2731

<html xmlns:v="urn:schemas-microsoft-com:vml"
xmlns:o="urn:schemas-microsoft-com:office:office"
xmlns:w="urn:schemas-microsoft-com:office:word"
xmlns:m="http://schemas.microsoft.com/office/2004/12/omml"
xmlns="http://www.w3.org/TR/REC-html40">
<head>
<meta http-equiv=Content-Type content="text/html; charset=unicode">
<meta name=ProgId content=Word.Document>
<meta name=Generator content="Microsoft Word 14">
<meta name=Originator content="Microsoft Word 14">
<link rel=File-List href="2731_fichiers/filelist.xml">
<link rel=Edit-Time-Data href="2731_fichiers/editdata.mso">

<link rel=themeData href="2731_fichiers/themedata.thmx">
<link rel=colorSchemeMapping href="2731_fichiers/colorschememapping.xml">

<style>

</style>

</head>
<body lang=FR link=blue vlink=purple style='tab-interval:35.4pt'>
<div class=WordSection1>
<table class=MsoNormalTable border=0 cellspacing=0 cellpadding=0 width="104%"

style='width:104.28%;mso-cellspacing:0cm;mso-yfti-tbllook:1184;mso-padding-alt:
0cm 0cm 0cm 0cm'>
<tr style='mso-yfti-irow:0;mso-yfti-firstrow:yes'>
<td width="100%" style='width:100.0%;padding:0cm 0cm 0cm 0cm'>
<a href="/list/2">‫<خطب‬/a> / <a href="/list/26">
‫<واقع‬/span></a>
</td>
</tr>
<tr style='mso-yfti-irow:1;mso-yfti-lastrow:yes'>
<td width="100%" style='width:100.0%;padding:0cm 0cm 0cm 0cm'>
‫< أثر العقائد على األمم‬span class=GramE>‫<والشعوب‬/span>

‫<الخطبة‬/span>
‫األولى‬:

