You are on page 1of 53

TA’DIL SYUBHAT

HIMPUNAN
KITABUL IMAROH

USTADZ KHOLIL BUSTOMI, LC


MA’HAD BAKKAH ALMUKARROMAH
KEDIRI
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫اب إاْل َم َ‬
‫ارة ِ‬
‫َ ُ‬
‫ك ِت‬
‫ِ‬

‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ََ َ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪َ -7117‬ح َّد َثنَا َعبْ َدان ‪ ،‬أَ ْخ َ َ‬
‫َبنَا َعبْ‬
‫َب هن أبو َسل َمة ْبن عبْ هد‬ ‫الزه هري ‪ ،‬أخ‬ ‫اّلل َّ ‪ ،‬ع ْن يون َس ‪َ ،‬ع هن‬
‫ه‬ ‫د‬ ‫‪)1‬‬

‫ول اّلل َّ َص َّّل اّلل َّ َعلَيْه َو َسلَّ َم قَ َال ‪َ " :‬م ْن أَ َط َ‬


‫اع هن‬
‫َ ْ َ َّ َ َ‬
‫س‬‫ر‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬‫ن‬‫ع‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫ه‬ ‫ْحن ‪َ ،‬أنَّه َسم َع أَبَا ه َريْ َر َة َ‬
‫ر‬ ‫الر ْ َ‬
‫َّ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ََ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ َ‬ ‫َ ََ ْ ََ َ َ‬ ‫ََ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ ََ َ‬
‫ريي‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ريي فقد أطاع هن‪ ،‬ومن عَص أ هم ه‬ ‫فقد أطاع اّلل‪ ،‬ومن عص هاين فقد عَص اّلل‪ ،‬ومن أطاع أ هم ه‬
‫ََ ْ‬
‫فقد َع َص هاين "‪ .‬رواه ابلخاري اجلزء رقم ‪ ،9:‬الصفحة رقم‪ 11:‬كتاب األحاكم‬

‫فتح ابلاري برشح صحيح ابلخاري‬

‫أحدهما‪ :‬حديث أيب هريرة‪ :‬قوهل‪ ( :‬عبد اّلل ) هو ابن املبارك‪ ،‬و ( يونس ) هو ابن يزيد‪ .‬قوهل‪( :‬من‬

‫أطاعن فقد أطاع اّلل )‪ ،‬هذه اجلملة منزتعة من قوهل تعاىل‪ { :‬من يطع الرسول فقد أطاع اّلل}؛‬

‫أي‪ :‬ألين ال آمر إال بما أمر اّلل به‪ ،‬فمن فعل ما آمره به فإنما أطاع من أمرن أن آمره‪ ،‬وحيتمل أن‬

‫يكون املعىن‪ :‬ألن اّلل أمر بطاعيت فمن أطاعن فقد أطاع أمر اّلل هل بطاعيت‪ ،‬ويف املعصية‬

‫كذلك‪ .‬والطاعة‪ :‬يه اإلتيان باملأمور به‪ ،‬واالنتهاء عن املن ي عنه‪ ،‬والعصيان لخفافه‪ .‬قوهل‪ ( :‬ومن‬

‫أطاع أمريي فقد أطاعن )‪ ،‬يف رواية همام واألعرج وغريهما عند مسلم‪ " :‬ومن أطاع األمري "‪،‬‬

‫ويمكن رد اللفظني ملعىن واحد؛ فإن لك من يأمر حبق واكن اعدال فهو أمري الشارع؛ ألنه توىل‬

‫بأمره وبرشيعته‪ ،‬ويؤيده توحيد اجلواب يف األمرين وهو قوهل‪ " :‬فقد أطاعن "؛ أي‪ :‬عمل بما رشعته‪،‬‬

‫وكأن احلكمة يف ختصيص أمريه باذلكر أنه املراد وقت اخلطاب‪ ،‬وألنه سبب ورود احلديث‪ ،‬وأما‬

‫احلكم فالعَبة بعموم اللفظ ال لخصوص السبب‪ ،‬ووقع يف رواية همام أيضا‪ " :‬ومن يطع األمري‬

‫فقد أطاعن "‪ ،‬بصيغة املضارعة‪ ،‬وكذا‪ " :‬ومن يعص األمري فقد عصاين "‪ ،‬وهو أدخل يف إرادة تعميم‬

‫من خوطب ومن جاء من بعد ذلك‪ .‬قال ابن اتلني‪ :‬قيل‪ :‬اكنت قريش ومن يليها من العرب ال‬

‫يعرفون اإلمارة فاكنوا يمتنعون ىلع األمراء‪ ،‬فقال هذا القول حيثهم ىلع طاعة من يؤمرهم عليهم‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫واالنقياد هلم إذا بعثهم يف الرسايا وإذا والهم ابلفاد ففا خيرجوا عليهم ئلفا تفرتق اللكمة‪ .‬قلت‪:‬‬

‫يه عبارة الشافيع يف " األم "‪ ،‬ذكره يف سبب نزوهلا‪ ،‬وعجبت بلعض شيوخنا الرشاح من الشافعية‬

‫كيف قنع بنسبة هذا الالكم إىل ابن اتلني معَبا عنه بصيغة " قيل "‪ ،‬وابن اتلني إنما أخذه من الكم‬

‫اخلطايب‪ .‬ووقع عند أْحد وأيب يعّل والطَباين من حديث ابن عمر‪ " :‬قال‪ :‬اكن رسول اّلل صّل اّلل‬

‫عليه وسلم يف نفر من أصحابه فقال‪ :‬ألستم تعلمون أن من أطاعن فقد أطاع اّلل‪ ،‬وإن من طاعة‬

‫اّلل طاعيت؟ قالوا‪ :‬بّل نشهد‪ ،‬قال‪ :‬فإن من طاعيت أن تطيعوا أمراءكم "‪ ،‬ويف لفظ‪ " :‬أئمتكم "‪.‬‬

‫ويف احلديث وجوب طاعة والة األمور‪ ،‬ويه مقيدة بغري األمر باملعصية كما تقدم يف أوائل الفنت‪،‬‬

‫واحلكمة يف األمر بطاعتهم املحافظة ىلع اتفاق اللكمة ملا يف االفرتاق من الفساد‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫رية بْن َعبْد َّ ْ َ‬ ‫َبنَا الْمغ َ‬ ‫‪َ -1311‬ح َّد َثنَا َحيْ َي ْبن َحيْ َي ‪ ،‬أَ ْخ َ َ‬
‫ام ‪ ،‬ع ْن أ هيب الزنا هد ‪،‬‬ ‫احل َز ه ُّ‬
‫الرْح هن ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫‪)2‬‬
‫َ ْ ََ َ ََ ْ ََ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْْ‬
‫اع َ‬
‫اّلل َّ‪،‬‬ ‫صّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم قال ‪ " :‬من أطاع هن فقد أط‬ ‫َع هن األع َر هج ‪ ،‬ع ْن أ هيب ه َريْ َرة ‪َ ،‬ع هن انل هب‬
‫َْ َ ََ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ري َف َق ْد أَ َط َ‬
‫ّلل َّ‪َ ،‬و َم ْن يطع ْاألَ هم َ‬
‫َو َم ْن َي ْعصن َف َق ْد َع ََص ا َ‬
‫ري فقد َع َص هاين "‪.‬‬ ‫اع هن‪َ ،‬و َم ْن يع هص األ هم‬ ‫هه‬ ‫ه ه‬

‫رواه مسلم كتاب اإلمارة باب وجوب طاعة اإلمراء يف غري معصية‬

‫املنهاج رشح صحيح مسلم بن احلجاج‬

‫قوهل ‪ ( :‬إن خلييل صّل اّلل عليه وسلم أوصاين أن أسمع وأطيع وإن اكن عبدا جمدع األطراف )‬

‫يعن ‪ :‬مقطوعها ‪ ،‬واملراد ‪ :‬أخس العبيد ‪ ،‬أي ‪ :‬أسمع وأطيع لألمري وإن اكن دينء النسب ‪ ،‬حىت‬

‫لو اكن عبدا أسود مقطوع األطراف فطاعته واجبة ‪ ،‬وتتصور إمارة العبد إذا واله بعض األئمة ‪،‬‬

‫أو إذا تغلب ىلع ابلفاد بشوكته وأتباعه ‪ ،‬وال جيوز ابتداء عقد الوالية هل مع االختيار ‪ ،‬بل رشطها‬

‫احلرية ‪.‬‬

‫ّلل َّ بْن ع َم َر َر ه َ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫‪َ -7113‬ح َّد َثنَا إ ْس َماعيل ‪َ ،‬ح َّدثَن َمالك ‪َ ،‬ع ْن َعبْد ا ْ‬
‫ض‬ ‫ّلل َّ ب هن هدينار ‪ ،‬عن عب هد ا ه ه‬
‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫‪)1‬‬

‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ ُّ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ َ َ َّ َ َ‬


‫اّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم قال ‪ " :‬أال ُكك ْم َراع‪َ ،‬وُكك ْم َم ْسئول ع ْن‬
‫ه‬ ‫ول‬‫اّلل َّ عنهما‪ ،‬أن رس‬

‫‪2‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫ََ َ ْ ْ‬ ‫اس َراع‪َ ،‬وه َو َم ْسئول َع ْن َر هع َّيت هه‪َ ،‬و َّ‬ ‫ََ‬ ‫َ َّ َ ْ َ َّ‬
‫الرجل َراع ىلع أه هل بَي هت هه‪َ ،‬وه َو‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫انل‬ ‫ىلع‬ ‫ي‬‫اذل‬
‫ه‬ ‫اإلمام‬
‫ر هعي هت هه‪ ،‬ف ه‬
‫يه َم ْسئولَة َعنْه ْم‪َ ،‬و َعبْد َّ‬ ‫َ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ َ‬
‫َل هه‪َ ،‬و ه َ‬ ‫َ ْ‬
‫الرج هل‬ ‫ت زو هجها وو ه‬ ‫اعية ىلع أه هل بي ه‬
‫مسئول عن ر هعي هت هه‪ ،‬والمرأة ر ه‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ْ َ َ َ ُّ‬ ‫ََ َ‬
‫ال َسي هد هه‪َ ،‬وه َو َم ْسئول عنه‪ ،‬أال فلكك ْم َراع‪َ ،‬وُكك ْم َم ْسئول ع ْن َر هع َّي هت هه "‪ .‬رواه‬ ‫َ‬
‫راع ىلع م ه‬

‫ابلخاري اجلزء رقم ‪ ،9:‬الصفحة رقم‪12:‬‬

‫فتح ابلاري برشح صحيح ابلخاري‬

‫احلديث اثلاين‪ :‬قوهل‪ ( :‬حدثنا إسماعيل ) هو ابن أيب أويس‪ .‬قوهل‪ ( :‬أن رسول اّلل صّل اّلل عليه‬

‫وسلم )‪ ،‬كذا وقع هنا وكذا يف العتق من طريق حيي القطان عن عبيد اّلل بن عمر عن نافع عن‬

‫ابن عمر كذلك‪ ،‬ووقع عند الطَباين من طريق حممد بن إبراهيم بن دينار عن عبيد اّلل بن عمر‬

‫بهذا‪ ،‬فقال‪ :‬عن ابن عمر‪ ،‬أن أبا بلابة بن عبد املنذر أخَبه‪ ،‬فذكر حديث انل ي عن قتل اجلنان‬

‫اليت يف ابليوت‪ ،‬وقال‪ُ " :‬ككم راع "‪ .‬احلديث‪ ،‬هكذا أورده يف مسند أيب بلابة‪ ،‬ولكن تقدم يف‬

‫العتق أيضا من رواية سالم بن عبد اّلل بن عمر عن أبيه‪ " :‬سمعت رسول اّلل صّل اّلل عليه‬

‫وسلم "‪ ،‬فذكر حديث ابلاب‪ ،‬فدل ىلع أن قوهل‪ " :‬وقال " معطوف ىلع " ابن عمر " ال ىلع " أيب‬

‫بلابة "‪ ،‬وثبت أنه من مسند ابن عمر ال من مرسله‪ .‬قوهل‪ ( :‬أال ُككم راع )‪ ،‬كذا فيه‪ ،‬و " أال "‬

‫بتخفيف الفام حرف افتتاح‪ ،‬وسقطت من رواية نافع وسالم عن ابن عمر‪ ،‬والرايع‪ :‬هو احلافظ‬

‫املؤتمن امللزتم صفاح ما اؤتمن ىلع حفظه فهو مطلوب بالعدل فيه والقيام بمصاحله‪ .‬قوهل‪( :‬‬

‫فاإلمام اذلي ىلع انلاس )‪ ،‬أي‪ :‬اإلمام األعظم‪ ،‬ووقع يف رواية عبيد اّلل بن عمر املاضية يف العتق‬

‫" فاألمري " بدل " اإلمام "‪ ،‬وكذا يف رواية موىس بن عقبة يف انلاكح‪ ،‬ولم يقل‪ " :‬اذلي ىلع انلاس‬

