You are on page 1of 32

‫ش ِّو ُق األَ ْر َواح‬

‫ُم َ‬
‫إِلَى‬
‫نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬
‫أو‬
‫ْجنَّة‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص َفةُ نِس ِ‬
‫اء‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬

‫ت َْألِ ُ‬
‫يف‬
‫عبد العزيز بن محمد‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫ومن س يّئات‬
‫إ ّن الحمد هلل نحم ده ونس تعينه ونس تغفره‪.‬ونع وذ باهلل ِمن ش رور أنفس نا ِ‬
‫له‪.‬ومن يُضلل فال هاديَ له‪.‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال‬
‫َ‬ ‫أعمالنا‪.‬من يهده اهلل فال ُمضِ ّلَ‬
‫َ‬
‫محمداً عبده ورسوله صلّى اهلل تعالى عليه وسلّم‪.‬‬
‫شريك له‪.‬وأشهد أ ّن ّ‬
‫ّأما بعد‪.‬‬
‫فإ ّن اهلل تعالى خلق عباده ألم ٍر عظيم هو عبادته وحده ال شريك له‪ ،‬كما قال تعالى ( وما‬
‫الجن واإلنس إال ليعبدون )[ الذاريات‪.] 56:‬‬
‫خلقت ّ‬
‫أك رََمكم عند اهلل‬
‫وأ ْك َر ُم الخلق عند اهلل أ ْت َق اهم وأحس نهم عب اد ًة هلل‪ ،‬كما ق ال تع الى( إ ّن ْ‬
‫لح ُجرات‪.] 13:‬‬
‫أتَْقاكم ) [ ا ُ‬
‫واإلنسان إذا لم يعبد اهلل وحده‪ ،‬فإنّ ه يكون َمِطيَّ ةً للشيطان‪ ،‬تلعب به األهواء‪،‬وتذهب به‬
‫الشهوات‪،‬ويَْعمى قلبه‪ ،‬ويمشي ُم ِكبّاً على وجهه‪.‬‬
‫ض له شيطاناً فهو له َق رِْين وإنّهم لََيصُ ّدونهم‬
‫ش عن ذِ ْك ِر الرَّحمن ُنقَِّي ْ‬
‫ومن َي ْع ُ‬
‫قال تعالى ( َ‬
‫عن السبيل ويحسبون أنّهم مهتدون ) [الزخرف‪36:‬ـ‪.]37‬‬
‫فإبليس اللعين ال يَْهنأ بالتوحيد والعبادة‪.‬ولِ ُخ ْبثه وفساده وش ّدة َعداوته لِبني آدم قَطَع على‬
‫موقن بأن ال سبيل له إليهم‪.‬‬
‫خلَصين فإنّه ٌ‬ ‫نفسه لَُيغْ ِو َينّهم‪ ،‬إال عباد اهلل ُ‬
‫الم ْ‬
‫وأل ْغ ِويَنّهم أجمعين إال عب ادك منهم‬
‫رب بما أغويت ني ألَُزِّيَن ّن لهم في األرض ُ‬
‫( ق ال ّ‬
‫لح ْجر‪39:‬ـ‪.] 40‬‬ ‫خلَصين ) [ ا ِ‬ ‫المُ ْ‬
‫الم ْخلَص ون ال س لطان إلبليس عليهم‪ ،‬كما ق ال تع الى ( إ ّن عب ادي ليس لك‬ ‫فعب اد اهلل ُ‬
‫عليهم سلطا ٌن وكفى بربّك وكيالً ) [ اإلسراء‪.] 65:‬‬
‫وقال تعالى ( فإذا َقَرأتَ القرآن فاستعذْ باهلل ِمن الشيطان الرجيم إنّه ليس له سلطا ٌن على‬
‫ال ذين آمن وا وعلى ربّهم يتو ّكل ون إنّما س لطانه على ال ذين يََتَولَّْونه وال ذين هم به مش ركون )‬
‫لنحل‪98:‬ـ‪.] 100‬‬
‫[ا ْ‬

‫‪1‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫فس لطان اللعين على أوليائه وأتباع ه‪،‬على المش ركين باهلل‪،‬على المتّبعين أله وائهم‪،‬على‬
‫العاصين ألمر اهلل تعالى وأمر رسوله عليه الصالة والسالم‪.‬‬
‫ف إبليس يس عى في إغ واء ب ني آدم بِك ّل ما يوص له إلى ذلك‪.‬ت ار ًة بالش بهات‪ ،‬وت ار ًة‬
‫المحرمة بص ورة‬ ‫بالش هوات ال تي أغ وى بها كث يراً ِمن أتباع ِ‬
‫ه‪.‬ومن ذلك أ ْن ص ّور لهم الل ذة‬
‫ّ‬
‫النعيم وق ّرة العين‪.‬وزيّن لهم إطالق األبص ار في الح رام والتع ّدي ب الفروج ليس تر بض اعته‬
‫الفاسدة التي توجب دار البوار‪.‬‬
‫فأولياء الشيطان إنّما يفعلون ما يدعوهم إليه ِإمامهم اللعين ِمن إطالق أبصارهم في الحرام‬
‫شهوة دنيئة‪ ،‬ول ّذ ٍة حقيرة‪ ،‬ما أسَْر َ‬
‫ع انقض اءها‪،‬وما‬ ‫ٍ‬ ‫والتع ّدي بفروجهم ِمن أجل ماذا ؟ ِمن أجل‬
‫األمد‪ ،‬لكنّه ا تُذهب اإليم ان وتطمس‬
‫أعظم ض ررها‪.‬إذا نظ رتَ إلى الل ذة وج دتها قص يرة َ‬
‫البهَ اء‪.‬وتسلب زينة الحياء‪.‬تشغل الفِ ْك ر عن الطاعة‪ ،‬وتقذف بالفكر صريعاً‬
‫النور‪.‬ت نزع ُحلَّ ة َ‬
‫إلى حض يض الصَُور الخسيس ة‪.‬ف ترى المص اب به ذا الم رض ـ م رض الش هوة وطلب الل ذة‬
‫واه‪.‬مكََّبالً عن الخ ير‪.‬ال هَ َّم له إال في‬
‫أي فتن ة‪.‬عب داً لش هوته‪.‬أس يراً لِ َه ُ‬
‫المحرمة ـ ت راه مفتون اً ّ‬
‫ّ‬
‫أس َفهه‪.‬‬
‫ثم ما ْ‬
‫أس َفهه ّ‬‫تحصيل ل ّذته‪.‬فما أش ّد حِْرمانه‪.‬وما ْأبيَ َن خسرانه‪.‬ما ْ‬
‫وقبل ك ّل ما س بق ِمن المفاسد ف إ ّن أسِْيَر هَ َواه قد أس خط ربّه ج ّل وعال بمعص يته‪.‬فهو‬
‫آخ َرته‪ ،‬وسعى في تفويت اللذة العظيمة في جنّات النعيم‪.‬‬ ‫ضيَّع ِ‬
‫مَُت َو َّع ٌد بالعذاب العظيم‪.‬قد َ َ‬
‫قال اإلمام ابن القيّم رحمه اهلل في ( حادي األرواح ) ( ‪:) 311‬‬
‫فمن استوفى طيّباته ول ّذاته وأذهبها في هذه الدار ُح ِر َمها هناك‪ ،‬كما َن َعى سبحانه وتعالى‬ ‫( َ‬
‫ومن تبعهم يخ افون ِمن‬ ‫على َمن أذهب طيّباته في ال دنيا واس تمتع به ا‪.‬وله ذا ك ان الص حابة َ‬
‫المحرمة هلل استوفاها يوم القيامة أكمل‬
‫ّ‬ ‫ذلك أش ّد الخوف ) ـ إلى أ ْن قال ـ‪ ( :‬فمَْن ترك اللذة‬
‫ما تك ون‪.‬ومَن اس توفاها هنا ُحرَِمها هن اك أو نقص كماله ا‪.‬فال يجعل اهلل ل ّذة َمن أوضع في‬
‫معاصيه ومحارمه كل ّذة َمن ترك شهوته هلل أبداً)‪.‬انتهى كالم ابن القيّم‪.‬‬
‫أي مرضٍ هو‬‫ازنها معها‪ ،‬فستعلم ّ‬ ‫وو ِ‬
‫المحرمة‪َ ،‬‬
‫ّ‬ ‫نظر إلى مفاسد اللذة‬
‫فيا أيّها العبد اللبيب أُ ْ‬
‫الهلَكة لِمَن أُص يب به‬
‫يب به ذلك المفت ون ـ عافانا اهلل وإيّ اك ـ فما أخط ره‪.‬فهو م رض َ‬ ‫قد أُص َ‬

‫‪2‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫فلم يع الج نفسه ب الوحي‪.‬فكم ض ّل به ذا الم رض ِمن مهت د‪.‬وكم غ وى به ِمن راش د‪.‬وكم في‬
‫عزته صار الحقيرَ الذليل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫طريقه من قتيل‪.‬بعد ّ‬
‫النبي‬
‫فمرض االفتتان بالنساء مرض خطير ومنتشر‪ ،‬يورث مفاسد كثيرة‪.‬وقد ح ّذرنا منه ّ‬
‫بي ص لّى اهلل عليه‬
‫دري رضي اهلل عنه عن الن ّ‬
‫ص لّى اهلل تع الى عليه وس لّم‪.‬فعن أبي س عيد الخ ّ‬
‫وس لّم ق ال ( إ ّن ال دنيا حل وةٌ َخ ِ‬
‫ض رة‪.‬وإ ّن اهلل مس تخلفكم فيها فينظر كيف تعمل ون‪.‬ف اتّقوا‬ ‫ُ‬
‫فتنة بني إس رائيل كانت في النساء ) رواه مس لم ( ‪ 17/55‬ـ‬ ‫أول ِ‬ ‫الدنيا‪.‬واتّق وا النس اء‪.‬فإ ّن ّ‬
‫الشرح )‪.‬‬
‫ت بعدي‬ ‫النبي صلّى اهلل عليه وسلّم قال ( ما َت َر ْك ُ‬
‫وعن أسامة بن زيد رضي اهلل عنهما عن ّ‬
‫البخاري ( ‪ ) 7/11‬ومسلم ( ‪ 17/54‬ـ الشرح )‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الرجال ِمن النساء ) رواه‬ ‫فتنةً أَ َ‬
‫ض ّر على ِّ‬
‫بش ر اهلل‬
‫أردت أن أ َُبيِّن بمشيئة اهلل تعالى في هذا الكتاب صفات نساء الجنّة الالتي ّ‬
‫وقد ُ‬
‫اء‪،‬ومن أس باب ت رك‬ ‫تع الى بها المؤم نين المتقين‪.‬فمعرفة ص فاتهن ِمن أس باب اتّق اء فتنة النس ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المحرمة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اللذة‬
‫نهن‬
‫فكيف يختار لنفسه س لوك س بل أهل الغفلة َمنْ علم صفات نساء الجنّة وع رف حس ّ‬
‫الهن ؟ وكيف يخت ار س بل المح رومين ال ذين رض وا ألنفس هم ب الهََوان‪ ،‬فب اعوا الل ذة‬ ‫وجم ّ‬
‫العظيمة في الجنّة بل ّذ ٍة حقيرة منقطعة ناقصة ُمَنغَّصة ُمَنغِّصة توجب الحرمان والعقاب ؟‬
‫ارعةَ إلى الطاعة‪ ،‬واجتنابَ ما‬
‫المسَ َ‬
‫والترهيب ُ‬
‫ُ‬ ‫الترغيب‬
‫ُ‬ ‫فأهل اإليمان والتقوى يوجب لهم‬
‫حرم اهلل ورسوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪.‬‬‫ّ‬
‫فأس أل اهلل تع الى أن ينفع بهذا الكت اب‪.‬وأن يَ َّد ِخ َر لي به عظيم الث واب‪.‬وأن يه دينا وس ائر‬
‫إخواننا إلى جنّات النعيم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫اء الجَنَّـة‬
‫صفَـاتُ ِنسَـ ِ‬
‫ِ‬
‫أزواج ُمطَ َّهـرة‬
‫ٌ‬
‫ات تجري ِمن تحتها‬ ‫وبشِّر الذين آمنوا وعمل وا الصالحات أ ّن لهم جنّ ٍ‬ ‫قال اهلل تع الى ( َ‬
‫ثمرة رزق اً قالوا هذا الذي ُرزِقنا ِمن قبل وأُتُوا به ُمَتشابهاً ولهم‬
‫األنهار كلّما رزِقوا منها ِمن ٍ‬
‫ُ‬
‫أزواج مَُطهَّرةٌ وهم فيها خالدون ) [ البقرة‪.] 25:‬‬
‫ٌ‬ ‫فيها‬
‫قال ابن القيّم رحمه اهلل في ( حادي األرواح ) ( ‪:) 283‬‬
‫المبَ ِّ‬
‫ش ر ومنزلته وص دقه‪ ،‬وعظمة َمن أرس له إليك به ذه البش ارة‪ ،‬وق در ما‬ ‫فتأم ْل جاللة ُ‬
‫( ّ‬
‫بش رك به وض منه لك على أس هل ش يء عليك وأيس ره‪.‬وجمع س بحانه في ه ذه البش ارة بين‬ ‫ّ‬
‫المطَهَّرة‪ ،‬ونعيم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نعيم الب دن بالجن ان وما فيها من األنه ار والثم ار‪ ،‬ونعيم النفس ب األزواج ُ‬
‫وقرة العين بمعرفة دوام هذا العيش أبد اآلباد وعدم انقطاعه )‪.‬‬ ‫القلب ّ‬
‫رة ِمن الذهب‬ ‫ِ‬
‫النساء والبنين والقناطي ِر المقنطَ ِ‬ ‫حب الشَ َهوات ِمن‬
‫وقال تعالى ( ُزيَِّن للناس ُّ‬
‫َ‬
‫والح ْرث ذلك متاع الحياة الدنيا واهلل عنده ُحسْن المآب‬ ‫ِ‬
‫واألنعام َ‬ ‫س َّومة‬
‫ضة والخيل المُ َ‬ ‫والف ّ‬
‫ات تجري ِمن تحتها األنهار خالدين فيها‬ ‫قل أؤنَِّبُئكم بخي ٍر ِمن ذلكم للذين اتّقوا عند ربّهم جنّ ٌ‬
‫ِ‬
‫وأزواج مَُطهَّرةٌ و ِرضوا ٌن من اهلل واهلل ٌ‬
‫بصير بالعباد الذين يقولون ربّنا إنّنا آمنّا فاغفر لنا ذنوبنا‬ ‫ٌ‬
‫وقنا ع ذاب الن ار الص ابرين والص ادقين والق انتين والمنفقين والمس تغفرين باألس حار ) [ آل‬
‫عمران‪14:‬ـ‪.] 17‬‬
‫ات تجري ِمن تحتها األنهار‬
‫وقال تعالى ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنّ ٍ‬
‫أزواج مَُطهَّرةٌ وندخلهم ظالً ظليالً ) [ النساء‪.] 57:‬‬
‫ٌ‬ ‫خالدين فيها أبداً لهم فيها‬
‫بش ر اهلل تع الى بها عب اده المؤم نين المتّقين‪.‬ف أزواجهم في الجنّة‬
‫فه ذه بش ارةٌ عظيمة ّ‬
‫وباطنهن‪.‬‬ ‫ظاهرهن‬ ‫كل قذ ٍر وخبث وآفة‪ ،‬سواء في ذلك‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫طاهرات من ّ‬
‫قال اإلمام ابن القيّم رحمه اهلل في ( حادي األرواح ) (‪283‬ـ‪:)284‬‬
‫رت ِمن الحيض والب ول والنف اس والغائط والمخ اط والبص اق وك ّل‬ ‫والمطَهَّرة ال تي طُِّه ْ‬
‫( ُ‬
‫ق ذر وك ّل أذى يك ون ِمن نس اء ال دنيا‪.‬فطُِّهر مع ذلك باطنها ِمن األخالق الس يّئة والص فات‬

