Professional Documents
Culture Documents
أثر الحرمان العاطفي في ظهور جنوح الأحداث PDF
أثر الحرمان العاطفي في ظهور جنوح الأحداث PDF
أثـ ـ ــر الحرمان العاطف ــي في ظهـ ــور جن ــوح األح ـ ــداث
دراسة ميدانية لحالتين بمركز إعادة التربية
قـالم ــة
مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في علم النفس اإلكلينيكي
إشراف األستاذة:
د-ناجي عايدة إعداد الطالبة:
-بخاخشة مريم
لجنة المناقشة
الصفة الرتبة العلمية االسم و اللقب
رئيس لجنة أستاذ مساعد –أ- فاضل نادية
مشرفـا و مقررا أستاذ محاضر -ب - د .ناجي عائدة
مناقشا أستاذ مساعد –ب - ميمش صباح
16 تمــــــــــــــــــهٌد
16 -1تعرٌف الحرمان العاطفً
18 - 2أنواع الحرمان العاطفً
19 -3مظاهر الحرمان العاطفً فً حضور الوالدٌن
20 -4أسباب الحرمان العاطفً
21 -5العوامل التً تساعد على ظهور الحرمان العاطفً
23 -6النظرٌات المفسرة للحرمان العاطفً
25 -7مراحل الحرمان العاطفً
26 -8حاالت الحرمان العاطفً
27 -9االضطرابات الناتجة عن الحرمان العاطفً
29 -11أثار الحرمان العاطفً
31 خــــــــــالصة
الفصــــــــــــــل الثــــــــــــانً :جنــــــــــوح األحــــــــــداث:
33 تمـــــــــــــــــهٌد
33 -1تعرٌف جنوح األحداث
37 -2الفرق بٌن جنوح األحداث و االنحراف
38 - 3ظاهرة جنوح األحداث فً الجزائر
39 -4أنواع األحداث
42 - 5فترة حدوث جنوح األحداث
43 -6مظاهر جنوح األحداث
45 -7أسباب والعوامل المؤثرة فً جنوح األحداث
55 -8النظرٌات المفسرة لجنوح األحداث
55 -النظرٌات البٌولوجٌة
57 -النظرٌات االجتماعٌة
1 -النظرٌات النفسً
65 -االتجاه التكاملً
65 -9تصنٌفات الشخصٌة الجانحة
71 -11شخصٌة الجانح المحروم عاطفٌا
75 -11اإلستراتٌجٌات القانونٌة لألحداث الجانحٌن فً الجزائر
77 -12اإلستراتٌجٌات الوقائٌة والتكفلٌة باألحداث الجانحٌن
79 خالصــــــــــــة
الجـــــــــــــانب التــــــــــــــــطبٌقــــــــــــــــً
وأصﻠﻲ و أﺳﻠﻢ عﻠى ﺧﺎتﻢ ﺍألﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ " ﻣﻦ ﻻ ﻳﺸﻜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺸﻜﺮ ﺍﷲ "
ﻻ ﻳﺴﻌﻨﻲ ﺑﻌﺪ شﻜﺮ ﺍﷲ ﻭﺣﻤﺪﻩ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃتﻘﺪم ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺳﺎعﺪﻧﻲ عﻠى ﺇتﻤﺎﻡ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺠﻬﺪﻩ ﺃﻭ ﺑﻮﻗﺘﻪ ﺃﻭ ﺑﺪعﺎﺋﻪ .ﻭﺍﺧﺺ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ﺍﻟأﺳﺘﺎذة
* ﻧﺎﺟﻲ عﺎﺋﺪة * ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﺔ عﻠى اﻟﺒﺤث ﻭﺍﻟتﻲ ﻣﻨﺤتﻨﻲ ﺍﻟﺮعﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺨﻠﺺ ﻣﻨﺬ
ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍألﻭﻟى ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫذا اﻟﺒﺤث ﻓﺄﺳﺄﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﺠﺰﻳﻫﺎ عﻨﻲ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﻗﺪﻣتﻪ ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺣﺴﻨﺎتﻫﺎ .
ووﻓ ﺎء و اﻣﺘﻨﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟفضﻞ واعﺘﺮاﻓ ﺎ ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻞ أتﻘﺪم ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ اﻟﺠﺰﻳﻞ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ أثﺮﻧﺎ ﺑﻌﻠﻤﻪ و ﻓﻜﺮﻩ ...إﻟى
ﻛﻞ ﻣﻦ وﻗف إﻟى ﺟﻮاري ﻣﻌﻠﻤﺎ ...ﻧﺎصﺤﺎ....ﻣﺮشﺪا .
ﻛﻤﺎ أتﻘﺪم ﺑﺨﺎﻟﺺ اﻟﺸﻜﺮ إﻟى اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻤﺸﺮﻓﺔ عﻠى ﻘﺒﻮﻟﻬﺎ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ
وأﺧﻴﺮا أﺧﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ صﺪﻳﻘ ﺎتﻲ و اشﻜﺮﻫﻦ عﻠى دعﻤﻬﻦ اﻟﻤﻌﻨﻮي و ﺣﺴﻦ اﻟﺼﺪاﻗﺔ
إن نشوء الطفل داخل أسرة منسجمة ترعاه و تحميو يجعل تكوينو النفسي سميم ،ألن نموه
االنفعالي والعاطفي و االجتماعي يتأثر و يتشكل بأنماط التفاعل بين الوالدين المذان يعتبران مصد ار
لمحب و العطف والرعاية واالىتمام ،إال أن اختالل ىذه العالقة تؤدي إلى ظيور مشكالت نفسية منيا ما
يعرف بالحرمان العاطفي الذي يولد أثار واضطرابات تعكس درجتو .
فقد يمجأ الطفل إلى منحى يجعمو يتقوقع في دائرة الجريمة و التي تعرف بجنوح األحداث الذي أصبح
ظاىرة تعاني منيا كل المجتمعات منيا المجتمع الجزائري الذي حظي بتفاقم ىذه الظاىرة في األوينة
األخيرة والتي تنبؤ بتكاثف الجيود بدءا من األسرة إلى المدرسة إلى جماعة الرفاق والييئات المختصة
لحماية ووقاية األحداث من ىذا الشبح المظمم ،الذي أصبح الحدث يمجأ إلى ارتكاب سموكات جانحة
كمخرج أو كتعويض لما يعانيو ،وبما أن ىناك نقص في الدراسات التي تناولت الحرمان العاطفي عند
جنوح األحداث عمى حد عمم الباحثة ،قامت بدراسة أثر الحرمان العاطفي في ظيور جنوح األحداث.
وبناءا عميو تم االعتماد عمى جانبين وىما جانب نظري وجانب تطبيقي ،فالجانب التمييدي إشتمل عمى
تقديم موضوع البحث من إشكالية وفرضيات وأىداف وأىمية البحث والدراسات السابقة التي تناولت جزء
من بحثنا والتعقيب عمييا.
فالفصل األول وىو فصل خاص بالحرمان العاطفي الذي يندرج تحت العناصر التالية :تعريف الحرمان
العاطفي ،أسبابو،أنواعو ،مظاىره ،أثاره ،مراحمو ،النظريات المفسرة لو وأنواع الإلضطرابات الناتجة منو.
أما الفصل الثاني الخاص بجنوح األحداث والذي يندرج تحت العناصر التالية :تعريف جنوح
األحداث ،الفرق بين الجنوح و االنحراف ـأنواع جنوح األحداث ،تصنيفات الشخصية الجانحة ،أسباب
والعوامل المؤثرة في ظيوره جنوح ،مظاىره ،والنظريات المفسرة لو،وكيفية الوقاية والتكفل باألحداث
الجانحين .وفي نياية الفصمين تم الربط بينيما من خالل إبراز العالقة بين الحدث الجانح والحرمان
العاطفي .
تضمن كذلك فصمين ،الفصل الثالث وىو فصل منيجي ويضم التذكير أما الجانب التطبيقي:
بالفرضيات ،الدراسة االستطالعية ،المنيج المستخدم في البحث ،األدوات المستخدمة في البحث وحاالت
البحث .أما الفصل الرابع تم عرض ومناقشة نتائج الدراسة من خالل :تقديم عام لمحاالت،عرض
كما أختمت الدراسة بتوصيات ،المراجع، وتحميل نتائج البحث ،مناقشة وتفسير نتائج الدراسة،
المالحق.ممخص بالمغة العربية وبالمغة الفرنسية .
2
-1اإلشكالية
-2فرضيات الدراسة
-3أسباب الدراسة
-4أهداف الدراسة
-5أهمية الدراسة
-7الدراسات السابقة
-1اإلشكــــــــــــاليــــــة
تعد ظاىرة جنوح األحداث مف أىـ المشكالت االجتماعية في أي مجتمع ،وىي موضوع
الباحثيف في مختمؼ التخصصات االجتماعية والنفسية والقانونية..الخ .وجرائـ األحداث ال تمثؿ مجرد
إعتداء ىؤالء الصغار عمى أمف المجتمع أو خروجيـ عف القوانيف االجتماعية فحسب بقدر ما تمثؿ فشؿ
المجتمع واألسرة خاصة في تقديـ الرعاية الالزمة والكافية ليـ.ألف األسرة تعد ىي رحـ المجتمع ،الذي
يجد فيو األبناء المناخ الفطري المالئـ الذي يترعرعوف فيو في جميع مراحؿ طفولتيـ وصوال إلى البموغ،
فال بد وأف يتـ ىذا في ضؿ تنشئة متوازية خالية مف االضطرابات النفسية ومف الحرماف العاطفي خاصة.
إذ دلت أبحاث كؿ مف سبيتز( )spitzوبولبي ( )bowlbyعمى أىمية العالقة بيف الطفؿ وأمو ألنيا أوؿ
عالقة يميزىا الطفؿ عف ذاتو ،وبالتالي تشكؿ أوؿ عالقة مع الطفؿ وىي التي تتحكـ في عالقاتو
المستقبمية لما ليا مف أثار عمى المستوى اإلنفعالي خاصة ،فميذا يتعمـ الطفؿ معظـ ضوابط وقيود
ومحرمات المجتمع عمى سموكو فيكوف مف خالليا األبعاد األساسية لبناء شخصيتو.
فقد وجد الكثير مف الباحثيف أف الحرماف العاطفي يؤدي إلى ازدياد معدؿ المشكالت السموكية وانخفاض
مستوى حؿ المشكالت عند األطفاؿ وأف األحداث المحروميف مف العاطفة األسرية يشعروف بعدـ األمف
واألماف والخوؼ والتوتر ويتوقع أنيـ أقؿ تكيفا مف نظرائيـ الذيف لـ يعانوف مف حرماف عاطفي وال أمف
أسري(إسماعيل،2009 ،ص.)2.
إف الحرماف العاطفي مف األسرة وخاصة الوالديف يجعؿ الطفؿ يشعر بعدـ األماف وعدـ الكفاية وعدـ
الثقة ،ما يجعمو يبالغ في تقدير المواقؼ التي يمر بيا عمى أنيا تمثؿ ضغوط فيشعر بعدـ القدرة عمى
مواجيتيا ،مما يجعمو أيضا أكثر قمقا فيبدأ في توقع الخطر والشر سواء لنفسو أو ألسرتو ،ويمتد ىذا القمؽ
وتوقع الشر في الحاضر والمستقبؿ(الشريف،2002 ،ص.)3.
مف المعروؼ أيضا أف الحرماف العاطفي مف األسرة نتيجة ظرؼ ما قد يترتب عميو وجود مشكالت
نفسية،سموكية ،اجتماعية تعصؼ بصحتيـ النفسية.فغالبا ما يعانوف مف اضطرابات نفسية وعصبية نتيجة
اإلحساس بالقمؽ وعدـ األماف وفقداف الثقة بسبب الخبرات السابقة وسوء المعاممة كما يفتقدوف إلى األماف
والتقدير واالنتماء االجتماعي مما يدفعيـ لمجوء لمعدواف لمتغمب عمى بيئتيـ وارغاميا عمى تحقيؽ مطالبيـ
(الفقيهي،2006،ص )2.فقد أكدت نتائج دراسة سابقة أف الطفؿ المحروـ مف الرعاية األسرية يفتقد الشعور
بالحب الذي حرـ منو وأف الصورة التي قاـ برسميا تممئيا مشاعر الحزف واالكتئاب والشعور بالعدواف
وتقدير الذات(إسماعيل،2009،ص )3.والحرماف العاطفي ينتج عف نقص الرعاية والحب واالىتماـ والذي
يظير في أشكاؿ مختمفة كسوء المعاممة الوالدية المختمفة المظاىر أو نتيجة لفقداف أحد الوالديف أو
كالىما .بينما تمتد آثاره السيئة إلى مراحؿ متقدمة مف عمر الفرد حيث ي ػ ػػؤكػ ػ ػ ػػد )( spitazسبيتز
4
الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي
أف الحرماف العاطفي يقوـ عمى أساس العالقة بالموضوع المبيدي حيث غيابو يحرـ الطفؿ مف تفريغ
نزوات العدواف في ىذا الموضوع وىذا ما يؤدي بو إلى اإلضطرابات (ميموني ،2003،ص )178ومف ىنا
يمكف القوؿ أنو قد تظير عمى الطفؿ الذي يعاني حرماف عاطفي مجموعة مف االضطرابات السموكية
كالجنوح كتعبير عف الحرماف الذي يعاني منو.
إال أف ظاىرة جنوح األحداث تعتبر قضية اجتماعية ىامة ففي الجزائر أثبتت إحصائيا 2102حسب
مصالح الدرؾ الوطني بالتبميغ عف 01مميوف طفؿ ميدد بفزاعة اإلجراـ حيث عاينت 2772حالة مف
األحداث الجانحيف منيـ 2777ذكور و 010إناث.تتراوح أعمارىـ بيف 01و 02سنة أي ما يعادؿ نسبة
(. ( )www.djazairess.com.2012 .)%22وﺍلﺫﻱ تتميﺯ ﺃسﺭه حسﺏ "مصﻁفى بوتفنوشات"
بالبﺭًﺩ ﺍلعاﻁفي ﺍلمحسًﺱ ًﺇﻥ كاﻥ ﺫلﻙ ال ينفي ﺃنيا ﺃسﺭ تعبﺭ عﻥ عًﺍﻁفيا تجاه ﺃًالﺩىا بﻁﺭيقة
خاصة (بوتفنوشات،19980،ص ،)115فبالفعؿ أخذت الظاىرة بعدا دوليا فقد بينت دراسة لػ"مصطفى
حجازي" مف خالؿ الممارسة العممية لو أف معظـ األحداث الجانحيف يعانوف مف أحد أشكاؿ الحرماف
الدائـ أو المحدد لفترة زمنية مف تاريخيـ وأنو الزاؿ قوة فاعمة في االآلـ المعنوية التي تساىـ في دفعيـ
إلى االنحراؼ والجنوح"( حجازي،1990،ص.)172.
مما تقدـ نتفؽ عمى أف الحدث الذي يعاني مف حرماف عاطفي يخمؽ لديو شعور بعدـ االكتراث
والتقدير ألحد مما قد يؤدي بو إلى العديد مف مظاىر الجنوح نتيجة شعوره بالضياع االجتماعي والنفسي
الذي يترتب عف اصطدامو بالبنية االجتماعية في محاولة إلثبات وجوده ولالنتقاـ مف الذات أحيانا ومف
المجتمع عندما ال يجد مف يقؼ بجانبو ماديا ومعنويا.وعمى ضوء ىذا االستنتاج تطرح إشكالية الدراسة
التساؤالت التالية:
5
الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي
الفرضيات الجزئية:
-يؤدي الحرماف العاطفي عند األحداث إلى العدوانية الموجية نحو الذات.
-تفشي ظاىرة جنوح األحداث خاصة في اآلونة األخيرة بنسب مرتفعة .
-اقتصار أغمبية البحوث في مجاؿ جنوح األحداث عمى الجانب االجتماعي واالقتصادي فقط.
-ندرة المواضيع العربية المتعمقة بالحرماف العاطفي و ربطيا بالجنوح في حدود عمـ الباحثة.
-محاولة الكشؼ عف أنواع الجنوح الذي يرتكبيا الحدث الذي يعاني مف الحرماف العاطفي .
-يعالج ىذا الموضوع فئة اجتماعية حساسة تحتاج إلى رعاية واىتماـ خاص.
-محاولة التعرؼ عمى أنواع الجنوح المرتكبة مف طرؼ األحداث الناتجة عف الحرماف العاطفي .
6
الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي
*الحرمان العاطفي :يعرؼ حسب سمير فيكتورنوؼ بأنو حرماف الفرد مف الحاجات األساسية النفسية تمؾ
الحاجات التي اليمكف أف تقتصر عمى الحاجات الضرورية لمحياة و لكنيا تشمؿ حاجات النمو العاطفي .
-أما تعريفو الحرماف العاطفي إجرائيا فيو النقص في الرعاية و االىتماـ و لجوء أحد الوالديف أو كمييما
إلى معاممة األبناء بأسموب الرفض والنبذ الذي يقوـ عمى نقص الحاجات النفسية كالحب والعطؼ .
* جنوح األحداث :يعرؼ حسب أسعد رزؽ :أنو اصطالح يستخدـ في العادة لمداللة عمى اليفوات
القانونية التي يرتكبيا األحداث الذيف ليـ دوف السادسة عش ار أو الثامنة عشر مف العمر ،وتجري محاكمة
ىؤالء األحداث الجانحيف في محاكـ خاصة مثؿ ما يصار إلى وضعيـ في إصالحات لتقويـ اعوجاجيـ
وارشادىـ نحو جادة الصواب ".
-أما تعريؼ جنوح األحداث إجرائيا يتمثؿ في األحداث الجانحيف الذيف يمثموف حاالتي الدراسة والذيف
يقيموف بالمركز إعادة التربية بقالمة بسبب ارتكابيـ لجنح مختمفة كالتعدي عمى األصوؿ و الجرح العمدي
بالسالح األبيض .
-7الدراسات السابقة
7
الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي
النتائج:
-أسفرت عمى أف الطفؿ المحروـ مف الرعاية األسرية يفتقد الشعور بالحب ،الذي حرـ منو ،وأف الصورة
التي قاـ برسميا تممئو مشاعر الحزف واإلكتئاب وشعور بالعدواف وانخفاض تقدير الذات.
الهدف:
-التعرؼ عمى اآلثار الناتجة عف الحرماف مف الوالديف عمى شخصية الطفؿ.
-العينة :تتكوف مف مجموعتيف المجموعة األولى تجريبية والمجموعة الثانية ضابطة تضـ كؿ واحدة
منيما ( )51مفردة محددة بأوصاؼ خاصة ( الجنس والمستوى الدراسي ،السف) ،أما مجموعة
التجريب فيضاؼ إلييا المتغير المستقؿ والحرماف مف الوالديف .
األدوات:
-إختبار المصفوفات المتتابعة المقنف ( لرافف).
-إختبار مغامرات الخروؼ ذي الرجؿ السوداء لمويس كورماف ( القدـ السوداء).
-إختبار رسـ األسرة لمويس كورماف.
النتائج:
-توصؿ إلى أف صورة الذات لدى أفراد المجموعة المحرومة مف الوالديف غارقة في مشاعر البؤس
واإلنزواء واإلنعزاؿ وغياب األماف ،وتنطبؽ عمييا مشاعر الذنب والقمؽ والدونية وانخفاض تقدير
الذات.
-1دراسة )1992( Abdalla
العنوان :العدوانية كأحد عوامؿ غياب األب
الهدف :التعرؼ عمى مدى العدائية الموجودة عند المراىقيف األيتاـ وأمثاليـ الموجوديف عند آبائيـ.
العينة :تكونت عينة الدراسة 051مراىقا ( )71مراىقا ،موجودا األب و 01مراىقا آبائيـ غائبوف.
األدوات :إختبار العدوانية لموصوؿ لنتائج الدراسة.
النتائج :وجود عالقة إرتباطية دالة بيف كـ العداء عند المراىقيف ،متغيب األب والمراىقيف حاضري
األب لصالح المراىقيف غائبي األب.
-وجود عالقة إرتباط دالة في حجـ العداء في حالة غياب األب بسبب ىذا الغياب ( الطالؽ ،وفاة،
عمؿ خارج المنزؿ)
-وجود عالقة دالة في حجـ العداء وجنس المراىؽ ( ذكر أو أنثى) لصالح اإلناث.
8
الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي
-وجود عالقة إرتباطية في حجـ العداء بيف المراىقيف ذي الوضع اإلقتصادي الجيد والمراىؽ ذي
اإلقتصاد السيء لصالح الثاني.
وأشارت الدراسة إلى أف الحرماف األبوي واإلقتصادي يؤدي إلى زيادة العدوانية عند المراىقيف.
العنوان :أنماط الرعاية األسرية ألطفاؿ المرحمة اإلبتدائية بعد الطالؽ وعالقتيا بتوافقيـ النفسي
واإلجتماعي وتصور لدور الخدمة اإلجتماعية في ىذا المجاؿ.
اليدؼ :ىدفت ىذه الدراسة إلى التعرؼ عمى أنماط الرعاية األسرية ألطفاؿ المرحمة اإلبتدائية بعد
الطالؽ وعالقتيا بتوافقيـ الفسي واإلجتماعي ،وتصور لدور الخدمة اإلجتماعية في ىذا المجاؿ.
العينة:
-المجموعة األولى عددىـ 251طفال وطفمة ،ينتموف إلى أنماط الرعاية األسرية المختمفة بعد الطالؽ
-المجموعة الثانية تتكوف مف 251طفال وطفمة ينتموف إلى تحت رعاية والدييما بشكؿ طبيعي.
األدوات:
-مقياس الشخصية ( إعداد ىناعطية .)0075
-إستمارة المستوى اإلقتصادي اإلجتماعي ( إعداد عبد العزيز .)0022-
-إستمارة التعرؼ عمى أنماط الرعاية األسرية التي يعيش فييا األطفاؿ ( إعداد الباحثة).
النتائج
-وجود فروؽ ذات داللة إحصائية بيف األطفاؿ الذيف ينتموف إلى أسر طبيعية في التوافؽ الشخصي
والتوافؽ العاـ لصالح األطفاؿ الذيف يرعاىـ كال الوالديف .
-أنو ال توجد فروؽ ذات داللة إحصائية بيف الجنييف في متغيرات الدراسة (.إسماعيل،2009 ،ص.)77
9
الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي
النتائج:
-دلت أف % 22مف األبناء الجانحيف تمقوا معاممة قاسية مف قبؿ والدييـ ،بينما ىذا الشعور ال يزيد
عف %02عند غير الجانحيف.
-أف %21مف مجموعة غير الجانحيف يشعروف بحب والدييـ ليـ ،بينما ىذه النسبة ال تزيد عف %01
عند األطفاؿ غير الجانحيف.
-توجد فروؽ دالة إحصائية بيف الجانحيف وغير الجانحيف في سمات الشخصية وخاصة فيما يتعمؽ
بالشعور بالنقص ،أحالـ اليقظة ،التكيؼ اإلجتماعي فضال عف وجود فروؽ دالة إحصائيا بيف
الجانحيف وغير الجانحيف في ظروفيـ وطفولتو ،فقد عانى الجانحوف مف الحرماف والنبذ واإلىماؿ في
طفولتيـ أكثر مف غير الجانحيف .
10
الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي
العنوان :مشكمة إنحراؼ األحداث في الجزائر عوامميا ونتائجيا بمدينتي عنابة وقسنطينة.
الهدف:
-ىو معرفة العالقة الممكنة بيف السبب والنتيجة ،بمالحظة تتابع بعض األحداث والبحث في البيانات
عف العوامؿ السببية الممكنة .
العينة:
-بمغت عددىا 011حدث منحرفا و 011حدثا عاديا بطريقة عشوائية مف مركز إعادة التربية بعنابة
وقسنطينة.
األدوات:
-اإلعتماد عمى إستمارة البحث ضمت 71سؤاال مفتوحا ومغمقا موجية إلى األحداث المنحرفيف.
-إستمارة ثانية إحتوت عمى 51سؤاال رئػيسيا موجية لألحداث العادييف .
النتائج
-أف نسبة اإلنحراؼ ترتفع عند األحداث الذيف تتراوح أعمارىـ ما بيف ( 02 -05سنة).
-أف ثمثي المجموعة المنحرفة أسرىا تعيش في بيوت قصديرية ،أو مف الطوب.
-أف نسبة األمية مرتفعة لدى آباء وأميات المنحرفيف
-توصؿ الباحث أف ميف آباء وأميات األحداث عموما ميف بسيطة تتوزع بيف األعماؿ الزراعية
والصناعية العادية.
-توصؿ إلى أف عامؿ اليجرة والمستوى االقتصادي الضعيؼ لدى اآلباء كال المجموعتيف مف أىـ
العوامؿ المؤثرة في جنوحيـ.
11
الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي
)m = x2np(1-p
)D2(n-1)+ x2p(1-p
الهدف:
-تيدؼ إلى التعرؼ عمى أنواع اإلنحرافات السائدة بيف األحداث الموجوديف في دور المالحظة
اإلجتماعية ،ودور التوجيو االجتماعي بمناطؽ ومدف المممكة العربية السعودية.
-التعرؼ عمى أنواع االنحرافات بيف األحداث الذيف كانوا يقيموف مع والدىـ أو أسرة والدىـ بعد
الطالؽ.
-أنواع اإلنحرافات بيف األحداث الذيف كانوا يقيموف مع أمياتيـ أو أسرة أمياتيـ بعد طالؽ الوالديف.
-التعرؼ عمى تفسير إختالؼ اإلنحرافات بيف األحداث مطمقي الوالديف ،وغير مطمقي الوالديف
الموجوديف في دور المالحظة اإلجتماعية ودور التوجيو اإلجتماعي بمناطؽ ومدف المممكة العربية
السعودية.
األدوات:
إستخداـ الباحث المنيج الوصفي و إستخداـ اإلستبياف كأة لجمع البيانات .
النتائج:
-0تبيف النتائج أف السرقة ثـ االنحرافات األخالقية ثـ المضاربة ثـ تعاطي المخدرات ىي أكثر أنواع
االنحراؼ لدى المبحوثيف سواء مطمقي الوالديف أو غير مطمقي الوالديف.
-2كشفت الدراسة عف دور جماعة األقراف في دخولو المبحوثيف لمدار ،بينت أيضا أف غالبية أبناء
المبحوثيف المطمقيف أو غير المطمقيف متقاعديف بينما غالبية أمياتيـ ربات بيوت ال يعمموف.
12
الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي
بعد استعراض بعض الدراسات التي تناولت موضوع الجنوح في بيئات مختمفة مف العالـ العربي
مف أجؿ الكشؼ عف العامؿ المؤدي أو الذي تعاني منو فئة األحداث ،حيث توصمت ىذه الدراسات إلى
وجود عدة عوامؿ منيا بالدرجة األولى العامؿ األسري ( اإلجتماعي) ثـ النفسي ثـ اإلقتصادي الذي يدفع
بالحدث إلى الجنوح.
-إف العامؿ اإلجتماعي الذي يقوـ عمى التفكؾ األسري وغياب أحد الوالديف ،سواء بالوفاة أو بالطالؽ
يؤدي بالحدث إلى عدـ الشعور باإلستقرار العاطفي الذي يؤدي إلى عدـ تكيفو مع مجتمعو ولجوئو،
لتعويض ذلؾ بممارسة سموكات إجرامية.
-كما أف العامؿ اإلقتصادي كالعدـ قدرة الوالديف عمى توفير الحاجيات المادية لمحدث ،تجعمو يقع في
دائرة الخالفات األسرية مما يضطر بالحدث إلى المجوء إلى الشارع وبالتالي مخالطة رفقاء السوء
وتورطو في سموكات جانحة.
-كما برزت ىذه الدراسات أف الحدث الجانح لو سمات ،وخصائص يتميز بيا عف األحداث غير
الجانحيف كشعورىـ بالعجز ونقص الحب والعطاء واالكتئاب والعدواف و انخفاض تقديرات الذات
وكذلؾ حتى نوعية اإلنحرافات التي يقوموف بيا.
-إال أف األدوات المستخدمة مف طرؼ الباحثيف فقد إختمفت حسب ىدؼ كؿ باحث إال أف ىناؾ إتفاؽ
مع دراستنا مف حيث إستخداـ األدوات اإلسقاطية كإختبار القدـ السوداء واختبار تفيـ الموضوع
لألطفاؿ ( )C.A.Tفي بعض الدراسات .
-كما ال يوجد ىناؾ إتفاؽ مع دراستنا مف حيث المتغيرات بصفة كاممة .
13
الحـــــــرمان العـــــــاطفي الفصــــــــــــل األول
تمــــهيــــد:
تعتبر السنوات األولى مف عمر الطفؿ ليا أىمية كبيرة في حياتو ,حيث يحتاج فييا إلى إشباع
حاجات مختمفة ولعؿ أىميا ىي الحاجات النفسية كالحاجة إلى الحب والعطؼ التي يكوف ليا تأثير كبي
عمى حياة الطفؿ مستقببل فتتأثر شخصيتو كثي ار بما يصيب ىذه الحاجات مف إىماؿ و نقص الرعاية و
نبذ ورفض وحرماف وخاصة إذا كاف يتعمؽ بالوالديف.
وفي ىذا الفصؿ سنحاوؿ التطرؽ إلى أىـ الجوانب المتعمقة بالحرماف العاطفي لدى الطفؿ بداية مف
مفيومو و أنواعو وأسبابو ،النظريات المفسرة لمحرماف و آثاره والوقاية منو.
لتحديد المفيوـ نشير في ىذا السياؽ إلى إعطاء تعريؼ لممفاىيـ الدراسة وىي:
-1-1تعريف الحرمان:
الحرماف= المنع ،فقداف أو خسراف حؽ أو حاسة بذيئة ( ابن منظور ،1991 ،ص.)125
-إصطالحا :يعرفو فرانسواف دوراف( :)Frounswn Douranأنو غياب أو نقص لؤلغذية ،لئلعدادات
البيولوجية أو النفسية الضرورية لمنمو المتناغـ المسجـ لمفرد اإلنساني أو الحيواني.
ىو إحدى مسببات الضغط النفسي ،والذي يعني شعور الفرد بغياب شيء ما يحتاج إليو.
(الميالدي،2006،ص .)129
-2-1تعريف العاطفة:
العاطفة :نظاـ يتألؼ مف ميوؿ وجدانية مركزة حوؿ شيء ما ،أو شخص أو جماعة أو فكرة مجردة،
تكيؼ الشخص التخاذ اتجاه معيف في شعوره وتأمبلتو وسموكو الخارجي.
16
الحـــــــرمان العـــــــاطفي الفصــــــــــــل األول
-إنيا استعداد وجداني مكتسب ،وبيذا تتميز عف الميوؿ الفطرية رغـ أنيا نبتت منيا،فيي تتأثر
بالعوامؿ االجتماعية وتنمو وتقوى تحت تأثير التفكير والتأمؿ والتجارب االنفعالية المختمفة( .المميجي،
،1985ص .)154
لقد أختمؼ العديد مف العمماء والباحثيف في عمـ النفس في إعطاء أو تحديد مفيوـ لمحرماف العاطفي،
ومف بيف تمؾ التعاريؼ نذكر:
حسب بولبي» : » Bolbyيرى أف الحرماف العاطفي ىو عدـ وجود شخص آخر مخصص لرعاية
الطفؿ بصفة مستمرة ،وبطريقة شخصية بحيث يشعر الطفؿ معو باألمف ،والطمأنينة والثقة وغالبا ما
تكوف األـ (.خياط،2013،ص.)17
بيف ىذا التعريؼ دور األـ أو بديمتيا في الرعاية واالىتماـ بالطفؿ بصفة دائمة ،كما ألغى دور األب في
حدوث أو ظيور الحرماف العاطفي.
حسب كولي" "coolyيؤكد أف الحرماف ال يعني تعرض الشخص لمعزؿ في وطفولتو ،ولكنو ال يتمقى
قد ار كافيا مف العاطفة ،ولـ تتطور عنده أية عبلقة عاطفية واجتماعية ذات طبقة أولية مف أفراد
اآلخريف...الخ.
حسب سمير فيكتور نوؼ " "S.NOF VICTORيعرفو عمى أنو حرماف الفرد مف حاجاتو األساسية
النفسية ،تمؾ الحاجات التي ال يمكف أف تقتصر عمى الحاجات الضرورية لمحياة ولكنيا تشمؿ حاجات
النمو العاطفي".
حسب أجرويا فير" "De Aguriaguerraبأنو النقص في الحب والعطؼ والحناف والعناية مف طرؼ
ر لغيابيا أو موتيا أو اإلنفصاؿ عنيا بسبب الطبلؽ أو الرفض (الحنفي ،1994،ص) 208
األـ نظ ا
بينت ىذه التعاريؼ أف الحرماف العاطفي ىو نقص في الرعاية واإلىتماـ خاصة الحاجات النفسية
كالحب والعطؼ مف طرؼ أحد الوالديف أو بديميما ألسباب عدة حسب كؿ شخص.
17
الحـــــــرمان العـــــــاطفي الفصــــــــــــل األول
إف تعدد درجات الحرماف العاطفي وتداخميما يؤدي إلى عدـ معرفة الحاجات األساسية ،التي
تتطمبيا الطفولة وخاصة ىذه األخيرة في مرحمة نمو مستمر ،وبالتالي الحرماف لو أنواع ومستويات محددة
ولكؿ نوع لو تأثير خاص بو ،كمما ىذا التأثير مبكر عمى الطفؿ كاف أصعب ،ومف ىنا سوؼ نعرض
تقييـ الحرماف العاطفي إلى الفئات التالية:
أ -حرمان العاطفي الجزئي :يحدث نتيجة الحياة مع األـ أو بديمة عف األـ كإحدى القريبات ،ويكوف
اتجاىيا نحو الطفؿ غير ودي مثؿ :فالطفؿ الذي تتركو أمو يصرخ ساعات لقضاء عمؿ ليا في المنزؿ،
أو الطفؿ الذي تيممو أمو تماما ،إما لجعميا أو لعدواف ال شعوري عندىا نحو الطفؿ نتيجة خبرات في
طفولتيا ( عزيز وأخرون،1999،ص.)73
كما يقصد بو أيضا حسب " بولبي" ( :)partial deprivationأنو الطفؿ الذي نشأ بيف والديو ومر
بالتجربة العبلئقية األولية مع األـ و األب خبلؿ سنوات الطفولة األولى بغض النظر عف قيمة ىذه
العبلقة و إجابتيا ومساىمتيا في بناء أسس سميمة لشخصيتو ،كما يتمو ذلؾ انييار كمي أو جزئي في
فترة الكموف ،وقد يتأخر ذلؾ أو يتقدـ وىو يترؾ آثا ار واضحة عمى توازف وتكيؼ الشخصية
مستقببل(حجازي،1990 ،ص.)174
أف يكوف الطفؿ محروما عف أمو حرمانا جزئيا ،كأف يعيش معيا ولكنيا لـ تستطيع أف تمنحو الحب
الذي يحتاج إليو ىذا النوع مف الحرماف ،كما أنو يحدث ىذا النوع في الحاالت اآلتية:
-عدـ وجود الجو األسري مناسب ،ويحدث ذلؾ بسبب التقمب االنفعالي لموالديف وعجزىما عف إقامة
عبلقات أسرية صحيحة.
-ووجود الجو األسري مع عجز الوالديف لسبب ما عف أداء وظيفتيـ إلحتضاف وايواء األطفاؿ بشكؿ
مستمر.
ب -الحرمان العاطفي الكمي :يحدث نتيجة لفقداف األـ أو بديمتيا الدائمة بالموت أو الطبلؽ ،دوف أف
يكوف لمطفؿ أقارب مألوفوف لديو يقوموف برعايتو ،كما قد يكوف نتيجة إبعاد الطفؿ عف أمو نظ ار لسوء
التوافؽ بيف والديو أو لمرض أمو( .عزيز وأخرون ،1999 ،ص.)73
-كما يقصد بو "بولبي" ( :)Complete Deprivationانو الحرماف العاطفي األساسي أو الكمي ،أنو
فقداف الطفؿ ألية عبلقة باألـ أو مف يحؿ محميا ،وذلؾ منذ الشيور األولى لمحياة.
18
الحـــــــرمان العـــــــاطفي الفصــــــــــــل األول
يختمؼ النبذ العاطفي عف الحرماف العاطفي في عدة نواحي ،إال أنو ال يتشابو معو في نقاط كثيرة:
إف النبذ العاطفي يقصد بو أف الحدث يظؿ مقيما مع أىمو لفترات طويمة أو قصيرة ،و يحتفظ بروابط حتى
ولو كانت مأزقية ،إال أنو ال يحدث انفصاؿ.
-قد تحدث صراعات عنيفة مع الحدث في مرحمة الكموف أو قبؿ المراىقة ،مما يؤدي إلى انييار
العبلقات ،إال أف الوالديف أو الذيف يبدوف اىتماـ يقوموف بإجراء إصبلحات مف خبلؿ االعتناء بو أو
االىتماـ لفترة قصيرة أو طويمة ،كما قد يقؼ ىؤالء موقؼ عدائيا صريحا أو ضمنيا مف خبلؿ اإلىماؿ،
إلغاء الحدث ،العيش في قمؽ االنتظار ،تمؾ الوعود كي يحصد في النياية خيبة األمؿ (حجازي،1990،ص
.)178
إف وجود الطفؿ وترعرعو في كنؼ والديو مسألة ىامة جدا لنمو الجسدي وتطويره النفسي ،إال أف ىناؾ
أسباب تؤدي بالطفؿ إلى الشعور بأنو ميمؿ أو ضائع نتيجة سموكات الوالديف أو حتى المحيط الذي
يعيش فيو ،وىنا سوؼ نتطرؽ إلى مجموعة مف األسباب اآلتية:
-النبذ والرفض وعدـ القدرة عمى التعامؿ مع الطفؿ كإنساف لو مطالب واحتياجات.
-عزؿ الطفؿ بمعنى منعو مف إقامة صداقات وعبلقات تحدد دعوى الحرص والخوؼ عميو مف رفاؽ
السوء مما يعطي الطفؿ إحساسا قاسيا بالعزلة وسط محيطو.
-تخويؼ الطفؿ بخمؽ جو مف الفزع والرعب والكممات الحادة التي تخمؽ لو شعوره بنقص في ذاتو.
-التجاىؿ أي عندما يحرـ األب واألـ ابنيما مف كؿ المثيرات والمنبيات ،إحساسا مؤلما باالضطياد
والعدوانية واالستجابات االجتماعية البلزمة مما يعطؿ نموه االجتماعي والعاطفي والذىني.
-إفساد الطفؿ عف طريؽ تقديمو ألوساط غير سوية ،يمكف أف تقوده بسيولة إلى عالـ الجريمة
والمخدرات واإلباحة الجنسية عف قصد أو عف غير عمد.
-وجود حالة اكتئاب نفسي لؤلـ لو بالغ األثر السيئ عمى حالة الطفؿ النفسية والعاطفية خاصة.
-قمة اىتماـ األـ بالطفؿ عندما يولد ليا طفؿ ثانيا ،أو وجود فرؽ في المعاممة بيف الولد والبنت أو بيف
طفؿ وآخر.
19
الحـــــــرمان العـــــــاطفي الفصــــــــــــل األول
-إرغاـ الطفؿ عمى اإلتياف بتصرفات أكبر مف سنة أو عمى شيء أكثر مف قدراتو العقمية.
-انشغاؿ األـ الدائـ بواجبات أخرى خارج البيت و إىماليا ألطفاليا (.الجبالي،2005،ص.)12
-1-4وفاة أحد األبوين أو كميهما :تؤكد كثير مف الدراسات التي أجريت حوؿ تأثير موت األـ أو
غيابيا المفاجئ عمى رعاية الطفؿ ،وذلؾ مف خبلؿ ترؾ بصمات أو ثغرات أو نقص في تكويف شخصيتو
وعبلقاتو المستقبمية .
-2-4عجز أو مرض أحد األبوين أو كميهما :يعتبر عجز الوالديف إما بإعاقة أو مرض مف األمور
التي يكوف ليا أثرىا في حرماف الطفؿ مف الرعاية الطبيعية بشكؿ جزئي أوكمي تبعا لنوع اإلعاقة أو
العجز أو المرض.
-3-4الطالق :ىو الحدث الذي ينيي العبلقة الزوجية بيف الرجؿ و المرأة ،وىو يمثؿ صدمة عاطفية
لؤلوالد ،وحرماف مف مشاعر الحب والحناف ،فالكثير مف األطفاؿ الذيف يعانوف مف الجنوح واالضطرابات
النفسية ىـ في الغالب قد تعرضوا لمحرماف مف الرعاية األسرية السوية ،وتفكؾ الكياف العائمي (.ميموني
وأخرون ،2010 ،ص.)61
-4-4ازدحام السكن :إف الزدحاـ السكف أثر كبير عمى الجانب الجسمي والنفسي لمطفؿ ،مما تؤدي
إلى اضطراب الشخصية وحرمانو مف ممارسة الوالديف كؿ اىتماميـ ورعايتيـ لو بصفة مستمرة ،مما ينتج
عنو النضج وتأخر االستقبلؿ واالستجابات الصحية المضادة لممجتمع.
-5 -4النقد الالذع والتفريق بين األبناء :إف لجوء الوالديف إلى عاممة قاسية مع الطفؿ أو التمييز
بيف الولد أو البنت ،يؤدي باألبناء إلى عدـ الشعور بالثقة والرعاية واالىتماـ ،كما يؤدي إلى حرماف
عاطفي مما يجعميـ يبحثوف عف طرؽ تعويضية لذلؾ الحب (.طرق اشباع الحاجات النفسية لمطفل،2004،
ص.)72
-6-4العالقات الزوجية الغير شرعية :والتي تعتبر أساس حرماف الطفؿ مف الرعاية الوالدية ،حيث
يكوف رفض جسمي نحو األطفاؿ غير الشرعييف ،وقد يتمثؿ في إلغاء الطفؿ في قارعة الطريؽ ،أو قد
يكوف بالتنازؿ عنو ألحدى المؤسسات االجتماعية فيذا الحرماف يؤدي إلى أضرار بالغة الخطورة في
تصدع شخصيتو واإلحاطة بأمنو النفسي(.محمود،1981 ،ص.)272
20
الحـــــــرمان العـــــــاطفي الفصــــــــــــل األول
-7-4الفقر :حيث وصؼ " ببلنت "Blantأثر الفقر عمى شخصية الطفؿ ،ومما منسجما مع
انفعاالت الطفؿ وسموكو االجتماعي وصبلبة شخصيتو في المستقبؿ ،حيث يرى أف العوز المادي
المستمر مف طرؼ الوالديف يؤدي إلى الشعور بعدـ األمف ،وكذلؾ ظيور عبلمات القمؽ والفزع عمى
األطفاؿ الذيف يروف أف النقص المادي ما ىو إال حرماف (.كركوش ،2011 ،ص .)37
إف تعدد األسباب التي تؤدي بالطفؿ إلى الحرماف والشذوذ واإلىماؿ ،ال تقتصر عمى البيئة فقط
بؿ تتعدى إلى طبيعتو ىو كشخص أيضا وبالتالي سوؼ يتـ التطرؽ إلى بعض العوامؿ التي تساىـ في
نتاج الحرماف وىي:
-العمر الزمني :يختمؼ تأثير العمر الزمني عمى التأخر اإلنمائي مف طفؿ آلخر حسب الرعاية المقدمة
لو ،سواء كاف ىذا الطفؿ داخؿ رعاية مؤسساتو أو داخؿ األسرة ،حيث أثبتت الدراسات أف الرضع مف 6
أشير إلى سنة ،والذيف يمتحقوف بالمستشفيات أو أية مؤسسات أخرى تقؿ فييا التنبييات كانوا أقؿ إصدا ار
لؤلصوات والمناغاة كما كانوا غير متجاوبيف اجتماعيا.
-نوعية العالقة السابقة بين األم والطفل :إف نوعية ىذه العبلقة يجب أف تتوفر عمى أف يكوف الطفؿ
قد أقاـ عبلقة تعمؽ باألـ قبؿ أف يعاني مف خبرات االنفصاؿ حيث يؤكد شافر( )Chaferأف منحة
االنفصاؿ أي ذلؾ االضطراب االنفعالي الحاد في أعقاب ىذه الخبرة ال تحدث قبؿ بموغ الطفؿ 6أشير
ألف في ىذه المرحمة تصبح رابطة التعمؽ ثابتة.
وعموما يبدوا أف المحنة االنفعالية ( :)Enotional Distressفي أعقاب خبرات االنفصاؿ المؤقتة
تقؿ إذا كانت عبلقة الطفؿ بأمو قبؿ حدوث ىذه الخبرة عبلقة طيبة ،كما يعتقد أيضا أف االضطراب
يقؿ حده إذا كاف الطفؿ يقوـ عمى رعايتو أكثر مف شخص.
كما أشار أيضا "بولبي" أف األطفاؿ التي تربطيـ عبلقات ود وحناف حتى الشير السادس أو التاسع
مف أعمارىـ وتعرضوا لبلنفصاؿ فجأة دوف وجود بديؿ مناسب أظيروا اكتئاب وحزنا وانفصاال عف
اآلخريف وبطئا في النشاط.
-خبرات االنفصال السابقة :إف األطفاؿ الذيف سبؽ ليـ وأف مروا بخبرات االنفصاؿ يصبحوف أكثر
حصانة ،بحيث تكوف خبرات االنفصاؿ البلحقة أقؿ صدمة ليـ بشكؿ خاص ،إال أنو مف جية أخرى
ىناؾ مف يؤيد الرأي القائؿ بزيادة الحساسية بالنسبة لمخبرة األولى لبلنفصاؿ ،وذلؾ أف األطفاؿ الذيف
لدييـ خبرة سابقة غير سعيدة كانت استجاباتيـ لخبرات االنفصاؿ البلحقة أكثر سوءا عف تمؾ الخاصة
21
الحـــــــرمان العـــــــاطفي الفصــــــــــــل األول
بأطفاؿ لـ يسبؽ ليـ أف مروا بخبرة ضاغطة مماثمة ،ومف ناحية أخرى فيبدوا أنو حيف يمثؿ االنفصاؿ
السابؽ خبرة طيبة فإف تكرار االنفصاؿ ال يصاحبو اآلثار السيئة واالستجابات االنفعالية الشديدة المرتبطة
بخبرات االنفصاؿ السيئة وىذا أكدتو دراسة ستاسي(.)stacey
-طول مدة االنفصال الحرمان :تزداد المحنة النفسية المترتبة عف االنفصاؿ بزيادة مدة استم ارره حتى
بالنسبة لبلستجابات المؤقتة قصيرة المدى ،حيث أكدت دراسة أقيمت عمى عشرة أطفاؿ تـ إيداعيـ بدار
اإلقامة الداخمية ،حيث وجد أف االضطرابات أكثر لدى األطفاؿ أربعة في نياية مدة انفصاليـ عف أمياتيـ
والتي تراوحت ما بيف سبعة أسابيع إلى 21أسبوعا بمقارنتيـ بالذيف انفصموا عف أمياتيـ لمدة أقؿ مف 3
أسابيع.
-االنفصال والبيئة الغير مألوفة لمطفل :تترتب عمى االنفصاؿ أثار لمدى طويؿ فقط حيف تصحب ىذه
الخبرة بتغيير في البيئة المعتادة ،ولدراسة ىذه المشكمة يجب تحديد بعض التساؤالت ،ما الذي يحدث حيف
يكوف الطفؿ في صحبة األـ في بيئة ال يألفيا؟
حيث يشير "بولبي" أف كيفية استجابة األطفاؿ أثناء عطبلت األسرة توحي بأف صغار األطفاؿ يبدوف
أقؿ انزعاج ممكف،حيف يكونوف بصحبة والدييـ عند وجودىـ في بيئة جديدة عمييـ ،ىذا رغـ أف قمة
قميمة قد يبدي انزعاجا شديدا.
