Professional Documents
Culture Documents
صناديق الاستثمار وأهميتها في تنشيط الاستثمار في سوق الأوراق المالية
صناديق الاستثمار وأهميتها في تنشيط الاستثمار في سوق الأوراق المالية
الملخص:
هتدف هذه الدراسة إىل إبراز دور الصناديق االستثمارية يف تنشيط االستثمار
يف سوق األوراق املالية وهذا يف إطار الضعف اليت تعاين منه بورصة اجلزائر كوعاء
استثماري فعال ومنشط هلا ،خاصة وانه يستهدف مجيع املستثمرين مهما تكن قدرة
ادخارهم باإلضافة إىل اخلربة الفنية اليت متتع هبا من جهة والقدرة على تطوير حمفظة
األوراق املالية اليت حتوزها من املدخرين خاصة فئة املدخرين الصغار.
الكلمات المفتاحية :سوق األوراق املالية ،صناديق االستثمار ،متويل ،ادخار.
Abstract :
This study aims to highlight the role of investment funds
in stimulating investment in the stock market and this in the
context of vulnerability that suffered by the Stock Exchange
Algeria as an investment and effective stimulant to her, especially
as it targets all investors regardless of the ability of saving addition
to the expertise enjoyed by the one hand and the ability to the
development of a portfolio of securities that are held by private
savers category of small savers.
keywords : stock market, mutual Fund, finance, savings
المقدمـة:
تلعب سوق األوراق املالية دورا مهما يف تعبئة املوارد املالية الضرورية يف العملية
التنموية ملختلف اقتصاديات دول العام وهبذا جتنبها اللجوء إىل مصادر متويل قد ال
دفاتر البحوث العلمية 226
تتالءم وأهدافها التنموية ،لذا أصبحت الدول تتسارع يف إنشاء هذه األسواق أو العمل
على تطويرها وحتسني أدائها واستقطاب اكرب عدد من املستثمرين فيها.
إال أن اقتصارها على كبار املستثمرين وكبار املدخرين فيها حرم فئة كبرية من
املدخرين من الدول إليها واقتناء املعروض من أدواهتا املالية بسبب حمدود مدخراهتم أو
قلة خربهتم يف جمال االستثمار أو تطوير حمفظتهم األوراق املالية ،لذا كان ال بد من إجياد
أداة استثمارية موجهة للمستثمرين ذات املدخرات الضعيفة والذين ليس هلم دراية مبتبعة
األدوات املالية واليت تدعى بصناديق االستثمار واليت سارعت معظم دول العام إىل تبنيها
وإنشائها نظرا للدور الكبري اليت أصبحت تاديها خاصة فيما تعلق بتنشيط سوق أوراقها
املالية اليت تتسم بضعف نشاطها كما هو احلال يف اجلزائر من خالل إنشائها هليأت
التوظيف اجلماعي للقيم املنقولة ،وللوقوف على واقع صناديق االستثمار وطبيعتها ودورها
يف تنشيط سوق األوراق املالية ارتأينا تناول العناصر التالية:
المحور األول :ماهية صناديق االستثمار وأنواعها
المحور الثاني :مصادر أموال صناديق االستثمار وأساليب إدارتها
المحور الثالث :واقع صناعة صناديق االستثمار في العالم ودورها في األسواق
المالية العالمية
المحور الرابع :واقع صناديق االستثمار في الجزائر واليات تفعيلها
المحور األول :ماهية صناديق االستثمار
تعد صناديق االستثمار احد أهم قنوات االستثمار على اإلطالق بالنسبة
للمستثمرين ذوي املدخرات احملدودة ،والذين ال يستطيعون متابعة أداء األسواق املالية،
وليس هلم الدراية والعلم بعام االستثمار يف األوراق املالية ،وللوقوف على اجلوانب املختلفة
هلذا الوعاء االستثماري نستعرض النقاط التالية:
.0نشأة صناديق االستثمار:
207 دفاتر البحوث العلمية
ترجع نشأة صناديق االستثمار نتيجة لظهور شركات االستثمار يف القرن التاسع
عشر يف هولندا ،ومنها انتقلت إىل فرنسا ومن مث إىل بريطانيا ،واليت كانت آنذاك يف
مقدمة الدول الصناعية ،وظهرت صناديق االستثمار ألول مرة يف الواليات املتحدة يف
هناية الثالثينيات من القرن املاضي ،وقد صدر قانون خاص لتنظيم تكوينها ونشأهتا
وإدارهتا يف العام ، 940والذي ُعرف حينئذ بقانون شركات االستثمار ،وقد تطورت
صناديق االستثمار وازدهرت بشكل غري مسبوق يف الواليات املتحدة يف أعقاب احلرب
العاملية الثانية ،كما تطورت صناعة صناديق االستثمار يف األسواق املالية بصورة متسارعة
خالل العقد األخري من القرن املاضي ،وتزايدت أعدادها وتنوعت وظائفها ،وبرز األداء
اجليد هلا كدليل على تفوقها على غريها من األدوات واجملاالت االستثمارية األخرى.
