You are on page 1of 26

‫‪205‬‬ ‫دفاتر البحوث العلمية‬

‫صناديق االستثمار وأهميتها في تنشيط االستثمار في سوق األوراق المالية‬


‫نور الدين جليد ‪ -‬المركز الجامعي تيبازة‬
‫إبراهيم مزيود ‪ -‬جامعة الدكتور يحي فارس بالمدية‬

‫الملخص‪:‬‬
‫هتدف هذه الدراسة إىل إبراز دور الصناديق االستثمارية يف تنشيط االستثمار‬
‫يف سوق األوراق املالية وهذا يف إطار الضعف اليت تعاين منه بورصة اجلزائر كوعاء‬
‫استثماري فعال ومنشط هلا‪ ،‬خاصة وانه يستهدف مجيع املستثمرين مهما تكن قدرة‬
‫ادخارهم باإلضافة إىل اخلربة الفنية اليت متتع هبا من جهة والقدرة على تطوير حمفظة‬
‫األوراق املالية اليت حتوزها من املدخرين خاصة فئة املدخرين الصغار‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬سوق األوراق املالية‪ ،‬صناديق االستثمار‪ ،‬متويل ‪ ،‬ادخار‪.‬‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪This study aims to highlight the role of investment funds‬‬
‫‪in stimulating investment in the stock market and this in the‬‬
‫‪context of vulnerability that suffered by the Stock Exchange‬‬
‫‪Algeria as an investment and effective stimulant to her, especially‬‬
‫‪as it targets all investors regardless of the ability of saving addition‬‬
‫‪to the expertise enjoyed by the one hand and the ability to the‬‬
‫‪development of a portfolio of securities that are held by private‬‬
‫‪savers‬‬ ‫‪category‬‬ ‫‪of‬‬ ‫‪small‬‬ ‫‪savers.‬‬
‫‪keywords : stock market, mutual Fund, finance, savings‬‬

‫المقدمـة‪:‬‬

‫تلعب سوق األوراق املالية دورا مهما يف تعبئة املوارد املالية الضرورية يف العملية‬
‫التنموية ملختلف اقتصاديات دول العام وهبذا جتنبها اللجوء إىل مصادر متويل قد ال‬
‫دفاتر البحوث العلمية‬ ‫‪226‬‬

‫تتالءم وأهدافها التنموية‪ ،‬لذا أصبحت الدول تتسارع يف إنشاء هذه األسواق أو العمل‬
‫على تطويرها وحتسني أدائها واستقطاب اكرب عدد من املستثمرين فيها‪.‬‬
‫إال أن اقتصارها على كبار املستثمرين وكبار املدخرين فيها حرم فئة كبرية من‬
‫املدخرين من الدول إليها واقتناء املعروض من أدواهتا املالية بسبب حمدود مدخراهتم أو‬
‫قلة خربهتم يف جمال االستثمار أو تطوير حمفظتهم األوراق املالية‪ ،‬لذا كان ال بد من إجياد‬
‫أداة استثمارية موجهة للمستثمرين ذات املدخرات الضعيفة والذين ليس هلم دراية مبتبعة‬
‫األدوات املالية واليت تدعى بصناديق االستثمار واليت سارعت معظم دول العام إىل تبنيها‬
‫وإنشائها نظرا للدور الكبري اليت أصبحت تاديها خاصة فيما تعلق بتنشيط سوق أوراقها‬
‫املالية اليت تتسم بضعف نشاطها كما هو احلال يف اجلزائر من خالل إنشائها هليأت‬
‫التوظيف اجلماعي للقيم املنقولة‪ ،‬وللوقوف على واقع صناديق االستثمار وطبيعتها ودورها‬
‫يف تنشيط سوق األوراق املالية ارتأينا تناول العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ ‬المحور األول‪ :‬ماهية صناديق االستثمار وأنواعها‬
‫‪ ‬المحور الثاني‪ :‬مصادر أموال صناديق االستثمار وأساليب إدارتها‬
‫‪ ‬المحور الثالث‪ :‬واقع صناعة صناديق االستثمار في العالم ودورها في األسواق‬
‫المالية العالمية‬
‫‪ ‬المحور الرابع ‪ :‬واقع صناديق االستثمار في الجزائر واليات تفعيلها‬
‫المحور األول‪ :‬ماهية صناديق االستثمار‬
‫تعد صناديق االستثمار احد أهم قنوات االستثمار على اإلطالق بالنسبة‬
‫للمستثمرين ذوي املدخرات احملدودة‪ ،‬والذين ال يستطيعون متابعة أداء األسواق املالية‪،‬‬
‫وليس هلم الدراية والعلم بعام االستثمار يف األوراق املالية‪ ،‬وللوقوف على اجلوانب املختلفة‬
‫هلذا الوعاء االستثماري نستعرض النقاط التالية‪:‬‬
‫‪.0‬نشأة صناديق االستثمار‪:‬‬
‫‪207‬‬ ‫دفاتر البحوث العلمية‬

‫ترجع نشأة صناديق االستثمار نتيجة لظهور شركات االستثمار يف القرن التاسع‬
‫عشر يف هولندا‪ ،‬ومنها انتقلت إىل فرنسا ومن مث إىل بريطانيا‪ ،‬واليت كانت آنذاك يف‬
‫مقدمة الدول الصناعية‪ ،‬وظهرت صناديق االستثمار ألول مرة يف الواليات املتحدة يف‬
‫هناية الثالثينيات من القرن املاضي‪ ،‬وقد صدر قانون خاص لتنظيم تكوينها ونشأهتا‬
‫وإدارهتا يف العام ‪ ، 940‬والذي ُعرف حينئذ بقانون شركات االستثمار‪ ،‬وقد تطورت‬
‫صناديق االستثمار وازدهرت بشكل غري مسبوق يف الواليات املتحدة يف أعقاب احلرب‬
‫العاملية الثانية‪ ،‬كما تطورت صناعة صناديق االستثمار يف األسواق املالية بصورة متسارعة‬
‫خالل العقد األخري من القرن املاضي‪ ،‬وتزايدت أعدادها وتنوعت وظائفها‪ ،‬وبرز األداء‬
‫اجليد هلا كدليل على تفوقها على غريها من األدوات واجملاالت االستثمارية األخرى‪.‬‬
‫وعلى الصعيد العريب فكانت اململكة العربية السعودية السباقة يف وضع هذه‬
‫التجربة حيث انشأ البنك األهلي التجاري أو صندوق استثماري باسهم الصندوق األهلي‬
‫للدوالر القصري األجل يف ديسمرب ‪ ، 1977‬يف حني صدرت قواعد تنظيم صناديق‬
‫االستثمار املنظمة هلا ‪ 14‬سنة من بعد‪ ،‬أما باقي الدول العربية فاضت التجربة بنسب‬
‫متفاوتة من اإلقبال والنجاح‪ ،‬اتسمت اغلب تلك التجارب بصدور الصناديق االستثمارية‬
‫قبل صدور التشريعات املنظمة هلا‪ ،‬وجاءت دولة الكويت ثاين دولة عربية بعد السعودية‬
‫يف خوض جتربة الصناديق االستثمارية إذ بدأت جتربتها سنة ‪ 1982‬وتبعتها بعض الدول‬
‫العربية بعد حنو عقد من الزمن وهي مصر والبحرين وعمان يف عام ‪ 1994‬مث املغرب‬
‫سنة ‪ ،1992‬مث لبنان سنة ‪ ، 1996‬األردن سنة ‪ ،)0( 1997‬اجلزائر سنة ‪. 1998‬‬
‫‪.4‬تعريف صناديق االستثمار‪:‬‬
‫تعرف صناديق االستثمار بأنه عبارة عن حمفظة استثمارية مشرتكة يسمح ألي‬
‫عدد من املستثمرين حسب رغبتهم وقدرهتم املالية ومببالغ متواضعة باالشرتاك فيه من‬
‫خالل شراء حصة من أصوله تسمى الوحدة‪ ،‬ويتم تقييم هذه الوحدة دوريا‪ ،‬وتستثمر‬
‫الصناديق االستثمارية يف األسهم والسندات أو النقد أو العمالت وتاسس هذه الصناديق‬
‫على صفة شركة استثمار تشرف عليها جهات حكومية متخصصة لغرض الرقابة والتوجيه‬
‫(‪.)4‬‬
‫دفاتر البحوث العلمية‬ ‫‪228‬‬

