You are on page 1of 171

‫الجمـــــــــهورية الجزائريــــــــــــة الديمقراطيــــــــــــــــة الشعبيـــــة‬

‫وزارة التعليــــــم العالــــي والبحــــــث العلمـــــــي‬


‫جامعة العربي بن مهيدي ‪-‬أم البواقي‪-‬‬
‫كلية العلوم االجتماعية و العلوم اإلنسانية‬
‫قسم العلوم االجتماعية‬
‫شعبة علم النفس‬
‫تخصص‪ :‬علم النفس اإلكلينيكي‬

‫أثـ ـ ــر الحرمان العاطف ــي في ظهـ ــور جن ــوح األح ـ ــداث‬
‫دراسة ميدانية لحالتين بمركز إعادة التربية‬
‫قـالم ــة‬
‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في علم النفس اإلكلينيكي‬
‫إشراف األستاذة‪:‬‬
‫د‪-‬ناجي عايدة‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬
‫‪ -‬بخاخشة مريم‬
‫لجنة المناقشة‬
‫الصفة‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫االسم و اللقب‬
‫رئيس لجنة‬ ‫أستاذ مساعد –أ‪-‬‬ ‫فاضل نادية‬
‫مشرفـا و مقررا‬ ‫أستاذ محاضر ‪-‬ب ‪-‬‬ ‫د‪ .‬ناجي عائدة‬
‫مناقشا‬ ‫أستاذ مساعد –ب ‪-‬‬ ‫ميمش صباح‬

‫السنة الجامعية ‪2012/2012 :‬‬


‫الصفحة‬ ‫فهـــــــرس المحتــــــــوٌـات‬
‫اإلهــــــداء‬
‫الشكـــــــــر و التقدٌــــــــر‬
‫‪2‬‬ ‫المقــــــدمــــــــــة‬
‫الفصــــــل التمــــــــــهٌــــدي للبحث‬

‫‪4‬‬ ‫‪ -1‬إشكالٌة الدراسة‬


‫‪6‬‬ ‫‪ -2‬فرضٌات الدراسة‬
‫‪6‬‬ ‫‪ -3‬أسباب الدراسة‬
‫‪6‬‬ ‫‪ - 4‬أهداف الدراسة‬
‫‪6‬‬ ‫‪ -5‬أهمٌة الدراسة‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -6‬تحدٌد مصطلحات الدراسة‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -7‬الدراسات السابقة‬
‫‪13‬‬ ‫‪ -8‬التعقٌب على الدراسات السابقة‬
‫الجــــــــــــــــــــــــانــــــب النظـــــــــــــــــــــــري‬
‫الفصـــــــــــــل األول ‪:‬الحـــــــــرمان العاطـــــــفً‬

‫‪16‬‬ ‫تمــــــــــــــــــهٌد‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -1‬تعرٌف الحرمان العاطفً‬
‫‪18‬‬ ‫‪ - 2‬أنواع الحرمان العاطفً‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -3‬مظاهر الحرمان العاطفً فً حضور الوالدٌن‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -4‬أسباب الحرمان العاطفً‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -5‬العوامل التً تساعد على ظهور الحرمان العاطفً‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -6‬النظرٌات المفسرة للحرمان العاطفً‬
‫‪25‬‬ ‫‪ -7‬مراحل الحرمان العاطفً‬
‫‪26‬‬ ‫‪ -8‬حاالت الحرمان العاطفً‬
‫‪27‬‬ ‫‪ -9‬االضطرابات الناتجة عن الحرمان العاطفً‬
‫‪29‬‬ ‫‪-11‬أثار الحرمان العاطفً‬
‫‪31‬‬ ‫خــــــــــالصة‬
‫الفصــــــــــــــل الثــــــــــــانً ‪:‬جنــــــــــوح األحــــــــــداث‪:‬‬

‫‪33‬‬ ‫تمـــــــــــــــــهٌد‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -1‬تعرٌف جنوح األحداث‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -2‬الفرق بٌن جنوح األحداث و االنحراف‬
‫‪38‬‬ ‫‪- 3‬ظاهرة جنوح األحداث فً الجزائر‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -4‬أنواع األحداث‬
‫‪42‬‬ ‫‪ - 5‬فترة حدوث جنوح األحداث‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -6‬مظاهر جنوح األحداث‬
‫‪45‬‬ ‫‪ -7‬أسباب والعوامل المؤثرة فً جنوح األحداث‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -8‬النظرٌات المفسرة لجنوح األحداث‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -‬النظرٌات البٌولوجٌة‬
‫‪57‬‬ ‫‪ -‬النظرٌات االجتماعٌة‬
‫‪1‬‬ ‫‪ -‬النظرٌات النفسً‬
‫‪65‬‬ ‫‪ -‬االتجاه التكاملً‬
‫‪65‬‬ ‫‪ -9‬تصنٌفات الشخصٌة الجانحة‬
‫‪71‬‬ ‫‪ -11‬شخصٌة الجانح المحروم عاطفٌا‬
‫‪75‬‬ ‫‪-11‬اإلستراتٌجٌات القانونٌة لألحداث الجانحٌن فً الجزائر‬
‫‪77‬‬ ‫‪ -12‬اإلستراتٌجٌات الوقائٌة والتكفلٌة باألحداث الجانحٌن‬
‫‪79‬‬ ‫خالصــــــــــــة‬
‫الجـــــــــــــانب التــــــــــــــــطبٌقــــــــــــــــً‬

‫الفصـــــــل الثالـــــــث ‪:‬منهجٌة الدراســـــــــة‬


‫‪82‬‬ ‫‪ -1‬التذكٌر بالفرضٌات‬
‫‪82‬‬ ‫‪ -2‬الدراسة االستطالعٌة‬
‫‪83‬‬ ‫‪-3‬المنهج المستخدم فً الدراسة‬
‫‪84‬‬ ‫‪ -4‬األدوات المستخدمة فً الدراسة‬
‫‪87‬‬ ‫‪ -5‬حاالت الدراسة‬
‫الفصل الرابع ‪:‬عرض و تحلٌل و مناقشة نتائج الدراسة‬
‫‪89‬‬ ‫‪ -1‬تقدٌم الحاالت و عرض النتائج‬
‫‪91‬‬ ‫‪ -1-1‬تقدٌم الحالة األولى‬
‫‪92‬‬ ‫‪ -‬عرض المقابلة و نتائجها‬
‫‪98‬‬ ‫‪ -‬عرض اختبار تفهم الموضوع و نتائجه‬
‫‪118‬‬ ‫‪ -‬تحلٌل عام للحالة األولى‬
‫‪111‬‬ ‫‪ -2.1‬تقدٌم الحالة الثانٌة‬
‫‪113‬‬ ‫‪ -‬عرض المقابلة ونتائجها‬
‫‪119‬‬ ‫‪-‬عرض اختبار تفهم الموضوع و نتائجه‬
‫‪129‬‬ ‫‪ -‬تحلٌل عام للحالة الثانٌة‬
‫‪131‬‬ ‫‪-2‬تحلٌل ومناقشة نتائج البحث فً إطار الجانب النظري والدراسات السابقة‬
‫‪133‬‬ ‫‪ -3‬تحلٌل النتائج فً ضوء الفرضٌات‬
‫‪135‬‬ ‫خاتمة و أفاق الدراسة (االقتراحات والتوصٌات)‬
‫‪138‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫المالحق‬
‫قائـــــــــــــــــمة الــــــــــــجداول‬
‫الجدول رقم (‪)10‬‬
‫‪49‬‬ ‫جرد وحساب تك اررات فئة مظاهر الحرمان العاطفي لمحالة األولى‬
‫الجدول رقم (‪)10‬‬
‫‪49‬‬ ‫جرد وحساب تك اررات فئة مظاهر الجنوح لمحالة األولى‬
‫الجدول رقم (‪)10‬‬
‫‪49‬‬ ‫جرد وحساب تك اررات فئة التكفل لمحالة األولى‬
‫الجدول رقم (‪)19‬‬
‫‪49‬‬ ‫جرد وحساب التك اررات التجميعية لمجموع الفئات لمحالة األولى‬
‫الجدول رقم (‪)19‬‬
‫‪009‬‬ ‫جرد وحساب تك اررات فئة مظاهر الحرمان العاطفي لمحالة الثانية‬
‫الجدول رقم (‪)10‬‬
‫‪009‬‬ ‫جرد وحساب تك اررات فئة مظاهر الجنوح لمحالة الثانية‬
‫الجدول رقم (‪)10‬‬
‫‪000‬‬ ‫جرد وحساب تك اررات فئة التكفل لمحالة الثانية‬
‫الجدول رقم (‪)10‬‬
‫‪000‬‬ ‫جرد وحساب التك اررات التجميعية لمجموع الفئات لمحالة الثانية‬
‫‪1‬‬
‫ﺍﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ*ﻟئﻦ شﻜﺮتﻢ ألزﻳﺪﻧﻜﻢ *(إﺑﺮاﻫﻴﻢ ‪)70:‬‬

‫وأصﻠﻲ و أﺳﻠﻢ عﻠى ﺧﺎتﻢ ﺍألﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ " ﻣﻦ ﻻ ﻳﺸﻜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺸﻜﺮ ﺍﷲ "‬

‫ﻭعﻠى ﺁﻟﻪ ﻭصﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ‪...‬ﻭﺑﻌﺪ‬

‫ﻻ ﻳﺴﻌﻨﻲ ﺑﻌﺪ شﻜﺮ ﺍﷲ ﻭﺣﻤﺪﻩ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃتﻘﺪم ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺳﺎعﺪﻧﻲ عﻠى ﺇتﻤﺎﻡ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺠﻬﺪﻩ ﺃﻭ ﺑﻮﻗﺘﻪ ﺃﻭ ﺑﺪعﺎﺋﻪ ‪ .‬ﻭﺍﺧﺺ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ﺍﻟأﺳﺘﺎذة‬
‫* ﻧﺎﺟﻲ عﺎﺋﺪة * ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﺔ عﻠى اﻟﺒﺤث ﻭﺍﻟتﻲ ﻣﻨﺤتﻨﻲ ﺍﻟﺮعﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺨﻠﺺ ﻣﻨﺬ‬
‫ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍألﻭﻟى ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫذا اﻟﺒﺤث ﻓﺄﺳﺄﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﺠﺰﻳﻫﺎ عﻨﻲ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻛﻞ ﻣﺎ‬
‫ﻗﺪﻣتﻪ ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺣﺴﻨﺎتﻫﺎ ‪.‬‬

‫ووﻓ ﺎء و اﻣﺘﻨﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟفضﻞ واعﺘﺮاﻓ ﺎ ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻞ أتﻘﺪم ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ اﻟﺠﺰﻳﻞ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ أثﺮﻧﺎ ﺑﻌﻠﻤﻪ و ﻓﻜﺮﻩ ‪...‬إﻟى‬
‫ﻛﻞ ﻣﻦ وﻗف إﻟى ﺟﻮاري ﻣﻌﻠﻤﺎ ‪...‬ﻧﺎصﺤﺎ‪....‬ﻣﺮشﺪا ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ أتﻘﺪم ﺑﺨﺎﻟﺺ اﻟﺸﻜﺮ إﻟى اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻤﺸﺮﻓﺔ عﻠى ﻘﺒﻮﻟﻬﺎ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‬

‫ﻛﻤﺎ ﺃتﻘﺪﻡ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ إﻟى ﻛﺎﻓﺔ أﺳﺎتﺬة ﻗﺴﻢ عﻠﻢ اﻟﻨفﺲ‬

‫وأﺧﻴﺮا أﺧﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ صﺪﻳﻘ ﺎتﻲ و اشﻜﺮﻫﻦ عﻠى دعﻤﻬﻦ اﻟﻤﻌﻨﻮي و ﺣﺴﻦ اﻟﺼﺪاﻗﺔ‬

‫*ﺳﻤﻴﺔ ‪،‬راضﻴﺔ ‪،‬ﺳﻤﻴﺔ ‪ ،‬اﺑﺘﺴﺎم ‪،‬ﻣﺮوة ‪،‬ﺳﺎرة *‬


‫يسرني أن أهدي عملي المتواضع إلى اللذان غمراني‬
‫بحبهما و عطفهما و دعائهما‬

‫*أمي و أبي* حفظهما اهلل و أطال في عمرهما‬

‫كما أهديه إلى الذين يعتبرون سندى حياتي إخوتي‬


‫*عمار ‪ ،‬بالل ‪،‬عبد الرزاق *‬

‫والى اللذين يعتبرون بسمة العائلة‬

‫*روميساء ‪ ،‬أرسالن ‪،‬أسيل *‬


‫المقــــــــدمـــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫إن نشوء الطفل داخل أسرة منسجمة ترعاه و تحميو يجعل تكوينو النفسي سميم‪ ،‬ألن نموه‬
‫االنفعالي والعاطفي و االجتماعي يتأثر و يتشكل بأنماط التفاعل بين الوالدين المذان يعتبران مصد ار‬
‫لمحب و العطف والرعاية واالىتمام‪ ،‬إال أن اختالل ىذه العالقة تؤدي إلى ظيور مشكالت نفسية منيا ما‬
‫يعرف بالحرمان العاطفي الذي يولد أثار واضطرابات تعكس درجتو ‪.‬‬

‫فقد يمجأ الطفل إلى منحى يجعمو يتقوقع في دائرة الجريمة و التي تعرف بجنوح األحداث الذي أصبح‬
‫ظاىرة تعاني منيا كل المجتمعات منيا المجتمع الجزائري الذي حظي بتفاقم ىذه الظاىرة في األوينة‬
‫األخيرة والتي تنبؤ بتكاثف الجيود بدءا من األسرة إلى المدرسة إلى جماعة الرفاق والييئات المختصة‬
‫لحماية ووقاية األحداث من ىذا الشبح المظمم‪ ،‬الذي أصبح الحدث يمجأ إلى ارتكاب سموكات جانحة‬
‫كمخرج أو كتعويض لما يعانيو‪ ،‬وبما أن ىناك نقص في الدراسات التي تناولت الحرمان العاطفي عند‬
‫جنوح األحداث عمى حد عمم الباحثة‪ ،‬قامت بدراسة أثر الحرمان العاطفي في ظيور جنوح األحداث‪.‬‬

‫وبناءا عميو تم االعتماد عمى جانبين وىما جانب نظري وجانب تطبيقي‪ ،‬فالجانب التمييدي إشتمل عمى‬
‫تقديم موضوع البحث من إشكالية وفرضيات وأىداف وأىمية البحث والدراسات السابقة التي تناولت جزء‬
‫من بحثنا والتعقيب عمييا‪.‬‬

‫أما الجانب النظري فحتوى عمى فصمين‪:‬‬

‫فالفصل األول وىو فصل خاص بالحرمان العاطفي الذي يندرج تحت العناصر التالية‪ :‬تعريف الحرمان‬
‫العاطفي‪ ،‬أسبابو‪،‬أنواعو‪ ،‬مظاىره‪ ،‬أثاره‪ ،‬مراحمو‪ ،‬النظريات المفسرة لو وأنواع الإلضطرابات الناتجة منو‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني الخاص بجنوح األحداث والذي يندرج تحت العناصر التالية‪ :‬تعريف جنوح‬
‫األحداث‪ ،‬الفرق بين الجنوح و االنحراف ـأنواع جنوح األحداث‪ ،‬تصنيفات الشخصية الجانحة‪ ،‬أسباب‬
‫والعوامل المؤثرة في ظيوره جنوح‪ ،‬مظاىره‪ ،‬والنظريات المفسرة لو‪،‬وكيفية الوقاية والتكفل باألحداث‬
‫الجانحين‪ .‬وفي نياية الفصمين تم الربط بينيما من خالل إبراز العالقة بين الحدث الجانح والحرمان‬
‫العاطفي ‪.‬‬

‫تضمن كذلك فصمين‪ ،‬الفصل الثالث وىو فصل منيجي ويضم التذكير‬ ‫أما الجانب التطبيقي‪:‬‬
‫بالفرضيات‪ ،‬الدراسة االستطالعية‪ ،‬المنيج المستخدم في البحث‪ ،‬األدوات المستخدمة في البحث وحاالت‬
‫البحث ‪.‬أما الفصل الرابع تم عرض ومناقشة نتائج الدراسة من خالل‪ :‬تقديم عام لمحاالت‪،‬عرض‬
‫كما أختمت الدراسة بتوصيات‪ ،‬المراجع‪،‬‬ ‫وتحميل نتائج البحث‪ ،‬مناقشة وتفسير نتائج الدراسة‪،‬‬
‫المالحق‪.‬ممخص بالمغة العربية وبالمغة الفرنسية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-1‬اإلشكالية‬

‫‪-2‬فرضيات الدراسة‬

‫‪-3‬أسباب الدراسة‬

‫‪-4‬أهداف الدراسة‬

‫‪-5‬أهمية الدراسة‬

‫‪-6‬تحديد مصطمحات الدراسة‬

‫‪-7‬الدراسات السابقة‬

‫‪-8‬التعقيب عمى الدراسات السابقة‬


‫الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي‬

‫‪ -1‬اإلشكــــــــــــاليــــــة‬

‫تعد ظاىرة جنوح األحداث مف أىـ المشكالت االجتماعية في أي مجتمع‪ ،‬وىي موضوع‬
‫الباحثيف في مختمؼ التخصصات االجتماعية والنفسية والقانونية‪..‬الخ‪ .‬وجرائـ األحداث ال تمثؿ مجرد‬
‫إعتداء ىؤالء الصغار عمى أمف المجتمع أو خروجيـ عف القوانيف االجتماعية فحسب بقدر ما تمثؿ فشؿ‬
‫المجتمع واألسرة خاصة في تقديـ الرعاية الالزمة والكافية ليـ‪.‬ألف األسرة تعد ىي رحـ المجتمع‪ ،‬الذي‬
‫يجد فيو األبناء المناخ الفطري المالئـ الذي يترعرعوف فيو في جميع مراحؿ طفولتيـ وصوال إلى البموغ‪،‬‬
‫فال بد وأف يتـ ىذا في ضؿ تنشئة متوازية خالية مف االضطرابات النفسية ومف الحرماف العاطفي خاصة‪.‬‬
‫إذ دلت أبحاث كؿ مف سبيتز(‪ )spitz‬وبولبي (‪ )bowlby‬عمى أىمية العالقة بيف الطفؿ وأمو ألنيا أوؿ‬
‫عالقة يميزىا الطفؿ عف ذاتو‪ ،‬وبالتالي تشكؿ أوؿ عالقة مع الطفؿ وىي التي تتحكـ في عالقاتو‬
‫المستقبمية لما ليا مف أثار عمى المستوى اإلنفعالي خاصة‪ ،‬فميذا يتعمـ الطفؿ معظـ ضوابط وقيود‬
‫ومحرمات المجتمع عمى سموكو فيكوف مف خالليا األبعاد األساسية لبناء شخصيتو‪.‬‬

‫فقد وجد الكثير مف الباحثيف أف الحرماف العاطفي يؤدي إلى ازدياد معدؿ المشكالت السموكية وانخفاض‬
‫مستوى حؿ المشكالت عند األطفاؿ وأف األحداث المحروميف مف العاطفة األسرية يشعروف بعدـ األمف‬
‫واألماف والخوؼ والتوتر ويتوقع أنيـ أقؿ تكيفا مف نظرائيـ الذيف لـ يعانوف مف حرماف عاطفي وال أمف‬
‫أسري(إسماعيل‪،2009 ،‬ص‪.)2.‬‬

‫إف الحرماف العاطفي مف األسرة وخاصة الوالديف يجعؿ الطفؿ يشعر بعدـ األماف وعدـ الكفاية وعدـ‬
‫الثقة‪ ،‬ما يجعمو يبالغ في تقدير المواقؼ التي يمر بيا عمى أنيا تمثؿ ضغوط فيشعر بعدـ القدرة عمى‬
‫مواجيتيا‪ ،‬مما يجعمو أيضا أكثر قمقا فيبدأ في توقع الخطر والشر سواء لنفسو أو ألسرتو‪ ،‬ويمتد ىذا القمؽ‬
‫وتوقع الشر في الحاضر والمستقبؿ(الشريف‪،2002 ،‬ص‪.)3.‬‬

‫مف المعروؼ أيضا أف الحرماف العاطفي مف األسرة نتيجة ظرؼ ما قد يترتب عميو وجود مشكالت‬
‫نفسية‪،‬سموكية‪ ،‬اجتماعية تعصؼ بصحتيـ النفسية‪.‬فغالبا ما يعانوف مف اضطرابات نفسية وعصبية نتيجة‬
‫اإلحساس بالقمؽ وعدـ األماف وفقداف الثقة بسبب الخبرات السابقة وسوء المعاممة كما يفتقدوف إلى األماف‬
‫والتقدير واالنتماء االجتماعي مما يدفعيـ لمجوء لمعدواف لمتغمب عمى بيئتيـ وارغاميا عمى تحقيؽ مطالبيـ‬
‫(الفقيهي‪،2006،‬ص‪ )2.‬فقد أكدت نتائج دراسة سابقة أف الطفؿ المحروـ مف الرعاية األسرية يفتقد الشعور‬
‫بالحب الذي حرـ منو وأف الصورة التي قاـ برسميا تممئيا مشاعر الحزف واالكتئاب والشعور بالعدواف‬
‫وتقدير الذات(إسماعيل‪،2009،‬ص‪ )3.‬والحرماف العاطفي ينتج عف نقص الرعاية والحب واالىتماـ والذي‬
‫يظير في أشكاؿ مختمفة كسوء المعاممة الوالدية المختمفة المظاىر أو نتيجة لفقداف أحد الوالديف أو‬
‫كالىما‪ .‬بينما تمتد آثاره السيئة إلى مراحؿ متقدمة مف عمر الفرد حيث ي ػ ػػؤكػ ػ ػ ػػد )‪( spitaz‬سبيتز‬

‫‪4‬‬
‫الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي‬

‫أف الحرماف العاطفي يقوـ عمى أساس العالقة بالموضوع المبيدي حيث غيابو يحرـ الطفؿ مف تفريغ‬
‫نزوات العدواف في ىذا الموضوع وىذا ما يؤدي بو إلى اإلضطرابات (ميموني‪ ،2003،‬ص‪ )178‬ومف ىنا‬
‫يمكف القوؿ أنو قد تظير عمى الطفؿ الذي يعاني حرماف عاطفي مجموعة مف االضطرابات السموكية‬
‫كالجنوح كتعبير عف الحرماف الذي يعاني منو‪.‬‬

‫إال أف ظاىرة جنوح األحداث تعتبر قضية اجتماعية ىامة ففي الجزائر أثبتت إحصائيا ‪ 2102‬حسب‬
‫مصالح الدرؾ الوطني بالتبميغ عف ‪ 01‬مميوف طفؿ ميدد بفزاعة اإلجراـ حيث عاينت ‪ 2772‬حالة مف‬
‫األحداث الجانحيف منيـ ‪ 2777‬ذكور و‪ 010‬إناث‪.‬تتراوح أعمارىـ بيف ‪ 01‬و‪ 02‬سنة أي ما يعادؿ نسبة‬
‫(‪. ( )www.djazairess.com.2012 .)%22‬وﺍلﺫﻱ تتميﺯ ﺃسﺭه حسﺏ "مصﻁفى بوتفنوشات"‬
‫بالبﺭًﺩ ﺍلعاﻁفي ﺍلمحسًﺱ ًﺇﻥ كاﻥ ﺫلﻙ ال ينفي ﺃنيا ﺃسﺭ تعبﺭ عﻥ عًﺍﻁفيا تجاه ﺃًالﺩىا بﻁﺭيقة‬
‫خاصة (بوتفنوشات‪،19980،‬ص‪ ،)115‬فبالفعؿ أخذت الظاىرة بعدا دوليا فقد بينت دراسة لػ"مصطفى‬
‫حجازي" مف خالؿ الممارسة العممية لو أف معظـ األحداث الجانحيف يعانوف مف أحد أشكاؿ الحرماف‬
‫الدائـ أو المحدد لفترة زمنية مف تاريخيـ وأنو الزاؿ قوة فاعمة في االآلـ المعنوية التي تساىـ في دفعيـ‬
‫إلى االنحراؼ والجنوح"( حجازي‪،1990،‬ص‪.)172.‬‬

‫مما تقدـ نتفؽ عمى أف الحدث الذي يعاني مف حرماف عاطفي يخمؽ لديو شعور بعدـ االكتراث‬
‫والتقدير ألحد مما قد يؤدي بو إلى العديد مف مظاىر الجنوح نتيجة شعوره بالضياع االجتماعي والنفسي‬
‫الذي يترتب عف اصطدامو بالبنية االجتماعية في محاولة إلثبات وجوده ولالنتقاـ مف الذات أحيانا ومف‬
‫المجتمع عندما ال يجد مف يقؼ بجانبو ماديا ومعنويا‪.‬وعمى ضوء ىذا االستنتاج تطرح إشكالية الدراسة‬
‫التساؤالت التالية‪:‬‬

‫‪ -0‬ىؿ لمحرماف العاطفي تأثير في ظيور الجنوح لدى األحداث؟‬


‫‪ -2‬ما ىي مظاىر الجنوح عند األحداث الذيف يعانوف مف حرماف عاطفي؟‬

‫‪5‬‬
‫الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي‬

‫‪-2‬فرضيات الـــــــدراسة ‪:‬‬

‫الفرضية العامة‪ :‬يؤدي الحرماف العاطفي إلى الجنوح ‪.‬‬

‫الفرضيات الجزئية‪:‬‬

‫‪-‬يؤدي الحرماف العاطفي عند األحداث إلى التشرد‪.‬‬

‫‪-‬يؤدي الحرماف العاطفي عند األحداث إلى السرقة ‪.‬‬

‫‪-‬يؤدي الحرماف العاطفي عند األحداث إلى تعاطي المخدرات‪.‬‬

‫‪-‬يؤدي الحرماف العاطفي عند األحداث إلى العدوانية الموجية نحو الذات‪.‬‬

‫‪-‬يؤدي الحرماف العاطفي عند األحداث إلى العدوانية نحو اآلخريف‪.‬‬

‫‪-3‬أسباب إختيار الـــــــدراسة ‪:‬‬

‫‪ -‬تفشي ظاىرة جنوح األحداث خاصة في اآلونة األخيرة بنسب مرتفعة ‪.‬‬

‫‪ -‬اقتصار أغمبية البحوث في مجاؿ جنوح األحداث عمى الجانب االجتماعي واالقتصادي فقط‪.‬‬

‫‪ -‬ندرة المواضيع العربية المتعمقة بالحرماف العاطفي و ربطيا بالجنوح في حدود عمـ الباحثة‪.‬‬

‫‪ -4‬أهداف الــــــدراسة ‪:‬‬

‫‪ -‬محاولة الكشؼ عف أنواع الجنوح الذي يرتكبيا الحدث الذي يعاني مف الحرماف العاطفي ‪.‬‬

‫‪ -5‬أهمـــــــية الــــــــدراسة ‪:‬‬

‫‪ -‬يعالج ىذا الموضوع فئة اجتماعية حساسة تحتاج إلى رعاية واىتماـ خاص‪.‬‬

‫‪ -‬مدى أىمية الموضوع في عمـ النفس العيادي‪.‬‬

‫‪ -‬محاولة التعرؼ عمى أنواع الجنوح المرتكبة مف طرؼ األحداث الناتجة عف الحرماف العاطفي ‪.‬‬

‫‪-‬تكمف أىمية البحث في أىمية النتائج المتوصؿ إلييا ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي‬

‫‪ -6‬تحديد مصطمحات الــــــــدراسة ‪:‬‬

‫*الحرمان العاطفي‪ :‬يعرؼ حسب سمير فيكتورنوؼ بأنو حرماف الفرد مف الحاجات األساسية النفسية تمؾ‬
‫الحاجات التي اليمكف أف تقتصر عمى الحاجات الضرورية لمحياة و لكنيا تشمؿ حاجات النمو العاطفي ‪.‬‬

‫‪-‬أما تعريفو الحرماف العاطفي إجرائيا فيو النقص في الرعاية و االىتماـ و لجوء أحد الوالديف أو كمييما‬
‫إلى معاممة األبناء بأسموب الرفض والنبذ الذي يقوـ عمى نقص الحاجات النفسية كالحب والعطؼ ‪.‬‬

‫* جنوح األحداث‪ :‬يعرؼ حسب أسعد رزؽ‪ :‬أنو اصطالح يستخدـ في العادة لمداللة عمى اليفوات‬
‫القانونية التي يرتكبيا األحداث الذيف ليـ دوف السادسة عش ار أو الثامنة عشر مف العمر‪ ،‬وتجري محاكمة‬
‫ىؤالء األحداث الجانحيف في محاكـ خاصة مثؿ ما يصار إلى وضعيـ في إصالحات لتقويـ اعوجاجيـ‬
‫وارشادىـ نحو جادة الصواب "‪.‬‬

‫‪-‬أما تعريؼ جنوح األحداث إجرائيا يتمثؿ في األحداث الجانحيف الذيف يمثموف حاالتي الدراسة والذيف‬
‫يقيموف بالمركز إعادة التربية بقالمة بسبب ارتكابيـ لجنح مختمفة كالتعدي عمى األصوؿ و الجرح العمدي‬
‫بالسالح األبيض ‪.‬‬

‫‪-7‬الدراسات السابقة‬

‫أوال‪ :‬الدراسات تناولت الحرمان العاطفي وعالقته ببعض المتغيرات‪:‬‬

‫دراسة القماح (‪:)1983‬‬

‫‪ ‬العنوان‪ :‬أثر الحرماف مف الوالديف عمى البناء النفسي لمطفؿ‬


‫‪ ‬الهدف‪:‬‬
‫‪ -‬التصرؼ عمى أثر الحرماف مف الوالديف عمى التكويف النفسي الذي يتميز بو الطفؿ المحروـ مف‬
‫الرعاية األسرية‬
‫‪ -‬العينة‪ :‬تكونت مف ‪ 01‬أطفاؿ محروميف مف األسرة ( ‪5‬ذكور و ‪ 5‬مف اإلناث) ‪.‬‬
‫‪ -‬األدوات‪ :‬إختبار تفيـ الموضوع (‪ ) C.A.T‬لألطفاؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة المعب ‪.‬‬
‫‪ -‬مجموعة مف إختبارات الرسـ وتشمؿ المتحركة ليوفماف وبيرنز‪ ،‬إختبار رسـ الشخص لماكوفر –‬
‫أسموب الرسـ الحر‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي‬

‫‪ ‬النتائج‪:‬‬

‫‪-‬أسفرت عمى أف الطفؿ المحروـ مف الرعاية األسرية يفتقد الشعور بالحب‪ ،‬الذي حرـ منو‪ ،‬وأف الصورة‬
‫التي قاـ برسميا تممئو مشاعر الحزف واإلكتئاب وشعور بالعدواف وانخفاض تقدير الذات‪.‬‬

‫‪ -2‬دراسة العربي (‪":)1988‬أثر الحرماف عف الوالديف عمى شخصية الطفؿ"‬

‫‪ ‬الهدف‪:‬‬
‫‪ -‬التعرؼ عمى اآلثار الناتجة عف الحرماف مف الوالديف عمى شخصية الطفؿ‪.‬‬
‫‪ -‬العينة‪ :‬تتكوف مف مجموعتيف المجموعة األولى تجريبية والمجموعة الثانية ضابطة تضـ كؿ واحدة‬
‫منيما (‪ )51‬مفردة محددة بأوصاؼ خاصة ( الجنس والمستوى الدراسي‪ ،‬السف)‪ ،‬أما مجموعة‬
‫التجريب فيضاؼ إلييا المتغير المستقؿ والحرماف مف الوالديف ‪.‬‬
‫‪ ‬األدوات‪:‬‬
‫‪ -‬إختبار المصفوفات المتتابعة المقنف ( لرافف)‪.‬‬
‫‪ -‬إختبار مغامرات الخروؼ ذي الرجؿ السوداء لمويس كورماف ( القدـ السوداء)‪.‬‬
‫‪ -‬إختبار رسـ األسرة لمويس كورماف‪.‬‬
‫‪ ‬النتائج‪:‬‬
‫‪ -‬توصؿ إلى أف صورة الذات لدى أفراد المجموعة المحرومة مف الوالديف غارقة في مشاعر البؤس‬
‫واإلنزواء واإلنعزاؿ وغياب األماف‪ ،‬وتنطبؽ عمييا مشاعر الذنب والقمؽ والدونية وانخفاض تقدير‬
‫الذات‪.‬‬
‫‪ -1‬دراسة ‪)1992( Abdalla‬‬
‫‪ ‬العنوان‪ :‬العدوانية كأحد عوامؿ غياب األب‬
‫‪ ‬الهدف‪ :‬التعرؼ عمى مدى العدائية الموجودة عند المراىقيف األيتاـ وأمثاليـ الموجوديف عند آبائيـ‪.‬‬
‫‪ ‬العينة‪ :‬تكونت عينة الدراسة ‪ 051‬مراىقا (‪ )71‬مراىقا‪ ،‬موجودا األب و ‪ 01‬مراىقا آبائيـ غائبوف‪.‬‬
‫‪ ‬األدوات‪ :‬إختبار العدوانية لموصوؿ لنتائج الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬النتائج‪ :‬وجود عالقة إرتباطية دالة بيف كـ العداء عند المراىقيف‪ ،‬متغيب األب والمراىقيف حاضري‬
‫األب لصالح المراىقيف غائبي األب‪.‬‬
‫‪ -‬وجود عالقة إرتباط دالة في حجـ العداء في حالة غياب األب بسبب ىذا الغياب ( الطالؽ‪ ،‬وفاة‪،‬‬
‫عمؿ خارج المنزؿ)‬
‫‪ -‬وجود عالقة دالة في حجـ العداء وجنس المراىؽ ( ذكر أو أنثى) لصالح اإلناث‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي‬

‫‪ -‬وجود عالقة إرتباطية في حجـ العداء بيف المراىقيف ذي الوضع اإلقتصادي الجيد والمراىؽ ذي‬
‫اإلقتصاد السيء لصالح الثاني‪.‬‬

‫وأشارت الدراسة إلى أف الحرماف األبوي واإلقتصادي يؤدي إلى زيادة العدوانية عند المراىقيف‪.‬‬

‫‪ -4‬دراسة دينان (‪)1993‬‬

‫‪ ‬العنوان‪ :‬أنماط الرعاية األسرية ألطفاؿ المرحمة اإلبتدائية بعد الطالؽ وعالقتيا بتوافقيـ النفسي‬
‫واإلجتماعي وتصور لدور الخدمة اإلجتماعية في ىذا المجاؿ‪.‬‬
‫‪ ‬اليدؼ‪ :‬ىدفت ىذه الدراسة إلى التعرؼ عمى أنماط الرعاية األسرية ألطفاؿ المرحمة اإلبتدائية بعد‬
‫الطالؽ وعالقتيا بتوافقيـ الفسي واإلجتماعي‪ ،‬وتصور لدور الخدمة اإلجتماعية في ىذا المجاؿ‪.‬‬
‫‪ ‬العينة‪:‬‬
‫‪ -‬المجموعة األولى عددىـ ‪ 251‬طفال وطفمة‪ ،‬ينتموف إلى أنماط الرعاية األسرية المختمفة بعد الطالؽ‬
‫‪ -‬المجموعة الثانية تتكوف مف ‪ 251‬طفال وطفمة ينتموف إلى تحت رعاية والدييما بشكؿ طبيعي‪.‬‬
‫‪ ‬األدوات‪:‬‬
‫‪ -‬مقياس الشخصية ( إعداد ىناعطية ‪.)0075‬‬
‫‪ -‬إستمارة المستوى اإلقتصادي اإلجتماعي ( إعداد عبد العزيز ‪.)0022-‬‬
‫‪ -‬إستمارة التعرؼ عمى أنماط الرعاية األسرية التي يعيش فييا األطفاؿ ( إعداد الباحثة)‪.‬‬
‫‪ ‬النتائج‬
‫‪ -‬وجود فروؽ ذات داللة إحصائية بيف األطفاؿ الذيف ينتموف إلى أسر طبيعية في التوافؽ الشخصي‬
‫والتوافؽ العاـ لصالح األطفاؿ الذيف يرعاىـ كال الوالديف ‪.‬‬
‫‪ -‬أنو ال توجد فروؽ ذات داللة إحصائية بيف الجنييف في متغيرات الدراسة (‪.‬إسماعيل‪،2009 ،‬ص‪.)77‬‬

‫ثانيا‪ :‬دراسات تناولت جنوح األحداث وعالقتها ببعض المتغيرات‪:‬‬

‫‪ -1‬دراسة حسن "‪" "1970‬مصر"‬

‫‪ ‬العنوان‪ :‬عالقة الوالديف بالطفؿ وأثرىا في جنوح األحداث المصريف‪.‬‬


‫‪ ‬العينة‪ :‬تكونت عينة الدراسة مف مجموعتيف‪ :‬األولى تجربتو تضـ ‪ 51‬حدثا جانحا والثانية ضابطة‬
‫تضـ ‪ 51‬حدث عاديا‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي‬

‫‪ ‬النتائج‪:‬‬
‫‪ -‬دلت أف ‪ % 22‬مف األبناء الجانحيف تمقوا معاممة قاسية مف قبؿ والدييـ‪ ،‬بينما ىذا الشعور ال يزيد‬
‫عف ‪ %02‬عند غير الجانحيف‪.‬‬
‫‪ -‬أف ‪ %21‬مف مجموعة غير الجانحيف يشعروف بحب والدييـ ليـ‪ ،‬بينما ىذه النسبة ال تزيد عف ‪%01‬‬
‫عند األطفاؿ غير الجانحيف‪.‬‬
‫‪ -‬توجد فروؽ دالة إحصائية بيف الجانحيف وغير الجانحيف في سمات الشخصية وخاصة فيما يتعمؽ‬
‫بالشعور بالنقص‪ ،‬أحالـ اليقظة‪ ،‬التكيؼ اإلجتماعي فضال عف وجود فروؽ دالة إحصائيا بيف‬
‫الجانحيف وغير الجانحيف في ظروفيـ وطفولتو‪ ،‬فقد عانى الجانحوف مف الحرماف والنبذ واإلىماؿ في‬
‫طفولتيـ أكثر مف غير الجانحيف ‪.‬‬

‫دراسة مصطفى حجازي ‪ (-1975‬لبنان)‬

‫‪ ‬العنوان‪ :‬األحداث الجانحيف دراسة نظرية ميدانية‪.‬‬


‫‪ ‬الهدف‪:‬‬
‫‪ -‬ىو العمؿ عمى إصالح الجانحيف في لبناف و إلى عدـ ترسخ اإلنحراؼ عمى مستوى البنية الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد بأننا أماـ ظاىرة إنحراؼ ذات طابع إجتماعي أساسي ينتج مف إنعداـ الرعاية والحماية لمطفولة‪.‬‬
‫‪ ‬العينة‪:‬‬
‫‪ -‬تمثمت في كؿ األحداث التابعيف لدور الرعاية لمجانحيف في دولة لبناف‪ ،‬باإلعماد عمى الدراسات‬
‫الع يادية لمختمؼ الفئات الجانحيف‪ ،‬مف حيث خصائصيـ‪ ،‬وديناميتيـ النفسية ونوعية السموؾ الجانح‬
‫لدييـ‪.‬‬
‫‪ ‬األدوات‪:‬‬
‫‪ -‬إعتماد الباحث منيجا قريبا مف المنيج األنتروبولوجي مف أجؿ عرض الوقائع الحية ثـ حاوؿ تفسيرىا‬
‫بشكؿ دينامي‪.‬‬
‫‪ -‬إعتماده عمى معطيات إستمارة طبقيا عمى األخصائييف العامميف في الميداف مباشرة وبشكؿ يومي‪.‬‬
‫‪ ‬النتائج‪:‬‬
‫‪ -‬توصؿ إلى أف نسبة المنحرفيف إنحرافيـ مف حاالت المرض النفسي أو العقمي الصريح‪ ،‬تظؿ ضئيمة‬
‫جدا ال تتجاوز مف مجموع الحاالت ويتطابؽ ىذا الرقـ إجماال مع المعطيات اإلحصائية في البمداف‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬خصائص والسمات التي يتصؼ بيا الجانح الحدث في لبناف كثيرة الشبو بخصائص األحداث في‬
‫األقطار العربية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي‬

‫‪ -1‬دراسة محي الدين مختار (‪– )1984‬بالجزائر‪-‬‬

‫‪ ‬العنوان‪ :‬مشكمة إنحراؼ األحداث في الجزائر عوامميا ونتائجيا بمدينتي عنابة وقسنطينة‪.‬‬
‫‪ ‬الهدف‪:‬‬
‫‪ -‬ىو معرفة العالقة الممكنة بيف السبب والنتيجة‪ ،‬بمالحظة تتابع بعض األحداث والبحث في البيانات‬
‫عف العوامؿ السببية الممكنة ‪.‬‬
‫‪ ‬العينة‪:‬‬
‫‪ -‬بمغت عددىا ‪ 011‬حدث منحرفا و‪ 011‬حدثا عاديا بطريقة عشوائية مف مركز إعادة التربية بعنابة‬
‫وقسنطينة‪.‬‬
‫‪ ‬األدوات‪:‬‬
‫‪ -‬اإلعتماد عمى إستمارة البحث ضمت ‪ 71‬سؤاال مفتوحا ومغمقا موجية إلى األحداث المنحرفيف‪.‬‬
‫‪ -‬إستمارة ثانية إحتوت عمى ‪ 51‬سؤاال رئػيسيا موجية لألحداث العادييف ‪.‬‬
‫‪ ‬النتائج‬
‫‪ -‬أف نسبة اإلنحراؼ ترتفع عند األحداث الذيف تتراوح أعمارىـ ما بيف ( ‪02 -05‬سنة)‪.‬‬
‫‪ -‬أف ثمثي المجموعة المنحرفة أسرىا تعيش في بيوت قصديرية‪ ،‬أو مف الطوب‪.‬‬
‫‪ -‬أف نسبة األمية مرتفعة لدى آباء وأميات المنحرفيف‬
‫‪ -‬توصؿ الباحث أف ميف آباء وأميات األحداث عموما ميف بسيطة تتوزع بيف األعماؿ الزراعية‬
‫والصناعية العادية‪.‬‬
‫‪ -‬توصؿ إلى أف عامؿ اليجرة والمستوى االقتصادي الضعيؼ لدى اآلباء كال المجموعتيف مف أىـ‬
‫العوامؿ المؤثرة في جنوحيـ‪.‬‬

‫‪ -4‬دراسة سعيد بن سعد (‪ -)2009‬الرياض‪-‬‬

‫‪ ‬العنوان‪ :‬الطالؽ وعالقتو بأنواع االنحراؼ عند األحداث‪.‬‬


‫‪ ‬الهدف‪ :‬التعرؼ عمى أنواع اإلنحرافات المرتبطة بالطالؽ عند األحداث‪ ،‬مطمقي الوالديف‬
‫‪ ‬العينة‪:‬‬
‫‪ -‬يضـ ‪ 0201‬حدث منحرؼ‪،‬مطمقي الوالديف وغير مطمقي الوالديف المودعيف في دور المالحظة ودور‬
‫التوجيو اإلجتماعي بجميع مدف ومناطؽ المممكة‪ ،‬وتـ تحديد العينة لمدراسة بإعتماده عمى مدخؿ‬
‫الرابطة األمريكية والتي إستخدـ فييا المعادلة التالية‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي‬

‫)‪m = x2np(1-p‬‬

‫)‪D2(n-1)+ x2p(1-p‬‬

‫‪ ‬الهدف‪:‬‬

‫‪ -‬تيدؼ إلى التعرؼ عمى أنواع اإلنحرافات السائدة بيف األحداث الموجوديف في دور المالحظة‬
‫اإلجتماعية‪ ،‬ودور التوجيو االجتماعي بمناطؽ ومدف المممكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ -‬التعرؼ عمى أنواع االنحرافات بيف األحداث الذيف كانوا يقيموف مع والدىـ أو أسرة والدىـ بعد‬
‫الطالؽ‪.‬‬

‫‪ -‬أنواع اإلنحرافات بيف األحداث الذيف كانوا يقيموف مع أمياتيـ أو أسرة أمياتيـ بعد طالؽ الوالديف‪.‬‬

‫‪ -‬التعرؼ عمى تفسير إختالؼ اإلنحرافات بيف األحداث مطمقي الوالديف‪ ،‬وغير مطمقي الوالديف‬
‫الموجوديف في دور المالحظة اإلجتماعية ودور التوجيو اإلجتماعي بمناطؽ ومدف المممكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬

‫‪ ‬األدوات‪:‬‬

‫إستخداـ الباحث المنيج الوصفي و إستخداـ اإلستبياف كأة لجمع البيانات ‪.‬‬

‫‪ ‬النتائج‪:‬‬

‫‪-0‬تبيف النتائج أف السرقة ثـ االنحرافات األخالقية ثـ المضاربة ثـ تعاطي المخدرات ىي أكثر أنواع‬
‫االنحراؼ لدى المبحوثيف سواء مطمقي الوالديف أو غير مطمقي الوالديف‪.‬‬

‫‪-2‬كشفت الدراسة عف دور جماعة األقراف في دخولو المبحوثيف لمدار‪ ،‬بينت أيضا أف غالبية أبناء‬
‫المبحوثيف المطمقيف أو غير المطمقيف متقاعديف بينما غالبية أمياتيـ ربات بيوت ال يعمموف‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصـــــــــــل التمهـــــــــــــــــــيدي‬

‫‪ -8‬التعقيب عمى الدراسات السابقة‬

‫بعد استعراض بعض الدراسات التي تناولت موضوع الجنوح في بيئات مختمفة مف العالـ العربي‬
‫مف أجؿ الكشؼ عف العامؿ المؤدي أو الذي تعاني منو فئة األحداث‪ ،‬حيث توصمت ىذه الدراسات إلى‬
‫وجود عدة عوامؿ منيا بالدرجة األولى العامؿ األسري ( اإلجتماعي) ثـ النفسي ثـ اإلقتصادي الذي يدفع‬
‫بالحدث إلى الجنوح‪.‬‬

‫‪ -‬إف العامؿ اإلجتماعي الذي يقوـ عمى التفكؾ األسري وغياب أحد الوالديف‪ ،‬سواء بالوفاة أو بالطالؽ‬
‫يؤدي بالحدث إلى عدـ الشعور باإلستقرار العاطفي الذي يؤدي إلى عدـ تكيفو مع مجتمعو ولجوئو‪،‬‬
‫لتعويض ذلؾ بممارسة سموكات إجرامية‪.‬‬
‫‪ -‬كما أف العامؿ اإلقتصادي كالعدـ قدرة الوالديف عمى توفير الحاجيات المادية لمحدث‪ ،‬تجعمو يقع في‬
‫دائرة الخالفات األسرية مما يضطر بالحدث إلى المجوء إلى الشارع وبالتالي مخالطة رفقاء السوء‬
‫وتورطو في سموكات جانحة‪.‬‬
‫‪ -‬كما برزت ىذه الدراسات أف الحدث الجانح لو سمات‪ ،‬وخصائص يتميز بيا عف األحداث غير‬
‫الجانحيف كشعورىـ بالعجز ونقص الحب والعطاء واالكتئاب والعدواف و انخفاض تقديرات الذات‬
‫وكذلؾ حتى نوعية اإلنحرافات التي يقوموف بيا‪.‬‬
‫‪ -‬إال أف األدوات المستخدمة مف طرؼ الباحثيف فقد إختمفت حسب ىدؼ كؿ باحث إال أف ىناؾ إتفاؽ‬
‫مع دراستنا مف حيث إستخداـ األدوات اإلسقاطية كإختبار القدـ السوداء واختبار تفيـ الموضوع‬
‫لألطفاؿ (‪ )C.A.T‬في بعض الدراسات ‪.‬‬
‫‪ -‬كما ال يوجد ىناؾ إتفاؽ مع دراستنا مف حيث المتغيرات بصفة كاممة ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الحـــــــرمان العـــــــاطفي‬ ‫الفصــــــــــــل األول‬

‫تمــــهيــــد‪:‬‬

‫تعتبر السنوات األولى مف عمر الطفؿ ليا أىمية كبيرة في حياتو‪ ,‬حيث يحتاج فييا إلى إشباع‬
‫حاجات مختمفة ولعؿ أىميا ىي الحاجات النفسية كالحاجة إلى الحب والعطؼ التي يكوف ليا تأثير كبي‬
‫عمى حياة الطفؿ مستقببل فتتأثر شخصيتو كثي ار بما يصيب ىذه الحاجات مف إىماؿ و نقص الرعاية و‬
‫نبذ ورفض وحرماف وخاصة إذا كاف يتعمؽ بالوالديف‪.‬‬

‫وفي ىذا الفصؿ سنحاوؿ التطرؽ إلى أىـ الجوانب المتعمقة بالحرماف العاطفي لدى الطفؿ بداية مف‬
‫مفيومو و أنواعو وأسبابو‪ ،‬النظريات المفسرة لمحرماف و آثاره والوقاية منو‪.‬‬

‫‪-1‬تعريف الحرمان العاطفي‪:‬‬

‫لتحديد المفيوـ نشير في ىذا السياؽ إلى إعطاء تعريؼ لممفاىيـ الدراسة وىي‪:‬‬

‫‪-1-1‬تعريف الحرمان‪:‬‬

‫(حرـ) فبلنا الشيء‪ ،‬حرمانا‪ ،‬منعو إياه ‪.‬‬ ‫‪ -‬لغة‪:‬‬

‫الحرـ= المنع‪ ،‬الحرية الحرماف والحرماف نقيضو اإلعطاء والرزؽ‬

‫الحرماف= المنع‪ ،‬فقداف أو خسراف حؽ أو حاسة بذيئة ( ابن منظور‪ ،1991 ،‬ص‪.)125‬‬

‫‪-‬إصطالحا‪ :‬يعرفو فرانسواف دوراف(‪ :)Frounswn Douran‬أنو غياب أو نقص لؤلغذية‪ ،‬لئلعدادات‬
‫البيولوجية أو النفسية الضرورية لمنمو المتناغـ المسجـ لمفرد اإلنساني أو الحيواني‪.‬‬

‫‪ ‬ىو إحدى مسببات الضغط النفسي‪ ،‬والذي يعني شعور الفرد بغياب شيء ما يحتاج إليو‪.‬‬
‫(الميالدي‪،2006،‬ص ‪.)129‬‬

‫‪ -2-1‬تعريف العاطفة‪:‬‬

‫العاطفة‪ :‬نظاـ يتألؼ مف ميوؿ وجدانية مركزة حوؿ شيء ما‪ ،‬أو شخص أو جماعة أو فكرة مجردة‪،‬‬
‫تكيؼ الشخص التخاذ اتجاه معيف في شعوره وتأمبلتو وسموكو الخارجي‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الحـــــــرمان العـــــــاطفي‬ ‫الفصــــــــــــل األول‬

‫‪-‬إنيا استعداد وجداني مكتسب‪ ،‬وبيذا تتميز عف الميوؿ الفطرية رغـ أنيا نبتت منيا‪،‬فيي تتأثر‬
‫بالعوامؿ االجتماعية وتنمو وتقوى تحت تأثير التفكير والتأمؿ والتجارب االنفعالية المختمفة‪( .‬المميجي‪،‬‬
‫‪،1985‬ص ‪.)154‬‬

‫‪*-‬تعريف الحرمان العاطفي‪:‬‬

‫لقد أختمؼ العديد مف العمماء والباحثيف في عمـ النفس في إعطاء أو تحديد مفيوـ لمحرماف العاطفي‪،‬‬
‫ومف بيف تمؾ التعاريؼ نذكر‪:‬‬

‫‪ ‬حسب بولبي» ‪: » Bolby‬يرى أف الحرماف العاطفي ىو عدـ وجود شخص آخر مخصص لرعاية‬
‫الطفؿ بصفة مستمرة‪ ،‬وبطريقة شخصية بحيث يشعر الطفؿ معو باألمف‪ ،‬والطمأنينة والثقة وغالبا ما‬
‫تكوف األـ ‪(.‬خياط‪،2013،‬ص‪.)17‬‬

‫بيف ىذا التعريؼ دور األـ أو بديمتيا في الرعاية واالىتماـ بالطفؿ بصفة دائمة‪ ،‬كما ألغى دور األب في‬
‫حدوث أو ظيور الحرماف العاطفي‪.‬‬

‫‪ ‬حسب كولي"‪ "cooly‬يؤكد أف الحرماف ال يعني تعرض الشخص لمعزؿ في وطفولتو‪ ،‬ولكنو ال يتمقى‬
‫قد ار كافيا مف العاطفة‪ ،‬ولـ تتطور عنده أية عبلقة عاطفية واجتماعية ذات طبقة أولية مف أفراد‬
‫اآلخريف‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬حسب سمير فيكتور نوؼ "‪ "S.NOF VICTOR‬يعرفو عمى أنو حرماف الفرد مف حاجاتو األساسية‬
‫النفسية‪ ،‬تمؾ الحاجات التي ال يمكف أف تقتصر عمى الحاجات الضرورية لمحياة ولكنيا تشمؿ حاجات‬
‫النمو العاطفي"‪.‬‬
‫‪ ‬حسب أجرويا فير"‪ "De Aguriaguerra‬بأنو النقص في الحب والعطؼ والحناف والعناية مف طرؼ‬
‫ر لغيابيا أو موتيا أو اإلنفصاؿ عنيا بسبب الطبلؽ أو الرفض (الحنفي‪ ،1994،‬ص‪) 208‬‬
‫األـ نظ ا‬
‫‪ ‬بينت ىذه التعاريؼ أف الحرماف العاطفي ىو نقص في الرعاية واإلىتماـ خاصة الحاجات النفسية‬
‫كالحب والعطؼ مف طرؼ أحد الوالديف أو بديميما ألسباب عدة حسب كؿ شخص‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الحـــــــرمان العـــــــاطفي‬ ‫الفصــــــــــــل األول‬

‫‪ -2‬أنواع الحرمان العاطفي‬

‫إف تعدد درجات الحرماف العاطفي وتداخميما يؤدي إلى عدـ معرفة الحاجات األساسية‪ ،‬التي‬
‫تتطمبيا الطفولة وخاصة ىذه األخيرة في مرحمة نمو مستمر‪ ،‬وبالتالي الحرماف لو أنواع ومستويات محددة‬
‫ولكؿ نوع لو تأثير خاص بو‪ ،‬كمما ىذا التأثير مبكر عمى الطفؿ كاف أصعب‪ ،‬ومف ىنا سوؼ نعرض‬
‫تقييـ الحرماف العاطفي إلى الفئات التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬حرمان العاطفي الجزئي‪ :‬يحدث نتيجة الحياة مع األـ أو بديمة عف األـ كإحدى القريبات‪ ،‬ويكوف‬
‫اتجاىيا نحو الطفؿ غير ودي مثؿ‪ :‬فالطفؿ الذي تتركو أمو يصرخ ساعات لقضاء عمؿ ليا في المنزؿ‪،‬‬
‫أو الطفؿ الذي تيممو أمو تماما‪ ،‬إما لجعميا أو لعدواف ال شعوري عندىا نحو الطفؿ نتيجة خبرات في‬
‫طفولتيا ( عزيز وأخرون‪،1999،‬ص‪.)73‬‬

‫‪ ‬كما يقصد بو أيضا حسب " بولبي" (‪ :)partial deprivation‬أنو الطفؿ الذي نشأ بيف والديو ومر‬
‫بالتجربة العبلئقية األولية مع األـ و األب خبلؿ سنوات الطفولة األولى بغض النظر عف قيمة ىذه‬
‫العبلقة و إجابتيا ومساىمتيا في بناء أسس سميمة لشخصيتو‪ ،‬كما يتمو ذلؾ انييار كمي أو جزئي في‬
‫فترة الكموف‪ ،‬وقد يتأخر ذلؾ أو يتقدـ وىو يترؾ آثا ار واضحة عمى توازف وتكيؼ الشخصية‬
‫مستقببل(حجازي‪،1990 ،‬ص‪.)174‬‬
‫‪ ‬أف يكوف الطفؿ محروما عف أمو حرمانا جزئيا‪ ،‬كأف يعيش معيا ولكنيا لـ تستطيع أف تمنحو الحب‬
‫الذي يحتاج إليو ىذا النوع مف الحرماف‪ ،‬كما أنو يحدث ىذا النوع في الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬عدـ وجود الجو األسري مناسب‪ ،‬ويحدث ذلؾ بسبب التقمب االنفعالي لموالديف وعجزىما عف إقامة‬
‫عبلقات أسرية صحيحة‪.‬‬

‫‪ -‬ووجود الجو األسري مع عجز الوالديف لسبب ما عف أداء وظيفتيـ إلحتضاف وايواء األطفاؿ بشكؿ‬
‫مستمر‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحرمان العاطفي الكمي‪ :‬يحدث نتيجة لفقداف األـ أو بديمتيا الدائمة بالموت أو الطبلؽ‪ ،‬دوف أف‬
‫يكوف لمطفؿ أقارب مألوفوف لديو يقوموف برعايتو‪ ،‬كما قد يكوف نتيجة إبعاد الطفؿ عف أمو نظ ار لسوء‬
‫التوافؽ بيف والديو أو لمرض أمو‪( .‬عزيز وأخرون‪ ،1999 ،‬ص‪.)73‬‬

‫‪-‬كما يقصد بو "بولبي" (‪ :)Complete Deprivation‬انو الحرماف العاطفي األساسي أو الكمي‪ ،‬أنو‬
‫فقداف الطفؿ ألية عبلقة باألـ أو مف يحؿ محميا‪ ،‬وذلؾ منذ الشيور األولى لمحياة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الحـــــــرمان العـــــــاطفي‬ ‫الفصــــــــــــل األول‬

‫ج‪ -‬النبذ العاطفي من قبل األهل‪:‬‬

‫يختمؼ النبذ العاطفي عف الحرماف العاطفي في عدة نواحي‪ ،‬إال أنو ال يتشابو معو في نقاط كثيرة‪:‬‬

‫إف النبذ العاطفي يقصد بو أف الحدث يظؿ مقيما مع أىمو لفترات طويمة أو قصيرة‪ ،‬و يحتفظ بروابط حتى‬
‫ولو كانت مأزقية‪ ،‬إال أنو ال يحدث انفصاؿ‪.‬‬

‫‪-‬قد تحدث صراعات عنيفة مع الحدث في مرحمة الكموف أو قبؿ المراىقة‪ ،‬مما يؤدي إلى انييار‬
‫العبلقات‪ ،‬إال أف الوالديف أو الذيف يبدوف اىتماـ يقوموف بإجراء إصبلحات مف خبلؿ االعتناء بو أو‬
‫االىتماـ لفترة قصيرة أو طويمة‪ ،‬كما قد يقؼ ىؤالء موقؼ عدائيا صريحا أو ضمنيا مف خبلؿ اإلىماؿ‪،‬‬
‫إلغاء الحدث‪ ،‬العيش في قمؽ االنتظار‪ ،‬تمؾ الوعود كي يحصد في النياية خيبة األمؿ (حجازي‪،1990،‬ص‬
‫‪.)178‬‬

‫‪-3‬مظاهر الحرمان العاطفي في حضور الوالدين‪:‬‬

‫إف وجود الطفؿ وترعرعو في كنؼ والديو مسألة ىامة جدا لنمو الجسدي وتطويره النفسي‪ ،‬إال أف ىناؾ‬
‫أسباب تؤدي بالطفؿ إلى الشعور بأنو ميمؿ أو ضائع نتيجة سموكات الوالديف أو حتى المحيط الذي‬
‫يعيش فيو‪ ،‬وىنا سوؼ نتطرؽ إلى مجموعة مف األسباب اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬النبذ والرفض وعدـ القدرة عمى التعامؿ مع الطفؿ كإنساف لو مطالب واحتياجات‪.‬‬

‫‪ -‬عزؿ الطفؿ بمعنى منعو مف إقامة صداقات وعبلقات تحدد دعوى الحرص والخوؼ عميو مف رفاؽ‬
‫السوء مما يعطي الطفؿ إحساسا قاسيا بالعزلة وسط محيطو‪.‬‬

‫‪ -‬تخويؼ الطفؿ بخمؽ جو مف الفزع والرعب والكممات الحادة التي تخمؽ لو شعوره بنقص في ذاتو‪.‬‬

‫‪ -‬التجاىؿ أي عندما يحرـ األب واألـ ابنيما مف كؿ المثيرات والمنبيات‪ ،‬إحساسا مؤلما باالضطياد‬
‫والعدوانية واالستجابات االجتماعية البلزمة مما يعطؿ نموه االجتماعي والعاطفي والذىني‪.‬‬

‫‪ -‬إفساد الطفؿ عف طريؽ تقديمو ألوساط غير سوية‪ ،‬يمكف أف تقوده بسيولة إلى عالـ الجريمة‬
‫والمخدرات واإلباحة الجنسية عف قصد أو عف غير عمد‪.‬‬

‫‪ -‬وجود حالة اكتئاب نفسي لؤلـ لو بالغ األثر السيئ عمى حالة الطفؿ النفسية والعاطفية خاصة‪.‬‬

‫‪ -‬قمة اىتماـ األـ بالطفؿ عندما يولد ليا طفؿ ثانيا‪ ،‬أو وجود فرؽ في المعاممة بيف الولد والبنت أو بيف‬
‫طفؿ وآخر‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الحـــــــرمان العـــــــاطفي‬ ‫الفصــــــــــــل األول‬

‫‪ -‬إرغاـ الطفؿ عمى اإلتياف بتصرفات أكبر مف سنة أو عمى شيء أكثر مف قدراتو العقمية‪.‬‬

‫‪ -‬انشغاؿ األـ الدائـ بواجبات أخرى خارج البيت و إىماليا ألطفاليا ‪(.‬الجبالي‪،2005،‬ص‪.)12‬‬

‫‪-4‬أسباب الحرمان العاطفي‪:‬‬

‫إف شعور الطفؿ بالحرماف قد ينتج عف عدة أسباب منيا‪:‬‬

‫‪ -1-4‬وفاة أحد األبوين أو كميهما‪ :‬تؤكد كثير مف الدراسات التي أجريت حوؿ تأثير موت األـ أو‬
‫غيابيا المفاجئ عمى رعاية الطفؿ‪ ،‬وذلؾ مف خبلؿ ترؾ بصمات أو ثغرات أو نقص في تكويف شخصيتو‬
‫وعبلقاتو المستقبمية ‪.‬‬

‫‪ -2-4‬عجز أو مرض أحد األبوين أو كميهما‪ :‬يعتبر عجز الوالديف إما بإعاقة أو مرض مف األمور‬
‫التي يكوف ليا أثرىا في حرماف الطفؿ مف الرعاية الطبيعية بشكؿ جزئي أوكمي تبعا لنوع اإلعاقة أو‬
‫العجز أو المرض‪.‬‬

‫‪ -3-4‬الطالق‪ :‬ىو الحدث الذي ينيي العبلقة الزوجية بيف الرجؿ و المرأة‪ ،‬وىو يمثؿ صدمة عاطفية‬
‫لؤلوالد‪ ،‬وحرماف مف مشاعر الحب والحناف‪ ،‬فالكثير مف األطفاؿ الذيف يعانوف مف الجنوح واالضطرابات‬
‫النفسية ىـ في الغالب قد تعرضوا لمحرماف مف الرعاية األسرية السوية‪ ،‬وتفكؾ الكياف العائمي‪ (.‬ميموني‬
‫وأخرون‪ ،2010 ،‬ص‪.)61‬‬

‫‪ -4-4‬ازدحام السكن‪ :‬إف الزدحاـ السكف أثر كبير عمى الجانب الجسمي والنفسي لمطفؿ‪ ،‬مما تؤدي‬
‫إلى اضطراب الشخصية وحرمانو مف ممارسة الوالديف كؿ اىتماميـ ورعايتيـ لو بصفة مستمرة‪ ،‬مما ينتج‬
‫عنو النضج وتأخر االستقبلؿ واالستجابات الصحية المضادة لممجتمع‪.‬‬

‫‪ -5 -4‬النقد الالذع والتفريق بين األبناء‪ :‬إف لجوء الوالديف إلى عاممة قاسية مع الطفؿ أو التمييز‬
‫بيف الولد أو البنت‪ ،‬يؤدي باألبناء إلى عدـ الشعور بالثقة والرعاية واالىتماـ‪ ،‬كما يؤدي إلى حرماف‬
‫عاطفي مما يجعميـ يبحثوف عف طرؽ تعويضية لذلؾ الحب‪ (.‬طرق اشباع الحاجات النفسية لمطفل‪،2004،‬‬
‫ص‪.)72‬‬

‫‪ -6-4‬العالقات الزوجية الغير شرعية‪ :‬والتي تعتبر أساس حرماف الطفؿ مف الرعاية الوالدية‪ ،‬حيث‬
‫يكوف رفض جسمي نحو األطفاؿ غير الشرعييف‪ ،‬وقد يتمثؿ في إلغاء الطفؿ في قارعة الطريؽ‪ ،‬أو قد‬
‫يكوف بالتنازؿ عنو ألحدى المؤسسات االجتماعية فيذا الحرماف يؤدي إلى أضرار بالغة الخطورة في‬
‫تصدع شخصيتو واإلحاطة بأمنو النفسي‪(.‬محمود‪،1981 ،‬ص‪.)272‬‬

‫‪20‬‬
‫الحـــــــرمان العـــــــاطفي‬ ‫الفصــــــــــــل األول‬

‫‪ -7-4‬الفقر‪ :‬حيث وصؼ " ببلنت ‪ "Blant‬أثر الفقر عمى شخصية الطفؿ‪ ،‬ومما منسجما مع‬
‫انفعاالت الطفؿ وسموكو االجتماعي وصبلبة شخصيتو في المستقبؿ‪ ،‬حيث يرى أف العوز المادي‬
‫المستمر مف طرؼ الوالديف يؤدي إلى الشعور بعدـ األمف‪ ،‬وكذلؾ ظيور عبلمات القمؽ والفزع عمى‬
‫األطفاؿ الذيف يروف أف النقص المادي ما ىو إال حرماف‪ (.‬كركوش‪ ،2011 ،‬ص ‪.)37‬‬

‫‪-5‬العوامل التي تساعد عمى ظهور الحرمان العاطفي‪:‬‬

‫إف تعدد األسباب التي تؤدي بالطفؿ إلى الحرماف والشذوذ واإلىماؿ‪ ،‬ال تقتصر عمى البيئة فقط‬
‫بؿ تتعدى إلى طبيعتو ىو كشخص أيضا وبالتالي سوؼ يتـ التطرؽ إلى بعض العوامؿ التي تساىـ في‬
‫نتاج الحرماف وىي‪:‬‬

‫‪-‬العمر الزمني‪ :‬يختمؼ تأثير العمر الزمني عمى التأخر اإلنمائي مف طفؿ آلخر حسب الرعاية المقدمة‬
‫لو‪ ،‬سواء كاف ىذا الطفؿ داخؿ رعاية مؤسساتو أو داخؿ األسرة‪ ،‬حيث أثبتت الدراسات أف الرضع مف ‪6‬‬
‫أشير إلى سنة‪ ،‬والذيف يمتحقوف بالمستشفيات أو أية مؤسسات أخرى تقؿ فييا التنبييات كانوا أقؿ إصدا ار‬
‫لؤلصوات والمناغاة كما كانوا غير متجاوبيف اجتماعيا‪.‬‬

‫‪ -‬نوعية العالقة السابقة بين األم والطفل‪ :‬إف نوعية ىذه العبلقة يجب أف تتوفر عمى أف يكوف الطفؿ‬
‫قد أقاـ عبلقة تعمؽ باألـ قبؿ أف يعاني مف خبرات االنفصاؿ حيث يؤكد شافر(‪ )Chafer‬أف منحة‬
‫االنفصاؿ أي ذلؾ االضطراب االنفعالي الحاد في أعقاب ىذه الخبرة ال تحدث قبؿ بموغ الطفؿ ‪ 6‬أشير‬
‫ألف في ىذه المرحمة تصبح رابطة التعمؽ ثابتة‪.‬‬

‫‪ ‬وعموما يبدوا أف المحنة االنفعالية (‪ :)Enotional Distress‬في أعقاب خبرات االنفصاؿ المؤقتة‬
‫تقؿ إذا كانت عبلقة الطفؿ بأمو قبؿ حدوث ىذه الخبرة عبلقة طيبة‪ ،‬كما يعتقد أيضا أف االضطراب‬
‫يقؿ حده إذا كاف الطفؿ يقوـ عمى رعايتو أكثر مف شخص‪.‬‬
‫‪ ‬كما أشار أيضا "بولبي" أف األطفاؿ التي تربطيـ عبلقات ود وحناف حتى الشير السادس أو التاسع‬
‫مف أعمارىـ وتعرضوا لبلنفصاؿ فجأة دوف وجود بديؿ مناسب أظيروا اكتئاب وحزنا وانفصاال عف‬
‫اآلخريف وبطئا في النشاط‪.‬‬

‫‪ -‬خبرات االنفصال السابقة‪ :‬إف األطفاؿ الذيف سبؽ ليـ وأف مروا بخبرات االنفصاؿ يصبحوف أكثر‬
‫حصانة‪ ،‬بحيث تكوف خبرات االنفصاؿ البلحقة أقؿ صدمة ليـ بشكؿ خاص‪ ،‬إال أنو مف جية أخرى‬
‫ىناؾ مف يؤيد الرأي القائؿ بزيادة الحساسية بالنسبة لمخبرة األولى لبلنفصاؿ‪ ،‬وذلؾ أف األطفاؿ الذيف‬
‫لدييـ خبرة سابقة غير سعيدة كانت استجاباتيـ لخبرات االنفصاؿ البلحقة أكثر سوءا عف تمؾ الخاصة‬

‫‪21‬‬
‫الحـــــــرمان العـــــــاطفي‬ ‫الفصــــــــــــل األول‬

‫بأطفاؿ لـ يسبؽ ليـ أف مروا بخبرة ضاغطة مماثمة‪ ،‬ومف ناحية أخرى فيبدوا أنو حيف يمثؿ االنفصاؿ‬
‫السابؽ خبرة طيبة فإف تكرار االنفصاؿ ال يصاحبو اآلثار السيئة واالستجابات االنفعالية الشديدة المرتبطة‬
‫بخبرات االنفصاؿ السيئة وىذا أكدتو دراسة ستاسي(‪.)stacey‬‬

‫‪ -‬طول مدة االنفصال الحرمان‪ :‬تزداد المحنة النفسية المترتبة عف االنفصاؿ بزيادة مدة استم ارره حتى‬
‫بالنسبة لبلستجابات المؤقتة قصيرة المدى‪ ،‬حيث أكدت دراسة أقيمت عمى عشرة أطفاؿ تـ إيداعيـ بدار‬
‫اإلقامة الداخمية‪ ،‬حيث وجد أف االضطرابات أكثر لدى األطفاؿ أربعة في نياية مدة انفصاليـ عف أمياتيـ‬
‫والتي تراوحت ما بيف سبعة أسابيع إلى ‪ 21‬أسبوعا بمقارنتيـ بالذيف انفصموا عف أمياتيـ لمدة أقؿ مف ‪3‬‬
‫أسابيع‪.‬‬

