You are on page 1of 5

‫‪KEWAJIBAN DAKWAH:‬‬

‫‪Ali Imron : 104 dan 110‬‬

‫‪Materi Pertama‬‬
‫[سورة آل عمران ‪]104 :‬‬
‫ولْت ُكن ِمْن ُكم أ َُّمةٌ ي ْدعو َن إِىَل اخْل ِ ويأْمرو َن بِالْمعر ِ‬
‫وف َو َيْن َه ْو َن َع ِن‬ ‫َ ُْ‬ ‫َرْي َ َ ُ ُ‬ ‫ََ ْ ْ َ ُ‬
‫ك ُه ُم الْ ُم ْفلِ ُحو َن (‪)104‬‬
‫الْ ُمْن َك ِر َوأُولَئِ َ‬

‫‪ .1‬فاألمر باملعروف والنهي عن املنكر حفاظ اجلامعة وسياج الوحدة‪ .‬وقد‬


‫اختلفت املفسرون يف قوله ‪ -‬تعاىل ‪ :-‬منكم هل معن اه‪ :‬بعض كم‪ ،‬أم "‬
‫من " بياني ة؟ ذهب مفس رنا (اجلالل) إىل األول ; ألن ذل ك ف رض‬
‫كفاي ة‪ ،‬وس بقه إلي ه الكش اف وغ ريه‪.‬وق ال بعض هم بالث اين‪ ،‬ق الوا‪:‬‬
‫واملعىن‪ :‬ولتكونوا أمة تأمرون باملعروف وتنهون عن املنكر‪.‬‬
‫‪ .2‬ق ال األس تاذ اإلم ام‪ :‬والظ اهر أن الكالم على ح د " ليكن يل من ك‬
‫ص ديق " ف األمر ع ام‪ ،‬وي دل على العم وم قول ه ‪ -‬تع اىل ‪ :-‬والعص ر إن‬
‫اإلنس ان لفي خس ر إال ال ذين آمن وا وعمل وا الص احلات وتواص وا ب احلق‬
‫وتواص وا بالص رب [‪ ]3 - 1 :103‬ف إن التواص ي ه و األم ر والنهي‪،‬‬
‫وقول ه ‪ -‬ع ز وج ل ‪ :-‬لعن ال ذين كف روا من ب ين إس رائيل على لس ان‬
‫داود وعيسى ابن مرمي ذلك مبا عصوا وكانوا يعتدون ك انوا ال يتن اهون‬
‫عن منك ر فعل وه ل بئس م ا ك انوا يفعل ون [‪ ]79 ،78 :5‬وم ا قص اهلل‬
‫علينا شيئا من أخبار األمم السالفة إال لنعترب به‪.‬‬
‫وقد أشار املفسر (اجلالل) إىل االعرتاض ال ذي ي رد على الق ول ب العموم‬ ‫‪.3‬‬
‫وه و أن ه يش رتط فيمن ي أمر وينهى أن يك ون عاملا ب املعروف ال ذي ي أمر‬
‫ب ه واملنك ر ال ذي ينهى عن ه‪ ،‬ويف الن اس ج اهلون ال يعرف ون األحك ام‪،‬‬
‫ولكن ه ذا الكالم ال ينطب ق على م ا جيب أن يك ون علي ه املس لم من‬
‫العلم‪.‬‬
‫ف إن املف روض ال ذي ينبغي أن حيم ل علي ه خط اب التنزي ل ه و أن املس لم‬ ‫‪.4‬‬
‫ال جيه ل م ا جيب علي ه‪ ،‬وه و م أمور ب العلم والتفرق ة بني املع روف‬
‫واملنكر‪ ،‬على أن املعروف عند إطالقه يراد به ما عرفته العقول والطباع‬
‫الس ليمة‪ ،‬واملنك ر ض ده وه و م ا أنكرت ه العق ول والطب اع الس ليمة‪ ،‬وال‬
‫يل زم ملعرف ة ه ذا ق راءة حاش ية ابن عاب دين على ال در‪ ،‬وال فتح الق دير‬
‫وال املبسوط‪،‬‬
‫وإمنا املرش د إلي ه ‪ -‬م ع س المة الفط رة ‪ -‬كت اب اهلل وس نة رس وله‬ ‫‪.5‬‬
‫املنقولة بالتواتر والعمل‪ ،‬وهو ما ال يسع أحدا جهل ه‪ ،‬وال يك ون املس لم‬
‫مس لما إال ب ه‪ ،‬فال ذين منع وا عم وم األم ر ب املعروف والنهي عن املنك ر‬
‫ج وزوا أن يك ون املس لم ج اهال ال يع رف اخلري من الش ر‪ ،‬وال مييز بني‬
‫املعروف واملنكر‪ ،‬وهو ال جيوز دينا‪.‬‬
‫مث إن ه ذه ال دعوة إىل اخلري واألم ر والنهي هلا م راتب‪ ،‬فاملرتب ة األوىل‪:‬‬ ‫‪.6‬‬
‫هي دع وة ه ذه األم ة س ائر األمم إىل اخلري وأن يش اركوهم فيم ا هم‬
‫علي ه من الن ور واهلدى‪ ،‬وه و ال ذي يتج ه ب ه ق ول املفس ر‪ :‬إن املراد‬
‫ب اخلري‪ :‬اإلس الم‪ .‬وق د فس رنا اإلس الم من قب ل بأن ه دين اهلل على لس ان‬
‫مجيع األنبياء جلميع األمم‪،‬‬
‫وه و اإلخالص هلل ‪ -‬تع اىل ‪ -‬والرج وع عن اهلوى إىل حكم ه‪ ،‬وه ذا‬ ‫‪.7‬‬
‫مطل وب من ا حبكم جعلن ا أم ة وس طا وش هداء على الن اس ‪ -‬كم ا تق دم‬
