Professional Documents
Culture Documents
Ta'dil Himpunan Kitabul Imaroh PDF
Ta'dil Himpunan Kitabul Imaroh PDF
HIMPUNAN
KITABUL IMAROH
َ َ َ َ ْ ََ َ ُّ ْ َ َ -7117ح َّد َثنَا َعبْ َدان ،أَ ْخ َ َ
َبنَا َعبْ
َب هن أبو َسل َمة ْبن عبْ هد الزه هري ،أخ اّلل َّ ،ع ْن يون َس َ ،ع هن
ه د )1
أحدهما :حديث أيب هريرة :قوهل ( :عبد اّلل ) هو ابن املبارك ،و ( يونس ) هو ابن يزيد .قوهل( :من
أطاعن فقد أطاع اّلل ) ،هذه اجلملة منزتعة من قوهل تعاىل { :من يطع الرسول فقد أطاع اّلل}؛
أي :ألين ال آمر إال بما أمر اّلل به ،فمن فعل ما آمره به فإنما أطاع من أمرن أن آمره ،وحيتمل أن
يكون املعىن :ألن اّلل أمر بطاعيت فمن أطاعن فقد أطاع أمر اّلل هل بطاعيت ،ويف املعصية
كذلك .والطاعة :يه اإلتيان باملأمور به ،واالنتهاء عن املن ي عنه ،والعصيان لخفافه .قوهل ( :ومن
أطاع أمريي فقد أطاعن ) ،يف رواية همام واألعرج وغريهما عند مسلم " :ومن أطاع األمري "،
ويمكن رد اللفظني ملعىن واحد؛ فإن لك من يأمر حبق واكن اعدال فهو أمري الشارع؛ ألنه توىل
بأمره وبرشيعته ،ويؤيده توحيد اجلواب يف األمرين وهو قوهل " :فقد أطاعن "؛ أي :عمل بما رشعته،
وكأن احلكمة يف ختصيص أمريه باذلكر أنه املراد وقت اخلطاب ،وألنه سبب ورود احلديث ،وأما
احلكم فالعَبة بعموم اللفظ ال لخصوص السبب ،ووقع يف رواية همام أيضا " :ومن يطع األمري
فقد أطاعن " ،بصيغة املضارعة ،وكذا " :ومن يعص األمري فقد عصاين " ،وهو أدخل يف إرادة تعميم
من خوطب ومن جاء من بعد ذلك .قال ابن اتلني :قيل :اكنت قريش ومن يليها من العرب ال
يعرفون اإلمارة فاكنوا يمتنعون ىلع األمراء ،فقال هذا القول حيثهم ىلع طاعة من يؤمرهم عليهم،
1
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
واالنقياد هلم إذا بعثهم يف الرسايا وإذا والهم ابلفاد ففا خيرجوا عليهم ئلفا تفرتق اللكمة .قلت:
يه عبارة الشافيع يف " األم " ،ذكره يف سبب نزوهلا ،وعجبت بلعض شيوخنا الرشاح من الشافعية
كيف قنع بنسبة هذا الالكم إىل ابن اتلني معَبا عنه بصيغة " قيل " ،وابن اتلني إنما أخذه من الكم
اخلطايب .ووقع عند أْحد وأيب يعّل والطَباين من حديث ابن عمر " :قال :اكن رسول اّلل صّل اّلل
عليه وسلم يف نفر من أصحابه فقال :ألستم تعلمون أن من أطاعن فقد أطاع اّلل ،وإن من طاعة
اّلل طاعيت؟ قالوا :بّل نشهد ،قال :فإن من طاعيت أن تطيعوا أمراءكم " ،ويف لفظ " :أئمتكم ".
ويف احلديث وجوب طاعة والة األمور ،ويه مقيدة بغري األمر باملعصية كما تقدم يف أوائل الفنت،
واحلكمة يف األمر بطاعتهم املحافظة ىلع اتفاق اللكمة ملا يف االفرتاق من الفساد.
َ َ َ ْ رية بْن َعبْد َّ ْ َ َبنَا الْمغ َ َ -1311ح َّد َثنَا َحيْ َي ْبن َحيْ َي ،أَ ْخ َ َ
ام ،ع ْن أ هيب الزنا هد ، احل َز ه ُّ
الرْح هن ه ه ه )2
َ ْ ََ َ ََ ْ ََ َ َّ َ َ َ َّ َ َّ َ َ َ َْْ
اع َ
اّلل َّ، صّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم قال " :من أطاع هن فقد أط َع هن األع َر هج ،ع ْن أ هيب ه َريْ َرة َ ،ع هن انل هب
َْ َ ََ ْ َْ ري َف َق ْد أَ َط َ
ّلل ََّ ،و َم ْن يطع ْاألَ هم َ
َو َم ْن َي ْعصن َف َق ْد َع ََص ا َ
ري فقد َع َص هاين ". اع هنَ ،و َم ْن يع هص األ هم هه ه ه
رواه مسلم كتاب اإلمارة باب وجوب طاعة اإلمراء يف غري معصية
قوهل ( :إن خلييل صّل اّلل عليه وسلم أوصاين أن أسمع وأطيع وإن اكن عبدا جمدع األطراف )
يعن :مقطوعها ،واملراد :أخس العبيد ،أي :أسمع وأطيع لألمري وإن اكن دينء النسب ،حىت
لو اكن عبدا أسود مقطوع األطراف فطاعته واجبة ،وتتصور إمارة العبد إذا واله بعض األئمة ،
أو إذا تغلب ىلع ابلفاد بشوكته وأتباعه ،وال جيوز ابتداء عقد الوالية هل مع االختيار ،بل رشطها
احلرية .
ّلل َّ بْن ع َم َر َر ه َ َ ْ َْ َ َ -7113ح َّد َثنَا إ ْس َماعيل َ ،ح َّدثَن َمالك َ ،ع ْن َعبْد ا ْ
ض ّلل َّ ب هن هدينار ،عن عب هد ا ه ه
ه ه ه ه ه ه )1
2
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
ََ َ ْ ْ اس َراعَ ،وه َو َم ْسئول َع ْن َر هع َّيت ههَ ،و َّ ََ َ َّ َ ْ َ َّ
الرجل َراع ىلع أه هل بَي هت ههَ ،وه َو ه ه َّ انل ىلع ياذل
ه اإلمام
ر هعي هت هه ،ف ه
يه َم ْسئولَة َعنْه ْمَ ،و َعبْد َّ َ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ َ
َل ههَ ،و ه َ َ ْ
الرج هل ت زو هجها وو ه اعية ىلع أه هل بي ه
مسئول عن ر هعي هت هه ،والمرأة ر ه
َ ُّ َ ْ َ َ َ ُّ ََ َ
ال َسي هد ههَ ،وه َو َم ْسئول عنه ،أال فلكك ْم َراعَ ،وُكك ْم َم ْسئول ع ْن َر هع َّي هت هه " .رواه َ
راع ىلع م ه
احلديث اثلاين :قوهل ( :حدثنا إسماعيل ) هو ابن أيب أويس .قوهل ( :أن رسول اّلل صّل اّلل عليه
وسلم ) ،كذا وقع هنا وكذا يف العتق من طريق حيي القطان عن عبيد اّلل بن عمر عن نافع عن
ابن عمر كذلك ،ووقع عند الطَباين من طريق حممد بن إبراهيم بن دينار عن عبيد اّلل بن عمر
بهذا ،فقال :عن ابن عمر ،أن أبا بلابة بن عبد املنذر أخَبه ،فذكر حديث انل ي عن قتل اجلنان
اليت يف ابليوت ،وقالُ " :ككم راع " .احلديث ،هكذا أورده يف مسند أيب بلابة ،ولكن تقدم يف
العتق أيضا من رواية سالم بن عبد اّلل بن عمر عن أبيه " :سمعت رسول اّلل صّل اّلل عليه
وسلم " ،فذكر حديث ابلاب ،فدل ىلع أن قوهل " :وقال " معطوف ىلع " ابن عمر " ال ىلع " أيب
بلابة " ،وثبت أنه من مسند ابن عمر ال من مرسله .قوهل ( :أال ُككم راع ) ،كذا فيه ،و " أال "
بتخفيف الفام حرف افتتاح ،وسقطت من رواية نافع وسالم عن ابن عمر ،والرايع :هو احلافظ
املؤتمن امللزتم صفاح ما اؤتمن ىلع حفظه فهو مطلوب بالعدل فيه والقيام بمصاحله .قوهل( :
فاإلمام اذلي ىلع انلاس ) ،أي :اإلمام األعظم ،ووقع يف رواية عبيد اّلل بن عمر املاضية يف العتق
" فاألمري " بدل " اإلمام " ،وكذا يف رواية موىس بن عقبة يف انلاكح ،ولم يقل " :اذلي ىلع انلاس
" .قوهل ( :راع وهو مسئول عن رعيته ) ،يف رواية سالم بن عبد اّلل بن عمر عن أبيه املاضية يف
اجلمعة " :اإلمام راع ومسئول عن رعيته " ،وكذا يف اجلميع حبذف " وهو " ،ويه مقدرة ،وثبتت
يف االستقراض .قوهل ( :والرجل راع ىلع أهل بيته ) ،يف رواية سالم " :يف أهل بيته " .قوهل ( :واملرأة
3
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
راعية ىلع أهل بيت زوجها ووَله ) ،يف رواية عبيد اّلل بن عمر " :ىلع بيت بعلها " ،ويف رواية
سالم " :يف بيت زوجها " ،ومثله ملوىس لكن قال " :ىلع " .قوهل ( :وعبد الرجل راع ىلع مال
سيده) ،يف رواية سالم " :واخلادم راع يف مال سيده " ،ويف رواية عبيد اّلل " :والعبد " بدل " اخلادم
" ،وزاد سالم يف روايته " :وحسبت أنه قال " ،ويف رواية االستقراض " :سمعت هؤالء من رسول
اّلل صّل اّلل عليه وسلم ،وأحسب انلب صّل اّلل عليه وسلم قال :والرجل راع يف مال أبيه
ومسئول عن رعيته " ،قال اخلطايب :اشرتكوا؛ أي :اإلمام والرجل ومن ذكر يف التسمية أي :يف
الوصف بالرايع ،ومعانيهم خمتلفة ،فراعية اإلمام األعظم حياطة الرشيعة بإقامة احلدود والعدل
يف احلكم ،وراعية الرجل أهله سياسته ألمرهم وإيصاهلم حقوقهم ،وراعية املرأة تدبري أمر ابليت
واألوالد واخلدم ،وانلصيحة للزوج يف لك ذلك ،وراعية اخلادم حفظ ما تحت يده ،والقيام بما
جيب عليه من خدمته .قوهل ( :أال فلككم راع وُككم مسئول عن رعيته ) ،يف رواية أيوب يف
انلاكح مثله ،ويف رواية سالم يف اجلمعة " :وُككم " ،ويف االستقراض " :فلككم " ،ومثله يف رواية
نافع ،قال الطيب يف هذا احلديث أن الرايع ليس مطلوبا ذلاته ،وإنما أقيم حلفظ ما اسرتاعه
املالك ،فينبيغ أن ال يترصف إال بما أذن الشارع فيه وهو تمثيل ليس يف ابلاب ألطف وال أمجع
وال أبلغ منه؛ فإنه أمجل أوال ثم فصل وأىت حبرف اتلنبيه مكررا ،قال :والفاء يف قوهل " :أال فلككم
" جواب رشط حمذوف ،وختم ما يشبه الفذلكة إشارة إىل استيفاء اتلفصيل .وقال غريه :دخل يف
هذا العموم املنفرد اذلي ال زوج هل وال خادم وال وَل ،فإنه يصدق عليه أنه راع ىلع جوارحه
حىت يعمل املأمورات وجيتنب املنهيات فعفا ونطقا واعتقادا ،فجوارحه وقواه وحواسه رعيته ،وال
يلزم من االتصاف بكونه راعيا أن ال يكون مرعيا باعتبار آخر .وجاء يف حديث أنس مثل
حديث ابن عمر ،فزاد يف آخره " :فأعدوا للمسألة جوابا .قالوا :وما جوابها؟ قال :أعمال الَب "،
أخرجه ابن عدي والطَباين يف " األوسط " ،وسنده حسن ،وهل من حديث أيب هريرة " :ما من راع
4
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
إال يسأل يوم القيامة أقام أمر اّلل أم أضاعه " .والبن عدي بسند صحيح عن أنس " :إن اّلل
سائل لك راع عما اسرتاعه حفظ ذلك أو ضيعه " ،واستدل به ىلع أن امللكف يؤاخذ باتلقصري يف
أمر من هو يف حكمه ،وترجم هل يف انلاكح " باب قوا أنفسكم وأهليكم نارا " ،وىلع أن للعبد
أن يترصف يف مال سيده بإذنه ،وكذا املرأة والوَل ،وترجم لكراهة اتلطاول ىلع الرقيق ،وتقدم
توجيهه هناك .ويف هذا احلديث بيان كذب اخلَب اذلي افرتاه بعض املتعصبني بلن أمية ،قرأت
يف " كتاب القضاء " أليب عيل الكرابييس :أنبأنا الشافيع عن عمه هو حممد بن عيل قال :دخل
ابن شهاب ىلع الويلد بن عبد امللك فسأهل عن حديث " :إن اّلل إذا اسرتىع عبدا اخلفافة كتب
هل احلسنات ولم يكتب هل السيئات " .فقال هل :هذا كذب ،ثم تفا { :يا داود إنا جعلناك خليفة
يف األرض } .إىل قوهل { :بما نسوا يوم احلساب } .فقال الويلد :إن انلاس يلغروننا عن ديننا.
قوهل ( من أطاعن فقد أطاع اّلل ) أي ألين أحكم نيابة عنه وكذا اإلمام حيكم نيابة عن انلب
صّل اّلل عليه وسلم فاحلاصل أن طاعة انلائب طاعة لألصل .
