You are on page 1of 19

RESEARCH ARTICLE

‫تأثير ظاهرة الفساد االداري على حقوق االنسان‬


‫والتنمية البشرية في الجزائر مع إشارة ألهم‬
‫الوسائل القانونية لمكافحته‬
**
‫ نوفل سمايلي‬،*‫فضيلة بوطورة‬

‫ الجزائر‬- ‫جامعة العربي التبسي‬


‫ملخص‬
‫هدفت الدراسة إلى التعرف على تأثير ظاهرة الفساد اإلداري على حقوق اإلنسان والتنمية‬
* fadila.boutora@gmail.com ‫ حيث يعتبر الفساد من‬،‫ مع إشارة ألهم الوسائل القانونية لمكافحته‬،‫البشرية في الجزائر‬
** Nawfel.smaili@gmail.com ‫ ولها تأثير سلبي على التنمية الشاملة‬،‫الظواهر الخطيرة التي تواجه جميع دول العالم‬
‫واالستقرار السياسي واالجتماعي فالفساد يشوه البنية االجتماعية وله آثار كبيرة على‬
‫ وتوصلت الدراسة إلى جملة من النتائج أهمها أنه رغم مجهودات‬.‫الدولة في كل قطاعاتها‬
‫الجزائر وإجراءاتها التشريعية واإلصالحية المصاحبة لمكافحة الفساد وخاصة إصدار القانون‬
‫) المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته (الذي يعتبر تتويجا إلجراءات مطابقة‬01-06( ‫رقم‬
‫القانون الجزائري مع مضمون اتفاقية األمم المتحدة التي صادقت عليها الجزائر في سنة‬
‫ لم ترقى مؤشرات الحكم الراشد في الجزائر إلى الوضع الجيد وتعود األسباب في‬،)2004
‫ذلك الستمرار تفشي الفساد ويعود السبب بالدرجة األولى إلى عدم االلتزام الكلي بتطبيق‬
‫ وعليه أوصت الدراسة بأن فاعلية التشريعات واإلصالحات‬.‫قوانين وتشريعات مكافحة الفساد‬
‫القانونية لمكافحة الفساد والوقاية منه تتطلب البيئة المالئمة بأبعادها التشريعية والرقابية‬
‫والقانونية واإلعالمية كما ال يمكن تجاهل دور المؤسسات التربوية في تحجيم الفساد بواسطة‬
‫ ويبقى النظام السياسي الديمقراطي هو‬،‫زرع القيم الفاضلة التي ترفض الفساد بكل صوره‬
‫ بوجود‬،‫الكفيل بالقضاء تدريجيا على الفساد بمشاركة كل األطراف الفاعلة في هذا المجال‬
.‫دولة القانون والحكم الراشد‬
Submitted: 23 May 2019
Accepted: 09 June 2019
https://doi.org/10.5339/rolacc.2019.2 ‫ الجزائر‬،‫ الحكم الراشد‬،‫ حقوق اإلنسان‬،‫ التنمية البشرية‬،‫ الفساد اإلداري‬:‫الكلمات المفتاحية‬

© 2019 The Author(s), licensee HBKU Press.


This is an open access article distributed Title: The impact of Administrative Corruption on human rights and human
under the terms of the Creative Commons development in Algeria, with reference to the most important legal means to combat it
Attribution license CC BY 4.0, which
permits unrestricted use, distribution and ABSTRACT
reproduction in any medium, provided the
original work is properly cited. This study aimes to identify the impact of Administrative Corruption on Human Rights and
Human Development in Algeria, with reference to the most important legal means to combat
it. Corruption is facing all countries and has a negative impact on the global development,
Cite this article as: Boutora F & Smaili N. and political and social stability. Corruption deforms social structures and has great effects
‫تأثير ظاهرة الفساد االداري على حقوق االنسان‬ on the state in all its sectors. The study found a number of results, the most important of
‫والتنمية البشرية في الجزائر مع إشارة ألهم‬ which is that despite Algeria’s efforts and its legislative and reform measures to combat
‫الوسائل القانونية لمكافحته‬, Rule of Law and corruption, in particular the promulgation of Law No. 06-01 on the Prevention and Combating
Anti-Corruption Journal 2019:1.2. of Corruption(which is the culmination of procedures for the conformity of Algerian law with
https://doi.org/10.5339/rolacc.2019.2 the contents of the UN Convention ratified by Algeria in 2004), the good governance
indicators fell short of reaching the required status. This is due to spread of corruption and
lack of commitment to the implementation of the anti-corruption laws.
This study recommends that the effectiveness of legislations and legal reforms to combat
and prevent corruption requires an appropriate environment encompassing legislative,
regulatory, legal and media dimensions. Moreover, the educational institutions have a
role in curbing corruption by instilling values that reject all forms of corruption. It remains
the democratic political system that can gradually eliminate corruption with the
participation of all actors in this area, with the state of law and governance.

Keywords: Administrative corruption, human development, human rights, governance,


Algeria

rolacc.2019.2.indd 1 7/7/19 1:22 PM


‫‪2 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫الشخصية‪ ،‬وهذا ما جعل الجزائر تتذيل كل المؤشرات الدولية من ترتيب‬ ‫مقدمة‬


‫الدول األكثر فسادا‪ ،‬ضبط الفساد‪ ،‬الحاكمية وهو ما أثر بشكل مباشر على‬ ‫شهدت الجزائر‪ ،‬خالل العقد األخير‪ ،‬سلسلة من فضائح الفساد طالت‬
‫قدراتها في التنمية البشرية ومن ثم على المحافظة على حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫قطاعات حيوية في البالد‪ ،‬كالنفط والطاقة واألشغال العامة والمالية‪،‬‬
‫وبالتالي البحث في هذا الموضوع يعتبر دراسة لجوهر معضلة التخلف‬ ‫وصدمت هذه القضايا الرأي العام في الجزائر بسبب فداحتها ومستوى‬
‫والحلقة المفرغة التي تدور فيها المشاريع التنموية بالجزائر رغم ضخامة‬ ‫المسؤولين المتورطين فيها‪ .‬وما زالت الجزائر تصنف كـ«تلميذ غير نجيب»‪،‬‬
‫اإلنفاق العام عليها‪ .‬وذلك من أجل الوقوف على األسباب والتعمق في‬ ‫في مجال الوقاية ومحاربة الفساد‪ ،‬رغم توقيعها على االتفاقية األممية‬
‫بعض قضايا الفساد البارزة في القطاعات الحيوية بالجزائر ومن ثم البحث‬ ‫لمحاربة الفساد منذ ‪ 2006‬وإنشائها ألكثر من هيئة رسمية لمكافحة هذه‬
‫عن حلول تساهم في التقليل من الظاهرة رغم خطورتها‪.‬‬ ‫الظاهرة‪ ،‬فالفساد ظاهرة تتداخل في كل قطاعات المجتمع وعالقاته‪،‬‬
‫وتتمثل بعض أهداف الدراسة في ما يلي‪:‬‬ ‫ابتداء من الدولة بمؤسساتها الرسمية التشريعية والتنفيذية والقضائية‬ ‫ً‬
‫‪ -‬تسليط الضوء على الفساد والفساد اإلداري وأهم أسبابه ومظاهره‬ ‫ومؤسسات الثقافة واإلعالم‪ ،‬وانتهاء باألفراد في تعامالتهم اليومية‪.‬‬
‫كإطار نظري‪.‬‬ ‫والفساد اإلداري ظاهرة اقتصادية واجتماعية وسياسية توجد في‬
‫‪ -‬التعرف على أهم القضايا الحساسة للفساد اإلداري في الجزائر في‬ ‫جميع دول العالم‪ ،‬وان اختلفت مدى خطورتها من دولة ألخرى‪ .‬حيث تمثل‬
‫الفترات األخيرة‪.‬‬ ‫هذه الظاهرة إحدى القضايا الكبرى التي تحتل اهتمام المواطنين في‬
‫‪ -‬التعرف على تشريعات الجزائر في مكافحة الفساد والوقاية منه‬ ‫جميع دول العالم‪ ،‬وأحد أبرز وأخطر المشكالت التي اتفقت تقارير الخبراء‬
‫وترتيبها دوليا في هذا المجال‪.‬‬ ‫والمختصين على مكافحتها وعالجها‪ ،‬وذلك لما لها من قدرة على انتهاك‬
‫‪ -‬تسليط الضوء على أهم محطات تطور التنمية البشرية وحقوق‬ ‫للقيم والمعايير األخالقية من جهة‪ ،‬ولما تسببه من مخاطر على استقرار‬
‫اإلنسان في الجزائر وتأثرهم بحجم الفساد‪.‬‬ ‫المجتمعات وأمنها من جهة أخرى‪ ،‬وهذا ما يهدد مؤسسات الديمقراطية‬
‫وعليه تقسم هذه الدراسة إلى خمسة محاور كما يلى‪:‬‬ ‫والعدالة ويعرض برامج التنمية المستدامة وسيادة القانون للخطر‪ ،‬فمن‬
‫فسادفي الجزائر‪ ،‬وعلى الرغم من إعالن السلطات‬ ‫ٍ‬ ‫حين آلخر تتفجر قضية‬
‫المحور األول‪ :‬اإلطار النظري للفساد اإلداري‬ ‫المستمر عن إجراءات متالحقة لمكافحة الفساد‪ ،‬إال أن وتيرة هذه الفضائح‬
‫انتقادات‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫بدأت تتسارع لتشهد البالد قضايا عدة خالل الفترة األخيرة جلبت‬
‫أوال‪ -‬تعريف الفساد اإلداري‬ ‫وأثبتت مجددًا أنالفساديتوغل داخل البالد‪ ،‬بحسب المنتقدين‪ .‬ولم يعد‬
‫الفساد لغة يعني البطالن‪ ،‬فيقال فسد الشيء أي بطل واضمحل‪ ،‬أما‬ ‫موضوع الفساد في الجزائر‪ ،‬من األمور المستغربة عند المواطنين‪ ،‬فالبالد‪،‬‬
‫اصطالحا فعرف الفساد على أنه استخدام الوظيفة العمومية لتحقيق مكاسب‬ ‫فاسد بسبب‬ ‫ٍ‬ ‫مستنقع‬
‫ٍ‬ ‫وبحسب تقارير رسمية‪ ،‬وحتى عالمية‪ ،‬تقع في‬
‫شخصية والتي تشمل الرشوة واالبتزاز‪ 1.‬والفساد اإلداري هو سلوك وظيفي‬ ‫سيطرة رموز قريبة من السلطة ومحسوبة عليها على مرافق الدولة‪،‬‬
‫مخالف لألنظمة والقوانين الرسمية ومنحرف عن األخالقيات الوظيفية والقيم‬ ‫وإدارتها بطرق مخالفة للقوانين‪ ،‬لعل أهمها‪ ،‬قطاع الطاقة‪ ،‬والنقل‪،‬‬
‫المجتمعية من أجل تحقيق مصلحة شخصية مادية أو معنوية‪ ،‬كما يعرف‬ ‫ناهيك عن مئات قضايا الرشاوى والفساد‪ ،‬والتهرب الضريبي‪.‬‬
‫أيضا بشكل أكثر شموال للمعنى اللغوي لكلمة فساد حيث يأتي هذا األخير‬ ‫وبسبب المساس المباشر للفساد بمنظومة حقوق اإلنسان‪ ،‬فإن‬
‫تارة بمعنى اإلبطال‪ .‬ومرة أخرى بمعنى إصابة الشيء بالعطب‪ ،‬ومرة بمعنى‬ ‫رسم طريق لمكافحة هذه الجريمة‪ ،‬يستوجب أن يكون وفق نهج قائم‬
‫االضطراب والخلل‪ ،‬ومرة بمعنى إلحاق الضرر‪ .‬أما اصطالحا فعرف الفساد على‬ ‫على حقوق اإلنسان‪ ،‬لذلك فمكافحة الفساد مهمة قانونية وأخالقية‬
‫أنه استخدام الوظيفة العمومية لتحقيق مكاسب شخصية والتي تشمل‬ ‫وطنية‪ ،‬تسهم في تعزيز وحماية حقوق اإلنسان‪ ،‬وفي نجاح خطط التنمية‬
‫الرشوة واالبتزاز‪ 2.‬أما كلمة الفساد في اللغة الفرنسية فتعني‪ :‬إتالف ‪ ،‬تخريب‪،‬‬ ‫وبلوغها أهدافها‪ ،‬فالتنمية لها دور فعال في تقدم المجتمعات ونهوضها‬
‫إفساد اآلداب والعادات والسلوكات ‪ ،‬رشوة موظف‪ ،‬تزوير‪ ،‬تزييف‪ 3،.....‬كما يعرف‬ ‫من خالل التركيز على اإلنسان كمحور وهدف أساسي للتنمية واالهتمام‬
‫أيضا بأنه‪ :‬انحراف أخالقي لبعض المسؤولين العموميين‪ 4.‬كما يمكن تمييز‬ ‫بصحته لتمكينه من العيش حياة طويلة خالية من أعباء المرض والرفع‬
‫حالتين من الفساد‪ ،‬األولى عندما يتم تنفيذ وتقديم الخدمات المشروعة‪ ،‬أي‬ ‫من قدرته المعرفية وتوفير نصيب كافي من الدخل يضمن له حياة كريمة‪،‬‬
‫عندما يقوم الموظف بقبض رشوة من أجل القيام بمهامه العادية المكلف‬ ‫كلها عوامل تساعد على اإلبداع والتطور مما يؤثر بشكل مباشر على‬
‫بأدائها‪ .‬أما الحالة األخرى‪ ،‬فهي عند قيام الموظف بتأمين خدمات يمنعها‬ ‫التنمية في مختلف ميادينها‪.‬‬
‫القانون‪ ،‬لذلك فالفساد اإلداري يمثل أعلى مستويات الفساد في أي دولة أو‬
‫نظام سياسي‪ ،‬إذ ينصرف إلى فساد الرؤساء والحكام وكبار المسؤولين‪،‬‬ ‫إشكالية وأهمية الدراسة‬
‫ويقوم على شبكة معقدة من العالقات والمصالح واإلجراءات والترتيبات التي‬ ‫كيف تؤثر ظاهرة الفساد اإلداري على حقوق اإلنسان والتنمية البشرية في‬
‫يصعب اكتشافها‪ ،‬ويكون موضوعه أكبر من مجرد تقديم خدمة‪ ،‬فهو يشمل‬ ‫الجزائر‪ ،‬ومـا هي العناصر القانونية ذات األثر االيجـابي التي تحد من الفسـاد‬
‫بنود اإلنفاق العام وصفقات السالح وتلقي الرشاوي والعطاءات‪ ،‬كما قد يكون‬ ‫اإلداري في الجزائر؟‬
‫الفساد اإلداري صغيرا وهو الفساد الذي يقوم به موظف من صغار الموظفين‬ ‫من خالل اإلشكالية السابقة يمكن طرح الفرضية الرئيسية التالية‪:‬‬
‫ويرتبط عادة بالمعامالت الروتينية اليومية وإنجازها بسرعة عن طريق أداء‬ ‫«هناك ارتباط وثيق بين انتشار الفساد اإلداري في الجزائر والنظام السياسي‬
‫‪5‬‬
‫خدمة‪ ،‬أو التغاضي عن إجراء عين مقابل مكسب مادي أو معنوي بسيط‪.‬‬ ‫القائم‪ ،‬مما قيد تنفيذ البرامج التنموية وحد من تحقيق التنمية البشرية‬
‫وجاء في تعريف منظمة الشفافية الدولية للفساد اإلداري بأنه «كل‬ ‫للبالد رغم المساعي الرسمية المتعلقة باإلطار التشريعي والقانوني‬
‫عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية‬ ‫لمحاربة الفساد والوقاية منه‪ ،‬حيث عواقب الفساد تمس حينها كل حقوق‬
‫لنفسه أو جماعته»‪ 6.‬أما البنك الدولي فيعرفه على أنه إساءة استعمال‬ ‫اإلنسان»‪ .‬تنبثق أهمية الدراسة من أهمية موضوعها وهو الفساد بصفة‬
‫الوظيفة العامة للكسب الخاص»‪ 7،‬والفساد في نظر المشرع الجزائري‬ ‫عامة واإلداري خاصة وما له من آثار سلبية في الجزائر على التنمية البشرية‬
‫فجاء في القانون ‪ 01-06‬الصادر في ‪ 20‬فبراير ‪ ،2006‬حيث اكتفت المادة‬ ‫وحقوق اإلنسان‪ ،‬حيث أن أفضل الدول في احترام حقوق اإلنسان هي أيضًا‬
‫‪ 02‬من هذا القانون في تعريفها للفساد بنصها في الفقرة «أ» على أنه‪:‬‬ ‫أفضل الدول في الحاكمية الرشيدة ومكافحة الفساد‪ ،‬فاإلدارات العامة في‬
‫كل الجرائم المنصوص عليها في الباب الرابع من القانون‪ ،‬وبالرجوع إلى‬ ‫الجزائر أصبحت تشكل مجاال واسعا لممارسة الفساد اإلداري بكل مظاهره‪،‬‬
‫الباب الرابع من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته نجد أن المشرع‬ ‫مما أحدث تمييزًا في الحصول على الخدمات العامة لصالح القادرين‬
‫‪8‬‬
‫الجزائري قد نص على تجريم مجموعة من األفعال وصلت إلى ‪ 20‬جريمة‪.‬‬ ‫على التأثير في السلطات لجعلها تتصرف على نحو يحقق مصلحتهم‬

‫نبيل صقر‪ ،‬قمراوي عزالدين‪ ،‬الجريمة المنظمة‪ ،‬التهريب والمخدرات وتبييض األموال في التشريع الجزائري‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪،2008 ،‬‬ ‫ ‪1‬‬
‫نبيل صقر‪ ،‬قمراوي عزالدين‪ ،‬مرجع سابق‪،2008 ،‬‬ ‫‪2‬‬
‫ ‬
‫‪3 Larousse, Larousse Super Major, Paris, Press Universitaire de France, 2006, p : 269.‬‬
‫ايططاحين غانية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،2016 ،‬ص‪.255 :‬‬ ‫‪4‬‬
‫ ‬
‫طارق البشري‪ ،‬دور مؤسسات الدولية في مكافحة الفساد‪ ،‬المستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪ ،310‬ديسمبر ‪ ،2004‬ص‪.112:‬‬ ‫ ‪5‬‬
‫تيسير زاهر‪ ،‬غدوان علي‪ ،‬أحمد خضر‪ ،‬الحوكمة المؤسساتية ودورها في الحد من الفساد المالي واإلداري في المصارف‪ ،‬دراسة ألراء عينة من موظفي المصارف الخاصة في سورية‪ ،‬مجلة‬ ‫‪ 6‬‬
‫جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية‪ ،‬سلسلة العلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،36‬العدد‪ ،2014 ،04‬ص‪.76 :‬‬
‫مفيد دنون يونس‪ ،‬تأثير الفساد على األداء االقتصادي للحكومة‪ ،‬مجلة تنمية الرافدين‪ ،‬العدد ‪ ،101‬المجلد ‪ ،32‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة الموصل‪ ،‬العراق‪ ،2010 ،‬ص‪.76 :‬‬ ‫ ‪7‬‬
‫القانون رقم (‪ )01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ ،2006‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،14‬الصادرة بتاريخ ‪ ،2006/03/08‬المادة ‪ ،02‬ص‪.05 :‬‬ ‫‪8‬‬
‫ ‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 2‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬


‫‪3 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫‪ -3-1‬عدم التكامل واالندماج‪ :‬يحدث ذلك بسبب التفاوت االجتماعي‬ ‫‪9‬‬


‫ثانيا ‪ -‬خصائص الفساد اإلداري‬
‫وعدم العدالة في توزيع الدخل‪ ،‬مما يضعف مشاعر االنتماء والوالء‬ ‫‪ -‬السرية‪ :‬تتميز ممارساته وإجراءاته بالسرية والتحفظ لما يتضمنه هذا‬
‫للوطن‪ ،‬وبذلك يندفع األفراد لتغليب المصلحة الخاصة على‬ ‫النشاط من ممارسات غير مشروعة‪.‬‬
‫المصلحة العامة‪.‬‬ ‫‪ -‬تعدد األطراف المشاركة في ممارسة الفساد اإلداري‪ :‬بسبب‬
‫العالقات التبادلية والمصالح المشتركة بين األطراف الفاعلة في‬
‫‪ -2‬األسباب االقتصادية‬ ‫عمليات الفساد‪.‬‬
‫‪ -1-2‬توسيع الدور االقتصادي للدولة‪ :‬أينما تنتشر المركزية في اتخاذ‬ ‫‪ -‬سرعة االنتشار‪ :‬ينمو الفساد وينتشر أكثر كلما وجدت البيئة‬
‫القرار االقتصادي‪ ،‬هو ما يعمل المسؤولون الحكوميون على‬ ‫المناسبة‪.‬‬
‫استغالله للحصول على الرشاوى والهدايا‪.‬‬ ‫‪ -‬التنظيم المحكم‪ :‬وهو ما يجعله كنسق معين يعتمد بالدرجة‬
‫‪ -2-2‬انخفاض مستويات األجور‪ :‬وهو ما يعكس عدم العدالة في توزيع‬ ‫األولى على التحايل وخرق القوانين واستغالل الثغرات‪.‬‬
‫الدخول والثروات‪ ،‬مما يولد دافعا لمخافة القوانين للحصول على‬ ‫‪ -‬تكريس البيروقراطية‪ :‬يدعم ويرسخ الفساد اإلداري قيم ومفاهيم‬
‫مكاسب مادية‪.‬‬ ‫البيروقراطية وهو ما ينعكس سلبا على التنظيم ككل‪ ،‬مما يؤدي‬
‫‪ -3-2‬الكتمان واالحتكار والمحاسبة‪ :‬كلما تمتع الموظفون العموميون‬ ‫إلى إضعاف روح االنتماء والمسؤولية االجتماعية وأخالقيات الوظيفة‬
‫بدرجة أعلى من الكتمان والسرية واالحتكار وبدرجة أقل من‬ ‫العامة‪.‬‬
‫المحاسبة‪ ،‬زادت احتمالية وقوع الفساد اإلداري‪ ،‬إذ أن المنصب‬
‫الحكومي يعطي صاحبه درجات متباينة من السيطرة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬أسباب الفساد اإلداري‬
‫‪10‬‬
‫تتعدد وتختلف أسباب الفساد اإلداري من مجتمع آلخر‪ ،‬ومن األسباب‪:‬‬
‫‪ -3‬األسباب االجتماعية‬
‫‪ -1-3‬المحددات القيمية واالثقافية‪ :‬تتأثر األجهزة اإلدارية تأثيرا كبيرا‬ ‫‪ -1‬األسباب السياسية‬
‫بالبيئة الخارجية المحيطة بها‪ ،‬حيث تؤدي بعض القيم السائدة‬ ‫‪ -1-1‬ضعف المؤسسات‪ :‬يمكن الحكم على مدى ضعف أو قوة‬
‫في المجتمع إلى تفشي ظاهرة الفساد اإلداري بها كارتباط الفرد‬ ‫مؤسسات الدولة من خالل‪ :‬مدى الغموض أو الشفافية في‬
‫بعائلته وأقاربه وقبيلته‪.‬‬ ‫معامالتها االقتصادية‪ ،‬مدى إتباع اإلجراءات والنظم الموضوعية في‬
‫‪ -2-3‬قلة معاقبة المفسدين‪ :‬على الرغم من انتشار الظاهرة إال أننا نالحظ‬ ‫التعيينات والوظائف‪ ،‬ومدى قصور أو فعالية الرقابة على أنشطة‬
‫انخفاض عدد األفراد المعاقبين‪ ،‬وذلك لوجود فجوة كبيرة بين‬ ‫الدولة‪.‬‬
‫العقوبات المنصوص عليها قانونا والجزاءات والعقوبات الفعلية‪.‬‬ ‫‪ -2-1‬ضعف النظام القانوني‪ :‬يتناسب الفساد وغياب التشريعات‪،‬‬
‫‪ -3-3‬ضعف أخالقيات الوظيفة العامة‪ :‬مما جعل ببعض الفاسدين‬ ‫وتطبيق القانون يتوقف على مدى مصداقية األجهزة القضائية‬
‫يقومون بخدمة مصالحهم على حساب المصلحة العامة‪.‬‬ ‫والرقابية ومدى قدرتها على مكافحة الفساد‪ ،‬غير أن العبرة ليست‬
‫في دقة صياغة القوانين فقط وإنما في التطبيق الفعال‪ .‬حيث‬
‫رابعا‪ -‬أنواع الفساد ومظاهر الفساد اإلداري‬ ‫يمكن أن يكون للتضخم القانوني وتشابك النصوص القانوني‬
‫يمكن إيجازها حسب ما يوضحه الجدول رقم (‪ )01‬التالي‪:‬‬ ‫وسطا مالئما لنمو وانتشار الفساد اإلداري‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)01‬الفساد عامة والفساد اإلداري خاصة وأنواعه‬

‫درجة العلنية‬ ‫كلفة المعالجة‬ ‫سرعة المعالجة‬ ‫سهولة االكتشاف‬ ‫شمولية التأثير‬ ‫المصدر‬ ‫نوع الفساد‬
‫واضح‬ ‫بسيط‬ ‫يعالج بسرعة‬ ‫سهل االكتشاف‬ ‫جزئي ومحدود بأفراد‬ ‫صغار الموظفين‬ ‫الفساد الصغير‬