‫‪ -‬االنفصال والبيئة الغير مألوفة لمطفل‪ :‬تترتب عمى االنفصاؿ أثار لمدى طويؿ فقط حيف تصحب ىذه‬
‫الخبرة بتغيير في البيئة المعتادة‪ ،‬ولدراسة ىذه المشكمة يجب تحديد بعض التساؤالت‪ ،‬ما الذي يحدث حيف‬
‫يكوف الطفؿ في صحبة األـ في بيئة ال يألفيا؟‬

‫‪ ‬حيث يشير "بولبي" أف كيفية استجابة األطفاؿ أثناء عطبلت األسرة توحي بأف صغار األطفاؿ يبدوف‬
‫أقؿ انزعاج ممكف‪،‬حيف يكونوف بصحبة والدييـ عند وجودىـ في بيئة جديدة عمييـ‪ ،‬ىذا رغـ أف قمة‬
‫قميمة قد يبدي انزعاجا شديدا‪.‬‬

‫وعميو نستخمص إلى أف األشخاص الذيف ال يألفيـ الطفؿ في البيئات الغريبة عميو‪ ،‬تمثؿ مثيرات دافعة‬
‫لمخوؼ غير أف وجود األـ معو في مثؿ ىذه المواقؼ مف شانو أف يقمؿ مف اضطراب الصغير أو قد يزيمو‬
‫تماما‪.‬‬

‫‪ -‬وجود أشخاص مع الطفل غير األم‪ :‬إف وجود أشخاص مألوفيف مع الطفؿ يعمؿ عمى خفض‬
‫انفعاالتو‪ ،‬حتى ولو كانت األـ غائبة‪ ،‬وذلؾ نظ ار أف روابط التعمؽ تتكوف مع أشخاص قد ال يكوف ليـ‬
‫دور في شؤوف رعاية الطفؿ المعتادة‪.‬‬

‫‪ -‬طبيعة الظروف أثناء االنفصال والحرمان‪ :‬إف طبيعة الظروؼ أثناء االنفصاؿ أو وضع الطفؿ تحت‬
‫رعاية مؤسسة مف المؤسسات‪ ،‬يمكف أف تحدث تباينا كبي ار في االستجابات االنفعالية لؤلطفاؿ‪ ،‬ومف‬
‫الدراسات اليامة التي قامت بيا أنا فرويد‪ -‬بولنجياـ (‪ )Ana Fread-Burlinghor‬في دارىا " مستيد‬
‫لئليواء" تـ التأكد بشدة عمى ضرورة إتاحة رعاية أمومية بديمة عالية الكفاءة‪ ،‬تتسـ باالستمرار والمحبة‬
‫والتفاعؿ االيجابي‪ ،‬وقد وجدت الدراسات أيضا زيادة في معاممة نمو األطفاؿ بالمؤسسات نتيجة تخصيص‬
‫ساعة زيادة مف االىتماـ والعناية بالطفؿ مف قبؿ القائميف عمى رعايتو ‪(.‬مايكل‪،1991،‬ص‪. )32‬‬

‫‪22‬‬
‫الحـــــــرمان العـــــــاطفي‬ ‫الفصــــــــــــل األول‬

‫‪-6‬النظريات المفسرة لمحرمان العاطفي‪:‬‬

‫‪ –1‬النظريات النفسية‪:‬‬

‫‪ -1-1‬جون بولبي‪ :‬لقد إستميـ أعمالو مف العديد مف العمماء‪ ،‬حيث برىف أف تعمؽ الصغير بصورة‬
‫األـ يشكؿ جزءا أساسيا مف أعماؽ الجنس البشري‪ ،‬حيث في كتابو " التعمؽ والفقداف" يؤكد عمى عبلقة‬
‫األـ وحاجة التعمؽ باألـ بصرؼ النظر عف الرضاعة‪.‬‬

‫‪ -‬حيث يرى "بولبي" أف الحاجات األساسية لممولود الجديد تتحد عمى مستوى الصبلت الجسدية‪ ،‬وبالتالي‬
‫يحدد " دافع التعمؽ " مف خبلؿ ‪ 5‬أنواع مف التصرفات الغريزية خبلؿ السنتيف األوليتيف مف الحياة‪،‬وعمى‬
‫األـ اإلستجابة ليا وىي المص‪ ،‬العناؽ‪ ،‬الصراخ‪ ،‬البسمة‪ ،‬االتجاه نحو الذىاب إلى التمسؾ‬
‫‪(.‬ليونيل‪ ،2001،‬ص‪. )92‬‬

‫‪ -‬كما وجد " بولبي" ‪ 1952‬عبلقة حميمة ودافئة‪ ،‬وعند غياب ىذا الشعور فإف الحرماف األمومي سوؼ‬
‫يولد الكثير مف األمراض النفسية عند الطفؿ التي قد تدفعو إلى االنحراؼ مثؿ‪ :‬ىذه األمراض العدواف‬
‫نحو األـ أو طمبات تعجيزية أو تسطح في االرتباط العاطفي أو االنسحاب أو الببلدة الذىنية‪.‬‬

‫‪ -‬عمما أف مدة الحرماف العاطفي إذا طالت زادت تمؾ األمراض‪ ،‬لذا فإف العبلقة والعاطفة الدافئة بيف األـ‬
‫والطفؿ تعمؿ عمى إنماء الشعور اإلنساني المتصؼ بالشفافية والرقي واإلحساس الخالي مف العقد النسبية‬
‫واالضطرابات السموكية‪( .‬معن‪ ،2008،‬ص‪.)269‬‬

‫‪ -‬كما أكد "بولبي" عمى وجود عبلقة بيف الحرماف مف حناف األـ والسرقة ومدى تكرار التصرفات غير‬
‫المت كيفة في مؤسسات رعاية األطفاؿ المحروميف عاطفيا‪ ،‬وىذا ناتج عف أشكاؿ الحرماف الدائـ أو المحدد‬
‫الذي تعرضوا لو في فترة زمنية مف أعمارىـ‪ (.‬حجازي‪ ،1990 ،‬ص‪)172‬‬

‫‪– 2-1‬أما كارين هورني (‪ :)K.Hormy‬يرى أف الطفؿ في عبلقتو مع والديو يمر بصراعات متعددة‬
‫أصميا دافعيف‪ ،‬أوليـ شعور الطفؿ باالعتماد الكمي لو عمييما باعتبارىما مصدر الحماية والعطؼ‪،‬‬
‫واألماف وثانييما رغبة الطفؿ في التمرد عمييما والتحرر منيما‪ ،‬نتيجة ما يصيبو منيما مف مقاومات و‬
‫إحباطات‪ ،‬ومع ذلؾ فإف الطفؿ يخاؼ حؿ ىذا الصراع بالعدواف لخوفو مف فقداف حبيما وعطفيما‪ ،‬فيكتب‬
‫ىذا العدواف ويستشعر بذلؾ القمؽ أي قمؽ االنفصاؿ عنيما‪ ،‬مما يجعؿ منو شخصية مسالمة ميالة‬
‫لبلنصياع طواؿ حياتو اتجاه موضوع االرتباط‪ ،‬ودائما خائفا مف الحرماف مف العطؼ والحب(مجمة الدراسات‬
‫والبحوث االجتماعية‪ -2015-‬العدد‪-13‬ص‪.)78‬‬

‫‪23‬‬
‫الحـــــــرمان العـــــــاطفي‬ ‫الفصــــــــــــل األول‬

‫‪-3-1‬أما ميكر "‪ "Meeker‬فقد فحص نظرية التعمؽ العاطفي‪ ،‬وما إذا كانت ال تساعد عمى تشخيص‬
‫بعض األعراض التفاعمية المدرجة في الدليؿ بالعبلقات مع القائميف عمى تربية الشخصية‪ ،‬وطبؽ مقاييس‬
‫خاصة بالعبلقة مع القائميف عمى تربية الطفؿ‪ ،‬وقائمة األعراض المرضية اإلكمينيكية‪ ،‬وأظيرت النتائج أف‬
‫مشكبلت التعمؽ العاطفي والخوؼ مف االنفصاؿ‪ ،‬وسمة الغضب والمشكبلت التفاعمية ىي مف المؤثرات‬
‫الواضحة عمى تطور اضطرابات الشخصية‪ ،‬باإلضافة إلى ما يسببو الحرماف العاطفي مف مشاكؿ‬
‫مستقبمية عمى الطفؿ الغير شرعي‪ ،‬مف خبلؿ ما يتعرض لو مف إساءة جسدية ولفظية واىماؿ ومظاىر‬
‫الظمـ والقير‪...‬الخ‪ ( .‬طحان‪،1998 ،‬ص‪.)158‬‬

‫‪ -4-1‬نظرية القبول والرفض الوالدي لـ رونر(‪:)Rohner‬‬

‫يرى " رونر"أف نظرية القبوؿ والرفض الوالدي ىي نظرية في النشأة االجتماعية‪ ،‬تحاوؿ تفسير وتقديـ‬
‫تصور لمعبلقات والعوامؿ المتداخمة التي تتصؿ بالقبوؿ أو الرفض الوالدي في شتى أنحاء العالـ‪ ،‬فيي‬
‫تدور حوؿ ذلؾ الحب الذي يمنحو الوالديف ألطفاليـ‪ ،‬أو قد يمسكونو عنيـ وبالتالي الدؼء الوالدي يمكف‬
‫تصور طرفو اإليجاب ي القبوؿ وطرفو السمبي الرفض‪ ،‬حيث يؤكد "رونر" أف القبوؿ الوالدي يتمثؿ في‬
‫الدؼء والمحبة والحب الذي يمكف لآلباء أف يمنحونو ألطفاليـ‪ ،‬وقد يعبر عنو إما بالقوؿ أو بالفعؿ في‬
‫أشكاؿ سموكات مثؿ‪ :‬الثناء عمى الطفؿ وحسف الحديث معو‪ ،‬والفخر‪ ،‬والتواجد معو عند الحاجة‪ ،‬كميا‬
‫أشكاؿ تجعؿ الطفؿ أنو مرغوب ومحبوب فيو مف والديو‪ ،‬مما ينعكس عمى شخصيتو في إطار سويا بعيدا‬
‫عف االنحرافات‪.‬‬

‫‪ ‬أما الرفض الوالدي فيراه "رونر" بأنو غياب الدؼء والمحبة مف قبؿ الوالديف‪ ،‬حيث تتخذ حسب "رونر"‬
‫‪ 3‬أشكاؿ منيا‪:‬‬
‫‪ -‬العداء ‪/‬العدواف ‪.Hostility/Aggression‬‬
‫‪ -‬البلمباالة‪ /‬اإلىماؿ ‪.Indifference/ Neglect‬‬
‫‪ -‬الرفض غير المحدد ‪.Undifferentiated Regection‬‬

‫وبالتالي فالرفض الوالدي يقوـ عمى الكراىية‪ ،‬وعدـ الرغبة في الطفؿ‪ ،‬األمر الذي يعوقو عف التكيؼ‬
‫ويعرقؿ نموه‪ ،‬حيث ىذا الرفض يكوف ظاى ار يبدو في صور متعددة كإىماؿ الطفؿ واالفتراؽ عنو لفترة‬
‫طويمة‪ ،‬وعدـ االكتراث بو أو القسوة في معاممتو‪ ،‬ومف ناحية أخرى قد يكوف مقنعا يختفي تحت‬
‫أساليب غير صريحة ترمي إلى إىمالو والسخرية منو‪(.‬فايد‪،‬د‪.‬ت‪،‬ص‪)72‬‬

‫‪ ‬كما أشار أيضا كورسيني (‪ )Corsini‬إلى أف الرفض الوالدي ىو إنكار ثابت لبلستحساف والعاطفة‬
‫لمطفؿ واإلىتماـ مف أحد الوالديف أو كبلىما‪ ،‬وفي بعض األحياف يختفي تحت غطاء مف التدليؿ‬

‫‪24‬‬
‫الحـــــــرمان العـــــــاطفي‬ ‫الفصــــــــــــل األول‬

‫والحماية الزائدة‪ ،‬وتتمخص عواقبو في إنخفاض تقدير الذات والثقة بالنفس وضعؼ صورة الذات‪ ،‬وعدـ‬
‫‪)Corsini ,1991 ,p 881 (.‬‬ ‫القدرة عمى تشكيؿ التعمؽ باآلخريف ونشأة االختبلؿ اإلنفعالي والنفس‬

‫‪ -2‬نظريات التعمم االجتماعي (السموكية)‪:‬‬

‫إف أنصار المدرسة السموكية فسروا التعمؽ باستخداـ مفيوـ خفض الدافع الذي إقترحو"ىؿ" (‪ )Hel‬فاألـ‬
‫تقوـ بإشباع جوع الطفؿ (دافع أولي)‪ ،‬بعد ذلؾ يصبح وجود األـ (دافعا ثانويا)‪ ،‬متعمما ألف وجود األـ‬
‫يقترف بشعور الطفؿ بالراحة والشبع‪ ،‬ونتيجة لذلؾ يتعمـ الطفؿ تفضيؿ كؿ أشكاؿ المثيرات التي تترافؽ مع‬
‫اإلطعاـ‪ ،‬ومف ضمنيا العناؽ المطيؼ لؤلـ واالبتسامات الدافئة والكممات الرقيقة‪.‬‬

‫‪-‬أما سكينر (‪ )Skinar‬فيرى أف سموؾ التعمؽ مف وجية نظره يزداد ويثبت مف خبلؿ ما يتبع ىذا السموؾ‬
‫مف معززات متنوعة‪ ،‬كاإلطعاـ أو الحصوؿ عمى ألعاب‪ ،‬فإذا تـ تعزيز مجموعة كبيرة مف سموكيات‬
‫الطفؿ‪ ،‬فإف ذلؾ سيؤدي إلى تشكؿ رابطة تعمؽ قوية‪ ،‬أما عند استخداـ العقاب أو التوبيخ أو سحب بعض‬
‫االمتيازات فإف النتيجة تؤدي إلى خفض سموؾ التعمؽ‪( .‬مدوري‪،2015 ،‬ص‪. )72‬‬

‫‪-7‬مراحل الحرمان العاطفي‪:‬‬

‫إف الدراسات المتعمقة بسموؾ الطفؿ بعد فصمو عف األـ ألسباب مختمفة‪ ،‬بالرغـ مف تنوع شروط ىذه‬
‫الدراسة‪ ،‬فقد صنؼ "بولبي" سموؾ الطفؿ بعد انفصالو عف أمو إلى ثبلثة مراحؿ وىي‪:‬‬

‫‪ -1‬مرحمة االحتجاج‪ :‬حيث تبدأ بعد االنفصاؿ مباشرة أو تتأخر عنو بعض الوقت‪ ،‬ويمكف أف تدوـ مف‬
‫عدة ساعات إلى أسبوع أو أكثر‪ ،‬حيث يظير خبلليا الطفؿ ضيقو الشديد لفقدانو أمو‪ ،‬ويبحث بكؿ‬
‫الوسائؿ الستعادتيا مستخدما كؿ طاقاتو مف بكاء‪ ،‬صراخ‪ ،‬ورمي نفسو في اتجاه – يرفض كؿ مف يقترب‬
‫منو ‪.‬‬

‫‪ -2‬مرحمة فقدان األمل‪ :‬وىي تمي مباشرة مرحمة االحتجاج‪ ،‬حيث أف الطفؿ يظير القمؽ لغياب األـ‪،‬‬
‫ويفقد األمؿ تدريجيا في إيجادىا‪ ،‬وبالتالي يتميز سموكو بانخفاض الحركات النشطة وىو يبكي بشكؿ‬
‫متقطع‪،‬وتغمب عميو االنطوائية‪ ،‬وقمة النشاط وتندر متطمباتو ويبدي كأنو في حالة حداد عميقة‪ ،‬كما قد‬
‫تتميز ىذه المرحمة باليدوء‪.‬‬

‫‪ -3‬مرحمة تالشي التعمق‪ :‬حيث يمكف مبلحظة اىتماـ الطفؿ بما حولو‪ ،‬فيو ال يرفض الممرضات‬
‫ويتقبؿ الطعاـ والعبلج‪ ،‬كما يميؿ إلى التبادؿ االجتماعي والى االبتساـ وتقبؿ األلعاب‪ ،‬وما ىو مثير ىو‬
‫عند عودة األـ لزيارتو تظير غياب سموؾ التعمؽ لديو‪ ،‬فالطفؿ ال يكترث بمشاىدة األـ ويبقى بعيدا وكأنو‬

‫‪25‬‬
‫الحـــــــرمان العـــــــاطفي‬ ‫الفصــــــــــــل األول‬

‫ال يعرفيا مف قبؿ وأف عودتيا ال تعنيو‪ ،‬كما أنو يصبح متمرك از حوؿ ذاتو وال يظير أفعالو أو عاطفتو عند‬
‫تغير المشرقيف عميو‪ (.‬قنطار‪،1992،‬ص‪.)173‬‬

‫‪ ‬إف ىذه المراحؿ يمكف أف نخمص أنيا تتداخؿ ويمكف لمطفؿ أف يبقى مدة طويمة في حالة انتقالية مف‬
‫مرحمة إلى أخرى‪.‬‬

‫‪-8‬حاالت الحرمان العاطفي‪:‬‬

‫نتيجة لتضافر جيود الباحثيف والعمماء‪ ،‬إرتؤا إلى أف الحرماف مف األـ لو صبغة خاصة في تأثيره‬
‫عمى الطفؿ‪ ،‬ونموه الجسمي والعقمي والنفسي‪ ،‬حيث حددت العديد مف الدراسات ‪ 3‬حاالت يمكف أف ينتج‬
‫عنيا الحرماف مف األمومة وىي‪:‬‬

‫‪ -1‬التفريق‪:‬أي فصؿ الطفؿ عف أمو أو بديمتيا لمدة طويمة‪ ،‬دوف توفير وجو أمومي ثابت‪ ،‬ومطمئف لو‬
‫خاصة في حالة االستغناء عف األـ أو الطفؿ أو الطبلؽ أو الوفاة‪ ،‬بإمكاف ىذا التفريؽ أف يؤدي إلى‬
‫اضطراب الطفؿ‪ ،‬إال أف آثاره تزوؿ بعودة األـ‪.‬‬

‫‪ -‬كما أف التفريؽ ال يؤدي بالضرورة إلى الحرماف‪ ،‬خاصة إذا كانت العبلقة باألـ سيئة أو إذا وجد الطفؿ‬
‫بديبل مكافئا ومطمئنا‪.‬‬

‫‪ -2‬الوضع بالمؤسسات‪ :‬أي وضع الطفؿ بمؤسسات كالحضانة أو مؤسسات الرعاية االجتماعية ألسباب‬
‫مختمفة‪.‬‬

‫‪ -‬تحدث حاالت الحرماف الخطيرة بالمؤسسات‪ ،‬وتؤدي إلى التأثير عمى صحة الطفؿ النفسية والجسمية‪،‬‬
‫خاصة إذا وضع الطفؿ بالمؤسسة‪ ،‬وتـ التخمي عنو بعد ‪ 6‬أشير أي بعدما كوف عبلقة تغمؽ مع أمو أو‬
‫بديميا يجعؿ الطفؿ في حالة حداد حاد‪،‬كما أنو يمكف أف يصؿ ببعض األطفاؿ إلى الموت ألنيـ لـ يجدوا‬
‫قوة لمتابعة الحياة‪.‬‬

‫‪ -‬أما وضع الطفؿ بعد ميبلده‪ ،‬فبل يعتبر تفريقا بؿ انعداما لمموضوع الثابت الذي يتعمؽ بو‪ ،‬ويوظؼ معو‬
‫طاقاتو‪ ،‬كما أف المؤسسات تشرؼ عمى عدة نقائض منيا العناية والتربية والتحفيز بكؿ أنواعو حركيا‪،‬‬
‫جسميا‪ ،‬وعقميا واجتماعيا ونفسيا‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الحـــــــرمان العـــــــاطفي‬ ‫الفصــــــــــــل األول‬

‫‪ -3‬حرمان أمومي في حضور األم‪:‬‬

‫يحدث نتيجة الحياة مع األـ أو بديميا ذات اتجاه غير ودي نحو الطفؿ‪.‬‬

‫‪-‬حيث تشير "أنيسوورث" إلى خمؿ يصيب العبلقة مع األـ‪ ،‬فقد ال تبالي بطفميا أو تقسو عميو أو تفرط‬
‫في حمايتو‪ ،‬حيث سماه" ىارلو" " بالحرماف الكامف" وىو نوع خطير ألنو مخفي ومنتشر في كنؼ الوالديف‪.‬‬

‫‪ -‬ينتج عمى ىذا النوع مف الحرماف األمومي القمؽ واإللحاح في طمب الحب والعطؼ والحناف األمومي‬
‫مف طرؼ الطفؿ‪ ،‬وما يمبث أف يغشى سموكو الحقد واالكتئاب‪ ،‬وقد تنتيي بو إلى الجنوح‪ ،‬كما يمكف أف‬
‫ينجح في التعامؿ مع ذلؾ الحرماف إما بكبتو أو التنفيس عنو بطريقة غير ممتوية ال تعرضو لئلصابات‬
‫النفسية والعصبية( خياط‪ ،20014 ،‬ص‪.)14‬‬

‫‪ -9‬االضطرابات الناتجة عن الحرمان العاطفي‪:‬‬

‫إف تعرض الطفؿ إلى قمة االىتماـ والرعاية والحب والعطؼ الكافي مف طرؼ األـ أو بديمتيا‬
‫يؤدي إلى اضطرابات سموكية واضحة إبتداء مف الشيور األولى مف عمره أو بعد فترة زمنية أي أثناء نمو‬
‫شخصيتو وتشكميا سواء في مرحمة المراىقة أو الرشد‪ ،‬ومف بيف ىذه اإلضطرابات سنذكر البعض منيا‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلضطرابات حسب سبيتز‪ :‬لقد وجد سيتز « ‪ « Sptiz‬مجموعة مف اإلضطرابات التي تصيب‬
‫الطفؿ خبلؿ المرحمة العمرية (‪ 6-0‬أشير) نتيجة الحرماف ومف بينيا‪:‬‬

‫‪ :1-1‬الخور اإل تكالي‪ :Depression Analitique:‬يظير اإلضطراب إبتداءا مف الشير األوؿ إلى‬
‫الشير الرابع‪ ،‬ويمر بعدة مراحؿ‪ ،‬حيث تزداد خطورتو حسب مدة التفريؽ‪:‬‬

‫‪ ‬في الشهر األول‪ :‬يبكي الطفؿ بكاءا يتطمب يمتصؽ بالمبلحظ كأف الطفؿ يحتج عمى ىذا التفريؽ‪.‬‬
‫‪ ‬في الشهر الثاني‪ :‬يقؿ البكاء‪ ،‬صياح‪ ،‬ينقص الوزف‪ ،‬ويتوقؼ النمو‪.‬‬
‫‪ ‬في الشهر الثالث‪:‬رفض العبلقة‪ ،‬انطواء‪ ،‬يختفي االحتجاج‪ ،‬يعاني الطفؿ مف األرؽ‪ ،‬تأخر حركي‪،‬‬
‫تجمد تعابير الوجو كأنو ال يبالي بشيء‪.‬‬
‫‪ ‬بعد الشهر الثالث‪ :‬يثبت الجمود‪ ،‬يختفي البكاء‪ ،‬يزداد تأخر النمو ويتحوؿ إلى مغص‪.‬‬
‫‪ -‬إال أنو كمما ازدادت مدة التفريؽ كمما زاد االضطراب وفقداف األمؿ والمرضية‪.‬‬

‫‪ :2-1‬داء المصحات‪ :Hospitalisme‬عندما تتجاوز مدة التفريؽ أربعة شيور وال يجد الطفؿ بديبل‬
‫أموميا وبعد تجاوز مراحؿ الخور اإلتكالي‪ ،‬يسقط الطفؿ في حالة خطيرة سماىا سبيتز بداء المصحات‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الحـــــــرمان العـــــــاطفي‬ ‫الفصــــــــــــل األول‬

‫‪ -‬حيث يقسرىا أف كمما زادت مدة االستشفاء بدوف بديؿ أمومي‪ ،‬كمما زادت االضطرابات‪ ،‬حيث نتبع‬
‫سبيتر ‪ 91‬طفبل في دراسة طولية لمدة ‪ 4‬سنوات‪ ،‬والتي تـ تقديـ نتائجيا في مؤتمر الطب النفسي‬
‫بمشبونة سنة ‪1958‬ـ‪ ،‬أثبتت خطورة داء المصحات وىذه بعض نتائجيا‪:‬‬
‫‪ 37 -‬توفوا السنة الثانية‪.‬‬
‫‪ 20 -‬ال يمبسوف لوحدىـ‪.‬‬
‫‪ 06 -‬ليس ليـ أي تحكـ في التبوؿ والتبرز‪.‬‬
‫‪ 06 -‬ال ينطقوف وال كممة ‪.‬‬
‫‪ 05 -‬ليـ كممتيف‬
‫‪ -‬وواحد فقط يكوف جمؿ (خياط‪،2014،‬ص‪.)15‬‬

‫‪ -2‬الجنوح‪:‬‬

‫لـ يعد ىناؾ شؾ حوؿ العبلقة بيف االنحراؼ والحرماف حيث ثبتت مف الدراسات العديدة وأىميا‪:‬‬

‫‪ ‬دراسة" بولبي" التي قاـ بيا عمى سارقيف والحظ أنيـ عانوا مف تفريؽ في طفولتيـ‪ ،‬والذي ارتأى أف‬
‫معظـ الجانحيف والمتشردوف يعانوف أحد أشكاؿ الحرماف الدائـ أو المحدد بفترة زمنية مف تاريخيـ‪.‬‬
‫‪ ‬وحسب بعض الدراسات أف وقوع الجنوح مرتفع ‪ 4‬إلى ‪ 5‬مرات عند المحروميف منيا‪ :‬تشرد‪ ،‬بغاء عند‬
‫اإلناث‪ ،‬سرقة لمتعويض‪.‬‬
‫‪ ‬أيضا دراسة " بيرس وأوبرس" المذاف تتبعا ‪ 31‬مراىقا سبؽ وأف دخموا مؤسسات الرعاية بيف األسبوع‬
‫الثالث والسنة الثالثة مف عمرىـ‪ ،‬ودرسا نتائج الحرماف عند المراىقيف بيف ‪ 16‬و‪ 18‬سنة فوجدوا أف‪:‬‬
‫‪ 04 -‬فصاميف‪.‬‬
‫‪ 12 -‬عندىـ إضطرابات طبع حادة‪.‬‬
‫‪ 04 -‬تخمؼ عقمي‪.‬‬
‫‪ 02 -‬عصابييف‪.‬‬
‫‪ 07 -‬فقط ليـ تكيؼ سوي أو مرضي مقبوؿ‪ (.‬ميموني‪ ،2005 ،‬ص‪.)169‬‬

‫كما يمكف أف تظير إضظرابات أخرى تتمثؿ في تكويف ميوؿ مضادة لممجتمع‪ ،‬وعدـ القدرة عمى‬
‫تكويف عبلقات اجتماعية سميمة مع اآلخريف تأخر في النمو العقمي واستمرار ذلؾ حتى بعد المراىقة‪،‬‬
‫تأخر في النمو الجسمي والحركي‪،‬اتصافيـ بسموكات عدوانية ضد اآلخريف كالضرب وتدمير‬
‫الممتمكات والغضب والسرقة والكذب‪ ،‬الميؿ لئلشكالية واالعتماد عمى الكبارو عدـ القدرة عمى التكيؼ‬
‫االجتماعي واالنفعالي‪ ،‬والميؿ لبلنعزاؿ والبرود االنفعالي واستمرار ذلؾ بعد المراىقة (عزيز وآخرون‪،‬‬
‫‪،1999‬ص‪.)74‬‬

‫‪28‬‬
‫الحـــــــرمان العـــــــاطفي‬ ‫الفصــــــــــــل األول‬

‫‪ -10‬آثار الحرمان العاطفي عمى الحدث‪:‬‬

‫إف حرماف األطفاؿ مف الرعاية الوالدية‪ ،‬تؤثر تأثي ار كبي ار عمى شخصيتيـ طباعيـ ونموىـ‬
‫االنفعالي‪ ،‬وعادة ما يؤدي ىذا الحرماف إلى مجموعة مف المشاكؿ واالضطرابات التي تظير تأثيرىا عقب‬
‫الحرماف مباشرة أو في مراحؿ متقدمة مف العمر فيما بعد‪.‬‬

‫كما أف لمحرماف آثار تقتصر عمى أربعة متغيرات والتي سوؼ يتـ التذكير بيا كما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬سن الحدث (العمر)‪ :‬تكوف آثار الحرماف أكبر كمما صغر سف الطفؿ‪ ،‬وىذا يعتبر اقتراحا أكيد‪،‬‬
‫فالحرماف الذي يحدث مف خبلؿ السنوات األولى مف عمر الطفؿ والذي يعتمد عمى عبلقتو بوالديو لرعايتو‬
‫وحماستو لو أثر كبير عمى النمو والتوازف النفسي مف الحرماف الذي يحصؿ بعد وصوؿ الطفؿ إلى‬
‫االستقبلؿ النفسي‪( .‬حجازي‪ ،2004،‬ص‪.)176‬‬

‫‪-‬حيث أكدت الدراسات أف الطفؿ الذي يحرـ مف األـ في السنة األولى مف عمره خاصة في بدايتيا‪ ،‬يفقد‬
‫شييتو لمطعاـ ويقؿ نومو ويميؿ لمخموؿ‪ ،‬وعدـ الزيادة في الوزف‪ ،‬كما انو ال يستجيب لممداعبة واالبتساـ‪،‬‬
‫أما إف ابتعد عنيا في السف الثانية والثالثة فإنو يحس بالقمؽ والحزف ويكؼ عف الكبلـ ويكثر مف البكاء‪(.‬‬
‫عزيز وآخرون‪ ،1999 ،‬ص‪.)74‬‬

‫‪ -2‬جنس الطفل‪ :‬لقد أكدت الدراسات أف جنس الطفؿ يمعب دور كبير في التأثير بالعوامؿ المحيطة بو‪،‬‬
‫حيث أف الذكور أكثر قابمية لممعاناة مف اآلثار الضارة لخبرات االنفصاؿ‪ ،‬وىذا ما يتفؽ مع النتائج التي‬
‫وجدت أف الذكور أكثر حساسية لمضغوط النفسية‪ ،‬كما أنيـ أكثر قابمية لئلصابة في مواجية الضغوط‬
‫البيولوجية‪(.‬مايكل‪،1997 ،‬ص‪.)32‬‬

‫‪ -3‬ظروف الحرمان‪ :‬إف الظروؼ الذي يقع فييا الطفؿ وتجعمو يتفوؽ في دائرة الحرماف ليا أثر كبير‪،‬‬
‫فقداف أحد الوالديف بشكؿ طبيعي مثؿ‪ :‬وفاة بعد مرض مزمف أقؿ وطأة عمى الطفؿ مف الموت المفاجئ‪،‬‬
‫وذلؾ أف الحالة األولى أف الجو األسري يكوف مييئا نفسيا‪ ،‬وبالتالي أقؿ اضطرابا‪ ،‬فكمما كاف الجو أكثر‬
‫تييؤا وتوقعا ينعكس ذلؾ عمى الطفؿ‪ ،‬كخسارة أقؿ فداحة وخط ار ألنو يتخذ مف األشخاص مرجعا لو‪.‬‬

‫‪-‬أما إذا فجع ىؤالء بالوفاة‪ ،‬فإف الطفؿ يتعرض إلى درجة شديدة مف فقداف الشعور باألماف‪ ،‬وقمؽ‬
‫االنفصاؿ مما يؤثر عمى توازنو النفسي‪ ،‬كما يمكف أف يتعامؿ مع ىذه الخسارة إذا قدمت لو تفسيرات‬
‫ومبررات مطمئنة مف نوع التفسيرات وخمود الروح‪...‬الخ‬

‫‪ -4‬نوعية العالقة السابقة‪ :‬إذ تمعب دو ار كبي ار في تحديد آثار الحرماف‪ ،‬حيث نوعية العبلقة الطفؿ‬
‫بوالديو أو الشخص الذي فقده تتفاوت‪ ،‬ما بيف درجات التعمؽ واألمف‪ ،‬وما بيف النبذ والقسوة واإلىماؿ‪،‬‬

‫‪29‬‬
‫الحـــــــرمان العـــــــاطفي‬ ‫الفصــــــــــــل األول‬

‫حيث كمما كانت ىذه العبلقة أكثر متانة وأمانا كانت االستجابات لمفقداف أكثر شدة وعنفا‪،‬ػ أما التي‬
‫تتصؼ باالىانة والنبذ ال يستجيب بنفس الشدة كما أنو قد يبد وأحيانا في حاالت عدـ البلمباالة ‪.‬‬

‫كما قد تؤدي عبلقة النبذ إلى تبلكـ مشاعر الغيظ والحقد عند الطفؿ‪ ،‬فإذا فقد الطفؿ ىذه العبلقة يحتمؿ‬
‫أف يعيش حالة حرماف عمى أنيا تجسيد لنواياه العدوانية ويعتبر ذاتو مسؤوال عف الوفاة ‪.‬‬

‫كما أف التعمؽ الرضوخي لو خطورة‪ ،‬التي يمكف أف يعيشيا الطفؿ اتجاه نبذه و إىمالو‪ ،‬فقد ثبتت دراسات‬
‫عمى صغار اإلنساف أف سموؾ النبذ مف قبؿ األـ قد يؤدي إلى التعمؽ الرضوخي بيا‪ ،‬في حالة مف فقداف‬
‫الطفؿ سيطرتو عمى الوضعية وما يصاحبيا مف مشاعر العجز‪ ،‬وضعؼ الكياف الذاتي‪ ،‬قد تفسر الوفاة‬
‫في ىذه الحالة إذا كاف الطفؿ صغير السف عمى أنيا عقاب أو ىج ار لو ألنو ال يستحؽ الحب‪.‬‬

‫‪ -5‬نوعية الرعاية البديمة‪ :‬إذ أنيا تشكؿ دور كبير في تحديد آثار الحرماف العاطفي الجزئي فيي قد‬
‫تحقؽ مف تأثير المتغيرات السابقة‪ ،‬أو حتى تعوض عنيا إذا كانت مف النوع المتيف عاطفيا وعمى العكس‬
‫إذا كانت الرعاية سيئة وميممة ستتفاقـ تأثير المتغيرات السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬فإذا توفر لمطفؿ أـ وأب تعيد بالرعاية الكافية وعوض لو عف صدمة الحرماف فإف األضرار تظؿ جد‬
‫محدودة‪ ،‬وكذلؾ إذ وجد بيف أىؿ أو أفراد مقربيف وقدموا لو الحب الكافي مف خبلؿ عبلقات بديمة مطمئنة‬
‫وراعية‪ ،‬وتقر آثار الحرماف إذا تمت ىذه الرعاية البديمة مع استمرار عيش الطفؿ في نفس مجالو الحيوي‬
‫الطبيعي المألوؼ وعمى العكس إذا تـ رعاية الطفؿ في أماكف رعاية األيتاـ أو التشرد مف مكاف إلى آخر‬
‫فإف آثار الحرماف ستكوف سمبية وبالتالي ينعكس عمى الطفؿ بظيور عميو اضطرابات نفسية وسموكية‬
‫كالشعور بالقمؽ والضياع وما يصاحبو مف ىواجس الخطر وفقداف الحماية‪ (.‬حجازي‪،2004،‬ص‪.)176‬‬
‫إال أف الحرماف العاطفي ال يقتصر عمى ىذه المتغيرات فقط خاصة إذا اقترنا بمفيوـ االنحراؼ أو الجنوح‬
‫فقد تتجمى عمى ذلؾ عدة آثار منيا‪:‬‬
‫أف الحرماف الكمي أو الػأساسي لو آثار سيئة وخطيرة ودائمة عمى نمو الطفؿ جسميا وعقميا‬ ‫‪-‬‬
‫واجتماعيا مما يجعمو في دائرة االنحراؼ‪.‬‬
‫أنو يتصؼ ىؤالء األطفاؿ إجماال بالتخمؼ في نموىـ العاـ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ظيور اضطرابات سموكية التي تبدو خبلؿ مرحمة الطفولة كالكذب‪-‬السرقة‪ -‬أي سرقة تعويضية ‪-‬‬
‫عدوانية‪...‬إلخ‬

‫‪ -‬أف مشكمة السموؾ الجانح ال تطرح بشكؿ جدي إال خبلؿ مرحمة المراىقة وذلؾ مف خبلؿ اكتماؿ‬
‫نموىـ الجسدي قد تقدـ واكتسبوا القوة التي تمكنيـ مف القياـ باألفعاؿ الجانحة‪.‬‬
‫‪ -‬كما أف األحداث يمجئوف إلى االنحرافات ذات الصيغة االنقيادية حيث يصبحوف أدوات منفذة لرؤساء‬

‫‪30‬‬
‫الحـــــــرمان العـــــــاطفي‬ ‫الفصــــــــــــل األول‬

‫العصابات والجانحيف المنحرفيف وقد يحدث ذلؾ خاصة خبلؿ فترات ىروبيـ مف المؤسسة‪.‬‬
‫(حجازي‪،1990،‬ص‪.)174‬‬

‫خالصـــــــــــة‪:‬‬

‫مف خبلؿ ما تـ التطرؽ إليو في ىذا الفصؿ يتضح لنا أنو مف أىـ الواجبات التي تقوـ بيا األسرة‬
‫ىي إشباع الحاجات العاطفية‪ ،‬لمطفؿ مف خبلؿ الشعور باألماف واالستقرار النفسي‪ ،‬فاألطفاؿ يتأثروف‬
‫بالتغيرات و الصراعات األسرية مما تنعكس عمى الجانب السموكي ونفسي ليـ ’ كما قد يظير الحرماف‬
‫ألسباب مختمفة كوفاة الوالديف أو طبلقيما أو عوامؿ اإلىماؿ والرفض‪...‬‬

‫وتعتبر النظريات التي فسرت الحرماف العاطفي متكاممة الجوانب‪ ،‬ولمحرماف العاطفي أثار خطيرة تختمؼ‬
‫باختبلؼ سف الطفؿ وقت حدوث الحرماف ومدة التفريؽ ونوعية العبلقة التي كانت تربط الطفؿ بوالديو‬
‫فيذه العوامؿ تختمؼ مف طفؿ إلى آخر‪ ,‬فقد ينتج الحرماف العاطفي اضطرابات مختمفة كالخور االتكالي‬
‫وداء المصحات كما حدده * سبيتز* و الجنوح الذي يعتبر ىذا األخير مف أبرز االضطرابات التي تؤدي‬
‫إلى ظيور شخصية جانحة تحت تأثير الحرماف العاطفي‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫تهػػػػػػػهيد‪:‬‬

‫لقد تعددت ا‪ٚ‬ضطرابات الىفسٓة وا‪ٚ‬ىحرافات السموكٓة بكؿ أشكالٍا و هظاٌرٌا و لعمِ هف أٌـ ٌذي‬
‫ا‪ٚ‬ضطرابات السموكٓة التْ تعاىْ هىٍا اٖحداث ظاٌر الجىوح أو ا‪ٚ‬ىحراؼ الذي أصبح عائقا أهاـ الىهو‬
‫الىفسْ و الصحْ الهتوازف لمحدث ‪ ،‬وخصوصا أىً ٓهر بهرحمة حساسة هرحمة الطفولة التْ تشكؿ‬
‫الحجر اٖساس لمهراحؿ ال‪ٛ‬حقة هف حٓاة ا٘ىساف و هف أجؿ ا٘لهاـ بالهوضوع و توضٓحً أكثر سىحاوؿ‬
‫فْ ٌذا الفصؿ دراسة جىوح اٖحداث بدآة هف فعرٓؼ الحدث والجىوح هف الىاحٓة القاىوىٓة‪،‬‬
‫ا‪ٚ‬جتهاعٓة‪،‬الىفسٓة‪ ،‬ا٘س‪ٛ‬هٓة إلِ تصىٓؼ جىوح اٖحداث ‪ ،‬العواهؿ الهؤثرة فًٓ ‪....‬الخ‬

‫‪ -1‬تعريؼ جىوح األحداث ‪:‬‬

‫إذا تـ التطرؽ إلِ جىوح اٖحداث فإىً أولِ فْ التحدث عف هفٍوـ الحدث وذلؾ استىادا عمِ‬
‫الهعىِ الذي قدـ إلًٓ وعف اىحرافً وٌو اٖهر الذي سوؼ ٓتـ توضٓحً فْ ٌذا الهفآٌـ هع إظٍار‬
‫الفروؽ الجوٌرٓة بٓف بعض الهفآٌـ الهتشابٍة خاصة الجىوح وا‪ٚ‬ىحراؼ‪.‬‬

‫‪ :1-1‬الحدث‪:‬‬

‫لغة ‪:‬فْ قاهوس المغة العربٓة ٓعىْ الفتِ حدث السف‪ ،‬ورجؿ حدث أي شاب‪ (.‬إبف هىظور‪،1991 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫ص‪.) 56‬‬
‫‪ ‬في عمـ القاىوف ‪ :‬عرؼ بأىً حسب القاىوف الجىائْ بأف الحدث ٌو كؿ شخص لـ ٓتجاوز الثاهىة‬
‫عشر‪ ،‬و‪ٓ ٚ‬كوف أقؿ هف ‪ 7‬سىوات"‪.‬‬
‫‪ٓ -‬عتبر التشرٓع الجزائري أف الحدث ٌو الشخص الذي لـ ٓبمغ سف الرشد الجزائْ الهحدد بثهاىٓة عشر‬
‫سىة كاهمة‪ ،‬وذلؾ ٓوـ ارتكابً لمجرٓهة ولٓس ٓوـ الهحاكهة ( الهادة ‪-433-442‬ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ح)‪.‬‬
‫‪ ‬في عمـ االجتهاع‪ :‬الحدث أو الطفؿ فْ عمـ ا‪ٚ‬جتهاع بوجً عاـ ٌو الصغٓر هىذ و‪ٚ‬دتً‪ ،‬وحتِ ٓتـ‬
‫لً الىضج ا‪ٚ‬جتهاعْ‪ ،‬وتتكاهؿ لدًٓ عىاصر الرشد‪.‬‬
‫‪ ‬في عمـ الىفس‪ :‬لمحداثة فْ عمـ الىفس هفٍوـ أوسع هىً لدى غٓرٌـ‪ ،‬إذ ٓشهؿ هفٍوـ الحدث أو‬
‫الطفؿ كؿ شخص لٓس فقط هىذ هٓ‪ٛ‬دي‪ ،‬بؿ وٌو هازاؿ جىٓىا‪ ،‬أي هىذ تكوٓف الجىٓف فْ رحـ اٖـ‪،‬‬
‫وتىتٍْ ٌذي الهرحمة بالبموغ الجىسْ الذي تختمؼ هظاٌري فْ الذكر عىً فْ اٖىثِ‪.‬‬

‫وهعىِ ذلؾ أف تحدٓد الحدث فْ عمـ الىفس ٓختمؼ هف حالة ٖخرى‪ ،‬رغـ تهاثؿ أفراد كؿ هىٍا هف‬
‫حٓث السف‪ ،‬وذلؾ تبعا لظٍور ع‪ٛ‬هات البموغ الجىسْ‪ ،‬وٓترتب عمِ ذلؾ أف الشخص الذي ٓبمغ سف ‪20‬‬
‫سىة ٓظؿ حدثا‪ ،‬إذا لـ تظٍر عمًٓ ع‪ٛ‬هات البموغ الجىسْ‪ ،‬فْ حٓف ٓعتبر الشخص بالغا‪ ،‬ولٓس حدثا فْ‬
‫هفٍوـ عمـ الىفس ولو لـ ٓتجاوز العاشرة هف العهر‪ ،‬هاداهت ع‪ٛ‬هات البموغ الجىسْ قد ظٍرت لدًٓ‪،‬‬

‫‪33‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫وبذلؾ ٓهكف تقسٓـ هراحؿ حٓاة الفرد إلِ ث‪ٛ‬ثة هراحؿ رئٓسٓة‪ ،‬اٖولِ ٌْ هرحمة التكوٓف الذاتْ أي‬
‫هرحمة التركٓز عمِ الذات‪ ،‬والثاىٓة هرحمة التركٓز عمِ الغٓر‪ ،‬الثالثة هرحمة الىضج الىفسْ‪ ،‬وفٍٓا تتكاهؿ‬
‫الشخصٓة والقدرات الىفسٓة لدى الحدث الذي ٓكوف فْ ٌذي الحالة قاد ار عمِ التفاعؿ ا٘ٓجابْ هع‬
‫الهجتهع‪.‬‬

‫‪ ‬في الشريعة اإلسالهية‪ :‬اٖصؿ فْ الشرٓعة أف الحدث ٌو كؿ شخص لـ ٓبمغ الحمـ وذلؾ لقولً‬
‫تعالِ‪ ":‬واذا بمغ األطفاؿ هىكـ الحمـ فميستأذىوا كها استأذف الذيف هف قبمهـ"(اآلية ‪ -59‬سورة الىور)‪،‬‬
‫وقد جعؿ ا‪ٚ‬حت‪ٛ‬ـ فاص‪ ٛ‬بٓف هرحمتْ الطفولة وهرحمة البموغ والتكمٓؼ‪ ،‬لٓكوف ا‪ٚ‬حت‪ٛ‬ـ دلٓ‪ ٛ‬عمِ‬
‫كهاؿ العقؿ وٌو هىاط التكمٓؼ‪ ،‬وبموغ الحمـ ٓعرؼ بظٍور الع‪ٛ‬هات الطبٓعٓة لدى الهرء فٍْ عىد‬
‫الذكر با‪ٚ‬حت‪ٛ‬ـ‪ ،‬وعىد اٖىثِ بالحٓض أو الحهؿ‪(.‬هحهود‪ ،2006،‬ص‪.) 117‬‬

‫‪-2-1‬تعريؼ الجىوح‬

‫‪-‬لغة ‪ :‬كمهة(جىح) تعىْ (هاؿ)‪ ،‬والجىاح ٌو تحهؿ هف ا٘ثـ أو العهؿ الشْء‪ (.‬إبف هىظور‪،1956،‬ص‪)65‬‬

‫‪ -‬في عمـ القاىوف‪ ٌَ:‬تعﺩّ عمِ عﺭﻑ ﺍجتهاعْ هىصَﺹ عمًٓ بالعقَبة قاىَىٓا‪.‬‬

‫(‪)Revue des scie. Juridique et économique. Vol. .Alger 1983.p.59‬‬

‫‪ -‬في عمـ الىفس‪ :‬وذلؾ هف خ‪ٛ‬ؿ ﺫلﻙ ﺍلتعﺭٓﻑ ﺍلﺫّ تضهىً قاهَﺱ عمن ﺍلىفﺱ َﺍلﺫّ ٓىﻅﺭ ﺇلِ‬

‫ﺍلجىَﺡ عمِ ﺃىً ﺍلسمَﻙ ﺍلﺫّ ‪ٓ ٚ‬تفﻕ َهعآٓﺭ ﺍلجهاعة‪.‬‬

‫(‪)Dictionnaire de psychologie(A-K).BORDAS. Paris. 1980.p 318.‬‬

‫‪ -‬الجىوح في عمن ﺍلىفﺱ ﺍالجتهاعي‪ :‬بأىً عﺩن ﺍلتﻜٓﻑ َٓعبﺭ عف ﺍلصﺭﺍﻉ ﺍلقائن بٓو ﺍلفﺭﺩ َﺍلهجتهع‪.‬‬

‫‪-‬الجىوح في عمن ﺍالجتهاﻉ‪ٌ :‬و ﻅاٌﺭﺓ تىشأ عف ﺍلضغَﻁاﺕ َﺍلصﺭﺍعاﺕ ﺍلخاصة بﻜؿ هجتهع‪.‬‬
‫(غباري‪،1986،‬ص‪.)15‬‬

‫‪ -3-1‬االىحراؼ‪:‬‬

‫‪ -‬لغة‪ٌ:‬و التغٓٓر والتحرٓؼ والتبدٓؿ‪ ،‬وهىً قولً تعالِ‪ٓ":‬حرفوف الك‪ٛ‬ـ عف هواضعً"(ابف هىظور‪،1956،‬‬
‫ص‪.)43‬‬

‫‪-‬واذا هاؿ الفرد عف شْء ٓقاؿ اىحراؼ‪ ،‬فا‪ٚ‬ىحراؼ عف الشْء ٓعىْ الهٓؿ عىً‪ ،‬وٌو بذلؾ ٓعىْ الخروج‬
‫عف الشْء الهتعارؼ عمًٓ أو الهٓؿ عف ا٘عتداؿ أو ا‪ٚ‬ىصراؼ عىً ( جبراف‪،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.)253‬‬

‫‪34‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ -‬في عمـ القاىوف ‪ٌ :‬و كؿ خروج عف القاعدة القاىوىٓة بها ٓحتوي هف أحكاـ وقواعد‪ ،‬هتعارؼ عمٍٓا‬
‫هجتهعٓا‪.‬‬

‫‪ -‬في الشريعة اإلسالهية‪ :‬بأىً فعؿ ها ىٍِ اهلل عىً‪ ،‬أي القٓاـ بعهؿ غٓر هشروع أو ا‪ٚ‬هتىاع عف فعؿ‬
‫أهر شرعً اهلل سبحاىً وتعالِ‪ ،‬أي أىً الخروج عف قواعد السموؾ التْ ٓرسهٍا الهجتهع ٖفرادي ‪.‬‬
‫(المطيؼ‪، 2008 ،‬ص‪.)19‬‬

‫‪ -‬في عمـ االجتهاع‪ٓ :‬عرؼ ا‪ٚ‬ىحراؼ هف طرؼ سبورت (‪ :)sport‬بأىً ٓتضهف هفٍوها آخر ٌو الىظاـ‬
‫العاـ‪ ،‬إذ لدٓىا قصو ار ٌو الىسؽ ا‪ٚ‬جتهاعْ‪ ،‬بها ٓىطوي عمًٓ هف ىظـ هعٓارٓة‪ ،‬ولٍذا فإف ا‪ٚ‬ىحراؼ ٌو‬
‫هحاولة هف الهشاركٓف ل‪ٛ‬بتعاد عف القواعد الثقافٓة الهقبولة لمسموؾ ‪ (.‬كركوش‪،2011 ،‬ص‪.)13‬‬

‫‪ -‬تعريؼ كوفيف‪ :‬السموؾ الهىحرؼ ٌو السموؾ الذي ٓعتدي عمِ التوقعات التْ ٓتـ ا‪ٚ‬عتراؼ بٍا‬
‫وبهشروعٓتٍا هف قبؿ الىظـ والهؤسسات ا‪ٚ‬جتهاعٓة (طارؽ‪،2013 ،‬ص ‪.)12‬‬

‫‪ -‬في عمـ الىفس‪ٓ :‬قصد با‪ٚ‬ىحراؼ هف الوجٍة السٓكولوجٓة‪ ،‬السموؾ غٓر ا‪ٚ‬جتهاعْ بصفة هطمقة‪،‬‬
‫وٌذا السموؾ ٓقوـ عمِ عدـ التكٓؼ بٓف الفرد وىفسً‪،‬وبٓف الفرد والجهاعة‪ ،‬فقد جاء فْ هجهؿ‬
‫التعارٓؼ التْ قدهٍا عمهاء الىفس وعمِ رأسٍـ‪:‬‬
‫‪ -‬تعريؼ سيرؿ بيرت (‪ :)cyrl burt‬أف ا‪ٚ‬ىحراؼ ٌو إفراط فْ التعبٓر عف قوة الغرائز وشدة اىفعالٍا‬
‫لدى بعض اٖفراد‪،‬كها سآر بٓرت فْ ذلؾ ىظرٓة هاكدوجؿ (‪ )Mc Dougall‬التْ تقوـ عمِ القوؿ‬
‫بأف الغرائز ٌْ ا‪ٚ‬ستعدادات التْ تولد هع الفرد وتدفعً إلِ بموغ غآاتً‪.‬‬

‫كها أضاؼ أٓضا (بٓرت) أف ا‪ٚ‬ىحراؼ بوجً عاـ اىً حالة تتوفر فْ الحدث‪ ،‬كها أظٍر هٓو‪ٚ‬‬
‫هضادة لمهجتهع لدرجة خطٓرة‪ ،‬تجعمً أو ٓهكف أف تجعمً هوضوعا ٘جراء رسهْ‪(.‬كركوش‪،‬‬
‫‪،2011‬ص‪.) 11‬‬

‫عهوها ف‪ٙ‬ىحراؼ ٓعتبر سموؾ هضاد لمهجتهع‪ٓ ،‬هثؿ شك‪ ٛ‬هف أشكاؿ اضطراب السموؾ لدى الحدث‪،‬‬
‫وٓكشؼ بدوري عف خمؿ واضطراب فْ الجواىب الشخصٓة لً‪.‬‬

‫*تعريؼ جىوح األحداث‪ (:‬الحدث الجاىح)‬

‫في عمـ القاىوف القاىوىي ‪:‬‬

‫‪ -‬تعريؼ أسعد رزؽ‪ :‬أىً اصط‪ٛ‬ح ٓستخدـ فْ العادة لمد‪ٚ‬لة عمِ الٍفوات القاىوىٓة التْ ٓرتكبٍا‬
‫اٖحداث الذٓف لٍـ دوف السادسة عش ار أو الثاهىة عشر هف العهر‪ ،‬وتجري هحاكهة ٌؤ‪ٚ‬ء اٖحداث‬

‫‪35‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫الجاىحٓف فْ هحاكـ خاصة هثؿ ها ٓصار إلِ وضعٍـ فْ إص‪ٛ‬حات لتقوٓـ اعوجاجٍـ وارشادٌـ‬
‫ىحو جادة الصواب "‪.‬‬
‫‪ -‬تعريؼ روبير الفوف (‪ :)la Font –R‬قدـ تعرٓفا هختص ار حٓث عرفً كها ٓمْ إىً ظاٌرة جهعٓة‬
‫تشٍر هجهوعة تعدٓات عمِ قاىوف العقوبات‪.‬‬
‫‪ -‬في عمـ االجتهاع‪:‬‬
‫‪ ‬تعريؼ أحهد زكي بدوي‪ :‬إف جىوح اٖحداث ٓتضهف ىهطا هعٓىا هف سموؾ اٖطفاؿ والهراٌقٓف‪،‬‬
‫ٓعتبر خارجا عف القاىوف‪ ،‬وضا ار بالهجتهع وٓختمؼ ها ٓصطمح عمِ أىً ضار اجتهاعٓا هف هجتهع‬
‫ٔخر‪ ،‬حسب القٓـ ا‪ٚ‬جتهاعٓة والخمقٓة السائدة‪ ،‬وٓختمؼ ا٘جراء الذي ٓطٓؽ عمِ اٖحداث الجاىحٓف‬
‫عف ا٘جراء الذي ٓطٓؽ عمِ الكبار ( بف زديرة‪ ، 2006 ،‬ص‪.)89‬‬
‫‪ ‬تعريؼ عمهاء االجتهاع‪ٓ :‬روف أف جىوح اٖحداث‪ ،‬أف اىحراؼ اٖحداث هفٍوها أوسع شهو‪ ،ٚ‬فٍو كؿ‬
‫فعؿ ٓقع هخالفا لمشعور السائد فْ الهجتهع‪ ،‬فا‪ٚ‬ىحراؼ عىد دوركايـ ٌو كؿ شعور ٓعبر عف عدـ‬
‫احتراـ الفرد لمقٓـ والقواعد ال‪ٛ‬زهة لصٓاىة الهجتهع‪.‬‬

‫كها قد إخت‪ٛ‬ؼ عمهاء ا‪ٚ‬جتهاع فْ تحدٓد قوة وأٌهٓة وأثر ٌذي العواهؿ فْ سموؾ اٖفراد والجهاعات‪،‬‬
‫وهف ثـ تكوٓف السموؾ الجاىح لدى اٖحداث ( هحهود‪،2004،‬ص ‪.)34‬‬

‫‪ -‬في عمـ الىفس‪:‬‬


‫‪ ‬تعريؼ هحهد عمي قطب الههشري ووفاء هحهد عبد الجواد‪ :‬جىوح اٖحداث سموؾ هضاد‬
‫لمهجتهع‪ٓ ،‬قوـ عمِ عدـ توافؽ وعمِ وجود صراع بٓف الفرد وىفسً‪ ،‬وبٓف الفرد والجهاعة ( بف‬
‫زديرة‪ ،2006 ،‬ص‪.)9‬‬
‫‪ -‬كها ورد جىوح اٖحداث وتضاربت الىظرٓات الىفسٓة فْ تحدٓدي‪ ،‬فٍىاؾ هف ٓرى أف الحدث الجاىح أىً‬
‫شخصٓة تعاىْ هف فقداف أو إىعداـ " أىا اٖعمِ "‬
‫‪ -‬كها عمؿ عمهاء الىفس‪ ،‬أف الجىوح الحدث واىحرافً‪ ،‬فْ الحالة اٖولِ ٌْ أف حالة اٖىا اٖعمِ‬
‫الهعدوـ‪،‬أو الضعٓؼ‪ ،‬لٓس ٌىاؾ حس خمقْ وهف ثـ ٓىحرؼ الحدث‪ ،‬وفْ الحالة الثاىٓة‪ٓ ،‬ىحرؼ‬
‫الحدث أٓضا بسبب وجود أىا أعمِ عىدي ٓهارس عمِ الحدث ىوعا هف الٍهجٓة والعدواف‪.‬‬
‫(هحهود‪، 1955،‬ص ‪.)96‬‬

‫وفْ ٌذي اٖحواؿ ٓظٍر الحدث هٓو‪ ٚ‬هضادة لمهجتهع ( زهراف ‪، 2001،‬ص ‪.)499‬‬

‫‪36‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ -2‬الفرؽ بيف الجىوح واالىحراؼ ‪:‬‬

‫ٓعتبر كؿ هف الجىوح وا‪ٚ‬ىحراؼ ٌْ هصطمحات هترادفة الهعىِ والهضهوف هف الوجٍة القاىوىٓة‪،‬‬


‫فالحدث الجاىح ٌو الحدث الهىحرؼ‪ ،‬وحٓىها ٓتكمـ القاىوف عف الحدث الهىحرؼ فاىً ٓعىْ الحدث‬
‫الجاىح والعكس صحٓح‪.‬‬

‫‪ -‬كها تشٓر الهصطمحات بصفة أساسٓة إلِ اٖفعاؿ والتصرفات والهواقؼ الصادرة عف الحدث إذا‬
‫كاىت هؤثهة جىائٓا‪ ،‬أو كاف هف شأىٍا حسب السٓر العادي والطبٓعْ لٗهور أف تقضِ إلِ الجرٓهة‪،‬‬
‫فالجىوح أو ا‪ٚ‬ىحراؼ هف الوجٍة القاىوىٓة ٌو تغٓر عاـ ٓشهؿ إجراـ اٖحداث الفعمْ‪ ،‬وكذلؾ حا‪ٚ‬ت‬
‫التعرض لموقوع فْ ا٘جراـ ‪ (.‬هحهود‪، 2006،‬ص ‪.)89‬‬
‫‪ٓ -‬شار الباحثٓف لووسوزيىي ‪ :)Loo Susini( 1976‬أف هفٍوـ ا‪ٚ‬ىحراؼ والجىوح غاهض‪،‬‬
‫فالجىوح ٌو هصطمح ٓضـ كؿ السموكات التْ تخترؽ العادات والتقالٓد والىظـ ا‪ٚ‬جتهاعٓة واٖخ‪ٛ‬قٓة‬
‫التْ ٓسٓطر عمٍٓا الهجتهع‪ ،‬وٌو ٓختمؼ هف ثقافة إلِ أخرى وهف هجتهع ٔخر‪.‬‬

‫أها الجىاح ٓصد صورة هف صور ا‪ٚ‬ىحراؼ سواء أكاف ٌذا ا‪ٚ‬ىحراؼ ٓقع تحت طائمة القاىوف أـ ‪،ٚ‬‬
‫وتعد خارجة عمِ القاىوف‪ ،‬وتوضح ( الساعاتْ‪ )1984‬أف الجىوح ٓشهؿ أٓضا أىواعا هف ا‪ٚ‬ىحرافات‪ٚ ،‬‬
‫تعد هف الىاحٓة القاىوىٓة جرائـ واف كاف الهجتهع ٓعدٌا هضآقات ‪ٓ ٚ‬رضِ عىٍا أو ٓحبذٌا‪(.‬كركوش‪،‬‬
‫‪،2011‬ص ‪.)15‬‬

‫عهوها ٓتىاولىا لهفٍوـ الجىوح وا‪ٚ‬ىحراؼ ىجد أف ا‪ٚ‬ىحراؼ أوسع وأشهؿ هف هفٍوـ الجىوح‪ ،‬فالجىوح‬
‫ٌو السموؾ الذي ٓقع تحت طائمة القاىوف ٖف فًٓ اعتداء عمًٓ‪ ،‬وٌو السموؾ الذي إذا ارتكبً الكبار‬
‫ٓعاقبوف عمًٓ أي أىً سموؾ هجرـ‪ ،‬أها ا‪ٚ‬ىحراؼ فإىً ٓشهؿ با٘ضافة إلِ الجىوح أىهاط سموكٓة أخرى‬
‫ربها غٓر هجرهة لكىٍا تؤثر عمِ الطفؿ‪ ،‬وتٍٓئتً لٓصبح جاىحا فٓها بعد‪ ،‬كها ىرى أف ا‪ٚ‬ىحراؼ ٓىقمب‬
‫عمِ صاحبً بتأىٓب الضهٓر والموـ وا‪ٚ‬زدراء هف الغٓر‪ ،‬دوف أف ٓتطور ذلؾ الموـ إلِ العقاب الجزائْ‪.‬‬

‫كها ٓهكف القوؿ أف كؿ جاىح ٌو بالضرورة هىحرؼ‪ ،‬ولكف لٓس كؿ هىحرؼ جاىحا هث‪ " ٛ‬الطفؿ الذي‬
‫ٓكذب هىحرؼ ولكف ‪ٓ ٚ‬جوز اعتباري جاىحا ٖف الكذب ٓشكؿ رذٓمة اجتهاعٓة ‪ٓ ٚ‬عتبر جرٓهة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪-3‬ظاهرة جىوح األحداث في الجزائر‪:‬‬


‫إف تقٓٓـ ظاٌرة جىوح اٖحداث فْ الجزائر ٓتـ بالدرجة اٖولِ هف خ‪ٛ‬ؿ ا٘حصائٓات الجىائٓة أي‬
‫إحصائٓات القضآا التْ ٓتورط فٍٓا اٖحداث والتْ تسجؿ عمِ هستوى هصالح الشرطة أوالدرؾ الوطىْ ‪،‬‬
‫و ٌذي ا٘حصائٓات ‪ٓ ٚ‬هكف أف تعكس الحجـ الفعمْ لمظاٌرة وٌذا راجع إلِ كتهاف الهجتهع لعدد كبٓر‬
‫هف حا‪ٚ‬ت السموكات ا‪ٚ‬ىحرافٓة الهعاقب عمٍٓا وعدـ التبمٓغ عها ٓرتكبً اٖحداث و ٌذا ها ٓؤدي إلِ عدـ‬
‫إعطاء صورة واضحة عف ظاٌرة الجىوح‪.‬‬
‫و بالرغـ هف ذلؾ فإف الهعطٓات الهتوفرة عف ٌذي ا٘حصائٓات تىذر بأف الهجتهع الجزائري أهاـ كارثة‬
‫حقٓقٓة تٍدد هستقبؿ أجٓالً و عمِ سبٓؿ الهثاؿ فقد بمغ عدد اٖطفاؿ القصر الهتورطٓف فْ هختمؼ‬
‫الجرائـ سىة‪ 2012‬ب ‪ 2241‬حالة لٗحداث ضحآا أفعاؿ إجراهٓة ‪ ،‬هف بٓىٍـ ‪ 1371‬ذكور و‪870‬‬
‫إىاث ‪ ،‬كها تـ تسجٓؿ ‪ 785‬حالة ضرب وجرح عهدي و‪ 506‬حالة فعؿ هخؿ بالحٓاء ضد قصر هف ك‪ٛ‬‬
‫الجىسٓٓف‪ ،‬و‪ 268‬حالة قتؿ غٓر عهدي إلِ جاىب ‪ 221‬حالة تحوٓؿ قصر‪ 115 ،‬حالة اغتصاب‪107 ،‬‬
‫حالة تحرٓض عمِ الفسؽ والدعارة‪ ،‬و‪ 57‬حالة ضرب وجرح غٓر عهدي‪ 39 ،‬حالة قتؿ عهدي‪.‬‬
‫وأضاؼ الهقدـ بكوش كرٓـ هف قٓادة الدرؾ الوطىْ أف و‪ٓٚ‬ة سطٓؼ احتمت الهرتبة اٖولِ بػ ‪112‬حالة‪،‬‬
‫تمٍٓا وٌراف بػ ‪ 110‬حالة‪ ،‬ثـ الشمؼ بػ ‪ .106‬والسبب ٓعود بالدرجة اٖولِ إلِ أف ٌذي الهدف هعروفة‬
‫بكثافتٍا السكاىٓة وتزآد أوكار الجرٓهة‪ .‬وهف جٍة أخرى‪ ،‬وفْ ىفس الفترة‪ ،‬لوحظ ىقص كبٓر فْ عدد‬
‫الضحآا عمِ هستوى و‪ٓٚ‬ات الجىوب عمِ غرار تىدوؼ‪ ،‬تهىراست والٓزي العدد ٓترواح هف ‪ 1‬إلِ ‪7‬‬
‫حا‪ٚ‬ت ‪.‬‬
‫أها عف حا‪ٚ‬ت اٖحداث الجاىحٓف‪ ،‬فقد تهت هعآىة ‪ 2778‬حالة هىٍا ‪ 2677‬ذكور و‪ 101‬إىاث‪830 ،‬‬
‫حالة سرقة و‪ 674‬حالة ضرب وجرح عهدي‪ 167 ،‬حالة فعؿ هخؿ بالحٓاء‪ 128 ،‬حالة تخرٓب وتحطٓـ‬
‫أه‪ٛ‬ؾ الغٓر‪ ،‬إلِ جاىب ‪ 118‬حالة استٍ‪ٛ‬ؾ وهتاجرة بالهخدرات‪ 58 ،‬حالة إخ‪ٛ‬ؿ بالىظاـ العاـ‪ ،‬و‪55‬‬
‫حالة تتعمؽ بالتٍرٓب‪ 26 ،‬حالة قتؿ عهدي‪ 20 ،‬حالة ٌجرة غٓر شرعٓة و‪ 7‬حا‪ٚ‬ت قتؿ غٓر عهدي‪.‬‬
‫وتبٓف أف هختمؼ الجرائـ ارتكبت هف طرؼ القصر الذٓف تتراوح أعهارٌـ بٓف ‪ 14‬و‪ 18‬سىة أي ها‬
‫ٓعادؿ ىسبة ‪ 2439( 88٪‬حالة)‪ ،‬تمٍٓا فئة ذوي اٖعهار هف ‪ 10‬إلِ ‪ 14‬سىة بىسبة ‪ ،٪9‬وفْ اٖخٓر‬
‫فئة اٖقؿ هف ‪ 10‬سىوات بىسبة ‪ .٪ 3‬وحسب ذات الهعطٓات‪ ،‬فقد تبٓف بأف هرحمة الهراٌقة ٌْ اٖكثر‬
‫استٍدافا هف حٓث عدد اٖحداث الجاىحٓف‪) ..www.djazairess.com2012 (.‬‬

‫‪38‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ -4‬أىواع األحداث‪:‬‬

‫‪-1 -4‬أىواع األحداث هف الهىظور القاىوىي‪:‬‬

‫‪ -‬وقد قسـ القاىوف الجزائري اٖحداث إلِ فئتاف ٌها‪:‬‬

‫‪ ‬الحدث دوف ‪ 13‬سىة‪ :‬إف الحدث الذي ٓقؿ عهري عف ‪ 13‬سىة‪ٓ ٚ ،‬جوز الحكـ عمًٓ بعقوبة وٓكوف‬
‫فقط هحؿ تدابٓر الحهآة ( الهادة ‪ -446‬ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ح)‪.‬‬
‫‪ ‬الحدث ها بيف ‪ 13‬سىة و‪ 18‬سىة‪ٓ :‬خضع القاصر فْ ٌذا السف لتدابٓر الحهآة ولمتٍذٓب أو‬
‫لعقوبات هخففة وٌذا ها أجازي الهشرع لجٍة الحكـ‪ ،‬إذا ها رأت لذلؾ ضرورة‪ ،‬إ‪ ٚ‬أىً فْ ٌذي الحالة‬
‫ٓستفٓد هف الحكـ الهخفؼ لسف الحداثة‪ ،‬وٌو ىصؼ العقوبة الهقررة لمراشد‪ ،‬فإذا كاىت العقوبة الهقررة‬
‫لمحدث الهرتكب لىفس الجرـ ٌْ الحبس هف ‪ 10‬إلِ ‪ 20‬سىة‪ ،‬أها إذا كاىت العقوبة بالىسبة لمبالغ‬
‫ٌْ السجف الهؤقت فإف القاصر أو الحدث ٓحكـ عمًٓ بىص الهادة‪(.‬هاىع ‪،2002،‬ص‪.)204‬‬

‫‪ -2 -4‬أىواع األحداث هف الهىظور السيسيولوجي‪ٍٓ :‬دؼ بعض عمهاء ا‪ٚ‬جتهاع اٖحداث‬


‫إلِ أربعة فئات رئٓسٓة ٌْ‪:‬‬

‫‪ -1-1-4‬أحداث هشكموف‪ :‬وهف أهثمة ذلؾ حا‪ٚ‬ت الكذب‪ ،‬والعىاد والتحطٓـ والٍروب هف الهدرسة أو‬
‫العهؿ وها إلٍٓا‪.‬‬

‫‪ -2-1-4‬أحداث يعاىوف هف اضطراب في التركيب الىفسي‪ :‬هها ٓؤدي إلِ ظٍور حا‪ٚ‬ت الشذوذ‬
‫الجىسْ وها إلٍٓا‪.‬‬