5
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
َ َ َ ْ َّ َ َ َ َْ َّ َ َ َ َ َّ َّ َ َ
َ -2312حدثنَا حم َّمد ْبن بَشار ،قال َ :حدثنَا حم َّمد ْبن َجعفر ،قال َ :حدثنَا شعبَة ،ع ْن أ هيب هع ْم َران
ْ َ َ َ ْ َ َ َ ْ ً َ َ ًّ َ َّ َ ْ َ
اف .رواه ابن ماجة َ
وأ هطيع ،وإهن اكن عبدا حب هشيا جمدع األطر ه
وف ".رواهرع
َْ ْ
م ال يف ة وها َما َخ َرجوا منْ َها أَبَ ًدا ،إ َّن َما َّ
الط َ
اع
َْ َ َ َ َّ َ َ َ َ َّ َّ
لهلن هب َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم فقال " :لو دخل
ه ه ه ه
ابلخاري
ْ ً َ َ َّ ْ َ َّ َ ْ
ل َمامه َما ل ْم تك ْن َمع هصيَة َ
باب السم هع والطاع هة ل ه ه )1
الصفحة رقم11:
6
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
َ َ -7142ح َّد َثنَا م َس َّدد َ ،ح َّد َثنَا َحيْ َي َ ،ع ْن ش ْعبَ َة َ ،ع ْن أَيب َّ
اح َ ،ع ْن أن َ هس بْن َمالهك َر ه َ
ض اّلل َّ ه اتل َّ
ي
ه ه
َ ْ ْ َ َ َ َعنْه قَ َال :قَ َال َرسول اّلل َّ َص َّّل اّلل َّ َعلَيْه َو َسلَّ َم ْ " :
استع همل َعليْك ْم عبْد اس َمعوا َوأ هطيعواَ ،وإه هن ه ه
َ َ َّ ْ
ش كأن َرأ َسه َزبهيبَة ".رواه ابلخاري اجلزء رقم ،9:الصفحة رقم12:َحبَ ه ي
األول :قوهل ( :عن أيب اتلياح ) بمثناة مفتوحة وتحتانية مشددة وآخره مهملة ،وهو يزيد بن ْحيد
الضبيع ،وتقدم يف الصفاة من وجه آخر اتلرصيح بقول شعبة " :حدثن أبو اتلياح " .قوهل ( :اسمعوا
وأطيعوا وإن استعمل ) -بضم املثناة -ىلع ابلناء للمجهول ،أي :جعل اعمفا بأن أمر إمارة اعمة
ىلع ابلدل مثفا أو ويل فيها والية خاصة اكإلمامة يف الصفاة ،أو جباية اخلراج ،أو مبارشة احلرب،
فقد اكن يف زمن اخللفاء الراشدين من جيتمع هل األمور اثلفاثة ومن خيتص ببعضها .قوهل:
(حبش) -بفتح املهملة واملوحدة بعدها معجمة -منسوب إىل احلبشة ،ومىض يف الصفاة يف "
باب إمامة العبد " عن حممد بن بشار عن حيي القطان بلفظ " :اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل
حبش " ،وفيه بعد باب من رواية غندر عن شعبة بلفظ " :قال انلب صّل اّلل عليه وسلم أليب
ذر :اسمع وأطع ولو حلبش " ،وقد أخرج مسلم من طريق غندر عن شعبة بإسناد آخر إىل أيب ذر
أنه انته إىل الربذة فإذا عبد يؤمهم ،فذهب يتأخر ألجل أيب ذر فقال أبو ذر " :أوصاين خلييل "،
فذكر حنوه ،وظهرت بهذه الرواية احلكمة يف ختصيص أيب ذر باألمر يف هذه الرواية ،وقد جاء يف
حديث آخر األمر بذلك عموما ،وملسلم أيضا من حديث أم احلصني " :اسمعوا وأطيعوا ولو
استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب اّلل " .قوهل ( :كأن رأسه زبيبة ) واحدة الزبيب املأكول
املعروف الاكئن من العنب إذا جف ،وإنما شبه رأس احلبش بالزبيبة تلجمعها ولكون شعره
أسود ،وهو تمثيل يف احلقارة وبشاعة الصورة وعدم االعتداد بها ،وقد تقدم رشح هذا احلديث
مستوىف يف " كتاب الصفاة " ،ونقل ابن بطال عن املهلب قال :قوهل " :اسمعوا وأطيعوا " ال يوجب
7
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
أن يكون املستعمل للعبد إال إمام قريش؛ ملا تقدم أن اإلمامة ال تكون إال يف قريش ،وأمجعت
األمة ىلع أنها ال تكون يف العبيد .قلت :وحيتمل أن يسىم عبدا باعتبار ما اكن قبل العتق ،وهذا
ُكه إنما هو فيما يكون بطريق االختيار ،وأما لو تغلب عبد حقيقة بطريق الشوكة فإن طاعته
جتب إَخادا للفتنة ما لم يأمر بمعصية كما تقدم تقريره ،وقيل :املراد أن اإلمام األعظم إذا
استعمل العبد احلبش ىلع إمارة بدل مثفا وجبت طاعته ،وليس فيه أن العبد احلبش يكون
هو اإلمام األعظم .وقال اخلطايب :قد يرضب املثل بما ال يقع يف الوجود ،يعن :وهذا من ذاك ،أطلق
العبد احلبش مبالغة يف األمر بالطاعة وإن اكن ال يتصور رشاع أن ييل ذلك.
ب َص َّّل اّلل َّ َعلَيْ هه َو َسلَّ َم ََس َّي ًةَ ،وأَ َّمرَ َْ َ َ ََ َ
ث َّ
انل ُّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َّ ْ
عن أ هيب عب هد الرْح هن ،عن ع هيل ر هض اّلل َّ عنه قال :بع
ه ه
َ َ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َّ ُّ َّ َََ َ ْ َ ْ َ َْ ْ َ ً َ َْ
األن ْ َ
ب َصّل ه انل رم أ د ق س ي لأ : ال ق و ، مهه يل ع بضه غف ، وهيعطه ي ن أ مهرم أو ، ار
ه ص علي ههم رجفا همن
ََْ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ ََ َ َْ ََ َ ََ
اعة.رواه مسلم اجلزء رقم ،1:الصفحة رقم11: يؤمر بهمع هصية ،ف هإن أ همر بهمع هصية ففا سمع ،وال ط
8
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
َْ َّ َ َ َ َ ْ َ َّ ْ َّ ْ َ َّ َ َ
َ -1341حدثنَا حم َّمد ْبن المث َّىن َ ،و ْابن بَشار َ -واللفظ هالب ْ هن المث َّىن -قاال َ :حدثنَا حم َّمد ْبن َجعفر ، )3
َ َّ َ َ الر ْْحَن َ ،ع ْن َ
َّ َح َّد َثنَا ش ْعبَة َ ،ع ْن زبَيْد َ ،ع ْن َس ْعد بْن عبَيْ َد َة َ ،ع ْن أَيب َعبْ
ّلل َّ
ه ا ولسر ن أ ، يل
ه ع ه د
ه ه ه ه
َْ َ ََ َ َ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ ْ ً َ َ َّ َ َ َ ْ ْ َ ً َ َ ْ َ َ َ ً َ َ ْ َّ
اراَ ،وقال :ادخلوها .فأ َراد ناس أن َصّل اّلل َّ علي هه وسلم بعث جيشا ،وأمر علي ههم رجفا ،فأوقد ن
َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َْ
َّ َّ
اّلل صّل اّلل علي هه وسلم ،فقال ول ه
يدخلوها ،وقال الخرون :إهنا قد فررنا همنها .فذ هكر ذلهك لهرس ه
ََ َ ْ َ َ ًَْ َ َ َ َ َْ ْ َ َْ َ َ ْ َ َْ َ َ َ ْ َْ َ َّ َ َ
َّلين أرادوا أن يدخلوها " :لو دخلتموها لم تزالوا هفيها إهىل يومه ال هقيام هة " .وقال لهْلخ هرين قوال
له ه
َْ ْ َّ َ َّ َ َ َ ََ َ ْ َ َ َ ً َ َ
حسناَ ،وقال " :ال طاعة هيف مع هصي هة ا ه
ّلل َّ ،هإنما الطاعة هيف المعر ه
وف " .رواه مسلم كتاب اإلمارة
9
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
َ َ َّ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َّ َّ َ َ
َ -2311حدثنَا حم َّمد ْبن بَشار َ ،وأبو بهرش بَكر ْبن خلف ،قاال َ :حدثنَا حي َي ْبن َس هعيد ،قال : )11
َ َّ
ّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه ا ولساح َ ،ع ْن أَن َس بْن َمالك قَ َال :قَ َال َ
ر ه اتل َّ
ي َّ وب
َ َّ َ َ ْ َ َ َ َ َّ َ َ
حدثنا شعبة ،قال :حدث هن أ
ه ه ه ه
َ َ َّ ْ اس َمعواَ ،وأَطيعواَ ،وإن ْ
َو َسلَّ َم ْ " :
ش كأن َرأ َسه َزبهيبَة ".رواه ابن ماجةاست ْع هم َل َعلَيْك ْم َعبْد َحبَ ه ي هه ه
قوهل ( وإن استعمل عليكم ) أي ولو جعل اخلليفة بعض عبيده أمريا عليكم ففا يرد أن العبد ال
يصلح للخفافة ىلع أن املطلوب املبالغة ففا يلتفت إىل مثل هذا ( زبيبة ) أي صغرية قدر الزبيبة
السل ْ َطان ش َْباً َص َّّل اّلل َّ َعلَيْه َو َسلَّ َم قَ َال َ " :م ْن َكر َه م ْن أَمريه َشيْئًا فَلْيَ ْص ْ
َب ؛ فَإنَّه َم ْن َخ َر َج م َن ُّ
ه ه ه ه ه ه ه ه هه ه
ً ً َ
َمات هميتَة َجا هه هل َّية ".رواه ابلخاري كتاب األحاكم باب السمع والطاعة للمام ما لم تكن
احلديث اثلالث والرابع :حديث ابن عباس من وجهني :يف اثلاين اتلرصيح باتلحديث ،والسماع يف
موضيع العنعنة يف األول .قوهل ( :عبد الوارث ) هو ابن سعيد ،و ( اجلعد ) هو أبو عثمان املذكور
11
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
يف السند اثلاين ،و ( أبو رجاء ) هو العطاردي ،واسمه عمران .قوهل( :من كره من أمريه شيئا
فليصَب) ،زاد يف الرواية اثلانية " :عليه " .قوهل ( :فإنه من خرج من السلطان ) أي :من طاعة
السلطان ،ووقع عند مسلم " :فإنه ليس أحد من انلاس خيرج من السلطان " ،ويف الرواية اثلانية:
" من فارق اجلماعة " .وقوهل ( :شَبا ) -بكرس املعجمة وسكون املوحدة -ويه كناية عن
معصية السلطان وحماربته .قال ابن أيب مجرة :املراد باملفارقة :السيع يف حل عقد ابليعة اليت
حصلت ذللك األمري ولو بأدىن يشء ،فكن عنها بمقدار الشَب؛ ألن األخذ يف ذلك يئول إىل
سفك اَلماء بغري حق .قوهل ( :مات ميتة جاهلية ) ،يف الرواية األخرى " :فمات ،إال مات ميتة
جاهلية " ،ويف رواية ملسلم " :فميتته ميتة جاهلية " ،وعنده يف حديث ابن عمر -رفعه " :-من
خلع يدا من طاعة ليق اّلل وال حجة هل ،ومن مات وليس يف عنقه بيعة مات ميتة جاهلية "،
قال الكرماين :االستثناء هنا بمعىن االستفهام اإلنكاري ،أي :ما فارق اجلماعة أحد إال جرى
هل كذا ،أو حذفت " ما " ف ي مقدرة ،أو " إال " زائدة أو اعطفة ىلع رأي الكوفيني ،واملراد بامليتة
اجلاهلية -ويه بكرس امليم -حالة املوت كموت أهل اجلاهلية ىلع ضفال وليس هل إمام مطاع؛
ألنهم اكنوا ال يعرفون ذلك ،وليس املراد :أنه يموت اكفرا ،بل يموت اعصيا ،وحيتمل أن يكون
التشبيه ىلع ظاهره ،ومعناه :أنه يموت مثل موت اجلاهيل وإن لم يكن هو جاهليا ،أو :أن ذلك
ورد مورد الزجر واتلنفري ،وظاهره غري مراد ،ويؤيد أن املراد باجلاهلية :التشبيه قوهل يف احلديث
الخر " :م ن فارق اجلماعة شَبا فكأنما خلع ربقة اإلسفام من عنقه " ،أخرجه الرتمذي وابن
خزيمة وابن حبان ،ومصححا من حديث احلارث بن احلارث األشعري يف أثناء حديث طويل،
وأخرجه الزبار والطَباين يف " األوسط " من حديث ابن عباس ،ويف سنده خليد بن دعلج وفيه
مقال ،وقال " :من رأسه " بدل " عنقه " ،قال ابن بطال :يف احلديث حجة يف ترك اخلروج ىلع
السلطان ولو جار ،وقد أمجع الفقهاء ىلع وجوب طاعة السلطان املتغلب واجلهاد معه ،وأن طاعته
11
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
خري من اخلروج عليه؛ ملا يف ذلك من حقن اَلماء وتسكني اَلهماء ،وحجتهم هذا اخلَب وغريه
مما يساعده ،ولم يستثنوا من ذلك إال إذا وقع من السلطان الكفر الرصيح ففا جتوز طاعته يف
ذلك ،بل جتب جماهدته ملن قدر عليها كما يف احلديث اذلي بعده.
اس َمعوا َوأَطيعوا ؛ فَإ َّن َما َعلَيْه ْم َما ْحلواَ ،و َعلَيْكمْ األ ْش َعث ْبن قَيْسَ .وقَ َال ْ " : َ َ ََ َْ
اثلَّ هاثلَ هة -فجذبه
ه ه ه
ْ َ ْ َ َ ْ ْ
اع هة األ َم َراءهَ ،و هإن َمنَعوا احلقوق َما ْحلت ْم .رواه مسلم كتاب اإلمارة بَاب :هيف ط
ْ َّ َ َّ َ ْ َ ْ َّ َ َ ْ َّ َّ َ
َ -7112حدثنَا م َسدد َ ،حدثنَا حي َي ْبن َس هعيد َ ،حدثنَا األع َمش َ ،حدثنَا َزيْد ْبن َوهب ، )17
12
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
ْ َ َ َّ َ َ ْ َ ُّ َ ْ ْ َ َّ َ َ َ َ َْ َ َ َ َ ََ َ ْ
اّلل َّ ؟ قال " :أدوا هإيل ههم حقهم ،وسلوا اّلل َّ حقكم .رواه
كرونها " .قالوا :فما تأمرنا يا رسول ه
تن ه
َّ َ َّ
ابلخاري اجلزء رقم ،9:الصفحة رقم 47:كتاب الفنت باب قول انلب َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم سرتون
َّ َ َ َ َ اعيل بْن ب ْرش بْن َمنْصور َ ،وإ ْس َحاق بْن إب ْ َرا هه َ َ -41ح َّد َثنَا إ ْس َ
الس َّواق ،قاال َ :حدثنَا عبْد
يم َّ
ه ه ه ه ه ه م ه )13
َ
ْح هن ب ْ هن ع ْمرو ْحن ْبن َم ْه هدي َ ،ع ْن م َعاويَ َة بْن َصا هلح َ ،ع ْن َض ْم َر َة بْن َحبيب َ ،ع ْن َعبْ هد َّ
الر ْ َ الر ْ َ
َّ
ه ه ه ه ه
اّلل َّ َص َّّل اّلل َّ َعلَيْ هه َو َسلَّمَ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُّ َ
ارية يقول :وعظنا رسول ه ه س ن ب اض ب رعه ال عمه س هنأ ، مالسل ه
َّ َ َ َ َ َْ َ َ َ َ ْ َْ ْ َْ َ ً َََ ْ َْ ْ
ّلل َّ ،هإن ه هذهه ل َم ْو هعظة م َودع، مو هعظة ذرفت همنها العيونَ ،و َو هجلت همنها القلوب ،فقلنا :يا رسول ا ه
َّ َ َْ ْ َْ َ َ ََ َ َ
ارها ال يَ هزيغ عن َها َبع هدي إهال هالهك، ه نك اه ل يل ه،
ء ا ض ىلع ْ َ
ابليْ َ ْ ََ
م ك تك
َ ْ ََْ
ر ت د ق " :
َ َ َ َ ْ َ ََْ َ َ
ال فماذا تعهد هإيلنا ؟ ق
ه
اش هد َ َّ ْ َ ً َ ً َ َ َ ْ ْ َ َ َ ْ ْ ْ َّ َ َّ ْ َ َ َم ْن يَع ْش همنْك ْم فَ َس َ َ
ين ه الر ء
ه ا ف ريى اخ هتفافا ك هثريا ،فعليكم بهما عرفتم همن سن هيت وسن هة اخلل ه
ْ ْ َ َّ ْ َ انل َواجذ َ ،و َعلَيْك ْم ب َّ نيَ ،ع ُّضوا َعلَيْ َال ْ َم ْهدي َ
اع هة َو هإن عبْ ًدا َحبَ هش ًّيا ،ف هإن َما المؤ همن
الط َ
ه ه ه َّ
ه ب اه ه
َْ َ َ َْ َ َْ َ ْ
يد انقاد .رواه ابن ماجة اجلزء رقم ،1:الصفحة رقم 72:املقدمة باب اتباع اكجل َ َم هل األنه هف حيثما هق
ْ َ َ َََْ ْ ْ َ َ ْ السلَ ه ُّ ان ،قَ َال َ :ح َّدثَن َعبْد َّ
الر ْْحَن ْبن َع ْمرو ُّ ْ َ ْ َ َ
م َوحجر ْبن حجر ،قاال :أتينا ال هعرباض ه ه بن معد
اع هةَ ،وإ ْن َعبْ ًدا َحبَشيًّا ،فَإنَّه َم ْن يَع ْش همنْك ْم َب ْع هدي فَ َس َ َ
ريى أوصيك ْم بتَ ْق َوى اّلل ََّ ،و َّ
الس ْمع َو َّ
الط َ
ه ه ه ه ه ه ه ه
13
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
ُّ َ َ ْ
اخللَ َفا هء ال ْ َم ْهدي َ َ َّ َّ رياَ ،ف َعلَيْك ْ ْ َ ً َ
ين ،ت َم َّسكوا به َهاَ ،و َعضوا اش هد
ه َّ
الر ني ه ة
ه ن سو يته ه ن س ب م ً ث
اخ هتفافا ه
ك
َ َ َّ ْ َ َّ َّ ْ َ ْ ْ ْ َ ََْ َعلَيْ َها ب َّ
ور ؛ فإهن لك حم َدثة بهد َعةَ ،وك بهد َعة َضفالة ".رواه أبو ه م األ ات
ه ث د حمو م اك انل َواجذ َ ،وإيَّ
ه ه ه ه
داود أول كتاب السنة باب يف لزوم السنة اجلزء رقم ،1:الصفحة رقم12:
(وإن عبدا حبشيا) أي :وإن اكن املطاع عبدا حبشيا .قال اخلطايب :يريد به طاعة من واله اإلمام
عليكم وإن اكن عبدا حبشيا ،ولم يرد بذلك أن يكون اإلمام عبدا حبشيا وقد ثبت عنه صّل
اّلل عليه وسلم أنه قال{ :األئمة من قريش} وقد يرضب املثل يف الشء بما ال يكاد يصح يف
14
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
حكم احلديث :صحيح لغريه إال حديث اإلمارة فحسن وهذا إسناد ضعيف
َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ ُّ َ َّ َّ َّ ْ َ ْ َ َّ ويف نسخة َ ( - 1372 :ع ْن َعبْ
حيله ال « :ال ق - مل سو ه
ه يل ع َّ ّلل ا ّل ص - ب ه انل ن أ ورمع ن
ه ب َّ اّلل
ه د
ه
األ ْرض َّإال أَ َّمروا َعلَيْه ْم أَ َح َده ْم» َر َواه أَ ْ َ
ْحد) .ذكره يف نيل األوطار
ْ َْ َ َ َ َ َ
هثلَفاثة يَكونون بهففاة همن
ه ه
(فليؤمروا أحدهم من آداب السفر) :قال اخلطايب :إنما أمر بذلك يلكون أمرهم مجيعا وال يتفرق
بهم الرأي ،وال يقع بينهم االختفاف .انته .واحلديث سكت عنه املنذري
ْ َ َ َ َ َّ َ َ ْ ْ َ َ َ َّ َ َ َ َ َّ َ َ َ ُّ ْ َ ْ
اعيل َ ،حدثنَا حم َّمد ْبن َعجفان ،ع ْن نافهع ،
يل بن حبر ،حدثنا حاتهم بن إهسم ه -2119 )11حدثنا ع ه
َ َ َ ََ َ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َّ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َََ َ ْ َ
اّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه وسلم قال " :هإذا اكن ثفاثة هيف
عن أ هيب سلمة ،عن أ هيب هريرة ،أن رسول ه
َ َْ َ َ ََ َ ََْ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َْ
َسفر ،فلي َؤمروا أحدهم " .قال نافهع :فقلنا هأل هيب سلمة :فأنت أ همرينا.رواه أبو داود
15
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
(إذا اكن ثفاثة) :أي مثفا واملعىن أنه إذا اكن مجاعة وأقلها ثفاثة (فليؤمروا أحدهم) :أي
فليجعلوا أحدهم أمريا عليهم .قال اخلطايب :فيه ديلل ىلع أن الرجلني إذا حكما رجفا بينهما يف
قضية بينهما فقىض باحلق نفذ حكمه انته .واحلديث سكت عنه املنذري.