وعلى الصعيد العريب فكانت اململكة العربية السعودية السباقة يف وضع هذه
التجربة حيث انشأ البنك األهلي التجاري أو صندوق استثماري باسهم الصندوق األهلي
للدوالر القصري األجل يف ديسمرب ، 1977يف حني صدرت قواعد تنظيم صناديق
االستثمار املنظمة هلا 14سنة من بعد ،أما باقي الدول العربية فاضت التجربة بنسب
متفاوتة من اإلقبال والنجاح ،اتسمت اغلب تلك التجارب بصدور الصناديق االستثمارية
قبل صدور التشريعات املنظمة هلا ،وجاءت دولة الكويت ثاين دولة عربية بعد السعودية
يف خوض جتربة الصناديق االستثمارية إذ بدأت جتربتها سنة 1982وتبعتها بعض الدول
العربية بعد حنو عقد من الزمن وهي مصر والبحرين وعمان يف عام 1994مث املغرب
سنة ،1992مث لبنان سنة ، 1996األردن سنة ،)0( 1997اجلزائر سنة . 1998
.4تعريف صناديق االستثمار:
تعرف صناديق االستثمار بأنه عبارة عن حمفظة استثمارية مشرتكة يسمح ألي
عدد من املستثمرين حسب رغبتهم وقدرهتم املالية ومببالغ متواضعة باالشرتاك فيه من
خالل شراء حصة من أصوله تسمى الوحدة ،ويتم تقييم هذه الوحدة دوريا ،وتستثمر
الصناديق االستثمارية يف األسهم والسندات أو النقد أو العمالت وتاسس هذه الصناديق
على صفة شركة استثمار تشرف عليها جهات حكومية متخصصة لغرض الرقابة والتوجيه
(.)4
دفاتر البحوث العلمية 228
التجارية ،ومن بني هذه األوراق أذونات اخلزانة ،شهادات اإليداع والكمبياالت ومن
مسات هذه الصناديق أهنا تستجيب الحتياجات املستثمرين الذين يضعون هدف السيولة
واألمان يف مقدمة أهدافهم االستثمارية ألي أوراق ال تتجاوز تاريخ استحقاقها عن سنة.
ب .من حيث الهيكل التمويلي
تنقسم إىل نوعني(: )2
-صناديق استثمار ذات نهاية مغلقة :وهي الصناديق اليت يكون حجم املوارد املالية
املتاحة يف وثاقها من قبل اجلمهور حمددا مبعىن أن هذه الصناديق تصدرا عددا ثابتا من
الوثائق املالية يتم توزيعها على املستثمرين فيها كل حسب حصته.
وطبقا لنظام هذه الصناديق ال جيوز ملالكي هذه الوثائق اسرتداد قيمتها من
الصندوق املصدر هلا كما أن إدارة هذه الصناديق ال تقوم عادة بالشراء منهم ،وإذا يرغب
أحد مالكي هذه الوثاق يف التخلص منها فالطريق الوحيد املتاح له هو أن يبيعها يف
السوق املالية املنظمة ( البورصة) ،أو يف السوق غري املنظمة ( التجار والسماسرة) ،من
طرف التجار والسماسرة لذا يطلق البعض عليها بالصناديق ذات التداول العام.
-صناديق ذات النهاية المفتوحة :هي الصناديق اليت ال حتدد حجم املوارد املالية
املستثمرة يف وثاقها من قبل اجلمهور ،وال حتدد عدد الوثائق املالية املصدرة منها ،إذ حيوز
هلا إصدار وبيع املزيد من هذه الوثائق تلبية حلاجة املستثمرين ،وإدارة هذه الصناديق
مستعدة إلعادة الشراء ما أصدرته من وثائق إذا رغب احد مالكي هذه الوثائق إذا يف
التخلص منها جزيا أو كليا ،ولذلك فإهنا حترص دائما على توفري نسبة مالئمة من السيولة
متكنها من دفع قيمة الوثائق املطلوب اسرتدادها يف أية حلظة يطلب املستثمر ذلك ،هذه
امليزة جعلت صناديق االستثمار ذات النهاية املفتوحة أكثر جاذبية لدى اجلمهور باملقارنة
بالوثائق غري القابلة لالسرتداد كما هو احلال يف الصناديق ذات النهاية املغلقة.