‫" ‪ .‬قوهل‪ ( :‬راع وهو مسئول عن رعيته )‪ ،‬يف رواية سالم بن عبد اّلل بن عمر عن أبيه املاضية يف‬

‫اجلمعة‪ " :‬اإلمام راع ومسئول عن رعيته "‪ ،‬وكذا يف اجلميع حبذف " وهو "‪ ،‬ويه مقدرة‪ ،‬وثبتت‬

‫يف االستقراض‪ .‬قوهل‪ ( :‬والرجل راع ىلع أهل بيته )‪ ،‬يف رواية سالم‪ " :‬يف أهل بيته "‪ .‬قوهل‪ ( :‬واملرأة‬

‫‪3‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫راعية ىلع أهل بيت زوجها ووَله )‪ ،‬يف رواية عبيد اّلل بن عمر‪ " :‬ىلع بيت بعلها "‪ ،‬ويف رواية‬

‫سالم‪ " :‬يف بيت زوجها "‪ ،‬ومثله ملوىس لكن قال‪ " :‬ىلع "‪ .‬قوهل‪ ( :‬وعبد الرجل راع ىلع مال‬

‫سيده)‪ ،‬يف رواية سالم‪ " :‬واخلادم راع يف مال سيده "‪ ،‬ويف رواية عبيد اّلل‪ " :‬والعبد " بدل " اخلادم‬

‫"‪ ،‬وزاد سالم يف روايته‪ " :‬وحسبت أنه قال "‪ ،‬ويف رواية االستقراض‪ " :‬سمعت هؤالء من رسول‬

‫اّلل صّل اّلل عليه وسلم‪ ،‬وأحسب انلب صّل اّلل عليه وسلم قال‪ :‬والرجل راع يف مال أبيه‬

‫ومسئول عن رعيته "‪ ،‬قال اخلطايب‪ :‬اشرتكوا؛ أي‪ :‬اإلمام والرجل ومن ذكر يف التسمية أي‪ :‬يف‬

‫الوصف بالرايع‪ ،‬ومعانيهم خمتلفة‪ ،‬فراعية اإلمام األعظم حياطة الرشيعة بإقامة احلدود والعدل‬

‫يف احلكم‪ ،‬وراعية الرجل أهله سياسته ألمرهم وإيصاهلم حقوقهم‪ ،‬وراعية املرأة تدبري أمر ابليت‬

‫واألوالد واخلدم‪ ،‬وانلصيحة للزوج يف لك ذلك‪ ،‬وراعية اخلادم حفظ ما تحت يده‪ ،‬والقيام بما‬

‫جيب عليه من خدمته‪ .‬قوهل‪ ( :‬أال فلككم راع وُككم مسئول عن رعيته )‪ ،‬يف رواية أيوب يف‬

‫انلاكح مثله‪ ،‬ويف رواية سالم يف اجلمعة‪ " :‬وُككم "‪ ،‬ويف االستقراض‪ " :‬فلككم "‪ ،‬ومثله يف رواية‬

‫نافع‪ ،‬قال الطيب يف هذا احلديث أن الرايع ليس مطلوبا ذلاته‪ ،‬وإنما أقيم حلفظ ما اسرتاعه‬

‫املالك‪ ،‬فينبيغ أن ال يترصف إال بما أذن الشارع فيه وهو تمثيل ليس يف ابلاب ألطف وال أمجع‬

‫وال أبلغ منه؛ فإنه أمجل أوال ثم فصل وأىت حبرف اتلنبيه مكررا‪ ،‬قال‪ :‬والفاء يف قوهل‪ " :‬أال فلككم‬

‫" جواب رشط حمذوف‪ ،‬وختم ما يشبه الفذلكة إشارة إىل استيفاء اتلفصيل‪ .‬وقال غريه‪ :‬دخل يف‬

‫هذا العموم املنفرد اذلي ال زوج هل وال خادم وال وَل‪ ،‬فإنه يصدق عليه أنه راع ىلع جوارحه‬

‫حىت يعمل املأمورات وجيتنب املنهيات فعفا ونطقا واعتقادا‪ ،‬فجوارحه وقواه وحواسه رعيته‪ ،‬وال‬

‫يلزم من االتصاف بكونه راعيا أن ال يكون مرعيا باعتبار آخر‪ .‬وجاء يف حديث أنس مثل‬

‫حديث ابن عمر‪ ،‬فزاد يف آخره‪ " :‬فأعدوا للمسألة جوابا‪ .‬قالوا‪ :‬وما جوابها؟ قال‪ :‬أعمال الَب "‪،‬‬

‫أخرجه ابن عدي والطَباين يف " األوسط "‪ ،‬وسنده حسن‪ ،‬وهل من حديث أيب هريرة‪ " :‬ما من راع‬

‫‪4‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫إال يسأل يوم القيامة أقام أمر اّلل أم أضاعه "‪ .‬والبن عدي بسند صحيح عن أنس‪ " :‬إن اّلل‬

‫سائل لك راع عما اسرتاعه حفظ ذلك أو ضيعه "‪ ،‬واستدل به ىلع أن امللكف يؤاخذ باتلقصري يف‬

‫أمر من هو يف حكمه‪ ،‬وترجم هل يف انلاكح " باب قوا أنفسكم وأهليكم نارا "‪ ،‬وىلع أن للعبد‬

‫أن يترصف يف مال سيده بإذنه‪ ،‬وكذا املرأة والوَل‪ ،‬وترجم لكراهة اتلطاول ىلع الرقيق‪ ،‬وتقدم‬

‫توجيهه هناك‪ .‬ويف هذا احلديث بيان كذب اخلَب اذلي افرتاه بعض املتعصبني بلن أمية‪ ،‬قرأت‬

‫يف " كتاب القضاء " أليب عيل الكرابييس‪ :‬أنبأنا الشافيع عن عمه هو حممد بن عيل قال‪ :‬دخل‬

‫ابن شهاب ىلع الويلد بن عبد امللك فسأهل عن حديث‪ " :‬إن اّلل إذا اسرتىع عبدا اخلفافة كتب‬

‫هل احلسنات ولم يكتب هل السيئات "‪ .‬فقال هل‪ :‬هذا كذب‪ ،‬ثم تفا‪ { :‬يا داود إنا جعلناك خليفة‬

‫يف األرض }‪ .‬إىل قوهل‪ { :‬بما نسوا يوم احلساب }‪ .‬فقال الويلد‪ :‬إن انلاس يلغروننا عن ديننا‪.‬‬

‫اجلزء رقم ‪ ،4:‬الصفحة رقم‪171:‬‬


‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ ْ‬
‫َّ َ‬
‫يل ْبن حم َّمد ‪ ،‬قاال ‪َ :‬حدثنَا َو هكيع ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ك هر ْبن أ هيب َشيْبَ َة ‪َ ،‬و َع ُّ‬ ‫‪ - 2319‬حدثنا أبو ب‬ ‫‪)4‬‬
‫ه‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم ‪" :‬‬ ‫ا‬ ‫ول‬‫س‬‫األ ْع َمش ‪َ ،‬ع ْن أَيب َصالح ‪َ ،‬ع ْن أَيب ه َريْ َر َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َ‬
‫ر‬
‫َ َّ َ َ ْ َ‬
‫حدثنا‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ام َف َق ْد أَ َط َ‬
‫اع هن‪َ ،‬و َم ْن‬
‫َ ََ ْ ََ َ‬
‫اع ْاإل َم َ‬ ‫ط‬ ‫أ‬ ‫ن‬‫م‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫َّ‬ ‫ّلل‬ ‫ا‬
‫ََ ْ َ َ‬
‫َص‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫اين‬ ‫اّلل َّ‪َ ،‬و َم ْن َع َ‬
‫ص‬ ‫اع َ‬ ‫َ ْ ََ َ ََ ْ ََ َ‬
‫من أطاع هن فقد أط‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ََ ْ‬
‫اإلمام فقد عص هاين "‪.‬رواه ابن ماجة كتاب اجلهاد طاعة اإلمام‬‫عَص ه‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح‬

‫حاشية السندي ىلع ابن ماجه‬

‫قوهل ( من أطاعن فقد أطاع اّلل ) أي ألين أحكم نيابة عنه وكذا اإلمام حيكم نيابة عن انلب‬

‫صّل اّلل عليه وسلم فاحلاصل أن طاعة انلائب طاعة لألصل ‪.‬‬

‫اجلزء رقم ‪ ،4:‬الصفحة رقم‪171:‬‬

‫‪5‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ َ‬
‫‪َ -2312‬حدثنَا حم َّمد ْبن بَشار ‪ ،‬قال ‪َ :‬حدثنَا حم َّمد ْبن َجعفر ‪ ،‬قال ‪َ :‬حدثنَا شعبَة ‪ ،‬ع ْن أ هيب هع ْم َران‬

‫َّ َ َ َ َ‬ ‫الربَ َذة َوقَ ْد أق َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َّ ْ َ َ َ‬ ‫ْ‬


‫اجل َ ْون ‪َ ،‬ع ْن َعبْد اّلل َّ بْن َّ‬
‫الصفاة‪ ،‬ف هإذا عبْد‬ ‫ت‬ ‫يم‬
‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫ىل‬‫إ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ت‬‫ان‬ ‫ه‬‫ن‬‫أ‬ ‫ر‬‫ذ‬ ‫يب‬
‫ه‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬ ‫م‬
‫ه ه‬ ‫ا‬ ‫الص‬ ‫ه ه ه‬ ‫ه‬
‫َّ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ‬
‫ب يتَأخر‪ ،‬فقال أبو ذر ‪ :‬أ ْو َص هاين خ هل هييل َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم أن أ ْس َم َع‪،‬‬ ‫يؤمهم‪ ،‬ف هقيل ‪ :‬هذا أبو ذر‪ ،‬فذه‬

‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ ْ ً َ َ ًّ َ َّ َ ْ َ‬
‫اف ‪.‬رواه ابن ماجة‬ ‫َ‬
‫وأ هطيع‪ ،‬وإهن اكن عبدا حب هشيا جمدع األطر ه‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح‬

‫اجلزء رقم ‪ ،9:‬الصفحة رقم‪11:‬‬

‫ََْ َ َ ْ َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ َّ َ َ ْ َ ْ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬


‫‪َ -7141‬حدثنَا ع َمر ْبن َحف هص ب ْ هن هغيَاث ‪ ،‬حدثنا أ هيب ‪ ،‬حدثنا األعمش ‪ ،‬حدثنا سعد بن عبيدة ‪ ،‬عن أ هيب‬
‫ْ‬ ‫َ‬

‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َّ ً َ َ َّ َ َ َ ْ ْ َ ً‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ َّ ُّ َ َّ‬ ‫ْحن ‪َ ،‬ع ْن َعيل َر ه َ‬ ‫الر ْ َ‬


‫َعبْ هد َّ‬
‫َسية‪ ،‬وأمر علي ههم رجفا‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬ ‫ّل‬ ‫ض اّلل َّ عنه قال ‪ :‬بعث انل هب ص‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َّ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َّ ُّ َّ‬ ‫َََ َ ْ َ ْ‬ ‫َ َْ‬
‫األن ْ َ‬
‫ب َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم أن‬ ‫ه‬ ‫انل‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬‫ه‬‫ه‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫ب‬‫ض‬‫ه‬ ‫غ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫وه‬‫يع‬ ‫ط‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫م‬‫ه‬‫ر‬‫م‬ ‫أ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ار‬
‫ه‬ ‫ص‬ ‫همن‬
‫َ َ ْ ْ َ َ َ َ ْ ْ َ َ ً َ َ ْ َ ْ ْ َ ً َّ َ َ ْ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫يها‪ .‬ف َج َمعوا‬ ‫ون ؟ قالوا ‪ :‬بَّل‪ .‬قال ‪َ :‬ع َزمت عليكم لما مجعتم حطبا وأوقدتم نارا‪ ،‬ثم دخلتم هف‬ ‫ت هطيع ه‬
‫َ َ َ ْ ْ َّ َ َ ْ َ َّ َّ َّ‬
‫ب َصّل‬ ‫انل‬ ‫ا‬‫ن‬‫ع‬‫ب‬ ‫ت‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫م‬‫ه‬ ‫ض‬‫ع‬‫ب‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫‪،‬‬ ‫ض‬‫ع‬
‫ََ َ َْ َْ ْ َ َْ‬
‫ب‬ ‫ىل‬‫إ‬ ‫م‬‫ه‬ ‫ض‬‫ع‬‫ب‬ ‫ر‬‫ظ‬ ‫ن‬‫ي‬ ‫ام‬‫ق‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ول‬‫خ‬ ‫اَل‬ ‫َح َطبًا‪ ،‬فَأَ ْوقَدوا نَ ً‬
‫ارا‪ ،‬فَلَ َّما َه ُّموا ب ُّ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ ً َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ‬
‫ك ؛ إ ْذ َ َ‬
‫ت انلَّار َو َسك َن غ َضبه‪ ،‬فذ هك َر‬ ‫َخ َ‬
‫ه‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫اّلل َّ علي هه وسلم هفرارا همن انل ه‬
‫ار‪ ،‬أفندخلها ؟ فبينما هم كذل ه‬

