You are on page 1of 24

‫اإلشراف التّربوي‬

‫بين النظرية والتّطبيق‬


‫د‪ .‬سلمان صالح عليّان‬
‫د‪ .‬عالية كمال القاسم ‪ -‬أبو ريش‬
‫د‪ .‬خالد أحمد سنداوي‬
‫د‪ .‬رائد فتحي زيدان‬
‫دار زهران للنّشر ع ّمان‬
‫‪2009‬‬

‫‪:Supervisory in Education‬‬
‫‪Between Theory and Practice‬‬
‫‪Dr. Salman Iliyan‬‬
‫‪Dr. Alia Alkassem Abu-Reesh‬‬
‫‪Dr. Khalid Sindawi‬‬
‫‪Dr. Raed Zedan‬‬
‫‪Amman: Zahran, for publication and distribution, 2009‬‬
‫الطبعة األولى‬
‫‪ 1431‬ه‪ 2010 -‬م‬
‫المقدمة‬
‫إن اٌإلشراف التربوي عملية فنية شورية قيادية‪ ،‬غايتها تقويم وتطوير العملية التعليمية والتربوية بكافة محاورها‪.‬‬
‫وهو عملية فنيّ ة تهدف إلى تحسين التعليم والتعلم من خالل رعاية وتوجيه وتنشيط النمو المستمر لكل من الط‪jj‬الب‬
‫والمعلم والمشرف‪ ،‬وأي شخص آخر له أثر في تحسين العملية التعليمية فنيّ‪jj‬ا ك‪jj‬ان أم إداري‪jj‬ا‪ ،‬وه‪jj‬و عملي‪jj‬ة ش‪jj‬ورية تق‪jj‬وم‬
‫على احترام رأي كل من المعلمين‪ ،‬والطالب وغيرهم من المتأثرين بعمل اإلشراف والمؤَ ثرين في‪jj‬ه‪ ،‬وتس‪jj‬عى ه‪jj‬ذه العملي‪jj‬ة‬
‫إلى تهيئة فرص متكاملة لنمو كل فئة من ه‪j‬ذه الفئ‪j‬ات وتش‪j‬جيعها على اإلبتك‪jj‬ار واإلب‪jj‬داع‪ ،‬وه‪jj‬و عملي‪j‬ة قيادي‪jj‬ة تتمث‪jj‬ل في‬
‫المقدرة على التأثير في المعلمين والطالب وغيرهم‪ ،‬ممن لهم عالقة بالعملية‬
‫التعليمية لتنسيق جهودهم من أجل تحسين تلك العملية أو تحقيق أهدافها‪ ،‬وهو عملية إنسانية تهدف قبل كل ش‪jj‬يء‬
‫إلى االعتراف بقيمة الفرد بصفته إنسانا‪ ،‬لكي يتمكن ال ُمشرف من‬
‫بناء صرح الثقة المتبادلة بينه وبين المعلم‪ ،‬وليتمكن من معرفة الطاق‪j‬ات الموج‪jj‬ودة ل‪jj‬دى ك‪ّ j‬ل ف‪j‬رد يتعام‪jj‬ل مع‪j‬ه في‬
‫ضوء ذلك‪ ،‬وهو عملية شاملة تُعنى بجمع العوامل المؤثرة في تحس‪jj‬ين العملي‪jj‬ة التعليمي‪jj‬ة وتطويره‪jj‬ا ض‪jj‬من اإلط‪jj‬ار الع‪jj‬ام‬
‫ألهداف التربية والتعليم‪.‬‬
‫جاء هذا الكتاب "اإلشراف ال‪j‬تربوي بين النظري‪j‬ة والتط‪j‬بيق " خالص‪j‬ة لجه‪j‬ود بحثي‪j‬ة وتدريس‪j‬ية ب‪j‬ذلناها في حق‪j‬ل‬
‫التربية والتعليم على مدى سنوات عديدة‪ ،‬وقد تبين لنا خاللها أن‬
‫الحاجة ماسة لكتاب جديد في اإلشراف التربوي ال يتميز بمواكبة المستجدات في هذا الحقل وحس‪j‬ب ب‪j‬ل ويس‪j‬هم في‬
‫المعرفة اإلشرافية ويحرص على اإلسهام فيها‪.‬‬
‫لم نهدف إطالقا إلى إصدار كتاب يك ّرر ما هو موجود بل إلى كتاب يقدم جديدا في طريقة العرض والمحتوى‪ ،‬ول‪jj‬ذلك‬
‫فإضافة إلى ما ذكر عن صلة المؤلفين بالموضوع بحثا وتدريسا‪ ،‬فقد قاموا بدراسات مس‪jj‬حيّة ألدبي‪jj‬ات اإلش‪jj‬راف في ع‪jj‬دة‬
‫مجالت وكتب‪ ،‬وقد م ّك نت تلك الدراسات المؤلفين من رسم صورة للواقع الحالي ألدب اإلش‪jj‬راف ال‪jj‬تربوي وتحدي‪jj‬د الش‪jj‬كل‬
‫الذي سيكون عليه الكتاب الحالي‪.‬‬
‫في ضوء ذلك يمكننا القول‪ :‬إن الكتاب الحالي يتميز بخص‪jj‬ائص ال تت‪jj‬وفر مجتمع‪jj‬ة في أي كت‪jj‬اب آخ‪jj‬ر عن اإلش‪jj‬راف‬
‫خاص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التربوي باللغة العربية بشكل‬
‫يتكون الكتاب من سبعة عشر موضوعا‪ ،‬يب‪j‬دأ بتحدي‪j‬د مفه‪j‬وم اإلش‪j‬راف ال‪j‬تربوي وتعريف‪j‬ه وأنواع‪j‬ه‪ ،‬ثم عن ص‪j‬ور‬
‫النمو المهني التعاوني‪ ،‬أهداف اإلشراف وأهمية التخطيط للزيارة الصفية‪ ،‬وأهمية المزج بين أساليب اإلشراف الجماعية‬
‫والفردية‪ ،‬ومهام المشرف ثم الضغط النفسي لدى المعلمين ومعوقات اإلشراف‪ ،‬اإلش‪jj‬راف ال‪jj‬تربوي والت‪jj‬دريب‪ ،‬اإلش‪jj‬راف‬
‫التربوي الحديث ودوره في معالجة المش‪jj‬كالت التعليمي‪jj‬ة‪ ،‬مه‪jj‬ام اإلش‪jj‬راف ال‪j‬تربوي الح‪jj‬ديث‪ ،‬دور اإلش‪jj‬راف ال‪j‬تربوي في‬
‫تحقيق الجودة في عملية التدريس‪ ،‬يليه تصور لتفعيل دور اإلشراف التربوي لتحقيق الج‪jj‬ودة في مراح‪jj‬ل الت‪jj‬دريس‪ ،‬وفي‬
‫الموضوع األخير يتناول الكتاب المهام اإلشرافيّة لمدير المدرسة‪.‬‬
‫وأخ‪jj‬يرا نأم‪jj‬ل أن يك‪jj‬ون كتابن‪jj‬ا ه‪jj‬ذا مرجع‪jj‬ا مفي‪jj‬دا لم‪jj‬ديري الم‪jj‬دارس وللمعلمين والع‪jj‬املين في التوجي‪jj‬ه واإلرش‪jj‬اد‪،‬‬
‫وللمشرفين التربويين‪.‬‬
‫المؤلفون‬
‫المقدمة‬
‫اإلشراف التربوي مفهومه وتعريفه‬
‫تعريف اإلشراف التربوي‬
‫أنواع اإلشراف التربوي‬
‫اإلشراف الصفي (اإلكلينيكي)‬
‫اإلشراف التطوري‬
‫اإلشراف التنوعي‬
‫صور النمو المهني التعاوني‬
‫أهم أهداف اإلشراف التربوي‬
‫أهمية التخطيط للزيارة الصفية‬
‫أهمية المزج بين أساليب اإلشراف الجماعية والفردية‬
‫مهام المشرف التربوي‬
‫الضغط النفسي لدى المعلمين‪ :‬أسبابه وعالجه‬
‫معوقات اإلشراف التربوي‬
‫اإلشراف التربوي والمشرف المتابع‪ :‬تغيير وتطوير‬
‫اإلشراف التربوي والتدريب‬
‫اإلشراف التربوي الحديث ودوره في معالجة المشكالت التعليمية‬
‫مهارات اإلشراف التربوي الحديث‬
‫دور اإلشراف التربوي في تحقيق الجودة في عملية التدريس‬
‫عرض تصور مقترح لتفعيل دور اإلشراف التربوي لتحقيق الجودة في مراحل التدريس‬
‫المهام اإلشرافيّة لمدير المدرسة‬

‫اإلشراف التربوي‪ :‬مفهومه وتعريفه‬


‫م ّر اإلشراف التربوي خالل تاريخه‪ ،‬بوص‪jj‬فه عملي‪jj‬ة مس‪jj‬اندة لعم‪jj‬ل المعلم والمدرس‪jj‬ة‪ ،‬بمراح‪jj‬ل متع‪jj‬ددة‪ .‬وظه‪jj‬ر ل‪jj‬ه‬
‫بالتالي تعريفات ومفاهيم مختلفة‪ ،‬تأثرت بنظرة أصحابها إلى المعلم وعملية التدريس وإلى اإلشراف نفسه‪.‬‬
‫فعندما كان المعلم قليل متدني التأهيل‪ ،‬وكان ينظر للتعليم أنه عملي‪jj‬ة نق‪jj‬ل معلوم‪jj‬ات مج‪jj‬ردة إلى ذهن الط‪jj‬الب‪ ،‬ك‪jj‬ان‬
‫اإلشراف عبارة عن تفتيش يت ّم من خالله متابعة أخطاء المعلم متابعة دقيق‪jj‬ة وحث‪jj‬ه على تص‪jj‬ويبها ومحاس‪jj‬بته على ذل‪jj‬ك‪،‬‬
‫ومتابعة تقيده بأساليب نقل المعلومات المحدده سلفا وتطبيقه لها‪.‬‬
‫وم‪jj‬ع ظه‪jj‬ور مف‪jj‬اهيم تربوي‪jj‬ة جدي‪jj‬دة في النظ‪jj‬ر إلى عملي‪jj‬ة التعليم وط‪jj‬رق الت‪jj‬دريس ووظيف‪jj‬ة المعلم‪ ،‬ت‪jj‬أثر مفه‪jj‬وم‬
‫اإلشراف التربوي بها‪ .‬فظهر اإلشراف الصفي(اإلكلينيكي) متأثرا بالمدرسة ور ّكز على مراقبة ودراسة السلوك الظ‪jj‬اهري‬
‫للمعلم أثناء الدرس ‪ )Behaviorism( ،‬السلوكية وكيف يمكن تعديله بما يط ّور عملية التدريس‪.‬‬
‫ومع اشتهار مدارس النمو اإلنساني في علم النفس ظهر اإلشراف التطوري‪ ،‬للدكتور كارل جلكم‪jj‬ان‪ ،‬وتبنّى تقس‪jj‬يم‬
‫المعلمين إلى فئات حسب مرحلة النمو الفكري التي يمرون بها‪.‬‬
‫ومع االهتمام بجوانب العالقات اإلنسانية في العمل التربوي واإلداري‪ ،‬بدأت تظهر أنماط من اإلشراف مت‪jj‬أثرة به‪jj‬ا‪،‬‬
‫فظهر اإلشراف المتنوع‪ ،‬الذي يعطي للمعلم الحرية لالختيار من عدة أساليب إشرافية لتطوير نفس‪j‬ه‪ ،‬منه‪j‬ا م‪j‬ا يك‪j‬ون في‪j‬ه‬
‫معتمدا على نفسه تماما‪.‬‬
‫فمفهوم اإلشراف لم يكن منعزال عن محيط التربية العام الذي يعيش فيه‪ .‬ولذا ال ينبغي النظر ب‪jj‬ازدراء إلى المراح‪jj‬ل‬
‫السابقة ألنها ‪ -‬في الغالب‪ -‬في وقتها كانت هي األفضل واألنسب‪.‬‬
‫تعريف اإلشراف التربوي‬
‫تختلف تعريفات الباحثين والتربويين لإلشراف التربوي كث‪j‬يرا‪ .‬لكنه‪jj‬ا ت‪j‬دور ح‪jj‬ول تعريف‪jj‬ه بأن‪jj‬ه مجموع‪jj‬ة الخ‪jj‬دمات‬
‫والعمليات التي نقدم بقصد مساعدة المعلمين على النمو المعني مما يساعد في بلوغ أهداف التعليم‪.‬‬
‫ويالحظ أن هذا التعريف ينطبق على اإلشراف بمفهومه الحديث‪ ،‬وليس على كث‪jj‬ير من الممارس‪jj‬ات ال‪jj‬تي يق‪jj‬وم به‪jj‬ا‬
‫"المشرفون" باسم اإلشراف‪ .‬فاإلشراف بمفهومه الحديث يرمي إلى‬
‫تنمية المعلم وتفجير طاقاته وتط‪jj‬وير قدرات‪j‬ه متوص‪j‬ال ب‪jj‬ذلك إلى تحس‪j‬ين تعلم الطالب‪ .‬أم‪j‬ا مفه‪jj‬وم اإلش‪jj‬راف الق‪j‬ديم‬
‫(وكثير من ممارسات المشرفين اآلن) فهي تجعل تقييم المعلم هدفا نهائيا في حد ذاته‪.‬‬
‫ويالحظ في تلك التعريفات أنها‪:‬‬
‫‪ .1‬تنظر إلى اإلشراف على أنه عملية مستمرة‪ .‬فال ينتهي عند زي‪jj‬ارة أو زي‪jj‬ارتين في الس‪jj‬نة‪ ،‬أو بع‪jj‬د القي‪jj‬ام بعملي‪jj‬ة‬
‫التقويم‪.‬‬
‫‪ . 2‬تنظر إلى أن هدف اإلشراف هو المساعدة في تنمية المعلم‪ ،‬وليس اكتشاف أخطائه أو تقويمه فقط‪.‬‬
‫فالعبرة بالعمل ال باسم وظيفة القائم به‪.‬‬
‫‪ .3‬تنظر إلى اإلشراف على أنه عملية وليس وظيفة‪ِ .‬‬
‫فليس اإلشراف وظيفة يمارس‪jj‬ها ص‪jj‬احب المنص‪jj‬ب‪ ،‬بق‪jj‬در م‪jj‬ا هي عملي‪jj‬ة يتواله‪jj‬ا أط‪jj‬راف متع‪jj‬ددون‪ :‬المش‪jj‬رف‪ ،‬أو‬
‫زمالء المعلم‪ ،‬أو مدير المدرسة‪ ،‬أو المعلم نفسه‪.‬‬
‫وألجل هذا التغير الج‪jj‬ذري في عم‪jj‬ل المش‪jj‬رف وأهداف‪jj‬ه في عملي‪jj‬ة التعليم فق‪jj‬د م‪jj‬ال بعض ال‪jj‬تربويين والب‪jj‬احثين في‬
‫مجال اإلشراف التربوي إلى تغيير االسم نفسه بما يتوافق مع طبيعة العمل الجديدة ِل " اإلشراف التربوي"‪ ،‬بحيث يكون‬
‫– مثال‪ -‬قائدا تربويا‪ ،‬أو أخصائيا تعليميا‪.‬‬
‫لكن عند التأمل الموضوعي‪ ،‬يجد اإلنسان أن" عملية اإلشراف" وإن تغيرت كثير من ممارس‪jj‬تها وتغ‪jj‬ير ش‪jj‬يء من‬
‫مفهومها إال أن أصل عملية اإلشراف القائمة على النظر من الخارج يبقى أم‪j‬را أساس‪j‬يا فيه‪j‬ا‪ ،‬وه‪j‬و م‪j‬ا يعطيه‪j‬ا ش‪j‬يئا من‬
‫الفاعلية ويساعدها على تحقيق أهدافها‪.‬‬
‫وليس مجال التعليم بدعا من غيره من المجاالت في هذه العملية‪ ،‬فتكاد كل وظيفة متطورة ( أي قابلة للنم‪jj‬و) يوج‪jj‬د‬
‫في مؤسساتها نوع من اإلشراف‪ ،‬يسعى إلى تطوير العاملين‬
‫وإثراء خبراتهم ومحاولة عالج أي قصور وس ّد أي خلل‪ ،‬فردي أو جماعي‪ ،‬يحدث في العمل‪.‬‬
‫ومهنة التعليم أحق بذلك ألمور‪:‬‬
‫‪ . 1‬عملية التعليم والتعلم وما يتعلق بها نامية باستمرار‪ ،‬ولعل التدريس من أكثر المهن نموا‪.‬‬
‫‪ .2‬هذه العملية مرتبطة بثروة ثمينة من ثروات األمة‪ ،‬ويجب الحرص عليها والمتابعة الدقيقة لها‪.‬‬
‫‪ .3‬المعلم‪jj‬ون أدرى الن‪jj‬اس بأهمي‪jj‬ة النم‪jj‬و الفك‪jj‬ري والتط‪jj‬ور المه‪jj‬ني‪ ،‬فيف‪jj‬ترض أن يكون‪jj‬وا أح‪jj‬رص الن‪jj‬اس علي‪jj‬ه‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أنه من متطلبات عملهم الرئيسة‪.‬‬
‫أنواع اإلشراف التربوي‬
‫اإلشراف التربوي بمفهومه العام هو مجموعة الخدمات والعمليات ال‪j‬تي تق‪jj‬دم بقص‪jj‬د مس‪jj‬اعدة المعلمين على النم‪jj‬و‬
‫المهني مما يساعد في بلوغ أهداف التعليم‪ .‬ويقصد بالمهن هنا ما يتعل‪jj‬ق بمهن‪jj‬ة الت‪j‬دريس‪ .‬فاإلش‪jj‬راف‪ ،‬إذن خ‪jj‬دمات تق‪jj‬دم‬
‫من المشرف‪ ،‬وقد يكون صاحب المنصب ال ُمسمى" المش‪jj‬رف ال‪jj‬تربوي" وق‪jj‬د يك‪jj‬ون م‪jj‬دير المدرس‪jj‬ة وق‪jj‬د يك‪jj‬ون زميال ذا‬
‫خبرة‪ .‬فكثير من الباحثين يهتم بعملية اإلشراف دون التركيز على شخص أو وظيفة من يقوم بالعمل‪.‬‬
‫وقد تنوعت اتجاهات الباحثين والمتخصصين في اإلشراف التربوي في الطرق األنسب لعملية اإلشراف‪ ،‬وكل اتجاه‬
‫ينطلق من أسس تربوية نظرية تؤطر طريقته‪ ،‬أو يلحظ جانبا من جوانب العلمية التربوية ويركز عليه‪ .‬وفيما يلى ع‪jj‬رض‬
‫ألهم االتجاهات الحديثة في اإلشراف التربوي‪ ،‬يشمل أهم بيان أسسها النظري‪jj‬ة وتطبيقاته‪jj‬ا التربوي‪jj‬ة م‪jj‬ع تق‪jj‬ديم م‪jj‬ا وج‪jj‬ه‬
‫إليها من نقد‪.‬‬
‫أهمية االطالع على أنواع اإلشراف التربوي واتجاهاته المختلفة عرض هذه األنواع من اإلشراف التربوي ال يع‪jj‬ني‬
‫أن المشرف ال ب ّد أن يحيط بها ويتقنها‪ ،‬أو أن أح‪jj‬دها ه‪jj‬و األفض‪jj‬ل والح‪jj‬ل األمث‪jj‬ل لمش‪jj‬اكل التعليم‪ .‬ب‪jj‬ل المقص‪jj‬ود أن يطل‪jj‬ع‬
‫المشرف التربوي على االتجاهات المختلفة في حقل اإلشراف التربوي ويعرف األسس الفكرية والتربوية التي كانت س‪jj‬ببا‬
‫في ظهوره‪jj‬ا‪ .‬وه‪jj‬ذا يعطي المش‪jj‬رف ال‪jj‬تربوي منظ‪jj‬ورا أك‪jj‬بر وخي‪jj‬ارات أك‪jj‬ثر للعم‪jj‬ل في حق‪jj‬ل اإلش‪jj‬راف‪ .‬وه‪jj‬ذه األنم‪jj‬اط‬
‫واالتجاهات مفتوحة للتطوير والتعديل بما يناسب شخصية المشرف أو بيئته التربوية إذا المتأمل لها يرى أنها تتداخل مع‬
‫بعضها وتستفيد من بعض‪.‬‬
‫أ‪-‬اإلشراف الصفّي اإلكلينيكي ظهر هذا االتجاه على يد جولد هامر وموريس كوجان وروبرت أندرسن الذين عمل‪jj‬وا‬
‫في جامعة هارفرد في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات‪ .‬وقد جاءت تسميته نسبة إلى الصف الذي ه‪jj‬و المك‪jj‬ان األص‪jj‬لي‬
‫للتدريس‪ .‬وهو يرك‪jj‬ز على تحس‪j‬ين عملي‪j‬ة الت‪j‬دريس في الص‪jj‬ف‪ ،‬معتم‪jj‬دا على جم‪jj‬ع المعلوم‪jj‬ات الدقيق‪j‬ة عن س‪j‬ير عملي‪jj‬ة‬
‫التدريس في الصف‪ .‬وقد كان الهدف ال‪jj‬رئيس من عملي‪jj‬ة اإلش‪jj‬راف الص‪jj‬في ه‪jj‬و منح المعلم الفرص‪jj‬ه لين‪jj‬ال تغذي‪jj‬ة راجع‪jj‬ة‬
‫معلومات راجعة تمكنه من ‪ (.‬تطوير مهارات التدريس التي لديه‪(.‬كوجان‪1973 ،‬‬
‫ويحتاج اإلشراف الصفي إلى وجود ثقة متبادلة بين المشرف (أو المدير) وبين المعلم‪.‬‬
‫إذ أنه ال ب ّد من المشاركة الفاعلة من المعلم‪ ،‬بحيث يتفق ه‪jj‬و والمش‪jj‬رف على الس‪jj‬لوك الم‪jj‬راد مالحظت‪jj‬ه‪ ،‬ويقوم‪jj‬ان‬
‫بتحليل المعلومات المالحظة ودراسة نتائجه‪jj‬ا‪ .‬ودون تل‪jj‬ك الثق‪jj‬ة المتبادل‪jj‬ة والتع‪jj‬اون ال يمكن أن يحق‪jj‬ق اإلش‪jj‬راف الص‪jj‬في‬
‫هدفه‪ .‬وهذا من جملة االنتقادات التي وجهت لهذا النوع من اإلشراف‪ ،‬فتلك الثقة وذلك التعاون ال يمكن الجزم بوجودهم‪jj‬ا‬
‫في كثير من األحيان‪.‬‬
‫مراحل اإلشراف الصفي‬
‫اختلفت آراء الباحثين حول مراحل عملية اإلشراف الصفي‪ .‬ومر ّد ذلك إلى االختالف إلى أن بعضهم يفصل المراح‪jj‬ل‬
‫ويجزئها والبعض اآلخر يدمج بعضها في بعض‪ .‬وبشكل عام تم ّر عملية اإلشراف الصفي بثالث مراحل‪:‬‬
‫‪.1‬التخطيط‪.‬‬
‫‪.2‬المالحظة‪.‬‬
‫‪.3‬التقييم والتحليل‪.‬‬
‫وعلى سبيل التفصيل يقترح كوجان ثماني مراحل‪:‬‬
‫‪.1‬تكوين العالقة بين المعلم والمشرف‪.‬‬
‫‪.2‬التخطيط لعملية اإلشراف‪.‬‬
‫‪.3‬التخطيط ألساليب المالحظة الصفية‪.‬‬
‫‪.4‬القيام بالمالحظة الصفية‪.‬‬
‫‪.5‬تحليل المعلومات عن عملية التدريس‪.‬‬
‫‪.6‬التخطيط ألسلوب النقاش الذي يتلو المالحظة والتحليل‪.‬‬
‫‪.7‬مناقشة نتائج المالحظة‪.‬‬
‫‪.8‬التخطيط للخطوات التالية‪.‬‬
‫وواضح أن هذه الخطوات يمكن دمج بعضها في بعض‪ ،‬ولذلك يقترح جولد هامر خمس مراحل‪:‬‬
‫‪ .1‬نقاش ما قبل المالحظة الصفيّة‬
‫وفيه يتم تهيئة المعلم لعملية اإلش‪jj‬راف الص‪jj‬في وتقوي‪j‬ة العالق‪jj‬ة مع‪jj‬ه وزرع روح الثق‪jj‬ة بين‪j‬ه وبين المش‪jj‬رف ببي‪j‬ان‬
‫هدف المشرف التربوي من عملي‪jj‬ة اإلش‪jj‬راف‪ .‬ويتم االتف‪jj‬اق على عملي‪jj‬ة المالحظ‪jj‬ة وأه‪jj‬دافها ووس‪jj‬ائلها وح‪jj‬دودها‪ .‬فه‪jj‬ذه‬
‫المرحلة مرحلة تهيئه وتخطيط لدورة اإلشراف الصفي‪.‬‬
‫‪ .2‬المالحظة‬
‫وفيها يقوم المشرف بمالحظة المعلم في الصف وجمع المعلومات بالوسيلة المناسبة‪.‬‬