دفاتر البحوث العلمية 202
األصلي املستثمر) تناسب هذه الصناديق املستثمر الذي يرغب يف تأجيل دفع الضريبة
إىل سنوات الحقة أو املستثمر الذي خيضع إىل ضريبة عالية.
.2مزايا صناديق االستثمار :
إن رجوع أمهية الدور الذي تقوم به صناديق االستثمار يف األسواق املالية ملزايا عديدة
تتسم هلا ونذر منها ما يلي:
-االستفادة بخبرات اإلدارة المحترفة :يف حالة االستثمار املباشر أي يف حالة قيام
املستثمر بالشراء املباشر لألسهم من السوق ،يصبح إلزاميا االطالع على كافة متطلبات
العملية فهو الذي يتخذ القرار االستثماري مبا يتضمن من باء التشكيلة املالئمة ويراقب
حركة األسعار يف السوق ،وعليه أن خيتار التوقيت املناسب الختاذ القرارات والتصرف.
-التنويع الكفء :إن من مزايا صناديق االستثمار قدرهتا على التنويع فليس مبقدور
املستثمر الفرد ختصيص أمواهلا يف استثمارات متنوعة بطريقة تادي إىل حتقيق التوازن بني
املخاطرة والعائد إذا كانت تلك األموال صغرية احلجم.
-المرونة والمالمة :يف صناديق االستثمار ذات النهاية املفتوحة حيق للمستثمر أن حيول
استثماراته من صندوق آلخر إذا كانت اإلدارة مساولة عن صندوق أو أكثر ،هذه املرونة
من شأهنا تقدمي خدمة متميزة ألولئك املستثمرين الذين قد تتغري أهدافهم االستثمارية
يضاف إىل ذلك الصناديق مستعدة على الدوام السرتداد وثائقها إذا ما رغب املستثمر
يف التخلص منها كليا أو جزئيا ،كما ميكن للمستثمر أن يتفق على تصفية استثماراته
دفعة واحدة أو عن طريق دفعات شهرية أو سنوية أو نصف سنوية ،كما ميكنه اإلبقاء
على رأس املال املستثمر ويسحب فقط الدخل املتولد عنه كما له أن يعيد استثمار ذلك
الدخل إذا ما أراد ذلك.
-السيولة :تتسم وثاق صناديق االستثمار خاصة املفتوح منها خباصية السيولة املرتفعة،
إذ ميكن حلاملها اسرتداد قيمتها يف املواعيد احملددة اليت( ال تتجاوز عادة أسبوعا).
كما أن صناديق االستثمار حتقق وتوفر سيولة عالية بتكاليف متدنية للمستثمرين ،ال
ميكن احلصول عليها من خالل االستثمار املباشر.
دفاتر البحوث العلمية 202
مدير الصندوق مبحاولة إعادة التوازن للصندوق لتحفيز جتاوز إدانة األداء املاشر املعين.
وتعتمد اإلدارة السلبية على ماشرات من .)7( S& P 500
-أسلوب اإلدارة النشطة أو االيجابية :يقوم على أساس إدخال مهارات مدير
الصندوق يف التأثري االجيايب على أداء صندوقه لتحقيق عوائد تفوق العوائد املتحققة من
االستثمار يف ماشرات السوق ،ويسعى مديرو الصندوق إىل حماولة التنبا باجتاهات
األسواق ،وتغيري نسب متلكهم يف صناديقهم اليت يديروهنا وفقا لذلك ،لذا يغري املديرون
وسائلهم االستثمارية داخل الصندوق بشكل متواصل اما خيتم على إعادة تشكيل األسهم
والقطاعات أو تغيري نسب التملك فيها وذلك حسب استقرائهم ملستقبل املناخ
االستثماري يف السوق الذي يعمل فيه الصندوق(.)8
.3السياسة االستثمارية لصناديق االستثمار:
ختتلف السياسات االستثمارية هلذه الصناديق حسب اختالف أهدافه وأغراضه
ومعدل العائد املراد حتقيقه ،وتنقسم هذه السياسات إىل :
-السياسة الدفاعية :هي اليت يكون فيها املستثمر متحفظ اجتاه املخاطر وياكد على
عامل األمان واالستقرار وغالبا ما تستثمر أمواله يف سندات طويلة األجل ،وأسهم امتازة
اما يضمن له دخال ثابتا ومستقرا لفرتة طويلة.