‫‪4‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫المذموم ة‪.‬وطُِّهر لس انها ِمن الفحش والب ذاء‪.‬وطُِّهر طرفها ِمن أن تطمح به إلى غ ير‬
‫رت أثوابها ِمن أن يعرض لها دنس أو وسخ )‪.‬‬ ‫زوجها‪.‬وطُِّه ْ‬
‫وقال اإلمام ابن كثير رحمه اهلل تعالى في ( النهاية في الفتن والمالحم ) ( ‪:) 2/509‬‬
‫مطه رة ) [ النساء‪ ] 57:‬أي ِمن الحيض والنفاس والبول‬
‫أزواج ّ‬
‫ٌ‬ ‫( وقال تعالى ( لهم فيها‬
‫أخالقهن‬
‫ّ‬ ‫منهن ش يءٌ ِمن ذل ك‪.‬وك ذلك طُِّه ْ‬
‫رت‬ ‫والغائط والبص اق والمخ اط‪.‬ال يص در ّ‬
‫تهن )‪.‬‬
‫ولباسهن وسجيّ ّ‬
‫ّ‬ ‫وألفاظهن‬
‫ّ‬ ‫وأنفاسهن‬
‫ّ‬
‫حي على الجنّة بالعمل الص الح‪،‬‬
‫ص ف نس اء الجنّة فيا أيّها العاقل الل بيب ّ‬
‫وإذا ك ان ه ذا َو ْ‬
‫أُب ذل جه دك في طاعة اهلل تع الى وطاعة الرس ول ص لّى اهلل عليه وس لّم‪ ،‬عسى أن تنجو ِمن‬
‫المرهوب‪ ،‬وتفوز بالمرغوب‪.‬‬
‫وتأمل قوله تعالى ( ذلك متاع الحياة الدنيا واهلل عنده ُح ْسن المآب ) [ آل عمران‪] 14:‬‬ ‫ّ‬
‫خير وأبقى فيتّقوا اهلل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ليُرشد تعالى عباده إلى ثواب اآلخرة ويرغّبهم فيه‪ ،‬وليَعلموا أ ّن اآلخرة ٌ‬
‫قال اإلمام ابن القيّم رحمه اهلل في ( ع ّدة الصابرين ) (‪169‬ـ‪ )170‬بعد أن ذكر قوله تعالى‬
‫الشهوات ) اآلية‪:‬‬
‫حب َ‬ ‫( ُزيِّنَ للناس ُّ‬
‫( ف أخبر س بحانه أ ّن ه ذا ال ذي زيّن به ال دنيا ِمن مالذّها وش هواتها‪ ،‬وما هو غاية أم اني‬
‫هن أعظم زينتها وش هواتها‬‫ومؤثريها على اآلخ رة‪ ،‬وهو س بعة أش ياء‪ :‬النس اء الالتي ّ‬ ‫طُالبها ُ‬
‫والفض ة الل َذين‬
‫ّ‬ ‫وعزه‪.‬والذهب‬
‫وأعظمها فتنة‪.‬والبنين الذين بهم كمال الرجل وفخره وكرمه ّ‬
‫عز أصحابها‬
‫س َّومة التي هي ّ‬ ‫الم َ‬
‫مادة الشهوات على اختالف أجناسها وأنواعها‪.‬والخيل ُ‬
‫هما ّ‬
‫وفخ رهم وحص ونهم وآلة قه رهم ألع دائهم في طلبهم وه ربهم‪.‬واألنع ام ال تي ِمنها رك وبهم‬
‫وطعامهم ولباسهم وأثاثهم وأمتعتهم وغير ذلك ِمن مصالحهم‪.‬والحرث الذي هو ّ‬
‫مادة قوتهم‬
‫وقوت أنعامهم ودوابّهم وفاكهتهم وأدويتهم وغير ذلك‪.‬‬
‫دنيا‪.‬ثم ش ّوق عب اده إلى مت اع اآلخ رة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ثم أخ بر س بحانه أ ّن ذلك كلّه مت اع الحي اة ال‬
‫ّ‬
‫أؤنِّبُئكم بخ ي ٍر ِمن ذلكم للذين اتّق وا عند‬
‫وأعلَ َمهم أنّه خ ٌير ِمن هذا المتاع وأبقى فقال ( قل َ‬
‫وأزواج مطهَّرةٌ و ِرضوا ٌن ِمن اهلل واهلل بص ٌير‬
‫ٌ‬ ‫ات تجري ِمن تحتها األنهار خالدين فيها‬‫ربّهم جنّ ٌ‬
‫[ آل عمران‪.] 15:‬‬ ‫بالعباد )‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫ومن هم أهله ال ذين هم أولى به فق ال ( ال ذين‬


‫ثم ذكر س بحانه َمن يس تح ّق ه ذا المت اع َ‬
‫ّ‬
‫يقول ون ربّنا إنّنا آمنّا ف اغفر لنا ذنوبنا وقنا ع ذاب الن ار الص ابرين والص ادقين والق انتين‬
‫والمنفقين والمستغفرين باألسحار ) [ آل عمران‪16:‬ـ‪.] 17‬‬
‫فأخبر سبحانه أ ّن ما أع ّد ألوليائه المتّقين ِمن متاع اآلخرة خير ِمن متاع الدنيا‪.‬وهو نوعان‪:‬‬
‫ثواب يتمتّعون به‪ ،‬وأكبر منه وهو رضوانه عليهم )‪.‬‬
‫نسأل اهلل تعالى أن ُيَبلّغنا جنّته إنّه غفور رحيم كريم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫ـرات ِحسـان‬
‫َخ ْي ٌ‬

‫رات ِحسان ) [ الرحمن‪.] 70:‬‬


‫فيهن َخ ْي ٌ‬
‫قال اهلل تعالى ( ّ‬
‫نة‪.‬فهن‬ ‫( ف الخيرات جمع َخي رة‪.‬وهي مخففة ِمن َخي رة‪.‬كس يدة ولين ِ‬
‫ة‪.‬وحس ان جمع حس‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫والشيم‪.‬حسان الوجوه ) حادي األرواح البن القيّم ( ‪290‬ـ‪291‬‬ ‫خيرات الصفات واألخالق‬
‫)‪.‬‬
‫وقال ابن القيّم أيضاً في ( روضة المحبّين ) ( ‪:) 243‬‬
‫ا‪.‬فهن خ يرات‬
‫ّ‬ ‫وخلُقه‬
‫المحاسن ظ اهراً وباطن اً‪ ،‬فكمل َخلْقها ُ‬
‫جمعت َ‬
‫ْ‬ ‫( وهي ال تي قد‬
‫األخالق ِحسان الوجوه )‪.‬‬
‫البخاري ( ‪4/20‬ـ‪ِ ) 21‬من حديث أنس بن مالك‬ ‫ّ‬ ‫نهن ما ورد في صحيح‬ ‫ومما يبيّن ُح ْس ّ‬
‫بي ص لّى اهلل عليه وس لّم ق ال ( لََروح ةٌ في س بيل اهلل أو غَ دوةٌ خ ٌير ِمن‬ ‫رضي اهلل عنه عن الن ّ‬
‫خير ِمن الدنيا وما‬ ‫ِ ٍ‬
‫س أحدكم من الجنّة أو موضع قيد يعني َس ْوطَه ٌ‬
‫ِ‬ ‫قو ِ‬
‫اب ْ‬‫الدنيا وما فيها‪.‬ولََق ُ‬
‫اءت ما بينهما ولَ َمألته ريحا‬
‫ت إلى أهل األرض ألض ْ‬ ‫فيه ا‪ .‬ولو أ ّن ام رأةً ِمن أهل الجنّة اطَّلَ َع ْ‬
‫خير ِمن الدنيا وما فيها )‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ِ‬
‫ً‪.‬ولَنَص ْيفها على رأسها ٌ‬
‫دل على أ ّن نس اء الجنّة ي زدادون حس ناً وجم االً‪ ،‬ففي ص حيح مس لم (‬
‫وقد ورد ما ي ّ‬
‫‪ ) 4/2178‬عن أنس بن مالك رضي اهلل تعالى عنه أ ّن رسول اهلل صلّى اهلل عليه وس لّم قال (‬
‫فتهب ريح الش مال فتحثو في وج وههم وثي ابهم‬ ‫س ْوقاً يأتونها ك ّل جمع ة‪ّ ،‬‬ ‫إ ّن في الجنّة لَ ُ‬
‫ف يزدادون حس ناً وجم االً‪ ،‬ف يرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حس ناً وجم االً‪ ،‬فيق ول لهم‬
‫أهلوهم‪ :‬واهلل لقد ازددتم بعدنا حسناً وجماالً‪ ،‬فيقولون‪ :‬وأنتم واهلل لقد ازددتم بعدنا حسناً‬
‫وجماالً )‪.‬‬