‫واضح إلى‬ ‫مكلف‬ ‫بطيء المعالجة‬ ‫صعب االكتشاف‬ ‫شامل التأثير‬ ‫كبار المسؤولين‬ ‫الفساد الكبير‬
‫متوسط الغموض‬
‫واضح إلى‬ ‫مكلف‬ ‫بطيء المعالجة‬ ‫في بعض الحاالت صعب‬ ‫شامل التأثير‬ ‫كبار السياسيين والقادة‬ ‫الفساد السياسي‬
‫متوسط الغموض‬ ‫االكتشاف‬
‫علني مبطن‬ ‫مكلف جدا‬ ‫بطيء المعالجة‬ ‫صعب االكتشاف ومعقد‬ ‫شامل التأثير‬ ‫مؤسسات اإلعالم ومراكز‬ ‫الفساد الثقافي‬
‫نسبيا‬ ‫بسبب غياب النوايا‬ ‫( التظليل الجمهوري)‬ ‫البحوث‬
‫الحسنة‬
‫غير واضح‬ ‫قد يكون مكلفا‬ ‫سريع المعالجة‬ ‫سهل االكتشاف‬ ‫محدود‬ ‫الجهاز اإلداري والعاملين‬ ‫الفساد‬
‫فيه‬ ‫البيروقراطي‬
‫واضح‬ ‫مكلف جدا‬ ‫بطيء جدا ويحتاج‬ ‫سهل االكتشاف‬ ‫شامل معتمدا على‬ ‫جميع األجهزة في الدولة‬ ‫الفساد الشامل‬
‫إلى منهجيات عمل‬ ‫شيوع ثقافة الفساد‬ ‫والشركات‬
‫معقدة‬
‫غير واضح‬ ‫متوسط الى‬ ‫سريع المعالجة‬ ‫سهل االكتشاف‬ ‫محدود التأثير‬ ‫أجهزة وإدارات محددة‬ ‫الفساد الجزئي‬
‫منخفض‬ ‫وموظفين محددين‬
‫معلن ويفهم‬ ‫كلفة عالية جدا‬ ‫بطيء المعالجة جدا‬ ‫صعب اإلحساس به‬ ‫شامل‬ ‫المجتمع وثقافته وتراثه‬ ‫الفساد الحضاري‬
‫بالعكس‬ ‫لوجود القناعات المسبقة‬ ‫االجتماعي‬
‫متوسط الوضوح‬ ‫متوسط كلفة‬ ‫سريع المعالجة‬ ‫سهل االكتشاف‬ ‫محدود‬ ‫مدراء وموظفي الشركات‬ ‫فساد منظمات‬
‫المعالجة‬ ‫وقد يساعد عليه المجتمع‬ ‫األعمال الخاصة‬
‫المصدر‪ :‬صالح العامري‪ ،‬طاهر الغالبي‪ ،‬المسؤولية االجتماعية وأخالقيات األعمال‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.362:‬‬

‫‪ 9‬عماد بوروح‪ ،‬بلقاسم بوقرة‪ ،‬الفساد اإلداري (أنواعه‪ ،‬أسبابه ومظاهره)‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬العدد‪ ،38 :‬جوان ‪ ،2018‬الجزائر‪ ،‬ص ص‪.260-259 :‬‬
‫ ‬
‫‪ 1 0‬ايططاحين غانية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،2016 ،‬ص ص‪( 260-256 :‬بتصرف)‪.‬‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 3‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬


‫‪4 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫‪ -‬الوساطة‪ :‬أي تدخل شخص ذا مركز وظيفي أو تنظيم سياسي لصالح‬ ‫وأما في ما يتعلق بمظاهر الفساد اإلداري التي يمكن أن تميزه فهي‬
‫‪15‬‬
‫من ال يستحق التعيين أو إحالة العقد أو إشغال المنصب‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫متعددة تتداخل مع ممارساته في العنصر الموالي وهي‪ :11‬االختالس‬
‫والسرقة ونهب المال العام‪ ،‬الرشوة والربح الغير مشروع‪ ،‬التزوير‪،‬‬
‫‪ -4‬انحرافات جنائية‪ :‬تشمل المخالفات التي يرتكبها الموظف وتنطوي‬ ‫المحاباة والمحسوبية‪ ،‬الغش و االبتزاز والواسطة‪ ،‬التباهي والتعسف في‬
‫على جرائم جنائية مثل الرشوة‪ ،‬االختالس‪ ،‬التزوير في المحررات‬ ‫استعمال النفوذ والسلطات الممنوحة‪ ،‬انتشار ظاهرة التسيب اإلداري‬
‫الرسمية‪ ،‬السرقة‪ ،‬جرائم السلوك الشخصي‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫(االنتهازية والمتاجرة بالوظيفة)‪ ،‬عدم التزام الموظف بتكريس نفسه‬
‫‪ -‬الرشوة‪ :‬تعني حصول الشخص على منفعة تكون مالية في‬ ‫للعمل الوظيفي‪ ،‬اإلهمال الوظيفي واستغالل وسائل ومعدات المؤسسة‬
‫الغالب لتمرير أو تنفيذ أعمال خالفا للتشريع أو أصول المهنة‪.‬‬ ‫في خدمة أغراض شخصية‪ ،‬عدم المحافظة على األسرار المهنية‪ ،‬كثرة‬
‫‪ -‬االبتزاز والتزوير‪ :‬لغرض الحصول على المال من األشخاص مستغال‬ ‫وتعقد اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬غياب وانعدام الضمير المهني لبعض الموظفين‬
‫موقعه الوظيفي بتبريرات قانونية أو إدارية أو إخفاء التعليمات‬ ‫العامين‪ ،‬عدم التزام الموظف بمعايير أخالقيات المهنة‪ .‬عدم التزام‬
‫النافذة على األشخاص المعنيين كما يحدث في دوائر الضريبة أو‬ ‫الموظف باحترام الشرعية القانونية‪ .‬انعدام الطاعة التسلسلية بين‬
‫تزوير الشهادة الدراسية أو تزوير النقود‪.‬‬ ‫موظفي اإلدارات العامة‪ ،‬بطء ورداءة الخدمات والمعامالت الحكومية‪.‬‬
‫‪ -‬نهب المال العام‪ :‬عن طريق السوق السوداء والتهريب باستخدام‬
‫الصالحيات الممنوحة للشخص أو االحتيال أو استغالل الموقع‬ ‫خامسا‪ -‬ممارسات مظاهر الفساد اإلداري‬
‫‪12‬‬
‫الوظيفي للتصرف بأموال الدولة بشكل سري أو تمرير السلع عبر‬ ‫تنقسم إلى عدة مجموعات‪:‬‬
‫‪16‬‬
‫منافذ السوق السوداء‪.‬‬
‫‪ -1‬انحرافات مالية‪ :‬تشمل المخالفات التي يأتي بها الموظف وتتعلق‬
‫المحور الثاني‪ :‬الفساد في اإلدارة الجزائرية‬ ‫بالنواحي المالية مثل‪:‬‬
‫‪ -‬مخالفة القواعد واألحكام المالية المنصوص عليها بالقوانين‬
‫قدمت الحكومة مجموعة من البرامج التنموية االقتصادية بداية من سنة‬ ‫واللوائح المعمول بها‪ ،‬مخالفة المناقصات والمزايدات والمخازن‬
‫‪ 2000‬نتيجة الوفرة في السيولة بالخزينة العمومية والتي وفرها ارتفاع‬ ‫والمشتريات‪ ،‬واإلهمال أو التقصير الذي يترتب عليه ضياع أو‬
‫أسعار البترول فشهدت الفترة من سنة ‪ 2001‬إلى غاية سنة ‪ 2014‬ثالثة‬ ‫احتمال ضياع حق مالي للدولة‪ ،‬كل تصرف عمدي يترتب عليه‬
‫برامج تنموية بحوالي ‪ 30.440‬مليار دينار قسمت على المشاريع التنموية‪،‬‬ ‫صرف مبلغ من أموال الدولة أو ضياع حقوقها‪.‬‬
‫حيث قامت الجزائر في مطلع األلفية الجديدة بإطالق سياسة اإلنعاش‬ ‫‪ -‬الفساد الذي يتقاطع مع األنظمة والقوانين المتعلقة بنظام‬
‫االقتصادي لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة‪ ،‬وقد تمخض عن ذلك إطالق‬ ‫‪13‬‬
‫العدالة وحقوق الملكية والتسهيالت المصرفية واالئتمانات ‪....‬إلخ‪.‬‬
‫ثالثة برامج تنموية كبرى بإجمالي حوالي ‪ 25942‬مليار دينار‪ ،‬تمثلت في‬
‫برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي للفترة (‪ )2004-2001‬بإجمالي قدر بـ ‪55.9‬‬ ‫‪ -2‬انحرافات تنظيمية‪ :‬تشمل المخالفات التي يرتكبها الموظف وتتصل‬
‫مليار دينار جزائري‪ ،‬البرنامج التكميلي لدعم النمو للفترة (‪)2009-2005‬‬ ‫مباشرة بالعمل الذي يقوم به‪ ،‬ومن أمثلتها‪:‬‬
‫بحوالي ‪ 300‬مليار دينار جزائري‪ ،‬وأيضا برنامج توطيد النمو للفترة (‪-2010‬‬ ‫‪ -‬االمتناع عن أداء العمل أو عدم أدائه بدقة وأمانه‪ ،‬عدم االلتزام‬
‫‪ )2014‬بـ ‪ 1000‬مليار دينار جزائري‪،‬إال أن هذه المشاريع لم تحقق مجمل‬ ‫بمواعيد العمل‪ ،‬عدم إطاعة أوامر الرؤساء في العمل‪ ،‬إفشاء‬
‫أهدافها في تحقيق التنمية االقتصادية وتطوير البالد ولكنها بالمقابل‬ ‫أسرار العمل وعدم التعاون مع الزمالء‪.‬‬
‫فتحت األبواب للفساد اإلداري لينخر كل الميزانيات المخصصة لمعظم‬ ‫‪14‬‬
‫‪ -‬المحسوبية‪ ،‬والتباطؤ في انجاز المعامالت وخاصة المهمة والمستعجلة‪.‬‬
‫القطاعات وحولت الجزائر إلى مجال مفتوح النتشار الفساد‪.‬‬
‫‪ -3‬انحرافات سلوكية‪ :‬تشمل المخالفات التي يرتكبها الموظف وتتعلق‬
‫أوال‪ -‬ترتيب الجزائر بمؤشر مدركات الفساد حسب منظمة الشفافية‬ ‫بسلوكه وتصرفه الشخصي مثل‪:‬‬
‫الدولية‬ ‫‪ -‬عدم المحافظة على كرامة الوظيفة‪ ،‬أداء أعمال الغير براتب بغير إذن‬
‫استنادا للتقارير الدولية فمؤشر منظمة الشفافية الدولية الذي يتدرج من‬ ‫للسلطة المختصة‪ ،‬االشتغال بعمل تجاري وشراء ما تعرضه السلطة‬
‫الصفر(‪ )0‬إلى العشرة (‪ ،)10‬في درجة وجود الفساد‪ ،‬حيث‪:‬‬ ‫للبيع‪ ،‬الجمع بين الوظيفة وعمل آخر من شأنه اإلضرار بالواجبات الوظيفية‪.‬‬
‫‪ :0‬سيطرة الفساد بشكل كلي‪ ....‬فاسد جدا‬ ‫‪ -‬المحاباة‪ :‬أي تفضيل جهة على جهة ألخرى بغير وجه حق كما في‬
‫‪ :10‬خلو من الفساد‪ .....‬نظيف جدا‪.‬‬ ‫المقاوالت والعطاءات أو عقود االستئجار واالستثمار‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)02‬ترتيب الجزائر بمؤشر مدركات الفساد حسب منظمة الشفافية الدولية‬

‫المؤشر‬ ‫عدد دول الترتيب‬ ‫ترتيب الجزائر‬ ‫السنوات‬ ‫المؤشر‬ ‫عدد دول الترتيب‬ ‫ترتيب الجزائر‬ ‫السنوات‬
‫‪2.9‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪133‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪3.4‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪3.6‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪158‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪3.6‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪163‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪3.5‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪3.2‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪3.3‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪2.9‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪2010‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين بناءا على معلومات تقارير منظمة الشفافية الدولية على الرابط التشعبي‪http://www.transparency.org/news/feature/ :‬‬
‫‪coppuption_perceptions_index_2016‬‬

‫‪ 1 1‬بشير مصطفى‪ ،‬الفساد االقتصادي‪ :‬مدخل في المفهوم والتجليات‪ ،‬مجلة بحوث اقتصادية عربية‪ ،‬العدد‪ ،13‬مصر‪ ،2006 ،‬ص ص‪.130-127 :‬‬
‫‪ 1 2‬عادل محمد عبد الرحمان‪ ،‬الفساد اإلداري‪ :‬دراسة ميدانية لمحافظة أسيوط‪ ،‬مجلة مصر المعاصرة‪ ،‬مجلد ‪ ،103‬العدد ‪ ،502‬مصر‪ ،2011 ،‬ص ص‪.363-362 :‬‬
‫‪ 1 3‬محمد خالد المهايني‪ ،‬الفساد اإلداري والمالي مظاهره وأسبابه ومدخل الرقابة الحكومية لمكافحته‪ ،‬مجلة رماح للبحوث والدراسات‪ ،‬مركز البحث وتطوير الموارد البشرية رماح‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص ص‪.15-14 :‬‬
‫‪ 1 4‬محمد خالد المهايني‪ ،‬الفساد اإلداري والمالي مظاهره وأسبابه ومدخل الرقابة الحكومية لمكافحته‪ ،‬مجلة رماح للبحوث والدراسات‪ ،‬مركز البحث وتطوير الموارد البشرية رماح‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص ص‪.15-14 :‬‬
‫‪ 1 5‬محمد خالد المهايني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،2008 ،‬ص ص‪.15-14 :‬‬
‫‪ 16‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.15-14 :‬‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 4‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬


‫‪5 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫التابعة لـــ ‪ 11‬زبون‪ 21،‬وخالل شهر أغسطس ‪ 2018‬أيضا قام قابض بريد‬ ‫إن الجزائر حسب الجدول رقم (‪ )02‬توجد ضمن مجال الدول التي‬
‫مكتب الدبداب بالصحراء الجزائرية بالسطو على ‪ 3.5‬مليار سنتيم‪،‬‬ ‫بها حجم كبير من الفساد وهي من البلدان المتأخرة في مجال ضمان‬
‫وتعرض ضحايا اختالس ‪ 8‬ماليير من بريد الجزائر ببسكرة خالل سنة ‪2017‬‬ ‫الشفافية والحد من الفساد‪ ،‬فبعد البدء في البرامج التنموية التي جاءت‬
‫إلى طول االنتظار للتعويض رغم دخول القضية في مسارها القانوني‬ ‫بمشاريع ضخمة وفي سنة ‪ 2003‬تحصلت الجزائر على درجة سيئة قدرت‬
‫منذ اكتشاف الثغرة المالية‪ 22،‬وسابقا كشفت مجموعة وثائق ومراسالت‬ ‫في المؤشر بـــ ‪ 2.6‬واحتلت الرتبة ‪ 88‬من أصل ‪ 133‬دولة‪ ،‬وهذا يعني تفشي‬
‫رسمية لمؤسسة بريد الجزائر‪ ،‬كيف تتستر المديرية العامة للبريد على‬ ‫الفساد في البالد‪ ،‬ثم تحسن المؤشر بشكل طفيف خالل الفترة من سنة‬
‫عمليات اختالس وتحويل ألموال المواطنين والزبائن رغم التقارير المفصلة‬ ‫‪ 2004‬إلى غاية سنة ‪ 2006‬ويعود ذلك أساسا لالجراءات القانونية المتخذة‬
‫التي وصلتها التي تؤكد التورط بالدليل والبرهان‪ ،‬إال أن القضايا أغلقت‬ ‫من قبل الحكومة الجزائلرية على حسب ماتنص عليه اتفاقية األمم‬
‫ولم يتم التبليغ عنها رغم مرور أكثر من عام على وقائعها‪ .‬رغم أن‬ ‫المتحدة لمكافحة الفساد‪ ،‬وتم اصدار القانون رقم (‪ )01-06‬المؤرخ في ‪20‬‬
‫القانون‪ 06-01‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته يلزم المسؤول‬ ‫فبراير ‪ ،2006‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫بالتبليغ على مثل هذه الجرائم تحت طائلة العقوبة‪ ،‬حيث ينص القانون‬ ‫للجمهورية الجزائرية العدد ‪ ،14‬الصادرة بتاريخ ‪ ،2006/03/08‬ومباشرة‬
‫على معاقبة كل شخص يعلم بحكم وظيفته بوقوع جريمة االختالس ولم‬ ‫خالل سنوات ‪ ،2008 ،2007 ،2006‬ارتفع المؤشر قليال عند درجة ‪ 03‬من‬
‫يبلغ عنها الجهات القضائية في الوقت المالئم بعد نهاية عملية التحقيق‬ ‫أصل عشر درجات لتخرج بذلك من القائمة السوداء التي تضم مجموعة‬
‫الداخلي التي مضى عليها أكثر من ‪ 14‬شهرا كامال‪ ،‬ولم يتم تحريك حتى‬ ‫البلدان األكثر فسادا في العالم والتي تتحصل على أقل من ‪ 03‬درجات‬
‫لجنة االنضباط لبريد الجزائر‪.‬‬ ‫في المؤشر‪ .‬لتعود للقائمة مباشرة خالل سنوات ‪،2011 ،2010 ،2009‬‬
‫وخالل سنة ‪ 2010‬اتهم تقرير سري للبنك المركزي مؤسسة “بريد‬ ‫نتيجة انخفاض المؤشر إلى أقل من ‪ 03‬درجات‪ ،‬وهي فترة بداية برنامج‬
‫الجزائر” بالعمل تماما خارج التدابير المنصوص عليها في قانون مكافحة‬ ‫دعم النمو(‪ )2014-2010‬الذي خصص له غالف مالي قدر بـ ‪ 1000‬مليار‬
‫تبييض األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬وقال أن مسؤولي المؤسسة التي تحصي‬ ‫دينار جزائري‪ ،‬لدعم التنمية االقتصادية بجملة من االستثمارات الضخمة في‬
‫نحو ‪ 12‬مليون حساب مالي‪ ،‬لم يمتثلوا ألي من اإلجراءات الرقابية التي‬ ‫معظم القطاعات‪ ،‬إال أن المسؤولين وجدوا فرصة أكبر لممارسة الفساد‬
‫يفرضها القانون ألجل فحص وتحديد مصدر وحجم اإليداعات والتحويالت‬ ‫بشكل أعمق‪ .‬ثم ارتفع المؤشر في سنة ‪ 2012‬إلى ‪ 3.4‬وبقي حتى خالل‬
‫المشبوهة ضمن نحو مليون عملية مالية تتم يوميا ما بين الحسابات‬ ‫السنوات الالحقة مستقرا في نفس المجال (‪ )3.6-3.2‬وهو مؤشر ضعيف‬
‫البريدية الجارية‪ ،‬كما أهملوا التدابير التي تسمح بالتعرف الدقيق على‬ ‫من أصل ‪ 10‬درجات مما يفسر وجود بيئة من الفساد ومراتب غير مشرفة‬
‫هوية ماليين الزبائن الذين يتوافدون على مختلف مراكز الصكوك‬ ‫من حيث الشفافية والنزاهة في الجزائر خاصة في ما يتعلق بالوظيفة‬
‫البريدية‪ .‬وجاء في التقرير أن مكمن الخطورة في المسألة يبدأ من حجم‬ ‫العمومية وتسيير المال العام وقد جاءت بترتيب ‪ 108‬من مجموع ‪176‬‬
‫مؤسسة بريد الجزائر نفسها‪ ،‬حيث يمر من خاللها ‪ 97‬بالمائة من األموال‬ ‫دولة خالل سنة ‪ ،2016‬وبقيت على نفس الحال خالل سنة ‪ 2017‬حيث رتبت‬
‫التي تخرج من بنك الجزائر‪ ،‬وتوظف المؤسسة نحو ‪ 30‬ألف مستخدم‬ ‫في الرتبة ‪ 112‬من مجموع ‪ 180‬دولة وبمؤشر ‪ 3.3‬من أصل عشرة‪.‬‬
‫وتسير ‪ 12‬مليون حساب بنكي لصالح ‪ 9‬ماليين زبون‪ ،‬كما تعالج ما يقرب‬ ‫ومن أبسط الدالئل على أن الجزائر تشهد نموا سريعا لظاهرة الفساد‬
‫من مليون عملية مالية يوميا‪.‬‬ ‫اإلداري ظاهرة الرشوة التي تمثل أخطر داء أصاب اإلدارة الجزائرية واستفحل‬
‫وبالرغم من ذلك يقول مفتشو البنك المركزي أن مؤسسة بريد‬ ‫فيها‪ .‬تلك الجريمة األخالقية التي تمس الضمير المهني واالعتداء على‬
‫الجزائر “تفتقد لخريطة المخاطر” التي يفترض أن تحدد بدقة التهديدات‬ ‫ثقة المواطن في إدارته ووطنه بعد االعتداء على أمواله‪ .‬والشك أن انتشار‬
‫التي يمكن من خاللها أن تتسرب عمليات مالية مشبوهة وغير قانونية‬ ‫مظاهر الفقر والتخلف قد سبب انتشار الرشوة حتى تحولت إلى قاعدة‬
‫لغسيل األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬ويربطون بين ذلك وبين غياب منصب‬ ‫عمل لمجمل المعامالت اليومية في الوظيفة العامة‪.‬‬
‫مراسل خلية معالجة المعلومات المالية في الهيكلة الجديدة للمؤسسة‪،‬‬ ‫فمثال على مستوى إدارة الجمارك أعلن مديرها انه تم فصل ومقاضاة‬
‫الذي “لم تعينه المؤسسة”‪ ،‬مخالفة بذلك نص القانون‪ ،‬كما وصف‬ ‫‪17‬‬
‫أكثر من ‪ 110‬جمركي بتهمة الرشوة‪ ..‬وتهريب ‪ 8‬آالف مليار إلى الخارج‪،‬‬
‫المفتشون اآلليتين اللتين اعتمدتهما المؤسسة‪ ،‬أوالهما لحفظ الوثائق‬ ‫باإلضافة لمتابعة أكثر من ‪ 530‬من موظفي الجمارك بسبب الرشوة‬
‫والبيانات الخاصة بمختلف العمليات المالية‪ ،‬وخصصت الثانية لتعريف‬ ‫واألخطاء المهنية‪ 18،‬وكشف المفتش العام للجمارك أنه تم توقيف ‪202‬‬
‫الزبائن والعمالء بأنهما “غير كاملتين‪ ،‬وغير مهيأتين وال فعالتين” في‬ ‫جمركي من بينهم أعوان وإطارات متورطين في تعاطي الرشوة من‬
‫أداء مهماتهما‪ .‬مع ارتفاع حصيلة اإلختالسات إلى ‪ 20‬مليار سنتيم‪ ،‬مؤخرا‬ ‫المستوردين والمتعاملين االقتصاديين‪ 19،‬وأيضا على مستوى البلديات‬
‫حملت وزيرة البريد وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال هدى إيمان فرعون‪،‬‬ ‫فقد كشفت مصادر من وزارة الداخلية والجماعات المحلية إدانة ‪612‬‬
‫المواطنين مسؤولية تنامي «االختالس ألرصدة زبائن بريد الجزائر»‪ ،‬مشيرة‬ ‫رئيس بلدية من أصل ‪ 1541‬رئيس على المستوى المحلي نتيجة تورطهم‬
‫أن «أزيد من ‪ 60‬بالمائة من عمليات اإلختالس تعود إلى أخطاء أو إهمال‬ ‫بعمليات فساد ‪...‬كما أن ‪ 1147‬منتخب محلي تورطوا في قضايا مشبوهة‬
‫المواطنين»‪ .‬سببها حسب نتائج التحقيقات أخطاء يرتكبها الزبائن خالل‬ ‫ومعامالت غير قانونية خاصة ما تعلق منها بمجال العقار وتحويل األراضي‬
‫ملء الصكوك أو ضياعها» داعية إلى «عدم تحميل موظفي المؤسسة‬ ‫والتالعب في منح الصفقات العمومية‪ ،‬دون أن ننسى المعامالت التجارية‬
‫المسؤولية»‪ 23.‬وأضافت أن استحداث «نظام إنذار» الزبائن هاتفيا عن كل‬ ‫الدولية لإلدارة الجزائرية والتي تؤكد على تفاقم أزمة الفساد اإلداري في‬
‫عمليات السحب في رصيده سيمكن من االنتهاء من مثل هذه الممارسات‪.‬‬ ‫الجزائر من أمثلتها استيراد ‪100‬مطحنة بقيمة ‪ 800‬مليون دوالر وهي‬
‫‪20‬‬
‫كما سيساهم مركز بنك المعلومات الذي دشن في األيام الماضية في‬ ‫قديمة تحايل فيها المستوردون وأظهروها بفاتورات جديدة‪.‬‬
‫«تأمين األرصدة وحمايتها من القرصنة واالختالس»‪ 24.‬وقد اعترف وزير‬ ‫وكل يوم تعج الصحافة الجزائرية بأخبار االختالس والنهب لثروة البالد‬
‫المالية السابق السيد مراد مدلسي أن الجزائر ضيعت خالل ثالث سنوات‬ ‫لمئات المليارات فبريد الجزائر خالل سنة ‪ 2014‬تم اختالس من حسابات‬
‫فقط ‪ 104‬مليار سنتيم بسبب سوء التسيير‪ 25،‬حسب ما نشرته جريدة‬ ‫الزبائن في وكالة واحدة ‪ 6.9‬مليار سنتيم من دفاتر التوفير واالحتياط‬

‫نوارة باشوش‪ ،‬مقاضاة ‪ 110‬جمركي بتهمة الرشوة‪ ..‬وتهريب ‪ 8‬آالف مليار إلى الخارج‪ ،‬على الرابط التشعبي‪:‬‬ ‫‪1 7‬‬
‫‪https://www.africanewshub.com/news/4587186-%D9%85%D9‬‬ ‫ ‬
‫ايططاحين غانية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،2016 ،‬ص‪.264 :‬‬ ‫‪1 8‬‬
‫ليلى شرفاوي‪ ،‬مقاضاة ومعاقبة ‪ 202‬جمركي في فضائح رشوة وفساد‪ ،‬على الرابط التشعبي‪https://www.echoroukonline.com/ :‬‬ ‫‪1 9‬‬
‫ايططاحين غانية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،2016 ،‬ص ص‪.265-264 :‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 0‬‬
‫توقيف رئيسة مكتب بريد الجزائر بأوالد فايت بتهمة اختالس ‪ 7‬مليار سنتيم‪  ،‬جريدة الشعب‪ 03 ،‬مارس ‪ ،2018‬على الرابط التشعبي‪:‬‬ ‫‪ 21‬‬
‫‪https://www.djazairess.com/echchaab/109248‬‬ ‫ ‬
‫أبو عبد القادر‪ ،‬قابض بريد مكتب الدبداب وراء السطو على ‪ 3.5‬مليار سنتيم في إليزي‪ ،‬على الرابط التشعبي‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 2‬‬
‫‪https://www.ennaharonline.com/‬‬ ‫ ‬
‫االذاعة الجزائرية‪ ،‬فرعون‪ :‬أزيد من ‪ 60‬بالمائة من عمليات االختالس ببريد الجزائر سببها الزبائن‪ ،2016/09/29 ،‬على الرابط التشعبي‪:‬‬ ‫‪ 23‬‬
‫‪http://www.radioalgerie.dz/news/ar/article/20160929/89349.html‬‬ ‫ ‬
‫عبد النور بو خمخم‪ ،‬تقرير رسمي يتهم البريد بتحويالت مشبوهة من إسرائيل‪ ،‬بريد الجزائر ‪ ..‬البنك المفضل لإلرهابيين والمافيا‪ ،‬جريدة الشروق ‪ ،2011/04/02‬على الرابط‬ ‫‪ 24‬‬
‫التشعبي‪https://www.echoroukonline.com/ :‬‬
‫ايططاحين غانية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،2016 ،‬ص‪.260:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 5‬‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 5‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬


‫‪6 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫التدابير المتخذة لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر‪ ،‬وإن ترتيب الجزائر في‬ ‫المحقق في العدد ‪ 88‬بتاريخ ‪ 17‬نوفمبر ‪ ،2007‬فهل يا ترى سوء التسيير‬
‫سنة ‪ 2014‬كان برتبة ‪ 100‬دوليا وفي سنة ‪ 2013‬على نفس النقطة ولكن‬ ‫هو المصطلح المنقح للفساد اإلداري في اإلدارة الجزائرية؟؟؟؟؟‬
‫بترتيب ‪ 94‬عالميا اليعكس تحسنا في الوضعية وإنما يعود السبب لتراجع‬ ‫ومع كل هذه الفضائح التي تتسارع في البالد يبين تطور المؤشر‬
‫عدد الدول المعنية باالحصاء من ‪ 175‬دولة في ‪ 2014‬إلى ‪ 168‬في ‪.2015‬‬ ‫حسب الشكل رقم (‪ )01‬في أرقام غير مشرفة أبسط تفسير لعدم فعالية‬

‫الشكل رقم (‪ )01‬تطور مؤشر الفساد في الجزائر حسب منظمة الشفافية الدولية‬

‫‪3.4‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪3.3‬‬


‫‪3.1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪3.2‬‬
‫‪2.7‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪2.9‬‬
‫ﻣﺆﺷﺮ اﻟﻔﺴﺎد‬

‫‪2.6‬‬

‫‪2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011‬‬ ‫‪2012 2013 2014 2015‬‬ ‫‪2016 2017‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين بناء على معطيات الجدول رقم (‪)02‬‬

‫على وجوده وانتشاره في جميع أجهزة الدولة‪ .‬والجدول رقم (‪ )03‬يبين‬ ‫ثانيا‪ -‬ترتيب الجزائر بمؤشر ضبط الفساد حسب تقارير البنك الدولي‬
‫مؤشر ضبط الفساد حسب تقارير البنك الدولي خالل الفترة( ‪.)2016-2003‬‬ ‫ترتبت الجزائر من خالل التقارير الدولية للفساد في مراتب متأخرة تؤكد‬

‫الجدول رقم (‪ )03‬ترتيب الجزائر بمؤشر ضبط الفساد حسب تقارير البنك الدولي‬

‫قيمة المؤشر‬ ‫السنوات‬ ‫قيمة المؤشر‬ ‫السنوات‬ ‫قيمة المؤشر‬ ‫السنوات‬


‫‪0.44-‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪0.44-‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪0.61-‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪0.44-‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪0.49-‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪0.60-‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪0.42-‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪0.51-‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪0.42-‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪0.39-‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪0.48-‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪0.39-‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪0.46-‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪0.47-‬‬ ‫‪2007‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين بناءا على معلومات تقارير منظمة الشفافية الدولية على الرابط التشعبي‪http://www.transparency.org/news/feature/ :‬‬
‫‪coppuption_perceptions_index_2016‬‬

‫‪26‬‬
‫على سلم ضبط الفساد‪.‬‬ ‫من خالل االعتماد على هذا المؤشر الذي يعده البنك الدولي نجد‬
‫إن صور الفساد اإلداري في اإلدارة الجزائرية متعددة لذلك ساهمت في‬ ‫أن الجزائر متأخرة جدا في هذا المجال ويعود السبب في ذلك كما أشار‬
‫تراجع البالد في تطبيق تشريعات ضبط الفساد رغم وجودها‪ ،‬ويمكن‬ ‫التقرير إلى أوضاع الحوكمة أو مؤشرات إدارة الحكم والنزاهة‪ ،‬والذي يعتمد‬
‫مالحظة ذلك بشكل واضح من خالل مؤشر ضبط الفساد في الشكل‬ ‫على قياس مدى تورط السياسيين والبرلمانيين والقضاة وموظفي‬
‫رقم(‪ ،)02‬وهو ما يتماشى منطقيا مع ما حصلت الجزائر عليه من مراتب‬ ‫الحكومة ومسؤولي الضرائب والجمارك في قضايا الرشوة والفساد‪ .‬وقد‬
‫متأخرة وآخرها ‪ 112‬سنة ‪ 2017‬بعدما كانت الرتبة ‪ 108‬في سنة ‪ 2016‬ومن‬ ‫أوضح التقرير بأن ضعف المؤسسات العامة في الدولة وغياب الشفافية‬
‫بين‪ 21.‬بلدا عربيا تأتي بالرتبة ‪ 10‬خالل ‪ ،2017‬وهو ترتيب متدن وليس‬ ‫في اإلدارة العامة والمالية‪ ،‬وضعف القدرة على ردع ومعاقبة الفاسدين‪،‬‬
‫مفاجئا حسب الجمعية الجزائرية لمكافحة الفساد حيث حصلت الجزائر‬ ‫وغياب النظام القضائي المستقل‪ ،‬باإلضافة إلى عدم فعالية وجدوى‬
‫خالل سنة ‪ 2016‬على الرتبة ‪ 17‬افريقيا والتاسعة عربيا‪.‬‬ ‫اإلصالحات التي تقوم بها الحكومة‪ ،‬وهو ما يسبب تراجع ترتيب الجزائر‬

‫الشكل رقم (‪ )02‬تطور مؤشر ضبط الفساد في الجزائر خالل الفترة ‪2016-2003‬‬
‫ﻣﺆﺷﺮ ﺿﺒﻂ اﻟﻔﺴﺎد‬

‫‪-0.42‬‬ ‫‪-0.39‬‬ ‫‪-0.42‬‬ ‫‪-0.39‬‬


‫‪-0.47‬‬ ‫‪-0.44‬‬ ‫‪-0.46‬‬ ‫‪-0.44‬‬ ‫‪-0.44‬‬
‫‪-0.49‬‬ ‫‪-0.51‬‬ ‫‪-0.48‬‬
‫‪-0.61‬‬ ‫‪-0.6‬‬

‫‪2003‬‬ ‫‪2004 2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008 2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين بناء على معطيات الجدول رقم (‪)03‬‬

‫‪ 26‬عبد الرزاق موالي لخضر‪ ،‬بوزيد السايح‪ ،‬فاعلية سياسات الحكم الراشد في الحد من الفساد بالجزائر‪ ،‬المجلة الجزائرية للتنمية االقتصادية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬العدد‪ /07‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص‪.280:‬‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 6‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬


‫‪7 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫‪ 157‬من القانون (‪ )10-90‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬المعدل والمتمم‪،‬‬ ‫ثالثا‪ -‬بعض القضايا الكبرى للفساد اإلداري في الجزائر‬
‫ويتفق معظم المختصين الماليين بأن هذه اإلجراءات جاءت متأخرة‬
‫جدا في حين كان يمكن تفادي هذه النتائج الوخيمة من ضياع المال العام‬ ‫‪ -1‬البنوك الخاصة و البنوك العامة‪:‬‬
‫وفقدان ودائع المواطنين إذا كانت هناك مراقبة فعلية وشفافية حقيقية‬ ‫رغم اعتماد مسار إصالح مصرفي منذ سنة ‪ ،1999‬إال أن هذا المسار ال‬
‫للنظام المصرفي‪ .‬وحضور فعال للبنك المركزي الذي تغاضى على بعض‬ ‫يزال بطيئا مما أثر سلبا على محيط نشاط البنوك‪ ،‬حيث سجلت الساحة‬
‫المخالفات الواضحة كتقديم «آل خليفة بنك» لمعدالت فائدة أعلى من تلك‬ ‫المصرفية أزمة مصرفية خطيرة زلزلت البنوك الخاصة وأدت إلى فقدان‬
‫المتوفرة في السوق وهو خرق واضح لقوانين المنافسة الشرعية‪ .‬والتزام‬ ‫ثقة المتعاملين اإلقتصاديين بها‪ ،‬مما أدى إلى زعزعة في مصداقية بنك‬
‫الصمت حول تحويل األموال العمومية واإليداعات المالية للخواص إلى عمله‬ ‫الجزائر في مجال اإلشراف والرقابة‪ ،‬كما أن البنوك العمومية التي يسودها‬
‫صعبة ونقلها إلى الخارج‪ .‬ويرى كذلك الخبراء الماليين أن اإلجراءات المتخذة‬ ‫نموذج النظام اإلداري الموجه دون مراعاة مقاييس المردودية فهي بدورها‬
‫اكتست الطابع السياسي في حين كان يمكن اتخاذ قرارات تميل أكثر‬ ‫سجلت فضائح ومشاكل مالية ومصرفية‪ ،‬األمر الذي سارع بنداء تطبيق‬
‫*‬
‫للجانب االقتصادي دون سحب االعتماد‪ ،‬من خالل دمجها وتغيير شكلها‬ ‫الحوكمة المصرفية‪.‬‬
‫من شركة مساهمة ذات الشخص الواحد أو غير ذلك قصد الحفاظ على‬ ‫‪ -1-1‬البنوك الخاصة‪ :‬وسيتم التركيز على أهم قضيتين وهما‪:‬‬
‫‪30‬‬
‫أموال المودعين ومناصب الشغل التي توفرها هذه المؤسسة العمالقة‪.‬‬ ‫أ‪ -‬قضية آل خليفة بنك‪ :‬تم اعتماد بنك «آل خليفة بنك» كشركة أسهم‬
‫ب‪ -‬قضية بنك الجزائر التجاري والصناعي‪ :31‬في ‪ 1997‬منح مجلس‬ ‫في ‪ 1998‬بالجزائر العاصمة‪ ،‬ويتكون رأسمالها من ‪ 500‬مليون دينار‬
‫النقد والقرض من خالل القرار رقم (‪ )01-97‬رخصة بإنشاء بنك خاص‬ ‫مقسم إلى ‪ 5000‬سهم اجتماعي بقيمة ‪ 100.000‬دج للسهم الواحد‬
‫يسمى «بنك الجزائر التجاري والصناعي» يتخذ الشكل القانوني لشركة‬ ‫وتهدف هذه الشركة إلى تحقيق كل العمليات البنكية وحتى التدخل‬
‫مساهمة برأس مال اجتماعي قدره ‪ 1‬مليار دينار‪ .‬وقد تم االنتهاء من إنشاء‬ ‫على مستوى أسواق رؤوس المال وتقديم الخدمات (التوجيه‪ ،‬التكوين)‬
‫هذه الشركة بموجب عقد موثق صادر في ‪ 04‬يوليو ‪ ،1998‬وبعد ذلك تم‬ ‫وذلك داخل وخارج الحدود الوطنية في إطار القوانين المحلية واألجنبية‬
‫‪27‬‬
‫اعتمادها بصفتها بنكا من خالل قرار محافظ البنك الجزائر رقم (‪)08-98‬‬ ‫والدولية الغير معنية بهذه العمليات‪.‬‬
‫المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر ‪ .1998‬وتجدر اإلشارة إلى أن هذا البنك كان محل‬ ‫بدأت مالمح تجاوزات «آل خليفة بنك» منذ سنة ‪ 2001‬إثر عمليات‬
‫مراقبة ميدانية خالل سنة ‪ 1999‬وبعد اإلجراءات الحضورية أمام اللجنة‬ ‫الرقابة الدورية لبنك الجزائر ألعمال ونشاطات مختلف البنوك والمؤسسات‬
‫المصرفية‪ ،‬تم تطبيق اإلجراءات التأديبية في سنة ‪ 2000‬من خالل عقوبة‬ ‫المالية‪ ،‬وقد تم إعداد تقرير من البنك المركزي يبين مخالفة هذا البنك‬
‫التعليق المؤقت لمهام مدير مجلس اإلدارة إلى جانب عقوبة مالية بقيمة‬ ‫ألنظمة الصرف المعتمدة وتم إرساله إلى الوزير المكلف بالمالية في‬
‫‪ 5‬ماليين دينار دفعت إلى الخزينة العمومية‪.‬‬ ‫شهر ديسمبر ‪ 2001‬ولم تقم أية جهة باإلجراءات القانونية والتنظيمية‬
‫وفي أغسطس ‪ ،2003‬قررت اللجنة المصرفية سحب إعتماد «بنك‬ ‫الضرورية قبل استفحال الخطر وفقدان التحكم فيه‪ ،‬إال أن عمليات مراقبة‬
‫الجزائر التجاري والصناعي» من خالل القرار رقم (‪ )2003-08‬إستنادا كذلك‬ ‫أخرى التي أجريت عليها في سبتمبر ‪ 2002‬أكدت استمراره في مخالفة‬
‫إلى المادتين ‪ 156‬و‪ 157‬من القانون (‪ )10-90‬المتعلق بالنقد والقرض‬ ‫أنظمة الصرف وتحويل رؤوس األموال إلى الخارج‪ ،‬فأعد المراقبون تقريرا‬
‫وتعيين مصف له وقد بررت اللجنة المصرفية قرارها بكون وضعية‬ ‫لمختلف التجاوزات المرتكبة وسلم إلى العدالة في فبراير ‪ 2003‬بموجب‬
‫السيولة المالية للبنك ال تسمح له بتغطية إلتزاماته تجاه الغير وكذا عدم‬ ‫التعديالت التي أدخلت على األمر(‪ )22-96‬والتي تخول لبنك الجزائر إرسال‬
‫تمكن مساهمي البنك من االستجابة الملموسة لطلب السلطات النقدية‬ ‫محاضر المخالفات إلى العدالة‪.‬‬
‫لتقديم الدعم المالي الضروري لبنكهم طبقا للقانون‪ ،‬ومن مخالفات هذه‬ ‫عقب المخالفات المسجلة في تشغيل « آل خليفة بنك « قرر بنك‬
‫‪32‬‬
‫المؤسسة‪:‬‬ ‫الجزائر اتخاذ إجراء تحفظي* إبتداءا من ‪ 27‬نوفمبر ‪ ،2002‬وفي اجتماع‬
‫‪ -‬عدم إحترام المعايير ونسب الحذر السيما نسب توزيع المخاطر ونسبة‬ ‫اللجنة المصرفية في جلسة ‪ 2‬ديسمبر ‪ 2002‬قررت استنادا إلى تطبيق‬
‫قابلية السداد‪،‬‬ ‫القانون (‪ )10-90‬المؤرخ في ‪ 14‬أبريل ‪ 1990‬المعدل والمتمم والمتعلق‬
‫‪ -‬عدم إحترام مواعيد إرسال الوثائق التنظيمية‪،‬‬ ‫بالنقد والقرض‪ ،‬تأكيد اإلجراء التحفظي بتعليق عمليات تحويل رؤوس‬
‫‪ -‬عدم مطابقة تحرير رأس المال‪،‬‬ ‫األموال للخارج وكما قررت اللجنة أيضا‪ ،‬نتيجة لعجز مسيري «آل خليفة‬
‫‪ -‬عدم احترام قواعد السير الحسن للمهنة في معالجة الشيكات غير‬ ‫بنك» من اتخاذ اإلجراءات المناسبة‪ .‬وتفاديا لتدهور الوضعية المالية لهذا‬
‫المسددة والسفتجات المزورة‪،‬‬ ‫البنك تم تطبيق المادة ‪ 155‬من القانون (‪ )10-90‬المتعلق بالنقد والقرض‪،‬‬
‫‪ -‬الوضعية غير الكافية للحساب الجاري للبنك لدى بنك الجزائر‪،‬‬ ‫بتعين قائم باإلدارة مؤقتا تنقل له كل السلطات الالزمة إلدارة أعمال «آل‬
‫‪ -‬عدم إحترام متطلبات االحتياطي اإلجباري لدى بنك الجزائر‪،‬‬ ‫خليفة بنك» وتسييرها‪ 28.‬وفي ‪ 26‬مايو ‪ ،2003‬ترأست اللجنة المصرفية‬
‫‪ -‬مخالفة تشريعات وتنظيمات الصرف‪.‬‬ ‫الجلسة التأديبية بحضور مسييرين (‪ )2‬فقط للبنك المعني‪ ،‬وقد تم‬
‫وجاء هذا القرار في الوقت الذي كان يوجد فيه المدير العام بالنيابة‬ ‫االستماع إلى المدير المؤقت لتقديم نتائج التحقيق المحاسبي والمالي؛‬
‫«لبنك الجزائر التجاري والصناعي» تحت الرقابة القضائية في قضيتين‬ ‫فأكد أن الوضعية المالية لشركة المساهمة «آل خليفة بنك» تتميز بعجز‬
‫مختلفتين تتعلق األولى بعملية استيراد ما قيمته ‪ 5‬ماليير دينار من‬ ‫‪29‬‬
‫في الموارد ملفق بتصاريح مزورة ويرجع هذا العجز في الموارد إلى‪:‬‬
‫السكر من طرف مؤسسة «سوترابال» بسفتجات مزورة والثانية انفجرت‬ ‫‪ -‬تهريب رؤوس األموال نحو الخارج‪،‬‬
‫في ‪ 2003‬عندما حاول نفس المدير االستيالء على مقرات خاصة بوثائق‬ ‫‪ -‬تراكم المستحقات للديون المعدومة على مؤسسات تابعة‪،‬‬
‫مزورة كذلك‪ ،‬ويتضح في الواقع أن هذه القضية سارعت إلى تعجيل صدور‬ ‫‪ -‬مخالفات تنظيم الصرف المتزامنة مع إختالل الهيكل المالي‪،‬‬
‫األمر (‪ )11-03‬المتعلق بالنقد والقرض وتقليص استقاللية وصالحيات بنك‬ ‫‪ -‬اختالسات ضخمة في الموارد‪ ،‬ومخالفة القواعد المحاسبية والمهنية‪.‬‬
‫الجزائر الذي صدر في أقل من أسبوع من تاريخ قرار سحب اعتماد بنك‬ ‫هذه الوضعية من سوء التسيير أدت إلى حالة خطيرة من فقدان‬
‫الجزائر التجاري والصناعي‪.‬‬ ‫السيولة التي سرعان ما تحولت إلى إعسار مالي وعدم القدرة على‬
‫وفي األخير تجدر اإلشارة‪ ،‬بأنه بمجرد سحب ترخيص «آل خليفة بنك»‬ ‫التسديد اللتزاماتها عند فترة التحصيل وهو ما يؤكد ضياع الودائع‪ ،‬وبعد‬
‫و«بنك الجزائر التجاري والصناعي» واإلعالن عن تصفيتهما تم اعتماد‬ ‫المداولة للجنة المصرفية وفق القانون تم اتخاذ لقرارا بسحب ترخيص‬
‫إجراءات ضمان الودائع من خالل شركة ضمان الودائع المصرفية‪ ،‬التي‬ ‫بنك «آل خليفة بنك» وتعيين مصف من خالل تطبيق المادة ‪ 156‬والمادة‬

‫* صرح رئيس الحكومة األسبق عبد اللطيف بن آشنهو في سنة ‪ 2002‬بأن «البنوك خطر على أمن الدول»‪ ،‬وكم كان محقا في ذلك حيث قدرت الخسائر الناتجة عن أهم الفضائح المالية التي‬
‫وصلت إلى أروقة المحاكم إلى حوالي ‪ 3.8‬مليار دوالر خالل الفترة (‪.)2005-2002‬‬
‫‪ 2‬لطرش (الطاهر)‪ ،‬تقنيات البنوك دراسة في طرق إستخدام النقود من طرف البنوك مع اإلشارة إلى تجربة الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2003 ،‬ص‪.204 :‬‬ ‫‪ 7‬‬
‫* اإلجراء التحفظي (‪ :)Une mésure conservatoire‬إجراء استعجالي يتخذ بغية تثبيت ذمة مالية‪ ،‬المحافظة عليها أو إنقاذها من ضرر وشيك الوقوع‪.‬‬
‫‪28 Banque d’Algérie, Communiqué de la commission bancaire, 02 Décembre 2002.‬‬
‫‪29 Banque d’Algérie, Communiqué de la commission bancaire, 29 Mars 2003.‬‬
‫‪30 M-TANEFFOUT, «EL KHALIFA BANK: La liquidation face à l’incompétence», LIBERTE économie, Publication Hebdomadaire, Cinquième année, N°232, Juillet 2003, p:10.‬‬
‫‪31 Banque d’Algérie, Media BANK, Le Journal interne de la Banque d’Algérie, Publication Bimestrielle, N°67, Août- Septembre 2003, pp: 46-.‬‬
‫‪32 Banque d’Algérie, Communiqué de la Commission Bancaire, 21 Août 2003.‬‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 7‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬


‫‪8 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫القضية حول تواطؤ كبار مسؤولي فروع البنك مع أحد العمالء عن طريق‬ ‫اضطلع بنك الجزائر بدور المؤسس الوحيد لها على شكل شركة مساهمة‬
‫تأسيس ‪ 24‬شركة وهمية وإصدار ‪ 1957‬صك بدون رصيد‪ ،‬بعدما استفاد‬ ‫برأسمال قدره ‪ 220‬مليون دينار موزع بطريقة متساوية بين البنوك االاثنا‬
‫‪33‬‬
‫هذا العميل من قروض بنكية دون ضمانات وخصم ألوراق تجارية وهمية‬ ‫والعشرون المرخص لها‪.‬‬
‫**‬
‫قبل وصول اإلشعارات‪.‬‬ ‫وفضال عن األسهم التي يحوزها يلزم كل بنك بدفع منحة ضمان‬
‫ب‪ -‬بنك الفالحة والتنمية الريفية‪ :‬وقد تم تأسيسه في ‪ 1982‬لغرض‬ ‫سنوية قدرها (‪ )%0.35‬من إجمالي ودائع المصرفية المسجلة حتى ‪31‬‬
‫تمويل الفالحة ومتمماتها‪ 37.‬تعرض بدوره لكبرى الفضائح واألزمات‬ ‫ديسمبر ‪ ،2002‬على أن يتم تسديد كل بنك اللتزاماته نحو شركة ضمان‬
‫المصرفية التي هددت استمراريته وكادت أن توقف نشاطه‪ ،‬في حين تم‬ ‫الودائع المصرفية كأقصى أجل حتى نهاية شهر يونيو ‪ 34.2003‬وقد أكد‬
‫سحب االعتماد من وكالتين تابعتين له‪ .‬سجلت المفتشية العامة إلدارة‬ ‫محافظ بنك الجزائر بأن هذه الشركة قد سددت ‪ 27000‬شيكا بتكلفة‬
‫بدر في ‪ 2005‬ضياع مبالغ خيالية في صفقات مشبوهة بين متعاملين‬ ‫إجمالية تقدر بحوالي ‪ 2.4‬مليار دينار لتعويض صغار المدخرين من عمالء‬
‫خواص تجاوزت ‪ 1700‬مليار سنتيم‪ ،‬أمكن استرجاع حوالي ‪ 500‬مليار‬ ‫«آل خليفة بنك»‪.‬‬
‫سنتيم وهي عملية مرتبطة بتعامالت مشبوهة لمسؤولي الوكالة بأوراق‬ ‫وفي األخير يجب أن نشير أنه قدرت مصادر مصرفية وقضائية رسمية‬
‫تجارية وهمية عرفت بقضية «سفتجات المجاملة» إال أن القضية عرفت‬ ‫الخسائر الناجمة عن أهم الفضائح للبنوك الخاصة بحوالي ‪ 3‬ماليير دوالر‪،‬‬
‫إجراءات قضائية بطيئة ليبت فيها في ‪ 2011‬من خالل متابعة ‪ 9‬من ‪25‬‬ ‫فبنك الخليفة الذي تسبب في خسائر في حدود ‪ 2‬مليار دوالر‪ ،‬أما البنك‬
‫متهما ‪ ،‬وقد تراوحت األحكام ما بين سنتين وعشرة سنوات أما الباقية‬ ‫الصناعي والتجاري الجزائري فقد كلف خسائر بقيمة ‪ 800‬مليون دوالر‪ ،‬وبعد‬
‫‪38‬‬
‫فقد استفادوا من البراءة‪.‬‬ ‫تصفيتهما شهد القطاع المصرفي أزمة مصرفية حادة عصفت بجميع‬
‫أما في منتصف سنة ‪ 2006‬فقد سجل بنك البدر متاعب مالية كبيرة‬ ‫البنوك الخاصة ذات رأس المال الجزائري‪ ،‬حيث قامت اللجنة المصرفية لبنك‬
‫كادت أن تعصف بوجوده لوال قرار إعادة تمويل البنك من طرف الحكومة‪،‬‬ ‫الجزائر بسحب اعتماد كل من الشركة الجزائر للبنك‪ ،‬يونيون بنك‪ ،‬منى‬
‫حيث سجل قضية اختالس وتبديد ‪ 9‬ماليين دوالر من وكالة رياض الفتح‪،‬‬ ‫بنك‪ ،‬البنك الدولي الجزائري‪ ،‬بنك الريان الجزائر‪...‬الخ‪ ،‬وإن تعددت األسباب‬
‫وفي ظاهرة أولى من نوعها أصبحت أموال البنك غير مضمونة في الخارج‬ ‫للوصول لهذه الوضعية الحرجة‪ ،‬إال أنه تبقى سوء اإلدارة وعدم اإللتزام‬
‫‪39‬‬
‫على األقل في بلجيكا‪.‬‬ ‫بمبادئ الحوكمة السليمة من األسباب التي أدت إلى تلك األزمة المصرفية‪.‬‬
‫ج‪ -‬الصندوق الوطني للتعاون الفالحي ‪ -‬بنك‪ :‬وتم تأسيسه في ‪،1995‬‬ ‫‪ -2-1‬البنوك العمومية‬
‫ومن مهامه ممارسة األعمال المصرفية لصالح زبائن القطاع الزراعي المنتج‪،‬‬ ‫من الصعب تصنيف محدد لطبيعة التسيير المنتهج في البنوك‬
‫وقطاعات تربية المواشي والغابات والصيد البحري‪ ،‬وبذلك قد استفاد‬ ‫العمومية فهل هو تسيير خاص أو تسيير عام (وصايا)‪ ،‬أو مزج بينهما‪،‬‬
‫الصندوق من رخصة لممارسة عمليات مصرفية مع احترام كل اللوائح‬ ‫فهل تسيير وفق معايير اقتصادية أو سياسة؟!!!‪ .‬فليس من قواعد‬
‫والقوانين المتعلقة بذلك‪ 40.‬وفي ‪ 2008‬عينت اللجنة المصرفية متصرفا‬ ‫التسيير أن يتكرر مسؤول مهما كانت خبرته وقدراته في ترأس إدارة‬
‫مؤقتا لدى الصندوق الوطني للتعاون ألفالحي‪ -‬بنك بسلطات تسييرية‬ ‫بنك أكثر من عهدتين وهو حال البنوك العمومية‪ ،‬رغم ما تسجله من‬
‫كاملة وفقا للقواعد القانونية‪ ،‬ليقف على الوضعية التسييرية الكارثية‬ ‫فضائح مالية وإدارية وتحويل وتهريب ماليين الدوالرات نحو الخارج عبر‬
‫لبنك عمومي يسير قروض ‪ 65‬ألف فالح بقيمة إجمالية تقدر بحوالي ‪19‬‬ ‫وكاالت البنوك العمومية‪ *.‬وال تتوانى الحكومة في اللجوء كل سنتين‬
‫‪41‬‬
‫مليار دينار للفترة الممتدة من سنة ‪ 2000‬إلى سنة ‪ 2008‬دون ضمانات‪،‬‬ ‫أو ثالثة إلى تطهير مالية البنوك العمومية من خالل شراء الديون غير‬
‫وكانت تعتبر هذه الخطوة األولى نحو تصفية البنك بعد أن وصل إلى‬ ‫العاملة للشركات العمومية العاجزة‪ ،‬باإلضافة إلى تطهير مباشر للبنوك‬
‫نقطة اإلفالس الحقيقية‪ ،‬لكن القرارات اإلدارية والسياسية للوصايا البعيدة‬ ‫بأزيد من ‪ 2‬مليار دوالر‪ ،‬وباعتراف جميع المختصين في الشؤون المصرفية‬
‫عن األعراف المصرفية جعل منحى اإلصالح يتجه عكسيا نحو إصدار قرارات‬ ‫فإن الحوكمة المصرفية تعتبر السبيل الوحيد لتجاوز حالة الفساد المالي‬
‫مسح الديون لجميع الفالحين المسجلين على مستوى الصندوق التي‬ ‫واإلداري للقطاع المصرفي الوطني‪.‬‬
‫أمر بها رئيس الجمهورية‪ 42،‬كما تم إعادة إدماج حوالي ‪ 510‬عامال وإطار‬ ‫ويمكن عرض أهم المخالفات المصرفية والفضائح المالية للبنوك‬
‫من البنك دون شروط مسبقة في كل من فرع التأمينات وبنك الفالحة‬ ‫العمومية فيما يلي‪:‬‬
‫‪43‬‬ ‫أ‪ -‬البنك الوطني الجزائري‪ :‬ويعتبر أول البنوك التجارية المستقلة في‬
‫والتنمية الريفية‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 2011‬قرر بنك الجزائر سحب رقابة المتصرف اإلداري عن‬ ‫الجزائر ‪ ،‬تم تأسيسه في ‪ 1966‬نتيجة الندماج أربعة بنوك أجنبية‪ ،35‬ومن‬
‫الصندوق‪ ،‬الذي أصبح فرعا تابعا للمؤسسة المالية الصندوق الوطني‬ ‫أشهر المخالفات المصرفية التي سجلها نجد قضية اختالس ‪ 3200‬مليار‬
‫للتعاضدية الفالحية بنسبة (‪ )%100‬برأسمال ‪ 5.3‬مليار دينار منذ نهاية‬ ‫سنتيم‪ .‬تعود أطوار القضية إلى نهاية سنة ‪ 2005‬على مستوى ثالثة‬
‫‪44‬‬ ‫فروع للبنك‪ ،‬أين تم اكتشاف اختالس مبالغ ضخمة منذ ‪ ،2002‬تعود لثالثة‬
‫سنة ‪.2009‬‬
‫هشاشة البنوك العمومية تعود أساسا لإلبقاء على منح القروض ذات‬ ‫سنوات من النهب المستمر والمستتر للمال العالم في غياب سلطة‬
‫مردودية منعدمة لفائدة المؤسسات العمومية الكبرى‪ ،‬إضافة إلى ديون‬ ‫اإلشراف والرقابة‪ .‬حيث تم إيداع الحبس ستة مديرين فرعيين بما فيهم‬
‫غير عاملة متأتية من مؤسسة منحلة تعاني أزمات هيكلية‪ ،‬إلى جانب‬ ‫المدير العام السابق للبنك‪ ،‬بينما استطاع مدير فرع بنك بوزريعة من‬
‫نقص المؤهالت والتخصص إلطارات البنوك العمومية في بيئة مصرفية‬ ‫الفرار إلى لندن ‪ ،‬باإلضافة إلى محافظي الحسابات والمفتش العام‪ 36.‬وتدور‬

