سرعان ما أثارت هذه الوثائق ضجة من القضايا التي هزت المجتمع الجزائري ،فضيحة الطريق السيار شرق غرب
كبيرة في اإلعالم األوروبي ،خاصة ألنها تتحدث عن تورط شركات إيطالية، التي اشتُ به في تورط وزير األشغال العامة األسبق عمار غول فيها ،ويحاكم
وألمانية ،وفرنسية عمالقة في هذه الفضيحة ،ال سيما مجموعة “إينا” في هذه القضية 16شخصًا وسبع شركات أجنبية متهمة بـ «الرشوة
اإليطالية النفطية ،والتي أشارت تقارير إلى تورطها عبر فرعها “سايبام”، وغسل األموال وتبديد المال العام» .وجاء في القضية التي ح ّركهاالقضاء
إلى جانب وزير الطاقة الجزائري السابق شكيب خليل ومساعديه المشتبه الجزائريعام ،2009اتهامات بـ»قيادة جمعية أشرار واستغالل النفوذ
بتلقيهم رشاوى وعموالت تقدر بـ 256مليون دوالر ،مقابل تسهيالت في وق ّدرت قيمة مشروع إنجاز والرشوة وغسيل األموال وتبديد أموال عامة»ُ .
منح صفقات للمجموعة اإليطالية تخص فروع سوناطراك .وتم اعتقال «الطريق السيار شرق غرب» بستة مليارات دوالر أميركي ،وبعد خضوع
محمد مزيان سنة .2011وسارع الرئيس الجزائري إلى إعالن تعديل حكومي المشروع لسلسلة من عمليات إعادة تقييم قيمة إنجازه خالل عامي
في مايو 2010أقال بموجبه وزير النفط دون توجيه أي اتهام له ،وهو بدوره 2011و 2012وصلت قيمته إلى 11مليار دوالر أميركي ،ثم تمت إعادة
هاجر إلى الواليات المتحدة بضعة شهور من بعدها إلى أن أعلنت الجزائر تقييم قيمة اإلنجاز في سنة 2014إلى أكثر من 13مليار دوالر أميركي
عن مذكرة توقيف دولية بحق المسؤول السابق في ،2013ولكن سرعان بعد تع ّثر اإلنجاز ،ليتم فضح صفقات فساد وتضخيم فواتير والشركات
ما ألغيت بسبب ما أعلن عن وجود “أخطاء إجرائية في المذكرة”! وما يزال التي استدعتها محكمة الجنايات هي «سي ار سي سي» الصينية وكوجال
اليوم أغلب المتابعين في القضايا األربعة بين قابع في السجن وهارب في اليابانية و»اس ام» الكندية و»ايسولوكس كارسان» اإلسبانية و»بياروتي»
الخارج .وضمت الئحة المتهمين مسؤولي أربع شركات أجنبية. االيطالية و»غارافانتاس» السويسرية و»كوبا» البرتغالية .وانطلق المشروع
وتتعلق القضية بخمس صفقات مشبوهة بقيمة تقارب المليار دوالر في 2006أي في الوالية الثانية لرئيس الجمهورية ،على أن ينتهي بعد
45
لمجمع الشركة األلمانية «كونتال ألجيريا
ّ أميركي ،منحها محمد مزيان، أربع سنوات وبقيمة أولية فاقت ستة مليارات دوالر.
فونك فرك» في إطار مشروع إنشاء نظام مراقبة بصرية وحماية إلكترونية
46
مجمع «سوناطراك» في الجزائر .وأشار قرار اإلحالة إلى أن ّ لجميع مركبات -3قضية سوناطراك
المجمع اإليطالي «سيبام»
ّ شركة «سوناطراك» أبرمت صفقة مشبوهة مع سوناطراك هو المختصر الفرنسي للشركة النفطية الوطنية الجزائرية،
في إطارمشروع إنجاز أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وسردينيا اإليطالية وهي مجموعة بترولية حكومية تختص بالمهن المتعلقة بإنتاج وتسويق
لنقل الغاز الطبيعي من حقل حاسي الرمل جنوب الجزائر إلى إيطاليا ،وهو المنتجات النفطية ،وهي إحدى أكبر الشركات اإلفريقية عبر العالم .وتعتبر
مشروع مقسم إلى أربعة أقسام ،و ُرفعت في هذه الصفقة عدة اتهامات. عصب االقتصاد الجزائري ،إذ أن أكثر من %95من عائدات الجزائر تأتي من
تفجرت قضية ثانية تتعلق بشركة «سوناطراك» ،تورط ّ وفي ،2014 األنشطة المرتبطة بالنفط والغاز .ويتجاوز تأثير الشركة المجال االقتصادي
فيها وزير الطاقة الجزائري السابق ،شكيب خليل ،المتواجد في واشنطن إلى المجالين االجتماعي والسياسي ،فهي ثالث مشغل للجزائر بعد
حينها ونجاله وزوجته ونجل شقيق وزير الخارجية الجزائري األسبق ،محمد خططا عمرانية واجتماعية عمالقة ً الجيش والمصالح الحكومية ،وتقود
بجاوي ،وأصدرت السلطات الجزائرية طلبات جلب دولية في حق تسعة خاصة في المناطق النفطية ،كما أنها مرتبطة أشد االرتباط بالتأثيرات
متهمين في القضية .ودلت التحقيقات في هذه القضية على وجود السياسية الداخلية في الجزائر ،وفوق ذلك كله تشكل ورقة رابحة في
شبكة دولية كبيرة للفساد ،تشمل مسؤولين جزائريين في قطاع الطاقة العديد من الصفقات الديبلوماسية الجزائرية .بلغة األرقام ،تضم مجموعة
ومسؤولين في شركة «سوناطراك» كانت تتلقى رشاوي وعموالت من بدءا من التنقيب عن ً سوناطراك 8شركات على األقل ،تتنوع أنشطتها
شركات أجنبية تنشط في الجزائر ،مقابل الحصول على صفقات مع شركة النفط واستغالله وتسويقه ،مرو ًرا باألنشطة المتعلقة بالغاز الطبيعي،
النفط الجزائرية «سوناطراك» .وتوصلت التحقيقات إلى وجود حسابات إضافة إلى عدد كبير من اإلنتاجات البتروكيماوية ،نهايةً باإلشراف على
مصرفية في سنغافورة واإلمارات وسويسرا وفرنسا وإيطاليا وهونغ كونغ تحلية مياه البحر ،وتساهم وحدها بـ %36من الناتج الداخلي الجزائري.
والواليات المتحدة األميركية للمتهمين. أرباحا تناهز 640مليار دوالر بين سنتي 2000و،2013
ً وسجلت سوناطراك
مما ساعد في نفس الفترة بخفض المديونية الخارجية للجزائر.
-4قضية قناطير الكوكايين واللحوم المجمدة من الناحية التقنية ،يتعلق األمر بـ 4قضايا تسمى في اإلعالم الجزائري
أعلنت الرئاسة الجزائرية في 2018أن الرئيس بوتفليقة أقال المدير «قضية سوناطراك ،»4 ،3 ،2 ،1لكنها تدور كلها حول شبكة فساد مالي
العام لألمن الوطني عبد الغاني هامل من منصبه ،في عام ،2010غادر وسياسي في هرم الدولة ،ويتهم فيها مجموعة كبيرة من السياسيين
الدرك وتم تعيينه رئيسًا للمديرية العامة لألمن الوطني ليحل محل علي والمسؤولين الجزائريين عن قطاع النفط بتلقي عموالت ورشاوي دولية
التونسي ،الذي قتل .وتأتي هذه اإلقالة بعد ساعات قليلة من تصريحات تقدر بماليين الدوالرات ،من مجموعة من الشركات األوروبية أو المتعددة
للهامل حول قضية تهريب كوكايين .ويأتي هذا القرار غير المتوقع وسط الجنسيات مقابل صفقات ضخمة تخص الشركة النفطية الجزائرية.
فضيحة تهريب كوكايين أطاحت بالعديد من المسؤولين وضمنهم وتحظى قضيتا سوناطراك 1و 2بنصيب األسد من المتابعة اإلعالمية نظ ًرا
قضاة .وحدثت الواقعة ،عندما صادر خفر السواحل يوم 29مايو/أيار 2018 لوزن الشخصيات الجزائرية والشركات الدولية المرتبطة بهذه القضية.
شاحنة في عرض البحر قادمة من ميناء فالنسيا بإسبانيا ،متوجهة إلى يعد وزير الطاقة الجزائري األسبق شكيب خليل أبرز متهم في هذه
ميناء وهران بغرب الجزائر .وانطلقت الباخرة المحملة بالمخدرات من القضية ،إذ أنه إضافة لكونه الوصي السياسي عن أهم قطاع حيوي منذ
47
البرازيل. عاما (بين 1999و .)2010له وصول الرئيس بوتفليقة إلى الحكم ولمدة ً 11
ففي شهر أبريل وقبل شهر ونصف من شهر رمضان حيث يرتفع فيه صيت عالمي ،ذلك أنه قد اشتغل مستشا ًرا للبنك الدولي مكلفً ا بسوق
استهالك الشعب الجزائري للحوم الحمراء حوالي أربع مرات حسب مديرية وأيضا لترأسه منظمة أوبك عامي 2001و .2008محمد مزيان هو ً النفط،
التجارة أي حوالي 37000طن ،عقدت شركة دنيا للحوم في الجزائر التي ثاني أهم متهم في القضية بصفته الرئيس لسوناطراك من 2003إلى
يمتلكها كمال الشيخ مع شركة مينرفا فود اتفاق يقضي باستيراد 1206 ،2010ويعد منصب رئاسة مجلس إدارة الشركة الوطنية النفطية بالجزائر
4مصطفى عبد السالم ،الجزائر ..موعد متجدد مع الفساد ،جريدة العربي الجديد ،على الرابط التشعبي: 5
https://www.alaraby.co.uk/economy/2017/3/27/
4صالح الحسني ،قضية سوناطراك ..أكبر قضية فساد في الجزائر في 5أسئلة 1 ،أبريل ،2015على الرابط التشعبي: 6
https://www.sasapost.com/the-largest-corruption-case-in-algeria/
47لبنان ،360فضيحة الكوكايين تطيح بالمدير العام الوطني الجزائري ..بوتفليقة أقاله بعد ساعات من تصريحاته عن القضية 27 ،جوان ،2018على الرابط التشعبيhttps://lebanon360. :
org/mobile-article-desc
-1التدابير الوقائية في القطاع العام علبة لحم طازج دون عظم بــ 70مليار سنتيم وهي أكبر شركة تصدير لحوم
إن هذه التدابير لها دور عالجي وليس ردعي بهدف حماية الوظيفة العامة في البرازيل والغريب في األمر أن المستورد الجزائري لم يزر ال هو وال ممثال
من كل أشكال الفساد اإلداري كما تعزز مجال المسؤولية والعقالنية في عن شركته البرازيل في هذه الصفقة الكبيرة ،وكمال الشيخ حاصل على
تسيير األموال العمومية .تضمنها المشرع الجزائري في المواد من 03إلى امتياز استيراد اللحوم في سنة 2007من شركة مينيرفا فود وهو الوحيد
52
12من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته. الذي يحق له توزيع لحومها في الجزائر بشكل حصري ،وقد تم تسهيل
-1-1معايير التوظيف في القطاع العام االستيراد عن طريق ترست بنك بالجزائر الذي يتعامل معه كمال الشيخي
بينت المادة الثالثة من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته ،أهم القواعد بمئات المليارات حيث فتح البنك خط قرض في هذه الصفقة للمستورد
التي يتعين مراعاتها في توظيف مستخدمي القطاع العاموفي تسيير دنيا ميت عن طريق صيغة المرابحة بـــــ 160مليار سنتيم وتم االتفاق مع
حياتهم المهنية عن طريق: الشركة البرازيلية على تسديد المستورد لثمن البضاعة وتكاليف النقل
-اعتماد مبدأ الشفافية والنجاعة ومن هنا يتم ترجيح قاعدة الكفاءة بعد وصول السلعة لميناء وهران ،وصلت البضاعة بعد مرورها على ميناء
والنجاعة واالختصاص على قاعدة الوالء والتملق والمداهنة. فالنيسا بأسبانيا ،أين تم التفتيش من قبل مصالح الجمارك وفتح الحاوية
-اتخاذ اإلجراءات المناسبة الختيار المترشحين لتولي المناصب التي بها كمية الكوكايين وإعادة غلقها بقفل جديد دون اإلشارة إلى
العمومية ومن أهمها إجراءات المسابقة واالختبار في التعيين وجوده وتم تسليم سند الشحن بشكل عادي لقائد الباخرة الذي يقود
باإلعالن عن الوظائف الشاغرة وتحديد المواصفات الالزمة وكتابة باخرة من الشركة البحرية MSCالمعروفة بمقرها جنيف ،وبمجرد وصولها
تقرير مفصل بإجراءات المقابلة وأسباب القبول والرفض من خالل لميناء وهران تم العثور على أحد الحاويات العشرون محملة بلحم كان قد
48
اللجنة المحايدة ذات التمثيل المتوازن من المؤسسة .مع وجوب توفر فسد وكمية معتبرة ومذهلة من الهيروين.