َ ْ َ ََ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َََ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ
اوية قال
-11371 )12حدثنا أسود بن اع همر ،أخَبنا أبو بكر ،عن اع هصم ،عن أ هيب صا هلح ،عن مع ه
ً ً َ َّ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ َ
ات ب َغ ْ َ َّ :قَ َال َ
ري إه َمام َمات هميتَة َجا هه هل َّية ".رواه أْحد
ه ه م نم " : مل سو ه
ه يل ع اّلل ّل ص َّ اّلل
ه ولسر
فائدة :
نسخة منتىق األخبار للشيخ اإلسفام ابن تيمية ورشحه نيل األوطار لليمام الشواكين
َْ ْ َ َْْ
هكتَاب األق هضيَ هة َواألحاكمه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[نيل األوطار]
16
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
َ َ ََ ًَ ََ َْ ً َْ زبار أَي ْ ًضا بإ ْسنَاد َصحيح م ْن َحديث َعبْ
َو َسلَّ َم َ »-وأَ ْخ َر َج الْ َ َّ
واع بهلف هظ «إذا اكنوا ثفاثةّلل َّ ب ْ هن عمر مرف
ه ه ا د ه ه ه ه هه
َ
يث اب ْ هن َم ْسعود به هإ ْسنَاد َص هحيحَ ،وه هذ هه دحاين م ْن َ
ُّ َ
َب يف َس َفر فَلْيأَمروا أَ َح َده ْم» َوأَ ْخ َر َجه ب َه َذا اللَّ ْفظ َّ
الط َ
ه ه ه ه ه ه ه
َ َ َ َ ت أَبو َداود َوالْمنْذر ُّي َع ْن َ ََْ َ َ َْ َ َْ َ َْ َْ
يث أ هيب َس هعيد َوأ هيب ه َريْ َرة َو هَلِكه َما
ه هدح ه ه
ك َ س د ق و ضع بل
ه ا ه ضعب د ه شي يث د
ه ا األ َ
ح
َ َ َََْ َ َ َ َ ََ َ َ َ َْ َ َ َّ َ َّ ْ َ َ ْ َّ َ َ َ
يل ابن حبر َوهو ثهقةَ ،ولفظ ح هد ه
يث أ هيب هريرة «إذا خرج ثفاثة هيف سفر يح إال ع ه
هرجالهما هرجال الص هح ه
َ َ ْ ْ َ َ َ ْ َ َّ َ َ َ َََ ََ ًَ َ َ ً َ ْ َ َ َ َّ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َْ َ
َ
فليأمروا أحدهم» و هفيها د هيلل ىلع أنه يرشع هلك عدد بلغ ثفاثة فصا هعدا أن يؤمروا علي ههم أحدهم هألن
َ َ َ َ َ َّ ْ َ ْ َ ُّ ُّ
لك َواحد ب َرأْيه َويَ ْف َعل ماَ َ َّ َ َ َ َّ َ َ َ ْ ْ
اخل َفاف َّاذلي ي َ
ه ه هه ري يست هبد
ه م
ه أاتل مه د ع عم ف ،فه فا اتل إىل يدؤ ه ه ه هيف ذلهك السفامة همن
َ َ ْ َّ َ َ َ ْ َ َ َْْ َ َ َ َْ ْ َ َ َ َ َ َْ َّ ْ َ َ َ َ ْ ْ َْْ َ ََ
ففاة همن األر هض أو يسافهرون فرش هعيته هلعدد أكرث يسكنون القرى واألمصار وحيتاجون هَلف هع اتلظال هم
َ َ َ ْ َّ َ َ ْ
اتلخاص هم أ ْوىل َوأح َرى. َوفص هل
ْ َ َّ َ ْ َ َ ْ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ََ ْ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ
ب األكرث إىل ني نصب األئهم هة والوالةه واحلاكمه .وقد ذهجيب ىلع المس هل هم
و هيف ذلهك د هيلل هلقو هل من قال :إنه ه
َ ْ ً َْ َ ْ ً َ ْ َ ْ َْ ََ َْ ْ َْ َ َْْ َ ْ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َّ ْ ْ َ َ
زتل هة َواألش َع هر َّي هة
ه عم ال رث
ه كأو ة رت
ه ه عال د نعه ف ، اعرش وأ فا ق ع وبجو ال ل ه واف كنهم اختلاجبة ،ل ه
اإلمامة و ه
أن ه
َ َْ ْ َ ْ
احل َ َسن ْ َ
ابل ْرصي َجتب َع ْق ًفا َو َ ْ َ ًْ ََْ َ َْ ْ َ ْ ً َ ْ َ ْ َ َّ َ َ
رش ًاع، ه ه ه و خه ل ابلو ظ اح
ه ه َ اجل د نعه و ، طق ف فاق ع بجت ةيم
ه ه ه ها ماإل د نعه و ،اعرش بجت
ه
َ َّ َ َ َ َ َ َْ َ َ َْ َ َ َ ْ
جتب.
ه ال اتد ج انلو وت
و هعند هِضار واألصم و ههشام ال ه
ق
17
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
فائدة :
عبيد اّلل بن زياد بن أبيه ـ ويلقب بأيب حفص ـ هو وال العراق لزييد بن معاوية .ويل ابلرصة
سنة 11ه ،كما ويل خراسان .قتله إبراهيم بن مالك األشرت انلخيع سنة 17ـه يف معركة معركة
اخلازر
َ ْ ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ ُّ َ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ
ّلل َّ بن هزياد،
ب ،ع هن احلس هن ،قال :اعد عبيد ا ه - 142حدثنا شيبان بن فروخ ،حدثنا أبو األشه ه )19
".رواه النسايئ
َ ْ َ ُّ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ -2229ح َّد َثنَا قتَيْبَة ْبن َسعيد ،قَ َال َ :ح َّد َثنَا َ َّ
ْحاد ْبن َزيْد ،عن أيوب ،عن أ هيب قهفابة ،عن أ هيب ه )47
َّ ََ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َّ َ َّ َ َ ْ ََْ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ ْ َ
اّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه وسلم " :هإنما أخاف ىلع أم هيت أسماء الرح هب ،عن ثوبان قال :قال رسول ه
18
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
َ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ َو َه َذا َحديث َح َسن َ
يل َيقول َ :س هم ْعت َع َّ
يل ْب َن ال َم هد هين يقول، عه ا م سإ
ه ن ب د م حم تع
َ ْ
م
ه س ، يححه ص ه
ه
َ ََ ْ َ َ َ َ َّ َ َّ َ َ َ َ َ َ َْ َ
ين ىلع احلَق انل هب َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم " :ال ت َزال َطائهفة هم ْن أ َّم هيت ظا هه هر
يث َعن َّ
ه وذكر هذا احل هد
قوهل ( :إنما أخاف ىلع أميت األئمة املضلني ) أي داعني إىل ابلدع والفسق والفجور (ىلع احلق)
خَب لقوهل ال تزال أي ثابتني ىلع احلق علما وعمفا ( ظاهرين ) أي َغبلني ىلع ابلاطل ولو حجة
.قال الطيب :جيوز أن يكون خَبا بعد خَب وأن يكون حاال من ضمري الفاعل يف ثابتني ىلع
احلق يف حالة كونهم َغبلني ىلع العدو ( ال يرضهم من خذهلم ) أي ثلباتهم ىلع دينهم ( حىت
يأت أمر اّلل ) متعلق بقوهل ال تزال قال يف فتح الودود أي الريح اليت يقبض عندها روح لك مؤمن
ومؤمنة ،انته .قوهل ( :هذا حديث صحيح ) وأخرجه مسلم وابن ماجه بدون ذكر " :إنما
أخاف ىلع أميت أئمة مضلني " .وأخرجه أبو داود مطوال .
( أئمة مضلني) أي داعني اخللق إىل ابلدع ( حىت يأت أمر اّلل ) أي الريح اذلي يقبض عنده
19
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
قوهل ( :أخَبنا ْحيد بن مهران ) قال احلافظ يف اتلقريب ْحيد بن أيب ْحيد بن مهران اخلياط
الكندي أو املاليك ،ثقة من السابعة .وقال يف تهذيب اتلهذيب يف ترمجته روى هل الرتمذي
والنسايئ حديثا واحدا " :من أهان سلطانا أهانه اّلل " انته ( .عن سعد بن أوس ) العدوي أو
العبدي ابلرصي صدوق هل أَغيلط من اخلامسة ( عن زياد بن كسيب العدوي ) ابلرصي مقبول
من اثلاثلة ،كذا يف اتلقريب .وقال يف تهذيب اتلهذيب يف ترمجته هل عندهما يعن الرتمذي
والنسايئ حديث واحد تقدم يف ْحيد بن مهران انته .قوهل ( :وعليه ثياب رقاق ) بكرس الراء
أي رقيقة رفيعة ( فقال أبو بفال) قال القاري :لعله أبو بردة بن أيب موىس األشعري وَله بفال
اكن وايلا ىلع ابلرصة ( يلبس ثياب الفساق ) حيتمل كونها حمرمة من احلرير ،وكونها رقاقا ال
حمرمة لكن لكونها ثياب املتنعمني نسبه إىل الفسق تغليظا وهو الظاهر ،وذلا رده أبو بكرة ب
قوهل ( :من أهان سلطان اّلل يف األرض أهانه اّلل ) أي من أهان من أعزه اّلل وألبسه خلعة
السلطنة أهانه اّلل .ويف األرض متعلق بسلطان اّلل تعلقها يف قوهل تعاىل { إنا جعلناك خليفة يف
األرض } واإلضافة يف سلطان اّلل ،إضافة ترشيف ،كبيت اّلل وناقة اّلل وحي ى عن جعفر
الصادق مع سفيان اثلوري وىلع جعفر جبة خز دكناء فقال هل :يا ابن رسول اّلل ليس هذا من
بلاسك ،فحرس عن ردن جبته فإذا تحتها جبة صوف بيضاء يقرص اذليل عن اذليل والردن عن
الردن .فقال :يا ثوري لبسنا هذا ّلل وهذي لكم فما اكن ّلل أخفيناه وما اكن لكم أبديناه .
ذكره صاحب جامع األصول يف كتاب مناقب األويلاء ،واَلكناء باَلال املهملة تأنيث األدكن
وهو ثوب مغَب اللون ذكره الطيب .قوهل ( :هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه النسايئ .
