Professional Documents
Culture Documents
مُشَوِّقُ الأَرْوَاح
مُشَوِّقُ الأَرْوَاح
ُم َ
إِلَى
نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ
أو
ْجنَّة
ل ا ص َفةُ نِس ِ
اء ِ
َ َ
ت َْألِ ُ
يف
عبد العزيز بن محمد
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
ومن س يّئات
إ ّن الحمد هلل نحم ده ونس تعينه ونس تغفره.ونع وذ باهلل ِمن ش رور أنفس نا ِ
له.ومن يُضلل فال هاديَ له.وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال
َ أعمالنا.من يهده اهلل فال ُمضِ ّلَ
َ
محمداً عبده ورسوله صلّى اهلل تعالى عليه وسلّم.
شريك له.وأشهد أ ّن ّ
ّأما بعد.
فإ ّن اهلل تعالى خلق عباده ألم ٍر عظيم هو عبادته وحده ال شريك له ،كما قال تعالى ( وما
الجن واإلنس إال ليعبدون )[ الذاريات.] 56:
خلقت ّ
أك رََمكم عند اهلل
وأ ْك َر ُم الخلق عند اهلل أ ْت َق اهم وأحس نهم عب اد ًة هلل ،كما ق ال تع الى( إ ّن ْ
لح ُجرات.] 13:
أتَْقاكم ) [ ا ُ
واإلنسان إذا لم يعبد اهلل وحده ،فإنّ ه يكون َمِطيَّ ةً للشيطان ،تلعب به األهواء،وتذهب به
الشهوات،ويَْعمى قلبه ،ويمشي ُم ِكبّاً على وجهه.
ض له شيطاناً فهو له َق رِْين وإنّهم لََيصُ ّدونهم
ش عن ذِ ْك ِر الرَّحمن ُنقَِّي ْ
ومن َي ْع ُ
قال تعالى ( َ
عن السبيل ويحسبون أنّهم مهتدون ) [الزخرف36:ـ.]37
فإبليس اللعين ال يَْهنأ بالتوحيد والعبادة.ولِ ُخ ْبثه وفساده وش ّدة َعداوته لِبني آدم قَطَع على
موقن بأن ال سبيل له إليهم.
خلَصين فإنّه ٌ نفسه لَُيغْ ِو َينّهم ،إال عباد اهلل ُ
الم ْ
وأل ْغ ِويَنّهم أجمعين إال عب ادك منهم
رب بما أغويت ني ألَُزِّيَن ّن لهم في األرض ُ
( ق ال ّ
لح ْجر39:ـ.] 40 خلَصين ) [ ا ِ المُ ْ
الم ْخلَص ون ال س لطان إلبليس عليهم ،كما ق ال تع الى ( إ ّن عب ادي ليس لك فعب اد اهلل ُ
عليهم سلطا ٌن وكفى بربّك وكيالً ) [ اإلسراء.] 65:
وقال تعالى ( فإذا َقَرأتَ القرآن فاستعذْ باهلل ِمن الشيطان الرجيم إنّه ليس له سلطا ٌن على
ال ذين آمن وا وعلى ربّهم يتو ّكل ون إنّما س لطانه على ال ذين يََتَولَّْونه وال ذين هم به مش ركون )
لنحل98:ـ.] 100
[ا ْ
1
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
فس لطان اللعين على أوليائه وأتباع ه،على المش ركين باهلل،على المتّبعين أله وائهم،على
العاصين ألمر اهلل تعالى وأمر رسوله عليه الصالة والسالم.
ف إبليس يس عى في إغ واء ب ني آدم بِك ّل ما يوص له إلى ذلك.ت ار ًة بالش بهات ،وت ار ًة
المحرمة بص ورة بالش هوات ال تي أغ وى بها كث يراً ِمن أتباع ِ
ه.ومن ذلك أ ْن ص ّور لهم الل ذة
ّ
النعيم وق ّرة العين.وزيّن لهم إطالق األبص ار في الح رام والتع ّدي ب الفروج ليس تر بض اعته
الفاسدة التي توجب دار البوار.
فأولياء الشيطان إنّما يفعلون ما يدعوهم إليه ِإمامهم اللعين ِمن إطالق أبصارهم في الحرام
شهوة دنيئة ،ول ّذ ٍة حقيرة ،ما أسَْر َ
ع انقض اءها،وما ٍ والتع ّدي بفروجهم ِمن أجل ماذا ؟ ِمن أجل
األمد ،لكنّه ا تُذهب اإليم ان وتطمس
أعظم ض ررها.إذا نظ رتَ إلى الل ذة وج دتها قص يرة َ
البهَ اء.وتسلب زينة الحياء.تشغل الفِ ْك ر عن الطاعة ،وتقذف بالفكر صريعاً
النور.ت نزع ُحلَّ ة َ
إلى حض يض الصَُور الخسيس ة.ف ترى المص اب به ذا الم رض ـ م رض الش هوة وطلب الل ذة
واه.مكََّبالً عن الخ ير.ال هَ َّم له إال في
أي فتن ة.عب داً لش هوته.أس يراً لِ َه ُ
المحرمة ـ ت راه مفتون اً ّ
ّ
أس َفهه.
ثم ما ْ
أس َفهه ّتحصيل ل ّذته.فما أش ّد حِْرمانه.وما ْأبيَ َن خسرانه.ما ْ
وقبل ك ّل ما س بق ِمن المفاسد ف إ ّن أسِْيَر هَ َواه قد أس خط ربّه ج ّل وعال بمعص يته.فهو
آخ َرته ،وسعى في تفويت اللذة العظيمة في جنّات النعيم. ضيَّع ِ
مَُت َو َّع ٌد بالعذاب العظيم.قد َ َ
قال اإلمام ابن القيّم رحمه اهلل في ( حادي األرواح ) ( :) 311
فمن استوفى طيّباته ول ّذاته وأذهبها في هذه الدار ُح ِر َمها هناك ،كما َن َعى سبحانه وتعالى ( َ
ومن تبعهم يخ افون ِمن على َمن أذهب طيّباته في ال دنيا واس تمتع به ا.وله ذا ك ان الص حابة َ
المحرمة هلل استوفاها يوم القيامة أكمل
ّ ذلك أش ّد الخوف ) ـ إلى أ ْن قال ـ ( :فمَْن ترك اللذة
ما تك ون.ومَن اس توفاها هنا ُحرَِمها هن اك أو نقص كماله ا.فال يجعل اهلل ل ّذة َمن أوضع في
معاصيه ومحارمه كل ّذة َمن ترك شهوته هلل أبداً).انتهى كالم ابن القيّم.
أي مرضٍ هوازنها معها ،فستعلم ّ وو ِ
المحرمةَ ،
ّ نظر إلى مفاسد اللذة
فيا أيّها العبد اللبيب أُ ْ
الهلَكة لِمَن أُص يب به
يب به ذلك المفت ون ـ عافانا اهلل وإيّ اك ـ فما أخط ره.فهو م رض َ قد أُص َ
2
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
فلم يع الج نفسه ب الوحي.فكم ض ّل به ذا الم رض ِمن مهت د.وكم غ وى به ِمن راش د.وكم في
عزته صار الحقيرَ الذليل. ِ
طريقه من قتيل.بعد ّ
النبي
فمرض االفتتان بالنساء مرض خطير ومنتشر ،يورث مفاسد كثيرة.وقد ح ّذرنا منه ّ
بي ص لّى اهلل عليه
دري رضي اهلل عنه عن الن ّ
ص لّى اهلل تع الى عليه وس لّم.فعن أبي س عيد الخ ّ
وس لّم ق ال ( إ ّن ال دنيا حل وةٌ َخ ِ
ض رة.وإ ّن اهلل مس تخلفكم فيها فينظر كيف تعمل ون.ف اتّقوا ُ
فتنة بني إس رائيل كانت في النساء ) رواه مس لم ( 17/55ـ أول ِ الدنيا.واتّق وا النس اء.فإ ّن ّ
الشرح ).