وعميو نستخمص إلى أف األشخاص الذيف ال يألفيـ الطفؿ في البيئات الغريبة عميو ،تمثؿ مثيرات دافعة
لمخوؼ غير أف وجود األـ معو في مثؿ ىذه المواقؼ مف شانو أف يقمؿ مف اضطراب الصغير أو قد يزيمو
تماما.
-وجود أشخاص مع الطفل غير األم :إف وجود أشخاص مألوفيف مع الطفؿ يعمؿ عمى خفض
انفعاالتو ،حتى ولو كانت األـ غائبة ،وذلؾ نظ ار أف روابط التعمؽ تتكوف مع أشخاص قد ال يكوف ليـ
دور في شؤوف رعاية الطفؿ المعتادة.
-طبيعة الظروف أثناء االنفصال والحرمان :إف طبيعة الظروؼ أثناء االنفصاؿ أو وضع الطفؿ تحت
رعاية مؤسسة مف المؤسسات ،يمكف أف تحدث تباينا كبي ار في االستجابات االنفعالية لؤلطفاؿ ،ومف
الدراسات اليامة التي قامت بيا أنا فرويد -بولنجياـ ( )Ana Fread-Burlinghorفي دارىا " مستيد
لئليواء" تـ التأكد بشدة عمى ضرورة إتاحة رعاية أمومية بديمة عالية الكفاءة ،تتسـ باالستمرار والمحبة
والتفاعؿ االيجابي ،وقد وجدت الدراسات أيضا زيادة في معاممة نمو األطفاؿ بالمؤسسات نتيجة تخصيص
ساعة زيادة مف االىتماـ والعناية بالطفؿ مف قبؿ القائميف عمى رعايتو (.مايكل،1991،ص. )32
22
الحـــــــرمان العـــــــاطفي الفصــــــــــــل األول
–1النظريات النفسية:
-1-1جون بولبي :لقد إستميـ أعمالو مف العديد مف العمماء ،حيث برىف أف تعمؽ الصغير بصورة
األـ يشكؿ جزءا أساسيا مف أعماؽ الجنس البشري ،حيث في كتابو " التعمؽ والفقداف" يؤكد عمى عبلقة
األـ وحاجة التعمؽ باألـ بصرؼ النظر عف الرضاعة.
-حيث يرى "بولبي" أف الحاجات األساسية لممولود الجديد تتحد عمى مستوى الصبلت الجسدية ،وبالتالي
يحدد " دافع التعمؽ " مف خبلؿ 5أنواع مف التصرفات الغريزية خبلؿ السنتيف األوليتيف مف الحياة،وعمى
األـ اإلستجابة ليا وىي المص ،العناؽ ،الصراخ ،البسمة ،االتجاه نحو الذىاب إلى التمسؾ
(.ليونيل ،2001،ص. )92
-كما وجد " بولبي" 1952عبلقة حميمة ودافئة ،وعند غياب ىذا الشعور فإف الحرماف األمومي سوؼ
يولد الكثير مف األمراض النفسية عند الطفؿ التي قد تدفعو إلى االنحراؼ مثؿ :ىذه األمراض العدواف
نحو األـ أو طمبات تعجيزية أو تسطح في االرتباط العاطفي أو االنسحاب أو الببلدة الذىنية.
-عمما أف مدة الحرماف العاطفي إذا طالت زادت تمؾ األمراض ،لذا فإف العبلقة والعاطفة الدافئة بيف األـ
والطفؿ تعمؿ عمى إنماء الشعور اإلنساني المتصؼ بالشفافية والرقي واإلحساس الخالي مف العقد النسبية
واالضطرابات السموكية( .معن ،2008،ص.)269
-كما أكد "بولبي" عمى وجود عبلقة بيف الحرماف مف حناف األـ والسرقة ومدى تكرار التصرفات غير
المت كيفة في مؤسسات رعاية األطفاؿ المحروميف عاطفيا ،وىذا ناتج عف أشكاؿ الحرماف الدائـ أو المحدد
الذي تعرضوا لو في فترة زمنية مف أعمارىـ (.حجازي ،1990 ،ص)172
– 2-1أما كارين هورني ( :)K.Hormyيرى أف الطفؿ في عبلقتو مع والديو يمر بصراعات متعددة
أصميا دافعيف ،أوليـ شعور الطفؿ باالعتماد الكمي لو عمييما باعتبارىما مصدر الحماية والعطؼ،
واألماف وثانييما رغبة الطفؿ في التمرد عمييما والتحرر منيما ،نتيجة ما يصيبو منيما مف مقاومات و
إحباطات ،ومع ذلؾ فإف الطفؿ يخاؼ حؿ ىذا الصراع بالعدواف لخوفو مف فقداف حبيما وعطفيما ،فيكتب
ىذا العدواف ويستشعر بذلؾ القمؽ أي قمؽ االنفصاؿ عنيما ،مما يجعؿ منو شخصية مسالمة ميالة
لبلنصياع طواؿ حياتو اتجاه موضوع االرتباط ،ودائما خائفا مف الحرماف مف العطؼ والحب(مجمة الدراسات
والبحوث االجتماعية -2015-العدد-13ص.)78
23
الحـــــــرمان العـــــــاطفي الفصــــــــــــل األول
-3-1أما ميكر " "Meekerفقد فحص نظرية التعمؽ العاطفي ،وما إذا كانت ال تساعد عمى تشخيص
بعض األعراض التفاعمية المدرجة في الدليؿ بالعبلقات مع القائميف عمى تربية الشخصية ،وطبؽ مقاييس
خاصة بالعبلقة مع القائميف عمى تربية الطفؿ ،وقائمة األعراض المرضية اإلكمينيكية ،وأظيرت النتائج أف
مشكبلت التعمؽ العاطفي والخوؼ مف االنفصاؿ ،وسمة الغضب والمشكبلت التفاعمية ىي مف المؤثرات
الواضحة عمى تطور اضطرابات الشخصية ،باإلضافة إلى ما يسببو الحرماف العاطفي مف مشاكؿ
مستقبمية عمى الطفؿ الغير شرعي ،مف خبلؿ ما يتعرض لو مف إساءة جسدية ولفظية واىماؿ ومظاىر
الظمـ والقير...الخ ( .طحان،1998 ،ص.)158
يرى " رونر"أف نظرية القبوؿ والرفض الوالدي ىي نظرية في النشأة االجتماعية ،تحاوؿ تفسير وتقديـ
تصور لمعبلقات والعوامؿ المتداخمة التي تتصؿ بالقبوؿ أو الرفض الوالدي في شتى أنحاء العالـ ،فيي
تدور حوؿ ذلؾ الحب الذي يمنحو الوالديف ألطفاليـ ،أو قد يمسكونو عنيـ وبالتالي الدؼء الوالدي يمكف
تصور طرفو اإليجاب ي القبوؿ وطرفو السمبي الرفض ،حيث يؤكد "رونر" أف القبوؿ الوالدي يتمثؿ في
الدؼء والمحبة والحب الذي يمكف لآلباء أف يمنحونو ألطفاليـ ،وقد يعبر عنو إما بالقوؿ أو بالفعؿ في
أشكاؿ سموكات مثؿ :الثناء عمى الطفؿ وحسف الحديث معو ،والفخر ،والتواجد معو عند الحاجة ،كميا
أشكاؿ تجعؿ الطفؿ أنو مرغوب ومحبوب فيو مف والديو ،مما ينعكس عمى شخصيتو في إطار سويا بعيدا
عف االنحرافات.
أما الرفض الوالدي فيراه "رونر" بأنو غياب الدؼء والمحبة مف قبؿ الوالديف ،حيث تتخذ حسب "رونر"
3أشكاؿ منيا:
-العداء /العدواف .Hostility/Aggression
-البلمباالة /اإلىماؿ .Indifference/ Neglect
-الرفض غير المحدد .Undifferentiated Regection
وبالتالي فالرفض الوالدي يقوـ عمى الكراىية ،وعدـ الرغبة في الطفؿ ،األمر الذي يعوقو عف التكيؼ
ويعرقؿ نموه ،حيث ىذا الرفض يكوف ظاى ار يبدو في صور متعددة كإىماؿ الطفؿ واالفتراؽ عنو لفترة
طويمة ،وعدـ االكتراث بو أو القسوة في معاممتو ،ومف ناحية أخرى قد يكوف مقنعا يختفي تحت
أساليب غير صريحة ترمي إلى إىمالو والسخرية منو(.فايد،د.ت،ص)72
كما أشار أيضا كورسيني ( )Corsiniإلى أف الرفض الوالدي ىو إنكار ثابت لبلستحساف والعاطفة
لمطفؿ واإلىتماـ مف أحد الوالديف أو كبلىما ،وفي بعض األحياف يختفي تحت غطاء مف التدليؿ
24
الحـــــــرمان العـــــــاطفي الفصــــــــــــل األول
والحماية الزائدة ،وتتمخص عواقبو في إنخفاض تقدير الذات والثقة بالنفس وضعؼ صورة الذات ،وعدـ
)Corsini ,1991 ,p 881 (. القدرة عمى تشكيؿ التعمؽ باآلخريف ونشأة االختبلؿ اإلنفعالي والنفس
إف أنصار المدرسة السموكية فسروا التعمؽ باستخداـ مفيوـ خفض الدافع الذي إقترحو"ىؿ" ( )Helفاألـ
تقوـ بإشباع جوع الطفؿ (دافع أولي) ،بعد ذلؾ يصبح وجود األـ (دافعا ثانويا) ،متعمما ألف وجود األـ
يقترف بشعور الطفؿ بالراحة والشبع ،ونتيجة لذلؾ يتعمـ الطفؿ تفضيؿ كؿ أشكاؿ المثيرات التي تترافؽ مع
اإلطعاـ ،ومف ضمنيا العناؽ المطيؼ لؤلـ واالبتسامات الدافئة والكممات الرقيقة.
-أما سكينر ( )Skinarفيرى أف سموؾ التعمؽ مف وجية نظره يزداد ويثبت مف خبلؿ ما يتبع ىذا السموؾ
مف معززات متنوعة ،كاإلطعاـ أو الحصوؿ عمى ألعاب ،فإذا تـ تعزيز مجموعة كبيرة مف سموكيات
الطفؿ ،فإف ذلؾ سيؤدي إلى تشكؿ رابطة تعمؽ قوية ،أما عند استخداـ العقاب أو التوبيخ أو سحب بعض
االمتيازات فإف النتيجة تؤدي إلى خفض سموؾ التعمؽ( .مدوري،2015 ،ص. )72
إف الدراسات المتعمقة بسموؾ الطفؿ بعد فصمو عف األـ ألسباب مختمفة ،بالرغـ مف تنوع شروط ىذه
الدراسة ،فقد صنؼ "بولبي" سموؾ الطفؿ بعد انفصالو عف أمو إلى ثبلثة مراحؿ وىي:
-1مرحمة االحتجاج :حيث تبدأ بعد االنفصاؿ مباشرة أو تتأخر عنو بعض الوقت ،ويمكف أف تدوـ مف
عدة ساعات إلى أسبوع أو أكثر ،حيث يظير خبلليا الطفؿ ضيقو الشديد لفقدانو أمو ،ويبحث بكؿ
الوسائؿ الستعادتيا مستخدما كؿ طاقاتو مف بكاء ،صراخ ،ورمي نفسو في اتجاه – يرفض كؿ مف يقترب
منو .
-2مرحمة فقدان األمل :وىي تمي مباشرة مرحمة االحتجاج ،حيث أف الطفؿ يظير القمؽ لغياب األـ،
ويفقد األمؿ تدريجيا في إيجادىا ،وبالتالي يتميز سموكو بانخفاض الحركات النشطة وىو يبكي بشكؿ
متقطع،وتغمب عميو االنطوائية ،وقمة النشاط وتندر متطمباتو ويبدي كأنو في حالة حداد عميقة ،كما قد
تتميز ىذه المرحمة باليدوء.
-3مرحمة تالشي التعمق :حيث يمكف مبلحظة اىتماـ الطفؿ بما حولو ،فيو ال يرفض الممرضات
ويتقبؿ الطعاـ والعبلج ،كما يميؿ إلى التبادؿ االجتماعي والى االبتساـ وتقبؿ األلعاب ،وما ىو مثير ىو
عند عودة األـ لزيارتو تظير غياب سموؾ التعمؽ لديو ،فالطفؿ ال يكترث بمشاىدة األـ ويبقى بعيدا وكأنو
25
الحـــــــرمان العـــــــاطفي الفصــــــــــــل األول
ال يعرفيا مف قبؿ وأف عودتيا ال تعنيو ،كما أنو يصبح متمرك از حوؿ ذاتو وال يظير أفعالو أو عاطفتو عند
تغير المشرقيف عميو (.قنطار،1992،ص.)173
إف ىذه المراحؿ يمكف أف نخمص أنيا تتداخؿ ويمكف لمطفؿ أف يبقى مدة طويمة في حالة انتقالية مف
مرحمة إلى أخرى.
نتيجة لتضافر جيود الباحثيف والعمماء ،إرتؤا إلى أف الحرماف مف األـ لو صبغة خاصة في تأثيره
عمى الطفؿ ،ونموه الجسمي والعقمي والنفسي ،حيث حددت العديد مف الدراسات 3حاالت يمكف أف ينتج
عنيا الحرماف مف األمومة وىي:
-1التفريق:أي فصؿ الطفؿ عف أمو أو بديمتيا لمدة طويمة ،دوف توفير وجو أمومي ثابت ،ومطمئف لو
خاصة في حالة االستغناء عف األـ أو الطفؿ أو الطبلؽ أو الوفاة ،بإمكاف ىذا التفريؽ أف يؤدي إلى
اضطراب الطفؿ ،إال أف آثاره تزوؿ بعودة األـ.
-كما أف التفريؽ ال يؤدي بالضرورة إلى الحرماف ،خاصة إذا كانت العبلقة باألـ سيئة أو إذا وجد الطفؿ
بديبل مكافئا ومطمئنا.
-2الوضع بالمؤسسات :أي وضع الطفؿ بمؤسسات كالحضانة أو مؤسسات الرعاية االجتماعية ألسباب
مختمفة.
-تحدث حاالت الحرماف الخطيرة بالمؤسسات ،وتؤدي إلى التأثير عمى صحة الطفؿ النفسية والجسمية،
خاصة إذا وضع الطفؿ بالمؤسسة ،وتـ التخمي عنو بعد 6أشير أي بعدما كوف عبلقة تغمؽ مع أمو أو
بديميا يجعؿ الطفؿ في حالة حداد حاد،كما أنو يمكف أف يصؿ ببعض األطفاؿ إلى الموت ألنيـ لـ يجدوا
قوة لمتابعة الحياة.
-أما وضع الطفؿ بعد ميبلده ،فبل يعتبر تفريقا بؿ انعداما لمموضوع الثابت الذي يتعمؽ بو ،ويوظؼ معو
طاقاتو ،كما أف المؤسسات تشرؼ عمى عدة نقائض منيا العناية والتربية والتحفيز بكؿ أنواعو حركيا،
جسميا ،وعقميا واجتماعيا ونفسيا.
26
الحـــــــرمان العـــــــاطفي الفصــــــــــــل األول
يحدث نتيجة الحياة مع األـ أو بديميا ذات اتجاه غير ودي نحو الطفؿ.
-حيث تشير "أنيسوورث" إلى خمؿ يصيب العبلقة مع األـ ،فقد ال تبالي بطفميا أو تقسو عميو أو تفرط
في حمايتو ،حيث سماه" ىارلو" " بالحرماف الكامف" وىو نوع خطير ألنو مخفي ومنتشر في كنؼ الوالديف.
-ينتج عمى ىذا النوع مف الحرماف األمومي القمؽ واإللحاح في طمب الحب والعطؼ والحناف األمومي
مف طرؼ الطفؿ ،وما يمبث أف يغشى سموكو الحقد واالكتئاب ،وقد تنتيي بو إلى الجنوح ،كما يمكف أف
ينجح في التعامؿ مع ذلؾ الحرماف إما بكبتو أو التنفيس عنو بطريقة غير ممتوية ال تعرضو لئلصابات
النفسية والعصبية( خياط ،20014 ،ص.)14
إف تعرض الطفؿ إلى قمة االىتماـ والرعاية والحب والعطؼ الكافي مف طرؼ األـ أو بديمتيا
يؤدي إلى اضطرابات سموكية واضحة إبتداء مف الشيور األولى مف عمره أو بعد فترة زمنية أي أثناء نمو
شخصيتو وتشكميا سواء في مرحمة المراىقة أو الرشد ،ومف بيف ىذه اإلضطرابات سنذكر البعض منيا:
-1اإلضطرابات حسب سبيتز :لقد وجد سيتز « « Sptizمجموعة مف اإلضطرابات التي تصيب
الطفؿ خبلؿ المرحمة العمرية ( 6-0أشير) نتيجة الحرماف ومف بينيا:
:1-1الخور اإل تكالي :Depression Analitique:يظير اإلضطراب إبتداءا مف الشير األوؿ إلى
الشير الرابع ،ويمر بعدة مراحؿ ،حيث تزداد خطورتو حسب مدة التفريؽ:
في الشهر األول :يبكي الطفؿ بكاءا يتطمب يمتصؽ بالمبلحظ كأف الطفؿ يحتج عمى ىذا التفريؽ.
في الشهر الثاني :يقؿ البكاء ،صياح ،ينقص الوزف ،ويتوقؼ النمو.
في الشهر الثالث:رفض العبلقة ،انطواء ،يختفي االحتجاج ،يعاني الطفؿ مف األرؽ ،تأخر حركي،
تجمد تعابير الوجو كأنو ال يبالي بشيء.
بعد الشهر الثالث :يثبت الجمود ،يختفي البكاء ،يزداد تأخر النمو ويتحوؿ إلى مغص.
-إال أنو كمما ازدادت مدة التفريؽ كمما زاد االضطراب وفقداف األمؿ والمرضية.
:2-1داء المصحات :Hospitalismeعندما تتجاوز مدة التفريؽ أربعة شيور وال يجد الطفؿ بديبل
أموميا وبعد تجاوز مراحؿ الخور اإلتكالي ،يسقط الطفؿ في حالة خطيرة سماىا سبيتز بداء المصحات.
27
الحـــــــرمان العـــــــاطفي الفصــــــــــــل األول
-حيث يقسرىا أف كمما زادت مدة االستشفاء بدوف بديؿ أمومي ،كمما زادت االضطرابات ،حيث نتبع
سبيتر 91طفبل في دراسة طولية لمدة 4سنوات ،والتي تـ تقديـ نتائجيا في مؤتمر الطب النفسي
بمشبونة سنة 1958ـ ،أثبتت خطورة داء المصحات وىذه بعض نتائجيا:
37 -توفوا السنة الثانية.
20 -ال يمبسوف لوحدىـ.
06 -ليس ليـ أي تحكـ في التبوؿ والتبرز.
06 -ال ينطقوف وال كممة .
05 -ليـ كممتيف
-وواحد فقط يكوف جمؿ (خياط،2014،ص.)15
-2الجنوح:
لـ يعد ىناؾ شؾ حوؿ العبلقة بيف االنحراؼ والحرماف حيث ثبتت مف الدراسات العديدة وأىميا:
دراسة" بولبي" التي قاـ بيا عمى سارقيف والحظ أنيـ عانوا مف تفريؽ في طفولتيـ ،والذي ارتأى أف
معظـ الجانحيف والمتشردوف يعانوف أحد أشكاؿ الحرماف الدائـ أو المحدد بفترة زمنية مف تاريخيـ.
وحسب بعض الدراسات أف وقوع الجنوح مرتفع 4إلى 5مرات عند المحروميف منيا :تشرد ،بغاء عند
اإلناث ،سرقة لمتعويض.
أيضا دراسة " بيرس وأوبرس" المذاف تتبعا 31مراىقا سبؽ وأف دخموا مؤسسات الرعاية بيف األسبوع
الثالث والسنة الثالثة مف عمرىـ ،ودرسا نتائج الحرماف عند المراىقيف بيف 16و 18سنة فوجدوا أف:
04 -فصاميف.
12 -عندىـ إضطرابات طبع حادة.
04 -تخمؼ عقمي.
02 -عصابييف.
07 -فقط ليـ تكيؼ سوي أو مرضي مقبوؿ (.ميموني ،2005 ،ص.)169
كما يمكف أف تظير إضظرابات أخرى تتمثؿ في تكويف ميوؿ مضادة لممجتمع ،وعدـ القدرة عمى
تكويف عبلقات اجتماعية سميمة مع اآلخريف تأخر في النمو العقمي واستمرار ذلؾ حتى بعد المراىقة،
تأخر في النمو الجسمي والحركي،اتصافيـ بسموكات عدوانية ضد اآلخريف كالضرب وتدمير
الممتمكات والغضب والسرقة والكذب ،الميؿ لئلشكالية واالعتماد عمى الكبارو عدـ القدرة عمى التكيؼ
االجتماعي واالنفعالي ،والميؿ لبلنعزاؿ والبرود االنفعالي واستمرار ذلؾ بعد المراىقة (عزيز وآخرون،
،1999ص.)74
28
الحـــــــرمان العـــــــاطفي الفصــــــــــــل األول
إف حرماف األطفاؿ مف الرعاية الوالدية ،تؤثر تأثي ار كبي ار عمى شخصيتيـ طباعيـ ونموىـ
االنفعالي ،وعادة ما يؤدي ىذا الحرماف إلى مجموعة مف المشاكؿ واالضطرابات التي تظير تأثيرىا عقب
الحرماف مباشرة أو في مراحؿ متقدمة مف العمر فيما بعد.
كما أف لمحرماف آثار تقتصر عمى أربعة متغيرات والتي سوؼ يتـ التذكير بيا كما يمي:
-1سن الحدث (العمر) :تكوف آثار الحرماف أكبر كمما صغر سف الطفؿ ،وىذا يعتبر اقتراحا أكيد،
فالحرماف الذي يحدث مف خبلؿ السنوات األولى مف عمر الطفؿ والذي يعتمد عمى عبلقتو بوالديو لرعايتو
وحماستو لو أثر كبير عمى النمو والتوازف النفسي مف الحرماف الذي يحصؿ بعد وصوؿ الطفؿ إلى
االستقبلؿ النفسي( .حجازي ،2004،ص.)176
-حيث أكدت الدراسات أف الطفؿ الذي يحرـ مف األـ في السنة األولى مف عمره خاصة في بدايتيا ،يفقد
شييتو لمطعاـ ويقؿ نومو ويميؿ لمخموؿ ،وعدـ الزيادة في الوزف ،كما انو ال يستجيب لممداعبة واالبتساـ،
أما إف ابتعد عنيا في السف الثانية والثالثة فإنو يحس بالقمؽ والحزف ويكؼ عف الكبلـ ويكثر مف البكاء(.
عزيز وآخرون ،1999 ،ص.)74
-2جنس الطفل :لقد أكدت الدراسات أف جنس الطفؿ يمعب دور كبير في التأثير بالعوامؿ المحيطة بو،
حيث أف الذكور أكثر قابمية لممعاناة مف اآلثار الضارة لخبرات االنفصاؿ ،وىذا ما يتفؽ مع النتائج التي
وجدت أف الذكور أكثر حساسية لمضغوط النفسية ،كما أنيـ أكثر قابمية لئلصابة في مواجية الضغوط
البيولوجية(.مايكل،1997 ،ص.)32
-3ظروف الحرمان :إف الظروؼ الذي يقع فييا الطفؿ وتجعمو يتفوؽ في دائرة الحرماف ليا أثر كبير،
فقداف أحد الوالديف بشكؿ طبيعي مثؿ :وفاة بعد مرض مزمف أقؿ وطأة عمى الطفؿ مف الموت المفاجئ،
وذلؾ أف الحالة األولى أف الجو األسري يكوف مييئا نفسيا ،وبالتالي أقؿ اضطرابا ،فكمما كاف الجو أكثر
تييؤا وتوقعا ينعكس ذلؾ عمى الطفؿ ،كخسارة أقؿ فداحة وخط ار ألنو يتخذ مف األشخاص مرجعا لو.
-أما إذا فجع ىؤالء بالوفاة ،فإف الطفؿ يتعرض إلى درجة شديدة مف فقداف الشعور باألماف ،وقمؽ
االنفصاؿ مما يؤثر عمى توازنو النفسي ،كما يمكف أف يتعامؿ مع ىذه الخسارة إذا قدمت لو تفسيرات
ومبررات مطمئنة مف نوع التفسيرات وخمود الروح...الخ
-4نوعية العالقة السابقة :إذ تمعب دو ار كبي ار في تحديد آثار الحرماف ،حيث نوعية العبلقة الطفؿ
بوالديو أو الشخص الذي فقده تتفاوت ،ما بيف درجات التعمؽ واألمف ،وما بيف النبذ والقسوة واإلىماؿ،
29
الحـــــــرمان العـــــــاطفي الفصــــــــــــل األول
حيث كمما كانت ىذه العبلقة أكثر متانة وأمانا كانت االستجابات لمفقداف أكثر شدة وعنفا،ػ أما التي
تتصؼ باالىانة والنبذ ال يستجيب بنفس الشدة كما أنو قد يبد وأحيانا في حاالت عدـ البلمباالة .
كما قد تؤدي عبلقة النبذ إلى تبلكـ مشاعر الغيظ والحقد عند الطفؿ ،فإذا فقد الطفؿ ىذه العبلقة يحتمؿ
أف يعيش حالة حرماف عمى أنيا تجسيد لنواياه العدوانية ويعتبر ذاتو مسؤوال عف الوفاة .
كما أف التعمؽ الرضوخي لو خطورة ،التي يمكف أف يعيشيا الطفؿ اتجاه نبذه و إىمالو ،فقد ثبتت دراسات
عمى صغار اإلنساف أف سموؾ النبذ مف قبؿ األـ قد يؤدي إلى التعمؽ الرضوخي بيا ،في حالة مف فقداف
الطفؿ سيطرتو عمى الوضعية وما يصاحبيا مف مشاعر العجز ،وضعؼ الكياف الذاتي ،قد تفسر الوفاة
في ىذه الحالة إذا كاف الطفؿ صغير السف عمى أنيا عقاب أو ىج ار لو ألنو ال يستحؽ الحب.
-5نوعية الرعاية البديمة :إذ أنيا تشكؿ دور كبير في تحديد آثار الحرماف العاطفي الجزئي فيي قد
تحقؽ مف تأثير المتغيرات السابقة ،أو حتى تعوض عنيا إذا كانت مف النوع المتيف عاطفيا وعمى العكس
إذا كانت الرعاية سيئة وميممة ستتفاقـ تأثير المتغيرات السابقة.
-فإذا توفر لمطفؿ أـ وأب تعيد بالرعاية الكافية وعوض لو عف صدمة الحرماف فإف األضرار تظؿ جد
محدودة ،وكذلؾ إذ وجد بيف أىؿ أو أفراد مقربيف وقدموا لو الحب الكافي مف خبلؿ عبلقات بديمة مطمئنة
وراعية ،وتقر آثار الحرماف إذا تمت ىذه الرعاية البديمة مع استمرار عيش الطفؿ في نفس مجالو الحيوي
الطبيعي المألوؼ وعمى العكس إذا تـ رعاية الطفؿ في أماكف رعاية األيتاـ أو التشرد مف مكاف إلى آخر
فإف آثار الحرماف ستكوف سمبية وبالتالي ينعكس عمى الطفؿ بظيور عميو اضطرابات نفسية وسموكية
كالشعور بالقمؽ والضياع وما يصاحبو مف ىواجس الخطر وفقداف الحماية (.حجازي،2004،ص.)176
إال أف الحرماف العاطفي ال يقتصر عمى ىذه المتغيرات فقط خاصة إذا اقترنا بمفيوـ االنحراؼ أو الجنوح
فقد تتجمى عمى ذلؾ عدة آثار منيا:
أف الحرماف الكمي أو الػأساسي لو آثار سيئة وخطيرة ودائمة عمى نمو الطفؿ جسميا وعقميا -
واجتماعيا مما يجعمو في دائرة االنحراؼ.
أنو يتصؼ ىؤالء األطفاؿ إجماال بالتخمؼ في نموىـ العاـ. -
-ظيور اضطرابات سموكية التي تبدو خبلؿ مرحمة الطفولة كالكذب-السرقة -أي سرقة تعويضية -
عدوانية...إلخ
-أف مشكمة السموؾ الجانح ال تطرح بشكؿ جدي إال خبلؿ مرحمة المراىقة وذلؾ مف خبلؿ اكتماؿ
نموىـ الجسدي قد تقدـ واكتسبوا القوة التي تمكنيـ مف القياـ باألفعاؿ الجانحة.
-كما أف األحداث يمجئوف إلى االنحرافات ذات الصيغة االنقيادية حيث يصبحوف أدوات منفذة لرؤساء
30
الحـــــــرمان العـــــــاطفي الفصــــــــــــل األول
العصابات والجانحيف المنحرفيف وقد يحدث ذلؾ خاصة خبلؿ فترات ىروبيـ مف المؤسسة.
(حجازي،1990،ص.)174
خالصـــــــــــة:
مف خبلؿ ما تـ التطرؽ إليو في ىذا الفصؿ يتضح لنا أنو مف أىـ الواجبات التي تقوـ بيا األسرة
ىي إشباع الحاجات العاطفية ،لمطفؿ مف خبلؿ الشعور باألماف واالستقرار النفسي ،فاألطفاؿ يتأثروف
بالتغيرات و الصراعات األسرية مما تنعكس عمى الجانب السموكي ونفسي ليـ ’ كما قد يظير الحرماف
ألسباب مختمفة كوفاة الوالديف أو طبلقيما أو عوامؿ اإلىماؿ والرفض...
وتعتبر النظريات التي فسرت الحرماف العاطفي متكاممة الجوانب ،ولمحرماف العاطفي أثار خطيرة تختمؼ
باختبلؼ سف الطفؿ وقت حدوث الحرماف ومدة التفريؽ ونوعية العبلقة التي كانت تربط الطفؿ بوالديو
فيذه العوامؿ تختمؼ مف طفؿ إلى آخر ,فقد ينتج الحرماف العاطفي اضطرابات مختمفة كالخور االتكالي
وداء المصحات كما حدده * سبيتز* و الجنوح الذي يعتبر ىذا األخير مف أبرز االضطرابات التي تؤدي
إلى ظيور شخصية جانحة تحت تأثير الحرماف العاطفي.
31
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
تهػػػػػػػهيد:
لقد تعددت اٚضطرابات الىفسٓة واٚىحرافات السموكٓة بكؿ أشكالٍا و هظاٌرٌا و لعمِ هف أٌـ ٌذي
اٚضطرابات السموكٓة التْ تعاىْ هىٍا اٖحداث ظاٌر الجىوح أو اٚىحراؼ الذي أصبح عائقا أهاـ الىهو
الىفسْ و الصحْ الهتوازف لمحدث ،وخصوصا أىً ٓهر بهرحمة حساسة هرحمة الطفولة التْ تشكؿ
الحجر اٖساس لمهراحؿ الٛحقة هف حٓاة ا٘ىساف و هف أجؿ ا٘لهاـ بالهوضوع و توضٓحً أكثر سىحاوؿ
فْ ٌذا الفصؿ دراسة جىوح اٖحداث بدآة هف فعرٓؼ الحدث والجىوح هف الىاحٓة القاىوىٓة،
اٚجتهاعٓة،الىفسٓة ،ا٘سٛهٓة إلِ تصىٓؼ جىوح اٖحداث ،العواهؿ الهؤثرة فًٓ ....الخ
إذا تـ التطرؽ إلِ جىوح اٖحداث فإىً أولِ فْ التحدث عف هفٍوـ الحدث وذلؾ استىادا عمِ
الهعىِ الذي قدـ إلًٓ وعف اىحرافً وٌو اٖهر الذي سوؼ ٓتـ توضٓحً فْ ٌذا الهفآٌـ هع إظٍار
الفروؽ الجوٌرٓة بٓف بعض الهفآٌـ الهتشابٍة خاصة الجىوح واٚىحراؼ.
:1-1الحدث:
لغة :فْ قاهوس المغة العربٓة ٓعىْ الفتِ حدث السف ،ورجؿ حدث أي شاب (.إبف هىظور،1991 ،
ص.) 56
في عمـ القاىوف :عرؼ بأىً حسب القاىوف الجىائْ بأف الحدث ٌو كؿ شخص لـ ٓتجاوز الثاهىة
عشر ،وٓ ٚكوف أقؿ هف 7سىوات".
ٓ -عتبر التشرٓع الجزائري أف الحدث ٌو الشخص الذي لـ ٓبمغ سف الرشد الجزائْ الهحدد بثهاىٓة عشر
سىة كاهمة ،وذلؾ ٓوـ ارتكابً لمجرٓهة ولٓس ٓوـ الهحاكهة ( الهادة -433-442ؽ.إ.ج.ح).
في عمـ االجتهاع :الحدث أو الطفؿ فْ عمـ اٚجتهاع بوجً عاـ ٌو الصغٓر هىذ وٚدتً ،وحتِ ٓتـ
لً الىضج اٚجتهاعْ ،وتتكاهؿ لدًٓ عىاصر الرشد.
في عمـ الىفس :لمحداثة فْ عمـ الىفس هفٍوـ أوسع هىً لدى غٓرٌـ ،إذ ٓشهؿ هفٍوـ الحدث أو
الطفؿ كؿ شخص لٓس فقط هىذ هٓٛدي ،بؿ وٌو هازاؿ جىٓىا ،أي هىذ تكوٓف الجىٓف فْ رحـ اٖـ،
وتىتٍْ ٌذي الهرحمة بالبموغ الجىسْ الذي تختمؼ هظاٌري فْ الذكر عىً فْ اٖىثِ.
وهعىِ ذلؾ أف تحدٓد الحدث فْ عمـ الىفس ٓختمؼ هف حالة ٖخرى ،رغـ تهاثؿ أفراد كؿ هىٍا هف
حٓث السف ،وذلؾ تبعا لظٍور عٛهات البموغ الجىسْ ،وٓترتب عمِ ذلؾ أف الشخص الذي ٓبمغ سف 20
سىة ٓظؿ حدثا ،إذا لـ تظٍر عمًٓ عٛهات البموغ الجىسْ ،فْ حٓف ٓعتبر الشخص بالغا ،ولٓس حدثا فْ
هفٍوـ عمـ الىفس ولو لـ ٓتجاوز العاشرة هف العهر ،هاداهت عٛهات البموغ الجىسْ قد ظٍرت لدًٓ،
33
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
وبذلؾ ٓهكف تقسٓـ هراحؿ حٓاة الفرد إلِ ثٛثة هراحؿ رئٓسٓة ،اٖولِ ٌْ هرحمة التكوٓف الذاتْ أي
هرحمة التركٓز عمِ الذات ،والثاىٓة هرحمة التركٓز عمِ الغٓر ،الثالثة هرحمة الىضج الىفسْ ،وفٍٓا تتكاهؿ
الشخصٓة والقدرات الىفسٓة لدى الحدث الذي ٓكوف فْ ٌذي الحالة قاد ار عمِ التفاعؿ ا٘ٓجابْ هع
الهجتهع.
في الشريعة اإلسالهية :اٖصؿ فْ الشرٓعة أف الحدث ٌو كؿ شخص لـ ٓبمغ الحمـ وذلؾ لقولً
تعالِ ":واذا بمغ األطفاؿ هىكـ الحمـ فميستأذىوا كها استأذف الذيف هف قبمهـ"(اآلية -59سورة الىور)،
وقد جعؿ اٚحتٛـ فاص ٛبٓف هرحمتْ الطفولة وهرحمة البموغ والتكمٓؼ ،لٓكوف اٚحتٛـ دلٓ ٛعمِ
كهاؿ العقؿ وٌو هىاط التكمٓؼ ،وبموغ الحمـ ٓعرؼ بظٍور العٛهات الطبٓعٓة لدى الهرء فٍْ عىد
الذكر باٚحتٛـ ،وعىد اٖىثِ بالحٓض أو الحهؿ(.هحهود ،2006،ص.) 117
-2-1تعريؼ الجىوح
-لغة :كمهة(جىح) تعىْ (هاؿ) ،والجىاح ٌو تحهؿ هف ا٘ثـ أو العهؿ الشْء (.إبف هىظور،1956،ص)65
-في عمـ القاىوف ٌَ:تعﺩّ عمِ عﺭﻑ ﺍجتهاعْ هىصَﺹ عمًٓ بالعقَبة قاىَىٓا.
-في عمـ الىفس :وذلؾ هف خٛؿ ﺫلﻙ ﺍلتعﺭٓﻑ ﺍلﺫّ تضهىً قاهَﺱ عمن ﺍلىفﺱ َﺍلﺫّ ٓىﻅﺭ ﺇلِ
-الجىوح في عمن ﺍلىفﺱ ﺍالجتهاعي :بأىً عﺩن ﺍلتﻜٓﻑ َٓعبﺭ عف ﺍلصﺭﺍﻉ ﺍلقائن بٓو ﺍلفﺭﺩ َﺍلهجتهع.
-الجىوح في عمن ﺍالجتهاﻉٌ :و ﻅاٌﺭﺓ تىشأ عف ﺍلضغَﻁاﺕ َﺍلصﺭﺍعاﺕ ﺍلخاصة بﻜؿ هجتهع.
(غباري،1986،ص.)15
-3-1االىحراؼ:
-لغةٌ:و التغٓٓر والتحرٓؼ والتبدٓؿ ،وهىً قولً تعالِٓ":حرفوف الكٛـ عف هواضعً"(ابف هىظور،1956،
ص.)43
-واذا هاؿ الفرد عف شْء ٓقاؿ اىحراؼ ،فاٚىحراؼ عف الشْء ٓعىْ الهٓؿ عىً ،وٌو بذلؾ ٓعىْ الخروج
عف الشْء الهتعارؼ عمًٓ أو الهٓؿ عف ا٘عتداؿ أو اٚىصراؼ عىً ( جبراف،د.ت ،ص .)253
34
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-في عمـ القاىوف ٌ :و كؿ خروج عف القاعدة القاىوىٓة بها ٓحتوي هف أحكاـ وقواعد ،هتعارؼ عمٍٓا
هجتهعٓا.
-في الشريعة اإلسالهية :بأىً فعؿ ها ىٍِ اهلل عىً ،أي القٓاـ بعهؿ غٓر هشروع أو اٚهتىاع عف فعؿ
أهر شرعً اهلل سبحاىً وتعالِ ،أي أىً الخروج عف قواعد السموؾ التْ ٓرسهٍا الهجتهع ٖفرادي .
(المطيؼ، 2008 ،ص.)19
-في عمـ االجتهاعٓ :عرؼ اٚىحراؼ هف طرؼ سبورت ( :)sportبأىً ٓتضهف هفٍوها آخر ٌو الىظاـ
العاـ ،إذ لدٓىا قصو ار ٌو الىسؽ اٚجتهاعْ ،بها ٓىطوي عمًٓ هف ىظـ هعٓارٓة ،ولٍذا فإف اٚىحراؼ ٌو
هحاولة هف الهشاركٓف لٛبتعاد عف القواعد الثقافٓة الهقبولة لمسموؾ (.كركوش،2011 ،ص.)13
-تعريؼ كوفيف :السموؾ الهىحرؼ ٌو السموؾ الذي ٓعتدي عمِ التوقعات التْ ٓتـ اٚعتراؼ بٍا
وبهشروعٓتٍا هف قبؿ الىظـ والهؤسسات اٚجتهاعٓة (طارؽ،2013 ،ص .)12
-في عمـ الىفسٓ :قصد باٚىحراؼ هف الوجٍة السٓكولوجٓة ،السموؾ غٓر اٚجتهاعْ بصفة هطمقة،
وٌذا السموؾ ٓقوـ عمِ عدـ التكٓؼ بٓف الفرد وىفسً،وبٓف الفرد والجهاعة ،فقد جاء فْ هجهؿ
التعارٓؼ التْ قدهٍا عمهاء الىفس وعمِ رأسٍـ:
-تعريؼ سيرؿ بيرت ( :)cyrl burtأف اٚىحراؼ ٌو إفراط فْ التعبٓر عف قوة الغرائز وشدة اىفعالٍا
لدى بعض اٖفراد،كها سآر بٓرت فْ ذلؾ ىظرٓة هاكدوجؿ ( )Mc Dougallالتْ تقوـ عمِ القوؿ
بأف الغرائز ٌْ اٚستعدادات التْ تولد هع الفرد وتدفعً إلِ بموغ غآاتً.
كها أضاؼ أٓضا (بٓرت) أف اٚىحراؼ بوجً عاـ اىً حالة تتوفر فْ الحدث ،كها أظٍر هٓوٚ
هضادة لمهجتهع لدرجة خطٓرة ،تجعمً أو ٓهكف أف تجعمً هوضوعا ٘جراء رسهْ(.كركوش،
،2011ص.) 11
عهوها فٙىحراؼ ٓعتبر سموؾ هضاد لمهجتهعٓ ،هثؿ شك ٛهف أشكاؿ اضطراب السموؾ لدى الحدث،
وٓكشؼ بدوري عف خمؿ واضطراب فْ الجواىب الشخصٓة لً.
-تعريؼ أسعد رزؽ :أىً اصطٛح ٓستخدـ فْ العادة لمدٚلة عمِ الٍفوات القاىوىٓة التْ ٓرتكبٍا
اٖحداث الذٓف لٍـ دوف السادسة عش ار أو الثاهىة عشر هف العهر ،وتجري هحاكهة ٌؤٚء اٖحداث
35
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
الجاىحٓف فْ هحاكـ خاصة هثؿ ها ٓصار إلِ وضعٍـ فْ إصٛحات لتقوٓـ اعوجاجٍـ وارشادٌـ
ىحو جادة الصواب ".
-تعريؼ روبير الفوف ( :)la Font –Rقدـ تعرٓفا هختص ار حٓث عرفً كها ٓمْ إىً ظاٌرة جهعٓة
تشٍر هجهوعة تعدٓات عمِ قاىوف العقوبات.
-في عمـ االجتهاع:
تعريؼ أحهد زكي بدوي :إف جىوح اٖحداث ٓتضهف ىهطا هعٓىا هف سموؾ اٖطفاؿ والهراٌقٓف،
ٓعتبر خارجا عف القاىوف ،وضا ار بالهجتهع وٓختمؼ ها ٓصطمح عمِ أىً ضار اجتهاعٓا هف هجتهع
ٔخر ،حسب القٓـ اٚجتهاعٓة والخمقٓة السائدة ،وٓختمؼ ا٘جراء الذي ٓطٓؽ عمِ اٖحداث الجاىحٓف
عف ا٘جراء الذي ٓطٓؽ عمِ الكبار ( بف زديرة ، 2006 ،ص.)89
تعريؼ عمهاء االجتهاعٓ :روف أف جىوح اٖحداث ،أف اىحراؼ اٖحداث هفٍوها أوسع شهو ،ٚفٍو كؿ
فعؿ ٓقع هخالفا لمشعور السائد فْ الهجتهع ،فاٚىحراؼ عىد دوركايـ ٌو كؿ شعور ٓعبر عف عدـ
احتراـ الفرد لمقٓـ والقواعد الٛزهة لصٓاىة الهجتهع.
كها قد إختٛؼ عمهاء اٚجتهاع فْ تحدٓد قوة وأٌهٓة وأثر ٌذي العواهؿ فْ سموؾ اٖفراد والجهاعات،
وهف ثـ تكوٓف السموؾ الجاىح لدى اٖحداث ( هحهود،2004،ص .)34
وفْ ٌذي اٖحواؿ ٓظٍر الحدث هٓو ٚهضادة لمهجتهع ( زهراف ، 2001،ص .)499
36
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-كها تشٓر الهصطمحات بصفة أساسٓة إلِ اٖفعاؿ والتصرفات والهواقؼ الصادرة عف الحدث إذا
كاىت هؤثهة جىائٓا ،أو كاف هف شأىٍا حسب السٓر العادي والطبٓعْ لٗهور أف تقضِ إلِ الجرٓهة،
فالجىوح أو اٚىحراؼ هف الوجٍة القاىوىٓة ٌو تغٓر عاـ ٓشهؿ إجراـ اٖحداث الفعمْ ،وكذلؾ حاٚت
التعرض لموقوع فْ ا٘جراـ (.هحهود، 2006،ص .)89
ٓ -شار الباحثٓف لووسوزيىي :)Loo Susini( 1976أف هفٍوـ اٚىحراؼ والجىوح غاهض،
فالجىوح ٌو هصطمح ٓضـ كؿ السموكات التْ تخترؽ العادات والتقالٓد والىظـ اٚجتهاعٓة واٖخٛقٓة
التْ ٓسٓطر عمٍٓا الهجتهع ،وٌو ٓختمؼ هف ثقافة إلِ أخرى وهف هجتهع ٔخر.
أها الجىاح ٓصد صورة هف صور اٚىحراؼ سواء أكاف ٌذا اٚىحراؼ ٓقع تحت طائمة القاىوف أـ ،ٚ
وتعد خارجة عمِ القاىوف ،وتوضح ( الساعاتْ )1984أف الجىوح ٓشهؿ أٓضا أىواعا هف اٚىحرافاتٚ ،
تعد هف الىاحٓة القاىوىٓة جرائـ واف كاف الهجتهع ٓعدٌا هضآقات ٓ ٚرضِ عىٍا أو ٓحبذٌا(.كركوش،
،2011ص .)15
عهوها ٓتىاولىا لهفٍوـ الجىوح واٚىحراؼ ىجد أف اٚىحراؼ أوسع وأشهؿ هف هفٍوـ الجىوح ،فالجىوح
ٌو السموؾ الذي ٓقع تحت طائمة القاىوف ٖف فًٓ اعتداء عمًٓ ،وٌو السموؾ الذي إذا ارتكبً الكبار
ٓعاقبوف عمًٓ أي أىً سموؾ هجرـ ،أها اٚىحراؼ فإىً ٓشهؿ با٘ضافة إلِ الجىوح أىهاط سموكٓة أخرى
ربها غٓر هجرهة لكىٍا تؤثر عمِ الطفؿ ،وتٍٓئتً لٓصبح جاىحا فٓها بعد ،كها ىرى أف اٚىحراؼ ٓىقمب
عمِ صاحبً بتأىٓب الضهٓر والموـ واٚزدراء هف الغٓر ،دوف أف ٓتطور ذلؾ الموـ إلِ العقاب الجزائْ.
كها ٓهكف القوؿ أف كؿ جاىح ٌو بالضرورة هىحرؼ ،ولكف لٓس كؿ هىحرؼ جاىحا هث " ٛالطفؿ الذي
ٓكذب هىحرؼ ولكف ٓ ٚجوز اعتباري جاىحا ٖف الكذب ٓشكؿ رذٓمة اجتهاعٓة ٓ ٚعتبر جرٓهة.
37
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
38
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-4أىواع األحداث:
الحدث دوف 13سىة :إف الحدث الذي ٓقؿ عهري عف 13سىةٓ ٚ ،جوز الحكـ عمًٓ بعقوبة وٓكوف
فقط هحؿ تدابٓر الحهآة ( الهادة -446ؽ.إ.ج.ح).
الحدث ها بيف 13سىة و 18سىةٓ :خضع القاصر فْ ٌذا السف لتدابٓر الحهآة ولمتٍذٓب أو
لعقوبات هخففة وٌذا ها أجازي الهشرع لجٍة الحكـ ،إذا ها رأت لذلؾ ضرورة ،إ ٚأىً فْ ٌذي الحالة
ٓستفٓد هف الحكـ الهخفؼ لسف الحداثة ،وٌو ىصؼ العقوبة الهقررة لمراشد ،فإذا كاىت العقوبة الهقررة
لمحدث الهرتكب لىفس الجرـ ٌْ الحبس هف 10إلِ 20سىة ،أها إذا كاىت العقوبة بالىسبة لمبالغ
ٌْ السجف الهؤقت فإف القاصر أو الحدث ٓحكـ عمًٓ بىص الهادة(.هاىع ،2002،ص.)204
-1-1-4أحداث هشكموف :وهف أهثمة ذلؾ حاٚت الكذب ،والعىاد والتحطٓـ والٍروب هف الهدرسة أو
العهؿ وها إلٍٓا.