‫وف "‪.‬رواه‬‫ر‬‫ع‬
‫َْ ْ‬
‫م‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫وها َما َخ َرجوا منْ َها أَبَ ًدا‪ ،‬إ َّن َما َّ‬
‫الط َ‬
‫اع‬
‫َْ َ َ َ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫لهلن هب َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم فقال ‪ " :‬لو دخل‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬

‫ابلخاري‬

‫ْ ً‬ ‫َ َ‬ ‫َّ ْ َ َّ َ ْ‬
‫ل َمامه َما ل ْم تك ْن َمع هصيَة‬ ‫َ‬
‫باب السم هع والطاع هة ل ه ه‬ ‫‪)1‬‬

‫ّلل َّ َر ه َ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َّ‬


‫ض‬ ‫اّلل َّ ‪ ،‬حدث هن نافهع ‪ ،‬عن عب هد ا ه‬
‫‪ -7144‬حدثنا مسدد ‪ ،‬حدثنا حيي بن س هعيد ‪ ،‬عن عبي هد ه‬
‫يما أَ َحبَّ‬
‫ىلع ال ْ َم ْر هء الْم ْسلم ف َ‬
‫َّ ْ َ َّ َ َ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫اّلل َّ َعنْه‪َ ،‬عن َّ‬
‫انل هب َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم قال ‪ " :‬السمع والطاعة‬
‫هه ه‬ ‫ه‬
‫ََ َ َ َْ َْْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ََ َ َْ ََ َ ََ‬
‫اعة "‪ .‬رواه ابلخاري اجلزء رقم ‪،9:‬‬ ‫وك هره‪ ،‬ما لم يؤمر بهمع هصية‪ ،‬ف هإذا أ همر بهمع هصية‪ ،‬ففا سمع وال ط‬

‫الصفحة رقم‪11:‬‬

‫‪6‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫َ‬ ‫‪َ -7142‬ح َّد َثنَا م َس َّدد ‪َ ،‬ح َّد َثنَا َحيْ َي ‪َ ،‬ع ْن ش ْعبَ َة ‪َ ،‬ع ْن أَيب َّ‬
‫اح ‪َ ،‬ع ْن أن َ هس بْن َمالهك َر ه َ‬
‫ض اّلل َّ‬ ‫ه‬ ‫اتل َّ‬
‫ي‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ْ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َعنْه قَ َال ‪ :‬قَ َال َرسول اّلل َّ َص َّّل اّلل َّ َعلَيْه َو َسلَّ َم ‪ْ " :‬‬
‫استع همل َعليْك ْم عبْد‬ ‫اس َمعوا َوأ هطيعوا‪َ ،‬وإه هن‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ َ َّ ْ‬
‫ش كأن َرأ َسه َزبهيبَة "‪.‬رواه ابلخاري اجلزء رقم ‪ ،9:‬الصفحة رقم‪12:‬‬‫َحبَ ه ي‬

‫فتح ابلاري برشح صحيح ابلخاري‬

‫األول‪ :‬قوهل‪ ( :‬عن أيب اتلياح ) بمثناة مفتوحة وتحتانية مشددة وآخره مهملة‪ ،‬وهو يزيد بن ْحيد‬

‫الضبيع‪ ،‬وتقدم يف الصفاة من وجه آخر اتلرصيح بقول شعبة‪ " :‬حدثن أبو اتلياح "‪ .‬قوهل‪ ( :‬اسمعوا‬

‫وأطيعوا وإن استعمل ) ‪ -‬بضم املثناة ‪ -‬ىلع ابلناء للمجهول‪ ،‬أي‪ :‬جعل اعمفا بأن أمر إمارة اعمة‬

‫ىلع ابلدل مثفا أو ويل فيها والية خاصة اكإلمامة يف الصفاة‪ ،‬أو جباية اخلراج‪ ،‬أو مبارشة احلرب‪،‬‬

‫فقد اكن يف زمن اخللفاء الراشدين من جيتمع هل األمور اثلفاثة ومن خيتص ببعضها‪ .‬قوهل‪:‬‬

‫(حبش) ‪ -‬بفتح املهملة واملوحدة بعدها معجمة ‪ -‬منسوب إىل احلبشة‪ ،‬ومىض يف الصفاة يف "‬

‫باب إمامة العبد " عن حممد بن بشار عن حيي القطان بلفظ‪ " :‬اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل‬

‫حبش "‪ ،‬وفيه بعد باب من رواية غندر عن شعبة بلفظ‪ " :‬قال انلب صّل اّلل عليه وسلم أليب‬

‫ذر‪ :‬اسمع وأطع ولو حلبش "‪ ،‬وقد أخرج مسلم من طريق غندر عن شعبة بإسناد آخر إىل أيب ذر‬

‫أنه انته إىل الربذة فإذا عبد يؤمهم‪ ،‬فذهب يتأخر ألجل أيب ذر فقال أبو ذر‪ " :‬أوصاين خلييل "‪،‬‬

‫فذكر حنوه‪ ،‬وظهرت بهذه الرواية احلكمة يف ختصيص أيب ذر باألمر يف هذه الرواية‪ ،‬وقد جاء يف‬

‫حديث آخر األمر بذلك عموما‪ ،‬وملسلم أيضا من حديث أم احلصني‪ " :‬اسمعوا وأطيعوا ولو‬

‫استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب اّلل "‪ .‬قوهل‪ ( :‬كأن رأسه زبيبة ) واحدة الزبيب املأكول‬

‫املعروف الاكئن من العنب إذا جف‪ ،‬وإنما شبه رأس احلبش بالزبيبة تلجمعها ولكون شعره‬

‫أسود‪ ،‬وهو تمثيل يف احلقارة وبشاعة الصورة وعدم االعتداد بها‪ ،‬وقد تقدم رشح هذا احلديث‬

‫مستوىف يف " كتاب الصفاة "‪ ،‬ونقل ابن بطال عن املهلب قال‪ :‬قوهل‪ " :‬اسمعوا وأطيعوا " ال يوجب‬

‫‪7‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫أن يكون املستعمل للعبد إال إمام قريش؛ ملا تقدم أن اإلمامة ال تكون إال يف قريش‪ ،‬وأمجعت‬

‫األمة ىلع أنها ال تكون يف العبيد‪ .‬قلت‪ :‬وحيتمل أن يسىم عبدا باعتبار ما اكن قبل العتق‪ ،‬وهذا‬

‫ُكه إنما هو فيما يكون بطريق االختيار‪ ،‬وأما لو تغلب عبد حقيقة بطريق الشوكة فإن طاعته‬

‫جتب إَخادا للفتنة ما لم يأمر بمعصية كما تقدم تقريره‪ ،‬وقيل‪ :‬املراد أن اإلمام األعظم إذا‬

‫استعمل العبد احلبش ىلع إمارة بدل مثفا وجبت طاعته‪ ،‬وليس فيه أن العبد احلبش يكون‬

‫هو اإلمام األعظم‪ .‬وقال اخلطايب‪ :‬قد يرضب املثل بما ال يقع يف الوجود‪ ،‬يعن‪ :‬وهذا من ذاك‪ ،‬أطلق‬

‫العبد احلبش مبالغة يف األمر بالطاعة وإن اكن ال يتصور رشاع أن ييل ذلك‪.‬‬

‫ََْ َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ َّ َ َ ْ َ ْ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬


‫‪َ -7141‬حدثنَا ع َمر ْبن َحف هص ب ْ هن هغيَاث ‪ ،‬حدثنا أ هيب ‪ ،‬حدثنا األعمش ‪ ،‬حدثنا سعد بن عبيدة ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪)1‬‬

‫ب َص َّّل اّلل َّ َعلَيْ هه َو َسلَّ َم ََس َّي ًة‪َ ،‬وأَ َّمرَ‬ ‫َْ َ َ ََ َ‬
‫ث َّ‬
‫انل ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َّ ْ‬
‫عن أ هيب عب هد الرْح هن ‪ ،‬عن ع هيل ر هض اّلل َّ عنه قال ‪ :‬بع‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫َ َ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َّ ُّ َّ‬ ‫َََ َ ْ َ ْ‬ ‫َ َْ ْ َ ً َ َْ‬
‫األن ْ َ‬
‫ب َصّل‬ ‫ه‬ ‫انل‬ ‫ر‬‫م‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬‫ه‬‫ه‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫ب‬‫ض‬‫ه‬ ‫غ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫وه‬‫يع‬‫ط‬‫ه‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫م‬‫ه‬‫ر‬‫م‬ ‫أ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ار‬
‫ه‬ ‫ص‬ ‫علي ههم رجفا همن‬

‫مج ْعت ْم َح َطبًا َوأَ ْوقَ ْدت ْم نَ ً‬


‫ارا‪،‬‬ ‫اّلل َّ َعلَيْه َو َسلَّ َم أَ ْن تطيعون ؟ قَالوا ‪ :‬بَ َّل‪ .‬قَ َال ‪َ :‬ع َز ْمت َعلَيْك ْم ل َ َما َ َ‬
‫ه ه‬ ‫ه‬
‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ َْ‬
‫ام ينظر َبعضه ْم إهىل َبعض‪،‬‬ ‫ول‪ ،‬فق‬‫خ‬ ‫اَل‬ ‫يها‪ .‬فَ َج َمعوا َح َطبًا‪ ،‬فَأَ ْوقَدوا نَ ً‬
‫ارا‪ ،‬فَلَ َّما َه ُّموا ب ُّ‬ ‫ث َّم َد َخلْت ْم ف َ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ ً َ َّ َ َ ْ‬ ‫َ َ َ ْ ْ َّ َ َ ْ َ َّ َّ َ َّ‬
‫ار‪ ،‬أفنَدخل َها؟ فبَينَ َما ه ْم كذلهك‬
‫ه‬ ‫انل‬ ‫ن‬‫م‬‫ه‬ ‫ا‬‫ار‬‫ر‬‫ف‬
‫ه‬ ‫م‬‫ل‬ ‫س‬‫و‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫َّ‬ ‫ّلل‬ ‫ا‬ ‫ّل‬ ‫قال بعضهم ‪ :‬هإنما ت هبعنا انل هب ص‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫؛ إ ْذ َ َ‬
‫انلار َو َسك َن غ َضبه‪ ،‬فذ هك َر لهلن هب َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم فقال ‪ " :‬ل ْو دخلوها َما خ َرجوا‬
‫َخ َد هت َّ‬
‫ه‬
‫َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ َ ً َّ‬
‫وف "‪ .‬رواه ابلخاري اجلزء رقم ‪ ،9:‬الصفحة رقم‪11:‬‬
‫همنها أبدا‪ ،‬إهنما الطاعة هيف المعر ه‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫اّلل َّ ‪ ،‬ع ْن نافهع ‪َ ،‬ع هن اب ْ هن ع َم َر ‪َ ،‬ع هن‬
‫‪ -1319‬حدثنا قتيبة بن س هعيد ‪ ،‬حدثنا يلْث ‪ ،‬عن عبي هد ه‬ ‫‪)7‬‬
‫َ َ َ َّ َ َ َ َّ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َْ ْ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َّ َ َ‬ ‫َّ‬
‫انل هب َصّل اّلل َّ علي هه وسلم‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬ىلع المر هء المس هل هم السمع والطاعة هفيما أحب وك هره‪ ،‬هإال أن‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬

‫ََْ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ ََ َ َْ ََ َ ََ‬
‫اعة‪.‬رواه مسلم اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪11:‬‬ ‫يؤمر بهمع هصية‪ ،‬ف هإن أ همر بهمع هصية ففا سمع‪ ،‬وال ط‬

‫‪8‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫َْ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫‪َ -1341‬حدثنَا حم َّمد ْبن المث َّىن ‪َ ،‬و ْابن بَشار ‪َ -‬واللفظ هالب ْ هن المث َّىن ‪ -‬قاال ‪َ :‬حدثنَا حم َّمد ْبن َجعفر ‪،‬‬ ‫‪)3‬‬
‫َ َّ َ َ‬ ‫الر ْْحَن ‪َ ،‬ع ْن َ‬
‫َّ‬ ‫َح َّد َثنَا ش ْعبَة ‪َ ،‬ع ْن زبَيْد ‪َ ،‬ع ْن َس ْعد بْن عبَيْ َد َة ‪َ ،‬ع ْن أَيب َعبْ‬
‫ّلل َّ‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫ول‬‫س‬‫ر‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫يل‬
‫ه‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫د‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬
‫َْ‬ ‫َ ََ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ ْ ً َ َ َّ َ َ َ ْ ْ َ ً َ َ ْ َ َ َ ً َ َ ْ‬ ‫َّ‬
‫ارا‪َ ،‬وقال ‪ :‬ادخلوها‪ .‬فأ َراد ناس أن‬ ‫َصّل اّلل َّ علي هه وسلم بعث جيشا‪ ،‬وأمر علي ههم رجفا‪ ،‬فأوقد ن‬
‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫َْ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫اّلل صّل اّلل علي هه وسلم‪ ،‬فقال‬ ‫ول ه‬
‫يدخلوها‪ ،‬وقال الخرون ‪ :‬إهنا قد فررنا همنها‪ .‬فذ هكر ذلهك لهرس ه‬
‫ََ َ ْ َ َ ًَْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ ْ َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫َّلين أرادوا أن يدخلوها ‪ " :‬لو دخلتموها لم تزالوا هفيها إهىل يومه ال هقيام هة "‪ .‬وقال لهْلخ هرين قوال‬
‫له ه‬
‫َْ ْ‬ ‫َّ َ َّ َ‬ ‫َ َ ََ َ ْ َ‬ ‫َ َ ً َ َ‬
‫حسنا‪َ ،‬وقال ‪ " :‬ال طاعة هيف مع هصي هة ا ه‬
‫ّلل َّ‪ ،‬هإنما الطاعة هيف المعر ه‬
‫وف "‪ .‬رواه مسلم كتاب اإلمارة‬