‫سـن أَص َـوات‬ ‫ُيغَنِّي َـن أزواجه ّـن بِأ ْ‬


‫َح َ‬

‫(‪ )1‬أي ِخمارها‪.‬وإذا كان هذا قدر ِ‬


‫الخ َمار فما قدر البسته‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪7‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫عن ابن عمر رضي اهلل عنهما قال‪ :‬قال رسول اهلل ص لّى اهلل عليه وس لّم ( إ ّن أزواج أهل‬
‫ٍ‬
‫ِّين ب ه‪ :‬نحن ال َخ يرات‬
‫ط‪.‬إ ّن مما ُيغَن َ‬‫أح ٌد ق ّ‬‫أزواجهن بِأحسن أص وات س معها َ‬ ‫ّ‬ ‫ِّين‬
‫الجنّة لَُيغَن َ‬
‫ِّين ب ه‪ :‬نحن الخال دات فال‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫ام‪.‬ي ْنظُ ْر َن ب ُق َّرة أ ْعي ان‪.‬وإ ّن مما ُيغَن َ‬
‫الحس ان‪.‬أزواج ق وم ك َر َ‬
‫براني في ( المعجم‬ ‫المقيم ات فال يَظ َْعنَّه )‪.‬رواه الط‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫يَ ُم ْتنَ ه‪.‬نحن اآلمن ات فال يَ َخ ْفنَ ه‪.‬نحن ُ‬
‫األوسط ) ( ‪5/149‬ـ‪ ) 150‬وفي ( المعجم الص غير ) ( ‪ ) 2/35‬فق ال‪ :‬ح ّدثنا أبو رفاعة‬
‫محمد بن‬ ‫ِ‬
‫عم ارة بن َوث ْيمة بن موسى بن الف رات المص ري ح ّدثنا س عيد بن أبي م ريم أنبأنا ّ‬
‫جعفر بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن ابن عمر رضي اهلل عنهما فذكره‪.‬‬
‫وهذا إسناد رجاله رجال الكتب الستّة سوى عمارة بن َوثِْيمة َفلَ ْم أجد له ترجمة سوى ما‬
‫عند ابن الج وزي في ( المنتظم ) ( ‪ ) 6/37‬فقد ذك ره في َمن ُت ُوفِّي في س نة تسع وثم انين‬
‫وم ائتين فق ال‪ ( :‬عم ارة بن َوثِْيمة بن موسى أبو رفاعة الفارس ّي ُولد بِمصر وح ّدث عن أبي‬
‫صالح كاتب الليث وغيره وصنّف تاريخاً على السنين وح ّدث به‪.‬و ُت ُوفِّ َي في جمادى اآلخرة‬
‫ِمن هذه السنة )‪.‬‬
‫وك ذلك ذك ره اإلم ام ابن كث ير في ( البداية والنهاية ) ( ‪ ) 11/96‬في َمن ُت ُوفِّ َي ِمن‬
‫األعيان ِمن السنة نفسها وعزا له التاريخ‪.‬‬
‫وهو ِمن شيوخ الطبراني في (المعجم الكبير) أيضاً‪.‬‬
‫اني رحمه اهلل في ( ص حيح الج امع ـ الح ديث رقم‬
‫ه ذا والح ديث ص ّححه الش يخ األلب ّ‬
‫‪.) 1561‬وانظر ( سلسلة األحاديث الصحيحة ـ الحديث رقم ‪.) 3002‬واهلل تعالى أعلم‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫الم ْكنـون‬
‫كأ َْمثـال اللؤلـؤ َ‬
‫ين كأمث ال اللؤلؤ المكن ون )‬ ‫ق ال تع الى في وص فهن وبي ان حس نِهن ( وح ِ‬
‫ور ع ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ُْ ّ‬ ‫ّ‬
‫[ الواقعة‪22:‬ـ‪.] 23‬‬
‫هن اللؤلؤ الرطب في بياضه وصفائه ) تفسير اإلمام ابن كثير ( ‪.) 4/287‬‬
‫( أي كأنّ ّ‬
‫ص َدفه‪.‬‬
‫صون المستور في َ‬
‫الم ُ‬
‫والم ْكنون هو َ‬
‫َ‬
‫قال ابن القيّم في روضة المحبّين ( ‪:) 245‬‬
‫لونه‪.‬وح ْسن بياضه‪.‬ونعومة َمل َْمسه )‪.‬‬
‫ُ‬ ‫( فَ ُخ ْذ ِمن اللؤلؤ صفاء‬

‫‪9‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫ـض َم ْكنـون‬
‫كأَنّه ّـن َب ْي ٌ‬
‫ِ‬
‫يض مكن ون ) [ الص افات‪48:‬ـ‬ ‫ق ال اهلل تع الى ( وعن دهم قاص رات الطَّْرف ع ْين ك أنّ ّ‬
‫هن بَ ٌ‬
‫‪.] 49‬‬
‫بالب ْيض الذي يكنّه الريش مثل بيض النّعام الذي يحضنه الطائر ويستره‬
‫شب َه ُه ّن اهلل تعالى َ‬
‫ّ‬
‫بريشه ِمن الريح والغبار‪.‬‬
‫الم ْكنون ) إنّه بَطْن البيض وهو الذي داخل القشر‪.‬فهذا قول ثان‪.‬‬
‫الب ْيض َ‬
‫وقيل في معنى ( َ‬
‫وقيل إنّه اللؤلؤ‪.‬وبه ُشِّب ْه َن في بياضه وصفائه‪.‬وهذا قول ثالث‪.‬‬
‫ل‪.‬ورجحه الشوكاني في ( فتح القدير )‪.‬وهو اختيار اآللوسي في‬
‫ّ‬ ‫األو‬
‫والمختار هو القول ّ‬
‫( روح المعاني )‪.‬ولم يذكر الشنقيطي في ( أضواء البيان ) غيره‪.‬واهلل تعالى أعلم‬

‫‪10‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫والم ْرجـان‬
‫ـوت َ‬‫كأَنّه ّـن الياق ُ‬
‫والم ْرجان )[ ألرحمن‪.] 58:‬‬ ‫قال تعالى في و ِ‬
‫هن الياقوت َ‬
‫هن ( كأنّ ّ‬
‫صف ّ‬‫َ ْ‬
‫قال ابن القيّم رحمه اهلل في ( حادي األرواح ) ( ‪:) 289‬‬
‫جان‪.‬شب َه ُه ّن في صفاء‬
‫ّ‬ ‫الم ْر‬
‫المفسرين‪ :‬أراد صفاء الياقوت في بَياض َ‬
‫ّ‬ ‫وعامة‬
‫( قال الحسن ّ‬
‫والمرجان )‪.‬‬
‫اللون وبياضه بالياقوت َ‬
‫ونقله ابن كث ير رحمه اهلل في التفس ير ( ‪ ) 4/280‬عن مجاهد والحسن وابن زيد‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫وقال ابن القيّم في روضة المحبّين ( ‪:) 245‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫( و ُخ ْذ من الياقوت والمرجان ُح ْس َن لونه في صفائه وإشرابه بيسي ٍر من ُ‬
‫الح ْمرة )‪.‬‬
‫للبخاري‬
‫ّ‬ ‫البخاري ( ‪ ) 4/160‬ومسلم ( ‪17/171‬ـ‪ 172‬بشرح النووي ) واللفظ‬ ‫ّ‬ ‫وروى‬
‫عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ( :‬إن أول زمرة‬
‫ص ْو َرتهم ـ خ ‪ 4/143‬م ‪ 17/173‬واللفظ‬ ‫ِ‬
‫يدخلون الجنة [ من أ ُّمتي ـ م ‪ُ [ ] 17/172‬‬
‫ي في السماء‬ ‫ٍ‬
‫كوكب ُد ِّر ٍّ‬ ‫للبخاري ] على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أش ّد‬
‫ّ‬
‫يتغوطون وال َي ْتفلون وال‬ ‫إضاءة [ ثم هم بعد ذلك منازل ـ م ‪ ] 172 /17‬ال يبولون وال ّ‬
‫البخاري ‪ :4/143‬ال‬
‫ّ‬ ‫يبصقون ـ خ ‪ 4/143‬م ‪ [ ] 173 ،17/172‬زاد‬ ‫يَ ْمتخطون [ وال ُ‬
‫يَ ْس َقمون ] أمشاطهم الذهب [ وفي رواية‪ :‬آنيتهم وأمشاطهم ِمن الذهب والفضة ـ خ‬
‫وم َج ِامرهم [ وفي رواية‪َ :‬وقُود‬‫ور ْشحهم المسك َ‬ ‫‪ 4/143‬م ‪ 17/173‬واللفظ لمسلم ] َ‬
‫مج ِامرهم ـ خ ‪ ] 143 /4‬األَلَُّوة األَلَْنجوج ُعود الطِّيب وأزواجهم الحور ِ‬
‫الع ْين ( لكل امر ٍئ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫واحدة منهما يُرى ُم ُّخ ساقها ِمن وراء لحمها ِمن‬
‫ٍ‬ ‫منهم زوجتان [ اثنتان ـ م ‪ ] 171 /17‬كل‬
‫البخاري ‪:4/145‬‬
‫ّ‬ ‫للبخاري ) [ وفي رواية عند‬
‫ّ‬ ‫الح ْسن ـ خ ‪ 4/143‬م ‪ 17/173‬واللفظ‬ ‫ُ‬
‫هن ِمن وراء العظم واللحم ] [ وما في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لكل امر ٍئ زوجتان من ُ‬
‫الح ْور الع ْين يُرى ُم ُّخ ُس ْوق ّ‬
‫الجنة أعزب ـ م ‪ ] 171 /17‬على َخلْق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ِستون ذراعاً في‬
‫اسد ـ خ ‪ ] 145 /4‬قلوبهم قلب واحد‬
‫السماء ( ال اختالف بينهم وال َتبَاغُض [ وال تَ َح ُ‬
‫وع ِشيّاً ـ خ ‪ 4/143‬م ‪.) ) 17/173‬‬ ‫يسبحون اهلل بُ ْكر ًة َ‬

‫‪11‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫هن ِمن وراء العظم‬‫ِ‬


‫صف نساء أهل الجنّة‪ ( :‬يُرى ُم ُّخ ُس ْوق ّ‬
‫فقوله صلّى اهلل عليه وسلّم في و ْ ِ‬
‫َ‬
‫الحسن والصفاء البَالِغَْين‪.‬‬
‫)‪.‬يدل على ُ‬
‫ّ‬ ‫واللحم‬
‫قال الحافظ ابن حجر رحمه اهلل في ( فتح الباري ) ( ‪:) 6/401‬‬
‫بضم الميم وتشديد المعجمة ـ‪ :‬ما في داخل العظم‪.‬والمراد به وصفها بالصفاء‬
‫والم ّخ ـ ّ‬
‫( ُ‬
‫البالغ‪.‬وأ ّن ما في داخل العظم ال يستتر بالعظم واللحم والجلد )‪.‬‬
‫لر ُجل ِمن أهل الجنّة‬
‫النبي ص لّى اهلل عليه وس لّم قال ( لِ َّ‬
‫وعن أبي هريرة رضي اهلل عنه عن ّ‬
‫واحدة سبعون ُحلَّة يرى ُم ّخ ساقها ِمن وراء الثياب )‪.‬رواه‬
‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫ِ‬
‫الح ْور الع ْين على ّ‬
‫ِ‬
‫زوجتان من ُ‬
‫محمد‬
‫حم اد بن سلمة أنا يونس عن ّ‬
‫اإلمام أحمد في المسند (‪ )2/345‬قال‪ :‬ح ّدثنا ع ّف ان ثنا ّ‬
‫بن سيرين عن أبي هريرة به‪.‬وإسناده صحيح‪.‬‬
‫محمد بن المنه ال ثنا يزيد بن زريع ثنا هش ام‬
‫ورواه ال دارمي ( ‪ ) 931‬فق ال‪ :‬أخبرنا ّ‬
‫محمد بن س يرين عن أبي هري رة رضي اهلل عنه ق ال‪ :‬ق ال رس ول اهلل ص لّى اهلل‬ ‫القردوسي عن ّ‬
‫أح ٌد إال لَ هُ زوجت ان‪.‬إنّه ل يرى م ّخ س اقهما ِمن وراء س بعين ُحلَّة ما‬
‫عليه وس لّم ( ما في الجنّة َ‬
‫فيها ِمن عزب )‪.‬وهذا إسناد صحيح أيضاً‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫ُحـ ْـور‬
‫ٍ‬
‫وإستبرق‬ ‫ات وعيون يلبس ون ِمن س ٍ‬
‫ندس‬ ‫قال اهلل تعالى ( إ ّن المتّقين في م َق ٍام أمين في جنّ ٍ‬
‫َ‬
‫فاكهة ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آم نين ال يذوقون فيها الموت‬ ‫وزوجناهم ب ُح ْو ٍر ع ْين يَ ْدعون فيها ب ّ‬
‫كل‬ ‫ُمتَقابلين كذلك ّ‬
‫الم ْوتة األولى ووقاهم عذاب الجحيم ) [ الدخان‪51:‬ـ‪.] 56‬‬ ‫إال َ‬
‫قال ابن القيّم رحمه اهلل في ( حادي األرواح ) ( ‪284‬ـ‪:) 285‬‬
‫كل مكروه‪ ،‬واشتماله على الثمار‬ ‫ِ‬
‫األمن فيه من ّ‬
‫الم ْن زل وحصول ْ‬ ‫( فَ َج َمع لهم بين ُح ْس ن َ‬
‫العشرة بمقابلة بعضهم بعض اً‪ ،‬وتمام اللذة بالحور ِ‬
‫الع ْين‪،‬‬ ‫واألنهار‪ ،‬وحس ن اللباس‪ ،‬وكمال ِ‬
‫ُْ‬ ‫ُْ‬
‫ودع ائهم بجميع أن واع الفاكه ة‪ ،‬مع ْأمنِهم ِمن انقطاعها ومض ّرتها وغائلته ا‪ ،‬وخت ام ذلك‬
‫أ ْعلَ َمهم بأنّهم ال يذوقون هناك موتاً )‪.‬‬
‫وقال أيضاً في ( حادي األرواح ) ( ‪:) 138‬‬
‫ٍ‬
‫والمقام‪:‬‬ ‫( قال تعالى ( إ ّن المتّقين في َم َق ٍام أمين في جنّات وعيون ) [ الدخان‪51:‬ـ‪َ ] 52‬‬
‫كل سوء وآفة ومكروه‪،‬وهو الذي قد جمع صفات األمن‬ ‫ِ ِ‬
‫موضع اإلقامة‪.‬واألمين‪ :‬اآلمن من ّ‬
‫آمنون فيه ِمن الخروج والنقص‬ ‫آمن ِمن الزوال والخراب وأنواع النقص‪ ،‬وأهله ِ‬ ‫كلّها‪ ،‬فهو ِ‬
‫والنكد‪.‬والبلد األمين‪ :‬الذي قد أمن أهله فيه مما يخاف ِمنه سواهم‪.‬‬
‫وتأمل كيف ذكر سبحانه األمن في قوله تعالى ( إ ّن المتّقين في َم َق ٍام أمين ) [ ألدخان‪51:‬‬ ‫ّ‬
‫آم نين) [ال دخان‪.] 55:‬فجمع لهم بين ْأمن‬ ‫] وفي قوله تع الى (ي ْدعون فيها بك ل فاكه ٍة ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫وأمن الخروج‬ ‫ومضرتها‪ْ ،‬‬
‫ّ‬ ‫وأمن الطعام‪ ،‬فال يخافون انقطاع الفاكهة وال سوء عاقبتها‬ ‫المكان ْ‬ ‫َ‬
‫وأمن الموت فال يخافون فيها موتاً )‪.‬‬ ‫ِ‬
‫منها‪ ،‬فال يخافون ذلك‪ْ ،‬‬
‫ات ونعيم ف اكِ ِه ْين بما آت اهم ربّهم ووق اهم ربّهم ع ذاب‬ ‫وق ال تع الى( إ ّن المتّقين في جنّ ٍ‬
‫وزوجن اهم بِ ُح ْو ٍر‬ ‫ٍ‬
‫الجحيم ُكل وا واش ربوا هنيئ اً بما كنتم تعمل ون متّك ئين على ُس ر ٍر مص فوفة ّ‬
‫[ الطور‪17:‬ـ‪.] 20‬‬ ‫ِع ْين )‬
‫قال ابن القيّم رحمه اهلل‪:‬‬
‫( ذكر س بحانه أرب اب العل وم النافعة واألعم ال الص الحة واالعتق ادات الص حيحة وهم‬
‫المتّق ون‪ ،‬ف ذكر مس اكنهم وهم في ِ‬
‫الجن ان‪ ،‬وح الهم في المس اكن وهو النعيم‪.‬وذكر نعيم‬