الوظائف بالقدر نفسه لجميع األشخاص المؤهلين بغض النظر عن أي واضطرت الحكومة الجزائرية للخروج عن صمتها ،بعد حوالي شهر
خلفيات أخرى. من التداول اإلعالمي والجدل السياسي ،بخصوص مزاعم عن «تو َرط
-األجر المناسب والتعويضات الكافية قصد بسط التدابير الشاملة مسؤولين كبار» في قضية تهريب أكثر من 700كلغ من الكوكايين،
للوقاية من الفساد السيما تعاطي الرشوة واالختالس. وخرج وزير العدل ،عن صمته ،بإيعاز من رئاسة الجمهورية ،وكشف الوزير
-إعداد برامج تكوينية وتعليمية متخصصة للموظف تمكنه من رفع أن النيابة أمرت بسجن 12شخصًا على ذمة التحقيق ،في قضية مصادرة
وعيه بمخاطر الفساد ونتائجه المدمرة على المجتمع وآليات مواجهته، شحنة المخدرات الصلبة ،التي جاءت على ظهر باخرة ليبيرية من البرازيل،
وكيفية تسيير المال العام. مصحوبة بأطنان من اللحوم الحمراء ،استوردها رجل أعمال معروف في
-2-1التصريح بالممتلكات البالد 49.ومن بين الموقوفين على ذمة التحقيق في القضية صاحب
لم يحدد قانون الوقاية من الفساد ومكافحته قائمة معينة للموظفين البضاعة كمال شيخي ،باإلضافة إلى اثنين من أشقائه ،وأحد شركائه في
الخاضعين لواجب التصريح بالممتلكات ،بل من صياغة المادة الرابعة مشروعات عقارية ضخمة .كما تم توقيف قاضيين ُيشتبه في عالقتهما
يفهم أن كل الموظفين العموميين ملزمون مبدئيا بواجب التصريح ،ومع بتمكين شيخي من تسهيالت وامتيازات هامة من أجل الفوز بمشروعات
ذلك خصت المادة السادسة من قانون 01/06بذكر فئة من الموظفين في المزاد العلني .ليفوز شيخي بصفقات عقارية ،في مقابل تلقي رشاوي
العموميين الخاضعين لواجب التصريح .ويتضمن التصريح وجودا لألمالك وعموالت .وفضائح العقار التي ارتبطت بشيخي ،تم اكتشافها ،بناء على
العقارية والمنقولة التي يحوزها الموظف العمومي أو أوالده القصر في التحريات القضائية في القضية األولى ،وهي كمية الكوكايين المصادرة،
الجزائر أو في الخارج .كما حددت المادة السادسة من القانون الجهات التي ومن بين المشتبه في ضلوعهم في الشق الثاني من القضية ،نجل
يتم التصريح أمامها بالنسبة لطائفة من الموظفين العموميين .وأحالت وزير سكن سابق ورجل أمن يشتغل سائقًا شخصيًا لمسؤول كبير في
بالنسبة لباقي الموظفين إلى نص تنظيمي. جهاز الشرطة ،وشدد وزير العدل على أن رئيس الجمهورية «لن يقبل
-3-1مدونات قواعد سلوك الموظفين العموميين بإفالت أحد من العقوبة ،في حال ثبت تورطه في هذه القضية .وأنا كوزير
يفرض على اإلدارة العامة وضع آليات للسلوك واألخالق أو ما يعرف بالمدونات سأحرص على أن يأخذ القانون مجراه في هذه القضية» .وأعلن إطالق
األخالقية في القطاع العام تحدد اإلطار الذي يضمن األداء السليم والمالئم «إنابات قضائية» باتجاه القضاء في إسبانيا والبرازيل (وهما بلدان على
للوظائف العمومية تحقيقا ودعما لمكافحة الفساد ،حسب المادة 07من صلة بشحنة الكوكايين) ،لمعرفة الجهات أو األشخاص الذين لهم صالت
قانون الوقاية من الفساد ومكافحته.53 يمون وزارة الدفاع
ّ مفترضة مع قضية الكوكايين .يشار إلى أن شيخي
-4-1النزاهة في مجال إبرام الصفقات العمومية ومئات الثكنات العسكرية باللحم المستورد ،وتوجد شكوك في تورط
اعتمد المشرع جملة إجراءات لتعزيز الشفافية والمنافسة الشريفة تتمثل 50
مسؤولين عسكريين في أنشطته التجارية إذا ما ثبت أنها مشبوهة.
في:
-عالنية المعلومات المتعلقة بإجراءات إبرام الصفقات العمومية. المحور الثالث :التدابير العالجية والتشريعات القائمة لمكافحة
-اإلعداد المسبق لشروط المشاركة واالنتقاء. الفساد في الجزائر
-وضع معايير موضوعية ودقيقة التخاذ القرارات المتعلقة بإبرام
الصفقات العمومية. أوال -تدابير المشرع الجزائري وآلياته لمكافحة جرائم الفساد
-إتاحة طرق الطعن الممكنة ألصحاب المصالح قصد الدفع بعدم بالرجوع للتشريع الجزائري وبالتحديد المرسوم الرئاسي رقم()05/02
احترام قواعد إبرام الصفقات. المؤرخ في 05فبراير 2002الذي يتضمن التصديق على اتفاقية األمم
المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة غير الوطنية ،المعتمدة من قبل
-2معايير المحاسبة في مجال القطاع الخاص الجمعية العامة لألمم المتحدة بمدينة باليرمو يوم 15نوفمبر ،2000نجده
انتهجت الجزائر تدابير وقائية في مجال القطاع الخاص ضمن المادتين قد عالج موضوع التدابير الوقائية للفساد ضمن البابين الثاني والثالث
14 ،13من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته ،ففي المادة 13حصرت من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته ،وذلك في المواد من 03إلى .24
51
التدابير التي يتعين اتخاذها لمنع ضلوع القطاع الخاص في الفساد ونوجزها في ما يلي:
قناة الحياة الجزائرية ،القصة الكاملة لل 7قناطير من الكوكايين ،2018/07/28 ،على الرابط التشعبي: 4
8
https://www.youtube.com/watch?v=z97gEWb0NgE
الشرق األوسط ،فضيحة «قناطير الكوكايين» تزعج الحكومة الجزائرية ،سجن 12شخصًا ومزاعم عن تورط مسؤولين كبار ،الثالثاء 12 -شوال 1439هـ 26 -يونيو 2018مـ رقم العدد ( 49
،)14455على الرابط التشعبيhttps://aawsat.com/home/article/1311736/% :
جريدة البالد ،من هو كمال البوشي ،المتورط الرئيسي في قضية الكوكايين ،على الرابط التشعبي: 50
=http://www.elbilad.net/article/detail?titre
مالكية نبيل ،التدابير الوقائية لمواجهة جرائم الفساد اإلداري والمالي ،مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية ،العدد ،23المجلد األول ،د.س.ص ص(169-161 :بتصرف) 5 1
القانون ( )01/06الصادر بتاريخ 2006/02/20المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ،الجريدة الرسمية العدد ،14الصادرة في .2006/03/08 5 2
المادة( )07من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته تنص على « :من أجل دعم مكافحة الفساد ،تعمل الدولة والمجالس المنتخبة والجماعات المحلية والمؤسسات والهيئات العمومية وكذا 5 3
المؤسسات العمومية ذات النشاطات االقتصادية ،على تشجيع النزاهة واألمانة وكذا روح المسؤولية بين موظفيها ومنتخبيها ،ال سيما من خالل وضع مدونات وقواعد سلوكية تحدد اإلطار
الذي يضمن األداء السليم والنزيه والمالئم للوظائف العمومية والعهدة االنتخابية.
-احالة الملفات ذات الصلة الى النيابة العامة. ويمكن إيجازها في النقاط التالية:
-تنفيذ التدابير الالزمة لكشف كل أشكال تمويل االرهاب وغسيل -تعزيز التعاون بين األجهزة التي تتولى الكشف والقمع وكيانات
األموال. القطاع الخاص.
-الطلب من الهيئات المعنية واألشخاص المعنيين قانونا موافاتها باي -تعزيز وضع معايير ومدونات قواعد السلوك قصد المحافظة على
وثيقة أو معلومة يقتضيها انجاز مهمتها. نزاهة القطاع الخاص.
-2-1إنشاء الهيئة الوطنية للحماية من الفساد ومكافحته :أنشأت -تعزيز الشفافية بين كيانات القطاع الخاص.
بموجب المادة 17من قانون 01/06وهي هيئة ذات سلطة إدارية مستقلة -تدقيق داخلي لحسابات المؤسسات الخاصة لمنع ما يأتي (حسب
تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي تخضع لسلطة ووصاية المادة :54)14
مجسدة في رئيس الجمهورية .وقد أوصت اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة ● مسك حسابات خارج الدفاتر.
الفساد في المادة السادسة منها األطراف فيها على منح الهيئة ما يلزم ● إجراء معامالت دون تدوينها في الدفاتر أو دون تبيينها بصورة
من االستقاللية لتمكينها من االضطالع بمهامها بصورة فعالة والتي واضحة.
57
يمكن إيجازها في مايلي: ● تسجيل نفقات وهمية ،أو قيد التزامات مالية دون تبيين غرضها
-اقتراح سياسة شاملة للوقاية من الفساد تجسد مبادئ دولة القانون على الوجه الصحيح.
وتعكس النزاهة والشفافية والمسؤولية في تسيير الشؤون ● اإلتالف العمدي لمستندات المحاسبة قبل انتهاء اآلجال المنصوص
العمومية مع تقديم توجيهات تخص الوقاية من الفساد لكل شخص عليها في التشريع والتنظيم المعمول به.
أو هيئة عمومية.