‫‪ -3-1-4‬أحداث هههموف‪ٓ :‬ساعد هعاهمتٍـ بسبب ضعؼ رقابة أباء‪ ،‬أو بسبب تفكؾ اٖسرة أو‬
‫تحطٓهٍا ىتٓجة لمط‪ٛ‬ؽ‪،‬أو وفاة أحد الوالدٓف‪ ،‬أوكمٍٓها هها ٓؤدي إلِ ا‪ٚ‬ىح‪ٛ‬ؿ الخمقْ‪ ،‬أو إلِ تشرد‬
‫الحدث‪ ،‬أو إلِ اىطوائً تحت لواء العصابات‪ ،‬التْ ٓجد فْ ظمٍا أسباب التعبٓر عف الذات‪ ،‬واشباع‬
‫حاجتً إلِ العطؼ والتقدٓر الذي ٓفقدٌها فْ هحٓط أسرتً أوفْ جهاعة العهؿ‪ ،‬أو الهدرسة وٌؤ‪ٚ‬ء قد ‪ٚ‬‬
‫ٓرتكبوف أفعا‪ٓ ٚ ٚ‬هكف اعتبارٌا جرائـ‪ ،‬وهع ذلؾ فإىٍـ ٓهروف فْ هرحمة التخطٓط لمجرٓهة‪ ،‬وٌْ ها‬
‫تعرؼ باسـ (‪ٖ )pre delinquenay‬ىٍا هرحمة ٓحتهؿ هعٍا تحوؿ الحدث إلِ ارتكاب الجرٓهة‪.‬‬

‫‪ -4-1-4‬أحداث جاىحوف‪ :‬وٌـ الذٓف ٓرتكبوف جرائـ‪ ،‬تقع تحت طائمة العقاب أو ٓرتكبوف أفعا‪ٚ ٚ‬‬
‫تىٍْ قواىٓف الهجتهع أو تضهً عىٍا ٌؤ‪ٚ‬ء اٖحداث‪ٓ ،‬طمؽ عمِ جرائهٍـ اسـ جىاح‪ٖ ،‬ف العقوبة التْ‬
‫توجً إلِ الفعؿ الهىاظر لٍا هف جاىب الكبار تأخذ درجة أعىؼ‪ ،‬هها تأخذي فْ حالة ٌؤ‪ٚ‬ء اٖحداث‪،‬‬
‫ىظ ار لظروؼ صغر السف‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫*تصىيؼ هاري كاربىتر (‪:)M.carpenter‬حٓث تصىؼ ٌؤ‪ٚ‬ء اٖحداث إلِ ‪ 5‬فئات هىٍا‪:‬‬

‫‪ -‬األحداث الهذىبوف‪ :‬الذٓف ٓتهٓزوف بالجدارة والجرأة‪ ،‬وٌـ أولئؾ الذٓف لـ ٓعودوا ٓقٓهوف وزىا لمقاىوف‪،‬‬
‫وٓرجع اىحرافٍـ فْ الغالب إلِ الطفولة الهضطربة‪.‬‬

‫‪ -‬األحداث الخطروف‪ :‬وٌـ الذٓف تربوا فْ أحضاف الجرٓهة‪ ،‬ودفعٍـ إلٍٓا آبائٍـ أو الهجرهوف‬
‫الهحترفوف‪ ،‬كأصحاب هدارس أو عصابات إفساد ٖخ‪ٛ‬ؽ‪.‬‬

‫‪ -‬األحداث الذيف لـ تكف لديهـ هيوؿ إجراهية‪ٌ :‬ـ اٖحداث الذٓف ٓدافع اٌ٘هاؿ أثـ الذي بدأ هف‬
‫والدٍٓـ‪ ،‬والحاجة إلِ الوازع الدٓىْ والخمقْ داخؿ الهىزؿ‪ٓ ،‬قودٌـ بالتدرج إلِ ا‪ٚ‬ىحراؼ‪.‬‬

‫‪ -‬األحداث الذيف قادهـ الفقر والعوف إلى االىحراؼ‪ٌ :‬ـ الذٓف لـ تكؼ قواىٓف هساعدة الفقراء فْ إشباع‬
‫حاجاتٍـ ا‪ٚ‬قتصادٓة بسبب قصور الهساعدة‪.‬‬

‫‪ -‬األحداث الذيف يعيشوف هـ وذووهـ في فقر هدقع‪ :‬وهع ذلؾ فإف لٍـ هوارد هشروعة لمهعٓشة ولو‬
‫أىٍا هوارد تافٍة‪.‬‬

‫‪-3 -4‬أىواع األحداث هف الهىظور السيكولوجي‪:‬‬

‫ٓقسـ عمهاء الطب الىفسْ "‪ "Bunbury‬ورادولؼ "‪ "Rondoff‬ولىج "‪ "ling‬اٖحداث الهىحرفوف إلِ ث‪ٛ‬ثة‬
‫فئات ٌْ‪:‬‬

‫‪ -1-2-4‬اٖحداث الهضطربوف عقمٓا‪.‬‬

‫‪ -2-2-4‬اٖحداث الهرضِ بعاٌات عقمٓة‪.‬‬

‫‪ -3-2-4‬اٖحداث العادٓوف‪ ،‬وٓقصدوف بٍـ اٖحداث اٖصحاء عقمٓا‪ ،‬والذٓف ٓترددوف فْ ارتكابٍا‪ ،‬رغـ‬
‫عمهٍـ أىٍـ هجرهوف واحساسٍـ بالخطٓئة التْ ٓىطوي عمٍٓا سموكٍـ‪.‬‬

‫*تصىٓؼ أىجمش" ‪ "english‬وبٓرسوف "‪ "pearson‬الذٓف حصر اٖحداث الهىحرفٓف فْ خهس فئات‬
‫ٌْ‪:‬‬

‫‪ -‬اٖحداث ٓعاىوف هف ىقص عقمْ‪.‬‬

‫‪ -‬اٖحداث الهصابوف بهرض عضوي‪.‬‬

‫‪ -‬اٖحداث ذو الوظائؼ الىفسٓة الهختمة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ -‬اٖحداث ذو الشخصٓة السٓكوباتٓة‪.‬‬

‫‪ -‬اٖحداث العادٓوف الذٓف ٓعاىوف هف ىقص فْ ىهو الشخصٓة‪.‬‬

‫*تصىٓؼ العالـ ا٘ٓطالْ "‪ :"Pisani‬حٓث ٓقسـ ٌؤ‪ٚ‬ء اٖحداث إلِ ‪ 5‬فئات ٌْ‪:‬‬

‫‪ -‬اٖحداث الهرضِ فْ عقولٍـ‪.‬‬

‫– اٖحداث الهعٓبوف ذكاء أو شعو ار أو عاطفة‪.‬‬

‫‪ -‬اٖحداث الهجرهوف بالطبع والتكوٓف‪.‬‬

‫‪ -‬اٖحداث الهحتهؿ إجراهٍـ‪.‬‬

‫وأخٓ ار ٓهٓؿ بعض عمهاء الىفس وأطباء اٖهراض العقمٓة إلِ تقٓٓـ اٖحداث الهىحرفٓف إلِ ث‪ٛ‬ثة‬
‫أىهاط ٌْ‪:‬‬

‫‪ -1‬حدث العصابة‪ :‬وٌو الحدث الذي طبع اجتهاعٓا عمِ ا‪ٚ‬تجاي ا٘ىحرافْ الشاذ وٓتهٓز بالخصائص‬
‫أتٓة‪ :‬الصداقة هف أهثالً الهىحرفٓف‪ٓ ،‬هارس ىشاطً الهىحرؼ هع الجهاعة هف أهثالً‪ ،‬لً صمة‬
‫بعصابات الهىحرفٓف‪ٓ ،‬كثر التردد عمِ دور المٍو والفساد‪.‬‬

‫‪ -2‬الحدث العرضي( الهىحرؼ العرضي)‪ٌ :‬ذا الىهط ٓىحرؼ ىتٓجة لسوء تقدٓري لمهوقؼ‪ ،‬وٓكوف عادة‬
‫سوٓا فْ تكوٓىً الىفسْ‪ ،‬غٓر أىً لـ ٓقدر خطورة ها قاـ بً‪ ،‬ولعمً ٓفعؿ ذلؾ ٖىً رأى كؿ هف حولً‬
‫ٓقوهوف بىفس الفعؿ‪.‬‬

‫‪ -3‬الحدث العصابي( الهىحرؼ العصابي)‪ :‬وٓكوف ا‪ٚ‬ىحراؼ فْ ٌذي الحالة ىتٓجة لصراع ٓتـ التعبٓر‬
‫عىً بسموؾ هىحرؼ‪ ،‬والهىحرفوف هف ٌذا الىهط ‪ٓ ٚ‬هكف أف ٓعزى إىحرافٍـ إلِ اٖسباب ا‪ٚ‬جتهاعٓة‬
‫الهعروفة‪ ،‬كالفقر أو الجٓرة البٓئٓة‪ ،‬واىها ٓغرى إلِ عواهؿ ‪ ٚ‬شعورٓة هث‪ ٛ‬كقٓاـ الولد بسرقة شْء ها‪،‬‬
‫وعىدها ٓقبض عمًٓ ٓعترؼ هها ٓثٓر ٌمع الوالدٓف‪ ،‬غٓر أف الولد ٓحس بالراحة ٘عترافً‪ ،‬وبالتالْ فٍو‬
‫ٓسعِ لٍذا الهوقؼ‪ ،‬وذلؾ بقصد لفت أىظار الوالدٓف إلًٓ ‪ (.‬رهضاف‪،2011 ،‬ص‪.)40‬‬

‫‪ -5‬فترة حدوث الجىوح ‪:‬‬


‫كشفت الدراسات أف حوالْ ‪ % 38‬هف حا‪ٚ‬ت جىوح اٖحداث تحصؿ عىدها ٓكوف هقترفوٌا بٓف‬
‫‪14‬و‪ 16‬عاها هف العهر و أف ‪ % 34‬هف حا‪ٚ‬ت الجىوح ٓأتٍٓا الىاشئوف فٓها بٓف ‪16‬و‪ 18‬سىة و هىً‬

‫‪41‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫ٓظٍر بوضوح أف الجىوح و الهراٌقة ٓسٓراف جىبا إلِ جىب وذلؾ أف الفترة الواقعة بٓف ‪ 14‬و‪ 18‬سىة‬
‫والتْ ٓصفٍا " هادفيمد" بأىٍا فترة جىوح الهراٌقة فٍْ تتصؼ بالىهو السرٓع فْ التكوٓف البٓولوجْ ‪،‬هها‬
‫‪ٓ ٚ‬سهح لمجواىب العقمٓة و الفكرٓة أف تمحؽ بٍذي التغٓرات فٓحدث شؽ داخؿ كٓاف الفرد هها ٓفقد الفرد‬
‫توازىً ‪.‬‬
‫وكذلؾ فاٖحداث الهراٌقٓف ٌـ أكثر عرضة هف غٓرٌـ إلِ التأثر بالتطورات السرٓعة التْ تحدث أٓضا‬
‫بالهجتهع ‪ ،‬بسبب حساسٓتٍـ الزائدة هف ا٘حباط الذي ٓهىع إشباع حاجاتٍـ و‪ٓ ٚ‬حقؽ هطالبٍـ ‪ ،‬فٓمجأوف‬
‫فْ هثؿ ٌذي الحا‪ٚ‬ت إلِ ارتكاب اٖخطاء والجرائـ الهخالفة لقواىٓف الهجتهع وقٓهً‪.‬‬
‫ػولٍذا تعتبر فترة الهراٌقة هف أصعب هراحؿ عهر ا٘ىساف فٍْ هرحمة هعاىاة و اضطراب‪ ،‬وٌْ فترة‬
‫التسرع والتٍور وعدـ تحكٓـ العقؿ هها ٓجعؿ الهراٌؽ ٓهٓؿ ىحو أٌوائً بإتجاي ا٘ىحراؼ‪.‬‬
‫ػولقد أشار أٓضا عباس هحهود عوض (‪ ) 1994‬أف هعد‪ٚ‬ت الجىوح تزداد فْ هرحمة الهراٌقة بشكؿ‬
‫همحوظ ‪ ،‬كها تتهٓز ٌذي الفترة بازدٓاد حوادث ا٘ىتحار و إدهاف الهخدرات و الخهور ‪،‬كها تسود فٍٓا‬
‫هشاعر التعاسة ‪ ،‬وٌْ الفترة التْ تحدد فٍٓا قدرة الفرد أو عدـ قدرتً عمِ التوافؽ السوي‪.‬‬
‫ػولعؿ أٌـ العواهؿ التْ تجعؿ الهراٌؽ أكثر عرضة ل‪ٛ‬ىسٓاؽ بإتجاي إقتراؼ الجىوح ٌْ ‪:‬‬
‫_ ٓىزلؽ الهراٌؽ فْ السموؾ الجاىح كسموؾ دفاعْ عف ا٘حباط أو ا٘خفاؽ الصادراف عف البٓئة تعبٓ ار‬
‫عف رفض الواقع الهحٓط بً ‪ ،‬فٓمجأ إلِ السموكات العدواىٓة اتجاي اٖسرة أو ا٘خ‪ٛ‬ؿ بىظاـ الهجتهع‬
‫كعقاب لها حصؿ لً ‪.‬‬
‫_ أف الهراٌؽ أكثر هف غٓري تقب‪ ٛ‬لوسائؿ ا٘غراء ىظها لعدـ استق ارري الىفسْ هها ٓجعمً غالبا عدٓـ‬
‫التفكٓر فْ عواقب اٖهور فٓسعِ فقط لتمبٓة حاجاتً بأي طرٓقة كاىت ‪.‬‬
‫‪ -‬كثٓ ار ها ٓكوف الجىوح كرد فعؿ لضغط كاف قد تعرض لً الهراٌؽ هىذ أٓاـ طفولتً وترؾ فًٓ أث ار ‪،‬‬
‫تعبٓ ار عف استطاعتً ل‪ٙ‬ىتقاـ ‪،‬وردع هف ٓقؼ فْ سبٓؿ تحقٓؽ حاجاتً ‪.‬‬
‫ػ فالجىاح إذف ظاٌرة تكثر لدى الهراٌقٓف ‪،‬وٌْ تعبٓر عف اضطراب فْ الشخصٓة ‪ ،‬وها القٓاـ بأىواع هف‬
‫السموؾ ا٘جراهْ الهضاد لمهجتهع إ‪ ٚ‬ىوع هف رفض الواقع الذي ٓحٓط بً ‪(.‬حدواس‪،2012.،‬ص‪) .166‬‬

‫‪-6‬هظاهر جىوح األحداث عىد الجىسيف‪:‬‬

‫تعدد أشكاؿ الجىوح وهظاٌري تتبعا لمجىس وا‪ٚ‬ستعدادات الخاصة وأوضاع البٓئة‪ ،‬ىذكر هف ذلؾ هآمْ‪:‬‬

‫‪ -1‬الهروب والتشرد‪:‬‬
‫‪42‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫إىً شائع عىد ا٘ىاث أكثر ـ الذكور‪،‬فالٍروب ٌو اختفاء هؤقت أو طوٓؿ دوف تبمٓغ العائمة وعىدها ٓتكرر‬
‫الٍروب ٓؤدي ذلؾ أحٓاىا إلِ التشرد‪ ،‬وعىد ا٘ىاث الٍروب ٓصبح تشردا دوف شؾ‪ ،‬ىظ ار لرفض العائمة‬
‫لمبىت بعد ٌروبٍا لها ألحقتً هف عار ٓهس عرض العائمة وسهعتٍا‪ ،‬والتشرد عهوها ٓؤدي إلِ الجىوح‬
‫تسوؿ‪ ،‬بغاء‪ ،‬سرقة‪...‬إلخ‪.‬‬

‫وقد ٓرجع التشرد والٍروب إلِ التفكؾ اٖسري وغٓاب رقابة أحد الوالدٓف أوكمٍٓها هعا والط‪ٛ‬ؽ‪(.‬عبد‬
‫الهىعـ ‪،1996،‬ص‪.)336‬‬

‫‪ -2‬السرقة‪ :‬وٌو ا٘ستحواذ عمِ أشٓاء الغٓر بسبب الحاجة هف الحاجات التْ لـ ٓتهكف هف إشباعٍا‬
‫داخؿ اٖسرة‪ ،‬أو إضط ارري إلِ هجاراة أصدقاء السوء وضغوطٍـ عمًٓ ل‪ٙ‬ىفاؽ‪ ،‬ف‪ٓ ٛ‬تهكف هف الحصوؿ‬
‫عمِ ذلؾ بالطرؽ العادٓة فٓضطر إلِ السرقة أو الهٓؿ إلِ جذب ا‪ٚ‬ىظار إلًٓ‪.‬‬

‫‪ -3‬جريهة القتؿ‪ :‬وٌْ تكثر لدى الهراٌقٓف بٓف ‪20-16‬سىة‪ ،‬وترجع الجرٓهة إلِ أسباب هتىوعة هىٍا‪:‬‬

‫‪ -‬عىد الذي ٓعاىْ هف الصراع فْ حالة ىوبة حادة‪.‬‬


‫‪ -‬عىد هفرط ا‪ٚ‬ىفعاؿ فْ حالة غضب شدٓد‪ ،‬فحسب هصمحة الهراقبة واله‪ٛ‬حظة بالوسط الهفتوح‬
‫بوٌراف‪ ،‬توجد ‪ 7‬حا‪ٚ‬ت جرائـ قتؿ فْ حا‪ٚ‬ت الشجار رحا‪ٚ‬ت أخذ الهخدرات هىٍـ ‪ 6‬حا‪ٚ‬ت سىٍـ‬
‫بٓف ‪ 18-16‬سىة و‪ 1‬حالة أقؿ هف ‪ 15‬سىة‪.‬‬
‫‪ -‬وهىً فالحٓازة عمِ أسمحة فْ سف الهراٌقة كهرحمة هتوترة‪ٓ ،‬عطْ طابعا حقٓقٓا لمخٓاؿ واٖوٌاـ‪،‬‬
‫خاصة إذا كاف الشاب تحت تأثٓر أف‪ٛ‬ـ العىؼ‪ ،‬وبذلؾ فقد ٍٓجـ وٓتعدى دوف هراعاة ىتائج أفعالً‪.‬‬

‫‪ -4‬الكذب الهرضي‪ٍٓ :‬دؼ الكذب الهرضْ عهوها إلِ تغطٓة ها ارتكبً الطفؿ هف أخطاء أو هخالفات‪،‬‬
‫وٓىشأ بسبب تعود الطفؿ الكذب واخت‪ٛ‬ؽ الحٓؿ والهبررات واٖكاذٓب بشكؿ هستهر هف أجؿ تحقٓؽ‬
‫هصمحة شخصٓة‪ ،‬وٓأتْ ٌذا الكذب الهرضْ بتدعٓهً عىدها ٓحصؿ الطفؿ عمِ ها ٓرٓدي ىتٓجة لكذبً‪،‬‬
‫وكذا التىاقض بٓف الهعآٓر‪ ،‬اٖباء حٓىها ٓعمهوف أبىائٍـ عمِ الصدؽ وٓقوـ ٌؤ‪ٚ‬ء أباء بأفعاؿ ٓقتبس‬
‫هىٍا الطفؿ أكاذٓب أباء وٓتخذوىٍا كقٓـ لٍـ‪.‬‬

‫‪ -5‬الفشؿ والهروب هف الهدرسة‪ :‬ترفع ىسبة اٖحداث بٓف الفاشمٓف والهىقطعٓف عف الهدرسة‪،‬وٓرجع ذلؾ‬
‫إها لعدـ توافر القدرات العقمٓة الهىاسبة لهتابعة الدراسة‪،‬وقد ٓرجع إلِ عدـ الهواكبة لمهىٍج الدراسْ لقدرات‬
‫الت‪ٛ‬هٓذ لقدرات الت‪ٛ‬هٓذ أو قسوة الهعمهٓف‪ ،‬وكذا عدـ وجود اٖىشطة الهدرسٓة التْ تتٓح لً التىفٓس عف‬
‫اىفعا‪ٚ‬تً‪ ،‬وكؿ ٌذي اٖهور هف شأىٍا أف تقود إلِ فشؿ التمهٓذ‪،‬وبالتالْ الٍرب هف الهدرسة‪.‬‬

‫‪ -6‬البغاء‪ٌ :‬و ظاٌرة قدٓهة هدى قدـ ا٘ىساىٓة‪ ،‬فالفرد ٓبٓع جسهً خ‪ٛ‬ؿ الع‪ٛ‬قات الجىسٓة‪ ،‬وٌذا الفعؿ‬
‫تهارسً الىساء عادة واٖسباب هتىوعة هىٍا اقتصادٓة‪ ،‬اجتهاعٓة‪ ،‬أو ىفسٓة‪ ،‬والفتاة فْ سف الهراٌقة‬
‫‪43‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫وتطور الوظٓفة الجىسٓة ٓثٓر ىزوات ورغبات‪ ،‬تأثٓر اٖف‪ٛ‬ـ والكتب واٖغاىْ الغراهٓة‪ ،‬تجعمٍا تبحث عف‬
‫شرٓؾ العهر‪ ،‬تٍرب هف البٓت لتعٓش هعً وتصدؽ وعودي‪ ،‬وأخٓ ار تىتٍْ بحهؿ غٓر شرعْ فْ ٌذي‬
‫الحالة تمجأ الفتاة إلِ البغاء ل‪ٛ‬ىتقاـ‪ ،‬فقد دلت بعض ا٘حصائٓات أف ىسبة ٌاهة هف فتٓات هتخمفات‬
‫عقمٓا أو هصابات بأهراض عقمٓة ٓهارسف البغاء ىتٓجة ضعؼ الحكـ والوعْ واستغ‪ٛ‬لٍف هف طرؼ‬
‫أشخاص بدوف ضهٓر‪ ،‬وفْ حا‪ٚ‬ت أخرى ٓكوف البغاء اىتقاها هف اٖب وفض لصورة اٖـ‪.‬‬
‫(جبؿ‪،2000،‬ص‪.)414‬‬

‫‪ -‬وفْ ٌذا الصدد تبٓف هف خ‪ٛ‬ؿ دراسة حوؿ أشكاؿ الجىوح الهىتشرة‪ ،‬قاهت الباحثة "بدرة هعتصـ‬
‫هٓهوىْ" بدراسة بهركز إعادة التربٓة لمذكور وا٘ىاث سىة ‪1984‬ـ‪ ،‬بوٌراف وتـ الحصوؿ عمِ وجود‬
‫أطفاؿ وهراٌقٓف عثر عمٍٓـ فْ الشوارع (تشرد) أوفْ خطر هعىوي ‪ %6.66‬و‪ % 84.66‬إىاث‪،‬‬
‫وٓشهؿ الخطر الهعىوي تارة عمِ سرقة بسٓطة‪ ،‬أو ا‪ٚ‬خت‪ٛ‬ط بأشخاص هشكوؾ فٍٓـ‪ ،‬والسرقة احتمت‬
‫الهرتبة الثاىٓة ب‪ %26.52‬عىد الجىسٓف لكف اٖغمبٓة ‪ٌ %20.73‬ـ ذكور‪ ،‬أها عىد ا٘ىاث‬
‫فالسموؾ الشائع ٌو التشرد‪ ،‬أها الجىوح الجىسْ ‪ ،%2‬اغتصاب عىد الذكور‪،‬أها ا٘ىاث ‪ %76‬حا‪ٚ‬ت‬
‫اغتصاب أو تعدي عمِ الهحارـ‪ ،‬وفْ ٌذي الحالة رغـ أىً تعدي عمٍٓف‪ ،‬توضح البىت فْ الهركز‬
‫ٖف عائمتٍا ترفضٍا‪.‬‬

‫كها تشٓر الباحثة "بدرة هعتصـ هٓهوىْ" أىً هىذ (‪ )1988‬وخاصة فْ (‪ )1991‬شٍدت الجزائر‬
‫عمِ وجً الحصوص أبشع الجرائـ‪ ،‬وازداد الجىوح بكؿ أىواعً‪ ،‬فالشباب هورط فْ قضآا هخٓفة‬
‫كالتٍرٓب‪ ،‬والهخدرات والسرقة‪ ،‬وجرائـ القتؿ‪ ،‬واٖسباب هتعددة هىٍا تدور حوؿ القدرة الشرائٓة لمهواطف هع‬
‫تقٍقر قٓهة الدٓىار‪ ،‬وغ‪ٛ‬ء الهعٓشة‪ ،‬وها ٓزٓد فْ الجىوح الحالة اٖهىٓة لمبمد هها سٍؿ كؿ التغذٓات ىظ ار‬
‫لغهوض الوضع( حدواس ‪، 2013،‬ص‪.)163‬‬

‫وهف هظاٌر الجىوح العصٓاف الهىظـ لمقاىوف‪ ،‬العدواف والقسوة والتخرٓب والتذهٓر واشعاؿ الحرائؽ‬
‫فْ الههتمكات والوا‪ٚ‬غتٓاؿ وٌتؾ العرض‪ ،‬ا‪ٚ‬غتصاب والتحرش بأخرٓف وأعهاؿ الشغب وعادة ها ٓصاب‬
‫ٌذي الهظاٌر السموكٓة‪ ،‬شعور الحدث بعدـ الرضا والىقهة والغٓظ واله اررة اتجاي اٖسرة والهجتهع‪ ،‬وبالغٓرة‬
‫هىٍـ‪ ،‬كها ٓكوف هفٍوهً عف ىفسً سمبٓا وهشوٌا‪ ،‬وغٓر هتقبؿ لذاتً‪ ،‬وٓشعر بالتعاسة وربها وصؿ إلِ‬
‫حد ال‪ٛ‬هبا‪ٚ‬ة وعدـ ا‪ٚ‬كتراث بعواقب سموكً وأعهالً التخرٓبٓة‪ ،‬كها ٓبدو فاقدا لبصٓرتً غٓر هٍتـ‬
‫بهستقبمً‪ ،‬غٓر هسٓطر عمِ تصرفاتً سٍؿ ا‪ٚ‬ستشارة والتٍٓج‪ ( .‬عبيد‪، 2008،‬ص‪)276‬‬

‫‪ -‬الشعور بالرفض والحرهاف وىقص الحب وعدـ األهف ‪:‬الشعور بالعجز(الحقٓقْ أو الهتخٓؿ) وهشاعر‬
‫الىقص فْ اٖسرة وفْ الهدرسة وهع الرفاؽ‪ ،‬والشعور بالغٓرة ىحو واحد أو أكثر هف ا٘خوة بسبب التفرقة‬
‫فْ الهعاهمة‪،‬والشعور بالذىب بخصوص السموؾ الجاىح‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ -‬وجود هفهوـ سالب لمذات وتشوي صورة الذات‪ :‬حٓث ٓرى ىور الشرقاوي(‪ )1970‬أف صورة الذات‬
‫الهشوٌة شائعة بٓف اٖحداث الجاىحٓف وأف إتجاٌات الجاىح ىحو ذاتً تتهٓز بالسمبٓة ىتٓجة الخبرات‬
‫السٓئة التْ كوىٍا عف ىفسً هها جعمً غٓر هتقبؿ لذاتً‪ ،‬وأف تقدٓر الجاىح لذاتً ٓتهٓز بالدوىٓة والقصور‬
‫وعدـ الوقآة‪ ،‬وأىً أقؿ رضا عف ذاتً بالىسبة لهثمً اٖعمْ أو توقعات الجهاعة لً وخاصة أسرتً‪.‬‬
‫‪ ( .‬زهراف‪، 2001،‬ص ‪)436‬‬

‫‪-7‬أسباب وعواهؿ جىوح األحداث‪:‬‬

‫بعد التطرؽ إلِ هجهوعة هف الىظرٓات التْ تٍتـ با‪ٚ‬ىحراؼ والجرٓهة والجىوح بشكؿ عاـ‪ ،‬وٌْ‬
‫تفسر ذلؾ السموؾ الجاىح الذي صدر هف الحدث أو البالغ‪ ،‬وىظ ار لتعدد وتىوع وتفاوت العواهؿ واٖسباب‬
‫والظروؼ الهحٓطة بً‪ ،‬وكها قاؿ عمهاء الىفس بأف وراء كؿ سموؾ دافع بغض الىظر عف هعىِ وسوٓة‬
‫ٌذا السموؾ هف عدهٍا‪ ،‬وبالتالْ سوؼ ٓتـ التطرؽ إلِ اٖسباب فٓهآمْ ‪:‬‬

‫‪-1-7‬األسباب الىفسية ‪:‬‬

‫‪ -‬الحرهاف العاطفي ‪ :‬إف إقاهة ع‪ٛ‬قة عاطفٓة هستهرة وهطهئىة بٓف اٖـ و ابىٍا ٓعتبر أحد الشروط‬
‫اٖساسٓة لتأهٓف الصحة العقمٓة‪،‬وغٓاب ٌذي الع‪ٛ‬قة ٓقود الِ الحدٓث عف الحرهاف العاطفْ‪.‬الذي أكدت‬
‫عدة دارسات عمِ ىتائجً السمبٓة ‪-‬خاصة هىٍا القمؽ وا‪ٚ‬ضطربات الىفسٓة والرغبة فْ ا‪ٚ‬ىتقاـ ‪-‬والتْ‬
‫ٓترتب عىٍا فْ كثٓر هف اٖحٓاف جىوح اٖحداث وارتكاب السرقة ‪.‬‬

‫‪ -‬كها بٓىت دراسات أخرى أف الحرهاف الهبكر هف رعآة اٖـ و الرضاعة ٓؤدي إلِ ا‪ٚ‬ىحراؼ والتبمد‬
‫العاطفْ والتأخر العقمْ والٓأس وا‪ٚ‬ىفراد‬

‫وقد أوضحت دارسة وٓمٓاـ بروىروٌٓؿ ( ‪) Healy&Bronner‬التْ أجرٓت عمِ هجهوعتٓف هف‬
‫اٖطفاؿ الجاىحٓف حٓث بمغت كؿ هىٍا ‪105‬طف‪ ٛ‬أف ها ٓقؿ عف ‪%90‬هف هجهوعة اٖطفاؿ الجاىحٓف‬
‫ٓعاىوف هف هشاكؿ عاطفٓة اىفعالٓة ىتٓجة تعرضٍـ لعقوبات هعٓىة أو خبرات خاطئة‪.‬‬

‫وقد توصمت دارسة (هحهد عمْ) حوؿ ع‪ٛ‬قة الوالدٓف بالطفؿ وأثرٌا فْ جىوح الصبٓاف وسهات‬
‫الشخصٓة‪،‬الِ أف ٌىاؾ فروؽ ذات د‪ٚ‬لة إحصائٓة بٓف الجاىحٓف و غٓر الجاىحٓف فٓها ٓخص طفولتٍـ‬

‫وتىشئتٍـ ا‪ٚ‬جتهاعٓة ‪ ،‬كها ٓعد ا٘حباط ٌو هف أبرز الهواقؼ الذي ٓتهثؿ فْ الىبذ ‪،‬اٌ٘هاؿ ‪ ،‬القسوة و‬
‫أف غٓر الجاىحٓف ٓعاىوف أكثر هف الشعو بالىقص و القمؽ و سوء تكٓفٍـ ‪ (.‬أحهاف ‪،2016،‬ص‪)2‬‬

‫كها أكدت دراسة بولبْ (‪ )1952‬أف ٌىاؾ ع‪ٛ‬قة وطٓدة بٓف رعآة اٖـ لطفمٍا و ع‪ٛ‬قتٍا بً حٓث ٓقر‬
‫أىٍا تهثؿ هفتاحا رئٓسٓا فْ ىهو الطفؿ ٖىً ٓحتاج إلِ الشعور بالدفئ الذي ٓىتج عف ع‪ٛ‬قة حهٓهٓة ‪،‬‬

‫‪45‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫عىد غٓاب ٌذا الشعور فاف الحرهاف اٖهوهْ سوؼ ٓولد الكثٓر هف اٖهراض الىفسٓة عىد الطفؿ التْ قد‬
‫تدفعً إلِ ا‪ٚ‬ىحراؼ كالعدواف أو ا‪ٚ‬ىحراؼ ىحو اٖـ أو طمبات تعجٓزٓة أو تسطح فْ ا‪ٚ‬رتباط العاطفْ‬
‫أو ا‪ٚ‬ىسحاب أو الب‪ٛ‬ذة الذٌىٓة هع العمـ أف هدة الحرهاف العاطفْ إذا طالت زادت هف تمؾ اٖهراض‪.‬‬
‫(العهر‪، 2008 ،‬ص‪)269‬‬

‫‪ -‬التكويف العاطفي اإلىفعالي‪ :‬حٓث ٓقصد بً سرعة التٍٓج والحساسٓة الىفساىٓة‪ ،‬حٓث ٓىجـ عف اٖوؿ‬
‫عدـ قدرة الفرد أف ٓتحهؿ تأجٓؿ رغباتً والهراٌقٓف بصفة كبٓرة‪ ،‬والتْ ٓىجـ عىٍـ إرتكاب جرائـ العىؼ أها‬
‫الحساسٓة الىفساىٓة والذي ٓقصد بٍا ا‪ٚ‬ىفعا‪ٚ‬ت هف حٓث الىوع والكـ‪ ،‬حٓث هف ىاحٓة الىوع قد ٓختمؼ‬
‫الهجرهوف فْ ذلؾ فهىٍـ هف ‪ٓ ٚ‬عرؼ الخجؿ وٓهٓؿ إلِ التهرد‪ ،‬وهىٍـ هف ٌو خجوؿ وقابؿ لمصقؿ‬
‫والتٍذٓب‪ ،‬أها هف حٓث كهٓة ٌذي ا٘ىفعا‪ٚ‬ت فهتقمبوا اٌٖواء ٓتسـ أحداث ٌذي الهجهوعة بعدـ ا٘ستقرار‬
‫الىفسْ‪ ،‬وبسرعة التحوؿ هف الخهوؿ إلِ الىشاط وهف ا٘كتئاب إلِ السرور وهف الجرائـ أو الجىوح التْ‬
‫ٓرتكبوىٍا ٌْ التسوؿ‪ ،‬التشرد‪ ،‬الدعارة‪ ،‬ا٘دهاف‪.‬‬

‫‪ -‬التكويف الغريزي‪ :‬وٌْ تشتهؿ عمِ عدد هف الهٓوؿ التْ توجً سموؾ الفرد‪ ،‬حٓث أي اضطراب فْ‬
‫ٌذي الىواحْ الغرٓزٓة ٓؤثر عمِ سموؾ الفرد أو الحدث‪ ،‬وهف هظاٌري غرٓزة التهمؾ أٓضا‪ ،‬تتسـ بالزٓادة‬
‫أي الهٓؿ إلِ تكدٓس اٖشٓاء حتِ واف كاىت غٓر ذات قٓهة‪ ،‬وٌذا ها تـ تسجٓؿ حا‪ٚ‬ت عدٓدة هف ٌذا‬
‫الىوع بٓف اٖحداث السارقٓف الذٓف ٓتخصصوف فْ سرقة أشٓاء هعٓىة بالذات‪.‬‬

‫أها ىقص ٌذي الغرٓزة فقد ٓبدو فْ صورة البخؿ الشدٓد‪ ،‬ولكف ٌذا ىاد ار ها ٓؤدي إلِ ا٘جراـ‪ ،‬ولو اتجً‬
‫الحدث هف ٌذا الىوع إلِ ا‪ٚ‬ىحراؼ فإىً غمبا ها ٓتسوؿ‪.‬‬

‫‪ -‬أها بالىسبة لمغرائز الجىسٓة أٓضا قد ٓعتبرٌا الزٓادة والىقصاف‪ ،‬وهف هظاٌرٌا المواط (الشذوذ‬
‫الجىسْ)‪ ،‬ا‪ٚ‬غتصاب‪ ،‬التعذٓب‪ٌ ،‬تؾ اٖعراض‪ ،‬وقد تبٓف هف بعض الدراسات أف اٖحداث أو‬
‫المصوص الذٓف ٓرتكبوف جرائـ الىشؿ ٌـ عمِ قدر كبٓر هف ضعؼ الشخصٓة والتخىث‪ ،‬بٓىها أولئؾ‬
‫الذٓف ٓرتكبوف جرائـ السرقة با٘كراي أو عف طرٓؽ الكسر ٌـ عمِ جاىب كبٓر هف الخشوىة‪ ،‬وٌكذا‬
‫ٓهكف أف ىرى أف لمجاىب الغرٓزي بالغ اٖثر عمِ الحدث‬

‫‪ -‬الذات الهعكوسة‪ٓ :‬حدث أف ٓىشأ الحدث فْ أسرة ذا قٓـ هختمؼ عف تمؾ السائدة فْ الهجتهع‪ ،‬أي‬
‫أف ٌذي اٖسرة قد تسود فٍٓا الىزاعات ا‪ٚ‬جتهاعٓة أو ا٘جراهٓة‪ ،‬وٓحدث أف تؤثر ٌذي القٓـ الشاذة فْ‬
‫تكوٓف الضهٓر‪ ،‬أو اٖىا العمٓا لذلؾ الحدث‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫والىتٓجة ٌْ تكوٓف ها ٓعرؼ باٖىا العمٓا الهعكوسة‪ ،‬ولٓس هعىِ ٌذا أف الحدث ‪ٓ ٚ‬كوف لً ضهٓر قوي‬
‫فْ تمؾ الحا‪ٚ‬ت بؿ هعىاي أف القواعد والىواٌْ التْ ٓشتهؿ عمٍٓا ٌْ التْ تحدد ىوعٓة الع‪ٛ‬قة بٓىً وبٓف‬
‫غٓري هف اٖفراد‪.‬‬

‫‪ -‬صراعات التثبت األبوي‪ٓ :‬رى بعض العمهاء الىفسٓٓف أف أىواع السموؾ‪ٓ ،‬تـ تشكٓمٍا فْ هرحمة‬
‫الطفولة وخاصة فْ السىوات الخهس اٖولِ هف عهر الطفؿ‪ ،‬لٍذا ٍٓتـ ٌؤ‪ٚ‬ء العمهاء بدراسة ٌذي الهرحمة‬
‫الهؤثرة فْ تكوٓف شخصٓة الفرد ذو الهٓوؿ ا٘ىحرافٓة وا٘جراهٓة‪.‬‬

‫حٓث ٓرى الكثٓر هف أطباء اٖهراض الىفسٓة أف "عقدة أودٓب" و" عقدة إلت ار" ٌها السبب وراء العدٓد هف‬
‫الجرائـ التْ ٓتـ ارتكابٍا فْ الهجتهع‪ ،‬حٓث أكدت الدراسات أف إدهاف الكحولٓات قد ٓقصر عمِ اىً ىوع‬
‫هف الٍروب هف الصراعات الىاشئة عف العقدتٓف السالفة الذكر‪ ،‬وكذلؾ بالىسبة لمشذوذ الجىسْ والدعارة‪.‬‬

‫‪ -‬عقد الىقص (‪ :)Inferiority complex‬حٓث ٓعد "ألفرد دلر" ( ‪ )Alfered Adler‬عمِ ها لدى‬
‫ا٘ىساف هف طهوح فْ الحصوؿ عمِ هكاىة ٌاهة فْ الهجتهع فإىً قد ٓتعرض إلِ واحدة هف ا‪ٚ‬ثىتٓف إها‬
‫الرغبة فْ السٓطرة أو ا٘صابة بعقدة الىقص‪،‬لكف عىدها ٓدرؾ الشخص أىً إىساف فاشؿ فإىً قد ٓمجأ‬
‫لمجرٓهة عمِ سبٓؿ التعوٓض‪.‬‬

‫كها قد ٓمجأ الشخص فْ تقهص شخصٓة تحقؽ لً الىجاح والتفوؽ‪،‬حتِ ولو كاف سبٓؿ ذلؾ ا٘جراـ‪،‬حٓث‬
‫إذ سمؾ الحدث أو الهراٌؽ ٌذا السبٓؿ فإىً قد ٓىضـ إلِ جهاعة هف الهجرهٓف الذٓف ٓحاولوف طواؿ‬
‫الوقت ا‪ٚ‬ىتقاـ هف الهجهع الذي ىبذٌـ‪.‬‬

‫كها قد ٓسمؾ ٌذا الشخص فْ بعض اٖحٓاف ىوعا آخ ار هف السموؾ‪ ،‬والذي ٓتهثؿ فْ توجًٓ طاقة‬
‫العدواف عىدي إلِ ىفسً‪ ،‬هها قد ٓؤدي بً إلِ ا‪ٚ‬ىتحار‪ ( .‬كهاؿ ‪، 2012،‬ص‪.)40‬‬

‫‪-‬اضطرابات الشخصية ‪ٓ :‬ؤكد العدٓد هف الباحثٓف أف اٖهرض الىفسٓة و العقمٓة تعتبر هف اٖسباب‬
‫التْ تدفع الفرد لمسموؾ الجاىح‪ ،‬وٌذا ىتٓجة لها ٓعاىًٓ هف اضطرابات عمِ هستوى ا٘دارؾ والوعْ‪،‬‬
‫فحسب ىظرٓة التحمٓؿ الىفسْ عمِ سبٓؿ الهثاؿ فإف السموؾ ا٘ىح ارفْ ٓكهف فْ ذات الشخص‬
‫وباستخداـ الهىظور الفروٓدي فإف الهجرـ ٌو ذلؾ الذي لـ تىهو لدًٓ أىا قوٓة ٓهكىٍا التحكـ فْ بواعث‬
‫ا‪ٚ‬ىحراؼ‪ ،‬أو ٓهكف أف ٓكوف ا‪ٚ‬ىحراؼ ولٓد سٓطرة اٖىا اٖعمِ‪ ،‬فا٘جراـ حسب ٌذي الىظرٓة ٓرجع‬
‫أساسا إلِ ا‪ٚ‬ضطراب الذي ٓىشب بٓف هكوىات الشخصٓة ‪،‬وهف بٓف اضط اربات الشخصٓة التْ تؤدي‬
‫إلِ الجىوح هىٍا ‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫* الصرع ‪:‬وٓتهٓز الطفؿ الهصاب بً فْ بعض الحا‪ٚ‬ت بالٍروب والتشرد وعدـ السٓطرة عمِ‬
‫الجسـ‪،‬حٓث ٓختؿ لدٍٓـ ا٘دراؾ و فقداف الوعْ و ٌذا ٓؤدي بً إلِ سهاع أصوات غرٓبة ورؤٓة أشٓاء ‪ٚ‬‬
‫وجود لٍا هها ٓؤدي إلِ ارتكاب بعض السموكات الجاىحة دوف قصد‪.‬‬

‫* اضطرابات التصرؼ‪ٓ :‬صادؼ اضطرابات التصرؼ غالبا فْ أوساط بٓئٓة وىفسٓة واجتهاعٓة سٓئة‬
‫تسود فٍٓا ع‪ٛ‬قات عائمٓة غٓر هستقرة وفشؿ دارسْ‪ ،‬وغالبا ٓكوف فْ هرحمة هف العهر تتراوح بٓف ‪16‬‬
‫إلِ ‪ 12‬سىة ‪ ،‬و هف أشكاؿ اضطرابات التصرؼ والسموؾ التْ تصادؼ اٖطفاؿ والتْ ٓقعوف فرٓسة فْ‬
‫جرائـ ٌْ السموؾ العدواىْ‪ ،‬السموؾ الهىحرؼ‪ ،‬سموؾ التحدي الهعارض‪ (.‬أحهاف ‪ ،2016،‬ص)‬

‫*األهراض الجسهية والعقمية واإلصابة بالعاهات‪ :‬كثٓ ار ها تكوف اٖهراض الجسهٓة أو ا٘صابة بعاٌة‬
‫هعٓىة‪ ،‬هف العواهؿ الهؤدٓة إلِ التوتر الىفسْ والشعور بالىقص‪ ،‬أو عدـ الثقة بالىفس وبالتالْ ا‪ٚ‬ىسحاب‬
‫هف الهواقؼ التْ ٓتعرض لٍا فقد ٓكوف ههارس الجىوح لدًٓ عاٌة تحوؿ دوف توافقً هع الهجتهع أو قبوؿ‬
‫الهجتهع لً وبالتالْ قد ٓهارس العدواف ٘ثبات قدارتً هها ٓوقعً فْ الجىوح والجرٓهة هرة أخرى‪.‬‬

‫كها اشار س‪ٓٛ‬تر"‪ "G.syler‬فْ دراسة لً أف ٌىاؾ ع‪ٛ‬قة بٓف ا‪ٚ‬ضطرابات العقمٓة‪ ،‬وههارسة السموؾ‬
‫الهىحرؼ لدى الحدث أو الراشد أو العودة إلِ ههارسة الجرٓهة‪ ،‬وتتضهف ا‪ٚ‬ضطرابات العقمٓة كالفصاـ‬
‫أو جىوف ا٘ظطٍاد ىوعا هىٍا ولقد وجد هف تحمٓؿ الهسجوىٓف أف أقؿ ‪ %5‬كاىوا حقٓقة هجاىٓف‪ ،‬وعمِ‬
‫ذلؾ فإف التصىٓؼ الخاص بالهجرهٓف إلِ طائفة ( الهجرـ الهجىوف) ‪ٓ ٚ‬ىطبؽ عادة إ‪ ٚ‬عمِ قمة صغٓرة‬
‫هف هجتهع الهجرهٓف‪ ( .‬المطيؼ‪ ،2007،‬ص‪.)58‬‬

‫‪-2-7‬األسباب االجتهاعية واالقتصادية والثقافية ‪:‬‬

‫تساٌـ البٓئة ا‪ٚ‬جتهاعٓة التْ ٓعٓش فٍٓا ا٘ىساف والتأثٓر فْ ىفسً وسموكً ا‪ٚ‬جتهاعْ‪ ،‬حٓث تعد البٓئة‬
‫ا‪ٚ‬جتهاعٓة عبارة عمِ هجهوعة هف الجهاعات والهؤسسات التعمٓهٓة والتربوٓة والتروٓجٓة الهحٓطة بالفرد‬
‫حٓث ٌذي اٖخٓرة لٍا دور كبٓر فْ التأثٓر عمِ سموؾ الطفؿ وهٓمً إلِ ا‪ٚ‬ىحراؼ أو الجىوح إذا ها تمقِ‬
‫هىٍا جواىب سمبٓة ولٓست إٓجابٓة وبالتالْ سوؼ ٓتـ التطرؽ إلِ اٖسباب ا‪ٚ‬جتهاعٓة التْ تؤدي بالحدث‬
‫إلِ الجىوح أو ا‪ٚ‬ىحراؼ وٌْ كاٖتْ‪:‬‬

‫‪-‬األسرة‪ :‬فاٖسرة ٌْ وحدة اجتهاعٓة هٍهة لٍا أثرٌا عمِ حٓاة الفرد وٌْ تقوٓـ سموكً وٓتفؽ العمهاء‬
‫عمِ أف اٖسرة لٍا تأثٓر هباشر وقوي فْ تكوٓف شخصٓة الفرد وبدوف شؾ أف وجود حدث فْ بٓئة أسرٓة‬
‫غٓر ه‪ٛ‬ئهة ٓساعد عمِ إٓجاد بٓئة ه‪ٛ‬ئهة عمِ ا‪ٚ‬ىحراؼ وٌو هدى استجابة الطفؿ لتمؾ العواهؿ داخؿ‬
‫اٖسرة ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫أف اٖسرة ٓىجر عىٍا عدة عواهؿ وهشاكؿ التْ ‪ ٚ‬تتصؿ بشخص الهجرـ واىها بالهحٓط الذي ٓعٓش فًٓ‬
‫هها تدفعً ىحو الجرٓهة والجىوح هىٍا‪:‬‬

‫أ‪ -‬الخالفات والصراعات بيف الزوجيف‪ :‬إف الخ‪ٛ‬فات والعراؾ ها بٓف الزوجٓف ٓؤدي إلِ التوتر والهشاكؿ‬
‫وعدـ التفاٌـ داخؿ البٓت هها ٓؤثر عمِ تىشئة الطفؿ وٓصبح الطفؿ حائ ار ها بٓف اٖب واٖـ عىدٌا‬
‫ٓصاب الحدث بالتوتر وا‪ٚ‬ىفعاؿ هها ٓؤخر ىهوي عدـ الشعور باٖهف وبالتالْ ٓجد ىفسً هٍٓأ ل‪ٛ‬ىحراؼ‪.‬‬

‫وهف خ‪ٛ‬ؿ دراسة "ٌٓمْ" تىاولت ‪1000‬حدث هىحرؼ وجاىح فْ هدٓىة شٓكاغو اٖهرٓكٓة فوجد أف البٓت‬
‫الغٓر اله‪ٛ‬ئـ والذي ٓكثر فًٓ الخ‪ٛ‬فات ٓشكؿ ‪%22‬هف هجهوع العواهؿ التْ ٓهكف أف ٓكوف لٍا صمة‬
‫بجىوح اٖحداث وفْ دراسة أخرى قاـ بٍا الباحث شٓكاغو أٓضا وتىاولت ‪1000‬حدث هىحرؼ فوجد أف‬
‫الىسبة ارتفعت إلِ ‪ % 46‬وٌذا ٓرجع إلِ الصراع ها بٓف الزوجٓف‪.‬‬

‫‪ -‬كها تؤدي الصراعات الزوجٓة إلِ سوء تكٓؼ الحدث‪ ،‬وتساعد عمِ ا‪ٚ‬ىحراؼ عىدها ٓرتفع الشجار‬
‫والخ‪ٛ‬فات الحادة بٓىٍها‪ٓ ،‬ظٍر هف خ‪ٛ‬ؿ سموؾ خاطئ هف الوالدٓف كاٌ٘هاؿ‪ ،‬والد‪ٚ‬ؿ الزائد‪ ،‬أو‬
‫تفضٓؿ أحد اٖطفاؿ عمِ غٓري‪ ،‬وعمِ ٌدا ٓىتج عىدها ٓسهِ الحدث الهشكؿ الذي قد تؤدي بً ٌدي‬
‫الخ‪ٛ‬فات إلِ ا‪ٚ‬ىحراؼ‪ ،‬وفْ رأي ىظرٓة ا‪ٚ‬ىحراؼ والسموؾ ا٘جراهْ‪.‬‬

‫ب‪-‬التفكؾ األسري‪ٓ :‬رجع التكاهؿ اٖسري إلِ ىجاح الع‪ٛ‬قات اٖسرٓة‪ ،‬أها التفكؾ اٖسري فٓعود إلِ‬
‫فشؿ ٌدي الع‪ٛ‬قات واىح‪ٛ‬لٍا‪ ،‬كها ٓبدو واضحا فْ اضطراب الع‪ٛ‬قة بٓف الزوجٓف واخت‪ٛ‬ؼ ثقافة وفكر‬
‫وهٓوؿ وقٓـ كؿ هىٍها عمِ أخر‪ ،‬وتبآف هستوى التعمٓهْ بٓىٍها‪ ،‬هها ٓحدث رغبات هتصارعة‬
‫وهتضاربة بٓف أفراد اٖسرة‪.‬‬

‫وتعود أسباب التفكؾ اٖسري إلِ عواهؿ كالط‪ٛ‬ؽ‪ ،‬الٍجر‪ ،‬ووفاة أحد الوالدٓف أوكمٍٓها أو الغٓاب لفترة‬
‫طوٓمة بسبب شذوذ وأخ‪ٛ‬ؽ أباء‪ ،‬فقد ٓكوف اٖب هجرها أو هىحرفا أو هقاه ار أو سكٓرا‪ ،‬وقد تكوف اٖـ‬
‫كذلؾ‪ ،‬وبالتالْ ٌدي اٖخٓرة تؤدي إلِ اضطراب ىفسْ لدى الطفؿ وعدـ ا‪ٚ‬ستقرار‪ ،‬هها ٓؤدي بً إلِ‬
‫ا‪ٚ‬ىسٓاؽ ىحو الجرٓهة‪.‬‬

‫‪-‬الطالؽ‪ :‬قد ٓكوف سببا رئٓسٓا فْ التفكؾ اٖسري‪ ،‬وٓعتبر هف أٌـ عواهؿ ا‪ٚ‬ىحراؼ‪ ،‬ولقد أثبتت العدٓد‬
‫هف الدراسات أف هعد‪ٚ‬ت ا‪ٚ‬ىحراؼ تزٓد عىد اٖطفاؿ الهطمقٓف أكثر هف غٓرٌـ الدٓف جاؤوا هف أسرة‬
‫هتهاسكة‪ ،‬حٓث ٓقوؿ "ألبرت سولىت" هدٓر هركز دراسة الطفؿ فْ جاهعة "بٓؿ اٖهرٓكٓة" أف الطفؿ ٓهثؿ‬
‫أخطر وأكبر أزهة ىفسٓة تواجً اٖطفاؿ‪ ،‬وأف صدهة الط‪ٛ‬ؽ لمحدث وهحاولة التكٓؼ هع الحقٓقة أف‬
‫والدًٓ هىفص‪ٛ‬ف ٓهكف أف تكوف تأثٓراتٍا هؤلهة عمِ ىفسٓتً‪ٓ ،‬قوؿ عمهاء الىفس أف صدهة الط‪ٛ‬ؽ تأتْ‬
‫بعد صدهة الهوت‪ ،‬فهف ٌىا ٓشعر اٖحداث بالضٓاع وبأىٍـ هعرضوف لهشاكؿ ‪ٓ ٚ‬ستطٓعوف السٓطرة‬

‫‪49‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫عمٍٓا‪ ،‬فالتكٓؼ بعد الط‪ٛ‬ؽ ٓصبح صعبا خاصة عىد زٓارة أحد الوالدٓف فتكوف الحٓاة عىدٌـ غٓر‬
‫طبٓعٓة‪ ،‬فالط‪ٛ‬ؽ ٓعتبر عاه‪ ٛ‬هف عواهؿ القمؽ واىحراؼ اٖحداث‪ ،‬كها ٓؤدي أٓضا بالحدث إلِ حرهاىً‬
‫هف عاطفة والدًٓ وهف رعآتٍـ لً‪ ،‬وبالتالْ ٓهكف اعتباري بدآة ا‪ٚ‬ىحراؼ وا٘جراـ إدا أٌهؿ الوالدٓف‬
‫أطفالٍها‪.‬‬

‫‪ -‬وفاة أحد الوالديف أوكالهها ٓترتب عمِ الحدث صدهة عاطفٓة وحرهاىً هف الرعآة والحىاف‪ ،‬وقد تبٓف‬
‫أف اٖسرة التْ حدثت فٍٓا الوفاة ٓكوف سٍ‪ ٛ‬عمِ أطفالٍها أف ٓىحرفوا ٖىٍـ فقدوا رعآة أحد الوالدٓف‬
‫أوك‪ٌٛ‬ها‪ .‬إف عدـ وجود أي هف الوالدٓف ٓؤدي إلِ التأثٓر تأثٓ ار عمِ ىفسٓة الحدث ‪ٚ‬حتٓاجً إلِ رعآة‬
‫كؿ هىٍها‪ ،‬كها ٓؤدي أٓضا إلِ حدوث إٌهاؿ ٓؤثر فْ السموؾ السوي لمحدث‪ ،‬وها ٓتبع دلؾ هف اىحراؼ‪،‬‬
‫وأقصِ ها ٓكوف الحدث حائ ار ‪ٓ ٚ‬عرؼ طرٓؽ الخطأ أو الصواب‪.‬‬

‫ففْ دراسة أجرٓت عمِ أثر وفاة أحد الوالدٓف أوكمٍٓها فْ العراؽ عاـ ‪1994‬ـ عمِ (‪ )60‬حدث هىحرفا‬
‫و(‪ )60‬آخرٓف غٓر هىحرفٓف‪ ،‬حٓث وضحت ٌدي الدراسة أف ‪ %36.67‬هف أباء هىحرفٓف ‪ %20‬هف‬
‫أهٍات هتوفٓات‪ٓ ،‬قابؿ فْ دلؾ ‪ %5‬هف آباء غٓر جاىحٓف‪.‬‬

‫‪-‬كها قاـ فْ أهرٓكا ( شمدوف‪ ،‬ولٓتورجوؾ) بإجراء دراسة عمِ ‪ 500‬حدث جاىح‪ ،‬وهجهوعة أخرى هف‬
‫أحداث غٓر جاىحٓف‪ ،‬وكاىت الىتٓجة أف ‪ %20‬ـ الجاىحٓف توفِ آباؤٌـ أو أهٍاتٍـ وآباؤٌـ هعا‪ٓ ،‬قابؿ‬
‫دلؾ ‪ %13.6‬عىد غٓر الجاىحٓف‪.‬‬

‫‪-‬فالحدث عىد فقداىً ٖحد والدًٓ ٓصبح ضائعا إ؟د ها تمقِ الرعآة وا‪ٌٚ‬تهاـ الصحٓح الذي ٓبعدي عف‬
‫دائرة التشرد وا‪ٚ‬ىحراؼ‪.‬‬

‫‪-‬التربية األسرية الخاطئة‪ٓ :‬قصد بٍا تجاٌؿ الوالدٓف لسموؾ أطفالٍـ والقسوة فْ التربٓة والتٍاوف فْ‬
‫الهعاهمة‪ ،‬وٓرجع الخطأ فْ أسموب التربٓة ٌو جٍؿ كؿ هف اٖب واٖـ أوكمٍٓها بأسالٓب التربٓة السمٓهة‪.‬‬

‫فالهعاهمة القاسٓة لمحدث تؤدي إلِ رد فعؿ عدواىْ‪ ،‬وأف التىاقض فْ الهعاهمة بٓف الوالدٓف ٓؤدي إلِ‬
‫ضعؼ قٓهً العمٓا‪ ،‬وعدـ هعرفتً ٖسموب اٖخذ والعطاء أو هراعاة الهحٓطٓف أو إدراؾ اٖهور الخاطئة‬
‫هف الصائبة‪.‬‬

‫كها دلت الدراسات العمهٓة عمِ أف ىصؼ أو ها ٓقرب هف خهسة أضعاؼ هظاٌرٌا القسوة الهىزلٓة‬
‫أو التدلٓؿ الزائد أو هعاهمة الوالدٓف الخاطئة‪ ،‬وٌدا ٓؤدي إلِ ىتٓجة واحدة وٌْ اىفصاـ روابط الطفؿ‬
‫باٖسرة واىحرافً وىبد استجابتً الهعادٓة لمهجتهع‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪-‬فإذا تـ التعاهؿ هع الحدث بحزـ زائد عف حدي‪ ،‬فٓهكف أف تتكوف لدًٓ الرغبة فْ ا‪ٚ‬ىتقاـ‪ ،‬أو ردود فعؿ‬
‫كالسرقة‪ ،‬وهف ىاحٓة ٓىتج عىً شخصٓة ضعٓفة غٓر هتزىة وغٓر قادرة عمِ هواجٍة أي هشكمة تواجًٍ‬
‫وعدـ تىهٓة الع‪ٛ‬قات ا‪ٚ‬جتهاعٓة هع الهحٓطٓف بً‪.‬‬

‫ج‪-‬الوضع الثقافي واالقتصادي لألسرة ‪:‬عمِ جىوح اٖحداث‪ٓ ،‬ظٍر هف ىواح عدٓدة فقد تمجأ بعض‬
‫اٖسر إلِ السكف فْ أهاكف هزدحهة وغٓر صحٓة‪ ،‬بسبب عجزٌا الهادي با٘ضافة إلِ اىتشار البطالة‬
‫وهىً اىتشار الفقر وبالتالْ ٓؤثر عمِ عدـ تمبٓة الحاجٓات اٖساسٓة التْ تضهف الىهو واستهرار الحٓاة‬
‫لمحدث‪ ،‬هها ٓجعمً ٓقع فْ دائرة الجىوح‪ ،‬ودلؾ هف خ‪ٛ‬ؿ دفع اٖبىاء لمبحث عف ا‪ٚ‬سترزاؽ بوسائؿ‬
‫هختمفة‪.‬‬

‫‪-‬البطالة‪ٓ :‬عد الواقع الجزائر أف هشكمة البطالة هازالت قائهة بسبب التدٌور ا‪ٚ‬قتصادي وتىاقص الهوارد‬
‫الهالٓة التْ أدت إلِ إف‪ٛ‬س العدٓد هف الهؤسسات العهوهٓة‪ ،‬هها أىتج الكثٓر هف البطالٓف وٌدا لً تّأثٓر‬
‫سمبْ عمِ كٓاف اٖسرة ودعائهٍا‪.‬‬

‫وهف جٍة أخرى أفرزت التغٓرات السرٓعة التْ ٓشٍدٌا العالـ ها ٓسهِ بصىاعة الجىس العالهٓة‬
‫التْ غالبا ها ٓذٌب اٖطفاؿ والهراٌقٓف ضحآاٌا فْ ظؿ اٖزهة الهالٓة وتسرٓح أ‪ٚ‬ؼ هف العاهمٓف‪،‬‬
‫وٌو اٖهر الذي ولد ظاٌرة البغاء بٓف اٖطفاؿ‪ ،‬حٓث ٓذكر" أىطوىْ غدٓر‪ "2005‬أف دراسة خاصة ببغاء‬
‫اٖطفاؿ فْ الو‪ٓٚ‬ات الهتحدة اٖهرٓكٓة وبرٓطاىٓا وألهاىٓا‪ ،‬أشارت إلِ أف أكثر ٌؤ‪ٚ‬ء ٌـ هف اٖطفاؿ‬
‫الهعوزٓف الدٓف ٌربوا هف بٓوتٍـ ثـ دخموا سوؽ البغاء لتأهٓف هصدر لمرزؽ ‪(.‬كركوش‪، 2011،‬ص‪.)32‬‬

‫كها تبٓف هف خ‪ٛ‬ؿ "كهاؿ هاىع" بالجزائر حوؿ عواهؿ الجىوح اٖحداث بالجزائر سىة ‪،1997‬أف‬
‫‪ %41‬هف الهىحرفٓف ٓىتهوف إلِ عائ‪ٛ‬ت فقٓرة أوجد فقٓرة بالهقارىة ‪ %10‬فقط هف غٓر الهىحرفٓف‪ ،‬وكها‬
‫ٌو هعروؼ فالفقر ٓؤثر فْ كؿ هظاٌر الحٓاة العائمٓة‪ ،‬بها فٍٓا السكف‪ ،‬التربٓة الصحٓة وا‪ٚ‬ستقرار‬
‫العائمْ‪ ،‬با٘ضافة إلِ أثار أخرى لمفقر لٍا تأثٓر كبٓر فْ ىهو سموؾ الطفؿ وهوقفً هع الهجتهع‪(.‬هاىع‪،‬‬
‫‪ ، 1997‬ص‪)117‬‬

‫وٓضٓؼ هصطفِ غالب (‪ )1991‬أف ب‪ٛ‬ىت (‪ )Blant‬سىة ‪1991‬ـ وصؼ أثر الفقر عمِ شخصٓة‬
‫الطفؿ وصفا هىسجها هع اىفعا‪ٚ‬ت الطفؿ وسموكً ا‪ٚ‬جتهاعْ وص‪ٛ‬بة شخصٓتً فْ الهستقبؿ‪ ،‬حٓث رأى‬
‫أف العزوؼ الهادي الهستهر ٓؤدي إلِ قسوة السموؾ ا‪ٚ‬جتهاعْ وص‪ٛ‬بة الشخصٓة وتكوٓىٍا‪ ،‬واعتقد أف‬
‫الىاتج الثاىْ العزوؼ الهادي ٌو الشعور بعدـ اٖهف‪ ،‬فغالبا ها تظٍر ع‪ٛ‬هات القمؽ والفزع عمِ اٖطفاؿ‬
‫الدٓف كاىوا هأساة الخوؼ الحقٓقْ هف البرد والجوع‪ ،‬وٓظؿ ٌدا الشعور هرتبطا ببىاء الشخصٓة لدرجة أىً‬
‫‪ٓ ٚ‬زوؿ حتِ الوصوؿ عمِ دخؿ كافْ فٓها بعد أو المجوء إلِ ا‪ٚ‬ىحراؼ والجرٓهة‪(.‬كركوش‪،2008،‬‬
‫ص‪)34‬‬

‫‪51‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪-‬وسائؿ االعالـ و االتصاؿ و التقميد‪ :‬ﺇو ﺍلتقﺪن ﺍ٘ع‪ٛ‬هْ ﺍلتﻜىﻮلﻮجْ لـ ٓقتصﺮ عمِ ﺍلتمفاﺯ‪ ،‬وحدي‬
‫بل ﻅٍﺮﺕ َسٓمة ﺇع‪ٛ‬ن جدٓدة ‪ ٌْ ،‬شبﻜة ا‪ٚ‬ىترىت ﺍلتْ ﺃصبحت بالىسبة لٗﻁفاؿ َﺍلشباﺏ ساحﺮﺍ‬
‫جدٓدا ٓستٍمؾ أوقاتٍـ ‪َٓ ،‬ضع ﺃهاهٍﻢ هجا‪ٚ‬ﺕ َﺍسعة لمهعﺮفة َﺍلثقافة‪ ،‬لﻜىٍا فْ الوقت ىفسً تﻜشﻒ‬
‫جواىب ﺃخﺮُ سمبٓة لهغاهﺮﺓ غٓﺮ هأهﻮىة العواقب ‪ٌَ ،‬ﺬﺍ ٓشﻜل تٍدٓدا قوٓا عمِ سمﻮكٓاﺕ ﺍٖحﺪﺍﺙ‪،‬‬
‫َٓجعمٍﻢ عﺮضة لىﻮعٓاﺕ هختمفة هﻦ ﺍلهعمﻮهاﺕ َﺍلصﻮﺭ ﺍلتْ تتىاسب هع هراحمٍـ ﺍلعهﺮٓة ف‪ٛ‬بد هﻦ‬
‫ﺍلتسمٓﻢ بأو كثٓﺮﺍ هﻦ ﺍلهﻮﺍقع ﺍلهﻮجﻮﺩﺓ عمِ شبﻜة ا‪ٚ‬ىترىٓت تٍﺪﻑ ﺇلِ ﺇشاعة ﺍلفاحشة َﺍ٘باحٓة‬
‫والدعآة لمهشﺮَباﺕ ﺍلخهﺮٓة َﺍلهخﺪﺭﺍﺕ حٓث ‪%62‬هﻦ ﺇع‪ٛ‬ىاﺕ هىتﻮجاﺕ ﺍلهشﺮَباﺕ ﺍلخهﺮٓة عمِ‬
‫ا‪ٚ‬ىترىٓت جذابة ‪ ،‬كها صﺮىا ىسهع عﻦ جﺮﺍئﻢ ﺍلﻜتﺮَىٓة هﻦ قبٓل ﺍلسﻄﻮ َالتخرٓب َﺍقتحان لٗﻁفاؿ‬
‫هﻮﺍقع ﺍلﻜتﺮَىٓة‪َ ،‬تصهٓﻢ هﻮﺍقع لمعىﻒ َالتطرؼ تساٌﻢ فْ ﺍىتشاﺭ ثقافة ﺍلعىﻒ‪(.‬حشهة‪،2016،‬ص‪)8‬‬

‫حٓث ٓشٓر فْ ٌدا الصدد "‪ "Mccombs-Katzaman-Roberts-Comstoch-Chaffee‬فْ‬


‫‪ 1978‬إلِ أف اٖطفاؿ هف عهر ‪ 4‬سىوات إلِ ‪ 12‬سىة ٓهضوف ها ٓعادؿ ‪ 4‬ساعات ٓوهٓا أهاـ شاشات‬
‫التمفزٓوف‪ ،‬وٌدا لً تأثٓر قوي فْ ىهو الطفؿ جسهٓا وىفسٓا وفكرٓا وأخ‪ٛ‬قٓا واجتهاعٓا‪ ،‬كها ٓضعؼ‬
‫عهمٓات التفاعؿ ا‪ٚ‬جتهاعْ بٓف الوالدٓف وأطفالٍـ‪.‬‬

‫كها أكد "‪ "1985Shaffer‬أف اٖطفاؿ الدٓف ٓهٓموف إلِ هشاٌدة براهج العىؼ فْ سىة ‪ 9 -8‬سىوات‬
‫ٓكوىوف أكثر عدواىٓة فْ سف ‪ 19‬سىة‪ ،‬وأف السبب فْ دلؾ ٓعود إلِ أف اٖطفاؿ فْ ٌدي السف (‪-8‬‬
‫‪9‬سىوات) ‪ٓ ٚ‬هٓزوف بٓف ها ٌو واقع وها ٌو خٓاؿ‪ ،‬وٓعتقدوف أف ها ٓشاٌدوىً فْ التمفاز واقعْ ‪.‬‬
‫(الحىاكي ‪، 2006،‬ص‪.)42‬‬

‫‪-‬الهدرسة‪ :‬تأتْ الهدرسة فْ الهرتبة الثاىٓة هف حٓث اٌٖهٓة فْ تىشئة الطفؿ‪ ،‬ودلؾ لها لٍا هف أثر‬
‫فعاؿ فْ هختمؼ جواىب الطفؿ الىفسٓة وا‪ٚ‬جتهاعٓة واٖخ‪ٛ‬قٓة والسموكٓة خاصة‪ ،‬واف الطفؿ فْ السىوات‬
‫اٖولِ ٓكوف هضبوطا عمِ التقمٓد والتطبع بالقٓـ التْ تسود هجتهعً الذي ٓعٓش فًٓ‪ ،‬كها أىىا هف خ‪ٛ‬ؿ‬
‫الهدرسة ىستطٓع أف ىكتشؼ عوارض ا‪ٚ‬ىحراؼ هبك ار لدى اٖطفاؿ‪ ،‬هها ٍٓٓئ الفرصة لع‪ٛ‬جٍا قبؿ‬
‫استفحالٍا هثؿ‪ :‬ا‪ٚ‬عتداء عمِ الزه‪ٛ‬ء أو السرقة هف حاجٓاتٍـ أو هحاولة الٍرب هف الهدرسة أو إت‪ٛ‬ؼ‬
‫أثاث الهدرسة هها ٓعطْ هؤش ار أولٓا لوجود خمؿ فْ سموكٓات الطفؿ‪.‬‬

‫‪-‬كها ٓمعب الطرد هف الهدرسة وضعؼ التحصٓؿ التربوي الذي برز هع التغٓر ا‪ٚ‬جتهاعْ وا‪ٚ‬قتصادي‬
‫السرٓع والتحضٓر فْ الهجتهع الجزائري وخاصة فْ اٖهاكف الحضرٓة‪ ،‬حٓث تتركز ٌدي التغٓرات فْ‬
‫التعمٓـ‪ ،‬العهؿ اٖجروي والىقود أصبحت هطموبة فْ حٓاة الهراٌقٓف والعجز عف تحقٓقٍا ٓكوف سببا قوٓا‬
‫لدفع اٖحداث إلِ السقوط فْ الجرٓهة وا‪ٚ‬ىحراؼ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪-‬كها ٓعتبر الفشؿ الهدرسْ والطرد هىً فْ سف هبكرة قد ٓكوف لً أثر كبٓر عمِ التحصٓؿ التربوي وعمِ‬
‫سموؾ اٖفراد‪،‬فاٖو‪ٚ‬د الهطرودوف هف الهدرسة فْ الجزائر فْ سف ‪ 13‬أو‪ 14‬سىة ٓجدوف أىفسٍـ فْ حالة‬
‫غٓاب الرقابة اٖبوٓة هتسكعٓف فْ الشوارع ب‪ٌ ٛ‬دؼ‪،‬وبالتالْ فإىٍـ ٓصبحوف أكثر عرضة ل‪ٛ‬خت‪ٛ‬ط‬
‫بالهىحرفٓف وبالىشاطات ا٘جراهٓة‪،‬والتْ ٓهكف أف تعطٍٓـ ىوعا هف الترقٓة وربحا هالٓا وهرك از‬
‫اجتهاعٓا‪،‬كها أف الطرد هف الهدرسة فْ سف هبكر ٓىتج عىً تحصٓؿ تربوي ضعٓؼ وٌذا ها ثبت وفؽ‬
‫دراسة "كهاؿ هاىع" حوؿ عواهؿ جىوح اٖحداث وذلؾ أف ىسبة ‪ %66‬هف الهىحرفٓف كاىوا أهٓٓف أو ىصؼ‬
‫أهٓٓف‪ (.‬هاىع ‪،1997،‬ص‪)121‬‬