‫باب وجوب طاعة اإلمراء يف غري معصية‬


‫َّ َ‬ ‫َ َ َ ْ َْ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬
‫وب ‪ ،‬قال َس هعيد‪َ ،‬حدثنَا‬‫‪َ -1311‬و َحدثنَا َس هعيد ْبن َمنصور ‪َ ،‬وقتَيبَة ْبن َس هعيد ‪ ،‬هالكهما عن يعق‬ ‫‪)9‬‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫الر ْْحَن‪َ ،‬ع ْن أَيب َحازم ‪َ ،‬ع ْن أَيب َصالح َّ‬
‫َي ْعقوب ْبن َعبْ هد َّ‬
‫ان ‪ ،‬ع ْن أ هيب ه َريْ َرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال َرسول‬
‫ه‬ ‫م‬‫الس َّ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ْ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ْ َ َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َّ َ َ‬ ‫اّلل َّ َص َّّل اّلل َّ َعلَيْ هه َو َسلَّ َ‬
‫رس َك‪َ ،‬و َمنش هطك‪َ ،‬و َمك َر ههك‪،‬‬
‫ه‬ ‫ي‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬‫رس‬
‫ه‬ ‫ع‬ ‫يف‬
‫ه‬ ‫ة‬ ‫اع‬ ‫الط‬‫و‬ ‫ع‬‫م‬ ‫الس‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫َوأث َرة َعليْك "رواه مسلم اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪ 14:‬كتاب اإلمارة باب وجوب طاعة اإلمراء‬

‫يف غري معصية‬


‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َ‬
‫‪َ -2311‬حدثنَا س َويْد ْبن َس هعيد ‪ ،‬قال ‪َ :‬حدثنَا حي َي ْبن سليْم ح َو َحدثنَا ههشام ْبن ع َّمار ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫‪)11‬‬

‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َْ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َّ‬ ‫َ َّ َ َ ْ َ‬


‫اس هم ب ْ هن عبْ هد‬ ‫ْ‬
‫اّلل َّ بن عثمان ب هن خثيم ‪ ،‬ع هن الق ه‬
‫اعيل بن عياش ‪ ،‬قاال ‪ :‬حدثنا عبد ه‬
‫حدثنا إهسم ه‬
‫ب َص َّّل اّلل َّ َعلَيهْ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫الر ْ َ‬
‫ْحن بْن َعبْد اّلل َّ بْن َم ْ‬ ‫َّ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫انل‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ود‬‫ع‬‫س‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫ه‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫ّلل‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫د‬
‫ه‬ ‫ب‬‫ع‬ ‫ه‬ ‫ه‬‫د‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ي‬‫ب‬
‫ه‬ ‫أ‬ ‫ن‬‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ود‬‫ع‬‫س‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬
‫َ َّ َ َ َ‬ ‫َ ُّ َّ َ َ َ ْ َ َ ْ ْ‬ ‫َو َسلَّ َم قَ َال ‪َ " :‬سيَيل أم َ‬
‫ورك ْم َب ْعدي ر َجال ي ْ‬
‫الصفاة ع ْن‬ ‫ابلد َع هة‪َ ،‬وي َؤخرون‬
‫ه ه‬ ‫ب‬ ‫ون‬‫ل‬ ‫م‬ ‫ع‬‫ي‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫ة‬‫ن‬‫الس‬ ‫ون‬‫ئ‬‫ف‬‫ه‬ ‫ط‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َْ ََْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََْْ ْ ََْ َْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫م َوا هقي هتها "‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول ه‬
‫اّلل َّ‪ ،‬هإن أدركتهم ؛ كيف أفعل ؟ قال ‪ :‬تسأل هن يا ابن أم عبد كيف‬

‫َت ْف َعل ؟ " َال َط َ‬


‫اع َة ل ه َم ْن َع ََص َ‬
‫اّلل َّ "‪.‬رواه ابن ماجة اجلزء رقم ‪ ،4:‬الصفحة رقم‪179:‬‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح‬

‫‪9‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫َ َ‬ ‫َّ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ َ‬
‫‪َ -2311‬حدثنَا حم َّمد ْبن بَشار ‪َ ،‬وأبو بهرش بَكر ْبن خلف ‪ ،‬قاال ‪َ :‬حدثنَا حي َي ْبن َس هعيد ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫‪)11‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه‬ ‫ا‬ ‫ول‬‫س‬‫اح ‪َ ،‬ع ْن أَن َس بْن َمالك قَ َال ‪ :‬قَ َال َ‬
‫ر‬ ‫ه‬ ‫اتل َّ‬
‫ي‬ ‫َّ‬ ‫و‬‫ب‬
‫َ َّ َ َ ْ َ َ َ َ َّ َ َ‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدث هن أ‬
‫ه‬ ‫ه ه ه‬
‫َ َ َّ ْ‬ ‫اس َمعوا‪َ ،‬وأَطيعوا‪َ ،‬وإن ْ‬
‫َو َسلَّ َم ‪ْ " :‬‬
‫ش كأن َرأ َسه َزبهيبَة "‪.‬رواه ابن ماجة‬‫است ْع هم َل َعلَيْك ْم َعبْد َحبَ ه ي‬ ‫هه‬ ‫ه‬

‫اجلزء رقم ‪ ،4:‬الصفحة رقم‪ 171:‬كتاب اجلهاد باب طاعة اإلمام‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح‬

‫حاشية السندي ىلع ابن ماجه‬

‫قوهل ( وإن استعمل عليكم ) أي ولو جعل اخلليفة بعض عبيده أمريا عليكم ففا يرد أن العبد ال‬

‫يصلح للخفافة ىلع أن املطلوب املبالغة ففا يلتفت إىل مثل هذا ( زبيبة ) أي صغرية قدر الزبيبة‬

‫وهذا من عفامة قلة عقله وكرثة ْحقه واّلل أعلم ‪.‬‬

‫ْ َ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ‬


‫اح ‪ ،‬ع ْن شعبَة ‪ ،‬ع ْن حي َي ب ْ هن‬ ‫‪َ -2311‬حدثنَا أبو بَك هر ْبن أ هيب شيبَة ‪ ،‬قال ‪َ :‬حدثنَا َو هكيع ْبن اجل َ َّر ه‬ ‫‪)12‬‬
‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ‬ ‫َ ْ َ َّ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫ّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم يقول ‪ " :‬هإن أم َر‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫ول‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ه‬ ‫س‬ ‫‪:‬‬ ‫ت‬‫ال‬ ‫ق‬ ‫ني‬
‫ه‬ ‫ص‬‫احل‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ه‬
‫هه‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ني‬
‫احلص ه‬
‫ادك ْم بكتَ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ ََ‬ ‫َ َ ْ ْ َ ْ َ َ ي َ َّ‬
‫ّلل َّ "‪.‬رواه ابن ماجة‬ ‫ا‬
‫ه ه ه ه‬ ‫اب‬ ‫ق‬ ‫ا‬‫م‬ ‫وا‬ ‫يع‬‫ط‬‫ش جمدع ؛ فاسمعوا هل‪ ،‬وأ ه‬ ‫عليكم عبد حب ه‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح‬

‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫‪َ -7111‬ح َّد َثنَا م َس َّدد ‪َ ،‬ع ْن َعبْ هد ال ْ َ‬


‫ث ‪َ ،‬ع هن اجلع هد ‪ ،‬عن أ هيب رجاء ‪ ،‬ع هن اب هن عباس ‪ ،‬ع هن انل هب‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ار ه‬
‫ه‬ ‫و‬ ‫‪)11‬‬

‫السل ْ َطان ش َْباً‬ ‫َص َّّل اّلل َّ َعلَيْه َو َسلَّ َم قَ َال ‪َ " :‬م ْن َكر َه م ْن أَمريه َشيْئًا فَلْيَ ْص ْ‬
‫َب ؛ فَإنَّه َم ْن َخ َر َج م َن ُّ‬
‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه ه هه‬ ‫ه‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫َمات هميتَة َجا هه هل َّية "‪.‬رواه ابلخاري كتاب األحاكم باب السمع والطاعة للمام ما لم تكن‬

‫معصية‪ ،‬اجلزء رقم ‪ ،9:‬الصفحة رقم‪47:‬‬

‫فتح ابلاري برشح صحيح ابلخاري‬

‫احلديث اثلالث والرابع‪ :‬حديث ابن عباس من وجهني‪ :‬يف اثلاين اتلرصيح باتلحديث‪ ،‬والسماع يف‬

‫موضيع العنعنة يف األول‪ .‬قوهل‪ ( :‬عبد الوارث ) هو ابن سعيد‪ ،‬و ( اجلعد ) هو أبو عثمان املذكور‬

‫‪11‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫يف السند اثلاين‪ ،‬و ( أبو رجاء ) هو العطاردي‪ ،‬واسمه عمران‪ .‬قوهل‪( :‬من كره من أمريه شيئا‬

‫فليصَب)‪ ،‬زاد يف الرواية اثلانية‪ " :‬عليه "‪ .‬قوهل‪ ( :‬فإنه من خرج من السلطان ) أي‪ :‬من طاعة‬

‫السلطان‪ ،‬ووقع عند مسلم‪ " :‬فإنه ليس أحد من انلاس خيرج من السلطان "‪ ،‬ويف الرواية اثلانية‪:‬‬

‫" من فارق اجلماعة "‪ .‬وقوهل‪ ( :‬شَبا ) ‪ -‬بكرس املعجمة وسكون املوحدة ‪ -‬ويه كناية عن‬

‫معصية السلطان وحماربته‪ .‬قال ابن أيب مجرة‪ :‬املراد باملفارقة‪ :‬السيع يف حل عقد ابليعة اليت‬

‫حصلت ذللك األمري ولو بأدىن يشء‪ ،‬فكن عنها بمقدار الشَب؛ ألن األخذ يف ذلك يئول إىل‬

‫سفك اَلماء بغري حق‪ .‬قوهل‪ ( :‬مات ميتة جاهلية )‪ ،‬يف الرواية األخرى‪ " :‬فمات‪ ،‬إال مات ميتة‬

‫جاهلية "‪ ،‬ويف رواية ملسلم‪ " :‬فميتته ميتة جاهلية "‪ ،‬وعنده يف حديث ابن عمر ‪ -‬رفعه ‪ " :-‬من‬

‫خلع يدا من طاعة ليق اّلل وال حجة هل‪ ،‬ومن مات وليس يف عنقه بيعة مات ميتة جاهلية "‪،‬‬

‫قال الكرماين‪ :‬االستثناء هنا بمعىن االستفهام اإلنكاري‪ ،‬أي‪ :‬ما فارق اجلماعة أحد إال جرى‬

‫هل كذا‪ ،‬أو حذفت " ما " ف ي مقدرة‪ ،‬أو " إال " زائدة أو اعطفة ىلع رأي الكوفيني‪ ،‬واملراد بامليتة‬

‫اجلاهلية ‪ -‬ويه بكرس امليم ‪ -‬حالة املوت كموت أهل اجلاهلية ىلع ضفال وليس هل إمام مطاع؛‬

‫ألنهم اكنوا ال يعرفون ذلك‪ ،‬وليس املراد‪ :‬أنه يموت اكفرا‪ ،‬بل يموت اعصيا‪ ،‬وحيتمل أن يكون‬

‫التشبيه ىلع ظاهره‪ ،‬ومعناه‪ :‬أنه يموت مثل موت اجلاهيل وإن لم يكن هو جاهليا‪ ،‬أو‪ :‬أن ذلك‬

‫ورد مورد الزجر واتلنفري‪ ،‬وظاهره غري مراد‪ ،‬ويؤيد أن املراد باجلاهلية‪ :‬التشبيه قوهل يف احلديث‬

‫الخر‪ " :‬م ن فارق اجلماعة شَبا فكأنما خلع ربقة اإلسفام من عنقه "‪ ،‬أخرجه الرتمذي وابن‬

‫خزيمة وابن حبان‪ ،‬ومصححا من حديث احلارث بن احلارث األشعري يف أثناء حديث طويل‪،‬‬

‫وأخرجه الزبار والطَباين يف " األوسط " من حديث ابن عباس‪ ،‬ويف سنده خليد بن دعلج وفيه‬