<o:p></o:p>
text-kashida:0%'>‫< إن الحمد لله نحمده‬span class=SpellE>‫<ونستعينه‬/span>،
‫ من يهده الله فال مضل له‬،‫ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‬،‫ونستغفره‬،
ً ‫ومن يضلل فلن تجد له وليا ً مرشدا‬.<o:p></o:p>
"Traditional Arabic","serif"'>‫ وأشهد أن‬،‫وأشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك‬
‫ صلى الله وسلم عليه وعلى‬،‫عبد الله ورسوله‬ ُ ً ‫< سيدنا وحبيبنا محمدا‬span
class=SpellE>‫<آله‬/span> ‫ وعلى من تبعهم واستن بهديهم على‬،‫وصحبه الغر العظام‬
‫مدار األزمان‬.<o:p></o:p>
font-family:"Traditional Arabic","serif"'>‫<أما‬/span>
‫بعد‬:<o:p></o:p>
text-kashida:0%;text-autospace:none'>‫ رسله‬-‫سبحانه‬- ‫فقد أرسل الله‬
‫ وجاءوا من عند الله‬،‫بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون‬
‫مبشرين ومنذرين لتحقيق هدف واحد‬، ‫يدعون إلى عقيدة واحدة التي هي محور‬
‫ الذي‬،‫ من نوح إلى خاتمهم وأفضلهم محمد‬-‫عليهم الصالة والسالم‬- ‫دعوة جميع الرسل‬
‫ وسار على نهجهم السلف‬،‫ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور‬،‫بُعث رحمة للعالمين‬
‫ يستلهمون سر وحدتهم من صفاء العقيدة الخالصة التي لم تشبها شائبة‬،‫الصالح‬،
‫ ورفعوا راية‬،‫ وفتح الله لهم أبواب الخير في كل مكان‬،‫فأصبحوا بذلك سادة الدنيا‬
‫ وانطلقوا في دعوتهم من تحقيق كلمة التوحيد ال‬،‫التوحيد في مشارق األرض ومغاربها‬
(
‫إله إال الله محمد رسول الله)؛ ألن ذلك هو األساس الذي أمروا أن يبدؤوا به‬. ‫<قال‬/span> ‫تعالى‬- ‫الله‬-: {‫ير ٍة‬ َ ‫عل َى بَ ِص‬ َ ‫عو إل َى الل ّ َ ِه‬ ُ ‫ق ُْل َه ِذ ِه َسبِيلِي أ َ ْد‬
‫ين‬ َ ‫الم ْش ِر ِك‬
ُ ‫ن‬
َ ‫م‬ِ ‫ا‬ ‫ن‬َ
َ َ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫وم‬ ‫ه‬ِ َ ّ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ان‬
َ ‫ح‬ ‫ب‬
َ ْ ُ‫وس‬ ‫ي‬ ِ
‫ن‬ ‫ع‬ ‫َب‬
ََّ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ن‬
ِ ‫وم‬ ‫ا‬َ ‫ن‬َ ‫<أ‬/span>}،
َ
‫تعالى‬- ‫وقال‬-: {‫واعبُ ُدوا‬ ْ
ً ‫<الل ّ َ َه وال تُ ْش ِرك ُوا ب ِِه َشيْئا‬/span>}.
‫<والعقيدة‬/span> ‫ وهي أساس‬،‫مهمة جدا ً لنيل المقصود في اآلخرة‬
‫ والجسد ال يستقيم بال رأس‬،‫ وهي رأس األمر كله‬،‫كل عمل‬.<a
name="_ftnref1"></a><a href="#_ftn1">1</a><o:p></o:p>
16.0pt;font-family:"Traditional Arabic","serif"'>‫وسنتحدث في هذه الخطبة عن‬
‫< تأثير العقيدة على األمم‬span class=GramE>‫<والشعوب‬/span>، ‫وأنها كذلك التي‬
‫تصوغ فكر وتصرفات األمم‬.<o:p></o:p>
16.0pt;font-family:"Traditional Arabic","serif";color:#993300'> ‫أيها‬
‫<الناس‬/span>:" ‫<إن‬/span> ‫< اإلسالم عقيدة متحركة ال تطيق السلبية؛ إذ إنها بمجرد‬/span>‫تحققها‬
‫ وتترجم نفسها إلى حركة وإلى عمل‬،‫ تتحرك لتحقق مدلولها في الخارج‬،‫في عالم الشعور‬