‫‪-‬ظروؼ السكف‪ :‬هف آثار الفقر أٓضا السكف فْ بٓت هكتظ وب‪ ٛ‬وسائؿ ضرورٓة وقد وجدىا أف ىقص‬
‫ٌذي الوسائؿ الضرورٓة هثؿ‪ ،‬الث‪ٛ‬جة‪-‬حهاـ‪-‬طباخة‪ ٌْ...‬أكثر فْ أوساط الهىحرفٓف الذٓف وضعٓتٍـ‬
‫ا‪ٚ‬قتصادٓة سٓئة وقد دلت كثٓر هف الدراسات العالهٓة عمِ وجود ع‪ٛ‬قة بٓف البٓئة لمسكف وبٓف اىحراؼ‬
‫اٖحداث حٓث ثبت وفؽ دراسة"كهاؿ هاىع" أف ىقص التأثٓث الهىزلْ وغٓاب جو هرٓح فْ البٓت ٓهكف أف‬
‫ٓدفع كثٓر هف اٖطفاؿ أف ٓختاروا الٍروب إلِ الشارع حٓث الرقابة قمٓمة‪ ،‬وفرص ا‪ٚ‬ىحراؼ كثٓرة وخاصة‬
‫فْ الهدٓىة‪،‬وحٓث أف ىسبة ‪%35‬هف الهىحرفٓف و‪%1‬فقط هف غٓر الهىحرفٓف كاىوا ٓقضوف هعظـ أٓاـ‬
‫اٖسبوع فْ الهقاٌْ‪ ،‬كها أف ‪%53‬هف الهىحرفٓف و‪%16‬فقط هف غٓر الهىحرفٓف قالوا بأىٍـ كاىوا‬
‫ٓقضوف وقتٍـ هتجولٓف فْ الشوارع هعظـ أٓاـ اٖسبوع‪.‬‬

‫وهف ٌىا ىجد أٓضا أف شخصٓة الحدث تتشكؿ فْ الغالب بحسب سكاف الحْ وبحسب هكاىة الحْ‬
‫السكىْ‪ ،‬عمِ هستوى الهدٓىة وبحسب وسائؿ التروٓح الهتاحة فًٓ‪.‬‬

‫وقد حاوؿ بعض العمهاء تصىٓؼ تمؾ اٖحٓاء الهصدرة لمجىاح والتْ تعد هكاف تفرٓغ لمهجرهٓف وعد هىٍا‬
‫‪7‬أىواع ٌْ‪:‬‬

‫‪ -1‬الحْ الهزدحـ بسكاىً الفقراء وتىتشر فًٓ الرذٓمة‪.‬‬

‫‪-2‬الحْ الفقٓر جدا بحٓث تصبح السرقات البسٓطة وكأىٍا أهر طبٓعْ‪.‬‬

‫‪-3‬الحْ الذي ٓىفصؿ عف الهجتهع بفواصؿ طبٓعٓة أو اجتهاعٓة‪.‬‬

‫‪-4‬الحْ الذي ٓعٓش فًٓ غٓر الهتزوجٓف وهف سهاتً الخمٓط السكاىْ الغٓر هتجاىس‪.‬‬

‫‪-5‬الحْ الذي ٓغؿ عمِ سكاىً اٖقمٓات الهتهٓزة عف الهجتهع بحٓث ٓهتاز بعزلة اجتهاعٓة‪.‬‬

‫‪-6‬الحْ الذي ٓعرؼ عىً أىً هكاف لمرذٓمة (البغاء‪-‬القهار)‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ -7‬الحْ الىائْ وٌذي عادة ها تكوف أقرب لمرٓؼ وتكوف همجأ ‪ٚ‬خت‪ٛ‬ؼ الهجرهٓف‪.‬‬

‫كها تمعب الهتغٓرات السكاىٓة فْ أي هجتهع تأثٓ ار بالغا عمِ سٓاؽ الحٓاة واىتظاهٍا فًٓ‪،‬و كذلؾ عمِ‬
‫سموكٓات اٖفراد‪ ،‬ف‪ ٛ‬شؾ أف كثافة السكاف أو ىقصٍا وهعد‪ٚ‬ت الهوالٓد والوفٓات وتوسط العهر وىصٓب‬
‫الفرد هف خدهات الرعآة ا‪ٚ‬جتهاعٓة كمٍا عواهؿ قد ٓكوف لٍا اىعكاسات هباشرة وغٓر هباشرة فْ حدوث‬
‫الكثٓر هف الهشك‪ٛ‬ت التْ تعاىْ هىٍا الهجتهعات وهف بٓىٍا جىوح اٖحداث‪ ،‬وذلؾ ىظ ار لوجود ع‪ٛ‬قة‬
‫بٓف الطبقة ا‪ٚ‬جتهاعٓة التْ ٓىتهْ إلٍٓا الحدث والجىوح بهعىِ ٌؤ‪ٚ‬ء الذٓف ٓعشوف فْ ظؿ طبقة‬
‫اجتهاعٓة دىٓا ٓكوىوف عادة هعرضٓف لمجىوح أكثر هف غٓرٌـ‪.‬‬

‫‪-‬أوقات الفراغ‪ :‬غالبا ها ٓتاح لمحدث خ‪ٛ‬ؿ هراحؿ ىهوي الهختمفة فترات طوٓمة هف الوقت ‪ٓ ٚ‬ﻜوف‬
‫لدٍٓا فٍٓا عهؿ هحدد ٓؤدًٓ ‪ ،‬وٌذا ها ٓطمؽ عمًٓ وقت الفراغ ‪.‬و ٓعتبر ٌذا الوقت س‪ٛ‬حا ذا حدٓف ‪،‬‬
‫فإذا استهر ٌدا الوقت بشﻜؿ عمهْ هخطط و هىظـ فإىً غالبا ها ٓؤدي الِ بىاء أجٓاؿ صالحة ذات‬
‫قدرات و هٍارات اجتهاعٓة و فىٓة عالٓة وهفٓدة‪ ،‬أها إذا ترؾ ٌذا الحدث ٓشغمً بطرٓقتً الخاصة دوف‬
‫توجًٓ أو هتابعة فإف ذلؾ قد ٓؤدي الِ ىتائج ‪ ٚ‬تحهد عقباٌا ‪ ،‬فاؿﻜثٓر هف السموؾ الجاىح قد ٓﻜوف‬
‫غٓر هوجً ‪ ،‬أو ىتاجا ‪ٚ‬فتقاد التوجًٓ فْ استثهار وقت الفراغ وهف تـ فإف القصور فْ‬ ‫هجرد لعب‬
‫توفٓر وسائؿ سوٓة لمترفًٓ ‪ ،‬و شغؿ وقت الفراغ ٓﻜوف هف العواهؿ التْ تسٍـ فْ حدوث السموؾ‬
‫الجاىح فقد لوحظ‪.‬‬

‫إف جرائـ اٖحداث تزداد فْ الهىاطؽ الخالٓة هف وسائؿ المٍو كالىوادي و الحدائؽ و اله‪ٛ‬عب ‪،‬كها‬
‫لوحظ أف تمؾ الجرائـ تقع فْ أوقات غٓر أوقات الد ارسة أو العهؿ‪ ،‬وهف ذلؾ ٓبدو واضحا أف سوء‬
‫استثهار وقت الفراغ أو عدـ استثهاري ٓؤدي إلِ ظٍور جرائـ اٖحداث ‪.‬‬

‫وٓؤٓد ذلؾ ها جاءت بً إحدى الدراسات حٓث وجد أف ‪%93‬هف الجاىحٓف ٓستغموف أوقات فارغٍـ‬
‫فْ أىواع هف الىشاطات الضارة كالتسكع فْ الطرقات و الهغاهرة ‪ٓ %1،‬ستغموف أوقات فارغٍـ فْ ىشاط‬
‫غٓر هىتج ولكىً غٓر ضار و أف‪ %1‬هىٍـ فقط ٓستغموف أوقات فارغٍـ فْ ىشاط هىتج‪( .‬حوهر‪ ،‬دت‪،‬‬
‫ص‪)159‬‬

‫وفْ الدراسة التْ أجراٌا"حٓدر" عمِ الهجتهع السوري ظٍر أف ‪ %82‬هف اٖحداث ارتكبوا أفعالٍـ‬
‫ا‪ٚ‬ىحرافة بهشاركة آخرٓف‪.‬‬

‫‪-‬وفْ الدراسة التْ أجراٌا "الربآعة" عمِ ث‪ٛ‬ثة هجتهعات اٖردف‪ ،‬الهغرب‪ ،‬السوداف ظٍر أف ‪ %40‬هف‬
‫أفراد العٓىة ارتكبوا جرائهٍـ با‪ٚ‬شتراؾ هع آخرٓف وتبٓف أف اٖصدقاء ٓشكموف حوالْ ‪ %87‬هف أعضاء‬
‫ٌذي الجهاعة فتأثٓر جهاعة الرفاؽ ها ٌو إ‪ ٚ‬عاهؿ هف العواهؿ ا‪ٚ‬جتهاعٓة الهؤثرة فْ اىحراؼ اٖحداث‬

‫‪54‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ٓ ٚ‬عهؿ إ‪ ٚ‬بوجود عواهؿ أخرى هختمفة تدفع الحدث إلِ أف ٓجد فْ هثؿ ٌذي الرفقة تخفٓفا لهتاعبً‬
‫وصراعاتً وهف أهثمة ٌذي العواهؿ فقداف الرعآة اٖسرٓة أو الفقر الشدٓد واٌ٘هاؿ أو القسوة الزائدة‪.‬‬
‫(سرحاف‪،1994،‬ص‪.)94‬‬

‫‪-8‬الىظريات الهفسرة لجىوح األحداث‪:‬‬

‫إف تفسٓر ظاٌرة الجرٓهة أو الجىوح بشكؿ قد اتخذ عدة طرؽ همتوٓة‪،‬فقد ظٍرت عدة اتجاٌات وىظرٓات‬
‫ىادت كؿ هىٍا حسب توجٍٍا‪ ،‬وذلؾ أىً ‪ٓ ٚ‬هكف القوؿ أف ٌىاؾ عاه‪ ٛ‬هحددا أو ىظرٓة واحدة تستطٓع‬
‫بهفردٌا تفسٓر ظاٌرة الجىوح عمِ ىحو عمهْ وهوضوعْ‪ ،‬فالهدرسة البٓولوجٓة عممت ىشوء الظاٌرة‬
‫بوجود خمؿ عضوي فْ تكوٓف الحدث‪ٓ ،‬وجد هعً هىذ و‪ٚ‬دتً وٓىفرد بً عف غٓري‪،‬أها الهدرسة الىفسٓة فترى‬
‫أف اٖهراض والعمؿ الىفسٓة والعقمٓة ٌْ التْ تدفع لمجرٓهة أو الجىوح‪ ،‬أها الهدرسة ا٘جتهاعٓة فتبرز‬
‫الصمة بٓف الظاٌرة ا٘جراهٓة والعواهؿ ا‪ٚ‬جتهاعٓة‪ ،‬وٌذا ها سوؼ ٓتـ التعرؼ عمًٓ‪:‬‬

‫‪- 1-8‬الىظرية البيولوجية ‪:‬‬

‫سادت أفكار الهدرسة البٓولوجٓة الموهبروزٓة تفسٓرات اىحراؼ اٖحداث حتِ أوائؿ القرف العشرٓف‬
‫لـ ٓكف هصطمح اىحراؼ اٖحداث قد ظٍر بعد وٓىظر أىصار ٌذي الهدرسة إلِ الجاىحٓف عمِ أىٍـ‬
‫ٓعاىوف هف اىحراؼ أخ‪ٛ‬قْ فطري‪ ،‬وهف عدـ قدرة عمِ كؼ الدوافع الغرٓزٓة‪ ،‬وهف تأثٓر ذي طابع‬
‫إجراهْ ٔباء هدهىْ خهر‪.‬‬

‫‪ -‬حٓث كاف ٓعتقد العالـ ا٘جراهْ ا٘ٓطالْ" سٓزار لهبروز" ٓعتقد فْ السبعٓىات هف القرف التاسع عشر‬
‫أىً ٓهكف تهٓٓز الىهاذج ا٘جراهٓة‪ ،‬بخصائص تشرٓحٓة هعٓىة هثؿ‪ ،‬حجـ الجهجهة‪ ،‬والفكٓف والجبٍة‬
‫وطوؿ الذراع‪ ،‬ورغـ اىً أقر بأف التعمـ ا٘جتهاعْ قد ٓؤثر فْ ىهو الىزاعات وأىهاط السموؾ‬
‫ا٘جراهْ‪ ،‬إ‪ ٚ‬أىً عمِ العهوـ كاف ٓعتبر الهجرهٓف أشخاصا هشوٌٓف أو ٓعاىوف هف العجز أو‬
‫القصور هف الوجٍة البٓولوجٓة‪ ،‬غٓر أف ٌذي الىظرٓة سرعاف ها فقدت هصداقٓتٍا‪ ،‬وحمت هحمٍا‬
‫توجٍات ىظرٓة أخرى تهٓز بٓف ث‪ٛ‬ثة أشكاؿ لمجسـ ا٘ىساىْ‪ ،‬وتربط واحدا هىٍا بالىزعة إلِ‬
‫ا‪ٚ‬ىحراؼ‪ ،‬فالىوع العضمْ الىشط كها تزعـ ٌذي الىظرٓة‪ٓ ،‬كوف أصحابً أكث هٓ‪ ٛ‬لمعداء ول‪ٛ‬ىحراؼ‬
‫ههف ٓتصفوف بتحوؿ الجسـ أوهف اٖشخاص ذوي اٖجساـ الههتمئة ‪ (.‬غدىز‪ ،2005،‬ص‪.)281‬‬
‫‪ -‬كها تىاولت أىا ستازي " ‪ "Ana satazie‬بالبحث فْ خصائص أو شكؿ الوجً واٖبعاد الجسهٓة‬
‫والظروؼ الفسٓولوجٓة وتأثٓر الغدد الصهاء والبٓئة الداخمٓة لمدـ وطبٓعة الحواس‪ ،‬باعتبار أف كؿ ذلؾ‬
‫ٓدخؿ فْ تحدٓد التكوٓف الجسهْ لمفرد‪ ،‬واىتٍت إلِ أف أٓة ع‪ٛ‬قة تقوـ بٓف خصائص الوجً والسهة‬
‫السٓكولوجٓة ‪ٓ ٚ‬هكف أف تكوف ذات قٓهة عمهٓة حقٓقٓة‪ ،‬وحتِ فْ حالة ظٍور اتفاؽ بسٓط بٓف‬

‫‪55‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫بعض خصائص الوجً والجهجهة وبٓف السموؾ‪ ،‬فإف ٌذا ا‪ٚ‬تفاؽ لف ٓكوف أكثر هف هجرد استىتاج‬
‫فقط‪ ،‬وأثبتت ستازي أف الع‪ٛ‬قة ضئٓمة أو هىعدهة بٓف حجـ الجسـ بصفة عاهة والهستوى العقمْ‬
‫لمفرد‪.‬‬
‫‪ -‬كها ٓتفؽ كؿ هف *ٌٓمْ وبرت *عمِ أف الوراثة الهباشرة فْ السموؾ الهضاد لمهجتهع‪ٓ ٚ ،‬عتهد‬
‫عمٍٓا إ‪ ٚ‬فْ حا‪ٚ‬ت استثىائٓة‪.‬‬
‫‪ -‬وهف التفسٓرات الحدٓثة التْ ربطت الجاىب البٓولوجْ والجرٓهة دلؾ ا‪ٚ‬تجاي الذي حاوؿ تفسٓر التبآف‬
‫الكبٓر بٓف اىحراؼ الذكور هف جاىب‪ ،‬واىحراؼ ا٘ىاث هف جاىب آخر‪ ،‬بإرجاعً إلِ التفاعؿ‪ ،‬تفاعؿ‬
‫الدور الهرتبط بالجىس والفروؽ البٓولوجٓة بٓف الجىسٓف‪ ،‬وقد أشار "وٓمسوف ٌٓرىستٓف" إلِ سبب‬
‫بٓولوجْ آخر فسر بً زٓادة ها ٓرتكبً الذكور هف العدواىٓة عها ٓرتكبً ا٘ىاث‪ ،‬حٓث أرجع ذلؾ الفرؽ‬
‫إلِ ٌرهوف الذكورة‪ ،‬حٓث قاؿ أف ٌرهوف الذكورة أف ٌرهوف الذكورة الهسهِ (‪ )Androgens‬بسبب‬
‫حدوث هستوٓات عالٓة هف العدواىٓة بشكؿ عاـ‪ ،‬إ‪ ٚ‬أف ٌىاؾ هستوى ٌرهوىْ ذكوري هرضْ ٓرتبط‬
‫عادة بزٓادة العدواىٓة‪ ،‬وهف ثـ ا٘قداـ عمِ ارتكاب السموؾ ا٘جراهْ بٓف الذكور‪.‬‬

‫وفْ حٓف ٓرى الرأي السابؽ إهكاىٓة ربط الفروؽ بٓف الذكور وا٘ىاث بالفروؽ الٍرهوىٓة بغض الىظر عف‬
‫ا‪ٚ‬خت‪ٛ‬ؼ فْ الجواىب الفٓزٓقٓة الخاصة بالحجـ والقوة (غاىـ ‪، 2004 ،‬ص‪.)38‬‬

‫‪- 2-8‬الىظريات اإلجتهاعية ‪:‬‬

‫تىطمؽ الىظرٓات ا‪ٚ‬جتهاعٓة هف دراسة الجىوح كظاٌرة اجتهاعٓة تخضع فْ شكمٍا وأبعادٌا‬
‫لقواىٓف حركة الهجتهع‪ ،‬فٍْ ‪ ٚ‬تٍتـ بالجاىح الفرد بقدر ها ترتكز جٍدٌا عمِ هجهؿ الىشاط الجاىح‪.‬‬

‫وترى هعظـ الىظرٓات أف الجىوح أهر ٓتعدى السموؾ الفردي بدوافعً السوٓة هىٍا‪ ،‬والهرضٓة و‪ٓ ٚ‬هكف‬
‫فٍهً إ‪ ٚ‬هف خ‪ٛ‬ؿ دراسة بىٓة الهجتهع وهؤسساتً‪ ،‬وقد ٓكوف لمعواهؿ الذاتٓة دورٌا إ‪ ٚ‬أف تحدٓد الجىوح‬
‫ر إجتهاعٓا ‪ (.‬حجازي ‪ ، 1981،‬ص ‪.) 64‬‬
‫ٓبقِ أص‪ ٛ‬أه ا‬

‫‪-1-2-8‬ىظرية روبرت هرتوف (‪)A.morton‬‬

‫ٓذٌب هرتوف (‪ )A.morton‬إلِ أف الهجتهع ٓضغط عمِ أفرادي لرفع طهوحٍـ إلِ درجة ‪ٚ‬‬
‫تتهاشِ وا٘هكاىٓات الهتوفرة‪ ،‬هها ٓؤدي إلِ السموؾ الهىحرؼ أو الجاىح‪ٌ ،‬ذا الوضع تتهٓز بً غالبٓة‬
‫الهجتهعات الكبٓرة الهعاصرة‪ ،‬حٓث وضعٍا هرتوف بالخصائص التالٓة‪:‬‬

‫‪ -‬الرغبة الجاهحة لجهع الهاؿ بكؿ الطرؽ وعمِ هستوى جهٓع الطبقات ا‪ٚ‬جتهاعٓة‪.‬‬

‫‪ -‬عدـ إٓهاف الطبقات الهحروهة بعدالة القاىوف لتحقٓؽ أٌدافٍا فْ الحٓاة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ -‬لجوء ٌذي الطبقات إلِ غٓر القاىوف بدٓ‪ ٛ‬عف الحاجة‪ ( .‬الدوري‪،1984،‬ص‪.)276‬‬

‫إذ قاؿ (هرتوف) أف اضطراب الهعآٓر ا‪ٚ‬جتهاعٓة ٓىجـ عف كسر أو تٍشـ أىساؽ البىاء ا‪ٚ‬جتهاعْ‬
‫وهفاصمة الرابطة بٓىٍها‪،‬وٌذا غالبا ها ٓىفع عىدها ٓحصؿ اىفصاؿ حاد بٓىٍها‪ ،‬أي بٓف الهعآٓر الثقافٓة‬
‫وبٓف طاقة البىاء ا‪ٚ‬جتهاعْ وأفراد الهجتهع بالتصرؼ حسب الهعآٓر الثقافٓة وبٓف طاقة البىاء‬
‫ا‪ٚ‬جتهاعْ وأفراد الهجتهع بالتصرؼ حسب الهعآٓر البىائٓة‪ ،‬فالفرد أو الشاب عىدها ٓعٓش فْ وسط‬
‫هجتهع تكسر بىاؤي ا‪ٚ‬جتهاعْ وتبعثرت هعآٓري ا‪ٚ‬جتهاعٓة وباتت فْ اضطراب هتوتر‪ ،‬عىدٌا ٓضطر‬
‫هرتوف ٌذا التبىْ بالتبىْ الهبدع (‪ )innovation‬أي أف الشاب أو الفرد ٓىظر إلِ أٌداؼ الهجتهع ىظرة‬
‫احتراـ وتقدٓر وٓرٓد الوصوؿ إلٍٓا‪ ،‬إ‪ ٚ‬أىً ٓرفض استخداـ الوسائؿ السائدة والهتبعة هف قبؿ أفراد هجتهعً‬
‫لموصوؿ إلِ الٍدؼ وازاء ذلؾ فالشاب ٓمجأ إلِ ٌذا الهوقؼ بتبىْ وسائؿ غٓر قاىوىٓة ( هزخرفة) بسبب‬
‫ا‪ٚ‬ضطراب الهتوتر لمهعآٓر ا‪ٚ‬جتهاعٓة التْ سببٍا اىٍٓار البىاء ا‪ٚ‬جتهاعْ‪.‬‬

‫فالفقٓر جبؿ عمًٓ أف ٓتقبؿ ها عىدي‪ ،‬و‪ٓ ٚ‬سعِ إلِ أخد حقوقً أو ٓطالب بٍا‪ ،‬ولكف هع غٓاب‬
‫الهعآٓر ا‪ٚ‬جتهاعٓة ٓذٌب إلِ البحث عف وسائؿ جاىحة وهىحرفة لكْ ٓحسف وضعً ا‪ٚ‬قتصادي‪،‬‬
‫وٓحقؽ أٌدافً غٓر التْ وضعتٍا لً الطبقة الدىٓا ‪.‬‬

‫‪ -2-2-8‬ىظرية الثقافة الفرعية (‪)Subculture theory‬‬

‫تقوـ ٌذي الىظرٓة عمِ جاىبٓف أساسٓٓف ٌها‪:‬‬

‫‪ -‬أف فشؿ الفرد فْ تحقٓؽ أٌداؼ اجتهاعٓة عبر وسائؿ هشروعة تدفعٍـ لموقوع فْ الجىوح‪.‬‬

‫‪ -‬غالبا ها ٓربط أصحاب ٌذي الىظرٓة بٓف عهمٓات التخرٓب والتٍدٓـ وجىوح اٖحداث أكثر هف ربطٍـ‬
‫بٓف السرقة والفشؿ والجىوح ‪.‬‬

‫‪ٓ-‬قر "البرت كوٌف" ‪ 1955‬بأف عدـ قدرة الحدث هف أبىاء الطبقة الوسطِ عمِ تحقٓؽ قٓهٍا الخاصة‬
‫بٍا التْ اكتسبٍا وتعمهٍا هف طبقتً عبر تىشئتً تدفعً لمسقوط فْ الجىوح‪/‬لكىً عىدها ٓعرؼ بأىً غٓر‬
‫قادر عمِ تحقٓقٍا عبر وسائؿ هشروعة ٓقوؿ بأف وسائؿ طبقتً ‪ ٚ‬تستحؽ أف ٓستخدهٍا ٖىٍا غٓر‬
‫هجدٓة‪ ،‬إىً لهجرد شعوري بٍذا الشعور ٓمجأ إلِ تبىْ وسائؿ غٓر هشروعة‪،‬وٌذا ها ‪ٚ‬حظً "كوبرٓف" عىد‬
‫أبىاء الطبقة الوسطِ‪ ،‬عىدها ٓفشموف بالوصوؿ إلِ أٌداؼ ىاجحة وهشروعة تسود طبقتٍـ‪ ،‬هها ٓجعمٍـ‬
‫ذلؾ ٓعبروف بشكؿ سمبْ عف حكهٍـ الرافض لٍا فْ تجهعاتٍـ وهجالسٍـ ووسائؿ إع‪ٛ‬هٍـ أي عبر‬
‫ثقافتٍـ الفرعٓة‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ -‬أها " كمووارد واٌمٓف"‪ ، 1960‬فٓرى أف ٌىاؾ ع‪ٛ‬قة بٓف الثقافة الفرعٓة الخاصة بالهدهىٓف عمِ‬
‫الهخدرات خاصة بالشباب فْ الهىاطؽ الحضرٓة الفقٓرة والهوبؤة بالجرائـ التْ تجهع الهىسحبٓف هف ىسؽ‬
‫القٓـ ا‪ٚ‬جتهاعٓة السائد والهشروع‪ ،‬وحاؿ إرساء الشباب قواعد لقٓهٍـ الثقافٓة الفرعٓة تبرز أهاهٍـ فرص‬
‫الجىوح أو أىشطة جاىحة ٓكوف إىجازٌا هرضٓا لثقافتٍـ الفرعٓة الخاصة بٍـ التْ تكوف عبر وسائؿ غٓر‬
‫هشروعة ‪ (.‬العهر‪،2008،‬ص‪.)241‬‬

‫و ٌكذا ٓكشؼ "هٓرتوف" وغٓري هف العمهاء ارتفاع هعد‪ٚ‬ت الجرٓهة والبغاء والسموؾ الجاىح وأشكاؿ‬
‫ا‪ٚ‬ىحراؼ الهختمفة بٓف أفراد الطبقة الدىٓا‪ ،‬إذا ها قورىت بهعد‪ٚ‬ت الطبقة العمٓا فْ الهجتهع حتِ أف‬
‫كمووارد ٓقوؿ أف ا‪ٚ‬ىحراؼ أساسا ٌو ظاٌرة الطبقة الدىٓا ‪ (.‬بوالهايف ‪، 2008،‬ص‪)89‬‬

‫‪ -‬إف أصحاب ٌذي الىظرٓة كاف قائـ عمِ تفسٓرات اىحراؼ اٖحداث بالتركٓز عمِ الكٓفٓة التْ تتـ بٍا‬
‫عهمٓة تكوف الثقافات الفرعٓة لمجاىحٓف هف هىطمؽ أف كؿ فئة جاىحة تشترؾ فْ هبادئ وقٓـ‬
‫واتجاٌات تؤلؼ ثقافة خاصة بٍـ‪ٓ،‬ستهدوف هىٍا الشعور با‪ٚ‬ىتهاء وتبرٓرات لمسموؾ أ‪ٚ‬ىحرافْ‪.‬‬

‫‪-3-2-8‬ىظرية الهخالطة الهتفاوتة ألدويف سذرالىد (‪)E.sutherland‬‬

‫إف لجوء ٌذي الىظرٓة إلِ فكرة أف السموؾ ا٘جراهْ ٌو فْ أكثر حا‪ٚ‬تً ىتٓجة لمتعمـ الذي‬
‫ٓكتسبً الفرد هف خ‪ٛ‬ؿ الجهاعات اٖولٓة و‪ ٚ‬سٓها جهاعات اٖقراف‪ ،‬حٓث تختمؼ ٌذي الىظرٓة اخت‪ٛ‬فا‬
‫واسعا عف اٖفكار التْ تغزو الىزاعات ا٘جراهٓة إلِ عواهؿ ىفسٓة‪(.‬غدىز‪،2005،‬ص‪.)286‬‬

‫كها تستىد ٌذي الىظرٓة أساسا عمِ ىظرٓة التفكؾ ا‪ٚ‬جتهاعْ حٓث ذٌب "سذر‪ٚ‬ىد" إلِ القوؿ بأف الفرد‬
‫حٓف ٓختمط بجهاعات هختمفة ٓتأثر بعدة عواهؿ‪ ،‬بعضٍا ٓدفع إلِ ا٘جراـ والبعض أخر ٓهىع هف‬
‫هخالفة القاىوف‪ ،‬وٓختمؼ تأثٓر ٌذي العواهؿ أو تمؾ فْ الفرد حسب أسبقٓة واسته ارري وعهقً‪ ،‬فأسبقٓة‬
‫التأثٓر تعىْ أف الفرد ٓتأثر هىذ فجر حٓاتً بالسموؾ السائد فْ هجهوعة هعٓىة ٌْ أسرتً وقد ٓكوف ٌذا‬
‫السموؾ هتفقا هع القاىوف‪ ،‬وقد ٓكوف هختمفا ‪ ،‬وقد إفترض "سذر‪ٚ‬ىد" أف اٖشخاص ٓكتسبوف اٖىهاط‬
‫السموكٓة الهتىاسبة هع القاىوف أي اف السموؾ ا٘جراهْ ٓتعمـ هف خ‪ٛ‬ؿ عهمٓة التعاهؿ هع أشخاص‬
‫آخرٓف‪.‬‬

‫واذا كاف تارد (‪ )TARD‬قد أقاـ ىظرٓتً فْ إىتقاؿ السموؾ عمِ فرضٓتً اٖساسٓة فْ ا٘ٓحاء أو‬
‫التقمٓد فإف "ستر‪ٚ‬ىد" كاف أكثر دقة فْ كٓفٓة حدوث ٌذا ا٘ىتقاؿ بالىسبة لمسموؾ ا٘جراهْ بوجً خاص‪،‬‬
‫ولقد بىِ " ستذ‪ٚ‬ىد" ىظرٓتً ا٘جتهاعٓة عمِ فرضٓة جدٓدة سهاٌا ا٘خت‪ٛ‬ط التفاضمْ وٌْ هحاولة عمهٓة‬
‫جادة لتشخٓص تمؾ العهمٓات الضرورٓة فْ تكوٓف وفْ تطور السموؾ ا٘جراهْ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪-‬حٓث ٓرجع "ستىذر‪ٚ‬ىد" أف ا٘خت‪ٛ‬ط التفاضمْ ٓرجع إلِ خطوة أساسٓة هفاذٌا أف السموؾ ا٘جراهْ‬
‫سموؾ هكتسب غٓر هورث ٓتعمهً الفرد هف خ‪ٛ‬ؿ إخت‪ٛ‬طً بأفراد آخرٓف‪،‬وذلؾ بعهمٓة تواصؿ أو عهمٓة‬
‫تفاعؿ إجتهاعْ بٓف اٖفراد الذٓف ٓىتهوف إلِ الجهاعة الواحدة أو الهجتهع الواحد‪ ،‬وٓتـ هثؿ ٌذا التواصؿ‬
‫ا‪ٚ‬جتهاعْ با٘تصاؿ المفظْ أو بالمغة الك‪ٛ‬هٓة الشائعة أو بمغة ا٘شارة أحٓاىا‪( .‬الدوري‪،198،‬ص‪.)248‬‬

‫‪ ‬كها أف "سوذر‪ٚ‬ىد " عاـ ‪1948‬ـ صاغ هسمهات ىظرتً عمِ الىحو التالْ‪:‬‬
‫‪ -‬أف السموؾ ا‪ٚ‬جراهْ سموؾ هتعمـ‪.‬‬
‫‪ٓ -‬تـ تعمٓـ السموؾ ا٘جراهْ هف خ‪ٛ‬ؿ ا٘تصاؿ أو التخاطب هع اٖشخاص أخرٓف أثىاء هواقؼ‬
‫التفاعؿ ا‪ٚ‬جتهاعْ‪.‬‬

‫‪ٓ-‬حدث الجاىب الرئٓسْ هف تعمـ السموؾ ا٘جراهْ داخؿ الجهاعات الحهٓهٓة التْ ٓىتهْ إلٍٓا الفرد‪.‬‬

‫‪ٓ -‬صبح الفرد جاىحا أو هجرها إذا أرجحت عىدي التعارٓؼ التْ تؤدي إلِ إىتٍاؾ القاىوف أكثر هف‬
‫هثٓمتٍا الخاصة برفض إىتٍاؾ القاىوف أو التْ تؤٓد ضرورة ا٘ىصٓاع لمقاىوف‪.‬‬
‫‪ -‬تىطوي عهمٓة تبآف ا٘قتراؼ الخارجْ فْ تك ارري وهدى إسته ارري وشدتً وأولوٓتً‪.‬‬
‫‪ -‬تىطوي عهمٓة تعمـ السموؾ ا‪ٚ‬جراهْ هف خ‪ٛ‬ؿ ا٘قتراف بالىهاذج ا٘جراهٓة‪.‬‬
‫‪ٓ -‬ؤكد "سوذر‪ٚ‬ىد" أىً لٓس هف الضروري أف ٓحدث ا‪ٚ‬خت‪ٛ‬ط هباشرة بالهجرهٓف‪ ،‬فاٖطفاؿ ربها‬
‫ٓتعمهوف الهفآٌـ الهؤٓدة لمسموؾ ا٘جراهْ هف آبائٍـ‪ ،‬عف طرٓؽ سهاعٍـ أو رؤٓتٍـ لكؿ ها هف شأىً‬
‫أف ٓدعـ سموكٍـ ا٘جراهْ‪ ،‬أها هف جٍة أخرى فٍو ٓرى أف السموؾ ا٘جراهْ ٓتـ اكتسابً هف خ‪ٛ‬ؿ‬
‫ا‪ٚ‬قتراف بالهجرهٓف بهعىِ أف ذلؾ ٓتطمب أف تتـ التىشئة ا٘جتهاعٓة فْ إطار ىسؽ هف القٓـ‪،‬‬
‫ٓوصؿ إلِ اىتٍاؾ القاىوف‪ ،‬وٌكذا فإف الهجرـ الذي ٓوجد لدًٓ ا٘ستعداد الكاهف ل‪ٙ‬جراـ ٓتعمـ الهفآٌـ‬
‫أو التعرٓفات الهجىدة لمسموؾ ا٘جراهْ أو ا٘ىحراؼ ( ربيع ‪،‬ب‪ .‬ت ‪،‬ص‪.)152‬‬

‫‪ -3-8‬الىظريات الىفسية ‪:‬‬

‫الورثٓة‪ ،‬إ‪ ٚ‬أف رواد‬


‫لقد حاوؿ البٓولوجٓوف تفسٓر السموؾ الجاف هف خ‪ٛ‬ؿ العواهؿ البٓولوجٓة و ا‬
‫ا‪ٚ‬تجاي الىفسْ ٓرجعوف أسباب السموؾ الجاىح إلِ اضطرابات ىفسٓة ىاتجة عف صراعات داخمٓة ٓعٓشٍا‬
‫الحدث أو سموكات غٓر سوٓة هكتسبة أو أفكار غٓر عق‪ٛ‬ىٓة تدفع إلِ ا‪ٚ‬ىحراؼ وارتكاب الجرٓهة‪ ،‬وهف‬
‫أٌـ الىظرٓات التْ ساٌهت فْ تفسٓر السموؾ الجاىح كهآمْ ‪:‬‬

‫‪-1-3-8‬ىظرية التحميؿ الىفسي (سيغهوىد فرويد)‬

‫‪59‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫إذا تـ التطرؽ إلِ الهحممٓف الىفسٓٓف‪ ،‬فقد ٓبرز عمِ الفور الهحمؿ الىهساوي "سٓغهوىد فروٓد"‬

‫"‪ ،"S. Freud‬وذلؾ لفٍـ اىعكاسات ىظرٓتً عمِ تفسٓر الجرٓهة والتْ تقوـ عمِ أف الىفس ا٘ىساىٓة‬
‫تتكوف هف ث‪ٛ‬ثة جواىب وٌْ الٍو(‪، )ID‬الذات(‪ ،)Ego‬الذات العمٓا( ‪ )Super Ego‬حٓث‪ :‬الٍو (‪)ID‬‬
‫ٌو ذلؾ الجاىب ال‪ٛ‬شعوري (‪ )Unconscions‬الفطري هف الىفس ا٘ىساىٓة‪ ،‬وهستودع الىزاعات الغرٓزٓة‪،‬‬
‫أها الذات(‪ )Ego‬والتْ تكوف بهثابة السمطة التىفٓذٓة التْ تقود الشخصٓة‪ ،‬أها الذات العمٓا( ‪Super Eg‬‬
‫وٌْ بهثابة الحكـ أو الضهٓر لىفسْ ل‪ٙ‬ىساىٓة‪.‬‬

‫فقد ىظر " فروٓد" إلِ الشخصٓة هف زاوٓة الصراع بٓف ا٘بداع هف ىاحٓة والٍدـ هف ىاحٓة أخرى‪،‬‬
‫فا٘بداع تهثمً الىزاعات الغرٓزٓة ل‪ٙ‬ىساف ‪ٚ‬سٓها التعبٓر عف الغرٓزة الجىسٓة والتعمؽ العاطفْ والٍدـ ٓهثمً‬
‫الدافع لدى الهجتهع فْ هعاقبتً هف ‪ٓ ٚ‬حترهوف قواعد السموؾ‪ ،‬حٓث تقع الجرٓهة إها ىتٓجة ٘خفاؽ‬
‫الشخص فْ كبت ىزعاتً الغرٓزٓة كمٓة أو لعجزي عف تصدٍٓا أو تحوٓؿ ىشاطً الغرٓزي إلِ صور هف‬
‫السموؾ ا‪ٚ‬جتهاعْ فْ الهقبوؿ‪،‬وبالتالْ فقد ٓعبر الهجرـ عف ىزعاتً تعبٓ ار هباش ار وقد ٓفمح الهجرـ فْ‬
‫كبت ىزعاتً واسقاطٍا فْ ال‪ٛ‬شعور‪،‬ولكىً هع ذلؾ ٓعود إلِ التعبٓر عىٍا رهزٓا سموؾ ٓعتبر جرٓهة فْ‬
‫القاىوف‪.‬‬

‫وقد هٓز " فروٓد" بٓف ىوعٓف هف الهجرهٓف الهجرـ الذي ٓحس بالظمـ "‪ "criminal by injustice‬والهجرـ‬
‫الذي ٓحس بالذىب "‪ "criminal by guilt‬فاٖوؿ ٓخضع فْ البدآة لتأثٓر العواهؿ الدافعة إلِ الجرٓهة‬
‫فٓرتكب ٌذي اٖخٓرة‪ ،‬وبعد ذلؾ ٓشعر بالذىب وٓعاقب‪ ،‬أها الهجرـ الذ ٓحس بالذىب فإف إحساسً بالذىب‬
‫إتجاي رغباتً الهاضٓة ٌو الذي ٓقودي إلِ ارتكاب الجرٓهة‪ٖ ،‬ىً بطرٓقة غٓر واعٓة ٓسعِ إلِ التفكٓر عف‬
‫الجرٓهة الجدٓدة وعف سموكً الهاضْ عمِ السواء‪،‬ووسٓمة ٌذا التفكٓر فْ ىظري ٌْ الخضوع لمعقوبة‬
‫ولٍذا فإف هثؿ ٌذا الهجرـ ٓكوف عادة هف هعتادي ا٘جراـ‪ ،‬وٌو ٓحصؿ عمِ ىوع هف " ا٘شباع الىفسْ"‬
‫كمها تكرر توقٓع العقوبة عمًٓ‪،‬كها ‪ٚ‬حظ " فروٓد" أف ٌذا الىوع هف الهجرهٓف ٓحرص بعد ارتكاب الجرٓهة‬
‫عمِ ترؾ آثار تساعد فْ التعرؼ والقبض عمًٓ بؿ أف الرغبة فْ الخضوع لمعقاب لدى الهجرـ قد تصؿ‬
‫إلِ حد ا‪ٚ‬عتراؼ بارتكاب جرٓهة لـ ٓرتكبٍا قط ‪ (.‬رهضاف‪ ، 2001،‬ص‪.)76‬‬

‫ولقد قاهت ىظرٓة التحمٓؿ الىفسْ بتفسٓر وتوضٓح الع‪ٛ‬قة القائهة التْ تربط بٓف ها ٌو غٓر‬
‫هرغوب فًٓ‪ ( ،‬الههىوعات والهحرهات) هف ىاحٓة‪ ،‬وبٓف رغبة الفرد هف ىاحٓة أخرى‪ ،‬حٓث ىجد كؿ‬
‫شْء هحرـ أو ههىوع‪ ،‬إىها ٓخفْ وراءي رغبة وبالتالْ الحدث الجاىح ٌو الذي تسٓطر الدوافع الغرٓزٓة‬
‫والعدواىٓة عمِ قٓهتً ا٘جتهاعٓة وأف ا٘ضطراب فْ البٓئة ٓكوف بهثابة عواهؿ تخمؽ الشخصٓة الغٓر‬
‫سوٓة وا‪ٚ‬جتهاعٓة‪ ،‬فالبٓئة ا٘ىحرافٓة تىتج أكثر الهىحرفٓف ‪ (.‬زغير‪،‬و صالح‪،2010،‬ص‪.)18‬‬

‫‪60‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫وٌكذا ٓؤكد أىصار هدرسة التحمٓؿ الىفسْ عمِ أف جهٓع هظاٌر السموؾ ا٘ىساىْ تصدر عىً‬
‫ىتٓجة تأثٓر قوة دافعة وٌْ ها تعرؼ بالدافع‪ ،‬سواء أكاىت تمؾ الدوافع شعورٓة أـ ‪ ٚ‬شعورٓة‪ ،‬وقد ساعد‬
‫إكتشاؼ وفٍـ شخصٓة ا٘ىساف وهكوىاتٍا هف خ‪ٛ‬ؿ ها ٓدور بداخمٍا هف صراعات وتىاقضات والذي‬
‫ٓؤكدٌا "فروٓد" بأف السىوات اٖولِ هف عهر الطفؿ ٌْ التْ تعكس شخصٓتً‪ ،‬فٓها بعد وها ٓتعرض‬
‫الطفؿ وها ٓعٓشً هف توترات وصراعات داخؿ اٖسرة والبٓئة غٓر السمٓهة‪ ،‬التْ ٓعٓش فٍٓا تساٌـ فْ‬
‫تكوٓف الشخصٓة الغٓر السوٓة والهضطربة‪ ،‬اٖهر الذي ٓجعؿ الفرد ٓسٓر فْ طرٓؽ غٓر هقبوؿ وغٓر‬
‫هتوافؽ هع الهجتهع وبالتالْ ٓجد ىفسً فْ هىزلة ا‪ٚ‬ىحراؼ والجرٓهة أحٓاىا ‪ (.‬أبو توتة‪ ،1998 ،‬ص‪.)26‬‬

‫‪ -2-3 - 8‬ىظرية ألفريد أدلر(‪:)Alfred Adler‬‬

‫لقد ذٌب "أدلر" فْ إتفاقً هع فروٓد فْ بعض جواىب ىظرٓتً إلِ اتفاقً هعً فْ فكرة أف الجىس‬
‫ٌو الهحرؾ اٖساسْ لمحٓاة‪ ،‬ولكف ٌذا التوافؽ هع" فروٓد" لـ ٓكف هطمقا‪ ،‬حٓث ىجدي ٓىتقؿ بأفكاري إلِ‬
‫أف ا٘ىساف حٓواف عدواىْ وهف خ‪ٛ‬ؿ إتباعً لمسموؾ العدواىْ بقْ عمِ قٓد الحٓاة‪ ،‬وهف ثـ اعتبر‬
‫العدواف أكثر أٌهٓة هف الجىس‪ ،‬وٌكذا سار تفكٓر "أدلر" إلِ العدواىٓة والقوة والسٓطرة حٓث ٓرى "أدلر"‬
‫أف أسموب الحٓاة ٌو الهبدأ اٖساسْ الفردي الذي ٓهٓز الفرد‪ ،‬ولً صفة تفسٓرٓة بالىسبة لسموؾ الفرد‬
‫وخبراتً‪ ،‬فالشخص الذي تكوف حٓاتً همٓئة بهشاعر اٌ٘هاؿ وعدـ ا‪ٚ‬حتراـ والىبذ والهشاعر السمبٓة التْ‬
‫تىتابً وٓشعر بأىً غٓر هرغوب فًٓ‪ٓ ،‬فسر وٓوضح خبرات حٓاتً الهختمفة هف خ‪ٛ‬ؿ اٖسموب الذي عاش‬
‫فًٓ‪ ،‬وٓعتبر ذلؾ بهثابة ا٘طار الهرجعْ لً‪ ،‬فالشخص الذي تعود فْ حٓاتً الٓوهٓة التركٓز عمِ أسموب‬
‫القوة والهشاعر العدواىٓة‪ٓ ،‬عتبر كؿ عهؿ ٓقوـ بً قوة هضادة وٓفسر بأىً تحدي لذاتً‪ ،‬اٖهر الذي ٓىجـ‬
‫إتباع أسالٓب حٓاتٓة غٓر سمٓهة وأىهاط سموكٓة هىحرفة ‪ (.‬غىيـ ‪،1975،‬ص ‪)77‬‬

‫كها ٓشٓر "أدلر" إلِ أف القوة التْ تدفع ا٘ىساف ٌْ الرغبة فْ القوة وٌْ ىوع هف أىواع التعوٓض عف‬
‫هشاعر الىقص التْ تبدأ فْ هرحمة الطفولة‪ ،‬حٓث ٓرى الطفؿ ىفسً أقؿ هف الكبار الهحٓطٓف بً‪،‬وأضعؼ‬
‫هىٍـ جسهٓا وعقمٓا‪ ،‬فٓدفع بً ٌذا الشعور إلِ الكفاح هف اجؿ التفوؽ والسهو‪ ،‬وٓعتبر " أدلر" إرتكاب‬
‫الجرٓهة ها ٌو إ‪ ٚ‬هحاولة بٓئٓة ٓقوـ بٍا ا٘ىساف هف أجؿ تحرٓر الىفس هف الشعور بالىقص‪.‬‬

‫( سيد ‪، 2001،‬ص‪.)55‬‬

‫‪- 3-3- 8‬ىﻅﺭية ﺩيبوست‪)Debuyest( :‬‬

‫قان ﺩٓبَٓسﺕ بﺩﺭﺍسة جَﺍىﺏ عﺩٓﺩﺓ لمجاىح حٓث ٓهكف ا‪ٚ‬عتهاد عمِ ﺩﺭﺍسة ىهَﺫجٓة َﺍحﺩﺓ و التْ‬
‫أجرٓت عمِ ﺍلساﺭقٓو ﺍلصغاﺭ َسعِ هو خ‪ٛ‬لٍا ﺇلِ قٓاﺱ خﻁَﺭﺓ ﺍلتَجً ىحَ ﺍلجىَﺡ باعتباﺭي‬
‫ىشاﻁا ﺃساسٓا عىﺩ ﺍٖحﺩﺍﺙ َ هو خ‪ٛ‬ؿ ﺃبحاثً لقٓاﺱ ﺍلخﻁَﺭﺓ بَﺍسﻁة ﺍ‪ٚ‬ختباﺭﺍﺕ ﺍ‪ٚ‬سقاﻁٓة‬

‫‪61‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫خصَصا ﺍختباﺭ تفٍن الهوضوع ﺍلﺫّ عهؿ عمًٓ كثٓ ار توصؿ ﺇلِ ها ٓهكو ﺍعتباﺭي سمن خﻁَﺭﺓ (هقٓاس‬
‫لتصىٓؼ الجاىح ) تبعا لدرجة خطورتً ‪.‬‬

‫‪ -‬حٓث صىﻑ ﺍلساﺭقٓو ﺍىﻁ‪ٛ‬قا هو ٌﺫﺍ ﺍلسمن ﺇلِ ‪ 4‬فئات أساسٓة كؿ اثىٓف ٓشك‪ٛ‬ف قطبٓف‬
‫هتعاﺭضٓو عمِ ىفﺱ الهحور‪:‬‬

‫‪ -‬السرقة بدوف د‪ٚ‬لة جاىحة تقابمٍا ﺍلسﺭقة كأسمَﺏ ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺍلسﺭقة ﺍلعصابٓة تقابمٍا السرقة كأسموب شرٓؼ ‪.‬‬

‫* ﺍلسﺭقة بﺩﻭو ﺩاللة جاىحة ‪ٓ :‬تعمﻕ ﺍلﻁفؿ بأٌمً بشكؿ عاﺩّ فٓحﺱ بهكاىتً بٓىٍن لكو تعتﺭًٓ فْ‬
‫بعﺽ ﺍلحا‪ٚ‬ﺕ هىغصاﺕ تﺅﺩّ بً ﺇلِ ﺍلشعَﺭ بالحﺭهاو َ ﺍلىبذ هها ٓجعلً ٓسعِ ﺇلِ ﺍلتخمﺹ هو ٌﺫﺍ‬
‫ﺍلخمؿ ‪ٚ‬ستعاﺩﺓ تَﺍﺯىً ‪ َ،‬هو ٌىا تأخﺫ ﺍلسﺭقة ﺃَ ﺍلكﺫﺏ هث‪ ٛ‬ﺃشكاؿ ﺍلجىَﺡ ‪ ,‬ﺍٖخﺭُ ﺩ‪ٚ‬لتٍا هشكمة‬
‫جﺯء هو تجﺭبة كؿ فﺭﺩ فْ ﻁفَلتً بحٓﺙ تكَو ﺍلسﺭقة هث‪ ٛ‬ﻁﺭٓقة لتأكٓد الذات ﺃهان جهاعة ﺍلﺭفاﻕ‬
‫ﺍلجاىحٓو ‪ ،‬حٓث ٓتجاَﺯ ﺍلﻁفؿ ﺍلسَّ حالة ﺍلصﺭﺍﻉ هضحٓا بﺭغباتً ﺇها فْ حالة عﺩن تَفﺭ فﺭﺹ‬
‫ﺍلتعَٓﺽ ﺍلهتكٓﻑ (ﺇٌهاؿ ﺍلَﺍلﺩٓو‪ ،‬ىبﺫ‪ ،‬حﺭهاو‪ ،‬ﺃَﺍضﻁﺭﺍﺏ ‪ ...‬ىفسْ ﺍلخ ‪ٓ ،‬صبح تصﺭﻑ ﺍلﻁفؿ‬
‫ﺃسمَبا ﺃساسٓا فْ ﺇشباﻉ ﺍلﺭغباﺕ فٓتحَؿ هو سﺭقة ﺫﺍﺕ هعىِ ﺍٓجابْ ﺇلِ ىهﻁ جاىح هو ﺍلَجَﺩ‪.‬‬

‫* ﺍلسﺭقة كأسمﻭﺏ حياﺓ‪ٓ :‬كَو سمَﻙ ﺍلسﺭقة خﻁﺭﺍ عىﺩها ٓكَو هقبَ‪ ٚ‬هو ﺍلشخﺹ ‪,‬حٓﺙ ٓصبح‬
‫ىهﻁا هو ﺍلَجَﺩ ٓتباٌِ َٓعتﺯ بً‪ ،‬فٍَ هقبَؿ هىً عو َعْ‪ ،‬حٓﺙ ٓصبح ﺍلحؿ ﺍلَحٓﺩ ﺍلﺫّ ٓأخﺫ بً‬
‫لحؿ صعَباتً و بالتالْ سىحاَؿ فْ ها ٓمْ ﺫكﺭ خصائﺹ ﺍلجاىح ﺍلهكﺭﺭ ‪َ ،‬لكىىا سىتعﺭﺽ‬

‫قبؿ ﺫلﻙ الهسالؾ ﺍلتْ تﺅﺩّ ﺇلِ ﺍلجىَﺡ ﺍلهكﺭر‪:‬‬

‫‪-‬ﺍلﻁفؿ ﺍلهحﺭﻭن عاﻁفيا‪ٓ :‬تن ﺍلتَجً ىحَ ﺍ‪ٚ‬ىحﺭﺍﻑ فْ حالتً كها ٓأتْ‪:‬‬

‫حﺭهاو ‪ ٚ‬هبﺭﺭ لً َغٓﺭ عاﺩؿ ﺇٌهاؿ‪ ،‬ىبﺫ‪ ،‬قسَﺓ‪ ،‬ىقﺹ فْ عاﻁفة ﺍلحﺏ عىد ﺍٌٖؿ‬

‫‪ -‬ﺭﺩ فعؿ ﺩفاعْ هو ﺍلقمﻕ ﺍلىاتج عو ﺫلﻙ ﺍلحﺭهاو‪ٓ ،‬تخﺫ ﺍتجاٌا جاىحا تىخفﺽ فًٓ قٓهة الع‪ٛ‬قات‬
‫ا‪ٚ‬ىساىٓة هع ﺇع‪ٛ‬ء شأو ﺍٖشٓاء لقﺩﺭتٍا عمِ ارضائًٓ‪.‬‬

‫‪ -‬صﺭﺍﻉ خﻁٓﺭ َ هتكﺭﺭ هع ﺍلهحٓﻁ‪ٓ ،‬ﺅﺩّ ﺇلِ هأساﺓ ﺩﺍخمٓة َتﺫبﺫﺏ ها بٓو اٖىساﻕ َﺭﺍء ﺍ٘شباﻉ‬
‫ﺍلتعَٓضْ هو خ‪ٛ‬ؿ ﺍلمﺫﺓ ﺍٔىٓة َبٓو ﺍلتكٓﻑ‪.‬‬

‫‪ٓ -‬ىتٍْ ﺍلصﺭﺍﻉ فْ ﺍتجاي ﺍلهعاﺭضة َﺍلعﺩﺍء لمهجتهع َﺍلتهﺭﺩ عمًٓ هع ﺍىسٓاؽ َﺭﺍء ﺇشباﻉ ﺍلشٍَﺍﺕ‬
‫بشكؿ هباشﺭ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪-‬الﻁفؿ ﺍلهﺩلؿ‪ٓ :‬تن ﺍ‪ٚ‬تجاي ىحَﺍ‪ٚ‬ىحﺭﺍﻑ فْ حالتً كها ٓأتْ قصَﺭ فْ تعمن هعىِ ﺍلجٍﺩ‪َ ،‬شخصٓة ‪ٚ‬‬
‫تعﺭﻑ سَُ ﺍ٘شباﻉ ﺍلهباشﺭ لﺭغباتٍا‪.‬‬

‫‪-‬ﺍ‪ٚ‬صﻁﺩﺍن بهتﻁمباﺕ َقَٓﺩ ﺍلهجتهع ٓﺅﺩّ ﺇلِ قمﻕ شﺩٓﺩ َشعَﺭ بالغبو َعﺩن القدرة عمِ الت‪ٛ‬ؤـ هع‬
‫ٌذي ﺍلهتﻁمباﺕ بالتخمْعو‬

‫‪ -‬صﺭﺍعاﺕ خﻁٓﺭﺓ َهتكﺭﺭﺓ هع ﺍلهجتهع َسمﻁاتً تﺅﺩّ ﺇلِ تكَٓو شخصٓة جاىح ٓتوجً ىحو الىهط‬
‫الهىحرؼ هف الوجود‬
‫‪-‬ﺍلتهاهي بهعاييﺭ ﺍجتهاعية جاىحة‪ٓ :‬ﺭُ ﺩٓبَٓسﺕ ﺃو ﺍلتهاٌْ ﺍلجاىح غٓﺭ كاﻑ لتفسٓﺭﺍلتَجً ىحَ‬
‫ﺍ‪ٚ‬ىحﺭﺍﻑ‪َ ،‬لﺫلﻙ ٓستمﺯن ﺍٖهﺭ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺍلبعﺩ ﺍلىفسْ فْ ﺫلﻙ ﺍلتفسٓﺭ ففْ صﺭﺍﻉ ﺍلجاىح هع ﺍلهجتهع‬
‫ٓحﺱ بالتىاقﺽ بٓو سمَكً َبٓو ها ٓتﻁمبً ﺍلهجتهع ‪َ،‬لﺫلﻙ ٓقع فْ عهمٓة ﺍ‪ٚ‬ختٓاﺭ بٓو هَﺍصمة ﺍلتهسﻙ‬
‫بسمَكً‪َ ،‬بٓو ﺍلتكٓﻑ َعىﺩها ٓستهﺭ فْ سمَكً ٓهﺭ فْ ىفﺱ ﺍلَقﺕ بعهمٓة تﻁَﺭ ىفسْ ﺩﺍخمْ تﺅﺩّ‬
‫ﺇلِ تﺭسٓخ تهآٌة هع قٓن ﺍجتهاعٓة جاىحة‬

‫لقد استعرض دٓبوٓست أٌـ خصائص شخصٓة الجاىح الهكرر كها حددٌا أستاذي دٓجرٓؼ وٌْ ‪:‬‬

‫‪ -‬عجﺯ عو هﺭﺍعاﺓ هبﺩﺃ ﺍلَﺍقع َٓتضح هو خ‪ٛ‬ؿ حﺭٓة ﺭفﺽ ﺍلهعآٓﺭ ﺍ‪ٚ‬جتهاعٓة‪َ ،‬غٓاﺏ كؿ ﺍىتباي‬
‫لٕخﺭٓو َ‪ ٚ‬هبا‪ٚ‬ﺓ بٍن‪ ،‬ﺃّ غٓاﺏ ﺍ‪ٚ‬لتﺯﺍن ﺍلعاﻁفْ َﺍلخمقْ اتجاٌٍن ‪.‬‬

‫‪ -‬حساسٓة شﺩٓﺩﺓ اتجاي كؿ ها ٓشكؿ غبىا هفﺭوضا‪.‬‬

‫‪ -‬عجﺯعو ﺍلتكٓﻑ لمﺩٓهَهة ‪.‬‬

‫ٌَكﺫﺍ ٓصبح جىَحً ىهﻁا ﺃساسٓا لمحٓاﺓ‪ ،‬فٓعٓﺵ فْ جَ عﺩﺍئْ هعتقﺩﺍ ﺃىً ضحٓة‪ ،‬شﺩٓﺩ ﺍ٘حساﺱ‬
‫بحقً فْ ﺍلﺭﺩ ﺍ‪ٚ‬ىتقاهْ‪ٌَ ،‬كﺫﺍ ٓصبح ﺃعهِ عو ﺍٔخﺭ كقٓهة ﺃخ‪ٛ‬قٓة تستمﺯن ﺍلتﺯﺍها سمَكٓا ﺇﺯﺍءي‪.‬‬

‫*ﺍلسﺭقة ﺍلعصابية ‪ٚ:‬ستهﺭﺍﺭ ﺍ‪ٚ‬صﻁﺩﺍن هع ﺍلجهاعة َهعآٓﺭٌا ٓستمﺯن ﺍٖهﺭ ٌىا عَﺍهؿ ﺩﺍخمٓة‬
‫هﺅلهة‪ٌ ،‬ﺫي ﺍلعَﺍهؿ قﺩ تكَو َﺍحﺩﺓ هو ث‪ٛ‬ﺙ وٌْ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺍلعصاﺏ (‪:) Névrose‬ﺍلسﺭقة ٌىا ٌْ ىتٓجة صﺭﺍﻉ ﺩﺍخمْ بٓو هختمؼ ﺍلقَُ ﺍلفاعمة فْ‬
‫ﺍلشخصٓة‪ ،‬و بالتالْ ﺍلصﺭﺍﻉ ٓكَو عمِ َجً ﺍلخصَﺹ بٓو سعْ ﺍٖىا ىحَ ﺍلتكٓﻑ َضغﻁ ﺍلىﺯَﺍﺕ‬
‫ﺍلغﺭٓﺯٓة‪ ،‬حٓﺙ ٓعتبﺭ ﺍلفعؿ الجاىح هخرجا لٍذا الصراع ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ -‬ﺭﺩﻭﺩ ﺍلفعؿ ﺍلتعﻭيضية )‪ٓ :(Réactions compensatoires‬ﺩفع ﺍلجاىح هخﺭجا لٍﺫﺍ ﺍلصﺭﺍﻉ‬
‫ﺍ٘حباﻁ ٌىا ﺇلِ حؿ تعَٓضْ عو ﻁﺭٓﻕ ﺍلمﺫﺓ‪ٌ ،‬ﺫﺍ ﺍلحؿ ٓتعاﺭﺽ هع ﺍلقٓن ﺍٖساسٓة‪َ ،‬لﺫﺍ فإو ﺍلسﺭقة‬
‫ﺍلتعَٓضٓة تَلﺩ هشاعﺭ ﺍلﺫىﺏ َﺍلقمﻕ‬

‫‪ -‬بىاء ﺍلشخصية في ﻁﺭيﻕ تعﻭيضي ‪" :‬تتخﺫ ﺍلشخصٓة ٌﺫﺍ ﺍلﻁﺭٓﻕ ىتٓجة لتاﺭٓخ همْء بالتجاﺭﺏ‬
‫ﺍلهﺅلهة ﺍلتْ ‪ ٚ‬تتبع سبٓ‪ ٛ‬ﺁخﺭ لمتﻁَﺭ هث‪: ٛ‬ﺍلحﺭهاو ﺍلعاﻁفْ َتحَؿ ﺍلبحﺙ عو ﺍٖهو َﺍ‪ٚ‬ﺭتباﻁ‬
‫ﺍلع‪ٛ‬ئقْ ﺍ٘ىساىْ ﺇلِ ﺍ‪ٚ‬ستٍ‪ٛ‬ﻙ َﺍلتهمﻙ ﺍلهاﺩّ َتﺅﺩّ ٌﺫي ﺍلَضعٓة ﺇلِ غٓاﺏ ﺍلصﺭﺍﻉ ﺍلىفسْ َﺇلِ‬
‫ﺍلقبَؿ با‪ٚ‬ىحﺭﺍﻑ َﺍلعٓﺵ تبعا لىهَﺫجً َﺍلتعاهؿ هع ﺍلعالن فْ حالة هو ﺭﺩ الفعؿ الدفاعْ ضد تٍدٓد‬
‫اٖىا و الخطر الهحٓط بهستقبمًٓ‪.‬‬

‫*السرقة كسموؾ غير شريؼ ‪:‬تحدث عمِ هستوى ‪ٚ‬واعْ هع الرغبة فْ التكٓؼ هع الهجتهع ‪ ،‬دوف تقبؿ‬
‫القٓـ الخمقٓة بشكؿ همتزـ ‪( .‬حجازي‪،1981 ،‬ص‪. )59‬‬

‫‪-4- 8‬ا التجاي التكاهمي‪:‬‬

‫ىتٓجة لفشؿ الىظرٓات الهختمؼ السابؽ عرضٍا‪ ،‬فْ وضع التفسٓرات التْ تحٓط بكؿ أىهاط‬
‫السموؾ ا٘جراهْ أو بكؿ أىواع الهجرهٓف والجاىحٓف وذلؾ لتركٓز ٌذي الىظرٓات عمِ عاهؿ واحد حتهْ‬
‫فْ تفسٓر الجرٓهة وا‪ٚ‬ىحراؼ‪ ،‬ولذلؾ أرتئْ هجهوعة هف اٖىصار إلِ تأسٓس اتجاي تكاهمْ لتفسٓر‬
‫الجرٓهة حٓث أف بؤرة اٌتهاهٍـ تدور حوؿ التأكد عمِ أف ا‪ٚ‬ىحراؼ ‪ٓ ٚ‬ىشأ عف عاهؿ واحد‪ ،‬واىها ٌو‬
‫ىتاج هجهوعة هف العواهؿ التْ تتساىد هعا لتعزز فْ الىٍآة الهوقؼ ا٘ىحرافْ أو ارتكاب الجرٓهة‪.‬‬

‫وعمِ ذلؾ فإف اىحراؼ الشباب واٖحداث وفقا لتصور ٌذي الىظرٓة ٌو ىتاج لتفاعؿ جهٓع العواهؿ الذاتٓة‬
‫والبٓئٓة‪ ،‬أي ىتاج العواهؿ الجسهٓة والىفسٓة والعقمٓة هف جاىب‪ ،‬والعواهؿ ا‪ٚ‬جتهاعٓة وا‪ٚ‬قتصادٓة‬
‫الداخمٓة‪ ،‬والتْ تحدد فْ الفقر والسكف والعواهؿ اٖسرٓة هف جاىب آخر وأخٓ ار العواهؿ ا‪ٚ‬جتهاعٓة‪،‬‬
‫ووسائؿ الترفًٓ وا‪ٚ‬تصاؿ وا٘ع‪ٛ‬ـ والصراع الحضاري‪ ،‬والقٓـ الثقافٓة لمهجتهع ‪ (.‬العبيدي‪، 2001،‬‬
‫ص‪.)184‬‬

‫‪- 9‬تصىيفات الشخصية الجاىحة‪:‬‬

‫لقد تعددت التصىٓفات فْ ٌذا الهجاؿ هىٍا التصىٓفٓة السآكارتٓة‪ ،‬التصىٓؼ الهرضْ‪ ،‬التصىٓؼ‬
‫الىفسْ‪ ،‬التصىٓؼ الخاص بعمـ الىفس‪....‬إلخ‪ ،‬هها جعؿ تصىٓؼ الشخصٓة الجاىحة ٓتعدد‪ ،‬حٓث تـ‬
‫التطرؽ فْ ٌذا البحث وا٘قتصار عمِ التصىٓؼ الهرضْ ىظ ار لها ٓحوًٓ هف أصىاؼ كثٓرة وقرٓبة‪.‬‬

‫‪-1- 9‬التصىيؼ السيكاتري لمجىوح ‪:‬‬

‫‪64‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ ‬التصىيؼ الدولي ‪International list of cause of death) I.C.D 10 (:‬‬

‫جاء ذكر السموؾ الجاىح كاضطراب فْ قائهة ا‪ٚ‬ضطرابات السموكٓة وا‪ٚ‬ىفعالٓة والتْ توزعت‬
‫بدورٌا عمِ هحاور هثؿ بقٓة القوائـ اٖخرى التْ ٓتكوف هىٍا (‪ )ICD10‬وٌْ‪:‬‬
‫‪-‬اضطرابات سموكٓة واىفعالٓة عادة ها تبدأ فْ هرحمة الطفولة والهراٌقة‪.‬‬

‫‪-‬اضطرابات هختمطة الهسالؾ وا‪ٚ‬ىفعا‪ٚ‬ت‪.‬‬

‫‪-‬اضطرابات اٖداء الوظٓفْ ا‪ٚ‬جتهاعْ ذات البدآة الهحددة فْ الطفولة‪.‬‬

‫‪-‬اضطرابات سموكٓة واىفعالٓة أخرى‪.‬‬

‫أها ها ٍٓهىا فْ كؿ ٌذا وها ٓتهاش هع الهوضوع الهطروح لمبحث ىجد أف الجىوح ٓىحصر ضهف‬
‫أىهاط ا‪ٚ‬ضطرابات الهسمكٓة وٌْ‪:‬‬

‫‪ -1‬اضطراب هسمكْ هقتصر عمِ اٖسرة‪.‬‬

‫‪ -2‬اضطراب هسمكْ غٓر هتطبع اجتهاعٓا (غٓر هتهاشْ هع القواعد ا‪ٚ‬جتهاعٓة)‪.‬‬

‫‪ -3‬اضطراب هسمكْ هتطبع اجتهاعٓا (هتهاش هع القواعد)‪.‬‬


‫‪ -4‬اضطراب هسمؾ التحدي والجرأة فْ الهعارضة‪.‬‬

‫‪ -5‬اضطرابات هسمكٓة أخرى غٓر هحددة‪.‬‬

‫حسب ٌذي القائهة فإف أعراض السموؾ (الهضاد لمهجتهع) تظٍر فْ أف اٖطفاؿ الهصابٓف بالجىوح‬
‫ٌـ أشخاص رفضوا ا‪ٚ‬ىتهاء ا‪ٚ‬جتهاعْ وتىكروا لمقٓـ اٖخ‪ٛ‬قٓة والثقافٓة التْ اقرٌا الهجتهع خ‪ٛ‬ؿ سٓاقً‬
‫التارٓخْ حٓث ٓتهٓزوف ب‪:‬‬

‫‪ -‬الفقر الوجداىْ وتحوٓؿ هوضوعاتٍـ ا‪ٚ‬ىفعالٓة هف الهجتهع إلِ جهاعات خاصة‪.‬‬

‫‪ٓ -‬بدلوف اىتهاءاتٍـ ا‪ٚ‬جتهاعٓة إلِ جهاعات‪.‬‬

‫‪ٓ ٚ -‬شعروف بالذىب عمِ ها ٓقوهوف بً هف هخالفات وجرائـ ىحو أخرٓف‪.‬‬

‫‪ -‬عجزٌـ عف تبىْ أي فمسفة بأٌداؼ واضحة‪.‬‬

‫‪ -‬سٓطرة هبدأ المذة ٌْ التْ ٓقودٌـ حٓث لٓس شرطا أف تكوف لذة هعترفا بٍا اجتهاعٓة‪.‬‬

‫‪ -‬ضهٓرٌـ عقٓـ ‪ٓ ٚ‬تطور‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ٓ -‬تهٓزوف بالكذب و‪ٓ ٚ‬شعروف بالخجؿ‪.‬‬

‫كها أقر سعد عمْ ‪:1994‬أف أشكاؿ العدواف كافة والمفظٓة والهادٓة والهعىوٓة‪ ،‬وأشكاؿ الجىوح كافة هف‬
‫سرقة بكؿ أىواعٍا أو جرائـ اغتصاب أو إدهاف أو بغاء كمٍا توسـ هف ٓهارسٍا بشكؿ ىهطْ اجتهاعٓة‬
‫الشاذة أو الشذوذ ا‪ٚ‬جتهاعْ‪.‬‬

‫‪ ‬التصىيؼ األهريكي(‪:)D.S.M‬‬
‫(‪) Disordes Diagnostic and Statistical Manual of mental:‬‬

‫‪ -‬ظٍر التصىٓؼ اٖهرٓكْ اٖوؿ لٗهراض الىفسٓة فْ عاـ ‪1952‬ـ ٓعد إصدار الدلٓؿ‬
‫السادس(‪ )I.C.D6‬بتفوٓض هف جهعٓة الطب الىفسْ اٖهرٓكْ (‪ )A.P.A‬بتعدٓؿ هجهوعة الهصطمحات‬
‫الهصىفة القٓاسٓة‪ ،‬وتطوٓر ىسخة بدٓمة عف (‪ )I.C.D6‬وبذلؾ ظٍرها ٓسهِ(‪ )D.S.M‬وٌو اختصار‬
‫لعبارة ( ‪ )Diagnostic ans Statistical Manuel of mental désordres‬الوجٓز ا٘حصائْ‬
‫التشخٓصْ ل‪ٛ‬ضطرابات العقمٓة الذي أصبح فها بعد أشٍر أىظهة التصىٓؼ فْ العالـ‪.‬‬