‫‪13‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عجب‬ ‫قل وبهم وراحتهم بك ونهم ( ف اك ِه ْين بما آت اهم ربّهم ) [ الط ور‪.] 18:‬وال َفاك ه‪ُ :‬‬
‫الم َ‬
‫فكه بالكسر يفكه فهو فكه وفاكه إذا كان طيّب النفس‬ ‫بالشيء المسرور المغتبط به‪.‬وفِعله‪ِ :‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫يمين‪ :‬نعيم القلب‬ ‫ِ‬
‫) ـ إلى أن ق ال ابن القيّم ـ ‪ ( :‬والمقص ود أنّه س بحانه جمع لهم بين النَّع َ‬
‫بالتف ّك ه‪ ،‬ونعيم الب دن باألكل والش رب والنك اح‪.‬ووق اهم ع ذاب الجحيم‪.‬فوق اهم مما‬
‫زاء ِوفاق اً‪ ،‬ألنّهم ترك وا ما يك ره‪ ،‬وأتَ وا بما ّ‬
‫يحب‪ ،‬فك ان‬ ‫يكره ون‪ ،‬وأعط اهم ما يحبّ ون‪ ،‬ج ً‬
‫جزاؤهم مطابقاً ألعمالهم‪.‬‬
‫ثم أخبر عن دوام ذلك لهم بما أ ْف َه َمه قوله ( هنيئاً ) [ الطور‪.] 19:‬فإنّهم لو علموا زواله‬
‫ّ‬
‫وانقطاعه لََنغّص عليهم ذلك نعيمهم ولم يكن هناء لهم‪.‬‬
‫ِ‬
‫صفوفة ) [ الطور‪.] 20:‬وفي‬ ‫ثم ذكر مجالسهم وهيئاتهم فيها فقال ( ُمتَّكئِْين على ُس ُر ٍر َم ْ‬ ‫ّ‬
‫ِذ ْكر اصطفافها تنبيه على كمال النعمة عليهم بِ ُق ْرب بعضهم ِمن بعض ومقابلة بعضهم بعض اً‪،‬‬
‫َّكئِْي َن عليها ُمتَق ابِلين ) [ الواقع ة‪.] 16:‬ف إ ّن ِمن تَم ام الل ذة والنعيم أ ْن‬
‫كما ق ال تع الى ( مت ِ‬
‫ُ‬
‫يحب معاشرته ويُ ؤثر قربه‪ ،‬وال يكون بعيداً ِمنه قد‬ ‫يكون مع اإلنسان في بستانه ومنزله َمن ّ‬
‫ِح ْيل بينه وبين ه‪ ،‬بل س ريره إلى ج انب س رير َمن يحبّ ه)‪.‬انتهى ِمن ب دائع التفس ير البن القيّم (‬
‫محمد‪.‬ونقله عن التبيان في أقسام القرآن‪.‬‬
‫‪4/257‬ـ‪ ) 258‬ـ جمع‪ :‬يسري السيّد ّ‬
‫وح ْو ٌر ِع ْي ٌن كأمثال اللؤلؤ المكنون ) [ الواقعة‪22:‬ـ‪.] 23‬‬
‫هن ( ُ‬
‫وقال اهلل تعالى في و ِ‬
‫صف ّ‬ ‫َ ْ‬
‫الخيام ) [ الرحمن‪.] 72:‬‬ ‫رات في ِ‬ ‫ص ْو ٌ‬
‫وقال تعالى ( ُح ْو ٌر َم ْق ُ‬
‫وتق ّدم الحديث الذي في الصحيحين وفيه‪ (:‬وأزواجهم الحور ِ‬
‫الع ْين )‪.‬‬ ‫ُْ‬
‫جمع‪:‬ح ْوراء‪.‬وهي المرأة النقيّة البَياض‪ ،‬الشديدة بياض ُمقلة العين في ش ّدة سواد‬ ‫َ‬ ‫والح ْور‬
‫ُ‬
‫الحدقة‪.‬‬
‫قال اإلمام ابن جرير الطبري رحمه اهلل في التفسير ( ‪ ) 11/248‬في قوله تعالى ( كذلك‬
‫وزوجناهم بِ ُح ْو ٍر ِع ْين ) [ الدخان‪:] 54:‬‬
‫ّ‬
‫( يقول تعالى ذكره‪ :‬كما أعطينا هؤالء المتّقين في اآلخرة ِمن الكرامة بإدخالهم الجنّ ات‬
‫زوجن اهم أيض اً فيها ُح ْوراً ِمن‬
‫وإلباس هم فيها الس ندس واإلس تبرق‪ ،‬ك ذلك أكرمن اهم ب أ ْن ّ‬
‫)‪.‬ثم نقل هذا المعنى عن قتادة رحمه اهلل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫تهن‪َ :‬ح ْوراء ّ‬
‫ياض‪.‬واْح َد ّ‬
‫َ‬ ‫وهن النقيّات البَ‬‫النساء ّ‬

‫‪14‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫رات في ِ‬
‫الخيام ) [ الرحمن‪72:‬‬ ‫ص ْو ٌ‬
‫الطبري ( ‪ ) 11/614‬في قوله تعالى ( ُح ْو ٌر َم ْق ُ‬
‫ّ‬ ‫وقال‬
‫)‪.‬ثم نقله عن‬
‫راء‪.‬والح ْوراء‪ :‬البيض اء ّ‬
‫َ‬ ‫(ح ْور)‪ :‬بِْيض‪.‬وهي جمع َح ْو‬ ‫( يع ني بقوله ُ‬ ‫]‪:‬‬
‫مجاهد رحمه اهلل‪.‬‬
‫وزوجن اهم بِ ُح ْو ٍر ِع ْين ) [ الط ور‪ ] 20:‬في التفس ير (‬
‫وق ال أيض اً في قوله تع الى ( ّ‬
‫‪:) 11/487‬‬
‫والح ْور جمع َح ْوراء‪ ،‬وهي الشديدة بَياض ُم ْقلة العين في ش ّدة سواد الحدقة )‪.‬‬
‫( ُ‬
‫والح ْور‬ ‫ِ‬
‫وح ْو ٌر ع ْين ) [ الواقعة‪ُ ( :)11/632( ] 22:‬‬ ‫وقال أيضاً في تفسير قوله تعالى ( ُ‬
‫جمع َح ْوراء‪ ،‬وهي النقيّة بَي اض العين الش ديدة س وادها ) انتهى‪.‬أي‪ :‬نقيّة بي اض أبيض ها وهي‬
‫المقلة‪ ،‬شديدة سواد أسودها وهي الحدقة‪.‬كما قال ابن عبّاس رضي اهلل عنهما‪ُ ( :‬ح ْو ٌر‪ُ :‬س ْو ُد‬
‫البخاري عنه في( ‪ ) 6/181‬بصيغة الجزم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الح َدق )‪.‬علّقه‬
‫َ‬
‫وقال ابن القيّم رحمه اهلل في ( حادي األرواح ) ( ‪:) 285‬‬
‫والح ْور جمع َح ْوراء‪ ،‬وهي المرأة الشابّة الحسناء الجميلة البيضاء شديدة سواد العين‬
‫( ُ‬
‫)‪.‬ويقصد بسواد العين‪ :‬سواد الحدقة كما تق ّدم‪.‬‬
‫ثم نقل اإلم ام ابن القيّم عن ابن عبّ اس وقت ادة أ ّن الح ور في كالم الع رب‪ :‬البِْيض‪.‬وعن‬ ‫ّ‬
‫الوجوه‪.‬ثم قال ( الموضع السابق )‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الح ْور البِْيض‬
‫مقاتل‪ُ :‬‬
‫الح َور في‬ ‫ِ‬
‫الح َور‪ :‬البي اض‪.‬والتح وير‪ :‬التب ييض‪.‬والص حيح أ ّن الح ور م أخوذ من َ‬‫( وأصل َ‬
‫الع ْين‪ ،‬وهو ش ّدة بياض ها مع ق ّوة س وادها‪.‬فهو يتض ّمن األم رين‪.‬وفي الص حاح‪ :‬الح ور ش ّدة‬‫َ‬
‫الع ْين‬
‫والح َور في َ‬
‫الح َور ) ـ إلى أ ْن قال ـ ‪َ ( :‬‬
‫العين في ش ّدة سوادها‪.‬إمرأة َح ْوراء بيّنة َ‬
‫بياض َ‬
‫الح ْس ن ِمن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫مع نى يل تئم من ُح ْس ن البي اض والس واد وتناس بهما واكتس اب ك ّل واح د منهما ُ‬
‫ر‪.‬وعين َح ْوراء‪ :‬إذا اش ت ّد بي اض أبيض ها وس واد أس ودها‪.‬وال تُس ّمى الم رأة َح ْوراء حتّى‬
‫ٌ‬ ‫اآلخ‬
‫لون الجسد )‪.‬انتهى كالم ابن القيّم‪.‬‬ ‫تكون مع َح َور عينها بيضاء‬
‫ألوانهن وبياضه )‪.‬‬
‫ّ‬ ‫هن بالحور وهو ُح ْسن‬
‫ص َف َّ‬
‫وو َ‬
‫وقال في ( روضة المحبّين ) ( ‪َ ( :) 243‬‬

‫‪15‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫وع ْي ٌن َح ْوراء‪ :‬ش ديدة الس واد‪ ،‬نقيّة البَي اض‪ ،‬طويلة األه داب مع‬
‫وقال ابن القيّم أيض اً‪َ ( :‬‬
‫س ّمى الم رأة َح ْوراء حتّى يك ون مع َح َور عينها بي اض ل ون‬
‫الح ْس ن‪.‬وال تُ َ‬
‫س وادها‪ ،‬كاملة ُ‬
‫الجسد‪.‬‬
‫رات ِحس ان ) [ ال رحمن‪:‬‬
‫والمالح ة‪.‬كما ق ال ( َخ ْي ٌ‬
‫والح ْس ن َ‬
‫هن بالبَي اض ُ‬ ‫ص َف َّ‬
‫فو َ‬
‫َ‬
‫ونهن‪.‬وقد وصف اهلل‬
‫والمالحة في عي ّ‬
‫وههن‪َ ،‬‬
‫والح ْس ن في وج ّ‬
‫وانهن‪ُ ،‬‬
‫اض في أل ّ‬ ‫‪.] 70‬فالبَي ُ‬
‫فات‪.‬ودل بما وصف على ما س كت عنه ) انتهى ِمن‬
‫ّ‬ ‫س بحانه نس اء أهل الجنّة بأحسن الص‬
‫محم د‪ .‬ونقله عن التبي ان في‬
‫ب دائع التفس ير البن القيّم ( ‪ ) 4/259‬ـ جم ع‪ :‬يس ري الس يّد ّ‬
‫أقسام القرآن‪.‬‬