21
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
قوهل ( :أخَبنا َسيج بن انلعمان ) بمهملة وراء وجيم مصغرا ،ابن مروان اجلوهري أبو احلسن
ابلغدادي أصله من خراسان ثقة يهم قليفا من كبار العارشة ( حدثنا حرشج بن نباتة ) بضم
انلون ثم املوحدة ثم املثناة ،األشجيع ،أبو مكرم الواسطي أو الكويف ،صدوق يهم من اثلامنة (
عن سعيد بن مجهان ) بضم اجليم وإساكن امليم األسلم ،كنيته أبو حفص ابلرصي صدوق هل
أفراد من الرابعة ( حدثن سفينة ) موىل رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم يكىن أبا عبد الرْحن
يقال اكن اسمه مهران أو غري ذلك فلقب سفينة لكونه ْحل شيئا كبريا يف السفر ،مشهور هل
أحاديث كذا يف اتلقريب .وقال يف تهذيب اتلهذيب :قال ْحاد بن سلمة عن سعيد بن مجهان
عن سفينة :كنا مع انلب صّل اّلل عليه وسلم يف سفر واكن إذا أعيا بعض القوم ألىق عيل سيفه
ألىق عيل ترسه حىت ْحلت من ذلك شيئا كثريا فقال انلب صّل اّلل عليه وسلم " :أنت سفينة "
21
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
،انته .قوهل ( :اخلفافة يف أميت ثفاثون سنة ) ويف رواية أيب داود " :خفافة انلبوة ثفاثون سنة
" .قال العلقم قال شيخنا يعن احلافظ السيويط :لم يكن يف اثلفاثني بعده صّل اّلل عليه
وسلم إال اخللفاء األربعة وأيام احلسن ،قال العلقم :بل اثلفاثون سنة يه مدة اخللفاء األربعة
كما حررته ،فمدة خفافة أيب بكر سنتان وثفاثة أشهر وعرشة أيام ،ومدة عمر عرش سنني
وستة أشهر وثمانية أيام ،ومدة عثمان إحدى عرشة سنة وأحد عرش شهرا وتسعة أيام ،ومدة
خفافة عيل أربع سنني وتسعة أشهر وسبعة أيام ،هذا هو اتلحرير فلعلهم ألغوا األيام وبعض
الشهور .وقال انلووي يف تهذيب األسماء :مدة خفافة عمر عرش سنني وَخسة أشهر وإحدى
وعرشين يوما ،وعثمان اثنيت عرشة سنة إال ست يلال ،وعيل َخس سنني ،وقيل َخس سنني
إال أشهرا ،واحلسن حنو سبعة أشهر ،انته الكم انلووي .واألمر يف ذلك سهل .هذا آخر الكم
العلقم " ثم ملك بعد ذلك " قال املناوي أي بعد انقضاء زمان خفافة انلبوة يكون ملاك ؛ ألن
اسم اخلفافة إنما هو ملن صدق عليه هذا االسم بعمله للسنة .واملخالفون ملوك ال خلفاء وإنما
تسموا باخللفاء خللفهم املاض وأخرج ابليهيق يف املدخل عن سفينة أن أول امللوك معاوية رض
اّلل عنه ،واملراد لخفافة انلبوة يه اخلفافة الاكملة ويه منحرصة يف اخلمسة ففا يعارض احلديث
:ال يزال هذا اَلين قائما حىت يملك اثنا عرش خليفة ألن املراد به مطلق اخلفافة واّلل أعلم
انته .الكمه حمصفا ( أمسك عليك خفافة أيب بكر ) أي اضبط احلساب اعقدا أصابعك .
ويف رواية أيب داود :أمسك عليك أبا بكر سنتني وعمر عرشا وعثمان اثن عرش وعليا كذا .
ولفظ أْحد يف مسنده :قال سفينة أمسك خفافة أيب بكر رض اّلل عنه سنتني وخفافة عمر
رض اّلل عنه عرش سنني وخفافة عثمان رض اّلل عنه اثن عرش سنة وخفافة عيل رض اّلل
عنه ست سنني ( فقلت هل ) أي لسفينة ( قال ) أي سفينة ( كذبوا بنو الزرقاء ) هو من باب
أكلون الَباغيث والزرقاء امرأة من أمهات بن أمية قاهل يف فتح الودود ( بل هم ملوك من رش
22
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
امللوك ) ويف رواية أيب داود :قلت لسفينة إن هؤالء يزعمون أن عليا لم يكن لخليفة .قال :
كذبت استاه بن الزرقاء يعن بن مروان .قوهل ( :ويف ابلاب عن عمر وعيل قاال لم يعهد ) أي
لم يوص .أما حديث عمر فأخرجه الرتمذي بعد هذا ،وأما حديث عيل فأخرجه أْحد وابليهيق
يف دالئل انلبوة بسند حسن عن عمرو بن سفيان قال :ملا ظهر عيل يوم اجلمل قال :أيها انلاس
إن رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم لم يعهد إيلنا يف هذه اإلمارة شيئا حىت رأينا من الرأي أن
نستخلف أبا بكر فأقام واستقام حىت مىض سبيله ،ثم إن أبا بكر رأى من الرأي أن يستخلف
عمر فأقام واستقام حىت ِضب اَلين جبرانه ،ثم إن أقواما طلبوا اَلنيا فاكنت أمور يقيض اّلل
فيها .وأخرج احلاكم يف املستدرك وصححه ابليهيق يف اَلالئل عن أيب وائل قال :قيل لعيل أال
تستخلف علينا ؟ قال :ما استخلف رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم فأستخلف ،ولكن إن يرد
اّلل بانلاس خريا فسيجمعهم بعدي ىلع خريهم كما مجعهم بعد نبيهم ىلع خريهم .قوهل ( :هذا
حديث حسن ) وأخرجه أْحد وأبو داود والنسايئ .قال احلافظ يف الفتح بعد ذكر هذا احلديث
َْ َ
ان ح َو َعبْد َّ َّ َ َ َ َ -21919ح َّد َثنَا َب ْهز َ ،ح َّد َثنَا َ َّ
الص َم هد ، ْحاد ْبن َسل َمة َ ،حدثنَا َس هعيد ْبن مجه )11
َ َّ َْ َ َ ْ َ ََ َ َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ َّ َ َ َّ
اّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه ْ
حدث هن ْحاد ،حدث هن س هعيد بن مجهان ،عن س هفينة ،قال :س همعت رسول ه
َ َ َ َ َْ ْ َ ََ ْ َ َ ْ ْ ْ َ َ ََ َ َ َّ َ
اخلفافة ثفاثون َاع ًما ،ث َّم يَكون َبع َد ذلهك الملك " .قال س هفينة :أم هسك هخفافة
َوسل َم يقول " :ه
رش َة َسنَ ًةَ ،وخ َفافَ َة َعيل ستَّ
َ َ َ َ ََ َْ َ ََْْ َ ْ َ َ َ ْ َ ََْ َ َ ََ َ َ َ ْ
ه ه ه ني ،و هخفافة عمر عرش هسنهني ،و هخفافة عثمان اثنيت ع
أ هيب بكر سنت ه
سن َ
ني.رواه أْحد اجلزء رقم ،11:الصفحة رقم243:ه ه
َ ْ ََ َ -13917ح َّد َثنَا َعبْد اّلل َّ ْبن حمَ َّمد بْن أَيب َشيْبَ َة -قَ َال َعبْد اّلل َّ ْبن أَ ْ َ
ْح َد َ :و َس همعته أنا هم ْن عبْ هد ه ه ه ه ه
ري هة
ْ
احلبَاب ،قَ َال َ :ح َّدثَن ال ْ َو هيلد بْن الْمغ َ نباّلل َّ بْن حمَ َّمد بْن أَيب َشيْبَ َة -قَ َال َ :ح َّد َثنَا َزيْد ْ
ه ه ه ه ه ه ه ه
23
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
َ َ َّ َ َ َّ َّ َّ َ ْ َ ْ
اخلَثْ َ ْ ْ ال ْ َم َعافر ُّي ،قَ َال َ :ح َّدثَن َعبْ
ب َصّل اّلل َّ َعليْ هه ه انل عمه س هنأ ، ه ي
ه ه ب أ نع ، ُّ
م ه ع رشه ب ن ب َّ اّلل
ه د ه هه
َ َ ََ ْ َْ َ َ َ ْ ْ ْ َ َ ْ ْ ْ َ َْ َ ْ َّ َ
ح َّن الق ْس َطن هطي هن َّية ،فل هنع َم األ همري أ همريهاَ ،و هنلع َم اجلَيش ذلهك اجلَيش " .قال :َو َسل َم يقول " :تلفت
َ ْ َ َ َ َ َّ ْ َ َ ْ ْ َ َ َ
ف َد َاع هين َم ْسل َمة ْبن عبْ هد ال َم هل هك ف َسأل هن ،ف َحدثته ،فغ َزا الق ْس َطن هطي هن َّية.رواه أْحد اجلزء رقم ،11:
الصفحة رقم237:
الرماية بالقوس ،وركوب اخليل ،واستخدام السيف ،كما اكن يأخذه معه يف بعض األحيان إىل
َِّ َ
وتحراكت اجلنود المقاتهلني ،ويلتعل َم فنون القتال ،وقيادة
ِّ املعارك؛ يلعتاد ىلع مشاهدة احلروب،
َِّ ِّ
أن ِّ
السلطان مراد اثلاين ُكف أفضل الشيوخ ،واألساتذة؛ تلعليم ابنه اجليش .ومن اجلدير باذلكر
ِّ ِّ حممد اثلاين؛ فاكن املفا أْحد بن اسماعيل الكوراين هو ِّ
أول مع هلم حممد الفاتح ،كما أنه تتلمذ
ِّ
ىلع يد الشيخ ابن اتلمجيد ،والشيخ َساج اَلين احللب ،والشيخ خري اَلين ،باإلضافة إىل مع هلم
َ َ ِّ
والرياضيات ،والفلك ،واتلاريخ ،واللغات اجلغرافيا،
َ َ يصة َ ،ح َّد َثنَا َع َّباد ََّ -4111ح َّد َثنَا حمَ َّمد ْبن َحيْ َي بْن فَارس َ ،ح َّد َثنَا قَب َ
الس َّماك ،قال : ه ه ه )11
يلَ ،وع َمر ْبن َعبدْ كرَ ،وع َمرَ ،وعثْ َمانَ ،وعَْ ََ َْ َ َ َ ْ ْ َ َ َّ ْ َّ َ ْ
ه ي
ه ب وب أ : ةسَخ اءف ل اخل : ولق ي َس همعت سفيان اثلو هري
َْ
ض اّلل َّ عنه ْم.رواه أبو داود اجلزء رقم ،1:الصفحة رقم21: الْ َعزيزَ ،ر ه َ
ه ه
24
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
َ َ َْْ َ َ ْ َ َ َّ ْ َ َ ْ َ ْ ََ َ َ ْ ْ َْ
ني ق َريش أ ْو يلَج َعل َّن اّلل َّ هذا األم َر هيفاص فقال َرجل هم ْن بَك هر ب ْ هن َوائهل :تلنت هه
عم هرو ب هن الع ه
َ َّ
ّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه ا
َ َْ َ َ ْ َ َ
ولسر تعم س ، تبذ ك : اص مجْهور م َن الْ َع َرب َغ ْريه ْمَ .ف َق َال َع ْمرو ْبن الْ َ
ع
ه ه ه هه ه ه
ْ َ ْ َ َّ
الرش إ َىل يَ ْومه الْقيَ َ َّ َ َْ َ َ َّ َ َ
ام هة ".رواه الرتمذي ه ه و ري
ه اخل يف
ه اس
ه انل ةال و ش يرق " : ولق ي وسلم
َ َ َ َ َ ََ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ
اب ع هن اب هن مسعود واب هن عمر وجابهر ،وهذا ح هديث حسن ص هحيح غ هريب.
و هيف ابل ه
َ ْ ْ ْ َ ْ َّ َ َ َ َ َ َ ُّ ْ ْ َ َ ْ َََ َ َ َ َّ َ َ َ ْ
ري ب هن مط هعم حيدث ان ،أخَبنا شعيب ،ع هن الزه هري ،قال :اكن حممد بن جب ه 1111حدثنا أبو ايلم ه )11
َ َ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ ْ ْ َ ْ َ َ ْ ْ َ ْ َ َّ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ
اص حيدث أنه سيكون اّلل َّ بن عم هرو ب هن الع ه اوية وهو هعنده هيف وفد همن قريش ،أن عبد ه أنه بلغ مع ه
َّ َ َ َ َّ َ ْ َ َّ َ َ َ َ َ َْ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َََْ ََ َ
ّلل َّ بهما هو أهله ،ثم قال :أما بعد ،فإهنه بلغ هن اوية ،فقام فأثىن ىلع ا ه م هلك همن قحطان ،فغ هضب مع ه
َ َّ
اّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه ت يف كتَاب اّلل ََّ ،و َال ت ْؤثَر َع ْن َ يث لَي ْ َس ْ َ ون أَ ََ َّ َ ً ْ ْ َ َ َ َّ َ
ول ه ه سر ه ه ه ه د
ه ا ح أن هرجاال همنكم يتحدث
َّ ُّ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َّ َّ ك ج َّهالك ْم ،فَإيَّ َ َ َّ َ َ َ َ
ّلل َّ َصّل اّلل َّ ه ا ول س ر ت ع م ه س ينإ
ه ف ؛ اه ل ه أ ل ضه ه ه ت يت ال اين ماأل و م اك ه وئل
وسلم ،فأ ه
ََ ََ ْ َّ َ َ األ ْم َر يف ق َريْشَ ،ال ي َ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َّ َ َ
يه ْم أ َحد هإال ك َّبه اّلل َّ ىلع َوج هه ههَ ،ما أقاموا ه هدا ع ه ا ذ ه ن إ
ه " : ولق ي علي هه وسلم
اَل َ
ين ".رواه ابلخاري اجلزء رقم ،4:الصفحة رقم179:
َ َ َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ -7141ح َّد َثنَا أَ ْ َ
ْحد ْبن يون َس َ ،حدثنَا َاع هصم ْبن حم َّمد َ ،س همعت أ هيب يقول :قال ْابن ع َم َر :قال )14
َ َ ْ َ ْ َ َْ ََ َ َ ََ َ َْ ْ ً َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ
م هن استعملناه ىلع عمل ،فرزقناه هرزقا ،فما أخذ بعد ذلهك فهو غلول ".رواه أبو داود اجلزء رقم
،1:الصفحة رقم213:
25
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
ْ
احلَارث بْن يَز َ ايع َ ، َ َّ َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ ْ َ
األ ْو َ َ ْ ََْ َ
ان َّ َ -2941ح َّد َثنَ
يد ، ن ع ُّ ه ز انث د ح ، اف عم ال ا نثدح ، الر ُّ
ّق ورم نب وىسم ا )11
ه ه ه ه ه
َّ َ َ َّ َّ َّ َ ْ َ ْ ْ َ ْ َ ْ ْ َ ْ ْ َ َّ َ َ َ ْ
ب َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم يقول َ " :م ْن ه انل تع ري ب هن نفري ،ع هن المستو هر هد ب هن شداد قال :س هم
عن جب ه
َ َ ْ َ َ َْ ْ َ ْ َ َ َ ً َ ْ َ َ َ َ َ ً َ َْ ْ
كتَس ْ
ب خا هد ًما ،ف هإن ل ْم يَك ْن هل ب َز ْو َجة ،ف هإن ل ْم يَك ْن هل خا هدم فليكت هس اكن نلَا اع همفا فلي ه
َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ْ ْ َ َّ َّ َّ َ َّ َ ْ َ َ َْ ْ َ ْ َ ْ َ ً َ َ َ َ َ َ ْ
َّ
مسكن فليكت هسب مسكنا " .قال :قال أبو بكر :أخ هَبت أن انل هب صّل اّلل علي هه وسلم قال:
َ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ي َ
ارق ".رواه أبو داود اجلزء رقم ،1:الصفحة رقم213: " م هن اختذ غري ذلهك فهو َغل ،أو س ه
َ ْ َ َ َ َ َ َ ً َ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َّ ْ َ ْ ً َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ
زت َّوج ،أ ْو لي َس ْنال ،أو ليست هل زوجة فلي
ْنل فليت هخذ م ه
يقول " :من و هيل نلا عمفا ،وليس هل م ه
َ َ َ َ ي َ ْ َ َّ ْ َ ً َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َّ ْ َ َّ ً َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ
اب شيئًا هس َوى ذلهك فه َو َغل ". هل خا هدم فليت هخذ خا هدما ،أو ليست هل دابة فليت هخذ دابة ،ومن أص
اّلل َّ ْبن د َ -173 )13ح َّد َثنَا َح َسن َ ،وأَبو َسعيد َم ْو َىل بَن َهاشم ،قَا َال َ :ح َّد َثنَا ْابن لَه َ
يع َة َ ،ح َّد َثنَا َعبْ
ه ه ه ه ه
َ َ َْ َ َ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ هبَ ْ َ َ َ ْ َ ْ
َ