-السياسات الهجومية :هي السياسة اليت يركز فيها املستثمر على احلصول على أعلى
عائد امكن مهما كانت املخاطرة ،حيث تكون أمواله مستثمرة أغلبها أسهم عادية يف
تشكيلة احملفظة حيث يتم شراءها بأسعار منخفضة ويتم االحتفاظ هبا لفرتة يتوقع ارتفاع
األسعار ليتم بيعها ،وعادة ما يكون عنصر املخاطرة كبري يف هذا اجملال.
-السياسة المتوازنة :هي اليت يراعي فيها املستثمر عنصري األمان وحتقيق األرباح عن
طريق املضاربة ،واالستفادة من االرتفاع يف األسعار ،وعادة تكون التشكيلة احملفظة متكونة
من أوراق قصرية األجل وسندات طويلة األجل وأسهم امتازة.
دفاتر البحوث العلمية 204
(14)
1156
. (15) 9
2012 1
; ; ;
; 0,90 % 1,40 % 3,60 ; % 3,70 %
;
0,40 ; 0,50
% % 5,60 %
;
5,70 %
;
27,80 %
;
49,50 %
% 5.7 ،
% 5.6
. % 0.40
(1
(16)
، 2012
89.6 1424
دفاتر البحوث العلمية 208
مليار دوالر .وتتضمن إىل أن هناك 1340صندوقا توجد مقارها يف منطقة الشرق
األوسط ومشال إفريقيا ،وبأصول تبلغ قيمتها جمتمعة 86.6مليار دوالر.
وعن تطور أدائها فقد اخنفضت أصول الصناديق اليت تتخذ من املنطقة مقراً هلا
بنسبة ٪ 13يف سنة 2011مقارنة بنهاية عام 2010لتصل إىل 87.8مليار دوالر
حسب قاعدة البيانات ،وهناك ما يقدر بنحو 13مليار دوالر من صايف التدفقات
اخلارجة من هذه الصناديق ،ويرجع االخنفاض يف املقام األول إىل االخنفاض الذي شاهدته
أصول صناديق أسواق املال بقيمة 6.9مليار دوالر
أما يف سنة 2012فقد زاد عدد الصناديق االستثمارية اليت تتخذ من منطقة
الشرق األوسط ومشال إفريقيا مقرا هلا بنسبة ٪ 3مقارنة بنهاية العام .2011
وبلغ صايف التدفقات الواردة إىل هذه الصناديق حوايل 2.47مليار دوالر،
وترجع هذه الزيادة يف املقام األول إىل زيادة يف أصول صناديق أسواق املال (التقليدية
واإلسالمية) قدرها 3.33مليار دوالر ،وشهدت صناديق التمويل التجارية صايف
تدفقات بنحو 564مليون دوالر ،بينما تراجعت أصول صناديق األسهم (مبا يف ذلك
األنواع الفرعية) بنسبة ،٪ 2.9مع صايف ختارجات بلغ 590مليون دوالر ،وكانت
أكرب 4صناديق يف منطقة الشرق األوسط ومشال إفريقيا من صناديق أسواق املال.
المحور الرابع :صناديق االستثمار في الجزائر ( هيأت التوظيف الجماعي للقيم
المنقولة).
نظرا لعدم اقتص ـ ــار ص ـ ــناديق االس ـ ــتثمار على فئة من املس ـ ــتثمرين ومتس كل
فئاهتم و اخلربة يف جمال االس ــتثمار وما تض ــيفه من نش ــاط وحركية على س ــوق األوراق
املـاليـة ختوض اجلزائر يف جتربـة هـذا الوعاء االس ـ ـ ـ ـ ـ ــتثماري اجلديد والنوع من ص ـ ـ ـ ـ ـ ــناديق
االستثمار اليت تنشط يف استثمار األدوات املالية تدعى هيأت التوظيف اجلماعي.