‫‪ -‬استهرت الدراسات فٓها بعد‪ ،‬وبذلؾ ظٍر فْ عاـ‪1968‬ـ إصدار الوجٓز(‪ )D.S.M.2( )12‬الذي‬
‫ظٍر فًٓ تصىٓؼ الجىوح فْ قائهة اضطرابات السموؾ فْ الطفولة والهراٌقة‪.‬‬

‫‪-2-9‬التصهيفات الهرضية ‪:‬‬

‫إف القٓاـ بهجرد هخالفة لٓس هعىاي بالضرورة شخصٓة هضادة لمهجتهع‪ ،‬هها ٓحتـ التفرٓؽ بٓف الجىوح‬
‫بالهفٍوـ الشرعْ وٌو تجاوز بعض القواىٓف الرسهٓة‪ ،‬والجىوح بالهعىِ لىفسْ الذي ٓتهٓز صاحبً ببىاء‬
‫شخصْ ٓحهؿ سهات الشخصٓة الهضادة لمهجتهع‪.‬‬

‫وٌكذا ٓذٌب لوهْ"‪1983"Lomay‬ـ إلِ أىً هف الههكف التهٓٓز بٓف الطراز "‪ "types‬الهختمفة هف‬
‫الجىوح حسب الهخالفات‪ ،‬التْ تتـ فْ إطار السٓاؽ الىفسْ الهرضْ كالتالْ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الجاىح ذو الطراز العصابي‪:‬‬

‫وٌذا ٓعٓش (أطفاؿ وهراٌقٓف) شعو ار بتأىٓب الضهٓر الهبالغ فًٓ‪ ،‬دوف أف ٓقوـ ٌؤ‪ٚ‬ء بهخالفة أو‬
‫هخالفات إرادٓة حتِ ٓخففوا هف الشعور بالذىب‪ ،‬وٌو فْ الحقٓقة عقاب ولكىً عقاب ٓسعوف إلًٓ‪ ،‬هها‬
‫ٓجعؿ الجاىح العصابْ ٓحبذ القبض عمًٓ وٌو هتمبس بالجرٓهة‪ ،‬بؿ ٓذٌب أحٓاىا إلِ الشرطة لمتبمٓغ عف‬
‫ىفسً‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪-‬وٓفسر ٌذي الدٓىاهٓة أي دٓىاهٓة الفعؿ الجاىح "روبٓر بٓمس (‪1989 )Roberte pelles‬ـ بقولً‪ ":‬أىا‬
‫هذىب ولذلؾ أستحؽ العقاب ولموصوؿ إلِ ذلؾ أقوـ بهخالفة ٖتعرض لمعقاب"‪.‬‬

‫حٓث ٓعتبر الرأي ىفسً الذي ذٌبت إلًٓ " هٓ‪ٛ‬ىْ ك‪ٓٛ‬ف" هف حٓث أف اٖىا ٓعتبر اٖعمِ قوى عىد‬
‫الجاىح ‪.‬‬

‫‪-‬هف خ‪ٛ‬ؿ التفسٓرات الهقدهة ىرتئْ إلِ أف الجاىح ذو الطابع العصابْ ٌو شخصٓة تتصؼ بالشعور‬
‫بالذىب أي تأىٓب الضهٓر أقوى لٍذا ٓمجأ إلِ الفعؿ ا٘جراهْ وٓقربً هف أجؿ شعوري بالراحة الىفسٓة‬
‫التاهة وأف ٓكوف راضٓا وهتقب‪ ٛ‬لذاتً‪.‬‬

‫ب‪ -‬الجاىح ذو الطراز الهزاجي‪ٓ :‬قوـ الجاىح هف ٌذا الطراز بهخالفات هتكررة فْ هدة زهىٓة طوٓمة‬
‫ىسبٓا‪،‬حٓث ٓعٓش اضطرابات‪ ،‬صراعات داخمٓة ٓعبر عىٍا بواسطة القٓاـ بهخالفات هف ىوع الهرور إلِ‬
‫الفعؿ(‪ ،)le passage à lacte‬وعىد القبض عمًٓ ٓقر بذىبً‪ ،‬غٓر أىً فْ الحقٓقة ‪ٓ ٚ‬همؾ هٓكاىٓزهات‬
‫الضبط الكافٓة‪ ،‬والقدرة عمِ تكوٓف صراعات ىفسٓة لهقاوهة الرغبة لمهرور إلِ الفعؿ‪ ،‬وهف ثـ القٓاـ‬
‫بالهخالفات‪.‬‬

‫‪ -‬كها ٓتصؼ أٓضا برغبة شدٓدة فْ ربط ع‪ٛ‬قات ولكىً هف جٍة أخرى ٓفعؿ عكسٍا‪ٖ ،‬ىً ٓخاؼ أف‬
‫ٓكوف هراقبا وهف ثـ هسٓط ار عمًٓ‪ ،‬ولذلؾ ٓتظاٌر بأىً هستقؿ عف الكبار‪ ،‬غٓر أف ذلؾ ‪ٓ ٚ‬هىعً هف‬
‫أف ٓحس بأىً هىبوذ وغٓر هحبوب‪ ،‬هها ٓبحث عف ربط ع‪ٛ‬قات حدٓدٓة‪.‬‬
‫‪ -‬إف دٓىاهٓة الفعؿ الجاىح لدى الجاىح الهزاجْ تعبر عمِ " أعٓش فْ صراع هع اٖخر‪ ،‬وأىا أحترهً‪،‬‬
‫ولكىىْ فْ آف واحد أىا هعارض لً" ‪.‬‬

‫‪-‬ها تـ التطرؽ إلًٓ ٌواف الجاىح ذو الطابع الهزاجْ ٓعش تىاقضات وجداىٓة وٌْ ذات د‪ٚ‬لة ‪ ٚ‬شعورٓة‪،‬‬
‫ٓعبر عىٍا عىد القٓاـ بالفعؿ ا٘جراهْ‪ ،‬وذلؾ هف خ‪ٛ‬ؿ عدـ قدرتً عمِ ضبط هٓكاىٓزهات الدفاع وعدـ‬
‫تقبمً بأف ٓكوف هسٓط ار عمًٓ هف قبؿ أخرٓف وهتحكهٓف فًٓ‪.‬‬

‫ج‪ -‬الجاىح ذو الطراز الهضاد لمهجتهع أو السيكوباتي‪ :‬با٘ضافة إلِ ا‪ٚ‬ضطرابات السموكٓة التْ‬
‫ٓعٓشٍا‪ ،‬فإىً ٍٓاجـ أخرٓف وههتمكاتٍـ وذلؾ ىاتج عف الصراع الداخمْ الذي ٓظٍر عمِ شكؿ هرور إلِ‬
‫الفعؿ‪.‬‬

‫فالجاىح السٓكوباتْ ٓقوـ بالهخالفة بكؿ برودة‪ ،‬كفعؿ تافً هبتذؿ فْ ىظري‪ٖ ،‬ىً ‪ٓ ٚ‬حس بتأىٓب الضهٓر‪،‬‬
‫بؿ ٓذٌب إلِ إٓجاد تبرٓرات لفعمتً‪ ،‬وحتِ عىدها ٓقبض عمًٓ‪ٓ ،‬ظٍر اىزعاجا‪ ،‬ولكف لٓس فًٓ تأىٓب‬
‫لمضهٓر‪ ،‬كها أف ع‪ٛ‬هات ا‪ٚ‬ىزعاج التْ تظٍر عمًٓ لٓست بسبب ها أصاب الهعتدي عمًٓ بؿ بسبب ها‬
‫ٓصٓبً هف جراء القبض عمًٓ وهحاكهتً وتعطٓؿ جرٓهتً فْ الحكـ اٖخ‪ٛ‬قْ والتحكـ الدافعْ‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪-‬إف الجاىح الذٌاىْ عىد قٓاهً لمفعؿ ا٘جراهْ ٌو ىابع هف وجود خمؿ عمِ هستوى بىاء شخصٓتً ككؿ‬
‫فالفعؿ الذي ٓقوـ بً ها ٌو إ‪ ٚ‬دلٓؿ عمِ تهسكً بالواقع وازالة القمؽ الىاتج عف الصراعات التْ ٓعاىْ‬
‫هىٍا‪.‬‬

‫عهوها ٓظٍر التصىٓؼ الهرضْ لسموؾ الجاىح عمِ أف الفرد الجاىح عهوها ‪ٓ ٚ‬ستطٓع أف ٓكبح سموكً‪،‬‬
‫فٍو هدفوع قص ار ل‪ٓٙ‬تاء بأفعاؿ تسْء لٕخرٓف‪،‬كها أف الجاىح حسب ٌذا التصىٓؼ ٓظٍر أىً هىدفع‬
‫لتمبٓة ىزواتً دوف ضبط لسموكاتً‪ ،‬واها أىً ٓحس بصراعات داخمٓة هها ٓجعمً ٓعبر عىٍا بالقٓاـ بهخالفات‬
‫قصد جمب إىتباي الهحٓطٓف بً‪ ،‬إلِ حالتً غٓر الهتكٓفة أو عدواىْ ٍٓاجـ أخرٓف وههتمكاتٍـ بكؿ برودة‬
‫ودوف تأىٓب ضهٓر‪.‬‬

‫‪ -‬إف كؿ ٌذي السموكات الهضطربة تدفع إلِ القوؿ بأف صاحبٍا ٓحتاج إلِ تكفؿ هتعدد الجواىب ٓركز‬
‫باٖخص عمِ إعادة بىاء شخصٓة الجاىح‪.‬‬

‫‪ -3 -9‬التصىيفات السيكولوجية‪:‬‬

‫جاء ٌذا التصىٓؼ عمِ أساس الكثٓر هف الدراسات التْ اٌتهت بالع‪ٛ‬قات الهبكرة بٓف هختمؼ‬
‫أفراد اٖسرة والطفؿ‪ ،‬وكذلؾ الخصائص الشعورٓة وال‪ٛ‬شعورٓة والدوافع وا‪ٚ‬ضطرابات الىفسٓة والعقمٓة التْ‬
‫ٓهكف أف تصٓب شخصٓة الجاىح‪ ،‬حٓث آلت إلِ تحدٓد ‪ 3‬أىهاط أساسٓة لمجىوح‪:‬‬

‫‪ -‬الجاىح الهتطبع اجتهاعيا أو الهتعاوف أو الجاىح الزائؼ اجتهاعيا‪ :‬وٓتصؼ أفرادي بأىٍـ ‪ٓ ٚ‬ختمفوف‬
‫فْ ىظرتٍـ عف غٓر الجاىحٓف هف حٓث خصاؿ الشخصٓة‪ ،‬ولكف ىزعتٍـ إلِ السموؾ العدائْ لمهجتهع‬
‫تهثؿ جزءا هف تطبٓعٍـ اجتهاعٓا داخؿ جهاعة اجتهاعٓة هف الجاىحٓف أو ها ٓطمؽ عمٍٓا الثقافة فرعٓة‬
‫لمجاىحٓف‪.‬‬

‫إف ٌذا الىوع هف الجىوح ‪ ٚ‬تختمؼ سموكاتٍـ وىظرتٍـ لمحٓاة عف اٖفراد غٓر الجاىحٓف‪ ،‬واىها جهاعة‬
‫الجاىحٓف ٌْ التْ أثرت عمِ شخصٓتً وأدت بً أف ٓسمؾ أو ٓسبح عضوا هىٍـ وذلؾ بسبب ع‪ٛ‬قة‬
‫التأثٓر والتأثر والتبادؿ قٓها بٓىٍـ‪ ،‬عادة ها ٓقطع الجاىح السٓكوباتْ ع‪ٛ‬قاتً بأخرٓف واستراتٓجٓتً تكوف‬
‫كالتالْ‪:‬‬

‫‪ -‬إها الت‪ٛ‬عب بأخرٓف أو جذب الهستهعٓف‪.‬‬


‫‪ -‬ا‪ٚ‬ىغ‪ٛ‬ؽ عمِ ذاتً‪.‬‬
‫‪ -‬التٍٓؤ لمدفاع أو لتٍدٓد أخرٓف والتٍجـ عمٍٓـ ك‪ٛ‬هٓا واظٍار الكرآٌة لٍـ‪.‬‬
‫‪ -‬وىظٍر دٓىاهٓكٓة الفعؿ الجاىح لمسٓكوباتْ كالتالْ‪ ٚ ":‬أرٓد أف أعرؼ أي شْء عف أخر‪ ،‬ولكف‬
‫أفعؿ ها أرٓدي أىا"‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫هها سبؽ أستىتج أف الجاىح السٓكوباتْ ٓتصؼ بب‪ٛ‬ذة الهشاعر‪ ،‬وعدـ ا٘حساس بالذىب أو الشعور‬
‫بأخرٓف‪ٖ ،‬ىً ٓتصؼ بىرجسٓة قوٓة هتهحورة حوؿ حب الذات فقط‪ ،‬لٍذا هروري لمفعؿ إجراهْ ٓكوف‬
‫بطرٓقة هخططة و ههىٍجة تتصؼ با‪ٚ‬حترافٓة إ‪ ٚ‬أىً عىد الفشؿ فْ ذلؾ تعد فٍو ٓبقِ هسته ار فْ إٓذاء‬
‫أخر‪.‬‬

‫‪ -‬الجاىح ذو الطراز الذهاىي‪:‬قد ٓظٍر اٖطفاؿ أو الهراٌقٓف اضطرابات ذٌاىٓة‪ ،‬هها ٓجعمٍـ ٓسقطوف‬
‫فْ هخالفات تدؿ طبٓعتٍا عمِ أف لدٍٓـ اضطرابات فْ الشخصٓة عمِ شكؿ ضعؼ فْ هٓكاىٓزـ‬
‫الضبط‪ ،‬وضعؼ فْ الحكـ اٖخ‪ٛ‬قْ ورخاوة اٖىا‪ ،‬وتفكٓر باراىوي‪.‬‬

‫إف القٓاـ بفعؿ الهخالفة ٓسهح لمجاىح الذٌاىْ أو الشخصٓة الحدٓة "‪ "la personalite limitee‬أف‬
‫ٓتهسؾ بالواقع وأف ٓدفع ٌذا القمؽ وهىً ا٘حساس با‪ٚ‬ىٍٓار الىفسْ‪.‬‬

‫‪ -‬إف الطراز الذٌاىْ ٓظٍر بواسطة فعؿ الهخالفة‪ ،‬سرقة‪ٌ ،‬روب‪ ،‬اعتداء‪ ،‬عمِ أىً ٓحاوؿ التشبث‬
‫بشْء واقعْ‪ ،‬وهف ثـ ٓعٓد تىظٓـ شخصٓتً هؤقتا‪ ،‬لٓحاوؿ إعادة اكتشافً لتوحٓد ها لـ الشخصٓة‬
‫الداخمٓة‪ ،‬فْ إطار تجاٌؿ ورفض أخر الهىظور إلًٓ عمِ اىً غرٓب وهخٓؼ‪.‬‬
‫‪ -‬كها ٓهكف التعبٓر عمِ السموكٓات الجاىحة فْ إطار اضطرابات أخرى‪ ،‬فهث‪ ٛ‬لدى الهصابٓف‬
‫بالقصور العاطفْ تصبح الهخالفة عبارة عف بحث عف العاطفة وا‪ٌٚ‬تهاـ‪ ،‬وبذلؾ تفسر الهخالفة ٌىا‬
‫بأىٍا عبارة عف اىتقاـ هف الكبار الذٓف لـ ٓمبوا حاجٓاتٍـ اٖساسٓة‪ ،‬أها فْ حالة الهصابٓف بقصور‬
‫عقمْ تظٍر الهخالفة عمِ أىٍا تعبٓر عف ىقص ‪.‬‬

‫‪ -‬الجاىح غير الهتطبع إجتهاعيا‪ٓ :‬تصؼ بىقص القدرة عمِ الضبط الداخمْ لدفاعاتً‪،‬وٓبدي عداوة‬
‫صرٓحة ضد أخرٓف وٌو أىاىْ وهعارض ٓتصؼ با‪ٚ‬ىغهاس الذاتْ وبالىزعة إلِ ا‪ٚ‬عتداء أو ا٘ٓذاء‬
‫دوف ا٘حساس بالذىب‪.‬‬

‫وقد ٓرجع ذلؾ إلِ الىبذ الوالدي الهبكر والهستهر لٍـ‪ ،‬وخاصة هف جاىب اٖـ والِ ها عاشً فْ‬
‫اٖسرة هف هىاخ فًٓ التىافر والخ‪ٛ‬ؼ‪ ،‬وعدـ ا‪ٚ‬ستقرار وهف جراء قسوة الوالدٓف وعدـ عطفٍها‪،‬‬
‫وهزاجٍها ذو الطباع الحادة هها ٓجعمٍها ٓسٓئاف هعاهمة طفمٍها ‪.‬‬

‫‪-‬إف الجاىح غٓر الهتطبع اجتهاعٓا ٓقوـ عمِ هجهوعة هف الصفات التْ ترتئْ بً أف ٓكوف جاىحا‪،‬‬
‫حٓث ٌذي الصفات سببٍا ٓعود إلِ عواهؿ كاىت هبكرة عمِ الطفؿ خاصة هعاهمة الوالدٓف وتأثٓر‬
‫شخصٓتٍها عمِ تشكٓؿ شخصٓة الطفؿ‪ ،‬هها ٓؤدي إلِ عواقب تقود بالطفؿ إلِ الهرور إلِ الفعؿ‬
‫ا٘جراهْ بدوف ا٘حساس بالذىب‪ ،‬وكذلؾ هسآرة أٌوائٍـ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ -‬الجاىح زائد الكبح والجاىح العصابي ‪ٓ:‬تصؼ بالقمؽ وصراعات ىفسٓة ىابعة عف ىزعة هفرطة إلِ كؼ‬
‫التعبٓر عف الهشاعر وا‪ٚ‬ىدفاعات التْ تعهؿ فٍٓـ‪ ،‬وٓعتبر سموكٍـ الهعادي لمهجتهع هف هظاٌر‬
‫الصراعات الداخمٓة الشدٓدة‪ ،‬رغـ أىً لٓس واضحا عمِ ا٘ط‪ٛ‬ؽ لهاذا ٓظٍر السموؾ الجاىح عىد البعض‬
‫أخر‪.‬‬

‫‪ -‬وقد ٓرجع ذلؾ إلِ ىتاج بٓئات أسرٓة باردة‪ ،‬جاهدة‪ ،‬هىضبطة اجتهاعٓا بشكؿ زائد‪ ،‬كها ٓسٓطر القهع‬
‫الزائد عمِ أسموب الحٓاة فٍٓا‪ ،‬حٓث ٓمقِ اٖطفاؿ استحساىا فقط فْ حالة كوىٍـ همتزهٓف بٍذي‬
‫القٓود‪ ،‬أي فْ حالة الكبح ‪.‬‬

‫‪-‬إف ٌذا الىوع هف الجىوح ٓقوـ عمِ صراعات داخمٓة وخارجٓة أدت بً إلِ الفعؿ ا٘جراهْ‪ ،‬وذلؾ راجع‬
‫إلِ أسباب اجتهاعٓة هحصىة قائهة عمِ اٖسرة‪ ،‬كها تتصؼ بً جهود وقٓـ وعادات وتقالٓد هضبوطة‪.‬‬

‫‪ٓ -‬ظٍر التصىٓؼ السٓكولوجْ لسموؾ الجاىح عمِ أف الفرد الجاىح ٓقوـ عمِ صفات وسهات شخصٓة‬
‫ٓتصؼ بٍا‪ ،‬إ‪ ٚ‬أف ٌذي اٖخٓرة تعود ٖسباب وعواهؿ التْ بدورٌا أدت بً ‪ٚ‬رتكاب الفعؿ الجاىح‪ ،‬وٌْ‬
‫هقتصرة عمِ البٓئة اٖسرٓة بالدرجة اٖولِ‪ ،‬وخاصة الوالدٓف والهحٓط ا‪ٚ‬جتهاعْ بالدرجة الثاىٓة كجهاعة‬
‫الرفاؽ والحْ‪...‬الخ‪(.‬هيزاب ‪،2005،‬ص‪.)39‬‬

‫‪70‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ -10‬شخصية الجاىح الهحروـ عاطفيا‪:‬‬

‫إف التطرؽ لشخصٓة الجاىح الهحروـ عاطفٓا‪ٓ ،‬قوـ أو‪ ٚ‬عمِ التعرؼ عمِ خصائصً وهف خ‪ٛ‬ؿ‬
‫استعراض بعض هظاٌري الوظٓفٓة‪ ،‬كها تبدوا هف الخارج أو‪ ٚ‬ثـ استعراض طبٓعة التجربة الوجودٓة ثاىٓا‬
‫لتىتٍْ بعد ذلؾ إلِ دراسة الدٓىاهٓة الىفسٓة الواعٓة وال‪ٛ‬واعٓة التْ تتحكـ بٍا والتْ سوؼ ٓتـ عرضٍا‬
‫حسب هصطفِ حجازي عمِ الىحو أتْ ‪:‬‬

‫أ‪-‬الجاىب الهعرفي‪ٓ :‬ؤدي الحرهاف والىبذ العاطفْ إلِ صعوبات هتفاوتة فْ شدتٍا عمِ هستوى اٖداء‬
‫العقمْ‪ ،‬لمحدث حٓث ٓتهٓز بهجهوعة هف الخصائص التالٓة‪:‬‬

‫‪ٓ -‬تهٓز اٖحداث الجاىحٓف الهحروهٓف عاطفٓا ببدائٓة ذٌىٓة ىابعة هف فقر الهحٓط الذي عاش فًٓ‪ ،‬وقمة‬
‫الهحفزات لمىهو العقمْ فتارٓخٍـ الطوٓؿ هف العٓش فْ أوضاع ركٓكة أو بائسة‪ ،‬وعدـ اىتظاـ دراستٍـ لـ‬
‫تتح لٍـ الفرصة هطمقا ٘براز إهكاىاتٍـ وٓىعكس ذلؾ خصوصا عمِ الىشاط الذٌىْ ذي الطابع الهدرسْ‪.‬‬

‫‪ٓ-‬تهٓزوا أٓضا ٓصد عقمْ أو ركود لمقوى وا٘هكاىٓات الذٌىٓة‪ ،‬ىتٓجة لفقداف الثقة بالىفس‪ ،‬الشعور‬
‫بالضٓاع‪ ،‬الشعور بالعجز هف ىاحٓة‪ ،‬ولقمة ا‪ٌٚ‬تهاـ واىعداـ الرغبة والهٓؿ إلِ السمبٓة والتراخْ وا‪ٚ‬ىقٓاد‬
‫لظروؼ الحٓاة‪ ،‬وٌذا ىاتج عف الفراغ العاطفْ الذي ٓعاىوف هىً والصراعات الداخمٓة‪ ،‬واضطرابات البىاء‬
‫الشخصٓة بشكؿ هتٓف هها ‪ٓ ٚ‬فسح أهاهٍـ بروز ا٘هكاىٓات الذٌىٓة وجعمٍـ أقرب إلِ التخمؽ البسٓط‬
‫هىٍـ إلِ الذكاء العادي‪.‬‬

‫‪ٛٓ-‬حظ عمٍٓـ هف الىاحٓة العقمٓة فقداف التىظٓـ والترتٓب والقدرة عمِ تحمٓؿ وضعٓة هعٓىة‪ ،‬ووضع خطة‬
‫هعٓىة لمعهؿ قبؿ الهباشرة فًٓ‪.‬‬

‫‪ٓ-‬تصؼ بالٍروب الحدث هف الهٍهة الهطموبة أو ٓقدـ عمٍٓا بكثٓر هف التردد والسمبٓة‪.‬‬

‫‪-‬لً صد لمقدرة عمِ التجرٓد والتوقع‪.‬‬

‫‪-‬آفاؽ الهستقبؿ هسدودة إجها‪ ٚ‬وخبرات الهاضْ تفتقر إلِ ا٘شباعات‪.‬‬

‫‪ ‬وٌكذا فإف فقر الهحٓط وا‪ٚ‬ىشغاؿ الدائـ بالحاجة الهمحة لمتعوٓض الذٌىٓة‪ ،‬وذلؾ بدوري ٓشكؿ قصو ار‬
‫جدٓدا ٓىعكس عمِ وضعٍـ الحٓاتْ لكْ ٓزٓدي صعوبة وٓضع عراقٓؿ إضافٓة أهاـ إىغراسٍـ‬
‫ا‪ٚ‬جتهاعْ وتوازىٍـ الىفسْ والعاطفْ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الوضع العالئقي والعاطفي‪ :‬هوقؼ الجاىح الهحروـ هف الراشدٓف الهسؤولٓف عىً فْ هؤسسة التأٌٓؿ‬
‫وع‪ٛ‬قتً فٍٓا ههٓ از جٓدا‪ ،‬وٌكذا حتِ بالىسبة لٗسرة وهف الع‪ٛ‬قات العاطفٓة ككؿ حٓث ٓتهٓز ب‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪-‬أىً لً ‪ 3‬إستجابات أساسٓة إتجاي الع‪ٛ‬قات هع الراشدٓف وٌْ‪ :‬التجىب والتبمد‪ ،‬العدواف وا٘تٍاـ‬
‫وا٘حتجاج‪ ،‬التعمؽ الهفرط وذلؾ أف الحدث ٓتذبذب هف ىهط إلِ آخر هف الع‪ٛ‬قة تبعا لمظروؼ‪.‬‬

‫‪-‬أف ع‪ٛ‬قاتً تتصؼ إجها‪ ٚ‬ها بٓف ا‪ٚ‬ىفتاح والتقارب وبٓف ا‪ٚ‬بتعاد إ‪ ٚ‬أف أبرز هرحمة ٌْ التْ تتهٓز‬
‫بهشاعر ا٘حتجاج والهطالبة‪.‬‬

‫‪-‬تتصؼ ع‪ٛ‬قاتً بالراشدٓف بالىهط الطفمْ أساسا‪ ،‬فالجاىح ٓعجز عف إقاهة ع‪ٛ‬قة ىاضجة فٍٓا هساواة‬
‫واعتراؼ بأخر كشخص ذي حاجات هغآرة ‪.‬‬

‫‪-‬وفْ جهٓع الحا‪ٚ‬ت ٌىالؾ ىداء عاطفْ قوي ٓأخذ طابعا تسمطٓا‪ ،‬واذا استجاب الراشد لطمبات الحدث‬
‫فإىً سٓقع فْ دواهة ٓصعب الخروج هىٍا‪ ،‬حٓث جهٓع الطمبات ها ٌْ إ‪ ٚ‬هحاو‪ٚ‬ت تعوٓضٓة عف‬
‫الحرهاف‪ ،‬ولكف اٖهر ٓىتٍْ بإحباط حتهْ ٓؤدي إلِ احتجاج أو تشاؤـ أو ٓأس أو إلِ طمب جدٓد‪.‬‬

‫‪-‬كها تصىؼ ع‪ٛ‬قات الهحدث الهحروـ عاطفٓا فْ فترة ها لٓست هتساوٓة دائها هف حٓث ىوع الهوقؼ‬
‫والهشاعر الهصاحبة لً اتجاي جهٓع الراشدٓف‪.‬‬

‫‪-‬تعهٓـ الهشاعر هحدود جٓدا ولفترات قصٓرة‪ ،‬حٓث عهمٓا ٓقٓـ ع‪ٛ‬قات هختمفة تصاحبٍا هشاعر هختمفة‬
‫هع هختمؼ اٖشخاص‪ ،‬بحٓث ٓتجىب اٖوؿ وٓبدي عدواىٓا واضطٍادا اتجاي الثاىْ‪ ،‬وٓثبت بشكؿ طفمْ‬
‫استرضائْ بالثالث‪ ،‬وٌو ٓعطْ لكؿ هىٍها د‪ٚ‬لة هختمفة ٓسقط عمِ اٖوؿ صورة اٖـ الهىبوذة هف عالهً‬
‫ٖىٍا غٓر جدٓرة بحبً وتقدٓري‪ ،‬أها الثاىْ صورة اٖـ الىابذة الهضطٍدة ( اٖـ السٓئة) وعمِ الثالث صورة‬
‫اٖـ الخبرة ( الحىوىة وهصدر الحب)‪.‬‬

‫‪ٓ-‬تصؼ فْ ع‪ٛ‬قاتً هع اٖسرة بحسرة عمِ الحب الهفقود والشعور والعجز هع تمٍؼ شدٓد لمعودة إلِ‬
‫حالة طفمٓة خٓالٓة كاف ٓحظِ فٍٓا بحىاف اٖـ ورعآة اٖب‪.‬‬

‫‪-‬لدًٓ شعور با٘ثـ عمِ خطٓئة وٌهٓة ٓعتقد أىً ارتكابٍا وأف ىبذي أو حرهاىً عقاب عمٍٓا‪.‬‬

‫‪-‬لدًٓ ردود فعؿ هتفاوتة فْ شدتٍا وعددٌا قد ٓرفض أف ٓتحدث عف اٖسرة وبٓف أىً ‪ٓ ٚ‬فكر فٍٓا أي‬
‫ٓهٓؿ إلِ التٍرب الصرٓح أو الضهىْ‪.‬‬

‫‪-‬كها ٓتهٓز أٓضا برد فعؿ الىقهة والحقد عمِ اٌٖؿ‪ ،‬وذلؾ باعتبارٌـ السبب فْ هشكمتً‪ ،‬وأىٍـ كاىوا قساة‬
‫عمًٓ وٓظمهوىً وٍٓهموىً‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫ج‪ -‬التجربة الوجوية‪:‬‬

‫تعتبر هف اٖهور الٍاهة لدراسة الحدث لفٍـ سموكً وبالتالْ هعرفة تجربتً الهعاشة‪ ،‬با٘ضافة إلِ العواهؿ‬
‫الداخمٓة والخارجٓة التْ تؤثر عمِ سموؾ الحدث وتحددي بدرجات هتفاوتة‪.‬‬

‫‪-‬إف تجربة الحرهاف أو الىبذ تؤدي فْ هعظـ اٖحواؿ إلِ تغٓرات ٌاهة فْ أسموب الحٓاة وفْ الد‪ٚٚ‬ت‬
‫التْ ٓتخذٌا وجود الهحروـ واىعكاس ٌذي الد‪ٚٚ‬ت عمِ قٓهتً الذاتٓة‪.‬‬

‫‪ٓ-‬تهٓز الحدث الهحروـ خصوصا الشعور بفقداف ا‪ٚ‬عتبار‪ ،‬واىعداـ القٓهة والشعور بالضٓاع والوحدة‪،‬‬
‫تؤدي جهٓعا إلِ الخوؼ هف الحٓاة إجها‪ ٚ‬والتشاؤـ هف الهستقبؿ‪.‬‬

‫‪ٓ-‬ظؿ الهحروـ أو الهىبوذ هتهرك از حوؿ الفراغ الوجودي الذي خمفتً تجربتً‪ ،‬حٓث ‪ٓ ٚ‬تهكف أف ٓتحرر‬
‫هىً أو ٓتجاوزي‪ ،‬واذا كاف ٓشعر بشْء هف التفاؤؿ فٍو هشتؽ دائها هف اٖهؿ فْ الخ‪ٛ‬ص السحري هف‬
‫الهأساة بالعودة إلِ كىؼ اٖـ ورفقة اٖب‪.‬‬

‫‪-‬إف أحداث الحٓاة تتركز حوؿ ٌذي القٓهة اٖساسٓة‪ ،‬التفاؤؿ أو الٓأس‪ ،‬إف كؿ أهر عابر عارض ٓهكف‬
‫أف ٓعىْ خ‪ٛ‬صا سحرٓا واستعادة لقهتً‪ ،‬كها ٓهكف أف ٓعىْ عكس ذلؾ أي إداىة وىبذ لذلؾ‪ ،‬فإف‬
‫استجابات الحدث تتهٓز دائها بالتطرؽ‪.‬‬

‫‪-‬كها أف الحدث الهحروـ ‪ٓ ٚ‬ستطٓع تحهؿ ا٘حباط‪ ،‬وأف القمؽ ىشطا دائها وٓأخذ أشكا‪ ٚ‬هتعددة‪ ،‬وعىدها‬
‫تزداد وطأتً تبرز هشاعر العدـ والخوؼ هف الهوت وٓصاحبٍا باستهرار ا‪ٚ‬ىتقاـ هف الذات والرغبة فْ‬
‫تحطٓهٍا‪،‬وذلؾ أف الذات ‪ ٚ‬تساوي شٓئا ٖىٍا لـ تخب أو لـ تستحؽ الحب‪.‬‬

‫‪ٓ-‬هٓؿ الحدث إلِ عقاب ذاتً هتخذا صورة حتهٓة أحٓاىا‪ ،‬هعب ار عف ذلؾ الٓأس هف بموغ أي هركز أو‬
‫بالرغبة فْ الهوت‪.‬‬

‫‪-‬تىتابً فترات هف الٍدوء وا‪ٚ‬ستقرار‪ ،‬وأخرى هف الحهاسة وثالثة هف الٓأس والتشاؤـ‪ٓ ،‬تخمؿ كؿ ذلؾ‬
‫حا‪ٚ‬ت هف الٍروب هف الذات ‪.‬‬

‫‪ -‬كها ٓهكف رصد التجربة الوجودٓة لمحدث الهحروـ هف خ‪ٛ‬ؿ تغٓرات الهزاج بٓف حا‪ٚ‬ت أربعة ٌْ‪:‬‬
‫‪ ‬السوداوٓة العدهٓة‪Melancolie anniliste :‬‬
‫‪ ‬العظاـ ا‪ٚ‬ضطٍادي‪Paranoia persècutive :‬‬
‫‪ ‬اٌ٘تٓاج التفاجْ التخرٓفْ ‪Mégalamonie fabulation :‬‬
‫‪ ‬الطفمٓة الدهجٓة‪Infantilisme fusionnel :‬‬

‫‪73‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ -‬فْ الحا‪ٚ‬ت الشائعة ى‪ٛ‬حظ غمبة جاىب أساسْ بطابع خاص ههٓز أها بقٓة الجواىب اٖخرى فإىٍا‬
‫‪ ٚ‬تظٍر إ‪ ٚ‬بشكؿ خارجْ عابر وٌْ تظؿ عمِ العهوـ كاهىة‪.‬‬

‫د‪ -‬الديىاهيات الىفسية لمحدث الهحروـ عاطفيا‪ٓ :‬ترؾ الحرهاف العاطفْ والىبذ هف قبؿ اٌٖؿ آثار عهٓقة‬
‫فْ الحٓاة الىفسٓة لمحدث‪ ،‬خصوصا عمِ الهستوى ال‪ٛ‬وعْ‪ ،‬حٓث ٓتركز اٖهر ٌىا كمٓا حوؿ الع‪ٛ‬قة‬
‫عمِ الحٓاة الىزوٓة وعمِ قٓد الحٓاة الٍواهٓة وعمِ التثبتات الفهٓة‪.‬‬

‫وفْ ٌذا السٓاؽ تعتبر ىظرٓة "هيالىي كاليف" حوؿ الوضعٓة السوداوٓة والعظاهٓة تمقِ الكثٓر هف‬
‫اٖضواء‪ ،‬حٓث ٓعٓش الحدث الهحروـ أو الهىبوذ‪ ،‬حالة تتراوح بٓف التشاؤـ والٓأس هف ىاحٓة وبٓف‬
‫السوداوٓة هف ىاحٓة أخرى‪ ،‬تتخممٍا ردود فعؿ واتجاٌات عظاهٓة هختمفة الشدة‪،‬إىً ٓعٓش حالة هف‬
‫التجاذب الوجداىْ بٓف العدواف وبٓف تحطٓـ الذات وذلؾ عمِ خمفٓة هف القمؽ الوجودي‪ ،‬حٓث ت‪ٛ‬حظ‬
‫ٌواهات الهوت والدهار وا‪ٚ‬عتداء الذي قد ٓصؿ إلِ حد القتؿ‪ ،‬كها ترفؽ بٍواهات الضٓاع والبؤس‬
‫والحزف البالغ والعقاب‪.‬‬

‫‪-‬كها ٓرافؽ ٌذي الظواٌر ىكوص عاطفْ وتثبٓت عمِ الهرحمة الفهٓة ا٘تكالٓة فْ حالة هف الشوؽ إلِ‬
‫ع‪ٛ‬قة الرضاعة‪ ،‬حٓث ٓ‪ٛ‬حظ عمِ الهحروهٓف عاطفٓا أىٍـ ٓعاىوف بدرجات هتفاوتة هف قصور الىضج‬
‫العاطفْ الجىسْ‪ ،‬فالكثٓر هىٍـ ‪ٍٓ ٚ‬تهوف بالجىس أخر هطمقا‪ ،‬وفْ حالة وجود اٌتهاـ فٍو ٓتخذ طابع‬
‫ها قبؿ تىاسمْ‪ٓ ،‬تهثؿ فْ ع‪ٛ‬قة طفمٓة بالهرأة عمِ غرار الع‪ٛ‬قة هع اٖـ أو طابعا سادٓا حٓث تبدو‬
‫الع‪ٛ‬قة الجىسٓة كإعتداء ٓولد القمؽ وهشاعر ا٘ثـ‪.‬‬

‫‪ٓ-‬فقد الطفؿ الهحروـ أو الهىبوذ حهآة الهوضوع الكمْ الخارجْ‪ ،‬وٓقع فْ السوداوٓة بسبب خشٓتً عمِ‬
‫الهوضوع الذي إجتافً هف ىزواتً السادٓة العظاهٓة‪ ،‬وىتٓجة ٌهجٓة اٖىا اٖعمِ ٌْ ظٍور هرحمة‬
‫ا٘حساس بالذىب والهسؤولٓة عف غٓاب ذلؾ الهوضوع وكأف ٌذا اٖخٓر ٌو اىتقاـ هف الطفؿ بسبب‬
‫ىزواتً السادٓة الهدهرة‪ ،‬ولذلؾ ٓعهؿ عمِ هحاولة إص‪ٛ‬ح خطأي بالمجوء إلِ عدة أشكاؿ لمٍروب هف ٌذي‬
‫الهشكمة وٌْ‪:‬‬

‫‪ ‬تجهٓد العواطؼ والىزوات عهوها الذي ٓظٍر عمِ شكؿ تبمد ع‪ٛ‬ئقْ كها رأٓىا عىد التطرؽ إلِ‬
‫هظاٌر الع‪ٛ‬قة عىد الهحروهٓف عاطفٓا‪.‬‬
‫‪ ‬التعوٓض الٍواهْ وىفْ السادٓة هف خ‪ٛ‬ؿ التعوٓض إلِ هرحمة الفهٓة قبؿ السادٓة‪ ،‬وبالتالْ ٓصبح‬
‫الحدث خالٓا هف أي عدواىٓة حتِ التْ ترهْ إلِ تدهٓر أو تأكٓد الذات‪.‬‬
‫‪ٓ ‬هر الحدث بفترة هف الع‪ٛ‬قات ا‪ٚ‬ضطٍادٓة وا‪ٚ‬ىسٓاؽ وراء الىزوات السادٓة عمِ شكؿ سموؾ عدواىْ‬
‫جاىح‪ ،‬وذلؾ ىتٓجة وصوؿ القمؽ الىزوي درجة ‪ ٚ‬تحتهؿ وتكوف الوسٓمة الدفاعٓة الوحٓدة الهتاحة‬

‫‪74‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫الٍروب هف الخطر‪ ،‬وبالتالْ السموؾ الجاىح ٓتضهف تعوٓضا قٓها بدٓ‪ ٛ‬هف خ‪ٛ‬ؿ تحوٓؿ التعمؽ‬
‫باٖـ والبحث عف عاطفتٍا إلِ التعمؽ باٖشٓاء القابمة ل‪ٛ‬ستٍ‪ٛ‬ؾ‪.‬‬
‫‪ ‬إف الىبذ والحرهاف ٓؤدٓاف إذا إلِ ٌز بىٓة الشخصٓة‪ ،‬وذلؾ راجع إلِ أف الع‪ٛ‬قة بٓف الحدث وذوًٓ‬
‫تكوف ركٓكة هف الطفولة اٖولِ‪ ،‬حٓث هف خ‪ٛ‬ؿ التواصؿ ال‪ٛ‬وعْ فْ اٖسرة ٓشعر الطفؿ بالعدواف‬
‫وعدـ اٌ٘تهاـ الحقٓقْ بً هف قبؿ والدًٓ‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا حدث اىفصاؿ فعمْ فٓها بعد أو ىبذ صرٓح فإىً و‪ ٚ‬شؾ سٓفجر الصراع فْ تمؾ البىٓة الىفسٓة‬
‫ٖىً ٓحدث عمِ تربة تتهٓز بدرجة عالٓة هف ا‪ٚ‬ستٍٓاء وبالتالْ فإف تأٌٓؿ الهحروـ عاطفٓا‬
‫وهساعدتً عمِ الوصوؿ إلِ الىضج الع‪ٛ‬ئقْ والعاطفْ وا‪ٚ‬جتهاعْ ٓظؿ أه ار عسٓ ار ٖىً ٓتطمب‬
‫وقت وجٍد هف قبؿ أشخاص ٓتهتعوف بقدر هف التوازف وهتاىة الشخصٓة والتعاطؼ لدرجة تعطٍٓـ‬
‫قدرة التعوٓض عف الهوضوع الكمْ اٖصمْ ‪،‬وعف ٌذي اٖخٓرة ٌْ التْ ترجع التوازف وا‪ٚ‬ستقرار إلِ‬
‫ىفسٓة الحدث الهحروـ ‪(.‬حجازي ‪، 1990،‬ص‪.)184‬‬

‫‪ -11‬اإلستراتجيات القاىوىية لألحداث الجاىحيف في الجزائر‪:‬‬

‫ىظ ار لظروؼ الحٓاة ها بعد حرب ا‪ٚ‬ستق‪ٛ‬ؿ فْ الجزائر‪ ،‬فإف السٓاسة الجىائٓة بصفة عاهة وطرؽ‬
‫هعاهمة اٖحداث الجاىحٓف بصفة خاصة تٍدؼ أساسا إلِ إعادة التربٓة ولٓس العقاب‪ ،‬وٌذا هف أجؿ‬
‫إعادة إدهاج الجاىحٓف والهجرهٓف إلِ الهجتهع كهواطىٓف صالحٓف‪.‬‬

‫وٖف حدث الٓوـ ٌو رجؿ الغد‪ ،‬وعدة الهجتهع فْ الهستقبؿ فإف إجراـ الحدث ٓعد هشكمة خطٓرة تٍدد‬
‫كٓاف الهجتهع‪ ،‬وتؤثر فْ س‪ٛ‬هتً وأهىً وهستقبمً‪ ،‬وتبدو خطورة ٌذي الهشكمة بوجً خاص‪ ،‬إذ أف إجراـ‬
‫الكبار ها ٌو إ‪ ٚ‬اهتداد ٘جراـ الصغار‪ ،‬إذ أثبتت الدراسات الهختمفة أف ىسبة كبٓرة هف الهجرهٓف الكبار‬
‫كاىوا فْ الصغر هىحرفٓف‪ ،‬وهف ٌىا تظٍر أٌهٓة ا‪ٌٚ‬تهاـ بٍذي الهشكمة وتقدٓـ الحموؿ ال‪ٛ‬زهة لهكافحتٍا‪.‬‬

‫‪ٓ -‬قوـ با٘جراءات هعاهمة اٖحداث الجاىحٓف واٖحداث الذٓف ٌـ فْ خطر اجتهاعْ كؿ هف جٍات‬
‫رجاؿ الشرطة – رجاؿ الدرؾ الوطىْ‪ -‬و ازرة العهؿ والشؤوف ا‪ٚ‬جتهاعٓة‪.‬‬
‫‪ -‬حٓث إذا ارتكبت حدث جرٓهة أو وجد فْ وسط ٓقوـ عمِ خطر اجتهاعْ‪ ،‬فٓجب عمِ الشرطة فْ‬
‫اٖهاكف الحضرٓة أو رجاؿ فْ الرٓؼ أو السمطات الهحمٓة اٖخرى أف تحٓط هحاكـ اٖحداث عمها‬
‫بتفاصٓؿ تمؾ القضٓة ‪ٚ‬تخاذ ا٘جراء الهىاسب فْ هواجٍتٍا‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫*هحاكـ األحداث في الجزائر‪.‬‬

‫عمِ غرار هحاكـ الكثٓر هف الدوؿ فْ العالـ‪ ،‬فإف الهشروع الجزائري وتحت تأثٓر التشرٓع‬
‫ا‪ٚ‬ستعهاري‪ ،‬أي هىذ السىوات اٖولِ هف ا‪ٚ‬ستق‪ٛ‬ؿ بهحاكهة اٖحداث الجاىحٓف فْ هحاكـ خاصة تدعِ‬
‫هحاكـ اٖحداث‪ ،‬تختمؼ عف هحاكـ الهجرهٓف الكبار‪.‬‬

‫فطبقا لقاىوف ا٘جراءات الجىائٓة الجزائري الصادر فْ ‪1966‬ـ‪ ،‬أىشئت هحكهة اٖحداث فْ كؿ و‪ٓٚ‬ة فْ‬
‫الب‪ٛ‬د‪.‬‬

‫وبعد إعادة تىظٓـ الىظاـ العقابْ الجزائري فْ ‪1972‬ـ‪ ،‬اتخذ قرار هف طرؼ و ازرة العدؿ بإىشاء قسـ‬
‫خاص باٖحداث عمِ هستوى كؿ هحكهة فْ الب‪ٛ‬د‪ ،‬ولكف ٌذا القرار لـ ٓتـ تىفٓذي حتِ ‪1975‬ـ‪ ،‬ىظ ار‬
‫لىقص القضاة‪.‬‬

‫‪ -‬تتكوف هحكهة اٖحداث هف ث‪ٛ‬ثة قضاة أصحاب هعرفة ودرآة بشؤوف اٖطفاؿ والشباب‪ٓ ،‬ترأسٍا واحد‬
‫هىٍـ ٓدعِ قاضْ اٖحداث الذي ٓعٓف هف طرؼ وزٓر العدؿ لهدة غٓر هحددة‪.‬‬
‫‪ -‬أها القاضٓاف الهساعداف أخراف ٓتـ اقتراحٍها هف طرؼ لجىة عمِ هستوى الهجمس القضائْ‬
‫وٓعٓىاف أٓضا بقرار هف وزٓر العدؿ لهدة ‪ 3‬سىوات‪.‬‬
‫‪ -‬تتعاهؿ هحكهة اٖحداث هع اٖحداث الذٓف ٓرتكبوف جرائـ واٖحداث الذٓف فْ خطر اجتهاعْ‪،‬‬
‫وتتخذ إجراءات جىائٓة هختمفة اتجاي ٌؤ‪ٚ‬ء اٖحداث الجاىحٓف تبعا لسىٍـ وىوع الجرائـ الهرتكبة‪.‬‬

‫*األحداث الجاىحوف في الجزائر ‪:‬‬

‫‪ -‬واذا كاىت العقوبة الحبس فإف الحكـ ٓجب أف ٓكوف ىصؼ الحكـ الهسمط عمًٓ لو كاف راشدا‪.‬‬
‫‪ -‬خ‪ٛ‬ؿ قضاء ٌذي اٖحكاـ فْ هراكز إعادة التأٌٓؿ‪ٓ ،‬تمقِ اٖحداث الجاىحوف تكوٓىا أخ‪ٛ‬قٓا تربوٓا‬
‫وهٍىٓا هف طرؼ الهعمهٓف‪ٓ ،‬شبً تكوٓف الهدارس العادٓة وهراكز التكوٓف الهٍىْ‪.‬‬
‫‪ -‬تشرؼ لجىة إعادة التربٓة التْ تتكوف هف قاضْ اٖحداث رئٓسا قاضْ تطبٓؽ العقوبات –هدٓر‬
‫الهركز‪ -‬هختصر ىفساىْ – هربٓٓف – هساعد اجتهاعْ – ههثؿ عف سمطات التربٓة‪ -‬ههثؿ هحمْ‬
‫لمو ازرة الوصٓة –ههثؿ هحمْ لو ازرة الشؤوف الهدىٓة والتْ تجتهع ٌذي المجىة هرة كؿ ث‪ٛ‬ثة أشٍر فْ‬
‫هركز إعادة التأٌٓؿ لتقسٓـ براهج التكوٓف ودراسة إهكاىٓة ا٘فراج الشرطْ لبعض اٖحداث الجاىحٓف‬
‫الذٓف أظٍروا سموكا حسىا فْ الهركز‪.‬‬
‫‪ -‬خ‪ٛ‬ؿ إقاهة اٖحداث الجاىحٓف فْ الهراكز ٓستفٓدوف هف فترات راحة لزٓارة آبائٍـ أو أولٓائٍـ‬
‫الهسؤولٓف هدىٓا عف أفعالٍـ خ‪ٛ‬ؿ إفراجٍـ الهؤقت‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ٓ -‬هكف ا٘فراج عف اٖحداث الجاىحٓف قبؿ إتهاـ عقوباتٍـ طبقا لىظاـ ٓدعِ فْ الجزائر وفرىسا ب‬
‫ا٘فراج الشرطْ(‪ )liberation conditionnelle‬والذي ٓشبً (‪ ،)the parole system‬فْ إىجمت ار‬
‫حٓث ٓستفٓد هىً اٖشخاص الهحكوهوف عمٍٓـ بعقوبة الحبس والذٓف قضوا ىصفٍا أو‪ 3‬أشٍر عمِ‬
‫اٖقؿ‪ ،‬أها اٖشخاص الهحكوـ عمٍٓـ بالسجف هدى الحٓاة ‪ٓ ٚ‬قترحوف ‪ٚ‬ستفادة هف ا٘فراج الشرطْ‬
‫قبؿ ‪ 15‬سىة هف العقوبة‪.‬‬
‫‪ٓ -‬هكف لهحاكـ اٖحداث اتخاذ إجراءات هختمفة سواء كاىت شبً عقابٓة‪ ،‬تربوٓة‪،‬أو إجراءات لمحهآة‬
‫اتجاي اٖحداث الجاىحٓف تبعا لسىٍـ والجرائـ الهرتكبة هف طرفٍـ كالتوبٓخ أو الغراهة‪ ،‬أ تسمٓهً لعائمتً‬
‫أو التسرٓح تحت هراقبة هصمحة‬
‫‪ -‬اله‪ٛ‬حظة والتربٓة فْ الوسط الهفتوح‪ ،‬هراكز الحهآة واعادة التربٓة ‪ (.‬هاىع ‪،2002،‬ص‪.)203‬‬

‫‪-12‬اإلستراتجيات الوقاية والتكفمية باألحداث الجاىحيف‪:‬‬

‫أوال ‪:‬الوقاية ‪:‬‬

‫‪ -‬اعتبر فٓمٓو‪ ) Fellieule(2000‬هفٍوـ الوقآة فْ هعىاي العاـ هجهوعة هف ا٘جراءات التْ با٘هكاف‬
‫تبىٍٓا قصد هىع السموكات الهىحرفة هف الوقوع و ٌذي ا٘جراءات ‪ 3‬أىواع ‪:‬‬
‫‪ -‬إجراءات ردعٓة (‪:) Dissuasion‬تٍدؼ الِ هىع اٖفراد هف ههارسة السموكات الهىحرفة ‪.‬‬
‫‪ -‬إجراءات إعادة التأٌٓؿ ( ‪:) Réhabilitation‬هحاولة هساعدة أو تغٓر الهىحرؼ لكْ ‪ٓ ٚ‬كرر سموكً‬
‫الهىحرؼ أو ههارسة أقؿ لٍذا السموؾ ‪.‬‬
‫‪ -‬إجراءات قهعٓة ( ‪)Neutralisation‬‬
‫والههرىٓف بهراكز إعادة التربٓة اتجاي اٖحداث الجاىحٓف الهوضوعٓف تحت رعآتٍـ ٌْ قبؿ كؿ شْء‬
‫إحٓاء شعورٌـ بالهسؤولٓة والواجب ىحو الهجتهع ‪ (.‬الجريدة الرسهية ‪ ،‬يىاير‪.)1972،‬‬

‫ثاىيا ‪:‬العالج ‪:‬‬

‫والذي ٓكوف بعد إٓداع الحدث الجاىح داخؿ الهؤسسة ﺇعاﺩﺓ ﺍلتﺭبٓة فتقوـ بخﺩهاﺕ ﺍلىفسٓة وا‪ٚ‬جتهاعٓة‬
‫‪,‬ﺍلصحٓة ‪,‬ﺍلتعمٓهٓة ‪,‬ﺍلهٍىٓة ‪ َ .‬قﺩ جاء فْ (ﺍلهاﺩﺓ ‪ 110‬هو ﺍٖحﻜان ﺍلعاهة ﺍلخاصة بحهآة ﺍلﻁفَلة‬
‫َﺍلهﺭﺍٌقة )ﺃو هصمحة ﺇعاﺩﺓ ﺍلتﺭبٓة تﻜمﻑ بتﺯَٓﺩ ﺍلحﺩﺙ بالتﺭبٓة ﺍٖخ‪ٛ‬قٓة َﺍلَﻁىٓة َﺍلﺭٓاضٓة‬
‫َﺍلتﻜَٓو ﺍلهػ ػﺩﺭسْ وﺍلهٍىْ بقصﺩ ﺇعاﺩﺓ ﺩهجً ﺍ٘جتهاعْ ‪.‬‬

‫‪ٓ -‬قَن بخﺩهة ﺍٖحﺩﺍﺙ هجهَعة هو هَﻅفْ هﺭﺍقبة تمقَﺍ تﻜَٓىا ه‪ٛ‬ئها َهختصٓو فْ عمن الىفس‬
‫وهو هﺭبٓو َهساعﺩﺍﺕ اجتهاعٓاﺕ‪ (.‬الهادة ‪ 122‬هو قاىَو ﺇعاﺩﺓ تأٌٓؿ اٖحداث ‪،‬الجرٓدة الرسهٓة‬
‫ٓىآر ‪. )1972‬‬

‫‪77‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ -‬فالخﺩهاﺕ ﺍلىفسٓة لمحﺩﺙ تٍﺩﻑ ﺇلِ إلِ هحاولة تخمٓصً هو هشاكمً بإٓجاﺩ حمَؿ لٍا وذلؾ هو قبؿ‬
‫ﺍٖخصائٓٓو الىفساىٓف كذا بغﺭﺱ ﺍلﻁهأىٓىة فْ ىفَسٍن َﺫلﻙ ٘ستﺭجاﻉ ثقتٍن بأىفسٍن ‪َ،‬ﺇحساسٍن‬
‫بقٓهتٍن‪.‬‬
‫ﺃها ﺍلخﺩهاﺕ ﺍ٘جتهاعٓة فإىٌا تٍﺩﻑ ﺇلِ تحسٓو ع‪ٛ‬قاﺕ ﺍٖحﺩﺍﺙ بعائ‪ٛ‬تٍن َ بهو ٓحٓط بٍن َتﺭشﺩٌن‬
‫ﺇلِ ضﺭَﺭﺓ ﺍحتﺭﺍن ﺍٔخﺭٓو َتقﺩٓﺭٌن لٍن ‪َ ،‬فْ ٌﺫﺍ ﺍلصﺩﺩ ﺃشاﺭﺕ (ﺍلهاﺩﺓ ‪ 125‬هو قاىَو ﺇعاﺩﺓ‬
‫تأٌٓؿﺍٖحﺩﺍﺙ )ﺃو هٍهة ﺍلهﺭبٓو ﺍلههﺭىٓو بهﺭﺍﻜﺯ ﺇعاﺩﺓ التربٓة اتجاي ﺍٖحﺩﺍﺙ الجاىحٓف ﺍلهَضَعٓو‬
‫تحﺕ ﺭعآتٍن ٌْ قبؿ كؿ شئ ﺇحٓاء شعَﺭٌن بالهسﺅَلٓة َبالَﺍجﺏ ىحَ ﺍلهجتهعػ(ﺍلجﺭيﺩﺓ ﺍلﺭسهية‪،‬‬
‫يىايﺭ‪. )1972 ،‬‬

‫*العالج االجتهاعي الىفسي لمحدث الجاىح ‪:‬‬

‫ﺇو ﺍلفﻜﺭﺓ ﺍٖساسٓة ﺍلتْ تقَن عمٍٓا فمسفة ﺍلع‪ٛ‬ﺝ فْ ﺍلعصر ﺍلحﺩٓﺙ ٌْ ﺍعتباﺭ ﺍلحﺩﺙ ﺍلهىحﺭﻑ‬
‫شخصا هﺭٓضا ٓجﺏ ع‪ٛ‬جً ‪ ٚ‬هجﺭها ٓستحﻕ ﺍلعقاﺏ َﺫلﻙ قصﺩ تحقٓﻕ تﻜٓفً هع ىفسً َهع ﺍلهجتهع‬
‫ﺍلﺫّ ٓعٓﺵ ‪ َ ،‬فٓها ٓخﺹ عهمٓة ﺍلتﺩخؿ الع‪ٛ‬جْ فإىٍا تﺭتﻜﺯ عمِ الجواىب ﺍلﺫﺍتٓة َﺍلبٓئٓة َﺫلﻙ‬
‫عمِ ﺍلىحَ ﺍلتالْ ‪:‬‬

‫أ‪-‬ﺍلعالﺝ ﺍلﺫﺍتي لمحﺩﺙ‪ٓ َ :‬شهؿ الع‪ٛ‬ج ﺍلخاﺹ بشخصٓتً ﺍلحﺩﺙ عمِ هجهَعة هو ﺍٖسالٓﺏ ٌْ ‪:‬‬

‫‪-‬تﺩعٓن ﺫﺍﺕ ﺍلحﺩﺙ ‪َ :‬ﺫلﻙ بإﺯﺍلة ﺍلهشاعﺭ ﺍلسمبٓة ﺍلهﺭتبﻁة بهشﻜمتً ﻜالخَﻑ َﺍلغضﺏ َالعداء‬

‫َﺍلشعَﺭ بالﺫىﺏ َﺫلﻙ هو خ‪ٛ‬ؿ ﺃسالٓﺏ ﺍلتعاﻁﻑ َﺍلتفﺭٓغ ﺍلَجﺩﺍىْ ( ﺍلتىفٓس ) ‪.‬‬

‫‪ -‬تعﺩٓؿ ﺍستجاباﺕ ﺍلحﺩﺙ لمهَﺍفﻕ خاصة ا‪ٚ‬ستجابات السمبٓة وﺍلعﺩَﺍىٓة َسمَﻜً ا‪ٚ‬ىدفاعْ فْ ﺍلتفﻜٓﺭ‬
‫والغٓر ﺍلهىﻁقْ‪ َ ,‬ﺫلﻙ هو خ‪ٛ‬ؿ ﺃسالٓﺏ ﺍلىصح وﺍلتفحﺹ ‪.‬‬

‫‪-‬تعﺩّ عاﺩﺍﺕ ﺍلحﺩﺙ ‪َ :‬ﺫلﻙ باستخﺩﺍن ﺃسمَﺏ ﺍلع‪ٛ‬ﺝ ﺍلسمَﻜْ هو خ‪ٛ‬ؿ عهمٓاﺕ تعمٓهٓة َ تبصٓﺭٓة‬
‫هف توضٓح وتىبًٓ واقىاع وتدعٓـ‪ (.‬فههي‪ ،2001 ،‬ص‪. )53‬‬

‫ب‪ -‬ﺍلعالﺝ ﺍلبيئي‪ :‬وٓشهؿ عمِ تقدٓـ خﺩهاﺕ هباشﺭﺓ و غٓر هباشرة هىٍا‪:‬‬

‫‪-‬تحَٓؿ ﺍلحﺩﺙ ﺇلِ جٍاﺕ ا‪ٚ‬ختصاﺹ َﺫلﻙ فْ حا‪ٚ‬ﺕ ﺍلهﺭﺽ جسهٓا ﻜاو ﺃَ ىفسٓا(ﺍلﺭعآة ﺍلﻁبٓة‬
‫َﺍلىفسٓة) لتبﺫؿ لً ﺍلجٍَﺩ ﺍلع‪ٛ‬جٓة ﺍلهىاسبة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫جنوح األحداث‬ ‫الفصـــــــــل الثـــــــاني‬

‫‪ -‬تَفٓﺭ ﺍلﺭعآة ﺍل‪ٛ‬حقة لمحﺩﺙ عو ﻁﺭٓﻕ بﺭﺍهج ﺍلتﺩﺭٓﺏ ﺍلهٍىْ َﺍلتشغٓؿ فْ هصاىع ﺍلبٓئٓة‬
‫الخارجٓة‪َ ،‬ع‪ٛ‬ﺝ ها ٓعاىَىً هو صعَباﺕ َهشﻜ‪ٛ‬ﺕ َﺫلﻙ بتتبعٍن َتَجٍٓن حتِ ٓتن تﻜٓفٍن هع البٓئة‬
‫ﺍلخاﺭجٓة ‪.‬‬

‫‪ -‬هساعﺩﺓ بعﺽ ﺍٖحﺩﺍﺙ ﺍلهستقﺭٓو سمَﻜٓا َالهستعﺩٓو عقمٓا لتﻜهمة تعمٓهٍن فْ ﺍلهﺩﺍﺭﺱ خاﺭﺝ‬
‫ﺍلهﺅسسة‪ ،‬كها تٍﺩﻑ أٓضا ﺇلِ تعﺩٓؿ ﺍتجاٌاﺕ ﺍلهحٓﻁٓو بالحﺩﺙ كاٖب واٖـ ﺃَ ﺯَجة‪ ،‬ﺃَﺍلَصْ‬
‫َﺫلﻙ فْ ﺍلحا‪ٚ‬ﺕ ﺍلتْ تﻅٍﺭ فٍٓا أف ﺇىحﺭﺍﻑ هسﺅَلٓة ﺍلحﺩﺙ تقع عمِ عاتؽ ٌؤ‪ٚ‬ء عاتﻕ‪(.‬عبﺩ ﺍلخالﻕ‪،‬‬
‫‪ 281 ، 1995‬ﺹ)‪.‬‬

‫خالصػػػػػػػػػػػػة‪:‬‬

‫هف خ‪ٛ‬ؿ ها تـ عرضً فْ ٌذا الفصؿ ٓتضح لىا أف جىوح اٖحداث هفٍوـ واسع وظاٌرة هعقدة تتأثر‬
‫بعدة عواهؿ هىٍا الىفسٓة كالحرهاف العاطفْ ‪،‬ا٘حباط و القمؽ واضطرابات الشخصٓة ‪ ،‬و العواهؿ‬
‫ا‪ٚ‬جتهاعٓة كأسالٓب التربٓة اٖسرٓة و الهدرسة و صو‪ ٚ‬إلِ وسائؿ ا٘ع‪ٛ‬ـ أها العواهؿ ا‪ٚ‬قتصادٓة‬
‫كالفقر ‪،‬عدـ توفر السكف ‪..‬الخ‬

‫أها الىظرٓات التْ حاولت تفسٓر السموؾ الجاىح فقد اختمفت بدورٌا فأصحاب ا‪ٚ‬تجاي الىفسْ ٓروف أف‬
‫الهجرـ ٓهتاز بغٓاب القدرة عمِ التحهؿ والصبر وعدـ التحمْ بالقٓـ اٖخ‪ٛ‬قٓة والروحٓة التْ تغرس فٍٓـ‬
‫قبوؿ واقع التفاوت بٓف اٖفراد كها ٓتصؼ دوها ب أىا أعمِ عىٓؼ ٌو الذي ٓقودي إلِ ارتكاب الجرٓهة أو‬
‫الفعؿ الجاىح ‪،‬أها الىظرٓة البٓولوجٓة تردٌا إلِ عواهؿ تكوٓىٓة فٓزٓولوجٓة ‪ ،‬فْ حٓف ركزت الىظرٓة‬
‫ا‪ٚ‬جتهاعٓة عمِ الجىوح كظاٌرة اجتهاعٓة تخضع فْ شكمٍا وأبعادٌا لقواىٓف حركة الهجتهع ‪.‬‬

‫إ‪ ٚ‬أف ٌىاؾ هجهوعة هف الطرؽ الوقائٓة والعاجٓة التْ تحاوؿ التقصْ هف ٌذي الظاٌرة باتخاذ إجراءات‬
‫قاىوىٓة وعقابٓة هف أجؿ الردع هف جٍة ‪ ،‬وهف جٍة أخرى حهآة الحدث وهعرفة بواعث ٌذي الظاٌرة هف‬
‫أجؿ التقمٓؿ هىٍا ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫تمهيد‬

‫‪-1‬التذكير بالفرضيات‬

‫‪ -2‬الدراسة اإلستطالعية‬

‫‪ -3‬المنهج المستخدم في الدراسة‬

‫‪ -4‬األدوات المستخدمة في الدراسة‬

‫‪-5‬حاالت الدراسة‬
‫منهجـــــية الـــــدراســــــة‬ ‫الفصـــــــــــل الثالـــث‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إلستكمال خطوات أي بحث البد لنا من التطرق إلى إطار تطبيقي إلعطاء صيغة عممية لو‪ ،‬فبعد‬
‫لجوئنا إلى عرض الجانب النظري لما يحتويو بحثنا‪ ،‬فإن ىذا األخير يجب أن يتوج بعرض تطبيقي والذي‬
‫يضم كل اإلجراءات المنيجية المتبعة أثناء إجراء الدراسة والتي سوف يتم عرضيا في ىذا الفصل ‪.‬‬

‫‪-1‬التذكير بفرضيات ‪:‬‬

‫الفرضية العامة ‪ :‬يؤدي الحرمان العاطفي إلى الجنوح ‪.‬‬

‫الفرضيات الجزئية ‪:‬‬

‫‪-‬يؤدي الحرمان العاطفي عند األحداث إلى التشرد‪.‬‬

‫‪-‬يؤدي الحرمان العاطفي عند األحداث إلى السرقة ‪.‬‬

‫‪-‬يؤدي الحرمان العاطفي عند األحداث إلى تعاطي المخدرات‪.‬‬

‫‪-‬يؤدي الحرمان العاطفي عند األحداث إلى العدوانية الموجية نحو الذات‪.‬‬

‫‪-‬يؤدي الحرمان العاطفي عند األحداث إلى العدوانية نحو اآلخرين‪( .‬الضرب والجرح العمدي ‪،‬السب‬
‫والشتم األصول )‬

‫‪ -2‬الدراسة اإلستطالعية‪:‬‬

‫قمنا بدراسة إستطالعية‪ ،‬كونيا مرحمة ميمة في كل بحث عممي وذلك إلرتباطيا المباشر بالميدان‪ ،‬وىي‬
‫دراسة تسمح لمباحث بالحصول عمى معمومات أولية حول موضوع بحثو‪ ،‬كما تسمح لو كذلك بالتعرف‬
‫عمى الظروف واإلمكانيات المتوفرة في الميدان‪،‬ومدى صالحية الوسائل المنيجية المستعممة قصد ضبط‬
‫متغيرات بحثو ( العيسوي‪ ،‬بدون سنة‪ ،‬ص‪.)61‬‬

‫‪-‬لقد تمت الدراسة اإلستطالعية بعد تحدد موضوع البحث‪ ،‬قمنا بالتوجو إلى مركز إعادة التربية لوالية‬
‫قالمة‪ ،‬وذلك خالل شير نوفمبر ‪ ،2106‬تم إستقبالنا إال أننا لم نتمكن من الحصول عمى الحاالت‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب عدم تواجد األحداث داخل المركز‪ ،‬إال أن المختصة النفسانية طمئنتنا عمى توفر الحاالت في شير‬
‫جانفي ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫منهجـــــية الـــــدراســــــة‬ ‫الفصـــــــــــل الثالـــث‬

‫‪ -‬قمنا بالتوجو مرة ثانية في أواخر شير ديسمبر ‪ ،2106‬فتم إستقبالنا أين تمكنا من تواجد ‪ 3‬حاالت‬
‫داخل المركز وحالة في وضعية ىروب‪.‬‬
‫‪ -‬ثم قمنا بالتوجو لمديرية النشاط اإلجتماعي والتضامن إلتخاذ االجراءات اإلدارية الالزمة ولتقديم‬
‫الرخصة القانونية إلجراء البحث‪ ،‬إال انو تم الموافقة عمى خضوع الباحثة لدراسة إبتداء ‪ 2‬جانفي‬
‫‪ 2107‬إلى ‪ 3‬مارس‪ ،2107‬بعد توقيع الباحثة عمى التعيد القانوني الذي يعتبر شرط أولي إلجراء‬
‫الدراسة الميدانية بالمركز‪.‬‬
‫ثم قمنا بالتوجو إلى مركز إعادة التربية ب "قالمة" في األيام المحددة وتم إستقبالنا من طرف المختصة‬
‫النفسانية‪ ،‬وتقديم الحاالت لنا المتوفرة وىم حالتين حسب العدد اإلجمالي الكمي داخل المركز‪.‬‬
‫‪-‬تم وجود صعوبات أثناء القيام بيذا البحث من خالل عدم موافقة ىيئة و ازرة العدل عمى التصريح‬
‫بالحاالت األحداث الجانحين حيث تم إلغاء المراسمة ‪.‬كما تم إقصاء حالة تم العمل معيا لظروف‬
‫قانونية ‪.‬‬

‫‪ -3‬المنهج المستخدم في الدراسة ‪:‬‬

‫يمجأ الباحث إلى إستخدام منيج معين ألن إختيار المنيج المستخدم في الدراسة أمر تحدده طبيعة‬
‫مشكمة البحث التي نريد دراستيا‪.‬‬

‫وفي دراستنا الحالية تم االعتماد عمى المنيج العيادي ألنو يتناسب مع طببيعة الموضوع وكذلك أن‬
‫الدراسة العيادية تعتمد بالدرجة األولى عمى دراسة الحالة‪.‬‬

‫‪ -‬تعريف المنهج العيادي‪:‬‬

‫عرفو الفاش (‪ )D.LAGACHE‬بأنو تناول لمسيرة الذاتية في منظورىا الخاص‪ ،‬لمتعرف عمى مواقف‬
‫وتصرفات الفرد إتجاه وضعيات معينة‪ ،‬محاوال بذلك إعطاء معنى ليما لمتعرف عمى بنيتيا وتكوينيا‪ ،‬كما‬
‫يكشف عن الصراعات التي تحركيا ومحاوالت الفرد لحميا‪.‬‬