اّلل َّ ب هن زرير ،أنه قال :دخلت ىلع ع هيل ب هن أ هيب طا هلب ر هض اّلل َّ عنه -قال
رية ،عن عب هد ه
َ ْ َ َّ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ ْ َ َ َ ً َ ْ َْ َ َْ ْ
َح َسن :يوم األضح -فقرب هإيلنا خ هزيرة ،فقلت :أصلحك اّلل َّ ،لو قربت هإيلنا همن هذا ابلط
َ َ
اس ".رواه أْحد اجلزء رقم ،2:الصفحة رقم19: َوقَ ْص َعة يَ َضع َها َب ْ َ
ني يَ َدي َّ
انل ه ه
26
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
قوهل( :حدثن إسماعيل بن عبد اّلل) هو ابن أيب أويس .قوهل( :لقد علم قوم) أي :قريش
واملسلمون .قوهل( :حرفيت) بكرس املهملة وسكون الراء بعدها فاء أي :جهة اكتسايب ،واحلرفة
جهة االكتساب واتلرصف يف املعاش ،وأشار بذلك إىل أنه اكن كسوبا ملؤنته ومؤنة عياهل باتلجارة
من غري عجز ،تمهيدا ىلع سبيل االعتذار عما يأخذه من مال املسلمني إذا احتاج إيله .قوهل:
(وشغلت) مجلة حايلة أي :إن القيام بأمور اخلفافة شغله عن االحرتاف ،وقد روى ابن سعد
وابن املنذر بإسناد صحيح عن مرسوق عن اعئشة قالت " :ملا مرض أبو بكر مرضه اذلي مات
فيه قال :انظروا ما زاد يف مال منذ دخلت اإلمارة فابعثوا به إىل اخلليفة بعدي .قالت :فلما مات
نظرنا فإذا عبد نويب اكن حيمل صبيانه ،وناضح اكن يسيق بستانا هل ،فبعثنا بهما إىل عمر فقال:
رْحة اّلل ىلع أيب بكر ،لقد أتعب من بعده " وأخرج ابن سعد من طريق القاسم بن حممد عن
اعئشة حنوه وزاد :إن اخلادم اكن صيقفا يعمل سيوف املسلمني وخيدم آل أيب بكر " ومن طريق
ثابت عن أنس حنوه وفيه " :قد كنت حريصا ىلع أن أوفر مال املسلمني ،وقد كنت أصبت من
اللحم واللنب " .وفيه " :وما اكن عنده دينار وال درهم ،ما اكن إال خادم ولقحة وحملب " .قوهل:
(آل أيب بكر ) أي :هو نفسه ومن تلزمه نفقته .وقيل :أراد نفسه بديلل قوهل " :أحرتف " حاكه
الطيب .قال :ويدل عليه نسق الالكم؛ ألنه أسند االحرتاف إىل ضمري املتلكم اعطفا هل ىلع "
فسيأكل " فلو اكن املراد األهل تلنافر .انته .وجزم ابليضاوي بأن قوهل " :آل أيب بكر " .عدول
عن املتلكم إىل الغيبة ىلع طريق االتلفات ،قال :وقيل :أراد نفسه ،واألول مقحم لقوهل " :وأحرتف
" .وليس بشء ،بل املعىن أين كنت أكتسب هلم ما يأكلونه والن أكتسب للمسلمني .قال
الطيب :فائدة االتلفات أنه جرد من نفسه شخصا كسوبا ملؤنة األهل باتلجارة فامتنع لشغله
بأمر املسلمني عن االكتساب ،وفيه إشعار بالعلة ،وأن من اتصف بالشغل املذكور حقيق أن
يأكل هو وعياهل من بيت املال ،وخص األكل من بني االحتياجات لكونه أهمها ومعظمها .قال
27
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
ابن اتلني :وفيه ديلل ىلع أن للعامل أن يأخذ من عرض املال اذلي يعمل فيه قدر حاجته إذا لم
يكن فوقه إمام يقطع هل أجرة معلومة ،وسبقه إىل ذلك اخلطايب .قلت :لكن يف قصة أيب بكر
أن القدر اذلي اكن يتناوهل فرض هل باتفاق من الصحابة ،فروى ابن سعد بإسناد مرسل رجاهل
ثقات قال " :ملا استخلف أبو بكر أصبح َغديا إىل السوق ىلع رأسه أثواب يتجر بها ،فلقيه عمر
بن اخلطاب وأبو عبيدة بن اجلراح فقال :كيف تصنع هذا وقد ويلت أمر املسلمني؟ قال :فمن
أين أطعم عيال؟ قالوا :نفرض لك .ففرضوا هل لك يوم شطر شاة " .قوهل( :وأحرتف) يف رواية
الكشميهن " :وحيرتف " .قال ابن األثري :أراد باحرتافه للمسلمني نظره يف أمورهم وتميزي
ماكسبهم وأرزاقهم ،وكذا قال ابليضاوي :املعىن :أكتسب للمسلمني يف أمواهلم بالسيع يف
مصاحلهم ونظم أحواهلم .وقال غريه :يقال :احرتف الرجل إذا جازى ىلع خري أو رش .وقال املهلب:
قوهل :أحرتف هلم أي :أجتر هلم يف ماهلم حىت يعود عليهم من رحبه بقدر ما آكل أو أكرث ،وليس
بواجب ىلع اإلمام أن يتجر يف مال املسلمني بقدر مؤنته إال أن يطوع بذلك كما تطوع أبو بكر.
قلت :واتلوجيه اذلي ذكره ابن األثري أوجه؛ ألن أبا بكر بني السبب يف ترك االحرتاف وهو
االشتغال باإلمارة ،فمىت يتفرغ لفاحرتاف لغريه؟ إذ لو اكن يمكنه االحرتاف الحرتف نلفسه كما
اكن ،إال أن حيمل ىلع أنه اكن يعطي املال ملن يتجر فيه وجيعل رحبه للمسلمني ،وقد روى
اإلسماعييل يف حديث ابلاب من طريق معمر عن الزهري " :فلما استخلف عمر أكل هو وأهله
من املال -أي :مال املسلمني -واحرتف يف مال نفسه "( .تنبيه) :حديث أيب بكر هذا وإن اكن
ظاهره الوقف لكنه بما اقتضاه من أنه قبل أن يستخلف اكن حيرتف تلحصيل مؤنة أهله يصري
مرفواع؛ ألنه يصري كقول الصحايب :كنا نفعل كذا ىلع عهد انلب صّل اّلل عليه وسلم وقد روى
ابن ماجه وغريه من حديث أم سلمة " :أن أبا بكر خرج تاجرا إىل برصى يف عهد انلب صّل
اّلل عليه وسلم " .وتقدم يف حديث أيب هريرة يف أول ابليوع " :إن إخواين من املهاجرين اكن
28
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
يشغلهم الصفق باألسواق " .ويأت حديث اعئشة " :أن الصحابة اكنوا عمال أنفسهم " .وهذا هو
رقم17:
قوهل( :حدثن إسماعيل بن عبد اّلل) هو ابن أيب أويس .قوهل( :لقد علم قوم) أي :قريش
واملسلمون .قوهل( :حرفيت) بكرس املهملة وسكون الراء بعدها فاء أي :جهة اكتسايب ،واحلرفة
جهة االكتساب واتلرصف يف املعاش ،وأشار بذلك إىل أنه اكن كسوبا ملؤنته ومؤنة عياهل باتلجارة
م ن غري عجز ،تمهيدا ىلع سبيل االعتذار عما يأخذه من مال املسلمني إذا احتاج إيله .قوهل:
(وشغلت) مجلة حايلة أي :إن القيام بأمور اخلفافة شغله عن االحرتاف ،وقد روى ابن سعد
29
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
وابن املنذر بإسناد صحيح عن مرسوق عن اعئشة قالت " :ملا مرض أبو بكر مرضه اذلي مات
فيه قال :انظروا ما زاد يف مال منذ دخلت اإلمارة فابعثوا به إىل اخلليفة بعدي .قالت :فلما مات
نظرنا فإذا عبد نويب اكن حيمل صبيانه ،وناضح اكن يسيق بستانا هل ،فبعثنا بهما إىل عمر فقال:
رْحة اّلل ىلع أيب بكر ،لقد أتعب من بعده " وأخرج ابن سعد من طريق القاسم بن حممد عن
اعئشة حنوه وزاد :إن اخلادم اكن صيقفا يعمل سيوف املسلمني وخيدم آل أيب بكر " ومن طريق
ثابت عن أنس حنوه وفيه " :قد كنت حريصا ىلع أن أوفر مال املسلمني ،وقد كنت أصبت من
اللحم واللنب " .وفيه " :وما اكن عنده دينار وال درهم ،ما اكن إال خادم ولقحة وحملب " .قوهل:
(آل أيب بكر ) أي :هو نفسه ومن تلزمه نفقته .وقيل :أراد نفسه بديلل قوهل " :أحرتف " حاكه
الطيب .قال :ويدل عليه نسق الالكم؛ ألنه أسند االحرتاف إىل ضمري املتلكم اعطفا هل ىلع "
فسيأكل " فلو اكن املراد األهل تلنافر .انته .وجزم ابليضاوي بأن قوهل " :آل أيب بكر " .عدول
عن املتلكم إىل الغيبة ىلع طريق االتلفات ،قال :وقيل :أراد نفسه ،واألول مقحم لقوهل " :وأحرتف
" .وليس بشء ،بل املعىن أين كنت أكتسب هلم ما يأكلونه والن أكتسب للمسلمني .قال
الطيب :فائدة االتلفات أنه جرد من نفسه شخصا كسوبا ملؤنة األهل باتلجارة فامتنع لشغله
بأ مر املسلمني عن االكتساب ،وفيه إشعار بالعلة ،وأن من اتصف بالشغل املذكور حقيق أن
يأكل هو وعياهل من بيت املال ،وخص األكل من بني االحتياجات لكونه أهمها ومعظمها .قال
ابن اتلني :وفيه ديلل ىلع أن للعامل أن يأخذ من عرض املال اذلي يعمل فيه قدر حاجته إذا لم
يكن فوقه إمام يقطع هل أجرة معلومة ،وسبقه إىل ذلك اخلطايب .قلت :لكن يف قصة أيب بكر
أن القدر اذلي اكن يتناوهل فرض هل باتفاق من الصحابة ،فروى ابن سعد بإسناد مرسل رجاهل
ثقات قال " :ملا استخلف أبو بكر أصبح َغديا إىل السوق ىلع رأسه أثواب يتجر بها ،فلقيه عمر
بن اخلطاب وأبو عبيدة بن اجلراح فقال :كيف تصنع هذا وقد ويلت أمر املسلمني؟ قال :فمن
31
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
أين أطعم عيال؟ قالوا :نفرض لك .ففرضوا هل لك يوم شطر شاة " .قوهل( :وأحرتف) يف رواية
الكشميهن " :وحيرتف " .قال ابن األثري :أراد باحرتافه للمسلمني نظره يف أمورهم وتميزي
ماكسبهم وأرزاقهم ،وكذا قال ابليضاوي :املعىن :أكتسب للمسلمني يف أمواهلم بالسيع يف
مصاحلهم ونظم أحواهلم .وقال غريه :يقال :احرتف الرجل إذا جازى ىلع خري أو رش .وقال املهلب:
قوهل :أحرتف هلم أي :أجتر هلم يف ماهلم حىت يعود عليهم من رحبه بقدر ما آكل أو أكرث ،وليس
بواجب ىلع اإلمام أن يتجر يف مال املسلمني بقدر مؤنته إال أن يطوع بذلك كما تطوع أبو بكر.
قلت :واتلوجيه اذلي ذكره ابن األثري أوجه؛ ألن أبا بكر بني السبب يف ترك االحرتاف وهو
االشتغال باإلمارة ،فمىت يتفرغ لفاحرتاف لغريه؟ إذ لو اكن يمكنه االحرتاف الحرتف نلفسه كما
اكن ،إال أن حيمل ىلع أنه اكن يعطي املال ملن يتجر فيه وجيعل رحبه للمسلمني ،وقد روى
اإلسماعييل يف حديث ابلاب من طريق معمر عن الزهري " :فلما استخلف عمر أكل هو وأهله
من املال -أي :مال املسلمني -واحرتف يف مال نفسه "( .تنبيه) :حديث أيب بكر هذا وإن اكن
ظاهره الوقف لكنه بما اقتضاه من أنه قبل أن يستخلف اكن حيرتف تلحصيل مؤنة أهله يصري
مرفواع؛ ألنه يصري كقول الصحايب :كنا نفعل كذا ىلع عهد انلب صّل اّلل عليه وسلم وقد روى
ابن ماجه وغريه من حديث أم سلمة " :أن أبا بكر خرج تاجرا إىل برصى يف عهد انلب صّل
اّلل عليه وسلم " .وتقدم يف حديث أيب هريرة يف أول ابليوع " :إن إخواين من املهاجرين اكن
يشغلهم الصفق باألسواق " .ويأت حديث اعئشة " :أن الصحابة اكنوا عمال أنفسهم " .وهذا هو
وقيل معناه أن ال أقتل إال مقبفا غري مدبر وهو يرجع إىل األول وقوهل تعاىل « واعتصموا حببل
اّلل مجيعا وال تفرقوا » قيل « حببل اّلل » أي بعهد اّلل كما قال يف الية بعدها « ِضبت عليهم
31
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
اذللة أينما ثقفوا إال حببل من اّلل وحبل من انلاس » أي بعهد وذمة وقيل « حببل من اّلل » يعن
القرآن كما يف حديث احلارث األعور عن عيل مرفواع يف صفة القرآن هو حبل اّلل املتني
ورصاطه املستقيم وقد ورد يف ذلك حديث خاص بهذا املعىن فقال اإلمام احلافظ أبو جعفر
الطَبي حدثنا سعيد بن حيي األموي حدثنا أسباط بن حممد عن عبد امللك بن أيب سليمان
العرزم عن عطية عن أيب سعيد قال قال رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلمكتاب اّلل هو حبل اّلل
املمدود من السماء إىل األرض وروى ابن مردويه من طريق إبراهيم بن مسلم اهلجري عن أيب
األحوص عن عبد اّلل رض اّلل قال قال رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم إن هذا القرآن هو حبل
اّلل املتني وهو انلور املبني وهو الشفاء انلافع عصمة ملن تمسك به وجناة ملن اتبعه وروى من
حديث حذيفة وزيد بن أرقم حنو ذلك وقال وكيع حدثنا األعمش عن أيب وائل قال قال عبد اّلل
إن هذا الرصاط حمترض حيرضه الشياطني يا عبد اّلل هذا الطريق هلم إىل الطريق فاعتصموا
حببل اّلل فإن حبل اّلل القرآن وقوهل « وال تفرقوا » أمرهم باجلماعة ونهاهم عن اتلفرقة وقد
وردت األحاديث املتعددة بانل ي عن اتلفرق واألمر باإلجتماع واإلئتفاف كما يف صحيح
مسلم « » 1711من حديث سهيل بن أيب صالح عن أبيه عن أيب هريرة أن رسول اّلل صّل اّلل
عليه وسلم قال إن اّلل يرىض لكم ثفاثا ويسخط لكم ثفاثا يرىض لكم أن تعبدوه وال ترشكوا
به شيئا وأن تعتصموا حببل اّلل مجيعا وال تفرقوا وأن تناصحوا من واله اّلل أمركم ويسخط لكم
ثفاثا قيل وقال وكرثة السؤال وإضاعة املال وقد ضمنت هلم العصمة عند اتفاقهم من اخلطأ كما
وردت بذلك األحاديث املتعددة أيضا وخيف عليهم اإلفرتاق واإلختفاف فقد وقع ذلك يف هذه
األمة فافرتقوا ىلع ثفاث وسبعني فرقة منها فرقة ناجية إىل اجلنة ومسلمة من عذاب انلار وهم
32
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َّ َ
َ -1711 )14حدث هن زه ْري ْبن َح ْرب َ ،حدثنَا َج هرير ،ع ْن س َهيْل ،ع ْن أ هبي هه ،ع ْن أ هيب ه َريْ َرة ،قال :قال
َّ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ً َ َ ْ َ َ ْ َ َ ً َ َ ْ َ َ َّ َ َّ
ريىض لك ْم اّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم " :هإن اّلل َّ يرىض لكم ثفاثا ،ويكره لكم ثفاثا ؛ ف َ
رسول ه
َ ْ َ َ ً َ ََ أَ ْن َت ْعبدوهَ ،و َال ت ْرشكوا به َشيْئًاَ ،وأَ ْن َت ْعتَصموا حبَبْ
يعاَ ،وال تف َّرقواَ ،ويَك َره لك ْم هقيلمج َّ اّلل
ه ه ه ه ل ه ه هه
ال .رواه مسلم اجلزء رقم ،1:الصفحة رقم111: الس َؤ َ َ َ َ ْ َ َوقَ َال َ ،و َك ْ َ
رثةَ ُّ
ال ،و هإضاعة الم ه
ه
وأما االعتصام حببل اّلل فهو اتلمسك بعهده ،وهو اتباع كتابه العزيز وحدوده ،واتلأدب بأدبه .