‫مقال‪ ،‬وقال‪ " :‬من رأسه " بدل " عنقه "‪ ،‬قال ابن بطال‪ :‬يف احلديث حجة يف ترك اخلروج ىلع‬

‫السلطان ولو جار‪ ،‬وقد أمجع الفقهاء ىلع وجوب طاعة السلطان املتغلب واجلهاد معه‪ ،‬وأن طاعته‬

‫‪11‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫خري من اخلروج عليه؛ ملا يف ذلك من حقن اَلماء وتسكني اَلهماء‪ ،‬وحجتهم هذا اخلَب وغريه‬

‫مما يساعده‪ ،‬ولم يستثنوا من ذلك إال إذا وقع من السلطان الكفر الرصيح ففا جتوز طاعته يف‬

‫ذلك‪ ،‬بل جتب جماهدته ملن قدر عليها كما يف احلديث اذلي بعده‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ ْ ََ ََ َ ْ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬


‫‪َ -7117‬حدثنَا حم َّمد ْبن َع ْر َع َرة ‪َ ،‬حدثنَا شعبَة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أن هس ب هن مالهك ‪ ،‬عن أسي هد ب هن‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪)14‬‬

‫ت ف َفانًا َولَمْ‬‫استَ ْع َملْ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ‬


‫ول اّلل َّ‪ْ ،‬‬ ‫َ ْ َ َّ َ ً َ َ َّ َّ َ َّ‬
‫ه‬ ‫حضري ‪ ،‬أن رجفا أىت انل هب صّل اّلل َّ علي هه وسلم فقال ‪ :‬يا رس‬
‫َ َّ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َََ ً َ‬ ‫َّ ْ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫رت ْون َبع هدي أثرة ‪ ،‬فاص هَبوا حىت تلقو هن "‪.‬رواه ابلخاري‪ ،‬كتاب الفنت‬
‫ْ‬ ‫ت ْستَع همل هن ؟ قال ‪ " :‬هإنكم س‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫باب قول انلب َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم سرتون بعدي أمورا ترتكونها اجلزء رقم ‪ ،9:‬الصفحة رقم‪47:‬‬

‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َْ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ َ َ‬


‫‪َ -1341‬حدثنَا حم َّمد ْبن المث َّىن ‪َ ،‬وحم َّمد ْبن بَشار ‪ ،‬قاال ‪َ :‬حدثنَا حم َّمد ْبن َجعفر ‪َ ،‬حدثنَا شعبَة ‪،‬‬ ‫‪)11‬‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ َ َّ َ ً َ ْ َ‬
‫األن ْ َ‬ ‫اد َة حيَدث َع ْن أَنَس بْن َمالك ‪َ ،‬ع ْن أ َسيْد ب ْ‬
‫َ َ َ ْ ََ َ‬
‫ار خفا‬
‫ه‬ ‫ص‬ ‫ن‬‫م‬‫ه‬ ‫فا‬‫ج‬‫ر‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ري‬ ‫ض‬‫ح‬ ‫ن‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫قال ‪ :‬س همعت قت‬
‫َّ‬ ‫َ َ ْ ََْ ْ َ َ ً ََ َ‬ ‫َّ َ َ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ت ففانا ؟ فقال ‪ " :‬هإنك ْم‬‫اّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم‪ ،‬فقال ‪ :‬أال ت ْستَع همل هن كما استعمل‬
‫ول ه‬ ‫َ‬
‫بهرس ه‬
‫ََ ْ‬ ‫ََْ‬ ‫َستَلْ َق ْو َن َب ْعدي أَثَ َر ًة ‪ ،‬فَ ْ‬
‫اص هَبوا َح َّىت تلق ْو هن ىلع احل َ ْو هض رواه مسلم اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪19:‬‬ ‫ه‬

‫كتاب اإلمارة باب األمر بالصَب عند ظلم الوالة واستئثارهم‬

‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َْ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ َ َ‬


‫‪َ - 1341‬حدثنَا حم َّمد ْبن المث َّىن ‪َ ،‬وحم َّمد ْبن بَشار ‪ ،‬قاال ‪َ :‬حدثنَا حم َّمد بْن َجعفر ‪َ ،‬حدثنَا شعبَة ‪،‬‬ ‫‪)11‬‬
‫َ َ َ ََ َ َ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َْ َ‬
‫يد اجل ْع هُِّ‬ ‫اك ب ْ هن َح ْرب ‪ ،‬ع ْن َعلق َمة ب ْ هن َوائهل احلرض هم ‪ ،‬عن أ هبي هه ‪ ،‬قال ‪ :‬سأل سلمة بن ي هز‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫عن هسم ه‬

‫ت َعلَيْنَا أ َم َراء ي َ ْسأَلونَا َح َّقهم‪ْ،‬‬ ‫ت إ ْن قَ َ‬


‫ام ْ‬ ‫ب اّلل َّ‪ ،‬أَ َرأَي ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ‬
‫ن‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬‫ل‬ ‫س‬‫و‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬
‫َ َّ‬
‫ّل‬ ‫ص‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬
‫َ َ‬
‫ول‬‫رس‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬

‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َّ َ َ َ‬


‫ويمنعونا حقنا‪ ،‬فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه‪ ،‬ثم سأهل‪ ،‬فأعرض عنه‪ ،‬ثم سأهل هيف اثلا هني هة ‪ -‬أو هيف‬

‫اس َمعوا َوأَطيعوا ؛ فَإ َّن َما َعلَيْه ْم َما ْحلوا‪َ ،‬و َعلَيْكمْ‬ ‫األ ْش َعث ْبن قَيْس‪َ .‬وقَ َال ‪ْ " :‬‬ ‫َ َ ََ َْ‬
‫اثلَّ هاثلَ هة ‪ -‬فجذبه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫اع هة األ َم َراءه‪َ ،‬و هإن َمنَعوا احلقوق‬ ‫َما ْحلت ْم‪ .‬رواه مسلم كتاب اإلمارة بَاب ‪ :‬هيف ط‬
‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ َ ْ َ ْ‬ ‫َّ َ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ‬
‫‪َ -7112‬حدثنَا م َسدد ‪َ ،‬حدثنَا حي َي ْبن َس هعيد ‪َ ،‬حدثنَا األع َمش ‪َ ،‬حدثنَا َزيْد ْبن َوهب ‪،‬‬ ‫‪)17‬‬

‫رت ْو َن َب ْعدي أَثَ َر ًة َوأم ً‬


‫ورا‬ ‫َسم ْعت َعبْ َد اّلل َّ قَ َال ‪ :‬قَ َال َنلَا َرسول اّلل َّ َ‬
‫ص َّّل اّلل َّ َعلَيْه َو َسلَّ َم ‪ " :‬إنَّك ْم َس َ َ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬

‫‪12‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫ْ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُّ َ ْ ْ َ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َْ َ َ َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ْ‬
‫اّلل َّ ؟ قال ‪ " :‬أدوا هإيل ههم حقهم‪ ،‬وسلوا اّلل َّ حقكم ‪.‬رواه‬
‫كرونها "‪ .‬قالوا ‪ :‬فما تأمرنا يا رسول ه‬
‫تن ه‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ابلخاري اجلزء رقم ‪ ،9:‬الصفحة رقم‪ 47:‬كتاب الفنت باب قول انلب َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم سرتون‬

‫بعدي أمورا ترتكونها‬

‫باب اتباع سنة اخللفاء الرشدين املهديني‬

‫َّ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫اعيل بْن ب ْرش بْن َمنْصور ‪َ ،‬وإ ْس َحاق بْن إب ْ َرا هه َ‬ ‫‪َ -41‬ح َّد َثنَا إ ْس َ‬
‫الس َّواق ‪ ،‬قاال ‪َ :‬حدثنَا عبْد‬
‫يم َّ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫‪)13‬‬

‫َ‬
‫ْح هن ب ْ هن ع ْمرو‬ ‫ْحن ْبن َم ْه هدي ‪َ ،‬ع ْن م َعاويَ َة بْن َصا هلح ‪َ ،‬ع ْن َض ْم َر َة بْن َحبيب ‪َ ،‬ع ْن َعبْ هد َّ‬
‫الر ْ َ‬ ‫الر ْ َ‬
‫َّ‬
‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫اّلل َّ َص َّّل اّلل َّ َعلَيْ هه َو َسلَّمَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َّ َ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫ُّ َ‬
‫ارية يقول ‪ :‬وعظنا رسول ه‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫اض‬ ‫ب‬ ‫ر‬‫ع‬‫ه‬ ‫ال‬ ‫ع‬‫م‬‫ه‬ ‫س‬ ‫ه‬‫ن‬‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬‫السل ه‬
‫َّ َ َ َ‬ ‫َ َْ َ َ َ‬ ‫َ ْ َْ ْ‬ ‫َْ َ ً َََ ْ َْ ْ‬
‫ّلل َّ‪ ،‬هإن ه هذهه ل َم ْو هعظة م َودع‪،‬‬ ‫مو هعظة ذرفت همنها العيون‪َ ،‬و َو هجلت همنها القلوب‪ ،‬فقلنا ‪ :‬يا رسول ا ه‬
‫َّ َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َْ َ َ ََ َ َ‬
‫ارها ال يَ هزيغ عن َها َبع هدي إهال هالهك‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫ك‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫ل‬ ‫يل‬ ‫ه‪،‬‬
‫ء‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫ىلع ْ َ‬
‫ابليْ َ‬ ‫ْ ََ‬
‫م‬ ‫ك‬ ‫ت‬‫ك‬
‫َ ْ ََْ‬
‫ر‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬
‫َ َ َ َ ْ َ ََْ َ َ‬
‫ال‬ ‫فماذا تعهد هإيلنا ؟ ق‬
‫ه‬
‫اش هد َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ ً َ ً َ َ َ ْ ْ َ َ َ ْ ْ ْ َّ َ َّ ْ َ َ‬ ‫َم ْن يَع ْش همنْك ْم فَ َس َ َ‬
‫ين‬ ‫ه‬ ‫الر‬ ‫ء‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ريى اخ هتفافا ك هثريا‪ ،‬فعليكم بهما عرفتم همن سن هيت وسن هة اخلل‬ ‫ه‬
‫ْ ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫انل َواجذ ‪َ ،‬و َعلَيْك ْم ب َّ‬ ‫ني‪َ ،‬ع ُّضوا َعلَيْ َ‬‫ال ْ َم ْهدي َ‬
‫اع هة َو هإن عبْ ًدا َحبَ هش ًّيا‪ ،‬ف هإن َما المؤ همن‬
‫الط َ‬
‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫َّ‬
‫ه‬ ‫ب‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫ه‬
‫َْ َ َ َْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ‬
‫يد انقاد‪ .‬رواه ابن ماجة اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪ 72:‬املقدمة باب اتباع‬ ‫اكجل َ َم هل األنه هف حيثما هق‬

‫سنة اخللفاء الرشدين املهديني‪.‬‬

‫َ َّ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ‬


‫‪ -4117‬حدثنا أْحد بن حنبل ‪ ،‬حدثنا الو هيلد بن مس هلم ‪ ،‬حدثنا ثور بن ي هزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدث هن خ هاَل‬ ‫‪)19‬‬

‫ْ َ َ َََْ ْ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫السلَ ه ُّ‬ ‫ان ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ح َّدثَن َعبْد َّ‬
‫الر ْْحَن ْبن َع ْمرو ُّ‬ ‫ْ َ ْ َ َ‬
‫م َوحجر ْبن حجر ‪ ،‬قاال ‪ :‬أتينا ال هعرباض‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫بن معد‬

‫ت َال أَجد َما أَ ْْحلكمْ‬


‫حملَه ْم قلْ َ‬‫َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫تل‬ ‫ك‬‫و‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ذ‬‫إ‬ ‫ين‬ ‫اذل‬ ‫ىلع‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫{‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫ف‬
‫ْ َ َ َ َ َ َ َّ ْ َ َ َ‬
‫ل‬ ‫ارية وهو هممن نز‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫بن س ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َّ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ‬ ‫َعلَيْ‬
‫ّلل َّ‬
‫ني ‪ .‬فقال ال هعرباض ‪ :‬صّل بهنا رسول ا ه‬‫س‬
‫ه ه‬‫ب‬ ‫ت‬‫ق‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ن‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫د‬‫ه‬ ‫ئ‬‫اع‬‫و‬ ‫ن‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ر‬‫ه‬ ‫ئ‬ ‫ا‬‫ز‬ ‫اك‬ ‫ن‬‫ي‬ ‫ت‬‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ل‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬‫ف‬ ‫‪،‬‬‫}‬ ‫ه‬
‫ه‬
‫ت منْ َها الْعيون‪َ ،‬و َوجلَتْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ ْ َّ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ً َ َ‬
‫يغ ًة‪َ ،‬ذ َرفَ ْ‬ ‫َّ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫َصّل اّلل َّ علي هه وسلم ذات يوم‪ ،‬ثم أقبل علينا فوعظنا مو هعظة ب هل‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َْ ْ‬
‫ّلل َّ‪ ،‬كأن ه هذهه َم ْو هعظة م َودع‪ ،‬ف َماذا تع َهد هإيلْنَا ؟ قال ‪" :‬‬
‫همنها القلوب‪ ،‬فقال قائهل ‪ :‬يا رسول ا ه‬