‫حيث يعتمد عمى دراسة الحالة التي تعتبر نوعا من البحث المتعمق عن العوامل المعقدة التي تساىم في‬
‫فردية وحدة إجتماعية ما‪ ،‬فقد تكون ىذه الوحدة شخصا أو أسرة أو جماعة أو مجتمعا‪ ،‬حيث تؤدي ىذه‬
‫الدراسة إلى التواصل إلى تعميمات من المجتمع األوسع من الوحدات ( حمالق‪-2010-‬ص‪.)80‬‬

‫‪ -‬كما تعرف أيضا في عمم النفس بفحص عميق لمحالة الفردية‪ ،‬حيث تيدف إلى فيم سموك الفرد في‬
‫معاشو مع ربط كل تصرفاتو المالحظة بأىدافو الشخصية ‪ (.‬حسني‪،1977،‬ص ‪.)234‬‬

‫‪83‬‬
‫منهجـــــية الـــــدراســــــة‬ ‫الفصـــــــــــل الثالـــث‬

‫ومنو فإن المنيج العيادي يحاول معرفة مشاكل الفرد والمواقف التي يتخذىا الفرد إتجاه وضعيات‬
‫معينة‪ ،‬وذلك من خالل دراسة الحالة التي تعتمد عمى عدة أساليب لمعرفة ذلك‪ ،‬منيا الروائز النفسية‪،‬‬
‫المالحظة والمقابمة العيادية‪ ،‬ىذه االخيرة التي تعتبر ميمة جدا في المنيج العيادي(حسن‪،2003،‬‬
‫ص‪.)36‬‬

‫‪ -4‬األدوات المستخدمة في الدراسة ‪:‬‬

‫تم المجوء إلى مجموعة من األدوات لجمع البيانات حول الحالة‪ ،‬وذلك أيضا بيدف اختبار الفروض أو‬
‫اإلجابة عمى األسئمة‪ ،‬وأىم األدوات التي إعتمدنا عمييا ىي‪:‬‬

‫‪-1-4‬المقابمة اإلكمينكية النصف موجهة ‪:‬‬

‫المقابمة العيادية ىي محادثة موجية أي أنيا ليست مجرد الرغبة في المحادثة ذاتيا‪ ،‬يقوم بيا الفرد مع‬
‫آخر ومع أفراد بيدف الحصول عمى أنواع من المعمومات إلستخداميا في بحث عممي أو لإلستعانة بيا‬
‫في عممية التوجيو والتشخيص والعالج‪.‬‬

‫‪ -‬كما تعتبر ىي أداة لجمع المعمومات التي تمكن الباحث من اإلجابة عن تساؤالت البحث أو إختبار‬
‫الفروض ( عباس ‪، 2006 ،‬ص ‪.)250‬‬
‫‪-‬إال أن في إطار بحثنا تم اإلعتماد عمى المقابمة النصف الموجية بيدف البحث وحسب " روجي‬
‫ميكيمي" الذي يعتبرىا بأنيا مجموعة من الطرق ذات إنشغال مشترك‪ ،‬حيث يطرح سؤال من قبل‬
‫المستجوب أو المطبق سؤال واسع مستمد من قائمة معدة مسبقا ألسئمة مفتوحة أو من خالل خطاب‬
‫العميل نفسو لموقوف عمى معنى مفيوم أو وضعية بالنسبة إليو ( ‪.) R. Mucehielli ,1977 ,p51‬‬
‫‪ -‬وقد إخترنا ىذا النوع من المقابالت اإلكمينكية كونيا تتناسب مع بحثنا ‪،‬وألنيا تترك مجاال من الحرية‬
‫والتعبير لمحالة دون تقيدىا ودون أن تجعمنا نبتعد أيضا عن أىداف بحثنا‪.‬‬
‫لقد إشتممت مقابمتنا عمى ‪ 3‬محاور تم تحديدىا سابقا انطالقا فرضيات وأىداف بحثنا ومن خالل ما‬
‫تم االطالع عميو والتي تشمل عمى ‪:‬‬
‫‪ -‬المحور األول‪ :‬يضم التعرف عمى مظاىر الحرمان العاطفي لدى الحدث الجانح وعن عالقاتو‬
‫اإلجتماعية والنفسية‪.‬‬
‫‪ -‬المحور الثاني‪ :‬يضم التعرف عمى مظاىر الجنوح لدى الحدث الجانح ( األحداث)‬
‫‪ -‬المحور الثالث‪ :‬يضم التعرف عمى التكفل لمحدث الجانح‬
‫‪ -2-4‬تحميل المحتوى ‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫منهجـــــية الـــــدراســــــة‬ ‫الفصـــــــــــل الثالـــث‬

‫وإلعطاء معنى لتحميل المقابمة تم اإلعتماد عمى طريقة تحميل المحتوى حسب ‪"MUCHIELLI "R‬‬
‫والذي يمخص معاييرىا بأن تحميل المحتوى ىو الفحص الموضوعي‪ ،‬الشامل‪ ،‬المنيجي واذا أمكن‬
‫الكمي لنص أو مجموعة معمومات بيدف إستخراج ما يحتوي من معنى بالنسبة ألىداف البحث‪،‬‬
‫وترتكز طريقة ‪ "MUCHIELLI "R‬عمى ‪:‬‬
‫‪ -0‬تقطيع الخطاب واعادة صياغة وحدات ذات معنى‪.‬‬
‫‪ -2‬توزيع وتجميع الوحدات في فئات‪.‬‬
‫‪ -3‬جرد وحساب تك اررات الفئات وتحميميا‪.‬‬
‫‪.)R. Mucchielli,1977,p59‬‬ ‫‪ -4‬التحميل الكيفي لممقابمة (‬

‫‪ :3-4‬إختبار تفهم الموضوع‪)Thematic Apperception Test ( ) T.A.T).‬‬

‫أ‪ /‬نبذة عن اإلختبار‪:‬‬

‫يكن إعتبار إختبار تفيم الموضوع من اإلختبارات اإلسقاطية لمشخصية‪ ،‬والتي ييدف إلى الكشف‬
‫عن الدوافع واإلنفعاالت وكذلك أنواع الصراعات لدى المفحوص خاصة الخفية منيا‪ ،‬والتي ال يستطيع‬
‫التطرق إلييا‪ ،‬أو يعييا شعوريا‪.‬‬

‫ففي عام ‪ 0335‬نشر " مورغن وموراي" "‪ "Morganet murray‬أول عمل في إختبار تفيم الموضوع‬
‫(‪ ،)T.A.T‬وبعد ‪ 3‬سنوات كتب " موراي" كتابا (‪ )Exploration de la personnalite‬لكن لم يتم نشر‬
‫اإلختبار في شكمو النيائي حتى سنة ‪ (.0343‬عبد الوافي ‪ ،‬ب ت ‪ ،‬ص‪.)48‬‬

‫ب‪ -‬وصف اإلختبار‪ :‬يتألف إختبار تفيم الموضوع ( ‪ )T.A.T‬من سمسمة من الصور بالمونين األبيض‬
‫واألسود‪ ،‬وبعضيا صور فوتوغرافية وبعضيا اآلخر رسوم يدوية‪ ،‬والمجموع الكمي ليذه البطاقات ‪30‬‬
‫بطاقة‪ ،‬بينيما بطاقة واحدة بيضاء‪.‬‬

‫‪ -‬تتوزع البطاقات عمى فئات مختمفة من المفحوصين بينيم الذكور واإلناث والراشدين‪ ،‬إضافة إلى‬
‫األحداث مع وجود صور مشتركة بين كل ىذه الفئات‪.‬‬
‫‪ -‬عند تطبيق اإلختبار عمى فئة ما من المفحوصين‪ ،‬يقتصر عمى ‪ 21‬بطاقة بينيا بطاقة بيضاء ال‬
‫يظير عمييا أي رسم ولكن يطمب من المفحوص أن يتخيل صورة مماثمة ليا ويؤلف قصة كاممة‪.‬‬
‫‪ -‬تعطى الصور وفق ترتيب محدد‪ ،‬تشير إليو األرقام الموجودة عمى ظير البطاقة‪ ،‬كما تشير األحرف‬
‫األبجدية المكتوبة إلى جانب الرقم إلى نوع الشخص المفحوص الذي تقدم إليو البطاقة ذكر أو أنثى‬
‫وعمى ذلك ‪:‬‬

‫‪85‬‬
‫منهجـــــية الـــــدراســــــة‬ ‫الفصـــــــــــل الثالـــث‬

‫‪ :) B( -‬تخص الطفل إلى سن ‪ 04‬سنة‪.‬‬


‫‪ :) BM( -‬تخص الذكر‪ ( ،‬صبيان ورجال)‪.‬‬
‫‪ : ) BG( -‬تخص الصبيان والبنات إلى سن ‪ 04‬سنة‪.‬‬
‫‪ : ) M( -‬تخص الذكر فوق سن ‪ 04‬سنة‪.‬‬
‫‪ : ) F( -‬تخص األنثى فوق سن ‪ 04‬سنة‪.‬‬
‫‪ :) GF( -‬تخص اإلناث ( بنات وسيدات )‬
‫‪ :) G( -‬تخص البنت إلى سن ‪ 04‬سنة ( أبو حامد‪ ،2007 ،‬ص ‪)312‬‬

‫ج‪ -‬كيفية إجراء اإلختبار‪:‬‬

‫عند تطبيق اإلختبار يجب عمى الفاحص مراعاة ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬أن يطبق اإلختبار عمى دفعتين في العادة في كل مرة عشرة بطاقات وذلك لتجنب تعب وممل‬
‫المفحوص من القصص‪.‬‬

‫‪ -‬ينبغي عمى الفاحص أن يبدأ بذكر أن ىذا اإلختبار لمقدرة عمى التحميل حتى يشجع المفحوص عمى‬
‫اإلستجابة بطالقة‪.‬‬

‫‪ -‬الوقت المستغرق لكل بطاقة حوالي ‪ 5‬دقائق‪.‬‬

‫‪ -‬بعد اإلنتياء من إجراء اإلختبار يقوم الفاحص بإجراء مقابمة حوارية مع المفحوص لمعرفة العوامل التي‬
‫أدت إلى موضوعات القصص التي تخيميا‪ ،‬والوقوف عمى أصوليا ىل ىي خبرة المفحوص أم أنيا مستقاة‬
‫من الروايات أو التمفزيون‪ ،‬السينما ‪....‬إلخ‪.‬‬

‫د‪ /‬تفسير إختبار تفهم الموضوع (‪:)T.A.T‬‬

‫إن تفسير اإلختبار لو العديد من التفسيرات التي وضعت من طرف المختصين في مجال التحميل النفسي‬
‫واألخصائيين النفسانيين منيم واضع اإلختبار موراي‪ ،‬بيبالك‪ ،‬ستورن‪ ،‬تومكيتروليون وغيرىم‪.‬‬

‫‪ -‬إال أن في بحثنا ىذا إعتمدنا عمى تفسير اإلختبار بطريقة " ىنري موراي"‪ ،‬والتي تقوم عمى وجو‬
‫الخصوص بتحميل محتوى القصة‪ ،‬وتحميل المحتوى الذي يشير إليو "موراي" ىو محاولة لموقوف‬

‫‪86‬‬
‫منهجـــــية الـــــدراســــــة‬ ‫الفصـــــــــــل الثالـــث‬

‫عمى الموضوعات الغالبة في قصص كل شخص‪ ،‬والموضوع عنده ىو التكوين الدينامي لمحكاية أو‬
‫ىو عقدة ( الحكاية) القصة وتدور في العادة ىذه الموضوعات حول بيان ‪:‬‬
‫‪ -‬البطل الرئيسي الذي يتماىى الفرد بشخصيتو في القصص‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجات التي تدفع بطل القصة والقوى التي تنطوي عمييا نفسو‪.‬‬
‫‪ -‬الضغوط أو العوامل البيئية والمؤثرات التي تؤثر في الفرد‪.‬‬
‫‪ -‬خاتمة القصة ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلىتمامات والمشاعر‪.‬‬
‫‪ -‬تحميل الموضوعات‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعتماد أيضا عمى التحميل الشكمي والدينامي لإلختبار ( عباس‪ ،2001 ،‬ص‪.)162‬‬

‫ه‪ /‬أسباب إختيار اإلختبار‪:‬‬

‫تم إستخدام إختبار تفيم الموضوع ( ‪ )T.A.T‬في بحثنا ألنو يتالئم وطبيعة متغيرات البحث‪ ،‬وكذلك‬
‫إعتباره إختبار إسقاطي يكشف لنا عن الحياة الداخمية لممفحوص ال شعوريا واعتمدنا في التحميل عمى‬
‫طريقة " ىنري موراي" ألنيا تقوم عمى الكشف عن الحاجات التي يرغبيا الحدث كالحاجة إلى اإلىتمام‬
‫والعطف والرعاية والعدوانية الموجية نحو الذات واآلخرين‪ ،‬باإلضافة إلى الضغوط التي تسيطر عميو‬
‫داخل بيئتو من نبذ ورفض من طرف الوالدين أو الفقر‪ ،‬عدوان مادي ضد إجتماعي الذي قد يقوده إلى‬
‫الجنوح‪ ،‬وارتكاب أفعال إنحرافية مختمفة كتعاطي المخدرات السرقة ‪ ،‬عدوانية اتجاه اآلخرين ‪،‬تشرد‬
‫وىروب ‪،‬عدوانية إتجاه الذات‪....‬‬

‫‪-5‬حاالت الدراسة ‪:‬‬

‫تمثمت حاالت الدراسة في حالتين تتوفر فييم شروط البحث كاألتي ‪:‬‬

‫‪ -‬الحالة األولى ‪ :‬حدث جانح يبمغ من العمر ‪ 06‬سنة ‪،‬متواجد بمركز إعادة التربية –قالمة – إلرتكابو‬
‫جنحة الضرب و الجرح العمدي بالسالح األبيض‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الثانية ‪:‬حدث جانح يبمغ من العمر ‪ 07‬سنة ‪،‬متواجد بمركز إعادة التربية –قالمة – إلرتكابو‬
‫جنحة السب وشتم األصول ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫الحالة األولى‪:‬‬

‫البيانات الشخصية‬

‫‪ -‬اإلسم‪" :‬أ" – ع‬
‫‪ -‬الجنس‪ :‬ذكر‬
‫‪ -‬تاريخ الميالد‪ 2000/08/01 :‬بالذرعان‪-‬الطارف‪-‬‬
‫‪ -‬عدد اإلخوة‪ :‬األشقاء الحقيقيين‪ :‬ذكر‪ ،1 :‬إناث ‪1:‬‬
‫‪ -‬عدد اإلخوة غير األشقاء من األب‪ :‬ذكر‪ ،2 :‬إناث‪.2 :‬‬
‫‪ -‬الرتبة بين اإلخوة األشقاء‪3/1:‬‬
‫‪ -‬المستوى التعميمي‪ :‬الثانية متوسط‬
‫‪ -‬الحالية الصحية‪ :‬جيدة ال يعاني من أي مرض‬
‫‪ -‬الحالة اإلقتصادية‪ :‬جيدة‪.‬‬

‫البيانات العائمية‪:‬‬

‫المينة‪ :‬متقاعد من صفوف الجيش الوطني وتاجر حاليا‪.‬‬ ‫‪ -‬األب‪ :‬عمى قيد الحياة‬
‫المينة‪ :‬ال تعمل‬ ‫‪ -‬األم‪ :‬عمى قيد الحياة‬
‫‪ -‬وضعية الوالدين‪ :‬األب مطمق األم سابقا لمدة ‪ 4‬سنوات‪.‬‬
‫األم‪ :‬الزوجة الثانية‪.‬‬

‫البيانات حول المركز‪:‬‬

‫‪ -‬تاريخ دخول " أ" لممركز‪ 2016/12/15 :‬بأمر من محكمة الذرعان‪-‬الطارف‪-‬‬


‫‪ -‬سبب الدخول لممركز‪ :‬سب والشتم ومحاولة قتل األصول ‪.‬‬
‫‪ -‬الوضعية الحالية داخل المركز‪ :‬التحاقو بمركز التكوين الميني تخصص حمويات‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪-1‬تقديم الحالة االولى‪:‬‬

‫الحالة "أ" حدث جانح‪ ،‬يبمغ من العمر ستة عشرة سنة‪ ،‬مستواه الدراسي ثانية متوسط‪ ،‬ترتيبو بين‬
‫أخواتو ىو األكبر‪ ،‬ولو أخت وأخ ي ازوالن الدراسة‪ ،‬ولو أربعة إخوة غير أشقاء من األب‪ ،‬كان يعيش (أ)‬
‫مع أمو وأبيو ومع زوجة األب‪.‬‬

‫كان الوالد موف ار نوعا ما من العناية إال أنو يتميز بعدم تحمل المسؤولية العائمية‪ ،‬باعتبار أن الوالد كان‬
‫موظف في صفوف الجيش الوطني وبعده عن البيت‪ ،‬إال أنو كان يتخذ سموكات غير سوية منحرفة‪،‬‬
‫كمعاشرة النساء األجنبيات وشرب الخمر‪.‬‬

‫كان الوالد يتميز بدخل جيد‪ ،‬إال أنو يميل إلى الشح والبخل عمى ابنو مما عرضعو إلى حالة من الحرمان‪،‬‬
‫لم يكن يكترث كثي ار لحاجتو األساسية من مأكل وممبس‪ ،‬مما زاد من وجود صراعات أسرية ‪.‬‬

‫تعد أم الحالة " أ" الزوجة الثانية‪ ،‬فيي كانت تعيش ظروف صعبة مع أب الحالة‪ ،‬فكانوا دائمي الشجار‬
‫والمخاصمة‪ ،‬فكانت تتميز بالذل والقير من طرف الزوج مما انتيى بطالقيما‪.‬‬

‫‪-‬بعد طالق الوالدين عاش " أ" رفقة أمو وأخواتو في منزل الجد‪ ،‬وكان عمره ‪ 13‬سنة إال أن الظروف‬
‫كانت غير مالئمة مما اضطر باألم لكراء سكن خارج عن أىميا‪ ،‬وذلك نتيجة أن "أ" كان كثير الشجار‬
‫مع األم وعدم اإلصغاء ليا‪ ،‬فكان كثير اليروب من المدرسة ومخالطة رفقاء السوء ولجوئو إلى السرقة‬
‫وتعاطي المخدرات والمبيت خارج المنزل‪.‬‬

‫‪-‬لم تتمكن األم من القدرة عمى االىتمام بو ورعايتو وتوفير كل احتياجاتو‪ ،‬لجأت إلى طرده من المنزل‬
‫عدة مرات ‪ ،‬فقد كان "أ" يمجأ إلى بيت األب‪ ،‬فيقوم بطرده وعدم قبولو‪.‬‬

‫‪-‬باإلضافة إلى أخاه األكبر ال يرغب فيو‪ ،‬فيو يكن لو كرىا شديدا عمى غرار أن ىذا األخير لو سوابق‬
‫عدلية كثيرة نتيجة إنحرافو وأنو تعرض لدخول السجن عدة مرات‪ ،‬مما إضطر بالحالة بشعوره بعدم رغبتو‬
‫من طرف األم واألب واألخ فزاد إحباطو وكرىو إتجاىيم‪.‬‬

‫‪-‬أصبح "أ" ال يرغب في الدراسة حتى إنقطع عن مزاولتيا‪ ،‬فأصبح كثير التشرد ولجوئو لمسرقة وتعاطي‬
‫المخدرات‪ ،‬فقامت األم باذاعو بمركز إعادة التربية بالحجار " عنابة" إال أنو لم يمكث إال أربعة أيام وقام‬
‫باليروب منو‪ ،‬بإعتبار أن المركز غير مالئم لو وكان عمره ‪ 14‬سنة فازداد كرىو إتجاه أمو‪.‬‬

‫‪-‬األم تتصف بأنيا ميممة وغير مبالية وأنيا عديمة المسؤولية‪ ،‬فقد كانت تترك الحالة "أ" لوحدىا في‬
‫الذرعان لمدة شير أو شيرين وتذىب عند أخواتيا بعناية‪ ،‬وىي ال تكترث ألمر ابنيا‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ -‬يذكر أن الحالة كان يستعين بروابط عاطفية مع أشخاص جانحين أكبر منو سنا‪،‬كما أن حياتو‬
‫تخممتيا فترات تسول وسرقة‪ ،‬وتشرد‪ ،‬حيث لجأ إلى التشرد لمدة سنة كاممة خارج المنزل والمبيت في‬
‫العراء‪ ،‬فكان ييتم بأكمو وشربو ولباسو لوحده دون أن يبالي بو والديو ( األم‪ ،‬األب)‪.‬‬
‫‪ -‬عمل "أ" مينا شاقة وغير شرعية فمجأّ إلى بناء كوخ لبيع الخمر " بالذرعان"‪ ،‬وكذلك عمل بمميى ليمي‬
‫مما زاد غوصو باإلنحراف أكثر‪.‬‬
‫‪ -‬ابتدأ "أ" بشرب الخمر والسرقة في سن صغيرة ‪8‬سنوات‪ ،‬إال أنو كان يمارس السرقة مرات بمفرده‬
‫ومرات مع رفاقو والذين كانوا أكبر سنا منو‪ ،‬كما أصبح يتعاطى المخدرات بكل أنواعيا‪ ،‬إال أنو كان‬
‫كثير الشرب لمخمر وبصفة يومية‪ ،‬كان "أ" تنتابو حاالت اإلحباط والقمق واليأس مما يضطر إلى‬
‫االعتداء عمى ذاتو بالجرح خاصة عند الشجار مع والده وأخاه األكبر‪ ،‬فقد حاول االنتحار عند قيام‬
‫الوالد بتقديم شكوى ضده‪ ،‬إال أنو قام بسحبيا‪.‬‬
‫‪ -‬يرى "أ" ذاتو أنو غير مرغوب فيو خاصة من جية األب‪ ،‬فيو يكن لو كرىا شديدا ألنو ال يقدم لو كل‬
‫ما يحتاجو‪ ،‬وأن أخوه األكبر ىو المتسمط والذي يسير والده فضطر بالحالة إلى اإلعتداء عميو عدة‬
‫مرات بالضرب والسالح األبيض‪ ،‬إال أنو نجى مما إضطر بالوالد تقديم شكوى ضده " بحجة السب‬
‫والشتم" وىو حاليا متواجد بمركز إعادة التربية بقالمة من طرف محكمة الذرعان لألحداث‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة " أ" يرى أن ال أم وأب لو‪ ،‬فيو يكن ليما حقدا كبي ار ألنيما لم يحرصا عميو‪ ،‬ولم يقدما لو ما‬
‫يحتاجو من حب ودفئ وعطف‪.‬‬
‫‪ -‬تعرض الحالة إلى نصح و توجيو من المقربين لو لكن لم يأخذ بعين اإلعتبار ذلك إال أنو إقتنع مع‬
‫زميمو داخل المركز بمواصمة الدراسة في مركز التكوين الميني تخصص حمويات‪ ،‬كما أنو ال يرغب‬
‫في الصالة‪.‬‬
‫‪ -‬يوصف داخل المركز أنو عنيد‪ ،‬إنفعالي‪ ،‬عصبي‪ ،‬كما أنو مصر عمى مواصمة إنحرافو واذاء والديو‬
‫وأخوه بعد خروجو‪.‬‬
‫‪ -‬مع العمم أن والد الحالة "أ" يأتي لزيارتو من حين إلى حين آخر‪ ،‬إال انو ال يقوم بمقابمتو أبدا‪ ،‬أما األم‬
‫فيي ال تأتي إلى رؤيتو ولو مرة واحدة منذ دخولو المركز‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ – 2‬عرض المقابمة ونتائجيا‪:‬‬

‫‪/ 1-2‬تقطيع المقابمة‪:‬‬

‫‪/1‬دخمت عندي ‪ 3‬أشير بابا ىو لي حب المشاكل والشروعات ‪ 2/‬تحرشوا يما ‪ 3/‬راح شكا بيا قميم أو‬
‫ضربني وسبني جابوني ىنا‪ 4/‬ىنا في السونطر ىذا خير من تاع عنابة ‪ 5/‬أول مرة دخمت لمسونطر تاع‬
‫الحجار ‪ 6/‬قعدت أربة أيام وىربت منوا كان عمري ‪ 13‬سنة ‪ 7/‬كانت الناس يحرشوىا عميا يقولوليا‬
‫حطيو في السونتر خير باه يتربى ‪ 8/‬كانت ىي تسحتني من الدار ‪ 9/‬تقولي روح عندك باباك ىو لي‬
‫عندو الكفالة ‪ 10/‬كي نروح عندو يسحتني ‪ 11/‬ماال وليت نبات ب ار خير ‪ 12/‬ماتحكيميش عمى يما ‪13/‬‬
‫كانت تسحتني من الدار وليت نبات في الروموركات وفي الجنانات بسبتيا ‪ 14/‬يما أي شيطانة ‪15/‬‬
‫نكرىيا ىي ‪ 16/‬وبابا ‪ 17/‬طمقيا ماتفاىموش مع بعضاىم لخاطر أوحموف وىو جايح ‪ 18/‬يروح يصرف‬
‫في الصوارد عمى النساء ‪ 19/‬ويمعبيا يصمي وىو يتكيف الكيف والشراب ‪ 20/‬عشت حياتي كاممة برة‬
‫‪ 21/‬أم يعيطولي ولد برة ‪ 22/‬ديما المشاكل في الدار حتى مع خويا الكبير ‪ 23/‬آني نكرىوا ‪ 24/‬نحب‬
‫نقتموا ‪ 25/‬حموف كبير ‪ 26/‬ىو لي فسد في الشايب ‪ 27/‬وىو بعد ولد حبس مايخرجش منوا ‪ /28‬كون‬
‫تجي الموت بيدي نقتموا ‪ /29‬ىو لي يمعب براس الشايب ويحرشوا عميا ‪ 30/‬خويا مستولي عمى كمش‬
‫الحوانت يطمب من الشايب السوارد يمدلوا وأنا جامي يمدلي ‪ 31/‬أني قتمك بابا أو تاع المشاكل ‪ 32/‬ىو‬
‫لي مرضني ومرض خويا ‪ 33/‬طمقت يما عندىا ‪ 4‬سنوات ورمضان لفات رجعيا بابا ومازال في عوايدو‬
‫‪ 34/‬كنت عايش معاىم ونبات برة ‪ 35/‬توصمت عام كامل مانروحش لمدار وقت لي طمقت يما ‪36/‬‬
‫درت عشة في " عين عالم " بالذرعان وسكنت فييا ‪ 37/‬نغسل وحدي ونأكل وحدي ونخدم ونبات ثما‬
‫‪ 38/‬كنت نخدم نبيع الشراب فييا ونجيب الجورني تاعي ‪ 39/‬كنا نخدموا جماعة يجيبوا نساء والشراب‬
‫ويقمروا كا ىكذا ‪ 40/‬نشرب ندير كمشي ‪ 41/‬بديت الشيء ىذا وأنا في عمري ‪8‬سنين نشرب ونسكر‬
‫‪ /42‬و‪ 12‬سنة وليت نشرب الخمر والدواء ونبيعوا ‪ 43/‬نشرب البيرة الروج والدواء الحمرا‪ ،‬باستيس ‪،‬‬
‫ىانكل نشرب يوميا بالبيت تاع شراب فييا ‪ 24‬كعبة ‪ 44/‬السرقة من بكري وأنا نسرق من بديت نشرب‬
‫‪ 45/‬وليت نسرق الروبوني تاع نحاس‪ ،‬الذىب حوايج واش نمقى ‪46/‬نسرق وحدي وساعات مع الجماعة‬
‫‪ 47/‬بابا ىددتوا زوج مرات بالموس ‪ /48‬والمرة الخرة كون ماجبدونيش تاع الدار راني قتمتوا ‪ 49/‬ىي لي‬
‫بسبتيا جابني ىنا لسونتر ‪ /50‬ضربت روحي قداه من مرة كي نقمق ‪ 51/‬ضربت روحي المرة ىذه أشار‬
‫إلى الذراع األيمن بو جرح عميق كي كنت رايح نضرب الشايب ‪ 52/‬حاولت ننتاحر مرة وحدة كي جاو‬
‫الجوندارم يدوني طمعت فوق الدار ‪ 53/‬بابا وجو الشر سحب الشكوى ‪ 54/‬بابا ىو ويما وخويا السبب في‬
‫كمشي يكرىوني واحدما تحمل المسؤولية عمي ‪ 55/‬بابا من كنت صغير وأنا نكسي روحي وحدي ونخدم‬
‫في الجنانات وىو مايكسينيش وىو الباس بيو ‪ 56/‬يما مين كانت مطمقة ماعالبمياش بيا خاله ‪57/‬‬
‫كانت تروح عند خوالي في عنابة وتخميني في الذرعان وحدي نبات برة ‪ 58/‬عالقتي خواتاتي لبنات مميحة‬
‫‪92‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫نحبيم ‪ 59/‬يما شيطانة ‪60/‬نكرىيا ‪ 61/‬وتكرىني ‪ 62/‬ماتيتم بيا ال والوا ‪ 63/‬بابا كون نحكموا نقتموا‬
‫‪ 64/‬وال نقعدوا في كروسة ‪ 65/‬بابا مانحبش نشوفوا أبدا ‪ 66/‬يجي بابا لمسونطر مانقابموش ‪ 67/‬ما‬
‫نصميش خاله كنت نصمييومين ونبطل ‪ 68/‬كنت نشرب ونروح نصمي ‪ 69/‬أنا الشراب مانحبسوش ونقعد‬
‫كيما ىك ‪ 70/‬واهلل واهلل كي نخرج من ىنا ندمرليم معيشتيم ‪ 71/‬نروح لمحبس أو السبيطار تاع المجانين‬
‫‪ 72/‬إلينحكموا نقسموا يدوا ‪ 73/‬وال نحطوا في كروسة ونتينى ويرتاح قمبي‪.‬‬

‫‪-2-2‬توزيع وتجميع الوحدات في فئات‪:‬‬

‫*فئة‪:1‬مظاىر الحرمان العاطفي‪ :‬العبارات الدالة عمى الحرمان العاطفي ىي‪:‬‬

‫‪-‬مشاعر والمعاممة السمبية أم‪ -‬حدث جانح‪-60-59-57-56-15-14-13-12-9-7-5- 2 :‬‬


‫‪.62-61‬‬

‫‪ -‬مشاعر والمعاممة اإليجابية أو‪ ،‬حدث جانح‪0:‬‬

‫‪ -‬مشاعر والمعاممة السمبية أب – حدث جانح‪-33-32-31-30-19-18-17-16-10-3-1 :‬‬


‫‪66-65-55-54-53‬‬

‫‪ -‬مشاعر والمعاممة االيجابية أب – حدثي جانح‪0:‬‬

‫‪ -‬مشاعر والمعاممة السمبية إخوة – حدث جانح‪29-27-26-25-22 :‬‬

‫‪ -‬مشاعر والمعاممة اإليجابية إخوة – حدث جانح‪58:‬‬

‫*الفئة ‪:2‬مظاىر الجنوح ‪:‬العبارات الدالة عمى مظاىر الجنوح ىي ‪:‬‬

‫‪-‬السرقة ‪46-45-44 :‬‬

‫‪-‬تعاطي المخدرات ‪69-43-42-41-40-39-38 :‬‬

‫‪-‬التشرد ‪37-36-35-34-21-20-11-6 :‬‬

‫‪-‬العدوانية الموجية نحواألخرين ‪73-72-70-64-63-49-48-28-24-23 :‬‬

‫‪-‬العدوانية الموجية نحو الذات‪-71-68-67-52-51-50 :‬‬

‫*‪-‬فئة‪ :3‬التكفل ‪:‬العبارات الدالة عمى التكفل ىي ‪74-4:‬‬

‫‪93‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ -3-2‬جرد وحساب تك اررات الفئات وتحميميا‬

‫الجدول(‪ :)1‬فئة مظاىر الحرمان العاطفي‬

‫النسبة المئوية ‪%‬‬ ‫التك اررات‬ ‫الفئات الفرعية‬ ‫الفئة الرئيسية‬


‫‪%40.54‬‬ ‫‪15‬‬ ‫مشاعر والمعاممة السمبية أم ‪ -‬حدث جانح‬

‫‪%00.00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مشاعر والمعاممة اإليجابية أم‪-‬حدث جانح‬ ‫مظاىر‬


‫الحرمان‬
‫‪%43.24‬‬ ‫‪16‬‬ ‫مشاعر والمعاممة السمبية أب – حدث جانح‬
‫العاطفي‬
‫‪%00.00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مشاعر والمعاممة االيجابية أب– حدث جانح‬
‫‪%13.51‬‬ ‫‪5‬‬ ‫مشاعر والمعاممة السمبية إخوة – حدث جانح‬
‫‪%2.70‬‬ ‫مشاعر والمعاممة اإليجابية إخوة – حدث جانح ‪1‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪/‬‬ ‫المجموع‬
‫يتضمن ىذا الجدول الفئة الخاصة بمظاىر الحرمان العاطفي‪ ،‬وتشمل عمى ‪ 6‬مظاىر‬

‫‪ -‬مشاعر والمعاممة السمبية أم – أب أخوة حدث جانح‪ ،‬ومشاعر والمعاممة اإليجابية أم – أب – أخوة‬
‫حدث جانح‪ ،‬حيث إحتمت مشاعر والمعاممة السمبية أب حدث جانح الصادرة بتواتر‪16‬ونسبة‬
‫‪ ،%43.24‬غال انو تمبية المرتبة الثانية مشاعر والمعاممة السمبية أم حدث جانح بتواتر ‪ 15‬تكرار‬
‫ونسبة ‪ ،% 40.54‬إال أن المرتبة الثالثة إحتمتيا مشاعر والمعاممة السمبية إخوة –حدث جانح بتكرار‬
‫‪ 5‬ونسبة ‪ ،%13.51‬ثم تمييا مشاعر ومعاممة إيجابية إخوة حدث جانح تكرار ‪ 1‬ونسبة ‪،%2.701‬‬
‫إال أن مشاعر ومعاممة إيجابية أم – أب حدث جانح احتمت الحد األدنى بنسبة وتكرار ‪.%0.00‬‬

‫الجدول (‪ )2‬فئة مظاىر جنوح األحداث‬

‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التك اررات‬ ‫الفئة الفرعية‬ ‫الفئة الرئيسية‬


‫‪%8.82‬‬ ‫‪3‬‬ ‫السرقة‬
‫‪%20.58‬‬ ‫‪7‬‬ ‫تعاطي المخدرات‬ ‫مظاىر جنوح‬
‫‪%23.52‬‬ ‫‪8‬‬ ‫التشرد‬ ‫األحداث‬
‫‪%17.64‬‬ ‫‪6‬‬ ‫العدوانية الموجية نحو الذات‬
‫‪%29.41‬‬ ‫‪10‬‬ ‫العدوانية الموجية نحو اآلخرين‬
‫‪%100‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪/‬‬ ‫المجموع‬

‫‪94‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ ‬يتضمن ىذا الجدول الفئة الخاصة بمظاىر الجنوح ‪ ،‬ويضم ‪ 5‬فئات فرعية حيث الحظنا أن فئة‬
‫العدوانية الموجية نحو اآلخرين إحتمت المرتبة األولى بتكرار ‪ 10‬ونسبة ‪ ،% 29.41‬كما جاء في‬
‫المرتبة الثانية فئة التشرد بتواتر ‪ 8‬تك اررات ونسبة ‪ ،%23.52‬إال أنو كانت المرتبة الثالثة لصالح‬
‫تعاطي المخدرات بتكرار ‪ 7‬ونسبة ‪ %20.58‬ثم تمييا المرتبة الرابعة العدوانية الموجية نحو الذات‬
‫بتواتر ‪ 6‬وتك اررات ونسبة تقدر ب ‪ ،% 17.64‬إال أن فئة السرقة فحتمت المرتبة األخيرة بتكرار ‪3‬‬
‫ونسبة تقدر ب ‪.% 8.82‬‬

‫الجدول (‪ )3‬فئة التكفل‬

‫النسب المئوية‪%‬‬ ‫التك اررات‬ ‫الفئة الرئيسية‬


‫‪%5.55‬‬ ‫‪2‬‬ ‫التكفل‬
‫‪%94.44‬‬ ‫‪34‬‬ ‫مظاىر الحنوح‬
‫‪%100‬‬ ‫‪36‬‬ ‫المجموع‬

‫‪ ‬نالحظ أن فئة وظاىر الجنوح تمثل أعمى تواتر ب ‪ 34‬تكرار ونسبة مئوية ‪ ،%94.44‬ثم تأتي‬
‫بعدىا التكفل بعدد التك اررات ‪ 2‬ونسبة ‪.%8‬‬

‫جدول (‪ :)4‬جدول تجميعي لمجموع الفئات‪:‬‬

‫النسب المئوية‪%‬‬ ‫التك اررات‬ ‫الفئة‬


‫‪%50.68‬‬ ‫‪37‬‬ ‫مظاىر الحرمان العاطفي‬
‫‪%46.57‬‬ ‫‪34‬‬ ‫مظاىر الجنوح األحداث‬
‫‪%2.73‬‬ ‫‪2‬‬ ‫التكفل‬
‫‪%100‬‬ ‫‪73‬‬ ‫المجموع‬

‫‪ ‬تعتبر فئة الحرمان العاطفي فئة جاءت في الصدارة ب‪ 37‬تكرار بنسبة تقدر ب ‪ ،%50.68‬إما‬
‫المرتبة التي تمييا فئة وظاىر الجنوح حيث بمغ التواتر ب ‪ 34‬تكرار ونسبة ‪ ،% 46.57‬إال انو‬
‫تحتل فئة التكفل المرتبة األخيرة بتكرار ‪ 2‬ونسبة تقدر ب ‪.%2.73‬‬

‫‪95‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪- 4-2‬التحميل الكيفي‪:‬‬

‫يعتبر الحالة (أ‪ -‬ع) أنو تعرض لمرفض والنبذ من طرف األم التي تطرده دائما من المنزل بعد طالقيا‬
‫من والده‪ ،‬حسب قولو‪ ":‬كانت ىي تسحتني تقولي روح عند باباك" إال أنو في المقابل يمقى نفس الرفض‬
‫من طرف والده ويقول‪ ":‬كي نروح عندو يسحتني ماال وليت نبات برة خير " ‪.‬‬

‫‪-‬كما كانت عالقتو بأبيو تتميز بسوء المعاممة‪ ،‬حيث كان يشعر بأنو غير مرغوب فيو‪ ،‬فقد كان يفتقد‬
‫لمحاجيات الضرورية من مأكل ومشرب " خويا يطمب من الشايب يمدلو كولشي وأنا جامي يمدلي" مما‬
‫زاد الحالة شعوره بالحرمان والتفرقة بينو وبين أخوه من طرف والده‪.‬‬

‫‪-‬أما عالقتو بأمو فتتميز بالكره والنبذ‪ ،‬فيو أمو غير مبالية بو وتحتقره وقميمة اإلىتمام بو " يما من كانت‬
‫مطمقة ماعالبمياش بي خاله كانت تروح عند خوالي في عنابة بالشيرين وتخميني في الذرعان وحدي‬
‫نبات برة" مما ولد لديو كرىا شديدا إتجاىيا‪.‬‬

‫إال أن الحالة يقر بأنو يشعر بالحرمان من الحب والدفئ‪ ،‬ونقص اإلىتمام العائمي‪ ،‬وىو كان يعيش داخل‬
‫األسرة "كنت عايش معاىم ونبات برة"‪ ،‬كما كانت تتسم عالقتو بالكره والحقد إتجاه أخوه‪ ،‬فيو يرى أنو‬
‫السبب في حرمانو من كل ما يرغب فيو وأن معاممة والديو لو ىو المسؤول عنيا " ىو لي يمعب براس‬
‫الشايب ويحرشو عميا" أما بقية إخوتو فعالقتو تتميز بالحب إتجاىيم " عالقتي مع خواتاتي البنات مميحة‬
‫نحبيم"‬

‫إن النبذ والرفض والمباالة الوالدين بالحالة "أ" أدى بيو إلى التشرد واقتحام عالم مظمم‪ ،‬فدخول‬
‫الحالة لمركز الحجار بعنابة جعمو يغوص أكثر ويتخذ من الشارع مأوى لو‪ ،‬فاألم رافضة لو فعند طالقيا‬
‫كان يبيت في العراء لمدة مستمرة‪ ،‬حيث توصل األمر بو إلى أن ينام في الشارع لمدة سنة كاممة ويقول‪":‬‬
‫توصمت عام كامل ماروحتش لمدار وقت لي طمقت يما" مما جعل الحالة يستغل حياة التشرد باإلتكال‬
‫عمى نفسو ولجوئو إلى بناء سكن أو كوخ قصد المبيت فيو والعمل "درت عشة في عين عالم بالذرعان‬
‫وسكنت فييا نغسل وحدي نأكل وحدي ونخدم ونبات تما"‪.‬‬

‫‪-‬إستمرار الحالة عمى حياة التشرد جعمو ينحرف ويمجا إلى مخالطة رفقاء السوء‪ ،‬وأكثر منو سنا فقد كان‬
‫يعتمد في معيشتو عمى بيع الخمر والمخدرات "كنت نخدم نبيع الشراب وفييا نجيب الجورني تاعي" ‪،‬‬
‫وكما مارس سموك السرقة وتعاطي المخدرات في سن مبكرة‪ ،‬فقد كان يتعاطى كل أنواع المخدرات‬
‫واألصناف منيا الحمرا‪ ،‬ىانكل‪ ،‬باستيس‪....‬الخ‪.‬‬

‫‪ -‬إن نقص رعاية الحالة من الحب والدفئ واإلىتمام جعمو يشعر بحرمان عاطفي كبير دفع بو إلى قيامو‬
‫بسموكات عدوانية إتجاه ذاتو واتجاه اآلخرين‪ ،‬فالكره الذي يكنو لو والده جعمو عدواني إتجاىو‪ ،‬فقد حاول‬
‫‪96‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫اإلعتداء عميو عدة مرات بالضرب والشتم وحتى محاولة القتل وىذا ما تسب في دخولو مركز إعادة‬
‫التربية لوالية قالمة بسبب سب وشتم األصول( األب)‪.‬‬

‫‪ -‬إن لجوء الحالة إلى اإلنتحار كان ذريعة بإحساسو بالنقص والرفض من طرف األب إال أن المحاولة‬
‫باءت بالفشل لقولو ‪ ":‬راح بابا شكا بي جاو جوندارم يديوني‪ ،‬طمعت فوق الدار وقمتميم نرمي روحي كن‬
‫تدوني"‪.‬‬

‫‪ -‬إن الفراغ والحرمان العاطفي الذي يعاني منو الحالة دفعيا إلى الوقوف في دائرة القمق واليأس‪ ،‬فيو‬
‫يمجأ إلى اإلعتداء عمى نفسو عندما تضيق بو السبل‪ ،‬وىذا ما الحظناه أثناء المقابمة وجود جروح عميقة‬
‫عمى الذراعين‪.‬‬

‫‪-‬إن الحالة "أ" لم يمقى أي إىتمام من طرف أسرتو أو المقربين لو‪ ،‬إال أن داخل المركز فقد تأثر بزميل لو‬
‫وبعد إلحاح من طرف المربي وافق عمى الذىاب لمتكوين الميني تخصص حمويات‪ ،‬إال أنو يقر بأنو لن‬
‫يتغير ولن يترك اإلنحراف‪ ،‬وأنو يستمر في تعاطي المخدرات والشرب‪...‬إلخ والوالدين وأخوه‪.‬‬

‫فمن خالل مقابمتنا لمحالة وبعد اإلطالع عمى الممف الشخصي داخل المركز تبين أن الحالة تعاني من‬
‫حرمان عاطفي جزئي ومن النبذ‪ ،‬والرفض من طرف الوالدين‪ ،‬مما أثر عمى ظيور عدة سموكات جانحة‬
‫لو كتعاطي المخدرات‪ ،‬السرقة‪ ،‬العدوانية اتجاه الذات واآلخرين‪ ،‬التشرد‪ ،‬كما أن الحالة يتصف بالعنف‬
‫والعصبية الزائدة‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ -3‬عرض إختبار تفيم الموضوع ونتائجو(أنظر الممحق رقم ‪)3‬‬

‫‪ -1-3‬تحميل إستجابات البطاقات‪:‬‬

‫بطاقة (‪ :)1‬البطل‪ :‬الطفل حزين‬

‫‪ -‬الحاجات‪ :‬اإلستنجاد والفيم ( كون يشريولوا والديو)‬


‫‪ -‬ضغوط البيئة‪ :‬اإلعتداء المادي‪ ( :‬كسروىالوا)‬
‫العطف‪ :‬طمب المساعدة من الوالدين‬
‫‪ -‬نياية القصة‪ :‬األمل في شراء الكمان من أجل تحقيق السعادة‬
‫‪ -‬الموضوع‪ :‬طفل حزين لفقدانو اآللة‬
‫‪ -‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬الحزن‬
‫‪ -‬األمل‪ ( :‬البحث عن السعادة يولي فرحان ويضحك)‬
‫‪ -‬اإلىتمام المادي باآللة‪.‬‬

‫بطاقة (‪:)2‬البطل‪ :‬الطفل ‪ +‬الشافة‬

‫‪ -‬الحاجات‪( :‬اإلنجاز‪ ،‬العمل من أجل كسب عيشو)‬


‫‪ ‬تحقيق الذات‬
‫‪ -‬الضغوط البيئية‪ :‬الحرمان ( الفقر)‬
‫‪ ‬جروح مادية ( من خالل إظيار سيطرة المرأة عمييم)‬
‫‪ ‬السيطرة‪ :‬من خالل تقيد حريتو‪.‬‬
‫‪ -‬نياية القصة‪ :‬ناجحة نوعا ما‬
‫‪ -‬الموضوع‪ :‬الطفل والشاقة‪ ،‬لكن الطفل يعمل من أجل كسب رزقو وتحسين معيشتو‬
‫‪ -‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬عدم الرضا‬
‫‪ ‬القمق والممل‬
‫‪ ‬الحرمان والمعاناة‬

‫بطاقة (‪ :)3‬البطل‪ :‬طفمة ( مرأة)‪ +‬األم ‪ +‬األب‬

‫من خالل االستناد والبحث عن المساواة من طرف الرجل الذي تحبو‬ ‫‪ -‬الحاجات‪ :‬الحماية والدعم‬
‫‪ ‬عدوان مادي إجتماعي (عراك مع األم واألب)‬
‫‪ ‬االستقاللية‪ :‬من خالل األخذ برأييا‬
‫‪ -‬تنشيط العزيمة‪ :‬الشعور بالحزن لعدم تحقيق ما ترغب فيو‬
‫‪98‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ -‬الضغوط البيئية‪ :‬السيطرة‪(:‬إرغام الطفمة بعدم القبول بالزوج‬


‫‪ ‬عدوان أو إعتداء مادي ضد إجتماعي‪ ( :‬خروجيا عن الطريق الصواب)‬
‫‪ ‬النبذ‬
‫‪ ‬الحرمان( عدم إعطائيا الرأي أو تحديد الق اررات لمزواج)‬
‫‪ -‬نياية القصة‪ :‬الشعور بالنبذ والرغبة في العودة إلى حياتيا السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬الموضوع‪ :‬صراع أسري بين الوالدين واإلبنة حول الزواج ‪.‬‬
‫‪ -‬االىتمامات والمشاعر‪ :‬الندم – النبذ‪ -‬الحزن‪.‬‬

‫البطاقة ‪: 4‬البطل ‪ :‬المرأة والرجل ( الزوجة والزوج)‬

‫‪ -‬الحاجات‪ :‬عدوان مادي اجتماعي ( تشاجر لمزوجة مع الزوج)‬


‫‪ ‬السمبية‪ :‬من خالل تبني إتجاىا عدم المباالت بالزوجة‪.‬‬
‫‪ ‬الفعل الصادر‪ :‬إنتياك الزوج سموكات غير سوية‪.‬‬
‫‪ ‬قمق ‪( :‬حكمتو الكريز)‬
‫‪ -‬الضغوط البيئية‪ :‬السيطرة( الزوج يرفض تحمل المسؤولية ويرغميا عمى السكوت)‬
‫‪ ‬الصراع‪ ( :‬بين الزوجة والزوج حول تحمل المسؤولية)‬
‫‪ ‬العدوان الموجو نحو الذات‪ :‬اإلعتراف ( راسو خشين ورايو تالف)‪.‬‬
‫‪ -‬نياية القصة‪ :‬اإلصرار عمى مواصمة أفعالو وعدم التخمي عنيا‬
‫‪ -‬الموضوع‪ :‬صراع أو خالف بين زوجين حول تحمل المسؤولية ومواصمة الزوج سموكاتو ( الغير سوية‬
‫كشرب الخمر والميو) المنحرفة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬اإلنحراف من خالل المخدرات والميو‪ ،‬عدم تحمل المسؤولية‪ ،‬قمق‪.‬‬

‫بطاقة ‪ :5‬البطل‪ :‬األم واإلبن‬

‫إىتمام األم‪.‬‬ ‫الحاجات‪ :‬الحاجة إلى المحبة والحماية‬

‫‪ ‬النظام‪ :‬من خالل إصرار األم عمى مراقبة الطاولة‬


‫‪ ‬الكمال‪ :‬رغبة األم في تحقيق أحالم اإلبن‬
‫‪ ‬عدوان مادي إجتماعي‪ ( :‬تعاركت معاه)‪.‬‬
‫‪ -‬الضغوط البيئية‪ :‬العطف‪ :‬حماية اإلبن من طرف األم‬
‫‪ ‬النبذ‪ :‬رفض األم اإلبن‬

‫‪99‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ ‬عدوان إنفعالي لقطي‪ :‬ا(ألم تصرح بالكره لإلبن)‬


‫‪ ‬الحرمان‪ :‬عدم اإلىتمام باإلبن‬
‫‪ -‬نياية القصة‪ :‬فاشمة ألن األم لم تحاول تجاوز الخالفات مع اإلبن‪.‬‬
‫‪ -‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬الكره – حب – تناقض وجداني لألم‬
‫‪ -‬الموضوع‪ :‬اإلىتمام‬

‫بطاقة ‪:6BM‬البطل‪ :‬اإلبن‬

‫‪ -‬الحاجات‪ :‬عدوان إنفعالي لقطي‪ :‬األم تغضب من اإلبن‬


‫‪ ‬القمق‪ :‬من خالل إقرار اإلبن أنو السبب في وقوع األم في ىذه الحالة‪.‬‬
‫‪ ‬اإلستنجاد والشفقة‪ :‬إرغام األم عمى مساعدتو‪.‬‬
‫‪ -‬الضغوط البيئية‪ :‬صراع أسري‪ :‬اإلبن واألم‪.‬‬
‫‪ ‬العناية واإلىتمام‪ :‬إقتناع األم بمساعدتو اإلبن‪.‬‬
‫‪ ‬الحرمان والفقدان‪ :‬إفتقار اإلبن لمجانب المادي‪.‬‬
‫‪ -‬نياية القصة‪ :‬ناجحة لكن عمى المستوى الخيالي‪.‬‬
‫‪ -‬موضوع القصة‪ :‬صراع بين األم واإلبن حول الجانب المادي‬
‫‪ -‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬القمق – الفقر – األمل –‬

‫بطاقة ‪ :7BM‬البطل‪ :‬األب واإلبن‬

‫‪ -‬الحاجات‪ :‬الحاجة لإلىتمام والعناية‪ :‬األب يحاول إظيار المحبة لإلبن‬


‫‪ ‬اإلنتاج‪ :‬الرغبة في الدراسة‬
‫‪ ‬السمبية‪ :‬الالمباالة األب ( يتمسخر بولدو مايبعتوش)‬
‫‪ -‬الضغوط البيئية‪ :‬الحرمان والفقد‪ :‬نفق عناية األب باإلبن‪.‬‬
‫‪ ‬تقييد حريتو‪ :‬من خالل عدم تركو متابعة دراستو‪.‬‬
‫‪ ‬النبذ‪.‬‬
‫‪ -‬النياية‪ :‬فاشمة ألن البطل لو تناقض وجداني إتجاه إبنو‪.‬‬
‫‪ -‬الموضوع‪ :‬األب يرغب في تدريس إبنو لكنو متردد‪.‬‬
‫‪ -‬اإلىتمامت والمشاعر‪ :‬حب‪ -‬كره ( تناقض وجداني)‪ -‬األمل‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫بطاقة‪:8 BM‬البطل‪ :‬الطفل‬

‫‪ -‬الحاجات ‪ :‬عدوان عادي إجتماعي‪ :‬من خالل اإلعتداء عمى اآلخر (ضرب بسكينة)‬
‫‪ ‬الحماية والمحبة‪ :‬من خالل إبراز الصراع حول المخدرات ألنو يرى فييا االمن والنبذ‪.‬‬
‫‪ ‬عدوان موجو نحو الذات‪ :‬من خالل تأنيب ذاتو " كون ماخالطتش مايديروليش ىكا"‪.‬‬
‫‪ -‬الضغزط البيئية‪ :‬عدوان مادي إجتماعي‪ :‬يظير من طرف البطل‪.‬‬
‫‪ ‬النبذ‪ :‬من خالل رفض مطالبو‪.‬‬
‫‪ ‬الحرمان والفقد‪ ( :‬إفتقاره لممخدرات لعدم قدرتو عمى الحصول عميو)‬
‫‪ -‬نياية القصة‪ :‬حزينة ألن فييا لوم الذات عمى المجوء إلى عدة أفعال ( ضرب)‪.‬‬
‫‪ -‬الموضوع‪ :‬طفل يدافع عن نفسو من أجل المخدرات‪.‬‬
‫‪ -‬اإلىتمامت والمشاعر‪ :‬الشعور بالذنب – الندم – الحرمان‪.‬‬

‫بطاقة ‪:9BM‬البطل‪ :‬العسكر‬

‫‪ -‬الحاجات‪ :‬السمبية‪ :‬من خالل إظيار التعب عمى العسكرين‬


‫‪ ‬اإلستنجاد والشفقة ‪ :‬إظيارىا من خالل كثرة العمل وطمب الراحة‪.‬‬
‫‪ ‬العطف‪ :‬طمب المساندة والمساعدة من خالل كثرة العمل وطمب الراحة‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪:‬‬

‫‪ ‬العطف‪ :‬طمب المساندة والمساعدة من خالل أنو يريد الراحة‪.‬‬

‫‪-‬نياية القصة‪ :‬ناجحة من خالل طمب أحد العسكرين الراحة‬

‫‪-‬الموضوع‪ :‬معاناة عسكرين‬

‫‪-‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬طمب الراحة واإلىتمام‪.‬‬

‫البطاقة ‪:10‬البطل الزوج والزوجة‪.‬‬

‫‪ -‬الحاجات‪ :‬القمق‪ :‬مكشمرين‬


‫‪ ‬الجنس‪ :‬البحث عن الحب (وضعية الحب)‬
‫من خالل اإلستيزاء بالزوجة‪.‬‬ ‫‪ ‬عدوان مادي إنفعالي‬
‫الدفاع عن النفس من خالل متابعتو قضائيا‬ ‫‪ ‬عدوان مادي ضد إجتماعي‬
‫لمدخول لمسجن‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫التالعب بمشاعر الزوجة‬ ‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬النبذ‪ :‬عدم مباالة الزوج بالزوجة‬

‫‪ ‬عدوان مادي ضذ إجتماعي‪ :‬عدم التقيد بالمعاييراإلجتماعية السائدة (بتركيا وىجرىا)‪.‬‬


‫‪ -‬نياية القصة‪ :‬فاشمة بسبب التالعب بمشاعر الزوجة‪.‬‬
‫‪ -‬الموضوع‪ :‬التخطيط لمزواج من طرف الشريكين إال أنو ينتيي بفشل‪.‬‬
‫‪ -‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬القمق – اإلنتقام – التالعب بالمشاعر – الرغبة في تأسيس أسرة‪.‬‬

‫بطاقة ‪ :11‬لم تبنى القصة لمتحميل ولمتفسير‪.‬‬

‫بطاقة ‪ :M12‬البطل‪ :‬طفل مريض ‪ +‬األب‬

‫‪ -‬الحاجات ‪ :‬اإلستناد والشفقة‪ :‬من خالل وضع الطفل في موقف المرض‪.‬‬


‫‪ ‬الحماية والمحبة‪ :‬إظيار األب نوعا من اإلىتمام لإلبن‬
‫‪ ‬الشعور بالذنب‪ :‬من خالل إعتراف األب ىو السبب في حالة اإلبن‪.‬‬
‫‪ -‬الضغوط البيئية‪ :‬وضعية المرض الذي يقع فييا البطل‬
‫‪ ‬الحرمان والفقد‪ :‬األب كان غير متحمل مسؤولية اإلبن‪.‬‬
‫‪ ‬عدوان إنفعالي لفظي‪ :‬عدم قبول البطل مساعدة األب‬
‫‪ -‬نياية القصة‪ :‬فاشمة وحزينة لرفض اإلبن طمب األب وعدم قبول مساعدتو‪.‬‬
‫‪ -‬الموضوع‪ :‬إىمال الوالد أدى إلى مرض اإلبن‪.‬‬
‫‪ -‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬األلم – المعاناة – اإلىمال – الحرمان – إىتمام أسري‪.‬‬

‫البطاقة‪ :13 MF‬البطل‪ :‬الزوج والزوجة‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬عدوان مادي ضد إجتماعي‪ :‬الزوجة تتناول جرعة كبيرة من الدواء لمموت‪.‬‬

‫‪ ‬القمق‪ ( :‬قمقيا)‬
‫‪ ‬تشييط العزيمة‪ :‬الشعور بالحزن واليأس من طرف الزوج‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة لمجنس‪ :‬من خالل إظيار الرغبة في الزواج ( عريس جديد) و مرتو‪.‬‬
‫‪ -‬الضغوط البيئية‪:‬‬
‫‪ ‬الحرمان والفقد‪ :‬يتجمى في موت الزوجة‪.‬‬
‫‪ ‬عدوان مادي اجتماعي‪ :‬وقوع شجار مع الزوجة‪.‬‬
‫‪ -‬نياية القصة‪ :‬حزينة بسبب موت الزوجة‬
‫‪ -‬الموضوع‪ :‬صراع بين زوجين أدى بالزوجة إلى الموت أو االنتحار ‪.‬‬
‫‪ -‬االىتمامات والمشاعر‪ :‬الحزن – اإلنتحار – الندم – القمق ‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫بطاقة ‪:14‬البطل‪ :‬طفل‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬القمق‪ :‬نسب اليأس والقمق إلى األسرة‬

‫‪ ‬عدوان مادي ضد إجتماعي‪ :‬من خالل إظيار عنف األسرة عمى البطل‪.‬‬
‫‪ ‬النبذ‬
‫‪ ‬الالمباالة‪ :‬عدم اإلىتمام بالدراسة البطل‪.‬‬
‫‪ -‬الضغوط البيئية‪ :‬الحرمان والفقد‪ :‬من خالل عدم مواساة البطل لفشمو في الدراسة والمجوء إلى العنف‪.‬‬
‫‪ -‬عدوان مادي واجتماعي‪ :‬من خالل وقوع العقاب عمى البطل‪.‬‬
‫‪ -‬نياية القصة‪ :‬ناجحة عمى المستوى الخيالي من خالل تقديم نصيحة لمبطل من أجل الدراسة أو‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪ -‬الموضوع‪ :‬طفل يتعرض لمعنف من طرف أسرتو من أجل الدراسة‬
‫‪ -‬المشاعر واالىتمامات‪ :‬عدم مزاولة الدراسة‪ -‬النبذ – قمق ويأس ‪.‬‬

‫بطاقة ‪ :15‬البطل‪ :‬رجل شرير‬

‫‪ -‬الحاجات‪ :‬عدوان مادي ضد إجتماعي‪ :‬من خالل وصف الرجل بممارسة سموكات غير أخالقية‪.‬‬
‫‪ ‬العقاب واألذى‪ :‬إظيار أن البطل يقوم بإذاء الناس‪.‬‬
‫‪ -‬الضغوط البيئية‪ :‬ال توجد ضغوط‬
‫‪ -‬نياية القصة‪ :‬تبقى عمى المستوى الخيالي من خالل التنبؤ أن مصيره سوف يكون النار‪.‬‬
‫‪ -‬الموضوع‪ :‬رجل شرير يمارس طقوس غير أخالقية ونيايتو جينم‪.‬‬
‫‪ -‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬إذاء الناس وشعورىم باأللم‪.‬‬

‫بطاقة ‪ :16‬البطل‪ :‬حيوان (كمب)‪ +‬مالكو أو مربية‪.‬‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬عدوان مادي ضد إجتماعي‪ :‬ترك الكمب من طرف صاحبو يقوم الميل إلى التدمير كالتخريب‬
‫واليموم بمياجمتو األفراد وايذائيم‪.‬‬

‫‪ ‬العقاب واألذى لألفراد‪.‬‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬جروح مادية‪ :‬من خالل تعرض البطل لمقتل‪.‬‬

‫‪ ‬ال توجد ضغوط أخرى‬


‫‪ -‬نياية القصة‪ :‬غير ناجحة ألن مربي الكمب لقى عقابو‪.‬‬
‫‪ -‬الموضوع‪ :‬ترك كمب يقوم بإذاء األفراد بإذن مربيو‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ -‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬اإلذاء – الظمم‪ -‬التخريب والتدمير‪.‬‬

‫بطاقة ‪ :17BM‬البطل ‪ :‬الطفل‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬عدوان مادي ضد إجتماعي‪ :‬قيام البطل بالسرقة‬

‫‪ ‬الحاجة لألمن والسند‪ :‬من أجل العيش‪ ،‬عدم اإلنجاز‪ :‬من أجل العمل لمكسب‬
‫الحالل‪.‬‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬الحرمان والفقد ‪ :‬الفقر‬

‫‪-‬نياية القصة‪ :‬ناجحة ألن أمل البطل أنو لم يتم القبض عميو‪.‬‬

‫‪ -‬الموضوع‪ :‬طفل منحرف يقوم بالسرقة من أجل توفير المأكل لو‪.‬‬


‫‪ -‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬عدم الشعور بالذنب‪ :‬الفقدان – االعتداء‬

‫بطاقة ‪ :18BM‬البطل‪ :‬شاب (رجل)‬

‫‪ -‬الحاجات‪ :‬الحاجة إلى الميو‬


‫‪ ‬عدوان مادي ضد إجتماعي‪ :‬لجوء البطل إلى ممارسات منحرفة‬
‫‪ ‬الضغوط البيئية‪ :‬الحرمان والفقد‪ :‬من خالل سمب األصدقاء مستمزمات البطل من‬
‫مخدرات ونقود‪.‬‬
‫‪ ‬عدوان مادي ضد إجتماعي‪ :‬لجوء األصدقاء إلى السرقة والتعدي عمى البطل‪.‬‬
‫‪ -‬نياية القصة‪ :‬فاشمة الن البطل تعرض إلى إعتداء من طرف أصدقائو‪.‬‬
‫‪ -‬الموضوع‪" :‬رغبة الشاب في الميو" إال أنو في الشاب المنحرف ‪.‬‬
‫‪ -‬االىتمامات والمشاعر‪ :‬االىتمام بالجانب المادي‪ ،‬المخدرات‪ ،‬الميو والراحة‪ ،‬حب مشاركة األصدقاء‪.‬‬

‫بطاقة ‪:19‬لم تبنى قصة لمتفسير‬

‫بطاقة ‪ :20‬البطل‪ :‬الطفل‬

‫‪ -‬الحاجات‪ :‬عدوان مادي ضد إجتماعي‪ :‬الوالد يقوم بطرد اإلبن من المنزل‬


‫‪ ‬عدوان مادي إجتماعي‪ :‬حصول العراك واستعمال العنف ضد البطل‬
‫‪ ‬الحاجة إلى الحماية والمحبة‪ :‬البطل من خالل توفير متطمبات البطل‪.‬‬
‫‪ ‬النبذ‪ :‬من طرف األىل ( األب‪ -‬األم‪ -‬األخ)‪.‬‬
‫‪ -‬الضغوط البيئية‪ :‬الحرمان والفقد‪:‬‬

‫‪104‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ ‬عدوان مادي إجتماعي‪ :‬يظير من خالل عدم قبول الوالد لإلبن وتركو يتشرد‪.‬‬
‫‪ ‬السيطرة‪ :‬سيطرة األخ عمى البطل‬
‫‪ ‬عدوان مادي ضد إجتماعي‪ :‬ضرب البطل من طرف األخ‪.‬‬
‫‪ -‬نياية القصة‪ :‬فاشمة ألن الطفل مصر عمى اإلنحراف إذا لم يتم تمبية حاجاتو من طرف أسرتو‪.‬‬
‫‪ -‬الموضوع‪ :‬شاب يتعرض إلى ضغوط أسرية أدت بو إلى إص ارره عمى اإلنحراف‪ ،‬بممارسة السرقة‬
‫وتعاطي المخدرات‪..‬‬
‫‪ -‬االىتمامات والمشاعر‪ :‬صراع أسري – النبذ والرفض الوالدي‪ -‬عدم تأنيب الضمير – اإلصرار عمى‬
‫اإلنحراف‪.‬‬

‫‪ -2-3‬تحميل محتوى القصص‪:‬‬

‫‪ -‬البطل‪ :‬حيث قام المفحوص بتجسيد شخصية طفل أو شاب في معظم البطاقات‪ ،‬حيث أن ىذا األخير‬
‫يعاني من الحزن‪ ،‬الحرمان‪ ،‬والفقد‪ ،‬النبذ‪ ،‬والرفض من طرف األىل‪ -‬اإلنحراف والمخدرات والسرقة‪.‬‬
‫الحاجات التي يرغب فييا البطل‪ :‬والذي قام المفحوص بسردىا من خالل الحاجة إلى العدوان‬ ‫‪-‬‬
‫واإلعتداء بكل أنواعو لفظي ومادي إجتماعي ومادي ضد إجتماعي ‪ ،‬اإلستناد والفيم‪ ،‬السمبية‪ ،‬الرغبة‬
‫الجنسية وظيور القمق واليأس نتيجة الصراعات‪ ،‬الحاجة لألمن والسند واإلىتمام واإلنجاز‪ ،‬تحقيق‬
‫الذات‪.‬‬
‫‪ -‬الضغوطات البيئية التي أدت بالمفحوص إلى اإلنحراف‪ :‬والتي تمثمت في السيطرة عمى المفحوص‬
‫وتقيد حريتو من طرف األىل‪ ،‬وكذلك النبذ والرفض الوالدي والحرمان والفقد‪ ،‬باإلضافة إلى العدوان‬
‫بأنواعو‪ ،‬الممارسة عميو من طرف أسرتو خاصة األب والتي أدت بالبطل إلى تخمي سموكات مضادة‬
‫والبحث والمجوء إلى اإلنحراف‪ ،‬كما ورد لدى الفاحص‪ ،‬نقص العناية واإلىتمام وتقديم المساعدة لو من‬
‫أجل توفير وتييئتو من أجل النجاح والعمل‪.‬‬
‫‪ -‬نياية القصص‪ :‬والتي تبمورت في معظم خواتميا أنيا فاشمة وغير ناجحة نتيجة تعرض البطل إلى‬
‫عدة ضغوطات بيئية أثرت عميو بالسمب‪ ،‬ولم يستطع تجاوزىا أو التحكم فييا وذلك نتيجة وجود‬
‫إصرار كبير من طرف البطل عمى مواصمة نفس السموكات واألفعال التي يقوم بيا‪.‬‬
‫‪ -‬الموضوعات التي إىتم بيا المفحوص‪ :‬تناول المفحوص عمى العموم في كل القصص موضوع‬
‫الصرعات األسرية التي تمثل في سوء اإلىتمام والعناية‪ ،‬باإلضافة إلى اإلنحراف‪ ،‬الحرمان العاطفي‪،‬‬
‫النبذ والرفض من طرف الوالدين‪ ،‬اإلنتقام‪ ،‬العدوان‪.‬‬
‫‪ -‬اإلىتمامات والمشاعر التي أدلى بيا المفحوص‪ :‬حيث طغت عمى القصص بعض اإلىتمامات‬
‫األسرية التي أدت بو إلى اإلنحراف من إىمال‪ ،‬حرمان وفقد ونبذ من طرف الوالد (األب)‪ ،‬سموكات‬
‫ضد إجتماعية مخدرات‪ ،‬سرقة‪ ،‬إعتداء عمى الناس‪ ،‬اإلىتمام بالجانب المادي أكثر‪ ،‬اإلنتحار‪ ،‬إذاء‬

‫‪105‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫الذات‪ ،‬أما مشاعره فطغى عمييما الحرمان وفقدان والنبذ من طرف الوالدين‪ ،‬عدم تأنيب الضمير‪،‬‬
‫حب االنتقام واالعتداء‪ ،‬قمق وبأس ‪ ،‬األمل‪.‬‬
‫‪ -2-3‬التحميل الشكمي‪:‬‬

‫ويتجمى ذلك من خالل إظيار المفحوص نوعا من الفيم لمقصص‪ ،‬كما أنو تمرد نوعا ما عنو كل‬
‫قصة بإظيار نوع من الخوف‪ ،‬وعدم صحة اإلجابة‪،‬كما تبين لو عدم فيم بعض البطاقات ورفض تكوين‬
‫أي قصة عنيا أما من الناحية المغوية فكانت عند بناء القصة عدم الربط والتدقيق‪ ،‬كما أن القصص كان‬
‫سردىا قصير تقريبا‪ ،‬أما محتواىا كان نابع من نفس السياق غير متنوع نوعا ما‪ ،‬كما أظير معاناتو‬
‫الحقيقية التي يعيشيا والصراع القائم مع أسرتو‪.‬‬

‫‪ -3-3‬التحميمي الديناميكي‪ :‬االستنتاج العام لالختبار‬

‫من خالل تطبيق اإلختبار وتحميل محتوى القصص‪ ،‬إتضح أن ما قام بو المفحوص عن سرد‬
‫القصص ىي عبارة عن إسقاطات حقيقية لمشكالتو النفسية اإلجتماعية العائمية الذي يعاني منيا‪ ،‬كما برز‬
‫الضغوط البيئية المؤثرة عميو خاصة من طرف أىمو من نبذه وحرمانو ورفض لو من خالل عدم تمبية‬
‫حاجاتو‪ ،‬كما برز مختمف أنواع العدوان بأشكالو الممارسة عميو‪ ،‬كما قام المفحوص بإظيار الحاجات التي‬
‫يرعب فييا من الحاجة إلى الفيم واإلستنجاد إلى تحقيق الذات‪ ،‬اإلستقاللية‪ ،‬الحماية والدعم‪ ،‬تنشيط‬
‫العزيمة من خالل اإلحساس بالالمباالة والحزن والقمق واليأس‪.‬‬