واحلبل يطلق ىلع العهد ،وىلع األمان ،وىلع الوصلة ،وىلع السبب ،وأصله من استعمال العرب
احلبل يف مثل هذه األمور الستمساكهم باحلبل عند شدائد أمورهم ،ويوصلون بها املتفرق ،
فاستعري اسم احلبل هلذه األمور .وأما قوهل صّل اّلل عليه وسلم " :وال تفرقوا " فهو أمر بلزوم
33
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
( عليكم باجلماعة ) أي املنتظمة بنصب اإلمامة ( وإياكم والفرقة ) أي احذروا مفارقتها ما
أمكن .وروى مسلم يف صحيحه عن أيب هريرة مرفواع " :من خرج من الطاعة وفارق اجلماعة
فمات مات ميتة جاهلية " " احلديث " .روى الشيخان عن حذيفة يف أثناء حديث :تلزم مجاعة
املسلمني وإمامهم .قلت :فإن لم يكن هلم مجاعة وال إمام ؟ قال فاعزتل تلك الفرق ُكها ،ولو
أن تعض بأصل شجرة حىت يدركك املوت وأنت ىلع ذلك .قال احلافظ قوهل :تلزم مجاعة
املسلمني وإمامهم أي أمريهم .زاد يف رواية أيب األسود :تسمع وتطيع وإن ِضب ظهرك وأخذ
مالك .وكذا يف رواية خاَل بن سبيع عند الطَباين :فإن رأيت خليفة فالزمه وإن ِضب ظهرك
فإن لم يكن خليفة فاهلرب .وقال الطَبي .اختلف يف هذا األمر ويف اجلماعة ،فقال قوم هو
للوجوب ،واجلماعة السواد األعظم ،ثم ساق حممد بن سريين عن أيب مسعود أنه وىص من سأهل
ملا قتل عثمان :عليك باجلماعة ،فإن اّلل لم يكن يلجمع أمة حممد ىلع ضفالة .وقال قوم :
املراد باجلماعة الصحابة دون من بعدهم .وقال قوم :املراد بهم أهل العلم ألن اّلل جعلهم حجة
ىلع اخللق وانلاس تبع هلم يف أمر اَلين .قال الطَبي :والصواب أن املراد من اخلَب لزوم اجلماعة
اذل ين يف طاعة من اجتمعوا ىلع تأمريه ،فمن نكث بيعته خرج عن اجلماعة .قال ويف احلديث
:أنه مىت لم يكن للناس إمام فافرتق انلاس أحزابا ففا يتبع أحدا يف الفرقة ويعزتل اجلميع إن
استطاع ذلك خشية من الوقوع يف الرش .وىلع ذلك يتْنل ما جاء يف سائر األحاديث ،وبه جيمع
بني ما ظاهره االختفاف منها انته ( .فإن الشيطان مع الواحد ) أي اخلارج عن طاعة األمري
املفارق للجماعة ( وهو ) أي الشيطان ( من االثنني أبعد ) أي بعيد .قال الطيب :أفعل هنا
ملجرد الزيادة ولو اكن مع اثلفاثة لاكن بمعىن اتلفضيل ،إذ ابلعد مشرتك بني اثلفاثة واالثنني
34
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
دون االثنني والفذ ،ىلع ما ال خيىف ( من أراد حببوحة اجلنة ) بضم املوحدتني أي من أراد أن
اّلل َّ َص َّّل اّلل َّ َعلَيْ هه َو َسلَّمَ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َح َّد َثنَا سلَيْ َمان ال ْ َم َد ُّ َ ْ َ ْ
اّلل َّ ب هن هدينار ،ع هن اب هن عمر أن رسول ه
ين ،عن عب هد ه ه
ض َفالَةَ ،ويَد اّلل َّ َمعَ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ
ىلع َ َ ْ َ َ َّ َ َ َّ َ َّ َّ َ َ َ ْ َ َ
ه اّلل َّ ال جي َمع أ َّم هيت -أو قال :أمة حممد صّل اّلل َّ علي هه وسلم - قال " :إهن
ْ ج ههَ ،وسلَيْ َمان ال ْ َم َد ه ُّ
ْ َ َ َْ ْ َ َ َ اع هةَ ،و َم ْن َش َّذ َش َّذ إ َىل َّ ْ
ين ه َو هعن هدي ار " .هذا َح هديث غ هريب همن هذا الو
ه انل ه
اجل َ َم َ
َْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َْ ْ َ َ م َعاذ َيقول َ :سم ْعت َع َّ ْ
يل ب َن احلَس هن يقول :سألت عبد ا ه
ّلل َّ بن المبار هك :م هن اجلماعة ؟ فقال : ه ه
َ َ َْ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َْ َ َ ْ َ
أبو بَكر َوع َمر .هقيل هل :قد َمات أبو بَكر َوع َمر .قال :ففان َوففان .هقيل هل :قد َمات ففان
َ َّ ْ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ُّ َّ ُّ َ َ َ َ َ َ َوف َفانَ .ف َق َال َ :عبْ
اعةَ .وأبو ْحْ َزة ه َو حم َّمد ْبن َميْمون، اّلل بن المبار هك وأبو ْحزة السك هري مج
ه د
ْ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ ْ ً َ
احلًاَ ،و هإن َما قال هذا هيف َحيَاته هه هعن َدنا .رواه الرتمذي اجلزء رقم ،4:الصفحة رقم19:
َواكن شيخا ص ه
ان َ ،ح َّد َثنَا بَق َّية ،قَ َال َ :ح َّدثَن َص ْف َوان َ ،حنْ َوه ،قَ َال َ :ح َّدثَن أَ ْز َهر ْبن َعبدْ
َْ َ َو َح َّد َثنَا َع ْمرو ْ
ه ه ه ه م ثع نب
ْ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ ََ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ ُّ َ ْ َ
ه َ
اوية ب هن أ هيب سفيان ،أنه قام هفينا فقال :أال هإن رسول اّلل َّ احلر ه
ازي ،عن أ هيب اع همر الهوز هن ،عن مع ه
ََ َْْ َ َْ َ َ َ َّ َ ْ َ ْ َ ْ ْ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ
ني
ه ت نه ث ىلع واق رت اف اب
ه تكه ال ل
ه هأ نمه مك لبق ن م ن إ
ه ال أ " : ال ق ف ا ينفه ام ق م ل سو ه
ه يل ع َّ اّلل ّل اّلل َّ ص
ه
َْ َ َ ْ َ ىلع ثَ َفاث َو َسبْع َ
ََ ْ َّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َّ ً َ َّ َ
اح َدة هيفار َو َو هه
ون يف َّ
انل ه عب سو ان
ه ت نه ث ؛ ني ه ق رت
ه ف تس ة ل م
ه ال ه
ه ذ
ه ه وسب هعني هملة ،وإهن
35
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
َ َ َ ْ ارى الْ َلكَب ل َصاحبه َ -وقَ َال َع ْمرو :الْ َلكَب ب َ ْ ْ َ َْ
األ ْه َواء َك َما َيتَ َ
اح هب هه -ال يبْىق همنه
ه هص ههه ه
ج َ به ههم تهلك
َّ َ َ َ َ ْ
هع ْرق َوال َمف هصل هإال دخله ".رواه أبو داود اجلزء رقم ،1:الصفحة رقم7:
(وإن هذه امللة) يعن أمته صّل اّلل عليه وسلم( .ويه) أي :الواحدة اليت يف اجلنة( .اجلماعة)
أي :أهل القرآن وا حلديث والفقه والعلم اذلين اجتمعوا ىلع اتباع آثاره صّل اّلل عليه وسلم يف
مجيع األحوال ُكها ولم يبتدعوا باتلحريف واتلغيري ولم يبدلوا بالراء الفاسدة
حكم احلديث :يف إسناده علتان :األوىل جهالة صفوان بن رستم واثلانية االنقطاع.
َ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ -4713ح َّد َثنَا أَ ْ َ
ْحد بْن يون َس َ ،حدثنَا زه ْري َ ،وأبو بَك هر ْبن ع َّياش َ ،و همن َدل ،ع ْن م َطرف ، )74
َّ َ َّ
ّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم َ " :م ْن ا ولسان َ ،ع ْن أَيب َذر قَ َال :قَ َال َ
ر
َ ْ َ ْ ََْ َ
بهو ن ب اَل خ نع ، مه
َ ْ َ َ ْ
عن أ هيب ج
ه ه ه ه ه
36
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
َ َ َ َْ َ َ َ ْ ً َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ
اإل ْسفامه هم ْن عن هق هه ".رواه أبو داود اجلزء رقم ،1:الصفحة
فارق اجلماعة هشَبا فقد خلع هربقة ه
رقم73:
(من فارق اجلماعة قيد شَب) بكرس القاف أي :قدر شَب( .فقد خلع) أي :نزع( .ربقة اإلسفام
من عنقه) قال اخلطايب :الربقة ما جيعل يف عنق اَلابة اكلطوق يمسكها ئلفا ترشد ،يقول :من
خرج من طاعة إمام اجلماعة أو فارقهم يف األمر املجتمع عليه فقد ضل وهلك واكن اكَلابة إذا
خلعت الربقة ال يت يه حمفوظة بها فإنها ال يؤمن عليها عند ذلك اهلفاك والضياع .انته.
اهل ب َورق أَوْ رتى َعبْ ًدا م ْن َخالص َ اش َ َْ ك َمثَل َ َ ْ ً َ َّ َ َ َ َ َ َ َ ْ َْ
ه ه ه ه م ه ه ه ل ج ر ه لذ ل ثم ن إ
ه ف ا، ئ ي ش هه تعبدوا اّلل َّ ال ت ه ه
ب واك رش
ك ؟ َوإ َّن َ
اّلل َّ
َ َْ َ َ َ
ه لذ ك ه د ب ع ون ك َسه أَ ْن ي ََذ َهب ،فَ َج َع َل َي ْع َمل َوي َؤدي َغلَّتَه إ َىل َغ ْري َسي هدهه ،فَ َأيُّك ْم َ َّ
ه ه ه
َّ
اّلل َّ َع َّز َو َجل اعبدوه َو َال ت ْرشكوا به َشيْئًاَ ،وآمرك ْم ب َّ
الص َفا هة فَإ َّن َ َ َّ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ
عز وجل خلقكم ورزقكم ف
ه ه ه هه
37
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ْ َْ
ت ،ف هإذا َصليْت ْم ففا تلتَ هفتواَ ،وآمرك ْم بهالصيَامه ف هإن َمثل ذلهكين هصب وجهه لهوج هه عب هدهه ما لم يلت هف
ْ َ
وف فَم َّ
الصائه هم هعن َد ل خ
َ َّ
ن إ و ، ك يح الْم ْ
س رصة هم ْن هم ْسك يف ع َصابَة ُكُّه ْم َجيد ر َ
َك َمثَل َرجل َم َعه َّ
ه ه ه ه ه ه ه ه ه
َ َ ُّ ََ َ ْ ْ َّ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ ْ اّلل َّ أَ ْطيَب م ْ
َسه ال َعد ُّو ،فشدوا الص َدق هة ف هإن َمثل ذلهك ك َمث هل َرجل أيح ال هم ْس هكَ ،وآمركم هب ر
ه ه هن ه
َ ْ ْ َ َ ََ َْ َ ََ َ َ ْ َ ْ َ ْ ََْ َ َْ َ ْ َ َ َّ ََ ْ َ
رضبوا عنقه ،فقال :هل لكم أن أفت هدي نف هيس همنكم ؟ فجعل يفت هدي ه يل
ه وهم د ق و ، ه
ه ق
ه ن ع ىل يدي هه إه
َّ َ َ َ َ اّلل َّ َع َّز َو َج َّل َكث ً ْ ْ كث َ َّ َ َّ َ ْ َ َ ْ َ َْ َ ْ ْ َْ
رياَ ،وإهن َمثل ذلهك ه ري حىت فك نفسهَ ،وآمركم به هذك هر ه ه ه الو يل
نفسه همنهم بهال ه
ل
ه ق
ااع يف أَثَره ،فَأَ َىت ح ْصنًا َحصينًا َفتَ َح َّص َن فيهَ ،وإ َّن الْ َعبْ َد أَ ْح َصن ماَ َس ً َك َمثَل َرجل َطلَبَه الْ َعد ُّو ه َ
ه ه ه ه ه ه ه ه ه
َّ َ َّ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َّ ْ َ
اّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َماّلل َّ ع َّز َوجل " ،قال :فقال رسول ه ان هإذا اكن هيف هذك هر ه يكون همن الشيط ه
َ
ني ني بأَ ْس َمائه ْم ب َما َس َّماهم اّلل َّ َع َّز َو َج َّل الْم ْسلم َ ادعوا الْم ْسلم َ َ ْ
ف ،م ل ام َوإ ْن َص َّّل َو َز َع َم َأنَّه م ْ
س َص َ
هه هه ه هه ه ه ه
َ َّ َ َ َّ ْ ْ َ َ َ
جل ".رواه أْحد اجلزء رقم ،23:الصفحة رقم414: اّلل َّ عز و ه اد المؤ هم هنني هعب
َْ َ َ َ ْ َ ْ ْ ْ
اجلماع هة ،وهم أهل ال هعل هم .صحيح ابلخاري كتاب اإلعتصام بالكتاب والسنة
قال يف فتح ابلاري...فعرف أن املراد بالوصف املذكور أهل السنة واجلماعة وهم أهل العلم
الرشيع ومن سواهم ،ولو نسب إىل العلم ف ي نسبة صورية ال حقيقية ،وورد األمر بلزوم اجلماعة
يف عدة أحاديث ،منها ما أخرجه الرتمذي مصححا من حديث احلارث بن احلارث األشعري
فذكر حديثا طويفا وفيه " :وأنا آمركم لخمس أمرن اّلل بهن :السمع والطاعة واجلهاد واهلجرة
واجلماعة ،فإن من فارق اجلماعة قيد شَب فقد خلع ربقة اإلسفام من عنقه " ،ويف خطبة عمر
38
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
املشهورة اليت خطبها باجلابية " :عليكم باجلماعة ،وإياكم والفرقة؛ فإن الشيطان مع الواحد،
وهو من االثنني أبعد " وفيه " :ومن أراد حببوحة اجلنة فليلزم اجلماعة.