‫وزوجناهم بِ ُح ْو ٍر ِع ْين )[ الدخان‪ [ ] 54:‬الطور‪.] 20:‬قال‬ ‫فائدة‪َ :‬ت َق ّدم َق ْول اهلل تعالى ( ّ‬
‫اري عنه بص يغة الج زم في‬ ‫ِ‬
‫مجاهد في مع نى ال تزويج‪ ( :‬أنْ َك ْحن اهم ُح ْوراً ع ْين اً)‪.‬علّقه البخ ّ‬
‫( ‪6/163‬ـ‪.) 164‬وهو قول طائفة‪.‬‬
‫زوجناهم ) ِمن‬ ‫ِ‬
‫وزوجناهم بِ ُح ْو ٍر ع ْين ) أي‪َ :‬ق َرنّاهم بِ ّ‬
‫هن‪.‬فعندهم ( ّ‬ ‫وقالت طائفة أخرى‪ّ ( :‬‬
‫االقتران والشفع أي اثنين اثنين‪.‬‬
‫دل على‬
‫دل على المعن يين كليهم ا‪.‬فلفظ ال تزويج ي ّ‬ ‫ار واهلل تع الى أعلم أ ّن اآلية ت ّ‬
‫والمخت ُ‬
‫اهلل‪.‬وأما لفظ الب اء في قوله تع الى ( بِ ُح ْور ) فإنّه ي ّ‬
‫دل على‬ ‫ّ‬ ‫النك اح‪ ،‬كما ق ال مجاهد رحمه‬
‫االقتران‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وعلى هذا فتلويح فعل التزويج‬
‫ولهذا قال اإلمام ابن القيّم بعد أ ْن حكى القولين‪ُ ( :‬‬
‫دل على النك اح‪ ،‬وتعديته بالب اء المتض ّمنة مع نى االق تران والض ّم‪.‬ف القوالن واح د‪ ،‬واهلل‬
‫قد ّ‬
‫محم د‪ .‬ونقله‬ ‫ِ‬
‫أعلم ) انتهى من ب دائع التفس ير البن القيّم ( ‪ ) 4/258‬ـ جم ع‪ :‬يس ري الس يّد ّ‬
‫عن التبيان في أقسام القرآن‪.‬‬
‫وقال أيضاً في ( حادي األرواح ) ( ‪:) 287‬‬
‫دل على النك اح‪ ،‬كما ق ال مجاه د‪:‬‬ ‫( وال يمتنع أ ْن يُ راد األم ران مع اً‪.‬فلفظ ال تزويج ي ّ‬
‫والضم‪ ،‬وهذا أبل ُغ ِمن حذفها‪ ،‬واهلل أعلم )‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يدل على االقتران‬
‫الح ْور‪.‬ولفظ الباء ّ‬ ‫أنكحناهم ُ‬

‫‪16‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫‪17‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫ِع ْيــن‬
‫الوصف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كر النصوص الدالّة على هذا َ‬
‫قد تق ّدم ذ ُ‬
‫الم ْخلَصين ( وعندهم قاصرات الطَّْرف ِع ْين )[ الصافّات‪48:‬‬
‫وقال تعالى في بشرى عباده ُ‬
‫]‪.‬‬
‫الح ْسن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ت عيناها صفات ُ‬
‫والع ْين جمع‪َ :‬ع ْينَاء‪ ،‬وهي المرأة الواسعة العينين‪ ،‬التي َج َم َع ْ‬

‫قال اإلمام ابن جرير رحمه اهلل في التفسير ( ‪:) 11/487‬‬


‫( ِ‬
‫والع ْين جمع َع ْينَاء‪ ،‬وهي العظيمة العين في ُح ْسن وسعة )‪.‬‬
‫وقال رحمه اهلل في موضع آخر ِمن التفسير ( ‪:) 10/487‬‬
‫اء‪.‬والع ْينَ اء الم رأة‬ ‫( وقوله ( ِعين ) يع ني ب ِ‬
‫الع ْين‪ :‬النجل العي ون عظامه ا‪.‬وهي جمع َع ْينَ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫الواسعة العين عظيمتها‪ ،‬وهي أحسن ما تكون ِمن العيون )‪.‬‬
‫وقال اإلمام ابن كثير رحمه اهلل في التفسير ( ‪:) 4/8‬‬
‫( وقوله تب ارك وتع الى ( ِع ْين ) أي ِحس ان األعين‪ ،‬وقيل ض خام األعين‪ ،‬وهو يرجع إلى‬
‫الع ْينَاء )‪.‬‬
‫األول‪ ،‬وهي النجالء َ‬
‫ّ‬
‫وقال اإلمام ابن القيّم رحمه اهلل في حادي األرواح ( ‪285‬ـ‪:) 286‬‬
‫اء‪.‬ور ُج ٌل أ ْعين‪ :‬إذا ك ان ض خم‬
‫َ‬ ‫والع ْين‪ :‬جمع َع ْينَ اء‪ ،‬وهي العظيمة العين ِمن النس‬ ‫( ِ‬
‫العين‪.‬وامرأة َع ْينَاء‪ ،‬والجمع‪ِ :‬ع ْين‪.‬‬
‫الح ْسن والمالحة‪.‬‬ ‫والصحيح أ ّن ِ‬
‫أعينهن صفات ُ‬
‫ّ‬ ‫ت‬‫الع ْين الالتي َج َم َع ْ‬
‫الع ْين ِحسان األعين‪.‬‬ ‫قال مقاتل‪ِ :‬‬
‫ول‪.‬وض ْيق العين في الم رأة ِمن العي وب )‪.‬انتهى‬
‫ِ‬ ‫ومن محاسن الم رأة اتّس اع عينها في ط‬ ‫ِ‬
‫كالمه‪.‬‬
‫وقال أيضاً في ( روضة المحبّين ) ( ‪:) 243‬‬
‫( ِ‬
‫والع ْين جمع َع ْينَ اء‪ ،‬وهي المرأة الواسعة العين مع ش ّدة سوادها وصفاء بياضها وطول‬
‫أهدابها وسوادها )‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫‪19‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫ات الطَّ ْـرف‬ ‫قَ ِ‬


‫اص َـر ُ‬
‫قاصرات الطَّْرف ِع ْين ) [ الصافّات‪.] 48:‬‬
‫ُ‬ ‫قال اهلل تعالى ( وعندهم‬
‫فبأي آالء ربّكما‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وقال تعالى ( مت ِ‬
‫َّكئِْين على ُف ُر ٍ‬
‫وجنَى الجنّ تين دان ّ‬ ‫ش بطائنها من إستبرق َ‬ ‫ُ‬
‫أي آالء ربّكما تك ّذبان‬
‫إنس قبلهم وال ج ا ّن فب ّ‬‫يطمثهن ٌ‬
‫ّ‬ ‫رات الطَّْرف لم‬
‫فيهن قاص ُ‬ ‫تك ّذبان ّ‬
‫فبأي آالء ربّكما تك ّذبان ) [ الرحمن‪54:‬ـ‪.] 59‬‬ ‫والم ْرجان ّ‬‫هن الياقوت َ‬ ‫كأنّ ّ‬
‫قاصرات الطَّْرف أتراب ) [ ص‪.] 52:‬‬ ‫ُ‬ ‫وقال تعالى ( وعندهم‬
‫قاصرات الطَّْرف ) ( ‪:) 4/278‬‬ ‫قال ابن كثير رحمه اهلل تعالى في التفسير مبيناً معنى ( ِ‬
‫ّ‬
‫أزواجهن‪.‬قاله ابن‬
‫ّ‬ ‫أزواجهن‪.‬فال ي َريْن ش يئاً في الجنّة أحسن ِمن‬
‫ّ‬ ‫ض ْيض ات عن غ ير‬ ‫( أي غَ ِ‬
‫الخراساني وابن زيد )‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عبّاس وقتادة وعطاء‬
‫وقال ابن القيّم رحمه اهلل في ( حادي األرواح ) ( ‪:) 287‬‬
‫أزواجهن فال يطمحن إلى غيرهم‬
‫ّ‬ ‫طرفهن على‬
‫ّ‬ ‫ص ْر َن‬
‫والمفسرون كلّهم على أ ّن المعنى قَ َ‬
‫ّ‬ ‫(‬
‫)‪.‬‬
‫ت طَ ْرفها على‬‫ص َر ْ‬ ‫ِ‬
‫نهن قد قَ َ‬
‫وق ال أيض اً في ( روضة المحبّين ) ( ‪ ( :) 244‬ف المرأة م ّ‬
‫زوجها ِمن محبّتها له ورضاها به‪ ،‬فال يتجاوز طَ ْرفها عنه إلى غيره )‪.‬‬
‫ص ُر الطَّْرف عن طُ ُم ْو ِحه إلى غ ير األزواج‪.‬كما ق ال ابن القيّم في ( ح ادي‬ ‫ص ُر هن ا‪ :‬قَ ْ‬
‫فال َق ْ‬
‫األرواح ) ( ‪.) 290‬‬
‫فهن إلى غيرهم‬‫أزواجهن‪،‬وال يتع ّدى طَ ْر ّ‬
‫ّ‬ ‫هن ال يُ ِر ْد َن غير‬
‫تهن‪،‬وأنّ ّ‬
‫يدل على كمال ع ّف ّ‬ ‫وهذا ّ‬
‫بهن‪.‬‬ ‫رضاهن بِهم‪ ،‬وبهذا تكمل ل ّذة‬ ‫لِ‬
‫أزواجهن ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪20‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫ات في ِ‬
‫الخيَـام‬ ‫ص ْـو َر ٌ‬
‫َم ْق ُ‬
‫الخيَام )[ الرحمن‪] 72:‬‬‫ات في ِ‬ ‫ص ْو َر ٌ‬
‫فهن ( ُح ْو ٌر َم ْق ُ‬
‫ص ّ‬ ‫قال تعالى في َو ْ‬
‫ص ر َن وس تِر َن في ِ‬
‫الخيَ ام ص يانةً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هن قد قُ ْ ُ ْ‬ ‫ات في الخيَ ام )‪ :‬أنّ ّ‬ ‫ص ْو َر ٌ‬ ‫ومع نى قوله تع الى ( َم ْق ُ‬
‫ص ُر هنا كما‬ ‫ِ‬
‫تورات في الخيَ ام‪.‬فال َق ْ‬
‫ٌ‬ ‫هن مس‬ ‫لهن‪ ،‬فال ْيب رز َن وال يَظْه ر َن للرج ال‪.‬بل ّ‬ ‫وتَ ْكرم ةً ّ‬
‫الر ْج ِل عن التََب ّرج وال بروز والظه ور للرج ال )‪.‬ح ادي األرواح (‬ ‫ص ر ِّ‬ ‫ق ال ابن القيّم‪ ( :‬قَ ْ‬
‫‪.) 290‬‬
‫ومحمد بن كعب‬
‫ّ‬ ‫وقد روى معن اه الط بري عن ابن عبّ اس ومجاهد وأبي العالية والض ّحاك‬
‫وكاني في ( فتح الق دير ) عن أبي عبي دة ومقات ل‪.‬ونقله ابن الج وزي في‬
‫ّ‬ ‫والحس ن‪.‬ونقله الش‬
‫( زاد المسير ) عن أبي صالح أيضاً‪.‬‬
‫أزواجهن‪ ،‬فال يُ ِر ْد َن غ يرهم‪ ،‬وال‬ ‫هن على‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫فهن وأنفس ّ‬
‫هن قد قُص ر ط ْر ّ‬
‫وقيل إ ّن المع نى أنّ ّ‬
‫فهن إلى سواهم‪.‬‬
‫يرفعن طَ ْر ّ‬
‫َ‬
‫وهو رواية عن مجاهد ـ رواه الطبري ـ ونقله ابن الجوزي في ( زاد المسير ) عن الربيع‪.‬‬
‫األول‪.‬وهو الذي ذكره القرطبي ولم يذكر سواه‪.‬‬
‫والمختار واهلل تعالى أعلم‪ :‬القول ّ‬
‫ورجحه ابن الج وزي في ( زاد المس ير ) ( ‪ ) 8/126‬فق ال بعد أ ْن حكى الق ولين‪:‬‬
‫ّ‬
‫أصح‪ ،‬فإ ّن العرب تقول‪ :‬امرأة مقصورة وقصيرة وقصورة إذا كانت مالزمة ِخ ْدرها‬
‫واألول ّ‬
‫( ّ‬
‫)‪.‬‬