ت بعدي النبي صلّى اهلل عليه وسلّم قال ( ما َت َر ْك ُ
وعن أسامة بن زيد رضي اهلل عنهما عن ّ
البخاري ( ) 7/11ومسلم ( 17/54ـ الشرح ). ّ الرجال ِمن النساء ) رواه فتنةً أَ َ
ض ّر على ِّ
بش ر اهلل
أردت أن أ َُبيِّن بمشيئة اهلل تعالى في هذا الكتاب صفات نساء الجنّة الالتي ّ
وقد ُ
اء،ومن أس باب ت رك تع الى بها المؤم نين المتقين.فمعرفة ص فاتهن ِمن أس باب اتّق اء فتنة النس ِ
ّ ّ
المحرمة.
ّ اللذة
نهن
فكيف يختار لنفسه س لوك س بل أهل الغفلة َمنْ علم صفات نساء الجنّة وع رف حس ّ
الهن ؟ وكيف يخت ار س بل المح رومين ال ذين رض وا ألنفس هم ب الهََوان ،فب اعوا الل ذة وجم ّ
العظيمة في الجنّة بل ّذ ٍة حقيرة منقطعة ناقصة ُمَنغَّصة ُمَنغِّصة توجب الحرمان والعقاب ؟
ارعةَ إلى الطاعة ،واجتنابَ ما
المسَ َ
والترهيب ُ
ُ الترغيب
ُ فأهل اإليمان والتقوى يوجب لهم
حرم اهلل ورسوله صلّى اهلل عليه وسلّم.ّ
فأس أل اهلل تع الى أن ينفع بهذا الكت اب.وأن يَ َّد ِخ َر لي به عظيم الث واب.وأن يه دينا وس ائر
إخواننا إلى جنّات النعيم.
3
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
اء الجَنَّـة
صفَـاتُ ِنسَـ ِ
ِ
أزواج ُمطَ َّهـرة
ٌ
ات تجري ِمن تحتها وبشِّر الذين آمنوا وعمل وا الصالحات أ ّن لهم جنّ ٍ قال اهلل تع الى ( َ
ثمرة رزق اً قالوا هذا الذي ُرزِقنا ِمن قبل وأُتُوا به ُمَتشابهاً ولهم
األنهار كلّما رزِقوا منها ِمن ٍ
ُ
أزواج مَُطهَّرةٌ وهم فيها خالدون ) [ البقرة.] 25:
ٌ فيها
قال ابن القيّم رحمه اهلل في ( حادي األرواح ) ( :) 283
المبَ ِّ
ش ر ومنزلته وص دقه ،وعظمة َمن أرس له إليك به ذه البش ارة ،وق در ما فتأم ْل جاللة ُ
( ّ
بش رك به وض منه لك على أس هل ش يء عليك وأيس ره.وجمع س بحانه في ه ذه البش ارة بين ّ
المطَهَّرة ،ونعيم ِ ِ
نعيم الب دن بالجن ان وما فيها من األنه ار والثم ار ،ونعيم النفس ب األزواج ُ
وقرة العين بمعرفة دوام هذا العيش أبد اآلباد وعدم انقطاعه ). القلب ّ
رة ِمن الذهب ِ
النساء والبنين والقناطي ِر المقنطَ ِ حب الشَ َهوات ِمن
وقال تعالى ( ُزيَِّن للناس ُّ
َ
والح ْرث ذلك متاع الحياة الدنيا واهلل عنده ُحسْن المآب ِ
واألنعام َ س َّومة
ضة والخيل المُ َ والف ّ
ات تجري ِمن تحتها األنهار خالدين فيها قل أؤنَِّبُئكم بخي ٍر ِمن ذلكم للذين اتّقوا عند ربّهم جنّ ٌ
ِ
وأزواج مَُطهَّرةٌ و ِرضوا ٌن من اهلل واهلل ٌ
بصير بالعباد الذين يقولون ربّنا إنّنا آمنّا فاغفر لنا ذنوبنا ٌ
وقنا ع ذاب الن ار الص ابرين والص ادقين والق انتين والمنفقين والمس تغفرين باألس حار ) [ آل
عمران14:ـ.] 17
ات تجري ِمن تحتها األنهار
وقال تعالى ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنّ ٍ
أزواج مَُطهَّرةٌ وندخلهم ظالً ظليالً ) [ النساء.] 57:
ٌ خالدين فيها أبداً لهم فيها
بش ر اهلل تع الى بها عب اده المؤم نين المتّقين.ف أزواجهم في الجنّة
فه ذه بش ارةٌ عظيمة ّ
وباطنهن. ظاهرهن كل قذ ٍر وخبث وآفة ،سواء في ذلك ِ
ّ ّ طاهرات من ّ
قال اإلمام ابن القيّم رحمه اهلل في ( حادي األرواح ) (283ـ:)284
رت ِمن الحيض والب ول والنف اس والغائط والمخ اط والبص اق وك ّل والمطَهَّرة ال تي طُِّه ْ
( ُ
ق ذر وك ّل أذى يك ون ِمن نس اء ال دنيا.فطُِّهر مع ذلك باطنها ِمن األخالق الس يّئة والص فات
4
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
المذموم ة.وطُِّهر لس انها ِمن الفحش والب ذاء.وطُِّهر طرفها ِمن أن تطمح به إلى غ ير
رت أثوابها ِمن أن يعرض لها دنس أو وسخ ). زوجها.وطُِّه ْ
وقال اإلمام ابن كثير رحمه اهلل تعالى في ( النهاية في الفتن والمالحم ) ( :) 2/509
مطه رة ) [ النساء ] 57:أي ِمن الحيض والنفاس والبول
أزواج ّ
ٌ ( وقال تعالى ( لهم فيها
أخالقهن
ّ منهن ش يءٌ ِمن ذل ك.وك ذلك طُِّه ْ
رت والغائط والبص اق والمخ اط.ال يص در ّ
تهن ).
ولباسهن وسجيّ ّ
ّ وألفاظهن
ّ وأنفاسهن
ّ
حي على الجنّة بالعمل الص الح،
ص ف نس اء الجنّة فيا أيّها العاقل الل بيب ّ
وإذا ك ان ه ذا َو ْ
أُب ذل جه دك في طاعة اهلل تع الى وطاعة الرس ول ص لّى اهلل عليه وس لّم ،عسى أن تنجو ِمن
المرهوب ،وتفوز بالمرغوب.