.0تعريف هيأت التوظيف الجماعي للقيم المنقولة
هتدف هيأت التوظيف اجلماعي للقيم املنقولة إىل تكوين حافظة للقيمة
املنقولة واملنتوجات املالية األخرى وتسيريها حلساب الغري وهي ماهلة جلمع االدخار
219 دفاتر البحوث العلمية
مهما يكن قليال الستثماره يف السوق املالية حسب سياسة توظيف حمددة .يتمثل
املدخرون املعنيون يف أولئك الذين ال يرغبون يف استثمار ادخارهم مباشرة يف السوق
املالية باختيار هذا السند أو ذاك فيعهدون حينئذ بادخارهم إىل مسري حمرتف يقوم
بتوظيف ذلك يف السوق(.)07
ميكن أن يستثمر االدخار الذي جتمعه هيأت التوظيف اجلماعي يف متلف
أنواع القيم املنقولة واملنتوجات املالية األخرى (أسهم سندات دين سندات دين قابلة
للتداول )...اليت تصنف على أساسها هيأت التوظيف اجلماعي للقيم املنقولة إىل :
-هيأت توظيف مجاعي للقيم املنقولة ذات أسهم :إذا كان 60%من احلافظة
تتكون من أسهم.
-هيأت توظيف مجاعي للقيم املنقولة ذات سندات دين :إذا كان 60 %من
احلافظة تتكون من سندات.
-هيأت توظيف مجاعي للقيم املنقولة النقدية :إذا كان 60%من احلافظة
تتكون من أدوات السوق النقدية.
-هيأت توظيف مجاعي للقيم املنقولة املتنوعة :ال حتدد أي نسبة من السندات
احملمولة يف احلافظة ،فهي تستند إىل مبدأ التسيري النشيط للحافظة وفق الفرص اليت
تتيحها السوق.
.4أنواع هيأت التوظيف الجماعي للقيم المنقولة:
حسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب املــادة 01من األمر 08-96تتــألف هيــأت التوظيف اجلم ـاعي
للقيم املنقولة من صنفني من املاسسات(: )08
-شركة االستثمار ذات رأس املال املتغري؛
-الصندوق املشرتك للتوظيف.
أ-شركة االستثمار لرأسمال المتغير
حسب املادة 02من األمر ،08-96فان شركة االستثمار لرأمسال املتغري هي
شركة أسهم هدفها تسيري حافظة قيم منقولة وسندات دين قابلة للتداول(.)09
دفاتر البحوث العلمية 222
من خالل هذا التعريف فإن هذه الشركات هلا ثالثة خصائص تتميز هبا هذه
الشركات ،وهي أهنا تأخذ فقط شركات مسامهة ،وغرضها أحلصري والوحيد و تكوين
حافظة القيم املنقولة ومن جهة وخروجا عن األصل العام فهي شركات ذات رأمسال تغري.
ب -الصناديق المشتركة للتوظيف :
تعترب صناديق التوظيف املشرتكة النوع الثاين من هيأت التوظيف اجلماعي للقيم
املنقولة إىل جانب شركات االستثمار ذات الرأمسال املتغري ،و حسب املادة 13من األمر
08-96فان الصناديق املشرتكة للتوظيف هي ملكية مشرتكة لقيم منقولة تصدر
حصصها ويعاد شراؤها بناء على طلب احلاملني بالقيمة التصفوية تضاف إليها أو ختصم
منها النفقات والعموالت حسب احلالة (.)41
شكل أسهم وسندات مسامهة ،كما يتدخل الصندوق عن طريق توظيف األموال يف القيم
املنقولة اليت تتوفر فيها الضمانات الكافية.