-2-1-4أحداث يعاىوف هف اضطراب في التركيب الىفسي :هها ٓؤدي إلِ ظٍور حاٚت الشذوذ
الجىسْ وها إلٍٓا.
-3-1-4أحداث هههموفٓ :ساعد هعاهمتٍـ بسبب ضعؼ رقابة أباء ،أو بسبب تفكؾ اٖسرة أو
تحطٓهٍا ىتٓجة لمطٛؽ،أو وفاة أحد الوالدٓف ،أوكمٍٓها هها ٓؤدي إلِ اٚىحٛؿ الخمقْ ،أو إلِ تشرد
الحدث ،أو إلِ اىطوائً تحت لواء العصابات ،التْ ٓجد فْ ظمٍا أسباب التعبٓر عف الذات ،واشباع
حاجتً إلِ العطؼ والتقدٓر الذي ٓفقدٌها فْ هحٓط أسرتً أوفْ جهاعة العهؿ ،أو الهدرسة وٌؤٚء قد ٚ
ٓرتكبوف أفعآ ٚ ٚهكف اعتبارٌا جرائـ ،وهع ذلؾ فإىٍـ ٓهروف فْ هرحمة التخطٓط لمجرٓهة ،وٌْ ها
تعرؼ باسـ (ٖ )pre delinquenayىٍا هرحمة ٓحتهؿ هعٍا تحوؿ الحدث إلِ ارتكاب الجرٓهة.
-4-1-4أحداث جاىحوف :وٌـ الذٓف ٓرتكبوف جرائـ ،تقع تحت طائمة العقاب أو ٓرتكبوف أفعاٚ ٚ
تىٍْ قواىٓف الهجتهع أو تضهً عىٍا ٌؤٚء اٖحداثٓ ،طمؽ عمِ جرائهٍـ اسـ جىاحٖ ،ف العقوبة التْ
توجً إلِ الفعؿ الهىاظر لٍا هف جاىب الكبار تأخذ درجة أعىؼ ،هها تأخذي فْ حالة ٌؤٚء اٖحداث،
ىظ ار لظروؼ صغر السف.
39
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
*تصىيؼ هاري كاربىتر (:)M.carpenterحٓث تصىؼ ٌؤٚء اٖحداث إلِ 5فئات هىٍا:
-األحداث الهذىبوف :الذٓف ٓتهٓزوف بالجدارة والجرأة ،وٌـ أولئؾ الذٓف لـ ٓعودوا ٓقٓهوف وزىا لمقاىوف،
وٓرجع اىحرافٍـ فْ الغالب إلِ الطفولة الهضطربة.
-األحداث الخطروف :وٌـ الذٓف تربوا فْ أحضاف الجرٓهة ،ودفعٍـ إلٍٓا آبائٍـ أو الهجرهوف
الهحترفوف ،كأصحاب هدارس أو عصابات إفساد ٖخٛؽ.
-األحداث الذيف لـ تكف لديهـ هيوؿ إجراهيةٌ :ـ اٖحداث الذٓف ٓدافع اٌ٘هاؿ أثـ الذي بدأ هف
والدٍٓـ ،والحاجة إلِ الوازع الدٓىْ والخمقْ داخؿ الهىزؿٓ ،قودٌـ بالتدرج إلِ اٚىحراؼ.
-األحداث الذيف قادهـ الفقر والعوف إلى االىحراؼٌ :ـ الذٓف لـ تكؼ قواىٓف هساعدة الفقراء فْ إشباع
حاجاتٍـ اٚقتصادٓة بسبب قصور الهساعدة.
-األحداث الذيف يعيشوف هـ وذووهـ في فقر هدقع :وهع ذلؾ فإف لٍـ هوارد هشروعة لمهعٓشة ولو
أىٍا هوارد تافٍة.
ٓقسـ عمهاء الطب الىفسْ " "Bunburyورادولؼ " "Rondoffولىج " "lingاٖحداث الهىحرفوف إلِ ثٛثة
فئات ٌْ:
-3-2-4اٖحداث العادٓوف ،وٓقصدوف بٍـ اٖحداث اٖصحاء عقمٓا ،والذٓف ٓترددوف فْ ارتكابٍا ،رغـ
عمهٍـ أىٍـ هجرهوف واحساسٍـ بالخطٓئة التْ ٓىطوي عمٍٓا سموكٍـ.
*تصىٓؼ أىجمش" "englishوبٓرسوف " "pearsonالذٓف حصر اٖحداث الهىحرفٓف فْ خهس فئات
ٌْ:
40
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
*تصىٓؼ العالـ ا٘ٓطالْ " :"Pisaniحٓث ٓقسـ ٌؤٚء اٖحداث إلِ 5فئات ٌْ:
وأخٓ ار ٓهٓؿ بعض عمهاء الىفس وأطباء اٖهراض العقمٓة إلِ تقٓٓـ اٖحداث الهىحرفٓف إلِ ثٛثة
أىهاط ٌْ:
-1حدث العصابة :وٌو الحدث الذي طبع اجتهاعٓا عمِ اٚتجاي ا٘ىحرافْ الشاذ وٓتهٓز بالخصائص
أتٓة :الصداقة هف أهثالً الهىحرفٓفٓ ،هارس ىشاطً الهىحرؼ هع الجهاعة هف أهثالً ،لً صمة
بعصابات الهىحرفٓفٓ ،كثر التردد عمِ دور المٍو والفساد.
-2الحدث العرضي( الهىحرؼ العرضي)ٌ :ذا الىهط ٓىحرؼ ىتٓجة لسوء تقدٓري لمهوقؼ ،وٓكوف عادة
سوٓا فْ تكوٓىً الىفسْ ،غٓر أىً لـ ٓقدر خطورة ها قاـ بً ،ولعمً ٓفعؿ ذلؾ ٖىً رأى كؿ هف حولً
ٓقوهوف بىفس الفعؿ.
-3الحدث العصابي( الهىحرؼ العصابي) :وٓكوف اٚىحراؼ فْ ٌذي الحالة ىتٓجة لصراع ٓتـ التعبٓر
عىً بسموؾ هىحرؼ ،والهىحرفوف هف ٌذا الىهط ٓ ٚهكف أف ٓعزى إىحرافٍـ إلِ اٖسباب اٚجتهاعٓة
الهعروفة ،كالفقر أو الجٓرة البٓئٓة ،واىها ٓغرى إلِ عواهؿ ٚشعورٓة هث ٛكقٓاـ الولد بسرقة شْء ها،
وعىدها ٓقبض عمًٓ ٓعترؼ هها ٓثٓر ٌمع الوالدٓف ،غٓر أف الولد ٓحس بالراحة ٘عترافً ،وبالتالْ فٍو
ٓسعِ لٍذا الهوقؼ ،وذلؾ بقصد لفت أىظار الوالدٓف إلًٓ (.رهضاف،2011 ،ص.)40
41
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
ٓظٍر بوضوح أف الجىوح و الهراٌقة ٓسٓراف جىبا إلِ جىب وذلؾ أف الفترة الواقعة بٓف 14و 18سىة
والتْ ٓصفٍا " هادفيمد" بأىٍا فترة جىوح الهراٌقة فٍْ تتصؼ بالىهو السرٓع فْ التكوٓف البٓولوجْ ،هها
ٓ ٚسهح لمجواىب العقمٓة و الفكرٓة أف تمحؽ بٍذي التغٓرات فٓحدث شؽ داخؿ كٓاف الفرد هها ٓفقد الفرد
توازىً .
وكذلؾ فاٖحداث الهراٌقٓف ٌـ أكثر عرضة هف غٓرٌـ إلِ التأثر بالتطورات السرٓعة التْ تحدث أٓضا
بالهجتهع ،بسبب حساسٓتٍـ الزائدة هف ا٘حباط الذي ٓهىع إشباع حاجاتٍـ وٓ ٚحقؽ هطالبٍـ ،فٓمجأوف
فْ هثؿ ٌذي الحاٚت إلِ ارتكاب اٖخطاء والجرائـ الهخالفة لقواىٓف الهجتهع وقٓهً.
ػولٍذا تعتبر فترة الهراٌقة هف أصعب هراحؿ عهر ا٘ىساف فٍْ هرحمة هعاىاة و اضطراب ،وٌْ فترة
التسرع والتٍور وعدـ تحكٓـ العقؿ هها ٓجعؿ الهراٌؽ ٓهٓؿ ىحو أٌوائً بإتجاي ا٘ىحراؼ.
ػولقد أشار أٓضا عباس هحهود عوض ( ) 1994أف هعدٚت الجىوح تزداد فْ هرحمة الهراٌقة بشكؿ
همحوظ ،كها تتهٓز ٌذي الفترة بازدٓاد حوادث ا٘ىتحار و إدهاف الهخدرات و الخهور ،كها تسود فٍٓا
هشاعر التعاسة ،وٌْ الفترة التْ تحدد فٍٓا قدرة الفرد أو عدـ قدرتً عمِ التوافؽ السوي.
ػولعؿ أٌـ العواهؿ التْ تجعؿ الهراٌؽ أكثر عرضة لٛىسٓاؽ بإتجاي إقتراؼ الجىوح ٌْ :
_ ٓىزلؽ الهراٌؽ فْ السموؾ الجاىح كسموؾ دفاعْ عف ا٘حباط أو ا٘خفاؽ الصادراف عف البٓئة تعبٓ ار
عف رفض الواقع الهحٓط بً ،فٓمجأ إلِ السموكات العدواىٓة اتجاي اٖسرة أو ا٘خٛؿ بىظاـ الهجتهع
كعقاب لها حصؿ لً .
_ أف الهراٌؽ أكثر هف غٓري تقب ٛلوسائؿ ا٘غراء ىظها لعدـ استق ارري الىفسْ هها ٓجعمً غالبا عدٓـ
التفكٓر فْ عواقب اٖهور فٓسعِ فقط لتمبٓة حاجاتً بأي طرٓقة كاىت .
-كثٓ ار ها ٓكوف الجىوح كرد فعؿ لضغط كاف قد تعرض لً الهراٌؽ هىذ أٓاـ طفولتً وترؾ فًٓ أث ار ،
تعبٓ ار عف استطاعتً لٙىتقاـ ،وردع هف ٓقؼ فْ سبٓؿ تحقٓؽ حاجاتً .
ػ فالجىاح إذف ظاٌرة تكثر لدى الهراٌقٓف ،وٌْ تعبٓر عف اضطراب فْ الشخصٓة ،وها القٓاـ بأىواع هف
السموؾ ا٘جراهْ الهضاد لمهجتهع إ ٚىوع هف رفض الواقع الذي ٓحٓط بً (.حدواس،2012.،ص) .166
تعدد أشكاؿ الجىوح وهظاٌري تتبعا لمجىس واٚستعدادات الخاصة وأوضاع البٓئة ،ىذكر هف ذلؾ هآمْ:
-1الهروب والتشرد:
42
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
إىً شائع عىد ا٘ىاث أكثر ـ الذكور،فالٍروب ٌو اختفاء هؤقت أو طوٓؿ دوف تبمٓغ العائمة وعىدها ٓتكرر
الٍروب ٓؤدي ذلؾ أحٓاىا إلِ التشرد ،وعىد ا٘ىاث الٍروب ٓصبح تشردا دوف شؾ ،ىظ ار لرفض العائمة
لمبىت بعد ٌروبٍا لها ألحقتً هف عار ٓهس عرض العائمة وسهعتٍا ،والتشرد عهوها ٓؤدي إلِ الجىوح
تسوؿ ،بغاء ،سرقة...إلخ.
وقد ٓرجع التشرد والٍروب إلِ التفكؾ اٖسري وغٓاب رقابة أحد الوالدٓف أوكمٍٓها هعا والطٛؽ(.عبد
الهىعـ ،1996،ص.)336
-2السرقة :وٌو ا٘ستحواذ عمِ أشٓاء الغٓر بسبب الحاجة هف الحاجات التْ لـ ٓتهكف هف إشباعٍا
داخؿ اٖسرة ،أو إضط ارري إلِ هجاراة أصدقاء السوء وضغوطٍـ عمًٓ لٙىفاؽ ،فٓ ٛتهكف هف الحصوؿ
عمِ ذلؾ بالطرؽ العادٓة فٓضطر إلِ السرقة أو الهٓؿ إلِ جذب اٚىظار إلًٓ.
-3جريهة القتؿ :وٌْ تكثر لدى الهراٌقٓف بٓف 20-16سىة ،وترجع الجرٓهة إلِ أسباب هتىوعة هىٍا:
-4الكذب الهرضيٍٓ :دؼ الكذب الهرضْ عهوها إلِ تغطٓة ها ارتكبً الطفؿ هف أخطاء أو هخالفات،
وٓىشأ بسبب تعود الطفؿ الكذب واختٛؽ الحٓؿ والهبررات واٖكاذٓب بشكؿ هستهر هف أجؿ تحقٓؽ
هصمحة شخصٓة ،وٓأتْ ٌذا الكذب الهرضْ بتدعٓهً عىدها ٓحصؿ الطفؿ عمِ ها ٓرٓدي ىتٓجة لكذبً،
وكذا التىاقض بٓف الهعآٓر ،اٖباء حٓىها ٓعمهوف أبىائٍـ عمِ الصدؽ وٓقوـ ٌؤٚء أباء بأفعاؿ ٓقتبس
هىٍا الطفؿ أكاذٓب أباء وٓتخذوىٍا كقٓـ لٍـ.
-5الفشؿ والهروب هف الهدرسة :ترفع ىسبة اٖحداث بٓف الفاشمٓف والهىقطعٓف عف الهدرسة،وٓرجع ذلؾ
إها لعدـ توافر القدرات العقمٓة الهىاسبة لهتابعة الدراسة،وقد ٓرجع إلِ عدـ الهواكبة لمهىٍج الدراسْ لقدرات
التٛهٓذ لقدرات التٛهٓذ أو قسوة الهعمهٓف ،وكذا عدـ وجود اٖىشطة الهدرسٓة التْ تتٓح لً التىفٓس عف
اىفعاٚتً ،وكؿ ٌذي اٖهور هف شأىٍا أف تقود إلِ فشؿ التمهٓذ،وبالتالْ الٍرب هف الهدرسة.
-6البغاءٌ :و ظاٌرة قدٓهة هدى قدـ ا٘ىساىٓة ،فالفرد ٓبٓع جسهً خٛؿ العٛقات الجىسٓة ،وٌذا الفعؿ
تهارسً الىساء عادة واٖسباب هتىوعة هىٍا اقتصادٓة ،اجتهاعٓة ،أو ىفسٓة ،والفتاة فْ سف الهراٌقة
43
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
وتطور الوظٓفة الجىسٓة ٓثٓر ىزوات ورغبات ،تأثٓر اٖفٛـ والكتب واٖغاىْ الغراهٓة ،تجعمٍا تبحث عف
شرٓؾ العهر ،تٍرب هف البٓت لتعٓش هعً وتصدؽ وعودي ،وأخٓ ار تىتٍْ بحهؿ غٓر شرعْ فْ ٌذي
الحالة تمجأ الفتاة إلِ البغاء لٛىتقاـ ،فقد دلت بعض ا٘حصائٓات أف ىسبة ٌاهة هف فتٓات هتخمفات
عقمٓا أو هصابات بأهراض عقمٓة ٓهارسف البغاء ىتٓجة ضعؼ الحكـ والوعْ واستغٛلٍف هف طرؼ
أشخاص بدوف ضهٓر ،وفْ حاٚت أخرى ٓكوف البغاء اىتقاها هف اٖب وفض لصورة اٖـ.
(جبؿ،2000،ص.)414
-وفْ ٌذا الصدد تبٓف هف خٛؿ دراسة حوؿ أشكاؿ الجىوح الهىتشرة ،قاهت الباحثة "بدرة هعتصـ
هٓهوىْ" بدراسة بهركز إعادة التربٓة لمذكور وا٘ىاث سىة 1984ـ ،بوٌراف وتـ الحصوؿ عمِ وجود
أطفاؿ وهراٌقٓف عثر عمٍٓـ فْ الشوارع (تشرد) أوفْ خطر هعىوي %6.66و % 84.66إىاث،
وٓشهؿ الخطر الهعىوي تارة عمِ سرقة بسٓطة ،أو اٚختٛط بأشخاص هشكوؾ فٍٓـ ،والسرقة احتمت
الهرتبة الثاىٓة ب %26.52عىد الجىسٓف لكف اٖغمبٓة ٌ %20.73ـ ذكور ،أها عىد ا٘ىاث
فالسموؾ الشائع ٌو التشرد ،أها الجىوح الجىسْ ،%2اغتصاب عىد الذكور،أها ا٘ىاث %76حاٚت
اغتصاب أو تعدي عمِ الهحارـ ،وفْ ٌذي الحالة رغـ أىً تعدي عمٍٓف ،توضح البىت فْ الهركز
ٖف عائمتٍا ترفضٍا.
كها تشٓر الباحثة "بدرة هعتصـ هٓهوىْ" أىً هىذ ( )1988وخاصة فْ ( )1991شٍدت الجزائر
عمِ وجً الحصوص أبشع الجرائـ ،وازداد الجىوح بكؿ أىواعً ،فالشباب هورط فْ قضآا هخٓفة
كالتٍرٓب ،والهخدرات والسرقة ،وجرائـ القتؿ ،واٖسباب هتعددة هىٍا تدور حوؿ القدرة الشرائٓة لمهواطف هع
تقٍقر قٓهة الدٓىار ،وغٛء الهعٓشة ،وها ٓزٓد فْ الجىوح الحالة اٖهىٓة لمبمد هها سٍؿ كؿ التغذٓات ىظ ار
لغهوض الوضع( حدواس ، 2013،ص.)163
وهف هظاٌر الجىوح العصٓاف الهىظـ لمقاىوف ،العدواف والقسوة والتخرٓب والتذهٓر واشعاؿ الحرائؽ
فْ الههتمكات والواٚغتٓاؿ وٌتؾ العرض ،اٚغتصاب والتحرش بأخرٓف وأعهاؿ الشغب وعادة ها ٓصاب
ٌذي الهظاٌر السموكٓة ،شعور الحدث بعدـ الرضا والىقهة والغٓظ واله اررة اتجاي اٖسرة والهجتهع ،وبالغٓرة
هىٍـ ،كها ٓكوف هفٍوهً عف ىفسً سمبٓا وهشوٌا ،وغٓر هتقبؿ لذاتً ،وٓشعر بالتعاسة وربها وصؿ إلِ
حد الٛهباٚة وعدـ اٚكتراث بعواقب سموكً وأعهالً التخرٓبٓة ،كها ٓبدو فاقدا لبصٓرتً غٓر هٍتـ
بهستقبمً ،غٓر هسٓطر عمِ تصرفاتً سٍؿ اٚستشارة والتٍٓج ( .عبيد، 2008،ص)276
-الشعور بالرفض والحرهاف وىقص الحب وعدـ األهف :الشعور بالعجز(الحقٓقْ أو الهتخٓؿ) وهشاعر
الىقص فْ اٖسرة وفْ الهدرسة وهع الرفاؽ ،والشعور بالغٓرة ىحو واحد أو أكثر هف ا٘خوة بسبب التفرقة
فْ الهعاهمة،والشعور بالذىب بخصوص السموؾ الجاىح.
44
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-وجود هفهوـ سالب لمذات وتشوي صورة الذات :حٓث ٓرى ىور الشرقاوي( )1970أف صورة الذات
الهشوٌة شائعة بٓف اٖحداث الجاىحٓف وأف إتجاٌات الجاىح ىحو ذاتً تتهٓز بالسمبٓة ىتٓجة الخبرات
السٓئة التْ كوىٍا عف ىفسً هها جعمً غٓر هتقبؿ لذاتً ،وأف تقدٓر الجاىح لذاتً ٓتهٓز بالدوىٓة والقصور
وعدـ الوقآة ،وأىً أقؿ رضا عف ذاتً بالىسبة لهثمً اٖعمْ أو توقعات الجهاعة لً وخاصة أسرتً.
( .زهراف، 2001،ص )436
بعد التطرؽ إلِ هجهوعة هف الىظرٓات التْ تٍتـ باٚىحراؼ والجرٓهة والجىوح بشكؿ عاـ ،وٌْ
تفسر ذلؾ السموؾ الجاىح الذي صدر هف الحدث أو البالغ ،وىظ ار لتعدد وتىوع وتفاوت العواهؿ واٖسباب
والظروؼ الهحٓطة بً ،وكها قاؿ عمهاء الىفس بأف وراء كؿ سموؾ دافع بغض الىظر عف هعىِ وسوٓة
ٌذا السموؾ هف عدهٍا ،وبالتالْ سوؼ ٓتـ التطرؽ إلِ اٖسباب فٓهآمْ :
-الحرهاف العاطفي :إف إقاهة عٛقة عاطفٓة هستهرة وهطهئىة بٓف اٖـ و ابىٍا ٓعتبر أحد الشروط
اٖساسٓة لتأهٓف الصحة العقمٓة،وغٓاب ٌذي العٛقة ٓقود الِ الحدٓث عف الحرهاف العاطفْ.الذي أكدت
عدة دارسات عمِ ىتائجً السمبٓة -خاصة هىٍا القمؽ واٚضطربات الىفسٓة والرغبة فْ اٚىتقاـ -والتْ
ٓترتب عىٍا فْ كثٓر هف اٖحٓاف جىوح اٖحداث وارتكاب السرقة .
-كها بٓىت دراسات أخرى أف الحرهاف الهبكر هف رعآة اٖـ و الرضاعة ٓؤدي إلِ اٚىحراؼ والتبمد
العاطفْ والتأخر العقمْ والٓأس واٚىفراد
وقد أوضحت دارسة وٓمٓاـ بروىروٌٓؿ ( ) Healy&Bronnerالتْ أجرٓت عمِ هجهوعتٓف هف
اٖطفاؿ الجاىحٓف حٓث بمغت كؿ هىٍا 105طف ٛأف ها ٓقؿ عف %90هف هجهوعة اٖطفاؿ الجاىحٓف
ٓعاىوف هف هشاكؿ عاطفٓة اىفعالٓة ىتٓجة تعرضٍـ لعقوبات هعٓىة أو خبرات خاطئة.
وقد توصمت دارسة (هحهد عمْ) حوؿ عٛقة الوالدٓف بالطفؿ وأثرٌا فْ جىوح الصبٓاف وسهات
الشخصٓة،الِ أف ٌىاؾ فروؽ ذات دٚلة إحصائٓة بٓف الجاىحٓف و غٓر الجاىحٓف فٓها ٓخص طفولتٍـ
وتىشئتٍـ اٚجتهاعٓة ،كها ٓعد ا٘حباط ٌو هف أبرز الهواقؼ الذي ٓتهثؿ فْ الىبذ ،اٌ٘هاؿ ،القسوة و
أف غٓر الجاىحٓف ٓعاىوف أكثر هف الشعو بالىقص و القمؽ و سوء تكٓفٍـ (.أحهاف ،2016،ص)2
كها أكدت دراسة بولبْ ( )1952أف ٌىاؾ عٛقة وطٓدة بٓف رعآة اٖـ لطفمٍا و عٛقتٍا بً حٓث ٓقر
أىٍا تهثؿ هفتاحا رئٓسٓا فْ ىهو الطفؿ ٖىً ٓحتاج إلِ الشعور بالدفئ الذي ٓىتج عف عٛقة حهٓهٓة ،
45
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
عىد غٓاب ٌذا الشعور فاف الحرهاف اٖهوهْ سوؼ ٓولد الكثٓر هف اٖهراض الىفسٓة عىد الطفؿ التْ قد
تدفعً إلِ اٚىحراؼ كالعدواف أو اٚىحراؼ ىحو اٖـ أو طمبات تعجٓزٓة أو تسطح فْ اٚرتباط العاطفْ
أو اٚىسحاب أو البٛذة الذٌىٓة هع العمـ أف هدة الحرهاف العاطفْ إذا طالت زادت هف تمؾ اٖهراض.
(العهر، 2008 ،ص)269
-التكويف العاطفي اإلىفعالي :حٓث ٓقصد بً سرعة التٍٓج والحساسٓة الىفساىٓة ،حٓث ٓىجـ عف اٖوؿ
عدـ قدرة الفرد أف ٓتحهؿ تأجٓؿ رغباتً والهراٌقٓف بصفة كبٓرة ،والتْ ٓىجـ عىٍـ إرتكاب جرائـ العىؼ أها
الحساسٓة الىفساىٓة والذي ٓقصد بٍا اٚىفعاٚت هف حٓث الىوع والكـ ،حٓث هف ىاحٓة الىوع قد ٓختمؼ
الهجرهوف فْ ذلؾ فهىٍـ هف ٓ ٚعرؼ الخجؿ وٓهٓؿ إلِ التهرد ،وهىٍـ هف ٌو خجوؿ وقابؿ لمصقؿ
والتٍذٓب ،أها هف حٓث كهٓة ٌذي ا٘ىفعاٚت فهتقمبوا اٌٖواء ٓتسـ أحداث ٌذي الهجهوعة بعدـ ا٘ستقرار
الىفسْ ،وبسرعة التحوؿ هف الخهوؿ إلِ الىشاط وهف ا٘كتئاب إلِ السرور وهف الجرائـ أو الجىوح التْ
ٓرتكبوىٍا ٌْ التسوؿ ،التشرد ،الدعارة ،ا٘دهاف.
-التكويف الغريزي :وٌْ تشتهؿ عمِ عدد هف الهٓوؿ التْ توجً سموؾ الفرد ،حٓث أي اضطراب فْ
ٌذي الىواحْ الغرٓزٓة ٓؤثر عمِ سموؾ الفرد أو الحدث ،وهف هظاٌري غرٓزة التهمؾ أٓضا ،تتسـ بالزٓادة
أي الهٓؿ إلِ تكدٓس اٖشٓاء حتِ واف كاىت غٓر ذات قٓهة ،وٌذا ها تـ تسجٓؿ حاٚت عدٓدة هف ٌذا
الىوع بٓف اٖحداث السارقٓف الذٓف ٓتخصصوف فْ سرقة أشٓاء هعٓىة بالذات.
أها ىقص ٌذي الغرٓزة فقد ٓبدو فْ صورة البخؿ الشدٓد ،ولكف ٌذا ىاد ار ها ٓؤدي إلِ ا٘جراـ ،ولو اتجً
الحدث هف ٌذا الىوع إلِ اٚىحراؼ فإىً غمبا ها ٓتسوؿ.
-أها بالىسبة لمغرائز الجىسٓة أٓضا قد ٓعتبرٌا الزٓادة والىقصاف ،وهف هظاٌرٌا المواط (الشذوذ
الجىسْ) ،اٚغتصاب ،التعذٓبٌ ،تؾ اٖعراض ،وقد تبٓف هف بعض الدراسات أف اٖحداث أو
المصوص الذٓف ٓرتكبوف جرائـ الىشؿ ٌـ عمِ قدر كبٓر هف ضعؼ الشخصٓة والتخىث ،بٓىها أولئؾ
الذٓف ٓرتكبوف جرائـ السرقة با٘كراي أو عف طرٓؽ الكسر ٌـ عمِ جاىب كبٓر هف الخشوىة ،وٌكذا
ٓهكف أف ىرى أف لمجاىب الغرٓزي بالغ اٖثر عمِ الحدث
-الذات الهعكوسةٓ :حدث أف ٓىشأ الحدث فْ أسرة ذا قٓـ هختمؼ عف تمؾ السائدة فْ الهجتهع ،أي
أف ٌذي اٖسرة قد تسود فٍٓا الىزاعات اٚجتهاعٓة أو ا٘جراهٓة ،وٓحدث أف تؤثر ٌذي القٓـ الشاذة فْ
تكوٓف الضهٓر ،أو اٖىا العمٓا لذلؾ الحدث.
46
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
والىتٓجة ٌْ تكوٓف ها ٓعرؼ باٖىا العمٓا الهعكوسة ،ولٓس هعىِ ٌذا أف الحدث ٓ ٚكوف لً ضهٓر قوي
فْ تمؾ الحاٚت بؿ هعىاي أف القواعد والىواٌْ التْ ٓشتهؿ عمٍٓا ٌْ التْ تحدد ىوعٓة العٛقة بٓىً وبٓف
غٓري هف اٖفراد.
-صراعات التثبت األبويٓ :رى بعض العمهاء الىفسٓٓف أف أىواع السموؾٓ ،تـ تشكٓمٍا فْ هرحمة
الطفولة وخاصة فْ السىوات الخهس اٖولِ هف عهر الطفؿ ،لٍذا ٍٓتـ ٌؤٚء العمهاء بدراسة ٌذي الهرحمة
الهؤثرة فْ تكوٓف شخصٓة الفرد ذو الهٓوؿ ا٘ىحرافٓة وا٘جراهٓة.
حٓث ٓرى الكثٓر هف أطباء اٖهراض الىفسٓة أف "عقدة أودٓب" و" عقدة إلت ار" ٌها السبب وراء العدٓد هف
الجرائـ التْ ٓتـ ارتكابٍا فْ الهجتهع ،حٓث أكدت الدراسات أف إدهاف الكحولٓات قد ٓقصر عمِ اىً ىوع
هف الٍروب هف الصراعات الىاشئة عف العقدتٓف السالفة الذكر ،وكذلؾ بالىسبة لمشذوذ الجىسْ والدعارة.
-عقد الىقص ( :)Inferiority complexحٓث ٓعد "ألفرد دلر" ( )Alfered Adlerعمِ ها لدى
ا٘ىساف هف طهوح فْ الحصوؿ عمِ هكاىة ٌاهة فْ الهجتهع فإىً قد ٓتعرض إلِ واحدة هف اٚثىتٓف إها
الرغبة فْ السٓطرة أو ا٘صابة بعقدة الىقص،لكف عىدها ٓدرؾ الشخص أىً إىساف فاشؿ فإىً قد ٓمجأ
لمجرٓهة عمِ سبٓؿ التعوٓض.
كها قد ٓمجأ الشخص فْ تقهص شخصٓة تحقؽ لً الىجاح والتفوؽ،حتِ ولو كاف سبٓؿ ذلؾ ا٘جراـ،حٓث
إذ سمؾ الحدث أو الهراٌؽ ٌذا السبٓؿ فإىً قد ٓىضـ إلِ جهاعة هف الهجرهٓف الذٓف ٓحاولوف طواؿ
الوقت اٚىتقاـ هف الهجهع الذي ىبذٌـ.
كها قد ٓسمؾ ٌذا الشخص فْ بعض اٖحٓاف ىوعا آخ ار هف السموؾ ،والذي ٓتهثؿ فْ توجًٓ طاقة
العدواف عىدي إلِ ىفسً ،هها قد ٓؤدي بً إلِ اٚىتحار ( .كهاؿ ، 2012،ص.)40
-اضطرابات الشخصية ٓ :ؤكد العدٓد هف الباحثٓف أف اٖهرض الىفسٓة و العقمٓة تعتبر هف اٖسباب
التْ تدفع الفرد لمسموؾ الجاىح ،وٌذا ىتٓجة لها ٓعاىًٓ هف اضطرابات عمِ هستوى ا٘دارؾ والوعْ،
فحسب ىظرٓة التحمٓؿ الىفسْ عمِ سبٓؿ الهثاؿ فإف السموؾ ا٘ىح ارفْ ٓكهف فْ ذات الشخص
وباستخداـ الهىظور الفروٓدي فإف الهجرـ ٌو ذلؾ الذي لـ تىهو لدًٓ أىا قوٓة ٓهكىٍا التحكـ فْ بواعث
اٚىحراؼ ،أو ٓهكف أف ٓكوف اٚىحراؼ ولٓد سٓطرة اٖىا اٖعمِ ،فا٘جراـ حسب ٌذي الىظرٓة ٓرجع
أساسا إلِ اٚضطراب الذي ٓىشب بٓف هكوىات الشخصٓة ،وهف بٓف اضط اربات الشخصٓة التْ تؤدي
إلِ الجىوح هىٍا :
47
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
* الصرع :وٓتهٓز الطفؿ الهصاب بً فْ بعض الحاٚت بالٍروب والتشرد وعدـ السٓطرة عمِ
الجسـ،حٓث ٓختؿ لدٍٓـ ا٘دراؾ و فقداف الوعْ و ٌذا ٓؤدي بً إلِ سهاع أصوات غرٓبة ورؤٓة أشٓاء ٚ
وجود لٍا هها ٓؤدي إلِ ارتكاب بعض السموكات الجاىحة دوف قصد.
* اضطرابات التصرؼٓ :صادؼ اضطرابات التصرؼ غالبا فْ أوساط بٓئٓة وىفسٓة واجتهاعٓة سٓئة
تسود فٍٓا عٛقات عائمٓة غٓر هستقرة وفشؿ دارسْ ،وغالبا ٓكوف فْ هرحمة هف العهر تتراوح بٓف 16
إلِ 12سىة ،و هف أشكاؿ اضطرابات التصرؼ والسموؾ التْ تصادؼ اٖطفاؿ والتْ ٓقعوف فرٓسة فْ
جرائـ ٌْ السموؾ العدواىْ ،السموؾ الهىحرؼ ،سموؾ التحدي الهعارض (.أحهاف ،2016،ص)
*األهراض الجسهية والعقمية واإلصابة بالعاهات :كثٓ ار ها تكوف اٖهراض الجسهٓة أو ا٘صابة بعاٌة
هعٓىة ،هف العواهؿ الهؤدٓة إلِ التوتر الىفسْ والشعور بالىقص ،أو عدـ الثقة بالىفس وبالتالْ اٚىسحاب
هف الهواقؼ التْ ٓتعرض لٍا فقد ٓكوف ههارس الجىوح لدًٓ عاٌة تحوؿ دوف توافقً هع الهجتهع أو قبوؿ
الهجتهع لً وبالتالْ قد ٓهارس العدواف ٘ثبات قدارتً هها ٓوقعً فْ الجىوح والجرٓهة هرة أخرى.
كها اشار سٓٛتر" "G.sylerفْ دراسة لً أف ٌىاؾ عٛقة بٓف اٚضطرابات العقمٓة ،وههارسة السموؾ
الهىحرؼ لدى الحدث أو الراشد أو العودة إلِ ههارسة الجرٓهة ،وتتضهف اٚضطرابات العقمٓة كالفصاـ
أو جىوف ا٘ظطٍاد ىوعا هىٍا ولقد وجد هف تحمٓؿ الهسجوىٓف أف أقؿ %5كاىوا حقٓقة هجاىٓف ،وعمِ
ذلؾ فإف التصىٓؼ الخاص بالهجرهٓف إلِ طائفة ( الهجرـ الهجىوف) ٓ ٚىطبؽ عادة إ ٚعمِ قمة صغٓرة
هف هجتهع الهجرهٓف ( .المطيؼ ،2007،ص.)58
تساٌـ البٓئة اٚجتهاعٓة التْ ٓعٓش فٍٓا ا٘ىساف والتأثٓر فْ ىفسً وسموكً اٚجتهاعْ ،حٓث تعد البٓئة
اٚجتهاعٓة عبارة عمِ هجهوعة هف الجهاعات والهؤسسات التعمٓهٓة والتربوٓة والتروٓجٓة الهحٓطة بالفرد
حٓث ٌذي اٖخٓرة لٍا دور كبٓر فْ التأثٓر عمِ سموؾ الطفؿ وهٓمً إلِ اٚىحراؼ أو الجىوح إذا ها تمقِ
هىٍا جواىب سمبٓة ولٓست إٓجابٓة وبالتالْ سوؼ ٓتـ التطرؽ إلِ اٖسباب اٚجتهاعٓة التْ تؤدي بالحدث
إلِ الجىوح أو اٚىحراؼ وٌْ كاٖتْ:
-األسرة :فاٖسرة ٌْ وحدة اجتهاعٓة هٍهة لٍا أثرٌا عمِ حٓاة الفرد وٌْ تقوٓـ سموكً وٓتفؽ العمهاء
عمِ أف اٖسرة لٍا تأثٓر هباشر وقوي فْ تكوٓف شخصٓة الفرد وبدوف شؾ أف وجود حدث فْ بٓئة أسرٓة
غٓر هٛئهة ٓساعد عمِ إٓجاد بٓئة هٛئهة عمِ اٚىحراؼ وٌو هدى استجابة الطفؿ لتمؾ العواهؿ داخؿ
اٖسرة .
48
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
أف اٖسرة ٓىجر عىٍا عدة عواهؿ وهشاكؿ التْ ٚتتصؿ بشخص الهجرـ واىها بالهحٓط الذي ٓعٓش فًٓ
هها تدفعً ىحو الجرٓهة والجىوح هىٍا:
أ -الخالفات والصراعات بيف الزوجيف :إف الخٛفات والعراؾ ها بٓف الزوجٓف ٓؤدي إلِ التوتر والهشاكؿ
وعدـ التفاٌـ داخؿ البٓت هها ٓؤثر عمِ تىشئة الطفؿ وٓصبح الطفؿ حائ ار ها بٓف اٖب واٖـ عىدٌا
ٓصاب الحدث بالتوتر واٚىفعاؿ هها ٓؤخر ىهوي عدـ الشعور باٖهف وبالتالْ ٓجد ىفسً هٍٓأ لٛىحراؼ.
وهف خٛؿ دراسة "ٌٓمْ" تىاولت 1000حدث هىحرؼ وجاىح فْ هدٓىة شٓكاغو اٖهرٓكٓة فوجد أف البٓت
الغٓر الهٛئـ والذي ٓكثر فًٓ الخٛفات ٓشكؿ %22هف هجهوع العواهؿ التْ ٓهكف أف ٓكوف لٍا صمة
بجىوح اٖحداث وفْ دراسة أخرى قاـ بٍا الباحث شٓكاغو أٓضا وتىاولت 1000حدث هىحرؼ فوجد أف
الىسبة ارتفعت إلِ % 46وٌذا ٓرجع إلِ الصراع ها بٓف الزوجٓف.
-كها تؤدي الصراعات الزوجٓة إلِ سوء تكٓؼ الحدث ،وتساعد عمِ اٚىحراؼ عىدها ٓرتفع الشجار
والخٛفات الحادة بٓىٍهآ ،ظٍر هف خٛؿ سموؾ خاطئ هف الوالدٓف كاٌ٘هاؿ ،والدٚؿ الزائد ،أو
تفضٓؿ أحد اٖطفاؿ عمِ غٓري ،وعمِ ٌدا ٓىتج عىدها ٓسهِ الحدث الهشكؿ الذي قد تؤدي بً ٌدي
الخٛفات إلِ اٚىحراؼ ،وفْ رأي ىظرٓة اٚىحراؼ والسموؾ ا٘جراهْ.
ب-التفكؾ األسريٓ :رجع التكاهؿ اٖسري إلِ ىجاح العٛقات اٖسرٓة ،أها التفكؾ اٖسري فٓعود إلِ
فشؿ ٌدي العٛقات واىحٛلٍا ،كها ٓبدو واضحا فْ اضطراب العٛقة بٓف الزوجٓف واختٛؼ ثقافة وفكر
وهٓوؿ وقٓـ كؿ هىٍها عمِ أخر ،وتبآف هستوى التعمٓهْ بٓىٍها ،هها ٓحدث رغبات هتصارعة
وهتضاربة بٓف أفراد اٖسرة.
وتعود أسباب التفكؾ اٖسري إلِ عواهؿ كالطٛؽ ،الٍجر ،ووفاة أحد الوالدٓف أوكمٍٓها أو الغٓاب لفترة
طوٓمة بسبب شذوذ وأخٛؽ أباء ،فقد ٓكوف اٖب هجرها أو هىحرفا أو هقاه ار أو سكٓرا ،وقد تكوف اٖـ
كذلؾ ،وبالتالْ ٌدي اٖخٓرة تؤدي إلِ اضطراب ىفسْ لدى الطفؿ وعدـ اٚستقرار ،هها ٓؤدي بً إلِ
اٚىسٓاؽ ىحو الجرٓهة.
-الطالؽ :قد ٓكوف سببا رئٓسٓا فْ التفكؾ اٖسري ،وٓعتبر هف أٌـ عواهؿ اٚىحراؼ ،ولقد أثبتت العدٓد
هف الدراسات أف هعدٚت اٚىحراؼ تزٓد عىد اٖطفاؿ الهطمقٓف أكثر هف غٓرٌـ الدٓف جاؤوا هف أسرة
هتهاسكة ،حٓث ٓقوؿ "ألبرت سولىت" هدٓر هركز دراسة الطفؿ فْ جاهعة "بٓؿ اٖهرٓكٓة" أف الطفؿ ٓهثؿ
أخطر وأكبر أزهة ىفسٓة تواجً اٖطفاؿ ،وأف صدهة الطٛؽ لمحدث وهحاولة التكٓؼ هع الحقٓقة أف
والدًٓ هىفصٛف ٓهكف أف تكوف تأثٓراتٍا هؤلهة عمِ ىفسٓتًٓ ،قوؿ عمهاء الىفس أف صدهة الطٛؽ تأتْ
بعد صدهة الهوت ،فهف ٌىا ٓشعر اٖحداث بالضٓاع وبأىٍـ هعرضوف لهشاكؿ ٓ ٚستطٓعوف السٓطرة
49
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
عمٍٓا ،فالتكٓؼ بعد الطٛؽ ٓصبح صعبا خاصة عىد زٓارة أحد الوالدٓف فتكوف الحٓاة عىدٌـ غٓر
طبٓعٓة ،فالطٛؽ ٓعتبر عاه ٛهف عواهؿ القمؽ واىحراؼ اٖحداث ،كها ٓؤدي أٓضا بالحدث إلِ حرهاىً
هف عاطفة والدًٓ وهف رعآتٍـ لً ،وبالتالْ ٓهكف اعتباري بدآة اٚىحراؼ وا٘جراـ إدا أٌهؿ الوالدٓف
أطفالٍها.
-وفاة أحد الوالديف أوكالهها ٓترتب عمِ الحدث صدهة عاطفٓة وحرهاىً هف الرعآة والحىاف ،وقد تبٓف
أف اٖسرة التْ حدثت فٍٓا الوفاة ٓكوف سٍ ٛعمِ أطفالٍها أف ٓىحرفوا ٖىٍـ فقدوا رعآة أحد الوالدٓف
أوكٌٛها .إف عدـ وجود أي هف الوالدٓف ٓؤدي إلِ التأثٓر تأثٓ ار عمِ ىفسٓة الحدث ٚحتٓاجً إلِ رعآة
كؿ هىٍها ،كها ٓؤدي أٓضا إلِ حدوث إٌهاؿ ٓؤثر فْ السموؾ السوي لمحدث ،وها ٓتبع دلؾ هف اىحراؼ،
وأقصِ ها ٓكوف الحدث حائ ار ٓ ٚعرؼ طرٓؽ الخطأ أو الصواب.
ففْ دراسة أجرٓت عمِ أثر وفاة أحد الوالدٓف أوكمٍٓها فْ العراؽ عاـ 1994ـ عمِ ( )60حدث هىحرفا
و( )60آخرٓف غٓر هىحرفٓف ،حٓث وضحت ٌدي الدراسة أف %36.67هف أباء هىحرفٓف %20هف
أهٍات هتوفٓاتٓ ،قابؿ فْ دلؾ %5هف آباء غٓر جاىحٓف.
-كها قاـ فْ أهرٓكا ( شمدوف ،ولٓتورجوؾ) بإجراء دراسة عمِ 500حدث جاىح ،وهجهوعة أخرى هف
أحداث غٓر جاىحٓف ،وكاىت الىتٓجة أف %20ـ الجاىحٓف توفِ آباؤٌـ أو أهٍاتٍـ وآباؤٌـ هعآ ،قابؿ
دلؾ %13.6عىد غٓر الجاىحٓف.
-فالحدث عىد فقداىً ٖحد والدًٓ ٓصبح ضائعا إ؟د ها تمقِ الرعآة واٌٚتهاـ الصحٓح الذي ٓبعدي عف
دائرة التشرد واٚىحراؼ.
-التربية األسرية الخاطئةٓ :قصد بٍا تجاٌؿ الوالدٓف لسموؾ أطفالٍـ والقسوة فْ التربٓة والتٍاوف فْ
الهعاهمة ،وٓرجع الخطأ فْ أسموب التربٓة ٌو جٍؿ كؿ هف اٖب واٖـ أوكمٍٓها بأسالٓب التربٓة السمٓهة.
فالهعاهمة القاسٓة لمحدث تؤدي إلِ رد فعؿ عدواىْ ،وأف التىاقض فْ الهعاهمة بٓف الوالدٓف ٓؤدي إلِ
ضعؼ قٓهً العمٓا ،وعدـ هعرفتً ٖسموب اٖخذ والعطاء أو هراعاة الهحٓطٓف أو إدراؾ اٖهور الخاطئة
هف الصائبة.
كها دلت الدراسات العمهٓة عمِ أف ىصؼ أو ها ٓقرب هف خهسة أضعاؼ هظاٌرٌا القسوة الهىزلٓة
أو التدلٓؿ الزائد أو هعاهمة الوالدٓف الخاطئة ،وٌدا ٓؤدي إلِ ىتٓجة واحدة وٌْ اىفصاـ روابط الطفؿ
باٖسرة واىحرافً وىبد استجابتً الهعادٓة لمهجتهع.
50
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-فإذا تـ التعاهؿ هع الحدث بحزـ زائد عف حدي ،فٓهكف أف تتكوف لدًٓ الرغبة فْ اٚىتقاـ ،أو ردود فعؿ
كالسرقة ،وهف ىاحٓة ٓىتج عىً شخصٓة ضعٓفة غٓر هتزىة وغٓر قادرة عمِ هواجٍة أي هشكمة تواجًٍ
وعدـ تىهٓة العٛقات اٚجتهاعٓة هع الهحٓطٓف بً.
ج-الوضع الثقافي واالقتصادي لألسرة :عمِ جىوح اٖحداثٓ ،ظٍر هف ىواح عدٓدة فقد تمجأ بعض
اٖسر إلِ السكف فْ أهاكف هزدحهة وغٓر صحٓة ،بسبب عجزٌا الهادي با٘ضافة إلِ اىتشار البطالة
وهىً اىتشار الفقر وبالتالْ ٓؤثر عمِ عدـ تمبٓة الحاجٓات اٖساسٓة التْ تضهف الىهو واستهرار الحٓاة
لمحدث ،هها ٓجعمً ٓقع فْ دائرة الجىوح ،ودلؾ هف خٛؿ دفع اٖبىاء لمبحث عف اٚسترزاؽ بوسائؿ
هختمفة.
-البطالةٓ :عد الواقع الجزائر أف هشكمة البطالة هازالت قائهة بسبب التدٌور اٚقتصادي وتىاقص الهوارد
الهالٓة التْ أدت إلِ إفٛس العدٓد هف الهؤسسات العهوهٓة ،هها أىتج الكثٓر هف البطالٓف وٌدا لً تّأثٓر
سمبْ عمِ كٓاف اٖسرة ودعائهٍا.