‫‪.3‬أنواع صناديق االستثمار‬


‫تنقسم صناديق االستثمار إىل عدة أنواع من حيث عدة معايري‪:‬‬
‫أ‪.‬على أساس تشكيلة األوراق المالية المكونة لها ‪:‬‬
‫تصنف صناديق االستثمار وفق لألدوات املالية املكونة هلا إىل (‪:)3‬‬
‫‪ -‬صناديق األسهم العادية‪ :‬تشمل فقط على أسهم عادية‪ ،‬أي تتكون حمافظ استثماراهتا‬
‫املالية من تشكيلة متنوعة من األسهم املالية ويف هذا النوع من الصناديق يضع املستثمرين‬
‫هدف الربح يف مقدمة أهدافهم االستثمارية‪.‬‬
‫‪ -‬صناديق السندات‪ :‬تتكون من تشكيلة متنوعة من السندات خمتلفة اآلجال وجهات‬
‫اإلصدار تدخل يف نطاق صناديق طويلة ومتوسطة األجل‪ ،‬هناك سندات تصدرها‬
‫احلكومة وهناك من تصدرها منشآت أخرى‪ ،‬فهناك صناديق تتكون من سندات مرتفعة‬
‫اجلودة تنطوي على مستوى منخفض من املخاطر‪ ،‬تتناسب مع ظروف املستثمر غري‬
‫القادر على حتمل املخاطر‪ ،‬وهناك صناديق ذا سندات مرتفعة اجلودة ومرتفعة املخاطر‬
‫للذين يرغبون يف املخاطرة‪ ،‬وهناك صناديق تتكون من سندات تصدرها احلكومة احمللية‬
‫(يف الو م أ) تتميز بكون عوائدها معفاة من الضريبة‪ ،‬ويبلغ احلد األدىن يف مثل هذه‬
‫الصناديق ‪ 2000‬دوالر‪.‬‬
‫‪ -‬الصناديق المتوازنة‪ :‬وهي صناديق تتكون حمافظ استثماراهتا املالية من مزيج متوازن‬
‫من األسهم العادية السندات واألوراق املالية األخرى‪ ،‬وذلك هبدف توفري دخل مناسب‬
‫ومنتظم مع حتقيق زيادة يف هذا الدخل خالل فرتة زمنية معينة‪.‬‬
‫‪ -‬صناديق متخصصة‪ :‬مثل هذه الصناديق تنحصر استثماراهتا أو أمواهلا يف أوراق مالية‬
‫خاصة بقطاع اقتصادي معني أو بفرع معني مثل قطاع الكهرباء أو االمسنت‪...‬اخل‪ ،‬أو‬
‫قد تنحصر استثماراهتا يف نطاقات جغرافية حمددة مثل االستثمار يف األوراق املالية‬
‫األمريكية‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ -‬صناديق سوق النقد‪ :‬وهي الصناديق اليت تتكون من تشكيلة من األوراق املالية قصرية‬
‫األجل‪ ،‬واليت عادة ما تتداول يف سوق النقد‪ ،‬أي من خالل ماسسات مالية كالبنوك‬
‫‪209‬‬ ‫دفاتر البحوث العلمية‬

‫التجارية‪ ،‬ومن بني هذه األوراق أذونات اخلزانة‪ ،‬شهادات اإليداع والكمبياالت ومن‬
‫مسات هذه الصناديق أهنا تستجيب الحتياجات املستثمرين الذين يضعون هدف السيولة‬
‫واألمان يف مقدمة أهدافهم االستثمارية ألي أوراق ال تتجاوز تاريخ استحقاقها عن سنة‪.‬‬
‫ب‪ .‬من حيث الهيكل التمويلي‬
‫تنقسم إىل نوعني(‪: )2‬‬
‫‪ -‬صناديق استثمار ذات نهاية مغلقة‪ :‬وهي الصناديق اليت يكون حجم املوارد املالية‬
‫املتاحة يف وثاقها من قبل اجلمهور حمددا مبعىن أن هذه الصناديق تصدرا عددا ثابتا من‬
‫الوثائق املالية يتم توزيعها على املستثمرين فيها كل حسب حصته‪.‬‬
‫وطبقا لنظام هذه الصناديق ال جيوز ملالكي هذه الوثائق اسرتداد قيمتها من‬
‫الصندوق املصدر هلا كما أن إدارة هذه الصناديق ال تقوم عادة بالشراء منهم‪ ،‬وإذا يرغب‬
‫أحد مالكي هذه الوثاق يف التخلص منها فالطريق الوحيد املتاح له هو أن يبيعها يف‬
‫السوق املالية املنظمة ( البورصة)‪ ،‬أو يف السوق غري املنظمة ( التجار والسماسرة)‪ ،‬من‬
‫طرف التجار والسماسرة لذا يطلق البعض عليها بالصناديق ذات التداول العام‪.‬‬
‫‪ -‬صناديق ذات النهاية المفتوحة‪ :‬هي الصناديق اليت ال حتدد حجم املوارد املالية‬
‫املستثمرة يف وثاقها من قبل اجلمهور‪ ،‬وال حتدد عدد الوثائق املالية املصدرة منها‪ ،‬إذ حيوز‬
‫هلا إصدار وبيع املزيد من هذه الوثائق تلبية حلاجة املستثمرين‪ ،‬وإدارة هذه الصناديق‬
‫مستعدة إلعادة الشراء ما أصدرته من وثائق إذا رغب احد مالكي هذه الوثائق إذا يف‬
‫التخلص منها جزيا أو كليا‪ ،‬ولذلك فإهنا حترص دائما على توفري نسبة مالئمة من السيولة‬
‫متكنها من دفع قيمة الوثائق املطلوب اسرتدادها يف أية حلظة يطلب املستثمر ذلك‪ ،‬هذه‬
‫امليزة جعلت صناديق االستثمار ذات النهاية املفتوحة أكثر جاذبية لدى اجلمهور باملقارنة‬
‫بالوثائق غري القابلة لالسرتداد كما هو احلال يف الصناديق ذات النهاية املغلقة‪.‬‬
‫دفاتر البحوث العلمية‬ ‫‪202‬‬

‫‪.3‬وفق األهداف المقررة للصندوق(‪:)5‬‬


‫يتحدد هدف صندوق االستثمار بطريقة جتذب له فئة معينة من املستثمرين وهناك‬
‫أربعة أهداف هي‪ :‬النمو والدخل والنمو وإدارة الضريبة‪ ،‬فهناك صناديق ذات أهداف‬
‫مزدوجة‪.‬‬
‫‪ -‬صناديق النمو‪ :‬هتدف هذه األنواع من الصناديق إىل حتسني يف القيمة السوقية‬
‫للتشكيلة املتكون منها هذه الصناديق‪ ،‬ولذا تشمل عادة على أسهم عادية ملنشآت‬
‫صناعية ألهنا تتسم بدرجة عالية من النمو حيث تظهر سجالت هذه املنشآت منوا يف‬
‫املبيعات ويف األرباح احملتجزة اليت تنعكس على القيمة السوقية للسهم‪ ،‬وبالتايل على منو‬
‫األموال املستثمرة‪ ،‬وبإعادة استثمار األرباح احملتجزة تزيد من األرباح وبالتايل ينعكس على‬
‫القيمة السوقية للسهم (تناسب هذه الصناديق املستثمرين الذين يرغبون يف حتقيق عائد‬
‫مرتفع كما تناسب الذين ال يعتمدون على عائد استثماراهتم لتغطية نفقات معيشتهم)‪.‬‬
‫‪ -‬صناديق الدخل‪ :‬تناسب هذه الصناديق املستثمرين الذين يعتمدون على عائد‬
‫استثماراهتم يف تغطية نفقاهتم لذا تشمل هذه الصناديق تشكيلة متكونة من سندات‬
‫وأسهم منشآت كبرية ومستقرة تكون هلا أرباح تقريبا ثابتة وخيضعون لضريبة صغرية‪.‬‬
‫‪ -‬صناديق الدخل والنمو‪ :‬تشمل هذه الصناديق املستثمرين الذين يعتمدون على جزء‬
‫من عائد استثماراهتم يف تغطية نفقاهتم كما يرغبون يف حتقيق منو الستثماراهتم تتكون‬
‫هذه الصناديق من أسهم عادية وأوراق مالية ذات دخل ثابت قد تتضمن أسهم منشآت‬
‫اخلدمة العامة (مياه‪-‬كهرباء‪-‬هاتف) يف مناطق ذات سكان كثريون ومنيز من هذه‬
‫الصناديق من تعطى األولية هلدف الدخل وصناديق تعطى األولية هلدف النمو‪.‬‬
‫‪ -‬صناديق إدارة الضريبة‪ :‬يف تلك الصناديق اليت ال جتذب توزيعات على املستثمرين‪،‬‬
‫بل تقوم بإعادة استثمار ما يتولد من أرباح يف مقابل حصول املستثمر على أسهم إضافية‬
‫مبا يعرف قيمتها‪ ،‬وهنا ال حمل لدفع الضريبة طاملا م حيصل املستثمر على التوزيعات نقدا‬
‫فالضريبة تستحق فقط عند بيع األسهم (الضريبة تاخذ من الفرق بني حصيلة البيع واملبلغ‬
‫‪211‬‬ ‫دفاتر البحوث العلمية‬