‫& في عالم الواقع‬quot;.<a name="_ftnref2"></a><a href="#_ftn2">2</a> <o:p></o:p>
font-family:"Traditional Arabic","serif"'>‫<فالعقيدة‬/span><span
‫ وإذا نظرنا إلى تأثير العقيدة في تاريخ الجنس‬،‫لها تأثير على حياة الجنس البشري‬
‫ فهي تبدل مجرى حياة الناس أفرادا ً وجماعات من حالة إلى‬،ً ‫البشري نجد أمرا ً عجبا‬
‫ ولذلك أمثلة متعددة‬.‫< أخرى‬span class=GramE>‫<نذكر‬/span> ‫منها مثالين لالختصار‬:‫<المثال‬/span><o:p></o:p>
"Traditional Arabic","serif"'>‫ علينا من نبأ سحرة‬-‫سبحانه وتعالى‬- ‫ما قصه الله‬
‫هم أبدا ً إال المصالح‬
ّ ‫فرعون فإنهم لما جاؤوا وهم فارغون من العقيدة لم يكن لهم‬
‫ وال يعرفون حياة إال هذه الحياة المحدودة والمحصورة ما بين المبدأ‬،‫الدنيوية‬
‫والمصير‬.<o:p></o:p>
"Traditional Arabic","serif"'>‫فقد حكا الله عنهم ما قالوا لفرعون‬: {‫ِين‬ ْ َ ‫< أ َ ِئ ّ َن لَنَا ل َأ َ ْج ًرا ِإن كُن َّا ن‬/span>}
َ ‫ح ُن ال ْ َغالِب‬
(41) ‫سورة الشعراء‬. ‫<فما‬/span> ‫كان لهم من طموح إال الفوز‬
‫ وقد كانت غاياتهم ظاهرة‬.‫بشيء من األجر والشهرة والظهور‬. ‫<وقد‬/span>
‫ وما لم يصرحوا به من رغبة في الظهور‬،‫أدرك فرعون ما صرحوا به من رغبة في األجر‬
ً ‫ فقال لهم مجيبا‬،‫والشهرة‬: {‫َال ن َ َع ْم َوإَنَّك ُْم‬ َ ‫ق‬
َ ‫< ل َِم َن ال ُْم َق َّرب‬/span>} (114) ‫سورة األعراف‬. ‫<هكذا‬/span>
‫ِين‬
‫ تحول تفكيرهم‬،‫ ولكن عندما خالطت بشاشة اإليمان قلوبهم‬،‫كان واقع األمر والحوار‬
‫ فكان‬،‫وتغيرت مفاهيمهم وتبلورت وجهة نظرهم في الحياة وتحددت غاية الغايات عندهم‬
‫ تعالى‬- ‫ منها قوله‬..‫ علينا في آيات متعددة‬-‫تعالى‬- ‫منهم ما قصه الله‬-: {‫< قَال ُوا ل َن‬span class=SpellE>َ‫< ن ُّ ْؤ ِث َرك‬/span> ‫عل َى‬ َ
‫َاض‬ ٍ ‫نت ق‬ َ َ ‫ات َوال ّ َ ِذي ف ََط َرنَا فَاق ِْض َما أ‬ ِ َ ‫َما َجاءنَا ِم َن ال ْبَ ِي ّن‬
‫الدنْيَا‬ُّ ‫< ِإن ّ ََما تَ ْق ِضي َه ِذ ِه ال َْحيَا َة‬/span>} (72) ‫ فسحرة‬.‫سورة طـه‬
‫سبحانه‬- ‫فرعون عندما خالطت بشاشة اإليمان أوتار قلوبهم هزتها راجية ما عند الله‬-
‫ لذلك قالوا لفرعون‬..‫من رضوان ونعيم مقيم يتوقون إليه‬: {‫< ل َن‬span class=SpellE>َ‫< ن ُّ ْؤ ِث َرك‬/span> ‫عل َى َما َجاءنَا ِم َن‬ َ
‫ات‬ ِ َ ‫< ال ْبَ ِيّن‬/span>} ‫تعالى‬- ‫فقد رأوا اآليات البينّات تدعوهم إلى اإليمان بالله‬-،
‫ واإلقرار بأن ما جاء به موسى هو‬.-‫عليه السالم‬- ‫< والتصديق بنبوة رسوله موسى‬span
class=GramE>‫<الحق‬/span> ‫ بعد ذلك كله ال مناص لهم إال أن يتخلصوا من‬..‫الصريح‬
‫ واألفكار المنحرفة التي‬،‫جميع أوضار العقيدة الفاسدة التي كانوا متلبسين بها‬
‫ وقالوا‬.‫ على زخرف ومتاع الحياة الدنيا‬-‫تعالى‬-‫ فآثروا رضا الله‬،‫كانوا يحملونها‬