وهف جٍة أخرى أفرزت التغٓرات السرٓعة التْ ٓشٍدٌا العالـ ها ٓسهِ بصىاعة الجىس العالهٓة
التْ غالبا ها ٓذٌب اٖطفاؿ والهراٌقٓف ضحآاٌا فْ ظؿ اٖزهة الهالٓة وتسرٓح أٚؼ هف العاهمٓف،
وٌو اٖهر الذي ولد ظاٌرة البغاء بٓف اٖطفاؿ ،حٓث ٓذكر" أىطوىْ غدٓر "2005أف دراسة خاصة ببغاء
اٖطفاؿ فْ الوٓٚات الهتحدة اٖهرٓكٓة وبرٓطاىٓا وألهاىٓا ،أشارت إلِ أف أكثر ٌؤٚء ٌـ هف اٖطفاؿ
الهعوزٓف الدٓف ٌربوا هف بٓوتٍـ ثـ دخموا سوؽ البغاء لتأهٓف هصدر لمرزؽ (.كركوش، 2011،ص.)32
كها تبٓف هف خٛؿ "كهاؿ هاىع" بالجزائر حوؿ عواهؿ الجىوح اٖحداث بالجزائر سىة ،1997أف
%41هف الهىحرفٓف ٓىتهوف إلِ عائٛت فقٓرة أوجد فقٓرة بالهقارىة %10فقط هف غٓر الهىحرفٓف ،وكها
ٌو هعروؼ فالفقر ٓؤثر فْ كؿ هظاٌر الحٓاة العائمٓة ،بها فٍٓا السكف ،التربٓة الصحٓة واٚستقرار
العائمْ ،با٘ضافة إلِ أثار أخرى لمفقر لٍا تأثٓر كبٓر فْ ىهو سموؾ الطفؿ وهوقفً هع الهجتهع(.هاىع،
، 1997ص)117
وٓضٓؼ هصطفِ غالب ( )1991أف بٛىت ( )Blantسىة 1991ـ وصؼ أثر الفقر عمِ شخصٓة
الطفؿ وصفا هىسجها هع اىفعاٚت الطفؿ وسموكً اٚجتهاعْ وصٛبة شخصٓتً فْ الهستقبؿ ،حٓث رأى
أف العزوؼ الهادي الهستهر ٓؤدي إلِ قسوة السموؾ اٚجتهاعْ وصٛبة الشخصٓة وتكوٓىٍا ،واعتقد أف
الىاتج الثاىْ العزوؼ الهادي ٌو الشعور بعدـ اٖهف ،فغالبا ها تظٍر عٛهات القمؽ والفزع عمِ اٖطفاؿ
الدٓف كاىوا هأساة الخوؼ الحقٓقْ هف البرد والجوع ،وٓظؿ ٌدا الشعور هرتبطا ببىاء الشخصٓة لدرجة أىً
ٓ ٚزوؿ حتِ الوصوؿ عمِ دخؿ كافْ فٓها بعد أو المجوء إلِ اٚىحراؼ والجرٓهة(.كركوش،2008،
ص)34
51
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-وسائؿ االعالـ و االتصاؿ و التقميد :ﺇو ﺍلتقﺪن ﺍ٘عٛهْ ﺍلتﻜىﻮلﻮجْ لـ ٓقتصﺮ عمِ ﺍلتمفاﺯ ،وحدي
بل ﻅٍﺮﺕ َسٓمة ﺇعٛن جدٓدة ٌْ ،شبﻜة اٚىترىت ﺍلتْ ﺃصبحت بالىسبة لٗﻁفاؿ َﺍلشباﺏ ساحﺮﺍ
جدٓدا ٓستٍمؾ أوقاتٍـ َٓ ،ضع ﺃهاهٍﻢ هجاٚﺕ َﺍسعة لمهعﺮفة َﺍلثقافة ،لﻜىٍا فْ الوقت ىفسً تﻜشﻒ
جواىب ﺃخﺮُ سمبٓة لهغاهﺮﺓ غٓﺮ هأهﻮىة العواقب ٌَ ،ﺬﺍ ٓشﻜل تٍدٓدا قوٓا عمِ سمﻮكٓاﺕ ﺍٖحﺪﺍﺙ،
َٓجعمٍﻢ عﺮضة لىﻮعٓاﺕ هختمفة هﻦ ﺍلهعمﻮهاﺕ َﺍلصﻮﺭ ﺍلتْ تتىاسب هع هراحمٍـ ﺍلعهﺮٓة فٛبد هﻦ
ﺍلتسمٓﻢ بأو كثٓﺮﺍ هﻦ ﺍلهﻮﺍقع ﺍلهﻮجﻮﺩﺓ عمِ شبﻜة اٚىترىٓت تٍﺪﻑ ﺇلِ ﺇشاعة ﺍلفاحشة َﺍ٘باحٓة
والدعآة لمهشﺮَباﺕ ﺍلخهﺮٓة َﺍلهخﺪﺭﺍﺕ حٓث %62هﻦ ﺇعٛىاﺕ هىتﻮجاﺕ ﺍلهشﺮَباﺕ ﺍلخهﺮٓة عمِ
اٚىترىٓت جذابة ،كها صﺮىا ىسهع عﻦ جﺮﺍئﻢ ﺍلﻜتﺮَىٓة هﻦ قبٓل ﺍلسﻄﻮ َالتخرٓب َﺍقتحان لٗﻁفاؿ
هﻮﺍقع ﺍلﻜتﺮَىٓةَ ،تصهٓﻢ هﻮﺍقع لمعىﻒ َالتطرؼ تساٌﻢ فْ ﺍىتشاﺭ ثقافة ﺍلعىﻒ(.حشهة،2016،ص)8
كها أكد " "1985Shafferأف اٖطفاؿ الدٓف ٓهٓموف إلِ هشاٌدة براهج العىؼ فْ سىة 9 -8سىوات
ٓكوىوف أكثر عدواىٓة فْ سف 19سىة ،وأف السبب فْ دلؾ ٓعود إلِ أف اٖطفاؿ فْ ٌدي السف (-8
9سىوات) ٓ ٚهٓزوف بٓف ها ٌو واقع وها ٌو خٓاؿ ،وٓعتقدوف أف ها ٓشاٌدوىً فْ التمفاز واقعْ .
(الحىاكي ، 2006،ص.)42
-الهدرسة :تأتْ الهدرسة فْ الهرتبة الثاىٓة هف حٓث اٌٖهٓة فْ تىشئة الطفؿ ،ودلؾ لها لٍا هف أثر
فعاؿ فْ هختمؼ جواىب الطفؿ الىفسٓة واٚجتهاعٓة واٖخٛقٓة والسموكٓة خاصة ،واف الطفؿ فْ السىوات
اٖولِ ٓكوف هضبوطا عمِ التقمٓد والتطبع بالقٓـ التْ تسود هجتهعً الذي ٓعٓش فًٓ ،كها أىىا هف خٛؿ
الهدرسة ىستطٓع أف ىكتشؼ عوارض اٚىحراؼ هبك ار لدى اٖطفاؿ ،هها ٍٓٓئ الفرصة لعٛجٍا قبؿ
استفحالٍا هثؿ :اٚعتداء عمِ الزهٛء أو السرقة هف حاجٓاتٍـ أو هحاولة الٍرب هف الهدرسة أو إتٛؼ
أثاث الهدرسة هها ٓعطْ هؤش ار أولٓا لوجود خمؿ فْ سموكٓات الطفؿ.
-كها ٓمعب الطرد هف الهدرسة وضعؼ التحصٓؿ التربوي الذي برز هع التغٓر اٚجتهاعْ واٚقتصادي
السرٓع والتحضٓر فْ الهجتهع الجزائري وخاصة فْ اٖهاكف الحضرٓة ،حٓث تتركز ٌدي التغٓرات فْ
التعمٓـ ،العهؿ اٖجروي والىقود أصبحت هطموبة فْ حٓاة الهراٌقٓف والعجز عف تحقٓقٍا ٓكوف سببا قوٓا
لدفع اٖحداث إلِ السقوط فْ الجرٓهة واٚىحراؼ.
52
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-كها ٓعتبر الفشؿ الهدرسْ والطرد هىً فْ سف هبكرة قد ٓكوف لً أثر كبٓر عمِ التحصٓؿ التربوي وعمِ
سموؾ اٖفراد،فاٖوٚد الهطرودوف هف الهدرسة فْ الجزائر فْ سف 13أو 14سىة ٓجدوف أىفسٍـ فْ حالة
غٓاب الرقابة اٖبوٓة هتسكعٓف فْ الشوارع بٌ ٛدؼ،وبالتالْ فإىٍـ ٓصبحوف أكثر عرضة لٛختٛط
بالهىحرفٓف وبالىشاطات ا٘جراهٓة،والتْ ٓهكف أف تعطٍٓـ ىوعا هف الترقٓة وربحا هالٓا وهرك از
اجتهاعٓا،كها أف الطرد هف الهدرسة فْ سف هبكر ٓىتج عىً تحصٓؿ تربوي ضعٓؼ وٌذا ها ثبت وفؽ
دراسة "كهاؿ هاىع" حوؿ عواهؿ جىوح اٖحداث وذلؾ أف ىسبة %66هف الهىحرفٓف كاىوا أهٓٓف أو ىصؼ
أهٓٓف (.هاىع ،1997،ص)121
-ظروؼ السكف :هف آثار الفقر أٓضا السكف فْ بٓت هكتظ وب ٛوسائؿ ضرورٓة وقد وجدىا أف ىقص
ٌذي الوسائؿ الضرورٓة هثؿ ،الثٛجة-حهاـ-طباخة ٌْ...أكثر فْ أوساط الهىحرفٓف الذٓف وضعٓتٍـ
اٚقتصادٓة سٓئة وقد دلت كثٓر هف الدراسات العالهٓة عمِ وجود عٛقة بٓف البٓئة لمسكف وبٓف اىحراؼ
اٖحداث حٓث ثبت وفؽ دراسة"كهاؿ هاىع" أف ىقص التأثٓث الهىزلْ وغٓاب جو هرٓح فْ البٓت ٓهكف أف
ٓدفع كثٓر هف اٖطفاؿ أف ٓختاروا الٍروب إلِ الشارع حٓث الرقابة قمٓمة ،وفرص اٚىحراؼ كثٓرة وخاصة
فْ الهدٓىة،وحٓث أف ىسبة %35هف الهىحرفٓف و%1فقط هف غٓر الهىحرفٓف كاىوا ٓقضوف هعظـ أٓاـ
اٖسبوع فْ الهقاٌْ ،كها أف %53هف الهىحرفٓف و%16فقط هف غٓر الهىحرفٓف قالوا بأىٍـ كاىوا
ٓقضوف وقتٍـ هتجولٓف فْ الشوارع هعظـ أٓاـ اٖسبوع.
وهف ٌىا ىجد أٓضا أف شخصٓة الحدث تتشكؿ فْ الغالب بحسب سكاف الحْ وبحسب هكاىة الحْ
السكىْ ،عمِ هستوى الهدٓىة وبحسب وسائؿ التروٓح الهتاحة فًٓ.
وقد حاوؿ بعض العمهاء تصىٓؼ تمؾ اٖحٓاء الهصدرة لمجىاح والتْ تعد هكاف تفرٓغ لمهجرهٓف وعد هىٍا
7أىواع ٌْ:
-2الحْ الفقٓر جدا بحٓث تصبح السرقات البسٓطة وكأىٍا أهر طبٓعْ.
-4الحْ الذي ٓعٓش فًٓ غٓر الهتزوجٓف وهف سهاتً الخمٓط السكاىْ الغٓر هتجاىس.
-5الحْ الذي ٓغؿ عمِ سكاىً اٖقمٓات الهتهٓزة عف الهجتهع بحٓث ٓهتاز بعزلة اجتهاعٓة.
53
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-7الحْ الىائْ وٌذي عادة ها تكوف أقرب لمرٓؼ وتكوف همجأ ٚختٛؼ الهجرهٓف.
كها تمعب الهتغٓرات السكاىٓة فْ أي هجتهع تأثٓ ار بالغا عمِ سٓاؽ الحٓاة واىتظاهٍا فًٓ،و كذلؾ عمِ
سموكٓات اٖفراد ،ف ٛشؾ أف كثافة السكاف أو ىقصٍا وهعدٚت الهوالٓد والوفٓات وتوسط العهر وىصٓب
الفرد هف خدهات الرعآة اٚجتهاعٓة كمٍا عواهؿ قد ٓكوف لٍا اىعكاسات هباشرة وغٓر هباشرة فْ حدوث
الكثٓر هف الهشكٛت التْ تعاىْ هىٍا الهجتهعات وهف بٓىٍا جىوح اٖحداث ،وذلؾ ىظ ار لوجود عٛقة
بٓف الطبقة اٚجتهاعٓة التْ ٓىتهْ إلٍٓا الحدث والجىوح بهعىِ ٌؤٚء الذٓف ٓعشوف فْ ظؿ طبقة
اجتهاعٓة دىٓا ٓكوىوف عادة هعرضٓف لمجىوح أكثر هف غٓرٌـ.
-أوقات الفراغ :غالبا ها ٓتاح لمحدث خٛؿ هراحؿ ىهوي الهختمفة فترات طوٓمة هف الوقت ٓ ٚﻜوف
لدٍٓا فٍٓا عهؿ هحدد ٓؤدًٓ ،وٌذا ها ٓطمؽ عمًٓ وقت الفراغ .و ٓعتبر ٌذا الوقت سٛحا ذا حدٓف ،
فإذا استهر ٌدا الوقت بشﻜؿ عمهْ هخطط و هىظـ فإىً غالبا ها ٓؤدي الِ بىاء أجٓاؿ صالحة ذات
قدرات و هٍارات اجتهاعٓة و فىٓة عالٓة وهفٓدة ،أها إذا ترؾ ٌذا الحدث ٓشغمً بطرٓقتً الخاصة دوف
توجًٓ أو هتابعة فإف ذلؾ قد ٓؤدي الِ ىتائج ٚتحهد عقباٌا ،فاؿﻜثٓر هف السموؾ الجاىح قد ٓﻜوف
غٓر هوجً ،أو ىتاجا ٚفتقاد التوجًٓ فْ استثهار وقت الفراغ وهف تـ فإف القصور فْ هجرد لعب
توفٓر وسائؿ سوٓة لمترفًٓ ،و شغؿ وقت الفراغ ٓﻜوف هف العواهؿ التْ تسٍـ فْ حدوث السموؾ
الجاىح فقد لوحظ.
إف جرائـ اٖحداث تزداد فْ الهىاطؽ الخالٓة هف وسائؿ المٍو كالىوادي و الحدائؽ و الهٛعب ،كها
لوحظ أف تمؾ الجرائـ تقع فْ أوقات غٓر أوقات الد ارسة أو العهؿ ،وهف ذلؾ ٓبدو واضحا أف سوء
استثهار وقت الفراغ أو عدـ استثهاري ٓؤدي إلِ ظٍور جرائـ اٖحداث .
وٓؤٓد ذلؾ ها جاءت بً إحدى الدراسات حٓث وجد أف %93هف الجاىحٓف ٓستغموف أوقات فارغٍـ
فْ أىواع هف الىشاطات الضارة كالتسكع فْ الطرقات و الهغاهرة ٓ %1،ستغموف أوقات فارغٍـ فْ ىشاط
غٓر هىتج ولكىً غٓر ضار و أف %1هىٍـ فقط ٓستغموف أوقات فارغٍـ فْ ىشاط هىتج( .حوهر ،دت،
ص)159
وفْ الدراسة التْ أجراٌا"حٓدر" عمِ الهجتهع السوري ظٍر أف %82هف اٖحداث ارتكبوا أفعالٍـ
اٚىحرافة بهشاركة آخرٓف.
-وفْ الدراسة التْ أجراٌا "الربآعة" عمِ ثٛثة هجتهعات اٖردف ،الهغرب ،السوداف ظٍر أف %40هف
أفراد العٓىة ارتكبوا جرائهٍـ باٚشتراؾ هع آخرٓف وتبٓف أف اٖصدقاء ٓشكموف حوالْ %87هف أعضاء
ٌذي الجهاعة فتأثٓر جهاعة الرفاؽ ها ٌو إ ٚعاهؿ هف العواهؿ اٚجتهاعٓة الهؤثرة فْ اىحراؼ اٖحداث
54
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
ٓ ٚعهؿ إ ٚبوجود عواهؿ أخرى هختمفة تدفع الحدث إلِ أف ٓجد فْ هثؿ ٌذي الرفقة تخفٓفا لهتاعبً
وصراعاتً وهف أهثمة ٌذي العواهؿ فقداف الرعآة اٖسرٓة أو الفقر الشدٓد واٌ٘هاؿ أو القسوة الزائدة.
(سرحاف،1994،ص.)94
إف تفسٓر ظاٌرة الجرٓهة أو الجىوح بشكؿ قد اتخذ عدة طرؽ همتوٓة،فقد ظٍرت عدة اتجاٌات وىظرٓات
ىادت كؿ هىٍا حسب توجٍٍا ،وذلؾ أىً ٓ ٚهكف القوؿ أف ٌىاؾ عاه ٛهحددا أو ىظرٓة واحدة تستطٓع
بهفردٌا تفسٓر ظاٌرة الجىوح عمِ ىحو عمهْ وهوضوعْ ،فالهدرسة البٓولوجٓة عممت ىشوء الظاٌرة
بوجود خمؿ عضوي فْ تكوٓف الحدثٓ ،وجد هعً هىذ وٚدتً وٓىفرد بً عف غٓري،أها الهدرسة الىفسٓة فترى
أف اٖهراض والعمؿ الىفسٓة والعقمٓة ٌْ التْ تدفع لمجرٓهة أو الجىوح ،أها الهدرسة ا٘جتهاعٓة فتبرز
الصمة بٓف الظاٌرة ا٘جراهٓة والعواهؿ اٚجتهاعٓة ،وٌذا ها سوؼ ٓتـ التعرؼ عمًٓ:
سادت أفكار الهدرسة البٓولوجٓة الموهبروزٓة تفسٓرات اىحراؼ اٖحداث حتِ أوائؿ القرف العشرٓف
لـ ٓكف هصطمح اىحراؼ اٖحداث قد ظٍر بعد وٓىظر أىصار ٌذي الهدرسة إلِ الجاىحٓف عمِ أىٍـ
ٓعاىوف هف اىحراؼ أخٛقْ فطري ،وهف عدـ قدرة عمِ كؼ الدوافع الغرٓزٓة ،وهف تأثٓر ذي طابع
إجراهْ ٔباء هدهىْ خهر.
-حٓث كاف ٓعتقد العالـ ا٘جراهْ ا٘ٓطالْ" سٓزار لهبروز" ٓعتقد فْ السبعٓىات هف القرف التاسع عشر
أىً ٓهكف تهٓٓز الىهاذج ا٘جراهٓة ،بخصائص تشرٓحٓة هعٓىة هثؿ ،حجـ الجهجهة ،والفكٓف والجبٍة
وطوؿ الذراع ،ورغـ اىً أقر بأف التعمـ ا٘جتهاعْ قد ٓؤثر فْ ىهو الىزاعات وأىهاط السموؾ
ا٘جراهْ ،إ ٚأىً عمِ العهوـ كاف ٓعتبر الهجرهٓف أشخاصا هشوٌٓف أو ٓعاىوف هف العجز أو
القصور هف الوجٍة البٓولوجٓة ،غٓر أف ٌذي الىظرٓة سرعاف ها فقدت هصداقٓتٍا ،وحمت هحمٍا
توجٍات ىظرٓة أخرى تهٓز بٓف ثٛثة أشكاؿ لمجسـ ا٘ىساىْ ،وتربط واحدا هىٍا بالىزعة إلِ
اٚىحراؼ ،فالىوع العضمْ الىشط كها تزعـ ٌذي الىظرٓةٓ ،كوف أصحابً أكث هٓ ٛلمعداء ولٛىحراؼ
ههف ٓتصفوف بتحوؿ الجسـ أوهف اٖشخاص ذوي اٖجساـ الههتمئة (.غدىز ،2005،ص.)281
-كها تىاولت أىا ستازي " "Ana satazieبالبحث فْ خصائص أو شكؿ الوجً واٖبعاد الجسهٓة
والظروؼ الفسٓولوجٓة وتأثٓر الغدد الصهاء والبٓئة الداخمٓة لمدـ وطبٓعة الحواس ،باعتبار أف كؿ ذلؾ
ٓدخؿ فْ تحدٓد التكوٓف الجسهْ لمفرد ،واىتٍت إلِ أف أٓة عٛقة تقوـ بٓف خصائص الوجً والسهة
السٓكولوجٓة ٓ ٚهكف أف تكوف ذات قٓهة عمهٓة حقٓقٓة ،وحتِ فْ حالة ظٍور اتفاؽ بسٓط بٓف
55
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
بعض خصائص الوجً والجهجهة وبٓف السموؾ ،فإف ٌذا اٚتفاؽ لف ٓكوف أكثر هف هجرد استىتاج
فقط ،وأثبتت ستازي أف العٛقة ضئٓمة أو هىعدهة بٓف حجـ الجسـ بصفة عاهة والهستوى العقمْ
لمفرد.
-كها ٓتفؽ كؿ هف *ٌٓمْ وبرت *عمِ أف الوراثة الهباشرة فْ السموؾ الهضاد لمهجتهعٓ ٚ ،عتهد
عمٍٓا إ ٚفْ حاٚت استثىائٓة.
-وهف التفسٓرات الحدٓثة التْ ربطت الجاىب البٓولوجْ والجرٓهة دلؾ اٚتجاي الذي حاوؿ تفسٓر التبآف
الكبٓر بٓف اىحراؼ الذكور هف جاىب ،واىحراؼ ا٘ىاث هف جاىب آخر ،بإرجاعً إلِ التفاعؿ ،تفاعؿ
الدور الهرتبط بالجىس والفروؽ البٓولوجٓة بٓف الجىسٓف ،وقد أشار "وٓمسوف ٌٓرىستٓف" إلِ سبب
بٓولوجْ آخر فسر بً زٓادة ها ٓرتكبً الذكور هف العدواىٓة عها ٓرتكبً ا٘ىاث ،حٓث أرجع ذلؾ الفرؽ
إلِ ٌرهوف الذكورة ،حٓث قاؿ أف ٌرهوف الذكورة أف ٌرهوف الذكورة الهسهِ ( )Androgensبسبب
حدوث هستوٓات عالٓة هف العدواىٓة بشكؿ عاـ ،إ ٚأف ٌىاؾ هستوى ٌرهوىْ ذكوري هرضْ ٓرتبط
عادة بزٓادة العدواىٓة ،وهف ثـ ا٘قداـ عمِ ارتكاب السموؾ ا٘جراهْ بٓف الذكور.
وفْ حٓف ٓرى الرأي السابؽ إهكاىٓة ربط الفروؽ بٓف الذكور وا٘ىاث بالفروؽ الٍرهوىٓة بغض الىظر عف
اٚختٛؼ فْ الجواىب الفٓزٓقٓة الخاصة بالحجـ والقوة (غاىـ ، 2004 ،ص.)38
تىطمؽ الىظرٓات اٚجتهاعٓة هف دراسة الجىوح كظاٌرة اجتهاعٓة تخضع فْ شكمٍا وأبعادٌا
لقواىٓف حركة الهجتهع ،فٍْ ٚتٍتـ بالجاىح الفرد بقدر ها ترتكز جٍدٌا عمِ هجهؿ الىشاط الجاىح.
وترى هعظـ الىظرٓات أف الجىوح أهر ٓتعدى السموؾ الفردي بدوافعً السوٓة هىٍا ،والهرضٓة وٓ ٚهكف
فٍهً إ ٚهف خٛؿ دراسة بىٓة الهجتهع وهؤسساتً ،وقد ٓكوف لمعواهؿ الذاتٓة دورٌا إ ٚأف تحدٓد الجىوح
ر إجتهاعٓا (.حجازي ، 1981،ص .) 64
ٓبقِ أص ٛأه ا
ٓذٌب هرتوف ( )A.mortonإلِ أف الهجتهع ٓضغط عمِ أفرادي لرفع طهوحٍـ إلِ درجة ٚ
تتهاشِ وا٘هكاىٓات الهتوفرة ،هها ٓؤدي إلِ السموؾ الهىحرؼ أو الجاىحٌ ،ذا الوضع تتهٓز بً غالبٓة
الهجتهعات الكبٓرة الهعاصرة ،حٓث وضعٍا هرتوف بالخصائص التالٓة:
-الرغبة الجاهحة لجهع الهاؿ بكؿ الطرؽ وعمِ هستوى جهٓع الطبقات اٚجتهاعٓة.
56
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-لجوء ٌذي الطبقات إلِ غٓر القاىوف بدٓ ٛعف الحاجة ( .الدوري،1984،ص.)276
إذ قاؿ (هرتوف) أف اضطراب الهعآٓر اٚجتهاعٓة ٓىجـ عف كسر أو تٍشـ أىساؽ البىاء اٚجتهاعْ
وهفاصمة الرابطة بٓىٍها،وٌذا غالبا ها ٓىفع عىدها ٓحصؿ اىفصاؿ حاد بٓىٍها ،أي بٓف الهعآٓر الثقافٓة
وبٓف طاقة البىاء اٚجتهاعْ وأفراد الهجتهع بالتصرؼ حسب الهعآٓر الثقافٓة وبٓف طاقة البىاء
اٚجتهاعْ وأفراد الهجتهع بالتصرؼ حسب الهعآٓر البىائٓة ،فالفرد أو الشاب عىدها ٓعٓش فْ وسط
هجتهع تكسر بىاؤي اٚجتهاعْ وتبعثرت هعآٓري اٚجتهاعٓة وباتت فْ اضطراب هتوتر ،عىدٌا ٓضطر
هرتوف ٌذا التبىْ بالتبىْ الهبدع ( )innovationأي أف الشاب أو الفرد ٓىظر إلِ أٌداؼ الهجتهع ىظرة
احتراـ وتقدٓر وٓرٓد الوصوؿ إلٍٓا ،إ ٚأىً ٓرفض استخداـ الوسائؿ السائدة والهتبعة هف قبؿ أفراد هجتهعً
لموصوؿ إلِ الٍدؼ وازاء ذلؾ فالشاب ٓمجأ إلِ ٌذا الهوقؼ بتبىْ وسائؿ غٓر قاىوىٓة ( هزخرفة) بسبب
اٚضطراب الهتوتر لمهعآٓر اٚجتهاعٓة التْ سببٍا اىٍٓار البىاء اٚجتهاعْ.
فالفقٓر جبؿ عمًٓ أف ٓتقبؿ ها عىدي ،وٓ ٚسعِ إلِ أخد حقوقً أو ٓطالب بٍا ،ولكف هع غٓاب
الهعآٓر اٚجتهاعٓة ٓذٌب إلِ البحث عف وسائؿ جاىحة وهىحرفة لكْ ٓحسف وضعً اٚقتصادي،
وٓحقؽ أٌدافً غٓر التْ وضعتٍا لً الطبقة الدىٓا .
-أف فشؿ الفرد فْ تحقٓؽ أٌداؼ اجتهاعٓة عبر وسائؿ هشروعة تدفعٍـ لموقوع فْ الجىوح.
-غالبا ها ٓربط أصحاب ٌذي الىظرٓة بٓف عهمٓات التخرٓب والتٍدٓـ وجىوح اٖحداث أكثر هف ربطٍـ
بٓف السرقة والفشؿ والجىوح .
ٓ-قر "البرت كوٌف" 1955بأف عدـ قدرة الحدث هف أبىاء الطبقة الوسطِ عمِ تحقٓؽ قٓهٍا الخاصة
بٍا التْ اكتسبٍا وتعمهٍا هف طبقتً عبر تىشئتً تدفعً لمسقوط فْ الجىوح/لكىً عىدها ٓعرؼ بأىً غٓر
قادر عمِ تحقٓقٍا عبر وسائؿ هشروعة ٓقوؿ بأف وسائؿ طبقتً ٚتستحؽ أف ٓستخدهٍا ٖىٍا غٓر
هجدٓة ،إىً لهجرد شعوري بٍذا الشعور ٓمجأ إلِ تبىْ وسائؿ غٓر هشروعة،وٌذا ها ٚحظً "كوبرٓف" عىد
أبىاء الطبقة الوسطِ ،عىدها ٓفشموف بالوصوؿ إلِ أٌداؼ ىاجحة وهشروعة تسود طبقتٍـ ،هها ٓجعمٍـ
ذلؾ ٓعبروف بشكؿ سمبْ عف حكهٍـ الرافض لٍا فْ تجهعاتٍـ وهجالسٍـ ووسائؿ إعٛهٍـ أي عبر
ثقافتٍـ الفرعٓة.
57
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-أها " كمووارد واٌمٓف" ، 1960فٓرى أف ٌىاؾ عٛقة بٓف الثقافة الفرعٓة الخاصة بالهدهىٓف عمِ
الهخدرات خاصة بالشباب فْ الهىاطؽ الحضرٓة الفقٓرة والهوبؤة بالجرائـ التْ تجهع الهىسحبٓف هف ىسؽ
القٓـ اٚجتهاعٓة السائد والهشروع ،وحاؿ إرساء الشباب قواعد لقٓهٍـ الثقافٓة الفرعٓة تبرز أهاهٍـ فرص
الجىوح أو أىشطة جاىحة ٓكوف إىجازٌا هرضٓا لثقافتٍـ الفرعٓة الخاصة بٍـ التْ تكوف عبر وسائؿ غٓر
هشروعة (.العهر،2008،ص.)241
و ٌكذا ٓكشؼ "هٓرتوف" وغٓري هف العمهاء ارتفاع هعدٚت الجرٓهة والبغاء والسموؾ الجاىح وأشكاؿ
اٚىحراؼ الهختمفة بٓف أفراد الطبقة الدىٓا ،إذا ها قورىت بهعدٚت الطبقة العمٓا فْ الهجتهع حتِ أف
كمووارد ٓقوؿ أف اٚىحراؼ أساسا ٌو ظاٌرة الطبقة الدىٓا (.بوالهايف ، 2008،ص)89
-إف أصحاب ٌذي الىظرٓة كاف قائـ عمِ تفسٓرات اىحراؼ اٖحداث بالتركٓز عمِ الكٓفٓة التْ تتـ بٍا
عهمٓة تكوف الثقافات الفرعٓة لمجاىحٓف هف هىطمؽ أف كؿ فئة جاىحة تشترؾ فْ هبادئ وقٓـ
واتجاٌات تؤلؼ ثقافة خاصة بٍـٓ،ستهدوف هىٍا الشعور باٚىتهاء وتبرٓرات لمسموؾ أٚىحرافْ.
إف لجوء ٌذي الىظرٓة إلِ فكرة أف السموؾ ا٘جراهْ ٌو فْ أكثر حاٚتً ىتٓجة لمتعمـ الذي
ٓكتسبً الفرد هف خٛؿ الجهاعات اٖولٓة و ٚسٓها جهاعات اٖقراف ،حٓث تختمؼ ٌذي الىظرٓة اختٛفا
واسعا عف اٖفكار التْ تغزو الىزاعات ا٘جراهٓة إلِ عواهؿ ىفسٓة(.غدىز،2005،ص.)286
كها تستىد ٌذي الىظرٓة أساسا عمِ ىظرٓة التفكؾ اٚجتهاعْ حٓث ذٌب "سذرٚىد" إلِ القوؿ بأف الفرد
حٓف ٓختمط بجهاعات هختمفة ٓتأثر بعدة عواهؿ ،بعضٍا ٓدفع إلِ ا٘جراـ والبعض أخر ٓهىع هف
هخالفة القاىوف ،وٓختمؼ تأثٓر ٌذي العواهؿ أو تمؾ فْ الفرد حسب أسبقٓة واسته ارري وعهقً ،فأسبقٓة
التأثٓر تعىْ أف الفرد ٓتأثر هىذ فجر حٓاتً بالسموؾ السائد فْ هجهوعة هعٓىة ٌْ أسرتً وقد ٓكوف ٌذا
السموؾ هتفقا هع القاىوف ،وقد ٓكوف هختمفا ،وقد إفترض "سذرٚىد" أف اٖشخاص ٓكتسبوف اٖىهاط
السموكٓة الهتىاسبة هع القاىوف أي اف السموؾ ا٘جراهْ ٓتعمـ هف خٛؿ عهمٓة التعاهؿ هع أشخاص
آخرٓف.
واذا كاف تارد ( )TARDقد أقاـ ىظرٓتً فْ إىتقاؿ السموؾ عمِ فرضٓتً اٖساسٓة فْ ا٘ٓحاء أو
التقمٓد فإف "سترٚىد" كاف أكثر دقة فْ كٓفٓة حدوث ٌذا ا٘ىتقاؿ بالىسبة لمسموؾ ا٘جراهْ بوجً خاص،
ولقد بىِ " ستذٚىد" ىظرٓتً ا٘جتهاعٓة عمِ فرضٓة جدٓدة سهاٌا ا٘ختٛط التفاضمْ وٌْ هحاولة عمهٓة
جادة لتشخٓص تمؾ العهمٓات الضرورٓة فْ تكوٓف وفْ تطور السموؾ ا٘جراهْ.
58
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-حٓث ٓرجع "ستىذرٚىد" أف ا٘ختٛط التفاضمْ ٓرجع إلِ خطوة أساسٓة هفاذٌا أف السموؾ ا٘جراهْ
سموؾ هكتسب غٓر هورث ٓتعمهً الفرد هف خٛؿ إختٛطً بأفراد آخرٓف،وذلؾ بعهمٓة تواصؿ أو عهمٓة
تفاعؿ إجتهاعْ بٓف اٖفراد الذٓف ٓىتهوف إلِ الجهاعة الواحدة أو الهجتهع الواحد ،وٓتـ هثؿ ٌذا التواصؿ
اٚجتهاعْ با٘تصاؿ المفظْ أو بالمغة الكٛهٓة الشائعة أو بمغة ا٘شارة أحٓاىا( .الدوري،198،ص.)248
كها أف "سوذرٚىد " عاـ 1948ـ صاغ هسمهات ىظرتً عمِ الىحو التالْ:
-أف السموؾ اٚجراهْ سموؾ هتعمـ.
ٓ -تـ تعمٓـ السموؾ ا٘جراهْ هف خٛؿ ا٘تصاؿ أو التخاطب هع اٖشخاص أخرٓف أثىاء هواقؼ
التفاعؿ اٚجتهاعْ.
ٓ-حدث الجاىب الرئٓسْ هف تعمـ السموؾ ا٘جراهْ داخؿ الجهاعات الحهٓهٓة التْ ٓىتهْ إلٍٓا الفرد.
ٓ -صبح الفرد جاىحا أو هجرها إذا أرجحت عىدي التعارٓؼ التْ تؤدي إلِ إىتٍاؾ القاىوف أكثر هف
هثٓمتٍا الخاصة برفض إىتٍاؾ القاىوف أو التْ تؤٓد ضرورة ا٘ىصٓاع لمقاىوف.
-تىطوي عهمٓة تبآف ا٘قتراؼ الخارجْ فْ تك ارري وهدى إسته ارري وشدتً وأولوٓتً.
-تىطوي عهمٓة تعمـ السموؾ اٚجراهْ هف خٛؿ ا٘قتراف بالىهاذج ا٘جراهٓة.
ٓ -ؤكد "سوذرٚىد" أىً لٓس هف الضروري أف ٓحدث اٚختٛط هباشرة بالهجرهٓف ،فاٖطفاؿ ربها
ٓتعمهوف الهفآٌـ الهؤٓدة لمسموؾ ا٘جراهْ هف آبائٍـ ،عف طرٓؽ سهاعٍـ أو رؤٓتٍـ لكؿ ها هف شأىً
أف ٓدعـ سموكٍـ ا٘جراهْ ،أها هف جٍة أخرى فٍو ٓرى أف السموؾ ا٘جراهْ ٓتـ اكتسابً هف خٛؿ
اٚقتراف بالهجرهٓف بهعىِ أف ذلؾ ٓتطمب أف تتـ التىشئة ا٘جتهاعٓة فْ إطار ىسؽ هف القٓـ،
ٓوصؿ إلِ اىتٍاؾ القاىوف ،وٌكذا فإف الهجرـ الذي ٓوجد لدًٓ ا٘ستعداد الكاهف لٙجراـ ٓتعمـ الهفآٌـ
أو التعرٓفات الهجىدة لمسموؾ ا٘جراهْ أو ا٘ىحراؼ ( ربيع ،ب .ت ،ص.)152
59
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
إذا تـ التطرؽ إلِ الهحممٓف الىفسٓٓف ،فقد ٓبرز عمِ الفور الهحمؿ الىهساوي "سٓغهوىد فروٓد"
" ،"S. Freudوذلؾ لفٍـ اىعكاسات ىظرٓتً عمِ تفسٓر الجرٓهة والتْ تقوـ عمِ أف الىفس ا٘ىساىٓة
تتكوف هف ثٛثة جواىب وٌْ الٍو(، )IDالذات( ،)Egoالذات العمٓا( )Super Egoحٓث :الٍو ()ID
ٌو ذلؾ الجاىب الٛشعوري ( )Unconscionsالفطري هف الىفس ا٘ىساىٓة ،وهستودع الىزاعات الغرٓزٓة،
أها الذات( )Egoوالتْ تكوف بهثابة السمطة التىفٓذٓة التْ تقود الشخصٓة ،أها الذات العمٓا( Super Eg
وٌْ بهثابة الحكـ أو الضهٓر لىفسْ لٙىساىٓة.
فقد ىظر " فروٓد" إلِ الشخصٓة هف زاوٓة الصراع بٓف ا٘بداع هف ىاحٓة والٍدـ هف ىاحٓة أخرى،
فا٘بداع تهثمً الىزاعات الغرٓزٓة لٙىساف ٚسٓها التعبٓر عف الغرٓزة الجىسٓة والتعمؽ العاطفْ والٍدـ ٓهثمً
الدافع لدى الهجتهع فْ هعاقبتً هف ٓ ٚحترهوف قواعد السموؾ ،حٓث تقع الجرٓهة إها ىتٓجة ٘خفاؽ
الشخص فْ كبت ىزعاتً الغرٓزٓة كمٓة أو لعجزي عف تصدٍٓا أو تحوٓؿ ىشاطً الغرٓزي إلِ صور هف
السموؾ اٚجتهاعْ فْ الهقبوؿ،وبالتالْ فقد ٓعبر الهجرـ عف ىزعاتً تعبٓ ار هباش ار وقد ٓفمح الهجرـ فْ
كبت ىزعاتً واسقاطٍا فْ الٛشعور،ولكىً هع ذلؾ ٓعود إلِ التعبٓر عىٍا رهزٓا سموؾ ٓعتبر جرٓهة فْ
القاىوف.
وقد هٓز " فروٓد" بٓف ىوعٓف هف الهجرهٓف الهجرـ الذي ٓحس بالظمـ " "criminal by injusticeوالهجرـ
الذي ٓحس بالذىب " "criminal by guiltفاٖوؿ ٓخضع فْ البدآة لتأثٓر العواهؿ الدافعة إلِ الجرٓهة
فٓرتكب ٌذي اٖخٓرة ،وبعد ذلؾ ٓشعر بالذىب وٓعاقب ،أها الهجرـ الذ ٓحس بالذىب فإف إحساسً بالذىب
إتجاي رغباتً الهاضٓة ٌو الذي ٓقودي إلِ ارتكاب الجرٓهةٖ ،ىً بطرٓقة غٓر واعٓة ٓسعِ إلِ التفكٓر عف
الجرٓهة الجدٓدة وعف سموكً الهاضْ عمِ السواء،ووسٓمة ٌذا التفكٓر فْ ىظري ٌْ الخضوع لمعقوبة
ولٍذا فإف هثؿ ٌذا الهجرـ ٓكوف عادة هف هعتادي ا٘جراـ ،وٌو ٓحصؿ عمِ ىوع هف " ا٘شباع الىفسْ"
كمها تكرر توقٓع العقوبة عمًٓ،كها ٚحظ " فروٓد" أف ٌذا الىوع هف الهجرهٓف ٓحرص بعد ارتكاب الجرٓهة
عمِ ترؾ آثار تساعد فْ التعرؼ والقبض عمًٓ بؿ أف الرغبة فْ الخضوع لمعقاب لدى الهجرـ قد تصؿ
إلِ حد اٚعتراؼ بارتكاب جرٓهة لـ ٓرتكبٍا قط (.رهضاف ، 2001،ص.)76
ولقد قاهت ىظرٓة التحمٓؿ الىفسْ بتفسٓر وتوضٓح العٛقة القائهة التْ تربط بٓف ها ٌو غٓر
هرغوب فًٓ ( ،الههىوعات والهحرهات) هف ىاحٓة ،وبٓف رغبة الفرد هف ىاحٓة أخرى ،حٓث ىجد كؿ
شْء هحرـ أو ههىوع ،إىها ٓخفْ وراءي رغبة وبالتالْ الحدث الجاىح ٌو الذي تسٓطر الدوافع الغرٓزٓة
والعدواىٓة عمِ قٓهتً ا٘جتهاعٓة وأف ا٘ضطراب فْ البٓئة ٓكوف بهثابة عواهؿ تخمؽ الشخصٓة الغٓر
سوٓة واٚجتهاعٓة ،فالبٓئة ا٘ىحرافٓة تىتج أكثر الهىحرفٓف (.زغير،و صالح،2010،ص.)18
60
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
وٌكذا ٓؤكد أىصار هدرسة التحمٓؿ الىفسْ عمِ أف جهٓع هظاٌر السموؾ ا٘ىساىْ تصدر عىً
ىتٓجة تأثٓر قوة دافعة وٌْ ها تعرؼ بالدافع ،سواء أكاىت تمؾ الدوافع شعورٓة أـ ٚشعورٓة ،وقد ساعد
إكتشاؼ وفٍـ شخصٓة ا٘ىساف وهكوىاتٍا هف خٛؿ ها ٓدور بداخمٍا هف صراعات وتىاقضات والذي
ٓؤكدٌا "فروٓد" بأف السىوات اٖولِ هف عهر الطفؿ ٌْ التْ تعكس شخصٓتً ،فٓها بعد وها ٓتعرض
الطفؿ وها ٓعٓشً هف توترات وصراعات داخؿ اٖسرة والبٓئة غٓر السمٓهة ،التْ ٓعٓش فٍٓا تساٌـ فْ
تكوٓف الشخصٓة الغٓر السوٓة والهضطربة ،اٖهر الذي ٓجعؿ الفرد ٓسٓر فْ طرٓؽ غٓر هقبوؿ وغٓر
هتوافؽ هع الهجتهع وبالتالْ ٓجد ىفسً فْ هىزلة اٚىحراؼ والجرٓهة أحٓاىا (.أبو توتة ،1998 ،ص.)26
لقد ذٌب "أدلر" فْ إتفاقً هع فروٓد فْ بعض جواىب ىظرٓتً إلِ اتفاقً هعً فْ فكرة أف الجىس
ٌو الهحرؾ اٖساسْ لمحٓاة ،ولكف ٌذا التوافؽ هع" فروٓد" لـ ٓكف هطمقا ،حٓث ىجدي ٓىتقؿ بأفكاري إلِ
أف ا٘ىساف حٓواف عدواىْ وهف خٛؿ إتباعً لمسموؾ العدواىْ بقْ عمِ قٓد الحٓاة ،وهف ثـ اعتبر
العدواف أكثر أٌهٓة هف الجىس ،وٌكذا سار تفكٓر "أدلر" إلِ العدواىٓة والقوة والسٓطرة حٓث ٓرى "أدلر"
أف أسموب الحٓاة ٌو الهبدأ اٖساسْ الفردي الذي ٓهٓز الفرد ،ولً صفة تفسٓرٓة بالىسبة لسموؾ الفرد
وخبراتً ،فالشخص الذي تكوف حٓاتً همٓئة بهشاعر اٌ٘هاؿ وعدـ اٚحتراـ والىبذ والهشاعر السمبٓة التْ
تىتابً وٓشعر بأىً غٓر هرغوب فًٓٓ ،فسر وٓوضح خبرات حٓاتً الهختمفة هف خٛؿ اٖسموب الذي عاش
فًٓ ،وٓعتبر ذلؾ بهثابة ا٘طار الهرجعْ لً ،فالشخص الذي تعود فْ حٓاتً الٓوهٓة التركٓز عمِ أسموب
القوة والهشاعر العدواىٓةٓ ،عتبر كؿ عهؿ ٓقوـ بً قوة هضادة وٓفسر بأىً تحدي لذاتً ،اٖهر الذي ٓىجـ
إتباع أسالٓب حٓاتٓة غٓر سمٓهة وأىهاط سموكٓة هىحرفة (.غىيـ ،1975،ص )77
كها ٓشٓر "أدلر" إلِ أف القوة التْ تدفع ا٘ىساف ٌْ الرغبة فْ القوة وٌْ ىوع هف أىواع التعوٓض عف
هشاعر الىقص التْ تبدأ فْ هرحمة الطفولة ،حٓث ٓرى الطفؿ ىفسً أقؿ هف الكبار الهحٓطٓف بً،وأضعؼ
هىٍـ جسهٓا وعقمٓا ،فٓدفع بً ٌذا الشعور إلِ الكفاح هف اجؿ التفوؽ والسهو ،وٓعتبر " أدلر" إرتكاب
الجرٓهة ها ٌو إ ٚهحاولة بٓئٓة ٓقوـ بٍا ا٘ىساف هف أجؿ تحرٓر الىفس هف الشعور بالىقص.
( سيد ، 2001،ص.)55
قان ﺩٓبَٓسﺕ بﺩﺭﺍسة جَﺍىﺏ عﺩٓﺩﺓ لمجاىح حٓث ٓهكف اٚعتهاد عمِ ﺩﺭﺍسة ىهَﺫجٓة َﺍحﺩﺓ و التْ
أجرٓت عمِ ﺍلساﺭقٓو ﺍلصغاﺭ َسعِ هو خٛلٍا ﺇلِ قٓاﺱ خﻁَﺭﺓ ﺍلتَجً ىحَ ﺍلجىَﺡ باعتباﺭي
ىشاﻁا ﺃساسٓا عىﺩ ﺍٖحﺩﺍﺙ َ هو خٛؿ ﺃبحاثً لقٓاﺱ ﺍلخﻁَﺭﺓ بَﺍسﻁة ﺍٚختباﺭﺍﺕ ﺍٚسقاﻁٓة
61
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
خصَصا ﺍختباﺭ تفٍن الهوضوع ﺍلﺫّ عهؿ عمًٓ كثٓ ار توصؿ ﺇلِ ها ٓهكو ﺍعتباﺭي سمن خﻁَﺭﺓ (هقٓاس
لتصىٓؼ الجاىح ) تبعا لدرجة خطورتً .
-حٓث صىﻑ ﺍلساﺭقٓو ﺍىﻁٛقا هو ٌﺫﺍ ﺍلسمن ﺇلِ 4فئات أساسٓة كؿ اثىٓف ٓشكٛف قطبٓف
هتعاﺭضٓو عمِ ىفﺱ الهحور:
* ﺍلسﺭقة بﺩﻭو ﺩاللة جاىحة ٓ :تعمﻕ ﺍلﻁفؿ بأٌمً بشكؿ عاﺩّ فٓحﺱ بهكاىتً بٓىٍن لكو تعتﺭًٓ فْ
بعﺽ ﺍلحاٚﺕ هىغصاﺕ تﺅﺩّ بً ﺇلِ ﺍلشعَﺭ بالحﺭهاو َ ﺍلىبذ هها ٓجعلً ٓسعِ ﺇلِ ﺍلتخمﺹ هو ٌﺫﺍ
ﺍلخمؿ ٚستعاﺩﺓ تَﺍﺯىً َ،هو ٌىا تأخﺫ ﺍلسﺭقة ﺃَ ﺍلكﺫﺏ هث ٛﺃشكاؿ ﺍلجىَﺡ ,ﺍٖخﺭُ ﺩٚلتٍا هشكمة
جﺯء هو تجﺭبة كؿ فﺭﺩ فْ ﻁفَلتً بحٓﺙ تكَو ﺍلسﺭقة هث ٛﻁﺭٓقة لتأكٓد الذات ﺃهان جهاعة ﺍلﺭفاﻕ
ﺍلجاىحٓو ،حٓث ٓتجاَﺯ ﺍلﻁفؿ ﺍلسَّ حالة ﺍلصﺭﺍﻉ هضحٓا بﺭغباتً ﺇها فْ حالة عﺩن تَفﺭ فﺭﺹ
ﺍلتعَٓﺽ ﺍلهتكٓﻑ (ﺇٌهاؿ ﺍلَﺍلﺩٓو ،ىبﺫ ،حﺭهاو ،ﺃَﺍضﻁﺭﺍﺏ ...ىفسْ ﺍلخ ٓ ،صبح تصﺭﻑ ﺍلﻁفؿ
ﺃسمَبا ﺃساسٓا فْ ﺇشباﻉ ﺍلﺭغباﺕ فٓتحَؿ هو سﺭقة ﺫﺍﺕ هعىِ ﺍٓجابْ ﺇلِ ىهﻁ جاىح هو ﺍلَجَﺩ.