‫‪33 Banque d’Algérie, Communiqué de la Banque d’Algérie, 28 Mars 2003.‬‬


‫‪34 Instruction N°0303- du 1er Juin 2003, Portant détermination du taux de la prime due au titre de la participation à la société de garantie des dépôts bancaires.‬‬
‫سجل بنك الجزائر ‪ 3497‬مخالفة مصرفية وإيداع ‪ 33‬شكوى نهاية سنة ‪ 2003‬وحوالي الضعف خالل سنة ‪ ،2004‬لكن الملفت لالنتباه أن القضايا التي حولت للعدالة نستغرق معالجتها وطي‬ ‫* ‬
‫ملفاتها مددا تتراوح ما بين ‪ 03‬إلى ‪ 15‬سنة‪ ،‬في حين كبرى القضايا استطاع المتهمين فيها الفرار نحو الجنات الضريبية بالخارج‪.‬‬
‫األمر رقم (‪ )178-66‬المؤرخ في ‪ 13‬جوان ‪ ،1966‬المتضمن إحداث البنك الوطني الجزائري وتحديد قانونه األساسي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،51‬الصادرة في ‪ 14‬جوان ‪.1966‬‬ ‫‪3 5‬‬
‫ريمة بن سالم‪ « ،‬فضيحة البنك الوطني الجزائري تنتهي بـ ‪ 18‬سنة نافذة لعاشور عبد الرحمن «‪ ،‬صوت األحرار‪ ،‬جريدة يومية‪ 28 ،‬جوان ‪ ،2009‬على الرابط التشعبي‪:‬‬ ‫‪ 36‬‬
‫‪http://www.dawt-alahrar.net/online/‬‬ ‫ ‬
‫تعتبر أكبر فضائح اختالس لألموال العامة‪ ،‬بدليل أنه تأسس فيها ‪ 63‬محامي و‪ 56‬شاهدا وتُبع فيها ‪ 26‬متهما‪ ،‬بينهم ‪ 13‬موقوفين واثنين في حالة فرار‪ ،‬ضاع من خاللها حوالي ‪ 32‬مليار‬ ‫** ‬
‫دينار (أكثر من ‪ 40‬مليون دوالر) من المال العام‪ ،‬لكن الغريب في األمر أنه دوما رسالة من مجهول تكشف المستور‪ ،‬في حين البنك المركزي أو أنظمة الرقابة خارج التغطية‪.‬‬
‫المرسوم رقم (‪ )106-82‬المؤرخ في ‪ 13‬مارس ‪ ،1982‬المتضمن إنشاء بنك الفالحة والتنمية الريفية وتحديد قانونه األساسي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 16 ،11‬مارس ‪.1982‬‬ ‫‪3 7‬‬
‫وكالة األنباء الجزائرية‪ ،‬اختالس ‪ 12‬مليار دينار من وكالة بدر يئر خادم‪ 30 ،‬مارس ‪ ،2011‬على الرابط التشعبي‪:‬‬ ‫‪3 8‬‬
‫‪http://www.aps.dz/ar/pageview.adp?in=110927.‬‬ ‫ ‬
‫الهام بوثلجي‪ « :‬تأجيل النطق بالحكم في قضية اختالس ‪ 9‬ماليين دوالر من بنك بدر»‪ ،‬الشروق‪ ،‬جريدة يومية‪ 25 ،‬أوت ‪ ،2006‬على الرابط‬ ‫‪ 39‬‬
‫‪http://www.echorookonline.com/ara/?new=7767.‬‬ ‫ ‬
‫النظام (‪ )01-95‬المؤرخ في ‪ 28‬فبراير ‪ ،1995‬المتضمن منح الصندوق الوطني للتعاضدية الفالحية رخصة لممارسة العمليات المصرفية‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ 0‬‬
‫‪41 Banque d’Algérie, Communiqué de la commission bancaire, 22 Septembre 2008.‬‬
‫محسن ساس‪ « ،‬صندوق التعاون ألفالحي يمسح ديون ‪ 50‬ألف فالح «‪ ،‬الفجر‪ ،‬جريدة يومية‪ ،‬على الرابط التشعبي‪:‬‬ ‫‪ 42‬‬
‫‪.http://www.al-fadjer.com/ar/national/128000.html‬‬ ‫ ‬
‫بنك الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬مراسلة داخلية رقم ‪ 28 ،11/89‬فبراير ‪.2011‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ 3‬‬
‫‪44 Règlement N°0907- on 10 Décembre 2009, Modifiant le Règlement N°9501-, Portant dérogation en faveur de la CNMA pour effectuer des opérations de banque.‬‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 8‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬


‫‪9 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫جدا‬
‫أحد أكثر المناصب المرموقة في الدولة وال يصل إليه سوى المقربين ً‬ ‫تسودها الضبابية وعدم اإلفصاح‪ .‬ويشير بعض الخبراء أنه لو يتم تطبيق‬
‫من النظام‪ ،‬وله من تأثير ما يفوق الكثير من الوزراء نظ ًرا لدور الشركة‬ ‫المعايير المصرفية الدولية في مجال تقييم األداء ليتم إعالن إفالس عدة‬
‫االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬حسب التقارير‪ .‬إضافة إلى هذين المسؤولين‪ ،‬يتابع‬ ‫بنوك عمومية بالنظر لوضعيتها المالية المتدهورة‪ ،‬خاصة في مجال‬
‫أكثر من ‪ 15‬مسؤو ًلا ومدي ًرا تنفيذ ًّيا في وزارتي الطاقة وإدارة سوناطراك‪،‬‬ ‫القروض المتعثرة‪ ،‬إال أنه ال يمكن أن نتجاهل الجهود المبذولة من الدولة‬
‫دون أن ننسى بعض أقارب المتهمين كابني محمد مزيان اللذين يالحقان‬ ‫ممثلة ببنك الجزائر في الفترة األخيرة للرفع من أداء البنوك وتعزيز أنظمة‬
‫بشبهة تلقي عموالت واستغالل نفوذ والدهما‪.‬‬ ‫الرقابة من خالل تطبيق مبادئ الحوكمة المصرفية‪.‬‬
‫تفجرت قضية سوناطراك عقب نشر موقع ويكيلكس لوثائق سرية‬
‫للسفارة األمريكية بالجزائر تشرح بالتفصيل شبكة الفساد السياسي‬ ‫‪ -2‬قضية «الطريق السيار شرق غرب»‬
‫والمالي الذي ينخر قطاع النفط الجزائري‪ ،‬سرعان ما أثارت هذه الوثائق ضجة‬ ‫من القضايا التي هزت المجتمع الجزائري‪ ،‬فضيحة الطريق السيار شرق غرب‬
‫كبيرة في اإلعالم األوروبي‪ ،‬خاصة ألنها تتحدث عن تورط شركات إيطالية‪،‬‬ ‫التي اشتُ به في تورط وزير األشغال العامة األسبق عمار غول فيها‪ ،‬ويحاكم‬
‫وألمانية‪ ،‬وفرنسية عمالقة في هذه الفضيحة‪ ،‬ال سيما مجموعة “إينا”‬ ‫في هذه القضية ‪ 16‬شخصًا وسبع شركات أجنبية متهمة بـ «الرشوة‬
‫اإليطالية النفطية‪ ،‬والتي أشارت تقارير إلى تورطها عبر فرعها “سايبام”‪،‬‬ ‫وغسل األموال وتبديد المال العام»‪ .‬وجاء في القضية التي ح ّركهاالقضاء‬
‫إلى جانب وزير الطاقة الجزائري السابق شكيب خليل ومساعديه المشتبه‬ ‫الجزائريعام ‪ ،2009‬اتهامات بـ»قيادة جمعية أشرار واستغالل النفوذ‬
‫بتلقيهم رشاوى وعموالت تقدر بـ‪ 256‬مليون دوالر‪ ،‬مقابل تسهيالت في‬ ‫وق ّدرت قيمة مشروع إنجاز‬ ‫والرشوة وغسيل األموال وتبديد أموال عامة»‪ُ .‬‬
‫منح صفقات للمجموعة اإليطالية تخص فروع سوناطراك‪ .‬وتم اعتقال‬ ‫«الطريق السيار شرق غرب» بستة مليارات دوالر أميركي‪ ،‬وبعد خضوع‬
‫محمد مزيان سنة ‪ .2011‬وسارع الرئيس الجزائري إلى إعالن تعديل حكومي‬ ‫المشروع لسلسلة من عمليات إعادة تقييم قيمة إنجازه خالل عامي‬
‫في مايو ‪ 2010‬أقال بموجبه وزير النفط دون توجيه أي اتهام له‪ ،‬وهو بدوره‬ ‫‪ 2011‬و‪ 2012‬وصلت قيمته إلى ‪ 11‬مليار دوالر أميركي‪ ،‬ثم تمت إعادة‬
‫هاجر إلى الواليات المتحدة بضعة شهور من بعدها إلى أن أعلنت الجزائر‬ ‫تقييم قيمة اإلنجاز في سنة ‪ 2014‬إلى أكثر من ‪ 13‬مليار دوالر أميركي‬
‫عن مذكرة توقيف دولية بحق المسؤول السابق في ‪ ،2013‬ولكن سرعان‬ ‫بعد تع ّثر اإلنجاز‪ ،‬ليتم فضح صفقات فساد وتضخيم فواتير والشركات‬
‫ما ألغيت بسبب ما أعلن عن وجود “أخطاء إجرائية في المذكرة”! وما يزال‬ ‫التي استدعتها محكمة الجنايات هي «سي ار سي سي» الصينية وكوجال‬
‫اليوم أغلب المتابعين في القضايا األربعة بين قابع في السجن وهارب في‬ ‫اليابانية و»اس ام» الكندية و»ايسولوكس كارسان» اإلسبانية و»بياروتي»‬
‫الخارج‪ .‬وضمت الئحة المتهمين مسؤولي أربع شركات أجنبية‪.‬‬ ‫االيطالية و»غارافانتاس» السويسرية و»كوبا» البرتغالية‪ .‬وانطلق المشروع‬
‫وتتعلق القضية بخمس صفقات مشبوهة بقيمة تقارب المليار دوالر‬ ‫في ‪ 2006‬أي في الوالية الثانية لرئيس الجمهورية‪ ،‬على أن ينتهي بعد‬
‫‪45‬‬
‫لمجمع الشركة األلمانية «كونتال ألجيريا‬
‫ّ‬ ‫أميركي‪ ،‬منحها محمد مزيان‪،‬‬ ‫أربع سنوات وبقيمة أولية فاقت ستة مليارات دوالر‪.‬‬
‫فونك فرك» في إطار مشروع إنشاء نظام مراقبة بصرية وحماية إلكترونية‬
‫‪46‬‬
‫مجمع «سوناطراك» في الجزائر‪ .‬وأشار قرار اإلحالة إلى أن‬ ‫ّ‬ ‫لجميع مركبات‬ ‫‪ -3‬قضية سوناطراك‬
‫المجمع اإليطالي «سيبام»‬
‫ّ‬ ‫شركة «سوناطراك» أبرمت صفقة مشبوهة مع‬ ‫سوناطراك هو المختصر الفرنسي للشركة النفطية الوطنية الجزائرية‪،‬‬
‫في إطارمشروع إنجاز أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وسردينيا اإليطالية‬ ‫وهي مجموعة بترولية حكومية تختص بالمهن المتعلقة بإنتاج وتسويق‬
‫لنقل الغاز الطبيعي من حقل حاسي الرمل جنوب الجزائر إلى إيطاليا‪ ،‬وهو‬ ‫المنتجات النفطية‪ ،‬وهي إحدى أكبر الشركات اإلفريقية عبر العالم‪ .‬وتعتبر‬
‫مشروع مقسم إلى أربعة أقسام‪ ،‬و ُرفعت في هذه الصفقة عدة اتهامات‪.‬‬ ‫عصب االقتصاد الجزائري‪ ،‬إذ أن أكثر من ‪ %95‬من عائدات الجزائر تأتي من‬
‫تفجرت قضية ثانية تتعلق بشركة «سوناطراك»‪ ،‬تورط‬ ‫ّ‬ ‫وفي ‪،2014‬‬ ‫األنشطة المرتبطة بالنفط والغاز‪ .‬ويتجاوز تأثير الشركة المجال االقتصادي‬
‫فيها وزير الطاقة الجزائري السابق‪ ،‬شكيب خليل‪ ،‬المتواجد في واشنطن‬ ‫إلى المجالين االجتماعي والسياسي‪ ،‬فهي ثالث مشغل للجزائر بعد‬
‫حينها ونجاله وزوجته ونجل شقيق وزير الخارجية الجزائري األسبق‪ ،‬محمد‬ ‫خططا عمرانية واجتماعية عمالقة‬ ‫ً‬ ‫الجيش والمصالح الحكومية‪ ،‬وتقود‬
‫بجاوي‪ ،‬وأصدرت السلطات الجزائرية طلبات جلب دولية في حق تسعة‬ ‫خاصة في المناطق النفطية‪ ،‬كما أنها مرتبطة أشد االرتباط بالتأثيرات‬
‫متهمين في القضية‪ .‬ودلت التحقيقات في هذه القضية على وجود‬ ‫السياسية الداخلية في الجزائر‪ ،‬وفوق ذلك كله تشكل ورقة رابحة في‬
‫شبكة دولية كبيرة للفساد‪ ،‬تشمل مسؤولين جزائريين في قطاع الطاقة‬ ‫العديد من الصفقات الديبلوماسية الجزائرية‪ .‬بلغة األرقام‪ ،‬تضم مجموعة‬
‫ومسؤولين في شركة «سوناطراك» كانت تتلقى رشاوي وعموالت من‬ ‫بدءا من التنقيب عن‬ ‫ً‬ ‫سوناطراك ‪ 8‬شركات على األقل‪ ،‬تتنوع أنشطتها‬
‫شركات أجنبية تنشط في الجزائر‪ ،‬مقابل الحصول على صفقات مع شركة‬ ‫النفط واستغالله وتسويقه‪ ،‬مرو ًرا باألنشطة المتعلقة بالغاز الطبيعي‪،‬‬
‫النفط الجزائرية «سوناطراك»‪ .‬وتوصلت التحقيقات إلى وجود حسابات‬ ‫إضافة إلى عدد كبير من اإلنتاجات البتروكيماوية‪ ،‬نهايةً باإلشراف على‬
‫مصرفية في سنغافورة واإلمارات وسويسرا وفرنسا وإيطاليا وهونغ كونغ‬ ‫تحلية مياه البحر‪ ،‬وتساهم وحدها بـ‪ %36‬من الناتج الداخلي الجزائري‪.‬‬
‫والواليات المتحدة األميركية للمتهمين‪.‬‬ ‫أرباحا تناهز ‪ 640‬مليار دوالر بين سنتي ‪ 2000‬و‪،2013‬‬
‫ً‬ ‫وسجلت سوناطراك‬
‫مما ساعد في نفس الفترة بخفض المديونية الخارجية للجزائر‪.‬‬
‫‪ -4‬قضية قناطير الكوكايين واللحوم المجمدة‬ ‫من الناحية التقنية‪ ،‬يتعلق األمر بـ‪ 4‬قضايا تسمى في اإلعالم الجزائري‬
‫أعلنت الرئاسة الجزائرية في ‪ 2018‬أن الرئيس بوتفليقة أقال المدير‬ ‫«قضية سوناطراك ‪ ،»4 ،3 ،2 ،1‬لكنها تدور كلها حول شبكة فساد مالي‬
‫العام لألمن الوطني عبد الغاني هامل من منصبه‪ ،‬في عام ‪ ،2010‬غادر‬ ‫وسياسي في هرم الدولة‪ ،‬ويتهم فيها مجموعة كبيرة من السياسيين‬
‫الدرك وتم تعيينه رئيسًا للمديرية العامة لألمن الوطني ليحل محل علي‬ ‫والمسؤولين الجزائريين عن قطاع النفط بتلقي عموالت ورشاوي دولية‬
‫التونسي‪ ،‬الذي قتل‪ .‬وتأتي هذه اإلقالة بعد ساعات قليلة من تصريحات‬ ‫تقدر بماليين الدوالرات‪ ،‬من مجموعة من الشركات األوروبية أو المتعددة‬
‫للهامل حول قضية تهريب كوكايين‪ .‬ويأتي هذا القرار غير المتوقع وسط‬ ‫الجنسيات مقابل صفقات ضخمة تخص الشركة النفطية الجزائرية‪.‬‬
‫فضيحة تهريب كوكايين أطاحت بالعديد من المسؤولين وضمنهم‬ ‫وتحظى قضيتا سوناطراك ‪ 1‬و‪ 2‬بنصيب األسد من المتابعة اإلعالمية نظ ًرا‬
‫قضاة‪ .‬وحدثت الواقعة‪ ،‬عندما صادر خفر السواحل يوم ‪ 29‬مايو‪/‬أيار ‪2018‬‬ ‫لوزن الشخصيات الجزائرية والشركات الدولية المرتبطة بهذه القضية‪.‬‬
‫شاحنة في عرض البحر قادمة من ميناء فالنسيا بإسبانيا‪ ،‬متوجهة إلى‬ ‫يعد وزير الطاقة الجزائري األسبق شكيب خليل أبرز متهم في هذه‬
‫ميناء وهران بغرب الجزائر‪ .‬وانطلقت الباخرة المحملة بالمخدرات من‬ ‫القضية‪ ،‬إذ أنه إضافة لكونه الوصي السياسي عن أهم قطاع حيوي منذ‬
‫‪47‬‬
‫البرازيل‪.‬‬ ‫عاما (بين ‪ 1999‬و‪ .)2010‬له‬ ‫وصول الرئيس بوتفليقة إلى الحكم ولمدة ‪ً 11‬‬
‫ففي شهر أبريل وقبل شهر ونصف من شهر رمضان حيث يرتفع فيه‬ ‫صيت عالمي ‪ ،‬ذلك أنه قد اشتغل مستشا ًرا للبنك الدولي مكلفً ا بسوق‬
‫استهالك الشعب الجزائري للحوم الحمراء حوالي أربع مرات حسب مديرية‬ ‫وأيضا لترأسه منظمة أوبك عامي ‪ 2001‬و‪ .2008‬محمد مزيان هو‬ ‫ً‬ ‫النفط‪،‬‬
‫التجارة أي حوالي ‪ 37000‬طن‪ ،‬عقدت شركة دنيا للحوم في الجزائر التي‬ ‫ثاني أهم متهم في القضية بصفته الرئيس لسوناطراك من ‪ 2003‬إلى‬
‫يمتلكها كمال الشيخ مع شركة مينرفا فود اتفاق يقضي باستيراد ‪1206‬‬ ‫‪ ،2010‬ويعد منصب رئاسة مجلس إدارة الشركة الوطنية النفطية بالجزائر‬

‫‪ 4‬مصطفى عبد السالم‪ ،‬الجزائر‪ ..‬موعد متجدد مع الفساد‪ ،‬جريدة العربي الجديد‪ ،‬على الرابط التشعبي‪:‬‬ ‫‪ 5‬‬
‫‪https://www.alaraby.co.uk/economy/2017/3/27/‬‬ ‫ ‬
‫‪ 4‬صالح الحسني‪ ،‬قضية سوناطراك‪ ..‬أكبر قضية فساد في الجزائر في ‪ 5‬أسئلة‪ 1 ،‬أبريل ‪ ،2015‬على الرابط التشعبي‪:‬‬ ‫‪ 6‬‬
‫‪https://www.sasapost.com/the-largest-corruption-case-in-algeria/‬‬ ‫ ‬
‫‪ 47‬لبنان ‪ ،360‬فضيحة الكوكايين تطيح بالمدير العام الوطني الجزائري‪ ..‬بوتفليقة أقاله بعد ساعات من تصريحاته عن القضية‪ 27 ،‬جوان ‪ ،2018‬على الرابط التشعبي‪https://lebanon360. :‬‬
‫‪org/mobile-article-desc‬‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 9‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬


‫‪10 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫‪ -1‬التدابير الوقائية في القطاع العام‬ ‫علبة لحم طازج دون عظم بــ ‪ 70‬مليار سنتيم وهي أكبر شركة تصدير لحوم‬
‫إن هذه التدابير لها دور عالجي وليس ردعي بهدف حماية الوظيفة العامة‬ ‫في البرازيل والغريب في األمر أن المستورد الجزائري لم يزر ال هو وال ممثال‬
‫من كل أشكال الفساد اإلداري كما تعزز مجال المسؤولية والعقالنية في‬ ‫عن شركته البرازيل في هذه الصفقة الكبيرة‪ ،‬وكمال الشيخ حاصل على‬
‫تسيير األموال العمومية‪ .‬تضمنها المشرع الجزائري في المواد من ‪ 03‬إلى‬ ‫امتياز استيراد اللحوم في سنة ‪ 2007‬من شركة مينيرفا فود وهو الوحيد‬
‫‪52‬‬
‫‪ 12‬من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته‪.‬‬ ‫الذي يحق له توزيع لحومها في الجزائر بشكل حصري‪ ،‬وقد تم تسهيل‬
‫‪ -1-1‬معايير التوظيف في القطاع العام‬ ‫االستيراد عن طريق ترست بنك بالجزائر الذي يتعامل معه كمال الشيخي‬
‫بينت المادة الثالثة من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬أهم القواعد‬ ‫بمئات المليارات حيث فتح البنك خط قرض في هذه الصفقة للمستورد‬
‫التي يتعين مراعاتها في توظيف مستخدمي القطاع العاموفي تسيير‬ ‫دنيا ميت عن طريق صيغة المرابحة بـــــ‪ 160‬مليار سنتيم وتم االتفاق مع‬
‫حياتهم المهنية عن طريق‪:‬‬ ‫الشركة البرازيلية على تسديد المستورد لثمن البضاعة وتكاليف النقل‬
‫‪ -‬اعتماد مبدأ الشفافية والنجاعة ومن هنا يتم ترجيح قاعدة الكفاءة‬ ‫بعد وصول السلعة لميناء وهران‪ ،‬وصلت البضاعة بعد مرورها على ميناء‬
‫والنجاعة واالختصاص على قاعدة الوالء والتملق والمداهنة‪.‬‬ ‫فالنيسا بأسبانيا ‪ ،‬أين تم التفتيش من قبل مصالح الجمارك وفتح الحاوية‬
‫‪ -‬اتخاذ اإلجراءات المناسبة الختيار المترشحين لتولي المناصب‬ ‫التي بها كمية الكوكايين وإعادة غلقها بقفل جديد دون اإلشارة إلى‬
‫العمومية ومن أهمها إجراءات المسابقة واالختبار في التعيين‬ ‫وجوده وتم تسليم سند الشحن بشكل عادي لقائد الباخرة الذي يقود‬
‫باإلعالن عن الوظائف الشاغرة وتحديد المواصفات الالزمة وكتابة‬ ‫باخرة من الشركة البحرية ‪ MSC‬المعروفة بمقرها جنيف‪ ،‬وبمجرد وصولها‬
‫تقرير مفصل بإجراءات المقابلة وأسباب القبول والرفض من خالل‬ ‫لميناء وهران تم العثور على أحد الحاويات العشرون محملة بلحم كان قد‬
‫‪48‬‬
‫اللجنة المحايدة ذات التمثيل المتوازن من المؤسسة‪ .‬مع وجوب توفر‬ ‫فسد وكمية معتبرة ومذهلة من الهيروين‪.‬‬
‫الوظائف بالقدر نفسه لجميع األشخاص المؤهلين بغض النظر عن أي‬ ‫واضطرت الحكومة الجزائرية للخروج عن صمتها‪ ،‬بعد حوالي شهر‬
‫خلفيات أخرى‪.‬‬ ‫من التداول اإلعالمي والجدل السياسي‪ ،‬بخصوص مزاعم عن «تو َرط‬
‫‪ -‬األجر المناسب والتعويضات الكافية قصد بسط التدابير الشاملة‬ ‫مسؤولين كبار» في قضية تهريب أكثر من ‪ 700‬كلغ من الكوكايين‪،‬‬
‫للوقاية من الفساد السيما تعاطي الرشوة واالختالس‪.‬‬ ‫وخرج وزير العدل‪ ،‬عن صمته‪ ،‬بإيعاز من رئاسة الجمهورية‪ ،‬وكشف الوزير‬
‫‪ -‬إعداد برامج تكوينية وتعليمية متخصصة للموظف تمكنه من رفع‬ ‫أن النيابة أمرت بسجن ‪ 12‬شخصًا على ذمة التحقيق‪ ،‬في قضية مصادرة‬
‫وعيه بمخاطر الفساد ونتائجه المدمرة على المجتمع وآليات مواجهته‪،‬‬ ‫شحنة المخدرات الصلبة‪ ،‬التي جاءت على ظهر باخرة ليبيرية من البرازيل‪،‬‬
‫وكيفية تسيير المال العام‪.‬‬ ‫مصحوبة بأطنان من اللحوم الحمراء‪ ،‬استوردها رجل أعمال معروف في‬
‫‪ -2-1‬التصريح بالممتلكات‬ ‫البالد‪ 49.‬ومن بين الموقوفين على ذمة التحقيق في القضية صاحب‬
‫لم يحدد قانون الوقاية من الفساد ومكافحته قائمة معينة للموظفين‬ ‫البضاعة كمال شيخي‪ ،‬باإلضافة إلى اثنين من أشقائه‪ ،‬وأحد شركائه في‬
‫الخاضعين لواجب التصريح بالممتلكات‪ ،‬بل من صياغة المادة الرابعة‬ ‫مشروعات عقارية ضخمة‪ .‬كما تم توقيف قاضيين ُيشتبه في عالقتهما‬
‫يفهم أن كل الموظفين العموميين ملزمون مبدئيا بواجب التصريح‪ ،‬ومع‬ ‫بتمكين شيخي من تسهيالت وامتيازات هامة من أجل الفوز بمشروعات‬
‫ذلك خصت المادة السادسة من قانون ‪ 01/06‬بذكر فئة من الموظفين‬ ‫في المزاد العلني‪ .‬ليفوز شيخي بصفقات عقارية‪ ،‬في مقابل تلقي رشاوي‬
‫العموميين الخاضعين لواجب التصريح‪ .‬ويتضمن التصريح وجودا لألمالك‬ ‫وعموالت‪ .‬وفضائح العقار التي ارتبطت بشيخي‪ ،‬تم اكتشافها ‪ ،‬بناء على‬
‫العقارية والمنقولة التي يحوزها الموظف العمومي أو أوالده القصر في‬ ‫التحريات القضائية في القضية األولى‪ ،‬وهي كمية الكوكايين المصادرة‪،‬‬
‫الجزائر أو في الخارج‪ .‬كما حددت المادة السادسة من القانون الجهات التي‬ ‫ومن بين المشتبه في ضلوعهم في الشق الثاني من القضية‪ ،‬نجل‬
‫يتم التصريح أمامها بالنسبة لطائفة من الموظفين العموميين‪ .‬وأحالت‬ ‫وزير سكن سابق ورجل أمن يشتغل سائقًا شخصيًا لمسؤول كبير في‬
‫بالنسبة لباقي الموظفين إلى نص تنظيمي‪.‬‬ ‫جهاز الشرطة‪ ،‬وشدد وزير العدل على أن رئيس الجمهورية «لن يقبل‬
‫‪ -3-1‬مدونات قواعد سلوك الموظفين العموميين‬ ‫بإفالت أحد من العقوبة‪ ،‬في حال ثبت تورطه في هذه القضية‪ .‬وأنا كوزير‬
‫يفرض على اإلدارة العامة وضع آليات للسلوك واألخالق أو ما يعرف بالمدونات‬ ‫سأحرص على أن يأخذ القانون مجراه في هذه القضية»‪ .‬وأعلن إطالق‬
‫األخالقية في القطاع العام تحدد اإلطار الذي يضمن األداء السليم والمالئم‬ ‫«إنابات قضائية» باتجاه القضاء في إسبانيا والبرازيل (وهما بلدان على‬
‫للوظائف العمومية تحقيقا ودعما لمكافحة الفساد‪ ،‬حسب المادة ‪ 07‬من‬ ‫صلة بشحنة الكوكايين)‪ ،‬لمعرفة الجهات أو األشخاص الذين لهم صالت‬
‫قانون الوقاية من الفساد ومكافحته‪.53‬‬ ‫يمون وزارة الدفاع‬
‫ّ‬ ‫مفترضة مع قضية الكوكايين‪ .‬يشار إلى أن شيخي‬
‫‪ -4-1‬النزاهة في مجال إبرام الصفقات العمومية‬ ‫ومئات الثكنات العسكرية باللحم المستورد‪ ،‬وتوجد شكوك في تورط‬
‫اعتمد المشرع جملة إجراءات لتعزيز الشفافية والمنافسة الشريفة تتمثل‬ ‫‪50‬‬
‫مسؤولين عسكريين في أنشطته التجارية إذا ما ثبت أنها مشبوهة‪.‬‬
‫في‪:‬‬
‫‪ -‬عالنية المعلومات المتعلقة بإجراءات إبرام الصفقات العمومية‪.‬‬ ‫المحور الثالث‪ :‬التدابير العالجية والتشريعات القائمة لمكافحة‬
‫‪ -‬اإلعداد المسبق لشروط المشاركة واالنتقاء‪.‬‬ ‫الفساد في الجزائر‬
‫‪ -‬وضع معايير موضوعية ودقيقة التخاذ القرارات المتعلقة بإبرام‬
‫الصفقات العمومية‪.‬‬ ‫أوال‪ -‬تدابير المشرع الجزائري وآلياته لمكافحة جرائم الفساد‬
‫‪ -‬إتاحة طرق الطعن الممكنة ألصحاب المصالح قصد الدفع بعدم‬ ‫بالرجوع للتشريع الجزائري وبالتحديد المرسوم الرئاسي رقم(‪)05/02‬‬
‫احترام قواعد إبرام الصفقات‪.‬‬ ‫المؤرخ في ‪ 05‬فبراير ‪ 2002‬الذي يتضمن التصديق على اتفاقية األمم‬
‫المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة غير الوطنية‪ ،‬المعتمدة من قبل‬
‫‪ -2‬معايير المحاسبة في مجال القطاع الخاص‬ ‫الجمعية العامة لألمم المتحدة بمدينة باليرمو يوم ‪ 15‬نوفمبر ‪ ،2000‬نجده‬
‫انتهجت الجزائر تدابير وقائية في مجال القطاع الخاص ضمن المادتين‬ ‫قد عالج موضوع التدابير الوقائية للفساد ضمن البابين الثاني والثالث‬
‫‪ 14 ،13‬من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬ففي المادة ‪ 13‬حصرت‬ ‫من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬وذلك في المواد من ‪ 03‬إلى ‪.24‬‬
‫‪51‬‬
‫التدابير التي يتعين اتخاذها لمنع ضلوع القطاع الخاص في الفساد‬ ‫ونوجزها في ما يلي‪:‬‬

‫قناة الحياة الجزائرية‪ ،‬القصة الكاملة لل‪ 7‬قناطير من الكوكايين‪ ،2018/07/28 ،‬على الرابط التشعبي‪:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ 8‬‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=z97gEWb0NgE‬‬ ‫ ‬
‫الشرق األوسط‪ ،‬فضيحة «قناطير الكوكايين» تزعج الحكومة الجزائرية‪ ،‬سجن ‪ 12‬شخصًا ومزاعم عن تورط مسؤولين كبار‪ ،‬الثالثاء ‪ 12 -‬شوال ‪ 1439‬هـ ‪ 26 -‬يونيو ‪ 2018‬مـ رقم العدد (‬ ‫‪ 49‬‬
‫‪ ،)14455‬على الرابط التشعبي‪https://aawsat.com/home/article/1311736/% :‬‬
‫جريدة البالد‪ ،‬من هو كمال البوشي‪ ،‬المتورط الرئيسي في قضية الكوكايين‪ ،‬على الرابط التشعبي‪:‬‬ ‫‪ 50‬‬
‫=‪http://www.elbilad.net/article/detail?titre‬‬ ‫ ‬
‫مالكية نبيل‪ ،‬التدابير الوقائية لمواجهة جرائم الفساد اإلداري والمالي‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،23‬المجلد األول‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ص ص‪(169-161 :‬بتصرف)‬ ‫‪5 1‬‬
‫القانون (‪ )01/06‬الصادر بتاريخ ‪ 2006/02/20‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‪ ،14‬الصادرة في ‪.2006/03/08‬‬ ‫‪5 2‬‬
‫المادة(‪ )07‬من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته تنص على‪ « :‬من أجل دعم مكافحة الفساد‪ ،‬تعمل الدولة والمجالس المنتخبة والجماعات المحلية والمؤسسات والهيئات العمومية وكذا‬ ‫‪5 3‬‬
‫المؤسسات العمومية ذات النشاطات االقتصادية‪ ،‬على تشجيع النزاهة واألمانة وكذا روح المسؤولية بين موظفيها ومنتخبيها‪ ،‬ال سيما من خالل وضع مدونات وقواعد سلوكية تحدد اإلطار‬
‫الذي يضمن األداء السليم والنزيه والمالئم للوظائف العمومية والعهدة االنتخابية‪.‬‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 10‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬


‫‪11 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫‪ -‬احالة الملفات ذات الصلة الى النيابة العامة‪.‬‬ ‫ويمكن إيجازها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تنفيذ التدابير الالزمة لكشف كل أشكال تمويل االرهاب وغسيل‬ ‫‪ -‬تعزيز التعاون بين األجهزة التي تتولى الكشف والقمع وكيانات‬
‫األموال‪.‬‬ ‫القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬الطلب من الهيئات المعنية واألشخاص المعنيين قانونا موافاتها باي‬ ‫‪ -‬تعزيز وضع معايير ومدونات قواعد السلوك قصد المحافظة على‬
‫وثيقة أو معلومة يقتضيها انجاز مهمتها‪.‬‬ ‫نزاهة القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -2-1‬إنشاء الهيئة الوطنية للحماية من الفساد ومكافحته‪ :‬أنشأت‬ ‫‪ -‬تعزيز الشفافية بين كيانات القطاع الخاص‪.‬‬
‫بموجب المادة ‪ 17‬من قانون ‪ 01/06‬وهي هيئة ذات سلطة إدارية مستقلة‬ ‫‪ -‬تدقيق داخلي لحسابات المؤسسات الخاصة لمنع ما يأتي (حسب‬
‫تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي تخضع لسلطة ووصاية‬ ‫المادة ‪:54)14‬‬
‫مجسدة في رئيس الجمهورية‪ .‬وقد أوصت اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة‬ ‫ ● مسك حسابات خارج الدفاتر‪.‬‬
‫الفساد في المادة السادسة منها األطراف فيها على منح الهيئة ما يلزم‬ ‫ ● إجراء معامالت دون تدوينها في الدفاتر أو دون تبيينها بصورة‬
‫من االستقاللية لتمكينها من االضطالع بمهامها بصورة فعالة والتي‬ ‫واضحة‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫يمكن إيجازها في مايلي‪:‬‬ ‫ ● تسجيل نفقات وهمية‪ ،‬أو قيد التزامات مالية دون تبيين غرضها‬
‫‪ -‬اقتراح سياسة شاملة للوقاية من الفساد تجسد مبادئ دولة القانون‬ ‫على الوجه الصحيح‪.‬‬
‫وتعكس النزاهة والشفافية والمسؤولية في تسيير الشؤون‬ ‫ ● اإلتالف العمدي لمستندات المحاسبة قبل انتهاء اآلجال المنصوص‬
‫العمومية مع تقديم توجيهات تخص الوقاية من الفساد لكل شخص‬ ‫عليها في التشريع والتنظيم المعمول به‪.‬‬
‫أو هيئة عمومية‪.‬‬
‫‪ -‬جمع واستغالل كل المعلومات التي يمكن أن تساهم في الكشف‬ ‫‪ -3‬مشاركة المجتمع المدني في تدابير الوقاية من الفساد‬
‫عن أعمال الفساد والوقاية منها‪ ،‬مع تقييم دوري لألدوات القانونية‬ ‫المشرع الجزائري بصدد اعتماده إلستراتيجية وقائية لمكافحة الفساد فقد‬
‫واإلجراءات اإلدارية الرامية إلى الوقاية من الفساد ومكافحته ومدى‬ ‫تضمن في المادة ‪ 15‬من قانون ‪ 01/06‬موضوع المجتمع المدني وأوجب‬
‫فعالية هذه اآلليات‪.‬‬ ‫ضرورة تشجيع مشاركته في الوقاية من الفساد من خالل تدابير أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد برامج تسمح بتوعية وتحسيس المواطن باآلثار الضارة الناجمة‬ ‫‪ -‬اعتماد الشفافية في كيفية اتخاذ القرار مع تعزيز مشاركة‬ ‫‪ 1-3‬‬
‫عن الفساد‪.‬‬ ‫المواطنين في تسيير الشؤون العمومية لبناء عالقة سليمة‬
‫‪ -‬تلقي التصريحات بالممتلكات الخاصة بالموظفين العموميين‬ ‫مابين الدولة والمجتمع المدني‪ .‬وأي نظام شامل للمساءلة يجب‬
‫المحددين بالمادة‪ /6‬ف‪ 2‬من قانون مكافحة الفساد دوريا‪. 58‬‬ ‫أن يتم تطبيقه من قبل الطرفين الدولة والمجتمع المدني األمر‬
‫‪ -‬ضمان تنسيق ومتابعة النشاطات واألعمال المباشرة ميدانيا‪ ،‬على‬ ‫الذي يعد من أهم مقومات الحاكمية والديمقراطية الحقيقية‪.‬‬
‫أساس التقارير الدورية والمنتظمة المدعمة بإحصائيات وتحاليل‬ ‫‪ -2-3‬إعداد برامج تعليمية وتربوية وتحسيسية بمخاطر الفساد‬
‫متصلة بمجال الوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬التي ترد إليها من‬ ‫على المجتمع‪ ،‬حيث يمكن لمنظمات المجتمع المدني القيام بدور‬
‫القطاعات المعنية‪ ،‬والتنسيق بينها والتعاون مع هيئات مكافحة‬ ‫فاعل في رفع مستوى الوعي العام حول ظاهرة الفساد ومخاطرها‬
‫الفساد على الصعيدين الدولي والوطني‪.‬‬ ‫وتعزيز مبادئ الشفافية والنزاهة والمساءلة‪ ،‬بمجهودات إعالمية‬
‫يقع على أعضاء الهيئة وموظفيها أثناء تأدية مهامهم االلتزام بحفظ‬ ‫واسعة حول قضايا الفساد والدفع باتجاه المشاركة في محاربته‬
‫السر المهني حتى بالنسبة لألشخاص الذين انتهت عالقتهم المهنية‬ ‫وتنمية اإلحساس بالمواطنة لدى األفراد مع مراعاة حرمة الحياة‬
‫بالهيئة وأي إخالل بهذا االلتزام سيعرض الشخص للعقوبات المقررة في‬ ‫الخاصة وشرف وكرامة األشخاص‪.‬‬
‫قانون العقوبات بشأن جريمة إفشاء السر المهني‪.‬‬
‫‪ -3-1‬المفتشية العامة للمالية‪ :‬وهي هيئة للمراقبة الدائمة تعمل‬ ‫ثانيا‪ -‬األجهزة المخولة بقضايا الفساد في الجزائر‬
‫تحت السلطة المباشرة لوزارة المالية‪ .‬وهي مسؤولة عن تدقيق‬ ‫توجد اليوم‪ ،‬إضافة إلى أجهزة المباحث الجنائية العامة التقليدية‪ ،‬عدة‬
‫بيانات األموال العمومية في مرحلة الحقة‪ ،‬وذلك بإجراء عمليات‬ ‫هيئات وأجهزة متخصصة في كشف قضايا الفساد والتحقيق فيها‬
‫مراجعة للحسابات وتحقيقات قد تفضي إلى إجراء مالحقات‬ ‫ومعالجتها قضائيا‪ ،‬ويمكن تلخيصها في مايلي‪:55‬‬
‫قضائية‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس المحاسبة‪ :‬وهو مؤسسة عليا تتولى المراقبة المالية‬ ‫‪ 4-1‬‬ ‫‪ -1‬أجهزة كشف قضايا الفساد‬
‫الالحقة لمالية الدولة ولمالية السلطات المحلية والمؤسسات‬ ‫‪ -1-1‬خلية معالجة االستعالم المالي‪ :‬أنشأت الخلية كوحدة االستخبارات‬
‫العمومية‪ .‬فإذا رصد مجلس المحاسبة أثناء قيامه بمهامه الرقابية‬ ‫المالية في سنة ‪ 2002‬وبدأت العمل سنة ‪ ،2004‬وهي سلطة ادارية تابعة‬
‫وقائع قد تدل على ارتكاب جرم جنائي‪ ،‬أحال الملف إلى المدعي‬ ‫لوزارة المالية متخصصة في مكافحة تمويل االرهاب وغسيل األموال‪.‬‬
‫العام المختص إقليميا وذلك لغرض إجراء المالحقة القضائية‪،‬‬ ‫وتشمل مهمتها‪:56‬‬
‫وأخطر وزارة العدل بذلك‪.‬‬ ‫‪ -‬تلقي تقارير عن األنشطة المشبوهة المتعلقة بتمويل االرهاب أو‬
‫غسيل األموال‪.‬‬

‫‪ 5 4‬المادة(‪ )14‬من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته تنص على‪ « :‬يجب أن تساهم معايير المحاسبة وتدقيق الحسابات المعمول بها في القطاع الخاص في الوقاية من الفساد وذلك بمنع ما‬
‫يأتي‪:‬‬
‫‪ 1-‬مسك حسابات خارج الدفاتر‪،‬‬
‫‪ 2-‬إجراء معامالت دون تدوينها في الدفاتر أو دون تبينها بصورة واضحة‪،‬‬
‫‪ 3-‬تسجيل نفقات وهمية‪ ،‬أو قيد التزامات مالية دون تبيين بصورة غرضها على الوجه الصحيح‪،‬‬
‫‪ 4-‬استخدام مستندات مزيفة‪،‬‬
‫‪ 5-‬اإلتالف العمدي لمستندات المحاسبة قبل انتهاء اآلجال المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما‪.‬‬
‫‪ 5 5‬األمم المتحدة‪ ،‬استعراض تنفيذ اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد في الجزائر‪ ،‬الدورة الرابعة المستأنفة‪ ،‬مدينة بنما‪ ،‬نوفمبر ‪ ،2013‬ص ص‪.05-03 :‬‬
‫‪ 56‬خلية معالجة االستعالم المالي‪ ،‬وزارة المالية‪ ،‬على الرابط التشعبي‪http://www.mf-ctrf.gov.dz/arapropos.html :‬‬
‫‪ 5 7‬المادة ‪ 20‬من قانون ‪ 01/06‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪.‬‬
‫‪ 5 8‬المادة ‪ 06‬من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته تنص على‪ « :‬يكون التصريح بالممتلكات الخاص برئيس الجمهورية‪ ،‬وأعضاء البرلمان‪ ،‬ورئيس المجلس الدستوري وأعضائه‪ ،‬ورئيس‬
‫الحكومة وأعضائها‪ ،‬ورئيس مجلس المحاسبة‪ ،‬ومحافظ بنك الجزائر‪ ،‬والسفراء‪ ،‬والقناصلة‪ ،‬والوالة‪ ،‬أمام الرئيس األول للمحكمة العليا‪ ،‬وينشر محتواه في الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية خالل الشهرين (‪ )2‬المواليين لتاريخ انتخاب المعنيين أو تسلمهم مهامهم‪.‬‬
‫يكون التصريح بممتلكات رؤساء وأعضاء المجالس الشعبية المحلية المنتخبة أمام الهيئة‪ ،‬ويكون محل نشر عن طريق التعليق في لوحة اإلعالنات بمقر البلدية أو الوالية حسب الحالة خالل شهر‪.‬‬ ‫ ‬
‫يصرح القضاة بممتلكاتهم أمام الرئيس األول للمحكمة العليا‪.‬‬ ‫ ‬
‫يتم تحديد كيفيات التصريح بالممتلكات بالنسبة لباقي الموظفين العموميين عن طريق التنظيم‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 11‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬


‫‪12 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬حقوق اإلنسان والتنمية البشرية في الجزائر‪ ...‬مع‬ ‫‪ -2‬أجهزة التحقيقات في قضايا الفساد‬
‫وجود الفساد؟؟‬ ‫‪ -1-2‬المديرية العامة لألمن الوطني‪ :‬مكافحة الجرائم االقتصادية‬
‫والمالية إحدى المهام المنوطة بالمديرية العامة لألمن الوطني‪،‬‬
‫أوال‪ -‬حقوق اإلنسان في الجزائر في وجود الفساد‬ ‫تضطلع بها مديرية الشؤون االقتصادية والمالية‪ ،‬التابعة لها‪.‬‬
‫في الجزائر تجاوزت حقوق اإلنسان قدرات المجتمع المدني المادية والبشرية‬ ‫وهذا الجهاز المركزي المتخصص مكلف بتتبع وتوجيه وتنسيق‬
‫في تجسيد المهام المنوطة به رغم تسجيل بعض اإليجابيات بخصوص‬ ‫أنشطة شرطة المباحث الجنائية العامة ال سيما في قضايا الفساد‪.‬‬
‫محاولة نشر ثقافة حقوق اإلنسان وذلك بالخروج ببيانات دورية وتصريحات‬ ‫وعلى مستوى جهاز أمن كل والية‪ ،‬تتكفل الوحدة االقتصادية‬
‫صحفية تنبه إلى جملة من اإلنتهاكات‪ ،‬على غرار التصريح بعدم وجود‬ ‫والمالية بإجراء التحقيقات المتعلقة بقضايا الفساد‪.‬‬
‫حياة اجتماعية وسياسية في ظل حالة الطوارئ‪ ،‬واستمرار الوصاية على‬ ‫‪ -‬الدرك الوطني‪ :‬يوجد داخل المصلحة المركزية (الجهاز المركزي)‬ ‫‪ 2-2‬‬
‫الشعب في إختيار ممثليه في جميع مؤسسات الدولة كون المواطن ال‬ ‫للتحقيقات الجنائية مكتب متخصص في مكافحة الجرائم‬
‫ينتخب‪ ،‬وإنما ينتخب له‪ ،‬كما تم التنبيه عدة مرات إلى تجاوزات الشرطة‬ ‫االقتصادية والمالية‪ .‬وتتولى وحدات متخصصة تابعة لها تنفيذ‬
‫في إستعمالها للقنابل المسيلة للدموع وخراطيش المياه ناهيك‬ ‫أنشطة هذه المصلحة على الصعيد اإلقليمي‪.‬‬
‫عن العصي من أجل تفريق المتظاهرين عندما يخرجون للتعبير عن‬ ‫‪ -3-2‬المصلحة المركزية للشرطة القضائية‪ :‬للمصالح العسكرية‬
‫إحتياجاتهم بخصوص الشغل‪ ،‬والسكن وإنعدام البنية القاعدية ونقص‬ ‫لألمن التابعة لوزارة الدفاع الوطني‪ ،‬وتضطلع المصلحة بمهام‬
‫المياه والكهرباء وغالء المعيشة‪ ،‬أما اإلضرابات العمالية فقد نالت حصة‬ ‫رصد انتهاكات القانون الجنائي وقانون القضاء العسكري وجمع‬
‫األسد في تغطيتها من قبل المجتمع المدني بمؤسساته المختلفة فقد‬ ‫األدلة عنها وتعقب مرتكبيها الى حين بدء اجراء تحقيق رسمي‬
‫سجل أكثر من ‪ 9700‬إضراب عبر ‪ 10‬سنوات (‪ )2010-2000‬في القطاعات‬
‫بشأنهم‪.‬‬
‫المختلفة وعلى رأسها التربية والصحة والتعليم العالي‪ ،‬وجوبهت هذه‬
‫‪ -4-2‬الديوان المركزي لقمع الفساد‪ :‬أنشأ هذا الجهاز بموجب األمر‬
‫اإلضرابات بكل وسائل القمع‪ ،‬حيث إن عدد اإلضرابات ال يعبر في الحقيقة‬
‫رقم ‪ 05-10‬المؤرخ في ‪ 26‬أغسطس ‪ 2010‬المتمم للقانون ‪-06‬‬
‫على اإلنفتاح كما قد يبدوا للوهلة األولى وإنما يعبر عن تأزم في الوضع‬
‫‪ 01‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته حيث عرفت المادة‬
‫وعدم اإلستجابة لمطالب المضربين المتعلقة برفع األجور وتحسين ظروف‬
‫‪ 02‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 426-11‬هذا الجهاز بأنه مصلحة‬
‫العمل‪ 62.‬وخرج مع نهاية ‪ 2017‬األطباء المقيمون‪ ،‬في إضراب مفتوح عن‬
‫مركزية عملياتية للشرطة القضائية تكلف بالبحث عن الجرائم‬
‫العمل عبر كافة المستشفيات والمؤسسات الصحية ‪ ،‬بالمطالب التي‬
‫ومعاينتها في إطار مكافحة الفساد ويخضع الديوان للسلطة‬
‫دفعتهم إلى االحتجاج الدوري ألكثر من ستة أسابيع‪ ،‬ومن أهم االنشغاالت‬
‫المباشرة لوزير العدل ومنه فهو جهاز (قمعي وردعي) في نفس‬
‫المرفوعة ملف الخدمة المدنية التي يطالب األطباء المقيمون بتعديل‬
‫الوقت ويتشكل حسب المادة ‪ 06‬من المرسوم الرئاسي رقم‬
‫شامل لقوانينها‪ ،‬متسائلين كيف يلزم الطبيب وحده برد الجميل‬
‫‪ 426-11‬من‪ 59:‬ضباط وأعوان الشرطة القضائية التابعين لوزارة‬
‫للجامعة الجزائرية من دون كل الطلبة والتخصصات‪ ،‬واصفين الخدمة‬
‫العدل‪ ،‬ضباط وأعوان الشرطة القضائية التابعين لوزارة الداخلية‬
‫المدنية بـ”التمثيلية السياسية” إلسكات الشعب وإيهامهم بتوفير أطباء‬
‫مختصين له في الجنوب والمناطق النائية‪ ،‬دون توفير الوسائل الضرورية‬ ‫والجماعات المحلية‪ ،‬أعوان عموميين ذوي كفاءة في مجال‬
‫والمرافق الخاصة بالعالج سواء للطبيب إلتمام مهمته على أكمل وجه أو‬ ‫مكافحة الفساد‪ ،‬مستخدمو الدعم التقني واإلداري ‪.‬‬
‫للمريض لتلقي العالج الالزم‪ 63.‬هذا ورغم وجود المنظمات الوطنية الراعية‬ ‫ويمارس ظباط الشرطة القضائية مهامهم وفقا لقانون اإلجراءات‬
‫لحقوق اإلنسان في الجزائر مثل اللجنة اإلستشارية لحماية وترقية حقوق‬ ‫الجزائية الجزائري حيث حددت المادة ‪ 12‬منه مهامهم والمتمثلة في‬
‫اإلنسان والمرصد الوطني لحقوق اإلنسان‪ .‬فحسب تقرير األمم المتحدة‬ ‫البحث‪ ،‬والتحري في الجرائم المقرر في قانون العقوبات وجمع األدلة‬
‫السنوي لوضعية حقوق اإلنسان في الجزائر‪ ،‬تناول التقرير عدة نقاط‬ ‫والبحث عن مرتكبي الجرائم تحت إشراف وكيل الجمهورية كما نصت‬
‫‪64‬‬
‫لحقوق اإلنسان في الجزائر من أهمها‪:‬‬ ‫المادة ‪ 05‬من القانون رقم ‪ 01-02‬مهام أخرى وتتمثل في‪ :60‬جمع‬
‫المعلومات التي تسمح بالكشف عن أفعال الفساد ومكافحته‪ ،‬جمع‬
‫‪ -1‬حرية التعبير‪ :‬حرية الصحافة والتجمع الزالت مواضيع تنخر حقوق‬ ‫األدلة والقيام بالتحقيقات في وقائع الفساد وإحالة مرتكبيها للمثول‬
‫الشعب الجزائري‪ ،‬حيث لجأت السلطات على نحو متزايد إلى المحاكمات‬ ‫أمام الجهات القضائية المختصة‪ ،‬التعاون مع هيئات مكافحة الفساد‬
‫الجنائية سنة ‪ 2016‬ضد مدونين وصحفيين وإعالميين بسب التعبير‬ ‫وتبادل المعلومات بخصوص التحقيقات الجارية‪ ،‬اقتراح كل إجراء من شانه‬
‫السلمي‪ ، 65‬بإستخدام مواد من قانون العقوبات تجرم إهانة الرئيس أو‬ ‫المحافظة على سرية التحقيقات ‪.‬‬
‫إهانة مسؤولي الدولة وحاكمت أيضا نشطاء نقابيين نظموا أو دعوا‬ ‫ويعمل هذا الجهاز باستعمال عدة طرق كالترصد االلكتروني الذي‬
‫إلى مظاهرات سلمية بتهم مثل التجمهر غير المرخص‪ ،‬ينص الدستور‬ ‫نصت عليه المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 05‬والمادة ‪ 10‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪،61‬‬
‫الجزائري لعام ‪ 2016‬على أن حرية التظاهر السلمي مضمونة للمواطن في‬ ‫عن طريق اعتراض المراسالت التليفونية أو عن طريق االنترنت أو البريد‬
‫إطار القانون الذي يحدد كيفيات ممارستها‪ ،‬إال أنه عمليا تنتهك السلطات‬ ‫االلكتروني ‪ ....‬الخ‪ ،‬وهذا بعد اخذ إذن من وكيل الجمهورية (المادة ‪65‬‬
‫الجزائرية الحق في حرية التجمع بشكل روتيني من خالل مجموعة من‬ ‫مكرر‪ )5‬في حالة ما إذا كان الفعل يصنف انه جناية أو جنحة ‪ ،‬كما يسمح‬
‫القوانين‪ ،‬حيث يعاقب قانون العقوبات بالسجن سنة واحدة على تنظيم‬ ‫القانون للظباط بتسجيل األصوات من محادثات شفوية في األماكن العامة‪،‬‬
‫مظاهرة غير مرخص لها في مكان عام أو المشاركة فيها‪ ،‬أين حظرت‬ ‫أو الخاصة وكما يمكن أيضا التقاط الصور كما يمكن إجراء عملية التسرب‬
‫السلطات في العاصمة المظاهرات العامة سنة ‪ 2001‬إلى أجل غير مسمى‪،‬‬ ‫بعد اخذ إذن من وكيل الجمهورية ‪ ،‬وهذا بعد تحديد هوية الضابط الذي‬
‫تلغ السلطات الحظر عندما رفعت‬ ‫عندما كانت البالد في حالة طوارئ ولم ِ‬ ‫يقوم بهذه المهمة كما يتم تحديد أيضا مدة عملية التسريب والتي ال‬
‫حالة الطوارئ سنة ‪ ،2011‬حيث تم فرض الحظر على التجمعات بشكل‬ ‫تجاوز ‪ 04‬أشهر مع إمكانية التجديد إذا تطلبت المهمة ذلك كما يمكن‬
‫صارم على غرار إعتقال ‪ 20‬عضوا في اللجنة الوطنية لألساتذة المتعاقدين‬ ‫أيضا القيام بعمليات التسليم المراقب‪ ،‬والمتمثل في السماح بمرور‬
‫من قبل الشرطة وإحتجازهم في مراكز الشرطة لعدة ساعات‪ ،‬ثم أفرجت‬ ‫األشخاص أو المركبات الغير مشروعة عبر التراب الوطني بعلم من‬
‫عنهم دون تهم‪ ،‬وإلقاء القبض على أقارب المختفين قسرا خالل أعمال‬ ‫السلطات المختصة‪ ،‬بغية القبض على كل الشركاء في الجريمة‪.‬‬

‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 426-11‬المؤرخ في ‪ 08‬ديسمبر ‪ 2011‬المحدد لتشكيلة الديوان المركزي لقمع الفساد وتنظيمه وكيفيات سيره ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ، 68‬لسنة ‪.2011‬‬ ‫‪5 9‬‬
‫المــرسـوم الرئـاسي رقــم ‪ 426 11-‬المـؤرخ في ‪ 8‬ديـسـمـبـر‪ ،2011‬المـحـدد تشـكـيـلة الديوان الـمركزي لقمع الفساد وتنظيمه وكيفيات سيره‪ ،‬الجريدة ال ّرسم ّية للجمهور ّية الجزائر ّية‪ ،‬العدد ‪،68‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ 0‬‬
‫‪ 14‬ديسمبر ‪ .2011‬المادة ‪ .05‬ص‪.11 :‬‬
‫القانون رقم ‪ 22-06‬المؤرخ في ‪ 2006/12/10‬المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،84‬لسنة ‪2006‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ 1‬‬
‫غضبان مبروك‪ ،‬خالف نادية‪ ،‬المجتمع المدني ودوره في ترقية وحماية حقوق اإلنسان مع التطبيق على الجزائر‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬مارس ‪ ،2015‬ص‪.27 :‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ 2‬‬
‫الهام بوثلجي‪ 8 ،‬آالف طبيب مقيم في إضراب مفتوح‪ ،2017/12/23 ،‬على الرابط التشعبي‪https://www.echoroukonline.com/ :‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ 3‬‬
‫تقرير األمم المتحدة حول حقوق اإلنسان في الجزائر على الموقع اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪ 64‬‬
‫‪https://www.hrw.org/ar/world-report/2017/country-chapters/298402‬‬ ‫ ‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 12‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬


‫‪13 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫أنشطة‪ ،‬كما تعرض العديد من النشطاء النقابيين لإلنتقام بسبب تنظيم‬ ‫العنف في التسعينات وعددا من الناشطين الحقوقيين ألنهم تظاهروا‬
‫إضرابات أو المشاركة فيها‪ ،‬حيث تم توقيفهم عن عملهم دون تعويض‬ ‫في اليوم العالمي للمختفين‪ ،‬أمام اللجنة الوطنية اإلستشارية لترقية‬
‫ولم يتم توظيفهم أبدا‪ ،‬وفي سنة ‪ 2016‬أوصت منظمة العمل الدولية‬ ‫حقوق اإلنسان وحمايتها‪.‬‬
‫السلطات الجزائرية بوضع حد لممارسة منع تسجيل النقابات المستقلة‬ ‫شهدت الجزائر منذ التسعينات إنتشار صحافة مملوكة للقطاع‬
‫وإعادة جميع العمال الموقوفين أو المطرودين بسبب نشاطهم النقابي‪.‬‬ ‫الخاص‪ ،‬تتمتع بهامش معين من الحرية في إنتقاد الشخصيات العامة‬
‫وسياسات الدولة‪ ،‬حيث انهي قانون ‪ 2014‬المتعلق باألنشطة السمعية‬
‫‪ -3‬حقوق المرأة‪ :‬يكرس الدستور الجزائري مبدأ عدم التمييز على‬ ‫البصرية إحتكار الدولة الرسمي لوسائل اإلعالم المرئية والمسموعة‪،‬‬
‫أساس جنس ويطالب الدولة بإتخاذ إجراءات إيجابية لضمان المساواة في‬ ‫ومع ذلك فإن قوانين الصحافة القمعية واإلعتماد على إيرادات وإعالنات‬
‫الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين‪ ،‬وفي فبراير‪ 2016‬أقر البرلمان‬ ‫القطاع العام‪ ،‬وعوامل أخرى تحد من حرية الصحافة‪ ،‬كما حاكمت السلطات‬
‫مادة تعلن أن الدولة تعمل على ترقية التناصف بين الرجال والنساء في‬ ‫الجزائرية خالل سنة ‪ 2016‬العديد من الجزائريين بسبب التعبير‬
‫سوق التشغيل وتشجع ترقية المرأة في مناصب المسؤولية في الهيئات‬ ‫وفي سنة ‪ 2014‬جاءت الجزائر في المرتبة الثانية عربيا‪ ،‬بعد لبنان التي‬
‫واإلدارات العمومية ‪ ،‬وفي ديسمبر ‪ 2015‬إعتمد البرلمان تعديالت قانون‬ ‫رغم فقدانها خمسة مراكز‪ ،‬تبقى أول دولة عربية في مجال احترام حرية‬
‫العقوبات تجرم على وجه التحديد بعض أشكال العنف األسري يمكن أن‬ ‫الصحافة‪ ،‬واحتلت الجزائر المرتبة ‪ 121‬عالميا في مؤشر حرية الصحافة‪،‬‬
‫تصل إلى عقوبة اإلعتداء على أحد الزوجين أو الزوج السابق إلى ‪ 20‬عاما‬ ‫استنادا للتقرير السنوي لمنظمة ”مراسلون بال حدود”‪ ،‬فيما احتلت‬
‫من السجن‪ ،‬وهذا يتوقف على إصابات الضحية‪ ، ،‬تجرم التعديالت أيضا‬ ‫المرتبة ‪ 126‬سنة ‪ 66.2013‬وعن عضو الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق‬
‫التحرش الجنسي في األماكن العامة‪.‬‬ ‫اإلنسان والنائب السابق بالبرلمان‪ ،‬مصطفى بوشاشي‪ ،‬أن ”حرية التعبير‬
‫إن التعامل مع الفساد بمقاربة مبنية على أساس حقوق اإلنسان‬ ‫في الجزائر على غرار كل الحقوق والحريات في تراجع شديد”‪ ،‬مؤكدا أن‬
‫ينطلق من أن الفساد يشكل انتهاكًا واضحًا لحقوق اإلنسان ‪ ،‬ويؤدي إلى‬ ‫السلطة تستعمل القانون لمنع خلق قنوات جديدة‪ ،‬وتدفع الصحفيين‬
‫إلحاق بالغ األذى بمصالح األفراد والجماعات‪ .‬إن هذه المقاربة يمكن أن تؤدي‬ ‫للجوء إلى قنوات في الخارج موجهة للداخل‪ ،‬مضيفا أنه رغم اإلصالحات‬
‫إلى كسب التأييد لجهود مكافحة الفساد من قبل العديد من الفئات‬ ‫الجديدة إال أن المؤسسات اإلعالمية مازالت تخضع إلى ترخيص من السلطة‬
‫كنشطاء المجتمع المدني‪ ،‬والمؤسسات اإلعالمية‪ ،‬ومنظمات حقوق‬ ‫ما يجعلها تحت رحمتها‪ .‬وأكد بوشاشي أن السلطة تستغل المال‬
‫‪67‬‬
‫اإلنسان‪ ،‬بل وحتى من قبل الموظفين العموميين والبرلمانيين والقضاة‬ ‫العام في الضغط على المؤسسات اإلعالمية من خالل توزيع اإلشهار‪،‬‬
‫والمحامين ورجال األعمال‪ .‬ومن شأن هذا االهتمام أن يؤدي إلى تحسن‬ ‫وهو ما جعل الجزائر حسبه تحتل المراتب األخيرة في أغلب قضايا حقوق‬
‫أوضاع حقوق اإلنسان في الوقت نفسه‪ 70.‬ويذكر أن الجزائر من الدول‬ ‫اإلنسان‪ ،‬فالواقع القانوني والواقع الفعلي يكذب خطاب السلطة‪ ،‬ألن‬
‫القالئل التي وقعت على معظم االتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق‬ ‫دولة الديمقراطية تحترم الحريات بما فيها حرية اإلعالم‪ .68‬وأصدرت نفس‬
‫اإلنسان والطفل والمرأة والعمل‪ ،‬لكن المشكلة تكمن في جهل المواطن‬ ‫المنظمة مؤشر حرية الصحافة لعام ‪ 2018‬الذي يقيس أوضاع الصحافة‬
‫بهذه االتفاقيات وما تمنحه له من حقوق لمقاضاة منتهك حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫في ‪ 180‬بلدا حول العالم‪ ،‬فالجزائر جاءت بالمرتبة ‪ ،136‬ويوجد العديد من‬
‫ومع تالحق الكشف عن قضايا الفساد‪ ،‬يقف الشباب الجزائري في حالة‬ ‫الخطوط الحمراء في الجزائر‪ ،‬وتطرق الصحفي لمواضيع مثل الفساد أو‬
‫ذهول‪ ،‬ويشعر بحالة احتقان شديدة‪ ،‬يسأل عن سر ضياع المليارات من‬ ‫صحة الرئيس يجعله عرضة للتهديدات والمضايقات اإللكترونية واالعتقال‪.‬‬
‫يصعب من‬
‫ّ‬ ‫إيرادات بالده‪ ،‬ويستغرب سكوت الحكومة على فساد مستشر‬ ‫وتستخدم السلطات سالح الضغط المالي والسياسي على وسائل‬
‫‪69‬‬
‫مهمته في الحصول على فرصة عمل أو وحدة سكنية‪ ،‬أو حتى أسعار سلع‬ ‫اإلعالم‪ ،‬فضال عن مقاضاته‪.‬‬
‫أساسية بسعر مناسب‪ .‬فالعالقة أوال وأخيرا بين الفساد وانتهاكات حقوق‬
‫اإلنسان ليست اعتباطية‪ ،‬كنتيجة لدفع الرشوة مثال هو في المحصلة‬ ‫‪ -2‬حرية تكوين الجمعيات والنقابات‪ :‬سنت الحكومة القانون رقم ‪-06‬‬
‫النهائية انتهاك لحقوق اآلخرين في هذه المنفعة فما أدراك بمظاهر‬ ‫‪ 12‬سنة ‪ ،2012‬الذي يشترط من جميع الجمعيات‪ ،‬بما فيها تلك التي‬
‫الفساد األخرى‪.‬‬ ‫سبق تسجيلها بنجاح‪ ،‬إعادة التقدم بطلبات التسجيل والحصول على‬
‫إيصال التسجيل من وزارة الداخلية قبل أن تتمكن من العمل بشكل‬
‫ثانيا‪ -‬الفساد والتنمية البشرية في الجزائر‬ ‫قانوني في إجراء مرهق أقرب إلى تسجيل جديد‪ ،‬وحتى اآلن الجمعيات‬
‫يعتبر مؤشر التنمية البشرية مؤشر مركب يتم حسابه على أساس‬ ‫الحقوقية الرئيسية مثل الرابطة الجزائرية للدفاع على حقوق اإلنسان‬
‫معدل ثالث مؤشرات أساسية أخرى للتنمية البشرية إال وهي متوسط‬ ‫والفرع الجزائري لمنظمة العفو الدولية‪ ،‬التي قدمت طلباتها في ‪2014‬‬
‫العمر المتوقع عند الوالدة الذي يمثل قدرة الفرد على العيش حياة‬ ‫على النحو المنصوص عليه في قانون ‪ 12-06‬لم تحصل على إيصال‬
‫طويلة وبصحة جيدة و متوسط سنوات الدراسة الذي يعكس القدرة‬ ‫يثبت وجودها القانوني‪ ،‬وعدم حصول الجمعيات على إيصال يضعفها‬
‫على اكتساب المعارف إلى جانب نصيب الفرد من الدخل القومي اإلجمالي‬ ‫ويجعلها غير قادرة على فتح حساب مصرفي أو إستئجار مكتب بإسمها‬
‫الذي يحدد قدرة التمتع بمستوى معيشة الئق‪ .‬كما يقدم تقرير التنمية‬ ‫عالوة على ذلك أعضاء جمعية غير مسجلة أو تم توقيفها أوحلها يبقون‬
‫البشرية أربعة مؤشرات مؤشر التنمية البشرية المعدل بحسب درجة‬ ‫عرضة للسجن حتى ‪ 06‬أشهر للقيام بأنشطة بإسمها‪.‬‬
‫الفوارق ومؤشر التنمية الجنسانية ومؤشر الفوارق بين الجنسيين الذي‬ ‫إلى حدود التسعينات كان في الجزائر نقابة عمالية واحدة مشروعة‬
‫يركز على تمكين المرأة ومؤشر الفقر المتعدد األبعاد الذي يقيس جوانب‬ ‫فقط وهي اإلتحاد العام للعمال الجزائرين‪ ،‬وفي سنة ‪ 1990‬إعتمدت الجزائر‬
‫الفقر غير المتصلة بالدخل‪.‬‬ ‫القانون ‪ 90-14‬الذي يسمح بإنشاء نقابات مستقلة‪ ،‬كما تم إنشاء العديد‬
‫وحسب التصنيف المذكور فان مؤشر التنمية البشرية للجزائر بقي‬ ‫من النقابات المستقلة في القطاع العام‪ ،‬إال أنه في الممارسة العملية‬
‫على منحى تصاعدي منذ سنوات ‪ 2000‬حيث انتقل من ‪ 0,644‬في سنة‬ ‫قضت السلطات العامة على عمل النقابات المستقلة بطرق مختلفة فهي‬
‫‪ 2000‬إلى ‪ 0,724‬في سنة ‪ 0,732(2010‬في ‪ )2011‬و(‪ 0,737‬في سنة‬ ‫تحجب الوضع القانوني عن النقابات المستقلة التي تطلب ذلك‪ ،‬مما يعوق‬
‫‪ )2012‬و إلى ‪ 0,743‬في سنة ‪ 2014‬إذ تحصل على ثالث مراتب من ‪2010‬‬ ‫قدرتها على جمع رسوم العضوية التي تحتاج إليها اليجارمكتب وتنظيم‬

‫التقرير العالمي ‪ 2017:‬الجزائر ‪ | Human Rights Watch،‬على الرابط االلكتروني‪:‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪ 5‬‬
‫‪https://www.hrw.org/ar/world-report/2017/country.../298402‬‬ ‫ ‬
‫التقرير العالمي ‪ 2017:‬الجزائر ‪ | Human Rights Watch،‬على الرابط االلكتروني‪:‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ 6‬‬
‫‪https://www.hrw.org/ar/world-report/2017/country.../298402‬‬ ‫ ‬
‫صحيفة العرب‪ ،‬تزايد القلق من القيود المفروضة على حرية اإلعالم في الجزائر‪ ،‬على الرابط االلكتروني‪https://alarab.co.uk/ :‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ 7‬‬
‫سارة بوطالب‪ ،‬الجزائر تحتل المرتبة ‪ 121‬عالميا في مؤشر حرية الصحافة‪ ،‬استنادا للتقرير السنوي لمنظمة «مراسلون بال حدود»‪،2014/12/15 ،‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ 8‬‬
‫على الرابط التشعبي‪https://www.djazairess.com/alfadjr/293169 :‬‬ ‫ ‬
‫مؤشر حرية الصحافة‪ ،‬اعرف ترتيب بلدك‪ ،‬على الرابط التشعبي‪:‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ 9‬‬
‫‪https://www.alhurra.com/a/reporters-without-borders/433639.html‬‬ ‫ ‬
‫الفساد وحقوق اإلنسان‪ :‬مقاربة جديدة‪ ،‬على الرابط التشعبي‪http://www.alghad.com/articles/542547 :‬‬ ‫‪ 70‬‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 13‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬


‫‪14 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫الستين (‪ )60‬عالميا‪ ،‬ثم يأتي بعد ذلك مجال الصحة‪ ،‬الذي ارتقى بالجزائر‬ ‫إلى ‪ .2015‬ويتبين من خالل التقرير العالمي حول التنمية البشرية الذي‬
‫إلى المرتبة الثانية والسبعين (‪ )72‬عالميا بفضل متوسط عمر متوقع ناهز‬ ‫أعده برنامج األمم المتحدة للتنمية والذي نشر سنة ‪ ،2016‬أن الجزائر‬
‫‪ 74.8‬سنة‪ ،‬وفيما يتعلق بالتعليم‪ ،‬فإن جزءا من أحد المؤشرات إيجابي‬ ‫تواصل طريقها نحو النمو والتطور فيما يخص التنمية البشرية محرزة‬
‫للغاية بالنسبة إلى الجزائر‪ ،‬وهو “مدة التمدرس المتوقعة”‪ ،‬والذي جعل‬ ‫نتائج قوية ومالئمة‪ ،‬مما أهلها لتحسين مرتبتها‪ ،‬حيث انتقلت من‬
‫الجزائر تحتل المرتبة السادسة والخمسين (‪ )56‬عالميا‪ .‬غير أنه في مقابل‬ ‫المرتبة ‪ 93‬حسب تقرير ‪ 2014‬إلى المرتبة ‪ 83‬سنة ‪ ،2015‬معززة بذلك‬
‫ذلك‪ ،‬فإن المعيار المتعلق بـ “المدة المتوسطة للتمدرس” الذي تأثر كثيرا‬ ‫مكانتها في مجموعة البلدان ذات “التنمية البشرية العالية”؛إن تحليل‬
‫بالعامل التاريخي للسكان منذ ‪ 25‬سنة‪ ،‬قد جعل ترتيبها يتراجع‪ 71.‬هذا‬ ‫العوامل المؤدية إلى هذه القفزة النوعية يظهر أن الجزائر قد أحرزت هذا‬
‫وقد شهد مؤشر التنمية البشرية في الجزائر تطورا واضحا خالل (‪ 25‬سنة)‬ ‫األداء الجيد بفضل الجهود المبذولة السيما في مجالين‪ .‬هما‪ :‬في مجال‬
‫األخيرة أي خالل الفترة الممتدة من سنة ‪ 1980‬حتى سنة ‪ ،2014‬كما هو‬ ‫المداخيل‪ ،‬حيث بلغ الدخل الوطني اإلجمالي‪/‬للفرد الواحد ‪ 13.054‬ثالثة‬
‫موضح في الجدول رقم (‪ )04‬و الشكل رقم (‪:)03‬‬ ‫عشر دوالر بتساوي القدرة الشرائية‪ ،‬مما ّ‬
‫مكن الجزائر من احتالل المرتبة‬

‫الجدول رقم (‪ )04‬تطور مؤشر التنمية في الجزائر خالل الفترة (‪)2015 –1980‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫السنة‬

‫‪0.74‬‬ ‫‪0.74‬‬ ‫‪0.71‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪0.63‬‬ ‫‪0.56‬‬ ‫‪0.57‬‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫مؤشر التنمية البشرية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين باالعتماد على تقارير التنمية البشرية لبرامج األمم المتحدة اإلنمائي للفترة (‪.)2016-1990‬‬

‫الشكل رقم (‪ )03‬توضيحا بيانيا لتطور مؤشر التنمية في الجزائر خالل الفترة (‪)2014–1980‬‬