‫‪.3‬تحليل المعلومات واقتراح نقاط بحث‬
‫في هذه المرحلة يقوم كل من المعلم والمشرف على انف‪jj‬راد بتحلي‪jj‬ل المعلوم‪jj‬ات ال‪jj‬تي جمعت في الص‪jj‬فّ ودراس‪jj‬تها‪،‬‬
‫وتحديد نقاط ومسار النقاش في المداولة اإلشرافية‪.‬‬
‫‪.4‬المداولة اإلشرافية‬
‫وفيه تتم المراجعة السريعة لما تّم انجازه في ما مضى من دورة اإلشراف الصفي وم‪jj‬دى تحق‪jj‬ق األه‪jj‬داف‪ .‬وين‪j‬اقش‬
‫فيه ما تم مالحظته في الصف‪ ،‬وبماذا يفسر‪.‬‬
‫‪.5‬التحليل الختامي‬
‫يت ّم في هذا التحليل الختامي تحدي ما تم في المداولة اإلشرافية وما توصل إليه فيها من نتائج‪ .‬أيضا يتم فيها تق‪jj‬ييم‬
‫عملي‪jj‬ة اإلش‪j‬راف الص‪j‬في ال‪j‬تي تمت وتحدي‪j‬د م‪j‬دى نج‪j‬اح وفعالي‪jj‬ة ك‪j‬ل مرحل‪jj‬ة من المراح‪jj‬ل‪ .‬وك‪jj‬ذلك يتم فيه‪jj‬ا تق‪j‬ييم عم‪j‬ل‬
‫المشرف‪ ،‬من قبل المعلم‪ ،‬ومدى مهارته في إدارة مراحل اإلشراف الصفي‪ .‬وفي الجملة فهذه المرحلة هي مرحلة التق‪jj‬ييم‬
‫والتوصيات لعملية اإلشراف التي تمت بين المعلم والمشرف‪.‬‬
‫النقد‪:‬‬
‫ّ‬
‫اإلشراف الصفي ف ّعال في دفع المعلمين للسعي في تطوير أنفسهم‪ ،‬وبالتالي تحسن عملي‪jj‬ة الت‪jj‬دريس‪ .‬إال أن‪jj‬ه يؤخ‪jj‬ذ‬
‫عليه المالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬هذا النوع يحتاج إلى قدر كبير من الثقة والتعاون المتبادلَين بين المعلم والمشرف‪ ،‬وهو أمر قليل الوجود‪.‬‬
‫‪ . 2‬المستفيد األكبر هو المعلم الجيد الذي لديه الرغبة في تطوير نفسه‪ ،‬بينما األجدر بالمساعدة هو المعلم الض‪jj‬عيف‬
‫والذي ليس عنده دافعية لتطوير نفسه‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ .3‬هذا النمط يركز على السلوك الصفي الظاهر للمعلم‪ ،‬ويغف‪j‬ل ج‪j‬وانب الس‪j‬لوك األخ‪j‬رى‪ ،‬وك‪j‬ذلك س‪j‬لوك المعلم م‪jj‬ع‬
‫التالميذ في المحيط التعليمي خارج الصف‪.‬‬
‫‪ .4‬يحتاج إلى وقت وجهد كبيَرين في اإلعداد والتنفيذ والمتابعة‪.‬‬
‫‪ . 5‬يحتاج من المشرف إلى خبرة ومهارة في إدارة مراحله المختلفة وبناء عالقة وثيقة مع المعلم‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلشراف التّطوري‬
‫يع‪jj‬ود ظه‪jj‬وره إلى ال‪jj‬دكتور ك‪jj‬ارل جلكم‪jj‬ان‪ ،‬والفرض‪jj‬ية األساس‪jj‬ية في‪jj‬ه هي أن المعلمين راش‪jj‬دون‪ ،‬وأن‪jj‬ه يجب على‬
‫اإلشراف األخذ بعين االعتب‪jj‬ار طبيع‪jj‬ة المرحل‪jj‬ة التطوري‪jj‬ة ال‪jj‬تي يم‪ّ j‬رون به‪jj‬ا‪ .‬فعلى ال ُمش‪jj‬رف ال‪j‬تربوي أن يع‪jj‬رف وي‪jj‬راعي‬
‫الفروق الفردية بين المعلمين‪.‬‬
‫سيين يُؤثران على أداء المشرف وتعامله مع المعلم‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫أسا‬ ‫ين‬‫َ‬ ‫ل‬‫عام‬ ‫هناك‬ ‫أن‬ ‫هي‬ ‫التطوري‬ ‫وفكرة اإلشراف‬
‫‪.1‬نظرة المشرف لعملية اإلشراف وقناعته حولها‬
‫‪.2‬صفات ال ُمعلم‬
‫نظرة المشرف لعملي‪j‬ة اإلش‪j‬راف وقناعات‪j‬ه حوله‪j‬ا نظ‪j‬رة المش‪j‬رف لعملي‪j‬ة اإلش‪j‬راف وقناعات‪j‬ه حوله‪j‬ا‪ ،‬تملي علي‪j‬ه‬
‫عشرة أنماط من السلوك‪.‬‬
‫وه‪jj‬ذه األنم‪jj‬اط من الس‪jj‬لوك تح‪jj‬دد ثالث ط‪jj‬رق للتعام‪jj‬ل في اإلش‪jj‬راف ال‪jj‬تربوي‪ :‬الطريق‪jj‬ة المباش‪jj‬رة‪ ،‬الطريق‪jj‬ة غ‪jj‬ير‬
‫المباشرة‪ ،‬الطّريقة التّعاونيّة‪.‬‬
‫الطريقة غير المباشرة‬
‫‪.1‬االستماع‬
‫‪.2‬اإليضاح‬
‫‪.3‬التّشجيع‬
‫‪.4‬التّقديم‬
‫الطريقة التعاونية‬
‫‪.5‬ح ّل المشكالت‬
‫‪.6‬الحوار (المناقشة)‬
‫‪.7‬العرض‬
‫الطريقة المباشرة‬
‫‪.8‬التّوجيه (األمر)‬
‫‪ .9‬إعطاء التّعليمات‬
‫‪. 10‬التّعزيز‬
‫ففي الطريقة المباشرة يميل المشرف إلى السيطرة على ما يجري بين المش‪j‬رف والمعلم‪ ،‬وه‪j‬ذا ال يع‪j‬ني بالض‪j‬رورة‬
‫أن المشرف ُم تسلط أو عشوائي الطريقة‪ ،‬بل المقصود أن المشرف يضع كل شيء يريده من المعلم ويشرحه بدقّ‪jj‬ة وي‪jj‬بين‬
‫له ما هو المطلوب منه‪ .‬فهذه الطريقة تفترض أن المش‪j‬رف يعلم أك‪j‬ثر من المعلم عن عملي‪j‬ة التعليم‪ ،‬وعلي‪j‬ه ف‪j‬إن ق‪j‬رارات‬
‫المشرف أكثر فعالية من ترك المعلم يختار لنفسه‪ .‬جلكمان‪1999 ،‬‬
‫وفي الطريقة التّعاونية يتم اإلجماع مع المعلم لبحث ما يهم من أمور‪ ،‬وينتج من هذا االجتماع خطة عمل‪.‬‬
‫والطريق‪j‬ة غ‪j‬ير المباش‪j‬رة تق‪j‬وم على اف‪j‬تراض أن المعلمين ق‪j‬ادرين على إنش‪jj‬اء األنش‪j‬طة وال‪jj‬برامج التربوي‪jj‬ة ال‪j‬تي‬
‫تساعد على نموهم المهني من خالل تحليل طرقهم في التدريس‪ .‬فتكون مهم‪jj‬ة المش‪jj‬رف هي تس‪jj‬هيل العملي‪jj‬ة والمس‪jj‬اعدة‬
‫فقط‪.‬‬
‫صفات المعلم‬
‫صفات المعلم مهمة في تحليل ممارسات اإلشراف ‪ .‬وي‪jj‬رى جلكم‪jj‬ان أن ص‪jj‬فات المعلم تفهم بش‪jj‬كل أوض‪jj‬ح بوص‪jj‬فها‬
‫نتاجا لخصيصتين ‪:‬‬
‫‪ .1‬مستوى الوالء للمهنة أو التزام‪j‬ه به‪j‬ا‪ ،‬ويتض‪jj‬ح ه‪j‬ذا من اهتمام‪jj‬ه بزمالئ‪jj‬ه المعلمين وم‪j‬دى م‪j‬ا يعطي‪jj‬ه من وقت‬
‫لعمله‪.‬‬
‫‪ .2‬مس‪jj‬توى التفك‪jj‬ير التجري‪jj‬دي‪ ،‬فأص‪jj‬حاب المس‪jj‬توى المنخفض من التفك‪jj‬ير التجري‪jj‬دي يص‪jj‬عب عليهم مواجه‪jj‬ة م‪jj‬ا‬
‫يقابلهم من مشاكل تربوية‪ ،‬فال يستطيعون اتخ‪j‬اذ الق‪j‬رارات المناس‪j‬بة‪ ،‬فل‪j‬ذلك يحت‪j‬اجون إلى توجي‪j‬ه مباش‪j‬ر من المش‪j‬رف‪.‬‬
‫بينما المعلمون ذوو مستوى التفكير التجري‪jj‬دي المتوس‪jj‬ط يحت‪jj‬اجون إلى ن‪jj‬وع من المس‪jj‬اعدة في عملي‪jj‬ة تعاوني‪jj‬ه‪ .‬والقس‪jj‬م‬
‫الثالث‪ ،‬وهم ذوو التفكير التجريدي العالي تكون لديهم القدرة على تصور المشكالت ووضع الحلول لها‪.‬‬
‫النقد ‪:‬‬
‫ولعل أهم ميزات اإلش‪jj‬راف التط‪jj‬وري مراع‪jj‬اة الف‪jj‬روق الفردي‪jj‬ة بين المعلمين‪ ،‬بحيث أن‪jj‬ه ال يجب على ك‪jj‬ل المعلمين‬
‫الخضوع لعملية إشراف واحدة‪ .‬إال أنه في الوقت نفسه يحتّم على‬
‫المشرف إلزام المعلم بأسلوب معين من اإلش‪j‬راف‪ .‬باإلض‪j‬افة إلى أن‪j‬ه وض‪j‬عه في فئ‪j‬ة األس‪j‬لوب المباش‪j‬ر ق‪j‬د يجعل‪j‬ه‬
‫يظهر أمام بقية زمالئه على أنه أقل ذكاء أو نضجا منهم‪.‬‬
‫ج‪ -‬اإلشراف التنوعي‬
‫يرجع تطوير هذا النمط إلى أالن جالتثورن‪ .‬ويقوم على فرض‪jj‬ية بس‪jj‬يطة وهي أن‪jj‬ه بم‪jj‬ا أن المعلمين مختلفين فال ب‪ّ j‬د‬
‫من تنوع اإلشراف ‪ .‬فهو يعطي المعلم ثالثة أساليب إشرافية لتطوير قدراته وتنمية مهاراته ليختار منها م‪j‬ا يناس‪j‬به‪ .‬وق‪jj‬د‬
‫يكون هناك تشابه بينه وبين اإلشراف التطوري‪ ،‬إال أن الفارق بينهما هو أن اإلش‪jj‬راف التن‪jj‬وعي يعطي المعلم الحري‪jj‬ة في‬
‫تقرير األسلوب الذي يريده أو يراه مناسبا ً له‪ ،‬في حين أن اإلشراف التطوري يعطي هذا الحق لل ُمشرف‪.‬‬
‫وقبل ال‪j‬دخول في تفاص‪j‬يل ه‪j‬ذا النم‪j‬وذج ينبغي التنبي‪j‬ه إلى أن كلم‪j‬ة "مش‪j‬رف" هن‪j‬ا تش‪j‬مل ك‪j‬ل من يم‪j‬ارس العم‪j‬ل‬
‫اإلشرافي‪ ،‬كمدير المدرسة أو الزميل‪ ،‬وال تقتصر على من يشغل منصب المشرف التربوي‪.‬‬
‫خيارات اإلشراف التنوعي‪:‬‬
‫‪ .1‬التنمية المكثفة‬
‫وهو أسلوب مشابه لإلشراف الصفي (اإلكلينيكي)‪ ،‬إال أنه يختلف عنه من ثالثة وجوه‪:‬‬
‫‪ . 1‬يركز اإلشراف الصفي على طريقة التدريس‪ ،‬بينما أسلوب التنمية المكثفة ينظر إلى نتائج التعلم‪.‬‬
‫‪ .2‬يطبق اإلشراف الصفي – غالبا – مع جميع المعلمين‪ ،‬مم‪jj‬ا يفق‪jj‬ده أهميت‪jj‬ه‪ :‬في حين أن أس‪jj‬لوب التنمي‪jj‬ة المكثف‪jj‬ة‬
‫يطبق مع من يحتاجه‪.‬‬
‫‪ .3‬يعتمد اإلشراف الصفي على نوع واحد من المالحظ‪j‬ة‪ ،‬في حين أن أس‪jj‬لوب التنمي‪jj‬ة ‪ .‬المكثف‪jj‬ة يس‪j‬تفيد من أدوات‬
‫متعددة‪ .‬جالتثورن‪1997 ،‬‬
‫ويؤكد جالتثورن على ثالث خصائص التنمية المكثفة‪:‬‬
‫‪ .1‬أهمية الفصل بين أسلوب التنمية المكثفة وبين التقييم‪ .‬ألن النمو يحت‪j‬اج إلى عالق‪j‬ة حميم‪j‬ة ون‪j‬وع من التج‪j‬اوب‬
‫واالنفتاح‪.‬‬
‫‪ .2‬بعد الفصل بين هذا األسلوب والتقييم‪ ،‬يجب أن يقوم المعلم شخص آخر غير المشرف الذي ش‪jj‬ارك مع‪jj‬ه في ه‪jj‬ذا‬
‫األسلوب‪.‬‬
‫‪ .3‬يجب أن تكون العالقة بين الطرفين – المشرف والمعلم عالقة أخوية تعاونيه ‪.‬‬
‫مكونات أسلوب التنمية المكثفة‬
‫هناك ثمانية مكونات ألسلوب التنمية المكثفة‪:‬‬
‫‪ .1‬اللقاء التمهيدي‪ .‬ويفض‪jj‬ل أن يك‪jj‬ون في أول الع‪jj‬ام الدراس‪jj‬ي‪ ،‬بحيث يبحث المش‪jj‬رف م‪jj‬ع المعلم األوض‪jj‬اع العام‪jj‬ة‬
‫ويتحسس المشرف ما قد يحتاج إلى عالج‪ ،‬ويحاول توجيه العالقة بينهما وجهة ايجابية‪.‬‬
‫‪ .2‬لقاء قبل المالحظة الصفيّة‪ .‬لقاء يت ّم فيه تراج‪j‬ع في‪j‬ه خطّ‪j‬ة المعلم لل‪j‬درس الم‪j‬راد مالحظت‪j‬ه‪ ،‬وتح‪j‬دد في‪j‬ه أه‪j‬داف‬
‫المالحظة الصفية‪.‬‬
‫‪ .3‬المالحظة الصفية التّشخيص‪j‬ية‪ ،‬حيث يق‪jj‬وم المش‪jj‬رف بجم‪jj‬ع المعلوم‪jj‬ات المتعلق‪jj‬ة ب‪jj‬الجوانب ذات العالق‪jj‬ة ب‪jj‬األمر‬
‫المراد مالحظته‪ ،‬لتشخيص احتياجات المعلم‪.‬‬
‫‪ .4‬تحليل المالحظة التّشخيصية‪ ،‬وفيها يقوم المعلم والمش‪j‬رف‪ ،‬جميع‪j‬ا أو على انف‪j‬راد‪ ،‬بتحلي‪jj‬ل المعلوم‪jj‬ات ال‪j‬تي تم‬
‫جمعها في المالحظة‪ ،‬ومن ثم تحدد النقاط التي تدور حولها النّشاطات التنموية‪.‬‬
‫‪ .5‬لقاء المراجعة التحليلي‪ .‬وفيه يت ّم تحليل خطوات الدرس وبيان أهميته لنمو المعلم‪.‬‬
‫‪ .6‬حلقة التدريب‪ .‬وهو لق‪jj‬اء يعطي في‪j‬ه المش‪jj‬رف ن‪jj‬وع الت‪jj‬دريب والمتابع‪jj‬ة لمه‪jj‬ارات س‪jj‬بق تحدي‪jj‬دها أثن‪jj‬اء العملي‪jj‬ة‬
‫التّشخيصية‪ .‬وتتكون حلقة التّدريب تلك من‬
‫الخطوات التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التّزويد بالمعلومات األساسية لتلك المهارة‪.‬‬
‫ب‪ -‬شرح تلك المهارة وكيف تؤدى‪.‬‬
‫ت‪ -‬عرض المهارة عمليا ‪.‬‬
‫ث‪ -‬تمكين المعلم من التدرب عمليا وبطريقة موجهة‪ ،‬مع إعطاء معلومات راجعه عن وضعه‪.‬‬
‫ج ‪ -‬تمكين المعلم من التّدرب المستقل‪ .‬مع إعطاء معلومات راجعه عن وضعه ‪.‬‬
‫‪ .7‬المالحظة المركزة‪ .‬وفيها ير ّكز المشرف على مالحظة تلك المهارة المحددة وجمع المعلومات عنها‪.‬‬
‫‪ .8‬لقاء المراجعة التّحليلي المركز‪ .‬وفيه تت ّم مراجعة وتحليل نتائج المالحظة المركزة‪.‬‬
‫ويالحظ أن هذه الخطوات معقدة نوعا ما وتستهلك الوقت‪ ،‬إال أن جالتثورن يعتذر عن هذا بأن هذه الطريق‪jj‬ة س‪jj‬وف‬
‫تطبق مع فئة قليلة من المعلمين‪.‬‬
‫‪. 2-‬النمو المهني التعاوني‬
‫الخيار الثاني من خيارات اإلشراف التّنوعي هو النمو المهني التعاوني‪ .‬وهو رعاية عملي‪j‬ة نم‪jj‬و المعلمين من خالل‬
‫تعاون منتظم بين الزمالء‪.‬‬
‫مسوغات طرح النمو المهني التّعاوني في اإلشراف التنوعي‬
‫يذكر جالتثورن ثالثة مسوغات‪:‬‬
‫‪ .1‬الوض‪jj‬ع التّنظيمي للمدرس‪jj‬ة‪ .‬فالعم‪jj‬ل الجم‪jj‬اعي التع‪jj‬اوني بين المعلمين ل‪jj‬ه أث‪jj‬ر على المدرس‪jj‬ة أك‪jj‬بر من العم‪jj‬ل‬
‫الفردي‪ ،‬على أهميته وكذلك للعمل الجماعي أث‪j‬ر في تقوي‪j‬ة الرواب‪j‬ط بين المعلمين‪ ،‬وك‪j‬ذلك في‪j‬ه رب‪j‬ط بين تط‪j‬ور المدرس‪j‬ة‬
‫ونمو المعلمين‪.‬‬
‫وينظر إلى نمو المعلمين على أنه وسيلة ال غاية‪ ،‬فهو وسيلة إلى تحسين التعلم من خالل تحسين التعليم‪.‬‬
‫‪ .2‬وضع المشرف‪ .‬فهذا األسلوب‪ ،‬وبدوره المساند يمكن للمشرف أن يوسع دائرة عمله‪.‬‬
‫‪ .3‬وضع المعلم‪ ،‬فهذا األسلوب يجعل المعلم يستشعر أنه مس‪j‬ؤول عن تنمي‪jj‬ة نفس‪j‬ه‪ ،‬وأن‪jj‬ه ينتمي إلى مهن‪j‬ة منظم‪jj‬ة‬
‫مقننة ونامية‪ .‬كما أنه يخفف من العزلة ال‪jj‬تي يعيش فيه‪jj‬ا المعلم‪jj‬ون غالب‪jj‬ا ويمكنهم من التّفاع‪jj‬ل م‪jj‬ع زمالئهم واالس‪jj‬تفادة‬
‫منهم‪.‬‬
‫صور النّمو المهني التعاوني‬
‫التدريب بإشراف الزمالء تدرب األقران‬
‫وهو أكثر صور النمو المهني التعاوني‪ ،‬حيث يقوم مجموعة من الزمالء بمالحظ‪jj‬ة بعض‪jj‬هم بعض‪jj‬ا أثن‪jj‬اء الت‪jj‬دريس‪،‬‬
‫ومناقشة الجوانب السلبية واقتراح حلول لها والتدرب على تطبيقها‪ .‬وتتم في هذا األسلوب تقريبا خط‪jj‬رات النم‪jj‬و المكث‪jj‬ف‬
‫نفسها‪ ،‬لكنها بين الزمالء دون تدخل مباشر من المشرف‪ .‬وتشير كثير من الدراسات إلى أن هناك أثرا كب‪jj‬يرا له‪jj‬ذا الن‪jj‬وع‬
‫من التدريب على نمو المعلم واكتسابه لمهارات تدريسية جدي‪jj‬دة‪ .‬كم‪jj‬ا أن‪jj‬ه يق‪ّ j‬وي االتص‪jj‬ال بين ال‪jj‬زمالء ويش‪jj‬جعهم على ‪.‬‬
‫التجريب وتحسين أساليب محدده في طرق التدريس جالتثرون‪1997 ،‬‬
‫اللقاءات التربوية‬
‫وهي نقاشات منظمة حول موضوعات مهنية وتربوي‪jj‬ة وعلمي‪jj‬ة لرف‪jj‬ع المس‪jj‬توى العلمي للمعلمين‪ .‬ويجب أن تك‪jj‬ون‬
‫هذه اللقاءات منظمة ومرتب لها حتى ال تتحول إلى كلمات ال هدف لها‪.‬‬
‫تطوير المنهج‬
‫مع أن المنهج معد مسبقا‪ ،‬إال أن تطبيق المعلمين له يتفاوت‪ .‬ويبقى تطبيق المعلم للمنهج له أثر كب‪jj‬ير في أن ي‪jj‬ؤتى‬
‫المنهج ثماره‪ .‬فيعمل المعلمون بشكل جماعي‪ ،‬أو على شكل فرق‪ ،‬لوضع خطة لتطبيق المنهج وتعديل ما يمكن تعديل‪jj‬ه أو‬
‫س ّد بعض الثغرات التي تكون في المنهج‪ .‬كذلك البحث عن الس‪jj‬بل األنس‪j‬ب لتنفي‪jj‬ذ المنهج وتطبيق‪j‬ه‪ ،‬وح‪j‬ل م‪jj‬ا ق‪j‬د يع‪j‬ترض‬
‫المعلمين من مشاكل في ذلك‪ .‬أيضا عمل تقويم للمنهج وما يتبع ذلك من اقتراحات للتطوير‪.‬‬
‫البحوث الميدانية‬
‫البحوث الميدانية‪ ،‬هنا‪ ،‬هي البحوث التي يقوم بها المعلمون وتتعلق بأمر من األمور التربوية العملية‪ .‬وه‪jj‬ذا الن‪jj‬وع‬
‫من البحوث يساهم في دعم العمل الجماعي بين المعلمين ويساعد على تطوير التدريس ورفع مس‪j‬توى المعلمين ال‪j‬تربوي‬
‫والعلمي والمهني‪.‬‬
‫ويمكن لك‪jj‬ل مدرس‪j‬ة‪ ،‬على م‪jj‬ا ي‪j‬راه جالتث‪j‬ورن‪ ،‬أن تص‪j‬وغ م‪jj‬ا يناس‪j‬بها من ص‪j‬ور النم‪j‬و المه‪j‬ني التع‪j‬اوني‪ .‬ويؤك‪j‬د‬
‫جالتثورن على أن هذا الخيار ال يؤتي ثماره المرجوة إال بتوفر الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪ .1‬وجود الج ّو التّربوي العام الذي يدعم العملية ‪.‬‬
‫‪ .2‬مشاركة القاعدة‪ ،‬وهم المعلمون‪ ،‬ودعم الق ّمة‪ ،‬وهم المسؤولون‪.‬‬
‫‪ .3‬لزوم البساطة والبعد عن التكلف والرسميات المبالغ فيها‪.‬‬
‫‪ .4‬إيجاد التدريب الالزم‪.‬‬
‫‪ .5‬التّرتيب إليجاد الوقت الالزم‪.‬‬
‫‪ .6‬مكافأة المشاركين‪.‬‬
‫‪.3‬النّمو الذاتي‬
‫الخيار الثالث من خيارات اإلشراف المتنوع هو النمو ال‪j‬ذاتي‪ .‬وه‪j‬و عملي‪j‬ة نم‪j‬و مهني‪j‬ة وتربوي‪j‬ة يعم‪j‬ل فيه‪j‬ا المعلم‬
‫منفردا لتنمية نفسه‪ .‬وهذه الطريقة يفضلها المعلمون ال َم َه َرة وذوو‬
‫الخبرة‪ .‬ففي هذا الخيار يك‪jj‬ون نم‪jj‬و المعلم نابع‪jj‬ا من جه‪jj‬ده ال‪jj‬ذاتي‪ ،‬وإن ك‪jj‬ان س‪jj‬يحتاج من وقت آلخ‪jj‬ر إلى االتص‪jj‬ال‬
‫بالمدير أو المشرف‪.‬‬
‫الهدف أو األهداف‪ ،‬ثم ينفذ الخطة‪ ،‬وفي النهاي‪j‬ة يقيم ويعطي تقري‪j‬را عن نم‪j‬وه‪ .‬ودور المش‪j‬رف هن‪j‬ا ه‪j‬و المس‪j‬اندة‬
‫وليس التدخل المباشر‪.‬‬