-جمع واستغالل كل المعلومات التي يمكن أن تساهم في الكشف -3مشاركة المجتمع المدني في تدابير الوقاية من الفساد
عن أعمال الفساد والوقاية منها ،مع تقييم دوري لألدوات القانونية المشرع الجزائري بصدد اعتماده إلستراتيجية وقائية لمكافحة الفساد فقد
واإلجراءات اإلدارية الرامية إلى الوقاية من الفساد ومكافحته ومدى تضمن في المادة 15من قانون 01/06موضوع المجتمع المدني وأوجب
فعالية هذه اآلليات. ضرورة تشجيع مشاركته في الوقاية من الفساد من خالل تدابير أهمها:
-إعداد برامج تسمح بتوعية وتحسيس المواطن باآلثار الضارة الناجمة -اعتماد الشفافية في كيفية اتخاذ القرار مع تعزيز مشاركة 1-3
عن الفساد. المواطنين في تسيير الشؤون العمومية لبناء عالقة سليمة
-تلقي التصريحات بالممتلكات الخاصة بالموظفين العموميين مابين الدولة والمجتمع المدني .وأي نظام شامل للمساءلة يجب
المحددين بالمادة /6ف 2من قانون مكافحة الفساد دوريا. 58 أن يتم تطبيقه من قبل الطرفين الدولة والمجتمع المدني األمر
-ضمان تنسيق ومتابعة النشاطات واألعمال المباشرة ميدانيا ،على الذي يعد من أهم مقومات الحاكمية والديمقراطية الحقيقية.
أساس التقارير الدورية والمنتظمة المدعمة بإحصائيات وتحاليل -2-3إعداد برامج تعليمية وتربوية وتحسيسية بمخاطر الفساد
متصلة بمجال الوقاية من الفساد ومكافحته ،التي ترد إليها من على المجتمع ،حيث يمكن لمنظمات المجتمع المدني القيام بدور
القطاعات المعنية ،والتنسيق بينها والتعاون مع هيئات مكافحة فاعل في رفع مستوى الوعي العام حول ظاهرة الفساد ومخاطرها
الفساد على الصعيدين الدولي والوطني. وتعزيز مبادئ الشفافية والنزاهة والمساءلة ،بمجهودات إعالمية
يقع على أعضاء الهيئة وموظفيها أثناء تأدية مهامهم االلتزام بحفظ واسعة حول قضايا الفساد والدفع باتجاه المشاركة في محاربته
السر المهني حتى بالنسبة لألشخاص الذين انتهت عالقتهم المهنية وتنمية اإلحساس بالمواطنة لدى األفراد مع مراعاة حرمة الحياة
بالهيئة وأي إخالل بهذا االلتزام سيعرض الشخص للعقوبات المقررة في الخاصة وشرف وكرامة األشخاص.
قانون العقوبات بشأن جريمة إفشاء السر المهني.
-3-1المفتشية العامة للمالية :وهي هيئة للمراقبة الدائمة تعمل ثانيا -األجهزة المخولة بقضايا الفساد في الجزائر
تحت السلطة المباشرة لوزارة المالية .وهي مسؤولة عن تدقيق توجد اليوم ،إضافة إلى أجهزة المباحث الجنائية العامة التقليدية ،عدة
بيانات األموال العمومية في مرحلة الحقة ،وذلك بإجراء عمليات هيئات وأجهزة متخصصة في كشف قضايا الفساد والتحقيق فيها
مراجعة للحسابات وتحقيقات قد تفضي إلى إجراء مالحقات ومعالجتها قضائيا ،ويمكن تلخيصها في مايلي:55
قضائية.
-مجلس المحاسبة :وهو مؤسسة عليا تتولى المراقبة المالية 4-1 -1أجهزة كشف قضايا الفساد
الالحقة لمالية الدولة ولمالية السلطات المحلية والمؤسسات -1-1خلية معالجة االستعالم المالي :أنشأت الخلية كوحدة االستخبارات
العمومية .فإذا رصد مجلس المحاسبة أثناء قيامه بمهامه الرقابية المالية في سنة 2002وبدأت العمل سنة ،2004وهي سلطة ادارية تابعة
وقائع قد تدل على ارتكاب جرم جنائي ،أحال الملف إلى المدعي لوزارة المالية متخصصة في مكافحة تمويل االرهاب وغسيل األموال.
العام المختص إقليميا وذلك لغرض إجراء المالحقة القضائية، وتشمل مهمتها:56
وأخطر وزارة العدل بذلك. -تلقي تقارير عن األنشطة المشبوهة المتعلقة بتمويل االرهاب أو
غسيل األموال.
5 4المادة( )14من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته تنص على « :يجب أن تساهم معايير المحاسبة وتدقيق الحسابات المعمول بها في القطاع الخاص في الوقاية من الفساد وذلك بمنع ما
يأتي:
1-مسك حسابات خارج الدفاتر،
2-إجراء معامالت دون تدوينها في الدفاتر أو دون تبينها بصورة واضحة،
3-تسجيل نفقات وهمية ،أو قيد التزامات مالية دون تبيين بصورة غرضها على الوجه الصحيح،
4-استخدام مستندات مزيفة،
5-اإلتالف العمدي لمستندات المحاسبة قبل انتهاء اآلجال المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما.
5 5األمم المتحدة ،استعراض تنفيذ اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد في الجزائر ،الدورة الرابعة المستأنفة ،مدينة بنما ،نوفمبر ،2013ص ص.05-03 :
56خلية معالجة االستعالم المالي ،وزارة المالية ،على الرابط التشعبيhttp://www.mf-ctrf.gov.dz/arapropos.html :
5 7المادة 20من قانون 01/06المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته.
5 8المادة 06من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته تنص على « :يكون التصريح بالممتلكات الخاص برئيس الجمهورية ،وأعضاء البرلمان ،ورئيس المجلس الدستوري وأعضائه ،ورئيس
الحكومة وأعضائها ،ورئيس مجلس المحاسبة ،ومحافظ بنك الجزائر ،والسفراء ،والقناصلة ،والوالة ،أمام الرئيس األول للمحكمة العليا ،وينشر محتواه في الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية خالل الشهرين ( )2المواليين لتاريخ انتخاب المعنيين أو تسلمهم مهامهم.
يكون التصريح بممتلكات رؤساء وأعضاء المجالس الشعبية المحلية المنتخبة أمام الهيئة ،ويكون محل نشر عن طريق التعليق في لوحة اإلعالنات بمقر البلدية أو الوالية حسب الحالة خالل شهر.
يصرح القضاة بممتلكاتهم أمام الرئيس األول للمحكمة العليا.
يتم تحديد كيفيات التصريح بالممتلكات بالنسبة لباقي الموظفين العموميين عن طريق التنظيم.
المحور الرابع :حقوق اإلنسان والتنمية البشرية في الجزائر ...مع -2أجهزة التحقيقات في قضايا الفساد
وجود الفساد؟؟ -1-2المديرية العامة لألمن الوطني :مكافحة الجرائم االقتصادية
والمالية إحدى المهام المنوطة بالمديرية العامة لألمن الوطني،
أوال -حقوق اإلنسان في الجزائر في وجود الفساد تضطلع بها مديرية الشؤون االقتصادية والمالية ،التابعة لها.
في الجزائر تجاوزت حقوق اإلنسان قدرات المجتمع المدني المادية والبشرية وهذا الجهاز المركزي المتخصص مكلف بتتبع وتوجيه وتنسيق
في تجسيد المهام المنوطة به رغم تسجيل بعض اإليجابيات بخصوص أنشطة شرطة المباحث الجنائية العامة ال سيما في قضايا الفساد.
محاولة نشر ثقافة حقوق اإلنسان وذلك بالخروج ببيانات دورية وتصريحات وعلى مستوى جهاز أمن كل والية ،تتكفل الوحدة االقتصادية
صحفية تنبه إلى جملة من اإلنتهاكات ،على غرار التصريح بعدم وجود والمالية بإجراء التحقيقات المتعلقة بقضايا الفساد.
حياة اجتماعية وسياسية في ظل حالة الطوارئ ،واستمرار الوصاية على -الدرك الوطني :يوجد داخل المصلحة المركزية (الجهاز المركزي) 2-2
الشعب في إختيار ممثليه في جميع مؤسسات الدولة كون المواطن ال للتحقيقات الجنائية مكتب متخصص في مكافحة الجرائم
ينتخب ،وإنما ينتخب له ،كما تم التنبيه عدة مرات إلى تجاوزات الشرطة االقتصادية والمالية .وتتولى وحدات متخصصة تابعة لها تنفيذ
في إستعمالها للقنابل المسيلة للدموع وخراطيش المياه ناهيك أنشطة هذه المصلحة على الصعيد اإلقليمي.
عن العصي من أجل تفريق المتظاهرين عندما يخرجون للتعبير عن -3-2المصلحة المركزية للشرطة القضائية :للمصالح العسكرية
إحتياجاتهم بخصوص الشغل ،والسكن وإنعدام البنية القاعدية ونقص لألمن التابعة لوزارة الدفاع الوطني ،وتضطلع المصلحة بمهام
المياه والكهرباء وغالء المعيشة ،أما اإلضرابات العمالية فقد نالت حصة رصد انتهاكات القانون الجنائي وقانون القضاء العسكري وجمع
األسد في تغطيتها من قبل المجتمع المدني بمؤسساته المختلفة فقد األدلة عنها وتعقب مرتكبيها الى حين بدء اجراء تحقيق رسمي
سجل أكثر من 9700إضراب عبر 10سنوات ( )2010-2000في القطاعات
بشأنهم.
المختلفة وعلى رأسها التربية والصحة والتعليم العالي ،وجوبهت هذه
-4-2الديوان المركزي لقمع الفساد :أنشأ هذا الجهاز بموجب األمر
اإلضرابات بكل وسائل القمع ،حيث إن عدد اإلضرابات ال يعبر في الحقيقة
رقم 05-10المؤرخ في 26أغسطس 2010المتمم للقانون -06
على اإلنفتاح كما قد يبدوا للوهلة األولى وإنما يعبر عن تأزم في الوضع
01المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته حيث عرفت المادة
وعدم اإلستجابة لمطالب المضربين المتعلقة برفع األجور وتحسين ظروف
02من المرسوم الرئاسي رقم 426-11هذا الجهاز بأنه مصلحة
العمل 62.وخرج مع نهاية 2017األطباء المقيمون ،في إضراب مفتوح عن
مركزية عملياتية للشرطة القضائية تكلف بالبحث عن الجرائم
العمل عبر كافة المستشفيات والمؤسسات الصحية ،بالمطالب التي
ومعاينتها في إطار مكافحة الفساد ويخضع الديوان للسلطة
دفعتهم إلى االحتجاج الدوري ألكثر من ستة أسابيع ،ومن أهم االنشغاالت
المباشرة لوزير العدل ومنه فهو جهاز (قمعي وردعي) في نفس
المرفوعة ملف الخدمة المدنية التي يطالب األطباء المقيمون بتعديل
الوقت ويتشكل حسب المادة 06من المرسوم الرئاسي رقم
شامل لقوانينها ،متسائلين كيف يلزم الطبيب وحده برد الجميل
426-11من 59:ضباط وأعوان الشرطة القضائية التابعين لوزارة
للجامعة الجزائرية من دون كل الطلبة والتخصصات ،واصفين الخدمة
العدل ،ضباط وأعوان الشرطة القضائية التابعين لوزارة الداخلية
المدنية بـ”التمثيلية السياسية” إلسكات الشعب وإيهامهم بتوفير أطباء
مختصين له في الجنوب والمناطق النائية ،دون توفير الوسائل الضرورية والجماعات المحلية ،أعوان عموميين ذوي كفاءة في مجال
والمرافق الخاصة بالعالج سواء للطبيب إلتمام مهمته على أكمل وجه أو مكافحة الفساد ،مستخدمو الدعم التقني واإلداري .