وتأمل قوله تعالى ( ذلك متاع الحياة الدنيا واهلل عنده ُح ْسن المآب ) [ آل عمران] 14: ّ
خير وأبقى فيتّقوا اهلل. ِ ِ
ليُرشد تعالى عباده إلى ثواب اآلخرة ويرغّبهم فيه ،وليَعلموا أ ّن اآلخرة ٌ
قال اإلمام ابن القيّم رحمه اهلل في ( ع ّدة الصابرين ) (169ـ )170بعد أن ذكر قوله تعالى
الشهوات ) اآلية:
حب َ ( ُزيِّنَ للناس ُّ
( ف أخبر س بحانه أ ّن ه ذا ال ذي زيّن به ال دنيا ِمن مالذّها وش هواتها ،وما هو غاية أم اني
هن أعظم زينتها وش هواتهاومؤثريها على اآلخ رة ،وهو س بعة أش ياء :النس اء الالتي ّ طُالبها ُ
والفض ة الل َذين
ّ وعزه.والذهب
وأعظمها فتنة.والبنين الذين بهم كمال الرجل وفخره وكرمه ّ
عز أصحابها
س َّومة التي هي ّ الم َ
مادة الشهوات على اختالف أجناسها وأنواعها.والخيل ُ
هما ّ
وفخ رهم وحص ونهم وآلة قه رهم ألع دائهم في طلبهم وه ربهم.واألنع ام ال تي ِمنها رك وبهم
وطعامهم ولباسهم وأثاثهم وأمتعتهم وغير ذلك ِمن مصالحهم.والحرث الذي هو ّ
مادة قوتهم
وقوت أنعامهم ودوابّهم وفاكهتهم وأدويتهم وغير ذلك.
دنيا.ثم ش ّوق عب اده إلى مت اع اآلخ رة، ّ ثم أخ بر س بحانه أ ّن ذلك كلّه مت اع الحي اة ال
ّ
أؤنِّبُئكم بخ ي ٍر ِمن ذلكم للذين اتّق وا عند
وأعلَ َمهم أنّه خ ٌير ِمن هذا المتاع وأبقى فقال ( قل َ
وأزواج مطهَّرةٌ و ِرضوا ٌن ِمن اهلل واهلل بص ٌير
ٌ ات تجري ِمن تحتها األنهار خالدين فيهاربّهم جنّ ٌ
[ آل عمران.] 15: بالعباد ).
5
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
6
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
ـرات ِحسـان
َخ ْي ٌ
7
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
عن ابن عمر رضي اهلل عنهما قال :قال رسول اهلل ص لّى اهلل عليه وس لّم ( إ ّن أزواج أهل
ٍ
ِّين ب ه :نحن ال َخ يرات
ط.إ ّن مما ُيغَن َأح ٌد ق ّأزواجهن بِأحسن أص وات س معها َ ّ ِّين
الجنّة لَُيغَن َ
ِّين ب ه :نحن الخال دات فال ِ ِ ٍ ِ ِ
ام.ي ْنظُ ْر َن ب ُق َّرة أ ْعي ان.وإ ّن مما ُيغَن َ
الحس ان.أزواج ق وم ك َر َ
براني في ( المعجم المقيم ات فال يَظ َْعنَّه ).رواه الط ِ
ّ يَ ُم ْتنَ ه.نحن اآلمن ات فال يَ َخ ْفنَ ه.نحن ُ
األوسط ) ( 5/149ـ ) 150وفي ( المعجم الص غير ) ( ) 2/35فق ال :ح ّدثنا أبو رفاعة
محمد بن ِ
عم ارة بن َوث ْيمة بن موسى بن الف رات المص ري ح ّدثنا س عيد بن أبي م ريم أنبأنا ّ
جعفر بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن ابن عمر رضي اهلل عنهما فذكره.
وهذا إسناد رجاله رجال الكتب الستّة سوى عمارة بن َوثِْيمة َفلَ ْم أجد له ترجمة سوى ما
عند ابن الج وزي في ( المنتظم ) ( ) 6/37فقد ذك ره في َمن ُت ُوفِّي في س نة تسع وثم انين
وم ائتين فق ال ( :عم ارة بن َوثِْيمة بن موسى أبو رفاعة الفارس ّي ُولد بِمصر وح ّدث عن أبي
صالح كاتب الليث وغيره وصنّف تاريخاً على السنين وح ّدث به.و ُت ُوفِّ َي في جمادى اآلخرة
ِمن هذه السنة ).
وك ذلك ذك ره اإلم ام ابن كث ير في ( البداية والنهاية ) ( ) 11/96في َمن ُت ُوفِّ َي ِمن
األعيان ِمن السنة نفسها وعزا له التاريخ.
وهو ِمن شيوخ الطبراني في (المعجم الكبير) أيضاً.
اني رحمه اهلل في ( ص حيح الج امع ـ الح ديث رقم
ه ذا والح ديث ص ّححه الش يخ األلب ّ
.) 1561وانظر ( سلسلة األحاديث الصحيحة ـ الحديث رقم .) 3002واهلل تعالى أعلم.
8
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
الم ْكنـون
كأ َْمثـال اللؤلـؤ َ
ين كأمث ال اللؤلؤ المكن ون ) ق ال تع الى في وص فهن وبي ان حس نِهن ( وح ِ
ور ع ٌ
ٌ ُْ ّ ّ
[ الواقعة22:ـ.] 23
هن اللؤلؤ الرطب في بياضه وصفائه ) تفسير اإلمام ابن كثير ( .) 4/287
( أي كأنّ ّ
ص َدفه.
صون المستور في َ
الم ُ
والم ْكنون هو َ
َ
قال ابن القيّم في روضة المحبّين ( :) 245
لونه.وح ْسن بياضه.ونعومة َمل َْمسه ).
ُ ( فَ ُخ ْذ ِمن اللؤلؤ صفاء
9
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
ـض َم ْكنـون
كأَنّه ّـن َب ْي ٌ
ِ
يض مكن ون ) [ الص افات48:ـ ق ال اهلل تع الى ( وعن دهم قاص رات الطَّْرف ع ْين ك أنّ ّ
هن بَ ٌ
.] 49
بالب ْيض الذي يكنّه الريش مثل بيض النّعام الذي يحضنه الطائر ويستره
شب َه ُه ّن اهلل تعالى َ
ّ
بريشه ِمن الريح والغبار.
الم ْكنون ) إنّه بَطْن البيض وهو الذي داخل القشر.فهذا قول ثان.
الب ْيض َ
وقيل في معنى ( َ
وقيل إنّه اللؤلؤ.وبه ُشِّب ْه َن في بياضه وصفائه.وهذا قول ثالث.
ل.ورجحه الشوكاني في ( فتح القدير ).وهو اختيار اآللوسي في
ّ األو
والمختار هو القول ّ
( روح المعاني ).ولم يذكر الشنقيطي في ( أضواء البيان ) غيره.واهلل تعالى أعلم
10
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
والم ْرجـان
ـوت َكأَنّه ّـن الياق ُ
والم ْرجان )[ ألرحمن.] 58: قال تعالى في و ِ
هن الياقوت َ
هن ( كأنّ ّ
صف َّ ْ
قال ابن القيّم رحمه اهلل في ( حادي األرواح ) ( :) 289
جان.شب َه ُه ّن في صفاء
ّ الم ْر
المفسرين :أراد صفاء الياقوت في بَياض َ
ّ وعامة
( قال الحسن ّ
والمرجان ).
اللون وبياضه بالياقوت َ
ونقله ابن كث ير رحمه اهلل في التفس ير ( ) 4/280عن مجاهد والحسن وابن زيد
وغيرهم.
وقال ابن القيّم في روضة المحبّين ( :) 245
ِ ِ
( و ُخ ْذ من الياقوت والمرجان ُح ْس َن لونه في صفائه وإشرابه بيسي ٍر من ُ
الح ْمرة ).