‫األصلي املستثمر) تناسب هذه الصناديق املستثمر الذي يرغب يف تأجيل دفع الضريبة‬
‫إىل سنوات الحقة أو املستثمر الذي خيضع إىل ضريبة عالية‪.‬‬
‫‪.2‬مزايا صناديق االستثمار ‪:‬‬
‫إن رجوع أمهية الدور الذي تقوم به صناديق االستثمار يف األسواق املالية ملزايا عديدة‬
‫تتسم هلا ونذر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬االستفادة بخبرات اإلدارة المحترفة ‪ :‬يف حالة االستثمار املباشر أي يف حالة قيام‬
‫املستثمر بالشراء املباشر لألسهم من السوق‪ ،‬يصبح إلزاميا االطالع على كافة متطلبات‬
‫العملية فهو الذي يتخذ القرار االستثماري مبا يتضمن من باء التشكيلة املالئمة ويراقب‬
‫حركة األسعار يف السوق‪ ،‬وعليه أن خيتار التوقيت املناسب الختاذ القرارات والتصرف‪.‬‬
‫‪ -‬التنويع الكفء‪ :‬إن من مزايا صناديق االستثمار قدرهتا على التنويع فليس مبقدور‬
‫املستثمر الفرد ختصيص أمواهلا يف استثمارات متنوعة بطريقة تادي إىل حتقيق التوازن بني‬
‫املخاطرة والعائد إذا كانت تلك األموال صغرية احلجم‪.‬‬
‫‪-‬المرونة والمالمة‪ :‬يف صناديق االستثمار ذات النهاية املفتوحة حيق للمستثمر أن حيول‬
‫استثماراته من صندوق آلخر إذا كانت اإلدارة مساولة عن صندوق أو أكثر‪ ،‬هذه املرونة‬
‫من شأهنا تقدمي خدمة متميزة ألولئك املستثمرين الذين قد تتغري أهدافهم االستثمارية‬
‫يضاف إىل ذلك الصناديق مستعدة على الدوام السرتداد وثائقها إذا ما رغب املستثمر‬
‫يف التخلص منها كليا أو جزئيا‪ ،‬كما ميكن للمستثمر أن يتفق على تصفية استثماراته‬
‫دفعة واحدة أو عن طريق دفعات شهرية أو سنوية أو نصف سنوية‪ ،‬كما ميكنه اإلبقاء‬
‫على رأس املال املستثمر ويسحب فقط الدخل املتولد عنه كما له أن يعيد استثمار ذلك‬
‫الدخل إذا ما أراد ذلك‪.‬‬
‫‪-‬السيولة ‪ :‬تتسم وثاق صناديق االستثمار خاصة املفتوح منها خباصية السيولة املرتفعة‪،‬‬
‫إذ ميكن حلاملها اسرتداد قيمتها يف املواعيد احملددة اليت( ال تتجاوز عادة أسبوعا)‪.‬‬
‫كما أن صناديق االستثمار حتقق وتوفر سيولة عالية بتكاليف متدنية للمستثمرين‪ ،‬ال‬
‫ميكن احلصول عليها من خالل االستثمار املباشر‪.‬‬
‫دفاتر البحوث العلمية‬ ‫‪202‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬مصادر أموال صناديق االستثمار وأساليب إدارتها‬


‫‪ .0‬مصادر تمويل صناديق االستثمار‪:‬‬
‫تتكون مصادر االستثمار لصناديق االستثمار ذات النهاية املغلقة من حصيلة بيع أسهمها‬
‫مطروحا منها تكاليف اإلصدار واليت قد تصل إىل ‪ % 7.2‬من قيمة األسهم املصدرة‬
‫وتتكون التكاليف عادة من رسوم البيع هلذه األسهم والعموالت اليت تتقاضاها شركات‬
‫الوساطة املالية( مساسرة األوراق املالية )‪.‬‬
‫أما أسس تشغيل مواردها فتعتمد على استخدام املوارد بصورة حتقق األهداف‬
‫االستثمارية هلا كتنويع االستثمارات وحتقيق عائد جمد للمستثمرين‪ ،‬فتلجأ إىل تكوين‬
‫احملافظ االستثمارية اليت تتكون من استثمارات متعددة يف أسهم شركات خمتلفة وسندات‬
‫حكومية وسندات شركات‪ ،‬كما تدخل يف حمافظ استثمارية االستثمار يف أدوات السوق‬
‫النقدي كأذونات اخلزانة‪ ،‬وشهادات اإليداع‪ ،‬واألوراق التجارية اليت تصدرها شركات‬
‫الكبرية ذوات املراكز املالية واإلدارية القوية للتمويل بعض عملياهتا‪ ،‬وهناك من شركات‬
‫االستثمار من يستثمر يف نوع واحد من األوراق املالية فتجد مكونات حمفظتها إما أسهما‬
‫أو سندات)‪.(6‬‬
‫‪.4‬أساليب إدارة صناديق االستثمار‬
‫تطورت صناعة الصناديق االستثمارية حىت أصبحت تدار من قبل احملرتفني‬
‫لديهم مهارات خاصة يف اختيار الوسائل االستثمارية املالئمة اليت يتوقعون هلا أداء متميزا‪،‬‬
‫وقد نشأ يف هذه الصناعة أسلوبان إلدارة الصناديق‪:‬‬
‫‪-‬أسلوب اإلدارة السلبية ‪ :‬يتم وفقه توزيع املبالغ املالية املستثمرة يف الصندوق على عدد‬
‫كبري من أسهم قطاع واحد أو تتوسع لتشمل أسهم مجيع قطاعات السوق‪ ،‬وذلك حماكاة‬
‫حلركة ماشر ذلك القطاع أو ماشر السوق الكلي‪ ،‬كاالستثمار مثال يف أسهم ماشر‬
‫الصناعة اما يعين قيام مدير الصندوق باالستثمار يف كل أسهم الصناعة‪ ،‬وتعد الصناديق‬
‫اخلاصة مباشرات أمثلة على اسرتاتيجيات اإلدارة السلبية للصناديق واليت ال يقوم فيها‬
‫‪213‬‬ ‫دفاتر البحوث العلمية‬