للمريض لتلقي العالج الالزم 63.هذا ورغم وجود المنظمات الوطنية الراعية ويمارس ظباط الشرطة القضائية مهامهم وفقا لقانون اإلجراءات
لحقوق اإلنسان في الجزائر مثل اللجنة اإلستشارية لحماية وترقية حقوق الجزائية الجزائري حيث حددت المادة 12منه مهامهم والمتمثلة في
اإلنسان والمرصد الوطني لحقوق اإلنسان .فحسب تقرير األمم المتحدة البحث ،والتحري في الجرائم المقرر في قانون العقوبات وجمع األدلة
السنوي لوضعية حقوق اإلنسان في الجزائر ،تناول التقرير عدة نقاط والبحث عن مرتكبي الجرائم تحت إشراف وكيل الجمهورية كما نصت
64
لحقوق اإلنسان في الجزائر من أهمها: المادة 05من القانون رقم 01-02مهام أخرى وتتمثل في :60جمع
المعلومات التي تسمح بالكشف عن أفعال الفساد ومكافحته ،جمع
-1حرية التعبير :حرية الصحافة والتجمع الزالت مواضيع تنخر حقوق األدلة والقيام بالتحقيقات في وقائع الفساد وإحالة مرتكبيها للمثول
الشعب الجزائري ،حيث لجأت السلطات على نحو متزايد إلى المحاكمات أمام الجهات القضائية المختصة ،التعاون مع هيئات مكافحة الفساد
الجنائية سنة 2016ضد مدونين وصحفيين وإعالميين بسب التعبير وتبادل المعلومات بخصوص التحقيقات الجارية ،اقتراح كل إجراء من شانه
السلمي ، 65بإستخدام مواد من قانون العقوبات تجرم إهانة الرئيس أو المحافظة على سرية التحقيقات .
إهانة مسؤولي الدولة وحاكمت أيضا نشطاء نقابيين نظموا أو دعوا ويعمل هذا الجهاز باستعمال عدة طرق كالترصد االلكتروني الذي
إلى مظاهرات سلمية بتهم مثل التجمهر غير المرخص ،ينص الدستور نصت عليه المادة 65مكرر 05والمادة 10من قانون اإلجراءات الجزائية،61
الجزائري لعام 2016على أن حرية التظاهر السلمي مضمونة للمواطن في عن طريق اعتراض المراسالت التليفونية أو عن طريق االنترنت أو البريد
إطار القانون الذي يحدد كيفيات ممارستها ،إال أنه عمليا تنتهك السلطات االلكتروني ....الخ ،وهذا بعد اخذ إذن من وكيل الجمهورية (المادة 65
الجزائرية الحق في حرية التجمع بشكل روتيني من خالل مجموعة من مكرر )5في حالة ما إذا كان الفعل يصنف انه جناية أو جنحة ،كما يسمح
القوانين ،حيث يعاقب قانون العقوبات بالسجن سنة واحدة على تنظيم القانون للظباط بتسجيل األصوات من محادثات شفوية في األماكن العامة،
مظاهرة غير مرخص لها في مكان عام أو المشاركة فيها ،أين حظرت أو الخاصة وكما يمكن أيضا التقاط الصور كما يمكن إجراء عملية التسرب
السلطات في العاصمة المظاهرات العامة سنة 2001إلى أجل غير مسمى، بعد اخذ إذن من وكيل الجمهورية ،وهذا بعد تحديد هوية الضابط الذي
تلغ السلطات الحظر عندما رفعت عندما كانت البالد في حالة طوارئ ولم ِ يقوم بهذه المهمة كما يتم تحديد أيضا مدة عملية التسريب والتي ال
حالة الطوارئ سنة ،2011حيث تم فرض الحظر على التجمعات بشكل تجاوز 04أشهر مع إمكانية التجديد إذا تطلبت المهمة ذلك كما يمكن
صارم على غرار إعتقال 20عضوا في اللجنة الوطنية لألساتذة المتعاقدين أيضا القيام بعمليات التسليم المراقب ،والمتمثل في السماح بمرور
من قبل الشرطة وإحتجازهم في مراكز الشرطة لعدة ساعات ،ثم أفرجت األشخاص أو المركبات الغير مشروعة عبر التراب الوطني بعلم من
عنهم دون تهم ،وإلقاء القبض على أقارب المختفين قسرا خالل أعمال السلطات المختصة ،بغية القبض على كل الشركاء في الجريمة.
المرسوم الرئاسي رقم 426-11المؤرخ في 08ديسمبر 2011المحدد لتشكيلة الديوان المركزي لقمع الفساد وتنظيمه وكيفيات سيره ،الجريدة الرسمية العدد ، 68لسنة .2011 5 9
المــرسـوم الرئـاسي رقــم 426 11-المـؤرخ في 8ديـسـمـبـر ،2011المـحـدد تشـكـيـلة الديوان الـمركزي لقمع الفساد وتنظيمه وكيفيات سيره ،الجريدة ال ّرسم ّية للجمهور ّية الجزائر ّية ،العدد ،68 6
0
14ديسمبر .2011المادة .05ص.11 :
القانون رقم 22-06المؤرخ في 2006/12/10المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات الجزائية ،الجريدة الرسمية العدد ،84لسنة 2006 6
1
غضبان مبروك ،خالف نادية ،المجتمع المدني ودوره في ترقية وحماية حقوق اإلنسان مع التطبيق على الجزائر ،مجلة الباحث للدراسات األكاديمية ،العدد الخامس ،مارس ،2015ص.27 : 6
2
الهام بوثلجي 8 ،آالف طبيب مقيم في إضراب مفتوح ،2017/12/23 ،على الرابط التشعبيhttps://www.echoroukonline.com/ : 6
3
تقرير األمم المتحدة حول حقوق اإلنسان في الجزائر على الموقع اإللكتروني: 64
https://www.hrw.org/ar/world-report/2017/country-chapters/298402
أنشطة ،كما تعرض العديد من النشطاء النقابيين لإلنتقام بسبب تنظيم العنف في التسعينات وعددا من الناشطين الحقوقيين ألنهم تظاهروا
إضرابات أو المشاركة فيها ،حيث تم توقيفهم عن عملهم دون تعويض في اليوم العالمي للمختفين ،أمام اللجنة الوطنية اإلستشارية لترقية
ولم يتم توظيفهم أبدا ،وفي سنة 2016أوصت منظمة العمل الدولية حقوق اإلنسان وحمايتها.
السلطات الجزائرية بوضع حد لممارسة منع تسجيل النقابات المستقلة شهدت الجزائر منذ التسعينات إنتشار صحافة مملوكة للقطاع
وإعادة جميع العمال الموقوفين أو المطرودين بسبب نشاطهم النقابي. الخاص ،تتمتع بهامش معين من الحرية في إنتقاد الشخصيات العامة
وسياسات الدولة ،حيث انهي قانون 2014المتعلق باألنشطة السمعية
-3حقوق المرأة :يكرس الدستور الجزائري مبدأ عدم التمييز على البصرية إحتكار الدولة الرسمي لوسائل اإلعالم المرئية والمسموعة،
أساس جنس ويطالب الدولة بإتخاذ إجراءات إيجابية لضمان المساواة في ومع ذلك فإن قوانين الصحافة القمعية واإلعتماد على إيرادات وإعالنات
الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين ،وفي فبراير 2016أقر البرلمان القطاع العام ،وعوامل أخرى تحد من حرية الصحافة ،كما حاكمت السلطات
مادة تعلن أن الدولة تعمل على ترقية التناصف بين الرجال والنساء في الجزائرية خالل سنة 2016العديد من الجزائريين بسبب التعبير
سوق التشغيل وتشجع ترقية المرأة في مناصب المسؤولية في الهيئات وفي سنة 2014جاءت الجزائر في المرتبة الثانية عربيا ،بعد لبنان التي
واإلدارات العمومية ،وفي ديسمبر 2015إعتمد البرلمان تعديالت قانون رغم فقدانها خمسة مراكز ،تبقى أول دولة عربية في مجال احترام حرية
العقوبات تجرم على وجه التحديد بعض أشكال العنف األسري يمكن أن الصحافة ،واحتلت الجزائر المرتبة 121عالميا في مؤشر حرية الصحافة،
تصل إلى عقوبة اإلعتداء على أحد الزوجين أو الزوج السابق إلى 20عاما استنادا للتقرير السنوي لمنظمة ”مراسلون بال حدود” ،فيما احتلت
من السجن ،وهذا يتوقف على إصابات الضحية ، ،تجرم التعديالت أيضا المرتبة 126سنة 66.2013وعن عضو الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق
التحرش الجنسي في األماكن العامة. اإلنسان والنائب السابق بالبرلمان ،مصطفى بوشاشي ،أن ”حرية التعبير
إن التعامل مع الفساد بمقاربة مبنية على أساس حقوق اإلنسان في الجزائر على غرار كل الحقوق والحريات في تراجع شديد” ،مؤكدا أن
ينطلق من أن الفساد يشكل انتهاكًا واضحًا لحقوق اإلنسان ،ويؤدي إلى السلطة تستعمل القانون لمنع خلق قنوات جديدة ،وتدفع الصحفيين
إلحاق بالغ األذى بمصالح األفراد والجماعات .إن هذه المقاربة يمكن أن تؤدي للجوء إلى قنوات في الخارج موجهة للداخل ،مضيفا أنه رغم اإلصالحات
إلى كسب التأييد لجهود مكافحة الفساد من قبل العديد من الفئات الجديدة إال أن المؤسسات اإلعالمية مازالت تخضع إلى ترخيص من السلطة
كنشطاء المجتمع المدني ،والمؤسسات اإلعالمية ،ومنظمات حقوق ما يجعلها تحت رحمتها .وأكد بوشاشي أن السلطة تستغل المال
67
اإلنسان ،بل وحتى من قبل الموظفين العموميين والبرلمانيين والقضاة العام في الضغط على المؤسسات اإلعالمية من خالل توزيع اإلشهار،
والمحامين ورجال األعمال .ومن شأن هذا االهتمام أن يؤدي إلى تحسن وهو ما جعل الجزائر حسبه تحتل المراتب األخيرة في أغلب قضايا حقوق
أوضاع حقوق اإلنسان في الوقت نفسه 70.ويذكر أن الجزائر من الدول اإلنسان ،فالواقع القانوني والواقع الفعلي يكذب خطاب السلطة ،ألن
القالئل التي وقعت على معظم االتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق دولة الديمقراطية تحترم الحريات بما فيها حرية اإلعالم .68وأصدرت نفس
اإلنسان والطفل والمرأة والعمل ،لكن المشكلة تكمن في جهل المواطن المنظمة مؤشر حرية الصحافة لعام 2018الذي يقيس أوضاع الصحافة
بهذه االتفاقيات وما تمنحه له من حقوق لمقاضاة منتهك حقوق اإلنسان. في 180بلدا حول العالم ،فالجزائر جاءت بالمرتبة ،136ويوجد العديد من
ومع تالحق الكشف عن قضايا الفساد ،يقف الشباب الجزائري في حالة الخطوط الحمراء في الجزائر ،وتطرق الصحفي لمواضيع مثل الفساد أو
ذهول ،ويشعر بحالة احتقان شديدة ،يسأل عن سر ضياع المليارات من صحة الرئيس يجعله عرضة للتهديدات والمضايقات اإللكترونية واالعتقال.