للبخاري
ّ البخاري ( ) 4/160ومسلم ( 17/171ـ 172بشرح النووي ) واللفظ ّ وروى
عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال :قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ( :إن أول زمرة
ص ْو َرتهم ـ خ 4/143م 17/173واللفظ ِ
يدخلون الجنة [ من أ ُّمتي ـ م ُ [ ] 17/172
ي في السماء ٍ
كوكب ُد ِّر ٍّ للبخاري ] على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أش ّد
ّ
يتغوطون وال َي ْتفلون وال إضاءة [ ثم هم بعد ذلك منازل ـ م ] 172 /17ال يبولون وال ّ
البخاري :4/143ال
ّ يبصقون ـ خ 4/143م [ ] 173 ،17/172زاد يَ ْمتخطون [ وال ُ
يَ ْس َقمون ] أمشاطهم الذهب [ وفي رواية :آنيتهم وأمشاطهم ِمن الذهب والفضة ـ خ
وم َج ِامرهم [ وفي روايةَ :وقُودور ْشحهم المسك َ 4/143م 17/173واللفظ لمسلم ] َ
مج ِامرهم ـ خ ] 143 /4األَلَُّوة األَلَْنجوج ُعود الطِّيب وأزواجهم الحور ِ
الع ْين ( لكل امر ٍئ ُْ ْ ْ ُ ََ
واحدة منهما يُرى ُم ُّخ ساقها ِمن وراء لحمها ِمن
ٍ منهم زوجتان [ اثنتان ـ م ] 171 /17كل
البخاري :4/145
ّ للبخاري ) [ وفي رواية عند
ّ الح ْسن ـ خ 4/143م 17/173واللفظ ُ
هن ِمن وراء العظم واللحم ] [ وما في ِ ِ ِ
لكل امر ٍئ زوجتان من ُ
الح ْور الع ْين يُرى ُم ُّخ ُس ْوق ّ
الجنة أعزب ـ م ] 171 /17على َخلْق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ِستون ذراعاً في
اسد ـ خ ] 145 /4قلوبهم قلب واحد
السماء ( ال اختالف بينهم وال َتبَاغُض [ وال تَ َح ُ
وع ِشيّاً ـ خ 4/143م .) ) 17/173 يسبحون اهلل بُ ْكر ًة َ
11
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
12
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
ُحـ ْـور
ٍ
وإستبرق ات وعيون يلبس ون ِمن س ٍ
ندس قال اهلل تعالى ( إ ّن المتّقين في م َق ٍام أمين في جنّ ٍ
َ
فاكهة ِ
ٍ ِ ِ ِ
آم نين ال يذوقون فيها الموت وزوجناهم ب ُح ْو ٍر ع ْين يَ ْدعون فيها ب ّ
كل ُمتَقابلين كذلك ّ
الم ْوتة األولى ووقاهم عذاب الجحيم ) [ الدخان51:ـ.] 56 إال َ
قال ابن القيّم رحمه اهلل في ( حادي األرواح ) ( 284ـ:) 285
كل مكروه ،واشتماله على الثمار ِ
األمن فيه من ّ
الم ْن زل وحصول ْ ( فَ َج َمع لهم بين ُح ْس ن َ
العشرة بمقابلة بعضهم بعض اً ،وتمام اللذة بالحور ِ
الع ْين، واألنهار ،وحس ن اللباس ،وكمال ِ
ُْ ُْ
ودع ائهم بجميع أن واع الفاكه ة ،مع ْأمنِهم ِمن انقطاعها ومض ّرتها وغائلته ا ،وخت ام ذلك
أ ْعلَ َمهم بأنّهم ال يذوقون هناك موتاً ).
وقال أيضاً في ( حادي األرواح ) ( :) 138
ٍ
والمقام: ( قال تعالى ( إ ّن المتّقين في َم َق ٍام أمين في جنّات وعيون ) [ الدخان51:ـَ ] 52
كل سوء وآفة ومكروه،وهو الذي قد جمع صفات األمن ِ ِ
موضع اإلقامة.واألمين :اآلمن من ّ
آمنون فيه ِمن الخروج والنقص آمن ِمن الزوال والخراب وأنواع النقص ،وأهله ِ كلّها ،فهو ِ
والنكد.والبلد األمين :الذي قد أمن أهله فيه مما يخاف ِمنه سواهم.
وتأمل كيف ذكر سبحانه األمن في قوله تعالى ( إ ّن المتّقين في َم َق ٍام أمين ) [ ألدخان51: ّ
آم نين) [ال دخان.] 55:فجمع لهم بين ْأمن ] وفي قوله تع الى (ي ْدعون فيها بك ل فاكه ٍة ِ
ّ َ
وأمن الخروج ومضرتهاْ ،
ّ وأمن الطعام ،فال يخافون انقطاع الفاكهة وال سوء عاقبتها المكان ْ َ
وأمن الموت فال يخافون فيها موتاً ). ِ
منها ،فال يخافون ذلكْ ،
ات ونعيم ف اكِ ِه ْين بما آت اهم ربّهم ووق اهم ربّهم ع ذاب وق ال تع الى( إ ّن المتّقين في جنّ ٍ
وزوجن اهم بِ ُح ْو ٍر ٍ
الجحيم ُكل وا واش ربوا هنيئ اً بما كنتم تعمل ون متّك ئين على ُس ر ٍر مص فوفة ّ
[ الطور17:ـ.] 20 ِع ْين )
قال ابن القيّم رحمه اهلل:
( ذكر س بحانه أرب اب العل وم النافعة واألعم ال الص الحة واالعتق ادات الص حيحة وهم
المتّق ون ،ف ذكر مس اكنهم وهم في ِ
الجن ان ،وح الهم في المس اكن وهو النعيم.وذكر نعيم
13
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
ِ ِ
عجب قل وبهم وراحتهم بك ونهم ( ف اك ِه ْين بما آت اهم ربّهم ) [ الط ور.] 18:وال َفاك هُ :
الم َ
فكه بالكسر يفكه فهو فكه وفاكه إذا كان طيّب النفس بالشيء المسرور المغتبط به.وفِعلهِ :
ْ ُ
يمين :نعيم القلب ِ
) ـ إلى أن ق ال ابن القيّم ـ ( :والمقص ود أنّه س بحانه جمع لهم بين النَّع َ
بالتف ّك ه ،ونعيم الب دن باألكل والش رب والنك اح.ووق اهم ع ذاب الجحيم.فوق اهم مما
زاء ِوفاق اً ،ألنّهم ترك وا ما يك ره ،وأتَ وا بما ّ
يحب ،فك ان يكره ون ،وأعط اهم ما يحبّ ون ،ج ً
جزاؤهم مطابقاً ألعمالهم.
ثم أخبر عن دوام ذلك لهم بما أ ْف َه َمه قوله ( هنيئاً ) [ الطور.] 19:فإنّهم لو علموا زواله
ّ
وانقطاعه لََنغّص عليهم ذلك نعيمهم ولم يكن هناء لهم.
ِ
صفوفة ) [ الطور.] 20:وفي ثم ذكر مجالسهم وهيئاتهم فيها فقال ( ُمتَّكئِْين على ُس ُر ٍر َم ْ ّ
ِذ ْكر اصطفافها تنبيه على كمال النعمة عليهم بِ ُق ْرب بعضهم ِمن بعض ومقابلة بعضهم بعض اً،
َّكئِْي َن عليها ُمتَق ابِلين ) [ الواقع ة.] 16:ف إ ّن ِمن تَم ام الل ذة والنعيم أ ْن
كما ق ال تع الى ( مت ِ
ُ
يحب معاشرته ويُ ؤثر قربه ،وال يكون بعيداً ِمنه قد يكون مع اإلنسان في بستانه ومنزله َمن ّ
ِح ْيل بينه وبين ه ،بل س ريره إلى ج انب س رير َمن يحبّ ه).انتهى ِمن ب دائع التفس ير البن القيّم (
محمد.ونقله عن التبيان في أقسام القرآن.