* ﺍلسﺭقة كأسمﻭﺏ حياﺓٓ :كَو سمَﻙ ﺍلسﺭقة خﻁﺭﺍ عىﺩها ٓكَو هقبَ ٚهو ﺍلشخﺹ ,حٓﺙ ٓصبح
ىهﻁا هو ﺍلَجَﺩ ٓتباٌِ َٓعتﺯ بً ،فٍَ هقبَؿ هىً عو َعْ ،حٓﺙ ٓصبح ﺍلحؿ ﺍلَحٓﺩ ﺍلﺫّ ٓأخﺫ بً
لحؿ صعَباتً و بالتالْ سىحاَؿ فْ ها ٓمْ ﺫكﺭ خصائﺹ ﺍلجاىح ﺍلهكﺭﺭ َ ،لكىىا سىتعﺭﺽ
-ﺍلﻁفؿ ﺍلهحﺭﻭن عاﻁفيآ :تن ﺍلتَجً ىحَ ﺍٚىحﺭﺍﻑ فْ حالتً كها ٓأتْ:
حﺭهاو ٚهبﺭﺭ لً َغٓﺭ عاﺩؿ ﺇٌهاؿ ،ىبﺫ ،قسَﺓ ،ىقﺹ فْ عاﻁفة ﺍلحﺏ عىد ﺍٌٖؿ
-ﺭﺩ فعؿ ﺩفاعْ هو ﺍلقمﻕ ﺍلىاتج عو ﺫلﻙ ﺍلحﺭهاوٓ ،تخﺫ ﺍتجاٌا جاىحا تىخفﺽ فًٓ قٓهة العٛقات
اٚىساىٓة هع ﺇعٛء شأو ﺍٖشٓاء لقﺩﺭتٍا عمِ ارضائًٓ.
-صﺭﺍﻉ خﻁٓﺭ َ هتكﺭﺭ هع ﺍلهحٓﻁٓ ،ﺅﺩّ ﺇلِ هأساﺓ ﺩﺍخمٓة َتﺫبﺫﺏ ها بٓو اٖىساﻕ َﺭﺍء ﺍ٘شباﻉ
ﺍلتعَٓضْ هو خٛؿ ﺍلمﺫﺓ ﺍٔىٓة َبٓو ﺍلتكٓﻑ.
ٓ -ىتٍْ ﺍلصﺭﺍﻉ فْ ﺍتجاي ﺍلهعاﺭضة َﺍلعﺩﺍء لمهجتهع َﺍلتهﺭﺩ عمًٓ هع ﺍىسٓاؽ َﺭﺍء ﺇشباﻉ ﺍلشٍَﺍﺕ
بشكؿ هباشﺭ.
62
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-الﻁفؿ ﺍلهﺩلؿٓ :تن ﺍٚتجاي ىحَﺍٚىحﺭﺍﻑ فْ حالتً كها ٓأتْ قصَﺭ فْ تعمن هعىِ ﺍلجٍﺩَ ،شخصٓة ٚ
تعﺭﻑ سَُ ﺍ٘شباﻉ ﺍلهباشﺭ لﺭغباتٍا.
-ﺍٚصﻁﺩﺍن بهتﻁمباﺕ َقَٓﺩ ﺍلهجتهع ٓﺅﺩّ ﺇلِ قمﻕ شﺩٓﺩ َشعَﺭ بالغبو َعﺩن القدرة عمِ التٛؤـ هع
ٌذي ﺍلهتﻁمباﺕ بالتخمْعو
-صﺭﺍعاﺕ خﻁٓﺭﺓ َهتكﺭﺭﺓ هع ﺍلهجتهع َسمﻁاتً تﺅﺩّ ﺇلِ تكَٓو شخصٓة جاىح ٓتوجً ىحو الىهط
الهىحرؼ هف الوجود
-ﺍلتهاهي بهعاييﺭ ﺍجتهاعية جاىحةٓ :ﺭُ ﺩٓبَٓسﺕ ﺃو ﺍلتهاٌْ ﺍلجاىح غٓﺭ كاﻑ لتفسٓﺭﺍلتَجً ىحَ
ﺍٚىحﺭﺍﻑَ ،لﺫلﻙ ٓستمﺯن ﺍٖهﺭ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺍلبعﺩ ﺍلىفسْ فْ ﺫلﻙ ﺍلتفسٓﺭ ففْ صﺭﺍﻉ ﺍلجاىح هع ﺍلهجتهع
ٓحﺱ بالتىاقﺽ بٓو سمَكً َبٓو ها ٓتﻁمبً ﺍلهجتهع َ،لﺫلﻙ ٓقع فْ عهمٓة ﺍٚختٓاﺭ بٓو هَﺍصمة ﺍلتهسﻙ
بسمَكًَ ،بٓو ﺍلتكٓﻑ َعىﺩها ٓستهﺭ فْ سمَكً ٓهﺭ فْ ىفﺱ ﺍلَقﺕ بعهمٓة تﻁَﺭ ىفسْ ﺩﺍخمْ تﺅﺩّ
ﺇلِ تﺭسٓخ تهآٌة هع قٓن ﺍجتهاعٓة جاىحة
لقد استعرض دٓبوٓست أٌـ خصائص شخصٓة الجاىح الهكرر كها حددٌا أستاذي دٓجرٓؼ وٌْ :
-عجﺯ عو هﺭﺍعاﺓ هبﺩﺃ ﺍلَﺍقع َٓتضح هو خٛؿ حﺭٓة ﺭفﺽ ﺍلهعآٓﺭ ﺍٚجتهاعٓةَ ،غٓاﺏ كؿ ﺍىتباي
لٕخﺭٓو َ ٚهباٚﺓ بٍن ،ﺃّ غٓاﺏ ﺍٚلتﺯﺍن ﺍلعاﻁفْ َﺍلخمقْ اتجاٌٍن .
ٌَكﺫﺍ ٓصبح جىَحً ىهﻁا ﺃساسٓا لمحٓاﺓ ،فٓعٓﺵ فْ جَ عﺩﺍئْ هعتقﺩﺍ ﺃىً ضحٓة ،شﺩٓﺩ ﺍ٘حساﺱ
بحقً فْ ﺍلﺭﺩ ﺍٚىتقاهٌَْ ،كﺫﺍ ٓصبح ﺃعهِ عو ﺍٔخﺭ كقٓهة ﺃخٛقٓة تستمﺯن ﺍلتﺯﺍها سمَكٓا ﺇﺯﺍءي.
*ﺍلسﺭقة ﺍلعصابية ٚ:ستهﺭﺍﺭ ﺍٚصﻁﺩﺍن هع ﺍلجهاعة َهعآٓﺭٌا ٓستمﺯن ﺍٖهﺭ ٌىا عَﺍهؿ ﺩﺍخمٓة
هﺅلهةٌ ،ﺫي ﺍلعَﺍهؿ قﺩ تكَو َﺍحﺩﺓ هو ثٛﺙ وٌْ :
-ﺍلعصاﺏ (:) Névroseﺍلسﺭقة ٌىا ٌْ ىتٓجة صﺭﺍﻉ ﺩﺍخمْ بٓو هختمؼ ﺍلقَُ ﺍلفاعمة فْ
ﺍلشخصٓة ،و بالتالْ ﺍلصﺭﺍﻉ ٓكَو عمِ َجً ﺍلخصَﺹ بٓو سعْ ﺍٖىا ىحَ ﺍلتكٓﻑ َضغﻁ ﺍلىﺯَﺍﺕ
ﺍلغﺭٓﺯٓة ،حٓﺙ ٓعتبﺭ ﺍلفعؿ الجاىح هخرجا لٍذا الصراع .
63
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-ﺭﺩﻭﺩ ﺍلفعؿ ﺍلتعﻭيضية )ٓ :(Réactions compensatoiresﺩفع ﺍلجاىح هخﺭجا لٍﺫﺍ ﺍلصﺭﺍﻉ
ﺍ٘حباﻁ ٌىا ﺇلِ حؿ تعَٓضْ عو ﻁﺭٓﻕ ﺍلمﺫﺓٌ ،ﺫﺍ ﺍلحؿ ٓتعاﺭﺽ هع ﺍلقٓن ﺍٖساسٓةَ ،لﺫﺍ فإو ﺍلسﺭقة
ﺍلتعَٓضٓة تَلﺩ هشاعﺭ ﺍلﺫىﺏ َﺍلقمﻕ
-بىاء ﺍلشخصية في ﻁﺭيﻕ تعﻭيضي " :تتخﺫ ﺍلشخصٓة ٌﺫﺍ ﺍلﻁﺭٓﻕ ىتٓجة لتاﺭٓخ همْء بالتجاﺭﺏ
ﺍلهﺅلهة ﺍلتْ ٚتتبع سبٓ ٛﺁخﺭ لمتﻁَﺭ هث: ٛﺍلحﺭهاو ﺍلعاﻁفْ َتحَؿ ﺍلبحﺙ عو ﺍٖهو َﺍٚﺭتباﻁ
ﺍلعٛئقْ ﺍ٘ىساىْ ﺇلِ ﺍٚستٍٛﻙ َﺍلتهمﻙ ﺍلهاﺩّ َتﺅﺩّ ٌﺫي ﺍلَضعٓة ﺇلِ غٓاﺏ ﺍلصﺭﺍﻉ ﺍلىفسْ َﺇلِ
ﺍلقبَؿ باٚىحﺭﺍﻑ َﺍلعٓﺵ تبعا لىهَﺫجً َﺍلتعاهؿ هع ﺍلعالن فْ حالة هو ﺭﺩ الفعؿ الدفاعْ ضد تٍدٓد
اٖىا و الخطر الهحٓط بهستقبمًٓ.
*السرقة كسموؾ غير شريؼ :تحدث عمِ هستوى ٚواعْ هع الرغبة فْ التكٓؼ هع الهجتهع ،دوف تقبؿ
القٓـ الخمقٓة بشكؿ همتزـ ( .حجازي،1981 ،ص. )59
ىتٓجة لفشؿ الىظرٓات الهختمؼ السابؽ عرضٍا ،فْ وضع التفسٓرات التْ تحٓط بكؿ أىهاط
السموؾ ا٘جراهْ أو بكؿ أىواع الهجرهٓف والجاىحٓف وذلؾ لتركٓز ٌذي الىظرٓات عمِ عاهؿ واحد حتهْ
فْ تفسٓر الجرٓهة واٚىحراؼ ،ولذلؾ أرتئْ هجهوعة هف اٖىصار إلِ تأسٓس اتجاي تكاهمْ لتفسٓر
الجرٓهة حٓث أف بؤرة اٌتهاهٍـ تدور حوؿ التأكد عمِ أف اٚىحراؼ ٓ ٚىشأ عف عاهؿ واحد ،واىها ٌو
ىتاج هجهوعة هف العواهؿ التْ تتساىد هعا لتعزز فْ الىٍآة الهوقؼ ا٘ىحرافْ أو ارتكاب الجرٓهة.
وعمِ ذلؾ فإف اىحراؼ الشباب واٖحداث وفقا لتصور ٌذي الىظرٓة ٌو ىتاج لتفاعؿ جهٓع العواهؿ الذاتٓة
والبٓئٓة ،أي ىتاج العواهؿ الجسهٓة والىفسٓة والعقمٓة هف جاىب ،والعواهؿ اٚجتهاعٓة واٚقتصادٓة
الداخمٓة ،والتْ تحدد فْ الفقر والسكف والعواهؿ اٖسرٓة هف جاىب آخر وأخٓ ار العواهؿ اٚجتهاعٓة،
ووسائؿ الترفًٓ واٚتصاؿ وا٘عٛـ والصراع الحضاري ،والقٓـ الثقافٓة لمهجتهع (.العبيدي، 2001،
ص.)184
لقد تعددت التصىٓفات فْ ٌذا الهجاؿ هىٍا التصىٓفٓة السآكارتٓة ،التصىٓؼ الهرضْ ،التصىٓؼ
الىفسْ ،التصىٓؼ الخاص بعمـ الىفس....إلخ ،هها جعؿ تصىٓؼ الشخصٓة الجاىحة ٓتعدد ،حٓث تـ
التطرؽ فْ ٌذا البحث وا٘قتصار عمِ التصىٓؼ الهرضْ ىظ ار لها ٓحوًٓ هف أصىاؼ كثٓرة وقرٓبة.
64
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
جاء ذكر السموؾ الجاىح كاضطراب فْ قائهة اٚضطرابات السموكٓة واٚىفعالٓة والتْ توزعت
بدورٌا عمِ هحاور هثؿ بقٓة القوائـ اٖخرى التْ ٓتكوف هىٍا ( )ICD10وٌْ:
-اضطرابات سموكٓة واىفعالٓة عادة ها تبدأ فْ هرحمة الطفولة والهراٌقة.
أها ها ٍٓهىا فْ كؿ ٌذا وها ٓتهاش هع الهوضوع الهطروح لمبحث ىجد أف الجىوح ٓىحصر ضهف
أىهاط اٚضطرابات الهسمكٓة وٌْ:
حسب ٌذي القائهة فإف أعراض السموؾ (الهضاد لمهجتهع) تظٍر فْ أف اٖطفاؿ الهصابٓف بالجىوح
ٌـ أشخاص رفضوا اٚىتهاء اٚجتهاعْ وتىكروا لمقٓـ اٖخٛقٓة والثقافٓة التْ اقرٌا الهجتهع خٛؿ سٓاقً
التارٓخْ حٓث ٓتهٓزوف ب:
-سٓطرة هبدأ المذة ٌْ التْ ٓقودٌـ حٓث لٓس شرطا أف تكوف لذة هعترفا بٍا اجتهاعٓة.
65
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
كها أقر سعد عمْ :1994أف أشكاؿ العدواف كافة والمفظٓة والهادٓة والهعىوٓة ،وأشكاؿ الجىوح كافة هف
سرقة بكؿ أىواعٍا أو جرائـ اغتصاب أو إدهاف أو بغاء كمٍا توسـ هف ٓهارسٍا بشكؿ ىهطْ اجتهاعٓة
الشاذة أو الشذوذ اٚجتهاعْ.
التصىيؼ األهريكي(:)D.S.M
() Disordes Diagnostic and Statistical Manual of mental:
-ظٍر التصىٓؼ اٖهرٓكْ اٖوؿ لٗهراض الىفسٓة فْ عاـ 1952ـ ٓعد إصدار الدلٓؿ
السادس( )I.C.D6بتفوٓض هف جهعٓة الطب الىفسْ اٖهرٓكْ ( )A.P.Aبتعدٓؿ هجهوعة الهصطمحات
الهصىفة القٓاسٓة ،وتطوٓر ىسخة بدٓمة عف ( )I.C.D6وبذلؾ ظٍرها ٓسهِ( )D.S.Mوٌو اختصار
لعبارة ( )Diagnostic ans Statistical Manuel of mental désordresالوجٓز ا٘حصائْ
التشخٓصْ لٛضطرابات العقمٓة الذي أصبح فها بعد أشٍر أىظهة التصىٓؼ فْ العالـ.
-استهرت الدراسات فٓها بعد ،وبذلؾ ظٍر فْ عاـ1968ـ إصدار الوجٓز( )D.S.M.2( )12الذي
ظٍر فًٓ تصىٓؼ الجىوح فْ قائهة اضطرابات السموؾ فْ الطفولة والهراٌقة.
إف القٓاـ بهجرد هخالفة لٓس هعىاي بالضرورة شخصٓة هضادة لمهجتهع ،هها ٓحتـ التفرٓؽ بٓف الجىوح
بالهفٍوـ الشرعْ وٌو تجاوز بعض القواىٓف الرسهٓة ،والجىوح بالهعىِ لىفسْ الذي ٓتهٓز صاحبً ببىاء
شخصْ ٓحهؿ سهات الشخصٓة الهضادة لمهجتهع.
وٌكذا ٓذٌب لوهْ"1983"Lomayـ إلِ أىً هف الههكف التهٓٓز بٓف الطراز " "typesالهختمفة هف
الجىوح حسب الهخالفات ،التْ تتـ فْ إطار السٓاؽ الىفسْ الهرضْ كالتالْ:
وٌذا ٓعٓش (أطفاؿ وهراٌقٓف) شعو ار بتأىٓب الضهٓر الهبالغ فًٓ ،دوف أف ٓقوـ ٌؤٚء بهخالفة أو
هخالفات إرادٓة حتِ ٓخففوا هف الشعور بالذىب ،وٌو فْ الحقٓقة عقاب ولكىً عقاب ٓسعوف إلًٓ ،هها
ٓجعؿ الجاىح العصابْ ٓحبذ القبض عمًٓ وٌو هتمبس بالجرٓهة ،بؿ ٓذٌب أحٓاىا إلِ الشرطة لمتبمٓغ عف
ىفسً.
66
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-وٓفسر ٌذي الدٓىاهٓة أي دٓىاهٓة الفعؿ الجاىح "روبٓر بٓمس (1989 )Roberte pellesـ بقولً ":أىا
هذىب ولذلؾ أستحؽ العقاب ولموصوؿ إلِ ذلؾ أقوـ بهخالفة ٖتعرض لمعقاب".
حٓث ٓعتبر الرأي ىفسً الذي ذٌبت إلًٓ " هٓٛىْ كٓٛف" هف حٓث أف اٖىا ٓعتبر اٖعمِ قوى عىد
الجاىح .
-هف خٛؿ التفسٓرات الهقدهة ىرتئْ إلِ أف الجاىح ذو الطابع العصابْ ٌو شخصٓة تتصؼ بالشعور
بالذىب أي تأىٓب الضهٓر أقوى لٍذا ٓمجأ إلِ الفعؿ ا٘جراهْ وٓقربً هف أجؿ شعوري بالراحة الىفسٓة
التاهة وأف ٓكوف راضٓا وهتقب ٛلذاتً.
ب -الجاىح ذو الطراز الهزاجيٓ :قوـ الجاىح هف ٌذا الطراز بهخالفات هتكررة فْ هدة زهىٓة طوٓمة
ىسبٓا،حٓث ٓعٓش اضطرابات ،صراعات داخمٓة ٓعبر عىٍا بواسطة القٓاـ بهخالفات هف ىوع الهرور إلِ
الفعؿ( ،)le passage à lacteوعىد القبض عمًٓ ٓقر بذىبً ،غٓر أىً فْ الحقٓقة ٓ ٚهمؾ هٓكاىٓزهات
الضبط الكافٓة ،والقدرة عمِ تكوٓف صراعات ىفسٓة لهقاوهة الرغبة لمهرور إلِ الفعؿ ،وهف ثـ القٓاـ
بالهخالفات.
-كها ٓتصؼ أٓضا برغبة شدٓدة فْ ربط عٛقات ولكىً هف جٍة أخرى ٓفعؿ عكسٍاٖ ،ىً ٓخاؼ أف
ٓكوف هراقبا وهف ثـ هسٓط ار عمًٓ ،ولذلؾ ٓتظاٌر بأىً هستقؿ عف الكبار ،غٓر أف ذلؾ ٓ ٚهىعً هف
أف ٓحس بأىً هىبوذ وغٓر هحبوب ،هها ٓبحث عف ربط عٛقات حدٓدٓة.
-إف دٓىاهٓة الفعؿ الجاىح لدى الجاىح الهزاجْ تعبر عمِ " أعٓش فْ صراع هع اٖخر ،وأىا أحترهً،
ولكىىْ فْ آف واحد أىا هعارض لً" .
-ها تـ التطرؽ إلًٓ ٌواف الجاىح ذو الطابع الهزاجْ ٓعش تىاقضات وجداىٓة وٌْ ذات دٚلة ٚشعورٓة،
ٓعبر عىٍا عىد القٓاـ بالفعؿ ا٘جراهْ ،وذلؾ هف خٛؿ عدـ قدرتً عمِ ضبط هٓكاىٓزهات الدفاع وعدـ
تقبمً بأف ٓكوف هسٓط ار عمًٓ هف قبؿ أخرٓف وهتحكهٓف فًٓ.
ج -الجاىح ذو الطراز الهضاد لمهجتهع أو السيكوباتي :با٘ضافة إلِ اٚضطرابات السموكٓة التْ
ٓعٓشٍا ،فإىً ٍٓاجـ أخرٓف وههتمكاتٍـ وذلؾ ىاتج عف الصراع الداخمْ الذي ٓظٍر عمِ شكؿ هرور إلِ
الفعؿ.
فالجاىح السٓكوباتْ ٓقوـ بالهخالفة بكؿ برودة ،كفعؿ تافً هبتذؿ فْ ىظريٖ ،ىً ٓ ٚحس بتأىٓب الضهٓر،
بؿ ٓذٌب إلِ إٓجاد تبرٓرات لفعمتً ،وحتِ عىدها ٓقبض عمًٓٓ ،ظٍر اىزعاجا ،ولكف لٓس فًٓ تأىٓب
لمضهٓر ،كها أف عٛهات اٚىزعاج التْ تظٍر عمًٓ لٓست بسبب ها أصاب الهعتدي عمًٓ بؿ بسبب ها
ٓصٓبً هف جراء القبض عمًٓ وهحاكهتً وتعطٓؿ جرٓهتً فْ الحكـ اٖخٛقْ والتحكـ الدافعْ.
67
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-إف الجاىح الذٌاىْ عىد قٓاهً لمفعؿ ا٘جراهْ ٌو ىابع هف وجود خمؿ عمِ هستوى بىاء شخصٓتً ككؿ
فالفعؿ الذي ٓقوـ بً ها ٌو إ ٚدلٓؿ عمِ تهسكً بالواقع وازالة القمؽ الىاتج عف الصراعات التْ ٓعاىْ
هىٍا.
عهوها ٓظٍر التصىٓؼ الهرضْ لسموؾ الجاىح عمِ أف الفرد الجاىح عهوها ٓ ٚستطٓع أف ٓكبح سموكً،
فٍو هدفوع قص ار لٓٙتاء بأفعاؿ تسْء لٕخرٓف،كها أف الجاىح حسب ٌذا التصىٓؼ ٓظٍر أىً هىدفع
لتمبٓة ىزواتً دوف ضبط لسموكاتً ،واها أىً ٓحس بصراعات داخمٓة هها ٓجعمً ٓعبر عىٍا بالقٓاـ بهخالفات
قصد جمب إىتباي الهحٓطٓف بً ،إلِ حالتً غٓر الهتكٓفة أو عدواىْ ٍٓاجـ أخرٓف وههتمكاتٍـ بكؿ برودة
ودوف تأىٓب ضهٓر.
-إف كؿ ٌذي السموكات الهضطربة تدفع إلِ القوؿ بأف صاحبٍا ٓحتاج إلِ تكفؿ هتعدد الجواىب ٓركز
باٖخص عمِ إعادة بىاء شخصٓة الجاىح.
-3 -9التصىيفات السيكولوجية:
جاء ٌذا التصىٓؼ عمِ أساس الكثٓر هف الدراسات التْ اٌتهت بالعٛقات الهبكرة بٓف هختمؼ
أفراد اٖسرة والطفؿ ،وكذلؾ الخصائص الشعورٓة والٛشعورٓة والدوافع واٚضطرابات الىفسٓة والعقمٓة التْ
ٓهكف أف تصٓب شخصٓة الجاىح ،حٓث آلت إلِ تحدٓد 3أىهاط أساسٓة لمجىوح:
-الجاىح الهتطبع اجتهاعيا أو الهتعاوف أو الجاىح الزائؼ اجتهاعيا :وٓتصؼ أفرادي بأىٍـ ٓ ٚختمفوف
فْ ىظرتٍـ عف غٓر الجاىحٓف هف حٓث خصاؿ الشخصٓة ،ولكف ىزعتٍـ إلِ السموؾ العدائْ لمهجتهع
تهثؿ جزءا هف تطبٓعٍـ اجتهاعٓا داخؿ جهاعة اجتهاعٓة هف الجاىحٓف أو ها ٓطمؽ عمٍٓا الثقافة فرعٓة
لمجاىحٓف.
إف ٌذا الىوع هف الجىوح ٚتختمؼ سموكاتٍـ وىظرتٍـ لمحٓاة عف اٖفراد غٓر الجاىحٓف ،واىها جهاعة
الجاىحٓف ٌْ التْ أثرت عمِ شخصٓتً وأدت بً أف ٓسمؾ أو ٓسبح عضوا هىٍـ وذلؾ بسبب عٛقة
التأثٓر والتأثر والتبادؿ قٓها بٓىٍـ ،عادة ها ٓقطع الجاىح السٓكوباتْ عٛقاتً بأخرٓف واستراتٓجٓتً تكوف
كالتالْ:
هها سبؽ أستىتج أف الجاىح السٓكوباتْ ٓتصؼ ببٛذة الهشاعر ،وعدـ ا٘حساس بالذىب أو الشعور
بأخرٓفٖ ،ىً ٓتصؼ بىرجسٓة قوٓة هتهحورة حوؿ حب الذات فقط ،لٍذا هروري لمفعؿ إجراهْ ٓكوف
بطرٓقة هخططة و ههىٍجة تتصؼ باٚحترافٓة إ ٚأىً عىد الفشؿ فْ ذلؾ تعد فٍو ٓبقِ هسته ار فْ إٓذاء
أخر.
-الجاىح ذو الطراز الذهاىي:قد ٓظٍر اٖطفاؿ أو الهراٌقٓف اضطرابات ذٌاىٓة ،هها ٓجعمٍـ ٓسقطوف
فْ هخالفات تدؿ طبٓعتٍا عمِ أف لدٍٓـ اضطرابات فْ الشخصٓة عمِ شكؿ ضعؼ فْ هٓكاىٓزـ
الضبط ،وضعؼ فْ الحكـ اٖخٛقْ ورخاوة اٖىا ،وتفكٓر باراىوي.
إف القٓاـ بفعؿ الهخالفة ٓسهح لمجاىح الذٌاىْ أو الشخصٓة الحدٓة " "la personalite limiteeأف
ٓتهسؾ بالواقع وأف ٓدفع ٌذا القمؽ وهىً ا٘حساس باٚىٍٓار الىفسْ.
-إف الطراز الذٌاىْ ٓظٍر بواسطة فعؿ الهخالفة ،سرقةٌ ،روب ،اعتداء ،عمِ أىً ٓحاوؿ التشبث
بشْء واقعْ ،وهف ثـ ٓعٓد تىظٓـ شخصٓتً هؤقتا ،لٓحاوؿ إعادة اكتشافً لتوحٓد ها لـ الشخصٓة
الداخمٓة ،فْ إطار تجاٌؿ ورفض أخر الهىظور إلًٓ عمِ اىً غرٓب وهخٓؼ.
-كها ٓهكف التعبٓر عمِ السموكٓات الجاىحة فْ إطار اضطرابات أخرى ،فهث ٛلدى الهصابٓف
بالقصور العاطفْ تصبح الهخالفة عبارة عف بحث عف العاطفة واٌٚتهاـ ،وبذلؾ تفسر الهخالفة ٌىا
بأىٍا عبارة عف اىتقاـ هف الكبار الذٓف لـ ٓمبوا حاجٓاتٍـ اٖساسٓة ،أها فْ حالة الهصابٓف بقصور
عقمْ تظٍر الهخالفة عمِ أىٍا تعبٓر عف ىقص .
-الجاىح غير الهتطبع إجتهاعيآ :تصؼ بىقص القدرة عمِ الضبط الداخمْ لدفاعاتً،وٓبدي عداوة
صرٓحة ضد أخرٓف وٌو أىاىْ وهعارض ٓتصؼ باٚىغهاس الذاتْ وبالىزعة إلِ اٚعتداء أو ا٘ٓذاء
دوف ا٘حساس بالذىب.
وقد ٓرجع ذلؾ إلِ الىبذ الوالدي الهبكر والهستهر لٍـ ،وخاصة هف جاىب اٖـ والِ ها عاشً فْ
اٖسرة هف هىاخ فًٓ التىافر والخٛؼ ،وعدـ اٚستقرار وهف جراء قسوة الوالدٓف وعدـ عطفٍها،
وهزاجٍها ذو الطباع الحادة هها ٓجعمٍها ٓسٓئاف هعاهمة طفمٍها .
-إف الجاىح غٓر الهتطبع اجتهاعٓا ٓقوـ عمِ هجهوعة هف الصفات التْ ترتئْ بً أف ٓكوف جاىحا،
حٓث ٌذي الصفات سببٍا ٓعود إلِ عواهؿ كاىت هبكرة عمِ الطفؿ خاصة هعاهمة الوالدٓف وتأثٓر
شخصٓتٍها عمِ تشكٓؿ شخصٓة الطفؿ ،هها ٓؤدي إلِ عواقب تقود بالطفؿ إلِ الهرور إلِ الفعؿ
ا٘جراهْ بدوف ا٘حساس بالذىب ،وكذلؾ هسآرة أٌوائٍـ.
69
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-الجاىح زائد الكبح والجاىح العصابي ٓ:تصؼ بالقمؽ وصراعات ىفسٓة ىابعة عف ىزعة هفرطة إلِ كؼ
التعبٓر عف الهشاعر واٚىدفاعات التْ تعهؿ فٍٓـ ،وٓعتبر سموكٍـ الهعادي لمهجتهع هف هظاٌر
الصراعات الداخمٓة الشدٓدة ،رغـ أىً لٓس واضحا عمِ ا٘طٛؽ لهاذا ٓظٍر السموؾ الجاىح عىد البعض
أخر.
-وقد ٓرجع ذلؾ إلِ ىتاج بٓئات أسرٓة باردة ،جاهدة ،هىضبطة اجتهاعٓا بشكؿ زائد ،كها ٓسٓطر القهع
الزائد عمِ أسموب الحٓاة فٍٓا ،حٓث ٓمقِ اٖطفاؿ استحساىا فقط فْ حالة كوىٍـ همتزهٓف بٍذي
القٓود ،أي فْ حالة الكبح .
-إف ٌذا الىوع هف الجىوح ٓقوـ عمِ صراعات داخمٓة وخارجٓة أدت بً إلِ الفعؿ ا٘جراهْ ،وذلؾ راجع
إلِ أسباب اجتهاعٓة هحصىة قائهة عمِ اٖسرة ،كها تتصؼ بً جهود وقٓـ وعادات وتقالٓد هضبوطة.
ٓ -ظٍر التصىٓؼ السٓكولوجْ لسموؾ الجاىح عمِ أف الفرد الجاىح ٓقوـ عمِ صفات وسهات شخصٓة
ٓتصؼ بٍا ،إ ٚأف ٌذي اٖخٓرة تعود ٖسباب وعواهؿ التْ بدورٌا أدت بً ٚرتكاب الفعؿ الجاىح ،وٌْ
هقتصرة عمِ البٓئة اٖسرٓة بالدرجة اٖولِ ،وخاصة الوالدٓف والهحٓط اٚجتهاعْ بالدرجة الثاىٓة كجهاعة
الرفاؽ والحْ...الخ(.هيزاب ،2005،ص.)39
70
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
إف التطرؽ لشخصٓة الجاىح الهحروـ عاطفٓآ ،قوـ أو ٚعمِ التعرؼ عمِ خصائصً وهف خٛؿ
استعراض بعض هظاٌري الوظٓفٓة ،كها تبدوا هف الخارج أو ٚثـ استعراض طبٓعة التجربة الوجودٓة ثاىٓا
لتىتٍْ بعد ذلؾ إلِ دراسة الدٓىاهٓة الىفسٓة الواعٓة والٛواعٓة التْ تتحكـ بٍا والتْ سوؼ ٓتـ عرضٍا
حسب هصطفِ حجازي عمِ الىحو أتْ :
أ-الجاىب الهعرفيٓ :ؤدي الحرهاف والىبذ العاطفْ إلِ صعوبات هتفاوتة فْ شدتٍا عمِ هستوى اٖداء
العقمْ ،لمحدث حٓث ٓتهٓز بهجهوعة هف الخصائص التالٓة:
ٓ -تهٓز اٖحداث الجاىحٓف الهحروهٓف عاطفٓا ببدائٓة ذٌىٓة ىابعة هف فقر الهحٓط الذي عاش فًٓ ،وقمة
الهحفزات لمىهو العقمْ فتارٓخٍـ الطوٓؿ هف العٓش فْ أوضاع ركٓكة أو بائسة ،وعدـ اىتظاـ دراستٍـ لـ
تتح لٍـ الفرصة هطمقا ٘براز إهكاىاتٍـ وٓىعكس ذلؾ خصوصا عمِ الىشاط الذٌىْ ذي الطابع الهدرسْ.
ٓ-تهٓزوا أٓضا ٓصد عقمْ أو ركود لمقوى وا٘هكاىٓات الذٌىٓة ،ىتٓجة لفقداف الثقة بالىفس ،الشعور
بالضٓاع ،الشعور بالعجز هف ىاحٓة ،ولقمة اٌٚتهاـ واىعداـ الرغبة والهٓؿ إلِ السمبٓة والتراخْ واٚىقٓاد
لظروؼ الحٓاة ،وٌذا ىاتج عف الفراغ العاطفْ الذي ٓعاىوف هىً والصراعات الداخمٓة ،واضطرابات البىاء
الشخصٓة بشكؿ هتٓف هها ٓ ٚفسح أهاهٍـ بروز ا٘هكاىٓات الذٌىٓة وجعمٍـ أقرب إلِ التخمؽ البسٓط
هىٍـ إلِ الذكاء العادي.
ٛٓ-حظ عمٍٓـ هف الىاحٓة العقمٓة فقداف التىظٓـ والترتٓب والقدرة عمِ تحمٓؿ وضعٓة هعٓىة ،ووضع خطة
هعٓىة لمعهؿ قبؿ الهباشرة فًٓ.
ٓ-تصؼ بالٍروب الحدث هف الهٍهة الهطموبة أو ٓقدـ عمٍٓا بكثٓر هف التردد والسمبٓة.
وٌكذا فإف فقر الهحٓط واٚىشغاؿ الدائـ بالحاجة الهمحة لمتعوٓض الذٌىٓة ،وذلؾ بدوري ٓشكؿ قصو ار
جدٓدا ٓىعكس عمِ وضعٍـ الحٓاتْ لكْ ٓزٓدي صعوبة وٓضع عراقٓؿ إضافٓة أهاـ إىغراسٍـ
اٚجتهاعْ وتوازىٍـ الىفسْ والعاطفْ.
ب -الوضع العالئقي والعاطفي :هوقؼ الجاىح الهحروـ هف الراشدٓف الهسؤولٓف عىً فْ هؤسسة التأٌٓؿ
وعٛقتً فٍٓا ههٓ از جٓدا ،وٌكذا حتِ بالىسبة لٗسرة وهف العٛقات العاطفٓة ككؿ حٓث ٓتهٓز ب:
71
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-أىً لً 3إستجابات أساسٓة إتجاي العٛقات هع الراشدٓف وٌْ :التجىب والتبمد ،العدواف وا٘تٍاـ
وا٘حتجاج ،التعمؽ الهفرط وذلؾ أف الحدث ٓتذبذب هف ىهط إلِ آخر هف العٛقة تبعا لمظروؼ.
-أف عٛقاتً تتصؼ إجها ٚها بٓف اٚىفتاح والتقارب وبٓف اٚبتعاد إ ٚأف أبرز هرحمة ٌْ التْ تتهٓز
بهشاعر ا٘حتجاج والهطالبة.
-تتصؼ عٛقاتً بالراشدٓف بالىهط الطفمْ أساسا ،فالجاىح ٓعجز عف إقاهة عٛقة ىاضجة فٍٓا هساواة
واعتراؼ بأخر كشخص ذي حاجات هغآرة .
-وفْ جهٓع الحاٚت ٌىالؾ ىداء عاطفْ قوي ٓأخذ طابعا تسمطٓا ،واذا استجاب الراشد لطمبات الحدث
فإىً سٓقع فْ دواهة ٓصعب الخروج هىٍا ،حٓث جهٓع الطمبات ها ٌْ إ ٚهحاوٚت تعوٓضٓة عف
الحرهاف ،ولكف اٖهر ٓىتٍْ بإحباط حتهْ ٓؤدي إلِ احتجاج أو تشاؤـ أو ٓأس أو إلِ طمب جدٓد.
-كها تصىؼ عٛقات الهحدث الهحروـ عاطفٓا فْ فترة ها لٓست هتساوٓة دائها هف حٓث ىوع الهوقؼ
والهشاعر الهصاحبة لً اتجاي جهٓع الراشدٓف.
-تعهٓـ الهشاعر هحدود جٓدا ولفترات قصٓرة ،حٓث عهمٓا ٓقٓـ عٛقات هختمفة تصاحبٍا هشاعر هختمفة
هع هختمؼ اٖشخاص ،بحٓث ٓتجىب اٖوؿ وٓبدي عدواىٓا واضطٍادا اتجاي الثاىْ ،وٓثبت بشكؿ طفمْ
استرضائْ بالثالث ،وٌو ٓعطْ لكؿ هىٍها دٚلة هختمفة ٓسقط عمِ اٖوؿ صورة اٖـ الهىبوذة هف عالهً
ٖىٍا غٓر جدٓرة بحبً وتقدٓري ،أها الثاىْ صورة اٖـ الىابذة الهضطٍدة ( اٖـ السٓئة) وعمِ الثالث صورة
اٖـ الخبرة ( الحىوىة وهصدر الحب).
ٓ-تصؼ فْ عٛقاتً هع اٖسرة بحسرة عمِ الحب الهفقود والشعور والعجز هع تمٍؼ شدٓد لمعودة إلِ
حالة طفمٓة خٓالٓة كاف ٓحظِ فٍٓا بحىاف اٖـ ورعآة اٖب.
-لدًٓ شعور با٘ثـ عمِ خطٓئة وٌهٓة ٓعتقد أىً ارتكابٍا وأف ىبذي أو حرهاىً عقاب عمٍٓا.
-لدًٓ ردود فعؿ هتفاوتة فْ شدتٍا وعددٌا قد ٓرفض أف ٓتحدث عف اٖسرة وبٓف أىً ٓ ٚفكر فٍٓا أي
ٓهٓؿ إلِ التٍرب الصرٓح أو الضهىْ.
-كها ٓتهٓز أٓضا برد فعؿ الىقهة والحقد عمِ اٌٖؿ ،وذلؾ باعتبارٌـ السبب فْ هشكمتً ،وأىٍـ كاىوا قساة
عمًٓ وٓظمهوىً وٍٓهموىً.
72
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
تعتبر هف اٖهور الٍاهة لدراسة الحدث لفٍـ سموكً وبالتالْ هعرفة تجربتً الهعاشة ،با٘ضافة إلِ العواهؿ
الداخمٓة والخارجٓة التْ تؤثر عمِ سموؾ الحدث وتحددي بدرجات هتفاوتة.
-إف تجربة الحرهاف أو الىبذ تؤدي فْ هعظـ اٖحواؿ إلِ تغٓرات ٌاهة فْ أسموب الحٓاة وفْ الدٚٚت
التْ ٓتخذٌا وجود الهحروـ واىعكاس ٌذي الدٚٚت عمِ قٓهتً الذاتٓة.
ٓ-تهٓز الحدث الهحروـ خصوصا الشعور بفقداف اٚعتبار ،واىعداـ القٓهة والشعور بالضٓاع والوحدة،
تؤدي جهٓعا إلِ الخوؼ هف الحٓاة إجها ٚوالتشاؤـ هف الهستقبؿ.
ٓ-ظؿ الهحروـ أو الهىبوذ هتهرك از حوؿ الفراغ الوجودي الذي خمفتً تجربتً ،حٓث ٓ ٚتهكف أف ٓتحرر
هىً أو ٓتجاوزي ،واذا كاف ٓشعر بشْء هف التفاؤؿ فٍو هشتؽ دائها هف اٖهؿ فْ الخٛص السحري هف
الهأساة بالعودة إلِ كىؼ اٖـ ورفقة اٖب.
-إف أحداث الحٓاة تتركز حوؿ ٌذي القٓهة اٖساسٓة ،التفاؤؿ أو الٓأس ،إف كؿ أهر عابر عارض ٓهكف
أف ٓعىْ خٛصا سحرٓا واستعادة لقهتً ،كها ٓهكف أف ٓعىْ عكس ذلؾ أي إداىة وىبذ لذلؾ ،فإف
استجابات الحدث تتهٓز دائها بالتطرؽ.
-كها أف الحدث الهحروـ ٓ ٚستطٓع تحهؿ ا٘حباط ،وأف القمؽ ىشطا دائها وٓأخذ أشكا ٚهتعددة ،وعىدها
تزداد وطأتً تبرز هشاعر العدـ والخوؼ هف الهوت وٓصاحبٍا باستهرار اٚىتقاـ هف الذات والرغبة فْ
تحطٓهٍا،وذلؾ أف الذات ٚتساوي شٓئا ٖىٍا لـ تخب أو لـ تستحؽ الحب.
ٓ-هٓؿ الحدث إلِ عقاب ذاتً هتخذا صورة حتهٓة أحٓاىا ،هعب ار عف ذلؾ الٓأس هف بموغ أي هركز أو
بالرغبة فْ الهوت.
-تىتابً فترات هف الٍدوء واٚستقرار ،وأخرى هف الحهاسة وثالثة هف الٓأس والتشاؤـٓ ،تخمؿ كؿ ذلؾ
حاٚت هف الٍروب هف الذات .
-كها ٓهكف رصد التجربة الوجودٓة لمحدث الهحروـ هف خٛؿ تغٓرات الهزاج بٓف حاٚت أربعة ٌْ:
السوداوٓة العدهٓةMelancolie anniliste :
العظاـ اٚضطٍاديParanoia persècutive :
اٌ٘تٓاج التفاجْ التخرٓفْ Mégalamonie fabulation :
الطفمٓة الدهجٓةInfantilisme fusionnel :
73
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-فْ الحاٚت الشائعة ىٛحظ غمبة جاىب أساسْ بطابع خاص ههٓز أها بقٓة الجواىب اٖخرى فإىٍا
ٚتظٍر إ ٚبشكؿ خارجْ عابر وٌْ تظؿ عمِ العهوـ كاهىة.
د -الديىاهيات الىفسية لمحدث الهحروـ عاطفيآ :ترؾ الحرهاف العاطفْ والىبذ هف قبؿ اٌٖؿ آثار عهٓقة
فْ الحٓاة الىفسٓة لمحدث ،خصوصا عمِ الهستوى الٛوعْ ،حٓث ٓتركز اٖهر ٌىا كمٓا حوؿ العٛقة
عمِ الحٓاة الىزوٓة وعمِ قٓد الحٓاة الٍواهٓة وعمِ التثبتات الفهٓة.
وفْ ٌذا السٓاؽ تعتبر ىظرٓة "هيالىي كاليف" حوؿ الوضعٓة السوداوٓة والعظاهٓة تمقِ الكثٓر هف
اٖضواء ،حٓث ٓعٓش الحدث الهحروـ أو الهىبوذ ،حالة تتراوح بٓف التشاؤـ والٓأس هف ىاحٓة وبٓف
السوداوٓة هف ىاحٓة أخرى ،تتخممٍا ردود فعؿ واتجاٌات عظاهٓة هختمفة الشدة،إىً ٓعٓش حالة هف
التجاذب الوجداىْ بٓف العدواف وبٓف تحطٓـ الذات وذلؾ عمِ خمفٓة هف القمؽ الوجودي ،حٓث تٛحظ
ٌواهات الهوت والدهار واٚعتداء الذي قد ٓصؿ إلِ حد القتؿ ،كها ترفؽ بٍواهات الضٓاع والبؤس
والحزف البالغ والعقاب.
-كها ٓرافؽ ٌذي الظواٌر ىكوص عاطفْ وتثبٓت عمِ الهرحمة الفهٓة ا٘تكالٓة فْ حالة هف الشوؽ إلِ
عٛقة الرضاعة ،حٓث ٓٛحظ عمِ الهحروهٓف عاطفٓا أىٍـ ٓعاىوف بدرجات هتفاوتة هف قصور الىضج
العاطفْ الجىسْ ،فالكثٓر هىٍـ ٍٓ ٚتهوف بالجىس أخر هطمقا ،وفْ حالة وجود اٌتهاـ فٍو ٓتخذ طابع
ها قبؿ تىاسمْٓ ،تهثؿ فْ عٛقة طفمٓة بالهرأة عمِ غرار العٛقة هع اٖـ أو طابعا سادٓا حٓث تبدو
العٛقة الجىسٓة كإعتداء ٓولد القمؽ وهشاعر ا٘ثـ.
ٓ-فقد الطفؿ الهحروـ أو الهىبوذ حهآة الهوضوع الكمْ الخارجْ ،وٓقع فْ السوداوٓة بسبب خشٓتً عمِ
الهوضوع الذي إجتافً هف ىزواتً السادٓة العظاهٓة ،وىتٓجة ٌهجٓة اٖىا اٖعمِ ٌْ ظٍور هرحمة
ا٘حساس بالذىب والهسؤولٓة عف غٓاب ذلؾ الهوضوع وكأف ٌذا اٖخٓر ٌو اىتقاـ هف الطفؿ بسبب
ىزواتً السادٓة الهدهرة ،ولذلؾ ٓعهؿ عمِ هحاولة إصٛح خطأي بالمجوء إلِ عدة أشكاؿ لمٍروب هف ٌذي
الهشكمة وٌْ:
تجهٓد العواطؼ والىزوات عهوها الذي ٓظٍر عمِ شكؿ تبمد عٛئقْ كها رأٓىا عىد التطرؽ إلِ
هظاٌر العٛقة عىد الهحروهٓف عاطفٓا.
التعوٓض الٍواهْ وىفْ السادٓة هف خٛؿ التعوٓض إلِ هرحمة الفهٓة قبؿ السادٓة ،وبالتالْ ٓصبح
الحدث خالٓا هف أي عدواىٓة حتِ التْ ترهْ إلِ تدهٓر أو تأكٓد الذات.
ٓ هر الحدث بفترة هف العٛقات اٚضطٍادٓة واٚىسٓاؽ وراء الىزوات السادٓة عمِ شكؿ سموؾ عدواىْ
جاىح ،وذلؾ ىتٓجة وصوؿ القمؽ الىزوي درجة ٚتحتهؿ وتكوف الوسٓمة الدفاعٓة الوحٓدة الهتاحة
74
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
الٍروب هف الخطر ،وبالتالْ السموؾ الجاىح ٓتضهف تعوٓضا قٓها بدٓ ٛهف خٛؿ تحوٓؿ التعمؽ
باٖـ والبحث عف عاطفتٍا إلِ التعمؽ باٖشٓاء القابمة لٛستٍٛؾ.
إف الىبذ والحرهاف ٓؤدٓاف إذا إلِ ٌز بىٓة الشخصٓة ،وذلؾ راجع إلِ أف العٛقة بٓف الحدث وذوًٓ
تكوف ركٓكة هف الطفولة اٖولِ ،حٓث هف خٛؿ التواصؿ الٛوعْ فْ اٖسرة ٓشعر الطفؿ بالعدواف
وعدـ اٌ٘تهاـ الحقٓقْ بً هف قبؿ والدًٓ.