‫استكماال لما حققته الجزائر في مجال التنمية البشرية باعتبارها الركيزة‬ ‫حسنت الجزائر في سنة ‪ 2016‬ترتيبها في فئة البلدان التي تتوفر‬
‫الرئيسية للتنمية وإحداث نمو اقتصادي مستديم‪ .‬ومن خالل االعتمادات‬ ‫فيها شروط حياة حسنة بالتقدم بدرجة واحدة في قائمة التنمية‬
‫‪73‬‬
‫المخصصة لهذا البرنامج نالحظ بأنه ركز على األهداف التالية‪:‬‬ ‫البشرية التي يعدها برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪ .‬ويلعب كل من‬
‫‪ -‬التركيز على التنمية البشرية باعتبارها ركيزة أساسية لهذا البرنامج‪.‬‬ ‫التعليم والصحة والدخل دورا أساسيا في تحقيق مستويات عليا من‬
‫‪ -‬التركيز على المنشآت األساسية وقطاع األشغال العمومية‪.‬‬ ‫التنمية البشرية واعتبرت الجزائر واحدة من الدول التي أولت اهتماما‬
‫‪ -‬تحسين الخدمة العمومية فخصصت لهذا البند نسبة ‪ %8.16‬من‬ ‫كبيرا للمجاالت الثالثة‪ ،‬وذلك من خالل مجانية كل من التعليم والصحة‪.‬‬
‫حجم البرنامج‪ ،‬وهذا ألنها في مجملها متعلقة بجانب التسيير وليس‬ ‫فبالنسبة للتعليم فعدد المتمدرسين في تزايد مستمر عموما وهذا‬
‫االستثمار في البناء والتشييد‪.‬‬ ‫يعود لالهتمام الذي أولته الدولة الجزائرية للقطاع بالدرجة األولى كما‬
‫‪ -‬المساهمة في دعم التنمية االقتصادية فإن حجم المخصصات لهذا‬ ‫أن مجانية التعليم في الجزائر لها دور كبير كذلك في النتائج التي تم‬
‫البند لم يكن كبيرا حيث مثل ‪ %7.67‬من حجم البرنامج اإلجمالي‪ ،‬كما‬ ‫التوصل إليها‪ .‬هذا وقد خصصت الجزائر أغلفة مالية لم يسبق لبلد سائر‬
‫تم التركيز في هذا المجال على قطاع الفالحة وتحديث المؤسسات‬ ‫في طريق النمو أن خصصها حتى اآلن‪ ،‬لدعم التنمية الشاملة للبالد خالل‬
‫العمومية‪ ،‬ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬ ‫مخططاتها التنموية من سنة ‪ 2001‬إلى غاية سنة ‪ ،2014‬حيث خصصت‬
‫‪ -‬البرنامج لم يغفل ملف البطالة حيث خصصت له نسبة ‪%1.76‬‬ ‫‪ 204.2‬مليار د‪.‬ج‪ .‬وجهت للتنمية المحلية والبشرية في مخصصات‬
‫من البرنامج اإلجمالي ألجل مكافحة البطالة‪ ،‬وذلك من خالل إدماج‬ ‫المخطط المالي لدعم اإلنعاش االقتصادي (‪ )2004-2001‬بنسبة ‪%38.2‬‬
‫حاملي شهادات التعليم العالي والتكوين المهني‪ ،‬وكذا استحداث‬ ‫من مجموع الغالف المالي للفترة‪ ،‬وخصصت ‪ 51.908‬مليار دج لتحسين‬
‫مؤسسات ونشاطات مصغرة‪ ،‬باإلضافة إلى التشغيل المؤقت‪.‬‬ ‫ظروف معيشة السكان أي بنسبة ‪ %45.41‬خالل البرنامج الموالي برنامج‬
‫‪ -‬البرنامج دعم البحث العلمي والتكنولوجيات الجديدة لالتصال‬ ‫دعم النمو للفترة (‪ ،)2009-2005‬وخصصت بعدها في برنامج توطيد‬
‫حيث خصصت له ‪ 250‬مليار د‪.‬ج (‪ % 1.22‬من حجم البرنامج)‪ ،‬حيث‬ ‫النمو االقتصادي (‪ )2014-2010‬حوالي ‪ 10122‬مليار دج بنسبة ‪%49.59‬‬
‫تم تخصيص ‪ 100‬مليار د‪.‬ج لتطوير البحث العلمي و ‪ 50‬مليار د‪.‬ج‬ ‫من مجموع اعتمادات البرنامج للتنمية البشرية‪ .‬حيث أولى أهمية كبيرة‬
‫للتجهيزات الموجهة لتعميم اإلعالم اآللي ضمن كامل المنظومة‬ ‫للتنمية البشرية‪ 72،‬حيث خصص لها تقريبا نصف قيمة البرنامج‪ ،‬وذلك‬

‫‪ 71‬الموقع اإللكتروني للمجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪http://www.cnes.dz/ar/?p=1422 ،‬‬


‫‪ 7 2‬ركزا البرنامجين السابقين (‪ 2004-2001‬و‪ )2010-2005‬على البنية األساسية والمنشآت القاعدية بالدرجة األولى‪ ،‬لتأتي بعدها التنمية البشرية‪.‬‬
‫‪ 7 3‬بيان اجتماع مجلس الوزراء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.02:‬‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 14‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬


‫‪15 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫فرع منظمة الشفافية الدولية بالجزائر أن الصيغ االقتصادية التي تعتمدها‬ ‫التربوية ومنظومة التعليم والتكوين‪ ،‬باإلضافة إلى ‪ 100‬مليار د‪.‬ج‬
‫الحكومة في مختلف القطاعات على أساس التنمية والتطوير ال يمكنها‬ ‫إلقامة الحكامة االلكترونية‪.‬‬
‫إال أن توسع دائرة الفقر في الجزائر ووصف السياسات المتبعة بسياسات‬ ‫وفعال في السنوات األخيرة شهدت حياة المجتمع الجزائري بعض‬
‫تفقير المواطنين‪ ،‬فسوء التسيير والفساد وانعدام النقاش بشأن كيفية‬ ‫النمو واالنجازات في ميادين عديدة بما فيها تحسين صحة الناس‬
‫تسيير الثروة والالشفافية في إدارة شؤون المواطنين سيؤدي حتما‬ ‫وتمكينهم من الوصول للمياه الصالحة للشرب والسكن الالئق ومع ذلك‬
‫إلى مزيد من الفقر وسط شرائح المجتمع‪ .‬وقد وصف الجزائر بأنها بلد‬ ‫بقيت المنظومة الصحية الجزائرية تعد األسوأ بالمقارنة مع جارتيها تونس‬
‫مصدر لثالثية مهمة هي الثروة والرأسمال البشري والرأسمال المالي فكل‬ ‫والمغرب رغم الميزانيات الضخمة المرصودة لتحسين الرعاية الصحية‪،‬‬
‫‪100‬خبير جزائري في الخارج مقابل خبير أجنبي واحد في الجزائر نتيجة‬ ‫وأوضحت العديد من الدراسات للمنظمة العالمية للصحة بأن الخلل في‬
‫هروب الكفاءات أما تصدير النفط فما قيمته ‪100‬دوالر تستورد مقابله ‪250‬‬ ‫الجزائر يعود لسوء التسيير حيث أغلب النفقات توجه للتجهيزات على‬
‫دوالر وأن كل دوالر يدخل الخزينة يرافقه خروج ‪ 30‬دوالر وعزا الخلل إلى‬ ‫حساب التكوين للموارد البشرية بجانب تنامي األمراض من ارتفاع الضغط‬
‫سوء التسيير والفساد وعوامل أخرى تتصل بالحكم غير الراشد‪.76‬‬ ‫واألمراض القلبية والسرطان وأمراض التنفس المزمنة ‪....‬وزاد الوضع سوءا‬
‫إن المحصلة التي نصل إليها في نهاية هذا التحليل آلثار الفساد‬ ‫ضعف الحصص من األدوية المماثلة في السوق المحلية رغم إفراط الجزائر‬
‫هي التأكيد على أن مفهوم الفساد نقيض لمفهوم التنمية البشرية‬ ‫في استيراد األدوية لسد ضعف تغطية اإلنتاج المحلي لهذه السوق‪.‬‬
‫المستديمة‪ ،‬فالفساد يؤثر سلبا على دخل الفرد ويعيق النمو االقتصادي‬
‫من خالل تشجيعه لألنشطة الطفيلية‪ ،‬كما أن انتشار الفساد دليل على‬ ‫‪ -1‬تطور الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫عدم تحقق الحكم الجيد وغياب الشفافية في إدارة الشأن العام‪ ،‬ومؤشر‬ ‫إن مؤشر الناتج المحلي اإلجمالي يعتبر أداة أساسية لقياس مستوى‬
‫الموازنة المفتوحة بالنسبة للجزائر يؤكد على ذلك بشدة‪.‬‬ ‫المعيشة في الدول‪ ،‬فقد حقق معدل النمو االقتصادي تطورا متباطأ منذ‬
‫سنة ‪ 2015‬مع انخفاض أسعار النفط العالمية منذ النصف الثاني من عام‬
‫‪ -2‬مؤشر الموازنة المفتوحة‬ ‫‪ .2014‬في ظل اعتماد اقتصاد البالد بقوة على العائدات النفطية‪ ،‬حيث‬
‫والمؤشر هو تحليل ومسح شامل لتقييم ما إذا كانت الحكومات المركزية‬ ‫تشكل مبيعات النفط والغاز ‪ 60‬في المائة من الميزانية‪ ،‬و‪ 95‬في المائة‬
‫تقدم للناس معلومات عن الموازنة وتتيح الفرصة للمشاركة في مراحل‬ ‫من إجمالي الصادرات‪ .‬حيث تتطلع الحكومة الجزائرية إلى تحقيق معدالت‬
‫إعداد الموازنة وهو ما يحدد شفافية الموازنة‪ .‬ويستخدم مسح الموازنة‬ ‫نمو للناتج المحلي اإلجمالي خالل ‪ 2018‬بنسبة (‪ )٪4‬وفق مشروع الموازنة‪.‬‬
‫المفتوحة معايير مقبولة دوليا وضعتها منظمات متعددة األطراف من‬ ‫ويمثل النمو المتوقع للعام الجديد تقريبا ضعف معدل النمو المسجل‬
‫مصادر‪ ،‬مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون االقتصادي والتنمية‬ ‫خالل سنة ‪ 2017‬أي استقر عند نحو (‪ ،)٪2‬متباطئا من نمو بلغ (‪ )٪3.3‬في‬
‫‪74‬‬
‫والمنظمة الدولية ألجهزة الرقابة العليا والمبادرة العالمية للشفافية‬ ‫سنة ‪ ،2016‬بسبب تراجع أداء قطاع الطاقة‪.‬‬
‫المالية‪ .‬وهي عبارة عن أداة بحثية معتمدة على الحقائق تهدف إلى تقييم‬ ‫عما الجزائر ووصال أكبر المؤسسات سوناطراك‬ ‫فالفساد والرشوة ّ‬
‫ما يحدث في الممارسة العملية من خالل الظواهر التي يمكن مالحظتها‬ ‫والبنوك‪ ،‬حيث أن مليارات الدوالرات امتصها الفساد بدال من إنفاقها على‬
‫بسهولة‪ .77‬واستغرقت عملية البحث الكاملة تقريبا ‪ 18‬شهرا في الفترة‬ ‫المرافق العامة‪ ،‬مما جعل الفساد والرشوة يؤثران على حقوق المواطنين‪،‬‬
‫ما بين أوت ‪ 2016‬وحتى يناير ‪ 2018‬واشترك فيها قرابة ‪ 300‬خبير من‬ ‫وأن غياب محاسبة المسؤولين وانتشار الرشوة يجعالن المواطن البسيط‬
‫‪ 115‬دولة‪ .‬يعمل مسح الموازنة المفتوحة لعام ‪ 2017‬على تقييم األحداث‬ ‫يحجم عن اإلبالغ عن الفساد خوفا من أن يصبح الضحية‪ .75‬وإن األغلفة المالية‬
‫أو األنشطة أو التطورات التي حدثت حتى ‪ 31‬ديسمبر ‪ .2016‬وقد تمت‬ ‫للبرامج التنموية في المخططات السابقة أكسبت الجزائر مع الفساد الذي‬
‫مراجعة المسح إلى حد ما عن إصدار ‪ 2015‬من أجل عكس الوسائل‬ ‫استفحل في اإلدارة العمومية للمشاريع الكبرى صفة التنمية الجزئية بدل‬
‫المتطورة لنشر معلومات الموازنة وتقوية االستجوابات الفردية عن‬ ‫التنمية الشاملة والتنمية المادية عوض التنمية اإلنسانية فأضحت األقلية‬
‫مشاركة العامة والرقابة على الموازنة‪ .‬ويمكن االطالع على مناقشة هذه‬ ‫تملك والغالبية تعيش حالة الفقر‪ ،‬وهو ما عكسه جليا ترتيب الجزائر‬
‫التغييرات في التقرير العالمي لمسح الموازنة المفتوحة وغالبا ما يتم‬ ‫بين الدول األكثر فسادا والذي يعكس وجود أوضاع سياسية واقتصادية‬
‫دعم الردود على المسح من خالل االستشهاد والتعليقات‪ .‬وقد يتضمن‬ ‫واجتماعية وثقافية غير سليمة تشكل المناخ الذي ينمو فيه الفساد‬
‫هذا اإلشارة إلى الوثيقة العامة‪ ،‬أو البيان الرسمي من قبل الحكومة‪ ،‬أو‬ ‫بكل أشكاله بسرعة‪ .‬فبالرغم من األموال الطائلة التي خصصت لتدعيم‬
‫تعليقات من المقابلة المباشرة مع مسؤول حكومي أو أي أطراف تمتلك‬ ‫التنمية ولرفع المستوى المعيشي للسكان‪ ،‬إال أن الواقع يعكس صورة‬
‫المعلومات‪ .‬يعطي مؤشر الموازنة المفتوحة مجموعا للدول من صفر‬ ‫مغايرة تمثلت في زيادة عدد الفقراء وارتفاع معدالت الجريمة واستشراء‬
‫إلى ‪ ،100‬حيث يشير المجموع من ‪ 81‬إلى ‪ 100‬على الدولة التي تقدم‬ ‫الرشوة ‪...‬مما انعكس سلبا على مسار التنمية في البالد‪ .‬فاالعتماد على‬
‫معلومات شاملة في وثائق موازنتها‪ ،‬أما المجموع ‪ 61‬إلى ‪ 80‬فيشير‬ ‫االقتصاد الريعي جعل من الدولة أداة وظيفتها توزيع المنافع على أفراد‬
‫إلى تقديم معلومات مهمة‪ ،‬أما المجموع ‪ 41‬إلى ‪ 60‬فيشير إلى تقديم‬ ‫المجتمع وتحدد دورها كمؤسسة لتوزيع المنافع على أفراد المجتمع‪ .‬ولقد‬
‫معلومات قليلة‪ ،‬أما المجموع من ‪ 21‬ال‪ 40‬فيشير إلى تقديم حد ادني من‬ ‫ساهم الريع النفطي في الجزائر في خلق عقلية ريعية لدى النخبة الحاكمة‬
‫المعلومات‪ ،‬بالمقابل المجموع من ‪ 00‬إلى ‪ 20‬فيدل على تقديم معلومات‬ ‫وصارت لديه نظرة خاصة للعائد دون أي جهد‪ ،‬وبكل الطرق مهما تكن‬
‫شحيحة أو عدم تقديم أي معلومات على اإلطالق‪ .‬والشكل الموالي يوضح‬ ‫مشروعة أو غير مشروعة وما فضيحة سوناطراك إال خير دليل على ذلك‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫مستويات المؤشر في الجزائر‪.‬‬ ‫وفي نفس السياق أكد السيد بن بيتور في ندوة حول الفقر نظمها‬

‫وجدي األلفي‪ ،‬النمو االقتصادي في الجزائر يتباطأ إلى ‪ 2.2‬بالمئة في ‪ ،2017‬وكالة رويترز اإلخبارية‪ 15 ،‬مارس ‪ ،2018‬على الرابط التشعبي‪:‬‬ ‫‪7 4‬‬
‫‪https://ara.reuters.com/article/businessNews/idARAKCN1GR265‬‬ ‫ ‬
‫بوشاشي رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق اإلنسان في مداخلته ملتقى حول الفساد وحقوق اإلنسان بالجزائر ((الجزيرة نت)‪ ،‬على الرابط التشعبي‪:‬‬ ‫‪ 75‬‬
‫‪http://www.aljazeera.net/news/humanrights/‬‬ ‫ ‬
‫وارث محمد‪ ،‬الفساد وأثره على الفقر‪ :‬إشارة إلى حالة الجزائر‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬دورية أكاديمية متخصصة في العلوم السياسية والقانونية تصدر عن جامعة قاصدي مرباح‬ ‫‪7 6‬‬
‫بورقلة‪  ،‬العدد الثامن‪ /‬جانفي ‪ ،2013‬ص ص‪.99-98 :‬‬
‫المنظمة الدولية للشراكة الميزانياتية‪ ،‬مسح الموازنة المفتوحة لعام ‪ 2017‬ملخص تنفيذي‪ ،‬ص‪ ،07 :‬على الرابط التشعبي‪:‬‬ ‫‪ 77‬‬
‫‪https://www.internationalbudget.org/wp-content/uploads/open-budget-survey-2017-executive-summary-arabic.pdf‬‬ ‫ ‬
‫‪ 85-‬المنظمة الدولية للشراكة الميزانياتية‪ ،‬مسح الموازنة المفتوحة للجزائر ‪ ،2017‬يناير ‪ ،2018‬ص ص‪.03-01 :‬‬ ‫‪7 8‬‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 15‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬


‫‪16 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫الشكل رقم(‪ )04‬تطور مؤشر الميزانية المفتوحة في الجزائر للفترة (‪)2017-2008‬‬


‫‪100‬‬
‫ﻣﻜﺜﻔﺔ‬
‫‪80‬‬
‫ﺿﺨﻤﺔ‬
‫‪60‬‬
‫ﻣﺤﺪود‬
‫‪40‬‬
‫أدﻧﻰ ﺣﺪ‬
‫‪19‬‬
‫‪20‬‬
‫‪13‬‬
‫ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻓﻲ‬ ‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫أو ﻣﻌﺪوم‬
‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2017‬‬
‫المصدر‪ :‬المنظمة الدولية للشراكة الميزانياتية‪ ،‬على الرابط التشعبي بتاريخ ‪2015/08/13‬‬
‫‪https://www.internationalbudget.org/open-budget-survey/results-by-country/country-info/?country=dz‬‬

‫التي تقدم معلومات شحيحة‪ .‬ومنذ عام ‪ ،2015‬قامت الجزائر بتقليل إتاحة‬ ‫نشرت المنظمة الدولية للشراكة الميزانياتية (‪ ،)IBP‬بتاريخ ‪ 30‬يناير‬
‫معلومات الموازنة عن طريق إنتاج مقترح الموازنة للسلطة التنفيذية‬ ‫‪ ،2018‬نتائج التحقيق حول الموازنة المفتوحة برسم سنة ‪ .2017‬وتفيد‬
‫ألغراض االستخدام الداخلي فقط‪ ،‬وعدم إنتاج التقارير الدورية‪ ،‬وعالوة‬ ‫نتائج التحقيق لسنة ‪ ،2017‬بأن تنقيط الجزائر عرف تدهورا ملموسا‬
‫على ذلك‪ ،‬فشلت الجزائر في توفير البيان التمهيدي للموازنة للجمهور‪،‬‬ ‫بالمقارنة مع سنة ‪ ،2015‬حيث تأخر بستة عشرة نقطة من ‪ 19‬نقطة سنة‬
‫إنتاج المراجعة نصف السنوية والتقرير السنوي وتقرير المراجعة‪ ،‬ولكن لم‬ ‫‪ 2015‬إلى ‪ 03‬نقطة سنة ‪ ،2017‬وتعد درجة الجزائر المقدرة بنحو ‪ 3‬من أصل‬
‫تتم إتاحة هذه الوثائق للجمهور‪ ،‬عدم إنتاج ميزانية المواطنين‪ ،‬والشكل‬ ‫‪ 100‬أقل إلى حد كبير من متوسط الدرجة العالمي المقدر بنحو ‪ 42‬درجة‪،‬‬
‫الموالي يوضح التدهور بالتفصيل‪.‬‬ ‫كما أن تقييم الجزائر يضعها دوما في الفئة األخيرة في تصنيف الدول‬

‫الشكل رقم(‪ )05‬إتاحة وثائق الموازنة للعامة في الجزائر للفترة (‪)2017-2008‬‬

‫‪2017‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫الوثيقة‬


‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫البيان التمهيدي للموازنة‬

‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫مقترح الموازنة للسلطة التنفيذية‬

‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫الموازنة المقررة‬

‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫موازنة المواطنين‬

‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫التقارير الدولية‬

‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫المراجعة نصف السنوية‬

‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫تقرير نهاية العام‬

‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫تقرير المراجعة‬

‫لم يتم إنتاجها‬ ‫●‬ ‫متاحة للجمهور‬ ‫●‬


‫● تم النشر في توقيت متأخر أو لم يتم إنتاجها عبر اإلنترنت أو تم إنتاجها لألغراض الداخلية فقط‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬المنظمة الدولية للشراكة الميزانياتية‪ ،‬على الرابط التشعبي بتاريخ ‪2015/08/13‬‬
‫‪https://www.internationalbudget.org/open-budget-survey/results-by-country/country-info/?country=dz‬‬

‫المرسوم الخاص بتشكيل الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد‬ ‫أوصت المنظمة الدولية للشراكة الميزانياتية الجزائر على وجوب إعطاء‬
‫ومكافحته صدر في نوفمبر ‪ 2006‬والهيئة لم يتم تفعيلها وتعيين‬ ‫األولوية لإلجراءات التالية لتحسين شفافية الموازنة وذلك بنشر مقترح‬
‫أعضائها إلى غاية نوفمبر ‪ 2010‬وباشرت مهامها في ‪ 03‬جانفي ‪.2011‬‬ ‫الموازنة الخاص بالسلطة التنفيذية عبر اإلنترنت‪ ،‬مع ضرورة نشر بيان‬
‫استمرار هيمنة الدولة على النشاط االقتصادي وازدياد نفقاتها مما‬ ‫‪ -‬‬ ‫تمهيدي للموازنة‪ ،‬ومراجعة نصف سنوية وتقرير في نهاية العام‪ ،‬وتقرير‬
‫يضاعف فرص الفساد‪ ،‬وغياب القطاع الخاص الذي هو أيضا ليس‬ ‫مراجعة عبر اإلنترنت‪ ،‬إضافة إعداد ونشر تقارير دورية وموازنة المواطنين‪.‬‬
‫بعيدا عن الفساد‪.‬‬
‫نقص الشفافية في الهيئات والمؤسسات العمومية والتكتم على‬ ‫‪ -‬‬ ‫المحور الخامس‪ :‬الفساد في اإلدارة الجزائرية بين أسباب‬
‫المعلومات المالية بحجة أسرار المهن وبالتالي يصعب مراقبتها أو‬ ‫استمراره وآليات الحكم الراشد للحد منه‬
‫محاسبتها أو تتبعها من المجتمع المدني‪.‬‬
‫عدم وجود ضمانات كافية لألشخاص أو للمؤسسات التي تبلغ عن‬ ‫‪ -‬‬ ‫أوال‪ -‬أسباب استمرار الفساد في اإلدارة الجزائرية‬
‫حاالت الفساد‪.‬‬ ‫رغم ما سعت إليه الجزائر من خالل اإلجراءات التشريعية واإلصالحية لعدة‬
‫عدم االستقاللية التامة للقضاء وللهيئات الرقابية الموجودة مما‬ ‫‪ -‬‬ ‫قطاعات للتخفيف من وطأة الفساد اإلداري إال أن هناك العديد من األسباب‬
‫يعيق عملها بسبب الضغوط سواء من أصحاب النفوذ أو من طرف‬ ‫التي تنقسم بين قصور التشريعات أو تعود لاللتزام بتلك التشريعات‪:‬‬
‫السلطة التنفيذية‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫‪ -‬عدم التطبيق الفعلي لقوانين مكافحة الفساد ونقص الردع‪ ،‬فمثال‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 16‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬


‫‪17 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫ثانيا‪ -‬إرساء مبادئ الحكم الراشد للحد من الفساد‬ ‫عدم إشراك المجتمع المدني والهيئات المستقلة في تعزيز الشفافية‬ ‫‪ -‬‬
‫قامت السلطات الجزائرية خالل السنوات األخيرة بتعديل وتكييف‬ ‫ومكافحة الفساد‪.‬‬
‫منظومتها القانونية من أجل مكافحة ظاهرة الفساد‪ ،‬وهذا قصد‬ ‫ضعف الرقابة التشريعية مثل عدم إجبار البرلمان الحكومة بتقديم‬ ‫‪ -‬‬
‫تحسين الصورة السيئة عن بيئة األعمال وتشجيع االستثمار‪ .‬وإن إصدار‬ ‫دوري لقانون ضبط الميزانية وهو حق يضمنه له الدستور‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 01-06‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته يعتبر تتويجا‬ ‫الطفرة المالية التي تمتعت بها الجزائر في العشرية األخيرة نتيجة‬ ‫‪ -‬‬
‫إلجراءات مطابقة القانون الجزائري مع مضمون اتفاقية األمم المتحدة‬ ‫ارتفاع األسعار فسهلت المخططات التنموية الكبيرة التي خلقت‬
‫التي صادقت عليها الجزائر في سنة ‪ ،2004‬ومع ذلك تبقى العبرة في‬ ‫مشاريع وزعت بين الشركات الوطنية واألجنبية وكثرت المنافسة‬
‫الملموس وهو اتساع دائرة الفساد الشيء الذي يؤكد على عدم تنفيذ‬ ‫التي رافقتها الرشاوى وزيادة الفساد بصفة عامة‪.‬‬
‫التشريعات والقوانين بشكل جدي‪ .‬والجدول رقم (‪ )05‬يبين تطور‬ ‫نقص في حرية الصحافة واإلعالم خاصة المرئي الذي له تواصل كبير‬ ‫‪ -‬‬
‫مؤشرات الحكم الراشد في الجزائر خالل الفترة (‪ )2015-2003‬حسب ما‬ ‫مع المواطنين‪.‬‬
‫يصدره البنك الدولي‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ )05‬تطور مؤشر الحكم الراشد في الجزائر للفترة (‪)2016-2003‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫المؤشر‬

‫‪-0.88‬‬ ‫‪-0.84‬‬ ‫‪-0.84‬‬ ‫‪-0.89‬‬ ‫‪-0.91‬‬ ‫‪-1.00‬‬ ‫‪-1.02‬‬ ‫‪-1.04‬‬ ‫‪-0.98‬‬ ‫‪-0.98‬‬ ‫‪-0.92‬‬ ‫‪-0.72‬‬ ‫‪-0.80‬‬ ‫‪-1.08‬‬ ‫التعبير والمساءلة‬