4/257ـ ) 258ـ جمع :يسري السيّد ّ
وح ْو ٌر ِع ْي ٌن كأمثال اللؤلؤ المكنون ) [ الواقعة22:ـ.] 23
هن ( ُ
وقال اهلل تعالى في و ِ
صف ّ َ ْ
الخيام ) [ الرحمن.] 72: رات في ِ ص ْو ٌ
وقال تعالى ( ُح ْو ٌر َم ْق ُ
وتق ّدم الحديث الذي في الصحيحين وفيه (:وأزواجهم الحور ِ
الع ْين ). ُْ
جمع:ح ْوراء.وهي المرأة النقيّة البَياض ،الشديدة بياض ُمقلة العين في ش ّدة سواد َ والح ْور
ُ
الحدقة.
قال اإلمام ابن جرير الطبري رحمه اهلل في التفسير ( ) 11/248في قوله تعالى ( كذلك
وزوجناهم بِ ُح ْو ٍر ِع ْين ) [ الدخان:] 54:
ّ
( يقول تعالى ذكره :كما أعطينا هؤالء المتّقين في اآلخرة ِمن الكرامة بإدخالهم الجنّ ات
زوجن اهم أيض اً فيها ُح ْوراً ِمن
وإلباس هم فيها الس ندس واإلس تبرق ،ك ذلك أكرمن اهم ب أ ْن ّ
).ثم نقل هذا المعنى عن قتادة رحمه اهلل. ِ
تهنَ :ح ْوراء ّ
ياض.واْح َد ّ
َ وهن النقيّات البَالنساء ّ
14
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
رات في ِ
الخيام ) [ الرحمن72: ص ْو ٌ
الطبري ( ) 11/614في قوله تعالى ( ُح ْو ٌر َم ْق ُ
ّ وقال
).ثم نقله عن
راء.والح ْوراء :البيض اء ّ
َ (ح ْور) :بِْيض.وهي جمع َح ْو ( يع ني بقوله ُ ]:
مجاهد رحمه اهلل.
وزوجن اهم بِ ُح ْو ٍر ِع ْين ) [ الط ور ] 20:في التفس ير (
وق ال أيض اً في قوله تع الى ( ّ
:) 11/487
والح ْور جمع َح ْوراء ،وهي الشديدة بَياض ُم ْقلة العين في ش ّدة سواد الحدقة ).
( ُ
والح ْور ِ
وح ْو ٌر ع ْين ) [ الواقعةُ ( :)11/632( ] 22: وقال أيضاً في تفسير قوله تعالى ( ُ
جمع َح ْوراء ،وهي النقيّة بَي اض العين الش ديدة س وادها ) انتهى.أي :نقيّة بي اض أبيض ها وهي
المقلة ،شديدة سواد أسودها وهي الحدقة.كما قال ابن عبّاس رضي اهلل عنهماُ ( :ح ْو ٌرُ :س ْو ُد
البخاري عنه في( ) 6/181بصيغة الجزم.
ّ الح َدق ).علّقه
َ
وقال ابن القيّم رحمه اهلل في ( حادي األرواح ) ( :) 285
والح ْور جمع َح ْوراء ،وهي المرأة الشابّة الحسناء الجميلة البيضاء شديدة سواد العين
( ُ
).ويقصد بسواد العين :سواد الحدقة كما تق ّدم.
ثم نقل اإلم ام ابن القيّم عن ابن عبّ اس وقت ادة أ ّن الح ور في كالم الع رب :البِْيض.وعن ّ
الوجوه.ثم قال ( الموضع السابق ):
ّ الح ْور البِْيض
مقاتلُ :
الح َور في ِ
الح َور :البي اض.والتح وير :التب ييض.والص حيح أ ّن الح ور م أخوذ من َ( وأصل َ
الع ْين ،وهو ش ّدة بياض ها مع ق ّوة س وادها.فهو يتض ّمن األم رين.وفي الص حاح :الح ور ش ّدةَ
الع ْين
والح َور في َ
الح َور ) ـ إلى أ ْن قال ـ َ ( :
العين في ش ّدة سوادها.إمرأة َح ْوراء بيّنة َ
بياض َ
الح ْس ن ِمن ٍ ِ
مع نى يل تئم من ُح ْس ن البي اض والس واد وتناس بهما واكتس اب ك ّل واح د منهما ُ
ر.وعين َح ْوراء :إذا اش ت ّد بي اض أبيض ها وس واد أس ودها.وال تُس ّمى الم رأة َح ْوراء حتّى
ٌ اآلخ
لون الجسد ).انتهى كالم ابن القيّم. تكون مع َح َور عينها بيضاء
ألوانهن وبياضه ).
ّ هن بالحور وهو ُح ْسن
ص َف َّ
وو َ
وقال في ( روضة المحبّين ) ( َ ( :) 243
15
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
وع ْي ٌن َح ْوراء :ش ديدة الس واد ،نقيّة البَي اض ،طويلة األه داب مع
وقال ابن القيّم أيض اًَ ( :
س ّمى الم رأة َح ْوراء حتّى يك ون مع َح َور عينها بي اض ل ون
الح ْس ن.وال تُ َ
س وادها ،كاملة ُ
الجسد.
رات ِحس ان ) [ ال رحمن:
والمالح ة.كما ق ال ( َخ ْي ٌ
والح ْس ن َ
هن بالبَي اض ُ ص َف َّ
فو َ
َ
ونهن.وقد وصف اهلل
والمالحة في عي ّ
وههنَ ،
والح ْس ن في وج ّ
وانهنُ ،
اض في أل ّ .] 70فالبَي ُ
فات.ودل بما وصف على ما س كت عنه ) انتهى ِمن
ّ س بحانه نس اء أهل الجنّة بأحسن الص
محم د .ونقله عن التبي ان في
ب دائع التفس ير البن القيّم ( ) 4/259ـ جم ع :يس ري الس يّد ّ
أقسام القرآن.
وزوجناهم بِ ُح ْو ٍر ِع ْين )[ الدخان [ ] 54:الطور.] 20:قال فائدةَ :ت َق ّدم َق ْول اهلل تعالى ( ّ
اري عنه بص يغة الج زم في ِ
مجاهد في مع نى ال تزويج ( :أنْ َك ْحن اهم ُح ْوراً ع ْين اً).علّقه البخ ّ
( 6/163ـ.) 164وهو قول طائفة.
زوجناهم ) ِمن ِ
وزوجناهم بِ ُح ْو ٍر ع ْين ) أيَ :ق َرنّاهم بِ ّ
هن.فعندهم ( ّ وقالت طائفة أخرىّ ( :
االقتران والشفع أي اثنين اثنين.
دل على
دل على المعن يين كليهم ا.فلفظ ال تزويج ي ّ ار واهلل تع الى أعلم أ ّن اآلية ت ّ
والمخت ُ
اهلل.وأما لفظ الب اء في قوله تع الى ( بِ ُح ْور ) فإنّه ي ّ
دل على ّ النك اح ،كما ق ال مجاهد رحمه
االقتران.