فإذا حدث اىفصاؿ فعمْ فٓها بعد أو ىبذ صرٓح فإىً و ٚشؾ سٓفجر الصراع فْ تمؾ البىٓة الىفسٓة
ٖىً ٓحدث عمِ تربة تتهٓز بدرجة عالٓة هف اٚستٍٓاء وبالتالْ فإف تأٌٓؿ الهحروـ عاطفٓا
وهساعدتً عمِ الوصوؿ إلِ الىضج العٛئقْ والعاطفْ واٚجتهاعْ ٓظؿ أه ار عسٓ ار ٖىً ٓتطمب
وقت وجٍد هف قبؿ أشخاص ٓتهتعوف بقدر هف التوازف وهتاىة الشخصٓة والتعاطؼ لدرجة تعطٍٓـ
قدرة التعوٓض عف الهوضوع الكمْ اٖصمْ ،وعف ٌذي اٖخٓرة ٌْ التْ ترجع التوازف واٚستقرار إلِ
ىفسٓة الحدث الهحروـ (.حجازي ، 1990،ص.)184
ىظ ار لظروؼ الحٓاة ها بعد حرب اٚستقٛؿ فْ الجزائر ،فإف السٓاسة الجىائٓة بصفة عاهة وطرؽ
هعاهمة اٖحداث الجاىحٓف بصفة خاصة تٍدؼ أساسا إلِ إعادة التربٓة ولٓس العقاب ،وٌذا هف أجؿ
إعادة إدهاج الجاىحٓف والهجرهٓف إلِ الهجتهع كهواطىٓف صالحٓف.
وٖف حدث الٓوـ ٌو رجؿ الغد ،وعدة الهجتهع فْ الهستقبؿ فإف إجراـ الحدث ٓعد هشكمة خطٓرة تٍدد
كٓاف الهجتهع ،وتؤثر فْ سٛهتً وأهىً وهستقبمً ،وتبدو خطورة ٌذي الهشكمة بوجً خاص ،إذ أف إجراـ
الكبار ها ٌو إ ٚاهتداد ٘جراـ الصغار ،إذ أثبتت الدراسات الهختمفة أف ىسبة كبٓرة هف الهجرهٓف الكبار
كاىوا فْ الصغر هىحرفٓف ،وهف ٌىا تظٍر أٌهٓة اٌٚتهاـ بٍذي الهشكمة وتقدٓـ الحموؿ الٛزهة لهكافحتٍا.
ٓ -قوـ با٘جراءات هعاهمة اٖحداث الجاىحٓف واٖحداث الذٓف ٌـ فْ خطر اجتهاعْ كؿ هف جٍات
رجاؿ الشرطة – رجاؿ الدرؾ الوطىْ -و ازرة العهؿ والشؤوف اٚجتهاعٓة.
-حٓث إذا ارتكبت حدث جرٓهة أو وجد فْ وسط ٓقوـ عمِ خطر اجتهاعْ ،فٓجب عمِ الشرطة فْ
اٖهاكف الحضرٓة أو رجاؿ فْ الرٓؼ أو السمطات الهحمٓة اٖخرى أف تحٓط هحاكـ اٖحداث عمها
بتفاصٓؿ تمؾ القضٓة ٚتخاذ ا٘جراء الهىاسب فْ هواجٍتٍا.
75
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
عمِ غرار هحاكـ الكثٓر هف الدوؿ فْ العالـ ،فإف الهشروع الجزائري وتحت تأثٓر التشرٓع
اٚستعهاري ،أي هىذ السىوات اٖولِ هف اٚستقٛؿ بهحاكهة اٖحداث الجاىحٓف فْ هحاكـ خاصة تدعِ
هحاكـ اٖحداث ،تختمؼ عف هحاكـ الهجرهٓف الكبار.
فطبقا لقاىوف ا٘جراءات الجىائٓة الجزائري الصادر فْ 1966ـ ،أىشئت هحكهة اٖحداث فْ كؿ وٓٚة فْ
البٛد.
وبعد إعادة تىظٓـ الىظاـ العقابْ الجزائري فْ 1972ـ ،اتخذ قرار هف طرؼ و ازرة العدؿ بإىشاء قسـ
خاص باٖحداث عمِ هستوى كؿ هحكهة فْ البٛد ،ولكف ٌذا القرار لـ ٓتـ تىفٓذي حتِ 1975ـ ،ىظ ار
لىقص القضاة.
-تتكوف هحكهة اٖحداث هف ثٛثة قضاة أصحاب هعرفة ودرآة بشؤوف اٖطفاؿ والشبابٓ ،ترأسٍا واحد
هىٍـ ٓدعِ قاضْ اٖحداث الذي ٓعٓف هف طرؼ وزٓر العدؿ لهدة غٓر هحددة.
-أها القاضٓاف الهساعداف أخراف ٓتـ اقتراحٍها هف طرؼ لجىة عمِ هستوى الهجمس القضائْ
وٓعٓىاف أٓضا بقرار هف وزٓر العدؿ لهدة 3سىوات.
-تتعاهؿ هحكهة اٖحداث هع اٖحداث الذٓف ٓرتكبوف جرائـ واٖحداث الذٓف فْ خطر اجتهاعْ،
وتتخذ إجراءات جىائٓة هختمفة اتجاي ٌؤٚء اٖحداث الجاىحٓف تبعا لسىٍـ وىوع الجرائـ الهرتكبة.
-واذا كاىت العقوبة الحبس فإف الحكـ ٓجب أف ٓكوف ىصؼ الحكـ الهسمط عمًٓ لو كاف راشدا.
-خٛؿ قضاء ٌذي اٖحكاـ فْ هراكز إعادة التأٌٓؿٓ ،تمقِ اٖحداث الجاىحوف تكوٓىا أخٛقٓا تربوٓا
وهٍىٓا هف طرؼ الهعمهٓفٓ ،شبً تكوٓف الهدارس العادٓة وهراكز التكوٓف الهٍىْ.
-تشرؼ لجىة إعادة التربٓة التْ تتكوف هف قاضْ اٖحداث رئٓسا قاضْ تطبٓؽ العقوبات –هدٓر
الهركز -هختصر ىفساىْ – هربٓٓف – هساعد اجتهاعْ – ههثؿ عف سمطات التربٓة -ههثؿ هحمْ
لمو ازرة الوصٓة –ههثؿ هحمْ لو ازرة الشؤوف الهدىٓة والتْ تجتهع ٌذي المجىة هرة كؿ ثٛثة أشٍر فْ
هركز إعادة التأٌٓؿ لتقسٓـ براهج التكوٓف ودراسة إهكاىٓة ا٘فراج الشرطْ لبعض اٖحداث الجاىحٓف
الذٓف أظٍروا سموكا حسىا فْ الهركز.
-خٛؿ إقاهة اٖحداث الجاىحٓف فْ الهراكز ٓستفٓدوف هف فترات راحة لزٓارة آبائٍـ أو أولٓائٍـ
الهسؤولٓف هدىٓا عف أفعالٍـ خٛؿ إفراجٍـ الهؤقت.
76
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
ٓ -هكف ا٘فراج عف اٖحداث الجاىحٓف قبؿ إتهاـ عقوباتٍـ طبقا لىظاـ ٓدعِ فْ الجزائر وفرىسا ب
ا٘فراج الشرطْ( )liberation conditionnelleوالذي ٓشبً ( ،)the parole systemفْ إىجمت ار
حٓث ٓستفٓد هىً اٖشخاص الهحكوهوف عمٍٓـ بعقوبة الحبس والذٓف قضوا ىصفٍا أو 3أشٍر عمِ
اٖقؿ ،أها اٖشخاص الهحكوـ عمٍٓـ بالسجف هدى الحٓاة ٓ ٚقترحوف ٚستفادة هف ا٘فراج الشرطْ
قبؿ 15سىة هف العقوبة.
ٓ -هكف لهحاكـ اٖحداث اتخاذ إجراءات هختمفة سواء كاىت شبً عقابٓة ،تربوٓة،أو إجراءات لمحهآة
اتجاي اٖحداث الجاىحٓف تبعا لسىٍـ والجرائـ الهرتكبة هف طرفٍـ كالتوبٓخ أو الغراهة ،أ تسمٓهً لعائمتً
أو التسرٓح تحت هراقبة هصمحة
-الهٛحظة والتربٓة فْ الوسط الهفتوح ،هراكز الحهآة واعادة التربٓة (.هاىع ،2002،ص.)203
-اعتبر فٓمٓو ) Fellieule(2000هفٍوـ الوقآة فْ هعىاي العاـ هجهوعة هف ا٘جراءات التْ با٘هكاف
تبىٍٓا قصد هىع السموكات الهىحرفة هف الوقوع و ٌذي ا٘جراءات 3أىواع :
-إجراءات ردعٓة (:) Dissuasionتٍدؼ الِ هىع اٖفراد هف ههارسة السموكات الهىحرفة .
-إجراءات إعادة التأٌٓؿ ( :) Réhabilitationهحاولة هساعدة أو تغٓر الهىحرؼ لكْ ٓ ٚكرر سموكً
الهىحرؼ أو ههارسة أقؿ لٍذا السموؾ .
-إجراءات قهعٓة ( )Neutralisation
والههرىٓف بهراكز إعادة التربٓة اتجاي اٖحداث الجاىحٓف الهوضوعٓف تحت رعآتٍـ ٌْ قبؿ كؿ شْء
إحٓاء شعورٌـ بالهسؤولٓة والواجب ىحو الهجتهع (.الجريدة الرسهية ،يىاير.)1972،
والذي ٓكوف بعد إٓداع الحدث الجاىح داخؿ الهؤسسة ﺇعاﺩﺓ ﺍلتﺭبٓة فتقوـ بخﺩهاﺕ ﺍلىفسٓة واٚجتهاعٓة
,ﺍلصحٓة ,ﺍلتعمٓهٓة ,ﺍلهٍىٓة َ .قﺩ جاء فْ (ﺍلهاﺩﺓ 110هو ﺍٖحﻜان ﺍلعاهة ﺍلخاصة بحهآة ﺍلﻁفَلة
َﺍلهﺭﺍٌقة )ﺃو هصمحة ﺇعاﺩﺓ ﺍلتﺭبٓة تﻜمﻑ بتﺯَٓﺩ ﺍلحﺩﺙ بالتﺭبٓة ﺍٖخٛقٓة َﺍلَﻁىٓة َﺍلﺭٓاضٓة
َﺍلتﻜَٓو ﺍلهػ ػﺩﺭسْ وﺍلهٍىْ بقصﺩ ﺇعاﺩﺓ ﺩهجً ﺍ٘جتهاعْ .
ٓ -قَن بخﺩهة ﺍٖحﺩﺍﺙ هجهَعة هو هَﻅفْ هﺭﺍقبة تمقَﺍ تﻜَٓىا هٛئها َهختصٓو فْ عمن الىفس
وهو هﺭبٓو َهساعﺩﺍﺕ اجتهاعٓاﺕ (.الهادة 122هو قاىَو ﺇعاﺩﺓ تأٌٓؿ اٖحداث ،الجرٓدة الرسهٓة
ٓىآر . )1972
77
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-فالخﺩهاﺕ ﺍلىفسٓة لمحﺩﺙ تٍﺩﻑ ﺇلِ إلِ هحاولة تخمٓصً هو هشاكمً بإٓجاﺩ حمَؿ لٍا وذلؾ هو قبؿ
ﺍٖخصائٓٓو الىفساىٓف كذا بغﺭﺱ ﺍلﻁهأىٓىة فْ ىفَسٍن َﺫلﻙ ٘ستﺭجاﻉ ثقتٍن بأىفسٍن َ،ﺇحساسٍن
بقٓهتٍن.
ﺃها ﺍلخﺩهاﺕ ﺍ٘جتهاعٓة فإىٌا تٍﺩﻑ ﺇلِ تحسٓو عٛقاﺕ ﺍٖحﺩﺍﺙ بعائٛتٍن َ بهو ٓحٓط بٍن َتﺭشﺩٌن
ﺇلِ ضﺭَﺭﺓ ﺍحتﺭﺍن ﺍٔخﺭٓو َتقﺩٓﺭٌن لٍن َ ،فْ ٌﺫﺍ ﺍلصﺩﺩ ﺃشاﺭﺕ (ﺍلهاﺩﺓ 125هو قاىَو ﺇعاﺩﺓ
تأٌٓؿﺍٖحﺩﺍﺙ )ﺃو هٍهة ﺍلهﺭبٓو ﺍلههﺭىٓو بهﺭﺍﻜﺯ ﺇعاﺩﺓ التربٓة اتجاي ﺍٖحﺩﺍﺙ الجاىحٓف ﺍلهَضَعٓو
تحﺕ ﺭعآتٍن ٌْ قبؿ كؿ شئ ﺇحٓاء شعَﺭٌن بالهسﺅَلٓة َبالَﺍجﺏ ىحَ ﺍلهجتهعػ(ﺍلجﺭيﺩﺓ ﺍلﺭسهية،
يىايﺭ. )1972 ،
ﺇو ﺍلفﻜﺭﺓ ﺍٖساسٓة ﺍلتْ تقَن عمٍٓا فمسفة ﺍلعٛﺝ فْ ﺍلعصر ﺍلحﺩٓﺙ ٌْ ﺍعتباﺭ ﺍلحﺩﺙ ﺍلهىحﺭﻑ
شخصا هﺭٓضا ٓجﺏ عٛجً ٚهجﺭها ٓستحﻕ ﺍلعقاﺏ َﺫلﻙ قصﺩ تحقٓﻕ تﻜٓفً هع ىفسً َهع ﺍلهجتهع
ﺍلﺫّ ٓعٓﺵ َ ،فٓها ٓخﺹ عهمٓة ﺍلتﺩخؿ العٛجْ فإىٍا تﺭتﻜﺯ عمِ الجواىب ﺍلﺫﺍتٓة َﺍلبٓئٓة َﺫلﻙ
عمِ ﺍلىحَ ﺍلتالْ :
أ-ﺍلعالﺝ ﺍلﺫﺍتي لمحﺩﺙٓ َ :شهؿ العٛج ﺍلخاﺹ بشخصٓتً ﺍلحﺩﺙ عمِ هجهَعة هو ﺍٖسالٓﺏ ٌْ :
-تﺩعٓن ﺫﺍﺕ ﺍلحﺩﺙ َ :ﺫلﻙ بإﺯﺍلة ﺍلهشاعﺭ ﺍلسمبٓة ﺍلهﺭتبﻁة بهشﻜمتً ﻜالخَﻑ َﺍلغضﺏ َالعداء
َﺍلشعَﺭ بالﺫىﺏ َﺫلﻙ هو خٛؿ ﺃسالٓﺏ ﺍلتعاﻁﻑ َﺍلتفﺭٓغ ﺍلَجﺩﺍىْ ( ﺍلتىفٓس ) .
-تعﺩٓؿ ﺍستجاباﺕ ﺍلحﺩﺙ لمهَﺍفﻕ خاصة اٚستجابات السمبٓة وﺍلعﺩَﺍىٓة َسمَﻜً اٚىدفاعْ فْ ﺍلتفﻜٓﺭ
والغٓر ﺍلهىﻁقْ َ ,ﺫلﻙ هو خٛؿ ﺃسالٓﺏ ﺍلىصح وﺍلتفحﺹ .
-تعﺩّ عاﺩﺍﺕ ﺍلحﺩﺙ َ :ﺫلﻙ باستخﺩﺍن ﺃسمَﺏ ﺍلعٛﺝ ﺍلسمَﻜْ هو خٛؿ عهمٓاﺕ تعمٓهٓة َ تبصٓﺭٓة
هف توضٓح وتىبًٓ واقىاع وتدعٓـ (.فههي ،2001 ،ص. )53
ب -ﺍلعالﺝ ﺍلبيئي :وٓشهؿ عمِ تقدٓـ خﺩهاﺕ هباشﺭﺓ و غٓر هباشرة هىٍا:
-تحَٓؿ ﺍلحﺩﺙ ﺇلِ جٍاﺕ اٚختصاﺹ َﺫلﻙ فْ حاٚﺕ ﺍلهﺭﺽ جسهٓا ﻜاو ﺃَ ىفسٓا(ﺍلﺭعآة ﺍلﻁبٓة
َﺍلىفسٓة) لتبﺫؿ لً ﺍلجٍَﺩ ﺍلعٛجٓة ﺍلهىاسبة.
78
جنوح األحداث الفصـــــــــل الثـــــــاني
-تَفٓﺭ ﺍلﺭعآة ﺍلٛحقة لمحﺩﺙ عو ﻁﺭٓﻕ بﺭﺍهج ﺍلتﺩﺭٓﺏ ﺍلهٍىْ َﺍلتشغٓؿ فْ هصاىع ﺍلبٓئٓة
الخارجٓةَ ،عٛﺝ ها ٓعاىَىً هو صعَباﺕ َهشﻜٛﺕ َﺫلﻙ بتتبعٍن َتَجٍٓن حتِ ٓتن تﻜٓفٍن هع البٓئة
ﺍلخاﺭجٓة .
-هساعﺩﺓ بعﺽ ﺍٖحﺩﺍﺙ ﺍلهستقﺭٓو سمَﻜٓا َالهستعﺩٓو عقمٓا لتﻜهمة تعمٓهٍن فْ ﺍلهﺩﺍﺭﺱ خاﺭﺝ
ﺍلهﺅسسة ،كها تٍﺩﻑ أٓضا ﺇلِ تعﺩٓؿ ﺍتجاٌاﺕ ﺍلهحٓﻁٓو بالحﺩﺙ كاٖب واٖـ ﺃَ ﺯَجة ،ﺃَﺍلَصْ
َﺫلﻙ فْ ﺍلحاٚﺕ ﺍلتْ تﻅٍﺭ فٍٓا أف ﺇىحﺭﺍﻑ هسﺅَلٓة ﺍلحﺩﺙ تقع عمِ عاتؽ ٌؤٚء عاتﻕ(.عبﺩ ﺍلخالﻕ،
281 ، 1995ﺹ).
خالصػػػػػػػػػػػػة:
هف خٛؿ ها تـ عرضً فْ ٌذا الفصؿ ٓتضح لىا أف جىوح اٖحداث هفٍوـ واسع وظاٌرة هعقدة تتأثر
بعدة عواهؿ هىٍا الىفسٓة كالحرهاف العاطفْ ،ا٘حباط و القمؽ واضطرابات الشخصٓة ،و العواهؿ
اٚجتهاعٓة كأسالٓب التربٓة اٖسرٓة و الهدرسة و صو ٚإلِ وسائؿ ا٘عٛـ أها العواهؿ اٚقتصادٓة
كالفقر ،عدـ توفر السكف ..الخ
أها الىظرٓات التْ حاولت تفسٓر السموؾ الجاىح فقد اختمفت بدورٌا فأصحاب اٚتجاي الىفسْ ٓروف أف
الهجرـ ٓهتاز بغٓاب القدرة عمِ التحهؿ والصبر وعدـ التحمْ بالقٓـ اٖخٛقٓة والروحٓة التْ تغرس فٍٓـ
قبوؿ واقع التفاوت بٓف اٖفراد كها ٓتصؼ دوها ب أىا أعمِ عىٓؼ ٌو الذي ٓقودي إلِ ارتكاب الجرٓهة أو
الفعؿ الجاىح ،أها الىظرٓة البٓولوجٓة تردٌا إلِ عواهؿ تكوٓىٓة فٓزٓولوجٓة ،فْ حٓف ركزت الىظرٓة
اٚجتهاعٓة عمِ الجىوح كظاٌرة اجتهاعٓة تخضع فْ شكمٍا وأبعادٌا لقواىٓف حركة الهجتهع .
إ ٚأف ٌىاؾ هجهوعة هف الطرؽ الوقائٓة والعاجٓة التْ تحاوؿ التقصْ هف ٌذي الظاٌرة باتخاذ إجراءات
قاىوىٓة وعقابٓة هف أجؿ الردع هف جٍة ،وهف جٍة أخرى حهآة الحدث وهعرفة بواعث ٌذي الظاٌرة هف
أجؿ التقمٓؿ هىٍا .
79
تمهيد
-1التذكير بالفرضيات
-2الدراسة اإلستطالعية
-5حاالت الدراسة
منهجـــــية الـــــدراســــــة الفصـــــــــــل الثالـــث
تمهيد:
إلستكمال خطوات أي بحث البد لنا من التطرق إلى إطار تطبيقي إلعطاء صيغة عممية لو ،فبعد
لجوئنا إلى عرض الجانب النظري لما يحتويو بحثنا ،فإن ىذا األخير يجب أن يتوج بعرض تطبيقي والذي
يضم كل اإلجراءات المنيجية المتبعة أثناء إجراء الدراسة والتي سوف يتم عرضيا في ىذا الفصل .
-يؤدي الحرمان العاطفي عند األحداث إلى العدوانية الموجية نحو الذات.
-يؤدي الحرمان العاطفي عند األحداث إلى العدوانية نحو اآلخرين( .الضرب والجرح العمدي ،السب
والشتم األصول )
-2الدراسة اإلستطالعية:
قمنا بدراسة إستطالعية ،كونيا مرحمة ميمة في كل بحث عممي وذلك إلرتباطيا المباشر بالميدان ،وىي
دراسة تسمح لمباحث بالحصول عمى معمومات أولية حول موضوع بحثو ،كما تسمح لو كذلك بالتعرف
عمى الظروف واإلمكانيات المتوفرة في الميدان،ومدى صالحية الوسائل المنيجية المستعممة قصد ضبط
متغيرات بحثو ( العيسوي ،بدون سنة ،ص.)61
-لقد تمت الدراسة اإلستطالعية بعد تحدد موضوع البحث ،قمنا بالتوجو إلى مركز إعادة التربية لوالية
قالمة ،وذلك خالل شير نوفمبر ،2106تم إستقبالنا إال أننا لم نتمكن من الحصول عمى الحاالت ،وذلك
بسبب عدم تواجد األحداث داخل المركز ،إال أن المختصة النفسانية طمئنتنا عمى توفر الحاالت في شير
جانفي .
82
منهجـــــية الـــــدراســــــة الفصـــــــــــل الثالـــث
-قمنا بالتوجو مرة ثانية في أواخر شير ديسمبر ،2106فتم إستقبالنا أين تمكنا من تواجد 3حاالت
داخل المركز وحالة في وضعية ىروب.
-ثم قمنا بالتوجو لمديرية النشاط اإلجتماعي والتضامن إلتخاذ االجراءات اإلدارية الالزمة ولتقديم
الرخصة القانونية إلجراء البحث ،إال انو تم الموافقة عمى خضوع الباحثة لدراسة إبتداء 2جانفي
2107إلى 3مارس ،2107بعد توقيع الباحثة عمى التعيد القانوني الذي يعتبر شرط أولي إلجراء
الدراسة الميدانية بالمركز.
ثم قمنا بالتوجو إلى مركز إعادة التربية ب "قالمة" في األيام المحددة وتم إستقبالنا من طرف المختصة
النفسانية ،وتقديم الحاالت لنا المتوفرة وىم حالتين حسب العدد اإلجمالي الكمي داخل المركز.
-تم وجود صعوبات أثناء القيام بيذا البحث من خالل عدم موافقة ىيئة و ازرة العدل عمى التصريح
بالحاالت األحداث الجانحين حيث تم إلغاء المراسمة .كما تم إقصاء حالة تم العمل معيا لظروف
قانونية .
يمجأ الباحث إلى إستخدام منيج معين ألن إختيار المنيج المستخدم في الدراسة أمر تحدده طبيعة
مشكمة البحث التي نريد دراستيا.
وفي دراستنا الحالية تم االعتماد عمى المنيج العيادي ألنو يتناسب مع طببيعة الموضوع وكذلك أن
الدراسة العيادية تعتمد بالدرجة األولى عمى دراسة الحالة.
عرفو الفاش ( )D.LAGACHEبأنو تناول لمسيرة الذاتية في منظورىا الخاص ،لمتعرف عمى مواقف
وتصرفات الفرد إتجاه وضعيات معينة ،محاوال بذلك إعطاء معنى ليما لمتعرف عمى بنيتيا وتكوينيا ،كما
يكشف عن الصراعات التي تحركيا ومحاوالت الفرد لحميا.
حيث يعتمد عمى دراسة الحالة التي تعتبر نوعا من البحث المتعمق عن العوامل المعقدة التي تساىم في
فردية وحدة إجتماعية ما ،فقد تكون ىذه الوحدة شخصا أو أسرة أو جماعة أو مجتمعا ،حيث تؤدي ىذه
الدراسة إلى التواصل إلى تعميمات من المجتمع األوسع من الوحدات ( حمالق-2010-ص.)80
-كما تعرف أيضا في عمم النفس بفحص عميق لمحالة الفردية ،حيث تيدف إلى فيم سموك الفرد في
معاشو مع ربط كل تصرفاتو المالحظة بأىدافو الشخصية (.حسني،1977،ص .)234
83
منهجـــــية الـــــدراســــــة الفصـــــــــــل الثالـــث
ومنو فإن المنيج العيادي يحاول معرفة مشاكل الفرد والمواقف التي يتخذىا الفرد إتجاه وضعيات
معينة ،وذلك من خالل دراسة الحالة التي تعتمد عمى عدة أساليب لمعرفة ذلك ،منيا الروائز النفسية،
المالحظة والمقابمة العيادية ،ىذه االخيرة التي تعتبر ميمة جدا في المنيج العيادي(حسن،2003،
ص.)36
تم المجوء إلى مجموعة من األدوات لجمع البيانات حول الحالة ،وذلك أيضا بيدف اختبار الفروض أو
اإلجابة عمى األسئمة ،وأىم األدوات التي إعتمدنا عمييا ىي:
المقابمة العيادية ىي محادثة موجية أي أنيا ليست مجرد الرغبة في المحادثة ذاتيا ،يقوم بيا الفرد مع
آخر ومع أفراد بيدف الحصول عمى أنواع من المعمومات إلستخداميا في بحث عممي أو لإلستعانة بيا
في عممية التوجيو والتشخيص والعالج.
-كما تعتبر ىي أداة لجمع المعمومات التي تمكن الباحث من اإلجابة عن تساؤالت البحث أو إختبار
الفروض ( عباس ، 2006 ،ص .)250
-إال أن في إطار بحثنا تم اإلعتماد عمى المقابمة النصف الموجية بيدف البحث وحسب " روجي
ميكيمي" الذي يعتبرىا بأنيا مجموعة من الطرق ذات إنشغال مشترك ،حيث يطرح سؤال من قبل
المستجوب أو المطبق سؤال واسع مستمد من قائمة معدة مسبقا ألسئمة مفتوحة أو من خالل خطاب
العميل نفسو لموقوف عمى معنى مفيوم أو وضعية بالنسبة إليو ( .) R. Mucehielli ,1977 ,p51
-وقد إخترنا ىذا النوع من المقابالت اإلكمينكية كونيا تتناسب مع بحثنا ،وألنيا تترك مجاال من الحرية
والتعبير لمحالة دون تقيدىا ودون أن تجعمنا نبتعد أيضا عن أىداف بحثنا.
لقد إشتممت مقابمتنا عمى 3محاور تم تحديدىا سابقا انطالقا فرضيات وأىداف بحثنا ومن خالل ما
تم االطالع عميو والتي تشمل عمى :
-المحور األول :يضم التعرف عمى مظاىر الحرمان العاطفي لدى الحدث الجانح وعن عالقاتو
اإلجتماعية والنفسية.
-المحور الثاني :يضم التعرف عمى مظاىر الجنوح لدى الحدث الجانح ( األحداث)
-المحور الثالث :يضم التعرف عمى التكفل لمحدث الجانح
-2-4تحميل المحتوى :
84
منهجـــــية الـــــدراســــــة الفصـــــــــــل الثالـــث
وإلعطاء معنى لتحميل المقابمة تم اإلعتماد عمى طريقة تحميل المحتوى حسب "MUCHIELLI "R
والذي يمخص معاييرىا بأن تحميل المحتوى ىو الفحص الموضوعي ،الشامل ،المنيجي واذا أمكن
الكمي لنص أو مجموعة معمومات بيدف إستخراج ما يحتوي من معنى بالنسبة ألىداف البحث،
وترتكز طريقة "MUCHIELLI "Rعمى :
-0تقطيع الخطاب واعادة صياغة وحدات ذات معنى.
-2توزيع وتجميع الوحدات في فئات.
-3جرد وحساب تك اررات الفئات وتحميميا.
.)R. Mucchielli,1977,p59 -4التحميل الكيفي لممقابمة (
يكن إعتبار إختبار تفيم الموضوع من اإلختبارات اإلسقاطية لمشخصية ،والتي ييدف إلى الكشف
عن الدوافع واإلنفعاالت وكذلك أنواع الصراعات لدى المفحوص خاصة الخفية منيا ،والتي ال يستطيع
التطرق إلييا ،أو يعييا شعوريا.
ففي عام 0335نشر " مورغن وموراي" " "Morganet murrayأول عمل في إختبار تفيم الموضوع
( ،)T.A.Tوبعد 3سنوات كتب " موراي" كتابا ( )Exploration de la personnaliteلكن لم يتم نشر
اإلختبار في شكمو النيائي حتى سنة (.0343عبد الوافي ،ب ت ،ص.)48
ب -وصف اإلختبار :يتألف إختبار تفيم الموضوع ( )T.A.Tمن سمسمة من الصور بالمونين األبيض
واألسود ،وبعضيا صور فوتوغرافية وبعضيا اآلخر رسوم يدوية ،والمجموع الكمي ليذه البطاقات 30
بطاقة ،بينيما بطاقة واحدة بيضاء.
-تتوزع البطاقات عمى فئات مختمفة من المفحوصين بينيم الذكور واإلناث والراشدين ،إضافة إلى
األحداث مع وجود صور مشتركة بين كل ىذه الفئات.
-عند تطبيق اإلختبار عمى فئة ما من المفحوصين ،يقتصر عمى 21بطاقة بينيا بطاقة بيضاء ال
يظير عمييا أي رسم ولكن يطمب من المفحوص أن يتخيل صورة مماثمة ليا ويؤلف قصة كاممة.
-تعطى الصور وفق ترتيب محدد ،تشير إليو األرقام الموجودة عمى ظير البطاقة ،كما تشير األحرف
األبجدية المكتوبة إلى جانب الرقم إلى نوع الشخص المفحوص الذي تقدم إليو البطاقة ذكر أو أنثى
وعمى ذلك :
85
منهجـــــية الـــــدراســــــة الفصـــــــــــل الثالـــث
-أن يطبق اإلختبار عمى دفعتين في العادة في كل مرة عشرة بطاقات وذلك لتجنب تعب وممل
المفحوص من القصص.
-ينبغي عمى الفاحص أن يبدأ بذكر أن ىذا اإلختبار لمقدرة عمى التحميل حتى يشجع المفحوص عمى
اإلستجابة بطالقة.
-بعد اإلنتياء من إجراء اإلختبار يقوم الفاحص بإجراء مقابمة حوارية مع المفحوص لمعرفة العوامل التي
أدت إلى موضوعات القصص التي تخيميا ،والوقوف عمى أصوليا ىل ىي خبرة المفحوص أم أنيا مستقاة
من الروايات أو التمفزيون ،السينما ....إلخ.
إن تفسير اإلختبار لو العديد من التفسيرات التي وضعت من طرف المختصين في مجال التحميل النفسي
واألخصائيين النفسانيين منيم واضع اإلختبار موراي ،بيبالك ،ستورن ،تومكيتروليون وغيرىم.
-إال أن في بحثنا ىذا إعتمدنا عمى تفسير اإلختبار بطريقة " ىنري موراي" ،والتي تقوم عمى وجو
الخصوص بتحميل محتوى القصة ،وتحميل المحتوى الذي يشير إليو "موراي" ىو محاولة لموقوف
86
منهجـــــية الـــــدراســــــة الفصـــــــــــل الثالـــث
عمى الموضوعات الغالبة في قصص كل شخص ،والموضوع عنده ىو التكوين الدينامي لمحكاية أو
ىو عقدة ( الحكاية) القصة وتدور في العادة ىذه الموضوعات حول بيان :
-البطل الرئيسي الذي يتماىى الفرد بشخصيتو في القصص.
-الحاجات التي تدفع بطل القصة والقوى التي تنطوي عمييا نفسو.
-الضغوط أو العوامل البيئية والمؤثرات التي تؤثر في الفرد.
-خاتمة القصة .
-اإلىتمامات والمشاعر.
-تحميل الموضوعات.
-اإلعتماد أيضا عمى التحميل الشكمي والدينامي لإلختبار ( عباس ،2001 ،ص.)162
تم إستخدام إختبار تفيم الموضوع ( )T.A.Tفي بحثنا ألنو يتالئم وطبيعة متغيرات البحث ،وكذلك
إعتباره إختبار إسقاطي يكشف لنا عن الحياة الداخمية لممفحوص ال شعوريا واعتمدنا في التحميل عمى
طريقة " ىنري موراي" ألنيا تقوم عمى الكشف عن الحاجات التي يرغبيا الحدث كالحاجة إلى اإلىتمام
والعطف والرعاية والعدوانية الموجية نحو الذات واآلخرين ،باإلضافة إلى الضغوط التي تسيطر عميو
داخل بيئتو من نبذ ورفض من طرف الوالدين أو الفقر ،عدوان مادي ضد إجتماعي الذي قد يقوده إلى
الجنوح ،وارتكاب أفعال إنحرافية مختمفة كتعاطي المخدرات السرقة ،عدوانية اتجاه اآلخرين ،تشرد
وىروب ،عدوانية إتجاه الذات....
تمثمت حاالت الدراسة في حالتين تتوفر فييم شروط البحث كاألتي :
-الحالة األولى :حدث جانح يبمغ من العمر 06سنة ،متواجد بمركز إعادة التربية –قالمة – إلرتكابو
جنحة الضرب و الجرح العمدي بالسالح األبيض.
-الحالة الثانية :حدث جانح يبمغ من العمر 07سنة ،متواجد بمركز إعادة التربية –قالمة – إلرتكابو
جنحة السب وشتم األصول .
87
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
الحالة األولى:
البيانات الشخصية
-اإلسم" :أ" – ع
-الجنس :ذكر
-تاريخ الميالد 2000/08/01 :بالذرعان-الطارف-
-عدد اإلخوة :األشقاء الحقيقيين :ذكر ،1 :إناث 1:
-عدد اإلخوة غير األشقاء من األب :ذكر ،2 :إناث.2 :
-الرتبة بين اإلخوة األشقاء3/1:
-المستوى التعميمي :الثانية متوسط
-الحالية الصحية :جيدة ال يعاني من أي مرض
-الحالة اإلقتصادية :جيدة.
البيانات العائمية:
المينة :متقاعد من صفوف الجيش الوطني وتاجر حاليا. -األب :عمى قيد الحياة
المينة :ال تعمل -األم :عمى قيد الحياة
-وضعية الوالدين :األب مطمق األم سابقا لمدة 4سنوات.
األم :الزوجة الثانية.
89
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
الحالة "أ" حدث جانح ،يبمغ من العمر ستة عشرة سنة ،مستواه الدراسي ثانية متوسط ،ترتيبو بين
أخواتو ىو األكبر ،ولو أخت وأخ ي ازوالن الدراسة ،ولو أربعة إخوة غير أشقاء من األب ،كان يعيش (أ)
مع أمو وأبيو ومع زوجة األب.
كان الوالد موف ار نوعا ما من العناية إال أنو يتميز بعدم تحمل المسؤولية العائمية ،باعتبار أن الوالد كان
موظف في صفوف الجيش الوطني وبعده عن البيت ،إال أنو كان يتخذ سموكات غير سوية منحرفة،
كمعاشرة النساء األجنبيات وشرب الخمر.
كان الوالد يتميز بدخل جيد ،إال أنو يميل إلى الشح والبخل عمى ابنو مما عرضعو إلى حالة من الحرمان،
لم يكن يكترث كثي ار لحاجتو األساسية من مأكل وممبس ،مما زاد من وجود صراعات أسرية .
تعد أم الحالة " أ" الزوجة الثانية ،فيي كانت تعيش ظروف صعبة مع أب الحالة ،فكانوا دائمي الشجار
والمخاصمة ،فكانت تتميز بالذل والقير من طرف الزوج مما انتيى بطالقيما.
-بعد طالق الوالدين عاش " أ" رفقة أمو وأخواتو في منزل الجد ،وكان عمره 13سنة إال أن الظروف
كانت غير مالئمة مما اضطر باألم لكراء سكن خارج عن أىميا ،وذلك نتيجة أن "أ" كان كثير الشجار
مع األم وعدم اإلصغاء ليا ،فكان كثير اليروب من المدرسة ومخالطة رفقاء السوء ولجوئو إلى السرقة
وتعاطي المخدرات والمبيت خارج المنزل.
-لم تتمكن األم من القدرة عمى االىتمام بو ورعايتو وتوفير كل احتياجاتو ،لجأت إلى طرده من المنزل
عدة مرات ،فقد كان "أ" يمجأ إلى بيت األب ،فيقوم بطرده وعدم قبولو.
-باإلضافة إلى أخاه األكبر ال يرغب فيو ،فيو يكن لو كرىا شديدا عمى غرار أن ىذا األخير لو سوابق
عدلية كثيرة نتيجة إنحرافو وأنو تعرض لدخول السجن عدة مرات ،مما إضطر بالحالة بشعوره بعدم رغبتو
من طرف األم واألب واألخ فزاد إحباطو وكرىو إتجاىيم.
-أصبح "أ" ال يرغب في الدراسة حتى إنقطع عن مزاولتيا ،فأصبح كثير التشرد ولجوئو لمسرقة وتعاطي
المخدرات ،فقامت األم باذاعو بمركز إعادة التربية بالحجار " عنابة" إال أنو لم يمكث إال أربعة أيام وقام
باليروب منو ،بإعتبار أن المركز غير مالئم لو وكان عمره 14سنة فازداد كرىو إتجاه أمو.
-األم تتصف بأنيا ميممة وغير مبالية وأنيا عديمة المسؤولية ،فقد كانت تترك الحالة "أ" لوحدىا في
الذرعان لمدة شير أو شيرين وتذىب عند أخواتيا بعناية ،وىي ال تكترث ألمر ابنيا.
90
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
-يذكر أن الحالة كان يستعين بروابط عاطفية مع أشخاص جانحين أكبر منو سنا،كما أن حياتو
تخممتيا فترات تسول وسرقة ،وتشرد ،حيث لجأ إلى التشرد لمدة سنة كاممة خارج المنزل والمبيت في
العراء ،فكان ييتم بأكمو وشربو ولباسو لوحده دون أن يبالي بو والديو ( األم ،األب).
-عمل "أ" مينا شاقة وغير شرعية فمجأّ إلى بناء كوخ لبيع الخمر " بالذرعان" ،وكذلك عمل بمميى ليمي
مما زاد غوصو باإلنحراف أكثر.
-ابتدأ "أ" بشرب الخمر والسرقة في سن صغيرة 8سنوات ،إال أنو كان يمارس السرقة مرات بمفرده
ومرات مع رفاقو والذين كانوا أكبر سنا منو ،كما أصبح يتعاطى المخدرات بكل أنواعيا ،إال أنو كان
كثير الشرب لمخمر وبصفة يومية ،كان "أ" تنتابو حاالت اإلحباط والقمق واليأس مما يضطر إلى
االعتداء عمى ذاتو بالجرح خاصة عند الشجار مع والده وأخاه األكبر ،فقد حاول االنتحار عند قيام
الوالد بتقديم شكوى ضده ،إال أنو قام بسحبيا.
-يرى "أ" ذاتو أنو غير مرغوب فيو خاصة من جية األب ،فيو يكن لو كرىا شديدا ألنو ال يقدم لو كل
ما يحتاجو ،وأن أخوه األكبر ىو المتسمط والذي يسير والده فضطر بالحالة إلى اإلعتداء عميو عدة
مرات بالضرب والسالح األبيض ،إال أنو نجى مما إضطر بالوالد تقديم شكوى ضده " بحجة السب
والشتم" وىو حاليا متواجد بمركز إعادة التربية بقالمة من طرف محكمة الذرعان لألحداث.
-الحالة " أ" يرى أن ال أم وأب لو ،فيو يكن ليما حقدا كبي ار ألنيما لم يحرصا عميو ،ولم يقدما لو ما
يحتاجو من حب ودفئ وعطف.
-تعرض الحالة إلى نصح و توجيو من المقربين لو لكن لم يأخذ بعين اإلعتبار ذلك إال أنو إقتنع مع
زميمو داخل المركز بمواصمة الدراسة في مركز التكوين الميني تخصص حمويات ،كما أنو ال يرغب
في الصالة.
-يوصف داخل المركز أنو عنيد ،إنفعالي ،عصبي ،كما أنو مصر عمى مواصمة إنحرافو واذاء والديو
وأخوه بعد خروجو.
-مع العمم أن والد الحالة "أ" يأتي لزيارتو من حين إلى حين آخر ،إال انو ال يقوم بمقابمتو أبدا ،أما األم
فيي ال تأتي إلى رؤيتو ولو مرة واحدة منذ دخولو المركز.
91
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
/1دخمت عندي 3أشير بابا ىو لي حب المشاكل والشروعات 2/تحرشوا يما 3/راح شكا بيا قميم أو
ضربني وسبني جابوني ىنا 4/ىنا في السونطر ىذا خير من تاع عنابة 5/أول مرة دخمت لمسونطر تاع
الحجار 6/قعدت أربة أيام وىربت منوا كان عمري 13سنة 7/كانت الناس يحرشوىا عميا يقولوليا
حطيو في السونتر خير باه يتربى 8/كانت ىي تسحتني من الدار 9/تقولي روح عندك باباك ىو لي
عندو الكفالة 10/كي نروح عندو يسحتني 11/ماال وليت نبات ب ار خير 12/ماتحكيميش عمى يما 13/
كانت تسحتني من الدار وليت نبات في الروموركات وفي الجنانات بسبتيا 14/يما أي شيطانة 15/
نكرىيا ىي 16/وبابا 17/طمقيا ماتفاىموش مع بعضاىم لخاطر أوحموف وىو جايح 18/يروح يصرف
في الصوارد عمى النساء 19/ويمعبيا يصمي وىو يتكيف الكيف والشراب 20/عشت حياتي كاممة برة
21/أم يعيطولي ولد برة 22/ديما المشاكل في الدار حتى مع خويا الكبير 23/آني نكرىوا 24/نحب
نقتموا 25/حموف كبير 26/ىو لي فسد في الشايب 27/وىو بعد ولد حبس مايخرجش منوا /28كون
تجي الموت بيدي نقتموا /29ىو لي يمعب براس الشايب ويحرشوا عميا 30/خويا مستولي عمى كمش
الحوانت يطمب من الشايب السوارد يمدلوا وأنا جامي يمدلي 31/أني قتمك بابا أو تاع المشاكل 32/ىو
لي مرضني ومرض خويا 33/طمقت يما عندىا 4سنوات ورمضان لفات رجعيا بابا ومازال في عوايدو
34/كنت عايش معاىم ونبات برة 35/توصمت عام كامل مانروحش لمدار وقت لي طمقت يما 36/
درت عشة في " عين عالم " بالذرعان وسكنت فييا 37/نغسل وحدي ونأكل وحدي ونخدم ونبات ثما
38/كنت نخدم نبيع الشراب فييا ونجيب الجورني تاعي 39/كنا نخدموا جماعة يجيبوا نساء والشراب
ويقمروا كا ىكذا 40/نشرب ندير كمشي 41/بديت الشيء ىذا وأنا في عمري 8سنين نشرب ونسكر
/42و 12سنة وليت نشرب الخمر والدواء ونبيعوا 43/نشرب البيرة الروج والدواء الحمرا ،باستيس ،
ىانكل نشرب يوميا بالبيت تاع شراب فييا 24كعبة 44/السرقة من بكري وأنا نسرق من بديت نشرب
45/وليت نسرق الروبوني تاع نحاس ،الذىب حوايج واش نمقى 46/نسرق وحدي وساعات مع الجماعة
47/بابا ىددتوا زوج مرات بالموس /48والمرة الخرة كون ماجبدونيش تاع الدار راني قتمتوا 49/ىي لي
بسبتيا جابني ىنا لسونتر /50ضربت روحي قداه من مرة كي نقمق 51/ضربت روحي المرة ىذه أشار
إلى الذراع األيمن بو جرح عميق كي كنت رايح نضرب الشايب 52/حاولت ننتاحر مرة وحدة كي جاو
الجوندارم يدوني طمعت فوق الدار 53/بابا وجو الشر سحب الشكوى 54/بابا ىو ويما وخويا السبب في
كمشي يكرىوني واحدما تحمل المسؤولية عمي 55/بابا من كنت صغير وأنا نكسي روحي وحدي ونخدم
في الجنانات وىو مايكسينيش وىو الباس بيو 56/يما مين كانت مطمقة ماعالبمياش بيا خاله 57/
كانت تروح عند خوالي في عنابة وتخميني في الذرعان وحدي نبات برة 58/عالقتي خواتاتي لبنات مميحة
92
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
نحبيم 59/يما شيطانة 60/نكرىيا 61/وتكرىني 62/ماتيتم بيا ال والوا 63/بابا كون نحكموا نقتموا
64/وال نقعدوا في كروسة 65/بابا مانحبش نشوفوا أبدا 66/يجي بابا لمسونطر مانقابموش 67/ما
نصميش خاله كنت نصمييومين ونبطل 68/كنت نشرب ونروح نصمي 69/أنا الشراب مانحبسوش ونقعد
كيما ىك 70/واهلل واهلل كي نخرج من ىنا ندمرليم معيشتيم 71/نروح لمحبس أو السبيطار تاع المجانين
72/إلينحكموا نقسموا يدوا 73/وال نحطوا في كروسة ونتينى ويرتاح قمبي.
93
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
-مشاعر والمعاممة السمبية أم – أب أخوة حدث جانح ،ومشاعر والمعاممة اإليجابية أم – أب – أخوة
حدث جانح ،حيث إحتمت مشاعر والمعاممة السمبية أب حدث جانح الصادرة بتواتر16ونسبة
،%43.24غال انو تمبية المرتبة الثانية مشاعر والمعاممة السمبية أم حدث جانح بتواتر 15تكرار
ونسبة ،% 40.54إال أن المرتبة الثالثة إحتمتيا مشاعر والمعاممة السمبية إخوة –حدث جانح بتكرار
5ونسبة ،%13.51ثم تمييا مشاعر ومعاممة إيجابية إخوة حدث جانح تكرار 1ونسبة ،%2.701
إال أن مشاعر ومعاممة إيجابية أم – أب حدث جانح احتمت الحد األدنى بنسبة وتكرار .%0.00
94
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
يتضمن ىذا الجدول الفئة الخاصة بمظاىر الجنوح ،ويضم 5فئات فرعية حيث الحظنا أن فئة
العدوانية الموجية نحو اآلخرين إحتمت المرتبة األولى بتكرار 10ونسبة ،% 29.41كما جاء في
المرتبة الثانية فئة التشرد بتواتر 8تك اررات ونسبة ،%23.52إال أنو كانت المرتبة الثالثة لصالح
تعاطي المخدرات بتكرار 7ونسبة %20.58ثم تمييا المرتبة الرابعة العدوانية الموجية نحو الذات
بتواتر 6وتك اررات ونسبة تقدر ب ،% 17.64إال أن فئة السرقة فحتمت المرتبة األخيرة بتكرار 3
ونسبة تقدر ب .% 8.82
نالحظ أن فئة وظاىر الجنوح تمثل أعمى تواتر ب 34تكرار ونسبة مئوية ،%94.44ثم تأتي
بعدىا التكفل بعدد التك اررات 2ونسبة .%8
تعتبر فئة الحرمان العاطفي فئة جاءت في الصدارة ب 37تكرار بنسبة تقدر ب ،%50.68إما
المرتبة التي تمييا فئة وظاىر الجنوح حيث بمغ التواتر ب 34تكرار ونسبة ،% 46.57إال انو
تحتل فئة التكفل المرتبة األخيرة بتكرار 2ونسبة تقدر ب .%2.73
95
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
يعتبر الحالة (أ -ع) أنو تعرض لمرفض والنبذ من طرف األم التي تطرده دائما من المنزل بعد طالقيا
من والده ،حسب قولو ":كانت ىي تسحتني تقولي روح عند باباك" إال أنو في المقابل يمقى نفس الرفض
من طرف والده ويقول ":كي نروح عندو يسحتني ماال وليت نبات برة خير " .