‫لفرعون‬: {‫< ل َن‬span class=SpellE>َ‫< ن ُّ ْؤ ِث َرك‬/span>
‫نت‬ َ َ ‫ات َوال َّ ِذي ف ََط َرنَا فَاق ِْض َما أ‬ ِ َ ‫عل َى َما َجاءنَا ِم َن ال ْبَ ِيّن‬ َ
‫الدنْيَا‬ُّ ‫َاض ِإن ّ ََما تَقْ ِضي َه ِذ ِه ال َْحيَا َة‬ ٍ ‫<* ق‬/span> ‫آمن َّا ب َِر ِبّنَا لِي َ ْغ ِف َر لَنَا َخ َطايَانَا‬ َ ‫ِإن ّ َا‬
‫ح ِر َوالل َّ ُه َخي ْ ٌر َوأَبْ َقى‬ ّ ِ ‫عل َي ْ ِه ِم َن‬
ْ ‫الس‬ َ ‫* َو َما أَك َْر ْهتَنَا‬
‫وت‬ ُ ‫ج ِر ًما َف ِإ َّن ل َُه َج َهن ّ ََم ل َا يَ ُم‬ ْ ‫ِإن ّ َُه َمن يَأ ْ ِت َربّ َ ُه ُم‬
ِ ‫ح‬ ِ ْ
‫ات‬ َ ّ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫الص‬
َ ‫ل‬ َ ِ
‫م‬ ‫ع‬
َ ْ ‫َد‬‫ق‬ ‫ا‬ ً ‫ن‬ ‫م‬ ِ ‫ؤ‬
ْ ُ ‫حيى * َو َم ْن يَأ ِت‬
‫م‬ ِ
‫ه‬ َ ‫ِف‬
ْ َ‫يها َول َا ي‬
‫ات ال ُْعل َى‬ ُ ‫الد َر َج‬
َّ ُ
‫< فَأ ْول َ ِئ َك ل َُه ُم‬/span>} (73-75)
‫ ما قالوا هذا الكالم عندما هددهم بأن يقتلهم‬.‫< سورة طـه‬span class=GramE>‫<وأن‬/span>
‫يصلبهم في جذوع النخل‬. ‫<ما‬/span> ‫أعجب هذا التحول السريع من‬
‫الكفر إلى اإليمان الذي ما كان له أن يحدث إال في ظل العقيدة الصحيحة السليمة‬
‫الموافقة للفطرة والعقل‬.<o:p></o:p>
"Traditional Arabic","serif"'>‫أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم‬.
‫<الخطبة‬/span> ‫الثانية‬:<o:p></o:p>
font-family:"Traditional Arabic","serif"'>‫<الحمد‬/span>‫<آله‬/span>
‫ وعلى من سار على نهجهم واقتفى‬،‫وصحبه ْأولي التقى‬.<o:p></o:p>
font-family:"Traditional Arabic","serif"'>‫<عباد‬/span><o:p></o:p>
font-family:"Traditional Arabic","serif"'>‫<إن‬/span>‫<وقد‬/span><o:p></o:p>
"Traditional Arabic","serif"'>‫لقد استحكم العداء بين قبائل العرب قبل اإلسالم‬
‫ ومعلوم أن العرب في‬،‫حتى صار القتال والسلب والنهب األصل في العالقات بين الناس‬
‫ ولم تكن الدار اآلخرة في‬،‫جاهليتهم كانوا يتنازعون فيما بينهم ألتفه األسباب‬
‫ وهم ال يؤمنون بها‬،ً ‫وجدانهم؛ ألنهم لم يكونوا ليحسبوا لها حسابا‬.‫<صحيح‬/span>‫<ولم‬/span> ‫يكن للقيم الروحية أي وجود في‬
‫ حتى وصل االنحطاط الحضاري والهبوط الفكري إلى حد اقتتال الجيران دونما‬.‫حياتهم‬
‫ ومثال ذلك ما جرى بين قبيلتي األوس‬،‫مراعاة لما تفرضه األعراف من حقوق الجار‬
‫ إذ ظل القتال ما‬،‫ وهما قبيلتان عربيتان يمانيتان تنحدران من أصل واحد‬،‫والخزرج‬
‫يورثها‬
ّ ِ ،‫ حتى صارت الثارات متوارثة‬،ً ‫بين هاتين القبيلتين نحو مائة وعشرين عاما‬
‫ وسيوفهم المشرعة تقطر دما ً باستمرار‬،‫ واألجداد لألحفاد‬،‫اآلباء لألبناء‬.‫<ولكن‬/span>‫<وقد‬/span><o:p></o:p>
"Traditional Arabic","serif"'>‫< فقد‬span class=GramE>‫<كانت‬/span> ‫حروبهم نزاعات‬
‫ ويتنافسون على حياة الصحراء القاسية بالنهب والغزو واغتصاب‬،‫محلية قبلية ضيقة‬