‫اع هة‪َ ،‬وإ ْن َعبْ ًدا َحبَشيًّا‪ ،‬فَإنَّه َم ْن يَع ْش همنْك ْم َب ْع هدي فَ َس َ َ‬
‫ريى‬ ‫أوصيك ْم بتَ ْق َوى اّلل َّ‪َ ،‬و َّ‬
‫الس ْمع َو َّ‬
‫الط َ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬

‫‪13‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫ُّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫اخللَ َفا هء ال ْ َم ْهدي َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ريا‪َ ،‬ف َعلَيْك ْ‬ ‫ْ َ ً َ‬
‫ين‪ ،‬ت َم َّسكوا به َها‪َ ،‬و َعضوا‬ ‫اش هد‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫الر‬ ‫ني‬ ‫ه‬ ‫ة‬
‫ه‬ ‫ن‬ ‫س‬‫و‬ ‫يت‬‫ه ه‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫ث‬
‫اخ هتفافا ه‬
‫ك‬
‫َ َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ َّ َّ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ََْ‬ ‫َعلَيْ َها ب َّ‬
‫ور ؛ فإهن لك حم َدثة بهد َعة‪َ ،‬وك بهد َعة َضفالة "‪.‬رواه أبو‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫األ‬ ‫ات‬
‫ه‬ ‫ث‬ ‫د‬ ‫حم‬‫و‬ ‫م‬ ‫اك‬ ‫انل َواجذ ‪َ ،‬وإيَّ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬

‫داود أول كتاب السنة باب يف لزوم السنة اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪12:‬‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح‬

‫(وإن عبدا حبشيا) أي‪ :‬وإن اكن املطاع عبدا حبشيا‪ .‬قال اخلطايب‪ :‬يريد به طاعة من واله اإلمام‬

‫عليكم وإن اكن عبدا حبشيا‪ ،‬ولم يرد بذلك أن يكون اإلمام عبدا حبشيا وقد ثبت عنه صّل‬

‫اّلل عليه وسلم أنه قال‪{ :‬األئمة من قريش} وقد يرضب املثل يف الشء بما ال يكاد يصح يف‬

‫الوجود‪ .‬عون املعبود رشح سنن أيب داود‬


‫َ‬ ‫ْ ْ َ َ ْ َ ْ َ ُّ َ ْ َ َ َ‬
‫يس ْبن يون َس ‪َ ،‬ح َّد َثنَا ْاأل ْو َز ه ُّ‬
‫ايع ‪،‬‬
‫َ‬
‫َبنا هع‬
‫َّ َ‬
‫‪َ -1311‬حدثنَا هإ ْس َحاق بن هإبرا ههيم احلنظ هيل ‪ ،‬أخ‬ ‫‪)21‬‬

‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َع ْن يَز َ‬


‫يد بْن يَز َ‬
‫يد ب ْ هن َجابهر ‪ ،‬ع ْن ر َزيْ هق ب ْ هن َح َّيان ‪ ،‬ع ْن م ْس هل هم ب ْ هن ق َرظة ‪ ،‬ع ْن َع ْو هف ب ْ هن َمالهك ‪،‬‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬
‫ُّ َ‬ ‫َ‬
‫حي ُّبونك ْم‪َ ،‬وي َصلون‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫م‬
‫َّ َ ُّ َ‬
‫ونه ْ‬‫ب‬ ‫تح‬ ‫ين‬ ‫اذل‬ ‫م‬‫ك‬ ‫ت‬‫م‬‫َع ْن َرسول اّلل َّ َص َّّل اّلل َّ َعلَيْه َو َسلَّ َم‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬خيَار أَئ َّ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ين تبْ هغضونه ْم َويبْ هغضونك ْم‪َ ،‬وتل َعنونه ْم‬
‫اذل َ‬ ‫َّ‬
‫م‬‫ك‬ ‫ت‬‫م‬‫رشار أَئ َّ‬
‫ون َعلَيْه ْم‪َ ،‬و ه َ‬ ‫َ َ ْ ْ َ َ ُّ َ‬
‫عليكم وتصل‬
‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬
‫َّ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ول اّلل َّ‪ ،‬أَفَ َفا ننَابذه ْم ب َّ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َويَلْ َعنونَك ْ‬
‫الصفاة‪،‬‬ ‫السيْ هف ؟ فقال ‪ " :‬ال‪َ ،‬ما أقاموا هفيكم‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫يل‬ ‫ق‬
‫ه‬ ‫"‪.‬‬ ‫م‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ََ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ًْ َ ْ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ ََْ ْ ْ َ‬


‫ْنعوا يدا همن طاعة "‪.‬رواه مسلم‬ ‫و هإذا رأيتم همن والتهكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله‪ ،‬وال ت ه‬

‫كتاب اإلمارة باب خيار األئمة ورشارهم‪.‬‬


‫َََْ َ ْ َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ َّ َ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ‬
‫ّلل َّ بْن هبرية ‪ ،‬عن أ هيب سالهم‬
‫َ‬
‫‪ -1147‬حدثنا حسن ‪ ،‬حدثنا ابن ل ههيعة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد ا ه‬ ‫‪)29‬‬
‫َ َ ُّ َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫ْ ْ َ‬
‫حيل أن‬ ‫ّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه وسلم قال ‪ " :‬ال ه‬ ‫اجلَيش هاين ‪ ،‬عن عب هد ه‬
‫اّلل َّ ب هن عمرو ‪ ،‬أن رسول ا ه‬
‫َ َّ َ َ َ َ َ َ ُّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ َ َ ُّ‬ ‫َ ْ َ َْ ََْ َ َ‬
‫حيل هثلفاث هة‬
‫اح هب هه حىت يذره‪ ،‬وال ه‬
‫حيل لهرجل أن ي هبيع ىلع بي هع ص ه‬‫كح المرأة بهطفا هق أخرى‪ ،‬وال ه‬
‫ين ه‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ْ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ُّ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َّ َ َّ‬ ‫َ َْ‬ ‫ََ َ‬
‫حيل هثلَفاث هة نفر يَكونون بهأ ْر هض ففاة‬
‫نفر يكونون بهأر هض ففاة هإال أمروا علي ههم أحدهم‪ ،‬وال ه‬
‫َ َ‬ ‫َََ َ َْ‬
‫اح هب هه َما "‪.‬رواه أْحد اجلزء رقم ‪ ،11:‬الصفحة رقم‪227:‬‬
‫ان دون ص ه‬
‫يتناَج اثن ه‬

‫‪14‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح لغريه إال حديث اإلمارة فحسن وهذا إسناد ضعيف‬
‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ ُّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ ْ َ َّ‬ ‫ويف نسخة ‪َ ( - 1372 :‬ع ْن َعبْ‬
‫حيل‬‫ه‬ ‫ال‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬‫ال‬ ‫ق‬ ‫‪-‬‬ ‫م‬‫ل‬ ‫س‬‫و‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫َّ‬ ‫ّلل‬ ‫ا‬ ‫ّل‬ ‫ص‬ ‫‪-‬‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫انل‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫و‬‫ر‬‫م‬‫ع‬ ‫ن‬
‫ه‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬
‫ه‬ ‫د‬
‫ه‬
‫األ ْرض َّإال أَ َّمروا َعلَيْه ْم أَ َح َده ْم» َر َواه أَ ْ َ‬
‫ْحد) ‪ .‬ذكره يف نيل األوطار‬
‫ْ َْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫هثلَفاثة يَكونون بهففاة همن‬
‫ه‬ ‫ه‬

‫باب ما جاء يف نصب اإلمام‬

‫ْ َ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َْ‬ ‫‪َ 2113‬ح َّد َثنَا َع ُّ‬


‫يل بْن حب هر ب ْ هن بَري ‪َ ،‬حدثنَا َحاتهم بْن هإ ْس َما هعيل ‪َ ،‬حدثنَا حم َّمد ْبن َعجفان ‪،‬‬ ‫ه‬ ‫‪)11‬‬
‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َََ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫اّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه وسلم قال ‪" :‬‬
‫عن نافهع ‪ ،‬عن أ هيب سلمة ‪ ،‬عن أ هيب س هعيد اخلد هري ‪ ،‬أن رسول ه‬
‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َ‬
‫هإذا خ َر َج ثفاثة هيف َسفر‪ ،‬فلي َؤمروا أحدهم "‪.‬رواه أبو داود كتاب اجلهاد باب يف القوم يسافرون‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫يؤمرون أحدهم اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪13:‬‬

‫حكم احلديث‪ :‬حسن صحيح‬

‫عون املعبود رشح سنن أيب داود ‪:‬‬

‫(فليؤمروا أحدهم من آداب السفر)‪ :‬قال اخلطايب‪ :‬إنما أمر بذلك يلكون أمرهم مجيعا وال يتفرق‬

‫بهم الرأي‪ ،‬وال يقع بينهم االختفاف‪ .‬انته‪ .‬واحلديث سكت عنه املنذري‬

‫ْ َ َ َ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ْ ْ َ َ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ُّ ْ َ ْ‬
‫اعيل ‪َ ،‬حدثنَا حم َّمد ْبن َعجفان ‪ ،‬ع ْن نافهع ‪،‬‬
‫يل بن حبر ‪ ،‬حدثنا حاتهم بن إهسم ه‬ ‫‪ -2119 )11‬حدثنا ع ه‬
‫َ َ َ ََ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ْ َ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ َََ َ ْ َ‬
‫اّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه وسلم قال ‪ " :‬هإذا اكن ثفاثة هيف‬
‫عن أ هيب سلمة ‪ ،‬عن أ هيب هريرة ‪ ،‬أن رسول ه‬
‫َ َْ َ َ ََ َ ََْ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ َْ‬
‫َسفر‪ ،‬فلي َؤمروا أحدهم "‪ .‬قال نافهع ‪ :‬فقلنا هأل هيب سلمة ‪ :‬فأنت أ همرينا‪.‬رواه أبو داود‬

‫حكم احلديث‪ :‬حسن صحيح‬

‫عون املعبود رشح سنن أيب داود ‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫(إذا اكن ثفاثة)‪ :‬أي مثفا واملعىن أنه إذا اكن مجاعة وأقلها ثفاثة (فليؤمروا أحدهم)‪ :‬أي‬

‫فليجعلوا أحدهم أمريا عليهم‪ .‬قال اخلطايب‪ :‬فيه ديلل ىلع أن الرجلني إذا حكما رجفا بينهما يف‬

‫قضية بينهما فقىض باحلق نفذ حكمه انته‪ .‬واحلديث سكت عنه املنذري‪.‬‬
‫َ ْ َ ََ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َََ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬
‫اوية قال‬
‫‪ -11371 )12‬حدثنا أسود بن اع همر ‪ ،‬أخَبنا أبو بكر ‪ ،‬عن اع هصم ‪ ،‬عن أ هيب صا هلح ‪ ،‬عن مع ه‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ َ‬
‫ات ب َغ ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫‪ :‬قَ َال َ‬
‫ري إه َمام َمات هميتَة َجا هه هل َّية "‪.‬رواه أْحد‬
‫ه ه‬ ‫م‬ ‫ن‬‫م‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫م‬‫ل‬ ‫س‬‫و‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫اّلل‬ ‫ّل‬ ‫ص‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬
‫ه‬ ‫ول‬‫س‬‫ر‬

‫حكم احلديث‪ :‬حديث صحيح لغريه‪ ،‬وهذا إسناد حسن‬

‫فائدة ‪:‬‬

‫نسخة منتىق األخبار للشيخ اإلسفام ابن تيمية ورشحه نيل األوطار لليمام الشواكين‬

‫َْ ْ َ‬ ‫َْْ‬
‫هكتَاب األق هضيَ هة َواألحاكمه‬

‫ري هه َما‬ ‫بَاب وجوب نَ ْصب و َاليَة الْ َق َضا هء َو ْاإل َم َ‬


‫ارة َو َغ ْ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه ه‬ ‫ه‬
‫َ ََ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ ُّ َ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َّ َّ َّ َ َّ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫حيل هثلَفاثة يَكونون بهففاة‬
‫ه‬ ‫ال‬‫«‬ ‫‪:‬‬‫ال‬ ‫ق‬ ‫‪-‬‬ ‫م‬‫ل‬ ‫س‬‫و‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬ ‫ّل‬ ‫اّلل َّ ب هن عمرو أن انل هب ‪ -‬ص‬
‫‪( - 1372‬عن عب هد ه‬
‫األ ْرض َّإال أَ َّمروا َعلَيْه ْم أَ َح َده ْم» َر َواه أَ ْ َ‬
‫ْحد) ‪.‬‬
‫ْ َْ‬
‫همن‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫َ َْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫‪َ ( - 1371‬و َع ْن أَيب َ‬
‫اّلل َّ ‪َ -‬صّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم ‪ -‬قال‪« :‬إذا خ َر َج ثفاثة هيف َسفر فلي َؤمروا‬
‫ه‬ ‫ول‬‫س‬‫ر‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫يد‬‫ع‬ ‫س‬
‫ه ه‬
‫َََْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ َْ ْ َ َ َ ْ ََ َ َ‬
‫يث أ هيب هريرة همثله) ‪.‬‬
‫علي ههم أحدهم» رواه أبو داود‪ .‬وهل همن ح هد ه‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫[نيل األوطار]‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َْ َ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْْ َ َ َْ ْ َ‬ ‫َ‬