-كما كانت عالقتو بأبيو تتميز بسوء المعاممة ،حيث كان يشعر بأنو غير مرغوب فيو ،فقد كان يفتقد
لمحاجيات الضرورية من مأكل ومشرب " خويا يطمب من الشايب يمدلو كولشي وأنا جامي يمدلي" مما
زاد الحالة شعوره بالحرمان والتفرقة بينو وبين أخوه من طرف والده.
-أما عالقتو بأمو فتتميز بالكره والنبذ ،فيو أمو غير مبالية بو وتحتقره وقميمة اإلىتمام بو " يما من كانت
مطمقة ماعالبمياش بي خاله كانت تروح عند خوالي في عنابة بالشيرين وتخميني في الذرعان وحدي
نبات برة" مما ولد لديو كرىا شديدا إتجاىيا.
إال أن الحالة يقر بأنو يشعر بالحرمان من الحب والدفئ ،ونقص اإلىتمام العائمي ،وىو كان يعيش داخل
األسرة "كنت عايش معاىم ونبات برة" ،كما كانت تتسم عالقتو بالكره والحقد إتجاه أخوه ،فيو يرى أنو
السبب في حرمانو من كل ما يرغب فيو وأن معاممة والديو لو ىو المسؤول عنيا " ىو لي يمعب براس
الشايب ويحرشو عميا" أما بقية إخوتو فعالقتو تتميز بالحب إتجاىيم " عالقتي مع خواتاتي البنات مميحة
نحبيم"
إن النبذ والرفض والمباالة الوالدين بالحالة "أ" أدى بيو إلى التشرد واقتحام عالم مظمم ،فدخول
الحالة لمركز الحجار بعنابة جعمو يغوص أكثر ويتخذ من الشارع مأوى لو ،فاألم رافضة لو فعند طالقيا
كان يبيت في العراء لمدة مستمرة ،حيث توصل األمر بو إلى أن ينام في الشارع لمدة سنة كاممة ويقول":
توصمت عام كامل ماروحتش لمدار وقت لي طمقت يما" مما جعل الحالة يستغل حياة التشرد باإلتكال
عمى نفسو ولجوئو إلى بناء سكن أو كوخ قصد المبيت فيو والعمل "درت عشة في عين عالم بالذرعان
وسكنت فييا نغسل وحدي نأكل وحدي ونخدم ونبات تما".
-إستمرار الحالة عمى حياة التشرد جعمو ينحرف ويمجا إلى مخالطة رفقاء السوء ،وأكثر منو سنا فقد كان
يعتمد في معيشتو عمى بيع الخمر والمخدرات "كنت نخدم نبيع الشراب وفييا نجيب الجورني تاعي" ،
وكما مارس سموك السرقة وتعاطي المخدرات في سن مبكرة ،فقد كان يتعاطى كل أنواع المخدرات
واألصناف منيا الحمرا ،ىانكل ،باستيس....الخ.
-إن نقص رعاية الحالة من الحب والدفئ واإلىتمام جعمو يشعر بحرمان عاطفي كبير دفع بو إلى قيامو
بسموكات عدوانية إتجاه ذاتو واتجاه اآلخرين ،فالكره الذي يكنو لو والده جعمو عدواني إتجاىو ،فقد حاول
96
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
اإلعتداء عميو عدة مرات بالضرب والشتم وحتى محاولة القتل وىذا ما تسب في دخولو مركز إعادة
التربية لوالية قالمة بسبب سب وشتم األصول( األب).
-إن لجوء الحالة إلى اإلنتحار كان ذريعة بإحساسو بالنقص والرفض من طرف األب إال أن المحاولة
باءت بالفشل لقولو ":راح بابا شكا بي جاو جوندارم يديوني ،طمعت فوق الدار وقمتميم نرمي روحي كن
تدوني".
-إن الفراغ والحرمان العاطفي الذي يعاني منو الحالة دفعيا إلى الوقوف في دائرة القمق واليأس ،فيو
يمجأ إلى اإلعتداء عمى نفسو عندما تضيق بو السبل ،وىذا ما الحظناه أثناء المقابمة وجود جروح عميقة
عمى الذراعين.
-إن الحالة "أ" لم يمقى أي إىتمام من طرف أسرتو أو المقربين لو ،إال أن داخل المركز فقد تأثر بزميل لو
وبعد إلحاح من طرف المربي وافق عمى الذىاب لمتكوين الميني تخصص حمويات ،إال أنو يقر بأنو لن
يتغير ولن يترك اإلنحراف ،وأنو يستمر في تعاطي المخدرات والشرب...إلخ والوالدين وأخوه.
فمن خالل مقابمتنا لمحالة وبعد اإلطالع عمى الممف الشخصي داخل المركز تبين أن الحالة تعاني من
حرمان عاطفي جزئي ومن النبذ ،والرفض من طرف الوالدين ،مما أثر عمى ظيور عدة سموكات جانحة
لو كتعاطي المخدرات ،السرقة ،العدوانية اتجاه الذات واآلخرين ،التشرد ،كما أن الحالة يتصف بالعنف
والعصبية الزائدة.
97
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
من خالل االستناد والبحث عن المساواة من طرف الرجل الذي تحبو -الحاجات :الحماية والدعم
عدوان مادي إجتماعي (عراك مع األم واألب)
االستقاللية :من خالل األخذ برأييا
-تنشيط العزيمة :الشعور بالحزن لعدم تحقيق ما ترغب فيو
98
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
99
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
100
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
-الحاجات :عدوان عادي إجتماعي :من خالل اإلعتداء عمى اآلخر (ضرب بسكينة)
الحماية والمحبة :من خالل إبراز الصراع حول المخدرات ألنو يرى فييا االمن والنبذ.
عدوان موجو نحو الذات :من خالل تأنيب ذاتو " كون ماخالطتش مايديروليش ىكا".
-الضغزط البيئية :عدوان مادي إجتماعي :يظير من طرف البطل.
النبذ :من خالل رفض مطالبو.
الحرمان والفقد ( :إفتقاره لممخدرات لعدم قدرتو عمى الحصول عميو)
-نياية القصة :حزينة ألن فييا لوم الذات عمى المجوء إلى عدة أفعال ( ضرب).
-الموضوع :طفل يدافع عن نفسو من أجل المخدرات.
-اإلىتمامت والمشاعر :الشعور بالذنب – الندم – الحرمان.
-الضغوط البيئية:
101
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
التالعب بمشاعر الزوجة -الضغوط البيئية :النبذ :عدم مباالة الزوج بالزوجة
-الحاجات :عدوان مادي ضد إجتماعي :الزوجة تتناول جرعة كبيرة من الدواء لمموت.
القمق ( :قمقيا)
تشييط العزيمة :الشعور بالحزن واليأس من طرف الزوج.
الحاجة لمجنس :من خالل إظيار الرغبة في الزواج ( عريس جديد) و مرتو.
-الضغوط البيئية:
الحرمان والفقد :يتجمى في موت الزوجة.
عدوان مادي اجتماعي :وقوع شجار مع الزوجة.
-نياية القصة :حزينة بسبب موت الزوجة
-الموضوع :صراع بين زوجين أدى بالزوجة إلى الموت أو االنتحار .
-االىتمامات والمشاعر :الحزن – اإلنتحار – الندم – القمق .
102
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
عدوان مادي ضد إجتماعي :من خالل إظيار عنف األسرة عمى البطل.
النبذ
الالمباالة :عدم اإلىتمام بالدراسة البطل.
-الضغوط البيئية :الحرمان والفقد :من خالل عدم مواساة البطل لفشمو في الدراسة والمجوء إلى العنف.
-عدوان مادي واجتماعي :من خالل وقوع العقاب عمى البطل.
-نياية القصة :ناجحة عمى المستوى الخيالي من خالل تقديم نصيحة لمبطل من أجل الدراسة أو
العمل.
-الموضوع :طفل يتعرض لمعنف من طرف أسرتو من أجل الدراسة
-المشاعر واالىتمامات :عدم مزاولة الدراسة -النبذ – قمق ويأس .
-الحاجات :عدوان مادي ضد إجتماعي :من خالل وصف الرجل بممارسة سموكات غير أخالقية.
العقاب واألذى :إظيار أن البطل يقوم بإذاء الناس.
-الضغوط البيئية :ال توجد ضغوط
-نياية القصة :تبقى عمى المستوى الخيالي من خالل التنبؤ أن مصيره سوف يكون النار.
-الموضوع :رجل شرير يمارس طقوس غير أخالقية ونيايتو جينم.
-اإلىتمامات والمشاعر :إذاء الناس وشعورىم باأللم.
-الحاجات :عدوان مادي ضد إجتماعي :ترك الكمب من طرف صاحبو يقوم الميل إلى التدمير كالتخريب
واليموم بمياجمتو األفراد وايذائيم.
103
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
الحاجة لألمن والسند :من أجل العيش ،عدم اإلنجاز :من أجل العمل لمكسب
الحالل.
-نياية القصة :ناجحة ألن أمل البطل أنو لم يتم القبض عميو.
104
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
عدوان مادي إجتماعي :يظير من خالل عدم قبول الوالد لإلبن وتركو يتشرد.
السيطرة :سيطرة األخ عمى البطل
عدوان مادي ضد إجتماعي :ضرب البطل من طرف األخ.
-نياية القصة :فاشمة ألن الطفل مصر عمى اإلنحراف إذا لم يتم تمبية حاجاتو من طرف أسرتو.
-الموضوع :شاب يتعرض إلى ضغوط أسرية أدت بو إلى إص ارره عمى اإلنحراف ،بممارسة السرقة
وتعاطي المخدرات..
-االىتمامات والمشاعر :صراع أسري – النبذ والرفض الوالدي -عدم تأنيب الضمير – اإلصرار عمى
اإلنحراف.
-البطل :حيث قام المفحوص بتجسيد شخصية طفل أو شاب في معظم البطاقات ،حيث أن ىذا األخير
يعاني من الحزن ،الحرمان ،والفقد ،النبذ ،والرفض من طرف األىل -اإلنحراف والمخدرات والسرقة.
الحاجات التي يرغب فييا البطل :والذي قام المفحوص بسردىا من خالل الحاجة إلى العدوان -
واإلعتداء بكل أنواعو لفظي ومادي إجتماعي ومادي ضد إجتماعي ،اإلستناد والفيم ،السمبية ،الرغبة
الجنسية وظيور القمق واليأس نتيجة الصراعات ،الحاجة لألمن والسند واإلىتمام واإلنجاز ،تحقيق
الذات.
-الضغوطات البيئية التي أدت بالمفحوص إلى اإلنحراف :والتي تمثمت في السيطرة عمى المفحوص
وتقيد حريتو من طرف األىل ،وكذلك النبذ والرفض الوالدي والحرمان والفقد ،باإلضافة إلى العدوان
بأنواعو ،الممارسة عميو من طرف أسرتو خاصة األب والتي أدت بالبطل إلى تخمي سموكات مضادة
والبحث والمجوء إلى اإلنحراف ،كما ورد لدى الفاحص ،نقص العناية واإلىتمام وتقديم المساعدة لو من
أجل توفير وتييئتو من أجل النجاح والعمل.
-نياية القصص :والتي تبمورت في معظم خواتميا أنيا فاشمة وغير ناجحة نتيجة تعرض البطل إلى
عدة ضغوطات بيئية أثرت عميو بالسمب ،ولم يستطع تجاوزىا أو التحكم فييا وذلك نتيجة وجود
إصرار كبير من طرف البطل عمى مواصمة نفس السموكات واألفعال التي يقوم بيا.
-الموضوعات التي إىتم بيا المفحوص :تناول المفحوص عمى العموم في كل القصص موضوع
الصرعات األسرية التي تمثل في سوء اإلىتمام والعناية ،باإلضافة إلى اإلنحراف ،الحرمان العاطفي،
النبذ والرفض من طرف الوالدين ،اإلنتقام ،العدوان.
-اإلىتمامات والمشاعر التي أدلى بيا المفحوص :حيث طغت عمى القصص بعض اإلىتمامات
األسرية التي أدت بو إلى اإلنحراف من إىمال ،حرمان وفقد ونبذ من طرف الوالد (األب) ،سموكات
ضد إجتماعية مخدرات ،سرقة ،إعتداء عمى الناس ،اإلىتمام بالجانب المادي أكثر ،اإلنتحار ،إذاء
105
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
الذات ،أما مشاعره فطغى عمييما الحرمان وفقدان والنبذ من طرف الوالدين ،عدم تأنيب الضمير،
حب االنتقام واالعتداء ،قمق وبأس ،األمل.
-2-3التحميل الشكمي:
ويتجمى ذلك من خالل إظيار المفحوص نوعا من الفيم لمقصص ،كما أنو تمرد نوعا ما عنو كل
قصة بإظيار نوع من الخوف ،وعدم صحة اإلجابة،كما تبين لو عدم فيم بعض البطاقات ورفض تكوين
أي قصة عنيا أما من الناحية المغوية فكانت عند بناء القصة عدم الربط والتدقيق ،كما أن القصص كان
سردىا قصير تقريبا ،أما محتواىا كان نابع من نفس السياق غير متنوع نوعا ما ،كما أظير معاناتو
الحقيقية التي يعيشيا والصراع القائم مع أسرتو.
من خالل تطبيق اإلختبار وتحميل محتوى القصص ،إتضح أن ما قام بو المفحوص عن سرد
القصص ىي عبارة عن إسقاطات حقيقية لمشكالتو النفسية اإلجتماعية العائمية الذي يعاني منيا ،كما برز
الضغوط البيئية المؤثرة عميو خاصة من طرف أىمو من نبذه وحرمانو ورفض لو من خالل عدم تمبية
حاجاتو ،كما برز مختمف أنواع العدوان بأشكالو الممارسة عميو ،كما قام المفحوص بإظيار الحاجات التي
يرعب فييا من الحاجة إلى الفيم واإلستنجاد إلى تحقيق الذات ،اإلستقاللية ،الحماية والدعم ،تنشيط
العزيمة من خالل اإلحساس بالالمباالة والحزن والقمق واليأس.
-كما أظير الحاجات إلى العدوان بكل أنواعو وأساليبو خاصة العدوان المادي ضد إجتماعي كالضرب
والسرقة والمخدرات واإلنتحار الذي جسدىا في شخصية البطل.
-كما كشف المفحوص عن إفتقاره لمحاجات النفسية اليامة كالحاجة لمحب واألمان والسند واالنتماء
نتيجة إفتقاره لمترابط األسري والجو النفسي السميم خاصة األب واألم ،كما أظيره في البطاقة 1و،5
و 6و.12
-كما يشير المفحوص إلى حالة تذبذب في العالقة مع األب في الجانب النفسيي والمادي ،وىذا ما
تبين وفق البطاقة 12و 20والبطاقة ،7التي تؤكد عدم مباالة األب باإلبن خاصة في الجانب
الدراسيي ،وىذا ما يترجم واقع المفحوص.
-كما كشفت البطاقة 5و 6عمى وجود أيضا عالقة متذبذبة إتجاه األم من حب وكره وىذا ما ترجم
واقعو المعاش من قمة اىتمام األم ورفضيا لو ،وعدم العطف عنو في األوقات الضرورية.
-كما ورد لممفحوص وضعا النحرافو من تعاطي المخدرات واعتداء وانتقام ومخالطة رفقاء السوء ،وىذا
ما تؤكده البطاقة 8و " 18ضرب واحد بسكينة عمى جال يسالوا حاجة عمى المخدرات وال الكاشيات"
106
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
كما أكد أيضا أن الحرمان والفقد والفقر ىو الذي أدى بو إلى اإلنحراف والسرقة ،وىذا من خالل البطاقة
.17
-كما تبين المفحوص إحتقار ذاتو من خالل إسقاط صورة البطل في شبو حيوان واعتباره أنو عدواني
ويحب اإلنتقام واذاء الناس ،وىذا ما تؤكده البطاقة " 16كمب مربوط تسيب كال الناس......سيبو
مواله بالذمة " إال أنو يرجع إلى ذلك المسؤول عنو والذي يتمثل " بالوالدين"
-كما ترجمت البطاقة ( 20و )7لوضعية المفحوص الحقيقية من حرمان عاطفي ونبذ ورفض من قبل
أىمو خاصة األب الذي يعتبر ىو السبب الرئيسي في تشرده وانحرافو وفي تقييد حريتو وعدم الالمباالة
بو واإلىتمام من أجل الدراسة وممارسة العنف ضده.
-كما أظير المفحوص ميكانيزمات دفاعية لمتخمص من القمق والتوتر المسيطر عميو من خالل البطاقة
(.)14
-إن تناول المفحوص لمقصص ماىي إال ترجمة لوضعيتو الراىنة من إنحراف وتعاطي مخدرات
وعدوانية بكل أنواعيا وتشرد ناتج عن قمة إىتمام الوالدين بو وعدم منحو الحب والعطف والدفئ
األسري الالزم ،كما أن المفحوص يرجع السبب الرئيسي لذلك إلى األب بالدرجة األولى.
107
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
من خالل مقابمتنا مع الحالة ونتائج إختبار تفيم الموضوع ،تبين أن الحالة تعاني من حرمان عاطفي
والمتمثل في النبذ والرفض من قبل الوالدين ،كما أظير الحالة معاناتو المادية التي ظيرت لنا من خالل
تحميل البطاقات 12و.20
-كما يعتبر عامل التربية األسرية السمبية التي مارسيا األب إتجاه الحالة من خالل التفرقة بينو وبين
أخاه جعمتو يشعر بأنو غير مرغوب فيو ،ليذا تكونت لديو الرغبة في اإلنتقام ،وذلك بمجوئو إلى رد
فعل عدواني إتجاه األب وىذا ما أثبتتو نتائج اإلختبار من خالل ظيور العدوان المادي ضد إجتماعي
عمى اآلخرين ،حيث ظير في فئة نسبة العدوانية الموجية نحو اآلخرين بنسبة % 29.41في
التحميل الكمي لممقابمة.
-إن المعاناة النفسية التي عاشتيا الحالة عند حدوث طالق الوالدين تعتبر صدمة لو ،ألنو زاد شعوره
بالضياع وأنو تعرض لمشاكل لم يستطع السيطرة عمييا ،فنتيجة طالق الوالدين تعتبر عامال من
ولدت لو حرمانا عاطفيا ونبذا صريحا ،بعدم اإلىتمام والالمباالة بو
عوامل القمق لدى الحالة ألنو ّ
جعمتو يميل إلى اإلنحراف.
-أظيرت الحالة رد فعل الحقد والكره الشديد إتجاه األىل بإعتبارىم السبب في مشكمتو وأنيم كانوا قساة
ولم يتحمموا المسؤولية بنسبة ،حيث ظيرت مشاعر والمعاممة السمبية لألب من خالل المقابمة بنسبة
%43.24وعند األم بنسبة % 40.54مما يدل عمى حرمانيو ،كما أعطى الحالة أىمية كبيرة من
خالل اإلختبار إلى الوضعيات األسرية التي يسودىا الصراع والتفكك الذي يقود إلى نقص الحاجات
النفسية كالحب والعطف والرعاية في البطاقتين 20و.7
-تبين لدى الحالة قمق دائم ،فعندما يشعر باإلحباط تبرز لديو مشاعر عدم الخوف من الموت فيمجأ
إلى اإلعتداء عمى الذات والرغبة في تحطيميا ،وذلك أن الذات ال تساوي شيئا ،ألنيا لم تحب أو لم
تستحق الحب بالجرح ،وىذا تم مالحظتو أثناء المقابمة جروح شديدة العمق عمى الذراعين ،إال انو
يميل في لحظات إلى الرغبة في الموت وىذا ما عبر عنو بمجوءئو إلى محاوالت إنتحار مرات إال أنيا
باءت بالفشل وىذا ماتؤكده ميالني كالين " إن الحدث المحروم أو المنبوذ يعيش حالة تتراوح بين
التشاؤم واليأس من ناحية وبين السوداوية من ناحية أخرى ،تتخمميا ردود فعل و إتجاىات عظامية
مختمفة الشدة ،حيث يعيش حالة من التجاذب الوجداني فيالحظ عميو ىوامات الموت والدمار
واإلعتداء الذي يصل إلى حد القتل ،كما ترفق بيوامات الضياع والبؤس والحزن البالغ والعقاب"
(حجازي ،1990،ص .)196
-كالحالة أنو يعاني من حرمانا عاطفيا صريحا من طرف والديو بسبب رفضيم وعدم المباالة بو ،مما
دفعو إلى حياة جانحة تتمثل في التشرد ،تعاطي المخدرات وبيعيا ،عدوانية موجية نحو الذات ونحو
108
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
اآلخرين ،سرقة وىذا كأسموب تعويضي و إنتقامي لمخروج من الوضعية التي يعاني منيا حيث يشير
كورسيني " 1999أن الرفض الوالدي ىو إنكار ثابت لإلستحسان والعاطفة واإلىتمام لمطفل من أحد
الوالدين او كالىما ،حيث تتمخص عواقبو في إنخفاض الذات والثقة بالنفس وعدم القدرة عمى تشكيل
التعمق باآلخرين ،ونشأة اإلختالل اإلنفعالي والنفسي الذي يقود الطفل لمجنوح واإلنحراف" .......
) corsini ,1991, p118(.
-الحالة ليس لدييا مبدأ التغير لألفضل ،فيو يرى أن الحياة الجانحة المالذ الوحيد ،وأن الحرمان
العاطفي الذي يعيشو ىو الذي جعمو يتفوق في دائرة الجنوح،وىذا ما ثبت أثناء المقابمة بإص ارره عمى
االنتقام من اآلخرين من خالل ممارسة العدوانية ضدىم ،حيث تراوحت بنسبة .%29.41
109
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
الحالة الثانية
البيانات الشخصية
-الجنس :ذكر
البيانات العائمية:
-الوضعية الحالية داخل المركز :إلتحاقو بمركز التكوين الميني تخصص حمويات.
110
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
-1تقديم الحالة:
الحالة "ع" حدث جانح يبمغ من العمر سبعة عشرة سنة ،مستواه الدراسي أولى متوسط ،ترتببو بين
أخواتو األكبر ولو أختان أصغر منو كان"ع" يعيش داخل أسرة ممتدة ،كان موفر لو جميع اإلحتياجات،
إال أن أعمامو وأوالدىم كانوا يمارسون بيع المخدرات وتعاطييا ،كما أنيم تعرضوا إلى الدخول لمسجن عدة
مرات بسبب اإلعتداء عمى اآلخرين.
-عاش "ع" مع والديو وىم عمى قيد الحياة ،فاألم كانت حريصة جيدا عمى اإلىتمام بو وتمبية إحتياجاتو،
إال أنو لم يرغب في مواصمة الدراسة فأصبح كثير اليروب منيا وكذا مخالطة رفقاء السوء مما نتج عن
عدم مزاولتيا وعمره 13سنة.
-أصبح "ع" يعاني من اليروب من المنزل من حين آلخر مستغال فرصة ضعف والده الذي يعاني من
المرض ،وعدم إكتراث أيضا الوالد باإلىتمام بو.
-كان "ع" يمارس السرقة وذلظك في سن مبكرة 8سنوات ،حيث كان يسرق كل ما يتا أمامو من داخل
البيت أو خارجيا ،حيث كان يسرق جدتو وىو مصر عمى مواصمة سرقتيا ماداميا عمى قيد الحياة.
-أصبح "ع" يتعاطى المخدرات والخمر بكل أنواعو النو وجدىا متوفرة أمامو وأن أسرتو تتربع عمى
بيعيا.
-كان "ع" قميل التواصل مع أبيو وال يحبو ،فاألم أصبحت مرغمة عمى العمل في بيوت اشخاص من
أجل جمب القوت ليم ،خاصة بعدما تم منحيم سكن إجتماعي بمفردىم ،مما زاد "ع" إستغالل الفرصة
بالمبيت خارج المنزل.
-إضطر "ع" لمعمل بعيدا عن العائمة ،فقد كان يعمل في المخبزة ويبيع الخضار بعد القيام بسرقتيا ،كما
أصبح يذىب إلى مدينة عنابة ويبقى عدة أيام مع أصحابو خاصة إذا قام بالشجار مع أمو وأبيو.
-اصبح "ع" عنيفا إتجاه أمو ،ذلك إلرغاميا إعطائو النقود وىذا لشراء المخدرات الكيف -الخمر-
...إلخ ،إال أن األم كانت غير قادرة عمى تمبية إحتياجاتو وذلك لوقوع أبيو في المرض فإزدادت األحوال
االقتصادية أكثر سوءا ،فأصبحت األم تكن لو كرىا شديدا عمى أفعالو.
-كما أصبح "ع" مضط ار مرة أخرى إلى السرقة وجمع المال من عند زمالئو بنات وذكور بالرغم عنيم
أثناء دراستو.
-كان "ع" كثير الشجار والعراك مع أصحابو وفي بعض األحيان يسمب منيم ممتمكاتيم وأمواليم.
111
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
-بقى"ع" يساير نفس الطريق بالمبيت خارج المنزل ومخالطة رفقاء السوء ،وتعاطي الخمر والمخدرات
إ فمجأ إلى اإلعتداء عمى مراىق بالسالح األبيض عمدا بحجة الدفاع عن أختو.
-أصبح "ع" يرى ذاتو أنو محروم من العناية واإلىتمام والحب من طرف والديو بعدم تمبية كل ما يحتاجو
وأن والده ال يكن لو أي مشاعر فيو غير مبالي بأمره ،فقد كان يطرده من المنزل عندما يقوم بالشجار
معو.
-كانت تنتابو لحظات قمق وخوف وحزن في نفس الوقت إتجاه أمو إذ أنو يرى أنيا عانت منأجمو ولم
يردليا الجميل ،فقد لجأ إلى رسم وشم عمى يده كتب عميو أمي قبل كل شيء (.)M.A.T
-يقر "ع" أنو ال يشعر بالندم عند قيامو بأي سموك إتجاه اآلخرين ،كما أنو تنتابو حاالت القمق فيقوم
بإذاء نفسو بالجرح نتيجة الظروف القاسية التي يعيشيا من الفقر.
-تعرض "ع" إلى بعض اإلىتمام والنصح من أقارب وأصدقاءه بترك ىذه السموكات ،وأن يتحمى
باالخالق الحميدة وترك المحرمات إال أنو لم يتأثر ،فداخل المركز يرى أن المختصة النفسانية لم تقدم ليم
أي تكفل أو رعاية وأنو ال يرغب في الصالة ،أما المشاركة في النشاطات كانت جيدة.
-أقنعو زميمو بمواصمة الدراسة بمركز التكوين الميني تخصص حمويات ،كما أن الحالة "ع" يقوم كل من
األم واألب بزيارتو وكذلك يؤذن لو بالخروج إلى المنزل ،كما أنو يشار لو حسن السموك وبشوش داخل
المركز.
112
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
-1-2تقطيع المقابمة:
/1دخمت عندي أربعة أشير لخاطر ضربت واحد بالموس 2/ضربتوا لخاطر يديرونجي أختي مانيشي
نادم تحتمت ومانيشي نادم 3/والديا حيين وأنا نحب بزاف يما 4/العالقة كانت مميحة مع يما تحبني 5/
كنت كينسحق السوارد تعمل البوسيبل وتمدىوممي 6/بصح آني نادم وليت نتعارك معاىا بزاف عمى جال
السوارد باه نشري الكيف 7/ىيا ديما تجيني تشوفني في السونتر 8/يما مسكينة سوفرات عمى جالنا 9/
كنت نبعد عمى الدار بالسمانة والسمانتين نروح نخدم في كوشة ولى الجنانات 10/وكنت نروح نحوس
مع صحابي في عنابة ونبات برة بالسمانة معاىم 11/خاصة كي نتعارك مع بابا 12/كنت مانتفاىمش
معاه 13/ماتفضمش يما خواتاتي عميا 14/ديما كانت بيان معايا 15/بصح عالقتي مع بابا ماشي
مميحة 16/ماييتم بامري ال والوا جيت وال روحت 17/بصح الطفل ديما يحب أمو أكثر 18/خواتاتي
نحبيم ويحبوني 19/بصح ساعات يتعوجولي كي نقميم أعمموا حاجة مايديروىاليش يغمط يخمص 20/
ساعات تكون سيرات تاع عرس أوحاب حاجة من بابا مايمدىميش نبدى نعمل في النش وال كي حبيت
نبطل لقراية وليت نبات برة 21/كنت نبات مع صحابي كونا ندخنو والكيف والشراب ماكانش حتى واحد
مافاتش عمى ىذه الطريق 22/بصح بديت الشيء ىذا من كنت نق ار وأنا صغير لخاطر لقيت عمومي
وأوالد عماماتي في DOMAINىذا يتكيفوا الكيف ويخدموا 23/بصح نشفا اول مرة تكيفت الكيف 24/
ومن بعدىا وليت نشرب كمشي 25/نشرب أي نوع من تاع الدواء الرطان –كيتيل 26/بصح الحمراء
جربتيا مرة وحدة ماسعدتنيش كمي واحد يدفع فيا يقولي دير ىك وىكا 27/بصح تساعدني غير الرطان
سرتو كي نعود نخدم ىي بعد يقولميا العاقمة تفوتيا أومبيونس بصح الحم ار تشرييا غير لكان وصمتي la
finوآي غالية 900الف دينار 28/نجيب السوارد نخدم وال من عند البنات واألوالد كي كنت نق ار كل
واحد 5أالف ألميم 100مئة ألف دينار تاعي نجيبيا 29/أنا من صغري 8سنين وانا نسرق حتى
صحابي 30/نسرق أكاس تاع واحد غافل وال حاجة نبعيا سرجونات وال مارطو 31/بصح جامي
كاسيت دار وال سرقت محزمة تاع ذىب 32/جامي نسرق مع واحد ديما وحدي 33/جامي تعديت عمى
واحد بالموس باه نسرقوا بصح حبستيا 34/مازلت نسرق غير جداتي ونبقى كيما ىك لخاطر عندىا
السوارد تاع األورو /35بصح كي نسرقيا مانضرىاش ألميم 3000مئة ألف ندييا بصح أي عالباليا
بمي نسرق فييا وماتحكيش 36/جامي فكرت ننتاحر وعاله أنا ميبول 37/ضربت روحي بالموس عمى
جال حكاية تاع واحد صاحبي تعاركنا كميت الممح تعيم باش منضروش 38/لي يدور بيا مايخمصش
مني برك 39/بصح باه ندور بييم ال مانقيس حتى واحد.
113
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
114
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
يتضمن ىذا الجدول الفئة الخاصة بمظاىر الحرمان العاطفي والذي يشتمل عمى 6فئات فرعية
مشاعر والمعاممة اإليجابية أم جد ناجح احتمت الصدارة األولى بتواتر 8تك اررات نسبة %61.53
ثم تمييا فئة مشاعر والمعاممة السمبية أب –حدث جانح بتواتر 3تك اررات بنسبة ،% 23.07أما
مشاعر ومعاممة السمبية واإليجابية لألخوة بمغت نفس التواتر 1ونسبة %7.59أال أن فئة مشاعر
والمعاممة السمبية أم حدث جانح ومشاعر والمعاممة اإليجابية أب حدث جانح بمغت تواترىا 90نسبة
مئوية .%0
115
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
يتضمن ىذا الجدول الفئة الخاصة بمظاىر الجنوح ،والذي يتضمن 5فئات فرعية حيث طغت فئة
تعاطي المخدرات الدرجة األولى ،حيث بمغت تواترىا 8تك اررات وبنسبة مئوية ،%36.36إال أن
فئة السرقة والعدوانية الموجية نحو الىخرين بمغت نفس التواتر 5ونسبة %22.72إال فئة التشرد
احتمت المرتبة الثالثة بتواتر 3تك اررات وبنسبة ،% 13.63إال أن العدوانية الموجية نحو الذات
احتمت المرتبة األخيرة بتواتر 1تك اررات ونسبة .%4.54
تعتبر فئة مظاىر الجنوح جاءت في الصدارة ب 22تك ار ار بنسبة تقدر ب ، %56.41أما المرتبة
التي تمييا فتمثمت في الحرمان العاطفي بتواتر 13وبنسبة ،%33.33إال أن فئة التكفل والوقاية
تحتل المرتبة األخيرة بتكرار 4وبنسبة .%10.25
116
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
يعتبر الحالة (ع.ب) أنو تعرض عمى قمة االىتمام وعدم الرعاية من طرف والده ،فيو كان كثير
الشجار معو وأن والده ال يفيمو ،وىذا ما أقر بو في قولو ":عالقتي مع بابا ماش مميحة ماش ميتم
ألمري جيت وال روحت" كما تم مالحظتو أثناء المقابمة رفضو تماما التكمم عن والده فقد كان يتجنب كل
ما يخص والده ،فقد كان يسقط مشاعره عمى أمو بأنيا حنونة وتحبو وترعاه" أنا نحب الوالدة والعالقة
كانت مميحة مع يما".
كما كانت عالقة الحالة مع امو تتسم بالحب والعطاء إال أنو يشعر بالندم من أجميا ألنو لم يكون الولد
الذي كانت تتمناه خاصة أن الحالة كان يقوم بالشجار مع امو من أجل تمبية حاجاتو لشراء المخدرات
" ديما كنت كي نسحق السوارد تعمل البوسيبل وتمدىممي بصح آني نادم لخاطر نتعارك معاىا بزاف
عمى جال السوارد باه نشري الكيف" ،إال أنو أثناء المقابمة تم مالحظة أن الحالة يكن حبا كبي ار ألمو
فيو أظير لنا وشم عمى يده اليمنى كتب عميو " أمي قبل كل شيء" وىذا ما يدل عمى حبو الكبير
إتجاه أمو وأنو يشعر بتانيب الضمير إتجاىيا.
كما أن عالقة الحالة باألب شبو منعدمة وذلك ايضا الستغالل مرض الوالد وعدم اإلكتراث لما يقولو.
إن لجوء الحالة إلى التشرد والمبيت خارج المنزل بسبب معاممة األب بالرفض والنبذ خاصة عند
عزوف الحالة عن الدراسة وعدم رغبتو في مواصمتو ليا ،حيث لجوئو لممبيت في العراء أدى بو إلى
مخالطة رفقاء السوء وتكوين عالقات عاطفية مع جانحين ،وكما يقر الحالة أن تعاطي المخدرات لو تاريخ
طويل ليا فيو إكتسبيا من بيئتو العائمية وفي سن مبكرة " بديت نتكيف الكيف من كنت نق ار لخاطر لقيت
عمومي وأوالد عمامي في domainىذا يشربوا ويتكيفا الكيف" مما زاد الحالة إنحرافا بإعتبار البيئة
األسرية ساىمت في جنوحو ،إال أن الحالة (ع) يقر بأنو كان يمجأ لسرقة من أجل شراء المخدرات وفي
بعض األحيان يمجأ إلى إستخدام العدوانية إتجاه زمالئو وأصدقائو لجمب المال لشراء المخدرات ،كما أنو
يعد إنخراطو في سموك جانح تعويضي يتمثل في تكرار السرقة وانتياجو سموك حياتي وذلك وفق قولو " :
حبست السرقة مازالت غير جداتي نبقى نسرقيا " .
إال أن الحالة لجأ إلى اإلعتداء بالجرح عمى ذاتو في حالة خصام مع صديق لو وليتجنب كل األعباء
وأن ال يقوم بإيذائو لجأ إلى اإلعتداء عمى نفسو "أضربت روحي بالموس عمى جال حكاية تاع واحد
صاحبي كميت الممح تعيم باش منضروش" كما أن الحالة يقر أن من يقوم باالعتداء عميو فيو لن
ينجو وىذا ما أدى بو إلى اإلعتداء عمى مراىق بالجرح عمدا بالسالح األبيض وىو متواجد حاليا
بمركز إعادة التربية لوالية قالمة.
117
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
إن التكفل بالحالة لم يمقى أي إىتمام من طرف أسرتو ،ماعدا األم فيي حريصة عمى زيارتو إلى
المركز وخروجو كل عشرين يوما إلى المنزل ،كما أنو اقتنع بمزاولة التكوين الميني تخصص حمويات
إال أنو يقر بالتغير عند الخروج من المركز.
فمن خالتل مقابمتنا لمحالة وبعد اإلطالع عمى الممف الشخصي داخل المركز تبين أن الحالة تعاني
من رفض ونبذ من طرف الوالد ،كما أن الجو األسري أثر عميو من خالل تواجد األعمام وأوالدىم أنيم
يمارسون سموكات جانحة مما أدى بالحالة بالتورط في مجال الجنوح من تعاطي المخدرات وسرقة
وعدوانية إتجاه اآلخرين وتشرد.
118
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
-الحاجات :تجنب األذى :من خالل المجوء إلى حل مشكمتو عن طريق التفكير
عدوان إتجاه الذات :وذلك بإذالل الذات واحتقارىا "ماعندوش الزىر كيما أنا"
تنشيط العزيمة :من خالل عدم وجود أمل في المستقبل
-الضغوط البيئية :إتزان عاطفي :من خالل عدم وجود مشكمة مع خميمتو
-نياية القصة :حزينة ألن البطل لم يستطيع تجاوز ىذه الضغوط ومنع حل ليا.
-اإلىتمامات والمشاعر :إىتمام عالئقي عاطفي.إذالل الذات واحتقارىا اليأس وعدم اال أمل في
المستقبل.
-الضغوط البيئية :عدوان مادي إجتماعي :تقيد حرية من حولو (ما خالىاش تروح تقرى)
-نياية القصة :ناجحة نوعا ما من خالل المواكبة عمى العمل من أجل العيش.
-الموضوع :طفل يعاني من الفقر إال أنو يسعى إلى العمل لكسب مستمزمات الحياة.
119
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
-نياية القصة :حزينة وفاشمة ألن البطل لم يتجاوز الضغوطات البيئية وأدى بنفسو إلى اإلنتحار
الحاجة إلى السيطرة :من خالل فرض رأيو عمى المرأة بأنيا غير مناسبة لو
السيطرة
عدوان إنفعالي لفظي ،عدوان مادي اجتماعي{-شجار الزوجة لمبطل
-نياية القصة :لم تبنى ليا نياية فالبطل لم يحدد كيفية تجاوز الصراع ووجود حل.
عدوان ضد المرأة
الظمم-احتقار اآلخرين
120
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
-الحاجات :العناية واإلىتمام :من خالل إظيار الوالدين الحيرة والحزن عمى إبنيم
الرفض والنبذ :يتجمى ذلك في شعور الوالد بالعدوانية إتجاه ما فعل إبنو ورفضو
-نياية القصة :غير ناجحة ألن الوالد أصر عمى عدم قبل البطل لشعوره بخيبية األمل إحتقاره
-الموضوع :طفل منحرف أدى بالوالدين إلى وقوعيم في حيرة وكذلك براءة األب منو.
121
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
بطاقة:)7(BMالبطل :رجمين
بطاقة:)8(BMالبطل :الطفل
تجنب األذى
السيطرة
الموضوع :شاب يدافع عن أخيو الميدد من طرف جماعة من األشرار وينتقم ليم.
اإلىتمامات والمشاعر :إىتمام أسري – الدفاع –اإلنتقام.
122
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
-نياية القصة :ناجحة ألن البطل يرغب في تعميم الحرية عمى كافة الناس
البطاقة:)12(Mالبطل :الطفل
-الموضوع :رجل يقوم بقتل مرأة من أجل سرقتيا ألنو يعاني من الفقر
123
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
-نياية القصة :حزينة ألن البطل يقاوم لكن يقوم بعممية االنتحار
-نياية القصة :ناجحة عمى مستوى األخالق ألن البطل يريد التغير
124
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
الحرمان واإلحتياج
-نياية القصة :فاشمة ألن البطل شعر بالندم وعدم قدرتو عمى إصالح الخطأ الذي إرتكبو.
-الموضوع :طفل منحرف يمجأ إلى السرقة من أجل إجراء عممية جراحية لوالده إال انو يشعر بالندم.
الحاجة إلى السيطرة :من خالل فرض الصديق عدم إعطاء الحق الرجل.
القمق
الحرمان والفقد ( الفقر واحتياج الرجل)
عدوان مادي ضد إجتماعي (قالو أعطيني حقي حقرو)
-نياية القصة :لم يتجاوز البطالن الضغوط البيئية ولم يتم منح الرجل حقو.
-اإلىتمامات والمشاعر :إىتمام مادي – الفقر – عدم تأنيب الضمير –الغفمة – اإلحتقار الذي قام بو
الصديق
125
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
عدوان مادي ضد إجتماعي :لجوء البطل إلى التشرد بعدم العودة لممنزل
عدوان مادي ضد إجتماعي ( :السرقة – مخدرات)
الحاجة لمعناية واإلىتمام :من طرف الوالدين
-نياية القصة :البطل لم يستطع تجاوز الضغوط البيئية وبالتالي لجأ إلى االنحراف.
-البطل :قام المفحوص بإدالء شخصية االبن واألم ،إال أن صفة الطفل طغت في معظم القصص
(البطاقات) ،حيث ىذا األخير لو معاناة الفقر والحرمان ونقص الحماية ،اإلنحراف بكل أنواعو سرقة،
مخدرات ،ضرب ،قتل ،الحزن والقمق واليأس
-الحاجات الرئيسية لمبطل :والذي قام بسردىا في معظم القصص ( البطاقات) ىي الحاجة إلى
عدوان مادي ضذ إجتماعي ،عدوان موجو نحو الذات من خالل إذالليا والشعور بتانيب الضمير،
الحاجة لمعناية واإلىتمام ،كما يوجد تناقض بين الحاجة لإلنجاز والعمل وعدم اإلكتساب من جية
أخرى.
-الضغوط البيئية المسيطرة عمى المفحوص :حيث ركز في معظم البطاقات عمى الحرمان والفقد
والذي يتمثل في الفقر التي تعاني منو األسرة ،باإلضافة إلى القمق واليأس وعدوان مادي ضد
اجتماعي ،كما لم ترد.
126
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
-نياية القصة :حيث كانت تتراوح ما بين الفشل وعدم قدرة البطل عمى تجاوز الضغوطات البيئية
وعدم قدرة المفحوص عمى بناء متسمسل لنيايات القصص
-الموضوعات التي إىتم بيا المفحوص :تمثمت في تركيزه عمى المجوء لمسرقة بكل أنواعيا لكسب
العيش والحصول عمى المخدرات ،كما تبمورت موضوعاتو حول الدفاع عن اآلخر وحمايتو ،وكذلك
الموضوعات األسرية وخالفاتيا.
-إىتمامات ومشاعر البطل :حيث قام المفحوص بتقديم بعض اإلىتمامات لكن بتركيزه عمى السرقة
والمخدرات ،الفقر والحرمان ،اإلعتداء عمى اآلخرين ،عدم الطموح واإلنجاز ،الندم وتأنيب الضمير
واذالل الذات ،اإلنتقام ،الحماية والدعم ،الحيرة ،إذاء الذات ،الحزن والقمق واليأس الشعور بالنقص.
-3-3التحميل الشكل:
يتجمى ذلك من خالل إظيار المفحوصنوعا من التعاون ،إال أنو ركز في معظم البطاقات عمى
السرقة واإلستالء عمى األفراد نتيجة الفقر والحرمان ،كما رفض بناء قصة حول بعض البطاقات
لكونيا غير واضحة وأنيا مقمقة ،أما من الجانب البنائي لمقصص فقد كانت غير متسمسمة ،فقد يقوم
بناء النياية قبل بناء عقدة القصة ،كما أن القصص سردىا كان قصي ار جدا ،وكان متسرعا ،وقمقا
أثناء بنائيا أيضا ،كما أسقط الفحوص عمى البطاقات واقعو المعاش المتمثل في الفقر وسموكو
اإلنحرافي ،أما من الناحية المغوية كانت ثرية نوعا ما ،إال أنو ركز عمى استعمال نفس المصطمحات.
من خالل تطبيق االختبار وتحميل محتوى القصص برز أن المفحوص قام بتقمص لمبطل في بعض
البطاقات وىي تعكس معاناتو النفسية واالجتماعية التي يعيشيا ،كما أراد ىذه المعاناة إلى الضغوط البيئية
المتأزمة التي تتمثل في الفقر والحرمان ،كما برزت حاجاتو إلى العدوان المادي ضد االجتماعي من خالل
بروز سموكات إنحرافية تمثمت في السرقة-المخدرات-االعتداء عمى اآلخرين ،باإلضافة إلى احتقار الذات
والشعور بالندم في بعض األوقات.
-عمى غرار ذلك تبين لدى المفحوص تناقص بين طمب العناية واالىتمام لو من طرف الوالدين وبين
تقديم الحماية واالىتمام بالوالدين خاصة األب وىذا ما تؤكد البطاقة (" )17بمجوءه إلى السرقة إلجراء
عممية جراحية لموالد".
-كما بينت البطاقة ()5العالقة القائمة بين المفحوص واألم من خالل "الحيرة" التي تعيشيا إتجاىو وبين "
التناقض العاطفي" اتجاىو " تعاركت معاه" عمى جال السوارد وقتموا آني كرىتك وكرىت فعايمك".
127
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
-كما أظيرت البطاقة " "8عمى نوع العالقة بينو وبين األخوة التي تتمثل في الدفاع عنيم والغنتقام من
المعتدي " الطفل راح ىز السالح ويدافع عمى خوه" وىذا ما يترجم واقعو المعاش بمجوءه إلى الضرب
بالسالح األبيض دفاعا عمى أختو.
-في البطاقة ( )6أظيرت الرفض الذي يكنو لو األب وذلك بسبب إنحرافو وىو يترجم نوعا ما حالة
المفحوص قبل دخولو لممركز.
-أما في البطاقة ( )14( )12( )2فيؤكد وضعيتو الحقيقية التي يعاني من الحرمان والفقد ونقص
مستمزمات العيش من نقود ومسكن...الخ.
-كما يؤكد انحرافو ولجوءه إلى السرقة بسبب الفقر ونقص في الحاجات المادية ،إال انو من جية أخرى
يمجأ إلى المواساة والشعور باألمن والحماية (المخدرات).
-كما برز لدى المفحوص في البطاقة ( )20ما يعانيو األىل من حرمان وفقر ،وعدم القدرة عمى تمبية
حاجياتو وبالتالي وقوعو في إحباط وقمق ،مما جعمو يسمك سموك جانح تعويضي وىي المجوء إلى السرقة،
تعاطي المخدرات ،والتشرد ،واإلعتداء عمى اآلخرين.
-إال أن المفحوص بين البطاقة( )16الرغبة واإلصرار عمى التغير وطمب العناية واإلىتمام أكثر من
طرف الوالدين ،وىذا ما يترجم وضعيتو الحقيقية أنو يعاني من الحرمان العاطفي.
-كما أظير عمى المفحوص قمق وعدوانية كبيرة اتجاه اآلخرين عمى معظم البطاقات.
128
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
-من خالل إستخدامنا لممقابمة النصف موجية ونتائج اختبار تفيم الموضوع ،تبين أن الحالة تعاني من
حرمان عاطفي المتمثل في النبذ والرفض من طرف الوالدين ،حيث أن ىذا الرفض دعمتو ظروف
اجتماعية قاىرة كالفقر ونقص مستمزمات الحياة ،وجود بيئة منحرفة ترعرعت الحالة داخميا.