ولقد شرع الصندوق يف نشاطه املتمثل يف مجع االكتتابات األشخاص الطبيعيني
على اثر تسليم تأشرية جلنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها بتاريخ 27جانفي 2009
(.)44
ج -الجزائر استثمار :طبقا ألحكام القانون رقم 11-06املارخ يف 24جوان
والسيما املادة 10منه فانه من مهام 2006واملتعلق بشركة الرأمسال االستثماري
جلنة تنظيم و مراقبة عملية بورصة هو إعطاء رأيها فيما يتعلق بعروض إنشاء شركات
رأمسال االستثماري ،والذي شهد سنة 2009ميالد أول شركة االستثمار ويتعلق األمر
بشركة finalapويوجد هلذه الشركة شركة مسامهة ويتعلق األمر بـ شركة اجلزائر والذي
أنشأت مبوجب قانون املالية لسنة 2009برأمسال قدره 1مليار دينار جزائري حيث
يعود ملكيته إىل البنك اجلزائري للتنمية الريفية ،والصندوق الوطين للتوفري واالحتياط بنسب
%70و %30على التوايل ،وهو موجه للماسسات الصغرية واملتوسطة الناشطة يف
اجلزائر واملختصة يف إنتاج السلع واخلدمات(.)43
.3واقع نشاط صناديق االستثمار( هيأت التوظيف الجماعي للقيم المنقولة)
الزال سوق هيأت التوظيف اجلماعي للقيم املنقولة عمليا غري موجود إذ أن
رأمسال الشركة الوحيدة املوجود هي شركة ذات رأمسال املتغري سليم ( )CELIMوهي
شركة مت اعتمادها يف سنة ،1998إال إن رأس املال الشركة مازال مقفال وال حيوزه
املسامون املاسسون دون سواهم واملتمثلة يف البنك الوطين اجلزائري ،بنك التنمية احمللية
والشركة اجلزائرية للتأمينات(.)42
ومن جهة وضعية هذه الشركة فقد حققت نتيجة حماسبية قيمتها
1.130.839دج سنة 2011مقابل 3.676.642لسنة 2012وبصايف أصول
قدره 177.218.773سنة 2011مقابل 174.344.842لسنة .2010
وجيدر الذكر أن تركيبة حمفظة هذه الشركة فـ % 16.7منها أسهم و61.2
%سندات والباقي هي إيداعات ألجل ،ويرجع املردود الضعيف للشركة إىل أمهية
دفاتر البحوث العلمية 222
التكاليف الثابتة اليت تتحملها الشركة إضافة إىل نقص البدائل االستثمارية يف السوق
الثانوي ( بورصة اجلزائر) (.)45
أما بالنسبة لصندوق دعم االستثمار من اجل التنمية الذي يتوىل مهمة توجيه
االدخار الذي يتم مجعه لدى العمال األجراء يف حدود النصف حنو مشاريع التنمية
االقتصادية من خالل اخذ مسامهات يف شكل أسهم وسندات مسامهة ،كما يتدخل
الصندوق عن طريق توظيف األموال يف القيم املنقولة اليت تتوفر فيها الضمانات الكافية،
فقد عرف هذا األخري نشاطا نوعا ما نتيجة عملية التحسيس واإلعالم اليت قام هبا حيث
استقبل 110مسامها بعدد أسهم مكتتبة قدرها 1233سهم وهذا يف سنة 2010
ليصل عدد األسهم املكتتب هبا 2638سهم ،وجتدر اإلشارة أن الشركات التالية :
و AECELOR-MITTAL-ENASEL BADRو
AGENORمتثل اغلب املكتتبني بأوامر اكتتاب بلغت 12000أمر(.)46
المحور الخامس :آليات تفعيل صناديق االستثمار وسبل إنجاحه في الجزائر.
نظرا لآلفاق الكبرية لصناديق االستثمار ،تربز أمهية السعي إىل تفعيل اكرب هلذا
النوع من املاسسات لتلعب الدور املنوط هبا خاصة يف تنشيط سوق األوراق املالية اجلزائرية
وقبل تناول آليات تفعيل صناديق االستثمار البد من الوقوف على معوقات هذه األخرية
:
.0معوقات صناديق االستثمار (هيأت التوظيف الجماعي للقيم المنقولة)
إن تطور صناديق االستثمار يف اجلزائر يعوقه جمموعة من العوامل واليت ميكن
حصرها فيما يلي:
-ضعف نظام المعلومات وغياب الشفافية :يتوقف أي قرار استثماري يف األوراق
املالية على توفر املعلومات املالية واحملاسبية ،مع وجود جمال واسع للشفافية ،وهذا ما
يسمح بإجراء عملية املقارنة واملفاضلة بني البدائل االستثمارية املتاحة على ضوء النتائج
املالية باإلضافة إىل ضرورة وجود هيئات وجمالت متخصصة يف ميدان املال واألعمال تفي
223 دفاتر البحوث العلمية
بتحليل هذه املعلومات املنشورة وهو ما يزيد من صعوبة وتعقيد عملية اختاذ القرار
االستثماري.
-التضخم :حيث أن التضخم ياثر على قيمة النقد ،وبالتايل ياثر على القيمة احلقيقية
لعوائد األوراق املالية من جهة ،ومن جهة ثانية فإنه ياثر على القدرة الشرائية لألفراد الذين
يوجهون اهتماماهتم إىل ارتفاع أسعار بدل التوظيف يف صناديق االستثمار ،وقد عرف
معدل التضخم يف اجلزائر منذ بداية التسعينات ارتفاعا كبريا كان من بني األسباب اليت
وقفت عائقا أمام تطور البورصة يف اجلزائر.