يصعب من
ّ إيرادات بالده ،ويستغرب سكوت الحكومة على فساد مستشر وتستخدم السلطات سالح الضغط المالي والسياسي على وسائل
69
مهمته في الحصول على فرصة عمل أو وحدة سكنية ،أو حتى أسعار سلع اإلعالم ،فضال عن مقاضاته.
أساسية بسعر مناسب .فالعالقة أوال وأخيرا بين الفساد وانتهاكات حقوق
اإلنسان ليست اعتباطية ،كنتيجة لدفع الرشوة مثال هو في المحصلة -2حرية تكوين الجمعيات والنقابات :سنت الحكومة القانون رقم -06
النهائية انتهاك لحقوق اآلخرين في هذه المنفعة فما أدراك بمظاهر 12سنة ،2012الذي يشترط من جميع الجمعيات ،بما فيها تلك التي
الفساد األخرى. سبق تسجيلها بنجاح ،إعادة التقدم بطلبات التسجيل والحصول على
إيصال التسجيل من وزارة الداخلية قبل أن تتمكن من العمل بشكل
ثانيا -الفساد والتنمية البشرية في الجزائر قانوني في إجراء مرهق أقرب إلى تسجيل جديد ،وحتى اآلن الجمعيات
يعتبر مؤشر التنمية البشرية مؤشر مركب يتم حسابه على أساس الحقوقية الرئيسية مثل الرابطة الجزائرية للدفاع على حقوق اإلنسان
معدل ثالث مؤشرات أساسية أخرى للتنمية البشرية إال وهي متوسط والفرع الجزائري لمنظمة العفو الدولية ،التي قدمت طلباتها في 2014
العمر المتوقع عند الوالدة الذي يمثل قدرة الفرد على العيش حياة على النحو المنصوص عليه في قانون 12-06لم تحصل على إيصال
طويلة وبصحة جيدة و متوسط سنوات الدراسة الذي يعكس القدرة يثبت وجودها القانوني ،وعدم حصول الجمعيات على إيصال يضعفها
على اكتساب المعارف إلى جانب نصيب الفرد من الدخل القومي اإلجمالي ويجعلها غير قادرة على فتح حساب مصرفي أو إستئجار مكتب بإسمها
الذي يحدد قدرة التمتع بمستوى معيشة الئق .كما يقدم تقرير التنمية عالوة على ذلك أعضاء جمعية غير مسجلة أو تم توقيفها أوحلها يبقون
البشرية أربعة مؤشرات مؤشر التنمية البشرية المعدل بحسب درجة عرضة للسجن حتى 06أشهر للقيام بأنشطة بإسمها.
الفوارق ومؤشر التنمية الجنسانية ومؤشر الفوارق بين الجنسيين الذي إلى حدود التسعينات كان في الجزائر نقابة عمالية واحدة مشروعة
يركز على تمكين المرأة ومؤشر الفقر المتعدد األبعاد الذي يقيس جوانب فقط وهي اإلتحاد العام للعمال الجزائرين ،وفي سنة 1990إعتمدت الجزائر
الفقر غير المتصلة بالدخل. القانون 90-14الذي يسمح بإنشاء نقابات مستقلة ،كما تم إنشاء العديد
وحسب التصنيف المذكور فان مؤشر التنمية البشرية للجزائر بقي من النقابات المستقلة في القطاع العام ،إال أنه في الممارسة العملية
على منحى تصاعدي منذ سنوات 2000حيث انتقل من 0,644في سنة قضت السلطات العامة على عمل النقابات المستقلة بطرق مختلفة فهي
2000إلى 0,724في سنة 0,732(2010في )2011و( 0,737في سنة تحجب الوضع القانوني عن النقابات المستقلة التي تطلب ذلك ،مما يعوق
)2012و إلى 0,743في سنة 2014إذ تحصل على ثالث مراتب من 2010 قدرتها على جمع رسوم العضوية التي تحتاج إليها اليجارمكتب وتنظيم
الستين ( )60عالميا ،ثم يأتي بعد ذلك مجال الصحة ،الذي ارتقى بالجزائر إلى .2015ويتبين من خالل التقرير العالمي حول التنمية البشرية الذي
إلى المرتبة الثانية والسبعين ( )72عالميا بفضل متوسط عمر متوقع ناهز أعده برنامج األمم المتحدة للتنمية والذي نشر سنة ،2016أن الجزائر
74.8سنة ،وفيما يتعلق بالتعليم ،فإن جزءا من أحد المؤشرات إيجابي تواصل طريقها نحو النمو والتطور فيما يخص التنمية البشرية محرزة
للغاية بالنسبة إلى الجزائر ،وهو “مدة التمدرس المتوقعة” ،والذي جعل نتائج قوية ومالئمة ،مما أهلها لتحسين مرتبتها ،حيث انتقلت من
الجزائر تحتل المرتبة السادسة والخمسين ( )56عالميا .غير أنه في مقابل المرتبة 93حسب تقرير 2014إلى المرتبة 83سنة ،2015معززة بذلك
ذلك ،فإن المعيار المتعلق بـ “المدة المتوسطة للتمدرس” الذي تأثر كثيرا مكانتها في مجموعة البلدان ذات “التنمية البشرية العالية”؛إن تحليل
بالعامل التاريخي للسكان منذ 25سنة ،قد جعل ترتيبها يتراجع 71.هذا العوامل المؤدية إلى هذه القفزة النوعية يظهر أن الجزائر قد أحرزت هذا
وقد شهد مؤشر التنمية البشرية في الجزائر تطورا واضحا خالل ( 25سنة) األداء الجيد بفضل الجهود المبذولة السيما في مجالين .هما :في مجال
األخيرة أي خالل الفترة الممتدة من سنة 1980حتى سنة ،2014كما هو المداخيل ،حيث بلغ الدخل الوطني اإلجمالي/للفرد الواحد 13.054ثالثة
موضح في الجدول رقم ( )04و الشكل رقم (:)03 عشر دوالر بتساوي القدرة الشرائية ،مما ّ
مكن الجزائر من احتالل المرتبة
الجدول رقم ( )04تطور مؤشر التنمية في الجزائر خالل الفترة ()2015 –1980
2015 2014 2010 2005 2000 1995 1990 1985 1980 السنة
0.74 0.74 0.71 0.67 0.63 0.56 0.57 0.55 0.5 مؤشر التنمية البشرية
المصدر :من إعداد الباحثين باالعتماد على تقارير التنمية البشرية لبرامج األمم المتحدة اإلنمائي للفترة (.)2016-1990
الشكل رقم ( )03توضيحا بيانيا لتطور مؤشر التنمية في الجزائر خالل الفترة ()2014–1980
استكماال لما حققته الجزائر في مجال التنمية البشرية باعتبارها الركيزة حسنت الجزائر في سنة 2016ترتيبها في فئة البلدان التي تتوفر
الرئيسية للتنمية وإحداث نمو اقتصادي مستديم .ومن خالل االعتمادات فيها شروط حياة حسنة بالتقدم بدرجة واحدة في قائمة التنمية
73
المخصصة لهذا البرنامج نالحظ بأنه ركز على األهداف التالية: البشرية التي يعدها برنامج األمم المتحدة اإلنمائي .ويلعب كل من
-التركيز على التنمية البشرية باعتبارها ركيزة أساسية لهذا البرنامج. التعليم والصحة والدخل دورا أساسيا في تحقيق مستويات عليا من
-التركيز على المنشآت األساسية وقطاع األشغال العمومية. التنمية البشرية واعتبرت الجزائر واحدة من الدول التي أولت اهتماما
-تحسين الخدمة العمومية فخصصت لهذا البند نسبة %8.16من كبيرا للمجاالت الثالثة ،وذلك من خالل مجانية كل من التعليم والصحة.
حجم البرنامج ،وهذا ألنها في مجملها متعلقة بجانب التسيير وليس فبالنسبة للتعليم فعدد المتمدرسين في تزايد مستمر عموما وهذا
االستثمار في البناء والتشييد. يعود لالهتمام الذي أولته الدولة الجزائرية للقطاع بالدرجة األولى كما
-المساهمة في دعم التنمية االقتصادية فإن حجم المخصصات لهذا أن مجانية التعليم في الجزائر لها دور كبير كذلك في النتائج التي تم
البند لم يكن كبيرا حيث مثل %7.67من حجم البرنامج اإلجمالي ،كما التوصل إليها .هذا وقد خصصت الجزائر أغلفة مالية لم يسبق لبلد سائر
تم التركيز في هذا المجال على قطاع الفالحة وتحديث المؤسسات في طريق النمو أن خصصها حتى اآلن ،لدعم التنمية الشاملة للبالد خالل
العمومية ،ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. مخططاتها التنموية من سنة 2001إلى غاية سنة ،2014حيث خصصت
-البرنامج لم يغفل ملف البطالة حيث خصصت له نسبة %1.76 204.2مليار د.ج .وجهت للتنمية المحلية والبشرية في مخصصات
من البرنامج اإلجمالي ألجل مكافحة البطالة ،وذلك من خالل إدماج المخطط المالي لدعم اإلنعاش االقتصادي ( )2004-2001بنسبة %38.2
حاملي شهادات التعليم العالي والتكوين المهني ،وكذا استحداث من مجموع الغالف المالي للفترة ،وخصصت 51.908مليار دج لتحسين
مؤسسات ونشاطات مصغرة ،باإلضافة إلى التشغيل المؤقت. ظروف معيشة السكان أي بنسبة %45.41خالل البرنامج الموالي برنامج
-البرنامج دعم البحث العلمي والتكنولوجيات الجديدة لالتصال دعم النمو للفترة ( ،)2009-2005وخصصت بعدها في برنامج توطيد
حيث خصصت له 250مليار د.ج ( % 1.22من حجم البرنامج) ،حيث النمو االقتصادي ( )2014-2010حوالي 10122مليار دج بنسبة %49.59
تم تخصيص 100مليار د.ج لتطوير البحث العلمي و 50مليار د.ج من مجموع اعتمادات البرنامج للتنمية البشرية .حيث أولى أهمية كبيرة
للتجهيزات الموجهة لتعميم اإلعالم اآللي ضمن كامل المنظومة للتنمية البشرية 72،حيث خصص لها تقريبا نصف قيمة البرنامج ،وذلك
فرع منظمة الشفافية الدولية بالجزائر أن الصيغ االقتصادية التي تعتمدها التربوية ومنظومة التعليم والتكوين ،باإلضافة إلى 100مليار د.ج
الحكومة في مختلف القطاعات على أساس التنمية والتطوير ال يمكنها إلقامة الحكامة االلكترونية.
إال أن توسع دائرة الفقر في الجزائر ووصف السياسات المتبعة بسياسات وفعال في السنوات األخيرة شهدت حياة المجتمع الجزائري بعض
تفقير المواطنين ،فسوء التسيير والفساد وانعدام النقاش بشأن كيفية النمو واالنجازات في ميادين عديدة بما فيها تحسين صحة الناس
تسيير الثروة والالشفافية في إدارة شؤون المواطنين سيؤدي حتما وتمكينهم من الوصول للمياه الصالحة للشرب والسكن الالئق ومع ذلك
إلى مزيد من الفقر وسط شرائح المجتمع .وقد وصف الجزائر بأنها بلد بقيت المنظومة الصحية الجزائرية تعد األسوأ بالمقارنة مع جارتيها تونس
مصدر لثالثية مهمة هي الثروة والرأسمال البشري والرأسمال المالي فكل والمغرب رغم الميزانيات الضخمة المرصودة لتحسين الرعاية الصحية،
100خبير جزائري في الخارج مقابل خبير أجنبي واحد في الجزائر نتيجة وأوضحت العديد من الدراسات للمنظمة العالمية للصحة بأن الخلل في
هروب الكفاءات أما تصدير النفط فما قيمته 100دوالر تستورد مقابله 250 الجزائر يعود لسوء التسيير حيث أغلب النفقات توجه للتجهيزات على
دوالر وأن كل دوالر يدخل الخزينة يرافقه خروج 30دوالر وعزا الخلل إلى حساب التكوين للموارد البشرية بجانب تنامي األمراض من ارتفاع الضغط
سوء التسيير والفساد وعوامل أخرى تتصل بالحكم غير الراشد.76 واألمراض القلبية والسرطان وأمراض التنفس المزمنة ....وزاد الوضع سوءا
إن المحصلة التي نصل إليها في نهاية هذا التحليل آلثار الفساد ضعف الحصص من األدوية المماثلة في السوق المحلية رغم إفراط الجزائر
هي التأكيد على أن مفهوم الفساد نقيض لمفهوم التنمية البشرية في استيراد األدوية لسد ضعف تغطية اإلنتاج المحلي لهذه السوق.
