You are on page 1of 25

‫‪QIJIS: Qudus International Journal of Islamic Studies‬‬

‫‪Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬

‫القواعد الفقهية اخلمسة الكربى يف باب العبادات من كتاب إعانة‬


‫الطالبني ‪ ‬للسيد البكري‬

‫‪Lathifah Munawaroh‬‬
‫‪UIN Walisongo Semarang,Indonesia‬‬
‫‪lathifah.munawaroh@walisongo.ac.id‬‬

‫امللخص‬

‫يعد السيد بكري رمحه اهلل من أبرز علامء الشافعية يف القرن الرابع عرش اهلجري الذي‬
‫له إسهام كبري يف نرش الفقه الشافعي من خالل مؤلفاته‪ .‬ومن مؤلفاته كتاب إعانة‬
‫الطالبني وهو عبارة رشح وحل ألفاظ لكتاب فتح املعني للمليباري‪ .‬كام أن كتاب‬
‫إعانة الطالبني قد ذاع صيته يف إندونيسيا حيث يقوم الطالب بتعليمه وتدريسه يف‬
‫املعاهد اإلسالمية يف املناطق املختلفة‪ .‬وقد استدل السيد البكري يف ثيايا هذا الكتاب‬
‫بالقواعد الفقهية والضوابط الفقهية يف املسائل الفقهية‪ ،‬ومنها القواعد الفقهية اخلمسة‬
‫األساسية‪ ،‬وهي القواعد الفقهية الكربى التي قيل عنها‪ :‬إن الفقه كلهمبني عليها‪.‬‬
‫باإلضافة إىل أن تلك القواعد الفقهية اخلمسة هلا قواعد كثرية مندرجة حتتها‪ ،‬وهلا‬
‫فروع كثرية يف أبواب الفقه‪ .‬وتالحظ الباحثة عن سبب استخدام السيد البكري‬
‫القواعد الفقهية يف كتاب إعانة الطالبني ملا فيه من تيسري الطالب عىل فهم املسائل دون‬
‫حفظها ذلك ألن حفظ املسائل واجلزئيات أمر صعب‪ ،‬أما حفظ القواعد يعترب أسهل‬
‫من األول‪ .‬وتكمن األمهية أن القواعد الفقهية وسيلة الستحضار األحكام‪ .‬فالبحث‬
‫يقترص يف بسط استخدام السيد البكري للقواعد الفقهية اخلمسة يف باب العبادات‬
‫فقط دون أبواب أخرى‪.‬‬

‫الكلامت املفتاحية‪ :‬القواعد الفقهية اخلمسة الكربى‪ ،‬السيد البكري‪ ،‬الفقه الشافعي‪.‬‬
‫‪Lathifah Munawaroh‬‬

‫ ‪ .‬أاملقدمة‬
‫إن لدراسة القواعد الفقهية أمهية كثرية‪ .‬وقال الزركيش مؤكدا ألمهية‬
‫القواعد الفقهية‪“ :‬وهذه قواعد تضبط للفقيه أصول املذهب وتطلعه من مآخذ‬
‫الفقه عىل هناية املطلب وتنظم عقده املنثور يف سلك وتستخرج له ما يدخل‬
‫حتت سلك”‪( .‬الزركيش‪. .)65 :1985 ،‬يقول السيوطي بعد أن بني أمهية‬
‫الفقه موضحا أمهية القواعد الفقهية‪...« :‬ولقد نوعوا هذا الفقه فنونا وأنواعا‬
‫وتطاولوا يف استنباطه يدا وباعا وكان من أجل أنواعه ‪ :‬معرفة نظائر الفروع‬
‫وأشباهها‪ ،‬وضم املفردات إىل أخواهتا وإشكاهلا‪( .»...‬السيوطي‪:1990 ،‬‬
‫‪.)4‬هبذا يتبني أن للقواعد أمهية كثرية يف تيسري الفقه اإلسالمي حيث جتمع‬
‫الفروع الكثرية وجتمع شتاهتا يف سلك واحد حتت قاعدة واحدة‪ .‬ويف فهم‬
‫القواعد الفقهية تيسري عىل املفتني والفقهاء وطالب العلم ضبط الفقه بأحكامه‪،‬‬
‫ألن حفظ جزيئات وفروع أمر يف غاية الصعوبة‪ ،‬أما حفظ القواعد ففيه يرس‪.‬‬
‫وكذلك دراسة القواعد الفقهية تكون لدى الباحث والطالب ملكة فقهية جتعله‬
‫قادرا عىل التخريج ملعرفة األحكام الرشعية‪ ،‬وذلك الن القواعد الفقهية وسيلة‬
‫الستحضار األحكام‪ .‬ومن هنا تكمن أمهية البحث حول القواعد الفقهية‪.‬‬
‫كام أن هذا البحث يتناول القواعد الفقهية التي استخدمها مؤلف كتاب إعانة‬
‫الطالبني يف باب العبادات‪ :‬الصالة والصيام والزكاة واحلج‪ .‬فالكتاب مهم‬
‫يف املذهب الشافعي‪ ،‬كام أن الكتاب منترش بشكل واسع وقاموا بتدريسه يف‬
‫املعاهد اإلسالمية يف إندونيسيا‪ .‬فالقواعد الفقهية اخلمسة تعترب من القواعد‬
‫الفقهية يف غاية األمهية ملا تشمل يف كثري من أبواب الفقه بل ويف كلها‪ .‬وهذه‬
‫القواعد الفقهية اخلمسة قيل عنها‪ :‬إن الفقه كلهمبني عليها‪ ،‬وهي‪ :‬األمور‬
‫بمقاصدها‪ ،‬اليقني ال يزول بالشك‪ ،‬املشقة جتلب التيسري‪ ،‬الرضر يزال‪ ،‬وقاعدة‬
‫العادة ‪ ‬حمكمة‪.‬‬

‫ ‪144‬‬ ‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬


‫لا ديسلل‪  ‬نيبلاطلا ةناعإ باتك نم تادابعلا باب يف ىربكلا ةسمخلا ةيهقفلا دعاوقلا‬

‫بترمجة العالمة السيد بكري مؤلف كتاب إعانة الطالبني‪.‬‬ ‫ ‪.‬‬


‫صاحب إعانة الطالبني هو السيد بكري (أبو بكر) بن حممد زين‬
‫العابدين شطا‪ .‬ينتمي السيد بكري إىل عائلة شطا‪ ،‬وهي عائلة معروفة بالعلم‬
‫والتقوى كام أن أباه السيد حممد شطا هو كان عاملا متبحرا عفيفا متواضعا إال أنه‬
‫تويف والسيد بكري مل يزل مولودا حيث كان عمره ثالثة أشهر‪.‬‬
‫ولد السيد بكري بمكة املكرمة عام ‪ 1266‬هـ‪ ،‬وتكفل أخوه السيد‬
‫عمر شطا برعايته بعد وفاة أبيهام السيد حممد زين العابدين شطا‪ .‬استقر السيد‬
‫بكري يف مكة املكرمة وكانت مكة حينئذ عىل العهد العثامين الذي جعل املذهب‬
‫احلنفي مذهبا رسميا له‪ ،‬فهذا مما اثر يف إضعاف مسرية املذهب الشافعي حيث‬
‫يقترص جهود العلامء من سنة ‪1004‬هـ إىل سنة ‪ 1335‬هـ يف تصنيف احلوايش‬
‫وربام الرشوح اخلادمة للمصنفات السابقة مثل منهاج الطالبني للنووي وغريه‪.‬‬
‫(القواسمي‪ .)4425 :1423 ،‬وتويف السيد بكري وعمره ‪ 44‬سنة‪ ،‬وكانت‬
‫وفاته عام ‪ 1310‬هـ حني حدث وباء يف مكة املكرمة ويف موسم احلج‪ .‬فكان‬
‫رمحه اهلل من مجلة من تويف بعد أداء نسك احلج يف ‪ 13‬من ذي احلجة ‪ 1310‬هـ‪.‬‬
‫ويف األعالم أن صاحب إعانة الطالبني هو عثامن بن حممد شطا الدمياطي‪ ،‬أصله‬
‫من مرص واستقر بمكة‪ ،‬وهو فقيه صويف‪ ،‬ومل حيدد سنة الوالدة والوفاة غري أنه‬
‫ذكر أن الشيخ يعيش بعد ‪ 1302‬هـ‪ (.‬الزركيل‪.)214 :1989،‬‬
‫والسيد بكري رمحه اهلل من علامء الشافعية يف القرن الرابع عرش هجري‪،‬‬
‫حيث تتلمذ عىل أيدي الشيوخ‪ ،‬منهم‪ :‬السيد عمر شطا (‪ 1259‬هـ ‪1331 -‬‬
‫هـ)‪.‬وهو أخ السيد بكري األكرب الذي تكفل برعايته حيث تويف والدمها والسيد‬
‫بكري مل يزل صغريا يف ثالثة أشهر من عمره‪ .‬وكان السيد عمر هو الذي ح ّفظ‬
‫السيد بكري القرآن وعمره سبع سنوات‪ .‬كام حفظه جمموعة من املتون يف الفقه‬
‫الشافعي والقراءات والفرائض والنحو والبالغة‪ ،‬فحفظ متن أيب شجاع ومتن‬
‫الزبد ومتن الرحبية ومتن اآلجرومية ومتن األلفية ومتن السمرقندي‪.‬والسيد‬