‫الشوكاني في ( فتح القدير ) ( ‪ ) 5/203‬فقال‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫رجحه‬ ‫وهو الذي ّ‬


‫ت الشيء أقصره‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫ِ‬
‫واألول أ َْولى‪ ،‬وبه قال أبو عبيدة ومقاتل وغيرهما‪.‬قال في الصحاح‪ :‬قَ َ‬ ‫( ّ‬
‫الخيام )‪.‬‬ ‫قصراً حبسته‪.‬والمعنى‪ :‬أنّهن ُخدرن في ِ‬
‫ّ‬
‫اآللوسي في ( روح المعاني ) ( ‪ ) 27/123‬فقال‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ورجحه‬
‫ّ‬
‫( أي ُم َخ َّد َرات‪.‬يُق ال‪ :‬ام رأة قص يرة ومقص ورة أي ُم َخ َّدرة مالزمة لِبيتها ال تط وف في‬
‫صيانتهن ) ـ إلى‬
‫ّ‬ ‫الزمتهن البيوت لِ داللتها على‬
‫ّ‬ ‫الطرق ) ـ إلى أ ْن قال ـ‪ ( :‬والنساء يُ ْم َد ْح َن بِ ُم‬

‫‪21‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫والضحاك وهو رواية عن‬


‫ّ‬ ‫قال ـ‪ ( :‬وهذا التفسير مأثور عن ابن عبّ اس والحسن‬ ‫أ ْن‬
‫مجاهد‪.‬‬
‫وبهن‬
‫ص ورات قل ّ‬
‫وأخ رج ابن أبي َش ْيبة وهن اد بن الس ري وابن جرير عنه أنّه ق ال‪َ :‬م ْق ُ‬
‫اآللوسي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪.‬واألول أظهر ) انتهى كالم‬
‫أزواجهن ّ‬
‫ّ‬ ‫ونفوسهن على‬
‫ّ‬ ‫وأبصارهن‬
‫ّ‬
‫وهو الذي ذكره الشنقيطي في ( أضواء البيان ) ( ‪6/313‬ـ‪ ) 314‬ولم يذكر غيره فقال‪:‬‬
‫ِ‬
‫صر‪:‬‬ ‫عليهن بِنوعين من أنواع ال َق ْ‬ ‫ّ‬ ‫واعلم أ ّن اهلل أثنى‬
‫ْ‬ ‫(‬
‫ِ‬
‫هن ( قَاص َرات الطَّْرف )‪.‬والطَّْرف‪ :‬العين ) ـ إلى أ ْن ق ال ـ‪ ( :‬ومع نى ك ّ‬
‫ونهن‬ ‫أح دهما‪ :‬أنّ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أزواجهن‪ ،‬بخالف نساء الدنيا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫( قَاص َرات الطَّْرف ) هو ما ق ّدمنا من أنّ ّ‬
‫هن ال َي ْنظُْر َن إلى غير‬
‫يخرجن ِمنها‪ ،‬كما قال تعالى‬
‫َ‬ ‫يامهن ال‬ ‫ِ‬
‫ص ْورات في خ ّ‬ ‫كونهن َم ْق ُ‬
‫ّ‬ ‫صر‪:‬‬ ‫ِ‬
‫والثاني من نوعي ال َق ْ‬
‫وتكن ) [ األح زاب‪.] 33:‬وذلك في قوله‬ ‫ألزواج نبيّه ص لّى اهلل عليه وس لّم ( و َق ْر َن في بي ّ‬
‫الخيَ ام ) [ ال رحمن‪.] 72:‬و َك ْون الم رأة مقص ورة في بيتها ال‬ ‫رات في ِ‬ ‫ص ْو ٌ‬ ‫تع الى ( ُح ْو ٌر َم ْق ُ‬
‫تخرج ِمنه ِمن صفاتها الجميلة )‪.‬‬
‫وذك ره الش يخ عبد ال رحمن بن ناصر الس عدي في التفس ير ( ‪ ) 1157‬فق ال‪ُ ( :‬ح ْو ٌر‬
‫الخيَ ام ) [ الرحمن‪ ] 72:‬أي‪ :‬محبوسات في ِخيام اللؤلؤ‪.‬قد َت َهيّ أْ َن وأع َد ْد َن‬‫رات في ِ‬
‫ص ْو ٌ‬
‫َم ْق ُ‬
‫روجهن في البس اتين وري اض الجنّة كما َج َرت الع ادة‬ ‫ّ‬ ‫ألزواجهن‪.‬وال ينفي ذلك خ‬
‫ّ‬ ‫هن‬
‫أنفس ّ‬
‫الم َخ َّدرات الخفرات )‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لبنات الملوك ُ‬
‫ص ْونات‪ ،‬فهو َح ْبس صيانة وتكرمة‪.‬‬
‫ومعنى محبوسات أي َم ُ‬
‫وقال اإلمام ابن القيّم في ( حادي األرواح ) ( ‪:) 290‬‬
‫( ألم ْقص ورات‪ :‬المحبوس ات‪.‬ق ال أبو عبي دة‪ُ :‬خ درن في ِ‬
‫الخي ام‪.‬وك ذلك ق ال مقات ل‪:‬‬ ‫َ ُْ‬
‫محبوسات في ِ‬
‫الخيام‪.‬‬
‫أزواجهن ال َي َر ْو َن غ يرهم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫هن محبوس ات على‬ ‫وفيه مع نى آخ ر‪ :‬وهو أ ْن يك ون الم راد أنّ ّ‬
‫أزواجهن فال يُ ِر ْد َن غ يرهم‪ ،‬وال‬ ‫وهم في الخي ام‪.‬وه ذا مع نى ق ول من ق ال‪ :‬قُ ِ‬
‫ص ْر َن على‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫الفراء‪.‬‬
‫يَط َْم ْح َن إلى َمن سواهم‪.‬ذكره ّ‬

‫‪22‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هن‪ ،‬وه ؤالء‬ ‫قلت‪ :‬وه ذا مع نى قَاص رات الطَّْرف‪.‬لكن أولئك قَاص رات بأنفس ّ‬ ‫ُ‬
‫هن في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫( في الخي ام ) على ه ذا الق ول‪ :‬ص فة ل ُح ْور‪.‬أي‪ّ :‬‬ ‫ص ْو َرات‪.‬وقوله‬‫َم ْق ُ‬
‫ص ْورات‪.‬وكأ ّن أرباب هذا القول َف ّروا ِمن أن يَ ُك َّن محبوسات في‬ ‫ِ‬
‫الخيام‪.‬وليس معموالً ل َم ْق ُ‬
‫ِ‬
‫الخيام ال ُت َفا ِرقْنها إلى الغَُرف والبساتين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فهن بِص فات النس اء‬ ‫األول يُجيب ون عن ه ذا ب أ ّن اهلل س بحانه وص ّ‬ ‫وأص حاب الق ول ّ‬
‫الم َخ َّدرات المص ونات‪.‬وذلك أجمل في الوص ف‪ ،‬وال يل زم ِمن ذلك أنّهن ال ي َف ا ِرقْن ِ‬
‫الخي ام‬ ‫ّ ُ َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ص ْونات ال‬ ‫الم َخ َّدرات َ‬
‫الم ُ‬ ‫إلى الغُ َرف والبس اتين‪ ،‬كما أ ّن نس اء المل وك وذويهم من النس اء ُ‬
‫ص ر في‬ ‫يمنعن أ ْن يخرجن في سفر وغيره إلى م ْن ٍ‬
‫لهن ال َق ْ‬
‫هن الالزم ّ‬ ‫ص ُف ّ‬
‫ونحوه‪.‬فو ْ‬
‫َ‬ ‫تزه وبستان‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫لهن مع الخدم الخروج إلى البساتين ونحوها ) انتهى كالم ابن القيّم‪.‬‬ ‫البيت‪ ،‬ويَعرض ّ‬
‫بي ص لّى اهلل عليه وس لّم في ص فة ِخيَ ام الجنّة أنّه ق ال‪ ( :‬إ ّن للم ؤمن في‬ ‫وقد ورد عن الن ّ‬
‫ضها‬‫واحدة ُم َج َّوفَ ٍة طولها [ في السماء ] ستّون ِم ْيالً‪ [.‬وفي رواية‪َ :‬ع ْر ُ‬
‫ٍ‬ ‫الجنّة لَخيمةً ِمن ٍ‬
‫لؤلؤة‬
‫ستّون ِم ْيالً ] لِلمؤمن فيها ْأهلُ ْون يطوف عليهم المؤمن فال يرى بعضهم بعض اً )‪.‬وفي لفظ‪( :‬‬
‫اآلخرين يطوف عليهم المؤمن )‪.‬‬
‫أهل ما َي َر ْو َن َ‬ ‫ٍِ‬
‫كل زاوية منها ٌ‬ ‫في ّ‬
‫البخاري ( ‪ ) 6/182 ( ) 4/143‬ومسلم ( ‪17/176،175‬ـ الشرح ) واللفظ له‪.‬وما‬ ‫ّ‬ ‫رواه‬
‫بين المعقوفين [ ] اتّفقا عليه أيضاً‪.‬‬
‫ض ها ِس تّون‬
‫قال النووي رحمه اهلل في الشرح ( ‪ ( :) 17/175‬وفي الرواية األولى‪َ ( :‬ع ْر ُ‬
‫فع ْرضها في مساحة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْيالً )‪.‬وفي الثانية‪ ( :‬طُْولها في السماء ستّون ميالً )‪.‬وال ُمعارضة بينهما‪َ ،‬‬
‫العلو متساويان ) انتهى كالمه‪.‬وراجع ( سلسلة األحاديث‬ ‫أرضها وطُْولها في السماء أي في ّ‬
‫األلباني رحمه اهلل‪ (.‬ألمجلّد السابع ـ حديث رقم ‪.) 3541‬‬
‫ّ‬ ‫الصحيحة ) للشيخ‬

‫‪23‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫َكـو ِ‬
‫اعــب‬ ‫َ‬
‫ب أ ْت َراباً ) [ النبأ‪31:‬ـ‪.] 33‬‬ ‫ِ‬
‫حدائق وأعناباً و َك َواع َ‬
‫َ‬ ‫قال اهلل تعالى ( إ ّن للمتّقين َم َفازاً‬
‫اعب) ما قاله ابن القيّم رحمه اهلل في ( حادي األرواح ) ( ‪:) 295‬‬ ‫ومعنى ( َكو ِ‬
‫َ‬
‫َص ُل اللفظة ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب جمع َك اعب وهي‪ :‬الناهد ) ـ إلى أ ْن ق ال ـ‪ ( :‬وأ ْ‬
‫ِ‬
‫( فَ ال َك َواع ُ‬
‫ت متدلّية إلى أس فل‪.‬ويس مين نَ ِ‬
‫واهد‬ ‫االس تدارة‪.‬والم راد أ ّن ث ديهن نَ ِ‬
‫َُ ّ‬ ‫كالرم ان ليس ْ ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫واهد‬ ‫ّ ّ‬
‫و َكو ِ‬
‫اعب )‪.‬‬ ‫َ‬
‫وقال أيضاً في ( روضة المحبّين ) ( ‪:) 243‬‬
‫تكعب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هن َك َواعب‪.‬وهو جمع‪َ :‬ك اعب‪.‬وهي المرأة التي قد ّ‬ ‫وجل بأنّ ّ‬
‫عز ّ‬‫وصفهن اهلل ّ‬
‫ّ‬ ‫( وقد‬
‫لسن الشباب )‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مالزم ّ‬
‫يتدل إلى أسفل‪.‬وهذا من أحسن َخلْق النساء وهو ٌ‬ ‫ثديها واستدار ولم ّ‬
‫واربأْ‬ ‫ض لنفسك ُّ‬ ‫ِ‬
‫بالد ْون‪ْ ،‬‬ ‫فيا أيّها العاقل اللبيب‪ ،‬هذا من جميل وصف نساء الجنّة‪ ،‬فال َت ْر َ‬
‫كل فاج ٍر مفتون‪ ،‬وما َش ْرط مرافقتهم اجتماع األجساد‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واله ْون‪ ،‬ب ِرفْقة ّ‬ ‫بها عن َم َواقِع ّ‬
‫الذل ُ‬
‫وخالن‪ ،‬على بعد ال ّديار وطُول ِ‬
‫الق َف ار‪ ،‬وذلك‬ ‫بل الفج ار الفس اق ر َف َق اء وإخوان‪ ،‬وأصحاب ِ‬
‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ّ‬
‫هوة دنيئ ة‪ ،‬ول ّذ ٍة منغَّصة ال هنيئ ة‪ ،‬ب امرأة مفتون ة‪ ،‬أو ص ورة‬
‫باجتم اع قل وبهم على طَلَب ش ٍ‬
‫ذل وانكسار‪ ،‬وعيونهم عن مساوئها في إحجام وانْ ِحسار‪.‬‬ ‫الفجار لها في ٍّ‬
‫ملعونة‪ ،‬فقلوب ّ‬
‫تنزه‬
‫فت لك حالَ ه‪.‬بل ّ‬ ‫ص ُ‬‫المحروم الذي َو َ‬
‫َ‬ ‫كنت عبد اهلل ح ّقاً فال يستعب ْدك ما استعبد‬
‫فإ ْن َ‬
‫عن ذلك رغب ةً فيما عند اهلل تع الى ِمن الث واب العظيم‪ ،‬وه ذا هو س بيل المتّقين الموع ودين‬
‫واعب أتراب اً ) [ النب أ‪:‬‬
‫دائق وأعناب اً وك َ‬
‫بأحسن الوعد وأص دقه وأوف اه ( إ ّن للمتّقين َم َف ازاً ح َ‬
‫‪31‬ـ‪.] 33‬‬