‫مدير الصندوق مبحاولة إعادة التوازن للصندوق لتحفيز جتاوز إدانة األداء املاشر املعين‪.‬‬
‫وتعتمد اإلدارة السلبية على ماشرات من ‪.)7( S& P 500‬‬
‫‪ -‬أسلوب اإلدارة النشطة أو االيجابية‪ :‬يقوم على أساس إدخال مهارات مدير‬
‫الصندوق يف التأثري االجيايب على أداء صندوقه لتحقيق عوائد تفوق العوائد املتحققة من‬
‫االستثمار يف ماشرات السوق‪ ،‬ويسعى مديرو الصندوق إىل حماولة التنبا باجتاهات‬
‫األسواق‪ ،‬وتغيري نسب متلكهم يف صناديقهم اليت يديروهنا وفقا لذلك‪ ،‬لذا يغري املديرون‬
‫وسائلهم االستثمارية داخل الصندوق بشكل متواصل اما خيتم على إعادة تشكيل األسهم‬
‫والقطاعات أو تغيري نسب التملك فيها وذلك حسب استقرائهم ملستقبل املناخ‬
‫االستثماري يف السوق الذي يعمل فيه الصندوق(‪.)8‬‬
‫‪.3‬السياسة االستثمارية لصناديق االستثمار‪:‬‬
‫ختتلف السياسات االستثمارية هلذه الصناديق حسب اختالف أهدافه وأغراضه‬
‫ومعدل العائد املراد حتقيقه‪ ،‬وتنقسم هذه السياسات إىل ‪:‬‬
‫‪ -‬السياسة الدفاعية‪ :‬هي اليت يكون فيها املستثمر متحفظ اجتاه املخاطر وياكد على‬
‫عامل األمان واالستقرار وغالبا ما تستثمر أمواله يف سندات طويلة األجل‪ ،‬وأسهم امتازة‬
‫اما يضمن له دخال ثابتا ومستقرا لفرتة طويلة‪.‬‬
‫‪ -‬السياسات الهجومية‪ :‬هي السياسة اليت يركز فيها املستثمر على احلصول على أعلى‬
‫عائد امكن مهما كانت املخاطرة‪ ،‬حيث تكون أمواله مستثمرة أغلبها أسهم عادية يف‬
‫تشكيلة احملفظة حيث يتم شراءها بأسعار منخفضة ويتم االحتفاظ هبا لفرتة يتوقع ارتفاع‬
‫األسعار ليتم بيعها‪ ،‬وعادة ما يكون عنصر املخاطرة كبري يف هذا اجملال‪.‬‬
‫‪ -‬السياسة المتوازنة‪ :‬هي اليت يراعي فيها املستثمر عنصري األمان وحتقيق األرباح عن‬
‫طريق املضاربة‪ ،‬واالستفادة من االرتفاع يف األسعار‪ ،‬وعادة تكون التشكيلة احملفظة متكونة‬
‫من أوراق قصرية األجل وسندات طويلة األجل وأسهم امتازة‪.‬‬
‫دفاتر البحوث العلمية‬ ‫‪204‬‬

‫‪.2‬كيفية إدارة صناديق االستثمار وإدارة استثماراتها‪:‬‬


‫تدار هذه الصناديق من قبل شركات متخصصة اليت تعمل على توفري الكادر‬
‫اإلداري من حماسبني وكتبة وغريهم من الالزمني إلدارة أعمال شركة االستثمار واختاذ‬
‫القرارات االستثمارية الالزمة لتكوين احملفظة االستثمارية اخلاصة بشركة االستثمار‪ ،‬وهذه‬
‫الشركات عادة ما تكون تابعة لشركة التأمني أو غريها‪ ،‬وتدير هذه الشركات املتخصصة‬
‫شركات االستثمار مقابل عمولة سنوية تقل عن ‪ % 1‬من موجودات شركة االستثمار‪،‬‬
‫ويقوم هاالء املديرون املتخصصون عادة بتحليل التطورات االقتصادية‪ ،‬وتقييم اثر هذه‬
‫التطورات احلالية واملتوقعة على أوضاع الشركات املختلفة من اجل االستثمار يف أسهمها‬
‫لتكوين حمفظة استثمارية للشركة االستثمارية اليت يدورهنا لتليب رغبات مستثمريها‪.‬‬
‫وعليه يتكون اهليكل التنظيمي هلذا النوع من الشركات من جملس إدارة‪ ،‬وخبري‬
‫مايل ( عادة ما يكون شركة متخصصة يف إدارة النقود) ومساول عن إدارة حمفظة شركة‬
‫االستثمار‪ ،‬ودائرة للتوزيع واملبيعات‪ ،‬ويقوم كل الصندوق من صناديق االستثمار بعمل‬
‫اتفاقية مع احد اخلرباء املاليني (الشركة املتخصصة) من اجل قيام هذا اخلبري بإدارة‬
‫الصندوق‪ ،‬وميكن إن تكون شركة اخلربة املالية عبارة عن شركة تابعة لشركة وساطة مالية‪،‬‬
‫أو شركة تامني أو شركة إدارة استثمار ا وان تكون بنكا‪.‬‬
‫ويرتتب على مدير الصندوق أن يتقيد بالتعليمات اليت مت وضعها يف نشرة‬
‫اإلصدار املوزعة على املستثمرين املتوقعني‪ ،‬وجيب أن تكون هناك رقابة داخلية للتأكد من‬
‫قيام مدير الصندوق بالتقيد مبا ورد يف نشرة اإلصدار‪ ،‬اماثلة تتبع سياسات وأهداف‬
‫استثمارية متشاهبة‪ ،‬وتقاس نتيجة أعمال الصندوق بالعائد السنوي املتحقق بعد خصم‬
‫كافة التكاليف‬
‫كما يهدف مدير الصندوق إىل ختفيض نفقات إدارة الصندوق ولكن زيادة‬
‫النفقات قد ال تعين أن إدارة الصندوق سيئة فقد يرجع ذلك إىل طبيعة االسرتاتيجيات‬
‫اليت ينهجها الصندوق‪ ،‬وعليه فان املعيار لتقييم الصندوق يتطلب مقارنة نتيجة أعمال‬
‫الصندوق بنتيجة أعمال صناديق أخرى‪.‬‬
‫‪215‬‬ ‫دفاتر البحوث العلمية‬

‫وهناك اختالف يف إدارة صناديق االستثمار ذات النهاية املغلقة‪ ،‬وصناديق‬


‫االستثمار ذات النهاية املفتوحة بسبب االختالف يف األهداف االستثمارية والسياسات‬
‫يف كل منها‪ ،‬فمدير الصندوق ذي النهاية املفتوحة‪ ،‬عليه أن يكون متهيئ لتحويل جزء‬
‫من استثمارات الصندوق إىل نقد سائل لتلبية طلب املسامهني الذي يرغبون يف بيع‬
‫أسهمهم للصندوق يف أي وقت‪ ،‬ولذا فعليه لن يبقى يف الصندوق نقدا سائال ملواجهة‬
‫ذلك‪ ،‬يعادل الفرق بني قيمة األسهم اليت ميكن أن تباع مرة أخرى للصندوق وقيمة‬
‫األسهم اجلديدة اليت ميكن للصندوق أن يبيعها للمستثمرين اجلدد ولكن هذا األمر ليس‬
‫موضع اهتمام مدير الصندوق ذات النهاية املغلقة (‪.)9‬‬
‫‪.5‬كيفية حساب أرباح صناديق االستثمار وخسائرها‪:‬‬
‫تتكون إيرادات صناديق االستثمار من العوائد املتحققة من استثماراهتا املختلفة‬
‫واملكونة حملفظتها االستثمارية واليت ميكن أن تشمل(‪: )01‬‬
‫‪ -‬أرباح األسهم اليت ميكن أن تدخل يف احملفظة‪ :‬واليت تأيت لشركة االستثمار يف صورة‬
‫أرباح موزعة من الشركات املصدرة لألسهم؛‬
‫‪ -‬األرباح الرأمسالية لألسهم الداخلة يف احملفظة‪ :‬ومتثل الفرق بني القيمة السوقية للسهم‬
‫هند البيع والقيمة اليت مت شراء السهم هبا؛‬
‫‪ -‬الفوائد على السندات املختلفة اليت تدخل يف احملفظة االستثمارية لشركة االستثمار؛‬
‫‪ -‬األرباح الرأمسالية املتأتية من السندات يف جال ارتفاع قيمتها يف السوق نتيجة اخنفاض‬
‫أسعار الفوائد يف السوق على مثل هذه األنواع من السندات؛‬
‫‪ -‬الفوائد على أدوات السوق النقدي يف احملفظة‪.‬‬
‫أما املصاريف السنوية لصناديق االستثمار فتتكون من‪:‬‬
‫‪ -‬الرسوم اإلدارية اليت يتلقاها اخلبري املايل‪ ،‬وتسمى أيضا رسوم االستثمار االستشارية‪،‬‬
‫وتشكل الرسوم اجلزء األكرب من تكلفة إدارة الصندوق وترتاوح ما بني نصف يف املائة إىل‬
‫واحد ونصف يف املائة من موجودات الصندوق‪ ،‬حيث تقل نسبة هذا السهم كلما زادت‬
‫قيمة املبالغ املستثمرة‪ ،‬وعادة ما تعكس الرسوم اإلدارية درجة الصعوبة يف إدارة صندوق‬
‫معني؛‬
‫دفاتر البحوث العلمية‬ ‫‪206‬‬