‫ ‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬ ‫‪145‬‬


‫‪Lathifah Munawaroh‬‬

‫عثامن شطا (‪ 1263‬هـ ‪ 1295 -‬هـ)‪ .‬وهو أخ السيد بكري الثاين‪ .‬وكان له‬
‫إسهام كبري حتى نبغ السيد بكري يف العلوم العقلية والنقلية‪( .‬املعلمي‪:1421 ،‬‬
‫‪ .)564‬والسيد أمحد زيني دحالن (‪ 1231‬هـ ‪ 1304 -‬هـ)‪ .‬وهو مفتي‬
‫الشافعية بمكة املكرمة‪ .‬ولد بمكة وتويف باملدينة‪ .‬وكان رمحه اهلل فقيه ومؤرخ‬
‫ومشارك يف أنواع من العلوم‪ .‬خرج عىل يديه علامء أجالء‪ .‬وله مصنفات‬
‫عديدة‪ ،‬منها ‪ :‬تاريخ الدول اإلسالمية باجلداول املرضية‪ ،‬الدرر السنية يف الرد‬
‫عىل الوهابية‪ ،‬خالصة الكالم يف بيان أمراء البلد احلرام‪(.‬كحالة‪،‬د‪.‬ت‪)143 :.‬‬
‫كام أن له من الدارسني كثريين تتلمذوا عىل يده‪ .‬منهم‪ :‬الشيخ عبد‬
‫احلميد قدس (‪ 1280‬هـ ‪ 1334 -‬م)‪ ،‬السيد عباس بن عبد العزيز املالكي‬
‫احلسني اإلدرييس (‪ 1285‬هـ ‪ 1353 -‬هـ)‪ ،‬الشيخ سعيد بن حممد اليامين‬
‫(‪1265‬هـ ‪1352 -‬هـ)‪ ،‬الشيخ عبد اهلل بن عمر بن أمحد باروم الشافعي املكي‬
‫(‪1278‬هـ ‪1335 -‬هـ)‪ ،‬الشيخ أمان اخلطيب فلمبان (‪1296‬هـ ‪1362 -‬هـ)‬
‫حيث صاروا علامء زماهنم وألفوا كتبا ينفع به األجيال من بعدهم‪(.‬عمر عبد‬
‫اجلبار‪. )157 :1379 ،‬‬
‫أما عن مؤلفاته‪ ،‬هي‪ :‬كتاب إعانة الطالبني عىل حل ألفاظ فتح املعني‪.‬‬
‫وهذا الكتاب وهو عبارة عن حاشية لكتاب فتح املعني للملباري الذي كثر‬
‫عليه حوايش ورشوح‪ .‬والكتاب إعانة الطالبني من الكتب املعتمدة يف الفقه‬
‫الشافعي خاصة عن املتأخرين منهم‪.‬وكذلك كتاب جواز العمل بالقول القديم‬
‫لإلمام الشافعي يف صحة اجلمعة بأربعة‪ ،‬وكتاب رشوط اجلمعة وجواز تعددها‬
‫بقدر احلاجة يف بلدة واحدة‪ ،‬وكتاب الدرر البهية فيام يلزم املكلف من العلوم‬
‫الرشعية‪.‬وكتاب القول املنقح املضبوط يف صحة التعامل ووجوب الزكاة يف‬
‫الورق النوط‪ .‬وكتاب فتاوي يف فنون شتى وأجوبة عىل أسئلة يف الفقه‪(.‬عمر‬
‫عبد اجلبار‪.80 :1379 ،‬املعلمي‪ :1421 ،‬ج‪)561‬‬

‫ ‪146‬‬ ‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬


‫لا ديسلل‪  ‬نيبلاطلا ةناعإ باتك نم تادابعلا باب يف ىربكلا ةسمخلا ةيهقفلا دعاوقلا‬

‫كتاب القول املربم يف املوارث‪ ،‬وكتاب كفاية األتقياء األصفياء وهو‬


‫كتاب يف تصوف‪ ،‬كام أنه رشح للمنظومة املسامة هداية األذكياء إىل طريق‬
‫األولياء للشيخ زين الدين املليباري‪ ،‬وكتاب نفحة الرمحن يف مناقب السيد أمحد‬
‫زيني دحالن‪ ،‬وكتاب قصة اإلرساء واملعراج‪ .‬وللشيخ السيد بكري كذلك‬
‫مؤلفات خطية‪ ،‬وهي ‪:‬تفسري القرآن الذي وصل فيه إىل سورة املؤمنون‪ ،‬حاشيته‬
‫عىل حتفة املحتاج برشح املنهاج وصل فيها إىل باب البيوع‪ ،‬حاشيته عىل عمدة‬
‫األبرار يف أحكام احلج واالعتامر‪ .‬رحم اهلل السيد بكري الذي قىض حياته من‬
‫أجل خدمة العلم والتعليم ونفعنا بعلمه‪.‬‬

‫‪1 .1‬تعريف القواعد الفقهية والفرق بينها وبني املصطلحات املتشاهبة‬


‫فالقواعد الفقهية مركب من كلمتني‪ :‬القواعد و الفقهية‪ .‬القاعدة لغة‬
‫هي أصل األس‪ ،‬ومجعها القواعد‪ .‬والقواعد هي األساس‪ .‬وقواعد البيت‬
‫أساسه‪ .‬وقواعد اهلودج خشبات أربع معرتضة يف أسفله تركب عيدان اهلودج‬
‫فيها‪(.‬األزهري‪)3004 :2001 ،‬‬
‫قال ‪ I‬يف التنزيل ‪ ﴿ :‬وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسامعيل﴾‪.‬‬
‫[البقرة‪.]127:‬والقاعدة يف االصطالح‪ ،‬هناك عدة تعاريف‪:‬قضية كلية منطبقة‬
‫عىل مجيع جزئياهتا‪ .‬ومنهم من عرفها قضية كلية يتعرف منها أحكام جزئياهتا‪.‬‬
‫(اجلرجاين‪.)171 :1983،‬‬
‫وأما القاعدة عند الفقهاء أو ما نسميه بالقاعدة الفقهية‪ ،‬وهي ما يعنينا‬
‫هنا يف هذا البحث فإن الفقهاء قد اختلفوا يف تعريفها‪ ،‬نظرا الختالفهم باعتبار‬
‫هل القاعدة أمر كيل أو أمر أكثري؟‪ .‬فمن عرف القاعدة باعتبار أهنا أمر كيل‬
‫قالوا القاعدة هي‪:‬‬
‫أصول ومبادئ كلية تصاغ يف نصوص موجزة تتضمن أحكاما ترشيعية‬
‫عامة يف احلوادث التي تدخل حتت موضوعها‪( .‬شلبي‪ .)366 :1985 ،‬ومنهم‬

‫ ‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬ ‫‪147‬‬


‫‪Lathifah Munawaroh‬‬

‫من يرى أن القاعدة أمر أغلبي فيكون القاعدة الفقهية هي حكم أكثري ال‬
‫كيل ينطبق عىل أكثر جزئياته ليتعرف أحكامها منه‪ .‬وهذا التعريف مستندهم‬
‫أن هناك استثناءات خرجت عن قاعدة ما بحيث ال يأخذ حكم تلك القاعدة‪.‬‬
‫وجياب عن هذا أن القواعد يف سائر العلوم ال ختلو عن الشواذ واملستثنيات‪ ،‬إال‬
‫أهنا ال تغض من شأهنا‪.‬‬
‫هناك قواعد فقهية كالقواعد األساسية اخلمس‪ ،‬فاملستثنيات فيها قليلة‬
‫جدا‪.‬ويقول الشاطبي تأييدا هلذا‪“ :‬إن األمر الكيل إذا ثبت فتخلف بعض‬
‫اجلزئيات عن مقتضاه ال خيرجه عن كونه كليا‪ ،‬وأيضا فإن الغالب األكثري‬
‫معترب يف الرشيعة اعتبار قطعي”‪(.‬الشاطبي‪،‬د‪.‬ت‪.)53 :.‬‬
‫ومن املناسبة هنا ذكر الفرق بينها وبني تلك املصطلحات املشاهبة هلا‪،‬‬
‫حتى يتضح املفهوم الصحيح وال خيتلط معنى القاعدة الفقهية بغريها من‬
‫املصطلحات املشاهبة‪ .‬فالقاعدة الفقهية ختتلف عن الضابط الفقهي اختالفا‬
‫بسيطا يكاد خيفي لدى البعض‪ ،‬وذلك أن جمال الضابط الفقهي أضيق من جمال‬
‫القاعدة الفقهية إذ إن القاعدة الفقهية ال ختتص بباب فقهي واحد كام يف الضابط‬
‫الفقهي‪ .‬ويقول ابن السبكي موضحا هلذا الفرق بعد ذكر تعريف القاعدة‬
‫«ومنها ما ال خيتص كقولنا اليقني ال يزول بالشك‪ ،‬ومنها ما خيتص كقولنا كل‬
‫كفارة سببها معصية فهي عىل الفور‪ .‬والغالب فيام اختص بباب وقصد به نظم‬
‫صور متشاهبة أن يسمى ضابطا»‪ .‬ومع هذا‪ ،‬هناك من جعل القاعدة والضابط‬
‫أمر واحد إذ ال فرق لدهيم بني القاعدة والضابط وكل منهام يطلق عىل األخر‪.‬‬
‫وذلك أن العموم والشمول أمر نسبي‪( .‬الباحسني‪)58: 1998 ،‬‬
‫وكذلك القاعدة الفقهية ختتلف عن القاعدة األصولية‪ ،‬والفرق بينهام‬
‫ما ييل‪ :‬أوال‪ ،‬أن قواعد األصول متعلقة باأللفاظ وداللتها عىل األحكام‪ ،‬أما‬
‫قواعد الفقه فهي متعلقة باألحكام ذاهتا وبأفعال املكلف‪ .‬ثانيا‪ ،‬قواعد األصول‬
‫هي وسيلة املجتهد يف استنباط األحكام الرشعية‪ ،‬أما قواعد الفقه فهي عبارة‬