المستديمة ،فالفساد يؤثر سلبا على دخل الفرد ويعيق النمو االقتصادي
من خالل تشجيعه لألنشطة الطفيلية ،كما أن انتشار الفساد دليل على -1تطور الناتج المحلي اإلجمالي
عدم تحقق الحكم الجيد وغياب الشفافية في إدارة الشأن العام ،ومؤشر إن مؤشر الناتج المحلي اإلجمالي يعتبر أداة أساسية لقياس مستوى
الموازنة المفتوحة بالنسبة للجزائر يؤكد على ذلك بشدة. المعيشة في الدول ،فقد حقق معدل النمو االقتصادي تطورا متباطأ منذ
سنة 2015مع انخفاض أسعار النفط العالمية منذ النصف الثاني من عام
-2مؤشر الموازنة المفتوحة .2014في ظل اعتماد اقتصاد البالد بقوة على العائدات النفطية ،حيث
والمؤشر هو تحليل ومسح شامل لتقييم ما إذا كانت الحكومات المركزية تشكل مبيعات النفط والغاز 60في المائة من الميزانية ،و 95في المائة
تقدم للناس معلومات عن الموازنة وتتيح الفرصة للمشاركة في مراحل من إجمالي الصادرات .حيث تتطلع الحكومة الجزائرية إلى تحقيق معدالت
إعداد الموازنة وهو ما يحدد شفافية الموازنة .ويستخدم مسح الموازنة نمو للناتج المحلي اإلجمالي خالل 2018بنسبة ( )٪4وفق مشروع الموازنة.
المفتوحة معايير مقبولة دوليا وضعتها منظمات متعددة األطراف من ويمثل النمو المتوقع للعام الجديد تقريبا ضعف معدل النمو المسجل
مصادر ،مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون االقتصادي والتنمية خالل سنة 2017أي استقر عند نحو ( ،)٪2متباطئا من نمو بلغ ( )٪3.3في
74
والمنظمة الدولية ألجهزة الرقابة العليا والمبادرة العالمية للشفافية سنة ،2016بسبب تراجع أداء قطاع الطاقة.
المالية .وهي عبارة عن أداة بحثية معتمدة على الحقائق تهدف إلى تقييم عما الجزائر ووصال أكبر المؤسسات سوناطراك فالفساد والرشوة ّ
ما يحدث في الممارسة العملية من خالل الظواهر التي يمكن مالحظتها والبنوك ،حيث أن مليارات الدوالرات امتصها الفساد بدال من إنفاقها على
بسهولة .77واستغرقت عملية البحث الكاملة تقريبا 18شهرا في الفترة المرافق العامة ،مما جعل الفساد والرشوة يؤثران على حقوق المواطنين،
ما بين أوت 2016وحتى يناير 2018واشترك فيها قرابة 300خبير من وأن غياب محاسبة المسؤولين وانتشار الرشوة يجعالن المواطن البسيط
115دولة .يعمل مسح الموازنة المفتوحة لعام 2017على تقييم األحداث يحجم عن اإلبالغ عن الفساد خوفا من أن يصبح الضحية .75وإن األغلفة المالية
أو األنشطة أو التطورات التي حدثت حتى 31ديسمبر .2016وقد تمت للبرامج التنموية في المخططات السابقة أكسبت الجزائر مع الفساد الذي
مراجعة المسح إلى حد ما عن إصدار 2015من أجل عكس الوسائل استفحل في اإلدارة العمومية للمشاريع الكبرى صفة التنمية الجزئية بدل
المتطورة لنشر معلومات الموازنة وتقوية االستجوابات الفردية عن التنمية الشاملة والتنمية المادية عوض التنمية اإلنسانية فأضحت األقلية
مشاركة العامة والرقابة على الموازنة .ويمكن االطالع على مناقشة هذه تملك والغالبية تعيش حالة الفقر ،وهو ما عكسه جليا ترتيب الجزائر
التغييرات في التقرير العالمي لمسح الموازنة المفتوحة وغالبا ما يتم بين الدول األكثر فسادا والذي يعكس وجود أوضاع سياسية واقتصادية
دعم الردود على المسح من خالل االستشهاد والتعليقات .وقد يتضمن واجتماعية وثقافية غير سليمة تشكل المناخ الذي ينمو فيه الفساد
هذا اإلشارة إلى الوثيقة العامة ،أو البيان الرسمي من قبل الحكومة ،أو بكل أشكاله بسرعة .فبالرغم من األموال الطائلة التي خصصت لتدعيم
تعليقات من المقابلة المباشرة مع مسؤول حكومي أو أي أطراف تمتلك التنمية ولرفع المستوى المعيشي للسكان ،إال أن الواقع يعكس صورة
المعلومات .يعطي مؤشر الموازنة المفتوحة مجموعا للدول من صفر مغايرة تمثلت في زيادة عدد الفقراء وارتفاع معدالت الجريمة واستشراء
إلى ،100حيث يشير المجموع من 81إلى 100على الدولة التي تقدم الرشوة ...مما انعكس سلبا على مسار التنمية في البالد .فاالعتماد على
معلومات شاملة في وثائق موازنتها ،أما المجموع 61إلى 80فيشير االقتصاد الريعي جعل من الدولة أداة وظيفتها توزيع المنافع على أفراد
إلى تقديم معلومات مهمة ،أما المجموع 41إلى 60فيشير إلى تقديم المجتمع وتحدد دورها كمؤسسة لتوزيع المنافع على أفراد المجتمع .ولقد
معلومات قليلة ،أما المجموع من 21ال 40فيشير إلى تقديم حد ادني من ساهم الريع النفطي في الجزائر في خلق عقلية ريعية لدى النخبة الحاكمة
المعلومات ،بالمقابل المجموع من 00إلى 20فيدل على تقديم معلومات وصارت لديه نظرة خاصة للعائد دون أي جهد ،وبكل الطرق مهما تكن
شحيحة أو عدم تقديم أي معلومات على اإلطالق .والشكل الموالي يوضح مشروعة أو غير مشروعة وما فضيحة سوناطراك إال خير دليل على ذلك.
78
مستويات المؤشر في الجزائر. وفي نفس السياق أكد السيد بن بيتور في ندوة حول الفقر نظمها
وجدي األلفي ،النمو االقتصادي في الجزائر يتباطأ إلى 2.2بالمئة في ،2017وكالة رويترز اإلخبارية 15 ،مارس ،2018على الرابط التشعبي: 7 4
https://ara.reuters.com/article/businessNews/idARAKCN1GR265
بوشاشي رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق اإلنسان في مداخلته ملتقى حول الفساد وحقوق اإلنسان بالجزائر ((الجزيرة نت) ،على الرابط التشعبي: 75
http://www.aljazeera.net/news/humanrights/
وارث محمد ،الفساد وأثره على الفقر :إشارة إلى حالة الجزائر ،مجلة دفاتر السياسة والقانون ،دورية أكاديمية متخصصة في العلوم السياسية والقانونية تصدر عن جامعة قاصدي مرباح 7 6
بورقلة ،العدد الثامن /جانفي ،2013ص ص.99-98 :
المنظمة الدولية للشراكة الميزانياتية ،مسح الموازنة المفتوحة لعام 2017ملخص تنفيذي ،ص ،07 :على الرابط التشعبي: 77
https://www.internationalbudget.org/wp-content/uploads/open-budget-survey-2017-executive-summary-arabic.pdf
85-المنظمة الدولية للشراكة الميزانياتية ،مسح الموازنة المفتوحة للجزائر ،2017يناير ،2018ص ص.03-01 : 7 8
التي تقدم معلومات شحيحة .ومنذ عام ،2015قامت الجزائر بتقليل إتاحة نشرت المنظمة الدولية للشراكة الميزانياتية ( ،)IBPبتاريخ 30يناير
معلومات الموازنة عن طريق إنتاج مقترح الموازنة للسلطة التنفيذية ،2018نتائج التحقيق حول الموازنة المفتوحة برسم سنة .2017وتفيد
ألغراض االستخدام الداخلي فقط ،وعدم إنتاج التقارير الدورية ،وعالوة نتائج التحقيق لسنة ،2017بأن تنقيط الجزائر عرف تدهورا ملموسا
على ذلك ،فشلت الجزائر في توفير البيان التمهيدي للموازنة للجمهور، بالمقارنة مع سنة ،2015حيث تأخر بستة عشرة نقطة من 19نقطة سنة
إنتاج المراجعة نصف السنوية والتقرير السنوي وتقرير المراجعة ،ولكن لم 2015إلى 03نقطة سنة ،2017وتعد درجة الجزائر المقدرة بنحو 3من أصل
تتم إتاحة هذه الوثائق للجمهور ،عدم إنتاج ميزانية المواطنين ،والشكل 100أقل إلى حد كبير من متوسط الدرجة العالمي المقدر بنحو 42درجة،
الموالي يوضح التدهور بالتفصيل. كما أن تقييم الجزائر يضعها دوما في الفئة األخيرة في تصنيف الدول
المرسوم الخاص بتشكيل الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد أوصت المنظمة الدولية للشراكة الميزانياتية الجزائر على وجوب إعطاء
ومكافحته صدر في نوفمبر 2006والهيئة لم يتم تفعيلها وتعيين األولوية لإلجراءات التالية لتحسين شفافية الموازنة وذلك بنشر مقترح
أعضائها إلى غاية نوفمبر 2010وباشرت مهامها في 03جانفي .2011 الموازنة الخاص بالسلطة التنفيذية عبر اإلنترنت ،مع ضرورة نشر بيان
استمرار هيمنة الدولة على النشاط االقتصادي وازدياد نفقاتها مما - تمهيدي للموازنة ،ومراجعة نصف سنوية وتقرير في نهاية العام ،وتقرير
يضاعف فرص الفساد ،وغياب القطاع الخاص الذي هو أيضا ليس مراجعة عبر اإلنترنت ،إضافة إعداد ونشر تقارير دورية وموازنة المواطنين.
بعيدا عن الفساد.
نقص الشفافية في الهيئات والمؤسسات العمومية والتكتم على - المحور الخامس :الفساد في اإلدارة الجزائرية بين أسباب
المعلومات المالية بحجة أسرار المهن وبالتالي يصعب مراقبتها أو استمراره وآليات الحكم الراشد للحد منه
محاسبتها أو تتبعها من المجتمع المدني.