‫‪ -‬مصاريف االحتفاظ بسجالت املسامهني وتزويدهم بالقوائم املالية وتكاليف تعيني‬


‫اخلدمات احملاسبية واالحتفاظ باملوجودات؛‬
‫‪ -‬مصاريف البيع والتوزيع‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬واقع صناعة صناديق االستثمار في العالم‬
‫عرفت صناعة صناديق االستثمار تطورا ملحوظا ومنو كبريا خالل السنوات‬
‫األخرية‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل إمجايل أصوهلا وعددها اليت انتقلت سنة ‪ 2002‬من‬
‫‪ 16.4‬تريليون دوالر و‪ 26000‬سوق(‪ )00‬إىل ‪ 24.8‬تريليون دوالر يف‬
‫‪ ،2012‬وبعدد صناديق االستثمار قدره ‪ 73490‬صندوق استثماري‪ ،‬وقد بلغ صايف‬
‫التدفقات حبوايل ‪ 91‬مليار لنفس الفرتة (‪.)04‬‬
‫ويرجع الرتاجع يف أصول صناديق االستثمار لسنة ‪ 2012‬إىل حد كبري بسبب‬
‫اخنفاض أسعار األسهم العاملية مقارنة بعام ‪ ،2011‬نظرا لضعف اليورو وتأثري سعر‬
‫الصرف بالدوالر األمريكي على أصول الصناديق األوروبية‪ ،‬وشهدت الصناديق يف مجيع‬
‫أحناء العام صايف تدفقات حبوايل ‪ 91‬مليار دوالر يف الربع الثاين من ‪( 2012‬مقارنة‬
‫بـ ‪ 193‬مليار دوالر يف الربع األول)‪ ،‬فيما بلغت التدفقات إىل صناديق السندات‬
‫حوايل ‪ 155‬مليار دوالر‪ .‬وبلغت التخارجات من صناديق أسواق األسهم ‪ 18‬مليار‬
‫دوالر وصناديق أسواق املال ‪ 53‬مليار دوالر‪ ،‬وشهدت صناديق أسواق املال ختارجات‬
‫منذ الربع األول للعام ‪ 2009‬بسبب معدل الفائدة الذي يقارب الصفر‪ ،‬ويف الربع الثاين‬
‫من ‪ 2012‬كانت أصول صناديق األسهم أقل من الربع األول وكذلك أقل اما كانت‬
‫عليه يف الربع الثاين من عام ‪ ، 2011‬واخنفض ماشر ‪ MSCI‬العاملي بنسبة ‪٪ 7.2‬‬
‫على أساس سنوي يف يونيو عام ‪ ، 2012‬بينما تعاىف ماشر منطقة اليورو يف وقت الحق‬
‫مع تبدد املخاوف إىل حد ما‪ ،‬وكان ماشر ‪ MSCI‬العاملي قد ارتفع بنسبة ‪٪ 13.2‬‬
‫على أساس سنوي يف عام ‪.)03( 2012‬‬
‫هذا تأيت الواليات املتحدة األمريكية على رأس العام من حيث اكرب أصول‬
‫صناديق االستثمار والذي بلغ يف هناية ‪ 2012‬حوايل ‪ 13‬تريليون دوالر بإمجايل عدد‬
217

(14)
1156
. (15) 9
2012 1
; ; ;
; 0,90 % 1,40 % 3,60 ; % 3,70 %
;
0,40 ; 0,50
% % 5,60 %
;
5,70 %

;
27,80 %

;
49,50 %

www.efama.org date de: .1


consultation 02/09/2013, european fund and asset managent
association

% 5.7 ،
% 5.6
. % 0.40
(1

(16)
، 2012
89.6 1424
‫دفاتر البحوث العلمية‬ ‫‪208‬‬

‫مليار دوالر‪ .‬وتتضمن إىل أن هناك ‪ 1340‬صندوقا توجد مقارها يف منطقة الشرق‬
‫األوسط ومشال إفريقيا‪ ،‬وبأصول تبلغ قيمتها جمتمعة ‪ 86.6‬مليار دوالر‪.‬‬
‫وعن تطور أدائها فقد اخنفضت أصول الصناديق اليت تتخذ من املنطقة مقراً هلا‬
‫بنسبة ‪ ٪ 13‬يف سنة ‪ 2011‬مقارنة بنهاية عام ‪ 2010‬لتصل إىل ‪ 87.8‬مليار دوالر‬
‫حسب قاعدة البيانات‪ ،‬وهناك ما يقدر بنحو ‪ 13‬مليار دوالر من صايف التدفقات‬
‫اخلارجة من هذه الصناديق‪ ،‬ويرجع االخنفاض يف املقام األول إىل االخنفاض الذي شاهدته‬
‫أصول صناديق أسواق املال بقيمة ‪ 6.9‬مليار دوالر‬
‫أما يف سنة ‪ 2012‬فقد زاد عدد الصناديق االستثمارية اليت تتخذ من منطقة‬
‫الشرق األوسط ومشال إفريقيا مقرا هلا بنسبة ‪ ٪ 3‬مقارنة بنهاية العام ‪.2011‬‬
‫وبلغ صايف التدفقات الواردة إىل هذه الصناديق حوايل ‪ 2.47‬مليار دوالر‪،‬‬
‫وترجع هذه الزيادة يف املقام األول إىل زيادة يف أصول صناديق أسواق املال (التقليدية‬
‫واإلسالمية) قدرها ‪ 3.33‬مليار دوالر‪ ،‬وشهدت صناديق التمويل التجارية صايف‬
‫تدفقات بنحو ‪ 564‬مليون دوالر‪ ،‬بينما تراجعت أصول صناديق األسهم (مبا يف ذلك‬
‫األنواع الفرعية) بنسبة ‪ ،٪ 2.9‬مع صايف ختارجات بلغ ‪ 590‬مليون دوالر‪ ،‬وكانت‬
‫أكرب ‪ 4‬صناديق يف منطقة الشرق األوسط ومشال إفريقيا من صناديق أسواق املال‪.‬‬
‫المحور الرابع ‪ :‬صناديق االستثمار في الجزائر ( هيأت التوظيف الجماعي للقيم‬
‫المنقولة)‪.‬‬
‫نظرا لعدم اقتص ـ ــار ص ـ ــناديق االس ـ ــتثمار على فئة من املس ـ ــتثمرين ومتس كل‬
‫فئاهتم و اخلربة يف جمال االس ــتثمار وما تض ــيفه من نش ــاط وحركية على س ــوق األوراق‬
‫املـاليـة ختوض اجلزائر يف جتربـة هـذا الوعاء االس ـ ـ ـ ـ ـ ــتثماري اجلديد والنوع من ص ـ ـ ـ ـ ـ ــناديق‬
‫االستثمار اليت تنشط يف استثمار األدوات املالية تدعى هيأت التوظيف اجلماعي‪.‬‬
‫‪.0‬تعريف هيأت التوظيف الجماعي للقيم المنقولة‬
‫هتدف هيأت التوظيف اجلماعي للقيم املنقولة إىل تكوين حافظة للقيمة‬
‫املنقولة واملنتوجات املالية األخرى وتسيريها حلساب الغري وهي ماهلة جلمع االدخار‬
‫‪219‬‬ ‫دفاتر البحوث العلمية‬