‫ولنجاح عملية النمو الذاتي ينبغي مراعاة النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬إعطاء التدريب الكافي لمهارات اإلشراف الذاتي‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫أ‪ .‬وضع وصياغة األهداف‪ ،‬فقد وجدت بعض الدراسات أن المعلمين يعانون من مصاعب في وضع األهداف‪.‬‬
‫ب‪ .‬تصميم خطط واقعية وفاعلة لتحقيق األهداف‪.‬‬
‫ت‪ .‬تحليل تسجيالت المعلم نفسه‪ ،‬حيث أن كثي ًرا من المعلمين يجد صعوبة في‬
‫مالحظة نفسه وتحليل ما يراه مسجال أمامه من سلوكيات التدريس‪.‬‬
‫ث‪ .‬تقييم التقدم والنمو‪.‬‬
‫‪ .2‬إبقاء البرنامج بسيطا وإبعاده عن التعقيد مثل اإلكثار من األهداف أو اللقاءات اإلعدادية أو األعمال الكتابية‪.‬‬
‫‪ .3‬توفير المصادر الالزمة‪.‬‬
‫‪ .4‬إيجاد وسائل للحصول على معلومات راجعه عن التنفيذ‪ ،‬فمن أهم عيوب هذا‬
‫األسلوب عدم وجود تلك الوسائل‪ ،‬فالمعلم يعمل لوحده‪ ،‬وليس لديه من يزوده بتلك المعلومات‪.‬‬
‫‪ .5‬تشجيع المعلمين على العمليات التي تر ّكز على التفكير والتأمل في عمل المعلم نفسه‪.‬‬
‫ووضعه ملف تراكمي ألداء المعلم يساعد على هذا‪.‬‬
‫ويالحظ أن اإلشراف المتنوع يسعى إلى االستفادة من أساليب اإلش‪jj‬راف األخ‪jj‬رى وتطويعه‪jj‬ا لتناس‪jj‬ب أك‪jj‬بر ق‪jj‬در من‬
‫المعلمين‪ .‬كما أنه يحاول تزويد المعلمين بأكبر عدد من العمليات اإلشراف وأنشطته ليتمكن كل معلم من اختيار ما يناسبه‬
‫ويحقق نموه العلمي والمهني‪ .‬فالمرونة من أهم سمات هذا األسلوب اإلشرافي وهي التي تعطيه الق‪jj‬درة على التكي‪jj‬ف م‪jj‬ع‬
‫األوضاع المدرسية المختلفة ‪.‬‬
‫أهم أهداف اإلشراف التربوي‬
‫تعريف المعلمين بأهداف السياسة التعليمية للدولة‪.‬‬
‫ومما جاء في كتاب "اإلدارة واإلشراف اتجاهات حديثة" لمؤلفه رداح الخطيب وآخرون ت ّم اختيار األه‪j‬داف التالي‪j‬ة‬
‫بتصرف ‪:‬‬
‫تحسين موقف التعليم لصالح التلميذ‪ ،‬وهذا التحسين ال يكون عشوائيا‪ ،‬بل يكون‬
‫مخططا أي أن التوجيه اإلشراف يهدف إلى التحسين المبني على التخطيط السليم والتقويم والمتابعة‪.‬‬
‫ال ب‪ّ j‬د في التوجي‪j‬ه من االهتم‪j‬ام بمس‪j‬اعدة أف‪j‬راد التالمي‪j‬ذ على التَّعلم في ح‪j‬دود إمكان‪j‬ات ك‪j‬ل منهم بحيث ينم‪j‬و نم‪j‬وا‬
‫متكامال إلى أقصى ما يستطيعه الفرد حسب قدراته‪.‬‬
‫موجه والمعلم وإدارة المدرسة وكل من له عالقة بتعليم التلميذ‪.‬‬ ‫ال يت ّم التوجيه السليم إال إذا كان تعاونيا بين الُ ّ‬
‫مساعدة المعلمين على تتبع البحوث النفسية والتربوية ونتائجها ودراستها معهم ومعرفة األساليب الجديدة الناتجة‬
‫من البحوث‪ ،‬وال بد للمشرف أن يولد عند المعلم‬
‫حب االطالع‪ ،‬والدراسة والتجريب‪ ،‬وذلك لتطوير أساليب تدريسهم ويتضمن هذا النمو المهني للمعلم‪ ،‬كم‪jj‬ا يتض‪ّ j‬من‬
‫النقص األكاديمي المهني‪.‬‬
‫مساعدة المعلمين على تحديد أهداف عملهم‪ ،‬ووضع خطة لتحقيق هذه األهداف‪.‬‬
‫اإلشراف التربوي عملية تعاونية تشخيصية عالجي‪j‬ة‪ ،‬إذا ينبغي أن يعم‪j‬ل الموج‪j‬ه على تش‪j‬خيص الموق‪j‬ف التعليمي‬
‫وإبراز ما فيه من قوة وضعف‪ ،‬وتوجيه المعلمين لعالج الضعف وتحاشي المزالق وتدارك األخطاء‪.‬‬
‫إن الفترة الزمنية التي يقضيها المعلم في إعداده ال تكفي‪ ،‬لذلك ال بد للمشرف أن يوجهه الس‪jj‬تكمال نم‪jj‬وه المه‪jj‬ني‪،‬‬
‫وس‪ّ jjj‬د النقص في تدريب‪jjj‬ه‪ ،‬والعم‪jjj‬ل على تش‪jjj‬جيعه على تحم‪jjj‬ل مس‪jjj‬ؤوليات الت‪jjj‬دريس‪ ،‬وتعري‪jjj‬ف الق‪jjj‬دامى من المعلمين‬
‫بالمستحدث في عالم التربية‪ ،‬والتعليم‪ ،‬ومساعدة المعلم المنقول حديثا ليت‪jj‬أقلم م‪jj‬ع الوض‪jj‬ع لينجح في عمل‪jj‬ه وليس‪jj‬تمر في‬
‫نموه المهني‪.‬‬
‫تش‪jj‬جيع المعلمين على القي‪jj‬ام ب‪jj‬التجريب والتّفك‪jj‬ير الناق‪jj‬د البن‪jj‬اء في أس‪jj‬اليبهم ال‪jj‬تي تناس‪jj‬ب تالمي‪jj‬ذهم‪ ،‬وأن يس‪jj‬مح‬
‫المشرف للمعلم بانتقاد أساليب ومالحظات المشرف وأساليب تدريس‪jj‬ه‪ ،‬وأن ينتقي منه‪jj‬ا م‪jj‬ا يناس‪j‬ب الظ‪jj‬روف واإلمكان‪j‬ات‬
‫المحلية‪ ،‬وال ب ّد أن يكون النقد بناء‪.‬‬
‫يهدف اإلشراف التّربوي إلى حماي‪jj‬ة التالمي‪jj‬ذ من ن‪jj‬واحي الض‪jj‬عف في الم‪jj‬ادة الدراس‪jj‬ية أو العالق‪jj‬ات االجتماعي‪jj‬ة أو‬
‫المثل والقيم التي يسلك المعلم بموجبها‪.‬‬
‫يجعل اإلشراف التربوي المعلمين يقتنعون بأن ما يعملونه داخل الصف‪ ،‬ه‪jj‬و ُمك ّم‪jj‬ل لم‪jj‬ا يق‪jj‬وم ب‪jj‬ه تالمي‪jj‬ذهم خ‪jj‬ارج‬
‫الصف سواء في الحديق‪jj‬ة أو المخت‪j‬بر أو البيئ‪jj‬ة المحلي‪jj‬ة خالل زي‪jj‬اراتهم‪ ،‬ورحالتهم أي يجع‪j‬ل المعلم‪jj‬ون يربك‪jj‬ون بين م‪jj‬ا‬
‫يدرسه الطالب داخل‬
‫المدرسة وخارجها‪ ،‬ويجب أن يشجع المعلمين على توجيه التالميذ إلى التطبيق العملي لما يدرسونه‪.‬‬
‫أمثلة ألساليب وطرائق اإلشراف التربوي‪:‬‬
‫إنّ مجال اهتمام المشرف التربوي حسب النظرة الحديثة لإلشراف ليس المعلم فحسب وإنما يهمه الط‪jj‬الب‪ ،‬وجمي‪jj‬ع‬
‫الظروف المحيطة والمؤثرة بعمليتي التعلم والتعليم‪ ،‬وحيث أن اإلشراف التربوي عملية تجريبية تحليلي‪j‬ة نقدي‪j‬ة للمواق‪j‬ف‬
‫التربوية ومدى ارتباطها بواقع العملية التربوية في المدرسة‪ ،‬ومدى منسابة الوسائل واألدوات والتجهيزات في المدرسة‬
‫وصالحية المباني المدرسية لتحقيق األهداف المح‪j‬ددة‪ .‬وه‪j‬ذا يتطلب ق‪j‬درا كب‪j‬يرا من التخطي‪j‬ط والتنظيم فلم تع‪ّ j‬د الزي‪j‬ارات‬
‫الصفيّ ة المفاجئة لتصيد أخطاء المعلم تفي بالغرض‪ ،‬فهي ال تؤدي إلى تحسين حقيقي في العملية التعليمية بقدر ما ت‪jj‬ؤدي‬
‫إلى فشل فيها‪ ،‬وخلق مدرسين مخادعين ومخدوعين‪ ،‬وغالبا ال يطلع المشرف على نواحي القص‪j‬ور الحقيقي‪j‬ة لدي‪jj‬ه نظ‪jj‬را‬
‫النعدام الثقة المتبادلة بينهما وال تتاح الفرصة للمشرف ليطل‪jj‬ع على المس‪jj‬توى الحقيقي لألداء‪ ،‬فتك‪jj‬ون تقديرات‪jj‬ه وبيانات‪jj‬ه‬
‫غير دقيقة وال تعكس الواقع ب‪jj‬أي ح‪jj‬ال من األح‪jj‬وال‪ ،‬وق‪jj‬د تط‪jj‬ورت أس‪jj‬اليب اإلش‪jj‬راف ال‪jj‬تربوي بحيث أص‪jj‬بحت أق‪jj‬در على‬
‫النه‪jj‬وض بالعملي‪jj‬ة التربوي‪jj‬ة وبتحس‪jj‬ين عملي‪jj‬تي التعلم والتعليم‪ ،‬حيث ظه‪jj‬ر االهتم‪jj‬ام بالج‪jj‬انب اإلنس‪jj‬اني للمعلم‪ ،‬وأص‪jj‬بح‬
‫التوجيه واإلشراف عملية تعاونية يشارك فيها المعلم بصورة ايجابية فعال‪jj‬ة‪ ،‬في وض‪jj‬ع األه‪jj‬داف والتخطي‪jj‬ط له‪jj‬ا والتنفي‪jj‬ذ‬
‫والتقويم‪.‬‬
‫‪ 1-‬الزيارات الصفية‪ :‬وهي زي‪jj‬ارة المش‪jj‬رف للمعلم في ص‪jj‬فه أثن‪jj‬اء تنفي‪jj‬ذه لفعالي‪jj‬ات درس‪jj‬ه م‪jj‬ع الطالب ت‪jj‬دريس أو‬
‫امتحان أو نشاط‪ ، ...‬وهذه الطريق شائعة‪ ،‬وفيها يت ّم مالحظة سير تنفيذ الدرس في غرفة الص‪jj‬فّ وأخ‪jj‬ذ مالحظ‪jj‬ات أولي‪jj‬ة‬
‫عن أداء المعلم ومستوى تحصيل الطالب‪ ،‬ثم مناقش‪j‬ة المعلم ح‪jj‬ول فعالي‪jj‬ات ال‪jj‬درس‪ ،‬ومن وجه‪jj‬ة نظ‪jj‬ر الكث‪j‬ير من علم‪jj‬اء‬
‫التربية فإن هذه الطريقة لم تعد تحقق أهداف اإلشراف التربوي الشامل‪ ،‬ويجب أن ال يع ّول عليه‪jj‬ا في عملي‪jj‬ة تغي‪jj‬ير واق‪jj‬ع‬
‫التعليم بل تستخدم فقط في عملي‪jj‬ة تش‪jj‬خيص عوام‪jj‬ل النقص في األداء الص‪jj‬في لتس‪jj‬اعد في عملي‪jj‬ة تخطي‪jj‬ط لتنفي‪jj‬ذ أنش‪jj‬طة‬
‫إشرافية أخرى ف ّعالة قادرة على إحداث التغيير والتحسين المطل‪jj‬وب في العملي‪jj‬ة التعليمي‪jj‬ة والتربوي‪jj‬ة‪ ،‬كم‪jj‬ا ن‪jj‬و ّد أن نش‪jj‬دد‬
‫على ضرورة أن يخبر المعلم عن موعد الزيارة قبل تنفيذها بي‪jj‬وم أو ي‪jj‬ومين ليس‪jj‬تعد المعلم للزي‪jj‬ارة‪ ،‬ف‪jj‬زمن التف‪jj‬تيش ولّى‬
‫وذهب ‪.‬‬
‫‪ 2-‬اللقاءات التربوية واالجتماعات‪ :‬وفيها يقوم المشرف بعقد اجتم‪jj‬اع أو لق‪jj‬اء ل‪jj‬ه م‪jj‬ع المعلمين بغ‪jj‬رض ت‪jj‬وجيههم‬
‫وتحس‪jj‬ين األداء ال‪jj‬تربوي لهم‪ ،‬ويجب أن يك‪jj‬ون لك‪jj‬ل اجتم‪jj‬اع أو لق‪jj‬اء أه‪jj‬داف واض‪jj‬حة للمجتمعين ؛ المش‪jj‬رف ال‪jj‬تربوي‬
‫والمعلمين قبل وقت عقده لتحقق الفائدة بشكل أكبر‪ ،‬ونرى أن يجتمع المشرف بمعلميه بشكل دوري بمعدل كل شهر م‪jj‬رة‬
‫لمناقشة أساليب وطرق تنفيذ الدروس‪ ،‬وال يجب أن يكون المشرف هو المصدر الوحيد للمعلومات والمقترح‪jj‬ات ب‪jj‬ل يجب‬
‫أن يشارك بها كل من المعلمين على السواء مع المشرف ال‪jj‬تربوي ه‪jj‬و التنس‪j‬يق وض‪j‬بط العم‪jj‬ل‪ ،‬وعلى س‪jj‬بيل المث‪jj‬ال ففي‬
‫بداية العام الدراسي يفضل أن يجتمع المشرف التربوي بمعلميه لمناقشة أهداف المادة والطرق المفضلة لتنفي‪jj‬ذ ال‪jj‬دروس‬
‫واالتفاق على أساليب التنفيذ المرغوبة‪.‬‬
‫‪ 3-‬ورشة العمل التربوية‪ :‬هي عبارة عن لقاء تربوي يخط‪j‬ط ل‪j‬ه المش‪j‬رف ال‪j‬تربوي بحيث يض‪ّ j‬م ع‪j‬دد من المعلمين‬
‫لدراسة ومناقشة أسلوب ح ّل مشكلة ما تواجه المعلمين في عملهم مثل ص‪jj‬عوبة درس على الطالب أو ع‪jj‬دم ت‪jj‬وفر وس‪jj‬ائل‬
‫تنفيذ درس ونحو ذلك‪ ،‬وفيها يتم تقس‪jj‬يم المعلمين إلى مجموع‪jj‬ات‪ ،‬ك‪jj‬ل مجموع‪jj‬ة تتخص‪jj‬ص بج‪jj‬انب من ج‪jj‬وانب المش‪jj‬كلة‬
‫تجتمع عليه لتناقشه حسب الوقت المحدد ساعة أو ساعتين أو يوم أو يومين‪ ...‬حسب الموضوع وال‪jj‬وقت المت‪jj‬اح ومن ثم‬
‫تخرج المجموعة بورقة مشتركة تعرض فيم‪j‬ا بع‪jj‬د في اجتم‪j‬اع يض‪j‬م كاف‪jj‬ة المعلمين والمش‪j‬رفين المش‪j‬تركين في الورش‪j‬ة‬
‫لمناقش‪jj‬تها واالتف‪jj‬اق على توص‪jj‬يات معين‪jj‬ة بش‪jj‬أنها‪ ،‬ويت ّم ذل‪jj‬ك م‪jj‬ع ك‪jj‬ل مجموع‪jj‬ة لتنتهي الورش‪jj‬ة بتقري‪jj‬ر نه‪jj‬ائي يتض‪jj‬من‬
‫التوصيات المقترحات حول موضوع الورشة لتعمم في الميدان التربوي لالستفادة منها ولتنفيذ ما جاء فيها‪.‬‬
‫‪ 4-‬الدروس النموذجيّة‪ :‬هي دروس ينفذها معلم متميز للطالب أو مشرف تربوي أم‪jj‬ام المعلمين‪ ،‬اله‪jj‬دف منه‪jj‬ا ه‪jj‬و‬
‫اطالع الحاضرين من المعلمين والمشرفين على طريقة تدريس معينة أن نموذج جيد في التدريس‪ ،‬ويت ّم نقد ال‪jj‬درس فيم‪jj‬ا‬
‫بعد من قبل الحاضرين لبيان نقاط القوة والضعف ليستفيد كل من حضر ال‪j‬درس من النق‪j‬اش ال‪j‬ذي تم‪ ،‬ويت ّم تنفي‪j‬ذ ال‪j‬درس‬
‫النّموذجي في مدرسة معينة ليحضرها زمالء المعلم فيها أو من مدارس أخرى‪ ،‬ونش‪j‬دّد هن‪jj‬ا على ض‪jj‬رورة موافق‪jj‬ة المعلم‬
‫وعلى ضرورة أن يكون المعلم المنفذ متميزا‪ ،‬كما يجب أن يطلع المشرف قبل تنفيذ الدرس على اإلعداد الكت‪jj‬ابي ويس‪jj‬اعد‬
‫المعلم على تحسينه وتحسين طرق التدريس التي ستنفذ ومن ثم يتبع اإلعداد الكتابي أو يكتب بطريقة جيدة ويصور بع‪jj‬دد‬
‫المعلمين ويسلم لهم قبل وقت تنفيذ الدرس ويلزم على المش‪jj‬رف تنظيم وتنفي‪jj‬ذ ثالث‪jj‬ة دروس نموذجي‪jj‬ة على األق‪jj‬ل في ك‪jj‬ل‬
‫فصل دراسي لما لهذه الطريقة من فائدة ومردود تربوي على المعلمين‪.‬‬
‫‪ 5-‬االجتماع الفردي بالمعلم‪ :‬ويكون ذلك عادة بعد الزيارة الص‪jj‬فيّة للمعلم‪ ،‬ويجب فيه‪jj‬ا على المش‪jj‬رف أن ال يتعج‪jj‬ل‬
‫في مناقشة الدرس مع المعلم بل يلزم على المشرف أن يبقى فترة وجيزة لوحده لترتيب أفك‪jj‬اره‪ ،‬وتوق‪jj‬ع ردود فع‪jj‬ل المعلم‬
‫على المالحظ‪jj‬ات‪ ،‬ومن ثم االجتم‪jj‬اع ب‪jj‬المعلم واختي‪jj‬ار الكلم‪jj‬ات المش‪jj‬جعة ل‪jj‬ه وذك‪jj‬ر نق‪jj‬اط الق‪jj‬وة في درس‪jj‬ه‪ ،‬من ثم ي‪jj‬ذكر‬
‫المشرف النقاط التي يرى أن على المعلم مالحظتها وتالفيها أو تحسينها ليكون درسه أفضل مستقبال‪.‬‬
‫‪ 6-‬زيارة المدرسة‪ :‬وفيها يكون هدف المش‪j‬رف ه‪jj‬و االطالع على ش‪j‬تى الن‪jj‬واحي التربوي‪j‬ة في المدرس‪j‬ة ومرافقه‪j‬ا‬
‫وتجهيزاتها وأداء العاملين فيها من معلمين ومرشدين طالبيين وغيرهم‪ ،‬ومن ثم تقديم المشورة الفني‪jj‬ة أن وج‪jj‬دت لهيئ‪jj‬ة‬
‫المدرسة والرفع للجهات المسؤولة عن ما يلزم رفعه ويؤدي إلى تحسين العمل التربوي فيها‪.‬‬
‫أهمية التخطيط للزيارة الصفية‬
‫لكي يؤدي اإلنسان عمله بنجاح ال ب ّد أن يكون هنالك تخطيط يسير عليه‪ .‬إذ دون تخطيط يكون العمل ارتجاليا تتحكم‬
‫فيه ردود الفعل واالستجابة للواقع أكثر مما تتحكم فيه قناعات صاحب العمل نفسه‪ .‬ويشمل هذا العمل المشرف ال‪jj‬تربوي‪،‬‬
‫فالتخطيط لكل أعمال المشرف التربوي أمر ضروري لنجاحه‪.‬‬
‫والزيارة الصفية جزء مهم من عمل اإلشراف‪ ،‬والتخطيط لها عامل أساس لنجاحها‪ .‬والذي جعل ه‪jj‬ذه الزي‪jj‬ارة تفق‪jj‬د‬
‫مصداقيتها بل قد تكون في بعض األحيان عبئا على المعلم والمشرف إنها تؤدي بشكل ارتجالي وعشوائي‪.‬‬
‫من أسس التخطيط وضع األهداف‪ ،‬فمن المهم للمشرف التربوي أن يضع أهدافا لكل زي‪jj‬ارة يق‪jj‬وم به‪jj‬ا المعلم‪ .‬إذ أن‬
‫القيام بالزيارة دون وجود هدف محدد وواضح يعوق عن تحقيق الفائدة المرج‪jj‬وة من الزي‪jj‬ارة الص‪j‬فية‪ ،‬بحيث تتح‪j‬ول إلى‬
‫عملية مراقبة لما يجري في غرفة الصف ال ينتج عنها غالبا إال التنبيه على األخطاء ال‪j‬تي في الغ‪jj‬الب م‪j‬ا تك‪j‬ون عرض‪j‬ية‪.‬‬
‫وهذا ما يدعو كثيرا من المعلمين للتذمر من أن عمل المشرف تفتيشي‪ ،‬فليس له ه ّم إال تصيّد األخطاء‪.‬‬
‫هناك فرق كبير بين المشرف الذي يدخل غرفة الصفّ وليس في ذهنه ش‪jj‬يء مح‪jj‬دد إال مراقب‪jj‬ة المعلم والوض‪jj‬ع في‬
‫غرفة الصفّ ‪ ،‬ويبدأ المشرف الذي يدخل غرفة الصفّ وقد وضع في ذهنه أهدافا محددة وواضحة لما سيقوم ب‪jj‬ه في ه‪jj‬ذه‬
‫سن أن يكون قد اطلع المعلم على تلك األهداف مسبقا‪ .‬فمثال تك‪jj‬ون الزي‪jj‬ارة الطالع‬ ‫الزيارة‪ ،‬وسجل ذلك في سجله‪ ،‬ويُستح َ‬
‫على مهارة المعلم في عرض الدرس‪ ،‬أو جزء منه‪ ،‬أو استخدام وسيلة ما‪ ،‬أو مالحظه مستوى الطالب في غرفة الص‪jj‬فّ ‪،‬‬
‫أو غير ذلك‪ .‬المقصود أن المشرف يركز في زيارته على شيء محدد يخرج من غرف‪jj‬ة الص‪jj‬فّ وق‪jj‬د ك‪ّ j‬ون في ذهن‪jj‬ه نقاط‪jj‬ا‬
‫واضحة عنه‪ ،‬بحيث يطرحها للنقاش مع المعلم فيما بعد‪ .‬وتكون تلك األهداف أهدافا مرحلية ألهداف أبعد منه‪j‬ا في عملي‪j‬ة‬
‫اإلشراف‪.‬‬
‫إن الزيارة الصفية تكاد تفقد قيمتها في ظ ّل غياب أهداف واضحة ومرسومة بدقة‪ ،‬بل قد تحدث نتائج عكسية‪ ،‬منها‬
‫شغل وقت المشرف بعمل غير ضروري‪ ،‬وشعور المعلم بعدم جدوى وعدم جدي‪jj‬ة تل‪jj‬ك الزي‪jj‬ارات‪ ،‬وأيض‪jj‬ا ه‪jj‬ذا ه‪jj‬و األهم‪-‬‬
‫عدم تحقق فائدة جوهرية للزيارة‪ .‬وربط المشرف زيارت‪j‬ه باأله‪j‬داف المع‪jj‬دة مس‪j‬بقا ق‪j‬د يفي‪jj‬ده في تحدي‪jj‬د م‪j‬دى الفائ‪j‬دة من‬
‫الزيارات الصيفية‪ ،‬واللجوء إليها عند الحاجة فقط وليس ألنها أسلوب سهل من أساليب اإلشراف ال بد أن يم‪jj‬ارس‪ .‬وه‪jj‬ذا‬
‫يعود‪ -‬بالتالي‪ -‬على المشرف بالفائدة إذ انه يوفر له من الوقت ما يمكن أن يستغله في أعمال إشرافية أخرى‪ ،‬خاصة وأن‬
‫كثيرا من المشرفين يشكو كثرة العدد من المعلمين‪.‬‬
‫تصور عن برنامج "المعلم المدرب"‬
‫أهمية التدريب أثناء الخدمة ‪:‬‬
‫للتدريب أثناء الخدمة ( على رأس العمل) أهمي‪j‬ة كب‪j‬يرة في رف‪j‬ع مس‪j‬توى المعلمين‪ ،‬دون الت‪j‬أثير على س‪j‬ير العم‪j‬ل‪.‬‬