‫ ويتفاخرون بالدنيء من الخصال كاإلنفاق في احتساء الخمر‬..‫األموال‬، ‫<وارتكاب‬/span> ‫المنكرات‬.<o:p></o:p>
font-family:"Traditional Arabic","serif"'>‫<وفشت‬/span>‫<فظلوا‬/span>
‫ بدعوة الحق‬-‫عليه أفضل الصالة والسالم‬- ‫سادرين في فرقة الجاهلية حتى جاءهم محمد‬
‫من عند الله رب العالمين‬. <o:p></o:p>
"Traditional Arabic","serif"'>‫وما كادت هذه القبائل تلمح هذا الحق بأبصارها‬،
‫ وتسامى الوجدان فوق العداوة‬،‫ وسكنت الجوارح‬،‫ واطمأنت النفوس‬،‫حتى هشت له القلوب‬
‫ وإذا بهم يتآلفون ويتكاتفون وينصهرون‬،‫ فبرزت الفطرة صافية‬،‫والشحناء واالقتتال‬
‫في ظل عقيدة التوحيد‬.<o:p></o:p>
‫‪text-kashida:0%'>'"‪"Traditional Arabic","serif‬‬
‫قادة الفتوحات اإلسالمية كانوا قبل إسالمهم ;‪&nbsp‬بعيد‪ ،‬إلى درجة أن كثيرا ً من‬
‫هم من أشد الناس عداوة لإلسالم‪ ،‬ومن بين هؤالء‪ :‬خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي‬
‫آباؤهم في الحروب >‪</span‬قتل>‪ ‪.<o:p></o:p></p‬التي كانت بين اإلسالم والجاهلية‬
‫;‪<span‬ولكنهم>'"‪font-family:"Traditional Arabic","serif‬‬
‫>'"‪lang=AR-SA style='font-size:16.0pt;font-family:"Traditional Arabic","serif‬‬
‫ما كادوا يعتنقون العقيدة الجديدة تحت لواء اإلسالم الحنيف‪ ،‬حتى تطهرت نفوسهم من‬
‫آثار الثارات المتغلغلة في صدورهم‪ ،‬واندفعوا يقاتلون بحماس وإخالص خالص في سبيل‬
‫‪. ‪SA><o:p></o:p></p‬‬
‫>‪</span‬كان>‪ '"‪"Traditional Arabic","serif‬‬
‫القريب كانوا سدا ً يعيق >‪</span‬باألمس>‪! ‪</span‬وما>‪! ‪.<o:p></o:p></p‬سرائرهم‬
‫فهذا الفاروق عمر بن الخطاب ‪-‬رضي الله عنه‪ -‬ابتلي>'"‪"Traditional Arabic","serif‬‬
‫في الجاهلية بوأد البنات‪ ،‬وكان من أشد كفار قريش عداوة للدعوة اإلسالمية‪ ،‬ولكنه‬
‫‪-‬ما كاد يدخل في دين الله حتى أصبح يعرض ابنته أم المؤمنين حفصة ‪-‬رضي الله عنها‬
‫على أصحابه وإخوانه في الله ليتزوجها من شاء منهم‪ ،‬وتزوجها رسول الله بعد أن كان‬
‫>‪.<o:p></o:p></p‬وجود البنت في حجره عارا ً على نفسه‬
‫;‪text-kashida:0%'><span‬تلك>'"‪font-family:"Traditional Arabic","serif‬‬
‫هي آثار العقيدة الصحيحة التي انتشلت العرب من الضياع‪ ،‬ووحدتهم في تصور جديد‬
‫يسعى بهم لنيل رضوان الله ‪ -‬تعالى‪ .-‬فإذا بهم يفتحون العالم بعد مواجهة مسلحة مع‬
‫أعظم قوتين في الدنيا (فارس والروم ) وكانت هاتان القوتان بمثابة (دول الشرق‬
‫>‪.<o:p></o:p></p‬والغرب) في وقتنا هذا‬
‫‪text-kashida:0%;text-autospace:none'>'"‪16.0pt;font-family:"Traditional Arabic","serif‬‬
‫بإمكانهم أن يواجهوا إحدى القوتين الكبيرتين فضال ً عن مواجهتهما معا ً في وقت‬
‫واحد‪ ،‬من غير أن يسندوا ظهورهم إلى قوة أخرى‪ .‬ولكن اإليمان الصادق هو الذي يصنع‬
‫‪،‬المعجزات‪ ،‬فهؤالء العرب الذين كانوا شرذمة متفرقين وكانوا أوزاعا ً مشتتين‬