‫مهما يكن قليال الستثماره يف السوق املالية حسب سياسة توظيف حمددة‪ .‬يتمثل‬
‫املدخرون املعنيون يف أولئك الذين ال يرغبون يف استثمار ادخارهم مباشرة يف السوق‬
‫املالية باختيار هذا السند أو ذاك فيعهدون حينئذ بادخارهم إىل مسري حمرتف يقوم‬
‫بتوظيف ذلك يف السوق(‪.)07‬‬
‫ميكن أن يستثمر االدخار الذي جتمعه هيأت التوظيف اجلماعي يف متلف‬
‫أنواع القيم املنقولة واملنتوجات املالية األخرى (أسهم سندات دين سندات دين قابلة‬
‫للتداول ‪ )...‬اليت تصنف على أساسها هيأت التوظيف اجلماعي للقيم املنقولة إىل ‪:‬‬
‫‪ -‬هيأت توظيف مجاعي للقيم املنقولة ذات أسهم ‪ :‬إذا كان ‪ 60%‬من احلافظة‬
‫تتكون من أسهم‪.‬‬
‫‪ -‬هيأت توظيف مجاعي للقيم املنقولة ذات سندات دين ‪ :‬إذا كان‪ 60 %‬من‬
‫احلافظة تتكون من سندات‪.‬‬
‫‪ -‬هيأت توظيف مجاعي للقيم املنقولة النقدية ‪ :‬إذا كان ‪ 60%‬من احلافظة‬
‫تتكون من أدوات السوق النقدية‪.‬‬
‫‪ -‬هيأت توظيف مجاعي للقيم املنقولة املتنوعة ‪ :‬ال حتدد أي نسبة من السندات‬
‫احملمولة يف احلافظة ‪ ،‬فهي تستند إىل مبدأ التسيري النشيط للحافظة وفق الفرص اليت‬
‫تتيحها السوق‪.‬‬
‫‪.4‬أنواع هيأت التوظيف الجماعي للقيم المنقولة‪:‬‬
‫حسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب املــادة ‪ 01‬من األمر ‪ 08-96‬تتــألف هيــأت التوظيف اجلم ـاعي‬
‫للقيم املنقولة من صنفني من املاسسات(‪: )08‬‬
‫‪ -‬شركة االستثمار ذات رأس املال املتغري؛‬
‫‪ -‬الصندوق املشرتك للتوظيف‪.‬‬
‫أ‪-‬شركة االستثمار لرأسمال المتغير‬
‫حسب املادة ‪ 02‬من األمر ‪ ،08-96‬فان شركة االستثمار لرأمسال املتغري هي‬
‫شركة أسهم هدفها تسيري حافظة قيم منقولة وسندات دين قابلة للتداول(‪.)09‬‬
‫دفاتر البحوث العلمية‬ ‫‪222‬‬

‫من خالل هذا التعريف فإن هذه الشركات هلا ثالثة خصائص تتميز هبا هذه‬
‫الشركات‪ ،‬وهي أهنا تأخذ فقط شركات مسامهة‪ ،‬وغرضها أحلصري والوحيد و تكوين‬
‫حافظة القيم املنقولة ومن جهة وخروجا عن األصل العام فهي شركات ذات رأمسال تغري‪.‬‬
‫ب‪ -‬الصناديق المشتركة للتوظيف ‪:‬‬
‫تعترب صناديق التوظيف املشرتكة النوع الثاين من هيأت التوظيف اجلماعي للقيم‬
‫املنقولة إىل جانب شركات االستثمار ذات الرأمسال املتغري‪ ،‬و حسب املادة ‪ 13‬من األمر‬
‫‪ 08-96‬فان الصناديق املشرتكة للتوظيف هي ملكية مشرتكة لقيم منقولة تصدر‬
‫حصصها ويعاد شراؤها بناء على طلب احلاملني بالقيمة التصفوية تضاف إليها أو ختصم‬
‫منها النفقات والعموالت حسب احلالة (‪.)41‬‬

‫‪ .4‬تركيبة صناديق االستثمار في السوق المالية الجزائرية‪:‬‬


‫ال تزال صناديق االستثمار بالرغم من أمهيتها يف تنشيط االستثمار يف بورصة‬
‫األوراق املالية قليلة العدد مقارناهتا مبثيلتها يف الدول العربية األخرى فهي ال تتعدى ثالثة‬
‫شركات تتمثل يف ‪:‬‬
‫أ‪-‬شركة رأس المال المتغير سليم‪ :‬وهي شركة مت اعتمادها يف سنة ‪ ،1998‬إال إن‬
‫رأس املال الشركة مازال مقفال وال حيوزه املسامون املاسسون دون سواهم‪ ،‬ويف إطار‬
‫تنشيط هذه الشركة عملت جلنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة بتقدمي توصية إىل رئيس‬
‫جملس إدارة الشركة بالقيام خالل اجلمعية العامة القادمة بتقدمي تفويض تسيري الشركة مهين‬
‫مسري يستويف الشروط الكفاءة والنزاهة واملعرتف هبا من جلنة تنظيم ومراقبة عملية البورصة‬
‫(‪.)40‬‬
‫ب‪ -‬صندوق دعم االستثمار من اجل التشغيل‪ :‬مت إنشاء صندوق دعم االستثمار من‬
‫اجل التشغيل مبوجب أحكام قانون املالية لسنة ‪ 2002‬وهو عبارة عن شركة مسامهة‬
‫ذات رأمسال متغري‪ ،‬ويتوىل الصندوق مهمة توجيه االدخار الذي يتم مجعه لدى العمال‬
‫األجراء يف حدود النصف حنو مشاريع التنمية االقتصادية من خالل اخذ مسامهات يف‬
‫‪221‬‬ ‫دفاتر البحوث العلمية‬

‫شكل أسهم وسندات مسامهة‪ ،‬كما يتدخل الصندوق عن طريق توظيف األموال يف القيم‬
‫املنقولة اليت تتوفر فيها الضمانات الكافية‪.‬‬
‫ولقد شرع الصندوق يف نشاطه املتمثل يف مجع االكتتابات األشخاص الطبيعيني‬
‫على اثر تسليم تأشرية جلنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها بتاريخ ‪ 27‬جانفي ‪2009‬‬
‫(‪.)44‬‬
‫ج‪ -‬الجزائر استثمار ‪ :‬طبقا ألحكام القانون رقم ‪ 11-06‬املارخ يف ‪ 24‬جوان‬
‫والسيما املادة ‪ 10‬منه فانه من مهام‬ ‫‪ 2006‬واملتعلق بشركة الرأمسال االستثماري‬
‫جلنة تنظيم و مراقبة عملية بورصة هو إعطاء رأيها فيما يتعلق بعروض إنشاء شركات‬
‫رأمسال االستثماري‪ ،‬والذي شهد سنة ‪ 2009‬ميالد أول شركة االستثمار ويتعلق األمر‬
‫بشركة ‪ finalap‬ويوجد هلذه الشركة شركة مسامهة ويتعلق األمر بـ شركة اجلزائر والذي‬
‫أنشأت مبوجب قانون املالية لسنة ‪ 2009‬برأمسال قدره ‪ 1‬مليار دينار جزائري حيث‬
‫يعود ملكيته إىل البنك اجلزائري للتنمية الريفية‪ ،‬والصندوق الوطين للتوفري واالحتياط بنسب‬
‫‪ %70‬و ‪ %30‬على التوايل‪ ،‬وهو موجه للماسسات الصغرية واملتوسطة الناشطة يف‬
‫اجلزائر واملختصة يف إنتاج السلع واخلدمات(‪.)43‬‬
‫‪.3‬واقع نشاط صناديق االستثمار( هيأت التوظيف الجماعي للقيم المنقولة)‬
‫الزال سوق هيأت التوظيف اجلماعي للقيم املنقولة عمليا غري موجود إذ أن‬
‫رأمسال الشركة الوحيدة املوجود هي شركة ذات رأمسال املتغري سليم (‪ )CELIM‬وهي‬
‫شركة مت اعتمادها يف سنة ‪ ،1998‬إال إن رأس املال الشركة مازال مقفال وال حيوزه‬
‫املسامون املاسسون دون سواهم واملتمثلة يف البنك الوطين اجلزائري ‪،‬بنك التنمية احمللية‬
‫والشركة اجلزائرية للتأمينات(‪.)42‬‬
‫ومن جهة وضعية هذه الشركة فقد حققت نتيجة حماسبية قيمتها‬
‫‪ 1.130.839‬دج سنة ‪ 2011‬مقابل ‪ 3.676.642‬لسنة ‪ 2012‬وبصايف أصول‬
‫قدره ‪177.218.773‬سنة‪ 2011‬مقابل ‪ 174.344.842‬لسنة ‪.2010‬‬
‫وجيدر الذكر أن تركيبة حمفظة هذه الشركة فـ ‪ % 16.7‬منها أسهم و‪61.2‬‬
‫‪ %‬سندات والباقي هي إيداعات ألجل‪ ،‬ويرجع املردود الضعيف للشركة إىل أمهية‬
‫دفاتر البحوث العلمية‬ ‫‪222‬‬