‫‪24‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫ـار‬
‫أَبْ َك ٌ‬
‫إنس وال َجا ّن‬ ‫ِ‬
‫لم يَطْم ْث ُه َّن ٌ‬
‫اهن أبك اراً ُع ُرب اً أ ْت َراب اً ألص حاب اليمين )‬
‫اء فجعلن ّ‬ ‫أناهن إنش ً‬
‫ق ال اهلل تع الى ( إنّا أنش ّ‬
‫[ الواقعة‪35:‬ـ‪.] 38‬‬
‫يدل على عظم شأنه‪ ،‬وأنّه إنشاء كريم‪ِ ،‬من‬ ‫إنشاء ) فهو ّ‬ ‫ً‬ ‫أنشأناهن‬
‫ّ‬ ‫وتأ َّم ْل قوله تعالى ( إنّا‬
‫جل وعال ِمن فضله‪.‬‬ ‫الرب الرحيم‪ ،‬سبحانه وتعالى‪ .‬نسأل اهلل ّ‬ ‫ّ‬
‫ش بطائنها ِمن إس تبرق‬ ‫وق ال تع الى في بي ان ث واب الخ ائفين َم َق ام ربّهم ( ُمَّتكِِئْين على ُف ُر ٍ‬
‫إنس قبلهم‬ ‫فيهن قاص ُ َّ‬ ‫ٍ‬
‫رات الط ْرف لم َيْطِمْثُه ّن ٌ‬ ‫أي آالء ربّكما تك ّذبان ّ‬ ‫وجنَى الجنّ تين دان فب ّ‬ ‫َ‬
‫أي آالء ربّكما تك ّذبان )‬ ‫والمرْج ان فب ّ‬‫هن الي اقوت َ‬ ‫أي آالء ربّكما تك ّذبان ك أنّ ّ‬‫وال ج ا ّن فب ّ‬
‫[ الرحمن‪54:‬ـ‪.]59‬‬
‫ات في ِ‬
‫الخيَام‬ ‫ص ْو َر ٌ‬ ‫وقال اهلل تعالى ( فِي ِهن َخي ٌ ِ‬
‫فبأي آالء ربّكما تك ّذبان ُح ْو ٌر َم ْق ُ‬
‫رات حسان ّ‬ ‫ْ ّ ْ‬
‫أي آالء ربّكما تك ّذبان )‬ ‫ِ‬
‫إنس قبلهم وال ج ا ّن فب ّ‬ ‫أي آالء ربّكما تك ّذبان لم يَطْم ْث ُه ّن ٌ‬‫فب ّ‬
‫[ الرحمن‪70:‬ـ‪.] 75‬‬
‫ص ُل إلى نسائنا في الجنّة‬ ‫وعن أبي هريرة رضي اهلل تعالى عنه قال‪ :‬قيل يا رسول اهلل هل نَ ِ‬
‫ص ُل في اليوم إلى مائة َع ْذراء )‪.‬‬ ‫الرجل لَي ِ‬
‫؟ فقال ( إ ّن َّ ُ َ َ‬
‫رواه الط براني في ( المعجم الص غير ) ( ‪ ) 2/68‬وفي ( األوسط ) ( ‪.) 1/219‬وق ال‬
‫الصحيح‪.‬وصححه‬
‫ّ‬ ‫الحافظ أبو عبد اهلل المقدسي رحمه اهلل‪ :‬هذا الحديث عندي على َش ْرط‬
‫اني رحمه اهلل في‬
‫ابن القيّم رحمه اهلل في ( ح ادي األرواح ) ( ‪.) 307‬وص ّححه األلب ّ‬
‫( سلسلة األحاديث الصحيحة ـ الحديث رقم ‪.) 367‬‬
‫إنس قبلهم وال جا ّن ) ما قاله اإلمام ابن كثير( ‪:) 4/280‬‬ ‫ِ‬
‫ومعنى قوله تعالى ( لم يَطْم ْث ُه ّن ٌ‬
‫والجن )‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أزواجهن ِمن اإلنس‬
‫ّ‬ ‫( لم يَطَأ ُْه ّن أح ٌد قبل‬
‫المفسرين أ ّن المعنى‪ :‬لم يَطَ أ ُْه َّن‬
‫ّ‬ ‫ومثله نقل ابن القيّم في ( حادي األرواح ) ( ‪ ) 288‬عن‬
‫أزواجهن‪.‬‬ ‫عهن أحد قبل‬ ‫هن ولم ي ِ‬
‫جام َّ‬ ‫ش َّ‬ ‫ولم َي ْغ َ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬

‫‪25‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫وأتم كما قال اإلمام ابن‬


‫بهن أكمل ّ‬
‫أزواجهن ّ‬
‫ّ‬ ‫ات محفوظات‪.‬فتكون ل ّذة‬
‫ص ْونَ ٌ‬
‫ار َم ُ‬
‫فهن أبْ َك ٌ‬
‫ّ‬
‫القيّم في ( حادي األرواح ) ( ‪:) 294‬‬
‫بهن‪.‬ف إ ّن ل ّذة الرجل‬ ‫ِ‬
‫إعالم بكم ال الل ذة ّ‬
‫إنس قبلهم وال ج ا ّن ) ٌ‬
‫( وفي قوله ( لم يَطْم ْث ُه َّن ٌ‬
‫فضل على ل ّذته بغيرها‪.‬وكذلك هي أيضاً )‪.‬‬
‫بالمرأة التي لم يطأها سواه لها ٌ‬
‫الم ْعنِ يين بِقوله تعالى‬
‫والض مير في قوله تعالى ( قبلهم ) عائ ٌد على أزواج ه ؤالء النس وة‪َ ،‬‬
‫َّكئين )‪.‬كما قرره ابن القيّم في ( حادي األرواح ) ( ‪.) 289‬‬ ‫( مت ِ‬
‫ُ‬

‫قوة مائة‪ ،‬كما في الحديث‬ ‫ِ‬


‫فائدة‪ :‬ومما ورد في صفة ج َم اع أهل الجنّة أ ّن المؤمن يُعطى ّ‬
‫النبي صلّى اهلل عليه وسلّم قال ( يُعطى الم ؤمن في‬
‫عن أنس بن مالك رضي اهلل تعالى عنه عن ّ‬
‫الجنّة ق ّوة ك ذا وك ذا ِمن الجم اع‪.‬قيل يا رس ول اهلل َأو يطيق ذلك ؟ ق ال‪ :‬يُعطى ق ّوة مائة )‬
‫رواه الترم ذي وص ّححه ( ‪.) 4/677‬وص ّححه اإلم ام ابن القيّم رحمه اهلل في ( ح ادي‬
‫األلباني رحمه اهلل في تحقيق ( ِمشكاة المصابيح ـ‬
‫ّ‬ ‫)‪.‬وصححه أيضاً الشيخ‬
‫ّ‬ ‫األرواح ) ( ‪301‬‬
‫الحديث رقم ‪.) 5636‬‬

‫‪26‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫عُ ُـرب‬
‫اهن أبك اراً ُع ُرب اً ْأترَاب اً ألص حاب اليمين )‬
‫اء فجعلن ّ‬
‫أناهن إنش ً‬
‫ق ال اهلل تع الى ( إنّا أنش ّ‬
‫[ الواقعة‪35:‬ـ‪.] 38‬‬
‫بعولتهن‪.‬قاله اإلمام ابن كثير رحمه اهلل في ( النهاية في الفتن‬
‫ّ‬ ‫و( عُ ُرباً ) أي‪ُ :‬متَ َحبِّبات إلى‬
‫فس رها ابن‬
‫والمالحم ) ( ‪.) 2/510‬وذك ره أيض اً في التفس ير ( ‪.) 4/293‬وبه ذا المع نى ّ‬
‫القيّم في حادي األرواح (‪.)294‬‬
‫وقال في ( روضة المحبّين ) ( ‪:) 245‬‬
‫والتبعل‬
‫وأما العُ ُرب فجمع َع ُر ْوب‪.‬وهي ال تي جمعت إلى حالوة الص ورة ُحسن الت أنّي ّ‬
‫( ّ‬
‫وحسن حركاتها )‪.‬‬
‫والتحبّب إلى الزوج بدلّها وحديثها وحالوة منطقها ُ‬
‫المتَ َحبِّبَة إلى زوجها بأخالقها ولطافتها‬
‫الع ُر ْوب )‪ ( :‬وهي الم رأة ُ‬‫وق ال أيض اً في مع نى ( َ‬
‫المتَ َحبِّبَة إلي ه‪.‬وق ال أبو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ُر ْوب من النس اء المطيعة لزوجه ا‪ُ ،‬‬
‫رابي‪َ :‬‬
‫وش مائلها‪.‬ق ال ابن األع ّ‬
‫المبرد‪ :‬هي العاشقة لِزوجها )‪.‬انتهى ِمن بدائع التفسير البن‬‫التبع ل‪ .‬قال ّ‬ ‫عبيدة‪ :‬هي الحسنة ّ‬
‫محمد‪ .‬ونقله عن التبيان في أقسام القرآن‪.‬‬ ‫القيّم ( ‪ ) 4/259‬ـ جمع‪ :‬يسري السيّد ّ‬
‫وهذا غاية ما يُطلب ِمن النساء‪ ،‬أن تكون مع حسن الصورة َع ُر ْوباً‪ ،‬كما قال ابن القيّم في‬
‫( حادي األرواح ) ( ‪:) 294‬‬
‫وح ْس ن ِع ْش رتها‪.‬وه ذا غاية ما يُطلب ِمن‬ ‫( فجمع س بحانه وتع الى بين ُح ْس ن ص ورتها ُ‬
‫بهن )‪.‬‬
‫النساء‪.‬وبه تكمل ل ّذة الرجل ّ‬

‫‪27‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫أَتْ َـراب‬
‫قاصرات الطَّْرف أ ْت َراب ) [ ص‪.] 52:‬‬ ‫ُ‬ ‫قال تعالى ( وعندهم‬
‫ب أ ْت َراباً ) [ النبأ‪31:‬ـ‪.] 33‬‬ ‫ِ‬
‫حدائق وأعناباً و َك َواع َ‬
‫َ‬ ‫وقال اهلل تعالى( إ ّن للمتّقين َم َفازاً‬
‫قال ابن كثير رحمه اهلل في التفسير ( ‪:) 4/42‬‬
‫( ( أَْت َراب ) [ ص‪ ] 52:‬أي متساويات في ّ‬
‫السن والعمر‪.‬هذا معنى قول ابن عبّ اس رضي‬
‫ومحمد بن كعب والس ّدي )‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اهلل عنهما ومجاهد وسعيد بن ُجبير‬
‫وقال ابن القيّم في ( حادي األرواح ) ( ‪:) 288‬‬
‫سنهن‪،‬وال والئد‬
‫فيهن عجائز قد فات ُح ّ‬
‫هن ليس ّ‬ ‫أسنانهن أنّ ّ‬
‫ّ‬ ‫( والمعنى ِمن اإلخبار باستواء‬
‫ال يُ ِط ْقن الوطء‪.‬بخالف الذكور فإ ّن فيهم الولدان وهم الخدم )‪.‬‬
‫وقال في ( روضة المحبّين ) ( ‪:) 245‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هن‬ ‫هن الص غر‪ ،‬ولم ُي ْز ِر بِ ّ‬
‫هن الكبَ ر‪ ،‬بل س نّ ّ‬ ‫فهن مس تويات في س ِّن الش باب‪ ،‬لم يقصر بِ ّ‬
‫( ّ‬
‫ِس ّن الشباب )‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫أل َخـاتِ َمـة‬


‫دارهن‪ ،‬فما عليك إال أن تع زم‬
‫ّ‬ ‫إليهن‪ ،‬ويح دو بك إلى‬
‫ش ِّوقك ّ‬ ‫ص ف نس اء الجنّ ة‪ ،‬يُ َ‬
‫ه ذا َو ْ‬
‫هدى ِم ْنه سبحانه‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫َعزيمة صادق موق ٍن تبتغي مرضاة اهلل تعالى على ً‬