قلت :وعلى هذا فتلويح فعل التزويج
ولهذا قال اإلمام ابن القيّم بعد أ ْن حكى القولينُ ( :
دل على النك اح ،وتعديته بالب اء المتض ّمنة مع نى االق تران والض ّم.ف القوالن واح د ،واهلل
قد ّ
محم د .ونقله ِ
أعلم ) انتهى من ب دائع التفس ير البن القيّم ( ) 4/258ـ جم ع :يس ري الس يّد ّ
عن التبيان في أقسام القرآن.
وقال أيضاً في ( حادي األرواح ) ( :) 287
دل على النك اح ،كما ق ال مجاه د: ( وال يمتنع أ ْن يُ راد األم ران مع اً.فلفظ ال تزويج ي ّ
والضم ،وهذا أبل ُغ ِمن حذفها ،واهلل أعلم ).
ّ يدل على االقتران
الح ْور.ولفظ الباء ّ أنكحناهم ُ
16
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
17
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
ِع ْيــن
الوصف. ِ
كر النصوص الدالّة على هذا َ
قد تق ّدم ذ ُ
الم ْخلَصين ( وعندهم قاصرات الطَّْرف ِع ْين )[ الصافّات48:
وقال تعالى في بشرى عباده ُ
].
الح ْسن. ِ
ت عيناها صفات ُ
والع ْين جمعَ :ع ْينَاء ،وهي المرأة الواسعة العينين ،التي َج َم َع ْ
18
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
19
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
20
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
ات في ِ
الخيَـام ص ْـو َر ٌ
َم ْق ُ
الخيَام )[ الرحمن] 72:ات في ِ ص ْو َر ٌ
فهن ( ُح ْو ٌر َم ْق ُ
ص ّ قال تعالى في َو ْ
ص ر َن وس تِر َن في ِ
الخيَ ام ص يانةً ِ ِ
هن قد قُ ْ ُ ْ ات في الخيَ ام ) :أنّ ّ ص ْو َر ٌ ومع نى قوله تع الى ( َم ْق ُ
ص ُر هنا كما ِ
تورات في الخيَ ام.فال َق ْ
ٌ هن مس لهن ،فال ْيب رز َن وال يَظْه ر َن للرج ال.بل ّ وتَ ْكرم ةً ّ
الر ْج ِل عن التََب ّرج وال بروز والظه ور للرج ال ).ح ادي األرواح ( ص ر ِّ ق ال ابن القيّم ( :قَ ْ
.) 290
ومحمد بن كعب
ّ وقد روى معن اه الط بري عن ابن عبّ اس ومجاهد وأبي العالية والض ّحاك
وكاني في ( فتح الق دير ) عن أبي عبي دة ومقات ل.ونقله ابن الج وزي في
ّ والحس ن.ونقله الش
( زاد المسير ) عن أبي صالح أيضاً.
أزواجهن ،فال يُ ِر ْد َن غ يرهم ،وال هن على ِ
ّ فهن وأنفس ّ
هن قد قُص ر ط ْر ّ
وقيل إ ّن المع نى أنّ ّ
فهن إلى سواهم.
يرفعن طَ ْر ّ
َ
وهو رواية عن مجاهد ـ رواه الطبري ـ ونقله ابن الجوزي في ( زاد المسير ) عن الربيع.
األول.وهو الذي ذكره القرطبي ولم يذكر سواه.
والمختار واهلل تعالى أعلم :القول ّ
ورجحه ابن الج وزي في ( زاد المس ير ) ( ) 8/126فق ال بعد أ ْن حكى الق ولين:
ّ
أصح ،فإ ّن العرب تقول :امرأة مقصورة وقصيرة وقصورة إذا كانت مالزمة ِخ ْدرها
واألول ّ
( ّ
).
21
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
22
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
ِ ِ
هن ،وه ؤالء قلت :وه ذا مع نى قَاص رات الطَّْرف.لكن أولئك قَاص رات بأنفس ّ ُ
هن في ِ ِ
( في الخي ام ) على ه ذا الق ول :ص فة ل ُح ْور.أيّ : ص ْو َرات.وقولهَم ْق ُ
ص ْورات.وكأ ّن أرباب هذا القول َف ّروا ِمن أن يَ ُك َّن محبوسات في ِ
الخيام.وليس معموالً ل َم ْق ُ
ِ
الخيام ال ُت َفا ِرقْنها إلى الغَُرف والبساتين. ِ
فهن بِص فات النس اء األول يُجيب ون عن ه ذا ب أ ّن اهلل س بحانه وص ّ وأص حاب الق ول ّ
الم َخ َّدرات المص ونات.وذلك أجمل في الوص ف ،وال يل زم ِمن ذلك أنّهن ال ي َف ا ِرقْن ِ
الخي ام ّ ُ َ َ ُْ ُ
ِ
ص ْونات ال الم َخ َّدرات َ
الم ُ إلى الغُ َرف والبس اتين ،كما أ ّن نس اء المل وك وذويهم من النس اء ُ
ص ر في يمنعن أ ْن يخرجن في سفر وغيره إلى م ْن ٍ
لهن ال َق ْ
هن الالزم ّ ص ُف ّ
ونحوه.فو ْ
َ تزه وبستان ُ َ ُ َ َ
لهن مع الخدم الخروج إلى البساتين ونحوها ) انتهى كالم ابن القيّم. البيت ،ويَعرض ّ
بي ص لّى اهلل عليه وس لّم في ص فة ِخيَ ام الجنّة أنّه ق ال ( :إ ّن للم ؤمن في وقد ورد عن الن ّ
ضهاواحدة ُم َج َّوفَ ٍة طولها [ في السماء ] ستّون ِم ْيالً [.وفي روايةَ :ع ْر ُ
ٍ الجنّة لَخيمةً ِمن ٍ
لؤلؤة
ستّون ِم ْيالً ] لِلمؤمن فيها ْأهلُ ْون يطوف عليهم المؤمن فال يرى بعضهم بعض اً ).وفي لفظ( :
اآلخرين يطوف عليهم المؤمن ).
أهل ما َي َر ْو َن َ ٍِ
كل زاوية منها ٌ في ّ
البخاري ( ) 6/182 ( ) 4/143ومسلم ( 17/176،175ـ الشرح ) واللفظ له.وما ّ رواه
بين المعقوفين [ ] اتّفقا عليه أيضاً.