‫ف‪j‬المعلم ‪ -‬كغ‪j‬يره من أص‪j‬حاب المهن المتط‪j‬ورة‪ -‬بحاج‪j‬ة دائم‪j‬ة إلى تط‪j‬وير نفس‪j‬ه وتنمي‪j‬ة قدرات‪j‬ه واالس‪j‬تفادة من خ‪j‬برات‬
‫اآلخرين النظرية والعلمية‪ .‬لما كان تفريغ المعلم تفريغا كامال للت‪jj‬دريب أو الت‪jj‬درب متعس‪jj‬را أو متع‪jّ j‬ذرا ف‪jj‬إنّ برن‪jj‬امج المعلم‬
‫المدرب من أنسب الطرق للرقي بالمعلم‪.‬‬
‫فمن الضروري استغالل المتميزين من المعلمين لتدريب المعلمين الجدد وذوي الكفاءة األقل‪ .‬إنّ للمعلم المتم‪jj‬يز في‬
‫كثير من مدارسنا قدرة معطل‪j‬ة وطاق‪j‬ة غ‪j‬ير مس‪j‬تغلة إلف‪j‬ادة زمالئ‪j‬ه المحيطين ب‪j‬ه‪ ،‬م‪j‬ع حاج‪j‬ة كث‪j‬ير منهم إلي‪j‬ه‪ .‬فمن غ‪j‬ير‬
‫المعقول أن تجمع مدرسة ما معلما حديث التخرج وآخر ل‪jj‬ه التأهي‪j‬ل نفس‪j‬ه ومتم‪j‬يز األداء ول‪jj‬ه خ‪j‬برة عش‪j‬رون س‪jj‬نة مثال‬
‫وليس لديه ما يقدّمه لألول ‪.‬‬
‫يوفر مشروع االستفادة من المعلمين المتميّزين في مجال التدريب مزايا كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ .1‬توفّر عدد من المد ّربين‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم تأثر الخطة الدراسية‪ ،‬حيث ال يلزم التفرغ التا ّم من المدرب أو المتدرب‪.‬‬
‫‪ .3‬توفر الجانب التطبيقي في عملية التدريب‪.‬‬
‫‪ .4‬االرتقاء بمستوى المعلم المتدرب والمدرب‪.‬‬
‫‪ .5‬مشاركة المعلم المتدرب لمشرف المادة في برامجه التدريبية‪.‬‬
‫متطلبات المشروع‪:‬‬
‫‪ .1‬تخفيض نصاب المعلم المدرب إلى اثنتي عشرة حصة على األكثر‪ .‬مع مالحظة أن‬
‫هذا ال يلزم أن يكون دائما‪ ،‬بل في األوقات التي يكون فيها برامج تدريبيه‪.‬‬
‫‪ .2‬تهيئة متطلبات التدريب (مكان وأدوات ووسائل)‪.‬‬
‫‪ .3‬إلحاق المعلم المدرب ببرنامج قصير في أساليب التدريب‪.‬‬
‫‪ .4‬خطوات البرنامج التدريببي‪.‬‬
‫‪ .5‬يحدد المعلم المتدرب ويكون من ذوي الخبرة العلمية واالطالع والتميز في األداء‪.‬‬
‫‪ .6‬يخفض نصابة إلى أقل قدر ممكن ‪.‬‬
‫‪ .7‬يقوم بالتعاون مع المشرف التربوي بتحديد أهداف التدريب وحاجات المتدربين‪.‬‬
‫‪ .8‬ال يتجاوز عدد المتدربين خمسة عشر متد ّربا‪.‬‬
‫‪ .9‬تتك ّون كل وحدة من وحدات التدريب من قسمين‪ :‬نظري (حيث يقوم الم‪jj‬درب الم‪jj‬ادة نظري‪jj‬ا) وتط‪jj‬بيقي‪ ،‬وينقس‪jj‬م‬
‫التطبيقي إلى قسمين‪ :‬قسم يؤديه المعلم الم‪jj‬درب أم‪jj‬ام المت‪jj‬دربين وقس‪jj‬م يؤدي‪j‬ه المعلم المت‪jj‬درب‪ ،‬بحيث يطب‪jj‬ق م‪jj‬ا تعمل‪jj‬ه‪،‬‬
‫ويحصل على تقويم مباشر‪.‬‬
‫‪ . 10‬يتناقش الجميع في موضوعات التدريب‪.‬‬
‫‪ . 11‬يقوم المشرف التربوي أثناء زياراته بمتابعة نتائج التدريب‪ ،‬وتقويمه‪.‬‬
‫أهمية المزج بين أساليب اإلشراف الجماعية والفردية‪:‬‬
‫اإلشراف عملية فنية تعاوني‪j‬ة‪ ،‬تتم بين المش‪j‬رف والمعلم ويقص‪j‬د به‪j‬ا تط‪j‬وير وتحس‪j‬ين العملي‪j‬ة التعليمي‪j‬ة‪ .‬وكونه‪j‬ا‬
‫تعاونية يعني أنها ال يمكن أن تثمر إال بتعاون بين المشرف والمعلم‪ ،‬وال يمكن أبدا أن تثمر عملية اإلشراف دون التع‪jj‬اون‬
‫والتفاعل بين الطرفين‪.‬‬
‫ومن البديهي اختالف حاجات المعلمين‪ ،‬واختالف قدراتهم‪ ،‬وكذلك اختالف ج‪jj‬وانب القص‪jj‬ور ل‪jj‬ديهم‪ ،‬مم‪jj‬ا يحت ّم على‬
‫المشرف في سعيه لتطوير المعلم أن ين ّو ع من أساليبه اإلشرافية ليضمن بذلك تحقيق أكبر قدر من الفائدة للمعلمين‪.‬‬
‫وتتقسم أساليب اإلشراف‪ -‬بشكل عام‪ -‬إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ .1‬أساليب جماعية‪ ،‬مثل الندوات وورش العمل والدروس النموذجية‪.‬‬
‫‪ .2‬أساليب فردية‪ ،‬مثل الزيارات الصفية واللقاءات الفردية بعد الزيارة‪.‬‬
‫ولكل قسم مميزاته‪.‬‬
‫أهمية عدم االقتصار على أسلوب واحد من أساليب اإلشراف ‪:‬‬
‫ويعمد بعض المشرفين إلى االكتفاء باألساليب الفردية أو التركيز عليها بشكل كبير بحيث يغفل األساليب الجماعية‪.‬‬
‫وقد يكون ذلك لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬سهولة تنفيذ األساليب الفردية واإلعداد لها‪ ،‬مقارنة األساليب الجماعية‪.‬‬
‫‪ . 2‬حاجة كثير من األساليب الجماعية إلى القدرة العلمية القدرة على اإللقاء وإدارة الحوار‪.‬‬
‫‪ .3‬حاجة األساليب الجماعية إلى اإلعداد والمتابعة‪.‬‬
‫‪ .4‬وجوب توفر قدر من اإلبداع لدى المشرف لتفعيل األساليب الجماعية وجعلها مشوقة ومثمرة‪.‬‬
‫لكن عند التأمل نرى أن استخدام األساليب الجماعية مع ما قد يتطلبه من جهد إضافي إال أن‪jj‬ه يحق‪jj‬ق نت‪jj‬ائج إيجابي‪jj‬ة‬
‫كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ .1‬توجيه النشاط اإلشرافي إلى مجموعة وعدم قصره على معلم واحد‪ ،‬مما يعمم الفائدة ويوفر الوقت للمشرف‪.‬‬
‫‪ .2‬االس‪jj‬تفادة من ق‪jj‬درات بعض المعلمين المتم‪jj‬يزين‪ ،‬مم‪jj‬ا يخف‪jj‬ف العبء عن كاه‪jj‬ل المش‪jj‬رف‪ ،‬وي‪jj‬وفر ل‪jj‬ه ال‪jj‬وقت‬
‫لممارسة نشاطات إشرافية أخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬إشراك المعلم في تطوير عملية التعليم‪ ،‬وجعله عضوا إيجابيا ناشطا فيها بدال من كونه ُمستقبِال فقط‪.‬‬
‫‪ .4‬فتح المجال إلبداعات المعلمين وما ينتج عن الحوار وتفاعل األفكار من مبادرات أو حلول لمش‪jj‬اكل ق‪jj‬د تع‪jj‬ترض‬
‫عملية التدريس‪.‬‬
‫‪ .5‬تنويع األساليب لتوافق رغبات جمي‪j‬ع المعلمين‪ ،‬فمن المعلمين من ال ي‪j‬رغب في النش‪j‬اطات الفردي‪j‬ة وال يتفاع‪j‬ل‬
‫معها‪ ،‬فالتركيز على األسلوب الفردي يحرمه من المشاركة الفاعلة واالستفادة‪.‬‬
‫مهام المشرف التربوي‬
‫المشرف التربوي هو خبير في وظيفته الرئيسية مس‪jj‬اعدة المعلمين على النم‪jj‬و المه‪jj‬ني وح‪jj‬ل المش‪jj‬كالت التعليمي‪jj‬ة‬
‫التي تواجههم باإلضافة إلى تقديم الخدمات الفنية لتحسين أساليب التدريس وتوجيه العملية التربوي‪jj‬ة الوجه‪jj‬ة الص‪jj‬حيحة‬
‫مما يستلزم منه معرفة نظريات التعلم وطرق التدريس والقياس والتقويم ومهارات اإلدارة واالتصال والتعامل مع وس‪jj‬ائل‬
‫التعليم حسب اختصاصه‪.‬‬
‫مقومات المشرف التربوي‪:‬‬
‫‪ 1-‬الخبرة الواسعة‬
‫وتأتي من خالل ممارسة الت‪jj‬دريس ثم اإلش‪jj‬راف ال‪jj‬تربوي ومن خالل االطالع المس‪jj‬تمر والق‪jj‬راءة المنظم‪jj‬ة وين‪jj‬درج‬
‫تحت ذلك ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬المعرفة الوافية في حقل التخصص‪.‬‬
‫ب‪ -‬مهارات تخطيط الدروس‪.‬‬
‫ج‪ -‬القدرة على عرض الدروس النموذجية‪.‬‬
‫د‪ -‬تحليل معوقات الدروس‪.‬‬
‫ه‪ -‬اإللمام بأساسيات القياس والتقويم وإعداد االختبار الجيد وتحليل نتائجه‪.‬‬
‫و‪ -‬مساعدة المعلمين في عملية التقويم الذاتي‪.‬‬
‫ز‪ -‬معرفة حاجات المعلمين والبرامج المناسبة لتطويرهم وتدريبهم‪.‬‬
‫‪ 2-‬الشورى والتعاون‬
‫من حيث تنمية المهارات االجتماعية بين المعلمين والمشاركة في اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ 3-‬التجديد‬
‫اكتشاف طرق التعليم األكثر نجاحا والقدرة على االستخدام االيجابي للتقنية‪.‬‬
‫‪ 4-‬االهتمام بالنمو‬
‫ويأتي هذا من خالل االهتمام بتربية االتجاهات الحسنة وصقل المهارات المرغوبة وتعزيز السلوك االيجابي‪.‬‬
‫‪ 5-‬التخطيط‬
‫من خالل الخطّة اليومية واألسبوعية والفص‪jj‬لية تجنب‪jj‬ا لالرتجالي‪jj‬ة والفوض‪j‬ى كم‪jj‬ا يجب تجري‪jj‬د الخط‪jj‬ة من النمطي‪jj‬ة‬
‫والتكرار‪.‬‬
‫‪ 6-‬إتقان مهارات االتصال سواء الشفوي أو المكتوب‪.‬‬
‫‪ 7-‬المؤهالت الشخصية صدق وأمانة وصبر ومثابرة ولباقة وتواضع وجديّة في العمل‪.‬‬
‫مهام المشرف التربوي‬
‫أوال‪ :‬مهام عامة ( تخطيط وإدارية) ‪:‬‬
‫‪ .1‬إعداد خطة إشرافية شاملة على شكل مراحل‪.‬‬
‫‪ .2‬االطالع على التعليمات واللوائح ذات العالقة بالعمل التربوي والتعليمي‪.‬‬
‫‪ .3‬دراسة التقارير اإلشرافية السابقة دراسة تحليلية‪.‬‬
‫‪ .4‬دراسة التوصيات السابقة للمشرفين‪.‬‬
‫‪ .5‬مقابلة المعلمين الجدد والوقوف لجانبهم‪.‬‬
‫‪ .6‬التأكد من توافر الطاقة البشرية لل ُمد ّرسين‪.‬‬
‫‪ .7‬التأكد من توزيع الحصص على المعلمين حسب التخصص والمراحل الدراسية‪.‬‬
‫‪ .8‬توزيع مفردات المواد على أسابيع الفصل الدراسي‪.‬‬
‫‪ .9‬مراعاة القدرة االستيعابية للفصول‪.‬‬
‫‪ . 10‬متابعة ما يطرأ في المدارس من مظاهر غير عاديه ومعالجتها‪.‬‬
‫‪ . 11‬إجراء البحوث والتجارب التربوية‪.‬‬
‫‪ . 12‬إعداد تقرير نهائي واضح عن واقع العمل‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬مهام خاصة (فنيّة) ‪:‬‬
‫‪ 1-‬مهام تتعلق بالطالب‪:‬‬
‫أ‪ .‬العناية بالنمو المتكامل للطالب (علميا وعمليا واجتماعيا) وعدم االقتصار على النمو المعرفي فقط ‪.‬‬
‫ب‪ .‬مراعاة الفروق الفردية‪.‬‬
‫ج‪ .‬تبني حوافز إيجابيه لتحقيق انضباط الطالب‪.‬‬
‫د‪ .‬غرس قيم العمل التطوعي‪.‬‬
‫‪ 2-‬مهام تتعلق بتقويم المعلم‪.‬‬
‫أ‪ .‬إعداد الدروس إعدادا منتظما متكامال‪.‬‬
‫ب‪ .‬قياس استجابة الطالب‪.‬‬
‫ج‪ .‬قياس استخدام المعلم للوسائل التعليمية وتوظيفها لخدمة المصلحة التعليمية‪.‬‬
‫د‪ .‬قياس مراعاة التعلم للفروق الفردية بين الطالب‪.‬‬
‫حث الطالب على التفكير العلمي‪.‬‬ ‫ه‪ .‬قدرة المعلم على ّ‬
‫‪ 3-‬مهام تتعلق بالمنهج والمقررات الدراسية والكتب المدرسية‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مهام تتعلق بالمنهج‪:‬‬
‫أ‪ .‬التعريف بالمنهج بمفهومه الواسع الذي يشمل الخبرات التربوية داخ‪jj‬ل المدرس‪jj‬ة وخارجه‪jj‬ا للمس‪jj‬اعدة في النم‪jj‬و‬
‫الشامل‪.‬‬
‫ب‪ .‬تنمية االتجاهات االيجابية وطرق التفكير الف ّعال‪.‬‬
‫ج‪ .‬إعداد النشرات الهادفة التي تربط المدرسة بالمجتمع وتتيح فرص التقدم وتطوير أساليب التربية الموجهة‪.‬‬
‫د‪ .‬استخدام المعلم لألساليب التّقويمية المناسبة‪.‬‬
‫ه‪ .‬تعاون المعلم مع إدارة المدرسة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬مهام تتعلق بالمقررات والمادة العلمية‪:‬‬
‫أ‪ .‬دراسة اللوائح والتعاليم المتعلقة بالمقررات المدرسية‪.‬‬
‫ب‪ .‬اإللمام بأهداف المقررات وأهدافها في المراحل المختلفة ومتابعة الحذف واإلضافة‪.‬‬
‫ج‪ .‬تزويد المعلمين بأفضل طرق التدريس حسب الحاجة ومتطلبات الموقف‪.‬‬
‫د‪ .‬تشجيع تب‪jj‬ادل الخ‪jj‬برات بين المعلمين عن ط‪jj‬رق عق‪jj‬د ال‪jj‬دروس النموذجي‪jj‬ة من قب‪jj‬ل المعلم ويحض‪jj‬رها المعلم‪jj‬ون‬
‫اآلخرون‪.‬‬
‫ه‪ .‬تشجيع المعلمين على وضع خطة مناسبة للمراجعة في نهاية كل وحدة دراسية‪.‬‬
‫و‪ .‬إعداد الدراسات والتقارير عن المقررات الدراسية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬مهام تتعلق بالكتب الدراسية‪:‬‬
‫أ‪ .‬التأكد من وصول الكتب المدرسية وفق الطبعات المصادق عليها من وزارة المعارف‪.‬‬
‫ب‪.‬مناقشة المعلمين في الكتب المدرسية واستمرار تقويمها‪.‬‬
‫ج‪ .‬إعطاء قائمة بالمراجع العلمية والتربوية للمادة ‪.‬‬
‫د‪ .‬توجيه المعلمين بالعناية بالكتب المدرسيّة وعدم االكتفاء بالتلخيص‪.‬‬
‫ه‪ .‬تحفيز المعلمين على العناية باألنشطة المصاحبة للمادة العلمية‪.‬‬
‫‪ 4-‬مهام تتعلق بالوسائل والتجهيزات‪:‬‬
‫أ‪ .‬االطالع على قائمة الوسائل التعليمية التي تصدرها الجهات المختصة ووزارة المعارف‪.‬‬
‫ب‪.‬حصر الوسائل التعليمية الموجودة في المدارس ومعرفة العجز‪.‬‬
‫ج‪ .‬اإلشراف على تزويد المدارس بالوسائل التعليمية الالزمة‪.‬‬
‫د‪ .‬تدريب المعلمين على استخدام األجهزة الحديثة الخاصة بالمادة وصيانتها‪.‬‬
‫ه‪ .‬االهتمام بالمكتبة المدرسية وتفعيل االستفادة منها‪.‬‬
‫حث المعلمين على إنتاج الوسائل التعليمية‬ ‫و‪ .‬اإلشراف على تحفيز المعلمين نحو ّ‬
‫وفق إمكاناتهم‪ ،‬واإلشادة بجهود الطالب في ذلك‪.‬‬
‫مهام تتعلق بالتدريب ‪:‬‬
‫أ‪ .‬اقتراح البرامج التدريبية الالزمة للمعلمين وتحليل واقعهم المهني وتحديد‬
‫المهارات التي سيمكن تطويرها عن طريق التدريب‪.‬‬
‫ب‪ .‬المشاركة في ترشيح المعلمين للبرامج التدريبية‪.‬‬
‫ج‪ .‬تقويم البرامج التدريبية وتقديم االقتراحات الهادفة ومتابعة المعلمين الذين‬
‫حضروا البرامج التدريبية وتقويم استفادتهم منها‪.‬‬
‫‪ 6-‬مهام تتعلق باألنشطه المدرسية‪:‬‬
‫أ‪ .‬توجيه المعلمين إلى أهمية وضرورة النشاط المدرسي‪.‬‬
‫ب‪ .‬دراسة أنواع النشاطات الخاصة المواد في جميع الصفوف الدراسية‪.‬‬
‫ج‪ .‬توجيه المعلمين إلى المشاركة الفاعلة في اإلشراف على البرامج المختلفة لألنشطة المدرسية‪.‬‬
‫د‪ .‬توجيه المعلمين إلى االهتمام بتوثيق خطوات النشاط الذي يقومون به‪.‬‬
‫ه‪ .‬مساعدة المدارس في إعداد المعارض السنوية‪.‬‬
‫‪ 7-‬مهام تتعلق باالختبار‪:‬‬
‫أ‪ -‬توعية المعلمين بما تضمنته الالئحة العامة لالختبار والمذكرات التفسيرية وما يستجد‬
‫في ذلك‪.‬‬
‫ب‪ -‬إيضاح أساليب تقويم الطالب‪.‬‬
‫ج‪ -‬االطالع على دفاتر العالمات واالختبار (النّصف الفصلي) المتعلقة بها‪.‬‬
‫د‪ -‬إعداد التوجيهات الخاصة بالمواصفات الفنية لألسئلة وإرشادات التصحيح والمراجعة والرصد‪.‬‬
‫ه‪ -‬دراسة نتائج االختبارات وتقويم وتقديم الخطط العالجية المناسبة‪.‬‬
‫مع ّوقات اإلشراف التربوي‬
‫المعوقات االدارية‪:‬‬
‫‪ 1-‬كثرة األعباء االدارية على المشرف التربوي وعلى المعلم‪:‬‬
‫العملية التربوية معقدة ومتش‪j‬ابكة ومتع‪j‬ددة الج‪j‬وانب تحت‪j‬اج إلى وقت وجه‪j‬د وإخالص‪ ،‬وم‪j‬ع ه‪j‬ذا يكل‪j‬ف المش‪j‬رف‬
‫التربوي بزيارة عدد من المدرسين يفوق النّصاب المقرر وأحيانا يصل إلى الضعف ومع هذا تسند إليه أعمال إدارية تح‪jj‬د‬
‫من نشاطه الميداني وربما قطع خطته من أجلها مما يؤثر على عطائ‪jj‬ه ونش‪jj‬اطه في إع‪jj‬داد النش‪jj‬رات والن‪jj‬دوات وال‪jj‬برامج‬
‫التدريبية والمتابعة الفعلية لمهامه األساسية كذلك المعلم يشكو من تزاحم األعمال الموكلة إليه وتراكمها مم‪jj‬ا ال ي‪jj‬وفر ل‪jj‬ه‬
‫الوقت لالطالع على توصيات المشرف والتخطيط لتنفيذها واالستفادة منها‪.‬‬
‫‪ 2-‬قلة الدورات التدريبية للمشرفين التربويين والمعلمين‪:‬‬
‫التدريب أثناء الخدمة ضروري للمشرف التربوي وللمعلم ألن المواقف التي يواجهها ك‪jj‬ل منهم‪jj‬ا متغ‪jj‬يرة ومتحرك‪jj‬ة‬
‫فهم‪jj‬ا لالنس‪jj‬ان‪ ،‬ودون الت‪jj‬دريب تتن‪jj‬اقص المعلوم‪jj‬ات وتن‪jj‬دثر وربم‪jj‬ا يس‪jj‬ير المعلم على أس‪jj‬لوب واح‪jj‬د في ت‪jj‬دريس طالب‪jj‬ه‬
‫فيطبعهم بطابع واحد وكذلك الحال للمشرف التربوي‪.‬‬
‫‪ 3-‬ضعف قدرة مديري المدارس على ممارسة اإلشراف التربوي‪:‬‬
‫االدارة المدرسية قيادة تربوية وتنفيذية وإشرافية وعليه‪j‬ا من المس‪j‬ئوليات م‪j‬ا يجعله‪j‬ا تحت‪j‬اج إلى كف‪j‬اءات تربوي‪j‬ة‬
‫متميزة إال أن بعض هذه إالدارات تشكو من ضعف إما في الشخص‪j‬ية وإم‪j‬ا في الق‪j‬درة على اإلش‪j‬راف والمتابع‪j‬ة والتق‪j‬ويم‬
‫وإما في القدرة العلمية والتربوية وقد تكون إدارة متز ّمتة أو مهملة وبالتالي ينعكس ذل‪jj‬ك س‪jj‬لبا على ك‪jj‬ل عناص‪jj‬ر العملي‪jj‬ة‬
‫التربوية في المدرسة‪.‬‬
‫‪ 4-‬قلة أعداد المشرفين نسبة لعدد المعلمين‪.‬‬