‫ ‪148‬‬ ‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬


‫لا ديسلل‪  ‬نيبلاطلا ةناعإ باتك نم تادابعلا باب يف ىربكلا ةسمخلا ةيهقفلا دعاوقلا‬

‫عن جمموعة األحكام املتشاهبة التي ترجع إىل علة واحدة جتمعها‪ .‬ثالثا‪ ،‬قواعد‬
‫األصول تنبني عليها األحكام اإلمجالية وعن طريقها يستنبط الفقيه أحكام‬
‫املسائل اجلزئية من األدلة التفصيلية‪ ،‬أما قواعد الفقه فهي تعلل هبا أحكام‬
‫احلوادث املتشاهبة وقد تكون أصال هلا‪ .‬رابعا‪ ،‬القواعد األصولية حمصورة‬
‫العدد يف أبواب األصول ومواضعها‪ ،‬بخالف القواعد الفقهية فهي كثرية غري‬
‫حمصورة‪ ،‬منثورة يف كتب الفقه والفتاوى‪ .‬خامسا‪ ،‬القواعد األصولية تنطبق‬
‫تنطبق عىل مجيع جزئياهتا بخالف القواعد الفقهية فإهنا قد تكثر فيها استثناءات‪.‬‬
‫سادسا‪ ،‬القواعد الفقهية متأخرة يف وجودها عن الفروع ألهنا مجع الفروع يف‬
‫علة واحدة بخالف القواعد األصولية فإن وجودها متقدمة عن الفروع ألهنا‬
‫وسيلة الستنباط احلكم الرشعي‪(.‬البورنو‪ ،20 :2002 ،‬الباحسني‪1998 :‬‬
‫‪)138:‬‬
‫وبعد ذكر هذه الفروق‪ ،‬نشري إىل أمر هام‪ ،‬وهو أن هناك قواعد مشرتكة‬
‫بينهام ومتداخلة وذلك الختالف النظر إىل القاعدة حيث ينظر إليها من جهتني‬
‫‪ :‬باعتبار أهنا دليال رشعيا من جهة‪ ،‬وباعتبار أهنا فعل للمكلف من جهة أخرى‪.‬‬
‫فإذا كان االعتبار هو األول كانت قاعدة أصولية‪ ،‬وإذا كان الثاين كانت قاعدة‬
‫فقهية‪ .‬واملثال عىل ذلك ‪ :‬سد الذرائع فإذا قيل‪ :‬كل مباح أدى فعله إىل حرام‬
‫فهو حرام سدا للذريعة‪ ،‬فهو يكون قاعدة فقهية‪ .‬وإذا قيل ‪:‬الدليل املثبت‬
‫للحرام مثبت لتحريم ما أدى إليه فهي قاعدة أصولية‪.‬‬

‫‪ 2 .2‬أمهية القواعد الفقهية ومراحل تطورها‬


‫وأما عن أمهية القواعد الفقهية قد أرشت الباحثة يف املقدمة وهي تيسري‬
‫الفقه اإلسالمي حيث جتمع الفروع الكثرية وجتمع شتاهتا يف سلك واحد حتت‬
‫قاعدة واحدة‪ .‬ويف فهم القواعد الفقهية تيسري عىل املفتني والفقهاء وطالب‬
‫العلم ضبط الفقه بأحكامه‪ ،‬ألن حفظ جزيئات وفروع أمر يف غاية الصعوبة‪،‬‬

‫ ‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬ ‫‪149‬‬


‫‪Lathifah Munawaroh‬‬

‫أما حفظ القواعد ففيه يرس‪ .‬وكذلك دراسة القواعد الفقهية تكون لدى الباحث‬
‫والطالب ملكة فقهية جتعله قادرا عىل التخريج ملعرفة األحكام الرشعية‪ ،‬وذلك‬
‫الن القواعد الفقهية وسيلة الستحضار األحكام‪ .‬وهنا يقول القرايف‪ « :‬وهذه‬
‫القواعد مهمة يف الفقه عظيمة النفع وبقدر اإلحاطة هبا يعظم قدر الفقيه‬
‫ويرشف‪ ،‬ويظهر رونق القفه ويعرف‪ ،‬وتتضح مناهج الفتاوى وتكشف‪ ،‬فيها‬
‫تنا َفس العلامء‪ ،‬وتفاضل الفضالء‪ ،‬وبرز القارح عىل اجلذع‪ ،‬وحاز قصب السبق‬
‫من فيها برع‪ ،‬ومن جعل خُ َي ِّرج الفروع باملناسبات اجلزئية دون القواعد الكلية‬
‫تناقضت عليه الفروع واختلفت‪ ،‬وتزلزلت خواطره فيها واضطربت‪ ،‬وضاقت‬
‫نفسه لذلك وقنطت‪ ،‬واحتاج إىل حفظ اجلزيئات التي ال تتناهى‪ ،‬وانتهى العمر‬
‫ومل تقض نفسه من طلب مناها‪.‬ومن ضبط الفقه بقواعده استغنى عن حفظ أكثر‬
‫اجلزيئات؛ الندراجها يف الكليات‪ ،‬واحتد عنده ما تناقض عند غريه وتناسب‪،‬‬
‫وح َّصل ِطلبته يف أقرب األزمان‪ ،‬وانرشح‬
‫وأجاب الشاسع البعيد وتقارب‪َ ،‬‬
‫صدره ملا أرشق فيه من البيان»‪(.‬القرايف‪)303 :1994 ،‬‬
‫وقد مرت القواعد الفقهية عىل أطوار عديدةحيث تبدأ املرحلة بمرحلة‬
‫النشوء من البعثة النبوية إىل القرن الرابع اهلجري‪ ،‬ففي عرص النبوة نجد يف القرآن‬
‫الكريم واألحاديث النبوية مليئة بالنصوص التي تعد من القواعد الفقهية‪ .‬مثل‬
‫قول اهلل ‪ ﴿ : I‬وأحل اهلل البيع وحرم الربا ﴾[البقرة‪ ، ]275:‬وكذلك قوله ‪: I‬‬
‫﴿ يا أهيا الذين آمنوا ال تأكلوا أملكم بينكم بالباطل ﴾‪[ .‬النساء‪ .]29:‬ومن‬
‫األحاديث النبوية‪ ،‬مثل قول الرسول ‪ " : r‬إنام األعامل بالنيات « (ابن حجر‪،‬‬
‫‪ ، )1379:161‬وقوله ‪" : r‬ال رضر وال رضار «‪( .‬احلاكم‪ .)66 :1990 ،‬ويف‬
‫عرص التابعني وأتباعهم نجد يف كتبهم من القواعد الفقهية‪ ،‬مثل‪ :‬قاعدة «ال‬
‫يورث أحد بالشك»‪ ،‬وهي من القواعد التي ذكرها اإلمام مالك بن أنس يف‬
‫كتابه املدونة‪ .‬ثم يليها مرحلة تدوين القواعد الفقهية وتطورها وهي من القرن‬
‫الرابع إىل القرن التاسع حيث يبدأ تدوين القواعد الفقهية يف كتب خاصة يف هذه‬

‫ ‪150‬‬ ‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬


‫لا ديسلل‪  ‬نيبلاطلا ةناعإ باتك نم تادابعلا باب يف ىربكلا ةسمخلا ةيهقفلا دعاوقلا‬

‫املرحلة عىل يد الفقه احلنفي أيب احلسن الكرخي الذي ألف رسالة يف القواعد‬
‫الفقهية وتسمى هذه الرسالة ب»أصول الكرخي»‪ .‬ويف هذه الرسالة مل تكن‬
‫هناك قواعد فقهية فقط‪ ،‬بل اختلط بالقواعد األصولية كذلك‪ .‬ومن املالكية‬
‫الذي هيتم بالقواعد الفقهية يف هذه املرحلة هو حممد بن احلارث اخلشني الذي‬
‫ألف كتابا يسمى «أصول الفتيا»‪ ،‬وهذا الكتاب فيه القواعد الفقهية واألصولية‬
‫كذلك‪ .‬ويف هذه املرحلة كذلك‪ ،‬ظهرت عدة املؤلفات يف القواعد الفقهية‪،‬‬
‫منها‪ :‬قواعد األحكام يف مصالح األنام للشيخ عز الدين بن عبد السالم‪ ,‬أنوار‬
‫الربوق يف أنواء الفروق للقرايف‪ ،‬القواعد الكربى و القواعد الصغرى للطويف‪.‬‬
‫وغريها كثرية‪ .‬ثم تأيت املرحلة التالية وهي مرحلة استقرار القواعد الفقهية من‬
‫القرن العارش إىل ما قبل تأليف جملة األحكام العدلية ‪ -1293‬هـ التي تعد‬
‫هذه املرحلة مرحلة االستقرار للقواعد الفقهية حيث متيزت مباحثها وحددت‬
‫القواعد والضوابط الفقهية ومتيزت عن غريها‪ .‬وهناك عدة كتب التي ظهرت يف‬
‫هذه املرحلة‪ ،‬ومن أشهرها ‪« :‬األشباه والنظائر» للسيوطي الشافعي‪ ،‬وله كتاب‬
‫أخر «شوارد الفوائد يف الضوابط والقواعد»‪ ،‬وكتاب «منظومة املنهج املنتخب»‬
‫للزقاق التجيبي املالكي‪ ،‬وكتاب «األشباه والنظائر» البن نجيم احلنفي‪ ،‬وكتاب‬
‫«رشح املنهج املنتخب» اليب العباس أمحد بن عيل الزقاق‪ .‬وتأيت املرحلة التي‬
‫بعدها هي مرحلة النهضة العلمية يف جمال القواعد الفقهية‪ .‬وهي مرحلة أخرية‬
‫التي تبدأ من هناية القرن الثالث عرش اهلجري إىل أيامنا هذه‪ .‬وحيدد هناية القرن‬
‫الثالث عرش اهلجري لوجود معلم مهم وهو ظهور جملة األحكام العدلية حيث‬
‫عرضت القواعد عىل شكل مواد‪ .‬وظهرت أعامل يف هذه املرحلة وهي‪:‬‬
‫‪1 .1‬تقنني القواعد الفقهية وتعني صياغة القواعد الفقهية والضوابط يف‬
‫صورة مبادئ عامة مرتبة يف صورة مواد ومبوبة بحسب املوضوعات‪.‬‬
‫ويف هذا تسهيل عىل القايض يف الكشف عىل احلكم الرشعي يف املسألة‬
‫املعروضة له‪ .‬واملثال عىل ذلك‪ :‬جملة األحكام العدلية حيث وضعتها‬