‫الواني‬ ‫اْ َل فال تكن بِ‬ ‫ص‬‫ت ال ِو َ‬‫ُر ْم َ‬ ‫ت طريق َم ْس كنها ف إ ْن‬ ‫ص ْف ُ‬‫ولقد َو َ‬
‫َ‬
‫ان‬ ‫اك ه ذا س اعة لَِز َم‬ ‫َم ْس َر َ‬ ‫الس ْي َر جه دك إنّما‬ ‫ث َّ‬ ‫وح َّ‬
‫ع ُ‬‫أس ِر ْ‬ ‫ْ‬
‫ان‬ ‫ت ذا ْإمك‬
‫َم ْه َرها ما ُد ْم َ‬ ‫النفس وابْ ُذ ْل‬
‫َ‬ ‫ِّث بِال ِو َ‬
‫ص ال‬ ‫وح د ْ‬
‫ش ْق َ‬ ‫فا ْع َ‬
‫ان‬ ‫الفطْر ِمن رمض‬
‫وي وم الوص ِل ي وم ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫يامك قبل لُْقيَاها‬ ‫ْل ص‬ ‫واج َع‬
‫ْ‬
‫ان‬ ‫ا ِو َ‬
‫ف وهي ذات َأم‬ ‫الم َخ‬
‫َت ْل َقى َ‬ ‫ادي َو ِس ْر‬‫وت جمالها الح ِ‬
‫َ‬ ‫ْل ُنعُ َ‬ ‫واج َع‬
‫ْ‬
‫( القصيدة النونيّة البن القيّم‪.‬صفحة ‪217‬ـ‪) 218‬‬
‫أج ِل حس ٍن ٍ‬
‫زائف في هذه الدنيا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واعلم أ ّن أهل العقول ال يَزهدون في عرائس الجنّة من ْ ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫الب َوار‪ ،‬ال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫المحرم ٍة المَنغَّص ٍة المَنغ ٍ‬
‫ِّص ة الناقص ة المنقطع ة ال تي ت وجب َ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫وال يَس تبدلون الل ّذ ٍة‬
‫أس َف َهه‪ ،‬ص فقته خاس رة‪،‬‬
‫فمن اس تَْب َدل ما ْ‬
‫يس تبدلونها بالل ذة الحقيقيّة الكاملة في الجنّ ة‪َ ،‬‬
‫وبضاعته فاسدة‪ ،‬وعاقبته ُم ْم ِحلة‪.‬هو أسير شهوته‪َ ،‬‬
‫وع ْبد هواه‪ ،‬محياه ومماته له‪.‬‬

‫ان‬ ‫ام الف‬ ‫لحط‬‫ِ‬ ‫واهلل لم تخ رج إلى ال دنيا لِل‬


‫ها أو ل ُ‬ ‫َعيش‬ ‫ّذة‬
‫ران‬ ‫أقْبَح ال ُخس‬ ‫فَ ِج ْئ َ‬
‫ت بِ‬ ‫ت لكي تع ّد ال زاد لِألُخ رى‬ ‫لكن َخ َر ْج َ‬
‫ْ‬
‫اك عن ذا َّ‬
‫الش ان‬ ‫ت ال ذي أل َْه َ‬ ‫فَ اْ َ‬ ‫ت بل‬ ‫ْت َج ْم َع ال زاد ح تى فَ اْ َ‬ ‫ْأه َمل َ‬
‫ان‬ ‫فاً ِمن ِ‬
‫الح ْر َم‬ ‫أس‬ ‫لََت َقطَّ َع ْ‬
‫ت َ‬ ‫وب س ليمةٌ‬ ‫َ‬ ‫واهلل لَ ْو أ ّن القل‬
‫َد زم ان‬ ‫ُق بع‬ ‫وس وف تَِف ْي‬ ‫ب حياتها ال دنيا‬ ‫لكنّها س كرى بِ ُح ّ‬
‫( القصيدة النونيّة ‪) 233‬‬
‫إستمع لنصيحتي وانتفع بها‪:‬‬
‫ْ‬ ‫فيا َمن أراد الخير لنفسه‪،‬‬

‫‪29‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫ف َه َواك الذي يزيّن لك استعجال اللذة في الحرام‪ ،‬قاتِلْهُ واق َْم ْع هُ باالعتصام بحبل اهلل‬ ‫َخاْلِ ْ‬
‫تع الى‪ ،‬وبِلُ زوم طاعته س بحانه وطاعة رس وله ص لّى اهلل عليه وس لّم‪ ،‬وبِ اليقين ب أ ّن ما عند اهلل‬
‫لت ِمن الح رام على اختالف َد َركاته‬ ‫ص ْ‬ ‫تع الى ِمن النعيم للمتّقين خ ٌير وأبقى‪.‬وأ ّن ك ّل ل ّذ ٍة ُح ِّ‬
‫ت‬‫ب الع ذاب والن ار‪ ،‬و ُت َف ِّو ُ‬ ‫ِ‬ ‫والغم والنكد والحس رة ِّ‬
‫والض ْيق‪.‬و ُت ْوج َ‬ ‫الح زن ّ‬ ‫فإنّها ت ؤول إلى ُ‬
‫الثواب العظيم في الجنّة‪.‬‬
‫ف إن كنت تريد نج اة نفس ك‪ ،‬والس عي بها إلى جنّ ٍة عرض ها الس موات واألرض فاعم ْل‬
‫بالطاعة‪.‬واجتنب المعصية‪.‬‬
‫ت لِغَ ٍد واتّقوا اهلل إ ّن اهلل‬
‫نفس ما قَ َّد َم ْ‬
‫ْتنظر ٌ‬‫قال اهلل تعالى ( يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا اهلل ول ْ‬
‫س وا اهلل فأنس اهم أنفس هم أولئك هم الفاس قون ال‬
‫خب ٌير بما تعمل ون وال تكون وا كال ذين نَ ُ‬
‫يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنّة أصحاب الجنّة هم الفائزون ) [ الحشر‪18:‬ـ‪.] 20‬‬
‫ط‬
‫وي ْن َحل عزمك‪ ،‬فداعي العجز َس ْو ٌ‬ ‫ِ‬
‫وإيّاك وداعي العجز‪ ،‬أ ْن تستجب له فتذهب ه ّمتك‪َ ،‬‬
‫يس وقك إلى َم َحلّة الخ ائبين‪ ،‬ال ذين تالعب الش يطان بهم‪.‬وإنّما تس لّط عليهم بعملهم‪ ،‬ف َك ْيد‬
‫الشيطان ضعيف‪ ،‬ال ينال به شيئاً ِمن أولياء اهلل المخلصين المتّقين‪ ،‬الذين اتّخذوا الشيطان‬
‫دواً إنّما ي دعو ِح ْزبَه‬
‫دو فاتّخ ذوه ع ّ‬ ‫دواً‪ ،‬كما أم رهم اهلل تع الى فق ال ( إ ّن الش يطان لكم ع ٌّ‬
‫ع ّ‬
‫لِيكونوا ِمن أصحاب َّ‬
‫الس ِع ْير ) [ فاطر‪.] 6:‬‬
‫ِ‬
‫وع ْدله في‬‫فأما َمن ت واله فإنّه يتس لَّط علي ه‪ ،‬فيك ون أس يراً ل ه‪ ،‬وه ذا من حكمة اهلل َ‬ ‫ّ‬
‫ض له شيطاناً فهو له‬ ‫ش عن ِذ ْك ِر الرحمن ُن َقيِّ ْ‬
‫ومن َي ْع ُ‬
‫المعرضين عن ذكره‪ ،‬كما قال تعالى ( َ‬ ‫ُ‬
‫ص ّدونهم عن السبيل ويحسبون أنّهم مهتدون ) [ الزخرف‪36:‬ـ‪. ] 37‬‬
‫قرين وإنّهم لَيَ ُ‬
‫وم َحلّة الخ ائبين‪ ،‬أن تَ ْد َنو منها فتخيب كما خ ابوا‪ ،‬فنفوس هم دنيئ ة‪ ،‬تطلب‬
‫فإيّ اك أخي َ‬
‫األمور الحقيرة‪.‬‬
‫ولتكن نفسك شريفةً أبِيَّةً ال ترضى ُّ‬
‫بالد ْون‪ ،‬وال تنظر إلى الحقير‪.‬‬

‫بّان‬ ‫ب ِ‬
‫ومن ُش‬ ‫ُل ِمن ِش ْي ٍ‬ ‫ِمن قب‬ ‫ومن خال‬ ‫ِع َمن يَلِ ْي َ‬
‫ك َ‬ ‫ص ار َ‬ ‫ظر َم َ‬
‫ف انْ ْ‬
‫بِذا األدنى الذي هو فاني‬ ‫العالي الباقي‬
‫َ‬ ‫وارغَب بِعقلك أ ْن تبيع‬
‫ْ‬

‫‪30‬‬
‫م َش ِّو ُق األَرواح إِلَى نِس ِاء بِ ِ‬
‫الد األَ ْف َراح‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫( القصيدة النونيّة ‪) 233‬‬


‫س ْعيك‪.‬‬ ‫ٌّ ِ‬ ‫فاعمل بِتقوى اهلل تعالى‪.‬وانظر ماذا ق ّدمت ليوم الحساب‪.‬فإنّك‬
‫مجزي ب َ‬ ‫ْ‬
‫س ِغراسها اآلن‪ ،‬الساعة الساعة‪ ،‬قبل أ ْن يفوت وقته فال‬ ‫فإ ْن كنت موقناً بِجنّة ال ُخلد فا ْغ ِر ْ‬
‫تَ َد ُار َك حينئذ‪.‬‬
‫الزم ان ال َف اْنِي‬ ‫ما تش اء بِ ذا َّ‬ ‫ِ‬
‫س‬‫معت بأنّها الق ْيع ان ف ا ْغ ِر ْ‬ ‫َ‬ ‫َأو ما س‬
‫رحمن‬ ‫والتحميد والتوحيد لِل‬ ‫راس ها التس بيح والتكب ير‬ ‫ِ‬
‫وغ ُ‬
‫ان‬ ‫ّدة ا ِإل ْم َك‬ ‫هُ ِمن ُم‬ ‫قد فَاْتَ‬ ‫غر ِس ه م اذا ال ذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َتبّ اً لتَ ا ِرك ْ‬
‫ان‬ ‫ْل لي كيف يجتمع‬ ‫بِاهلل ق‬ ‫يا َمن يُِق ُّر بِ ذا وال يس عى له‬
‫تان‬ ‫ني ِمن البس‬ ‫ذي تَ ْج‬ ‫ما ال‬ ‫ٍ‬
‫راس‬ ‫ْت أرضك ِمن غ‬ ‫ت لَ ْو عطّل َ‬ ‫َأرأَيْ َ‬
‫ان‬ ‫ون كالكيم‬ ‫ترجو المغل يك‬ ‫وك ذاك لَ ْو َعطَّلْتَها ِمن ب ذرها‬
‫رآن‬ ‫ْع مقتضى الق‬ ‫ذا فراج‬ ‫ه‬ ‫ُده‬ ‫المين وعب‬ ‫رب الع‬
‫ال ُّ‬ ‫ما ق‬

‫( القصيدة النونيّة ‪) 247‬‬


‫والقوة إال‬ ‫ِ‬
‫الح ْول ّ‬‫تركن إلى نفسك‪،‬بل تو ّك ْل على اهلل تعالى وحده‪ ،‬و ُك ْن ُمتََب ِّرئ اً من َ‬
‫وال ْ‬
‫باهلل‪.‬‬
‫قال ابن القيّم في ( روضة المحبّين ) ( ‪490‬ـ‪:) 491‬‬
‫( فال ي ركن العبد إلى نفسه وص بره وحاله وع ّفته‪،‬ومتى ركن إلى ذلك تَ َخلَّ ْ‬
‫ت عنه عص مة‬
‫اهلل‪ ،‬وأحاط به الخذالن‪ .‬وقد قال اهلل تعالى ألكرم الخلق عليه وأحبّهم إليه ( ولوال أن َثبَّْتنَاك‬
‫ت َت ْر َك ُن إليهم شيئاً قليالً ) [ أإلسراء‪.) ] 74:‬‬ ‫لقد كِ ْد َ‬
‫نسأل اهلل تعالى أن يُ ْك ِر َمنا بِجنّته‪ ،‬إنّه سميع قريب‪.‬وأن يُ َجنِّبَنا الفتن ما ظهر منها وما بطن‬
‫نموت على اإلسالم‪.‬‬
‫َ‬ ‫حتّى‬
‫أللهم آتِنا في الدنيا حسنة وفي ِ‬
‫اآلخرة حسنة وقِنا عذاب النّار‪.‬‬ ‫َّ‬

‫‪31‬‬

You might also like