‫‪ 5-‬غياب معايير اختيار المعلمين األكفاء‪.‬‬
‫‪ 6-‬تدريس المعلمين لمواد غير تخصصهم‪.‬‬
‫‪ 7-‬عدم توافر األماكن الالزمة لعقد االجتماعات والبرامج‪.‬‬
‫‪ 8-‬عدم تزويد المدارس بالوسائل المساعدة لإلشراف التربوي‪.‬‬
‫‪ 9-‬قصور التعاون بين المشرف التربوي ومدير المدرسة‪.‬‬
‫‪ 10-‬تذ ّمر بعض المديرين من التحاق المعلمين بدورات في أثناء العمل الرسمي‪.‬‬
‫‪ 11-‬دمج اإلشراف التربوي واإلداري‪.‬‬
‫‪ 12-‬عدم كفاية الوسائل الالزمة لرصد نشاطات الزيارات الصفية‪.‬‬
‫‪ 13-‬ضعف الوعي بمسؤولية العمل لدى بعض المشرفين التربويين والمديرين والمعلمين‪.‬‬
‫معوقات اقتصادية‪:‬‬
‫‪ .1‬قلّة توفر الوسائل التعليمية الالزمة لعمليتي التعليم والتعلم‪.‬‬
‫‪ .2‬قلّة وجود حوافز مادية للمشرفين وللمعلمين‪.‬‬
‫‪ .3‬قلّ ة توافر المكتبات أو قلة الكتب في المدارس وقد ساعد ذلك على عدم االهتمام بالقراءة ومتابعة الجدي‪jj‬د س‪jj‬واء‬
‫بين الطالب أو بين المعلمين ب‪jj‬ل أن من المعلمين من ال يغ‪jj‬ير النش‪jj‬رات التربوي‪jj‬ة أي عناي‪jj‬ة أو اهتم‪jj‬ام م‪jj‬ع أنه‪jj‬ا أفض‪jj‬ل‬
‫األساليب اإلشرافية وأبلغها‪.‬‬
‫معوقات فنيّة‪:‬‬
‫‪ .1‬عدم تنفيذ بعض المعلمين لتوجيهات المشرف التربوي‪.‬‬
‫‪ . 2‬ضعف كفاية المعلم أو المشرف‪ ،‬فالقليل من المشرفين التربويين يوجد عنده ضعف في المعلومات أو الشخصية‬
‫أو التصرف مع المواقف الطارئة أو الخبرة ومث‪jj‬ل ه‪jj‬ذا موج‪jj‬ود بين المدرس‪jj‬ين ب‪jj‬ل قي‪jj‬ل إن بعض المدرس‪jj‬ين دون الكفاي‪jj‬ة‬
‫الكيفية وأنهم معلّمو ضرورة‪.‬‬
‫‪ .3‬ضعف انتماء المعلم إلى المهنة‪.‬‬
‫‪ .4‬اكتظاظ الطالب في الصفوف الدراسيّة‪.‬‬
‫‪ .5‬عدم مشاركة المعلمين في التخطيط التّربوي لعمليتي التعليم والتعلم‪.‬‬
‫‪ .6‬ضعف النمو المهني للمعلم حيث يوجد بين صفوف المعلمين نوعيات يحتاجون إلى صبر وقي‪jj‬ادة تربوي‪jj‬ة متأني‪jj‬ة‬
‫وحازمة ومن هؤالء‪:‬‬
‫أ‪ .‬المعلم الكسول وهو الذي يعرف عن العمل رغبة في الراحة وإيثارا لها على العمل‪.‬‬
‫ب ‪ .‬المعلم المتجمد الذي يقف عند ح ّد معين ال يتجاوزه العتقاده أنه بلغ القمة‪.‬‬
‫ت ‪ .‬المعلم الرافض وهو الذي يرفض وجه نظر اآلخرين فال يستفيد منهم‪.‬‬
‫ث ‪ .‬المعلم المستب ّد أي الذي ال يرعى إال نفسه فال يستشير وال يقبل المشورة‪.‬‬
‫ج ‪ .‬المعلم المتبرم من التدريس إلى درجة التّزمت وهو الذي لم يجد وظيفة إال التدريس‪.‬‬
‫ح ‪ .‬المعلم المتهاون والالمبالي بمهنة التدريس وينشر ذلك بين صفوف المدرسين‪.‬‬
‫خ ‪ .‬المعلم الذي يمارس أعماال أخرى غير التدريس‪.‬‬
‫‪ .7‬صعوبة المناهج‪.‬‬
‫‪ .8‬عدم دقّة أساليب التقويم التربوي الممارس‪.‬‬
‫‪ .9‬عدم قناعة المعلم بتوجيهات المشرف‪.‬‬
‫‪ . 10‬عدم تنويع أساليب اإلشراف التربوي‪.‬‬
‫معوقات اجتماعية‪:‬‬
‫البيئة المدرسية غير المالئمة أحيانا مثال وجود المباني المستأجرة التي ال توفر أدوات األمن‬
‫والسالمة بها‪ ،‬وعدم توفر المعامل والمختبرات الالزمة وعدم توافر الساحات الكبيرة لممارسة‬
‫األنشطة الرياضية وعدم توفر المسارح لألنشطة الثقافية والمسرحية‪.‬‬
‫معوقات شخصيّة‪:‬‬
‫‪ .1‬عدم قدرة بعض المشرفين والمديرين على اتباع األساليب القيادية المناسبة‪.‬‬
‫‪ .2‬ضعف العالقة بين كل من المشرفين والمديرين والمعلمين‪.‬‬
‫‪ .3‬ظهور بعض المشاكل الشخصية وتأثيرها على العمل أحيانا‪.‬‬
‫التّوصيات‪:‬‬
‫‪ .1‬تخفيف األعباء الموكلة إلى المشرف التربوي وتفريغه لعمل اإلشراف‪.‬‬
‫‪ .2‬تخفيف األعباء الموكلة إلى المعلمين والنظر في حجم وظيفة المعلم‪.‬‬
‫‪ .3‬إيجاد معايير علمية محددة الختبار المشرف التربوي ومدير المدرسة والمعلم‬
‫فالتعليم مهنة األنبياء‪.‬‬
‫‪j‬أن وت‪jj‬دريبهم‬
‫ٍ‬ ‫‪j‬‬‫بت‬ ‫المتابعة‬ ‫ثم‬ ‫تنفيذها‬ ‫وأساليب‬ ‫عملهم‬ ‫بمهام‬ ‫لتوعيتهم‬ ‫المدى‬ ‫وقصيرة‬ ‫طويلة‬ ‫تدريبية‬ ‫‪ . 4‬إقامة برامج‬
‫من خالل المواقف التي تقابله‪.‬‬
‫‪ .5‬التشجيع على إعداد البحوث التربوية للمشكالت الميدانية ووضع حوافز لذلك‪.‬‬
‫‪ .6‬اإلسراع في تعميم المباني المدرسية المجهزة لخلق بيئة مدرسية فاعلة‪.‬‬
‫‪ .7‬الح ّد من اكتظاظ الصفوف الدراسية بالطالب والطالبات حتى يستطيع المعلم تحقيق أهداف عملي‪jj‬ة التعلم والتعليم‬
‫ويرعى نمو التالميذ‪.‬‬
‫‪ .8‬ضرورة اهتمام أصحاب القرار بالتوصيات للمشرف التربوي‪.‬‬
‫‪ .9‬ضرورة التركيز على تحقيق أهداف التعليم وأه‪jj‬داف المش‪jj‬رفين والمعلمين على ح‪ّ j‬د س‪jj‬واء لخل‪jj‬ق روح االنتم‪jj‬اء‬
‫لمؤسساتهم التعليمية وضرورة أن يكون هناك جهاز تُناط به هذه المهمة لس ّد فجوة االنتماء المهني‪.‬‬
‫اإلشراف التربوي والمشرف المتابع تغيير وتطوير‪:‬‬
‫أوال‪ -‬األخذ بمفهوم اإلشراف التربوي الحديث‪:‬‬
‫يختلف اليوم مفهوم اإلشراف التربوي عنه في الماضي‪ ،‬فقد كان قديما يعرف بالتفتيش ويع‪jj‬ني‪ :‬البحث أو التّح‪jj‬ري‬
‫عن ش‪j‬يء‪ ،‬أو أش‪j‬ياء معين‪j‬ة يض‪j‬عها المفتش نص‪j‬ب عين‪jj‬ه مس‪j‬بقا‪ ،‬باالض‪j‬افة إلى م‪jj‬ا يخط‪jj‬ر على بال‪j‬ه عن طري‪j‬ق ت‪j‬داعي‬
‫المعاني واألفكار‪.‬‬
‫تم تطور هذا المفهوم وأصبح يقصد به‪ :‬المجهود الذي يبذل‪jj‬ه المس‪jj‬ؤولون عن ه‪jj‬ذا العم‪jj‬ل لمس‪jj‬اعدة المعلمين على‬
‫أداء وظائفهم كاملة‪ ،‬ودفعهم إلى تحقيق كافة األه‪jj‬داف التربوي‪jj‬ة للم‪jj‬واد الدراس‪jj‬ية‪ ،‬وللمرحل‪jj‬ة التعليمي‪jj‬ة‪ ،‬وت‪jj‬وجيههم إلى‬
‫كيفية التغلب على المشكالت والعقب‪jj‬ات ال‪jj‬تي ق‪jj‬د تعترض‪jj‬هم أثن‪jj‬اء أداء عملهم‪ ،‬عالوة على التنس‪jj‬يق بين جه‪jj‬ود المعلمين‪،‬‬
‫ونقل الخبرات الجيدة بينهم‪ ،‬واألخذ بأيديهم في طريق النمو العلمي والمهني‪.‬‬
‫تم تطور مفهومه ليكون أك‪jj‬ثر ش‪jj‬مولية‪ ،‬وفاعلي‪j‬ة ح‪jj‬تى أص‪jj‬بح يع‪jj‬رف باإلش‪jj‬راف ال‪jj‬تربوي‪ ،‬ويع‪jj‬ني تق‪jj‬ويم وتط‪jj‬وير‬
‫للعملية التعليمية‪ ،‬ومتابعة تنفيذ كل ما يتعلق بها لتحقيق األهداف التربوي‪jj‬ة‪ ،‬وه‪jj‬و يش‪jj‬مل اإلش‪jj‬راف على جمي‪jj‬ع العملي‪jj‬ات‬
‫التي تجري في المدرسة‪ ،‬سواء أكانت تدريسية‪ ،‬أم إدارية‪ ،‬أم تتعلق بأي ن‪j‬وع من أن‪j‬واع النش‪j‬اط ال‪jj‬تربوي في المدرس‪j‬ة‪،‬‬
‫وخارجها‪ ،‬والعالقات والتفاعالت الموجودة فيما بينها‪ .‬وفي تعريف آخر نجد أن اإلش‪jj‬راف ال‪j‬تربوي ق‪j‬د توس‪j‬عت مفاهيم‪jj‬ه‬
‫بحيث أصبح يشمل إلى ج‪jj‬انب زي‪jj‬ارات المعلمين‪ ،‬ونص‪jj‬حهم ب‪jj‬أي طريق‪jj‬ة تت ّم ه‪jj‬ذه النص‪jj‬يحة‪ ،‬تم رف‪jj‬ع تق‪jj‬ارير عنهم‪ ،‬وعن‬
‫مس‪jj‬توياتهم‪ ،‬إلى أن أص‪jj‬بح اإلش‪jj‬راف ال‪jj‬تربوي عملي‪jj‬ة ش‪jj‬مولية ته‪jj‬دف في المق‪jj‬ام األول إلى األخ‪jj‬ذ بي‪jj‬د المعلم ومعاونت‪jj‬ه‬
‫ومس‪jj‬اعدته على رف‪jj‬ع مس‪j‬تواه‪ ،‬وبالت‪jj‬الي تحس‪jj‬ين العملي‪jj‬ة التعليمي‪jj‬ة والتربوي‪jj‬ة في المدرس‪jj‬ة‪ ،‬حيث أن عم‪jj‬ل المش‪jj‬رف ال‬
‫يقتص‪jj‬ر على المعلم فق‪jj‬ط‪ ،‬ب‪jj‬ل إن‪jj‬ه بص‪jj‬ورة مباش‪jj‬رة وغ‪jj‬ير مباش‪jj‬رة يتعام‪jj‬ل م‪jj‬ع الكت‪jj‬اب‪ ،‬والوس‪jj‬يلة التعليمي‪jj‬ة‪ ،‬والمناش‪jj‬ط‬
‫المختلف‪j‬ة‪ ،‬ومن ثم التلمي‪j‬ذ كمحص‪j‬لة نهائي‪j‬ة‪ .‬وه‪j‬و يه‪j‬دف في إط‪j‬اره الع‪j‬ام إلى تط‪j‬وير وتحس‪j‬ين س‪j‬ير العملي‪j‬ة التربوي‪j‬ة‪،‬‬
‫والتعليمية‪ ،‬والبيئة التربوية لمستجدات العمل التربوي‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬اإلشراف التربوي عمل جماعي تعاوني‪:‬‬
‫أصبح اإلش‪jj‬راف ال‪j‬تربوي يتب‪jj‬ع أس‪j‬لوب القي‪jj‬ادة الجم‪jj‬اعي‪ ،‬وإش‪jj‬راك المعلمين م‪jj‬ع المش‪j‬رف في اكتش‪jj‬اف ومناقش‪j‬ة‬
‫مواطن الضعف والقوة في طرق التدريس‪ ،‬ثم إشراكهم في استخالص التوجيهات الالزمة لعالج مواطن الضعف‪ ،‬وت‪jj‬دعيم‬
‫م‪jj‬واطن الق‪jj‬وة مم‪jj‬ا ي‪jj‬دفع المعلمين إلى تف ّهم أهمي‪jj‬ة التوجيه‪jj‬ات‪ ،‬ويقوم‪jj‬ون بتنفي‪jj‬ذها عن قناع‪jj‬ة تام‪jj‬ة‪ ،‬ألنهم ش‪jj‬اركوا في‬
‫وضعها‪ ،‬إضافة إلى م ّد جسور العالقات الطيبة بين المشرف التربوي والمعلمين مما يساعد على تحقيق أهداف اإلش‪jj‬راف‬
‫التّربوي‪ ،‬ورفع مستوى كفاية المعلم‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬نقل الخبرات المميزة بين المعلمين‪:‬‬
‫كان المفهوم السائد للتفتيش‪ ،‬والتوجيه التربوي غالبا ما يقوم على تدوين المالحظات والتوجيهات وإعداد التقارير‬
‫الالزمة حول العملية التربوية‪ ،‬ولكن المفهوم الحديث اإلشراف التربوي أصبح يتمثل في الممارسة العملية التي يقوم به‪jj‬ا‬
‫المشرف ليستخلص منها هو والمعلم‪jj‬ون كاف‪jj‬ة التوجيه‪jj‬ات المرتبط‪jj‬ة به‪jj‬ا‪ ،‬وال‪jj‬تي تس‪jj‬تهدف رف‪jj‬ع مس‪jj‬توى كف‪jj‬اءة المعلم‪.‬‬
‫ويرتب‪j‬ط تحقي‪j‬ق األه‪j‬داف العلمي‪j‬ة بنق‪j‬ل المش‪j‬رف ال‪j‬تربوي لخ‪j‬برات المعلمين المتم‪j‬يزين لغ‪j‬يرهم من زمالئهم‪ ،‬م‪j‬ع تب‪j‬ادل‬
‫زيارات المعلمين فيما بينهم‪ ،‬وتحت رعاي‪j‬ة المش‪j‬رف ال‪jj‬تربوي‪ ،‬إلى ج‪j‬انب قيام‪j‬ه بإلق‪j‬اء ال‪j‬دروس النموذجي‪j‬ة المتنوع‪jj‬ة‪،‬‬
‫وال‪jj‬تي يختاره‪jj‬ا من دروس المعلمين المتم‪jj‬يزين‪ ،‬وأس‪jj‬اليبها‪ ،‬وفي الم‪jj‬ادة العلمي‪jj‬ة وب‪jj‬ذلك يك‪jj‬ون عمل‪jj‬ه النم‪jj‬وذجي ح‪jj‬افزا‬
‫للمعلمين على االقتداء به عمليا وعلميا‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬مراعاة التخلي عن العبارات التقليدية‪:‬‬
‫دأب المشرفون التربويّون فيما مضى‪ ،‬وحتى الي‪jj‬وم إلى ح‪ّ j‬د م‪jj‬ا على تردي‪jj‬د كث‪jj‬ير من العب‪jj‬ارات التقليدي‪jj‬ة المألوف‪jj‬ة‪،‬‬
‫وكتابته‪jj‬ا في مالحظ‪jj‬اتهم بع‪jj‬د زي‪jj‬ارتهم للمعلمين‪ ،‬وال يك‪jj‬اد يفلت من ه‪jj‬ذه العب‪jj‬ارات الرنان‪jj‬ة ال‪jj‬تي ال تنط‪jj‬وي على مغ‪jj‬زى‬
‫تربوي‪ ،‬واحد من المشرفين‪.‬‬
‫ومن هذه العبارات على سبيل المثال ق‪jj‬ولهم‪ :‬دف‪jj‬تر التحض‪jj‬ير م‪jj‬رآة تعكس جه‪jj‬د ص‪jj‬احبه‪ .‬وال نظنّ أن ه‪jj‬ذه المقول‪jj‬ة‬
‫صحيحة المعنى‪ ،‬ألن ُج ّل المعلمين إن لم يكن كلهم ال يهتمون بدفتر التحضير االهتمام الالزم‪ ،‬ب‪j‬ل و ّد الكث‪j‬يرون ل‪j‬و يص‪j‬در‬
‫قرار يخلصهم من هذا اله ّم القاتل ال ُم ِم ّل المضيّع للجهد والوقت‪.‬‬
‫ومن العبارات أيضا ق‪j‬ولهم‪ :‬مراع‪jj‬اة الف‪j‬روق الفردي‪j‬ة‪ ،‬والنّم‪jj‬و المع‪j‬رفي عن‪j‬د المعلم‪ ،‬واإلكث‪jj‬ار من المناقش‪jj‬ة داخ‪j‬ل‬
‫صة‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬‬
‫الح ّ‬
‫ويفضل أن تستبدل تلك العبارات بأخرى أكثر جدة وتط‪jj‬ورا‪ ،‬وأن تك‪jj‬ون ذات دالل‪jj‬ة يمكن تحقيقه‪jj‬ا من خالل الزي‪jj‬ارة‬
‫الميدانية‪ ،‬ونترك اختيار العبارة الجدية‪ ،‬واألكثر مالئمة للعمل التربوي لألخوة المجتمعين‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬تزويد المشرفين التّربويين بالنشرات التربوية الالزمة‪:‬‬
‫لكي يك‪jj‬ون اإلش‪jj‬راف ال‪jj‬تربوي أك‪jj‬ثر تغي‪jj‬يرا وتط‪jj‬ورا وفاعلي‪jj‬ة‪ ،‬ينبغي أن تُ‪jj‬ز ِّود الجه‪jj‬ات المس‪jj‬ؤولة عن اإلش‪jj‬راف‬
‫التربوي في الوزارة المشرفين التربويين في مختلف__المناطق التعليمية بالنشرات التربوي‪jj‬ة‪ ،‬وخالص‪jj‬ات األبح‪jj‬اث ال‪jj‬تي‬
‫تُعنى باإلشراف التربوي‪ ،‬وتعمل على تطوير آليّة‪ ،‬إض‪jj‬افة إلى عق‪j‬د الن‪jj‬دوات واللق‪jj‬اءات وال‪jj‬دورات التربوي‪jj‬ة ال‪j‬تي تص‪j‬قل‬
‫اإلشراف التربوي‪ ،‬وتجعله متجددا فاعال‪.‬‬
‫سادسا‪ -‬حرية اإلشراف التربوي ومرونته‪:‬‬
‫ينبغي على المشرف التربوي أن يكون َم ِرنا غير روتيني‪ ،‬بحيث ال يتقيد بأسلوب إشرافي واح‪jj‬د يطبق‪jj‬ه على جمي‪jj‬ع‬
‫المعلمين الذين يتولّى اإلشراف عليهم خالل عام‪ ،‬أو أعوام متكررة‪ ،‬بل عليه أن ينوع في أساليبه حسب المواقف‪ ،‬وحال‪jj‬ة‬
‫المدرس الذي يقوم بزيارته‪ ،‬بل وعليه أن يراعي حالته النفسية‪ ،‬وتمكنه أو ضعفه في مادته‪ ،‬أو أدائه‪ ،‬وهل هذا الض‪jj‬عف‬
‫ناجم عن عدم اإلعداد الكافي‪ ،‬االفتقار إلى الخبرة والممارسة التي تع ّد المعلم إعدادا جيدا‪ ،‬أو إلى سوء اس‪jj‬تخدام الوس‪jj‬ائل‬
‫التعليمية المعينة‪ ،‬أو جهل بطرائق التدريس الناجحة وأساليبه‪.‬‬
‫سابعا‪ -‬االهتمام باألساليب التربوية األخرى‪:‬‬
‫يجب على المشرف التربوي أن يهتم باألساليب التربوية األخرى اهتماما كبيرا ألنها تنمي وتطور العمل اإلش‪jj‬رافي‪،‬‬
‫ومن هذه األساليب‪ :‬ورش عمل ال‪jj‬دروس النموذجي‪jj‬ة‪ ،‬وتب‪jj‬ادل زي‪jj‬ارات المعلمين في التخص‪jj‬ص الواح‪jj‬د‪ ،‬وإقام‪jj‬ة الن‪jj‬دوات‬
‫التربوية‪ ،‬واالجتماعات التي تناقش عملية تطوير اإلشراف التربوي‪ ،‬وإن كان مثل هذه اآللي‪j‬ات موج‪j‬ودا‪ ،‬إال أنه‪j‬ا تحت‪j‬اج‬
‫إلى تطوير وتفعيل‪ ،‬لتؤدي الغرض المنشود منها على أفضل ما يكون‪.‬‬
‫ثامنا‪ -‬عقد اللقاءات التربوية‪:‬‬
‫لكي تتطور عملية اإلشراف التربوي‪ ،‬وتتغير إلى األفضل‪ ،‬ال ب ّد من التواصل المستمر ما بين المشرفين ال‪j‬تربويين‪،‬‬
‫ومديري المدارس لمناقشة عملية اإلشراف التربوي‪ ،‬وتوضيح دور كل من المشرف التربوي‪ ،‬ومدير المدرسة المش‪jj‬ترك‬
‫بالضرورة في عملية اإلشراف‪ ،‬وتطويرها وتحسينها باعتباره مشرفا تربويا مقيما‪.‬‬
‫تاسعا‪ -‬وإلى جانب م‪j‬ا س‪j‬بق عن تط‪j‬وير عملي‪j‬ة اإلش‪j‬راف ال‪j‬تربوي يمكنن‪j‬ا رص‪j‬د بعض الج‪j‬وانب المتعلق‪j‬ة بتط‪j‬وير‬
‫المشرف المتابع ممثلة في التالي‪:‬‬
‫‪ 1-‬تكريس الدَّور فيما يتعلق بمتابعة احتياج المدارس وتهيئتها‪:‬‬
‫أ‪ .‬المسح الميداني المنظم‪ ،‬والمط َّور ليقدم من خالله إحصائيات دقيقة للم‪jj‬دارس ال‪jj‬تي يش‪jj‬رف عليه‪jj‬ا‪ ،‬ويح‪jj‬دد بدق‪jj‬ة‬
‫حاجة تلك المدارس من المعلمين‪ ،‬والكتب‪ ،‬والتجهيزات المدرسية‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬‬
‫ب ‪ .‬تفقّد المبنى المدرسي‪ ،‬ومرافقه‪ ،‬وفصوله الدراسية‪ ،‬وس‪jj‬احاته‪ ،‬ومقص‪jj‬فه‪ ،‬ويعم‪jj‬ل على تطويره‪jj‬ا‪ ،‬وتجدي‪jj‬دها‪،‬‬
‫حتى تكون دائما صالحة االستعمال‪.‬‬
‫ت‪ .‬متابع‪jj‬ة المكتب‪jj‬ات المدرس‪jj‬ية‪ ،‬والمخت‪jj‬برات العلمي‪jj‬ة‪ ،‬والوس‪jj‬ائل التعليمي‪jj‬ة‪ ،‬والعم‪jj‬ل على تنظيمه‪jj‬ا‪ ،‬وتحقي‪jj‬ق‬
‫أغراضها‪ ،‬وتأمين متطلباتها‪.‬‬
‫‪ 2-‬في مجال االدارة المدرسية‪:‬‬
‫أ‪ .‬االطالع على خطّة مدير المدرسة‪ ،‬ومتابعة تنفيذها‪.‬‬
‫ب ‪ .‬استعراض سجالت المدرسة‪ ،‬وملفاتها‪ ،‬والعمل على توجيه القائمين عليها‪ ،‬واألخذ بأيديهم إلى األفضل‪.‬‬
‫ت ‪ .‬متابعة التعاميم التي ترسل إلى المدرسة‪ ،‬ومعرفة مدى اهتمام إداريي المدرسة بتنفيذها‪ ،‬والعمل بها‪.‬‬
‫ث ‪ .‬االطالع على جداول المدرس‪jj‬ة‪ ،‬وخط‪j‬ة النش‪j‬اط الالمنهجي‪ ،‬ومتابع‪j‬ة ج‪jj‬داول المت‪j‬دربين‪ ،‬واإلش‪jj‬راف على س‪j‬ير‬
‫االختبارات في المدارس التي يشرف عليها‪ ،‬وك ّل ما يتعلق باألسئلة‪ ،‬وأوراق االجابات‪ ،‬ومراجعة عينات منها‪.‬‬