‫ ‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬ ‫‪151‬‬


‫‪Lathifah Munawaroh‬‬

‫جلنة من العلامء يف الدولة الرتكية‪ ،‬جملة األحكام الرشعية عىل مذهب‬


‫اإلمام أمحد بن حنبل للشيخ أمحد بن عبد اهلل القاري‪.‬‬
‫‪2 .2‬حتقيق طائفة من كتب الرتاث يف القواعد الفقهية‪ .‬ومن أمثلته ‪ :‬املنثور‬
‫يف القواعد للزكيش بتحقيق تيسري فائق‪ ،‬القواعد الصغرى للشيخ عز‬
‫بن عبد السالم بتحقيق جالل الدين بن عبد الرمحن‪ ،‬تقرير القواعد‬
‫وحترير الفوائد البن رجب بتحقيق مشهور حسن السلامن‪.‬‬
‫‪3 .3‬استخالص القواعد والضوابط الفقهية من أمهات كتب الفقه‪ .‬ومن‬
‫أمثلته ‪ :‬الفرائد البهية يف القواعد والفوائد الفقهية ملفتي الشام حممود‬
‫محزة احلسيني وفيه تقيص القواعد والضوابط الفقهية يف كثري من كتب‬
‫الفقه احلنفي‪ ،‬القواعد واألصول اجلامعة والفروق والتقاسيم البديعة‬
‫النافعة للشيخ عبد الرمحن السعدي وفيه تقيص القواعد والضوابط‬
‫الفقهية يف كثري من كتب الفقه احلنبيل‪.‬‬
‫‪4 .4‬رصد القواعد الفقهية وإحصاؤها وترتيبها‪ .‬ومن أمثلته‪ :‬كتاب قواعد‬
‫الفقه للشيخ حممد عميم اإلحسان املجددي البنغالدييش حيث مجع‬
‫‪ 426‬قاعدة مرتبة حسب حروف املعجم‪ ،‬موسوعة القواعد الفقهية‬
‫للدكتور البورنو حيث مجع القواعد حسب حروف اهلجاء‪.‬‬
‫‪5 .5‬ختصيص قواعد معينة بالبحث والدراسة‪ .‬وهذا العمل ليس من ابتكار‬
‫العلامء املعارصين‪ ،‬وانام قام به كذلك العلامء السابقون كام فعل أبو‬
‫العباس القرايف يف كتابه “األمنية يف إدراك النية”‪ ،‬وابن عابدين يف كتابه‬
‫“نرش العرف يف بناء بعض األحكام عىل العرف”‪ .‬ومن املعارصين‪:‬‬
‫ما ألفه عبد الكريم زيدان “أثر القصود يف الترصفات والعقود” وهو‬
‫بحث منشور ضمن جمموعة بحوث فقهية‪“ ،‬النيات يف العبادات” لعمر‬
‫األشقر وهو عبارة عن رسالة دكتوراة‪ .‬وكذلك توجد مؤلفات مستقلة‬
‫بالدراسة حول قاعدة املشقة جتلب التيسري وغريها من القواعد‪.‬‬

‫ ‪152‬‬ ‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬


‫لا ديسلل‪  ‬نيبلاطلا ةناعإ باتك نم تادابعلا باب يف ىربكلا ةسمخلا ةيهقفلا دعاوقلا‬

‫‪6 .6‬مجع القواعد الفقهية ذات املوضوع الواحد ‪ .‬ومن أمثلته‪ :‬القواعد‬
‫الفقهية الكلية وأثرها يف النظام االقتصادي يف اإلسالم البراهيم حممد‬
‫احلريري وهو رسالة دكتوراة‪ ،‬املقاصد عند ابن تيمية ليوسف البدوي‪،‬‬
‫عبارة عن رسالة دكتوراة‪.‬‬
‫‪7 .7‬االهتامم باملداخل لعلم القواعد‪ .‬ومن أمثلته‪ :‬القواعد الفقهية للدكتور‬
‫عيل الندوي وهو رسالة ماجستري‪ ،‬القواعد الفقهية ليعقوب با حسني‪،‬‬
‫املدخل الفقهي للشيخ مصطفى الزرقاء‪.‬‬

‫‪3 .3‬أنواع القواعد الفقهية‬


‫القواعد الفقهية هلا أنواع بحسب النظر إىل اجلهة املختلفة واعتبارات‬
‫خمتلفة‪ .‬أما القواعد الفقهية من حيث الشمول والسعة‪ ،‬تنقسم القواعد الفقهية‬
‫إىل القواعد الفقهية الكلية الكربى‪ ،‬القواعد الفقهية التي أقل شموال وأضيق‬
‫جماال من النوع األول‪ ،‬القواعد اخلاصة بباب واحد‪ .‬فالقواعد الفقهية الكلية‬
‫الكربى وهي القواعد التي ترجع إليها مسائل كثرية من مجيع أبواب الفقه‪.‬‬
‫واملثال عىل ذلك ‪ :‬قاعدة األمور بمقاصدها‪ ،‬اليقني ال يزول بالشك‪ ،‬املشقة‬
‫جتلب التيسري‪ ،‬الرضر يزال‪ ،‬العادة حمكمة‪ .‬والقواعد الفقهية التي أقل شموال‬
‫وأضيق جماال من النوع األول‪ ،‬فهي التي ترجع إليها مسائل كثرية من أبواب‬
‫الفقه إال أهنا أقل من حيث عدد املسائل وأبواب الفقه‪ .‬مثل قاعدة ال ينقض‬
‫االجتهاد باالجتهاد‪ .‬والقواعد اخلاصة بباب واحد هي التي تسمى بضوابط‬
‫الفقهية‪ ،‬مثل كل كفارة سببها معصية فهي عىل الفور‪ .‬وهناك تقسيم القواعد‬
‫الفقهية من حيث مصدرها‪ :‬القواعد الفقهية املنصوص عليها و القواعد الفقهية‬
‫املستنبطة‪ .‬القواعد الفقهية املنصوص عليها هي التي ورد بشأهنا نص رشعي‬
‫من كتاب أو سنة‪ ،‬مثل قاعدة األمور بمقاصدها فهي أصلها من حديث ‪( : r‬‬
‫إنام األعامل بالنيات )‪.‬القواعد الفقهية املستنبطة هي التي استنبطها الفقهاء من‬
‫تتبع الفروع يف مواردها املختلفة‪ ،‬مثل قاعدة كل موضع افتقر إىل نية تعيينها‬
‫ ‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬ ‫‪153‬‬
‫‪Lathifah Munawaroh‬‬

‫إال التيمم للفرض يف األصح‪ .‬وهناك تقسيم ثالث للقواعد الفقهية من حيث‬
‫االتفاق واالختالف‪ :‬القواعد الفقهية املتفق عليها بني املذاهب والقواعد‬
‫الفقهية املختلف فيها بني املذاهب‪ .‬فالقواعد الفقهية املتفق عليها بني املذاهب‪،‬‬
‫مثل القواعد الكلية الكربى‪ .‬أما القواعد الفقهية املختلف فيها بني املذاهب‪،‬‬
‫مثل قاعدة ما حرم استعامله حرم اختاذه‪ ،‬قاعدة خمتلفة بني الشافعية واحلنفية‪.‬‬

‫‪4 .4‬القواعد الفقهية اخلمسة يف باب العبادات من كتاب إعانة الطالبني للسيد‬
‫بكري‬
‫وهذه القواعد الفقهية اخلمسة‪ ،‬كثريا ما يعرب عنها بالقواعد الكربى‬
‫أو القواعد اخلمسة األساسية حيث قيل عنها‪ :‬إن الفقه كلهمبني عليها‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫األمور بمقاصدها‪ ،‬اليقني ال يزول بالشك‪ ،‬املشقة جتلب التيسري‪ ،‬الرضر يزال‪،‬‬
‫وقاعدة العادة حمكمة‪ .‬والعبادات املراد يف هذه املبحث هي العبادات املحضة‬
‫وهي العبادات التي ورد ذكرها يف كتب الفقه غالبا بالتسلسل‪ :‬كتاب الصالة‪،‬‬
‫كتاب الصيام‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬وكتاب احلج‪.‬‬