-سوق االقتصاد الموازية :تشكل السوق املوازية قطب اجتذاب للمستثمرين واملدخرين
ملا توفر هلم من إمكانية احلصول على أرباح سهلة دون خماطرة أو عناء.
-ضعف القدرة الشرائية :نظرا لعدة عوامل أمهها اخنفاض العملة الوطنية وجتميد األجور
والتسريح اجلماعي ،ومنط توزيع حجم الناتج اإلمجايل ،تقلصت القدرة االدخارية للعائالت
وهذا أدى إىل اخنفاض الطلب على األدوات املالية االستثمارية يف السوق.
-ضعف الحوافز الجبائية :ويتجلى ذلك يف الضغط اجلبائي الذي ميارس على األعوان
االقتصاديني وخاصة املاسسات ،فيادي ذلك هبم إما تغيري سلوكهم االدخاري
واالستثماري ،وإما اجتاههم إىل عقد صفقات غري مصرح هبا وخارج اإلطار القانوين دون
اخلضوع للضرائب ،وهي من األسباب املهمة اليت تادي إىل السوق املوازية.
أ -غياب الثقافة االستثمارية لدى العائالت :إن النهج االشرتاكي الذي سارت عليه
اجلزائر منذ االستقالل قد ابعد أي شكل من أشكال السوق املايل ضمن النشاط
االقتصادي ،حيث أن اخلزينة العمومية أخذت على عاتقها متويل كل االستثمارات ،وهبذا
مثل هذه السوق اجلزائر يواجه بالتأكيد بعض الصعوبات اخلاصة بتقبل اجلمهور ،وهذا
راجع النعدام ثقافة االستثمار يف األوراق املالية يف أوساط أفراد اجملتمع اجلزائري ،ومن مث
عدم تقبل فكرة االستثمار يف البورصة نظرا لعدم الثقة يف مصداقية وفعالية هذه السوق
بصفتها م يتم التعامل فيها يف السابق.
ب -العامل الديني :يلقى االستثمار يف بعض األوراق املالية املعارضة من قبل اجملتمعات
اإلسالمية ومنها اجلزائر ،حيث أن االستثمار يف السندات مثال يدر عائدا ثابتا وحمددا
دفاتر البحوث العلمية 224
مسبقا ،وهو ما ميثل بذلك صورة من صور الربا وهو حمرم يف اإلسالم ،وعليه فاالستثمار
يف هذا النوع من األوراق املالية يبقى عقبة متثل حتديا أمام صناديق االستثمار الدول
اإلسالمية ،وبالتايل ال بد من تقدمي أوراق بديلة تناسب خصائص اجملتمعات اإلسالمية.
-ما يتعلق بالجانب الثقافي :إذ البد من تعزيز اإلعالم االقتصادي للجمهور بإطالعه
على ما هو متاح من فرص جديدة لالستثمار ،لذلك من الضرورة تنمية وتطوير اإلعالم
االستثماري من خالل خطط وبرامج خاص بصغار املدخرين.
-ما يتعلق بالجانب الديني :وذلك بإحداث أدوات مالية ال تتعارض مع النظام القيمي
للعائالت لتحسيسها بأمهية صناديق االستثمار ودورها يف تنمية االقتصاد الوطين ،وبالتايل
االستفادة من االدخار املكتنز بتعبئته.
الخالصة:
أثبتت صناديق االستثمار يف الفرتة األخرية على أمهيتها الكبرية كوعاء استثمار
من حيث مقدرهتا على تلبية حاجات خمتلفة وخاصة لصغار املستثمرين حىت وصل إمجايل
األصول اليت تديرها إىل أكثر من 24ترليون دوالر يف سنة 2012من جهة ودورها يف
تنشيط سوق األوراق املالية وقدرهتا على تطوير حمفظة األوراق املالية اليت حتوزها من جهة
أخرى ملا تتمتع به من خربات فنية يف توظيف األوراق املالية.
ونظرا ألمهية هذه األوعية االستثمارية ويف إطار تنشيط بورصة اجلزائر عملت
على إنشائها حتت اسم هيأت التوظيف اجلماعي للقيم املنقولة إال أن نشاطها يبقى
عمليا غري موجود ،حيث أن رأمسال الشركة الوحيدة املوجود هي شركة ذات رأمسال املتغري
سليم ( )CELIMوهي شركة مت اعتمادها يف سنة ،1998إال إن رأس املال الشركة
مازال مقفال وال حيوزه املسامون املاسسون دون سواهم.