‫ري ههما]‬
‫اإلمارةه وغ ه‬
‫ب هوالي هة القضا هء و ه‬
‫وب نص ه‬
‫[ هكتاب األق هضي هة واألحاكمه ] [باب وج ه‬
‫يث ع َمرَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ ََْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫اّلل َّ ب هن عمرو َوح هديث أ هيب س هعيد قد أخرج حنوهما الزبار به هإسناد ص هحيح همن ح هد ه‬
‫ح هديث عب هد ه‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ َ َّ َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َ ْ ْ ََ ًَ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬
‫ّلل َّ ‪َ -‬صّل اّلل َّ َعليْ هه‬
‫اب بهلف هظ «إذا كنتم ثفاثة هيف سفر فأمروا أحدكم ذاك أ همري أم َره رسول ا ه‬
‫ه‬
‫اخل َ َّ‬
‫ط‬ ‫ب ْ هن‬

‫‪16‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫َ َ ََ ًَ‬ ‫ََ َْ ً َْ‬ ‫زبار أَي ْ ًضا بإ ْسنَاد َصحيح م ْن َحديث َعبْ‬
‫َو َسلَّ َم ‪َ »-‬وأَ ْخ َر َج الْ َ َّ‬
‫واع بهلف هظ «إذا اكنوا ثفاثة‬‫ّلل َّ ب ْ هن عمر مرف‬
‫ه ه‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫هه‬
‫َ‬
‫يث اب ْ هن َم ْسعود به هإ ْسنَاد َص هحيح‪َ ،‬وه هذ هه‬ ‫د‬‫ح‬‫اين م ْن َ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫َب‬ ‫يف َس َفر فَلْيأَمروا أَ َح َده ْم» َوأَ ْخ َر َجه ب َه َذا اللَّ ْفظ َّ‬
‫الط َ‬
‫ه ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت أَبو َداود َوالْمنْذر ُّي َع ْن َ‬ ‫ََْ َ َ‬ ‫َْ َ َْ َ َْ‬ ‫َْ‬
‫يث أ هيب َس هعيد َوأ هيب ه َريْ َرة َو هَلِكه َما‬
‫ه ه‬‫د‬‫ح‬ ‫ه ه‬
‫ك َ‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ض‬‫ع‬ ‫بل‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ض‬‫ع‬‫ب‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫ش‬‫ي‬ ‫يث‬ ‫د‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫األ َ‬
‫ح‬
‫َ َ‬ ‫َََْ َ َ َ َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َ َّ ْ َ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ‬
‫يل ابن حبر َوهو ثهقة‪َ ،‬ولفظ ح هد ه‬
‫يث أ هيب هريرة «إذا خرج ثفاثة هيف سفر‬ ‫يح إال ع ه‬
‫هرجالهما هرجال الص هح ه‬
‫َ َ ْ ْ َ َ َ ْ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َََ ََ ًَ َ َ ً َ ْ‬ ‫َ َ َ َّ ْ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َْ َ‬
‫َ‬
‫فليأمروا أحدهم» و هفيها د هيلل ىلع أنه يرشع هلك عدد بلغ ثفاثة فصا هعدا أن يؤمروا علي ههم أحدهم هألن‬
‫َ َ َ َ َ َّ ْ َ ْ َ ُّ ُّ‬
‫لك َواحد ب َرأْيه َويَ ْف َعل ماَ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ ْ ْ‬
‫اخل َفاف َّاذلي ي َ‬
‫ه ه هه‬ ‫ري يست هبد‬
‫ه‬ ‫م‬
‫ه‬ ‫أ‬‫اتل‬ ‫مه‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ع‬‫م‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬‫ف‬‫ه‬ ‫فا‬ ‫اتل‬ ‫إىل‬ ‫ي‬‫د‬‫ؤ‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫هيف ذلهك السفامة همن‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ََ َ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ َ َّ ْ َ ُّ‬ ‫ََ ََْ‬


‫لكمة‪ ،‬و هإذا رشع هذا هثلفاثة يكونون هيف‬
‫ري ي هقل هاالخ هتفاف وجتت همع ال ه‬
‫ه‬ ‫م‬
‫ه‬ ‫أ‬‫اتل‬ ‫ع‬‫م‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ون‬‫ك‬‫ل‬‫ه‬ ‫ه‬ ‫ي َطابهق هواه في‬

‫َ َ ْ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َْْ َ َ َ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َْْ َ‬ ‫ََ‬
‫ففاة همن األر هض أو يسافهرون فرش هعيته هلعدد أكرث يسكنون القرى واألمصار وحيتاجون هَلف هع اتلظال هم‬

‫َ َ َ ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ْ‬
‫اتلخاص هم أ ْوىل َوأح َرى‪.‬‬ ‫َوفص هل‬
‫ْ َ َّ َ ْ َ َ ْ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ‬ ‫ََ ْ ْ َ َ ْ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ َّ َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ب األكرث إىل‬ ‫ني نصب األئهم هة والوالةه واحلاكمه ‪ .‬وقد ذه‬‫جيب ىلع المس هل هم‬
‫و هيف ذلهك د هيلل هلقو هل من قال‪ :‬إنه ه‬
‫َ ْ ً َْ َ ْ ً َ ْ َ ْ َْ ََ َْ ْ َْ َ َْْ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َّ ْ ْ َ َ‬
‫زتل هة َواألش َع هر َّي هة‬
‫ه‬ ‫ع‬‫م‬ ‫ال‬ ‫رث‬
‫ه‬ ‫ك‬‫أ‬‫و‬ ‫ة‬ ‫رت‬
‫ه ه‬ ‫ع‬‫ال‬ ‫د‬ ‫ن‬‫ع‬‫ه‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫اع‬‫رش‬ ‫و‬‫أ‬ ‫فا‬ ‫ق‬ ‫ع‬ ‫وب‬‫ج‬‫و‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫وا‬‫ف‬ ‫كنهم اختل‬‫اجبة‪ ،‬ل ه‬
‫اإلمامة و ه‬
‫أن ه‬
‫َ َْ ْ َ ْ‬
‫احل َ َسن ْ َ‬
‫ابل ْرصي َجتب َع ْق ًفا َو َ ْ‬ ‫َ ًْ ََْ َ َْ ْ‬ ‫َ ْ ً َ ْ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ‬
‫رش ًاع‪،‬‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫خ‬‫ه‬ ‫ل‬ ‫ابل‬‫و‬ ‫ظ‬ ‫اح‬
‫ه ه‬ ‫َ‬ ‫اجل‬ ‫د‬ ‫ن‬‫ع‬‫ه‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ط‬‫ق‬ ‫ف‬ ‫فا‬‫ق‬ ‫ع‬ ‫ب‬‫جت‬ ‫ة‬‫ي‬‫م‬
‫ه ه ه ه‬‫ا‬ ‫م‬‫اإل‬ ‫د‬ ‫ن‬‫ع‬‫ه‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫اع‬‫رش‬ ‫ب‬‫جت‬
‫ه‬
‫َ َّ َ َ َ َ‬ ‫َ َْ َ َ َْ َ َ َ ْ‬
‫جتب‪.‬‬
‫ه‬ ‫ال‬ ‫ات‬‫د‬ ‫ج‬ ‫انل‬‫و‬ ‫وت‬
‫و هعند هِضار واألصم و ههشام ال ه‬
‫ق‬

‫َ ْ َََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ َ َّ َ ْ ْ َ ُّ َ َ َّ ْ ْ َ َّ َ ْ َ ْ ْ َ َ َ َ‬


‫‪ -142 )13‬وحدثنا أبو غسان ال همسم هيع‪ ،‬وحممد بن المثىن‪ ،‬و هإسحاق بن هإبرا ههيم‪ ،‬قال هإسحاق‪ :‬أخَبنا‪،‬‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ََ ََ َ ْ َ ْ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ‬ ‫َوقَ َال ْال َخ َ‬


‫ّلل‬
‫يح أن عبيد ا ه‬ ‫ان‪ :‬حدثنا معاذ بن ههشام‪ ،‬قال‪ :‬حدث هن أ هيب‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أ هيب الم هل ه‬
‫ه‬ ‫ر‬

‫ك حبَديث ل َ ْو َال َأين يف ال ْ َم ْوت لَمْ‬


‫َ َ‬
‫ث‬‫د‬ ‫حم‬ ‫ين‬‫إ‬ ‫‪:‬‬‫ل‬ ‫ق‬
‫ََ َ َ َ ْ‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫هل‬ ‫ال‬‫ق‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ض‬ ‫ْب َن زيَاد َاع َد َم ْع هق َل بْ َن ي َ َسار يف َم َ‬
‫ر‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ ْ َ َ َ ْ َ ْ ْ َ َّ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ّلل َصّل اّلل َعليْ هه َو َسل َم يقول‪« :‬ما همن أ همري ي هيل أمر المس هل همني‪ ،‬ثم ال‬
‫أحدثك به هه‪ ،‬س همعت رسول ا ه‬
‫ْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ْ َّ َ‬ ‫َّ َ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ‬
‫اس هتحقاق ال َو هال‬ ‫جي َهد له ْم‪َ ،‬ويَن َصح‪ ،‬هإال ل ْم يَدخل َم َعهم اجلَنة» ‪ .‬رواه مسلم كتاب اإليمان بَاب ‪:‬‬

‫الْ َغاش ل ه َر هع َّي هت هه َّ‬


‫انل َ‬
‫ار اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪33:‬‬

‫‪17‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫فائدة ‪:‬‬

‫عبيد اّلل بن زياد بن أبيه ـ ويلقب بأيب حفص ـ هو وال العراق لزييد بن معاوية‪ .‬ويل ابلرصة‬

‫سنة ‪ 11‬ه‪ ،‬كما ويل خراسان‪ .‬قتله إبراهيم بن مالك األشرت انلخيع سنة ‪ 17‬ـه يف معركة معركة‬

‫اخلازر‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ ُّ َ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ‬
‫ّلل َّ بن هزياد‪،‬‬
‫ب ‪ ،‬ع هن احلس هن ‪ ،‬قال ‪ :‬اعد عبيد ا ه‬ ‫‪ - 142‬حدثنا شيبان بن فروخ ‪ ،‬حدثنا أبو األشه ه‬ ‫‪)19‬‬

‫ك َحديثًا َسم ْعته هم ْن َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ن يف َم َ‬


‫َّ‬ ‫َم ْع هق َل بْ َن ي َ َسار الْم َ‬
‫ول‬‫ه‬ ‫س‬‫ر‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ث‬ ‫د‬ ‫حم‬ ‫ين‬ ‫إ‬
‫ه‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ق‬
‫ه‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ي‬‫ف‬‫ه‬ ‫ات‬ ‫م‬ ‫ي‬‫اذل‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ض‬
‫ه‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ز‬

‫ول اّلل َّ َص َّّل اّلل َّ َعلَيهْ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َ َ ً َ َ َّ ْ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َّ‬ ‫َّ‬


‫ه‬ ‫ه‬ ‫اّلل َّ َصّل اّلل َّ علي هه وسلم‪ ،‬لو ع هلمت أن هل حياة ما حدثتك‪ ،‬هإين س همعت رس‬ ‫ه‬
‫َّ‬ ‫َ ي‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َو َسلَّ َم َيقول ‪َ " :‬ما م ْن َعبْد ي َ ْس َ ْ‬
‫رت هعي هه اّلل َّ َر هع َّية يموت يَ ْو َم يموت‪َ ،‬وه َو َغش ل ه َر هع َّي هت هه هإال َح َّر َم اّلل َّ‬ ‫ه‬
‫ْ َّ َ‬ ‫َ‬
‫َعليْ هه اجلَنة "‪ .‬رواه مسلم اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪37:‬‬
‫َ‬ ‫ان ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ح َّد َثنَا بَق َّية ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ح َّد َثنَا ْابن الْمبَ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫‪ -4214‬أَ ْخ َ َ‬
‫َبنَا َع ْمرو ْ‬
‫ار هك ‪َ ،‬ع هن اب ْ هن أ هيب‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ث‬‫ع‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫‪)42‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫اّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم ‪:‬‬ ‫ول‬ ‫س‬ ‫ح َس ْني ‪َ ،‬عن الْ َقاسم بْن حمَ َّمد قَ َال ‪َ :‬سم ْعت َع َّميت َتقول ‪ :‬قَ َال َ‬
‫ر‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه ه‬ ‫ه‬
‫ْ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ ً َ َ َ َ َ ً َ ً ْ َ َ َ َّ‬ ‫َ ْ َ َ ْ ْ َ َ ً َََ َ‬
‫يس ذك َره‪َ ،‬و هإن ذك َر أ َاعنه‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ه ه ه‬‫إ‬ ‫ا‪،‬‬ ‫احل‬ ‫ص‬ ‫ا‬‫ير‬ ‫ز‬
‫ه‬ ‫و‬ ‫هل‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ا‬‫ري‬ ‫خ‬ ‫ه‬
‫هه‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬ ‫اد‬ ‫" من و هيل همنكم عمفا فأر‬