َ َ ََ كر ْبن أَيب َشيْبَ َة َ ،ح َّد َثنَا َح ْفص ْبن غيَ َ َّ َ َ َ َ ْ
اويَة َ ،و َو هكيع ، ه ع م وب أو ، اث ه ه - 1171حدثنا أبو ب ه )71
َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َّ َ َ ْ َ ْ ْ َ ْ َ َ َ َْ ْ
ّلل صّل َّ اّلل ،قال :قال رسول ا ه َّ اّلل ب هن مرة ،عن مرسوق ،عن عب هد ه َّ ع هن األعم هش ،عن عب هد ه
َ ْ َّ َ ََ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ ُّ َ ْ َ َ ْ َ َّ
ّلل َّ هإال به هإحدى
حيل دم ام هرئ مس هلم يشهد أن ال إههل إهال اّلل َّ ،وأين رسول ا ه اّلل َّ علي هه َوسل َم " :ال ه
اتلارك َلينه الْم َفارق للْ َج َم َ َّ ْ َ َّ ْ ثَ َفاث ؛ اثلَّيب َّ
اع هة .رواه مسلم اجلزء رقم ه ه انلف هسَ ،و َّ ه ه ه ه ه انلفس هب الز هاين ،و
،1:الصفحة رقم111:
وأما قوهل صّل اّلل عليه وسلم ( :واتلارك َلينه املفارق للجماعة ) فهو اعم يف لك مرتد عن
اإلسفام بأي ردة اكنت ،فيجب قتله إن لم يرجع إىل اإلسفام ،قال العلماء :ويتناول أيضا لك
قوهل ( هنات ) أي رشور وفساد ( فارق اجلماعة ) أي خالف ما اتفق عليه املسلمون تفريقا
بني املسلمني وإيقااع للخفاف بينهم ( أو يريد يفرق ) ُكمة أو للشك ويفرق بمعىن أن يفرق
39
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
مفعول يريد ( فاقتلوه ) أي ادفعوه وال تمكنوه مما يريد فإن أدى األمر إىل القتل يف ذلك حيل
قتله ( فإن يد اّلل ىلع اجلماعة ) أي حفظه تعاىل ونرصه مع املسلمني إذا اتفقوا فمن أراد
َ ََ
ىلع َ ْ َ ْ ََْ َ ْ ََ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َّ َ ْ َ َ
احد
ه و ل جر يعمج
ه م كرم أو م اك ت أ ن م " : ولق ي م ل سو ه
ه يل ع َّ اّلل ّل ص َّ اّلل
ه ول :س همعت رس
َ ْ ْ َْ َ َ ََ َ َْ
مجاعتَك ْم فاقتلوه ".رواه مسلم اجلزء رقم ،1:الصفحة ي هريد أن يَش َّق َع َصاكم ،أو يفرق
رقم21:
وقوهل صّل اّلل عليه وسلم ( :يريد أن يشق عصاكم ) معناه :يفرق مجاعتكم كما تفرق
َّ َ َ ْ َ ْ َ ُّ َ َّ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َّ َ َّ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ
اّلل َّ احلرض هم ،أنه س همع أبا هإد هريس اخلوال هين ،أنه س همع حذيفة بن ايلم ه
ان يقول :اكن انلاس ه
َ ْ َّ َ َ َ َ َ ْ ْ َ َ ْ ََْ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َّ َ َّ َْ َ َ َ َ
َ
اّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه وسلم ع هن اخل ه
ري ،وكنت أسأهل ع هن الرش خمافة أن يد هرك هن ،فقلت يسألون رسول ه
َ َ َ َ َ َْ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ
اخل َ ْ َ َّ َ َ َ َ َ َ َّ َّ َّ َ َ َ
ري هم ْن رش ؟ قال
ه ا ذ ه د عب ل ه ف ،ري
ه اخل اذ هه ب َّ اّلل ا ناءج ف ، رش و ةيله ه
ه ا ج يف
ه ا ن ك ا نإ
ه ، اّلل
ه ول :يا رس
َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ ْ َ َ َّ ْ َ
" :ن َع ْم " .قلت َ :وهل َبع َد ذلهك الرش هم ْن خ ْري ؟ قال " :ن َع ْمَ ،و هفي هه دخن " .قلت َ :و َما دخنه ؟ قال
41
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
َ َ َ ََْ ََْ َ َ ْ
اخل َ ْ ْ ْ ْ ْ َْ َْ َ َْ َ ْ َْ
ري هم ْن رش ؟ قال " :
ه كه ل ذ د عب ل هف : ت ري هد هِي ،تع هرف همنهم َوتن ه
كر " .قل " :قوم يهدون بهغ ه
ْ َ َ َ
ّلل َّ ،هصفه ْم نلَا .قال : ا
َ َ َ
ولسر اي : ت
ْ
ل ق ". ايه ىلع أَب ْ َواب َج َه َّن َمَ ،م ْن أَ َج َ
ابه ْم إ َيلْ َها قَ َذفوه ف َ ََ ْ َ ََ
نعم ،داعة
ه ه ه ه
ََْ ََ َ َ ْ َْ َ َ َ َ َ َ َْ ْ َ َّ َ َ ْ َ ْ
اعة " ه ْم هم ْن هج َدلتهنَا َ ،ويَتَلكمون بهأل هسن هتنَا " .قلت :ف َما تأمر هن هإن أد َرك هن ذلهك ؟ قال " :تلزم مج
َ ْ َ ْ ْ َ ْ َ َّ َ َ اعة َو َال إ َ امه ْم " .قلْت :فَإ ْن ل َ ْم يَك ْن لَه ْم َ َ الْم ْسلم َ
زتل تهلك ال هف َرق ُك َها،
ه اعف " : ال ق ؟ ام م ه
مج َ
ه
ني َوإ َم َ
ه هه
َ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َ َ َ َّ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ
ولو أن تعض بهأص هل شجرة حىت يد هركك الموت وأنت ىلع ذلهك " .رواه ابلخاري اجلزء رقم ،9:
الصفحة رقم11:
قوهل ( :تلزم مجاعة املسلمني وإمامهم ) -بكرس اهلمزة -أي :أمريهم ،زاد يف رواية أيب األسود:
" تسمع وتطيع ،وإن ِضب ظهرك وأخذ مالك " ،وكذا يف رواية خاَل بن سبيع عند الطَباين " :فإن
رأيت خليفة فالزمه وإن ِضب ظهرك ،فإن لم يكن خليفة فاهلرب.
( وأنت ىلع ذلك ) أي :العض ،وهو كناية عن لزوم مجاعة املسلمني وطاعة سفاطينهم ولو عصوا.
قال ابليضاوي :املعىن :إذا لم يكن يف األرض خليفة فعليك بالعزلة والصَب ىلع تحمل شدة
الزمان ،وعض أصل الشجرة كناية عن ماكبدة املشقة ،كقوهلم :ففان يعض احلجارة من شدة
األلم ،أو :املراد :اللزوم ،كقوهل يف احلديث الخر " :عضوا عليها بانلواجذ " ،ويؤيد األول قوهل يف
احلديث الخر " :فإن مت وأنت اعض ىلع جذل خري لك من أن تتبع أحدا منهم " .وقال ابن
بطال :فيه حجة جلماعة الفقهاء يف وجوب لزوم مجاعة املسلمني وترك اخلروج ىلع أئمة اجلور.
انلب َص َّّل اّلل َّ َعلَيْه َو َسلَّ َمَ ،أنَّه قَ َال َ " :م ْن َخ َرجَ
َّ َ َََْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َْ
ه عن أ هيب قي هس ب هن هرياح ،عن أ هيب هريرة ،ع هن ه
َْ َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
ات ميتَ ًة َجاهل َّي ًةَ ،و َم ْن قَات َ َل َتحْ َ
ت َرايَة هعم َّية ،يغ َضب هه ه همن الطاع هة ،وفارق اجلماعة ،فمات م
َ َ َ ً َ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ َ َ َ َ َّ َ ْ َ َ َ َ َْ َْ َ َ َ َْ َْ
رضب
ه ي يت
ه مأ ىلع ج رخ نم و ، ةيل ه
هه ا ج ةل تق ف
ه هل تق ف ، ةبصع رصني و أ ، ةبصع ىلإ
ه وع د هلعصبة ،أو ي
41
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
ْ َ َ ْ َ ْ ََْ
ذلي عهد عه َده فلي َس همنَ ،ول ْست همنه رواه ْ ْ َ َ َ َ َ ََ َ َ َ َّ َ َ َ
اج َرهاَ ،وال يتحاَش همن مؤ هم هنهاَ ،وال ي هِ ه ه
برها وف ه
( يغضب لعصبة أو يدعو إىل عصبة أو ينرص عصبة ) هذه األلفاظ اثلفاثة بالعني والصاد
املهملتني ،هذا هو الصواب املعروف يف نسخ بفادنا وغريها ،وح ى القاض عن رواية العذري
بالغني والضاد املعجمتني يف األلفاظ اثلفاثة ،ومعناها :أنه يقاتل لشهوة نفسه وغضبه هلا ،
ويؤيد الرواية األوىل احلديث املذكور بعدها " :يغضب للعصبة ،ويقاتل للعصبة " ،ومعناه :إنما
يقاتل
ْ َ َ َ ََ ْ ََ َ َ ْ َّ َ ْ َ ْ َّ َ
َ -4421 )31حدثنَا عث َمان ْبن ال َهيْث هم َ ،حدثنَا َع ْوف َ ،ع هن احل َ َس هن ،ع ْن أ هيب بَك َرة قال :لقد نف َع هن
ْ َ ْ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َّ َ ْ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ
ام اجل َ َم هل َبع َد َما هكدت أن أحل َ َق اّلل َّ َصّل اّلل َّ علي هه وسلم أي ول ه اّلل َّ بهك هلمة س همعتها همن رس ه
َْ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َّ َ ْ َ َ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ بأَ ْ
ار َس قد ه ف ل ه أ ن أ م ل سو ه
ه ي ل ع َّ ّلل ا ّل ص َّ ّلل
ه ا ولسر غل ب ا م ل : ال ق . م ه عم له ت ا ق أف ، ل
ه م اجل اب
ه
ص َ
ح ه
ْ ًَ َّ َ ْ َ ْ َ َ َْ ْ ْ َ ْ َ َ َ َّ
رسى قال " :ل ْن يف هل َح ق ْومَ ،ول ْوا أم َرهم ام َرأة ".رواه ابلخاري اجلزء رقم ،1: َملكوا علي ههم بهنت هك
الصفحة رقم3:
قوهل ( :حدثنا عوف ) هو األعرايب ( واحلسن ) هو ابلرصي واإلسناد ُكه برصيون ،وسماع احلسن
من أيب بكرة تقدم بيانه يف الصلح .قوهل ( :نفعن اّلل بكلمة سمعتها من رسول اّلل صّل اّلل
عليه وسلم أيام اجلمل ) فيه تقديم وتأخري ،واتلقدير :نفعن اّلل أيام اجلمل بكلمة سمعتها من
رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم أي قبل ذلك ،فـ " أيام " يتعلق بـ " نفعن " ال بـ " سمعتها " فإنه
سمعها قبل ذلك قطعا ،واملراد بأصحاب اجلمل العسكر اذلين اكنوا مع اعئشة .قوهل ( :بعدما
كدت أحلق بأصحاب اجلمل ) يعن اعئشة رض اّلل عنها ومن معها ،وسيأت بيان هذه القصة يف
42
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
كتاب الفنت إن شاء اّلل تعاىل ،وحمصلها أن عثمان ملا قتل وبويع عيل باخلفافة خرج طلحة
والزبري إىل مكة فوجدا اعئشة واكنت قد حجت ،فاجتمع رأيهم ىلع اتلوجه إىل ابلرصة يستنفرون
انلاس للطلب بدم عثمان ،فبلغ ذلك عليا فخرج إيلهم ،فاكنت وقعة اجلمل ،ونسبت إىل اجلمل
اذلي اكنت اعئشة قد ركبته ويه يف هودجها تدعو انلاس إىل اإلصفاح ،والقائل " :ملا بلغ " هو
أبو بكرة ،وهو تفسري لقوهل " :بكلمة " وفيه إطفاق اللكمة ىلع الالكم الكثري .قوهل ( :ملكوا
عليهم بنت كرسى ) يه بوران بنت شريويه بن كرسى بن برويز ،وذلك أن شريويه ملا قتل أباه
كما تقدم اكن أبوه ملا عرف أن ابنه قد عمل ىلع قتله احتال ىلع قتل ابنه بعد موته فعمل يف
بعض خزائنه املختصة به حقا مسموما وكتب عليه :حق اجلماع ،من تناول منه كذا جامع كذا.
فقرأه شريويه ،فتناول منه فاكن فيه هفاكه ،فلم يعش بعد أبيه سوى ستة أشهر ،فلما مات لم
خيلف أخا؛ ألنه اكن قتل إخوته حرصا ىلع امللك ولم خيلف ذكرا ،وكرهوا خروج امللك عن ذلك
ابليت فملكوا املرأة واسمها بوران بضم املوحدة .ذكر ذلك ابن قتيبة يف املغازي .وذكر الطَبي
أيضا أن أختها أرزميدخت ملكت أيضا .قال اخلطايب :يف احلديث :أن املرأة ال تيل اإلمارة وال
القضاء .وفيه أنها ال تزوج نفسها ،وال تيل العقد ىلع غريها ،كذا قال ،وهو متعقب ،واملنع من أن
تيل اإلمارة والقضاء قول اجلمهور ،وأجازه الطَبي ويه رواية عن مالك ،وعن أيب حنيفة تيل
احلكم فيما جتوز فيه شهادة النساء .ومناسبة هذا احلديث للرتمجة من جهة أنه تتمة قصة كرسى
اذلي مزق كتاب انلب صّل اّلل عليه وسلم فسلط اّلل عليه ابنه فقتله ثم قتل إخوته حىت أفىض
األمر بهم إىل تأمري املرأة ،فجر ذلك إىل ذهاب ملكهم ومزقوا كما داع به انلب صّل اّلل عليه
وسلم .
43
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
َْ َ َْ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َّ َ َ َ َ َّ
يهم فمن نكث اّلل َّ فوق أي هد ه
اذلين يبايهعونك هإنما يبايهعون اّلل َّ يد ه
قال اّلل عز وجل :هإن ه )91
وهذه ابليعة يه بيعة الرضوان واكنت تحت شجرة سمرة باحلديبية واكن الصحابة رض اّلل عنهم
اذلين بايعوا رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم يومئذ قيل ألفا وثفاث مئة وقيل وأربع مئة وقيل
وَخس مئة واألوسط أصح-األحاديث الواردة يف بيعة الرضوان « -ذكر االحاديث الواردة يف ذلك
» قال ابلخاري « » 4341حدثنا قتيبة حدثنا سفيان عن عمرو عن جابر رض اّلل عنه قال كنا
ً ْ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ ً َ
كينة علي ههم وأثابهم فتحا ق هريبا .سورة الفتح 13 : قلوبه ههم فأنزل الس ه
خيب تعاىل عن رضاه عن املؤمنني اذلين بايعوا رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم تحت الشجرة وقد
تقدم ذكر عدتهم وأنهم اكنوا ألفا وأربع مئة وأن الشجرة اكنت سمرة بأرض احلديبية قال
ابلخاري « » 4111حدثنا حممود حدثنا عبيد اّلل عنإَسائيل عن طارق بن عبد الرْحن رض اّلل
عنه قال انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون فقلت ما هذا املسجد قالوا هذه الشجرة حيث بايع
رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم بيعة الرضوان فأتيت سعيد بن املسيب فأخَبته فقال سعيد
حدثن أيب أنه اكن فيمن بايع رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم تحت الشجرة فلما خرجنا يف العام
44
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
املقبل نسيناها فلم نقدر عليها فقال سعيد إن أصحاب حممد صّل اّلل عليه وسلم لم يعلموها
َ َ َْ َ ََ َ ْ َ ْ ْ َ َ َ ُّ َ َّ ُّ َ َ َ َ ْ ْ
اّلل َّ
رشكن به ه
قال اّلل عز وجل :يا أيها انل هب هإذا جاءك المؤ همنات يبايهعنك ىلع أن ال ي ه )92
ني أَيْديهنَّ ني َو َال َي ْقتلْ َن أَ ْو َال َده َّن َو َال يَأْت َ
ني بب ْهتَان َي ْف َرتينَه َب ْ َ َشيْئًا َو َال ي َ ْرس ْق َن َو َال يَ ْزن َ
ه ه ه ه ه ه ه
َ َ َ ْ َّ َ ْ َ ْ ْ َ َّ َ َّ َ َ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ َ ْ ََ
وأرج هل ههن وال يع هصينك هيف معروف فبايهعهن واستغ هفر لهن اّلل َّ هإن اّلل َّ غفور ر هحيم.