‫‪-1.14‬‬ ‫‪-1.09‬‬ ‫‪-1.19‬‬ ‫‪-1.20‬‬ ‫‪-1.33‬‬ ‫‪-1.36‬‬ ‫‪-1.26‬‬ ‫‪-1.20‬‬ ‫‪-1.09‬‬ ‫‪-1.15‬‬ ‫‪-1.13‬‬ ‫‪-0.92‬‬ ‫‪-1.36‬‬ ‫‪-1.75‬‬ ‫االستقرار السياسي‬

‫‪-0.54‬‬ ‫‪-0.50‬‬ ‫‪-0.48‬‬ ‫‪-0.53‬‬ ‫‪-0.53‬‬ ‫‪-0.56‬‬ ‫‪-0.48‬‬ ‫‪-0.58‬‬ ‫‪-0.63‬‬ ‫‪-0.57‬‬ ‫‪-0.47‬‬ ‫‪-0.47‬‬ ‫‪-0.57‬‬ ‫‪-0.61‬‬ ‫فاعلية الحكومة‬

‫‪-1.17‬‬ ‫‪-1.17‬‬ ‫‪-1.28‬‬ ‫‪-1.17‬‬ ‫‪-1.28‬‬ ‫‪-1.19‬‬ ‫‪-1.17‬‬ ‫‪-1.07‬‬ ‫‪-0.79‬‬ ‫‪-0.62‬‬ ‫‪-0.57‬‬ ‫‪-0.38‬‬ ‫‪-0.54‬‬ ‫‪-0.52‬‬ ‫نوعية التنظيم‬

‫‪-0.85‬‬ ‫‪-0.87‬‬ ‫‪-0.77‬‬ ‫‪-0.69‬‬ ‫‪-0.77‬‬ ‫‪-0.81‬‬ ‫‪-0.78‬‬ ‫‪-0.79‬‬ ‫‪-0.74‬‬ ‫‪-0.77‬‬ ‫‪-0.71‬‬ ‫‪-0.75‬‬ ‫‪-0.62‬‬ ‫‪-0.59‬‬ ‫سيادة القانون‬

‫‪-0.69‬‬ ‫‪-0.66‬‬ ‫‪-0.60‬‬ ‫‪-0.47‬‬ ‫‪-0.50‬‬ ‫‪0.54-‬‬ ‫‪-0.52‬‬ ‫‪-0.58‬‬ ‫‪-0.59‬‬ ‫‪-0.56‬‬ ‫‪-0.52‬‬ ‫‪-0.48‬‬ ‫‪-0.68‬‬ ‫‪0.69‬‬ ‫السيطرة على الفساد‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين بناءا على معطيات البنك الدولي على الرابط التشعبي‪http://info.worldbank.org/governance/wgi/#reports :‬‬

‫اإلشكال في الممارسة والتطبيق‪ ،‬أما عن المؤشر األخير المتمثل في‬ ‫مؤشرات الحكم الراشد الستة تتراوح تقديراتها ما بين (‪ -2.5‬و‪)+2.5‬‬
‫السيطرة على الفساد فنالحظ تصاعد منحاه السلبي خالل فترة الدراسة‬ ‫والقيم العليا هي األفضل‪ ،‬وبالنسبة للجزائر من خالل النظرة األولى‬
‫مما يعكس انتشار الظاهرة واستفحالها في االقتصاد الوطني بمختلف‬ ‫يتضح لنا أن جميع المؤشرات سالبة ومنخفضة مما يعطينا محصلة‬
‫أشكالها ومستوياتها حيث نجد ذروتها بلغت (‪ )-0.69‬في سنة ‪2016‬‬ ‫للحكم الراشد جد ضعيف‪ ،‬ومن خالل التمعن في كل مؤشر على حدى‬
‫بعد التحسن الطفيف بقيمة (‪ )-0.47‬في سنة ‪.2013‬‬ ‫يتضح لنا أن مؤشر حق التعبير والمساءلة تراوح ما بين أدنى قيمة (‪)-1.04‬‬
‫إن تحقيق العدالة وتأسيس الحكم الراشد نابع عن التحول‬ ‫في سنة ‪ 2009‬وأفضلها (‪ )-0.72‬في سنة ‪ 2005‬مما يفسر نقص حرية‬
‫الديمقراطي ومحاربة الفساد والمساواة في تلبية الحاجات األساسية‪،‬‬ ‫التعبير وغياب المساءلة بشكل مستمر رغم التحسن الضعيف منذ‬
‫وله رؤية إستراتيجية واضحة وشاملة بسبب المشاركة الشعبية‪ ،‬وأن‬ ‫سنة ‪ ،2011‬وهذا ما يفسر تفشي الفساد وانخفاض حق التعبير‪ .‬أما عن‬
‫يهتم بكل ما يظهر في الصحف وأجهزة اإلعالم ومن األحزاب ومنظمات‬ ‫مؤشر االستقرار السياسي فهو األخر يسجل في مستويات ضعيفة كان‬
‫المجتمع‪ ،‬ويشدد على مكافحة الفساد‪ ،‬مع االستفادة من معالم التوجه‬ ‫أفضلها (‪ )-0.92‬سنة ‪ 2005‬في حين كان أسوؤها على اإلطالق (‪)1.36‬‬
‫االيجابي الدولي نحو العولمة في بناء نظام سياسي ديمقراطي قائم‬ ‫في سنة ‪ 2011‬رغم ما تشهده الدولة من استقرار أمني ومحاربة الجريمة‬
‫على شرعية حقيقية السيما في ما يتعلق بحقوق اإلنسان وإشراك الطبقة‬ ‫العابرة للحدود في ظل ما تعرفه الدول المجاورة من اضطرابات سياسية‬
‫السياسية والمجتمع المدني والمرأة في مسمى دولة الحق والقانون‪،‬‬ ‫وأمنية خطيرة وبقاء التهديد اإلرهابي متواصل‪ .‬أما عن المؤشر الثالث‬
‫وأنظمة الشفافية والمحاسبة والمساءلة باعتبارها عنصرا مهما في‬ ‫المتمثل في مؤشر فاعلية الحكومة الذي يتم جمعه من خالل كفاءة‬
‫‪79‬‬
‫تأسيس الحكم الراشد‪.‬‬ ‫الجهاز البيروقراطي‪ ،‬استقاللية اإلدارة من الضغوط السياسية‪ ،‬نوعية‬
‫إذن فرغم كل التشريعات التي صدرت للوقاية من الفساد ومكافحته‬ ‫الخدمات العامة‪ ،‬نوعية صياغة السياسات ومصداقية الحكومة في االلتزام‬
‫في الجزائر‪ ،‬لم ترقى مؤشرات الحكم الراشد طوال الفترة (‪)2015-2003‬‬ ‫بتطبيقها‪ ،‬فتقييمه ال تختلف عن سابقيه فأضل مستوياته كانت (‪)-0.47‬‬
‫إلى الوضع الجيد وتعود األسباب في ذلك الستمرار تفشي الفساد في‬ ‫سنتي ‪ 2005‬و‪ 2006‬مما يعكس فشل الحكومات المتتالية وعدم‬
‫الجزائر رغم تكتم السلطات الرسمية عن قضايا الفساد‪ ،‬إال أن ما تنشره‬ ‫قدرتها على تحقيق أهداف التنمية خالل العقدين األخيرين‪ .‬كما يعكس‬
‫الصحف يوميا دليل على تفشي الفساد بين المسؤولين في الدولة‬ ‫مؤشر سيادة القانون المستويات الضعيفة للعدالة رغم أن تقييم هذا‬
‫وفي كل القطاعات الحيوية في البالد ويعود السبب في ذلك بالدرجة‬ ‫المؤشر كان أفضل من باقي المؤشرات األخرى حيث تراوح تقييمه ما بين‬
‫األولى إلى عدم االلتزام الكلي بتطبيق قوانين وتشريعات مكافحة‬ ‫(‪ -0.59‬و‪ )-0.87‬وهو ما يعكس حجم اإلصالحات التشريعية والقانونية‬
‫الفساد‪.‬‬ ‫التي شهدتها البالد وعصرنة العدالة وتنمية الموارد البشرية لكن يبقى‬

‫‪ 79‬عبد الرزاق موالي لخضر وبوزيد السايح‪ ،‬فاعلية سياسات الحكم الراشد في الحد من الفساد بالجزائر‪ ،‬المجلة الجزائرية للتنمية االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،07‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪،‬‬
‫ديسمبر ‪ ،2017‬ص ص‪(. 285-283 :‬بتصرف)‪.‬‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 17‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬


‫‪18 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫وجود مجتمع مدني قوي وملتزم أو ثقافة نزاهة في مؤسسات الدولة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬أهم السياسات المقترحة لعالج وتقليل ظاهرة الفساد اإلداري‬
‫وبالمثل‪ ،‬فإن النشاط المدني لمكافحة الفساد تلزمه المساعدة من‬
‫إطار قانوني قوي ونظام سياسي منفتح لتحقيق أهدافه‪.‬‬ ‫‪ -1‬توفير البيئة الوقائية‪ :‬ومن أهم التدابير مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬ووفقًا لما ذُ كر أعاله‪ ،‬فإن المعركة ضد الفساد‪ ،‬شأنها في ذلك شأن‬ ‫‪ -‬الحد من االحتكار في أي نوع من أنواع األنشطة االقتصادية فاالحتكار‬
‫المشاريع المتعلقة بحقوق اإلنسان‪ ،‬كثيرًا ما تكون عملية طويلة‬ ‫يدفع بعض المسؤولين إلى حماية الفساد واستمراره‪ ،‬حيث أشارت‬
‫األجل تتطلب تغييرات مجتمعية عميقة‪ ،‬تشمل مؤسسات البلد‬ ‫العديد من الدراسات إلى وجود عالقة قوية بين حجم األنشطة‬
‫وقوانينه وثقافته‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يمكن أن تستفيد إستراتيجية فعالة‬ ‫االقتصادية التي يمارسها القطاع العام والتي تقاس بنسبة اإلنفاق‬
‫لمكافحة الفساد من المبادئ الرئيسية لحقوق اإلنسان وأن تستنير‬ ‫العام إلى الناتج المحلي اإلجمالي وبين زيادة الفساد في الدول‪.‬‬
‫بها‪ .‬والعناصر مثل القضاء المستقل‪ ،‬وحرية الصحافة‪ ،‬وحرية التعبير‪،‬‬ ‫‪ -‬توضيح وتبسيط اإلجراءات والضرائب اإلدارية وزيادة شفافيتها‬
‫والشفافية في النظام السياسي‪ ،‬والمساءلة ضرورية إلستراتيجية‬ ‫والتشديد في تطبيقها ومراقبتها من األجهزة المعنية‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫ناجحة لمكافحة الفساد‪.‬‬ ‫‪ -‬تقرير سيادة القانون من خالل االلتزام بالتنظيمات الرسمية التي‬
‫تحددها القوانين واللوائح الصادرة بغرس الثقة محليا وخارجيا في‬
‫الخاتمة‬ ‫األجهزة اإلدارية‪ ،‬كذلك منح صفة مستقلة للكيانات واألشخاص‬
‫ختاما‪ ،‬فقد حاولنا‪ -‬من خالل هذه الدراسة توضيح أهمية التركيز على‬ ‫المعنيين بمكافحة الفساد ليكونوا قادرين على ممارسة وظائفهم‬
‫الفساد اإلداري ألنه يتعدى هدر المال العام ليصيب أخالقيات العمل وقيم‬ ‫بكفاءة بعيدا عن أية ضغوط‪ .‬ومن خالل تجارب بعض الدول حول‬
‫المجتمع والتنمية فيه‪ ،‬وعليه يمكن إدراج العديد من النتائج نوجز أهمها‬ ‫الفساد ال تقتصر على مجرد حث الحكومات على تجريم مختلف‬
‫في النقاط التالية‪:‬‬ ‫أشكال الفساد‪ ،‬ولكن تبرز الحاجة إلى وجود قوى محايدة في مجال‬
‫‪ -‬الفساد ال يقتصر على الرشوة والكسب غير المشروع عبر سوء‬ ‫التحقيقات والمتابعة القانونية والقضائية لكشف الفساد العام‬
‫استخدام السلطة بل هو شر اجتماعي وانه ُيؤثر بشكل فعال في‬ ‫واستئصال جذوره‪.‬‬
‫المجتمع ويرسخ الفقر ويحجب الشفافية‪ .‬ويؤدي الفساد بصفة‬ ‫‪ -‬التدقيق المستمر لمدى تنفيذ البنود المنظمة للمؤسسات كاإلفصاح‬
‫عامة إلى خلخلة القيم األخالقية وإلى اإلحباط وانتشار الالمباالة‪،‬‬ ‫عن األصول السلوكية لبعض المسؤولين الذين تم اختيارهم للعمل‬
‫وبروز التعصب والتطرف في اآلراء وانتشار الجريمة وتراجع العدالة‬ ‫في المؤسسات العامة‪.‬‬
‫االجتماعية وتدني المستوى المعيشي لطبقات كثيرة في المجتمع‬ ‫‪ -‬كفاءة المناخ التنظيمي والرقابي بإنشاء أجهزة إشراف ومتابعة‬
‫نتيجة تركز الثروات والسلطات في أيدي فئة األقلية التي تملك المال‬ ‫الفساد من خالل تطبيق المعايير المحاسبية السلبية وكذلك إحداث‬
‫والسلطة‪.‬كما يؤدي الفساد إلى عدم المهنية والتقبل النفسي‬ ‫لجان وأنظمة رقابية حكومية‪.‬‬
‫لفكرة التفريط في معايير أداء الواجب الوظيفي والرقابي وتراجع‬ ‫‪ -‬اعتماد بعض الدول في مكافحة الفساد على توسيع مساحة مشاركة‬
‫االهتمام بالحق العام‪ .‬والشعور بالظلم لدى الغالبية مما يؤدي إلى‬ ‫القطاع الخاص مع تطبيق إطار تنظيمي فعال يكشف المخالفات‬
‫االحتقان االجتماعي وانتشار الحقد بين شرائح المجتمع وانتشار الفقر‬ ‫القانونية‪.‬‬
‫وزيادة حجم المجموعات المهمشة والمتضررة‪.‬‬ ‫‪ -‬التعاون والتنسيق بين الدول والمنظمات واآلليات المحلية واإلقليمية‬
‫‪ -‬انتشار الفساد اإلداري له عالقة مباشرة بفساد أجهزة الدولة‬ ‫والدولية لمحاصرة الفساد وكشفه وقطع خطوط االتصال بين‬
‫ومسؤوليها واألثر المباشر ليس على الوظيفة العامة وحسب إنما‬ ‫مرتكبيه‪.‬‬
‫على حقوق اإلنسان كونها غير قابلة للتجزئة ومترابطة وهو ما‬ ‫إن التشريعات التي وضعتها الجزائر الزالت قاصرة عن التشخيص ولم‬
‫يؤثر تماما بنفس الدرجة على التنمية البشرية والتنمية الشاملة‬ ‫تصل بشكل ملحوظ إلى العالج النهائي لمشكلة الفساد وبالتالي يجب‬
‫عموما‪ ،‬فالفساد في ظل غياب الحكم الراشد نتائجه السياسية‬ ‫اعتماد سياسات وقائية لخلق بيئة تسودها الشفافية والمساءلة والرقابة‪.‬‬
‫واالقتصادية واالجتماعية في غاية الخطورة‪ ،‬ويؤدي إلى نشر ثقافة‬
‫وقابلية الفساد لدى الجميع واإلدارة الفاسدة للموارد العامة تلحق‬ ‫‪ -2‬تطوير البيئة المؤسسية‪ :‬تستطيع الحكومات أن تحد من الفساد‬
‫الضرر بقدرة الحكومة على تقديم مجموعة من الخدمات‪ ،‬بما فيها‬ ‫اإلداري وتقلل من وطأته وذلك بتشجيع األمانة والنزاهة وإنزال أشد‬
‫الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات الرعاية‪ ،‬الضرورية إلعمال‬ ‫العقوبات على من تثبت إدانته بالفساد هذا األمر يتم بواسطة برامج‬
‫الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬وبالتالي تشكل منظومة‬ ‫اإلصالح اإلداري عن طريق توظيف الموظفين العموميين على أساس‬
‫تخريب و إفساد نسبب مزيدا من التأخير في عملية البناء والتقدم‬ ‫الكفاءة والشفافية والمعايير الموضوعية مثل الجدارة واإلنصاف والتأكد‬
‫ليس على المستوى االقتصادي والمالي فقل بل في الحقل السياسي‬ ‫من أمانتهم ونزاهتهم في العمل واالهتمام بتحسين الرواتب واألجور‬
‫واالجتماعي والثقافي‪.‬‬ ‫تتناسب طرديا مع حجم المسؤوليات الملقاة عليهم وخطورتها‪ ،‬كما‬
‫‪ -‬الفساد اإلداري في الجزائر اتسع وزاد وانتشر أكثر بزيادة حجم النفقات‬ ‫يسهم اإلعالن عن فضائح الفساد ومحاسبة المسؤولين عنه والبدء في‬
‫العامة وهو ما جعل هذه النعمة تنقلب إلى نقمة وتؤدي إلى زيادة‬ ‫تطبيق العقوبات بكبار المسؤولين في زيادة فاعلية العقوبات وأهميتها‬
‫العجز الموازني‪ ،‬ألن نمط الدولة الريعية كالجزائر يجعلها تعتمد على‬ ‫في ردع المتورطين بالفساد‪ .‬كذلك زيادة االهتمام ببرامج اإلصالح اإلداري‬
‫العنصر الوحيد النفط وتكون معنية بإعادة توزيع الريع بدال من األفكار‬ ‫بخلق اإلدارات الحسنة وتبسيط المعامالت اإلدارية ونشر النظام الالمركزي‬
‫المنتجة‪ ،‬حيث معظم المؤشرات الدولية تؤكد على تراجع فعالية‬ ‫حتى ال تركز السلطات في يد فئة معينة من األفراد‪.‬‬
‫الحكومة وزيادة الفساد نتيجة عدم االلتزام بالفصل بين السلطات‬ ‫والجدير بالمالحظة أن فاعلية اإلصالحات اإلدارية السابقة تتطلب‬
‫فعادة ما تكون في الجزائر السلطة التنفيذية هي الطاغية مع نوع‬ ‫البيئة المالئمة بأبعادها التشريعية والرقابية والقانونية واإلعالمية كما ال‬
‫من الضعف في الجهاز القضائي نتيجة غياب االستقاللية التامة للجهاز‬ ‫يمكن تجاهل دور المؤسسات التربوية في تحجيم الفساد بواسطة زرع‬
‫مما يفقده جزء كبير من نزاهته ويشجع انتشار الفساد بكل صوره‪.‬‬ ‫القيم الفاضلة التي ترفض الفساد بكل صوره‪ .‬وال نجد أهم من مبادئ‬
‫‪ -‬رغم مجهودات الجزائر وإجراءاتها التشريعية واإلصالحية المصاحبة‬ ‫ومؤسسات حقوق اإلنسان كعالج فهناك عنصران جوهريان من عناصر‬
‫لمكافحة الفساد الذي أصبح يعد كوجه آخر من االستعمار‪ ،‬إال أن‬ ‫االستراتيجيات الناجحة والمستدامة لمكافحة الفساد‪...‬‬
‫الجزائر كما يقال “تلميذ غير نجيب” في مكافحة الفساد فقضايا‬ ‫‪ -‬من المرجح أن تنجح جهود مكافحة الفساد عندما تتناول الفساد‬
‫الفساد المتعلقة بملفات الخليفة وسوناطراك والطريق السيار‬ ‫باعتباره مشكلة نظام وليس مشكلة أفراد‪ .‬والمواجهة الشاملة‬
‫وغيرها المتورطون فيها مسؤولين كبارا في هرم الدولة‪ ،‬وهؤالء‬ ‫للفساد تتضمن مؤسسات فعالة‪ ،‬وقوانين مالئمة‪ ،‬وإصالحات لتحقيق‬
‫أصبح الفساد لديهم كإستراتيجية عمل‪ ،‬ويبقى المجتمع المدني‬ ‫الحكم السديد‪ ،‬وكذلك إشراك جميع الجهات المعنية صاحبة‬
‫أيضا يتحمل المسؤولية ولو بنسب متفاوتة مع الدولة في انتشار هذا‬ ‫المصلحة في العمل داخل الحكومة وخارجها‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن اعتماد‬
‫الداء‪ ،‬ضعف عليها غياب الشفافية وحرية اإلعالم وشح المعلومات‪.‬‬ ‫أطر قانونية أو لجان لمكافحة الفساد قد ال يكون فعاالً في حالة عدم‬

‫‪ 8‬فضيل خان‪ ،‬شعيب محمد توفيق‪ ،‬الفساد االداري والمالي» المفهوم واألسباب واآلثار وسبل العالج»‪ ،‬مجلة الحقوق والحريات‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬مارس ‪ ،2016‬ص ص‪.405-403 :‬‬
‫‪ 0‬‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 18‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬


‫‪19 of 19 pages‬‬ ‫‪Boutora & Smaili, Rule of Law and Anti-Corruption Journal 2019:2‬‬

‫الحقوق والقانون‪ ،‬واعتماد المشاركة‪ ،‬المساءلة‪ ،‬الشفافية‪ ،‬وسيادة‬ ‫‪ -‬ساعدت فترة الالاستقرار السياسي واألمني في الفترات االنتقالية‬
‫حكم القانون‪.‬‬ ‫للجزائر لمدة عشرية كاملة من انتشار الفساد والعنف لذلك تعد‬
‫زرع ثقافة محاربة اآلفة االجتماعية من خالل التربية األخالقية والبرامج‬ ‫‪ -‬‬ ‫انجازات الجزائر في التنمية البشرية بشكل عام مقبولة إال أن الواقع‬
‫التعليمية التي توضح مظاهر الفساد ومضاره لتصبح مع مرور الزمن‬ ‫يتطلب بذل المزيد من الجهود لبلوغ المستويات العالمية المرغوبة‪،‬‬
‫جزءا من السلوك الشخصي القويم ألفراد المجتمع‪.‬‬ ‫وهذا ال يعني عدم وجود عالقة عكسية متفق عليها بين انتشار‬
‫إن المساءلة والمحاسبة تشكل رادعًا قويًا للفساد‪ ،‬كما أن العقوبات‬ ‫‪ -‬‬ ‫الفساد ومستوى التنمية البشرية وقيمة وحقوق اإلنسان حيث كلما‬
‫التأديبية والجزائية تسهم في وضع حد للفساد‪ ،‬كما تعتبر مشاركة‬ ‫ساد الفساد في االقتصاد المدروس نالحظ انخفاض مستوى التنمية‬
‫أصحاب الحقوق من المواطنين في رسم سياسات وخطط وتدابير‬ ‫البشرية المرغوبة‪.‬‬
‫مكافحة الفساد أمرًا في غاية األهمية ألن ذلك سوف يمنحهم القوة‬ ‫‪ -‬القانون ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 2006‬الذي أقر تأسيس الهيئة الوطنية‬
‫والشجاعة للتصدي للفساد واإلبالغ عن حاالته وعن مقترفيه‪ ،‬ألن غياب‬ ‫لمكافحة الفساد‪ ،‬لم يطبق ولم يعين أعضاء الهيئة إال بعد ‪ 4‬سنوات‪،‬‬
‫مشاركة أصحاب الحقوق واستثنائهم من الخطط الوطنية التنموية‬ ‫أي عام ‪ ،2010‬ولم تباشر مهامها إال في سنة ‪ ،2011‬مع إجراءات كثيرة‬
‫لمكافحة الفساد‪ ،‬يشكل إنكارا لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫اتخذت على صعيد ما سمي “تعزيز النصوص الهادفة إلى محاربة‬
‫الفساد”‪ ،‬كمراجعة القانون حول النقد والقرض‪ ،‬وقانون قمع مخالفة‬
‫الجزائر ال ينقصها اإلطار التشريعي والقانوني والهيئات الالزمة‬ ‫‪ -‬‬
‫القوانين والتشريعات الخاصة بالصرف وحركة رؤوس األموال نحو‬
‫لمكافحة الفساد‪ ،‬فهي دائما تسعى للتماشي مع االتفاقيات الدولية‬
‫الخارج‪ ،‬والقانون الخاص بمجلس المحاسبة‪ ،‬قبل الوصول إلى قانون‬
‫في هذا المجال بشكل جدي فقط يبقى اإلشكال الخطير هو عدم‬
‫الفساد‪.‬‬
‫التطبيق الصارم للقوانين والتشريعات على جرائم الفساد حتى‬
‫ والمثير في هذه اإلجراءات التي يفترض أنها تضفي مزيدا من التشدد‬
‫تكون عبرة لكل من يتعدى على ممتلكات المجتمع والمال العام‬
‫على المنظومة التي تتناول إعالن الحرب على الفساد‪ ،‬تصاحبها‬
‫ومحاسبة المفسدين الكبار قبل الصغار‪.‬‬ ‫ضعف اإلرادة السياسية لدى القيادة وعدم اتخاذ إجراءات ردعية ضد‬
‫أوال وأخيرا النظام السياسي الديمقراطي هو الكفيل بالقضاء تدريجيا‬ ‫‪ -‬‬ ‫من ثبت في حقهم الفساد‪.‬‬
‫على الفساد‪ ،‬لذلك على النظام الجزائري محاولة الفصل بين السلطات‬
‫وضمان الشفافية والمساءلة والمشاركة الشعبية وتطهير الحياة‬ ‫التوصيات‬
‫السياسية والحزبية من الممارسات المشبوهة مع قضاء مستقل ال‬ ‫عطفا على النتائج سالفة الذكر يمكن إدراج العديد من التوصيات أبرزها‬
‫يخضع إال ألحكام القانون وحرية اإلعالم‪ ،‬فقد قال أرسطو قبل أكثر من‬ ‫مايلي‪:‬‬
‫ألفي عام إن الفساد يعني وفاة الديمقراطية واليوم يمكن القول أن‬ ‫‪ -‬يجب أن تكون الشفافية في الجزائر هي السالح األول لمكافحة‬
‫غياب الديمقراطية الحقة والحاكمية الرشيدة يعني وقوع الدولة في‬ ‫الفساد مع تعزيز في المقام الثاني المساءلة والرقابة البعدية وتنفيذ‬
‫مستنقع الفساد وضياع أهداف التنمية الشاملة وحقوق االنسان‪.‬‬ ‫نتائجها‪ ،‬ألن تمكين الحكم الراشد بالجزائر لن يكون إال بإقامة دولة‬

‫‪rolacc.2019.2.indd 19‬‬ ‫‪7/7/19 1:22 PM‬‬

You might also like