‫‪ -‬كما أظير الحاجات إلى العدوان بكل أنواعو وأساليبو خاصة العدوان المادي ضد إجتماعي كالضرب‬
‫والسرقة والمخدرات واإلنتحار الذي جسدىا في شخصية البطل‪.‬‬
‫‪ -‬كما كشف المفحوص عن إفتقاره لمحاجات النفسية اليامة كالحاجة لمحب واألمان والسند واالنتماء‬
‫نتيجة إفتقاره لمترابط األسري والجو النفسي السميم خاصة األب واألم‪ ،‬كما أظيره في البطاقة ‪ 1‬و‪،5‬‬
‫و‪ 6‬و‪.12‬‬
‫‪ -‬كما يشير المفحوص إلى حالة تذبذب في العالقة مع األب في الجانب النفسيي والمادي‪ ،‬وىذا ما‬
‫تبين وفق البطاقة ‪ 12‬و‪ 20‬والبطاقة ‪ ،7‬التي تؤكد عدم مباالة األب باإلبن خاصة في الجانب‬
‫الدراسيي‪ ،‬وىذا ما يترجم واقع المفحوص‪.‬‬
‫‪ -‬كما كشفت البطاقة ‪ 5‬و‪ 6‬عمى وجود أيضا عالقة متذبذبة إتجاه األم من حب وكره وىذا ما ترجم‬
‫واقعو المعاش من قمة اىتمام األم ورفضيا لو‪ ،‬وعدم العطف عنو في األوقات الضرورية‪.‬‬
‫‪ -‬كما ورد لممفحوص وضعا النحرافو من تعاطي المخدرات واعتداء وانتقام ومخالطة رفقاء السوء ‪ ،‬وىذا‬
‫ما تؤكده البطاقة ‪ 8‬و‪ " 18‬ضرب واحد بسكينة عمى جال يسالوا حاجة عمى المخدرات وال الكاشيات"‬

‫‪106‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫كما أكد أيضا أن الحرمان والفقد والفقر ىو الذي أدى بو إلى اإلنحراف والسرقة‪ ،‬وىذا من خالل البطاقة‬
‫‪.17‬‬

‫‪ -‬كما تبين المفحوص إحتقار ذاتو من خالل إسقاط صورة البطل في شبو حيوان واعتباره أنو عدواني‬
‫ويحب اإلنتقام واذاء الناس‪ ،‬وىذا ما تؤكده البطاقة ‪ " 16‬كمب مربوط تسيب كال الناس‪......‬سيبو‬
‫مواله بالذمة " إال أنو يرجع إلى ذلك المسؤول عنو والذي يتمثل " بالوالدين"‬
‫‪ -‬كما ترجمت البطاقة (‪ 20‬و‪ )7‬لوضعية المفحوص الحقيقية من حرمان عاطفي ونبذ ورفض من قبل‬
‫أىمو خاصة األب الذي يعتبر ىو السبب الرئيسي في تشرده وانحرافو وفي تقييد حريتو وعدم الالمباالة‬
‫بو واإلىتمام من أجل الدراسة وممارسة العنف ضده‪.‬‬
‫‪ -‬كما أظير المفحوص ميكانيزمات دفاعية لمتخمص من القمق والتوتر المسيطر عميو من خالل البطاقة‬
‫(‪.)14‬‬
‫‪ -‬إن تناول المفحوص لمقصص ماىي إال ترجمة لوضعيتو الراىنة من إنحراف وتعاطي مخدرات‬
‫وعدوانية بكل أنواعيا وتشرد ناتج عن قمة إىتمام الوالدين بو وعدم منحو الحب والعطف والدفئ‬
‫األسري الالزم‪ ،‬كما أن المفحوص يرجع السبب الرئيسي لذلك إلى األب بالدرجة األولى‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ -4‬التحميل العام لمحالة األولى‪:‬‬

‫من خالل مقابمتنا مع الحالة ونتائج إختبار تفيم الموضوع‪ ،‬تبين أن الحالة تعاني من حرمان عاطفي‬
‫والمتمثل في النبذ والرفض من قبل الوالدين‪ ،‬كما أظير الحالة معاناتو المادية التي ظيرت لنا من خالل‬
‫تحميل البطاقات ‪ 12‬و‪.20‬‬

‫‪ -‬كما يعتبر عامل التربية األسرية السمبية التي مارسيا األب إتجاه الحالة من خالل التفرقة بينو وبين‬
‫أخاه جعمتو يشعر بأنو غير مرغوب فيو‪ ،‬ليذا تكونت لديو الرغبة في اإلنتقام‪ ،‬وذلك بمجوئو إلى رد‬
‫فعل عدواني إتجاه األب وىذا ما أثبتتو نتائج اإلختبار من خالل ظيور العدوان المادي ضد إجتماعي‬
‫عمى اآلخرين‪ ،‬حيث ظير في فئة نسبة العدوانية الموجية نحو اآلخرين بنسبة ‪ % 29.41‬في‬
‫التحميل الكمي لممقابمة‪.‬‬
‫‪ -‬إن المعاناة النفسية التي عاشتيا الحالة عند حدوث طالق الوالدين تعتبر صدمة لو‪ ،‬ألنو زاد شعوره‬
‫بالضياع وأنو تعرض لمشاكل لم يستطع السيطرة عمييا‪ ،‬فنتيجة طالق الوالدين تعتبر عامال من‬
‫ولدت لو حرمانا عاطفيا ونبذا صريحا‪ ،‬بعدم اإلىتمام والالمباالة بو‬
‫عوامل القمق لدى الحالة ألنو ّ‬
‫جعمتو يميل إلى اإلنحراف‪.‬‬
‫‪ -‬أظيرت الحالة رد فعل الحقد والكره الشديد إتجاه األىل بإعتبارىم السبب في مشكمتو وأنيم كانوا قساة‬
‫ولم يتحمموا المسؤولية بنسبة‪ ،‬حيث ظيرت مشاعر والمعاممة السمبية لألب من خالل المقابمة بنسبة‬
‫‪ %43.24‬وعند األم بنسبة ‪ % 40.54‬مما يدل عمى حرمانيو‪ ،‬كما أعطى الحالة أىمية كبيرة من‬
‫خالل اإلختبار إلى الوضعيات األسرية التي يسودىا الصراع والتفكك الذي يقود إلى نقص الحاجات‬
‫النفسية كالحب والعطف والرعاية في البطاقتين ‪ 20‬و‪.7‬‬
‫‪ -‬تبين لدى الحالة قمق دائم‪ ،‬فعندما يشعر باإلحباط تبرز لديو مشاعر عدم الخوف من الموت فيمجأ‬
‫إلى اإلعتداء عمى الذات والرغبة في تحطيميا‪ ،‬وذلك أن الذات ال تساوي شيئا‪ ،‬ألنيا لم تحب أو لم‬
‫تستحق الحب بالجرح‪ ،‬وىذا تم مالحظتو أثناء المقابمة جروح شديدة العمق عمى الذراعين‪ ،‬إال انو‬
‫يميل في لحظات إلى الرغبة في الموت وىذا ما عبر عنو بمجوءئو إلى محاوالت إنتحار مرات إال أنيا‬
‫باءت بالفشل وىذا ماتؤكده ميالني كالين " إن الحدث المحروم أو المنبوذ يعيش حالة تتراوح بين‬
‫التشاؤم واليأس من ناحية وبين السوداوية من ناحية أخرى‪ ،‬تتخمميا ردود فعل و إتجاىات عظامية‬
‫مختمفة الشدة‪ ،‬حيث يعيش حالة من التجاذب الوجداني فيالحظ عميو ىوامات الموت والدمار‬
‫واإلعتداء الذي يصل إلى حد القتل‪ ،‬كما ترفق بيوامات الضياع والبؤس والحزن البالغ والعقاب"‬
‫(حجازي ‪،1990،‬ص ‪.)196‬‬
‫‪ -‬كالحالة أنو يعاني من حرمانا عاطفيا صريحا من طرف والديو بسبب رفضيم وعدم المباالة بو‪ ،‬مما‬
‫دفعو إلى حياة جانحة تتمثل في التشرد‪ ،‬تعاطي المخدرات وبيعيا‪ ،‬عدوانية موجية نحو الذات ونحو‬

‫‪108‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫اآلخرين‪ ،‬سرقة وىذا كأسموب تعويضي و إنتقامي لمخروج من الوضعية التي يعاني منيا حيث يشير‬
‫كورسيني ‪" 1999‬أن الرفض الوالدي ىو إنكار ثابت لإلستحسان والعاطفة واإلىتمام لمطفل من أحد‬
‫الوالدين او كالىما‪ ،‬حيث تتمخص عواقبو في إنخفاض الذات والثقة بالنفس وعدم القدرة عمى تشكيل‬
‫التعمق باآلخرين‪ ،‬ونشأة اإلختالل اإلنفعالي والنفسي الذي يقود الطفل لمجنوح واإلنحراف" ‪.......‬‬
‫‪) corsini ,1991, p118(.‬‬
‫‪ -‬الحالة ليس لدييا مبدأ التغير لألفضل‪ ،‬فيو يرى أن الحياة الجانحة المالذ الوحيد‪ ،‬وأن الحرمان‬
‫العاطفي الذي يعيشو ىو الذي جعمو يتفوق في دائرة الجنوح‪،‬وىذا ما ثبت أثناء المقابمة بإص ارره عمى‬
‫االنتقام من اآلخرين من خالل ممارسة العدوانية ضدىم‪ ،‬حيث تراوحت بنسبة ‪.%29.41‬‬

‫‪109‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫الحالة الثانية‬

‫البيانات الشخصية‬

‫‪-‬اإلسم‪ " :‬ع‪-‬ب"‬

‫‪-‬الجنس‪ :‬ذكر‬

‫‪-‬تاريخ الميالد‪ 1999/10/19 :‬قالمة‪.‬‬

‫‪-‬عدد اإلخوة‪ :‬إناث ‪2:‬‬

‫‪-‬الرتبة بين األخوة‪3/1 :‬‬

‫‪-‬المستوى التعميمي‪ :‬أولى متوسط‬

‫‪-‬الحالة الصحية‪ :‬جيدة‬

‫‪-‬الحالة اإلقتصادية‪ :‬دون المتوسط‬

‫البيانات العائمية‪:‬‬

‫المينة‪ :‬عامل يومي بسيط‬ ‫‪-‬األب‪ :‬عمى قيد الحياة‬

‫المينة‪ :‬ال تعمل‬ ‫‪-‬االم‪ :‬عمى قيد الحياة‬

‫‪-‬وضعية الوالدين‪ :‬غير مطمقين‬

‫‪-‬األب‪ :‬يعاني من مرض العمى ال يبصر‬

‫البيانات حول المركز‪:‬‬

‫‪-‬تاريخ دخولو "ع" لممركز‪ 2016/11/30 :‬بأمر من محكمة قالمة‪.‬‬

‫‪-‬سبب الدخول لممركز‪ :‬الضرب والجرح العمدي بالسالح األبيض‪.‬‬

‫‪-‬الوضعية الحالية داخل المركز‪ :‬إلتحاقو بمركز التكوين الميني تخصص حمويات‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ -1‬تقديم الحالة‪:‬‬

‫الحالة "ع" حدث جانح يبمغ من العمر سبعة عشرة سنة‪ ،‬مستواه الدراسي أولى متوسط‪ ،‬ترتببو بين‬
‫أخواتو األكبر ولو أختان أصغر منو كان"ع" يعيش داخل أسرة ممتدة‪ ،‬كان موفر لو جميع اإلحتياجات‪،‬‬
‫إال أن أعمامو وأوالدىم كانوا يمارسون بيع المخدرات وتعاطييا‪ ،‬كما أنيم تعرضوا إلى الدخول لمسجن عدة‬
‫مرات بسبب اإلعتداء عمى اآلخرين‪.‬‬

‫‪-‬عاش "ع" مع والديو وىم عمى قيد الحياة‪ ،‬فاألم كانت حريصة جيدا عمى اإلىتمام بو وتمبية إحتياجاتو‪،‬‬
‫إال أنو لم يرغب في مواصمة الدراسة فأصبح كثير اليروب منيا وكذا مخالطة رفقاء السوء مما نتج عن‬
‫عدم مزاولتيا وعمره ‪ 13‬سنة‪.‬‬

‫‪-‬أصبح "ع" يعاني من اليروب من المنزل من حين آلخر مستغال فرصة ضعف والده الذي يعاني من‬
‫المرض‪ ،‬وعدم إكتراث أيضا الوالد باإلىتمام بو‪.‬‬

‫‪-‬كان "ع" يمارس السرقة وذلظك في سن مبكرة ‪ 8‬سنوات‪ ،‬حيث كان يسرق كل ما يتا أمامو من داخل‬
‫البيت أو خارجيا‪ ،‬حيث كان يسرق جدتو وىو مصر عمى مواصمة سرقتيا ماداميا عمى قيد الحياة‪.‬‬

‫‪-‬أصبح "ع" يتعاطى المخدرات والخمر بكل أنواعو النو وجدىا متوفرة أمامو وأن أسرتو تتربع عمى‬
‫بيعيا‪.‬‬

‫‪-‬كان "ع" قميل التواصل مع أبيو وال يحبو‪ ،‬فاألم أصبحت مرغمة عمى العمل في بيوت اشخاص من‬
‫أجل جمب القوت ليم‪ ،‬خاصة بعدما تم منحيم سكن إجتماعي بمفردىم‪ ،‬مما زاد "ع" إستغالل الفرصة‬
‫بالمبيت خارج المنزل‪.‬‬

‫‪-‬إضطر "ع" لمعمل بعيدا عن العائمة‪ ،‬فقد كان يعمل في المخبزة ويبيع الخضار بعد القيام بسرقتيا‪ ،‬كما‬
‫أصبح يذىب إلى مدينة عنابة ويبقى عدة أيام مع أصحابو خاصة إذا قام بالشجار مع أمو وأبيو‪.‬‬

‫‪-‬اصبح "ع" عنيفا إتجاه أمو‪ ،‬ذلك إلرغاميا إعطائو النقود وىذا لشراء المخدرات الكيف‪ -‬الخمر‪-‬‬
‫‪...‬إلخ‪ ،‬إال أن األم كانت غير قادرة عمى تمبية إحتياجاتو وذلك لوقوع أبيو في المرض فإزدادت األحوال‬
‫االقتصادية أكثر سوءا‪ ،‬فأصبحت األم تكن لو كرىا شديدا عمى أفعالو‪.‬‬

‫‪-‬كما أصبح "ع" مضط ار مرة أخرى إلى السرقة وجمع المال من عند زمالئو بنات وذكور بالرغم عنيم‬
‫أثناء دراستو‪.‬‬

‫‪-‬كان "ع" كثير الشجار والعراك مع أصحابو وفي بعض األحيان يسمب منيم ممتمكاتيم وأمواليم‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪-‬بقى"ع" يساير نفس الطريق بالمبيت خارج المنزل ومخالطة رفقاء السوء‪ ،‬وتعاطي الخمر والمخدرات‬

‫إ فمجأ إلى اإلعتداء عمى مراىق بالسالح األبيض عمدا بحجة الدفاع عن أختو‪.‬‬

‫‪-‬أصبح "ع" يرى ذاتو أنو محروم من العناية واإلىتمام والحب من طرف والديو بعدم تمبية كل ما يحتاجو‬
‫وأن والده ال يكن لو أي مشاعر فيو غير مبالي بأمره‪ ،‬فقد كان يطرده من المنزل عندما يقوم بالشجار‬
‫معو‪.‬‬

‫‪-‬كانت تنتابو لحظات قمق وخوف وحزن في نفس الوقت إتجاه أمو إذ أنو يرى أنيا عانت منأجمو ولم‬
‫يردليا الجميل‪ ،‬فقد لجأ إلى رسم وشم عمى يده كتب عميو أمي قبل كل شيء (‪.)M.A.T‬‬

‫‪-‬يقر "ع" أنو ال يشعر بالندم عند قيامو بأي سموك إتجاه اآلخرين‪ ،‬كما أنو تنتابو حاالت القمق فيقوم‬
‫بإذاء نفسو بالجرح نتيجة الظروف القاسية التي يعيشيا من الفقر‪.‬‬

‫‪-‬تعرض "ع" إلى بعض اإلىتمام والنصح من أقارب وأصدقاءه بترك ىذه السموكات‪ ،‬وأن يتحمى‬
‫باالخالق الحميدة وترك المحرمات إال أنو لم يتأثر‪ ،‬فداخل المركز يرى أن المختصة النفسانية لم تقدم ليم‬
‫أي تكفل أو رعاية وأنو ال يرغب في الصالة‪ ،‬أما المشاركة في النشاطات كانت جيدة‪.‬‬

‫‪-‬أقنعو زميمو بمواصمة الدراسة بمركز التكوين الميني تخصص حمويات‪ ،‬كما أن الحالة "ع" يقوم كل من‬
‫األم واألب بزيارتو وكذلك يؤذن لو بالخروج إلى المنزل‪ ،‬كما أنو يشار لو حسن السموك وبشوش داخل‬
‫المركز‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪-2‬عرض المقابمة ونتائجيا‪:‬‬

‫‪ -1-2‬تقطيع المقابمة‪:‬‬

‫‪/1‬دخمت عندي أربعة أشير لخاطر ضربت واحد بالموس ‪ 2/‬ضربتوا لخاطر يديرونجي أختي مانيشي‬
‫نادم تحتمت ومانيشي نادم ‪ 3/‬والديا حيين وأنا نحب بزاف يما ‪ 4/‬العالقة كانت مميحة مع يما تحبني ‪5/‬‬
‫كنت كينسحق السوارد تعمل البوسيبل وتمدىوممي ‪ 6/‬بصح آني نادم وليت نتعارك معاىا بزاف عمى جال‬
‫السوارد باه نشري الكيف ‪ 7/‬ىيا ديما تجيني تشوفني في السونتر ‪ 8/‬يما مسكينة سوفرات عمى جالنا ‪9/‬‬
‫كنت نبعد عمى الدار بالسمانة والسمانتين نروح نخدم في كوشة ولى الجنانات ‪ 10/‬وكنت نروح نحوس‬
‫مع صحابي في عنابة ونبات برة بالسمانة معاىم ‪ 11/‬خاصة كي نتعارك مع بابا ‪ 12/‬كنت مانتفاىمش‬
‫معاه ‪ 13/‬ماتفضمش يما خواتاتي عميا ‪ 14/‬ديما كانت بيان معايا ‪ 15/‬بصح عالقتي مع بابا ماشي‬
‫مميحة ‪ 16/‬ماييتم بامري ال والوا جيت وال روحت ‪ 17/‬بصح الطفل ديما يحب أمو أكثر ‪ 18/‬خواتاتي‬
‫نحبيم ويحبوني ‪ 19/‬بصح ساعات يتعوجولي كي نقميم أعمموا حاجة مايديروىاليش يغمط يخمص ‪20/‬‬
‫ساعات تكون سيرات تاع عرس أوحاب حاجة من بابا مايمدىميش نبدى نعمل في النش وال كي حبيت‬
‫نبطل لقراية وليت نبات برة ‪ 21/‬كنت نبات مع صحابي كونا ندخنو والكيف والشراب ماكانش حتى واحد‬
‫مافاتش عمى ىذه الطريق ‪ 22/‬بصح بديت الشيء ىذا من كنت نق ار وأنا صغير لخاطر لقيت عمومي‬
‫وأوالد عماماتي في ‪ DOMAIN‬ىذا يتكيفوا الكيف ويخدموا ‪ 23/‬بصح نشفا اول مرة تكيفت الكيف ‪24/‬‬
‫ومن بعدىا وليت نشرب كمشي ‪ 25/‬نشرب أي نوع من تاع الدواء الرطان –كيتيل ‪ 26/‬بصح الحمراء‬
‫جربتيا مرة وحدة ماسعدتنيش كمي واحد يدفع فيا يقولي دير ىك وىكا ‪ 27/‬بصح تساعدني غير الرطان‬
‫سرتو كي نعود نخدم ىي بعد يقولميا العاقمة تفوتيا أومبيونس بصح الحم ار تشرييا غير لكان وصمتي ‪la‬‬
‫‪ fin‬وآي غالية ‪ 900‬الف دينار ‪ 28/‬نجيب السوارد نخدم وال من عند البنات واألوالد كي كنت نق ار كل‬
‫واحد ‪ 5‬أالف ألميم ‪ 100‬مئة ألف دينار تاعي نجيبيا ‪ 29/‬أنا من صغري ‪ 8‬سنين وانا نسرق حتى‬
‫صحابي ‪ 30/‬نسرق أكاس تاع واحد غافل وال حاجة نبعيا سرجونات وال مارطو ‪ 31/‬بصح جامي‬
‫كاسيت دار وال سرقت محزمة تاع ذىب ‪ 32/‬جامي نسرق مع واحد ديما وحدي ‪ 33/‬جامي تعديت عمى‬
‫واحد بالموس باه نسرقوا بصح حبستيا ‪ 34/‬مازلت نسرق غير جداتي ونبقى كيما ىك لخاطر عندىا‬
‫السوارد تاع األورو ‪ /35‬بصح كي نسرقيا مانضرىاش ألميم ‪ 3000‬مئة ألف ندييا بصح أي عالباليا‬
‫بمي نسرق فييا وماتحكيش ‪ 36/‬جامي فكرت ننتاحر وعاله أنا ميبول ‪ 37/‬ضربت روحي بالموس عمى‬
‫جال حكاية تاع واحد صاحبي تعاركنا كميت الممح تعيم باش منضروش ‪ 38/‬لي يدور بيا مايخمصش‬
‫مني برك ‪ 39/‬بصح باه ندور بييم ال مانقيس حتى واحد‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ -2-2‬توزيع وتجميع الوحدات في فئات‪:‬‬

‫*فئة‪:1‬مظاىر الحرمان العاطفي‪ :‬العبارات الدالة عمى الحرمان العاطفي ىي‪:‬‬

‫‪-‬مشاعر والمعاممة السمبية أم‪ -‬حدث جانح‪0 :‬‬

‫‪ -‬مشاعر والمعاممة اإليجابية أم‪ ،‬حدث جانح‪17-14-13-8-7-5-4-3 :‬‬

‫‪ -‬مشاعر والمعاممة السمبية أب – حدث جانح‪-16-15-12 :‬‬

‫‪ -‬مشاعر والمعاممة االيجابية أب – حدث جانح‪0 :‬‬

‫‪ -‬مشاعر والمعاممة السمبية إخوة – حدث جانح‪19 :‬‬

‫‪ -‬مشاعر والمعاممة اإليجابية إخوة – حدث جانح‪18 :‬‬

‫*الفئة ‪:2‬مظاىر الجنوح ‪:‬العبارات الدالة عمى مظاىر الجنوح ىي ‪:‬‬

‫‪-‬السرقة ‪35-34-32-30-29 :‬‬

‫‪-‬تعاطي المخدرات ‪27-26-25-24-23-22-21-6 :‬‬

‫‪-‬التشرد ‪20-10-9 :‬‬

‫‪-‬العدوانية الموجية نحواألخرين ‪38-28-11-2-1 :‬‬

‫‪-‬العدوانية الموجية نحو الذات‪37 :‬‬

‫*‪-‬فئة‪ :3‬التكفل ‪:‬العبارات الدالة عمى التكفل ىي ‪39-36-33-31 :‬‬

‫‪114‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ -3-2‬جرد وحساب تك اررات الفئات وتحميميا‬

‫الجدول ( ‪ :)5‬فئة مظاىر الحرمان العاطفي‬

‫النسب المئوية‪%‬‬ ‫التك اررات‬ ‫الفئات الفرعية‬ ‫الفئة الرئيسية‬


‫‪%00.00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مشاعر والمعاممة السمبية أم‪ -‬حدث جانح‬
‫‪%61.53‬‬ ‫‪8‬‬ ‫مشاعر والمعاممة اإليجابية أم –حدث جانح‬ ‫مظاىر‬
‫‪%23.07‬‬ ‫‪3‬‬ ‫مشاعر والمعاممة السمبية أب –حدث جانح‬ ‫الحرمان‬
‫‪%00.00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مشاعر ومعاممة إيجابية أب –حدث جانح‬ ‫العاطفي‬
‫‪%7.69‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مشاعر والمعاممة السمبية إخوة – حدث جانح‬
‫‪%7.69‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مشاعر والمعاممة اإليجابية أخوة حدث جانح‬
‫‪%100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الجموع‬

‫‪ ‬يتضمن ىذا الجدول الفئة الخاصة بمظاىر الحرمان العاطفي والذي يشتمل عمى ‪6‬فئات فرعية‬
‫مشاعر والمعاممة اإليجابية أم جد ناجح احتمت الصدارة األولى بتواتر ‪ 8‬تك اررات نسبة ‪%61.53‬‬
‫ثم تمييا فئة مشاعر والمعاممة السمبية أب –حدث جانح بتواتر ‪ 3‬تك اررات بنسبة ‪ ،% 23.07‬أما‬
‫مشاعر ومعاممة السمبية واإليجابية لألخوة بمغت نفس التواتر ‪ 1‬ونسبة ‪ %7.59‬أال أن فئة مشاعر‬
‫والمعاممة السمبية أم حدث جانح ومشاعر والمعاممة اإليجابية أب حدث جانح بمغت تواترىا ‪90‬نسبة‬
‫مئوية ‪.%0‬‬

‫الجدول ( ‪ )6‬فئة مظاىر الجنوح‬

‫النسب المئوية‪%‬‬ ‫التك اررات‬ ‫الفئات الفرعية‬ ‫الفئة الرئيسية‬


‫‪%22.72‬‬ ‫‪5‬‬ ‫السرقة‬
‫‪%36.36‬‬ ‫‪8‬‬ ‫تعاطي المخدرات‬
‫‪%13.63‬‬ ‫‪3‬‬ ‫التشرد‬ ‫مظاىر الجنوح‬
‫‪%4.54‬‬ ‫‪1‬‬ ‫العدوانية الموجية نحو الذات‬
‫‪%22.72‬‬ ‫‪5‬‬ ‫العدوانية الموجية نحو اآلخرين‬
‫‪%100‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪/‬‬ ‫المجموع‬

‫‪115‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ ‬يتضمن ىذا الجدول الفئة الخاصة بمظاىر الجنوح‪ ،‬والذي يتضمن ‪ 5‬فئات فرعية حيث طغت فئة‬
‫تعاطي المخدرات الدرجة األولى‪ ،‬حيث بمغت تواترىا ‪ 8‬تك اررات وبنسبة مئوية ‪ ،%36.36‬إال أن‬
‫فئة السرقة والعدوانية الموجية نحو الىخرين بمغت نفس التواتر ‪ 5‬ونسبة ‪ %22.72‬إال فئة التشرد‬
‫احتمت المرتبة الثالثة بتواتر ‪ 3‬تك اررات وبنسبة ‪ ،% 13.63‬إال أن العدوانية الموجية نحو الذات‬
‫احتمت المرتبة األخيرة بتواتر ‪ 1‬تك اررات ونسبة ‪.%4.54‬‬

‫الجدول ( ‪ :)7‬فئة التكفل‬

‫النسب المئوية‪%‬‬ ‫التك اررات‬ ‫الفئة‬


‫‪%15.38‬‬ ‫‪4‬‬ ‫التكفل‬
‫‪%84.61‬‬ ‫‪22‬‬ ‫مظاىر الجنوح‬
‫‪%100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫المجموع‬
‫‪ ‬نالحظ عمى الجدول أعاله أن مظاىر الجنوح إحتمت الدرجة العميا بتواتر ‪ 22‬تك ار ار ونسبة مئوية‬
‫‪ %84.61‬ثم إحتمت فئة التكفل الحد االدنى ب ‪ 4‬تك اررات ونسبة ‪.%15.38‬‬

‫جدول ( ‪ :)7‬تجميعي لمجموع الفئات‬

‫النسب المئوية‪%‬‬ ‫التك اررات‬ ‫الفئة‬


‫‪%33.33‬‬ ‫‪13‬‬ ‫مظاىر الحرمان العاطفي‬
‫‪%56.41‬‬ ‫‪22‬‬ ‫مظاىر الجنوح‬
‫‪%10.25‬‬ ‫‪4‬‬ ‫التكفل‬
‫‪%100‬‬ ‫‪39‬‬ ‫المجموع‬

‫‪ ‬تعتبر فئة مظاىر الجنوح جاءت في الصدارة ب ‪ 22‬تك ار ار بنسبة تقدر ب ‪ ، %56.41‬أما المرتبة‬
‫التي تمييا فتمثمت في الحرمان العاطفي بتواتر ‪ 13‬وبنسبة ‪ ،%33.33‬إال أن فئة التكفل والوقاية‬
‫تحتل المرتبة األخيرة بتكرار ‪ 4‬وبنسبة ‪.%10.25‬‬

‫‪116‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ -4-2‬التحميل الكيفي لممقابمة ‪:‬‬

‫يعتبر الحالة (ع‪.‬ب) أنو تعرض عمى قمة االىتمام وعدم الرعاية من طرف والده‪ ،‬فيو كان كثير‬
‫الشجار معو وأن والده ال يفيمو‪ ،‬وىذا ما أقر بو في قولو ‪ ":‬عالقتي مع بابا ماش مميحة ماش ميتم‬
‫ألمري جيت وال روحت" كما تم مالحظتو أثناء المقابمة رفضو تماما التكمم عن والده فقد كان يتجنب كل‬
‫ما يخص والده‪ ،‬فقد كان يسقط مشاعره عمى أمو بأنيا حنونة وتحبو وترعاه" أنا نحب الوالدة والعالقة‬
‫كانت مميحة مع يما"‪.‬‬

‫‪ ‬كما كانت عالقة الحالة مع امو تتسم بالحب والعطاء إال أنو يشعر بالندم من أجميا ألنو لم يكون الولد‬
‫الذي كانت تتمناه خاصة أن الحالة كان يقوم بالشجار مع امو من أجل تمبية حاجاتو لشراء المخدرات‬
‫" ديما كنت كي نسحق السوارد تعمل البوسيبل وتمدىممي بصح آني نادم لخاطر نتعارك معاىا بزاف‬
‫عمى جال السوارد باه نشري الكيف"‪ ،‬إال أنو أثناء المقابمة تم مالحظة أن الحالة يكن حبا كبي ار ألمو‬
‫فيو أظير لنا وشم عمى يده اليمنى كتب عميو " أمي قبل كل شيء" وىذا ما يدل عمى حبو الكبير‬
‫إتجاه أمو وأنو يشعر بتانيب الضمير إتجاىيا‪.‬‬
‫‪ ‬كما أن عالقة الحالة باألب شبو منعدمة وذلك ايضا الستغالل مرض الوالد وعدم اإلكتراث لما يقولو‪.‬‬

‫إن لجوء الحالة إلى التشرد والمبيت خارج المنزل بسبب معاممة األب بالرفض والنبذ خاصة عند‬
‫عزوف الحالة عن الدراسة وعدم رغبتو في مواصمتو ليا‪ ،‬حيث لجوئو لممبيت في العراء أدى بو إلى‬
‫مخالطة رفقاء السوء وتكوين عالقات عاطفية مع جانحين‪ ،‬وكما يقر الحالة أن تعاطي المخدرات لو تاريخ‬
‫طويل ليا فيو إكتسبيا من بيئتو العائمية وفي سن مبكرة " بديت نتكيف الكيف من كنت نق ار لخاطر لقيت‬
‫عمومي وأوالد عمامي في ‪ domain‬ىذا يشربوا ويتكيفا الكيف" مما زاد الحالة إنحرافا بإعتبار البيئة‬
‫األسرية ساىمت في جنوحو‪ ،‬إال أن الحالة (ع) يقر بأنو كان يمجأ لسرقة من أجل شراء المخدرات وفي‬
‫بعض األحيان يمجأ إلى إستخدام العدوانية إتجاه زمالئو وأصدقائو لجمب المال لشراء المخدرات‪ ،‬كما أنو‬
‫يعد إنخراطو في سموك جانح تعويضي يتمثل في تكرار السرقة وانتياجو سموك حياتي وذلك وفق قولو ‪" :‬‬
‫حبست السرقة مازالت غير جداتي نبقى نسرقيا " ‪.‬‬

‫‪ ‬إال أن الحالة لجأ إلى اإلعتداء بالجرح عمى ذاتو في حالة خصام مع صديق لو وليتجنب كل األعباء‬
‫وأن ال يقوم بإيذائو لجأ إلى اإلعتداء عمى نفسو "أضربت روحي بالموس عمى جال حكاية تاع واحد‬
‫صاحبي كميت الممح تعيم باش منضروش" كما أن الحالة يقر أن من يقوم باالعتداء عميو فيو لن‬
‫ينجو وىذا ما أدى بو إلى اإلعتداء عمى مراىق بالجرح عمدا بالسالح األبيض وىو متواجد حاليا‬
‫بمركز إعادة التربية لوالية قالمة‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ ‬إن التكفل بالحالة لم يمقى أي إىتمام من طرف أسرتو‪ ،‬ماعدا األم فيي حريصة عمى زيارتو إلى‬
‫المركز وخروجو كل عشرين يوما إلى المنزل‪ ،‬كما أنو اقتنع بمزاولة التكوين الميني تخصص حمويات‬
‫إال أنو يقر بالتغير عند الخروج من المركز‪.‬‬
‫‪ ‬فمن خالتل مقابمتنا لمحالة وبعد اإلطالع عمى الممف الشخصي داخل المركز تبين أن الحالة تعاني‬
‫من رفض ونبذ من طرف الوالد‪ ،‬كما أن الجو األسري أثر عميو من خالل تواجد األعمام وأوالدىم أنيم‬
‫يمارسون سموكات جانحة مما أدى بالحالة بالتورط في مجال الجنوح من تعاطي المخدرات وسرقة‬
‫وعدوانية إتجاه اآلخرين وتشرد‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ -3‬عرض إختبار تفيم الموضوع ونتائجو(أنظر الممحق رقم ‪)3‬‬

‫‪ -1-3‬تحميل إستجابات البطاقات‪:‬‬

‫بطاقة (‪:)1‬البطل ‪ :‬طفل‬

‫‪-‬الحاجات ‪ :‬تجنب األذى‪ :‬من خالل المجوء إلى حل مشكمتو عن طريق التفكير‬

‫‪ ‬عدوان إتجاه الذات‪ :‬وذلك بإذالل الذات واحتقارىا "ماعندوش الزىر كيما أنا"‬
‫‪ ‬تنشيط العزيمة‪ :‬من خالل عدم وجود أمل في المستقبل‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬إتزان عاطفي‪ :‬من خالل عدم وجود مشكمة مع خميمتو‬

‫‪ ‬القمق واليأس‪:‬بإظيار أن البطل يعاني من ألم داخمي ويريد اإلفصاح عنو‪.‬‬

‫‪ -‬نياية القصة‪ :‬حزينة ألن البطل لم يستطيع تجاوز ىذه الضغوط ومنع حل ليا‪.‬‬

‫‪ -‬الموضوع‪ :‬طفل لو معاناة عاطفية لم يستطيع تجاوزىا خاصة مع خميمتو‪.‬‬

‫‪ -‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬إىتمام عالئقي عاطفي‪.‬إذالل الذات واحتقارىا اليأس وعدم اال أمل في‬
‫المستقبل‪.‬‬

‫بطاقة (‪ :)2‬البطل‪ :‬الشاب(الطفل)‬

‫‪ -‬الحاجات‪ :‬الحيرة‪ :‬وذلك بإظيار الدىشة والحزن عمى الكل‪.‬‬

‫‪ ‬اإلنتاج واإلنجاز‪ :‬من خالل العمل‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬عدوان مادي إجتماعي‪ :‬تقيد حرية من حولو (ما خالىاش تروح تقرى)‬

‫‪ ‬الحرمان والفقد‪ :‬نقص اإلمكانيات المعيشة (الفقر)‬

‫‪ -‬نياية القصة‪ :‬ناجحة نوعا ما من خالل المواكبة عمى العمل من أجل العيش‪.‬‬

‫‪-‬الموضوع‪ :‬طفل يعاني من الفقر إال أنو يسعى إلى العمل لكسب مستمزمات الحياة‪.‬‬

‫‪-‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬اإلنتاج و اإلعالة لألسرة‪-‬العمل بجدية‪-‬الحيرة‪-‬األمل‪-‬‬

‫‪119‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫بطاقة(‪:)3‬البطل‪ :‬مرأة مطمقة‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬اإلستنجاد والشفقة‬

‫‪ ‬تنشيط العزيمة‪:‬شعور البطل بالحزن‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬عدوان مادي ضد اجتماعي‬

‫‪ ‬الحرمان والفقر‪ :‬من خالل سمب اإلبن من البطل‬


‫‪ ‬العدوانية الموجية نحو الذات‪ :‬من خالل االنتحار‬

‫‪-‬نياية القصة‪ :‬حزينة وفاشمة ألن البطل لم يتجاوز الضغوطات البيئية وأدى بنفسو إلى اإلنتحار‬

‫‪-‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬معاناة أسرية‬

‫‪ ‬الحزن‪ :‬إذاء الذات‪.‬‬

‫البطاقة (‪:)4‬البطل‪ :‬رجل‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬الحاجة عدوان لفطي إنفعالي‪ :‬من خالل الشتم‬

‫‪ ‬الحاجة إلى السيطرة‪ :‬من خالل فرض رأيو عمى المرأة بأنيا غير مناسبة لو‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬الالمباالة والنبذ والرفض (ماش مدييا فييا)‬

‫‪ ‬السيطرة‬
‫‪ ‬عدوان إنفعالي لفظي ‪،‬عدوان مادي اجتماعي‪{-‬شجار الزوجة لمبطل‬

‫‪-‬نياية القصة‪ :‬لم تبنى ليا نياية فالبطل لم يحدد كيفية تجاوز الصراع ووجود حل‪.‬‬

‫‪-‬الموضوع‪ :‬مرأة ليا معاناة عالئقية مع خميميا‪.‬‬

‫‪-‬االىتمامات والمشاعر‪ :‬عدم االىتمام والالمباالة بالمرأة‬

‫‪ ‬عدوان ضد المرأة‬
‫‪ ‬الظمم‪-‬احتقار اآلخرين‬

‫‪120‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫بطاقة(‪:)5‬البطل ‪ :‬أم واإلبن‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬العناية واإلىتمام‪ :‬من خالل تتفقد اإلبن‬

‫‪ ‬عدوان مادي إجتماعي‪ :‬حصول شجار بين األم واإلبن‬


‫‪ ‬الحاجات إلى الجانب المادي‪:‬‬
‫‪ ‬عدوان مادي ضد إجتماعي‪ :‬قيام اإلبن بسرقة األم‪.‬‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬عدوان مادي إجتماعي‬

‫‪ ‬عدوان مادي ضد إجتماعي‬


‫‪ ‬الحيرة‪ :‬غظيار أن األم ميتمة باإلين‬
‫‪ ‬الحرمان والفقد‪ :‬من خالل عدم تمبية متطمبات اإلبن المادية‬

‫‪-‬نياية القصة‪ :‬ناجحة مع اإلصرار عمى مواصمة السرقة إذ لم تمبى طمباتو‪.‬‬

‫‪-‬الموضوزع‪ :‬صراع بين اإلبن عمى مواصمة السرقة إذ لم يمبى طمبو‪.‬‬

‫‪-‬االىتمامات والمشاعر‪ :‬الحيرة واالىتمام باإلبن‬

‫‪ ‬اإلنحراف (السرقة)‪ :‬عدم الشعور بالذنب‬

‫بطاقة‪ :)6(BM‬البطل‪ :‬اإلبن ‪ +‬الوالدين‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬العناية واإلىتمام‪ :‬من خالل إظيار الوالدين الحيرة والحزن عمى إبنيم‬

‫‪ ‬الحاجة إلى عدوان مادي ضد إجتماعي‪ :‬لجوء اإلبن لمسرقة والمخدرات‪.‬‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬عدوان مادي ضد إجتماعي‬

‫‪ ‬الرفض والنبذ‪ :‬يتجمى ذلك في شعور الوالد بالعدوانية إتجاه ما فعل إبنو ورفضو‬

‫‪-‬نياية القصة‪ :‬غير ناجحة ألن الوالد أصر عمى عدم قبل البطل لشعوره بخيبية األمل إحتقاره‬

‫‪-‬الموضوع‪ :‬طفل منحرف أدى بالوالدين إلى وقوعيم في حيرة وكذلك براءة األب منو‪.‬‬

‫‪-‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬الحيرة – السرقة ‪،‬البحث عن السند في المخدرات‬

‫‪121‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫بطاقة‪:)7(BM‬البطل‪ :‬رجمين‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬عدوان مادي ضد إجتماعي‪ :‬القيام بالسرقة‬

‫‪ ‬التخيط مسبقا‪ :‬من خالل التفيم مقبل اإلقبال عمى الفعل‬


‫‪ ‬عدم اإلنجاز واالنتاج‪ :‬يظير من خالل عدم العمل ورفضو‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬القمق واليأس‪:‬‬

‫‪ ‬الحرمان والفقد‪ :‬إفتقارىم لمنقود‬


‫‪ ‬عدوان مادي ضد إجتماعي‬

‫‪-‬نياية القصة‪ :‬عدم نجاحيا وذلك لوقوع البطمين في ما تم التخيط لو‬

‫‪-‬الموضوع‪ :‬التخطيط لمسرقة من طرف رجمين يعانيان من عدم العمل أو الفقر‪.‬‬

‫‪-‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬اإلعتداء‪ -‬اإلنحراف – السرقة – الندم‪.‬‬

‫بطاقة‪:)8(BM‬البطل‪ :‬الطفل‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬عدوان مادي ضد إجتماعي‪ :‬لمدفاع‬

‫‪ ‬تجنب األذى‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪:‬عدوان مادي ضد إجتماعي (تعرض أخ البطل لإلعتداء)‬

‫‪ ‬السيطرة‬

‫‪-‬نياية القصة‪ :‬ناجحة ألن البطل واجو اإلعتداء ودافع عن أخيو‬

‫‪ ‬الموضوع‪ :‬شاب يدافع عن أخيو الميدد من طرف جماعة من األشرار وينتقم ليم‪.‬‬
‫‪ ‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬إىتمام أسري – الدفاع –اإلنتقام‪.‬‬

‫البطاقة‪ :)9( BM‬البطل‪ :‬العسكر‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬اإلنجاز‪ :‬من أجل العمل والدفاع عن الوطن‬

‫‪ ‬عدوان مادي ضد إجتماعي‪ :‬إستعمال البطل صفة القتل لمعدو‬


‫‪ ‬الحرية‪ :‬من خالل شعور كل الناس بالحرية‬

‫‪122‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬عدوان مادي ضد إجتماعي ( اإلرىاب)‬

‫‪-‬نياية القصة‪ :‬ناجحة ألن البطل يرغب في تعميم الحرية عمى كافة الناس‬

‫‪-‬الموضوع‪ :‬الدفاع العسكري يكافح اإلرىابيين‪.‬‬

‫‪-‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬الدفاع – الحرية – النضال‬

‫البطاقة (‪:)10‬لم يستطع بناء قصة لمتحميل‬

‫البطاقة(‪:)11‬لم يستطع المفحوص من بناء قصة لمتفسير‬

‫البطاقة‪:)12(M‬البطل‪ :‬الطفل‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬عدوان مادي ضد اجتماع (القتل الذي يمجأ إليو البطل)‬

‫‪ ‬عدوان مادي ضد إجتماعي ( السرقة‪ -‬المخدرات)‬


‫‪ ‬الحاجة إلى المواساة‪ :‬المخدرات‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬الحرمان والفقد الفقر لحاجات العيش‬

‫‪ ‬عدوان مادي ضد إجتماعي‬

‫‪-‬نياية القصة‪ :‬حزينة ألن البطل قام بقتل المرأة‬

‫‪-‬الموضوع‪ :‬رجل يقوم بقتل مرأة من أجل سرقتيا ألنو يعاني من الفقر‬

‫‪-‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬اإلعتداء – السرقة – المخدرات‬

‫البطاقة ‪:)13(MF‬لم تبقى قصة لمتفسير من طرف المفحوص‬

‫البطاقة (‪ :)14‬البطل ‪ :‬شاب‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬عدوان مادي ضد إجتماعي (االنتحار)‪.‬‬

‫‪ ‬عدوان موجو نحو الذات( إذالل الذات واحتقارىا)‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬الحرمان والفقد‪ :‬الفقر‬

‫‪ ‬البحث عن تأسيس البيت‬

‫‪123‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ ‬عدوان مادي ضد اجتماعي‬

‫‪-‬نياية القصة‪ :‬حزينة ألن البطل يقاوم لكن يقوم بعممية االنتحار‬

‫‪-‬الموضوع‪ :‬معاناة شاب حول السكن لتنيي بو اإلنتحار‬

‫‪-‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬األلم – المعاناة – تأسيس منزل‬

‫البطاقة (‪ :)15‬البطل‪ :‬مشعوذ‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬عدوان مادي ضد إجتماعي( القيام بطقوس محرمة)‬

‫‪ ‬اإلنجاز‪ :‬من أجل الكسب‬


‫‪ ‬عدوان عمى الذات‪ :‬إحتقار الذات والشعور بالذنب‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬الحرمان والفقد ( الفقر)‬

‫‪ ‬النبذ( كرىوني الناس)‬


‫‪ ‬عدوان مادي إجتماعي‪ :‬يظير من خالل عدم إقامة عالقات معو‪.‬‬
‫‪ ‬جنب األذى‪ :‬من خالل أخذ البطل برأي الشخص الذي يفحصو‬

‫‪-‬نياية القصة‪ :‬ناجحة ألن البطل حاول تجاوز الضغوط البيئية‬

‫‪-‬الموضوع‪ :‬مشعوذ يقوم بالتوبة بعد تقديم النصيحة لو‪.‬‬

‫‪-‬االىتمامات والمشاعر‪ :‬الندم – التوبة‪ -‬اإلنتقام عن طريق ممارسة أفعال شريرة‬

‫البطاقة (‪ :)16‬البطل‪ :‬المتحدث ( المفحوص)‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬االحاجة لمتغير‬

‫‪ ‬العناية واإلىتمام‪ :‬من طرف الوالدين‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬الحرمان العاطفي‬

‫‪-‬نياية القصة‪ :‬ناجحة عمى مستوى األخالق ألن البطل يريد التغير‬

‫‪-‬الموضوع‪ :‬إقرار المفحوص بالتغير وبدأ حياة جديدة‬

‫‪-‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬األمل في المستقبل –الطموح والتغير‬

‫‪124‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫البطاقة‪ :)17( BM‬البطل‪ :‬طفل‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬تجنب األذى‪ :‬من خالل اليروب‬

‫اإلنحراف( السرقة)‬ ‫‪ ‬عدوان مادي ضد إجتماعي‬


‫‪ ‬العناية واإلىتمام‪ :‬من خالل إظيار إىتمامو بأبيو‬
‫‪ ‬عدوان موجو نحو الذات‪ :‬تأنيب الضمير (كنت عممت بالحالل)‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬عدوان مادي ضد إجتماعي‬

‫‪ ‬الحرمان واإلحتياج‬

‫‪-‬نياية القصة‪ :‬فاشمة ألن البطل شعر بالندم وعدم قدرتو عمى إصالح الخطأ الذي إرتكبو‪.‬‬

‫‪-‬الموضوع‪ :‬طفل منحرف يمجأ إلى السرقة من أجل إجراء عممية جراحية لوالده إال انو يشعر بالندم‪.‬‬

‫‪-‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬االنحراف – الشعور بالندم – العمل والكسب‪.‬‬

‫البطاقة ‪ :)18(BM‬البطل ‪ :‬الصديق ‪ +‬الرجل‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬عدوان مادي ضد إجتماعي‪ :‬قيام الصديق بضرب الرجل‪.‬‬

‫‪ ‬الحاجة إلى السيطرة‪ :‬من خالل فرض الصديق عدم إعطاء الحق الرجل‪.‬‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬إستغالل الصديق لغفمة الرجل‬

‫‪ ‬القمق‬
‫‪ ‬الحرمان والفقد ( الفقر واحتياج الرجل)‬
‫‪ ‬عدوان مادي ضد إجتماعي (قالو أعطيني حقي حقرو)‬

‫‪-‬نياية القصة‪ :‬لم يتجاوز البطالن الضغوط البيئية ولم يتم منح الرجل حقو‪.‬‬

‫‪-‬الموضوع‪ :‬إعتداء صديق عمى صديقو بالضرب من أجل النقود‬

‫‪-‬اإلىتمامات والمشاعر‪ :‬إىتمام مادي – الفقر – عدم تأنيب الضمير –الغفمة – اإلحتقار الذي قام بو‬
‫الصديق‬

‫‪125‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫بطاقة (‪ :)19‬لم يستطع المفحوص القيام ببناء قصة لمتفسير‬

‫بطاقة(‪ :)20‬البطل ‪ :‬طفل‬

‫‪-‬الحاجات‪ :‬تنشيط العزيمة‪ :‬من خالل الحزن والقمق‬

‫‪ ‬عدوان مادي ضد إجتماعي‪ :‬لجوء البطل إلى التشرد بعدم العودة لممنزل‬
‫‪ ‬عدوان مادي ضد إجتماعي‪ ( :‬السرقة – مخدرات)‬
‫‪ ‬الحاجة لمعناية واإلىتمام‪ :‬من طرف الوالدين‬

‫‪-‬الضغوط البيئية‪ :‬القمق واليأس‬

‫‪ ‬الحرمان مع األسرة‪ ( :‬الفقر الذي تعاني منو األسرة)‬


‫‪ ‬صراع مع األسرة‬

‫‪-‬نياية القصة‪ :‬البطل لم يستطع تجاوز الضغوط البيئية وبالتالي لجأ إلى االنحراف‪.‬‬

‫‪-‬الموضوع‪ :‬معاناة طفل بسبب فقر الوالدين أدى بو إلى االنحراف‪.‬‬

‫‪-‬االىتمامات والمشاعر‪ :‬الفقر – العناية والحماية‪ -‬االنحراف – االعتداء‪.‬‬

‫‪ -2-3‬تحميل محتوى القصص‪:‬‬

‫‪ -‬البطل‪ :‬قام المفحوص بإدالء شخصية االبن واألم‪ ،‬إال أن صفة الطفل طغت في معظم القصص‬
‫(البطاقات)‪ ،‬حيث ىذا األخير لو معاناة الفقر والحرمان ونقص الحماية‪ ،‬اإلنحراف بكل أنواعو سرقة‪،‬‬
‫مخدرات‪ ،‬ضرب‪ ،‬قتل‪ ،‬الحزن والقمق واليأس‬

‫‪ -‬الحاجات الرئيسية لمبطل‪ :‬والذي قام بسردىا في معظم القصص ( البطاقات) ىي الحاجة إلى‬
‫عدوان مادي ضذ إجتماعي‪ ،‬عدوان موجو نحو الذات من خالل إذالليا والشعور بتانيب الضمير‪،‬‬
‫الحاجة لمعناية واإلىتمام‪ ،‬كما يوجد تناقض بين الحاجة لإلنجاز والعمل وعدم اإلكتساب من جية‬
‫أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬الضغوط البيئية المسيطرة عمى المفحوص‪ :‬حيث ركز في معظم البطاقات عمى الحرمان والفقد‬
‫والذي يتمثل في الفقر التي تعاني منو األسرة‪ ،‬باإلضافة إلى القمق واليأس وعدوان مادي ضد‬
‫اجتماعي‪ ،‬كما لم ترد‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪-‬نياية القصة‪ :‬حيث كانت تتراوح ما بين الفشل وعدم قدرة البطل عمى تجاوز الضغوطات البيئية‬
‫وعدم قدرة المفحوص عمى بناء متسمسل لنيايات القصص‬

‫‪-‬الموضوعات التي إىتم بيا المفحوص‪ :‬تمثمت في تركيزه عمى المجوء لمسرقة بكل أنواعيا لكسب‬
‫العيش والحصول عمى المخدرات‪ ،‬كما تبمورت موضوعاتو حول الدفاع عن اآلخر وحمايتو‪ ،‬وكذلك‬
‫الموضوعات األسرية وخالفاتيا‪.‬‬

‫‪ -‬إىتمامات ومشاعر البطل‪ :‬حيث قام المفحوص بتقديم بعض اإلىتمامات لكن بتركيزه عمى السرقة‬
‫والمخدرات‪ ،‬الفقر والحرمان‪ ،‬اإلعتداء عمى اآلخرين‪ ،‬عدم الطموح واإلنجاز‪ ،‬الندم وتأنيب الضمير‬
‫واذالل الذات‪ ،‬اإلنتقام‪ ،‬الحماية والدعم‪ ،‬الحيرة‪ ،‬إذاء الذات‪ ،‬الحزن والقمق واليأس الشعور بالنقص‪.‬‬

‫‪ -3-3‬التحميل الشكل‪:‬‬

‫يتجمى ذلك من خالل إظيار المفحوصنوعا من التعاون‪ ،‬إال أنو ركز في معظم البطاقات عمى‬
‫السرقة واإلستالء عمى األفراد نتيجة الفقر والحرمان‪ ،‬كما رفض بناء قصة حول بعض البطاقات‬
‫لكونيا غير واضحة وأنيا مقمقة‪ ،‬أما من الجانب البنائي لمقصص فقد كانت غير متسمسمة‪ ،‬فقد يقوم‬
‫بناء النياية قبل بناء عقدة القصة‪ ،‬كما أن القصص سردىا كان قصي ار جدا‪ ،‬وكان متسرعا‪ ،‬وقمقا‬
‫أثناء بنائيا أيضا‪ ،‬كما أسقط الفحوص عمى البطاقات واقعو المعاش المتمثل في الفقر وسموكو‬
‫اإلنحرافي‪ ،‬أما من الناحية المغوية كانت ثرية نوعا ما‪ ،‬إال أنو ركز عمى استعمال نفس المصطمحات‪.‬‬

‫‪-4-3‬التحميل الدينامي ‪:‬اإلستنتاج العام لإلختبار‬

‫من خالل تطبيق االختبار وتحميل محتوى القصص برز أن المفحوص قام بتقمص لمبطل في بعض‬
‫البطاقات وىي تعكس معاناتو النفسية واالجتماعية التي يعيشيا‪ ،‬كما أراد ىذه المعاناة إلى الضغوط البيئية‬
‫المتأزمة التي تتمثل في الفقر والحرمان‪ ،‬كما برزت حاجاتو إلى العدوان المادي ضد االجتماعي من خالل‬
‫بروز سموكات إنحرافية تمثمت في السرقة‪-‬المخدرات‪-‬االعتداء عمى اآلخرين‪ ،‬باإلضافة إلى احتقار الذات‬
‫والشعور بالندم في بعض األوقات‪.‬‬

‫‪-‬عمى غرار ذلك تبين لدى المفحوص تناقص بين طمب العناية واالىتمام لو من طرف الوالدين وبين‬
‫تقديم الحماية واالىتمام بالوالدين خاصة األب وىذا ما تؤكد البطاقة (‪" )17‬بمجوءه إلى السرقة إلجراء‬
‫عممية جراحية لموالد"‪.‬‬

‫‪-‬كما بينت البطاقة (‪)5‬العالقة القائمة بين المفحوص واألم من خالل "الحيرة" التي تعيشيا إتجاىو وبين "‬
‫التناقض العاطفي" اتجاىو " تعاركت معاه" عمى جال السوارد وقتموا آني كرىتك وكرىت فعايمك"‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ -‬كما أظيرت البطاقة "‪ "8‬عمى نوع العالقة بينو وبين األخوة التي تتمثل في الدفاع عنيم والغنتقام من‬
‫المعتدي " الطفل راح ىز السالح ويدافع عمى خوه" وىذا ما يترجم واقعو المعاش بمجوءه إلى الضرب‬
‫بالسالح األبيض دفاعا عمى أختو‪.‬‬

‫‪ -‬في البطاقة (‪ )6‬أظيرت الرفض الذي يكنو لو األب وذلك بسبب إنحرافو وىو يترجم نوعا ما حالة‬
‫المفحوص قبل دخولو لممركز‪.‬‬

‫‪ -‬أما في البطاقة (‪ )14( )12( )2‬فيؤكد وضعيتو الحقيقية التي يعاني من الحرمان والفقد ونقص‬
‫مستمزمات العيش من نقود ومسكن‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ -‬كما يؤكد انحرافو ولجوءه إلى السرقة بسبب الفقر ونقص في الحاجات المادية‪ ،‬إال انو من جية أخرى‬
‫يمجأ إلى المواساة والشعور باألمن والحماية (المخدرات)‪.‬‬

‫‪ -‬كما برز لدى المفحوص في البطاقة (‪ )20‬ما يعانيو األىل من حرمان وفقر‪ ،‬وعدم القدرة عمى تمبية‬
‫حاجياتو وبالتالي وقوعو في إحباط وقمق‪ ،‬مما جعمو يسمك سموك جانح تعويضي وىي المجوء إلى السرقة‪،‬‬
‫تعاطي المخدرات‪ ،‬والتشرد‪ ،‬واإلعتداء عمى اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -‬إال أن المفحوص بين البطاقة(‪ )16‬الرغبة واإلصرار عمى التغير وطمب العناية واإلىتمام أكثر من‬
‫طرف الوالدين‪ ،‬وىذا ما يترجم وضعيتو الحقيقية أنو يعاني من الحرمان العاطفي‪.‬‬

‫‪ -‬كما أظير عمى المفحوص قمق وعدوانية كبيرة اتجاه اآلخرين عمى معظم البطاقات‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ -4‬التحميل العام لمحالة الثانية‪:‬‬

‫‪-‬من خالل إستخدامنا لممقابمة النصف موجية ونتائج اختبار تفيم الموضوع‪ ،‬تبين أن الحالة تعاني من‬
‫حرمان عاطفي المتمثل في النبذ والرفض من طرف الوالدين‪ ،‬حيث أن ىذا الرفض دعمتو ظروف‬
‫اجتماعية قاىرة كالفقر ونقص مستمزمات الحياة‪ ،‬وجود بيئة منحرفة ترعرعت الحالة داخميا‪.‬‬

‫‪-‬أظيرت الحالة سوء المعاممة واالىتمام من طرف األب‪ ،‬إذا بمغت نسبتيا في المقابمة في فئة مشاعر‬
‫والمعاممة السمبية لألب بنسبة ‪ %23.07‬عمى غرار األم التي بادلتو نوعا من العناية واالىتمام لفترة‬
‫قصيرة اذبمغت مشاعر و المعاممة االيجابية لألم بنسبة ‪ ، %61.53‬وىذا ما جعمو يقع في دائرة التدليل‬
‫من طرف األم بمنحو كل ما يرغب فيو‪ ،‬فأدى ىذا إلى البحث الدائم عن األفضل من خالل تمركزه حول‬
‫اإلشباع اآلني لرغباتو وأن كل منع أو تعذر ليذا اإلشباع اآلني لرغباتو‪ ،‬وأن كل منع أو تعذر ليذا‬
‫اإلشباع يبدو لو حرمانا غير مفيوم وال مبرر لو‪ ،‬إتجاه األم وممارسة السرقة وىذا من أجل تحقيق رغباتو‬
‫المتمثل في تعاطي المخدرات‪ ،‬حيث تراوحت نسبتيا ‪ ،%36.36‬كما دعمت البيئة األسرية في جنوح‬
‫الحالة نحو التعاطي من خالل التعزيز والنمذجة‪ ،‬حيث يرى " باندورا" أن إستخدام المواد تحكميا القواعد‬
‫اإلجرائية وقواعد التعمم‪ ،‬بما في ذلك العوامل المعرفية حيث يتعرض الطفل أو الحدث لنماذج تنمي لدييم‬
‫إتجاىيا إيجابيا نحو إستخدام العقاقير ( عبد الرحمان ‪، 1999،‬ص‪.)62‬‬

‫‪ -‬أظير الحالة وجود حرمان مادي المتمثل في الفقر الذي جعمو ينضم في دائرة الجنوح‪ ،‬حيث يكشف "‬
‫مرتون" وعمماء آخرون أن إرتفاع معدالت الجريمة والسموك الجانح وأشكال اإلنحراف المختمفة بين‬
‫أفراد البطقة الدنيا‪ ،‬إذا ما قورنت بمعدالت الطبقة العميا في المجتمع"‪ ،‬كما يقر أيضا كمووارد " أن‬
‫اإلنحراف أساسا ىو ظاىرة الطبقة الدنيا (بوخميس‪،2009 ،‬ص‪ ،)89‬وىذا نتج عن عدم قدرة الحدث‬
‫عمى توفير ما يرغب فيو جعمو يحقق ذلك عبر وسائل غير مشروعة كاألخذ بالقوة والسرقة وذلك‬
‫‪.%22.72‬‬
‫‪ -‬إن شعور الحالة بالنقص في الجانب المادي واالجتماعي جعمو يثبت ذاتو عن طريق ممارسة‬
‫العدوانية إتجاه اآلخرين‪ ،‬وىذا ما أثبتتو تحميل البطاقة رقم (‪ )8‬يقول أدلر " أن إرتكاب الجريمة ما‬
‫ىواال محاولة سيئة يقوم بيا اإلنسان من أجل تحرير النفس من الشعور بالنقص "( ربيع وأخرون‪،‬‬
‫‪،2001‬ص‪.)55‬‬
‫‪ -‬تميز الحالة بشعور بالقمق في فترات كما أظيره خالل تصنيف اإلختبار‪ ،‬وأثناء المقابمة من خالل‬
‫وصول القمق درجة ال تحتمل‪ ،‬فمجأ إلى االعتداء عمى الذات بالجرح من أجل اليروب من الخطر‬
‫دون إذاء صديق لو ‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ -‬كما تبين الحالة أنو يعاني حرمانا عاطفيا مقنعا أي مستمر وراء بعض المعامالت من طرف الوالدين‪،‬‬
‫إال أن األب في الحقيقة غير مبالي بالحالة‪ ،‬وىذا ما تم مالحظتو أثناء المقابمة بعدم التطرق إلى‬
‫الحديث عن الوالد بسبب ععدم المباالت بو‪ ،‬وتقديم الرعاية الكافية لو يقر رونرد " إن الرفض الوالدي‬
‫يتمثل في غياب الدفء والمحبة من قبل الوالدين وىو يأخذ أشكال منيا الالمباالت واىمال بعدم‬
‫اإلكتراث بالطفل‪ :‬والقسوة في معاممتو " ( فايد‪ ،‬بدون سنة‪،‬ص‪ ،)72‬وىذا ما ثبت مع الحالة بعدم‬
‫إكتراث األب لمحالة‪.‬‬
‫‪ -‬إن الحالة يبدي نوعا ما حبا ألمو إال أن ىذا الحب يترجم عن إضطراب مشاعر الحب بينو وبين‬
‫أمو‪ ،‬من خالل تجسيدىا برسم وشم عمى اليد كتب عمييا " أمي قبل كل شيء" وىذا ما تم مالحظتو‬
‫أثناء المقابمة‪.‬‬
‫‪ -‬إن تشرد الحالة من فترة إلى أخرى واليروب من المنزل خاصة أثناء اإلنقطاع من الدراسة جعمو‬
‫ينغمس في دائرة الجنوح‪.‬‬

‫‪ -‬ال يشعرون بالذنب عمى ما يقومون بو من مخالفات وجرائم نحو اآلخرين‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ -2‬مناقشة النتائج في ضوء اإلطار النظري والدراسات السابقة‪:‬‬

‫‪-‬إن الحالتين أدى بيما الحرمان العاطفي المتمثل في النبذ والرفض من طرف محيطيم األسري إلى‬
‫التشرد‪ ،‬وذلك أن التشرد ىو بوابة الجنوح وىذا ما يقر ‪ ":‬بأن التشرد واليروب يرجع إلى غياب رقابة أحد‬
‫الوالدين أو كمييما أو قمة اإلىتمام و الرعاية التي يستحقيا الطفل أو المراىق خاصة"( المنعم‪ ،1996 ،‬ص‬
‫‪.)366‬‬

‫‪-‬كان التشرد مييأ أو عامل لكل أنواع الجنوح فقد كانت السرقة لدى الحالتين بداعي الحاجة وكتعبير عن‬
‫الحرمان الذي يعانون منو خاصة الحالة "ع" فبداعي الفقر يمجأ إلى السرقة وىو مصر أن تكون أسموب‬
‫حياتو‪ ،‬وىذا ماثبت وفق نظرية ديبوست " يكون سموك السرقة خط ار عندما يكون مقبوال من الشخص‪،‬‬
‫حيث يصبح نمطا من الوجود يتباىى ويعتز بو‪ ،‬فيو مقبول منو عن وعي حيث يصبح الحل الوحيد الذي‬
‫يمجا إليو لحل صعوباتو"‪ ،‬إال أن الحالة "أ" إعتبر السرقة مرحمة مرة بيا نتيجة رد فعل دفاعي عن القمق‬
‫الناتج عن ذلك الحرمان والنبذ الذي قدمتو لو أسرتو منذ صغره‪ ،‬فيرى ديبوست " أن الصراع المتكرر مع‬
‫المحيط يؤدي إلى مأساة داخمية مما يجعمو ينجر وراء اإلشباع التعويضي من خالل المذة اآلتية لتحقيق‬
‫التكيف كالسرقة " ‪ ،‬وىذا ماتؤكده دراسة سعيد ‪ 2009‬حول ارتكاب األحداث جنح السرقة أكثر من الجنح‬
‫األخرى ‪.‬‬

‫‪-‬إن حياة التشرد ما ىي إال مرحمة تدعميا ظروف قاسية‪ ،‬وىذا ما تمقاه الحالتين من سرقة إلى تعاطي‬
‫المخدرات‪ ،‬وبالتالي اإلنغماس في حياة اإلدمان وذلك بمشاركة رفقاء السوء منيم من لدييم سوابق في‬
‫تاريخ الجنوح والجريمة‪ ،‬مما جعل ىذا اإلختالط التفاضمي كما يقر بو سذرالند يؤدي إلى اإلنغماس في‬
‫التعاطي واإلدمان عمييا‪ ،‬كما أكدتو دراسة القحطاني "‪ 1991‬أن أبرز مصادر الثقافة اإلنحرافية لدى‬
‫األحداث المنحرفين ىم األصدقاء"‬

‫‪ -‬وبالتالي يرجع إستيالك المخدرات إلى إضطراب العالقات العاطفية بين المدمن ووالديو‪ ،‬إضطرابا‬
‫يتضمن ثنائية العاطفة أي الحب والكراىية لموالدين في نفس الوقت‪ ،‬ىذه العالقة المزدوجة تنقل لممخدر‬
‫الذي يصبح رم از الموضوع الحب األىمي" (صادقي‪،2014،‬ص‪ ،) 519‬وىذا ما يدل عمى حرمان الحالتين‬
‫من الحب األىمي من طرف األسرة( الوالدين)‪.‬‬

‫‪ -‬كما ورد لدى الحالتين تنوع في التعاطي‪ ،‬وذلك بدافع الفضول والتجربة ومن أجل اليروب من‬
‫الوضعيات التي يعانون منيا‪ ،‬فقد لوحظ أن معظم الجانحين يتعاطون العقاقير من أجل التخمص من القمق‬
‫واإلكتئاب أو لتكون حاج از بينيم وبين العالم الذي يرفضونو ( عفاف ‪،2003،‬ص‪ ،) 8‬وىذا ما ثبت مع‬
‫الحالتين من خالل عدم تقبميم لموضع الذي يمنع أو يشح عمييم الحاجات النفسية كالحب والعطف والدفئ‬
‫والرعاية‪ ،‬اإلىتمام والحاجات المادية‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪-‬كما يرد مصطفى حجازي‪ ،‬إن تعاطي المخدرات ما ىو غال نوع من السموك اإلستيالكي التعويضي‬
‫عن األمن واإلرتباط العالئقي اإلنساني‪.‬‬

‫‪-‬إن الحرمان العاطفي أدى بالحالتين إلى الوقوف عمى وضعيات صعبة جعمتيم يتخممون ما بين اإلحباط‬
‫واليأس‪ ،‬فأصبحوا عدائيين ألنفسيم إلى درجة قدوميم بالجرح عدة مرات ألجساميم‪ ،‬وذلك من أجل تشوه‬
‫صورة الذات‪ ،‬إال أن الحالة األولى حاولت اإلنتحار عدة مرات إال أنيا بائت بالفشل‪ ،‬حيث يرى مصطفى‬
‫حجازي" أن الحدث الجانح يميل إلى عقاب ذاتو متخذا صورة حتمية أحيانا‪ ،‬معب ار عن ذلك اليأس من‬
‫بموغ أي مركز أو بالرغبة في الموت"‬

‫‪-‬إال أن ىذه العدائية لم تقتصر عمى الذات لدى الحدث الجانح‪ ،‬وغنما تطورت لتأخذ منحنى االعتداء‬
‫عمى اآلخرين‪ ،‬وذلك من أجل إثبات ذواتيم ولتعويض ما يستحقوه وىذا ما ثبت مع الحالة األولى من‬
‫خالل اإلعتداء عدة مرات عمى الوالد " يتميز الحدث المحروم أو المنبوذ برد فعل النقمة والحقد عمى‬
‫األىل وذلك بإعتبارىم السبب في مشكمتو وأنيم كانوا قصاة عميو ويظممونو وييممونو " أما الحالة الثانية‬
‫فكان اإلعتداء بدافع الحماية واثبات المكانة والقوة نتيجة النقص الذي يشعر بو وىذا ما أكده أدلر‪.‬‬

‫‪ -‬كما ثبت دراسة حسن ‪ 1970‬أن ‪ %88‬من األبناء الجانحين تقموا معاممة قاسية من قبل والدييم‬
‫بينما ىذا الشعور ال يزيد عن ‪ ،%12‬عند غير الجانحين ىذا ما يؤكده دورة إنتياج اآلباء أساليب معاممة‬
‫تتميز بالحب والدفئ والرعاية واإلىتمام باآلبناء لتجنب إنحرافيم وجنوحيم‪.‬‬

‫‪-‬لقد تأكد لنا من خالل الدراسة أن الحرمان العاطفي المتمثل في النبذ والرفض لو أثر عمى قيام‬
‫األحداث بأنواع مختمفة من الجنح ‪ ،‬حيث ىذا األثر وثيق جيدا وىو متعدد الجوانب والتدخالت وذلك أن‬
‫الحدث ال يتوجو بشكل نيائي نحو اإلنحراف أو الجنوح منذ البداية‪ ،‬بل يظل متجاذبا ما بين التكيف أو ما‬
‫بين عدم التكيف‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪ -3‬تحميل النتائج في ضوء الفرضيات ‪:‬‬

‫إنطالقا من فرضية بحثنا ومن خالل إتباعنا لممنيج العيادي واستخدمنا لممقابمة النصف موجية‬
‫واختبار تفيم الموضوع (‪ )T.A.T‬ل ىنري موراي مع الحالتين توصمنا إلى نتيجة مفاذىا تنفي أو تؤكد‬
‫فرضياتنا ‪:‬‬

‫ففرضيتنا األولى التي تنص عمى أن الحرمان العاطفي يؤدي بالحدث إلى التشرد تحققت مع الحالتين‬
‫فالحالة األولى قد ساىم حرمانو من الدفء األسري بدرجة كبيرة بمجوئو إلى التشرد ‪،‬أما الحالة الثانية فقد‬
‫ساىم بدرجة جزئية نوعا ما ‪.‬‬