‫القاعدة األوىل‪ :‬قاعدة األمور بمقاصدها‬


‫تعترب هذه القاعدة من إحدى القواعد الكلية الكربى التي تندرج حتتها‬
‫فروع كثرية ال حتىص‪ .‬وتستند هذه القاعدة بقول النبي صىل اهلل عليه وسلم ‪« :‬‬
‫إنام األعامل بالنيات»‪.‬هذا احلديث جممع عىل عظم موقعه يف الدين‪ ،‬حتى قال‬
‫الشافعي‪ :‬إنه ثلث اإلسالم‪ ،‬ويدخل يف سبعني بابا من الفقه‪ .‬واحلديث يعني أن‬
‫األعامل ال تصح إال باقرتافها بالنية وال حتسب بدوهنا‪ ،‬كام يف الوضوء والغسل‬
‫والصالة والصوم والزكاة فإهنا ال تصح إال بالنية‪ .‬وهذا عىل قيد أن ما حيتاج فيه‬
‫إىل نية فال بد من نية‪ ،‬مما يلتبس بغريه من العبادات أو العادات‪ ،‬بخالف ما ال‬
‫يلتبس بغريه كاآلذان واألذكار والرتوك‪(.‬النووي‪ ،‬د‪ .‬ت‪.)55 :.‬‬

‫ ‪154‬‬ ‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬


‫لا ديسلل‪  ‬نيبلاطلا ةناعإ باتك نم تادابعلا باب يف ىربكلا ةسمخلا ةيهقفلا دعاوقلا‬

‫ومن التطبيقات عىل هذه القاعدة يف باب الصالة من كتاب إعانة‬


‫الطالبني‪ :‬جيب قرن النية عند غسل أول جزء من الوجه عند الوضوء‪.‬وجتب‬
‫كذلك النية عند أول الصالة‪ ،‬فإهنا ركن‪ .‬والنية فيها تكون نية الفعل والتعيني يف‬
‫أي الصالة وكذلك نية الفرضية‪.‬وباالضافة إىل أن النية جتب عند سجود السهو‬
‫وجتب مقارنتها للرشوع يف السجود‪.‬‬
‫وأما يف باب الزكاة من نفس الكتاب فإن تطبيقاهتا هي‪ :‬جتب النية عند‬
‫أداء الزكاة للمزكي‪ ،‬وال يشرتط النطق هبا‪،‬كام أنه ال يشرتط التعرض لفرضية‬
‫الزكاة يف النية‪ ،‬ألن الزكاة ال تكون إال فرضا‪ ،‬وإن كان األفضل التعرض هلا‪.‬‬
‫وجيب عىل الويل النية عند إخراج زكاة يف مال الصبي واملجنون والسفيه‪ ،‬ألن‬
‫النية تعذرت من هؤالء فينوي عنه وليهم‪.‬‬
‫ويف باب الصيام‪ ،‬من أمثلة تطبيقات قاعدة األمور بمقاصدها هي‪:‬‬
‫وجوب نية عند إرادة صوم يوم رمضان‪ ،‬وهذه النية ال بد أن تكون ليال‪ ،‬وهو‬
‫ما يعرب الفقهاء بوجوب تبييت النية عند صوم الفرض‪ .‬وال يشرتط التلفظ هبذه‬
‫النية‪ ،‬بل يندب ليساعد اللسان القلب‪ .‬كام أن النية ال بد أن تكون يف كل ليلة‪،‬‬
‫فلو نوى عند أول ليلة من شهر رمضان صيام مجيع ايام رمضان‪ ،‬فال يصح إال‬
‫صوم أول يوم رمضان‪.‬‬
‫ويف باب احلج‪ ،‬فإن تطبيقات قاعدة األمور بمقاصدها هي‪ :‬أوال‪ ،‬جتب‬
‫النية عند الدخول يف احلج وذلك عند اإلحرام به‪ ،‬وال يصح اإلحرام إال بالنية‪،‬‬
‫ألنه عبادة فال تصح من غري نية كالصالة والصوم‪ .‬والنية بالقلب‪ ،‬وال جيب‬
‫النطق هبا كسائر العبادات‪ ،‬ولكن يستحب التلفظ بالنية والتلبية فيقول‪« :‬نويت‬
‫احلج وأحرمت به هلل ‪ ،I‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ال رشيك لك لبيك‪ ،‬إن احلمد‬
‫والنعمة لك وامللك ال رشيك لك"‪ ،‬ويضيف قائال‪" :‬اللهم أحرم لك شعري‬
‫وبرشي وعظمي ودمي هلل رب العاملني ال رشيك لك"‪ .‬والتلفظ بالنية مستحب‬
‫لتساعد القلب وتؤكد ما فيه‪ .‬فان مل ينو يف القلب وتلفظ مل يصح إحرامه‪ ،‬وان‬

‫ ‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬ ‫‪155‬‬


‫‪Lathifah Munawaroh‬‬

‫نوى يف قلبه دون التلفظ به صح إحرامه‪.‬وإن لبى ولكن مل ينو اإلحرام‪ ،‬فهل‬
‫يعترب إحرامه ؟ املذهب بأنه ال ينعقد إحرامه‪( ،‬النووي‪ .)352 :2002،‬وذلك‬
‫للحديث (إنام األعامل بالنيات وإنام لكل امرئ ما نوى)‪ .‬ثانيا‪ ،‬جتب النية عند‬
‫إرادة أداء الطواف إن كان الطواف مستقال بأن ال يندرج حتت حج أوعمرة‪،‬‬
‫أما إن كان الطواف يندرج حتت نسك حج أو عمرة‪ ،‬فتكون النية هنا مستحبة‪.‬‬
‫ثالثا‪ ،‬جتب النية يف األضحية عند الذبح أو قبله عند التعيني ملا يضحي به‪ .‬فينوي‬
‫بالقلب أو بالقلب واللسان معا فيقول ‪ :‬نويت األضحية املسنونة‪ ،‬أو أداء سنة‬
‫األضحية‪ ،‬ألن األضحية عبادة واألعامل بالنيات‪ .‬وإن وكل الذبح فنية املوكل‬
‫كافية‪ ،‬هنا ذكر البكري األضحية حتت باب احلج لشدة االرتباط به‪ .‬رابعا‪،‬‬
‫يشرتط يف الذبح قصد إيقاع الفعل عىل العني أو عىل واحد من اجلنس‪ ،‬فلو‬
‫سقطت سكني عىل مذبح شاة فانذبحت أو اسرتسلت جارحة بنفسها فقتلت‪،‬‬
‫حرم أكله وصار ميتة لعدم وجود القصد‪.‬‬

‫القاعدة الثانية‪ :‬اليقني ال يزول بالشك‬


‫هذه القاعدة من القواعد الكلية الكربى‪ .‬وهي أيضا أصل رشعي عظيم‬
‫حيث يدور حوهلا كثري من األحكام الفقهية بل تدخل هذه القاعدة يف مجيع‬
‫أبواب الفقه‪ ،‬واملسائل املخرجة عليها تبلغ ثالثة أرباع الفقه وأكثر‪( .‬السيوطي‪،‬‬
‫‪)1985:151‬‬
‫واليقني لغة ‪ :‬العلم وإزاحة الشك وحتقيق األمر‪.‬ويف االصطالح‪:‬‬
‫اعتقاد اليشء بأنه كذا مع اعتقاد أنه ال يمكن إال كذا مطابقا للواقع غري ممكن‬
‫الزوال‪.‬وأما الشك يف اللغة‪ :‬نقيض اليقني‪(.‬اجلرجاين‪.)258 :1983 ،‬ويف‬
‫االصطالح ‪ :‬الرتدد بني القضيتني بال ترجيح ألحدمها عىل اآلخر عند الشاك‪.‬‬
‫(اجلرجاين‪)128 :1983 ،‬‬
‫ومعنى قاعدة «اليقني ال يزول بالشك» أن اليقني هو األصل املعترب وال‬
‫يزول بالشك بل الشك يزال‪ .‬والشك كثريا ما حيدث عن الوسواس‪،‬والوسواس‬
‫ ‪156‬‬ ‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬
‫لا ديسلل‪  ‬نيبلاطلا ةناعإ باتك نم تادابعلا باب يف ىربكلا ةسمخلا ةيهقفلا دعاوقلا‬

‫من الشيطان‪ .‬والوسواس داء عضال‪ ،‬حيدث كثريا يف العبادات من الوضوء‬


‫والصالة‪ .‬والقاعدة هتدف إىل رفع احلرج حيث فيها إزالة الشك واعتبار األصل‬
‫وهو اليقني‪.‬‬
‫تستند هذه القاعدة إىل أحاديث نبوية‪ ،‬هي حديث عبد اهلل بن زيد ‪t‬‬
‫أخرجه البخاري قال ‪ :‬شكى إىل النبي ‪ r‬الرجل خييل إليه أنه جيد اليشء يف‬
‫الصالة‪ ،‬قال‪( :‬ال ينرصف حتى يسمع صوتا أو جيد رحيا )‪ .‬وكذلك حديث‬
‫عن أيب هريرة ‪t‬أخرجه مسلم‪ ،‬أن النبي ‪ r‬قال‪( :‬إذا وجد أحدكم يف بطنه شيئا‪،‬‬
‫فأشكل عليه –أخرج منه يشء أم ال‪ ،-‬فال خيرجن من املسجد حتى يسمع صوتا‬
‫أو جيد رحيا)‪.‬‬
‫ومن تطبيقات القاعدة يف باب الصالةكتاب إعانة الطالبني‪ ،‬ما ييل‪:‬‬
‫‪1 .1‬من كان طاهرا ثم شك أأحدث أم ال‪ ،‬فإنه يبنى عىل األصل وهو عدم‬
‫احلدث‪ .‬وكذلك من نيس يف أي ركعة يصيل‪ ،‬هل يف الركعة ُالثالثة‪ ،‬أم‬
‫يف الرابعة‪ ،‬بني عىل األقل‪ ،‬ألنه األصل‪.‬‬
‫‪2 .2‬ومن كان معه إناء من املاء أو اخلل أو لبن املأكول فشك يف تنجسه‪،‬‬
‫أو من العصري فشك يف ختمره مل حيرم التناول‪ .‬وكذلك من شك يف‬
‫حيض زوجته أو تطليقه فلم حيرم االستمتاع‪ .‬وطني الشوارع و كل‬
‫ما يف الغالب يف مثلعه النجاسة طاهرة ما مل يتحقق النجاسة‪ ،‬فإنه‬
‫هو ‪ ‬األصل‪.‬‬
‫أما تطبيقات القاعدة يف باب الزكاة فإن املؤلف مل يتطرق إليها يف هذا‬
‫الباب كام تطرق يف الباب السابق وهو باب الصالة‪ .‬أما تطبيقات القاعدة يف‬
‫باب الصيام فإن املؤلف مثل بمثال الشك يف النية حيث قال‪ :‬لو نوى أي الصيام‬
‫ثم شك هل طلع الفجرأو ال؟ فيكون الصوم صحيحا ألن األصل عدم طلوعه‬
‫فال يبطلها نحو أكل وغريه‪.‬ولو ظن بقاء الليل أو شك بقاؤه‪ ،‬فإنه جيوز األكل‬