‫‪ 3-‬في مجال اإلشراف التربوي على المعلمين‪ :‬تحدثنا عنه آنفا عند حديثنا عن المشرف التربوي بصورة عامة‪.‬‬
‫تلك رؤى سريعة حول اإلشراف التّربوي عامة‪ ،‬والمشرف المتابع خاصة لعلّه يكون فيها الفائدة المرج ّوة‪.‬‬
‫اإلشراف التربوي والتدريب‬
‫يمتاز العص‪jj‬ر ال‪j‬ذي نعيش في‪j‬ه بس‪jj‬رعة التّط‪jj‬ور والتغ‪j‬ير حيث يعت‪j‬بر االنفج‪jj‬ار المع‪j‬رفي من أهم س‪j‬مات التط‪j‬ور في‬
‫عصرنا الحاضر مما أدى إلى التّطور الكبير الذي حدث ألساليب التربي‪jj‬ة والتعليم بتط‪jj‬ور ال‪jj‬زمن وم‪jj‬ا ط‪jj‬رأ علي‪jj‬ه من تق‪jj‬دم‬
‫علمي وثقافي‪ ،‬لذا فإن الحاجة ملحة إلى اتباع أساليب التدريس الجيدة والكفيلة بتنش‪jj‬ئة طالب منتجين ومش‪jj‬اركين‪ ،‬وهن‪jj‬ا‬
‫يأتي دور المعلم الناجح الذي يختار الطريقة والوسيلة المناسبة لطبيع‪jj‬ة ال‪jj‬درس والمتوافق‪jj‬ة م‪jj‬ع اهتمام‪jj‬ات الطالب‪ ،‬ومن‬
‫هذا المنطلق يحتاج المعلم إلى تط‪jj‬وير كفايات‪jj‬ه العلمي‪j‬ة والتربوي‪j‬ة وال‪jj‬تي تتحق‪jj‬ق عن طري‪jj‬ق االطالع المس‪j‬تمر وال‪jj‬دورات‬
‫التدريبية التي تنظمها إدارته التعليمية‪ .‬لذا يعتبر التدريب أثناء الخدمة مطلبا ً هاما ً للنمو المهني لدى المعلم وهو الوس‪jj‬يلة‬
‫الفعالة نحو تحقيق التطور التربوي حيث أن المعلم هو أداة التغير ووسيلة التط‪jj‬وير ومفت‪jj‬اح التجدي‪jj‬د‪ ،‬ومهم‪jj‬ا طورن‪jj‬ا من‬
‫مقررات دراس‪jj‬ية وأدخلن‪jj‬ا من وس‪jj‬ائل وقمن‪jj‬ا بإع‪jj‬داد الخط‪jj‬ط وال‪jj‬برامج دون أن نرف‪jj‬ع الكف‪jj‬اءة المهني‪jj‬ة للمعلم ف‪jj‬إن جه‪jj‬ود‬
‫اإلصالح والتطوير سرعان ما تك‪jj‬ون أق‪jj‬ل فاعلي‪jj‬ة‪ ،‬فالت‪jj‬دريب ال‪jj‬تربوي ض‪j‬رورة ملح‪j‬ة لتط‪j‬وير أداء المعلمين‪ ،‬وه‪jj‬و بح‪j‬ق‬
‫أفضل استثمار يمكن أن يحقق عائدا مثمرا ومجزيا متى كان جادا وهادفا‪.‬‬
‫مفهوم التدريب التربوي‬
‫هو أي برنامج مخطط ومصمم لزيادة الكفاءة اإلنتاجية عن طريق عالج أوجه القصور أو العاملين في مهنة التعليم‬
‫بكل جديد من المعلومات والمهارات واالتجاهات بزيادة كفاءتهم الفنية وصقل خبراتهم‪.‬‬
‫أهم األهداف التي يسعى لتحقيقها التدريب التربوي للمعلمين أثناء الخدمة‪:‬‬
‫من المعلوم أن أي برن‪jj‬امج يخط‪jj‬ط دون تحدي‪jj‬د أهداف‪jj‬ه ال يك‪jj‬ون ل‪jj‬ه قيم‪jj‬ة أو أث‪j‬ر على المس‪jj‬تفيدين من‪jj‬ه‪ ،‬وفيم‪jj‬ا يلي‬
‫نعرض جملة من األهداف المراد تحقيقها في البرامج التدريبية التربوية على سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬
‫‪ .1‬رفع مستوى أداء المعلمين في المادة بتطوير معارفهم وزيادة قدراتهم على التجديد واإلبداع‪.‬‬
‫‪ .2‬تعزيز خبرات المعلمين وتطوير مهارتهم وتعريفهم بمشكالت التعليم وطرق عالجها‪.‬‬
‫‪ .3‬تبصير المعلم بالطرق المناسبة والتي تساعده على أداء عمله بطريقة جيدة وبجهد قليل في وقت قصير‪.‬‬
‫‪ .4‬معالجة أوجه القصور لدى المعلمين غير المؤهلين تربويا‪.‬‬
‫‪ .5‬تعري‪jj‬ف المعلمين باألس‪jj‬اليب الحديث‪jj‬ة المتط‪jj‬ورة في التربي‪jj‬ة وط‪jj‬رق تحس‪jj‬ين العالق‪jj‬ة اإلنس‪jj‬انية داخ‪jj‬ل البيئ‪jj‬ة‬
‫المدرسية‪.‬‬
‫‪ .6‬اكتشاف الكفاءات الجيدة من المعلمين والذي يمكن االستفادة منهم في العديد من المجاالت مث‪jj‬ل‪ :‬المش‪jj‬اركة في‬
‫تطوير المقررات الدراسية وإنتاج الوسائل التعليمية ورفع الروح المعنوية بمشاركتهم في الرأي و األخذ بمقترحاتهم‪.‬‬
‫االحتياجات التدريبية ومصادر التعرف عليها‬
‫عند التّخطيط ألي برنامج تربوي ال ب ّد أن نقوم بتحديد االحتياجات التّدريبية‪ ،‬والتي تعتبر األساس الذي يق‪jj‬وم علي‪jj‬ه‬
‫الت‪jj‬دريب الس‪jj‬ليم به‪jj‬دف تحقي‪jj‬ق الكفاي‪jj‬ة وتحس‪jj‬ين األداء‪ ،‬وفي ض‪jj‬وء تحدي‪jj‬د االحتياج‪jj‬ات التدريبي‪jj‬ة يتم تص‪jj‬ميم البرن‪jj‬امج‬
‫التدريبي‪ ،‬ومن أهم المصادر التي نستطيع من خاللها تحديد االحتياجات التدريبية ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬توصيف مهام المعلم وتحديد مسؤلياته وواجباته والمتطلبات األساسية منه‪.‬‬
‫‪ .2‬المالحظات التي ترصد أثناء الزيارة الصفية مثل‪ :‬استخدامه لطرق الت‪jj‬دريس المناس‪jj‬بة‪ ،‬م‪jj‬دى توظيف‪jj‬ه للوس‪jj‬ائل‬
‫التعليمية توظيفا سليما‪ ،‬قدرته على إدارة الصف وضبطه‪ ،‬إلخ‪....‬‬
‫‪ .3‬األخذ برأي مدير المدرسة حول نقاط الضعف التي يرصدها على المعلم داخل الصف وخارجه‪.‬‬
‫‪ .4‬االجتماع مع المعلمين والحوار معهم يعطي مؤشرا عن مدى إلمام المعلم بالمادة العلمي‪jj‬ة‪ ،‬وم‪jj‬دى الح‪jj‬رص على‬
‫االطالع والقراءة‪ ،‬إضافة إلى تلمس الرغبات واالحتياجات التي يريد المعلم تحقيقها لتطوير كفاياته وتحسين أدائه‪.‬‬
‫‪ .5‬دراسة األهداف المحددة دراسة تعطي مؤشرا عاما إلى االحتياجات الالزمة للمعلمين‪.‬‬
‫‪ . 6‬بطاقة تقويم األداء الوظيفي تعتبر أحد المصادر الهامة والتي توضح أهم جوانب القصور عند المعلم‪.‬‬
‫‪ .7‬شكاوي المعلمين‪ ،‬والتي توض‪jj‬ح ع‪jj‬دم رض‪jj‬اهم ال‪jj‬وظيفي عن بعض ج‪jj‬وانب العم‪jj‬ل التعليمي ال ب‪ّ j‬د أن تُأخ‪jj‬ذ بعين‬
‫االعتبار بحيث لها دراسة لكي تتضح أسبابها‪ ،‬ويمكن عالجها بالتدريب‪.‬‬
‫كيف يتفاعل المشرف التربوي مع برامج التدريب؟‬
‫هناك العديد من الطرق التي يستطيع المشرف التربوي من خاللها التفاعل مع برامج التدريب أذكر أهمها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬إسهامه في تخطيط البرامج التدريبية وتزيد الق‪jj‬ائمين على الت‪jj‬دريب بمس‪j‬توى الكفاي‪jj‬ات التعليمي‪j‬ة ل‪jj‬دى المعلمين‬
‫وتحديد أولويات احتياجهم للتدريب‪.‬‬
‫‪ .2‬اش‪jj‬تراكه في تنفي‪jj‬ذ ب‪jj‬رامج الت‪jj‬دريب بإلق‪jj‬اء المحاض‪jj‬رات وعم‪jj‬ل المش‪jj‬اغل التربوي‪jj‬ة وعق‪jj‬د الحلق‪jj‬ات الدراس‪jj‬ية‬
‫والدورات التربوية القصيرة لمعالجة بعض المشاكل التي يواجهها المعلمون في الميدان‪.‬‬
‫‪ .3‬متابعة أثر البرامج التدريبية عند زيارته للمعلمين الذين التحقوا بدورات سابقة‪.‬‬
‫‪ . 4‬قيامه بإعداد المواد التعليمية اللالزمة لتنفيذ برامج التدريب على ضوء ما يستجد في التربي‪j‬ة بص‪j‬فة عام‪j‬ة وفي‬
‫مادة تخصصه بصفة خاصة‪.‬‬
‫‪ .5‬تعاونه مع جهاز التدريب بتصميم اس‪j‬تباناته خاص‪j‬ة لتحدي‪j‬د احتياج‪j‬ات المعلمين وال‪j‬تي ب‪j‬دورها ستص‪j‬بح أه‪j‬دافا‬
‫للبرامج التدريبية المقبلة‪.‬‬
‫‪ .6‬أن يكتب قائمة بأهم المراجع والدوريات العلمية والتربوية المفيدة للمت‪jj‬دربين وإرس‪jj‬الها للق‪jj‬ائمين على الت‪jj‬دريب‬
‫حتى يتم توفيرها للدارسين‪.‬‬
‫‪ .7‬مشاركته في أساليب وطرائق التقويم المناسبة للبرامج التدريبية ومدى فاعلية هذه‬
‫البرامج في تحقيق أهدافها‪.‬‬
‫‪ .8‬حتى يصبح المشرف التربوي أكثر فاعلية مع برامج الت‪jj‬دريب علي‪jj‬ه أن يتع‪jj‬رف على التغذي‪jj‬ة الراجع‪jj‬ة من نظ‪jj‬ام‬
‫التدريب لمعرفة مدى نجاح أساليبه اإلشرافية التي يستخدمها في تحقيق أهداف البرامج التدريبية التي يشارك فيها‪.‬‬
‫كيف يكون البرنامج التدريبي فعاال وموضوعيا وواقعيا؟‬
‫يالحظ على بعض المعلمين أثن‪jj‬اء تنفي‪jj‬ذ ال‪jj‬برامج التدريبي‪jj‬ة النف‪jj‬ور والمل‪jj‬ل‪ ،‬وتق‪jj‬ديم األع‪jj‬ذار العدي‪jj‬دة للق‪jj‬ائمين على‬ ‫َ‬
‫التدريب إلعفائهم منها‪ ،‬وحتى تكون ه‪j‬ذه ال‪j‬برامج أك‪j‬ثر ج‪j‬ذبا وتش‪j‬ويقا ُمتّص‪j‬فة بالموض‪j‬وعية والواقعي‪j‬ة ويتفاع‪j‬ل معه‪j‬ا‬
‫متمش‪j‬ية م‪jj‬ع التق‪jj‬دم‬
‫ّ‬ ‫الدارسون بش‪j‬كل جي‪jj‬د ال ب‪ّ j‬د أن تك‪jj‬ون مرتبط‪jj‬ة ب‪j‬الجوانب الحض‪jj‬ارية والثقافي‪jj‬ة والسياس‪j‬ية للمجتم‪jj‬ع‬
‫التكنولوجي‪ ،‬وتتيح للدارسين العديد من الفرص لمناقشة المشكالت وتحليل المواق‪j‬ف العملي‪j‬ة وتنمي‪j‬ة مه‪j‬اراتهم وإض‪j‬افة‬
‫الجدي‪jj‬د إلى مع‪jj‬ارفهم وخ‪jj‬براتهم ولمؤدي‪jj‬ة إلى تحس‪jj‬ين أدائهم‪ ،‬وأن يُ‪jj‬راعى في عملي‪jj‬ة تق‪jj‬ويم ه‪jj‬ذه ال‪jj‬برامج األخ‪jj‬ذ ب‪jj‬رأي‬
‫المت‪j‬دربين والمحاض‪j‬رين‪ ،‬وأن يك‪j‬ون تط‪j‬وير ه‪j‬ذه ال‪j‬برامج أوال ب‪j‬أول في ض‪j‬وء نت‪j‬ائج عملي‪j‬ة التق‪j‬ويم‪ ،‬وأن يخت‪j‬ار له‪j‬ذه‬
‫البرامج المدربين والمشرفين والمحاض‪jj‬رين أص‪jj‬حاب الخ‪jj‬برة الجي‪jj‬دة والمتمك‪jj‬نين من الم‪jj‬ادة العلمي‪jj‬ة واإللم‪jj‬ام باألس‪jj‬اليب‬
‫التربوية الحديثة والتي تؤهلهم للقيام بهذه ال‪j‬برامج على الوج‪jj‬ه المطل‪j‬وب‪ ،‬ومم‪j‬ا يزي‪jj‬د فاعلي‪jj‬ة ال‪j‬برامج التدريبي‪jj‬ة وض‪jj‬ع‬
‫الحوافز التشجيعية لها إلثارة دافعية الدارسين وبعث التنافس بينهم ومن هذه الحوافز على سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬
‫األولوي‪jj‬ة في التنقالت الداخلي‪jj‬ة والخارجي‪jj‬ة ومواص‪jj‬لة الدراس‪jj‬ات العلي‪jj‬ا‪ ،‬وتك‪jj‬ريم المتم‪jj‬يزين منهم في االحتف‪jj‬االت‬
‫التربوية ومنحهم شهادات الشكر والتقدير‪.‬‬
‫أساليب ووسائل التدريب‬
‫تتنوع أساليب ووسائل التدريب حسب عدد المتدربين ونوعي‪jj‬ة ال‪jj‬برامج‪ ،‬وعلى ذل‪jj‬ك يك‪jj‬ون األس‪jj‬لوب الت‪jj‬دريبي ه‪jj‬و‬
‫الطريق الذي يت ّم من خالله تنفيذ البرامج التدريبية باستخدام الوسائل واإلمكانات المتاحة والمحققة ألهداف التدريب ومن‬
‫أهم األمور التي يجب مراعاتها في ذلك ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬مالئمة األسلوب التدريببي مع موضوعات التدريب واحتياجات المتدربين‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يتوافر في مك‪jj‬ان الت‪jj‬دريب الش‪jj‬روط الص‪jj‬حية والموق‪jj‬ع المناس‪jj‬ب للمت‪jj‬دربين وس‪jj‬هولة الوص‪jj‬ول إلي‪jj‬ه وتوف‪jj‬ير‬
‫الوسائل واألدوات واإلجهزة الالزمة للبرن‪j‬امج وتوف‪j‬ير قاع‪j‬ات مناس‪j‬بة لعق‪j‬د المحاض‪j‬رات والن‪j‬دوات والحلق‪j‬ات الدراس‪j‬ية‬
‫وورش العمل وإقامة الدروس‪.‬‬
‫‪ .3‬تحديد مدة البرنامج التدريببي وتقويته مع مراعاة ظروف الدوام الرسمي للمتدربين وتحدي‪jj‬د الس‪jj‬اعات المق‪jj‬ررة‬
‫لكل موضوع‪.‬‬
‫وتنقسم أساليب التدريب التربوي إلى نوعين‪:‬‬
‫أ‪ .‬أساليب التدريب النظري مثل‪ :‬المناقشة‪ ،‬المحاضرة‪ ،‬الندوات‪ ،‬القراءات والبحوث اإلجرائية‪ ،‬النشرات اإلش‪jj‬رافية‬
‫ال ُم َو ِّجهة‪.‬‬
‫ب‪ .‬أس‪jj‬اليب الت‪jj‬دريب العملي مث‪jj‬ل‪ :‬ال‪jj‬دروس التطبيقي‪jj‬ة‪ ،‬المش‪jj‬اغل التربوي‪jj‬ة‪ ،‬إنت‪jj‬اج الوس‪jj‬ائل التعليمي‪jj‬ة‪ ،‬الزي‪jj‬ارات‬
‫والرحالت الميدانية‪ ،‬والتجارب العملية‪.‬‬
‫يتبيّ ن لنا مما سبق أهمية التدريب التربوي للمعلمين أثناء الخدمة والدور الهام الذي يقوم به اإلشراف التربوي في‬
‫ذلك‪ ،‬لذا نرى أن من الض‪jj‬روريات الالزم‪jj‬ة لتحس‪jj‬ين أداء المعلم على اس‪jj‬تمرارية ه‪jj‬ذه ال‪jj‬دورات وتطويره‪jj‬ا وح‪jj‬تى تحق‪jj‬ق‬
‫البرامج التدريبية النجاح المطلوب ال بد أن يكون بنائه‪jj‬ا وف‪jj‬ق أه‪jj‬داف مح‪jj‬ددة وواض‪j‬حة وأن يك‪jj‬ون تص‪j‬ميم موض‪jj‬وعاتها‬
‫نابعا من احتياجات المتدربين وأن يكون للمشرف التربوي دور فاعل فيها بالمساهمة في تخطيط برامجها والمش‪jj‬اركة في‬
‫تنفيذ موضوعاتها‪ ،‬وحتى تكون هذه البرامج أكثر موضوعية وواقعية ال ب‪ّ j‬د أن تس‪j‬اهم في ح‪j‬ل المش‪j‬كالت ال‪j‬تي يواجهه‪j‬ا‬
‫المعلم‪jj‬ون في المي‪jj‬دان‪ ،‬وأن يك‪jj‬ون له‪jj‬ا دور كب‪jj‬ير في إث‪jj‬راء خ‪jj‬برات المعلم بالم‪jj‬ادة العلمي‪jj‬ة الجي‪jj‬دة واألس‪jj‬اليب التربوي‪jj‬ة‬
‫الحديثة‪ ،‬وسوف هذا كله على رفع مستوى أبنائنا الطالب‪.‬‬
‫اإلشراف التربوي الحديث‬
‫ودوره في معالجة المشكالت التّعليمية‬
‫يعتبر اإلشراف ال‪jj‬تربوي عملي‪j‬ة ديموقراطي‪j‬ة إنس‪jj‬انية علمي‪jj‬ة ته‪jj‬دف إلى تق‪jj‬ديم خ‪j‬دمات فني‪j‬ة منع‪j‬ددة تش‪jj‬مل المعلم‬
‫والمتعلم والبيئة التعليمية‪ ،‬وذل‪jj‬ك من أج‪j‬ل تحس‪j‬ين الظ‪j‬روف التعليمي‪j‬ة‪ ،‬وزي‪j‬ادة فاعلي‪jj‬ة التعليم وتحقي‪j‬ق أهداف‪j‬ه من حيث‬
‫تنمية قدرات الطلبة في مختلف المجاالت‪.‬‬
‫ونظرا للدور المهم ال‪jj‬ذي يق‪jj‬وم ب‪jj‬ه المش‪jj‬رفون ال‪jj‬تربويّون فق‪jj‬د أنش‪jj‬أت وزارات التربي‪j‬ة والتعليم في العدي‪jj‬د من دول‬
‫العالم م‪j‬ديريات وأقس‪jj‬ام مختص‪j‬ة باإلش‪jj‬راف ال‪j‬تربوي‪ ،‬وال‪jj‬ذين يت ّم اختي‪jj‬ارهم من المعلمين المتميّ‪j‬زين‪ ،‬ومن ذوي الخ‪jj‬برة‬
‫والكفاءة العالية باعتبارهم معلمي المعلمين‪ ،‬وأناطت بهم مسؤولية متابعة المعلمين والوق‪jj‬وف على احتياج‪jj‬اتهم‪ ،‬والعم‪jj‬ل‬
‫أولَت المشرفين التربويين الرعاية التام‪jj‬ة من حيث ت‪jj‬أهيلهم وت‪jj‬دريبهم على‬ ‫على تطويرهم بمختلف الوسائل المتاحة‪ .‬كما ْ‬
‫مختلف المجاالت اإلشرافية والتخصصية‪.‬‬
‫تعريف اإلشراف التربوي الحديث‪:‬‬
‫تطور مفهوم اإلشراف التربوي من نظام التفتيش الذي يقوم على أساس مراقب‪jj‬ة عم‪jj‬ل المعلمين وتص‪jj‬يد أخط‪jj‬ائهم‪،‬‬
‫إلى عملية التوجيه التي تقوم على أساس التعاون بين المشرفين التربويين والمعلمين من أجل رفع كفايتهم التعليمي‪jj‬ة‪ .‬ثم‬
‫إلى عملية اإلشراف التي تهدف إلى مساعدة المعلمين في مواجهة مشكالتهم التعليمية ومعالجتها بأس‪jj‬لوب علمي منهجي‬
‫منظم‪ .‬ويمكن تحديد المفهوم الحديث لإلشراف التربوي على أنه‪:‬‬
‫"مجهود منظم‪ ،‬وعمل إيجابي‪ ،‬يهدف إلى تحسين عمليات التعلم والتعليم والتدريب‪ ،‬وذل‪j‬ك لتنس‪j‬يق وتوجي‪j‬ه النم‪j‬و‬
‫ال‪jj‬ذاتي للمعلمين ل‪jj‬يزداد فهمهم ال‪jj‬تربوي وايم‪jj‬انهم بأه‪jj‬داف التعليم‪ ،‬وب‪jj‬ذلك ي‪jj‬ؤدّون دورهم بص‪jj‬ورة أك‪jj‬ثر فاعلي‪jj‬ة" (عب‪jj‬د‬
‫الهادي‪ .) 2002 ،‬كما يعرف على أنه‪:‬‬
‫"عملية قيادية ديموقراطية تعاونية منظمة‪ ،‬تعنى بالموقف التعليمي بجميع عناصره من من‪j‬اهج ووس‪j‬ائل وأس‪j‬اليب‬
‫وبيئ‪jj‬ة ومعلم وط‪jj‬الب‪ ،‬للعم‪jj‬ل على تحس‪jj‬ينها وتنظيمه‪jj‬ا وتحقي‪jj‬ق أه‪jj‬داف التعلم والتعليم‪ (.‬ك‪jj‬ارل‪ " ) 1990 ،‬إن التعري‪jj‬ف‬
‫الس‪jj‬ابق يمث‪jj‬ل نقل‪jj‬ة نوعي‪jj‬ة تبتع‪jj‬د كث‪jj‬يرا عن مفه‪jj‬وم التف‪jj‬تيش وممارس‪jj‬ة الق‪jj‬ائمين علي‪jj‬ه‪ ،‬إذ يلغى نهائي‪jj‬ا االس‪jj‬تعالء على‬
‫المعلمين وتجريحهم وتصيد أخطائهم‪ .‬كم‪jj‬ا يتج‪jj‬اوز التوجي‪jj‬ه الف‪jj‬ني ال‪jj‬ذي ق‪jj‬د يق‪jj‬ف عن‪jj‬د ح‪jj‬دود متابع‪jj‬ة عم‪jj‬ل المعلمين في‬
‫المدارس ومحاولة تصحيح ممارساتهم على ض‪jj‬وء الخ‪jj‬برة والنص‪jj‬يحة الواف‪jj‬دتين من خ‪jj‬ارج المدرس‪jj‬ة‪ ،‬الرتب‪jj‬اط التوجي‪jj‬ه‬
‫الموجه في م‪jj‬ادة تعليمي‪jj‬ة بعينه‪jj‬ا‪ .‬ولم يع‪jj‬د اإلش‪jj‬راف ال‪jj‬تربوي بمفهوم‪jj‬ه الح‪jj‬ديث ذا مهم‪jj‬ة واح‪jj‬دة فق‪j‬ط وهي‬
‫ّ‬ ‫الفني بتميز‬
‫مساعدة المعلم على تطوير أساليبه ووس‪jj‬ائله في غرف‪jj‬ة الص‪jj‬ف‪ ،‬ب‪jj‬ل أص‪jj‬بح ل‪jj‬ه مه‪jj‬ام كث‪jj‬يرة ترتك‪jj‬ز على تط‪jj‬وير الموق‪jj‬ف‬
‫التعليمي بجميع جوانبه وعناصره‪.‬‬
‫وظائف اإلشراف التربوي‪:‬‬