ض ها ِس تّون
قال النووي رحمه اهلل في الشرح ( ( :) 17/175وفي الرواية األولىَ ( :ع ْر ُ
فع ْرضها في مساحة ِ ِ ِ
م ْيالً ).وفي الثانية ( :طُْولها في السماء ستّون ميالً ).وال ُمعارضة بينهماَ ،
العلو متساويان ) انتهى كالمه.وراجع ( سلسلة األحاديث أرضها وطُْولها في السماء أي في ّ
األلباني رحمه اهلل (.ألمجلّد السابع ـ حديث رقم .) 3541
ّ الصحيحة ) للشيخ
23
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
َكـو ِ
اعــب َ
ب أ ْت َراباً ) [ النبأ31:ـ.] 33 ِ
حدائق وأعناباً و َك َواع َ
َ قال اهلل تعالى ( إ ّن للمتّقين َم َفازاً
اعب) ما قاله ابن القيّم رحمه اهلل في ( حادي األرواح ) ( :) 295 ومعنى ( َكو ِ
َ
َص ُل اللفظة ِمن ِ ِ
ب جمع َك اعب وهي :الناهد ) ـ إلى أ ْن ق ال ـ ( :وأ ْ
ِ
( فَ ال َك َواع ُ
ت متدلّية إلى أس فل.ويس مين نَ ِ
واهد االس تدارة.والم راد أ ّن ث ديهن نَ ِ
َُ ّ كالرم ان ليس ْ ُ َ ّ واهد ّ ّ
و َكو ِ
اعب ). َ
وقال أيضاً في ( روضة المحبّين ) ( :) 243
تكعب ِ ِ
هن َك َواعب.وهو جمعَ :ك اعب.وهي المرأة التي قد ّ وجل بأنّ ّ
عز ّوصفهن اهلل ّ
ّ ( وقد
لسن الشباب ). ِ
مالزم ّ
يتدل إلى أسفل.وهذا من أحسن َخلْق النساء وهو ٌ ثديها واستدار ولم ّ
واربأْ ض لنفسك ُّ ِ
بالد ْونْ ، فيا أيّها العاقل اللبيب ،هذا من جميل وصف نساء الجنّة ،فال َت ْر َ
كل فاج ٍر مفتون ،وما َش ْرط مرافقتهم اجتماع األجساد، ِ
واله ْون ،ب ِرفْقة ّ بها عن َم َواقِع ّ
الذل ُ
وخالن ،على بعد ال ّديار وطُول ِ
الق َف ار ،وذلك بل الفج ار الفس اق ر َف َق اء وإخوان ،وأصحاب ِ
ْ ُْ ٌ ّ ُ ّ
هوة دنيئ ة ،ول ّذ ٍة منغَّصة ال هنيئ ة ،ب امرأة مفتون ة ،أو ص ورة
باجتم اع قل وبهم على طَلَب ش ٍ
ذل وانكسار ،وعيونهم عن مساوئها في إحجام وانْ ِحسار. الفجار لها في ٍّ
ملعونة ،فقلوب ّ
تنزه
فت لك حالَ ه.بل ّ ص ُالمحروم الذي َو َ
َ كنت عبد اهلل ح ّقاً فال يستعب ْدك ما استعبد
فإ ْن َ
عن ذلك رغب ةً فيما عند اهلل تع الى ِمن الث واب العظيم ،وه ذا هو س بيل المتّقين الموع ودين
واعب أتراب اً ) [ النب أ:
دائق وأعناب اً وك َ
بأحسن الوعد وأص دقه وأوف اه ( إ ّن للمتّقين َم َف ازاً ح َ
31ـ.] 33
24
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
ـار
أَبْ َك ٌ
إنس وال َجا ّن ِ
لم يَطْم ْث ُه َّن ٌ
اهن أبك اراً ُع ُرب اً أ ْت َراب اً ألص حاب اليمين )
اء فجعلن ّ أناهن إنش ً
ق ال اهلل تع الى ( إنّا أنش ّ
[ الواقعة35:ـ.] 38
يدل على عظم شأنه ،وأنّه إنشاء كريمِ ،من إنشاء ) فهو ّ ً أنشأناهن
ّ وتأ َّم ْل قوله تعالى ( إنّا
جل وعال ِمن فضله. الرب الرحيم ،سبحانه وتعالى .نسأل اهلل ّ ّ
ش بطائنها ِمن إس تبرق وق ال تع الى في بي ان ث واب الخ ائفين َم َق ام ربّهم ( ُمَّتكِِئْين على ُف ُر ٍ
إنس قبلهم فيهن قاص ُ َّ ٍ
رات الط ْرف لم َيْطِمْثُه ّن ٌ أي آالء ربّكما تك ّذبان ّ وجنَى الجنّ تين دان فب ّ َ
أي آالء ربّكما تك ّذبان ) والمرْج ان فب ّهن الي اقوت َ أي آالء ربّكما تك ّذبان ك أنّ ّوال ج ا ّن فب ّ
[ الرحمن54:ـ.]59
ات في ِ
الخيَام ص ْو َر ٌ وقال اهلل تعالى ( فِي ِهن َخي ٌ ِ
فبأي آالء ربّكما تك ّذبان ُح ْو ٌر َم ْق ُ
رات حسان ّ ْ ّ ْ
أي آالء ربّكما تك ّذبان ) ِ
إنس قبلهم وال ج ا ّن فب ّ أي آالء ربّكما تك ّذبان لم يَطْم ْث ُه ّن ٌفب ّ
[ الرحمن70:ـ.] 75
ص ُل إلى نسائنا في الجنّة وعن أبي هريرة رضي اهلل تعالى عنه قال :قيل يا رسول اهلل هل نَ ِ
ص ُل في اليوم إلى مائة َع ْذراء ). الرجل لَي ِ
؟ فقال ( إ ّن َّ ُ َ َ
رواه الط براني في ( المعجم الص غير ) ( ) 2/68وفي ( األوسط ) ( .) 1/219وق ال
الصحيح.وصححه
ّ الحافظ أبو عبد اهلل المقدسي رحمه اهلل :هذا الحديث عندي على َش ْرط
اني رحمه اهلل في
ابن القيّم رحمه اهلل في ( ح ادي األرواح ) ( .) 307وص ّححه األلب ّ
( سلسلة األحاديث الصحيحة ـ الحديث رقم .) 367
إنس قبلهم وال جا ّن ) ما قاله اإلمام ابن كثير( :) 4/280 ِ
ومعنى قوله تعالى ( لم يَطْم ْث ُه ّن ٌ
والجن ).
ّ أزواجهن ِمن اإلنس
ّ ( لم يَطَأ ُْه ّن أح ٌد قبل
المفسرين أ ّن المعنى :لم يَطَ أ ُْه َّن
ّ ومثله نقل ابن القيّم في ( حادي األرواح ) ( ) 288عن
أزواجهن. عهن أحد قبل هن ولم ي ِ
جام َّ ش َّ ولم َي ْغ َ
ّ ُ
25
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
26
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
عُ ُـرب
اهن أبك اراً ُع ُرب اً ْأترَاب اً ألص حاب اليمين )
اء فجعلن ّ
أناهن إنش ً
ق ال اهلل تع الى ( إنّا أنش ّ
[ الواقعة35:ـ.] 38
بعولتهن.قاله اإلمام ابن كثير رحمه اهلل في ( النهاية في الفتن
ّ و( عُ ُرباً ) أيُ :متَ َحبِّبات إلى
فس رها ابن
والمالحم ) ( .) 2/510وذك ره أيض اً في التفس ير ( .) 4/293وبه ذا المع نى ّ
القيّم في حادي األرواح (.)294
وقال في ( روضة المحبّين ) ( :) 245
والتبعل
وأما العُ ُرب فجمع َع ُر ْوب.وهي ال تي جمعت إلى حالوة الص ورة ُحسن الت أنّي ّ
( ّ
وحسن حركاتها ).
والتحبّب إلى الزوج بدلّها وحديثها وحالوة منطقها ُ
المتَ َحبِّبَة إلى زوجها بأخالقها ولطافتها
الع ُر ْوب ) ( :وهي الم رأة ُوق ال أيض اً في مع نى ( َ
المتَ َحبِّبَة إلي ه.وق ال أبو ِ ِ
الع ُر ْوب من النس اء المطيعة لزوجه اُ ،
رابيَ :
وش مائلها.ق ال ابن األع ّ
المبرد :هي العاشقة لِزوجها ).انتهى ِمن بدائع التفسير البنالتبع ل .قال ّ عبيدة :هي الحسنة ّ
محمد .ونقله عن التبيان في أقسام القرآن. القيّم ( ) 4/259ـ جمع :يسري السيّد ّ
وهذا غاية ما يُطلب ِمن النساء ،أن تكون مع حسن الصورة َع ُر ْوباً ،كما قال ابن القيّم في
( حادي األرواح ) ( :) 294
وح ْس ن ِع ْش رتها.وه ذا غاية ما يُطلب ِمن ( فجمع س بحانه وتع الى بين ُح ْس ن ص ورتها ُ
بهن ).