‫ ‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬ ‫‪157‬‬


‫‪Lathifah Munawaroh‬‬

‫ألن األصل بقاء الليل‪ .‬كام مثل هذه القاعدة يف رخص الشارع للمسافر مسافة‬
‫القرص الفطر ومن كان مريضا خاف بطء برءه‪.‬‬
‫أما تطبيقات القاعدة يف باب احلج‪ ،‬وجدت الباحثة فقط تطبيقا واحدا‬
‫هو لو شك احلاج يف عدد طوافه‪ ،‬هل طاف ستا أم سبعا؟‪،‬وكذا لو شك يف‬
‫سعيه‪ ،‬هل سعى ستا أم سبعا قبل فراغهام‪ ،‬أخذ باألقل‪ ،‬وهو الست‪ ،‬ألنه‬
‫هو ‪ ‬املتيقن‪.‬‬

‫القاعدة الثالثة‪ :‬املشقة جتلب التيسري‬


‫القاعدة واضحة يف معناها‪ ،‬وهي أن املشقة سبب للتيسري والتخفيف يف‬
‫أحكام الرشيعة‪.‬‬
‫واملشقة يف اللغة من الشق بكرس الشني والشدة يف القاف‪ ،‬وهي اجلهد‬
‫والعناء‪ ،‬ومنه قوله ‪) : I‬إال بشق األنفس(‪ ،‬أي إال بجهد األنفس‪ .‬واملشقة‬
‫كذلك من مصدر من فعل شق أي ثقل‪ ،‬يقال شق عيل ذلك األمر‪ :‬أي ثقل عيل‪.‬‬
‫(ابن منظور‪ .)182 :1414،‬وأما التيسري‪ ،‬فهو من يرس‪ ،‬وهي بمعنى السهولة‪.‬‬
‫واليرس ضد العرس‪ .‬يقال‪ :‬يرسه أي سهله ووسع عليه‪ .‬والتيسري يكون يف اخلري‬
‫ويف الرش كام يف قوله ‪ ) :I‬فسنيرسه لليرسى( [الليل‪ ،]7 :‬وهذا يكون يف اخلري‪.‬‬
‫وقوله‪ ) :‬فسنيرسه للعرسى (‪[ ،‬الليل‪]10 :‬وهذا يكون يف الرش‪.‬‬
‫وهذه القاعدة هي من مظاهر سامحة هذا الدين احلنيف‪ ،‬حيث مل يكلف‬
‫الشارع العباد بام ال يطاق‪ ،‬إال أنه ال يعني نفي التكليف بام فيه يشء من املشقة‪.‬‬
‫واملشقة تنقسم إىل رضبني‪:‬‬
‫الرضب األول ‪ :‬املشقة التي ال تنفك عنها العبادة –غالبا‪ ،-‬وهذه‬
‫املشقة موجودة والزمة غري منفكة عنها‪ .‬مثل‪ :‬مشقة الصوم يف شدة احلر وطول‬
‫النهار‪ ،‬ومشقة أداء مناسك احلج عند ازدحام احلجاج‪ ،‬ومشقة الصالة يف احلر‬

‫ ‪158‬‬ ‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬


‫لا ديسلل‪  ‬نيبلاطلا ةناعإ باتك نم تادابعلا باب يف ىربكلا ةسمخلا ةيهقفلا دعاوقلا‬

‫والشتاء‪ ،‬ونحوها‪ .‬وهذه كلها ال أثر هلا يف إسقاط العبادات وال ختفيفها‪ ،‬إذ لو‬
‫أثرت لفاتت مصالح الطاعات‪،‬والعبادات يف مجيع األوقات أو يف غالبها‪.‬‬
‫الرضب الثاين‪ :‬مشقة منفكة عنها العبادة‪ .‬وهي عىل ثالث مراتب‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬مشقة عظيمة فادحة‪ ،‬مثل اخلوف عىل النفوس‪ ،‬ومثل هذه‬
‫املشقة موجبة للرتخيص والتخفيف‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬مشقة خفيفة جدا مثل أدنى وجع يف البدن‪ ،‬وأدنى الصداع يف‬
‫الرأس ونحوها‪ ،‬وهذه كلها ال أثر هلا عند اجلمهور‪ ،‬ألن حتصيل مصالح العبادة‬
‫أوىل من دفع مثل هذه‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬مشقة متوسطة بني املرتبتني السابقتني‪ .‬فالذي دنا من املرتبة‬
‫األوىل‪ ،‬أوجب التخفيف‪ ،‬والذي دنا من املرتبة الثانية ال أثر له وال ختفيف‪ ،‬وما‬
‫وقع بني هاتني املرتبتني فمختلف فيه بني العلامء‪(.‬العالئي‪)357 :1994 ،‬‬
‫يقول العلامء يف هذه القاعدة‪ :‬يتخرج عىل هذه القاعدة مجيع رخص‬
‫الرشع وختفيفاته‪ .‬وأما عن أسباب التخفيف يف العبادات وغريها‪ ،‬فهي سبعة‪:‬‬
‫السفر‪ ،‬املرض‪ ،‬اإلكراه‪ ،‬النسيان‪ ،‬اجلهل‪ ،‬العرس وعموم البلوى‪( .‬السيوطي‪،‬‬
‫‪.)196 :2004‬‬
‫هلذه القاعدةأدلة كثرية‪ .‬منها من القرآن ومنها من السنة النبوية‪ .‬أما‬
‫األدلة من القرآن‪ ،‬فمنها‪ :‬قوله ‪ ) : I‬يريد بكم اليرس وال يريد بكم العرس(‬
‫[البقرة‪ ،]185 :‬وقوله ‪ ) : I‬وما جعل عليكم يف الدين من حرج ([احلج‪.]78 :‬‬
‫فاآليتان تدالن عىل فضل اهلل لعباده حيث رفع عنهم احلرج ويريد هبم اليرس‪ ،‬ال‬
‫العرس‪ .‬ورفع احلرج هو مقصد عظيم من مقاصد الرشيعة‪.‬‬
‫وأما األدلة من السنة النبوية‪ ،‬فمنها ‪ :‬حديث عن أنس بن مالك الذي‬
‫أخرجه البخاري‪ ،‬أن رسول اهلل ‪ r‬قال‪ (:‬يرسوا وال تعرسوا‪ ،‬وبرشوا وال‬
‫تنفروا)‪ .‬وحديث عن أيب هريرة الذي أخرجه البخاري عن النبي ‪ r‬قال‪( :‬إن‬

‫ ‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬ ‫‪159‬‬


‫‪Lathifah Munawaroh‬‬

‫الدين يرس‪ ،‬ولن يشاد الدين أحد إال غلبه‪ ،‬فسددوا وقاربوا وأبرشوا‪ ،‬واستعينوا‬
‫بالغدوة والروحة ويشء من الدجلة)‪ .‬واحلديثان فيهام بيان سامحة الدين‪ ،‬وأنه‬
‫دين يرس‪ ،‬وأن من هدى النبي ‪ r‬التيسري والتبشري‪.‬‬
‫أما التطبيقات عىل هذه القاعدة يف باب الصالة من هذا الكتاب‪ :‬رخص‬
‫الشارع كثريا من رخص يف السفر‪ ،‬كجمع وقرص الصلوات برشوط معتربة‪ ،‬ملا‬
‫يف السفر من املشقة غالبا‪.‬‬
‫وكذلك من تطبيقات قاعدة عموم البلوى وهي قاعدة اشتملت‬
‫عليها قاعدة اليقني اليزول بالشك‪:‬عدم اشرتاط تنظيف وسخ ما حتت ظفر يف‬
‫الوضوء إن عرس تنظيفه‪ ،‬ويصح الوقوف يف الصالة عىل األرض التي عليها‬
‫ذرق الطيور‪ ،‬ولكنه برشوط‪ :‬أال يتعمد الوقوف عليه‪ ،‬وأال تكون رطوبة‪،‬‬
‫ومشقة االحرتاز منه‪ ،‬ويعفى عن بعرة الفأرة إذا وقع يف مائع لعموم البلوى‪.‬‬
‫ويعفى عن قيء الرضيع الذي أصاب ثدي األم ملشقة االحرتاز‪.‬ويعفى عام‬
‫تلقيه الفئران يف حياض األخلية لعموم البلوى‪.‬‬
‫وأما تطبيقات القاعدة يف باب الصيام‪ ،‬من املعلوم أن كل يشء وصل إىل‬
‫اجلوف من منفذ طبيعي‪ ،‬فإنه مفطر‪ ،‬إال أن هناك أشياء معفو ًّا عنها‪ ،‬وال تفطر‬
‫الصائم‪ ،‬مثل الذباب وغبار الطريق وغربلة الدقيق ونحوها لو وصلت إىل جوف‬
‫الصائم بال قصد من الصائم لعموم البلوى وملشقة االحرتاز عنها‪.‬وكذلك لو‬
‫متضض الصائم ويبقى أثر املضمضة يف فمه ال يرض لعرس التحرز‪ ‬عنه‪.‬‬
‫ولو أن شخصا تدمي لثته وجيرى الدم دائام أوغالبا‪ ،‬فحينئذ يكفي‬
‫بصقه ويعفي عن أثره وال يفطر إذا ابتلعه‪ ،‬لعموم البلوى ومشقة االحرتاز‪.‬‬
‫وقاعدة عموم البلوى داخلة حتت قاعدة املشقة جتلب التيسري‪.‬‬
‫أما تطبيقات القاعدة يف باب الزكاة فإن املؤلف مل يتطرق إليها كام تطرق‬
‫يف البابني السابقني وهو باب الصالة والصيام‪.‬‬