عدم وجود ضمانات كافية لألشخاص أو للمؤسسات التي تبلغ عن - أوال -أسباب استمرار الفساد في اإلدارة الجزائرية
حاالت الفساد. رغم ما سعت إليه الجزائر من خالل اإلجراءات التشريعية واإلصالحية لعدة
عدم االستقاللية التامة للقضاء وللهيئات الرقابية الموجودة مما - قطاعات للتخفيف من وطأة الفساد اإلداري إال أن هناك العديد من األسباب
يعيق عملها بسبب الضغوط سواء من أصحاب النفوذ أو من طرف التي تنقسم بين قصور التشريعات أو تعود لاللتزام بتلك التشريعات:
السلطة التنفيذية...إلخ. -عدم التطبيق الفعلي لقوانين مكافحة الفساد ونقص الردع ،فمثال
ثانيا -إرساء مبادئ الحكم الراشد للحد من الفساد عدم إشراك المجتمع المدني والهيئات المستقلة في تعزيز الشفافية -
قامت السلطات الجزائرية خالل السنوات األخيرة بتعديل وتكييف ومكافحة الفساد.
منظومتها القانونية من أجل مكافحة ظاهرة الفساد ،وهذا قصد ضعف الرقابة التشريعية مثل عدم إجبار البرلمان الحكومة بتقديم -
تحسين الصورة السيئة عن بيئة األعمال وتشجيع االستثمار .وإن إصدار دوري لقانون ضبط الميزانية وهو حق يضمنه له الدستور.
القانون رقم 01-06المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته يعتبر تتويجا الطفرة المالية التي تمتعت بها الجزائر في العشرية األخيرة نتيجة -
إلجراءات مطابقة القانون الجزائري مع مضمون اتفاقية األمم المتحدة ارتفاع األسعار فسهلت المخططات التنموية الكبيرة التي خلقت
التي صادقت عليها الجزائر في سنة ،2004ومع ذلك تبقى العبرة في مشاريع وزعت بين الشركات الوطنية واألجنبية وكثرت المنافسة
الملموس وهو اتساع دائرة الفساد الشيء الذي يؤكد على عدم تنفيذ التي رافقتها الرشاوى وزيادة الفساد بصفة عامة.
التشريعات والقوانين بشكل جدي .والجدول رقم ( )05يبين تطور نقص في حرية الصحافة واإلعالم خاصة المرئي الذي له تواصل كبير -
مؤشرات الحكم الراشد في الجزائر خالل الفترة ( )2015-2003حسب ما مع المواطنين.
يصدره البنك الدولي.
2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 المؤشر
-0.88 -0.84 -0.84 -0.89 -0.91 -1.00 -1.02 -1.04 -0.98 -0.98 -0.92 -0.72 -0.80 -1.08 التعبير والمساءلة
-1.14 -1.09 -1.19 -1.20 -1.33 -1.36 -1.26 -1.20 -1.09 -1.15 -1.13 -0.92 -1.36 -1.75 االستقرار السياسي
-0.54 -0.50 -0.48 -0.53 -0.53 -0.56 -0.48 -0.58 -0.63 -0.57 -0.47 -0.47 -0.57 -0.61 فاعلية الحكومة
-1.17 -1.17 -1.28 -1.17 -1.28 -1.19 -1.17 -1.07 -0.79 -0.62 -0.57 -0.38 -0.54 -0.52 نوعية التنظيم
-0.85 -0.87 -0.77 -0.69 -0.77 -0.81 -0.78 -0.79 -0.74 -0.77 -0.71 -0.75 -0.62 -0.59 سيادة القانون
-0.69 -0.66 -0.60 -0.47 -0.50 0.54- -0.52 -0.58 -0.59 -0.56 -0.52 -0.48 -0.68 0.69 السيطرة على الفساد
المصدر :من إعداد الباحثين بناءا على معطيات البنك الدولي على الرابط التشعبيhttp://info.worldbank.org/governance/wgi/#reports :
اإلشكال في الممارسة والتطبيق ،أما عن المؤشر األخير المتمثل في مؤشرات الحكم الراشد الستة تتراوح تقديراتها ما بين ( -2.5و)+2.5
السيطرة على الفساد فنالحظ تصاعد منحاه السلبي خالل فترة الدراسة والقيم العليا هي األفضل ،وبالنسبة للجزائر من خالل النظرة األولى
مما يعكس انتشار الظاهرة واستفحالها في االقتصاد الوطني بمختلف يتضح لنا أن جميع المؤشرات سالبة ومنخفضة مما يعطينا محصلة
أشكالها ومستوياتها حيث نجد ذروتها بلغت ( )-0.69في سنة 2016 للحكم الراشد جد ضعيف ،ومن خالل التمعن في كل مؤشر على حدى
بعد التحسن الطفيف بقيمة ( )-0.47في سنة .2013 يتضح لنا أن مؤشر حق التعبير والمساءلة تراوح ما بين أدنى قيمة ()-1.04
إن تحقيق العدالة وتأسيس الحكم الراشد نابع عن التحول في سنة 2009وأفضلها ( )-0.72في سنة 2005مما يفسر نقص حرية
الديمقراطي ومحاربة الفساد والمساواة في تلبية الحاجات األساسية، التعبير وغياب المساءلة بشكل مستمر رغم التحسن الضعيف منذ
وله رؤية إستراتيجية واضحة وشاملة بسبب المشاركة الشعبية ،وأن سنة ،2011وهذا ما يفسر تفشي الفساد وانخفاض حق التعبير .أما عن
يهتم بكل ما يظهر في الصحف وأجهزة اإلعالم ومن األحزاب ومنظمات مؤشر االستقرار السياسي فهو األخر يسجل في مستويات ضعيفة كان
المجتمع ،ويشدد على مكافحة الفساد ،مع االستفادة من معالم التوجه أفضلها ( )-0.92سنة 2005في حين كان أسوؤها على اإلطالق ()1.36
االيجابي الدولي نحو العولمة في بناء نظام سياسي ديمقراطي قائم في سنة 2011رغم ما تشهده الدولة من استقرار أمني ومحاربة الجريمة
على شرعية حقيقية السيما في ما يتعلق بحقوق اإلنسان وإشراك الطبقة العابرة للحدود في ظل ما تعرفه الدول المجاورة من اضطرابات سياسية
السياسية والمجتمع المدني والمرأة في مسمى دولة الحق والقانون، وأمنية خطيرة وبقاء التهديد اإلرهابي متواصل .أما عن المؤشر الثالث
وأنظمة الشفافية والمحاسبة والمساءلة باعتبارها عنصرا مهما في المتمثل في مؤشر فاعلية الحكومة الذي يتم جمعه من خالل كفاءة
79
تأسيس الحكم الراشد. الجهاز البيروقراطي ،استقاللية اإلدارة من الضغوط السياسية ،نوعية
إذن فرغم كل التشريعات التي صدرت للوقاية من الفساد ومكافحته الخدمات العامة ،نوعية صياغة السياسات ومصداقية الحكومة في االلتزام
في الجزائر ،لم ترقى مؤشرات الحكم الراشد طوال الفترة ()2015-2003 بتطبيقها ،فتقييمه ال تختلف عن سابقيه فأضل مستوياته كانت ()-0.47
إلى الوضع الجيد وتعود األسباب في ذلك الستمرار تفشي الفساد في سنتي 2005و 2006مما يعكس فشل الحكومات المتتالية وعدم
الجزائر رغم تكتم السلطات الرسمية عن قضايا الفساد ،إال أن ما تنشره قدرتها على تحقيق أهداف التنمية خالل العقدين األخيرين .كما يعكس
الصحف يوميا دليل على تفشي الفساد بين المسؤولين في الدولة مؤشر سيادة القانون المستويات الضعيفة للعدالة رغم أن تقييم هذا
وفي كل القطاعات الحيوية في البالد ويعود السبب في ذلك بالدرجة المؤشر كان أفضل من باقي المؤشرات األخرى حيث تراوح تقييمه ما بين
األولى إلى عدم االلتزام الكلي بتطبيق قوانين وتشريعات مكافحة ( -0.59و )-0.87وهو ما يعكس حجم اإلصالحات التشريعية والقانونية
الفساد. التي شهدتها البالد وعصرنة العدالة وتنمية الموارد البشرية لكن يبقى
79عبد الرزاق موالي لخضر وبوزيد السايح ،فاعلية سياسات الحكم الراشد في الحد من الفساد بالجزائر ،المجلة الجزائرية للتنمية االقتصادية ،العدد ،07جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة،
ديسمبر ،2017ص ص(. 285-283 :بتصرف).
وجود مجتمع مدني قوي وملتزم أو ثقافة نزاهة في مؤسسات الدولة. ثالثا -أهم السياسات المقترحة لعالج وتقليل ظاهرة الفساد اإلداري
وبالمثل ،فإن النشاط المدني لمكافحة الفساد تلزمه المساعدة من
إطار قانوني قوي ونظام سياسي منفتح لتحقيق أهدافه. -1توفير البيئة الوقائية :ومن أهم التدابير مايلي:
-ووفقًا لما ذُ كر أعاله ،فإن المعركة ضد الفساد ،شأنها في ذلك شأن -الحد من االحتكار في أي نوع من أنواع األنشطة االقتصادية فاالحتكار
المشاريع المتعلقة بحقوق اإلنسان ،كثيرًا ما تكون عملية طويلة يدفع بعض المسؤولين إلى حماية الفساد واستمراره ،حيث أشارت
األجل تتطلب تغييرات مجتمعية عميقة ،تشمل مؤسسات البلد العديد من الدراسات إلى وجود عالقة قوية بين حجم األنشطة
وقوانينه وثقافته .وبالتالي ،يمكن أن تستفيد إستراتيجية فعالة االقتصادية التي يمارسها القطاع العام والتي تقاس بنسبة اإلنفاق
لمكافحة الفساد من المبادئ الرئيسية لحقوق اإلنسان وأن تستنير العام إلى الناتج المحلي اإلجمالي وبين زيادة الفساد في الدول.
بها .والعناصر مثل القضاء المستقل ،وحرية الصحافة ،وحرية التعبير، -توضيح وتبسيط اإلجراءات والضرائب اإلدارية وزيادة شفافيتها
والشفافية في النظام السياسي ،والمساءلة ضرورية إلستراتيجية والتشديد في تطبيقها ومراقبتها من األجهزة المعنية.
80
ناجحة لمكافحة الفساد. -تقرير سيادة القانون من خالل االلتزام بالتنظيمات الرسمية التي
تحددها القوانين واللوائح الصادرة بغرس الثقة محليا وخارجيا في
الخاتمة األجهزة اإلدارية ،كذلك منح صفة مستقلة للكيانات واألشخاص
ختاما ،فقد حاولنا -من خالل هذه الدراسة توضيح أهمية التركيز على المعنيين بمكافحة الفساد ليكونوا قادرين على ممارسة وظائفهم
الفساد اإلداري ألنه يتعدى هدر المال العام ليصيب أخالقيات العمل وقيم بكفاءة بعيدا عن أية ضغوط .ومن خالل تجارب بعض الدول حول
المجتمع والتنمية فيه ،وعليه يمكن إدراج العديد من النتائج نوجز أهمها الفساد ال تقتصر على مجرد حث الحكومات على تجريم مختلف
في النقاط التالية: أشكال الفساد ،ولكن تبرز الحاجة إلى وجود قوى محايدة في مجال
-الفساد ال يقتصر على الرشوة والكسب غير المشروع عبر سوء التحقيقات والمتابعة القانونية والقضائية لكشف الفساد العام
استخدام السلطة بل هو شر اجتماعي وانه ُيؤثر بشكل فعال في واستئصال جذوره.