‫أ‪ .‬وظائف إدارية‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ .1‬تحمل مسؤولية القيادة في العمل التربوي‪.‬‬
‫‪ .2‬التّعاون مع ادارة المدرسة‪.‬‬
‫‪ .3‬حماية مصالح الطلبة‪.‬‬
‫‪ .4‬إعداد تقرير شامل في نهاية كل عام دراسي‪__.‬‬
‫ب‪ .‬وظائف تنشيطية‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫حث المعلمين على اإلنتاج العلمي والتربوي‪.‬‬ ‫‪ّ .1‬‬
‫‪ .2‬المشاركة في ح ّل المشكالت التربوية القائمة في المدرسة ولدى إدارة التعليم‪.‬‬
‫‪ .3‬مساعدة المعلمين على النمو الذاتي وتفهم طبيعة عملهم‪.‬‬
‫‪ .4‬متابعة كل ما يستجد من أمور تربوية وتعليمية‪.‬‬
‫ت‪ .‬وظائف تدريبية‪ ،‬ويمكن أن يتحقق ذلك عن طريق‪:‬‬
‫‪ .1‬ال ُو َرش الدراسية‪.‬‬
‫‪ .2‬حلقات البحث‪.‬‬
‫‪ .3‬النشرات‪.‬‬
‫ث‪ .‬وظائف بحثية‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلحساس بالمشكالت والقضايا التي تعوق مسيرة العملية التربوية‪.‬‬
‫‪ .2‬السعي إلى تحديد المشكالت والتفكير الجاد في حلها وفق برنامج يعد لهذا‬
‫الغرض‪.‬‬
‫ج‪ .‬وظائف تقويمية‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ .1‬قياس مدى توافق عمل المعلم مع أهداف المؤسسة التربوية ومناهجها‬
‫وتوجيهاتها‪.‬‬
‫‪ .2‬التعرف على مراكز القوة في أداء المعلم والعمل على تعزيزها‪.‬‬
‫‪ .3‬اكتشاف نقاط الضعف في أداء المعلم والعمل على عالجها وتداركها‪.‬‬
‫ح‪ .‬وظائف تحليلية‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ .1‬تحليل المناهج الدراسية‪.‬‬
‫‪ .2‬تحليل أسئلة االختبارات من خالل المواصفات الفنية المحددة لها‪.‬‬
‫خ‪ .‬وظائف ابتكارية‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ .1‬ابتكار أفكار جديدة وأساليب مستخدمة لتطوير العملية التربوية‪.‬‬
‫‪ .2‬وضع هذه األفكار واألساليب موضع االختبار والتجريب‪.‬‬
‫‪ .3‬تعميم األفكار واألساليب بعد تجريبها وثبوت صالحيتها‪.‬‬
‫مهارات اإلشراف التربوي الحديث‬
‫هناك عدّة مهارات إشرافية وإدارية تسهم في تحقيق أهداف المؤسسة التعليمية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أوال‪ -‬تهيئ‪jj‬ة المعلمين الج‪jj‬ددد لعملهم‪ :‬يت ّم اع‪jj‬داد المعلمين للمهم‪jj‬ات التعليمي‪jj‬ة في الجامع‪jj‬ات وفي كلي‪jj‬ات إع‪jj‬داد‬
‫المعلمين‪ ،‬ويت ّم تدريبهم على مطالب العمل ميدانيا أثناء الدراسة‪.‬‬
‫ولكنهم من ناحية عملية يواجهون مشكالت حقيقي‪jj‬ة عن‪jj‬دما يباش‪jj‬رون أعم‪jj‬الهم الفعليّ‪jj‬ة في الم‪jj‬دارس ال‪jj‬تي يعين‪jj‬ون‬
‫للعمل فيها‪ .‬وتقع على جهاز اإلشراف التربوي بالتعاون مع إدارة المدرسة مسؤولية إعداد المعلمين الجدد لعملهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬عقد الدورات للمعلمين أثن‪jj‬اء الخدم‪jj‬ة‪ :‬يتص‪jj‬ل المش‪jj‬رف ال‪jj‬تربوي يوميّ‪jj‬ا بالمي‪jj‬دان في ه‪jj‬ذه المدرس‪jj‬ة أو تل‪j‬ك‪،‬‬
‫ويطلع على جوانب العمل وعلى المشكالت التي يواجهها المعلمون‪ ،‬وعلى جوانب النقص في الخدمات التعليمية المقدم‪jj‬ة‬
‫للتالميذ‪ .‬وعلى ض‪j‬وء ذل‪j‬ك يس‪j‬تطيع المش‪j‬رفون ال‪j‬تربويون‪ ،‬وبجه‪j‬د تع‪j‬اوني اق‪j‬تراح بعض ال‪j‬دورات ال‪j‬تي تع‪j‬الج ج‪j‬وانب‬
‫الضعف التي يالحظونها‪ ،‬ومن هذه الدورات ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬دورة الستخدام الحاسوب في التعليم‪ ،‬وفي تصميم الوحدات التعليمية اإللكترونية ‪.‬‬
‫‪ .2‬دورة لتعليم معلمي المرحلة األساسية استخدام أسلوب المجموعات في التعليم‪.‬‬
‫‪ . 3‬ورشة عمل في القياس والتقويم التربوي لتحسن أداء المعلم في االختبارات‪ ،‬وفي قياس النتاجات التعليمية‪.‬‬
‫‪ . 4‬ورشة عمل لتدريب المعلمين على استخدام المواد األولية المتوفرة في البيئة في صنع الوسائل التعليمية‪.‬‬
‫‪ .5‬دورة لتدريب المعلمين على إثارة اهتمام الطلبة باألنشطة‪.‬‬
‫ال‪j‬ر ّواد‬
‫‪ .6‬دورة للمعلمين المشرفين على المكتبات المدرس‪j‬ية لتع‪jj‬ريفهم باألس‪j‬اليب المناس‪j‬بة لتفعي‪j‬ل دور واجت‪jj‬ذاب ُّ‬
‫إليها‪.‬‬
‫‪ .7‬دورة لتدريب المعلمين على طريقة جديدة في التدريس‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬عقد وإدارة االجتماعات مع المعلمين‪ :‬وقد تأتي هذه االجتماعات في مطلع العام الدراسي الجدي‪jj‬د‪ ،‬حيث يلتقى‬
‫المشرف التربوي بمدرس‪jj‬ي إح‪jj‬دى الم‪jj‬واد وين‪jj‬اقش معهم المنهج الدراس‪jj‬ي له‪jj‬ذه الم‪jj‬ادة‪ ،‬والكت‪jj‬اب المق‪jj‬رر‪ ،‬وكفاي‪jj‬ة دلي‪jj‬ل‬
‫المعلم‪ .‬ويكون من ثمرات هذا االجتماع إث‪jj‬ارة انتب‪jj‬اه المعلمين لبعض الج‪jj‬وانب الهام‪jj‬ة في المنهج‪ ،‬وال‪jj‬وقت المناس‪jj‬ب من‬
‫الفصل الدراسي لتناول ه‪j‬ذا الج‪j‬انب‪ .‬كم‪j‬ا ق‪j‬د ي‪j‬أتي االجتم‪j‬اع بمناس‪j‬بة اق‪j‬تراب موع‪j‬د االمتحان‪j‬ات النهائي‪j‬ة‪ .‬كم‪j‬ا ق‪j‬د ي‪j‬أتي‬
‫االجتماع بعد انتهاء االمتجانات‪ ،‬وقد يأخذ االجتماع شكل ورشة عمل لتحليل األسئلة التي استخدمها المعلمون‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬العمل على تط‪jj‬وير المنهج‪ :‬إن عملي‪jj‬ة تط‪jj‬وير المنهج ليس‪jj‬ت مهم‪jj‬ة االدارة العام‪jj‬ة للمن‪jj‬اهج ب‪jj‬وزارة التربي‪jj‬ة‬
‫والتعليم‪ ،‬وإن ك‪jj‬انت ه‪jj‬ذه اإلدارة هي من ينظم عملي‪jj‬ة التط‪jj‬وير‪ ،‬وتط‪jj‬وير المنهج ليس عمال فردي‪jj‬ا يق‪jj‬وم ب‪jj‬ه المختص‬
‫التربوي‪ .‬بل يأتي التطوير كثمرة لجهد مشترك يس‪jj‬اهم في تحقيق‪jj‬ه المش‪jj‬رف كقائ‪jj‬د ترب‪jj‬وي بالتع‪jj‬اون م‪jj‬ع المعلمين ال‪jj‬ذين‬
‫نفّذوا توجيهات المنهج ميدانيا‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬عرض نماذج للمحاكاة في إدارة الصفوف‪ :‬إن نجاح عمل المعلم في داخل غرفة الص‪jj‬ف يت‪jj‬أثر بش‪jj‬كل كب‪jj‬ير‬
‫بنجاحه في إدارة الصف‪ ،‬فال يكفي أن يكون المعلم متع ّمقا في مادة تخصصه‪ ،‬وأن يكون المنهاج حديثا ومتط ‪ّ j‬ورا‪ ،‬كم‪jj‬ا ال‬
‫يكفي اعتماد طرق متميزة في التدريس واستخدام وسائل نافعة إن لم يج‪jj‬د المعلم س‪jj‬بيال إلى ادارة الص‪jj‬ف بطريق‪jj‬ة فعال‪jj‬ة‪.‬‬
‫ويستطيع المشرف التربوي‪ ،‬ومن خالل زيارت‪j‬ه الميداني‪j‬ة أن يتع‪j‬رف على المعلمين ال‪j‬ذين يكون‪j‬ون ق‪j‬دوة في ه‪j‬ذا األم‪j‬ر‪،‬‬
‫ويعقد بعد كل حصة حلقة لمناقشة االس‪j‬تراتيجيات ال‪j‬تي اتخ‪j‬ذها المعلم‪ ،‬ويق‪j‬دم تفس‪j‬يرا لك‪j‬ل اس‪j‬تراتيجية بم‪j‬ا يس‪j‬اعد على‬
‫توليد القناعات باألخذ بمثل هذه ‪ .‬االستيراتيجيات في العمل الترتوري والقضاه‪2006 ،‬‬
‫سادسا‪ -‬المشاركة في اختيار المعلمين وتوزيعهم على المدارس‪ :‬إن المشرف كحلق‪jj‬ة وص‪jj‬ل بين اإلدارة في المرك‪jj‬ز‬
‫والميدان يستطيع أن يساهم مساهمة فعالة في تقديم ص‪jj‬ورة عن احتياج‪jj‬ات الم‪jj‬دارس من المعلمين في واح‪jj‬د أو أك‪jj‬ثر من‬
‫التخصصات‪ ،‬كما يساعد في التوصية باختيار المعلمين الذين يناسبون حاجات هذه المدرسة أو تلك في تخصص معين‪.‬‬
‫سابعا‪ -‬تدريب المعلمين على إدارة الوقت‪ :‬إن عملية تنظيم الوقت داخل غرفة الص‪jj‬ف له‪jj‬ا أهمي‪jj‬ة ك‪jj‬برى في اإلدارة‬
‫الصفية الف ّعالة‪ ،‬وتتضمن مهام المعلم في ضوء تدريبه على تنظيم الوقت‪:‬‬
‫‪ .1‬تحديد الوقت المناسب لكل وحدة دراسية بما يتالءم مع مضمون وأهمية الوحدة‪.‬‬
‫‪ .2‬تحديد لكل نشاط‪ ،‬بحيث ال يهمل نشاطات معينة‪.‬‬
‫‪ .3‬تحديد الوقت الالزم العطاء التوجيهات وأخذ الحضور والغياب وما شابه ذلك ‪ .‬الترتوري والقضاة‪2006 ،‬‬
‫ثامنا‪ -‬االتصال الف ّع ال‪ :‬إن الستثمار المشرف لموقعه كحلقة اتصال بين االدارة والميدان في العمل أهمي‪jj‬ة باللغ‪jj‬ة في‬
‫توفير التغذية الراجعة للعاملين في األنشطة المختلفة في مجال التربية والتعليم‪ ،‬على مستوى التخطي‪j‬ط والتنظيم والقي‪jj‬ادة‬
‫والتطوير والتقويم والعالقات مع البيئة المحلية‪.‬‬
‫تاسعا‪ -‬كتابة التقارير الفنية‪ :‬تعد عملية كتابة التقارير الفنية من أهم العمليات اإلدارية على جميع المس‪jj‬تويات حيث‬
‫تسهم في عملية االتصال وفي تقنينها‪ ،‬كما أنها تساهم في توفير ال‪j‬وقت وفي تق‪j‬ديم التغذي‪j‬ة الرجعي‪j‬ة الالزم‪j‬ة لتق‪j‬ييم أداء‬
‫المعلم‪.‬‬
‫عاش‪jj‬را‪ -‬إدارة ض‪jj‬غوط العم‪jj‬ل‪ :‬من األم‪jj‬ور ال‪jj‬تي يالحظه‪jj‬ا المعلم‪jj‬ون أو الم‪jj‬راقب ألح‪jj‬والهم‪ ،‬الض‪jj‬غط النفس‪jj‬ي ال‪jj‬ذي‬
‫صفّ أو خارجها‪ .‬ولهذا الضغط النفسي عالمات‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫يتعرض له بعضهم أثناء العام الدراسي سواء داخل غرفة ال ّ‬
‫صفّ والطالب‪.‬‬ ‫‪ .1‬الشعور بالنفرة من التدريس والملل من ال ّ‬
‫‪ .2‬انخفاض الدافعية للمشاركة في أنشطة المدرسة‪.‬‬
‫‪ .3‬عدم االهتمام باإلعداد للدرس‪ ،‬وأدائه بأقل قدر من الجهد والوقت‪.‬‬
‫صفّ وعدم متابعة واجبات الطالب‪.‬‬ ‫‪ .4‬التأخر في الذهاب لغرفة ال ّ‬
‫‪ .5‬اإلكثار من ذ ّم الطالب واتهامهم بالكسل وعدم الفهم (وقد يكون هذا صحيحا!)‪.‬‬
‫‪ .6‬كثرة التذمر من أوضاع المدرسة وأوضاع التعليم بشكل عام‪.‬‬
‫فالضغط النفسي حالة يشعر فيها المعلم بأن جهده يضيع سدى وليس له ثمرة وأنه يبذل كل ما عن‪jj‬ده وال أح‪jj‬د يق‪jj‬در‬
‫أو يستفيد‪ .‬وهذه الحالة إذا لم يسارع في عالجها فقد يكون لها أثر س‪jj‬يء على الطالب وعلى ج‪ّ j‬و المدرس‪jj‬ة الع‪jj‬ام‪ .‬ب‪j‬ل ق‪jj‬د‬
‫يتعدّى أثرها إلى مستقبل المعلم التعليمي نفسه‪ ،‬بحيث تترسخ هذه النظرة فتؤثر على نظ‪j‬رة المعلم للطالب والتعليم بش‪j‬كل‬
‫عام‪ .‬وال يمكن إزال‪jj‬ة ض‪jj‬غوط العم‪jj‬ل في أي مؤسس‪jj‬ة تعليمي‪jj‬ة بش‪jj‬كل كلّي‪ ،‬ولكن يمكن التّخفي‪jj‬ف من ح‪j‬دّة ض‪jj‬غط العم‪jj‬ل أو‬
‫إدارته من خالل عدة أساليب نذكر منها على سبيل المثال ما يلي‪:‬‬
‫األسلوب األول‪ :‬اإلستعداد للضغوط‪ :‬بإعطاء المعلمين نظرة واقعية عن العمل الذي سيقومون به‪ ،‬وإخبارهم بمع‪jj‬دل‬
‫الجهد الذي سيبذلونه إلنجاز األعمال التي يجب عليهم أداؤها‪ ،‬وذلك عن طريق تنظيم مجموع‪jj‬ة من ال‪jj‬برامج التحض‪jj‬يرية‬
‫التي توضح الصعوبات التي يمكن أن يواجهوها‪.‬‬
‫األسلوب الثاني‪ :‬تقسيم العمل‪ :‬إذا كان المعلم محمال بأعباء عمل كثيرة‪ ،‬ف‪jj‬إن تقس‪jj‬يم العم‪jj‬ل بين‪j‬ه وبين اآلخ‪jj‬رين ق‪j‬د‬
‫يساعد في تخفيف عبء العمل‪.‬‬
‫األسلوب الثالث‪ :‬المساندة االجتماعية‪ :‬وذلك بتحميس فريق العمل لمساندة المعلم الذي وقع عليه ضغطا في عمله‪.‬‬
‫أما إذا كان الضغط جماعيا فال بد من تحميس جميع المعلمين‪،‬‬
‫والتركيز على إيضاح العبارة التالية‪" :‬إن الضغط لن يزول إال إذا عمل الفريق كاليد الواحدة"‪.‬‬
‫األسلوب الرابع‪ :‬االختيار السليم للمعلمين عند التّعيين‪ :‬وذلك للتوفي‪jj‬ق بين خص‪jj‬ائص الف‪jj‬رد من ناحي‪jj‬ة‪ ،‬ومتطلب‪jj‬ات‬
‫التدريس وبيئة العمل من ناحية أخرى‪.‬‬
‫األسلوب الخامس‪ :‬رفع المهارات والقدرات‪ :‬بمساعدة المعلمين على تعلم ممارس‪jj‬ة وظ‪jj‬ائفهم بص‪jj‬ورة أك‪jj‬ثر فعالي‪jj‬ة‬
‫وبضغوط أقل‪ ،‬وذلك عن طريق إقامة دورات تدريبية وتحفيز المعلمين المتميّزين في أعمالهم بمكاف‪jj‬آت أو تق‪j‬ديم الج‪jj‬وائز‬
‫لهم‪.‬‬
‫الحادي عشر‪ -‬أساسيات التخطيط وتنفيذ ال‪jj‬دروس اليومي‪jj‬ة‪ :‬وتتض‪jj‬من ه‪jj‬ذه المهم‪jj‬ة ت‪jj‬دريب المعلمين على القض‪jj‬ايا‬
‫التالية‪ :‬صياغة األهداف السلوكية‪ :‬إن الغاية من صياغة األهداف‬
‫السلوكية هي‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يتعرف المعلم على عناصر الهدف السلوكي‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يتعرف المعلم على أهمية وضع األهداف في تحسين التعليم‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يطبق المعلم أسلوب وضع األهداف قبل البدء بتدريس أي وحدة الترتوري‪ .‬والقضاه‪2006 ،‬‬
‫ويتضمن الهدف السلوكي‪:‬‬
‫‪ .1‬األداء المتوقع القيام به بعد عملية التعليم‪.‬‬
‫‪ .2‬الشروط والظروف التي يظهر هذا السلوك من خاللها‪.‬‬
‫‪ .3 (.‬تحقيق مستوى األداء المقبول (نشواتي‪1998 ،‬‬
‫استخدام الوسائل التعليمية‪ :‬إن من أهم األدوار التي يلعبها المشرف التربوي هي تدريب‬
‫المعلمين على استخدام الوسائل التعليمية‪ ،‬وقد أوضحت الدراسات واألبحاث أن الوسائل‬
‫التعليمية تلعب دورا جوهريا في إثراء التعليم من خالل إضافة أبعاد ومؤثرات خاصة وبرامج‬
‫متميزة‪ .‬إن هذا الدور للوسائل التعليمية يعيد التأكيد على نتائج األبحاث حول أهمية الوسائل‬
‫التعليمية في توسيع خبرات المتعلم وتيسير بناء المفاهيم‪ ،‬وتخطي الحدود الجغرافية والطبيعية‪.‬‬
‫وال ريب أن هذا الدور تضاعف حاليا بسبب التطورات التقنية المتالحقة التي جعلت من‬
‫البيئة المحيطة بالمدرسة تشكل تحديا ألساليب التعليم والتعلم المدرسية‪ ،‬لما تزخر به هذه‬
‫البيئة من وسائل اتصال متنوعة تعرض الرسائل بأساليب مثيرة ومشرقة وجذابة‪ .‬كما__‬
‫أن اشتراك جميع الحواس في عمليات التعليم يؤدي إلى ترسيخ وتعميق هذا التعلم والوسائل‬
‫التعليمية تساعد على اشتراك جميع حواس المتعلم‪ ،‬وهي بذلك تساعد على إيجاد عالقات‬
‫راسخة وطيدة بين ما تعلمه التلميذ‪ ،‬ويترتب على ذلك بقاء أثر التعلم‪ .‬التدريب على أساليب‬
‫التدريس المختلفة‪ :‬أسلوب التدريس هو الكيفية التي يتناول بها المعلم طريقة التدريس أثناء‬
‫قيامه بعملية التدريس‪ ،‬أثناء قيامه بعملية التدريس‪ ،‬أو هو األسلوب الذي يتبعه المعلم في‬
‫تنفيذ طريقة التدريس بصورة تميزه عن غيره من المعلمين الذين يستخدمون نفي الطريقة‪،‬‬
‫ومن ثم يرتبط بصورة أساسية بالخصائص الشخصية للمعلم‪ .‬ومن أشهر طرق التدريس‪ :‬طريقة‬
‫اإللقاء‪ ،‬وطريقة طرح األسئلة‪ ،‬وطريقة المناقشة‪ ،‬وطريقة الحوار‪ ،‬وطريقة التدريس من خالل‬
‫المشروعات‪ ،‬وأسلوب التدريس التعاوني أو التعلم من خالل المجموعات‪ ،‬وطريقة االستكشاف‪،‬‬
‫والتعلم من خالل ح ّل المشكالت‪.‬‬
‫تحقيق اإلدارة الصفية الف ّعالة‪ :‬تعرف اإلدارة الصفية على أنها‪" :‬كل ما يقوم به المعلم‬
‫داخل غرفة الصف من سلوكيات سواء كانت لفظية أو عملية‪ ،‬مباشرة أو غير مباشرة‪،‬‬
‫بحيث تحقق األهداف التعليمية والتربوية المرسومة كي يحدث في النهاية تغير مرغوب في‬
‫سلوكيات الطلبة (بيتي‪ .) 2001 ،‬ويلعب المشرف التربوي دورا مهما تدريب المعلم على‬
‫إدارة الصف‪ ،‬من خالل تدريبه على مجمل عمليات التوجيه والتفاعل التي يتبادلها المعلم‬
‫مع طلبته وأنماط السلوك المتصلة بها‪ ،‬وذلك لجعل عملية التعلم والتعلم في غرفة الصف‬
‫أمرا ممكنا وهادفا ومشوقا‪ ،‬للحصول على أفضل النتائج بأقل جهد ووقت ممكن‪ .‬التقويم‬
‫المرحلي والختامي‪ :‬يعتبر التقويم ركنا أساسيا من أركان أي عمل تربوي منظم وهادف‪ .‬إن‬
‫التقويم التربوي هو عبارة عن عملية مخططة لجمع المعلومات المنظمة في ضوء معايير عملية‬