وتفعيل هذه الصناديق يكون من خالل القضاء على العوائد اليت تثبط نشاطها
واملتمثلة أساسا يف مشكل التضخم و ضعف القدرة الشرائية باإلضافة إىل غياب الثقافة
االستثمارية لدى العائالت اجلزائرية ،والعمل على تفعيلها من خالل توفري احلوافز اجلبائية
والقضاء على األسواق املوازية وتعزيز اإلعالم االقتصادي للجمهور بأمهية صناديق
االستثمار وما ميكن هلا أن حتقق هلم من عوائد يف حالة توظيف أمواهلم.
الهوامش:
226
.1
2013/09/01 www.tadawul.com.sa
.2
. 299 2006
.3
. 33
.4
10- 9 1999
.5
. 39- 38
.6
. 11- 10 2005 9- 8
.7
. 21
– – .8
. 365 1999 –
. 11- 10 .9
12- 11 . 10
. 11
2013/09/01 ww.tadawul.com.sa
http://www.forbesmiddleeast.comdate de consultation. 12
02/09/2013
www.forbes.com date de consultation 02/09/2013
. 13
Européen fund and asset managent association
. 14
www.efama.orgdate de consultation 02/09/2013
Investment company insitute, . 15
http://www.icifactbook.org/fb_ch2.htm
227
. 16
. 2013/09/03 http://www.nbad.com:
. 17
. 2004 cosob
10 08- 96 02 . 18
. 03 1996
10 08- 96 13 . 19
. 03 1996
. 80 2010 . 20
. 80 2010 . 21
. 80 2010 . 22
Commission d’observation et surveillance d’opération des . 23
bourse , rapport annuel 2011, P57.
Commission d’observation et surveillance d’opération des . 24
bourse , rapport annuel 2011, P97.
Commission d’observation et surveillanced’opération des . 25
bourse , rapport annuel 2011, P57.
Commission d’observation et surveillance d’opération des . 26
bourse , rapport annuel 2011, P57.
.1
2013/09/01 www.tadawul.com.sa
.2
. 2006
.3
.4
. 1999
228
.5
. 2005 9- 8
.6
– – .7
. 1999 –
.8
. www.tadawul.com.sa
9. http://www.forbesmiddleeast.com date de consultation
02/09/2013
10. www.forbes.com date de consultat
ion 02/09/2013
11. européen fund and asset managent association,www.efama.org
date de consultation 02/09/2013, européen fund and asset
managent association
Investment company insitute . 12
, http://www.icifactbook.org/fb_ch2.htm
. 13
. http://www.nbad.com:
. 14
. 2004 cosob
1996 10 08- 96 . 15
. 03
. 2010 . 16
17. Commission d’observation et surve
illance d’opération des
bourse , rapport annuel 2011
.
18. Commission d’observation et surveillance d’opération des
bourse , rapport annuel 2011
.
229 دفاتر البحوث العلمية
Bibliographie
19. - Achour A., Cometto H. et alii (2007), « Les fonds souverains,
conquête de la politique par la finance », Ecole de guerre
économique, groupe eslsca ;
20. - Alexandre (2009), http ://www.colombus.fr/cms/ ?p=1447,
« Faut-il avoir peur des fonds souverains ? »
21. - Artus, P. (2007), « Pourquoi les fonds souverains nous sont
nécessaires ? », Flash Economique, n°494, Natixis ;
22. - Betbèze J.-P. (2008), « Fonds souverain : à nouvelle crise,
nouvelle solution ? », Les cahiers du cercle des économistes, éd.
Puf ;
23. - Blancheton B., Jégourel Y. (2009), « Les fonds souverains : un
nouveau mode de régulation du capitalisme financier ? », Revue
de la Régulation n°5 ;
24. - Demarolle A. (2009), « Synthèse du rapport sur les Fonds
souverains », Ministère des Finances Publiques, dossier de
presse ;
الصناديق السيادية ستصبح أكرب «اقتصاد» يف العام: تقرير دويل، جريدة الشرق األوسط- .29
10746 العدد،2008 ابريل30 ،2012 حبلول
30. http ://www.aawsat.com/details.asp ?issueno=10626&artic
le=468903#.Ul5xudKZWUM
31. Site officiel du SWF Institute : http ://www.swfinstitute.org/