‫ ‪160‬‬ ‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬


‫لا ديسلل‪  ‬نيبلاطلا ةناعإ باتك نم تادابعلا باب يف ىربكلا ةسمخلا ةيهقفلا دعاوقلا‬

‫أما تطبيقات القاعدة يف باب احلج فإنه يشرتط يف الطواف الطهارة عن‬
‫حدث وخبث يف الثوب والبدن واملطاف‪ ،‬إال أنه يعفى عام يشق االحرتاز عنه‬
‫يف املطاف من نجاسة الطيور وغريها إن مل يتعمد امليش عليها وملتكن رطوبة فيها‬
‫أو يف مماسها‪.‬‬

‫القاعدة الرابعة‪ :‬الرضر يزال‬


‫هذه القاعدة تعد من القواعد الكليات الكربى حيث ينبني عليها كثري‬
‫من أبواب الفقه‪ .‬ويف هذه القاعدة وجوب إزالة الرضر بعد وقوعه‪ ،‬ودفعه‬
‫قبل وقوعه‪ .‬والرضر اسم من الرض –بضم الضاد والشدة عىل الراء‪ -‬هو ضد‬
‫املنفعة وسوء احلال واهلزال‪ ،‬كام يف قوله ‪ ) : I‬وإذا مس اإلنسان الرض دعانا جلنبه‬
‫(]يونس‪ .]12:‬والرضر بمعنى النقصان‪ ،‬يقال دخل عليه رضر يف ماله‪ ،‬أي‬
‫دخل عليه نقصان يف ماله‪ .‬والرضورة اسم ملصدر االضطرار وهو االحتياج إىل‬
‫اليشء‪ .‬أما الرضر ‪ :‬فهو النازل مما ال مدفع له‪( .‬اجلرجاين‪)1983:138 ،‬‬
‫وأصل هذه القاعدة‪ ،‬قوله ‪r‬الذي أخرجه احلاكم وقال حديث صحيح‪:‬‬
‫( ال رضر وال رضار )‪ .‬ومعناه ‪ :‬أي ال يرض الرجل أخاه فينقصه شيئا من حقه‪.،‬‬
‫والرضار ‪ :‬عىل وزن فعال أي ال جيازيه عىل إرضاره بإدخال الرضر عليه‪ .‬فالرضر‬
‫يكون من فعل الواحد‪ ،‬والرضار من فعل االثنني‪ .‬والرضر ‪ :‬ابتداء الفعل‪،‬‬
‫والرضار‪ :‬اجلزاء عليه‪(.‬ابن األثري‪ ،‬د‪.‬ت‪ .)532 :.‬ويندرج حتت هذه القاعدة‬
‫قواعد كثرية‪ ،‬هيالرضر يدفع بقدر اإلمكان‪  ،‬الرضر ال يزال بالرض‪  ،‬يتحمل‬
‫الرضر اخلاص ألجل دفع رضر العام‪ ،‬إذا تعارض مفسدتان روعي أعظمهام‬
‫رضرا بارتكاب أخفهام‪.‬وقيل‪ :‬الرضر األشد يزال بالرضر األخف‪ .‬وقيل‪ :‬خيتار‬
‫ً‬
‫أهون الرشين‪ . ‬وقاعدة درء املفاسد أوىل من جلب املصالح‪.‬‬
‫إال أن املؤلف فقط أشار إىل أمهية هذه القاعدة ومل يذكر تطبيقات هذه‬
‫القاعدة يف أبواب العبادات كلها سواء يف باب الصالة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬والصيام‪،‬‬
‫واحلج‪.‬‬
‫ ‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬ ‫‪161‬‬
‫‪Lathifah Munawaroh‬‬

‫وكثر ما يقال أن قاعدة «الرضر يزال» وقاعدة «املشقة جتلب التيسري»‬


‫مها قاعدتا التيسري الرشعي والرخص الرشعية‪ ،‬وأن روح الرشيعة السمحة‬
‫تتجىل فيهام‪ ،‬حيث تعدان احلجاب الواقي من دخول العنت عىل املكلف‪،‬‬
‫واحلاجز بني املكلف ومحل اإلرص واألغالل التي كانت عىل بني إرسائيل‪ .‬كام‬
‫أن القاعدتني املذكورتني‪“  :‬الرضر يزال”‪ ،‬و”املشقة جتلب التيسري” تؤديان إىل‬
‫مقصود واحد‪ ،‬وأهنام تكادان تتداخالن يف املعنى‪ ،‬حتى أهنام لتتجاذبان كثري ًا‬
‫من الفروع‪ ،‬وإنام يفرق بينهام بأن قاعدة إزالة الرضر تنصب عىل رضر واقع‬
‫أو متوقع‪ ،‬وأن قاعدة املشقة جتلب التيسري متنع من التكليف املتضمن مشقة‬
‫أو املؤدي إليها‪ ،‬مع اعتبار أن املشقة نوع من الرضر‪  ‬وهذا هو معنى التداخل‬
‫فيهام‪ ،‬أي‪ :‬أن قاعدة التيسري داخلة حتت قاعدة إزالة الرضر‪ .‬وقد يفرق بينهام‬
‫بأن قاعدة التيسري أقرب إىل جلب املصلحة‪ ،‬وقاعدة إزالة الرضر أقرب إىل درء‬
‫املفسدة‪ ،‬مع وجوب كل من املعنيني يف كال القاعدتني‪ ،‬إال أن املعنى اإلجيايب‬
‫(جلب املصلحة)‪  ‬أكثر وجود ًا يف قاعدة التيسري‪ ،‬واملعنى السلبي (درء املفسدة)‬
‫أكثر مراعاة يف قاعدة إزالة الرضر‪.‬‬

‫القاعدة اخلامسة‪ :‬العادات حمكمة‬


‫العادة يف اللغة مأخوذة من العود‪ ،‬وهو الرجوع‪ .‬يقال‪ :‬عاد إليه إذ رجع‬
‫إليه‪ .‬والعادة ‪ :‬الديدن يعاد إليه‪ ،‬ومجعها عاد وعادات‪(.‬ابن املنظور‪:1414 ،‬‬
‫‪ .)316‬ويف االصطالح‪ :‬ما استمر الناس عليه عىل حكم املعقول وعادوا إليه‬
‫مرة بعد أخرى‪( .‬اجلرجاين‪ .)1983:146 ،‬والعادة مرادفة للعرف‪ ،‬وهو ضد‬
‫النكر‪ .‬والعرف والعارفة واملعروف بمعنى واحد‪ .‬وهو ما تعرفه النفس من اخلري‬
‫وتبسأ به وتطمئن إليه‪( .‬ابن املنظور‪ .)239 :1414 ،‬والعرف يف االصطالح‬
‫هو ما استقرت النفوس عليه بشهادة العقول وتلقته الطبائع بالقبول‪(.‬اجلرجاين‪،‬‬
‫‪)1983:146‬‬

‫ ‪162‬‬ ‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬


‫لا ديسلل‪  ‬نيبلاطلا ةناعإ باتك نم تادابعلا باب يف ىربكلا ةسمخلا ةيهقفلا دعاوقلا‬