-أظيرت الحالة سوء المعاممة واالىتمام من طرف األب ،إذا بمغت نسبتيا في المقابمة في فئة مشاعر
والمعاممة السمبية لألب بنسبة %23.07عمى غرار األم التي بادلتو نوعا من العناية واالىتمام لفترة
قصيرة اذبمغت مشاعر و المعاممة االيجابية لألم بنسبة ، %61.53وىذا ما جعمو يقع في دائرة التدليل
من طرف األم بمنحو كل ما يرغب فيو ،فأدى ىذا إلى البحث الدائم عن األفضل من خالل تمركزه حول
اإلشباع اآلني لرغباتو وأن كل منع أو تعذر ليذا اإلشباع اآلني لرغباتو ،وأن كل منع أو تعذر ليذا
اإلشباع يبدو لو حرمانا غير مفيوم وال مبرر لو ،إتجاه األم وممارسة السرقة وىذا من أجل تحقيق رغباتو
المتمثل في تعاطي المخدرات ،حيث تراوحت نسبتيا ،%36.36كما دعمت البيئة األسرية في جنوح
الحالة نحو التعاطي من خالل التعزيز والنمذجة ،حيث يرى " باندورا" أن إستخدام المواد تحكميا القواعد
اإلجرائية وقواعد التعمم ،بما في ذلك العوامل المعرفية حيث يتعرض الطفل أو الحدث لنماذج تنمي لدييم
إتجاىيا إيجابيا نحو إستخدام العقاقير ( عبد الرحمان ، 1999،ص.)62
-أظير الحالة وجود حرمان مادي المتمثل في الفقر الذي جعمو ينضم في دائرة الجنوح ،حيث يكشف "
مرتون" وعمماء آخرون أن إرتفاع معدالت الجريمة والسموك الجانح وأشكال اإلنحراف المختمفة بين
أفراد البطقة الدنيا ،إذا ما قورنت بمعدالت الطبقة العميا في المجتمع" ،كما يقر أيضا كمووارد " أن
اإلنحراف أساسا ىو ظاىرة الطبقة الدنيا (بوخميس،2009 ،ص ،)89وىذا نتج عن عدم قدرة الحدث
عمى توفير ما يرغب فيو جعمو يحقق ذلك عبر وسائل غير مشروعة كاألخذ بالقوة والسرقة وذلك
.%22.72
-إن شعور الحالة بالنقص في الجانب المادي واالجتماعي جعمو يثبت ذاتو عن طريق ممارسة
العدوانية إتجاه اآلخرين ،وىذا ما أثبتتو تحميل البطاقة رقم ( )8يقول أدلر " أن إرتكاب الجريمة ما
ىواال محاولة سيئة يقوم بيا اإلنسان من أجل تحرير النفس من الشعور بالنقص "( ربيع وأخرون،
،2001ص.)55
-تميز الحالة بشعور بالقمق في فترات كما أظيره خالل تصنيف اإلختبار ،وأثناء المقابمة من خالل
وصول القمق درجة ال تحتمل ،فمجأ إلى االعتداء عمى الذات بالجرح من أجل اليروب من الخطر
دون إذاء صديق لو .
129
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
-كما تبين الحالة أنو يعاني حرمانا عاطفيا مقنعا أي مستمر وراء بعض المعامالت من طرف الوالدين،
إال أن األب في الحقيقة غير مبالي بالحالة ،وىذا ما تم مالحظتو أثناء المقابمة بعدم التطرق إلى
الحديث عن الوالد بسبب ععدم المباالت بو ،وتقديم الرعاية الكافية لو يقر رونرد " إن الرفض الوالدي
يتمثل في غياب الدفء والمحبة من قبل الوالدين وىو يأخذ أشكال منيا الالمباالت واىمال بعدم
اإلكتراث بالطفل :والقسوة في معاممتو " ( فايد ،بدون سنة،ص ،)72وىذا ما ثبت مع الحالة بعدم
إكتراث األب لمحالة.
-إن الحالة يبدي نوعا ما حبا ألمو إال أن ىذا الحب يترجم عن إضطراب مشاعر الحب بينو وبين
أمو ،من خالل تجسيدىا برسم وشم عمى اليد كتب عمييا " أمي قبل كل شيء" وىذا ما تم مالحظتو
أثناء المقابمة.
-إن تشرد الحالة من فترة إلى أخرى واليروب من المنزل خاصة أثناء اإلنقطاع من الدراسة جعمو
ينغمس في دائرة الجنوح.
130
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
-إن الحالتين أدى بيما الحرمان العاطفي المتمثل في النبذ والرفض من طرف محيطيم األسري إلى
التشرد ،وذلك أن التشرد ىو بوابة الجنوح وىذا ما يقر ":بأن التشرد واليروب يرجع إلى غياب رقابة أحد
الوالدين أو كمييما أو قمة اإلىتمام و الرعاية التي يستحقيا الطفل أو المراىق خاصة"( المنعم ،1996 ،ص
.)366
-كان التشرد مييأ أو عامل لكل أنواع الجنوح فقد كانت السرقة لدى الحالتين بداعي الحاجة وكتعبير عن
الحرمان الذي يعانون منو خاصة الحالة "ع" فبداعي الفقر يمجأ إلى السرقة وىو مصر أن تكون أسموب
حياتو ،وىذا ماثبت وفق نظرية ديبوست " يكون سموك السرقة خط ار عندما يكون مقبوال من الشخص،
حيث يصبح نمطا من الوجود يتباىى ويعتز بو ،فيو مقبول منو عن وعي حيث يصبح الحل الوحيد الذي
يمجا إليو لحل صعوباتو" ،إال أن الحالة "أ" إعتبر السرقة مرحمة مرة بيا نتيجة رد فعل دفاعي عن القمق
الناتج عن ذلك الحرمان والنبذ الذي قدمتو لو أسرتو منذ صغره ،فيرى ديبوست " أن الصراع المتكرر مع
المحيط يؤدي إلى مأساة داخمية مما يجعمو ينجر وراء اإلشباع التعويضي من خالل المذة اآلتية لتحقيق
التكيف كالسرقة " ،وىذا ماتؤكده دراسة سعيد 2009حول ارتكاب األحداث جنح السرقة أكثر من الجنح
األخرى .
-إن حياة التشرد ما ىي إال مرحمة تدعميا ظروف قاسية ،وىذا ما تمقاه الحالتين من سرقة إلى تعاطي
المخدرات ،وبالتالي اإلنغماس في حياة اإلدمان وذلك بمشاركة رفقاء السوء منيم من لدييم سوابق في
تاريخ الجنوح والجريمة ،مما جعل ىذا اإلختالط التفاضمي كما يقر بو سذرالند يؤدي إلى اإلنغماس في
التعاطي واإلدمان عمييا ،كما أكدتو دراسة القحطاني " 1991أن أبرز مصادر الثقافة اإلنحرافية لدى
األحداث المنحرفين ىم األصدقاء"
-وبالتالي يرجع إستيالك المخدرات إلى إضطراب العالقات العاطفية بين المدمن ووالديو ،إضطرابا
يتضمن ثنائية العاطفة أي الحب والكراىية لموالدين في نفس الوقت ،ىذه العالقة المزدوجة تنقل لممخدر
الذي يصبح رم از الموضوع الحب األىمي" (صادقي،2014،ص ،) 519وىذا ما يدل عمى حرمان الحالتين
من الحب األىمي من طرف األسرة( الوالدين).
-كما ورد لدى الحالتين تنوع في التعاطي ،وذلك بدافع الفضول والتجربة ومن أجل اليروب من
الوضعيات التي يعانون منيا ،فقد لوحظ أن معظم الجانحين يتعاطون العقاقير من أجل التخمص من القمق
واإلكتئاب أو لتكون حاج از بينيم وبين العالم الذي يرفضونو ( عفاف ،2003،ص ،) 8وىذا ما ثبت مع
الحالتين من خالل عدم تقبميم لموضع الذي يمنع أو يشح عمييم الحاجات النفسية كالحب والعطف والدفئ
والرعاية ،اإلىتمام والحاجات المادية.
131
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
-كما يرد مصطفى حجازي ،إن تعاطي المخدرات ما ىو غال نوع من السموك اإلستيالكي التعويضي
عن األمن واإلرتباط العالئقي اإلنساني.
-إن الحرمان العاطفي أدى بالحالتين إلى الوقوف عمى وضعيات صعبة جعمتيم يتخممون ما بين اإلحباط
واليأس ،فأصبحوا عدائيين ألنفسيم إلى درجة قدوميم بالجرح عدة مرات ألجساميم ،وذلك من أجل تشوه
صورة الذات ،إال أن الحالة األولى حاولت اإلنتحار عدة مرات إال أنيا بائت بالفشل ،حيث يرى مصطفى
حجازي" أن الحدث الجانح يميل إلى عقاب ذاتو متخذا صورة حتمية أحيانا ،معب ار عن ذلك اليأس من
بموغ أي مركز أو بالرغبة في الموت"
-إال أن ىذه العدائية لم تقتصر عمى الذات لدى الحدث الجانح ،وغنما تطورت لتأخذ منحنى االعتداء
عمى اآلخرين ،وذلك من أجل إثبات ذواتيم ولتعويض ما يستحقوه وىذا ما ثبت مع الحالة األولى من
خالل اإلعتداء عدة مرات عمى الوالد " يتميز الحدث المحروم أو المنبوذ برد فعل النقمة والحقد عمى
األىل وذلك بإعتبارىم السبب في مشكمتو وأنيم كانوا قصاة عميو ويظممونو وييممونو " أما الحالة الثانية
فكان اإلعتداء بدافع الحماية واثبات المكانة والقوة نتيجة النقص الذي يشعر بو وىذا ما أكده أدلر.
-كما ثبت دراسة حسن 1970أن %88من األبناء الجانحين تقموا معاممة قاسية من قبل والدييم
بينما ىذا الشعور ال يزيد عن ،%12عند غير الجانحين ىذا ما يؤكده دورة إنتياج اآلباء أساليب معاممة
تتميز بالحب والدفئ والرعاية واإلىتمام باآلبناء لتجنب إنحرافيم وجنوحيم.
-لقد تأكد لنا من خالل الدراسة أن الحرمان العاطفي المتمثل في النبذ والرفض لو أثر عمى قيام
األحداث بأنواع مختمفة من الجنح ،حيث ىذا األثر وثيق جيدا وىو متعدد الجوانب والتدخالت وذلك أن
الحدث ال يتوجو بشكل نيائي نحو اإلنحراف أو الجنوح منذ البداية ،بل يظل متجاذبا ما بين التكيف أو ما
بين عدم التكيف.
132
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
إنطالقا من فرضية بحثنا ومن خالل إتباعنا لممنيج العيادي واستخدمنا لممقابمة النصف موجية
واختبار تفيم الموضوع ( )T.A.Tل ىنري موراي مع الحالتين توصمنا إلى نتيجة مفاذىا تنفي أو تؤكد
فرضياتنا :
ففرضيتنا األولى التي تنص عمى أن الحرمان العاطفي يؤدي بالحدث إلى التشرد تحققت مع الحالتين
فالحالة األولى قد ساىم حرمانو من الدفء األسري بدرجة كبيرة بمجوئو إلى التشرد ،أما الحالة الثانية فقد
ساىم بدرجة جزئية نوعا ما .
-أما الفرضية الثانية التي تنص عمى أن الحرمان العاطفي يؤدي بالحدث إلى تعاطي المخدرات قد
تحققت مع الحالتين بصورة كبيرة من خالل البحث عن الموضوع األصمي لمحب فتم تعويضو من خالل
تعاطي المخدرات و ممارسة بيعيا واإلدمان عمييا .
-أما الفرضية الثالثة التي تنص عمى أن الحرمان العاطفي يؤدي بالحدث إلى السرقة فقد تحققت مع
الحالتين وذلك بدافع المأساة العاطفية والمادية التي يعانون منيا مما دفعيم الى البحث عن االشباع
التعويضي بموجئيم إلى السرقة .
-أما الفرضية الرابعة التي تنص عمى أن الحرمان العاطفي يؤدي بالحدث إلى العدوانية الموجية نحو
الذات فقد تحققت مع الحالتين من خالل الجرح نتيجة الشعور بعدم األمن والحماية ،إال أن الحالة األولى
قد تجاوز ذلك إلى المرور بمحاولة االنتحار .
-أما الفرضية الخامسة التي تنص عمى أن الحرمان العاطفي يؤدي بالحدث إلى العدوانية ضد اآلخرين
قد تحققت مع الحالتين ،فالحالة األولى كان نتيجة النبذ والرفض المسمط عميو من طرف األىل جعمو
يتخذ طابع االنتقام ضدىم وىذا ما ثبت تواجده داخل المركز بسبب السب و الشتم األصول ومحاولة
القتل ،أما الحالة الثانية نتيجة اإلىمال وعدم رعايتو من طرف الوالدين مع وجود حرمان مادي جعمو
يشعر بالنقص مما أثبت ذاتو من خالل االعتداء بالضرب والجرح العمدي بالسالح األبيض وىذا ما أثبت
وجوده داخل المركز.
يمكن القول أن الفرضيات الجزئية قد تحققت وبالتالي الفرضية العامة التي تنص عمى أن الحرمان
العاطفي يؤدي إلى جنوح األحداث .
133
تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج الفصــــــل الرابــــــع
134
وإقتراحات الدراســـــــــــــة الخاتــــــــمـــــــــــــة
إن ظﺎٌرة جىوح األحداث هن أٌم القضﺎيﺎ االجتهﺎعية التي هن شأىٍﺎ تٍدد الىظﺎم االجتهﺎعي
وتزعز إستق ارري فﺎألحداث غﺎلبﺎ ٌم ضحﺎيﺎ ظروف إجتهﺎعية أدت بٍم إلِ الجىوح ىتيجة وجود قصور في
الهعﺎهمة األسرية بتوجيٍٍم ورعﺎيتٍم واالٌتهﺎم بٍم خﺎصة هن طرف الوالدين .
وبﺎلتﺎلي إستٍدفت دراستىﺎ التعرف عمِ أثر الحرهﺎن العﺎطفي في ظٍور جىوح األحداث ،فتوصمىﺎ
إلِ أن حﺎالت الدراسة يعﺎىون هن حرهﺎن عﺎطفي والهتهثل في الىبذ والرفض هن قبل األٌل الذي أدى
بٍم إلِ ههﺎرسة سموكﺎت جﺎىحة كﺎلتشرد ،السرقة ،تعﺎطي الهخدرات العدواىية الهوجٍة ىحو الذات
والعدواىية الهوجٍة ضد األخرين ٌذي االخيرة أسفرت عمِ تواجدٌم داخل هركز إعﺎدة التربية.
إن أثر الحرهﺎن العﺎطفي عمِ ظٍور السموكﺎت الجﺎىحة لً دور وثيق وهتعدد األبعﺎد ،وٌو يعكس
أكثر هن أي أهر أخر التفﺎعل الحي بين الهشكمة الىفسية والهشكمة األسرية و االجتهﺎعية .
135
وإقتراحات الدراســـــــــــــة الخاتــــــــمـــــــــــــة
في ﺍلضَء ﺍلىتﺎﺌﺞ ﺍلتي توصمىﺎ في ﺍلﺩﺭﺍسة فإىىﺎ ىقترح بعﺽ ﺍلتَصيﺎﺕ ﺍلتي قﺩ تسﺎٌم في هجﺎل فﺭيﺩ
هو ﺍﻹصﻼحﺎﺕ ﺍالجتهﺎعية لﻸحﺩﺍﺙ ﺍلهَجَﺩيو بهﺭﺍﻜﺯ ﺇعﺎﺩﺓ ﺍلتﺭبية َﺫلﻙ هو خﻼل:
-ﺍلتﺭكيز عمِ بﺭﺍهﺞ ﺍلتَعية ﺍلﺩيىية َتىهية ﺍلَﺍﺯﻉ ﺍلﺩيىي لﺩُ ﺍألحﺩﺍﺙ َخﺎصة في هﺭﺍكز ﺇعﺎﺩﺓ
ﺍلتﺭبية لهﺎ لٍﺎ هو ﺃثﺭ فعﺎل في عﺩن ﺍلعَﺩﺓ أي تجىب ظﺎٌرة العود لﻸحداث الجﺎىحين .
-التىبيً إلِ االٌتهﺎم بﺎلجﺎىب الىفسي لمحدث الجﺎىح أثىﺎء هدة العقوبة هن خﻼل تكثيف براهﺞ عﻼجية
وادهﺎجية هىﺎسبة لٍم .
-العهل عمِ إىشﺎء هراكز خﺎصة لمتأٌيل واﻹرشﺎد الزواجي قبل الزواج وذلك لهعرفة الزوجين كيفية
التعﺎهل هع األبىﺎء كي اليقعون ضحﺎيﺎ جراﺌم خﺎصة .
-تخصيص الوالدين أوقﺎت هحددة لمتواصل هع أبىﺎﺌٍم هع تجىب األسﺎليب التربوية الخﺎطﺌة كﺎلتفريق بين
األبىﺎء اﻹٌهﺎل .
-إجراء تسٍيﻼت قﺎىوىية لمبﺎحثين في هجﺎالت السجون وهراكز إعﺎدة التربية بٍدف تدعيم البحث العمهي.
136
قائمــــــــــــــــة المراجــــــــع
المصادر:
-1القرآن الكريم
- 2ابن المنظور ،أبو الفضل .)1991(.لسان العرب .المجمد العاشر .ط . 1بيروت :دار صادر
لمطباعة والنشر.
-3أبو توتة،عبد الرحمن محمد عمي.)1998(.األحداث الجانحون .لبيا :منشورات دار الميزان .
-4أبو حماد ،ناصر الدين .)2007(.إختبارات الذكاء ومقايس الشخصية (ط.)1األردن :جدار لمكتاب
العالمي وعالم الكتب الحديث لمنشر والتوزيع.
-5بوتفنوشات ،مصطفى .)19980(.األسرة والعائمة الجزائرية .الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية .
138
قائمــــــــــــــــة المراجــــــــع
-14خياط ،خالد(.)2014محاضرات في عمم النفس المرضي لمطفل والمراىق .الجزائر :جامعة محمد
خيضر بسكرة.
-16ربيع ،محمد شحاتة ويوسف ،جمعة سيد وعبد اهلل ،معتز سيد(.دون تاريخ).عمم النفس
الجنائي.القاىرة :دار غريب لمنشر والتوزيع .
-17رشوان ،حسن عبد الحميد أحمد (.)2010الجريمة دراسة في عمم االجتماع الجنائي (ط.)2
اإلسكندرية :المكتب الجامعي الحديث.
-19زىران،عبد السالم .)2001(.الصحة النفسية (ط.)3القاىرة :عالم الكتب لمنشر والتوزيع وطباعة .
139
قائمــــــــــــــــة المراجــــــــع
-27عبد الرحمان ،محمد السيد.)1999(.عمم األمراض النفسية والعقمية.القاىرة :دار قباء لمطباعة والنشر
والتوزيع.
-28عبد الستار ،فوزية .)1985(.مبادئ عمم اإلجرام وعمم العقاب(ط.)5بيروت :دار النيضة العربية .
-31عبيد ،ماجدة بياء الدين السيد.)2008(.الضغط النفسي و مشكالتو وأثره عمى الصحة النفسية
(ط.)1عمان :دارصفاءلمنشر والتوزيع
-33عزيز ،سمارة وعصام ،النمر وىشام ،الحسن ( .)1999سيكولوجية الطفولة( ط.)3عمان:دار الفكر
لمطباعة .
140
قائمــــــــــــــــة المراجــــــــع
-42قنطار ،فايز .)1992(.األمومة نمو العالقة بين الطفل واألم .الكويت :دار عالم المعرفة.
-29الميالدي ،عبد المنعم عبد القادر .)2006(.مشاكل نقسية تواجو الطفل.اإلسكندرية :مؤسسة شباب
الجامعة.
-53النظريات الحديثة في تفسير السموك اإلجرامي(( .)1986ط )1الرياض :دار النشر بالمركز العربي
لمدراسات األمنية والتدريب.
المؤتمرات والندوات
-55أحمان ،لبنى 5-4(.ماي.)2016جنوح األحداث بين العوامل النفسية والتنشئة اإلجتماعية.قدم إلى
ممتقى وطني لكمية الحقوق والعموم السياسية قسم الحقوق .جامعة باتنة:1الجزائر.
-62صادقي ،فاطمة ،2014( .جوان).األثار النفسية لإلدمان عمى المخدرات .مخبر تطوير الممارسات
النفسية والتربوية .العدد .12الجزائر :المركز الجامعي تمنراست.
-63بن زديرة ،عمي.)2006(.الحرمان العاطفي وأثره عمى جنوح األحداث .رسالة ماجستير جامعة باجي
مختار عنابة .الجزائر.
142
قائمــــــــــــــــة المراجــــــــع
- 65التويجري ،سميمان محمد1413(.ه).جرائم السرقة عند األحداث بالمممكة العربية السعودية ،رسالة
ماجستر.المركز العربي لمدراسات األمنية و التدريب ،الرياض.
-67حسن ،محمد عمي .)1970(.عالقة الوالدين بالطفل وأثرىما في جنوح ،دراسة نظرية تطبيقية
لمشكمة األحداث الجانيحين في الجميورية العربية المتحدة.القاىرة .مكتبة أنجمو المصرية .
- 68حومﺮ ،سمية . )2007(.ﺃثﺮ ﺍلعﻮﺍمﻞ ﺍالجتماعية في جنﻮﺡ األحداث .ﺩﺭﺍسة ميدانية بمﺮكﺰﻱ
األحداث بمدينتي قسنطينة ًعيﻦ مميمة .شياﺩﺓ ﺍلماجيستﺮ ،جامعة قسنطينة،الجزائر .
-69الشريف ،محمد يوسف :2002،المساندة االجتماعية وتقدير الشخصية كعوامل مخفف لالضطراب
ما بعد الصدمة لدى اسر فمسطينية عانت من الفقد /رسالة دكتوراه كمية اآلداب ،جامعة الزقازيق ،مصر.
-70العربي ،بدرية محمد.)19988(.أثر الحرمان من الوالدين عمى شخصية الطفل .رسالة ماجستير،
جامعة عين الشمس ،القاىرة .
-73القماح ،إيمان محمود .)1983(.أثر الحرمان من الوالدين عمى البناء النفسي لمطفل.رسالة
ماجستير. ،كمية األداب ،جامعة عين الشمس .
htt://www.djazairess.com.
143
قائمــــــــــــــــة المراجــــــــع
: المراجع األجنبية
144
المـــــــــــــالحـــــــــــــق
س:كيف صحتك؟
س:واش إسمك ؟
س:قداه عمرك؟
ج 17:سنة
ج:عندي زوج بنات أقل مني من بابا ويما وزوج ذكور وزوج بنات خاوتي من بابا أكثر مني كل.
ج:حبست القراية بكري خاله كنت نعرف نق ار بصح حبست ثانية متوسط ،دوبمت كرىتيا القراية بسبت بابا
ىو لي كان يديرلي المشاكل ،كنت كي نكتب في الميل ونحفظ يقولي طفي الضوء أنت ماتكتبش في
القسم ،يولي يروح يعمل المشاكممع المدير والمعممة وليت نقول نحبس خير
ج:دخمت عندي واحد الثالث شير ،جيت أنوض من النوم خرجت من الباب تاع الدار لقيت قدامي تيوتا
تاع الجدارميا ركبوني فييا.
ج:أو بابا ىو لي حب المشاكل والشروعات تحرشوا يما راح قميم أو ضربني وسبني جابوني ىنا
ج:دخمت أول مرة لمسنتر تاع الحجار " عنابة" بعد ما طمقت يما من بابا حطتني فيو ،قعدت أربعة أيام
وىربت منوا كان ثما عمري 13سنة
ج:كانت الناس يحرشوىا عميا يقولوليا حطيو في السونتر خيروالوقت ىذاك كانت تسحتني يما تقولي روح
عند باباك أي الكفالة عندو وكي نروح عندو يسحتني ماال وليت نبات برة خير
ج :ماتحكيميش عمييا أي ىي كانت تسحتني من الدار وليت نبات في الروموركات وفي الجنانات بسبتيا
ىي ،يما شيطانة نكرىيا ىي وبابا
ج:طمقيا ماتفاىموش مع بعضيم لخاطر أو حموف كبير وىو جايح يروح يسرف السوارد عل النساء
ةيمعبيا يصمي وىو يروح يتكيف الكيف ويشرب ىذه الحوايج كميا أي تحمبميا ونعرفيا.
ج:عشت حياتي كاممة برة آم يعيطولي ولد برة ديما المشاكل في الدار مع الشايب ويما وخويا لكبيرآني
نكرىوا ونحب نقتموا حموف كبير ىو لي يفسد في الشايب وىو بيدو ميخرجش من الحبس
ج:آني قتمك كون تجي الموت بيدي نقتمو ىو لي يمعب براس الشايب ويحرشوا عميا أو كبابل يحطموا حبة
تاع الدواء ويبعثوا يولي يديرلي في المشاكل وىو مستولي عمى كمش ،واش يطمب منو الشايب يدرلوا
سوارد وال لحوانت تانا يصرف فييم ىو أو دار زوج جوجمات مع الشايب وأنا جامي يمدلي
كي ماتفيموش أني قتمك بابا أو تاع المشاكل ىو لي مرضني ومرض خويا حتى ولو في الطريق ماش
مميحة.
ج :عندىا ربع سنين ورمضان لي فات رجعيا بابا ،مازال في عوايدو.
المـــــــــــــالحـــــــــــــق
ج :كنت عايش معاىم ونبات برة ،توصمت وليت عشت عام كامل مروحتش لمدار وقت لي طمقت يما
وليت مداير وحد العشة نغسل وحدي ونأكل وحدي ونخدم ونبات تم.
ج :كنت نخدم كمش بصح الوقت ىذاك وحتى دورك عامل محشاشة تاع الشراب في الذرعان نبيع فييا
ونجيب الجورني تاعي.
ج :كنا نخدموا جماعة يجيبوا نساء والشراب ويقمروا وىذه كل يوم تكمل ىكا
ج :بديت الشيء ىذا وأنا صغير 8سنين كنت نشرب ونسكر وكي وليت 12سنة وليت نشرب كمش
حتى الدواء ونبيعوا.
ج :السرقة من بكري وأنا نسرق مين بديت نشرب وليت نسرق ،نسرق ربوني تاع النحاس ،ذىب ،حوايج
واش نمقى
ج :ال جامي ىددت واحد بالموس كي نسرق ،بصح بابا ىددت زوج مرات بالموس والمرة الخرة كن
ماجبدونيش تاع الدار راني قتمتوا وىي لي بسبتيا جابني ىنا لمسنتور.
ج:ضربت روحي قداه من مرة ،كي نقمق نضرب روحي ب " "lamولخاطر ىذه كي كنت رايح نضرب
الشايب ضربت روحي بالسكين وأشار إلى الجرح في الذراع األيمن.
ج :حاولت ننتحر مرة راح بابا شكا بي كي جاو لي جوندارم يديوني طمعت فوق الدار وقتميم نرمي
روحي ،كن تدوني وما بعد راحوا وبابا وجو الشر بطل من الشكوى.
ج :بابا ىو ويما وخويا السبب في كمش ،يكرىوني كل واحد ما يتحمل المسؤولية عمي من كنت صغير
وأنا نكسي روحي وحدي ونخدم في الجنانات وىو مايكسينيش وىو الباس عميو كان في العسكر وخرج
وعندوا 4حوانت يكرييم ومايصرفش عمينا ،خويا ىو لي قود فيو ويخضموا الرا ،ويما كيف كيف من كانت
مطمقة ماعالبالياش بي خاله ،كانت تروح عند خوالي في عنابة بالشيرين وتخميني في الذرعان وحدي
نبات برة.
ج :يما شيطانة نكرىا أي ىي تكرىني ماتيتم بيا ما عالباليا بي ،وبابا كن نحكمو نقتموا ولو نعوقوا في
كروسة مانحبش نشوفوا .
ج :ما نصميش خاله وقبل كنت نصمي يومين ونبطل ،كنت نشرب ونروح نصمي أي مانصميش خير
س :أنا الشراب مانحبسوش ونقعد كيما ىك واهلل واهلل كن نخرج من ىنا أي ندمرليم معيشتيم ،نبقى كيما
ىك نروح لمحبس أو لمسبيطار تاع المجانين لي نحكموا نقسموا يدو وال نحطو في كروسة ثم نتينى ويرتاح
قمبي.
المـــــــــــــالحـــــــــــــق
بطاقة (6... :)1ثا كمي طفل حزين ىذه قطارة تكسرتموا ولى حزين وال والكسروىموا بصح كي يشريولوا
والديو وحدة يولي فرحان ويضحك2.45.د
بطاقة (2... :)2ثا ىذه جماعة قاعدين يخدموا في الفالحة ،وىذه المرأة آي شافة عمييم واقفة عمييم بو
يخدموا والطفمة ىذه رايحة تق ار ىزة كتاب في يدىا ،بصح الطفل ىذا آو باين يقاسي آو يينبر بزاف باش
يجيب الرزق تاعوا ظروف ماش مميحة خالص 1.21د.
بطاقة (8....:)3ثا ىذه طفمة أو مرأة بصح باينة طفمة قاعدة تبكي تعاركت مع أميا أو باباىا وال
صاحبيا بصح باينة تعاركت مع الدار تاعيم قموليا ماتتزوجيش والت عمى جال ال ارجل لي حبتوا خرجت
عمى الطريقق بصح ندمت وقالت نرجع كيما كنت خيرلي2.35...د
بطاقة (3... :)4ثا ىذه باينة مرأة متعاركة مع راجميا حكمتوا الكريز لخاطر كشما طيبتموا ماكمة
ماعجبتوش وال قالتموا أعطيني سوارد ماحبش يمدليا باين راسوا خشين الراجل ىذا ورأي تالف وحكايتوا مع
النساء والشراب ماتفضش1.18د
بطاقة (3... :)5ثا ىذه مائدة أو طابمة جات األم تطل عمييا كيفماه خرجت وجدتيا لعيد ميالد اإلبن
تاعيا بصح تعاركت معو والت قالت آني نكرىك وولدىا كيف كيف 54د.
بطاقة(4.... :)6ثا ىذه عجوزة وباين ىذا ولدىا مشنف عميو مييدروش مع بعضاىم باين قمقيا لخاطر
قاليا أعطيني سوارد رايح نتزوج بصح دوك يتصالحوا وتمدلوا وتفض مميحة.
بطاقة (... :)7ىذا الشبوبة مع ولدوا ييدروا مع بعضاىم حابوا يبعثوا يق ار بصح باين يتمسخر بولدوا باين
مايبعتوش 37ثا.
بطاقة (... :)8ىذا الطفل ضرب بسكينة عمى جال يسال واحد حاجة عمى المخدرات وال الكاشيات يعني
كون ماخمطش مايدرولوش ىكا بصح كي خالط سرالوا ىاك1.11د.
بطاقة (16...:)9ثا ىذا راجل راقد بصح ىاذوا باينين عسكر راقدين كي غمبوا من الخدمة قالوا واحد
يرتاح خير 37ثا.
بطاقة ( :)10ىذا راجل إمرأة مكشمرين بصح قاعدين في وضعية حب يحكوا عمى الوقت تاع الزواج
تعيم بصح نياية ماش مميحة مايدىاش يتمسخر بييا ويمعب بصح تشكي بيو ودخموا لمحبس2.4د.
المـــــــــــــالحـــــــــــــق
بطاقة (3..:)11ثا ىذه البطانة مافيمتياش ىذه حجر وحاجة من الفوق ماعرفتياش ىذه طريق من
الحجر وىذه طمعية كمي جبل 1.30د.
بطاقة (8..:)12ثا ىذه المراة مريضة راجميا يداوي فييا مرضت بكاش زدرة أو سخانة ،بصح ال ىذا
طفل مريض جاه باباه يفقدوا كان عايش بعيد عمييم قموا سامحني يا ولدي أنا لي كنت سبة في مرضك
ىذا كي ضيعتكم وخميتكم ورحت عميكم ،بصح الطفل ماحبش يقبل مساعدة باباه3.26. .د
بطاقة(2..:)13ثا ىذا عريس كمي جديد وىذه مارتوا ماتت كي شربت دواءزايد وال يبكي عمييا ،ولخاطر
قمقيا راجميا تعاركوا مع بعضاىم2.د
بطاقة ( :)14ىذا الطفل قاعد في الطاقة يتأمل ويشوف باين قمقوه تاع الدار عمى جال القراية ماقراش
يقر والمقراش الزم يخدم.
مميح ،ضربوه بصح الزم الزم ا
بطاقة (14.. :)15ثاىذا الراجل باين شرير والجبانة فييا صميت بصح ىذه مايش عندنا حنا المسممين
باين يجي يفقد الجبانة ويعمل الشر بصح نياية ىذا الراجل النار وجيو مايفرحش 1.35د.
بطاقة(1.32.. :)16د نشوف في كمب مربوط كي تسيب كال الناس وىذا من النوع تاع الكالب
الواعرين ،بزاف بيتبول يسبوا مواله بذم بصح مواله راح لمحبس والكمب قتموه 2.6د.
بطاقة (5.. :)17ثا ىذا الطفل طالع يتسمق في كاش دار رايح يسرق ذىب وال سوارد بصح باين فايق
مايحكموىش لخاطر زواوال ماعندىمش باش ياكموا 1.11د.
بطاقة (2... :)18ثاىذا راجل بصح مافيمتش فييا والوا بصح ىذا واحد البس كوستيم قاعد يشطح في
مالىي ،دنيا ظممة وعجبوا الحال ،بصح لعندوا كيف كون تزدم الحكومة وتمق اعندوا راحت عميو وال
ماجاتش أو يكمل الزىو تاعوا ىو وصاحبوا ويروح بصح باين يدوروا عميو أم حكموه ويدييم يجبدوا فيو
حابوا يدولوا السوارد والكيف لي عندوا 4.30د.
بطاقة (21..:)19ثا ىذه ماقدرتش نشوف فييا والوا فييا رسومات برك 2.1د
بطاقة (5... :)20ثاوال ىذا باين شاب سحتوا باباه من الدار تعيم وتعاركوا ىو وأمو وخرجوه ،راح يخمم
بمي مابقاش يروح لمدار وبمي برة ىي ليتنفعوا لخاطر شيء لي يطمبوا منيم وال يعمموا مايوافقوش عميو قال
ماال نسرق ونشرب وخمي كيما جات تجي4.28د.
المـــــــــــــالحـــــــــــــق
س:كيف صحتك؟
ج :دوبمت واحد ثالثمائة مرة ...دو 3....مرات ،ماحبيتش نق ار ومانش نادم كي بطمت لخاطر الحاجة لي
نديرىا مانندمش عمييا
ج :ضربت لخاطر كان إيديرونجي أختي ديما بصح ىو لي ضربت ولد عمو لي جاي احامي عميو وىو
أكبر مني في العمر والطفل لي ايديرونجي اختي آو صغير كون نحكي مع العائمة تعيم مايتقبموش
لخاطر كامل ميابل.
المـــــــــــــالحـــــــــــــق
ج :آه يا البسيكولوق تجي تقيس لمزاز وتروح طيش كممات تفيم منيم وتمشي بعد
ج :العالقة كانت مميحة وتحبني ،كنت كي نسحق الدراىم تعمل البوسيبل وتمدىممي ،وىنا ديما تجي في
السونتر
ج:إه ديما كنت نغيب ،كنت كي نخدم مانروحش بالسمانا أو السمانتين أصال مانباتش معاىم ،نبات عند
جداتي لخاطر نقمنا كنا نسكنوا مع بعضانا وجداتي بقات وحدىا نروح نبات عندىا ونونسيا.
س :أحكي أكثر ماكنتيش تروح تبعد مع أصحاب آخرين وتنام البرا؟
ج :كنت نروح نحوس مع صحابي لعنابة ونبات بالسمانا معاىم كي كنت نتعارك مع الوالد
ج :ال ماتفضمش خواتاتي عميا ديما كانت bienمعايا أوصفيالي؟ ...... normal
ج :وىو األم كيف كيف بصح الطفل ديما يحب أموا أكثر من أبوه بصح بابا normalمعاه ،يحكي
معايا 2كممات مايبقاش يكسر راسوا معايا آه ،إيو ،ال ال ،ماش متسمط عميا.
ج :ساعة ىكا ساعة ىكا أنقول يحبوني العمم هلل بصح كون نقولميم أعمموا حاجة مايديروىاش يغمط
يخمص
ج :ساعات تكون سيرات نبات برة تاع عرس أو حاجة ،وال نكون حاب حاجة وبابا مايمدىاليش نبدى
نعمل في النش بيا يمدىمي ،وال كي حبيت نبطل لقراية وليت نبات برة.
س :ىل كنتم تستعممون أشياء خارجة عن القانون أثناء المبيت؟ تدخين
س:أحكيمي أكثر؟
ج :دخان قولواز -كيف -شراب ،ماكنش واحد مافاتش عمى ىذه الطريق كيما يقولوا جرب في صغرك
وانسى في كبرك.
ج:واهلل ماشفيت بصح بديت الشيء ىذا من كنت نق ار لخاطر لقيت عمومي وأوالد عماماتي في domain
ىذا يشربوا ويتكيفوا الكيف بصح نشفى أول مرة تكيفت الكيف ومن بعدىا وليت نشرب ودورك
ramasetoutنشرب أي نوع من الشراب وحتى الدواء الرطان ،كيتيل ،بصح الحم ار جربتيا مرة وحدة
لخاطر ماساعدتنيش كمي واحد يدفعني يقولي دير ىك ،بصح تساعدني غير الرطان خاصة كي نعود
نخدم ىي بعد يقوليا العاقمة تفوتيا أومبيونس برك بصح الحم ار تشربيا غير لكان وصمت lafinودورك
والت غالية سعرىا 90ألف دينار.
المـــــــــــــالحـــــــــــــق
ج :نجيب السوارد كاينا الخدمة ،من عند البنات أو األوالد مين كنت نق ار أوالمات من عند كل واحد 5
آالف فايت ألميم 100ألف تاعي نجيبيا.
ج :نسرق آكاس تاع واحد غافل وال حاجة نبيعيا سرجوانات أو مارطو جامي كاسيت دار وال سرقت
محزمة تاع ذىب .....
س :ىل كنت تستخدم سالح أبيض أو أي أداة لمتيديد أثناء السرقة؟
ج :حبست السرقة مازالت غير جداتي نبقى نسرقيا لخاطر عندىا السوارد تاع األورو وتقريب تقفل 7أو
10ماليين في الشير بصح كي نسرقيا مانضرىاش ألميم 300ألف مميون بصح آي عمباليا بمي آني
نسرق فييا وماتحكيش.
ج :إه ضربت روحي بالموس بصح ىذه عمى حكاية محبيتش نقيس واحد صاحبي كميت الممح تعيم باش
منضروش
ج :لي يدور بي مايخمصش مني بصح بو ندور بييم س:ىل كنت كثير الشجار والعراك مع الناس؟
ال مانقيس حتى واحد.
المـــــــــــــالحـــــــــــــق
بطاقة (4..:)1ثا ىذا الطفل قاعد مع القطارة ،ويخمم مضرور من الداخل يعبر عن شعوره لخاطر كره
من الدنيا ،وعندو مشكمة مع الطفمة صاحبتو باين ماعندوش الزىر كيما أنا ،باين النياية تاعو مايش
مميحة1.44د
بطاقة(6... :)2ثا ىذه مراة كمي في قمعة كميم قاعدين حايرين ،كل واحد خزرة مايش مميحة ،الشاب ىذا
يحرث باه يجيب القوت تاعوا باين زوالي،والطفمة حاب تروح تق ار بصح كي عادوا فقراء ماخمياش خوىا
تروح والت حتى ىي تخدم في الحرث ،بصح الزم يخدموه باه يعيشو 2.35د.
البطاقة (3..:)3ثا م ار تبكي مسكينة عندىا ضروف ماشي مميحة ،تكون مطمقة ماقدرتش تتحمل الحكاية
داوليا ولدىا بصح باينة تعمل حاجة ماشي مميحة في روحيا وتنتحر 2:33د
البطاقة (12..:)4ثا ىذه مراتوا تحبو وىو ماشي مادييا فييا يخدم معاىا بصح باين تاع شراب وأدروق
وقاعد يسب فييا ويعاير فييا ،قميا غير إنتي لي منديرش معاك الدار ،وىي تعارك فيو عمماه السبة برك
1:38د .
البطاقة(5.. :)5ثاىذه أم تطل عمى بنتيا وال ولدىا بصح باينة متحيرة من جية ولدىا وىي ميتمة بو
بزاف ،جات باه تفقدوا لخاطر تعاركت معاه عمى جال السوارد وقالتموا كرىت منك ومن فعايمك 3:20د.
البطاقة (14...:)6ثاىذا الراجل وم ار يطمو عمى الطاقة بصح الراجل مكشمر والم ار متحيرة بزاف ،لخاطر
قاعدين ييضرو عمى ولدىم عممميم مشكمة ،راح سرق لجارىم السوارد باه يروح يشري الكيف بصح باباه
قال مابقيتش نسحقو يروح عميا بيدلنا 2.38د.
البطاقة(6...:)7ثاىاذم زوز من الدراري شومارة يتفاىمو عمى أفاروال متفاىمين عمى واحد باش يسرقوه
باينين قمقانين ماينجحوش ويقعوا في الفخ لي كانوا مخطينموا نيايتيم مايش مميحة بصح يندموا 3.04د.
البطاقة (5...:)8ثاىذه عممية جراحية وال ال ،ىذه تبان بمي الطفل راح ييز السالح الموكحمة ويدافع عمى
خوه لخاطر أم حاكمينوا رايحين يضربوه بالموس بصح خوه يقتميم بالسالح وتفض ماش مميحة برك
2.06د.
البطاقة (1...)9د:ىذا عسكر طالعين لمجبل يدافعون عمى البالد ويقاتموا عمى جال اإلرىاب لخاطر
خربوا لبالد وىدموىا وداو حتى الناس بصح كي غمبوا قعدوا يرتاحوا ونيتيم أنيم يدافعون عمى البالد
ويعطيو حرية الناس 3:00د
المـــــــــــــالحـــــــــــــق
البطاقة(2..:)10ثاىذه م ار و ارجميا في غيبوبة تاع حب عاممين أسرة مميحة وجايبين األوالد 1:28د
البطاقة(21..:)11ثاماشفت حتى شيء ،ىذا زلزال – بركان تفجر حاجة طاحت من القمر – طائرة
طاحت – بحر – الدنيا مكسرة مافيمتش والو برك 1:20د
البطاقة (5...:)12ثا ىذا راجل جاء يغم المرأة وىي راقدة ماعالبالياش بصح تفص بالموت ،باين جاء
يسرق واش عندىا لخاطر راه زوالي ومالقاش باه يشري الكيف والماكمة .1:39
البطاقة(9...:)13ثا ىذه مرأة لقاىا خوىا في صورة ماىيش مميحة غطى وجيو وماحبش يدور ،ىذه
الصورة ماش مميحة برك 1د
البطاقة (5..:)14ثا ىذا الشاب آو يطل عمى الطاقة آو حاب ينتاحر لخاطر ماحبوش يعطيولوا السكنة
وال في العائمة عندوا مشكل معاىم ،وال مايكولش في الدار وأنو مافيو حتى فائدة وىو ماشي واين يكبر
مسكين تفضموا ينتحر أو يحرق روحوا 1:56د.
البطاقة (18.. :)15ثا ىذا ساحر مشعوذ بين القبورة جاي يعمل طقوس باش يسحر بييا الناس ،شافوا
واحد جا حكى معاه ونصحوا قموا الشيء لي ادير فيو ماش رايح يدوم حكالوا عمى الدين ،إقتنع الساحر
وقال نرجع لربي سبحانوا ونتوب برك 3:05د.
البطاقة (7..:)16ثا نشوف فييا صفحة جديدة ،وىذا الطفل حاب يبدا صفحة جديدة ويتوفر كمش في
حياتوا خاصة من الوالدين 2:38د.
البطاقة (5..:)17ثا ىذا شاب ىارب من طاقة ،كان يسرق لخاطر كان محتاج السوارد باش باباه يعمل
العممية ،بصح يندم ويقول كون رحت خدمت بالحالل مانديش تاع الناس 3.58د.
البطاقة (6...:)18ثاىذا صاحبو جاي يضربوا من لو ار وىو غافل طالع لمدار لخاطر قمقوا عمى جال
حكاية دراىم ،بصح لي ضرب مسكين زوالي ماعندوش ماقالوا والوا طمب حقوا برك بصح حقروا لخاطر
ماعندوا والدين ماولو دارو عرك وتعب حاكم في كممتو ماحبش يمدلوا سواردوا 3:38د.
البطاقة (5..:)19ثا مابان حتى شيء – رياح -ماء -بابور كي فناء وال خالت الدنيا 1:22د
البطاقة (8..:)20ثا ىذا الطفل في دمار طاحت بيو ومالقى بييا واين ،فضتموا فضة ماش مميحة يقتل
ولى يقتموه مايروحش لمدار يسرق يخدم في خدمات ماش مميحة لخاطر عندوا مشكل مع تاع الدار تاعيم،
والديو فقراء ماعندىومش وىو يشرط عمييم أشريولي ىذه ،وكموني ىذه ماقدروش مال وال راح زحزح عمى
الطريق خالص واليدي تاع الناس يبات برة مايروحش بالثالث وربع شيور لمدار برك 4:22د.
المـــــــــــــالحـــــــــــــق
*قالمة*
نظام التكفل:داخمي
العدد الفعمي:
تعداد الموظفين:
السكنات الوظيفية:
حضيرة السيارات:
النشاطات الممارسة:
-التمدرس الداخمي:
-تحسين المستوى +محو األمية:
-التمدرس المهني الداخمي:
-قالمة-
الرقم/...../م/م/الرقم/...../م/م/إ/ت....../
النشاطات التوقيت
الفترة الصباحية
نيوض ،غسيل ،ترتيب األسرة ،تناول الفطور 6.30سا 6.30سا إلى 8.00سا
قسم تحسين المستوى ،بستنة ،أشغال يدوية 8.00سا إلى 10.00سا
استراحة 10.00سا إلى 10.15سا
قسم تحسين المستوى ،أشغال يدوية ،مكتبة ،إعالم آلي، 10.15إلى 12.00سا
تنظيف المحيط
تناول وجبة الغداء ،استراحة 12.00سا إلى 13.00سا
الفترة المسائية
اعالم آلي ،أشغال يدوية ،النادي ،دروس إستدراكية( التمدرس 13.00سا إلى 16.00سا
الخارجي) ،عصرونية
استراحة ،رياضة ،ألعاب متنوعة 16.00سا إلى 17.45سا
دراسة محروسة ،أنشطة ثقافية وترفييية ،قصص ،مسرح، 17.45سا إلى 19.30سا
الفترة الميمية
أشغال يدوية
تناول وجبة العشاء ،استراحة 19.30سا إلى 20.00سا
سيرات متنوعة ،توجييات تربوية ،تمفزة ،تنظيم وترتيب 20.00سا إلى 21.30سا
المالبس واألسرة ،التحضير لمنمو.
مالحظة :يضاف إلى ذلك يومي الجمعة والسبت
األخصائية النفسانية00
المربون المتخصصون 00 المربون المتخصصون
الرئيسيون00 :
30 30
00 00
العمال المتعاقدين 00
الفترة الفترة النهارية
المسائية00 0
00 00
:ممخص الدراسة
تهدف الدراسة إلى بيان تأثير الحرمان العاطفي في ظهور جنوح األحداث
عمى حالتين باستخدام المنهج اإلكمينيكي،وتمت الدراسة بمركز إعادة التربية بقالمة
وبتطبيق المقابمة النصف موجهة وتقنية تحميل المحتوى واختبار تفهم الموضوع
: وتوصمت نتائج الدراسة إلى مايمي، بطريقة هنري موراي
:الكممات المفتاحية-
Resumé d’étude:
Cette étude présente la recherche de la carence affective
aboutit à plusieurs trouble de comportement parmi lesquels
la délinquance juvénile
Cette étude a été pratique au centre spécialisé en
rééducation à Guelma. Cette étude a été appliquée sur deux
cas garçons ,qui résident au sien du centre en utilisant la
méthode clinique à l aide des moyens suivants : L entretien
semi directive ; l'analyse de contenu ; teste de (T.A.T.)
-Et nous sommes arrives a ces résultats suivants :
La carence affective entraine la délinquance juvénile qui ce
manifeste sous forme de vagabondage ; toxicomanie ; vol ;
agressivité