‫التكاليف الثابتة اليت تتحملها الشركة إضافة إىل نقص البدائل االستثمارية يف السوق‬
‫الثانوي ( بورصة اجلزائر) (‪.)45‬‬
‫أما بالنسبة لصندوق دعم االستثمار من اجل التنمية الذي يتوىل مهمة توجيه‬
‫االدخار الذي يتم مجعه لدى العمال األجراء يف حدود النصف حنو مشاريع التنمية‬
‫االقتصادية من خالل اخذ مسامهات يف شكل أسهم وسندات مسامهة‪ ،‬كما يتدخل‬
‫الصندوق عن طريق توظيف األموال يف القيم املنقولة اليت تتوفر فيها الضمانات الكافية‪،‬‬
‫فقد عرف هذا األخري نشاطا نوعا ما نتيجة عملية التحسيس واإلعالم اليت قام هبا حيث‬
‫استقبل ‪ 110‬مسامها بعدد أسهم مكتتبة قدرها ‪ 1233‬سهم وهذا يف سنة ‪2010‬‬
‫ليصل عدد األسهم املكتتب هبا ‪ 2638‬سهم‪ ،‬وجتدر اإلشارة أن الشركات التالية ‪:‬‬
‫و‬ ‫‪AECELOR-MITTAL-ENASEL‬‬ ‫‪BADR‬و‬
‫‪ AGENOR‬متثل اغلب املكتتبني بأوامر اكتتاب بلغت ‪ 12000‬أمر(‪.)46‬‬
‫المحور الخامس ‪ :‬آليات تفعيل صناديق االستثمار وسبل إنجاحه في الجزائر‪.‬‬
‫نظرا لآلفاق الكبرية لصناديق االستثمار ‪ ،‬تربز أمهية السعي إىل تفعيل اكرب هلذا‬
‫النوع من املاسسات لتلعب الدور املنوط هبا خاصة يف تنشيط سوق األوراق املالية اجلزائرية‬
‫وقبل تناول آليات تفعيل صناديق االستثمار البد من الوقوف على معوقات هذه األخرية‬
‫‪:‬‬
‫‪.0‬معوقات صناديق االستثمار (هيأت التوظيف الجماعي للقيم المنقولة)‬
‫إن تطور صناديق االستثمار يف اجلزائر يعوقه جمموعة من العوامل واليت ميكن‬
‫حصرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ضعف نظام المعلومات وغياب الشفافية‪ :‬يتوقف أي قرار استثماري يف األوراق‬
‫املالية على توفر املعلومات املالية واحملاسبية‪ ،‬مع وجود جمال واسع للشفافية‪ ،‬وهذا ما‬
‫يسمح بإجراء عملية املقارنة واملفاضلة بني البدائل االستثمارية املتاحة على ضوء النتائج‬
‫املالية باإلضافة إىل ضرورة وجود هيئات وجمالت متخصصة يف ميدان املال واألعمال تفي‬
‫‪223‬‬ ‫دفاتر البحوث العلمية‬

‫بتحليل هذه املعلومات املنشورة وهو ما يزيد من صعوبة وتعقيد عملية اختاذ القرار‬
‫االستثماري‪.‬‬
‫‪ -‬التضخم‪ :‬حيث أن التضخم ياثر على قيمة النقد‪ ،‬وبالتايل ياثر على القيمة احلقيقية‬
‫لعوائد األوراق املالية من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية فإنه ياثر على القدرة الشرائية لألفراد الذين‬
‫يوجهون اهتماماهتم إىل ارتفاع أسعار بدل التوظيف يف صناديق االستثمار‪ ،‬وقد عرف‬
‫معدل التضخم يف اجلزائر منذ بداية التسعينات ارتفاعا كبريا كان من بني األسباب اليت‬
‫وقفت عائقا أمام تطور البورصة يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬سوق االقتصاد الموازية‪ :‬تشكل السوق املوازية قطب اجتذاب للمستثمرين واملدخرين‬
‫ملا توفر هلم من إمكانية احلصول على أرباح سهلة دون خماطرة أو عناء‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف القدرة الشرائية‪ :‬نظرا لعدة عوامل أمهها اخنفاض العملة الوطنية وجتميد األجور‬
‫والتسريح اجلماعي‪ ،‬ومنط توزيع حجم الناتج اإلمجايل‪ ،‬تقلصت القدرة االدخارية للعائالت‬
‫وهذا أدى إىل اخنفاض الطلب على األدوات املالية االستثمارية يف السوق‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الحوافز الجبائية‪ :‬ويتجلى ذلك يف الضغط اجلبائي الذي ميارس على األعوان‬
‫االقتصاديني وخاصة املاسسات‪ ،‬فيادي ذلك هبم إما تغيري سلوكهم االدخاري‬
‫واالستثماري‪ ،‬وإما اجتاههم إىل عقد صفقات غري مصرح هبا وخارج اإلطار القانوين دون‬
‫اخلضوع للضرائب‪ ،‬وهي من األسباب املهمة اليت تادي إىل السوق املوازية‪.‬‬
‫أ‪ -‬غياب الثقافة االستثمارية لدى العائالت‪ :‬إن النهج االشرتاكي الذي سارت عليه‬
‫اجلزائر منذ االستقالل قد ابعد أي شكل من أشكال السوق املايل ضمن النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬حيث أن اخلزينة العمومية أخذت على عاتقها متويل كل االستثمارات‪ ،‬وهبذا‬
‫مثل هذه السوق اجلزائر يواجه بالتأكيد بعض الصعوبات اخلاصة بتقبل اجلمهور‪ ،‬وهذا‬
‫راجع النعدام ثقافة االستثمار يف األوراق املالية يف أوساط أفراد اجملتمع اجلزائري‪ ،‬ومن مث‬
‫عدم تقبل فكرة االستثمار يف البورصة نظرا لعدم الثقة يف مصداقية وفعالية هذه السوق‬
‫بصفتها م يتم التعامل فيها يف السابق‪.‬‬
‫ب‪ -‬العامل الديني‪ :‬يلقى االستثمار يف بعض األوراق املالية املعارضة من قبل اجملتمعات‬
‫اإلسالمية ومنها اجلزائر‪ ،‬حيث أن االستثمار يف السندات مثال يدر عائدا ثابتا وحمددا‬
‫دفاتر البحوث العلمية‬ ‫‪224‬‬

‫مسبقا‪ ،‬وهو ما ميثل بذلك صورة من صور الربا وهو حمرم يف اإلسالم‪ ،‬وعليه فاالستثمار‬
‫يف هذا النوع من األوراق املالية يبقى عقبة متثل حتديا أمام صناديق االستثمار الدول‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وبالتايل ال بد من تقدمي أوراق بديلة تناسب خصائص اجملتمعات اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .4‬اقتراحات لتفعيل صناديق االستثمار‪:‬‬


‫‪ -‬تحسين المناخ االستثماري‪ :‬إن السري احلسن لصناديق االستثمار يتطلب وجود مناخ‬
‫استثماري مستقر مبعدالت منخفضة للتضخم‪ ،‬وحتقيق استقرار اقتصادي كلي‪ ،‬واجلزائر‬
‫من خالل تطبيقها لربنامج التصحيح اهليكلي عملت على إعادة التوازن إىل االقتصاد‬
‫والتوجه من اقتصاد املديونية إىل االقتصاد احلر بتحريرها لألسعار‪.‬‬
‫التعامل وفق سياسة العرض والطلب ولقد حققت اجلزائر نتائج اجيابية يف هذا اجملال‪،‬‬
‫ويبقى عليها مواصلة هذه اإلصالحات للوصول إىل املقاييس الدولية يف االستقرار‬
‫االقتصادي والعمل على اإلبقاء على هذا االستقرار للسوق املالية تلعب دورها بشكل‬
‫فعال‪.‬‬
‫‪ -‬التحفيز الجبائي‪ :‬إن السياسة اجلبائية املطبقة يف بلد ما تاثر وبشكل مباشر على‬
‫قرارات االستثمار والتمويل عن طريق صناديق االستثمار‪ ،‬وبالتايل البد على السلطات‬
‫اجلزائرية املختصة أن توفر حوافز جبائية من اجل تشجيع االستثمار يف جمال األوراق‬
‫املالية‪.‬‬
‫‪ -‬القضاء على األسواق الموازية‪ :‬يعترب وجود مثل هذه األسواق يف االقتصاد منافس‬
‫شديد لصناديق االستثمار‪ ،‬حيث أن األشخاص الذين يتعاملون يف هذه السوق حيققون‬
‫أرباحا طائلة دون مراقبة من طرف مصلحة الضرائب ودون قيود جتارية أو استثمارية‪،‬‬
‫لذاك جيب على السلطات حماربة هذا املشكل بتشديد الرقابة على املاسسات واألفراد‬
‫الذين يتعاملون يف مثل هذه السوق وإخضاعها للعمل حتت شروط اقتصاد السوق‪.‬‬
‫‪225‬‬ ‫دفاتر البحوث العلمية‬