‫ومفاد القاعدة أن العادة أو العرف جيعل حكام إلثبات حكم رشعي‪ ،‬وأن‬
‫اعتبار العرف والعادة رجع إليه يف الفقه يف مسائل ال ُتعدّ كثر ًة‪.‬ولكن العتبار‬
‫العرف يف الرشع رشوط‪ ،‬أمهها‪ :‬أال يعارض العرف نصا رشعيا يف القرآن أو‬
‫يف السنة‪ ،‬وأن يكون العرف مطردا أي مستمرا العمل فيه يف مجيع احلوادث‪ ،‬أو‬
‫يكون العرف غالبا أي أن يكون العمل به مستمرا يف أغلب الوقائع‪.‬‬
‫والعرف يف اعتبار الرشع‪ ،‬إما صحيح أو فاسد‪ .‬فالعرف الصحيح هو‬
‫ما تعارفه الناس دون أن حيرم حالال أو حيلل حراما‪ ،‬مثل تعارف الناس عىل‬
‫أن املهر قسامن ‪ :‬معجل ومؤجل‪ ،‬وأن الزوجة ال تنتقل إىل بيت زوجها إال بعد‬
‫قبض جزء من املهر‪ .‬وغريها‪ .‬والعرف الفاسد هو ما تعارفه الناس ولكنه حيل‬
‫حراما وحيرم حالال‪ ،‬مثل تعارف الناس عىل التعامل بالربا واملقامرة وغريها‪.‬‬
‫(الزحييل‪)170 :1399 ،‬‬
‫وتستند القاعدة باألدلة من الكتاب والسنة‪ .‬ومن الكتاب‪ ،‬قوله‬
‫﴿‪ ‬ولهَُ َّن ِمث ُْل ا َّل ِذي َع َل ْي ِه َّن بِالمْ َ ْع ُر ِ‬
‫وف‪[﴾ ‬البقرة‪ .]228 :‬وقوله تعاىل‪:‬‬ ‫تعاىل‪َ :‬‬
‫وف‪[ ﴾ ‬النساء‪ .]19 :‬ومن األحاديث النبوية‪ :‬عن‬ ‫وه َّن بِالمْ َ ْع ُر ِ‬
‫﴿‪ ‬و َعاشرُِ ُ‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫رجل شحيح‪،‬‬ ‫عائشة‪ ،‬أن هند بنت عتبة‪ ،‬قالت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إن أبا سفيان‬
‫أخذت منه وهو ال يعلم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وليس يعطيني ما يكفيني وولدي‪ ،‬إال ما‬
‫ِ‬
‫يكفيك وولدَ ك باملعروف»‪ .‬هذا احلديث أخرجه البخاري حيث مل‬ ‫«خذي ما‬
‫ينص احلديث عىل مقدار حمدد بل رجه إىل العرف‪.‬‬
‫ومن تطبيقات القاعدة يف باب الصالة‪ ،‬هي‪ :‬احلركة الكثرية املفسدة‬
‫للصالة ترجع إىل العرف‪ .‬فخلع اخلف‪ ،‬ولبس الثوب اخلفيف‪ ،‬وخطوتني ال‬
‫يرض يف الصالة‪.‬ويشرتط يف املواالة يف صالة اجلمعة بني اخلطبتني وبني أركاهنا‪،‬‬
‫وبينهام وبني الصالة بأن ال يفصل طويال‪ ،‬وضابط الطول العرف حيث ال يوجد‬
‫نص يف الكتاب أو السنة حيدده‪.‬‬

‫ ‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬ ‫‪163‬‬


‫‪Lathifah Munawaroh‬‬

‫أما املثال عىل تطبيقات هذه القاعدة يف باب الزكاة هو سنية اختاذ الرجل‬
‫خامتا من فضة يف خنرص بيمينه أو يساره وذلك لالتباع‪ ،‬ولكن حيرم اإلرساف يف‬
‫ذلك ومل يعني حد اإلرساف بل مرجعه إىل العرف‪ ،‬فام يعده العرف إرسافا حرم‬
‫سواء مثقاال‪ ،‬أو أكثر أو أقل من ذلك‪ ،‬وما ال يعده العرف إرسافا فال حيرم‪ .‬ومن‬
‫التطبيقات كذلك جواز حتلية آلة حرب كسيف ورمح وسكني احلرب إرهابا‬
‫للعدو‪ ،‬إال أن جواز التحلية بغري رسف عرفا‪.‬وكذلك جواز الذهب والفضة‬
‫للنساء كالسوار واخللخال والطوق بال رسف وليس فيه الزكاة‪ ،‬أما مع الرسف‬
‫فال جيوز‪ .‬ورجع األذرعي حد الرسف إىل العادة وهي العرف اجلاري‪.‬‬
‫ومل جتد الباحثة تطبيقات القاعدة يف باب الصيام‪ .‬أما يف باب احلج‪،‬‬
‫فتطيبق القاعدة ما ييل‪ :‬جواز النذر كقول العوام «جعلت هذا للنبي»‪ ،‬ألن‬
‫الكالم يف عرف الفقهاء يعترب نذرا‪ .‬وإىل أين يرصف؟‪ .‬خالف بني الشافعية‪،‬‬
‫فالسبكي يرى أن النذر يرصف يف الكعبة واحلجرة الرشيفة واملساجد الثالثة‪.‬‬
‫ثم يقول‪ :‬أن من خرج من ماله عن يشء هلا واقتىض العرف رصفه يف جهة من‬
‫جهاهتا‪ :‬رصف إليها واختصت به‪.‬‬

‫ت اخلامتة‬ ‫ ‪.‬‬
‫من خالل املباحث السابقة‪ ،‬ترى الباحثة أن السيد البكري من علامء‬
‫القرن الرابع عرش اهلجري الذي له باع يف نرشالفقه الشافعي حيث له طالب‬
‫كثريون من بينهم طالب إندونيسيون مما ينتج له أثر يف نرش الفقه الشافعي‬
‫يف إندونيسيا‪ .‬كام ترى الباحثة أمهية القواعد الفقهية عموما والقواعد الفقهية‬
‫اخلمسة حيث وصفوها بأهنا القواعد الفقهية الكربى األساسية ملا فيها من‬
‫تطبيقات كثرية يف أبواب الفقه وملا فيها من القواعد الفقهية الفرعية املندرجة‬
‫حتتها‪ .‬وباب العبادات من كتاب إعانة الطالبني فيه من تطبيقات هلذه القواعد‪.‬‬
‫ففي تلك القواعد اخلمسة تطبيقاهتا يف باب العبادات من كتاب إعانة الطالبني‬

‫ ‪164‬‬ ‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬


‫لا ديسلل‪  ‬نيبلاطلا ةناعإ باتك نم تادابعلا باب يف ىربكلا ةسمخلا ةيهقفلا دعاوقلا‬

‫للسيد البكري‪ .‬وهذه القواعد وتطبيقاهتا تسهل القارئ يف فهم املسألة الفقهية‪.‬‬
‫ويستخلص مما سبق أيضا عناية السيد البكري بالقواعد الفقهية تظهر يف مواطن‬
‫تعليل األحكام وختريج املسائل‪.‬‬

‫ ‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬ ‫‪165‬‬


‫‪Lathifah Munawaroh‬‬

‫املراجع‬

‫إبراهيم بن موسى الشاطبي‪.‬د‪.‬ت‪.‬املوافقات‪.‬بريوت‪ :‬دار املعرفة‪.‬‬


‫أبو عبد اهلل احلاكم حممد بن عبد اهلل بن حممد بن محدويه بن ُنعيم بن احلكم‬
‫الضبي الطهامين النيسابوري‪ .1990 .‬املستدرك عىل الصحيحني‪.‬‬
‫بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫أمحد بن حجر العسقالين‪ 1410 .‬هـ‪ .‬فتح الباري‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫أكرم يوسف عمر القواسمي‪ 1423 .‬هـ‪ .‬املدخل إىل مذهب اإلمام الشافعي‪.‬‬
‫األردن‪ :‬دار النفائس‪.‬‬
‫خليل بن كيكلدي العالئي‪ .1994 .‬املجموع املذهب يف قواعد املذهب‪.‬‬
‫الكويت‪ :‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪.‬‬
‫خري الدين الزركيل‪ .1989 .‬األعالم‪.‬بريوت‪:‬دار العلم للعاملني‪.‬‬
‫السيد البكري‪ .2001 .‬إعانة الطالبني‪ .‬بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪.‬‬
‫شهاب الدين أمحد بن إدريس القرايف‪.‬د‪ .‬ت‪ .‬الفروق‪ .‬د‪.‬م‪ :.‬عامل الكتاب‪.‬‬
‫عبد الرمحن بن أيب بكر جالل الدين السيوطي‪ .1990 .‬األشباه والنظائر‪.‬‬
‫بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫عيل بن حممد اجلرجاين‪ .1983 .‬التعريفات‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫عمر رضا كحالة‪ .‬د‪ .‬ت‪ .‬معجم املؤلفني‪ .‬بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪.‬‬
‫عمر عبد اجلبار‪ 1403 .‬هـ‪ .‬دروس من ماضيالتعليم وحارضه باملسجد احلرام‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬دار ممفيس للطباعة‪.‬‬

‫ ‪166‬‬ ‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬


‫لا ديسلل‪  ‬نيبلاطلا ةناعإ باتك نم تادابعلا باب يف ىربكلا ةسمخلا ةيهقفلا دعاوقلا‬

‫مبارك بن حممد ابن األثري‪.‬د‪.‬ت‪ .‬النهاية يف غريب احلديث واألثر‪ .‬عامن‪ :‬بيت‬
‫األفكار الدولية‪.‬‬
‫حممد بن أمحد األزهري‪ .2001 .‬معجم هتذيب اللغة‪.‬بريوت‪ :‬دار املعرفة‪.‬‬
‫حممد بن هبادر الشافعي الزركيش‪ ،1985 .‬املنثور يف القواعد‪ .‬الكويت‪ :‬دار‬
‫النرش مؤسسة الفليج‪.‬‬
‫حممد صدقي البورنو‪ .2002 .‬الوجيز يف إيضاح القواعد الفقهية‪ .،‬بريوت‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫حممد مصطفى شلبي‪ .1985 .‬املدخل بالتعريف يف الفقه اإلسالمي‪.‬بريوت‪:‬‬
‫دار النهضة العربية‪.‬‬
‫وهبة الزحييل‪ 1399 .‬هـ‪ .‬نظرية الرضورة الرشعية‪ .‬بريوت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫حييا بن رشف النووي ‪ .2002 .‬املجموع رشح اهلذهب‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫_____________‪.‬د‪ .‬ت‪ .‬رشح صحيح مسلم‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫يعقوب بن عبد الوهاب الباحسني‪ .1998 .‬القواعد الفقهية‪ .‬الرياض‪ :‬مكتبة‬
‫الرشد‪.‬‬

‫ ‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬ ‫‪167‬‬

You might also like