النساء.وبه تكمل ل ّذة الرجل ّ
27
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
أَتْ َـراب
قاصرات الطَّْرف أ ْت َراب ) [ ص.] 52: ُ قال تعالى ( وعندهم
ب أ ْت َراباً ) [ النبأ31:ـ.] 33 ِ
حدائق وأعناباً و َك َواع َ
َ وقال اهلل تعالى( إ ّن للمتّقين َم َفازاً
قال ابن كثير رحمه اهلل في التفسير ( :) 4/42
( ( أَْت َراب ) [ ص ] 52:أي متساويات في ّ
السن والعمر.هذا معنى قول ابن عبّ اس رضي
ومحمد بن كعب والس ّدي ).
ّ اهلل عنهما ومجاهد وسعيد بن ُجبير
وقال ابن القيّم في ( حادي األرواح ) ( :) 288
سنهن،وال والئد
فيهن عجائز قد فات ُح ّ
هن ليس ّ أسنانهن أنّ ّ
ّ ( والمعنى ِمن اإلخبار باستواء
ال يُ ِط ْقن الوطء.بخالف الذكور فإ ّن فيهم الولدان وهم الخدم ).
وقال في ( روضة المحبّين ) ( :) 245
ِ ِ ِ
هن هن الص غر ،ولم ُي ْز ِر بِ ّ
هن الكبَ ر ،بل س نّ ّ فهن مس تويات في س ِّن الش باب ،لم يقصر بِ ّ
( ّ
ِس ّن الشباب ).
28
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
الواني اْ َل فال تكن بِ صت ال ِو َُر ْم َ ت طريق َم ْس كنها ف إ ْن ص ْف ُولقد َو َ
َ
ان اك ه ذا س اعة لَِز َم َم ْس َر َ الس ْي َر جه دك إنّما ث َّ وح َّ
ع ُأس ِر ْ ْ
ان ت ذا ْإمك
َم ْه َرها ما ُد ْم َ النفس وابْ ُذ ْل
َ ِّث بِال ِو َ
ص ال وح د ْ
ش ْق َ فا ْع َ
ان الفطْر ِمن رمض
وي وم الوص ِل ي وم ِ
ْ َ ْ يامك قبل لُْقيَاها ْل ص واج َع
ْ
ان ا ِو َ
ف وهي ذات َأم الم َخ
َت ْل َقى َ ادي َو ِس ْروت جمالها الح ِ
َ ْل ُنعُ َ واج َع
ْ
( القصيدة النونيّة البن القيّم.صفحة 217ـ) 218
أج ِل حس ٍن ٍ
زائف في هذه الدنيا، ِ
واعلم أ ّن أهل العقول ال يَزهدون في عرائس الجنّة من ْ ُ ْ ْ
الب َوار ،ال ٍ ٍ المحرم ٍة المَنغَّص ٍة المَنغ ٍ
ِّص ة الناقص ة المنقطع ة ال تي ت وجب َ
ُ َ ُ َّ وال يَس تبدلون الل ّذ ٍة
أس َف َهه ،ص فقته خاس رة،
فمن اس تَْب َدل ما ْ
يس تبدلونها بالل ذة الحقيقيّة الكاملة في الجنّ ةَ ،
وبضاعته فاسدة ،وعاقبته ُم ْم ِحلة.هو أسير شهوتهَ ،
وع ْبد هواه ،محياه ومماته له.
29
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
ف َه َواك الذي يزيّن لك استعجال اللذة في الحرام ،قاتِلْهُ واق َْم ْع هُ باالعتصام بحبل اهلل َخاْلِ ْ
تع الى ،وبِلُ زوم طاعته س بحانه وطاعة رس وله ص لّى اهلل عليه وس لّم ،وبِ اليقين ب أ ّن ما عند اهلل
لت ِمن الح رام على اختالف َد َركاته ص ْ تع الى ِمن النعيم للمتّقين خ ٌير وأبقى.وأ ّن ك ّل ل ّذ ٍة ُح ِّ
تب الع ذاب والن ار ،و ُت َف ِّو ُ ِ والغم والنكد والحس رة ِّ
والض ْيق.و ُت ْوج َ الح زن ّ فإنّها ت ؤول إلى ُ
الثواب العظيم في الجنّة.
ف إن كنت تريد نج اة نفس ك ،والس عي بها إلى جنّ ٍة عرض ها الس موات واألرض فاعم ْل
بالطاعة.واجتنب المعصية.
ت لِغَ ٍد واتّقوا اهلل إ ّن اهلل
نفس ما قَ َّد َم ْ
ْتنظر ٌقال اهلل تعالى ( يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا اهلل ول ْ
س وا اهلل فأنس اهم أنفس هم أولئك هم الفاس قون ال
خب ٌير بما تعمل ون وال تكون وا كال ذين نَ ُ
يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنّة أصحاب الجنّة هم الفائزون ) [ الحشر18:ـ.] 20
ط
وي ْن َحل عزمك ،فداعي العجز َس ْو ٌ ِ
وإيّاك وداعي العجز ،أ ْن تستجب له فتذهب ه ّمتكَ ،
يس وقك إلى َم َحلّة الخ ائبين ،ال ذين تالعب الش يطان بهم.وإنّما تس لّط عليهم بعملهم ،ف َك ْيد
الشيطان ضعيف ،ال ينال به شيئاً ِمن أولياء اهلل المخلصين المتّقين ،الذين اتّخذوا الشيطان
دواً إنّما ي دعو ِح ْزبَه
دو فاتّخ ذوه ع ّ دواً ،كما أم رهم اهلل تع الى فق ال ( إ ّن الش يطان لكم ع ٌّ
ع ّ
لِيكونوا ِمن أصحاب َّ
الس ِع ْير ) [ فاطر.] 6:
ِ
وع ْدله فيفأما َمن ت واله فإنّه يتس لَّط علي ه ،فيك ون أس يراً ل ه ،وه ذا من حكمة اهلل َ ّ
ض له شيطاناً فهو له ش عن ِذ ْك ِر الرحمن ُن َقيِّ ْ
ومن َي ْع ُ
المعرضين عن ذكره ،كما قال تعالى ( َ ُ
ص ّدونهم عن السبيل ويحسبون أنّهم مهتدون ) [ الزخرف36:ـ. ] 37
قرين وإنّهم لَيَ ُ
وم َحلّة الخ ائبين ،أن تَ ْد َنو منها فتخيب كما خ ابوا ،فنفوس هم دنيئ ة ،تطلب
فإيّ اك أخي َ
األمور الحقيرة.
ولتكن نفسك شريفةً أبِيَّةً ال ترضى ُّ
بالد ْون ،وال تنظر إلى الحقير.
بّان ب ِ
ومن ُش ُل ِمن ِش ْي ٍ ِمن قب ومن خال ِع َمن يَلِ ْي َ
ك َ ص ار َ ظر َم َ
ف انْ ْ
بِذا األدنى الذي هو فاني العالي الباقي
َ وارغَب بِعقلك أ ْن تبيع
ْ
30
م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ
الد األَ ْف َراح َ َْ ُ
31