‫محددة بهدف إصدار حكم موضوعي على قيمة العمل التربوي‪ .‬ويقوم المشرف التربوي بتدريب‬
‫المعلم على أساليب التقويم في مستوياته المختلفة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ .1‬التقويم القبلي‪ :‬ويتم قبل البدء بتنفيذ الدرس من خالل تقويم خطة العمل‬
‫نفسها‪ ،‬واألساليب واألدوات المقترحة لها‪.‬‬
‫‪ .2‬التقويم المرحلي‪ :‬وهو عملية مستمرة‪ ،‬تتم في نهاية كل وحدة دراسية‪ ،‬ويستفاد‬
‫من نتائجه في العالج المبكر وتوفير التغذية الراجعة المستمرة لتحقيق تعلم‬
‫أفضل‪.‬‬
‫‪ .3‬التقويم الختامي الشامل‪ :‬ويتم في نهاية الفصل أو العام الدراسي‪ ،‬ويمكن أن‬
‫يستفاد من نتائجه في التعرف على مستوى الطلبة وما حققوه من تقدم‪ ،‬وقياس‬
‫األهداف المتحققة من عملية التعليم‪ ،‬كما يستفاد من نتائجه في تقويم فاعلية‬
‫‪ (.‬التدريس (عبد الهادي‪2002 j،‬‬
‫تدريب المعلم على إعداد خطة الحصص اليومية‪ :‬إن الهدف من إعداد الخطة الصفية هو‬
‫تنظيم عملية التعليم وفق األهداف المرسومة‪ .‬وتتضمن الخطة اليومية‪ :‬وضع األهداف العامة‬
‫والسلوكية من الوحدة الدراسية‪ ،‬وكذلك تعداد الوسائل واألنشطة وطرق التدريس التي‬
‫سيستخدمها المعلم‪/‬المعلمة‪ ،‬وكذلك تحديد الزمن التقريبي لتحقيق كل هدف من األهداف‬
‫الموضوعة‪ ،‬وكذلك طرق تقويم الطلبة للتحقق من بلوغ األهداف‪ .‬إن التخطيط للتدريس يمثل‬
‫سسا للتخطيط الجيد للتدريس يمكن‬ ‫إحدى الكفايات التعليمية لدى المعلمين‪ ،‬لذا فإن هناك أُ ُ‬
‫أن نعدد أبرزها‪:‬‬
‫‪ .1‬أنه ينبغي للمعلم وضع خطة متكاملة للتدريس في ضوء األهداف التعليمية‬
‫المحددة‪.‬‬
‫‪ . 2‬أنه ينبغي أن ترتبط الخبرات التعليمية التي تشملها الخطة باألهداف التعليمية‬
‫المحددة‪.‬‬
‫‪ .3‬أنه ينبغي أن ترتبط االجراءات واألساليب والوسائل التعليمية التي تشملها‬
‫الخطة باألهداف التعليمية المحددة‪.‬‬
‫‪ .4‬أنه ينبغي مراعاة الفروق الفردية بين التالميذ عند وضع الخطة التدريسية‪.‬‬
‫‪ .5‬أنه ينبغي وضع خطة التدريس في ضوء اإلمكانات المادية والزمنية‪.‬‬
‫‪ .6‬أنه ينبغي أن تكون الخطة التدريسية مرنه قابله للتغيير والتعديل أثناء‬
‫تنفيذها‪ ،‬وأن تكون ممكنة التحقيق بعيدة عن االرتجالية والمثالية‪.‬‬
‫دور اإلشراف التربوي في تحقيق الجودة في عملية التدريس‬
‫يساهم اإلشراف التربوي بدور كبير في تحسين وتطوير العملية التعليمية ‪ ،‬فعلية تتوقف‬
‫ممارسات المعلمين داخل الصفوف ‪ ،‬ومن خالله يمكن إعادة النظر في المناهج الدراسية وتحسين‬
‫أداء اإلدارة المدرسية‪ ،‬وضمان االرتقاء بمستوى الطالب‪ .‬لذا يع ّد اإلشراف التربوي عملية شمولية‬
‫تغطي جميع جوانب العملية التعليمية‪ ،.‬ولما كان هناك حاجة إلى االرتقاء بالعملية التعليمية‬
‫وذلك من خالل تطبيق مفهوم إدارة الجودة في عملية التدريس‪ ،‬فمن الخطوات الهامة في‬
‫تحقيق ذلك تفعيل دور اإلشراف التربوي كمحور رئيس في تحقيق الجودة‪.‬‬
‫لقد أشارت عدة دراسات إلى ضرورة االهتمام بنوعية الخ ّريجين سواء على مستوى تعليم‬
‫العام أو الجامعي وهذا يعني أن هناك توجها كبيرا إلدخال تغييرات جذرية على النظام‬
‫التعليمي حتى يكون قادرا على تلبية احتياجات المجتمع المتجددة‪ ،‬وهو ما يراه البعض فرصة‬
‫مواتية للبدء في األخذ بمفهوم الجودة الشاملة في نظام التعليم‪.‬‬
‫ومن هنا هدف الصفحات التالية إلى التعرف على األسباب التي تدعو إلى تطبيق إدارة‬
‫الجودة في عملية التدريس بشكل عام‪ .‬ثم التعرف على دور اإلشراف التربوي في تحقيق الجودة‪،‬‬
‫وكذلك الوقوف على معوقات دور اإلشراف التربوي الذي تحول دون تحقيق الجودة ثم وضع‬
‫تصور مقترح لتفعيل دور اإلشراف التربوي في إدارة الجودة‪.‬‬
‫إن محاولة السعي للنهوض بالعملية التعليمية وتحقيق تعليم أفضل أصبح رهنا‬
‫بتطبيق إدارة الجودة في مجال عملية التدريس بشكل عام وذلك لمواجهة المتغيرات‬
‫التي تجتاح المجتمع‪ ،‬وأيضا لتحقيق طموحات المجتمع في ضوء ما يشهده من تغييرات‬
‫وكذلك لتحسين أوضاع العملية التعليمية واألنظمة القائمة والتي يشوبها العديد من‬
‫أوجه القصور‪ .‬وبما أننا اليوم نرغب بتطوير عملية التدريس والنهوض به وذلك من خالل‬
‫تطبيق إدارة الجودة فإن هذا يتطلب اإللمام بمحاور الجودة كخطوة رئيسية في تحقيقها بمراحل‬
‫التدريس بشكل عام‪.‬‬
‫ولعل من بين هذه المحاور وأهمها اإلشراف التربوي وذلك لكون اإلشراف يرتبط بعمليات‬
‫اإلدارة والتي تحقق من خالل مجموعة وظائف وتبدأ بوظيفة التّخطيط كعملية عقالنية‬
‫منظمة توضع بغرض ترجمة األهداف إلى سلسلة من الخطوات المتتابعة في رؤية مستقبلية‬
‫واضحة باإلضافة إلى عملية التنظيم‪ ،‬وتوزيع الوظائف بين مختلف أفراد النظام‪ ،‬وكذلك الرقابة‬
‫للتأكد من أن األهداف المرسومة يتم تحقيقها وفق الغاية المنشودة وجميع هذه الوظائف‬
‫‪ (.‬هامة لتحقيق األهداف المرسومة ( خلف‪1986 ،‬‬
‫كما أن اإلشراف التربوي يهدف إلى تحقيق أهداف المدرسة ومساعدة العاملين في الحقل‬
‫( التعليمي لكي يصبحوا ذوي مهارة وكفاية عالية بقدر اإلمكان في تأدية عملهم (أحمد‪1988 ،‬‬
‫ويساعد على تشخيص المشكالت واألخطاء والعمل على معالجتها ‪ ،‬ويعمل على تطوير وتحسين‬
‫مستويات األداء داخل المدرسة ‪ ،‬فالمعلم الذي يقوم بمهنة التدريس يحتاج إلى من يوجه‬
‫ويرشده ويشرف عليه‪ ،‬حتى يتقن أساليب التعامل مع طالبه‪ ،‬ويزداد خبرة بمهنة التدريس‬
‫ويستطيع أن يواجه اختالف المواقف‪ ،‬والتغيير المستمر ألنه مهما كانت أسس إعداد المعلمين‬
‫متينة‪ ،‬ومهما توافرت لديهم من رغبات ذاتية في تطوير أنفسهم يبقى للمشرف التربوي الذي‬
‫يرافق المعلم أثناء الخدمة أثره الكبير في تحسين التعليم وأساليبه الذي يؤدى بدوره إلى تطوير‬
‫‪ (.‬العلمية التعليمية (النّوري‪1991 ،‬‬
‫أي أنّ جودة العمليّة التعليمية وكفاءتها رهن بجودة وكفاءة اإلشراف التربوي وفاعلية‬
‫أجهزته‪ ،‬ومن هنا يمكن القول‪ :‬إن اإلشراف التربوي وعملياته محور رئيس في تحقيق أدارة‬
‫الجودة في التعليم العام ‪.‬‬
‫ومن هنا أهمية هذه الدراسة دور اإلشراف التربوي في تحقيق الجودة في التعليم العام‪.‬‬
‫مشكلة البحث ‪ :‬تحددت مشكلة البحث الحالي في التساؤل الرئيس التالي ‪:‬‬
‫كيف يمكن لإلشراف التربوي أن يسهم في تحقيق الجودة في التعليم العام ؟‬
‫ويتفرع عن هذا التساؤل عدة تساؤالت فرعية أخرى ‪:‬‬
‫‪ .1‬ما األسباب التي تدعو إلى تطبيق إدارة الجودة في التعليم العام ؟‬
‫‪ .2‬ما دور اإلشراف التربوي في تحقيق الجودة ؟‬
‫‪ .3‬ما معوقات دور اإلشراف التربوي والتي تحول دون تحقيق الجودة في التعليم‬
‫العام ؟‬
‫‪ .4‬ما التّصور المقترح لتفعيل دور اإلشراف التربوي في إدارة الجودة بالتعليم العام ؟‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫‪ .1‬إن دراسة دور اإلشراف التربوي في تحقيق الجودة يعد االنطالق لتطبيق الجودة‬
‫في التعليم ومن ثم تحسين العملية التعليمية ‪.‬‬
‫‪ .2‬يمكن للدراسة الحالية أن تفيد العاملين في مجال اإلشراف التربوي لتطوير أدائهم‬
‫وتعريفهم بالمهام الموكلة إليهم والتي تتناسب مع معايير الجودة‪.‬‬
‫‪ .3‬إبراز دور المشرفين التربويين كقادة لهم أعمال تؤثر في جودة التعليم العام‪.‬‬
‫‪ .4‬تحديد معوقات دور اإلشراف التربوي والتي تحول دون تحقيق الجودة في‬
‫التعليم العام األمر الذي يمثل نقطة البداية لمعالجة والتعامل مع تلك المعوقات‬
‫بطريقة واضحة ومحددة‪.‬‬
‫‪ .5‬تقديم تصور مقترح لتفعيل دور اإلشراف التربوي في إدارة الجودة بالتعليم العام‬
‫يمكن االستفادة منه في توطين واألخذ بمفهوم الجودة الشاملة في منظومة‬
‫العملية التعليمية وعناصرها المختلفة والتي من أهمها اإلشراف التربوي‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫يهدف البحث الحالي إلى التعرف على‪:‬‬
‫‪ .1‬األسباب التي تدعو إلى تطبيق إدارة الجودة بالتعليم العام دور اإلشراف‬
‫التربوي في تحقيق الجودة الشاملة في التعليم العام معوقات دور اإلشراف‬
‫التربوي التي تحول دون تحقيق الجودة‪.‬‬
‫وضع تصور مقترح لتفعيل دور اإلشراف التربوي في إدارة الجودة‪.‬‬ ‫‪ْ .2‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫يستخدم البحث الحالي المنهج الوصفي التحليلي والذي يعتمد على رصد الظاهرة موضع‬
‫الدراسة وتحليلها وتفسيرها داخل إطارها المجتمعي ومحاولة تقديم الحلول والبدائل بشأنها ثم‬
‫اختيار أفضل الحلول أو البدائل في شكل تصور مقترح‪.‬‬
‫مصطلحات البحث‪:‬‬
‫التعليم العام‪ :‬هو التعليم الذي يقدم للطالب منذ بداية السلم التعليمي وحتى بداية‬
‫( التعليم الجامعي(الحامد‪2005 ،‬‬
‫إدارة الجودة‪ :‬ع ّرفها ( راغب النجار‪ :) 2000 ،‬بأنها أسلوب متكامل يطبق في جميع فروع‬
‫ومستويات المنظمة التعليمية ليوفّر لألفراد وفرق العمل الفرصة إلرضاء الطالب والمستفيدين‬
‫من التعلم‪.‬‬
‫وعرفها روودز ( ‪ : ) 1992‬بأنها عملية إدارية ترتكز على مجموعة من القِيم‪ ،‬وتستمد طاقة‬
‫حركتها من المعلومات التي تتمكن في إطارها من توظيف مواهب العاملين واستثمار قدراتهم‬
‫الفكرية في مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي لتحقيق التحسن المستمر‬
‫للمنظمة‪(.‬درباس‪ ) 1994 ،‬وتع ّرفها الدراسة الحالية على أنها‪ :‬أسلوب عمل يستند إلى مجموعة‬
‫من المبادئ هدفه الوصول إلى درجة عالية من اإلنتاجية والكفاءة والفعالية‪.‬‬
‫اإلشراف التربوي‪ :‬العملية التي يت ّم فيها تقويم وتطوير العملية التعليمية ومتابعة تنفيذ‬
‫‪ (.‬عمل ما يتعلق بها لتحقيق األهداف التربوية (مكتب التربية العربي لدول الخليج‪1996 ،‬‬
‫وتع ّر فه اإلدارة العامة للتوجيه واإلشراف التربوي بأنه عملية تطوير الموقف التعليمي‬
‫بجميع جوانبه وعناصره ( اإلدارة العامة للتوجيه واإلشراف التربوي‪ 1427 ،‬ه)‪ .‬كما عرفته‬
‫المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‪ ) 1984 ( :‬بأنه‪ :‬عملية تهدف إلى تحسين أداء المعلمين‬
‫وتطوير أساليب ووسائل عملهم بقصد الرفع من مردود العملية التربوية وتحقيق أهدافها‪،‬‬
‫والدراسة الحالية تعرفه بأنه‪ :‬عملية فنية وعلمية منظمة وتعاونية وتشاركينه ومستمرة تسعى‬
‫إلى تحسين العملية التعليمية واالرتقاء بها‪.‬‬
‫خطة السير في البحث‪ :‬لإلجابة عن تساؤالت البحث الحالي اتبع البحث الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬دراسة األسباب التي تدعو إلى تطبيق إدارة الجودة في التعليم العام‪.‬‬
‫‪ .2‬دراسة دور اإلشراف التربوي في تحقيق الجودة‪.‬‬
‫‪ .3‬تحديد معوقات اإلشراف التربوي والتي تحول دون تحقيق الجودة‪.‬‬
‫‪ .4‬تقديم تصور مقترح لتفعيل دور اإلشراف التربوي في إدارة الجودة‪.‬‬
‫وفيما يلي عرض لتلك الخطوات والتي تجيب عن األسئلة التي طرحها البحث الحالي‪.‬‬
‫األسباب التي تدعو إلى تطبيق إدارة الجودة في عملية التدريس‪:‬‬
‫تتعرض األنظمة التعليمية في مختلف دول العالم للتغير وذلك استجابة لموجة التغير‬
‫التي تجتاح العالم بكل نظمه عالوة على كون االستجابة للتغير يعد اهتماما‬
‫بالمستقبل‪ ،‬ولعل محاولة تطبيق إدارة الجودة بمراحل التدريس لها استجابة للعديد من التغييرات والتحديات‪ ،‬والتي‬
‫تشكل مبررات لتطبيق إدارة الجودة في التعليم العام‪ .‬ويمكن‬
‫إيجاز هذه المبررات على النحو التالي‪:‬‬
‫التّقدم العلمي والتكنولوجي‪ :‬إذا كنا نعيش اليوم في عصر مليء بالتغييرات الثقافية‬
‫المتالحقة والمتسارعة‪ ،‬والتقدم التكنولوجي وثورة االتصاالت واالنفجار المعرفي‪ ،‬فإن الغد‬
‫سيشهد تحوالت علمية وتكنولوجية هائلة مما سيؤثر على المجتمع واألفراد من خالل‬
‫المؤسسات التربوية‪ ،‬ومن المفترض أن يتأثر التعليم العام بمراحله المختلفة بتلك التغييرات التي‬
‫حدثت والتي ستحدث مستقبال‪ ،‬كما ستتأثر بالطبع مدخالت التعليم‪ ،‬وبالتالي أصبح من‬
‫المفترض أن تقوم مؤسسات التعليم العام بإعداد أفراد يستطيعون بل يجيدون التعامل مع‬
‫التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬
‫االنفجار المعرفي‪ :‬إن التدفق الهائل في كم وكيف المعرفة وسرعة تولدها‪ ،‬وتوظيفهما في‬
‫مختلف مجاالت الحياة يفرض على العملية التعليمية أن تصبح مستمرة‪ ،‬وأن تصبح حياة الفرد‬
‫سلسلة من التعليم والتدريب وذلك لكون النظام التعليمي مهما كانت مدته لن يستطيع‬
‫تزويد الفرد بالقدر الكافي من المقومات الالزمة للمستقبل‪ ،‬فالطفل اليوم يدخل في مجال‬
‫التعليم يواجه قدراً من المعرفة العلمية يعادل تقريبا ً ضعف مقدار المعرفة التي كان يواجهها‬
‫الطالب في مثل سنة قبل عشر سنوات‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإن المتخرج من الجامعة سيعيش‬
‫بعد تخرجه سنوات عديدة بأفكار‪ ،‬ومفاهيم لم تكن نتاج لغيره من الناس أثناء حياتهم‬
‫الدراسية وكأنه يعيش في عالم مجهول كما أن التغير المعرفي قد زاد من صعوبة التنبؤ بالتغيير‬
‫واالستعداد له فنجد المؤسسات التربوية تجد صعوبة بالغة في تجديد ما سوف يحتاج إليه الفرد‬
‫‪ (.‬على المستوى البعيد ( نصر‪1998 ،‬‬
‫المهارة والفعالية في شتى المجاالت‪ ،‬حتى يتسنى له التفاهم مع لغة العصر ومتابعة كل ما‬
‫هو جديد من أفكار ومهارات وخبرات‪ ،‬فاألفكار الجديدة والمهارات هي التي تقدر النسبة التي‬
‫يتقدم بها المجتمع‪ ،‬ولعل ذلك هو المهمة الرئيسية للنظام التربوي في المجتمع إذ ال تتوافر مثل‬
‫تلك الخبرات والتخصصات إال من خالل مؤسسات تعليمية يتم التخطيط لها بشكل يتوافق مع‬
‫‪ (.‬الموارد كافة واإلمكانات المتاحة في المجتمع (زاهر‪1992 ،‬‬
‫وإذا كان العبء األكبر من تحقيق أهداف التعليم يقع على عاتق المعلم فإنه من‬
‫الضروري االهتمام برفع كفاءة المعلم فهناك العديد من الدراسات التي أشارت إلى انخفاض‬
‫كفاءة‪ ،‬وأداء المعلمين والمعلمات وذلك إلنخفاض تمكنه من المادة العلمي وعدم امتالكه‬
‫ألساليب تدريسية جديدة وعدم إتقانه لمهارات استخدام الوسائل التعليمية‪ ،‬وكذلك عدم‬
‫قدرته على ضبط الصف ( الصائغ وآخرون‪ 1424 ،‬ه)‪.‬‬
‫هذا عالوة على قصور المناهج‪ ،‬وعدم تطويرها‪ ،‬وغياب التكنولوجيا الحديثة في الكثير من‬
‫المدارس‪ ،‬كما أن المباني المدرسية ما زالت غير مالئمة‪ ،‬هذا فضا ً عن زيادة كثافة الطالب‬
‫بالصفوف‪ ،‬وأيضا ً عدم تفعيل األنشطة الالمنهجية على نحو جيد وذلك لعدم وجود مكان‬
‫مخصص لها ولضعف الميزانية‪ ،‬وعدم وجود خطط واضحة لممارسة األنشطة‪ ،‬وكذلك عدم وعي‬
‫المعلمين بأهمية األنشطة‪ ،‬باإلضافة إلى غياب قيم العمل الجامعي وغياب التخطيط للمستقبل‪،‬‬
‫وانخفاض الكفاءة الداخلية والخارجية للتعليم العام‪ -‬عدم مطابقة المخرجات لما هو مخطط –‬
‫نتيجة الرتفاع نسبة الرسوب والتّسرب وتواضع أداء المعلم‪.‬‬
‫ولعل كل هذه األمور تع ّد دافعا لتطبيق إدارة الجودة بالتعليم العام وذلك لمعالجة أوجه‬
‫القصور السابق ذكرها ولتحسين جودة العمل وجودة اإلنتاجية بالتعليم العام‪.‬‬

You might also like