‫‪-‬أما الفرضية الثانية التي تنص عمى أن الحرمان العاطفي يؤدي بالحدث إلى تعاطي المخدرات قد‬
‫تحققت مع الحالتين بصورة كبيرة من خالل البحث عن الموضوع األصمي لمحب فتم تعويضو من خالل‬
‫تعاطي المخدرات و ممارسة بيعيا واإلدمان عمييا ‪.‬‬

‫‪-‬أما الفرضية الثالثة التي تنص عمى أن الحرمان العاطفي يؤدي بالحدث إلى السرقة فقد تحققت مع‬
‫الحالتين وذلك بدافع المأساة العاطفية والمادية التي يعانون منيا مما دفعيم الى البحث عن االشباع‬
‫التعويضي بموجئيم إلى السرقة ‪.‬‬

‫‪-‬أما الفرضية الرابعة التي تنص عمى أن الحرمان العاطفي يؤدي بالحدث إلى العدوانية الموجية نحو‬
‫الذات فقد تحققت مع الحالتين من خالل الجرح نتيجة الشعور بعدم األمن والحماية ‪،‬إال أن الحالة األولى‬
‫قد تجاوز ذلك إلى المرور بمحاولة االنتحار ‪.‬‬

‫‪-‬أما الفرضية الخامسة التي تنص عمى أن الحرمان العاطفي يؤدي بالحدث إلى العدوانية ضد اآلخرين‬
‫قد تحققت مع الحالتين ‪ ،‬فالحالة األولى كان نتيجة النبذ والرفض المسمط عميو من طرف األىل جعمو‬
‫يتخذ طابع االنتقام ضدىم وىذا ما ثبت تواجده داخل المركز بسبب السب و الشتم األصول ومحاولة‬
‫القتل‪ ،‬أما الحالة الثانية نتيجة اإلىمال وعدم رعايتو من طرف الوالدين مع وجود حرمان مادي جعمو‬
‫يشعر بالنقص مما أثبت ذاتو من خالل االعتداء بالضرب والجرح العمدي بالسالح األبيض وىذا ما أثبت‬
‫وجوده داخل المركز‪.‬‬

‫يمكن القول أن الفرضيات الجزئية قد تحققت وبالتالي الفرضية العامة التي تنص عمى أن الحرمان‬
‫العاطفي يؤدي إلى جنوح األحداث ‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫تـــقديم الحـــــاالت وعــــــــرض النتائج‬ ‫الفصــــــل الرابــــــع‬

‫‪134‬‬
‫وإقتراحات الدراســـــــــــــة‬ ‫الخاتــــــــمـــــــــــــة‬

‫إن ظﺎٌرة جىوح األحداث هن أٌم القضﺎيﺎ االجتهﺎعية التي هن شأىٍﺎ تٍدد الىظﺎم االجتهﺎعي‬
‫وتزعز إستق ارري فﺎألحداث غﺎلبﺎ ٌم ضحﺎيﺎ ظروف إجتهﺎعية أدت بٍم إلِ الجىوح ىتيجة وجود قصور في‬
‫الهعﺎهمة األسرية بتوجيٍٍم ورعﺎيتٍم واالٌتهﺎم بٍم خﺎصة هن طرف الوالدين ‪.‬‬

‫وبﺎلتﺎلي إستٍدفت دراستىﺎ التعرف عمِ أثر الحرهﺎن العﺎطفي في ظٍور جىوح األحداث ‪،‬فتوصمىﺎ‬
‫إلِ أن حﺎالت الدراسة يعﺎىون هن حرهﺎن عﺎطفي والهتهثل في الىبذ والرفض هن قبل األٌل الذي أدى‬
‫بٍم إلِ ههﺎرسة سموكﺎت جﺎىحة كﺎلتشرد ‪،‬السرقة ‪،‬تعﺎطي الهخدرات العدواىية الهوجٍة ىحو الذات‬
‫والعدواىية الهوجٍة ضد األخرين ٌذي االخيرة أسفرت عمِ تواجدٌم داخل هركز إعﺎدة التربية‪.‬‬

‫إن أثر الحرهﺎن العﺎطفي عمِ ظٍور السموكﺎت الجﺎىحة لً دور وثيق وهتعدد األبعﺎد‪ ،‬وٌو يعكس‬
‫أكثر هن أي أهر أخر التفﺎعل الحي بين الهشكمة الىفسية والهشكمة األسرية و االجتهﺎعية ‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫وإقتراحات الدراســـــــــــــة‬ ‫الخاتــــــــمـــــــــــــة‬

‫التوصيات واالقتراحات ‪:‬‬

‫في ﺍلضَء ﺍلىتﺎﺌﺞ ﺍلتي توصمىﺎ في ﺍلﺩﺭﺍسة فإىىﺎ ىقترح بعﺽ ﺍلتَصيﺎﺕ ﺍلتي قﺩ تسﺎٌم في هجﺎل فﺭيﺩ‬
‫هو ﺍﻹصﻼحﺎﺕ ﺍالجتهﺎعية لﻸحﺩﺍﺙ ﺍلهَجَﺩيو بهﺭﺍﻜﺯ ﺇعﺎﺩﺓ ﺍلتﺭبية َﺫلﻙ هو خﻼل‪:‬‬

‫‪ -‬ﺍلتﺭكيز عمِ بﺭﺍهﺞ ﺍلتَعية ﺍلﺩيىية َتىهية ﺍلَﺍﺯﻉ ﺍلﺩيىي لﺩُ ﺍألحﺩﺍﺙ َخﺎصة في هﺭﺍكز ﺇعﺎﺩﺓ‬
‫ﺍلتﺭبية لهﺎ لٍﺎ هو ﺃثﺭ فعﺎل في عﺩن ﺍلعَﺩﺓ أي تجىب ظﺎٌرة العود لﻸحداث الجﺎىحين ‪.‬‬

‫‪-‬التىبيً إلِ االٌتهﺎم بﺎلجﺎىب الىفسي لمحدث الجﺎىح أثىﺎء هدة العقوبة هن خﻼل تكثيف براهﺞ عﻼجية‬
‫وادهﺎجية هىﺎسبة لٍم ‪.‬‬

‫‪-‬العهل عمِ إىشﺎء هراكز خﺎصة لمتأٌيل واﻹرشﺎد الزواجي قبل الزواج وذلك لهعرفة الزوجين كيفية‬
‫التعﺎهل هع األبىﺎء كي اليقعون ضحﺎيﺎ جراﺌم خﺎصة ‪.‬‬

‫‪-‬تخصيص الوالدين أوقﺎت هحددة لمتواصل هع أبىﺎﺌٍم هع تجىب األسﺎليب التربوية الخﺎطﺌة كﺎلتفريق بين‬
‫األبىﺎء اﻹٌهﺎل ‪.‬‬

‫‪-‬إجراء تسٍيﻼت قﺎىوىية لمبﺎحثين في هجﺎالت السجون وهراكز إعﺎدة التربية بٍدف تدعيم البحث العمهي‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫قائمــــــــــــــــة المراجــــــــع‬

‫المراجع بالمغة العربية ‪:‬‬

‫المصادر‪:‬‬

‫‪ -1‬القرآن الكريم‬

‫الكتب بالمغة العربية ‪:‬‬

‫‪ - 2‬ابن المنظور‪ ،‬أبو الفضل‪ .)1991(.‬لسان العرب‪ .‬المجمد العاشر‪ .‬ط‪ . 1‬بيروت‪ :‬دار صادر‬
‫لمطباعة والنشر‪.‬‬

‫‪ -3‬أبو توتة‪،‬عبد الرحمن محمد عمي‪.)1998(.‬األحداث الجانحون‪ .‬لبيا ‪:‬منشورات دار الميزان ‪.‬‬

‫‪ -4‬أبو حماد‪ ،‬ناصر الدين ‪.)2007(.‬إختبارات الذكاء ومقايس الشخصية (ط‪.)1‬األردن‪ :‬جدار لمكتاب‬
‫العالمي وعالم الكتب الحديث لمنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪-5‬بوتفنوشات ‪،‬مصطفى ‪.)19980(.‬األسرة والعائمة الجزائرية ‪.‬الجزائر ‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪.‬‬

‫‪ -5‬الجبالي ‪،‬حمزة‪،)2005(.‬النمو النفسي والعاطفي واالجتماعي عند األطفال(ط‪ .)1‬عمان‪:‬دار الصفاء‬


‫لمطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ -6‬جبل‪ ،‬فوزي‪.)2000(.‬الصحة النفسية وسيكولوجية الشخصية‪.‬اإلسكندرية‪:‬المكتبة الجامعية‪.‬‬

‫‪ -7‬جالل ‪،‬عبد الخمق ‪.)1995(.‬الدفاع اإلجتماعي من منظور الخدمة اإلجتماعية‪-‬الجريمة واإلنحراف‪.‬‬


‫اإلسكندرية‪:‬كمية الخدمة اإلجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -8‬حجازي ‪،‬مصطفى‪.)1975(.‬األحداث الجانحون دراسة ميدانية نفسية إجتماعية (ط‪.)2‬بيروت ‪:‬دار‬


‫الطميعة ‪.‬‬

‫‪ -9‬حجازي‪،‬مصطفى‪. )1981(.‬األحداث الجانحون(ط‪،)2‬بيروت‪:‬دار الطميعة‪.‬‬

‫‪ -10‬حجازي‪،‬مصطفى‪ .)1995(.‬تأىيل الطفولة غير المتكيفة األحداث الجانحون(ط‪.)1‬لبنان‪:‬دار الفكر‬


‫المبناني‪.‬‬

‫‪ -11‬حجازي‪،‬مصطفى‪.)2004(.‬الصحة النفسية (ط‪.)2‬المغرب‪:‬المركز الثقافي العربي‪.‬‬

‫‪ -12‬حالق ‪،‬حسان‪.)2010(.‬مقدمة في مناىج البحث العممي(ط‪.)1‬لبنان‪:‬دار النيضة العربية‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫قائمــــــــــــــــة المراجــــــــع‬

‫‪ -13‬الحناكي ‪،‬عمي سميمان بن إبراىيم‪.)2006(.‬الواقع اإلجتماعي ألسر األحداث العائدين إلى‬


‫اإلنحراف‪.‬الرياض ‪:‬جامعة نايف لمعمم األمنية ‪.‬‬

‫‪ -14‬خياط ‪،‬خالد(‪.)2014‬محاضرات في عمم النفس المرضي لمطفل والمراىق ‪.‬الجزائر‪ :‬جامعة محمد‬
‫خيضر بسكرة‪.‬‬

‫‪ -15‬الدوري ‪،‬عدنان‪.)19984(.‬أسباب الجريمة وطبيعة السموك اإلجرامي‪.‬الكويت ‪:‬منشورات ذات‬


‫السالسل‪.‬‬

‫‪ -16‬ربيع ‪،‬محمد شحاتة ويوسف ‪،‬جمعة سيد وعبد اهلل ‪،‬معتز سيد‪(.‬دون تاريخ)‪.‬عمم النفس‬
‫الجنائي‪.‬القاىرة‪ :‬دار غريب لمنشر والتوزيع ‪.‬‬

‫‪ -17‬رشوان ‪،‬حسن عبد الحميد أحمد (‪.)2010‬الجريمة دراسة في عمم االجتماع الجنائي (ط‪.)2‬‬
‫اإلسكندرية‪ :‬المكتب الجامعي الحديث‪.‬‬

‫‪ -18‬زغير ‪،‬رشيد حميد ويوسف‪،‬محمد الصالح‪.)2010(.‬اإلنحراف والصحة النفسية(ط‪.)1‬عمان‪:‬دار‬


‫المعرفة الجامعية لمطبع والنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ -19‬زىران‪،‬عبد السالم ‪.)2001(.‬الصحة النفسية (ط‪.)3‬القاىرة ‪:‬عالم الكتب لمنشر والتوزيع وطباعة ‪.‬‬

‫‪ - 20‬السدحان‪،‬عبد اهلل ناصر‪.)1994(.‬قضاء وقت الفراغ وعالقتو بإنحراف األحداث‪.‬الرياض ‪:‬دار‬


‫النشر بالمركز العربي لمدراسات األمنية والتدريب‪.‬‬

‫‪ -21‬السيد‪ ،‬طارق‪.)2012(.‬اإلنحراف اإلجتماعي األسباب والمعالجة‪.‬اإلسكندرية‪:‬مؤسسة شباب‬


‫الجامعة‪.‬‬

‫‪ -22‬السيد ‪ ،‬رمضان(‪.)2011‬التأىيل اإلجتماعي لألحداث المنحرفون‪.‬اإلسكندرية‪:‬دار المعرفة الجامعية‬


‫لمطبع والنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ -23‬سيد ‪ ،‬يوسف جمعة‪.)2001(.‬النظريات الحديثة في تفسير األمراض النفسية (ط‪.)1‬القاىرة ‪:‬دار‬


‫غريب‪.‬‬

‫‪ - 24‬الشريف‪ ،‬محمد يوسف ‪. ) 2002(.‬المساندة االجتماعية وتقدير الشخصية كعوامل مخفف‬


‫لالضطراب‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫قائمــــــــــــــــة المراجــــــــع‬

‫‪ -25‬عباس ‪،‬محمد خميل ونوفل‪،‬محمد بكر‪،‬العيسي ‪ ،‬محمد مصطفى وأبوعواد‪،‬فلاير‬


‫محمد‪.)2007(.‬مدخل إلى مناىج البحث في التربية وعمم النفس(ط‪.)1‬عمان ‪:‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪-26‬عباس ‪ ،‬فيصل‪.)2001(.‬اإلختبارات اإلسقاطية –نظرياتيا‪،‬تقنياتيا‪،‬إجرائيا(ط‪.)1‬لبنان‪:‬دار المنيل‬


‫المبناني‬

‫‪-27‬عبد الرحمان ‪،‬محمد السيد‪.)1999(.‬عمم األمراض النفسية والعقمية‪.‬القاىرة ‪:‬دار قباء لمطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬

‫‪ -28‬عبد الستار ‪،‬فوزية ‪.)1985(.‬مبادئ عمم اإلجرام وعمم العقاب(ط‪.)5‬بيروت ‪:‬دار النيضة العربية ‪.‬‬

‫‪ - 30‬عبد المطيف ‪،‬رشادأحمد‪.)2004(.‬إنحراف الصغار مسؤلية من؟(ط‪.)1‬االسكندرية ‪:‬دار وفاء لدنيا‬


‫الطباعة و النشر ‪.‬‬

‫‪ -31‬عبيد ‪،‬ماجدة بياء الدين السيد‪.)2008(.‬الضغط النفسي و مشكالتو وأثره عمى الصحة النفسية‬
‫(ط‪.)1‬عمان ‪:‬دارصفاءلمنشر والتوزيع‬

‫‪ -32‬العبيدي ‪،‬محمد جاسم ‪.)2011(.‬عمم نفس الشخصية (ط‪.)1‬عمان ‪:‬دار الثقافة‪.‬‬

‫‪ -33‬عزيز‪ ،‬سمارة وعصام ‪،‬النمر وىشام ‪،‬الحسن (‪ .)1999‬سيكولوجية الطفولة( ط‪.)3‬عمان‪:‬دار الفكر‬
‫لمطباعة ‪.‬‬

‫‪ -34‬العمر‪ ،‬معن خميل‪.)2008(.‬عمم اإلجتماع اإلنحراف ‪.‬عمان‪:‬دار الشروق لمنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ -35‬العيسوي ‪ ،‬عبد الرحمن محمد‪..)2004(.‬جنوح الشباب المعاصر(ط‪.)1‬لبنان‪:‬منشورات الحمبي‬


‫الحقوقية‪.‬‬

‫‪ -36‬غانم‪،‬عبداهلل عبد الغني‪.)2004(.‬المنحرفات الصغيرات (ج‪.)1‬اإلسكندرية ‪:‬المكتب الجامعي‬


‫الحديث‪.‬‬

‫‪ -37‬غباري ‪،‬محمد سالمة‪.)2005(.‬الدفاع اإلجتماعي في مواجية الجريمة واإلنحراف‪.‬اإلسكندرية ‪:‬دار‬


‫المعرفة الجامعية‪.‬‬

‫‪ -38‬غدنز‪،‬أ‪.)2005(.‬عمم اإلجتماع(ط‪(.)1‬فايز الصياع‪.‬مترجم)‪.‬بيروت‪:‬توزيع مركز دراسات الوحدة‬


‫العربية‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫قائمــــــــــــــــة المراجــــــــع‬

‫‪ -39‬غنيم ‪ ،‬سيد محمد‪.،)1975(.‬سيكولوجية الشخصية محدداتيا ‪ ،‬قياسيا ‪ ،‬نظرياتيا‪.‬القاىرة ‪:‬دار‬


‫النيضة العربية لمنشر‪.‬‬

‫‪ -40‬طرق إشباع الحاجات النفسية لمطفل ‪،)2004(.‬عمان‪:‬اإلخوة لمنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ -41‬فايد‪،‬عمى حسين‪(.‬د‪.‬ت)‪.‬إساءة واىمال الطفل‪.‬القاىرة‪:‬طيبة لمنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ -42‬قنطار‪ ،‬فايز‪ .)1992(.‬األمومة نمو العالقة بين الطفل واألم‪ .‬الكويت‪ :‬دار عالم المعرفة‪.‬‬

‫‪ -43‬كركوش ‪،‬فتيحة‪.)2011(.‬ظاىرة إنحراف األحداث في الجزائر‪.‬الجزائر‪:‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬‬

‫‪ -44‬المطيف‪ ،‬عبد رشاد أحمد‪.)2007(.‬إنحراف الصغار(ط‪.)2‬اإلسكندرية‪ :‬دار الوفاء لدنيا الطباعة‬


‫والنشر‪.‬‬

‫‪ - 45‬ليونيل‪،‬ر‪،)2001(.‬التفتح النفسي الحركي عند الطفل(ط‪(.)1‬جورجيت حداد‪ ،‬مترجم) ‪.‬بيروت‪:‬‬


‫عويدات لمنشر والطباعة‪.‬‬

‫‪ -46‬مانع ‪،‬عمي‪.)1997(.‬عوامل جنوح األحداث في الجزائر نتائج دراسة ميدانية‪.‬الجزائر‪:‬ديوان‬


‫المطبوعات الجامعية‪.‬‬

‫‪ -47‬مانع ‪،‬عمي‪..)2002(.‬جنوح األحداث والتغير اإلجتماعي في الجزائر المعاصرة‪.‬الجزائر‪:‬ديوان‬


‫المطبوعات الجامعية‪.‬‬

‫‪ -48‬مايكل‪،‬ر‪ .1981(.‬الحرمان من األم (ط‪(.)2‬ممدوحة محمد سالمة‪،‬مترجم)‪.‬القاىرة‪:‬مكتبة أنجمو‬


‫المصرية‪.‬‬

‫‪ -29‬الميالدي‪ ،‬عبد المنعم عبد القادر‪ .)2006(.‬مشاكل نقسية تواجو الطفل‪.‬اإلسكندرية ‪:‬مؤسسة شباب‬
‫الجامعة‪.‬‬

‫‪ -49‬المميجي ‪،‬حممي‪.)1985(.‬عمم النفس المعاصر(ط‪.)7‬اإلسكندرية ‪:‬دارالمعرفة الجامعية ‪.‬‬

‫‪ -50‬موسى ‪،‬محمود سميمان‪.)2006(.‬قانون الطفولة الجانحة والمعاممة الجنائية لألحداث‪.‬اإلسكندرية‪:‬‬


‫منشأة المعارف‪.‬‬

‫‪ -51‬ميزاب ‪ ،‬ناصر‪ )2005 (.‬مدخل إلى سيكولوجية الجنوح‪(.‬ط‪.)1‬الجزائر‪:‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬‬

‫‪ -52‬ميموني‪،‬بدرة معتصم وميموني‪،‬مصطفى‪.. )2010(.‬سيكولوجية النموفي الطفولة والمراىقة الجزائر‪:‬‬


‫ديوان المطبوعات الجامعية ‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫قائمــــــــــــــــة المراجــــــــع‬

‫‪ -53‬النظريات الحديثة في تفسير السموك اإلجرامي(‪( .)1986‬ط‪ )1‬الرياض ‪:‬دار النشر بالمركز العربي‬
‫لمدراسات األمنية والتدريب‪.‬‬

‫‪ -54‬ولسون‪،‬ك‪(.‬دون تاريخ)‪.‬التاريخ اإلجرامي لمجنس البشري‪(.‬رفعت عمي السيد‪.‬مترجم)‪.‬اإلسكندرية‬


‫‪:‬منتدى مكتبة اإلسكندرية ‪.‬‬

‫المؤتمرات والندوات‬

‫‪ -55‬أحمان ‪ ،‬لبنى‪ 5-4(.‬ماي‪.)2016‬جنوح األحداث بين العوامل النفسية والتنشئة اإلجتماعية‪.‬قدم إلى‬
‫ممتقى وطني لكمية الحقوق والعموم السياسية قسم الحقوق‪ .‬جامعة باتنة‪:1‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ -56‬زرقان ‪،‬وليد‪ 5-4(.‬ماي‪.)2016‬العوامل الثقافية واألنترنت ودورىا في تنامي ظاىرة جنوح‬


‫األحداث‪.‬قدم إلى ممتقى وطني لكمية الحقوق والعموم السياسية قسم الحقوق‪ .‬جامعة باتنة‪:1‬الجزائر‪.‬‬

‫الجرائد الرسمية والمجاالت‬

‫‪ -57‬الجريدة الرسمية ‪4‬جانفي ‪-1972‬العدد‪.1‬‬

‫‪ -58‬الجريدة الرسمية ‪ 1‬جويمية ‪-1975‬العدد‪.52‬‬

‫‪ -59‬قانون العقوبات الجزائر –ديوان المطبوعات الجامعية –الجزائر‬

‫‪ -60‬حومر ‪ ،‬سمية ‪.‬جنوﺡ األحداث منظور نظري‪ ،‬مشﻜالﺕ ًقضايا ﺍلمجتمع‪.‬‬

‫‪ -61‬السدحان‪،‬عبد اهلل بن ناصر‪.)1996(.‬عودة األحداث لإلنحراف ‪.‬مجمة التعاون واألمانة العامة‬


‫لمجمس التعاون لدول الخميج العربي‪(،‬العدد‪،)42‬ص‪. 16‬‬

‫‪ -62‬صادقي ‪،‬فاطمة ‪،2014( .‬جوان)‪.‬األثار النفسية لإلدمان عمى المخدرات ‪.‬مخبر تطوير الممارسات‬
‫النفسية والتربوية ‪.‬العدد‪ .12‬الجزائر ‪:‬المركز الجامعي تمنراست‪.‬‬

‫رسائل الماجستر والدكتوراه‪:‬‬

‫‪ -63‬بن زديرة ‪،‬عمي‪.)2006(.‬الحرمان العاطفي وأثره عمى جنوح األحداث ‪.‬رسالة ماجستير جامعة باجي‬
‫مختار عنابة ‪.‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ -64‬اسماعيل ‪ ،‬ياسر يوسف ‪ .)2009(.‬المشكالت السموكية لدى األطفال المحرومين من بيئتيم‬


‫األسرية‪ .‬رسالة ماجستير‪.‬الجامعة االسالمية‪.‬غزة‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫قائمــــــــــــــــة المراجــــــــع‬

‫‪ - 65‬التويجري ‪،‬سميمان محمد‪1413(.‬ه)‪.‬جرائم السرقة عند األحداث بالمممكة العربية السعودية ‪،‬رسالة‬
‫ماجستر‪.‬المركز العربي لمدراسات األمنية و التدريب ‪،‬الرياض‪.‬‬

‫‪ -66‬حدواس‪،‬منال‪،)2013(.‬الشعور بالوحدة النفسية وعالقتو بالتوافق النفسي اإلجتماعي ومستوى تقدير‬


‫الذات لدى المراىق الجانح‪.‬دراسة ماجيستر‪.‬جامعة تيزي وزو‪.‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ -67‬حسن ‪،‬محمد عمي ‪.)1970(.‬عالقة الوالدين بالطفل وأثرىما في جنوح ‪،‬دراسة نظرية تطبيقية‬
‫لمشكمة األحداث الجانيحين في الجميورية العربية المتحدة‪.‬القاىرة ‪ .‬مكتبة أنجمو المصرية ‪.‬‬

‫‪ - 68‬حومﺮ‪ ،‬سمية‪ . )2007(.‬ﺃثﺮ ﺍلعﻮﺍمﻞ ﺍالجتماعية في جنﻮﺡ األحداث ‪ .‬ﺩﺭﺍسة ميدانية بمﺮكﺰﻱ‬
‫األحداث بمدينتي قسنطينة ًعيﻦ مميمة‪ .‬شياﺩﺓ ﺍلماجيستﺮ‪ ،‬جامعة قسنطينة‪،‬الجزائر ‪.‬‬

‫‪ -69‬الشريف‪ ،‬محمد يوسف‪ :2002،‬المساندة االجتماعية وتقدير الشخصية كعوامل مخفف لالضطراب‬
‫ما بعد الصدمة لدى اسر فمسطينية عانت من الفقد‪ /‬رسالة دكتوراه كمية اآلداب‪ ،‬جامعة الزقازيق‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪ -70‬العربي ‪،‬بدرية محمد‪.)19988(.‬أثر الحرمان من الوالدين عمى شخصية الطفل ‪.‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة عين الشمس ‪،‬القاىرة ‪.‬‬

‫‪ - 71‬فقييي‪،‬محمد ‪ . ) 2006(.‬المشكالت السموكية لدى المراىقين المحرومين من الرعاية األسرية في‬


‫المممكة العربية السعودية‪.‬رسالة ماجستير‪،‬جامعة نايف لمعموم األمنية‪.‬الرياض ‪.‬‬

‫‪ -72‬القحطاني ‪،‬سعيد بن سعيد خاطر‪.)2009(.‬الطالق وعالقتو بأنواع اإلنحراف عند األحداث‪.‬رسالة‬


‫ماجستر في العموم اإلجتماعية ‪،‬الرياض‪.‬‬

‫‪ -73‬القماح ‪،‬إيمان محمود ‪.)1983(.‬أثر الحرمان من الوالدين عمى البناء النفسي لمطفل‪.‬رسالة‬
‫ماجستير‪. ،‬كمية األداب ‪،‬جامعة عين الشمس ‪.‬‬

‫المواقع اإللكترونية ‪:‬‬

‫‪ -74‬مميكة ‪.)2012(.‬ظاىرة جنوح األحداث ‪.‬تم إسترجعيا في تاريخ ‪ 6‬فيفري ‪2017‬من‬

‫‪htt://www.djazairess.com.‬‬

‫‪143‬‬
‫قائمــــــــــــــــة المراجــــــــع‬

: ‫المراجع األجنبية‬

57 -Revue Des sciences juridiques et Economiques, volume xx, Alger 1983.

57 - Grand Dictionnaire de la psychologie. La Rousse : responsable éditorial :


Jean Christophe Tamisier Larousse Bordas ،Paris. 2eme édition 1999.
55 -Dictionnaire de Psychologie,(A-K),Bordas,Paris 1980.
57 -M . Reuchin( 1992) , Les metholigies de psychologie ,paris puf .
57 -Corsini.(1991).the dictionary of psychology.Newyork :Academi.press.
78 - MUCCIELLI (R) : L'analyse de contenue des document et de
communicatios : connaissance du probleme, 2eme éditions , Paris , 1977

144
‫المـــــــــــــالحـــــــــــــق‬

‫الممحق رقم ‪ 01:‬نص المقابمة مع الحالة األولى‬

‫س‪ :‬مرحبا بك صبا الخير‬

‫ج‪ :‬صباح الخير‬

‫س‪:‬كيف صحتك؟‬

‫ج‪:‬شوي شوي يعني نص نص‬

‫س‪:‬واش إسمك ؟‬

‫ج‪:‬إسمي أيوب (ع)‬

‫س‪:‬قداه عمرك؟‬

‫ج‪ 17:‬سنة‬

‫س‪:‬قداه عندك خاوتك؟‬

‫ج‪:‬عندي زوج بنات أقل مني من بابا ويما وزوج ذكور وزوج بنات خاوتي من بابا أكثر مني كل‪.‬‬

‫س‪:‬واش من سنة حبستي القراية؟‬

‫ج‪:‬حبست القراية بكري خاله كنت نعرف نق ار بصح حبست ثانية متوسط‪ ،‬دوبمت كرىتيا القراية بسبت بابا‬
‫ىو لي كان يديرلي المشاكل‪ ،‬كنت كي نكتب في الميل ونحفظ يقولي طفي الضوء أنت ماتكتبش في‬
‫القسم‪ ،‬يولي يروح يعمل المشاكممع المدير والمعممة وليت نقول نحبس خير‬

‫س‪:‬كيفماه دخمت لممركز ىذا؟‬

‫ج‪:‬دخمت عندي واحد الثالث شير‪ ،‬جيت أنوض من النوم خرجت من الباب تاع الدار لقيت قدامي تيوتا‬
‫تاع الجدارميا ركبوني فييا‪.‬‬

‫س‪:‬وضح أكثر كيفماه مادرتي وال شيء؟‬

‫ج‪:‬أو بابا ىو لي حب المشاكل والشروعات تحرشوا يما راح قميم أو ضربني وسبني جابوني ىنا‬

‫س‪:‬ىل األجواء مريحة والمعاممة جيدة ىنا في المركز؟‬

‫ج‪:‬ىنا مميحة خير من الحجار في عنابة‬


‫المـــــــــــــالحـــــــــــــق‬

‫س‪:‬وعاله كنت مسبقا في السونتر تاع عنابة؟‬

‫ج‪:‬دخمت أول مرة لمسنتر تاع الحجار " عنابة" بعد ما طمقت يما من بابا حطتني فيو‪ ،‬قعدت أربعة أيام‬
‫وىربت منوا كان ثما عمري ‪ 13‬سنة‬

‫س‪:‬وعاله حطتك فيو؟‬

‫ج‪:‬كانت الناس يحرشوىا عميا يقولوليا حطيو في السونتر خيروالوقت ىذاك كانت تسحتني يما تقولي روح‬
‫عند باباك أي الكفالة عندو وكي نروح عندو يسحتني ماال وليت نبات برة خير‬

‫س‪:‬أحكي عمى عالقتك مع أمك‬

‫ج‪ :‬ماتحكيميش عمييا أي ىي كانت تسحتني من الدار وليت نبات في الروموركات وفي الجنانات بسبتيا‬
‫ىي‪ ،‬يما شيطانة نكرىيا ىي وبابا‬

‫س‪:‬وعاله باباك طمق يماك؟‬

‫ج‪:‬طمقيا ماتفاىموش مع بعضيم لخاطر أو حموف كبير وىو جايح يروح يسرف السوارد عل النساء‬
‫ةيمعبيا يصمي وىو يروح يتكيف الكيف ويشرب ىذه الحوايج كميا أي تحمبميا ونعرفيا‪.‬‬

‫س‪:‬واين عشتي لعوام لي فاتوا؟‬

‫ج‪:‬عشت حياتي كاممة برة آم يعيطولي ولد برة ديما المشاكل في الدار مع الشايب ويما وخويا لكبيرآني‬
‫نكرىوا ونحب نقتموا حموف كبير ىو لي يفسد في الشايب وىو بيدو ميخرجش من الحبس‬

‫س‪:‬أحكيمي عمى خوك كيماه صمتك بو؟‬

‫ج‪:‬آني قتمك كون تجي الموت بيدي نقتمو ىو لي يمعب براس الشايب ويحرشوا عميا أو كبابل يحطموا حبة‬
‫تاع الدواء ويبعثوا يولي يديرلي في المشاكل وىو مستولي عمى كمش‪ ،‬واش يطمب منو الشايب يدرلوا‬
‫سوارد وال لحوانت تانا يصرف فييم ىو أو دار زوج جوجمات مع الشايب وأنا جامي يمدلي‬

‫كي ماتفيموش أني قتمك بابا أو تاع المشاكل ىو لي مرضني ومرض خويا حتى ولو في الطريق ماش‬
‫مميحة‪.‬‬

‫س‪:‬قداه عندىا يماك مين طمقت؟‬

‫ج‪ :‬عندىا ربع سنين ورمضان لي فات رجعيا بابا‪ ،‬مازال في عوايدو‪.‬‬
‫المـــــــــــــالحـــــــــــــق‬

‫س‪ :‬ىل بعدت عمى والديك مدة كي كنت عايش معاىم؟‬

‫ج‪ :‬كنت عايش معاىم ونبات برة‪ ،‬توصمت وليت عشت عام كامل مروحتش لمدار وقت لي طمقت يما‬
‫وليت مداير وحد العشة نغسل وحدي ونأكل وحدي ونخدم ونبات تم‪.‬‬

‫س‪ :‬واش كنت تخدم؟‬

‫ج‪ :‬كنت نخدم كمش بصح الوقت ىذاك وحتى دورك عامل محشاشة تاع الشراب في الذرعان نبيع فييا‬
‫ونجيب الجورني تاعي‪.‬‬

‫س‪ :‬مع من كنت تخدم مع أصحاب أو ‪...‬؟‬

‫ج‪ :‬كنا نخدموا جماعة يجيبوا نساء والشراب ويقمروا وىذه كل يوم تكمل ىكا‬

‫س‪ :‬ىل كنت تشرب؟‬

‫ج‪ :‬حاجة باينة نشرب ندير كمش‬

‫س‪ :‬أحكيمي واقتاه بديتي تشرب وتتعاطى المخدرات؟‬

‫ج‪ :‬بديت الشيء ىذا وأنا صغير ‪ 8‬سنين كنت نشرب ونسكر وكي وليت ‪ 12‬سنة وليت نشرب كمش‬
‫حتى الدواء ونبيعوا‪.‬‬

‫س‪ :‬ىل مارست السرقة وقت كنت عايش برة؟‬

‫ج‪ :‬السرقة من بكري وأنا نسرق مين بديت نشرب وليت نسرق‪ ،‬نسرق ربوني تاع النحاس‪ ،‬ذىب‪ ،‬حوايج‬
‫واش نمقى‬

‫س‪ :‬ىل كنت تسرق وحدك وال معاك أصحابك؟‬

‫ج‪ :‬نسرق وحدي وساعات مع الجماعة‬

‫س‪ :‬ىل كنت تستعمل أدوات لمسرقة كالسالح األبيض؟‬

‫ج‪ :‬ال جامي ىددت واحد بالموس كي نسرق‪ ،‬بصح بابا ىددت زوج مرات بالموس والمرة الخرة كن‬
‫ماجبدونيش تاع الدار راني قتمتوا وىي لي بسبتيا جابني ىنا لمسنتور‪.‬‬

‫س‪ :‬ىل ضربتي روحك بالموس مرة؟‬


‫المـــــــــــــالحـــــــــــــق‬

‫ج‪:‬ضربت روحي قداه من مرة‪ ،‬كي نقمق نضرب روحي ب "‪ "lam‬ولخاطر ىذه كي كنت رايح نضرب‬
‫الشايب ضربت روحي بالسكين وأشار إلى الجرح في الذراع األيمن‪.‬‬

‫س‪ :‬ىل حاولت تنتحر أو فكرت فيو؟‬

‫ج‪ :‬حاولت ننتحر مرة راح بابا شكا بي كي جاو لي جوندارم يديوني طمعت فوق الدار وقتميم نرمي‬
‫روحي‪ ،‬كن تدوني وما بعد راحوا وبابا وجو الشر بطل من الشكوى‪.‬‬

‫س‪ :‬ىل ترى أن أبوك سبب كل المشاكل؟‬

‫ج‪ :‬بابا ىو ويما وخويا السبب في كمش‪ ،‬يكرىوني كل واحد ما يتحمل المسؤولية عمي من كنت صغير‬
‫وأنا نكسي روحي وحدي ونخدم في الجنانات وىو مايكسينيش وىو الباس عميو كان في العسكر وخرج‬
‫وعندوا ‪ 4‬حوانت يكرييم ومايصرفش عمينا‪ ،‬خويا ىو لي قود فيو ويخضموا الرا‪ ،‬ويما كيف كيف من كانت‬
‫مطمقة ماعالبالياش بي خاله‪ ،‬كانت تروح عند خوالي في عنابة بالشيرين وتخميني في الذرعان وحدي‬
‫نبات برة‪.‬‬

‫س‪ :‬وعالقتك مع خواتاتك البنات كيفماه؟‬

‫ج‪ :‬عالقة معاىم مميحة ونحبيم مايدورو بيا ما نضربيم‪.‬‬

‫س‪ :‬ىل تحب ؟أمك وأبوك؟‬

‫ج‪ :‬يما شيطانة نكرىا أي ىي تكرىني ماتيتم بيا ما عالباليا بي‪ ،‬وبابا كن نحكمو نقتموا ولو نعوقوا في‬
‫كروسة مانحبش نشوفوا ‪.‬‬

‫س‪ :‬ىل تصمي أو سبق وصميت؟‬

‫ج‪ :‬ما نصميش خاله وقبل كنت نصمي يومين ونبطل‪ ،‬كنت نشرب ونروح نصمي أي مانصميش خير‬

‫س‪ :‬ىل أنت ناوي تبقى في الطريق ىذه؟‬

‫س‪ :‬أنا الشراب مانحبسوش ونقعد كيما ىك واهلل واهلل كن نخرج من ىنا أي ندمرليم معيشتيم‪ ،‬نبقى كيما‬
‫ىك نروح لمحبس أو لمسبيطار تاع المجانين لي نحكموا نقسموا يدو وال نحطو في كروسة ثم نتينى ويرتاح‬
‫قمبي‪.‬‬
‫المـــــــــــــالحـــــــــــــق‬

‫الممحق رقم (‪: )02‬اإلستجابات اإلختبار لمحالة األولى‬

‫بطاقة (‪6... :)1‬ثا كمي طفل حزين ىذه قطارة تكسرتموا ولى حزين وال والكسروىموا بصح كي يشريولوا‬
‫والديو وحدة يولي فرحان ويضحك‪2.45.‬د‬

‫بطاقة (‪2... :)2‬ثا ىذه جماعة قاعدين يخدموا في الفالحة‪ ،‬وىذه المرأة آي شافة عمييم واقفة عمييم بو‬
‫يخدموا والطفمة ىذه رايحة تق ار ىزة كتاب في يدىا‪ ،‬بصح الطفل ىذا آو باين يقاسي آو يينبر بزاف باش‬
‫يجيب الرزق تاعوا ظروف ماش مميحة خالص ‪1.21‬د‪.‬‬

‫بطاقة (‪8....:)3‬ثا ىذه طفمة أو مرأة بصح باينة طفمة قاعدة تبكي تعاركت مع أميا أو باباىا وال‬
‫صاحبيا بصح باينة تعاركت مع الدار تاعيم قموليا ماتتزوجيش والت عمى جال ال ارجل لي حبتوا خرجت‬
‫عمى الطريقق بصح ندمت وقالت نرجع كيما كنت خيرلي‪2.35...‬د‬

‫بطاقة (‪3... :)4‬ثا ىذه باينة مرأة متعاركة مع راجميا حكمتوا الكريز لخاطر كشما طيبتموا ماكمة‬
‫ماعجبتوش وال قالتموا أعطيني سوارد ماحبش يمدليا باين راسوا خشين الراجل ىذا ورأي تالف وحكايتوا مع‬
‫النساء والشراب ماتفضش‪1.18‬د‬

‫بطاقة (‪3... :)5‬ثا ىذه مائدة أو طابمة جات األم تطل عمييا كيفماه خرجت وجدتيا لعيد ميالد اإلبن‬
‫تاعيا بصح تعاركت معو والت قالت آني نكرىك وولدىا كيف كيف ‪54‬د‪.‬‬

‫بطاقة(‪4.... :)6‬ثا ىذه عجوزة وباين ىذا ولدىا مشنف عميو مييدروش مع بعضاىم باين قمقيا لخاطر‬
‫قاليا أعطيني سوارد رايح نتزوج بصح دوك يتصالحوا وتمدلوا وتفض مميحة‪.‬‬

‫بطاقة (‪... :)7‬ىذا الشبوبة مع ولدوا ييدروا مع بعضاىم حابوا يبعثوا يق ار بصح باين يتمسخر بولدوا باين‬
‫مايبعتوش ‪ 37‬ثا‪.‬‬

‫بطاقة (‪... :)8‬ىذا الطفل ضرب بسكينة عمى جال يسال واحد حاجة عمى المخدرات وال الكاشيات يعني‬
‫كون ماخمطش مايدرولوش ىكا بصح كي خالط سرالوا ىاك‪1.11‬د‪.‬‬

‫بطاقة (‪16...:)9‬ثا ىذا راجل راقد بصح ىاذوا باينين عسكر راقدين كي غمبوا من الخدمة قالوا واحد‬
‫يرتاح خير ‪37‬ثا‪.‬‬

‫بطاقة (‪ :)10‬ىذا راجل إمرأة مكشمرين بصح قاعدين في وضعية حب يحكوا عمى الوقت تاع الزواج‬
‫تعيم بصح نياية ماش مميحة مايدىاش يتمسخر بييا ويمعب بصح تشكي بيو ودخموا لمحبس‪2.4‬د‪.‬‬
‫المـــــــــــــالحـــــــــــــق‬

‫بطاقة (‪3..:)11‬ثا ىذه البطانة مافيمتياش ىذه حجر وحاجة من الفوق ماعرفتياش ىذه طريق من‬
‫الحجر وىذه طمعية كمي جبل ‪1.30‬د‪.‬‬

‫بطاقة (‪8..:)12‬ثا ىذه المراة مريضة راجميا يداوي فييا مرضت بكاش زدرة أو سخانة ‪ ،‬بصح ال ىذا‬
‫طفل مريض جاه باباه يفقدوا كان عايش بعيد عمييم قموا سامحني يا ولدي أنا لي كنت سبة في مرضك‬
‫ىذا كي ضيعتكم وخميتكم ورحت عميكم‪ ،‬بصح الطفل ماحبش يقبل مساعدة باباه‪3.26. .‬د‬

‫بطاقة(‪2..:)13‬ثا ىذا عريس كمي جديد وىذه مارتوا ماتت كي شربت دواءزايد وال يبكي عمييا‪ ،‬ولخاطر‬
‫قمقيا راجميا تعاركوا مع بعضاىم‪2.‬د‬

‫بطاقة (‪ :)14‬ىذا الطفل قاعد في الطاقة يتأمل ويشوف باين قمقوه تاع الدار عمى جال القراية ماقراش‬
‫يقر والمقراش الزم يخدم‪.‬‬
‫مميح‪ ،‬ضربوه بصح الزم الزم ا‬

‫بطاقة (‪14.. :)15‬ثاىذا الراجل باين شرير والجبانة فييا صميت بصح ىذه مايش عندنا حنا المسممين‬
‫باين يجي يفقد الجبانة ويعمل الشر بصح نياية ىذا الراجل النار وجيو مايفرحش ‪1.35‬د‪.‬‬

‫بطاقة(‪1.32.. :)16‬د نشوف في كمب مربوط كي تسيب كال الناس وىذا من النوع تاع الكالب‬
‫الواعرين‪ ،‬بزاف بيتبول يسبوا مواله بذم بصح مواله راح لمحبس والكمب قتموه ‪2.6‬د‪.‬‬

‫بطاقة (‪5.. :)17‬ثا ىذا الطفل طالع يتسمق في كاش دار رايح يسرق ذىب وال سوارد بصح باين فايق‬
‫مايحكموىش لخاطر زواوال ماعندىمش باش ياكموا ‪1.11‬د‪.‬‬

‫بطاقة (‪2... :)18‬ثاىذا راجل بصح مافيمتش فييا والوا بصح ىذا واحد البس كوستيم قاعد يشطح في‬
‫مالىي‪ ،‬دنيا ظممة وعجبوا الحال‪ ،‬بصح لعندوا كيف كون تزدم الحكومة وتمق اعندوا راحت عميو وال‬
‫ماجاتش أو يكمل الزىو تاعوا ىو وصاحبوا ويروح بصح باين يدوروا عميو أم حكموه ويدييم يجبدوا فيو‬
‫حابوا يدولوا السوارد والكيف لي عندوا ‪4.30‬د‪.‬‬

‫بطاقة (‪21..:)19‬ثا ىذه ماقدرتش نشوف فييا والوا فييا رسومات برك ‪2.1‬د‬

‫بطاقة (‪5... :)20‬ثاوال ىذا باين شاب سحتوا باباه من الدار تعيم وتعاركوا ىو وأمو وخرجوه‪ ،‬راح يخمم‬
‫بمي مابقاش يروح لمدار وبمي برة ىي ليتنفعوا لخاطر شيء لي يطمبوا منيم وال يعمموا مايوافقوش عميو قال‬
‫ماال نسرق ونشرب وخمي كيما جات تجي‪4.28‬د‪.‬‬
‫المـــــــــــــالحـــــــــــــق‬

‫الممحق رقم ‪: 03‬نص المقابمة مع الحالة الثانية‬

‫س‪:‬مرحبا بك صباح الخير‬

‫ج‪ :‬صبح الخير‬

‫س‪:‬كيف صحتك؟‬

‫ج‪:‬الباس الحمد هلل‬

‫س‪ :‬واش إسمك؟‬

‫ج‪ :‬إسمي ع‪ (.‬ب)‬

‫س‪ :‬قداه في عمرك ؟‬

‫ج‪ :‬عمري ‪ 17‬سنة‬

‫س‪ :‬قداه عندك خواتاتك؟‬

‫ج‪ :‬عندي زوج بنات أقل مني وأنا الكبير‬

‫س‪:‬واش من سنة حبستي القراية؟‬

‫ج‪ :‬حبست القرايا بروميار في السويام‬

‫س‪ :‬دوبمتي من قبل؟‬

‫ج‪ :‬دوبمت واحد ثالثمائة مرة ‪...‬دو‪ 3....‬مرات‪ ،‬ماحبيتش نق ار ومانش نادم كي بطمت لخاطر الحاجة لي‬
‫نديرىا مانندمش عمييا‬

‫س‪ :‬كيفماه دخمت لمركز ىذا؟‬

‫ج‪ :‬دخمت ىنا عندي ‪ 4‬أشير لخاطر ضربت واحد بالموس‬

‫س‪ :‬وعاله ضربتو؟‬

‫ج‪ :‬ضربت لخاطر كان إيديرونجي أختي ديما بصح ىو لي ضربت ولد عمو لي جاي احامي عميو وىو‬
‫أكبر مني في العمر والطفل لي ايديرونجي اختي آو صغير كون نحكي مع العائمة تعيم مايتقبموش‬
‫لخاطر كامل ميابل‪.‬‬
‫المـــــــــــــالحـــــــــــــق‬

‫س‪ :‬ىل ندمت أو ال؟‬

‫ج‪ :‬مانيشي نادم ‪ normal‬تحنمت ومانيش نادم‪.‬‬

‫س‪ :‬ىل الجو مميح في المركز في المعاممة تاعيم؟‬

‫ج‪ :‬شوي شوي‬

‫س‪ :‬كيفماه ؟ مميحة‪ ،‬والبسيكولوق مميحة معاكم؟‬

‫ج‪ :‬آه يا البسيكولوق تجي تقيس لمزاز وتروح طيش كممات تفيم منيم وتمشي بعد‬

‫س‪:‬أمك وأبوك عمى قيد الحياة؟‬

‫ج‪ :‬إه حيين والديا وأنا نحب بزاف الوالدة‪.‬‬

‫س‪ :‬كيفماه كانت العالقة تاعك مع أمك؟‬

‫ج‪ :‬العالقة كانت مميحة وتحبني‪ ،‬كنت كي نسحق الدراىم تعمل البوسيبل وتمدىممي‪ ،‬وىنا ديما تجي في‬
‫السونتر‬

‫س‪ :‬ىل بعدت عمييا لفترة زمنية معينة؟ الوالدة ؟‬

‫ج‪:‬إه ديما كنت نغيب‪ ،‬كنت كي نخدم مانروحش بالسمانا أو السمانتين أصال مانباتش معاىم‪ ،‬نبات عند‬
‫جداتي لخاطر نقمنا كنا نسكنوا مع بعضانا وجداتي بقات وحدىا نروح نبات عندىا ونونسيا‪.‬‬

‫س‪ :‬أحكي أكثر ماكنتيش تروح تبعد مع أصحاب آخرين وتنام البرا؟‬

‫ج‪ :‬كنت نروح نحوس مع صحابي لعنابة ونبات بالسمانا معاىم كي كنت نتعارك مع الوالد‬

‫س‪:‬أحكيمي عمى األصحاب لي ترافقيم؟‬

‫ج‪ :‬كونا نروحوا (‪ )groupe‬نروحوا حواسا مانشربوا مانسكروا‪...‬‬

‫س‪ :‬ىل ترى أن والدتك تفضل أخواتك عميك؟‬

‫ج‪ :‬ال ماتفضمش خواتاتي عميا ديما كانت ‪ bien‬معايا أوصفيالي؟ ‪...... normal‬‬

‫س‪ :‬وكيفماه كانت العالقة تاعك مع أبيك؟‬


‫المـــــــــــــالحـــــــــــــق‬

‫ج‪ :‬وىو األم كيف كيف بصح الطفل ديما يحب أموا أكثر من أبوه بصح بابا ‪ normal‬معاه‪ ،‬يحكي‬
‫معايا ‪ 2‬كممات مايبقاش يكسر راسوا معايا آه ‪ ،‬إيو‪ ،‬ال ال‪ ،‬ماش متسمط عميا‪.‬‬

‫س‪ :‬ىل والديك مدلينك بزاف؟‬

‫ج‪ :‬محسوب ماش عايش مع يما وبابا‪ ،‬نروح عند جداتي‪.‬‬

‫س‪ :‬ىل العالقة تاعك مع أخواتك مميحة وتحبيم؟‬

‫ج‪ :‬ساعة ىكا ساعة ىكا أنقول يحبوني العمم هلل بصح كون نقولميم أعمموا حاجة مايديروىاش يغمط‬
‫يخمص‬

‫س‪:‬ىل سبق وأن نمت خارج الدار؟‬

‫ج‪ :‬ساعات تكون سيرات نبات برة تاع عرس أو حاجة‪ ،‬وال نكون حاب حاجة وبابا مايمدىاليش نبدى‬
‫نعمل في النش بيا يمدىمي‪ ،‬وال كي حبيت نبطل لقراية وليت نبات برة‪.‬‬

‫س‪ :‬ىل كنت تبات وحدك أو مع الجماعة؟‬

‫ج‪ :‬كنت نبات مع صحابي ماكاين والوا خاطييم‪.‬‬

‫س‪ :‬ىل كنتم تستعممون أشياء خارجة عن القانون أثناء المبيت؟ تدخين‬

‫ج‪ :‬دخان برك‬

‫س‪:‬أحكيمي أكثر؟‬

‫ج‪ :‬دخان قولواز‪ -‬كيف‪ -‬شراب‪ ،‬ماكنش واحد مافاتش عمى ىذه الطريق كيما يقولوا جرب في صغرك‬
‫وانسى في كبرك‪.‬‬

‫س‪ :‬واش أول مادة إستعممتيا عند دخولك ليذا الطريق ؟‬

‫ج‪:‬واهلل ماشفيت بصح بديت الشيء ىذا من كنت نق ار لخاطر لقيت عمومي وأوالد عماماتي في ‪domain‬‬
‫ىذا يشربوا ويتكيفوا الكيف بصح نشفى أول مرة تكيفت الكيف ومن بعدىا وليت نشرب ودورك‬
‫‪ ramasetout‬نشرب أي نوع من الشراب وحتى الدواء الرطان‪ ،‬كيتيل ‪ ،‬بصح الحم ار جربتيا مرة وحدة‬
‫لخاطر ماساعدتنيش كمي واحد يدفعني يقولي دير ىك‪ ،‬بصح تساعدني غير الرطان خاصة كي نعود‬
‫نخدم ىي بعد يقوليا العاقمة تفوتيا أومبيونس برك بصح الحم ار تشربيا غير لكان وصمت ‪ lafin‬ودورك‬
‫والت غالية سعرىا ‪ 90‬ألف دينار‪.‬‬
‫المـــــــــــــالحـــــــــــــق‬

‫س‪ :‬وكيفماه كنت تتحصل عمى النقود لشرائيا؟‬

‫ج‪ :‬نجيب السوارد كاينا الخدمة‪ ،‬من عند البنات أو األوالد مين كنت نق ار أوالمات من عند كل واحد ‪5‬‬
‫آالف فايت ألميم ‪ 100‬ألف تاعي نجيبيا‪.‬‬

‫س‪ :‬ىل سبق وأن سرقت؟‬

‫ج‪ :‬أنا من صغري وأنا نسرق حتى صحابي‪.‬‬

‫س‪ :‬واش كنت تسرق؟‬

‫ج‪ :‬نسرق آكاس تاع واحد غافل وال حاجة نبيعيا سرجوانات أو مارطو جامي كاسيت دار وال سرقت‬
‫محزمة تاع ذىب ‪.....‬‬

‫س‪ :‬ىل كنت تسرق وحدك وال مع أصحابك؟‬

‫ج‪ :‬جامي نسرق مع واحد ديما وحدي‪.‬‬

‫س‪ :‬ىل كنت تستخدم سالح أبيض أو أي أداة لمتيديد أثناء السرقة؟‬

‫ج‪ :‬جامي أني تعديت عمى واحد بالموس باه نسرقوا‬

‫س‪ :‬ىل تزال تسرق إلى حد اآلن أو توقفت؟‬

‫ج‪ :‬حبست السرقة مازالت غير جداتي نبقى نسرقيا لخاطر عندىا السوارد تاع األورو وتقريب تقفل ‪ 7‬أو‬
‫‪ 10‬ماليين في الشير بصح كي نسرقيا مانضرىاش ألميم ‪ 300‬ألف مميون بصح آي عمباليا بمي آني‬
‫نسرق فييا وماتحكيش‪.‬‬

‫س‪ :‬ىل فكرت مرة في اإلنتحار أو حاولة اإلنتحار؟‬

‫ج‪:‬آو وعاله أنا ميبول – جامي‪.‬‬

‫س‪ :‬ىل سبق وأن إستخدمت وسيمة إليذاء نفسك؟‬

‫ج‪ :‬إه ضربت روحي بالموس بصح ىذه عمى حكاية محبيتش نقيس واحد صاحبي كميت الممح تعيم باش‬
‫منضروش‬

‫ج‪ :‬لي يدور بي مايخمصش مني بصح بو ندور بييم‬ ‫س‪:‬ىل كنت كثير الشجار والعراك مع الناس؟‬
‫ال مانقيس حتى واحد‪.‬‬
‫المـــــــــــــالحـــــــــــــق‬

‫الممحق رقم ‪ :04‬إستجابات اإلختبار لمحالة الثانية‬

‫بطاقة (‪4..:)1‬ثا ىذا الطفل قاعد مع القطارة‪ ،‬ويخمم مضرور من الداخل يعبر عن شعوره لخاطر كره‬
‫من الدنيا‪ ،‬وعندو مشكمة مع الطفمة صاحبتو باين ماعندوش الزىر كيما أنا‪ ،‬باين النياية تاعو مايش‬
‫مميحة‪1.44‬د‬

‫بطاقة(‪6... :)2‬ثا ىذه مراة كمي في قمعة كميم قاعدين حايرين‪ ،‬كل واحد خزرة مايش مميحة‪ ،‬الشاب ىذا‬
‫يحرث باه يجيب القوت تاعوا باين زوالي‪،‬والطفمة حاب تروح تق ار بصح كي عادوا فقراء ماخمياش خوىا‬
‫تروح والت حتى ىي تخدم في الحرث‪ ،‬بصح الزم يخدموه باه يعيشو ‪2.35‬د‪.‬‬

‫البطاقة (‪3..:)3‬ثا م ار تبكي مسكينة عندىا ضروف ماشي مميحة‪ ،‬تكون مطمقة ماقدرتش تتحمل الحكاية‬
‫داوليا ولدىا بصح باينة تعمل حاجة ماشي مميحة في روحيا وتنتحر ‪2:33‬د‬

‫البطاقة (‪12..:)4‬ثا ىذه مراتوا تحبو وىو ماشي مادييا فييا يخدم معاىا بصح باين تاع شراب وأدروق‬
‫وقاعد يسب فييا ويعاير فييا‪ ،‬قميا غير إنتي لي منديرش معاك الدار‪ ،‬وىي تعارك فيو عمماه السبة برك‬
‫‪1:38‬د ‪.‬‬

‫البطاقة(‪5.. :)5‬ثاىذه أم تطل عمى بنتيا وال ولدىا بصح باينة متحيرة من جية ولدىا وىي ميتمة بو‬
‫بزاف‪ ،‬جات باه تفقدوا لخاطر تعاركت معاه عمى جال السوارد وقالتموا كرىت منك ومن فعايمك ‪3:20‬د‪.‬‬

‫البطاقة (‪14...:)6‬ثاىذا الراجل وم ار يطمو عمى الطاقة بصح الراجل مكشمر والم ار متحيرة بزاف‪ ،‬لخاطر‬
‫قاعدين ييضرو عمى ولدىم عممميم مشكمة‪ ،‬راح سرق لجارىم السوارد باه يروح يشري الكيف بصح باباه‬
‫قال مابقيتش نسحقو يروح عميا بيدلنا ‪2.38‬د‪.‬‬

‫البطاقة(‪6...:)7‬ثاىاذم زوز من الدراري شومارة يتفاىمو عمى أفاروال متفاىمين عمى واحد باش يسرقوه‬
‫باينين قمقانين ماينجحوش ويقعوا في الفخ لي كانوا مخطينموا نيايتيم مايش مميحة بصح يندموا ‪3.04‬د‪.‬‬

‫البطاقة (‪5...:)8‬ثاىذه عممية جراحية وال ال‪ ،‬ىذه تبان بمي الطفل راح ييز السالح الموكحمة ويدافع عمى‬
‫خوه لخاطر أم حاكمينوا رايحين يضربوه بالموس بصح خوه يقتميم بالسالح وتفض ماش مميحة برك‬
‫‪2.06‬د‪.‬‬

‫البطاقة (‪1...)9‬د‪:‬ىذا عسكر طالعين لمجبل يدافعون عمى البالد ويقاتموا عمى جال اإلرىاب لخاطر‬
‫خربوا لبالد وىدموىا وداو حتى الناس بصح كي غمبوا قعدوا يرتاحوا ونيتيم أنيم يدافعون عمى البالد‬
‫ويعطيو حرية الناس ‪3:00‬د‬
‫المـــــــــــــالحـــــــــــــق‬

‫البطاقة(‪2..:)10‬ثاىذه م ار و ارجميا في غيبوبة تاع حب عاممين أسرة مميحة وجايبين األوالد ‪1:28‬د‬

‫البطاقة(‪21..:)11‬ثاماشفت حتى شيء‪ ،‬ىذا زلزال – بركان تفجر حاجة طاحت من القمر – طائرة‬
‫طاحت – بحر – الدنيا مكسرة مافيمتش والو برك ‪1:20‬د‬

‫البطاقة (‪5...:)12‬ثا ىذا راجل جاء يغم المرأة وىي راقدة ماعالبالياش بصح تفص بالموت‪ ،‬باين جاء‬
‫يسرق واش عندىا لخاطر راه زوالي ومالقاش باه يشري الكيف والماكمة ‪.1:39‬‬

‫البطاقة(‪9...:)13‬ثا ىذه مرأة لقاىا خوىا في صورة ماىيش مميحة غطى وجيو وماحبش يدور‪ ،‬ىذه‬
‫الصورة ماش مميحة برك ‪1‬د‬

‫البطاقة (‪5..:)14‬ثا ىذا الشاب آو يطل عمى الطاقة آو حاب ينتاحر لخاطر ماحبوش يعطيولوا السكنة‬
‫وال في العائمة عندوا مشكل معاىم ‪ ،‬وال مايكولش في الدار وأنو مافيو حتى فائدة وىو ماشي واين يكبر‬
‫مسكين تفضموا ينتحر أو يحرق روحوا ‪1:56‬د‪.‬‬

‫البطاقة (‪18.. :)15‬ثا ىذا ساحر مشعوذ بين القبورة جاي يعمل طقوس باش يسحر بييا الناس‪ ،‬شافوا‬
‫واحد جا حكى معاه ونصحوا قموا الشيء لي ادير فيو ماش رايح يدوم حكالوا عمى الدين‪ ،‬إقتنع الساحر‬
‫وقال نرجع لربي سبحانوا ونتوب برك ‪3:05‬د‪.‬‬

‫البطاقة (‪7..:)16‬ثا نشوف فييا صفحة جديدة‪ ،‬وىذا الطفل حاب يبدا صفحة جديدة ويتوفر كمش في‬
‫حياتوا خاصة من الوالدين ‪2:38‬د‪.‬‬

‫البطاقة (‪5..:)17‬ثا ىذا شاب ىارب من طاقة‪ ،‬كان يسرق لخاطر كان محتاج السوارد باش باباه يعمل‬
‫العممية‪ ،‬بصح يندم ويقول كون رحت خدمت بالحالل مانديش تاع الناس ‪3.58‬د‪.‬‬

‫البطاقة (‪6...:)18‬ثاىذا صاحبو جاي يضربوا من لو ار وىو غافل طالع لمدار لخاطر قمقوا عمى جال‬
‫حكاية دراىم‪ ،‬بصح لي ضرب مسكين زوالي ماعندوش ماقالوا والوا طمب حقوا برك بصح حقروا لخاطر‬
‫ماعندوا والدين ماولو دارو عرك وتعب حاكم في كممتو ماحبش يمدلوا سواردوا ‪3:38‬د‪.‬‬

‫البطاقة (‪5..:)19‬ثا مابان حتى شيء – رياح‪ -‬ماء‪ -‬بابور كي فناء وال خالت الدنيا ‪1:22‬د‬

‫البطاقة (‪8..:)20‬ثا ىذا الطفل في دمار طاحت بيو ومالقى بييا واين‪ ،‬فضتموا فضة ماش مميحة يقتل‬
‫ولى يقتموه مايروحش لمدار يسرق يخدم في خدمات ماش مميحة لخاطر عندوا مشكل مع تاع الدار تاعيم‪،‬‬
‫والديو فقراء ماعندىومش وىو يشرط عمييم أشريولي ىذه‪ ،‬وكموني ىذه ماقدروش مال وال راح زحزح عمى‬
‫الطريق خالص واليدي تاع الناس يبات برة مايروحش بالثالث وربع شيور لمدار برك ‪4:22‬د‪.‬‬
‫المـــــــــــــالحـــــــــــــق‬

‫الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬ ‫الممحق رقم‪05‬‬

‫و ازرة التضامن الوطني واألسرة وقضايا المرأة‬

‫مديرية النشاط االجتماعي والتضامن‬

‫المركز المختص في إعادة التربية‬

‫*قالمة*‬

‫البطاقة الفنية للمركز‬

‫اسم المؤسسة‪ :‬المركز المختص في إعادة التربية قالمة‬

‫مرسوم اإلنشاء والتنفيذ‪ 58/89:‬المؤرخ في ‪ 02‬ماي‬

‫تاريخ اإلفتتاح‪ 01:‬سبتمبر ‪1989‬‬

‫المهام‪:‬رعاية واعادة إدماج الشباب‬


‫‪2‬‬
‫المساحة اإلجمالية لممركز‪ 11.281:‬م‬
‫‪2‬‬
‫المساحة المنجزة‪3411 :‬م‬

‫االستقبال األولي‪:‬أكتوبر ‪1990‬‬

‫سن القبول‪:‬من ‪ 12‬إلى ‪ 18‬سنة‬

‫نظام التكفل‪:‬داخمي‬

‫قدرة الستيعاب‪ 20 :‬أسرة مركبة و ‪ 60‬أسرة فردية‬

‫العدد الفعمي‪:‬‬

‫تعداد الموظفين‪:‬‬

‫‪-‬المهنيين‪03 :‬‬ ‫‪ -‬اإلداريين‪10:‬‬

‫‪-‬المتعاقدين‪29:‬‬ ‫‪-‬التقنيين‪09 :‬‬


‫المـــــــــــــالحـــــــــــــق‬

‫السكنات الوظيفية‪:‬‬

‫حضيرة السيارات‪:‬‬

‫ميزانية التسيير‪( :‬إعتمادات سنوية من الوزارة الوصية)‬

‫النشاطات الممارسة‪:‬‬

‫‪ -‬التمدرس الداخمي‪:‬‬
‫‪ -‬تحسين المستوى ‪ +‬محو األمية‪:‬‬
‫‪ -‬التمدرس المهني الداخمي‪:‬‬

‫الطبخ‪ ،‬الحالقة‪،‬التمحيم ‪،‬النجارة‪:‬‬

‫‪ -‬الفنون التشكيمية والتعبيرية‪:‬‬


‫الرسم ‪ +‬المسرح‬
‫األشغال اليومية‪:‬‬
‫الخيط الممتد ‪ +‬الماكرمي ‪ +‬األعضاء الطبيعية‬
‫‪ -‬األنشطة العممية‪:‬‬
‫مكتبة ‪ +‬إعالم آلي ( مبادئ أولية)‬
‫‪ -‬األنشطة الرياضية‬
‫كرة القدم ‪ +‬التنس الطاولة ‪ +‬جيدو‪ +‬الكرة الحديدية ‪ +‬السباحة‬
‫األنشطة بالنادي‪:‬‬
‫بيار‪ +‬بابي فوت‬
‫الخرجات الترفيهية والبيداغوجية‪.‬‬
‫المـــــــــــــالحـــــــــــــق‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التضامن الوطني واألسرة وقضايا المرأة‬

‫قالمة في‬ ‫مديرية النشاط االجتماعي والتضامن‬


‫‪................../‬‬

‫المركز المختص في إعادة التربية‬

‫‪ -‬قالمة‪-‬‬

‫الرقم‪/...../‬م‪/‬م‪/‬الرقم‪/...../‬م‪/‬م‪/‬إ‪/‬ت‪....../‬‬

‫النشاطات‬ ‫التوقيت‬

‫الفترة الصباحية‬
‫نيوض‪ ،‬غسيل‪ ،‬ترتيب األسرة‪ ،‬تناول الفطور‬ ‫‪6.30‬سا ‪6.30‬سا إلى ‪8.00‬سا‬
‫قسم تحسين المستوى‪ ،‬بستنة‪ ،‬أشغال يدوية‬ ‫‪8.00‬سا إلى ‪ 10.00‬سا‬
‫استراحة‬ ‫‪10.00‬سا إلى ‪10.15‬سا‬
‫قسم تحسين المستوى‪ ،‬أشغال يدوية‪ ،‬مكتبة‪ ،‬إعالم آلي‪،‬‬ ‫‪ 10.15‬إلى ‪12.00‬سا‬
‫تنظيف المحيط‬
‫تناول وجبة الغداء‪ ،‬استراحة‬ ‫‪12.00‬سا إلى ‪13.00‬سا‬
‫الفترة المسائية‬
‫اعالم آلي‪ ،‬أشغال يدوية‪ ،‬النادي‪ ،‬دروس إستدراكية( التمدرس‬ ‫‪13.00‬سا إلى ‪16.00‬سا‬
‫الخارجي)‪ ،‬عصرونية‬
‫استراحة‪ ،‬رياضة‪ ،‬ألعاب متنوعة‬ ‫‪ 16.00‬سا إلى ‪ 17.45‬سا‬
‫دراسة محروسة‪ ،‬أنشطة ثقافية وترفييية‪ ،‬قصص‪ ،‬مسرح‪،‬‬ ‫‪ 17.45‬سا إلى ‪ 19.30‬سا‬
‫الفترة الميمية‬

‫أشغال يدوية‬
‫تناول وجبة العشاء‪ ،‬استراحة‬ ‫‪ 19.30‬سا إلى ‪ 20.00‬سا‬
‫سيرات متنوعة‪ ،‬توجييات تربوية‪ ،‬تمفزة‪ ،‬تنظيم وترتيب‬ ‫‪20.00‬سا إلى ‪ 21.30‬سا‬
‫المالبس واألسرة‪ ،‬التحضير لمنمو‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬يضاف إلى ذلك يومي الجمعة والسبت‬

‫‪ -‬مشاىدة التمفاز من ‪ 12.30‬سا إلى ‪ 15.00‬سا‪.‬‬


‫المـــــــــــــالحـــــــــــــق‬

‫‪ -‬تنظيف المراقد والمحيط‪ ،‬الرياضة‪ ،‬االستحمام‪ ،‬الخرجات الترفييية‪.‬‬


‫‪ -‬يوم السبت أشغال يدوية ‪ +‬مسرح من الساعة‪ 15.00 :‬إلى غاية ‪ 16.30‬سا‪.‬‬
‫رئيس المصلحة التربوية‬

‫مربي متخصص رئيس‪00‬‬

‫األخصائية النفسانية‪00‬‬
‫المربون المتخصصون ‪00‬‬ ‫المربون المتخصصون‬

‫الرئيسيون‪00 :‬‬

‫المساعدون اإلجتماعيون ‪00‬‬


‫الفترة الليلية‬ ‫الفترة النهارية‬ ‫الفترة الليلية‬ ‫الفترة النهارية‬

‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬
‫العمال المتعاقدين ‪00‬‬
‫الفترة‬ ‫الفترة النهارية‬
‫المسائية‪00‬‬ ‫‪0‬‬

‫عقود إدماج حاملي‬


‫الفترة الليلية‬ ‫الشهادات‪00 :‬‬ ‫الفترة النهارية‬

‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬
:‫ممخص الدراسة‬

‫تهدف الدراسة إلى بيان تأثير الحرمان العاطفي في ظهور جنوح األحداث‬
‫ عمى حالتين باستخدام المنهج اإلكمينيكي‬،‫وتمت الدراسة بمركز إعادة التربية بقالمة‬
‫وبتطبيق المقابمة النصف موجهة وتقنية تحميل المحتوى واختبار تفهم الموضوع‬
:‫ وتوصمت نتائج الدراسة إلى مايمي‬، ‫بطريقة هنري موراي‬

.‫ يؤدي الحرمان العاطفي إلى الجنوح لدى األحداث‬


،‫ السرقة‬،‫ التشرد‬:‫ تتمثل مظاهر الجنوح لدى األحداث المحرومين عاطفيا في‬
.‫عدوانية موجهة نحو الذات ونحو اآلخرين‬،‫تعاطي المخدرات‬

:‫الكممات المفتاحية‬-

.‫ جنوح األحداث‬،‫الحرمان العاطفي‬

Resumé d’étude:
Cette étude présente la recherche de la carence affective
aboutit à plusieurs trouble de comportement parmi lesquels
la délinquance juvénile
Cette étude a été pratique au centre spécialisé en
rééducation à Guelma. Cette étude a été appliquée sur deux
cas garçons ,qui résident au sien du centre en utilisant la
méthode clinique à l aide des moyens suivants : L entretien
semi directive ; l'analyse de contenu ; teste de (T.A.T.)
-Et nous sommes arrives a ces résultats suivants :
La carence affective entraine la délinquance juvénile qui ce
manifeste sous forme de vagabondage ; toxicomanie ; vol ;
agressivité

-Mots clés : carence affective –délinquance juvénile

You might also like