المجتمع ويرسخ الفقر ويحجب الشفافية .ويؤدي الفساد بصفة -التدقيق المستمر لمدى تنفيذ البنود المنظمة للمؤسسات كاإلفصاح
عامة إلى خلخلة القيم األخالقية وإلى اإلحباط وانتشار الالمباالة، عن األصول السلوكية لبعض المسؤولين الذين تم اختيارهم للعمل
وبروز التعصب والتطرف في اآلراء وانتشار الجريمة وتراجع العدالة في المؤسسات العامة.
االجتماعية وتدني المستوى المعيشي لطبقات كثيرة في المجتمع -كفاءة المناخ التنظيمي والرقابي بإنشاء أجهزة إشراف ومتابعة
نتيجة تركز الثروات والسلطات في أيدي فئة األقلية التي تملك المال الفساد من خالل تطبيق المعايير المحاسبية السلبية وكذلك إحداث
والسلطة.كما يؤدي الفساد إلى عدم المهنية والتقبل النفسي لجان وأنظمة رقابية حكومية.
لفكرة التفريط في معايير أداء الواجب الوظيفي والرقابي وتراجع -اعتماد بعض الدول في مكافحة الفساد على توسيع مساحة مشاركة
االهتمام بالحق العام .والشعور بالظلم لدى الغالبية مما يؤدي إلى القطاع الخاص مع تطبيق إطار تنظيمي فعال يكشف المخالفات
االحتقان االجتماعي وانتشار الحقد بين شرائح المجتمع وانتشار الفقر القانونية.
وزيادة حجم المجموعات المهمشة والمتضررة. -التعاون والتنسيق بين الدول والمنظمات واآلليات المحلية واإلقليمية
-انتشار الفساد اإلداري له عالقة مباشرة بفساد أجهزة الدولة والدولية لمحاصرة الفساد وكشفه وقطع خطوط االتصال بين
ومسؤوليها واألثر المباشر ليس على الوظيفة العامة وحسب إنما مرتكبيه.
على حقوق اإلنسان كونها غير قابلة للتجزئة ومترابطة وهو ما إن التشريعات التي وضعتها الجزائر الزالت قاصرة عن التشخيص ولم
يؤثر تماما بنفس الدرجة على التنمية البشرية والتنمية الشاملة تصل بشكل ملحوظ إلى العالج النهائي لمشكلة الفساد وبالتالي يجب
عموما ،فالفساد في ظل غياب الحكم الراشد نتائجه السياسية اعتماد سياسات وقائية لخلق بيئة تسودها الشفافية والمساءلة والرقابة.
واالقتصادية واالجتماعية في غاية الخطورة ،ويؤدي إلى نشر ثقافة
وقابلية الفساد لدى الجميع واإلدارة الفاسدة للموارد العامة تلحق -2تطوير البيئة المؤسسية :تستطيع الحكومات أن تحد من الفساد
الضرر بقدرة الحكومة على تقديم مجموعة من الخدمات ،بما فيها اإلداري وتقلل من وطأته وذلك بتشجيع األمانة والنزاهة وإنزال أشد
الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات الرعاية ،الضرورية إلعمال العقوبات على من تثبت إدانته بالفساد هذا األمر يتم بواسطة برامج
الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،وبالتالي تشكل منظومة اإلصالح اإلداري عن طريق توظيف الموظفين العموميين على أساس
تخريب و إفساد نسبب مزيدا من التأخير في عملية البناء والتقدم الكفاءة والشفافية والمعايير الموضوعية مثل الجدارة واإلنصاف والتأكد
ليس على المستوى االقتصادي والمالي فقل بل في الحقل السياسي من أمانتهم ونزاهتهم في العمل واالهتمام بتحسين الرواتب واألجور
واالجتماعي والثقافي. تتناسب طرديا مع حجم المسؤوليات الملقاة عليهم وخطورتها ،كما
-الفساد اإلداري في الجزائر اتسع وزاد وانتشر أكثر بزيادة حجم النفقات يسهم اإلعالن عن فضائح الفساد ومحاسبة المسؤولين عنه والبدء في
العامة وهو ما جعل هذه النعمة تنقلب إلى نقمة وتؤدي إلى زيادة تطبيق العقوبات بكبار المسؤولين في زيادة فاعلية العقوبات وأهميتها
العجز الموازني ،ألن نمط الدولة الريعية كالجزائر يجعلها تعتمد على في ردع المتورطين بالفساد .كذلك زيادة االهتمام ببرامج اإلصالح اإلداري
العنصر الوحيد النفط وتكون معنية بإعادة توزيع الريع بدال من األفكار بخلق اإلدارات الحسنة وتبسيط المعامالت اإلدارية ونشر النظام الالمركزي
المنتجة ،حيث معظم المؤشرات الدولية تؤكد على تراجع فعالية حتى ال تركز السلطات في يد فئة معينة من األفراد.
الحكومة وزيادة الفساد نتيجة عدم االلتزام بالفصل بين السلطات والجدير بالمالحظة أن فاعلية اإلصالحات اإلدارية السابقة تتطلب
فعادة ما تكون في الجزائر السلطة التنفيذية هي الطاغية مع نوع البيئة المالئمة بأبعادها التشريعية والرقابية والقانونية واإلعالمية كما ال
من الضعف في الجهاز القضائي نتيجة غياب االستقاللية التامة للجهاز يمكن تجاهل دور المؤسسات التربوية في تحجيم الفساد بواسطة زرع
مما يفقده جزء كبير من نزاهته ويشجع انتشار الفساد بكل صوره. القيم الفاضلة التي ترفض الفساد بكل صوره .وال نجد أهم من مبادئ
-رغم مجهودات الجزائر وإجراءاتها التشريعية واإلصالحية المصاحبة ومؤسسات حقوق اإلنسان كعالج فهناك عنصران جوهريان من عناصر
لمكافحة الفساد الذي أصبح يعد كوجه آخر من االستعمار ،إال أن االستراتيجيات الناجحة والمستدامة لمكافحة الفساد...
الجزائر كما يقال “تلميذ غير نجيب” في مكافحة الفساد فقضايا -من المرجح أن تنجح جهود مكافحة الفساد عندما تتناول الفساد
الفساد المتعلقة بملفات الخليفة وسوناطراك والطريق السيار باعتباره مشكلة نظام وليس مشكلة أفراد .والمواجهة الشاملة
وغيرها المتورطون فيها مسؤولين كبارا في هرم الدولة ،وهؤالء للفساد تتضمن مؤسسات فعالة ،وقوانين مالئمة ،وإصالحات لتحقيق
أصبح الفساد لديهم كإستراتيجية عمل ،ويبقى المجتمع المدني الحكم السديد ،وكذلك إشراك جميع الجهات المعنية صاحبة
أيضا يتحمل المسؤولية ولو بنسب متفاوتة مع الدولة في انتشار هذا المصلحة في العمل داخل الحكومة وخارجها .ومن ثم ،فإن اعتماد
الداء ،ضعف عليها غياب الشفافية وحرية اإلعالم وشح المعلومات. أطر قانونية أو لجان لمكافحة الفساد قد ال يكون فعاالً في حالة عدم
8فضيل خان ،شعيب محمد توفيق ،الفساد االداري والمالي» المفهوم واألسباب واآلثار وسبل العالج» ،مجلة الحقوق والحريات ،العدد الثاني ،جامعة بسكرة ،مارس ،2016ص ص.405-403 :
0
الحقوق والقانون ،واعتماد المشاركة ،المساءلة ،الشفافية ،وسيادة -ساعدت فترة الالاستقرار السياسي واألمني في الفترات االنتقالية
حكم القانون. للجزائر لمدة عشرية كاملة من انتشار الفساد والعنف لذلك تعد
زرع ثقافة محاربة اآلفة االجتماعية من خالل التربية األخالقية والبرامج - انجازات الجزائر في التنمية البشرية بشكل عام مقبولة إال أن الواقع
التعليمية التي توضح مظاهر الفساد ومضاره لتصبح مع مرور الزمن يتطلب بذل المزيد من الجهود لبلوغ المستويات العالمية المرغوبة،
جزءا من السلوك الشخصي القويم ألفراد المجتمع. وهذا ال يعني عدم وجود عالقة عكسية متفق عليها بين انتشار
إن المساءلة والمحاسبة تشكل رادعًا قويًا للفساد ،كما أن العقوبات - الفساد ومستوى التنمية البشرية وقيمة وحقوق اإلنسان حيث كلما
التأديبية والجزائية تسهم في وضع حد للفساد ،كما تعتبر مشاركة ساد الفساد في االقتصاد المدروس نالحظ انخفاض مستوى التنمية
أصحاب الحقوق من المواطنين في رسم سياسات وخطط وتدابير البشرية المرغوبة.
مكافحة الفساد أمرًا في غاية األهمية ألن ذلك سوف يمنحهم القوة -القانون 01-06المؤرخ في 2006الذي أقر تأسيس الهيئة الوطنية
والشجاعة للتصدي للفساد واإلبالغ عن حاالته وعن مقترفيه ،ألن غياب لمكافحة الفساد ،لم يطبق ولم يعين أعضاء الهيئة إال بعد 4سنوات،
مشاركة أصحاب الحقوق واستثنائهم من الخطط الوطنية التنموية أي عام ،2010ولم تباشر مهامها إال في سنة ،2011مع إجراءات كثيرة
لمكافحة الفساد ،يشكل إنكارا لحقوق اإلنسان. اتخذت على صعيد ما سمي “تعزيز النصوص الهادفة إلى محاربة
الفساد” ،كمراجعة القانون حول النقد والقرض ،وقانون قمع مخالفة
الجزائر ال ينقصها اإلطار التشريعي والقانوني والهيئات الالزمة -
القوانين والتشريعات الخاصة بالصرف وحركة رؤوس األموال نحو
لمكافحة الفساد ،فهي دائما تسعى للتماشي مع االتفاقيات الدولية
الخارج ،والقانون الخاص بمجلس المحاسبة ،قبل الوصول إلى قانون
في هذا المجال بشكل جدي فقط يبقى اإلشكال الخطير هو عدم
الفساد.
التطبيق الصارم للقوانين والتشريعات على جرائم الفساد حتى
والمثير في هذه اإلجراءات التي يفترض أنها تضفي مزيدا من التشدد
تكون عبرة لكل من يتعدى على ممتلكات المجتمع والمال العام
على المنظومة التي تتناول إعالن الحرب على الفساد ،تصاحبها
ومحاسبة المفسدين الكبار قبل الصغار. ضعف اإلرادة السياسية لدى القيادة وعدم اتخاذ إجراءات ردعية ضد
أوال وأخيرا النظام السياسي الديمقراطي هو الكفيل بالقضاء تدريجيا - من ثبت في حقهم الفساد.
على الفساد ،لذلك على النظام الجزائري محاولة الفصل بين السلطات
وضمان الشفافية والمساءلة والمشاركة الشعبية وتطهير الحياة التوصيات
السياسية والحزبية من الممارسات المشبوهة مع قضاء مستقل ال عطفا على النتائج سالفة الذكر يمكن إدراج العديد من التوصيات أبرزها
يخضع إال ألحكام القانون وحرية اإلعالم ،فقد قال أرسطو قبل أكثر من مايلي:
ألفي عام إن الفساد يعني وفاة الديمقراطية واليوم يمكن القول أن -يجب أن تكون الشفافية في الجزائر هي السالح األول لمكافحة
غياب الديمقراطية الحقة والحاكمية الرشيدة يعني وقوع الدولة في الفساد مع تعزيز في المقام الثاني المساءلة والرقابة البعدية وتنفيذ
مستنقع الفساد وضياع أهداف التنمية الشاملة وحقوق االنسان. نتائجها ،ألن تمكين الحكم الراشد بالجزائر لن يكون إال بإقامة دولة