‫‪-‬ما يتعلق بالجانب الثقافي‪ :‬إذ البد من تعزيز اإلعالم االقتصادي للجمهور بإطالعه‬
‫على ما هو متاح من فرص جديدة لالستثمار‪ ،‬لذلك من الضرورة تنمية وتطوير اإلعالم‬
‫االستثماري من خالل خطط وبرامج خاص بصغار املدخرين‪.‬‬
‫‪ -‬ما يتعلق بالجانب الديني‪ :‬وذلك بإحداث أدوات مالية ال تتعارض مع النظام القيمي‬
‫للعائالت لتحسيسها بأمهية صناديق االستثمار ودورها يف تنمية االقتصاد الوطين‪ ،‬وبالتايل‬
‫االستفادة من االدخار املكتنز بتعبئته‪.‬‬
‫الخالصة‪:‬‬
‫أثبتت صناديق االستثمار يف الفرتة األخرية على أمهيتها الكبرية كوعاء استثمار‬
‫من حيث مقدرهتا على تلبية حاجات خمتلفة وخاصة لصغار املستثمرين حىت وصل إمجايل‬
‫األصول اليت تديرها إىل أكثر من ‪ 24‬ترليون دوالر يف سنة ‪ 2012‬من جهة ودورها يف‬
‫تنشيط سوق األوراق املالية وقدرهتا على تطوير حمفظة األوراق املالية اليت حتوزها من جهة‬
‫أخرى ملا تتمتع به من خربات فنية يف توظيف األوراق املالية‪.‬‬
‫ونظرا ألمهية هذه األوعية االستثمارية ويف إطار تنشيط بورصة اجلزائر عملت‬
‫على إنشائها حتت اسم هيأت التوظيف اجلماعي للقيم املنقولة إال أن نشاطها يبقى‬
‫عمليا غري موجود‪ ،‬حيث أن رأمسال الشركة الوحيدة املوجود هي شركة ذات رأمسال املتغري‬
‫سليم (‪ )CELIM‬وهي شركة مت اعتمادها يف سنة ‪ ،1998‬إال إن رأس املال الشركة‬
‫مازال مقفال وال حيوزه املسامون املاسسون دون سواهم‪.‬‬
‫وتفعيل هذه الصناديق يكون من خالل القضاء على العوائد اليت تثبط نشاطها‬
‫واملتمثلة أساسا يف مشكل التضخم و ضعف القدرة الشرائية باإلضافة إىل غياب الثقافة‬
‫االستثمارية لدى العائالت اجلزائرية‪ ،‬والعمل على تفعيلها من خالل توفري احلوافز اجلبائية‬
‫والقضاء على األسواق املوازية وتعزيز اإلعالم االقتصادي للجمهور بأمهية صناديق‬
‫االستثمار وما ميكن هلا أن حتقق هلم من عوائد يف حالة توظيف أمواهلم‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
226

.1
2013/09/01 www.tadawul.com.sa
.2
. 299 2006
.3
. 33
.4
10- 9 1999
.5
. 39- 38
.6
. 11- 10 2005 9- 8
.7
. 21
– – .8
. 365 1999 –
. 11- 10 .9
12- 11 . 10
. 11
2013/09/01 ww.tadawul.com.sa
http://www.forbesmiddleeast.comdate de consultation. 12
02/09/2013
www.forbes.com date de consultation 02/09/2013
. 13
Européen fund and asset managent association
. 14
www.efama.orgdate de consultation 02/09/2013
Investment company insitute, . 15
http://www.icifactbook.org/fb_ch2.htm
227

. 16
. 2013/09/03 http://www.nbad.com:
. 17
. 2004 cosob
10 08- 96 02 . 18
. 03 1996
10 08- 96 13 . 19
. 03 1996
. 80 2010 . 20
. 80 2010 . 21
. 80 2010 . 22
Commission d’observation et surveillance d’opération des . 23
bourse , rapport annuel 2011, P57.
Commission d’observation et surveillance d’opération des . 24
bourse , rapport annuel 2011, P97.
Commission d’observation et surveillanced’opération des . 25
bourse , rapport annuel 2011, P57.
Commission d’observation et surveillance d’opération des . 26
bourse , rapport annuel 2011, P57.

.1
2013/09/01 www.tadawul.com.sa
.2
. 2006
.3

.4
. 1999
228

.5
. 2005 9- 8
.6

– – .7
. 1999 –
.8
. www.tadawul.com.sa
9. http://www.forbesmiddleeast.com date de consultation
02/09/2013
10. www.forbes.com date de consultat
ion 02/09/2013
11. européen fund and asset managent association,www.efama.org
date de consultation 02/09/2013, européen fund and asset
managent association
Investment company insitute . 12
, http://www.icifactbook.org/fb_ch2.htm
. 13
. http://www.nbad.com:
. 14
. 2004 cosob
1996 10 08- 96 . 15
. 03
. 2010 . 16
17. Commission d’observation et surve
illance d’opération des
bourse , rapport annuel 2011
.
18. Commission d’observation et surveillance d’opération des
bourse , rapport annuel 2011
.
229 ‫دفاتر البحوث العلمية‬

Bibliographie
19. - Achour A., Cometto H. et alii (2007), « Les fonds souverains,
conquête de la politique par la finance », Ecole de guerre
économique, groupe eslsca ;
20. - Alexandre (2009), http ://www.colombus.fr/cms/ ?p=1447,
« Faut-il avoir peur des fonds souverains ? »
21. - Artus, P. (2007), « Pourquoi les fonds souverains nous sont
nécessaires ? », Flash Economique, n°494, Natixis ;
22. - Betbèze J.-P. (2008), « Fonds souverain : à nouvelle crise,
nouvelle solution ? », Les cahiers du cercle des économistes, éd.
Puf ;
23. - Blancheton B., Jégourel Y. (2009), « Les fonds souverains : un
nouveau mode de régulation du capitalisme financier ? », Revue
de la Régulation n°5 ;
24. - Demarolle A. (2009), « Synthèse du rapport sur les Fonds
souverains », Ministère des Finances Publiques, dossier de
presse ;

25. - Eva Catin-Sarlat, Jérôme Olympie(2012), « pourquoi adorons


nous craindre les fonds souverains ? : étude d’un
paradoxe »Economie Internationale
26. - Le Journal des Finances (semaine du 10 mai 2008)
27- OCDE (2008), « Fonds souverains et politiques des pays
d’accueil »,Lettre du rapport du Comité de l’investissement aux
ministres des Finances des pays du G-7 ;
27. - Rapp L. (2010), « Ces fonds que l’on dit souverains,
Fonds d’Etat et souverainetés financières », éd. Vuibert ;
28. - Tamara Gomes.(2008), Rapport Banque du
Canada,Revue du systeme financier,decembre
‫دفاتر البحوث العلمية‬ 232

‫ الصناديق السيادية ستصبح أكرب «اقتصاد» يف العام‬:‫ تقرير دويل‬، ‫ جريدة الشرق األوسط‬- .29
10746 ‫ العدد‬،2008 ‫ ابريل‬30 ،2012 ‫حبلول‬
30. http ://www.aawsat.com/details.asp ?issueno=10626&artic
le=468903#.Ul5xudKZWUM
31. Site officiel du SWF Institute : http ://www.swfinstitute.org/

32. sitesweb :- http://www.fondssouverains.com/article-


classement-des-fonds-souverains-par-actifs-geres-
106519471.html

You might also like