قال ابلخاري « » 4391حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أِخ ابن شهاب عن عمه قال أخَبن
عروة أن اعئشة زوج انلب صّل اّلل عليه وسلم أخَبته أن رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم اكن
يمتحن من هاجر إيله من املؤمنات بهذه الية « يا أيها انلب إذا جاءك املؤمنات يبايعنك » إىل
قوهل « غفور رحيم » قال عروة قالت اعئشة فمن أقرت بهذا الرشط من املؤمنات قال هلا رسول
اّلل صّل اّلل عليه وسلم قد بايعتك الكما وال واّلل ما مست يده يد امرأة يف املبايعة قط ما
َ
ّلل َّ عبْ هد َّ َ َ ْ َّ ْ َ َ ََ َ ََ َ ْ َْ ْ
اجتَ َم َع َّ ع َم َر َحيْث
انلاس ىلع عب هد الم هل هك ،قال :كتب إهين أقه ُّر بهالسم هع َوالطاع هة هلعب هد ا ه
ْ َ َ ُّ َ َّ َ َّ َ ْ َ َ َ ْ ََ ْ َ َّ َ َّ ْ ْ َ َ َ َّ َ ال ْ َ
وهل ما استطعت ،و هإن ب هن قد أقروا به همث هل ذلهك .رواه
اّلل وسن هة رس ه هري المؤ هم هنني ىلع سن هة ه
ه م
ه أ ك
ه ل
ه م
وقوهل " :حيث اجتمع انلاس ىلع عبد امللك " يريد ابن مروان بن احلكم ،واملراد باالجتماع
اجتماع اللكمة واكنت قبل ذلك مفرقة ،واكن يف األرض قبل ذلك اثنان لك منهما يدىع هل
باخلفافة ،وهما عبد امللك بن مروان وعبد اّلل بن الزبري ،فأما ابن الزبري فاكن أقام بمكة واعذ
45
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
بابليت بعد موت معاوية ،وامتنع من املبايعة لزييد بن معاوية ،فجهز إيله يزيد اجليوش مرة بعد
أخرى فمات يزيد وجيوشه حمارصون ابن الزبري ،ولم يكن ابن الزبري ادىع اخلفافة حىت مات
يزيد يف ربيع األول سنة أربع وستني ،فبايعه انلاس باخلفافة باحلجاز ،وبايع أهل الفاق ملعاوية
بن يزيد بن معاوية فلم يعش إال حنو أربعني يوما ومات ،فبايع معظم الفاق لعبد اّلل بن الزبري
وانتظم هل ملك احلجاز وايلمن ومرص والعراق واملرشق ُكه ومجيع بفاد الشام حىت دمشق ،ولم
يتخلف عن بيعته إال مجيع بن أمية ومن يهوى هواهم واكنوا بفلسطني ،فاجتمعوا ىلع مروان بن
احلكم فبايعوه باخلفافة ،وخرج بمن أطاعه إىل جهة دمشق والضحاك بن قيس قد بايع فيها
البن الزبري ،فاقتتلوا " بمرج راهط " ،فقتل الضحاك وذلك يف ذي احلجة منها ،وغلب مروان ىلع
الشام ،ثم ملا انتظم هل ملك الشام ُكه توجه إىل مرص ،فحارص بها عبد الرْحن بن جحدر اعمل
ابن الزبري حىت غلب عليها يف ربيع الخر سنة َخس وستني ثم مات يف سنته ،فاكنت مدة ملكه
ستة أشهر؛ وعهد إىل ابنه عبد امللك بن مروان فقام مقامه ،وكمل هل ملك الشام ومرص واملغرب،
والبن الزبري ملك احلجاز والعراق واملرشق إال أن املختار بن أيب عبيد غلب ىلع الكوفة ،واكن
يدعو إىل املهدي من أهل ابليت فأقام ىلع ذلك حنو السنتني ،ثم سار إيله مصعب بن الزبري أمري
ابلرصة ألخيه فحارصه حىت قتل يف شهر رمضان سنة سبع وستني ،وانتظم أمر العراق ُكه البن
الزبري فدام ذلك إىل سنة إحدى وسبعني ،فسار عبد امللك إىل مصعب فقاتله حىت قتله يف مجادى
الخرة منها وملك العراق ُكه ،ولم يبق مع ابن الزبري إال احلجاز وايلمن فقط ،فجهز إيله عبد
امللك احلجاج ،فحارصه يف سنة اثنتني وسبعني إىل أن قتل عبد اّلل بن الزبري يف مجادى األوىل
سنة ثفاث وسبعني ،واكن عبد اّلل بن عمر يف تلك املدة امتنع أن يبايع البن الزبري أو لعبد امللك
كما اكن امتنع أن يبايع لعيل أو معاوية ،ثم بايع ملعاوية ملا اصطلح مع احلسن بن عيل واجتمع
عليه انلاس ،وبايع البنه يزيد بعد موت معاوية الجتماع انلاس عليه ،ثم امتنع من املبايعة ألحد
46
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
حال االختفاف إىل أن قتل ابن الزبري وانتظم امللك ُكه لعبد امللك فبايع هل حينئذ ،فهذا معىن
قوهل :ملا اجتمع انلاس ىلع عبد امللك .وأخرج يعقوب بن سفيان يف تارخيه من طريق سعيد بن
حرب العبدي قال :بعثوا إىل ابن عمر ملا بويع ابن الزبري فمد يده ويه ترعد فقال :واّلل ما كنت
ألعطي بيعيت يف فرقة ،وال أمنعها من مجاعة ،ثم لم يلبث ابن عمر أن تويف يف تلك السنة بمكة،
واكن عبد امللك وىص احلجاج أن يقتدي به يف مناسك احلج كما تقدم يف " كتاب احلج " فدس
احلجاج عليه احلربة املسمومة ،كما تقدم بيان ذلك يف " كتاب العيدين " فاكن ذلك سبب موته
رض اّلل.
وقال املهلب فيما ذكره ابن بطال :أراد أن يؤكد بيعة سلمة؛ لعلمه بشجاعته وعنائه يف اإلسفام
47
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
(فأعطاه) أي :اإلمام إياه أو بالعكس( .صفقة يده) يف انلهاية :الصفقة املرة من اتلصفيق بايلد
ألن املتبايعني يضع أحدهما يده يف يد الخر عند يمينه وبيعته كما يفعل املتبايعان( .وثمرة
قلبه) كناية عن اإلخفاص يف العهد والزتامه .قاهل يف جممع ابلحار( .فليطعه) أي :اإلمام( .فإن
جاء آخر) أي :إمام آخر( .ينازعه) أي :اإلمام األول أو املبايع.
َ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ ْ ْ َ َّ َ ْ َ َّ َ
اّلل َّ َ ،ع هن اجلري هري ،عن أ هيب
ْ َ َ -1311 )111وحدث هن َوهب بن ب هقية ال َو ه
اس هط ُّي ،حدثنا خ هاَل بن عب هد ه
َ َ َ َ ْ َ َ َّ َ َّ َ َ َ َ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ ْ ََ
اّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه وسلم " :هإذا رضة ،عن أ هيب س هعيد اخلد هري ،قال :قال رسول ه ن
ْ ْ َ َ ََْ َ ْ
ني فاقتلوا ال هخ َر همنه َما ".رواه مسلم اجلزء رقم ،1:الصفحة رقم21:ويع هخل هليفت هب ه
قوهل صّل اّلل عليه وسلم ( :إذا بويع خلليفتني فاقتلوا الخر منهما ) هذا حممول ىلع ما إذا لم
يندفع إال بقتله ،وقد سبق إيضاح هذا يف األبواب السابقة .وفيه أنه ال جيوز عقدها خلليفتني ،
وقد سبق قريبا نقل اإلمجاع فيه ،واحتمال إمام احلرمني .
قوهل( :فبايعه ىلع اإلسفام ،فجاء من الغد حمموما فقال أقلن) ظاهره أنه سأل اإلقالة من اإلسفام
وبه جزم عياض ،وقال غريه إنما استقاهل من اهلجرة وإال لاكن قتله ىلع الردة.
48
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
قوهل ( :ىلع اإلسفام ) ظاهر يف أن طلبه اإلقالة اكن فيما يتعلق بنفس اإلسفام ،وحيتمل أن يكون
يف يشء من عوارضه اكهلجرة ،واكنت يف ذلك الوقت واجبة ،ووقع الوعيد ىلع من رجع أعرابيا
بعد هجرته.
َ ْ َ َََْ َ َ ْ َ َ ْ َْ َ َ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ ْ
-4177 )117أخَب هن حممد بن قدامة ،قال :حدثنا ج هرير ،عن منصور ،عن أ هيب وائهل ،عن أ هيب ُنيلة
َ َ َ
ول اّلل َّ ،ابْسطْ َ ْ َ َ ْ َ َ َّ َّ َّ َ َّ ْ ََ َ َ َ َ َْ
ه ابل َج هيل قال :قال َج هرير :أتيت انل هب صّل اّلل َّ علي هه وسلم وهو يبايهع ،فقلت :يا رس
َ َ َ َ
َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ
يل ،فأنت أعلم .قال " :أبايهعك ىلع أن تعبد اّلل ،وت هقيم الصفاة،رتط ع َّ
يدك حىت أبايهعك ،واش ه
نيَ ،وت َفار َق الْم ْرشك َ
ني " .رواه النسايئ اجلزء رقم ،4:الصفحة الز َاك َةَ ،وتنَاص َح الْم ْسلم َ
ت ََّوت ْؤ َ
هه ه هه ه ه
َّ
يع ،قال :كنا
ْ َ ْ َ ُّ َ َ
ج ش األ ك ل ا األمني أَ َّما ه َو إ َ َّل فَ َحبيب َوأَ َّما ه َو عنْدي فَأَمني َع ْوف ْبن َ
م
َْ
يب ب َ ْ
احل
ه ه ه ه ه ه ه ه ه
َ
ّلل َّ ،فبَ َس ْطنَا ا ول
َ َ َ
س ر ون ع اي انلب َص َّّل اّلل َّ َعلَيْه َو َسلَّ َم َسبْ َع ًة أَ ْو َث َمانيَ ًة أَ ْو ت ْس َع ًةَ ،ف َق َال :أَ َال تبَ هعنْ َد َّ
ه ه ه ه ه ه
َ ََ ْ َْ َ َّ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َْ ََ ََ َ َ
ّلل َّ ،إهنا قد بايعناك ،فعفام نبايهعك ؟ فقال " :أن تعبدوا اّلل َّ ،وال أي هدينا ،فقال قائهل :يا رسول ا ه
َ ََْ َ َ َ َّ َ َ ً ْ َ ً َْ َ َْ ْ َ َّ َ َ َ ًْ ْ
َ ات اخلمسَ ،وتسمعواَ ،وت هطيعوا -وأَس ه
ُكمة خفية -وال تسألوا رشكوا به هه شيئاَ ،وت هقيموا الصلو ه ت ه
َّ َ ً َ َ ْ ََ َْ َ َ ْ َ َ َ َّ َ َّ َ َ ْ ً َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ
اوهل هإياه.رواه وئلك انلف هر يسقط سوطه ففا يسأل أحدا ين ه انلاس شيئا " .قال :فلقد رأيت بعض أ ه
ابن ماجة
49
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
األ َّولَ ،وأَ ْعطوهمْ
َ ْ َ ْ َ َّ َ ْ َ َ َ َْ َ َ َ َ ََ ََ ْ ْ
ه ف ل
ه واأل ة
ه عي به ب واف " : ال ق ؟ ا نرم أت ا م ف : واال ق ". رثك َبع هديَ ،و َستَكون خلفاء فت
اس َ ْ
رت َاعه ْم.رواه مسلم اجلزء رقم ،1:الصفحة رقم17: َح َّقه ْم ؛ فَإ َّن َ
اّلل َّ َسائله ْم َع َّما ْ
ه ه
قوهل صّل اّلل عليه وسلم ( :اكنت بنو إَسائيل تسوسهم األنبياء ُكما هلك نب خلفه نب ) أي
:يتولون أمورهم كما تفعل األمراء والوالة بالرعية .والسياسة :القيام ىلع الشء بما يصلحه .
ويف هذا احلديث :جواز قول :هلك ففان إذا مات ،وقد كرثت األحاديث به ،وجاء يف القرآن
العزيز قوهل تعاىل { :حىت إذا هلك قلتم لن يبعث اّلل من بعده رسوال } .قوهل صّل اّلل عليه
وسلم ( :وتكون خلفاء فتكرث قالوا :فما تأمرنا ؟ قال :فوا بيعة األول فاألول ) قوهل " :فتكرث
" باثلاء املثلثة من الكرثة ،هذا هو الصواب املعروف ،قال القاض :وضبطه بعضهم " فتكَب "
بابلاء املوحدة كأنه من إكبار قبيح أفعاهلم ،وهذا تصحيف .ويف هذا احلديث :معجزة ظاهرة
لرسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم .ومعىن هذا احلديث :إذا بويع خلليفة بعد خليفة فبيعة األول
صحيحة جيب الوفاء بها ،وبيعة اثلاين باطلة حيرم الوفاء بها ،وحيرم عليه طلبها ،وسواء عقدوا
للثاين اعملني بعقد األول أو جاهلني ،وسواء اكنا يف بدلين أو بدل ،أو أحدهما يف بدل اإلمام
املنفصل والخر يف غريه ،هذا هو الصواب اذلي عليه أصحابنا ومجاهري العلماء ،وقيل :تكون
ملن عقدت هل يف بدل اإلمام ،وقيل :يقرع بينهم ،وهذان فاسدان ،واتفق العلماء ىلع أنه ال جيوز
أن يعقد خلليفتني يف عرص واحد سواء اتسعت دار اإلسفام أم ال ،وقال إمام احلرمني يف كتابه "
اإلرشاد " :قال أصحابنا :ال جيوز عقدها لشخصني ،قال :وعندي أنه ال جيوز عقدها الثنني
يف صقع واحد ،وهذا جممع عليه .قال :فإن بعد ما بني اإلمامني وختللت بينهما شسوع
فلفاحتمال فيه جمال ،قال :وهو خارج من القواطع ،وح ى املازري هذا القول عن بعض
51
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
املتأخرين من أهل األصل ،وأراد به إمام احلرمني ،وهو قول فاسد خمالف ملا عليه السلف
َّ َ َ ْ َ
َعليْ هه َو َسل َم فبَايعنَاه.
51
تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة
قال انلووي :املراد بالكفر هنا :املعصية ،ومعىن احلديث :ال تنازعوا والة األمور يف واليتهم ،وال
تعرتضوا عليهم إال أن تروا منهم منكرا حمققا تعلمونه من قواعد اإلسفام ،فإذا رأيتم ذلك
فأنكروا عليهم وقولوا باحلق حيثما كنتم .انته ،وقال غريه :املراد باإلثم هنا :املعصية والكفر،
ففا يعرتض ىلع السلطان إال إذا وقع يف الكفر الظاهر ،واذلي يظهر ْحل رواية الكفر ىلع ما
إذا اكنت املنازعة يف الوالية ففا ينازعه بما يقدح يف الوالية إال إذا ارتكب الكفر.
52