‫يجتمعون في ظل هذه العقيدة ويدافعون عنها بكل إخالص‪ ،‬ويواجهون في سبيل الدعوة‬
‫إليها أعظم قوتين كبيرتين في العالم آنذاك وفي وقت واحد‪ ،‬ويسحقون هاتين القوتين‬
‫‪،‬العظيمتين‪ ،‬وينشرون دين الله في األرض‪ ،‬ويذيقون اإلنسانية المنكوبة طعم الراحة‬
‫‪.<span‬والعدل واإليمان واألمان‪ ،‬كل ذلك بتأثير العقيدة ال غير‬
‫>‪lang=AR-SA><o:p></o:p></p‬‬
‫‪text-kashida:0%;text-autospace:none'>'"‪style='font-size:16.0pt;font-family:"Traditional Arabic","serif‬‬
‫‪<span‬واليوم‬
‫نسمع من يقلل من أهمية العقيدة اإلسالمية بحجة أنها تفرق الناس! ويقول‪ :‬البد‬
‫‪،‬أوال ً أن ندعو الناس إلى مكارم األخالق‪ ،‬والبعض يدعو إلى السياسة الصحيحة‬
‫والبعض يدعو إلى صفاء النفوس وطهارتها‪ ،‬وكل مطلوب ومهم‪ ،‬ولكن ال أهمية لهذه‬
‫وضع لها‪ ،‬وهي العقيدة الصافية الخالصة من كل شائبة‬ ‫‪.<span‬األمور إن لم يكن األساس قد ُ‬
‫>‪lang=AR-SA><o:p></o:p></p‬‬
16.0pt;font-family:"Traditional Arabic","serif"'>‫إن الدعوة الصحيحة هي التي‬
‫تقوم على ما قامت عليه دعوة السلف الذين جعلوا الدين وحدة متكاملة ينطلق في‬
‫السياسة واألخالق وجميع األمور من العقيدة اإلسالمية المستمدة من الكتاب والسنة‬،
‫ بأن الدعوة ال بد أن تكون على العقيدة ال يعني إهمال الجوانب األخرى‬:‫وعندما نقول‬،
‫ ثم تكون أعمالنا من منطلق‬،‫ وندعو الناس إليها‬،ً ‫إنما يعني أن نهتم بالعقيدة أوال‬
‫هذه العقيدة‬. <o:p></o:p>
16.0pt;font-family:"Traditional Arabic","serif"'>‫اللهم اغفر لنا ذنوبنا‬،
‫< وإسرافنا‬span class=GramE>‫<في‬/span> ‫ وانصرنا على القوم‬،‫ وثبت أقدامنا‬،‫أمرنا‬
‫ وصلى الله على نبينا محمد وعلى‬..‫< الكافرين‬span class=SpellE>‫<آله‬/span> ‫وصحبه‬
‫وسلم‬. <o:p></o:p>
<div>
<div class=MsoNormal align=right dir=RTL style='text-align:left'>
<hr size=1 width="33%" align=right>
</div>
<div id=ftn1>
text-kashida:0%;text-autospace:none'><a name="_ftn1"></a><a
href="#_ftnref1">1</a> - ‫<مجلة‬/span> 27 ‫البيان العدد‬.
<div id=ftn2>
<a name="_ftn2"></a><a href="#_ftnref2">2</a> -4/2525 :‫<في ظالل القرآن‬span
style='color:black'>.
</div>
</div>
</td>
</tr>
</table>
<o:p> </o:p>
</div>
</body>
</html>

2731

Uploaded by

Document Information

Original Title

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

2731

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

<html xmlns:v="urn:schemas-microsoft-com:vml"

<body lang=FR link=blue vlink=purple style='tab-interval:35.4pt'>

<table class=MsoNormalTable border=0 cellspacing=0 cellpadding=0 width="104%"

<p class=MsoNormal style='text-align:left;direction:ltr;unicode-bidi:embed'><span

You might also like