‫يف س ورة البق رة ‪ -‬وخ ري أم ة أخ رجت للن اس ‪ -‬كم ا س يأيت بع د آي ات‬
‫مقي دا بكونن ا ن أمر ب املعروف وننهى عن املنك ر – وحبكم قول ه ‪ -‬تع اىل‬
‫‪ -‬يف وص ف املؤم نني ال ذين أذن هلم بالقت ال‪ :‬ال ذين إن مكن اهم يف‬
‫األرض أقاموا الصالة وآتوا الزك اة وأم روا ب املعروف وهنوا عن املنك ر [‬
‫‪ ]41 :22‬ف الواجب دع وة الن اس إىل اإلس الم أوال‪ ،‬ف إن أج ابوا‬
‫فالواجب أمرهم باملعروف وهنيهم عن املنكر‪،‬‬
‫ق ال‪ :‬وأم ا ك ون ه ذا حفاظ ا للوح دة ومانع ا من الفرق ة فه و أن األم ة‬ ‫‪.8‬‬
‫إذا اجتمعت على ه ذا املقص د الع ايل الش ريف وه و أن تك ون مس يطرة‬
‫على األمم كلها ومربي ة هلا ومهذب ة لنفوس ها فال ش ك أن مجي ع األه واء‬
‫الشخصية تتالشى من بينهم‪،‬‬
‫ف إذا ع رض احلس د والبغي ألح د من أف رادهم ت ذكروا وظيفتهم العالي ة‬ ‫‪.9‬‬
‫الش ريفة ال يت ال تتم إال بالتع اون واالجتم اع‪ ،‬ف أزالت ال ذكرى م ا‬
‫عرض‪ ،‬وشفت النفوس قبل متكن املرض‪.‬‬
‫واملرتب ة الثاني ة يف ال دعوة واألم ر والنهي‪ :‬هي دع وة املس لمني بعض هم‬ ‫‪.10‬‬
‫بعض ا إىل اخلري وت آمرهم فيم ا بينهم ب املعروف وتن اهيهم عن املنك ر‪،‬‬
‫والعم وم فيه ا ظ اهر أيض ا‪ ،‬ول ه طريق ان‪ ،‬أح دمها‪ :‬ال دعوة العام ة الكلي ة‬
‫‪ -‬ق ال‪ :‬كه ذا ال درس ‪ -‬ببي ان ط رق اخلري وتط بيق ذل ك على أح وال‬
‫الن اس‪ ،‬وض رب األمث ال املؤثرة يف النف وس ال يت يأخ ذ ك ل س امع منه ا‬
‫حبسب حاله‪.‬‬
‫وإمنا يق وم على ه ذا الطري ق خ واص األم ة الع ارفون بأس رار األحك ام‬ ‫‪.11‬‬
‫وحكم ة ال دين وفقه ه‪ ،‬وهم املش ار إليهم بقول ه ‪ -‬تع اىل ‪ :-‬فل وال نف ر‬
‫من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا يف ال دين ولين ذروا ق ومهم إذا رجع وا‬
‫إليهم لعلهم حيذرون [‪ ]122 :9‬ومن مزاي ا ه ؤالء‪ :‬تط بيق أحك ام اهلل‬
‫‪ -‬تع اىل ‪ -‬على مص احل العب اد يف ك ل زم ان ومك ان‪ ،‬فهم يأخ ذون من‬
‫األمر العام بالدعوة واألمر والنهي على مقدار علمهم‪.‬‬
‫والطري ق الث اين‪ :‬ال دعوة اجلزئي ة اخلاص ة‪ ،‬وهي م ا يك ون بني األف راد‬ ‫‪.12‬‬
‫بعض هم م ع بعض‪ ،‬ويس توي في ه الع امل واجلاه ل‪ ،‬وه و م ا يك ون بني‬
‫املتع ارفني من الدالل ة على اخلري واحلث علي ه عن د عروض ه‪ ،‬والنهي عن‬
‫الش ر والتح ذير من ه‪ ،‬وك ل ذل ك من التواص ي ب احلق والتواص ي بالص رب‪،‬‬
‫وكل واحد يأخذ من الفريضة العامة بقدره‪.‬‬
‫أق ول‪ :‬أم ا ك ون ه ذه املرتب ة حفاظ ا للوح دة وس ياجا دون الفرق ة فه و‬ ‫‪.13‬‬
‫ظ اهر على الطري ق األول‪ ،‬فل و ك ان أه ل البص رية والفق ه احلقيقي يف‬
‫ال دين يعمم ون دع وهتم وإرش ادهم يف األم ة ويواص لوهنا لك انوا م وارد‬
‫حلياهتا ومعاقد لرابطة وحدهتا‪،‬‬
‫وك ذلك على الطري ق الث اين‪ ،‬ف إن أف راد األم ة إذا ق ام ك ل واح د منهم‬ ‫‪.14‬‬
‫بنص يحة اآلخ ر ‪ -‬دع وة وأم را وهني ا ‪ -‬امتن ع فش و الش ر واملنك ر فيهم‪،‬‬
‫واستقر أمر اخلري واملعروف بينهم‪.‬‬
‫‪ .15‬فكي ف جتد الفرق ة منف ذا إليهم؟ أم كي ف يس تقر اخلالف يف ال دين‬
‫بينهم؟ وناهيك إذا ق ام ‪ -‬ك ل على طريق ه املس تقيم ‪ -‬العلم اء احلكم اء‬
‫يف مس اجدهم ومعاب دهم‪ ،‬ومجي ع األف راد يف من ازهلم ومس اكنهم‬
‫ومعاهدهم‪.‬‬

You might also like