‫"‪.‬رواه النسايئ‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح‬


‫َْ‬
‫األئ َّمة الْمضلِّ ْنيَ‬
‫ه ه‬ ‫اء هيف ه ه‬‫بَاب َما َج َ‬

‫َ ْ َ ُّ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫‪َ -2229‬ح َّد َثنَا قتَيْبَة ْبن َسعيد ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ح َّد َثنَا َ َّ‬
‫ْحاد ْبن َزيْد ‪ ،‬عن أيوب ‪ ،‬عن أ هيب قهفابة ‪ ،‬عن أ هيب‬ ‫ه‬ ‫‪)47‬‬

‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ََْ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه وسلم ‪ " :‬هإنما أخاف ىلع أم هيت‬ ‫أسماء الرح هب ‪ ،‬عن ثوبان قال ‪ :‬قال رسول ه‬

‫احلقَ‬‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َّ َ َ ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ََ َ‬ ‫ْ َ َّ َ ْ‬


‫اّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه وسلم ‪ " :‬ال تزال طائهفة همن أم هيت ىلع‬ ‫األئهمة الم هضلني "‪ .‬قال ‪ :‬وقال رسول ه‬
‫َ َ َ ُّ ْ َ ْ َ ْ ْ َ َّ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫اّلل َّ "‪.‬‬
‫ظا هه هرين‪ ،‬ال يرضهم من خيذلهم حىت يأ هت أمر ه‬

‫‪18‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ ْ َ ْ َ َ‬ ‫َو َه َذا َحديث َح َسن َ‬
‫يل َيقول ‪َ :‬س هم ْعت َع َّ‬
‫يل ْب َن ال َم هد هين يقول‪،‬‬ ‫ع‬‫ه‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫س‬‫إ‬
‫ه‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫حم‬ ‫ت‬‫ع‬
‫َ ْ‬
‫م‬
‫ه‬ ‫س‬ ‫‪،‬‬ ‫يح‬‫ح‬‫ه‬ ‫ص‬ ‫ه‬
‫ه‬
‫َ ََ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َْ َ‬
‫ين ىلع احلَق‬ ‫انل هب َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم ‪ " :‬ال ت َزال َطائهفة هم ْن أ َّم هيت ظا هه هر‬
‫يث َعن َّ‬
‫ه‬ ‫وذكر هذا احل هد‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ‬


‫"‪َ .‬ف َقال َع ي‬
‫يث‪.‬رواه الرتمذي اجلزء رقم ‪ ،4:‬الصفحة رقم‪34:‬‬
‫ه ه‬‫د‬ ‫احل‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫يل ‪ :‬هم أ‬‫ه‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح‬

‫تحفة األحوذي برشح جامع الرتمذي ‪:‬‬

‫قوهل ‪ ( :‬إنما أخاف ىلع أميت األئمة املضلني ) أي داعني إىل ابلدع والفسق والفجور (ىلع احلق)‬

‫خَب لقوهل ال تزال أي ثابتني ىلع احلق علما وعمفا ( ظاهرين ) أي َغبلني ىلع ابلاطل ولو حجة‬

‫‪ .‬قال الطيب ‪ :‬جيوز أن يكون خَبا بعد خَب وأن يكون حاال من ضمري الفاعل يف ثابتني ىلع‬

‫احلق يف حالة كونهم َغبلني ىلع العدو ( ال يرضهم من خذهلم ) أي ثلباتهم ىلع دينهم ( حىت‬

‫يأت أمر اّلل ) متعلق بقوهل ال تزال قال يف فتح الودود أي الريح اليت يقبض عندها روح لك مؤمن‬

‫ومؤمنة ‪ ،‬انته ‪ .‬قوهل ‪ ( :‬هذا حديث صحيح ) وأخرجه مسلم وابن ماجه بدون ذكر ‪ " :‬إنما‬

‫أخاف ىلع أميت أئمة مضلني " ‪ .‬وأخرجه أبو داود مطوال ‪.‬‬

‫حاشية السندي ىلع ابن ماجه ‪:‬‬

‫( أئمة مضلني) أي داعني اخللق إىل ابلدع ( حىت يأت أمر اّلل ) أي الريح اذلي يقبض عنده‬

‫نفس لك مؤمن ومؤمنة‪.‬‬


‫َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ ْ ْ ْ َ َ َ ْ َ ْ ْ َ‬ ‫َّ َ ْ‬
‫‪َ -2224‬حدثنَا بن َدار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ْحيد بن همهران ‪ ،‬عن سع هد ب هن أوس ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫‪)43‬‬

‫ت منْ ََب ابْن َاعمر َوه َو َخيْطب َو َعلَيهْ‬ ‫ْ ََ َ َ ْ‬


‫ك َر َة َتحْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ه ه ه ه‬ ‫ع ْن هزيَا هد ب ْ هن ك َسيْب ال َع َد هوي قال ‪ :‬كنت مع أ هيب ب‬
‫ََ َ َ َ ْ‬
‫ك َر َة ‪ْ :‬‬
‫اسكت‪ْ،‬‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اق‪ .‬فقال أبو ب‬
‫رينا يلبس هثياب الفس ه‬
‫هثياب هرقاق‪ ،‬فقال أبو بهفال ‪ :‬انظروا هإىل أ هم ه‬
‫َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ ََ َ َْ َ‬ ‫َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫اّلل َّ هيف األ ْر هض أهانه اّلل َّ "‪ .‬هذا‬
‫اّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه َوسل َم يقول ‪ " :‬من أهان سلطان ه‬
‫س همعت رسول ه‬
‫َ‬
‫َح هديث َح َسن غ هريب‪.‬رواه الرتمذي‬

‫‪19‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫حكم احلديث‪ :‬حسن‬

‫تحفة األحوذي برشح جامع الرتمذي ‪:‬‬

‫قوهل ‪ ( :‬أخَبنا ْحيد بن مهران ) قال احلافظ يف اتلقريب ْحيد بن أيب ْحيد بن مهران اخلياط‬

‫الكندي أو املاليك ‪ ،‬ثقة من السابعة ‪ .‬وقال يف تهذيب اتلهذيب يف ترمجته روى هل الرتمذي‬

‫والنسايئ حديثا واحدا ‪ " :‬من أهان سلطانا أهانه اّلل " انته ‪ ( .‬عن سعد بن أوس ) العدوي أو‬

‫العبدي ابلرصي صدوق هل أَغيلط من اخلامسة ( عن زياد بن كسيب العدوي ) ابلرصي مقبول‬

‫من اثلاثلة ‪ ،‬كذا يف اتلقريب ‪ .‬وقال يف تهذيب اتلهذيب يف ترمجته هل عندهما يعن الرتمذي‬

‫والنسايئ حديث واحد تقدم يف ْحيد بن مهران انته ‪ .‬قوهل ‪ ( :‬وعليه ثياب رقاق ) بكرس الراء‬

‫أي رقيقة رفيعة ( فقال أبو بفال) قال القاري ‪ :‬لعله أبو بردة بن أيب موىس األشعري وَله بفال‬

‫اكن وايلا ىلع ابلرصة ( يلبس ثياب الفساق ) حيتمل كونها حمرمة من احلرير ‪ ،‬وكونها رقاقا ال‬

‫حمرمة لكن لكونها ثياب املتنعمني نسبه إىل الفسق تغليظا وهو الظاهر ‪ ،‬وذلا رده أبو بكرة ب‬

‫قوهل ‪ ( :‬من أهان سلطان اّلل يف األرض أهانه اّلل ) أي من أهان من أعزه اّلل وألبسه خلعة‬

‫السلطنة أهانه اّلل ‪ .‬ويف األرض متعلق بسلطان اّلل تعلقها يف قوهل تعاىل { إنا جعلناك خليفة يف‬

‫األرض } واإلضافة يف سلطان اّلل ‪ ،‬إضافة ترشيف ‪ ،‬كبيت اّلل وناقة اّلل وحي ى عن جعفر‬

‫الصادق مع سفيان اثلوري وىلع جعفر جبة خز دكناء فقال هل ‪ :‬يا ابن رسول اّلل ليس هذا من‬

‫بلاسك ‪ ،‬فحرس عن ردن جبته فإذا تحتها جبة صوف بيضاء يقرص اذليل عن اذليل والردن عن‬

‫الردن ‪ .‬فقال ‪ :‬يا ثوري لبسنا هذا ّلل وهذي لكم فما اكن ّلل أخفيناه وما اكن لكم أبديناه ‪.‬‬

‫ذكره صاحب جامع األصول يف كتاب مناقب األويلاء ‪ ،‬واَلكناء باَلال املهملة تأنيث األدكن‬

‫وهو ثوب مغَب اللون ذكره الطيب ‪ .‬قوهل ‪ ( :‬هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه النسايئ ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫باب ما جاء يف اخلفافة‬


‫ََ‬ ‫انل ْع َمان ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ح َّد َثنَا َح ْ َ‬
‫رشج بْن نبَاتة ‪،‬‬ ‫َسيْج ْبن ُّ‬ ‫‪َ -2221‬ح َّد َثنَا أَ ْ َ‬
‫ْحد بْن َم هنيع ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ح َّد َثنَا َ‬ ‫‪)49‬‬
‫ه‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َع ْن َسع ْ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه َوسل َم ‪ " :‬ه‬
‫اخلفافة‬ ‫يد ب هن مجهان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدث هن س هفينة قال ‪ :‬قال رسول ا ه‬
‫ه ه‬
‫َ َ َْ ْ َ ََ َ َ ْ َ َ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ ً‬
‫هيف أ َّم هيت ثفاثون َسنَة‪ ،‬ث َّم ملك َبع َد ذلهك "‪ .‬ث َّم قال هل س هفينة ‪ :‬أم هسك هخفافة أ هيب بكر و هخفافة‬
‫َْ ْ َ ََ َ َ َ ََ َ َْ َ ََ َ َ ًَ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََ ْ َ‬
‫ع َم َر َو هخفافة عث َمان‪ ،‬ث َّم قال هل ‪ :‬أم هسك هخفافة ع هيل‪ .‬قال ‪ :‬فوجدناها ثفا هثني سنة‪ .‬قال س هعيد ‪:‬‬
‫َ‬

‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ْ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َّ ْ َ َ َ‬ ‫َفقلْت َهل ‪ :‬إ َّن بَن أ َم َّي َة يَ ْ‬


‫يهم‪ .‬قال ‪ :‬كذبوا بنو الزرقاءه‪ ،‬بل هم ملوك همن رش‬
‫ه‬ ‫ف‬‫ه‬ ‫ة‬ ‫ف‬‫فا‬ ‫اخل‬
‫ه‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫ون‬‫م‬ ‫ع‬ ‫ز‬ ‫ه ه‬
‫َ َ‬ ‫ْ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َّ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َّ ُّ َ َّ‬ ‫وك‪َ .‬ويف ْ َ‬ ‫ْ‬
‫اخلفاف هة شيئًا‪َ .‬وهذا‬
‫ب صّل اّلل َّ علي هه َوسل َم هيف ه‬ ‫ه‬ ‫انل‬ ‫د‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ع‬‫ي‬ ‫م‬‫ل‬ ‫‪:‬‬ ‫اال‬ ‫ق‬ ‫يل‬
‫ه‬ ‫ع‬‫و‬ ‫ر‬‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬‫ع‬ ‫اب‬
‫ه‬ ‫ابل‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ال‬
‫َّ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َْ َ‬
‫يد ب ْ هن مجْ َهان‪َ ،‬وال نع هرفه هإال هم ْن َح هدي هث هه‪.‬رواه الرتمذي‬ ‫َ‬
‫ح هديث حسن‪ ،‬قد ر َواه غري َو ه‬
‫احد عن س هع ه‬

‫اجلزء رقم ‪ ،4:‬الصفحة رقم‪32:‬‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح‬

‫تحفة األحوذي برشح جامع الرتمذي‬

‫قوهل ‪ ( :‬أخَبنا َسيج بن انلعمان ) بمهملة وراء وجيم مصغرا ‪ ،‬ابن مروان اجلوهري أبو احلسن‬

‫ابلغدادي أصله من خراسان ثقة يهم قليفا من كبار العارشة ( حدثنا حرشج بن نباتة ) بضم‬

‫انلون ثم املوحدة ثم املثناة ‪ ،‬األشجيع ‪ ،‬أبو مكرم الواسطي أو الكويف ‪ ،‬صدوق يهم من اثلامنة (‬

‫عن سعيد بن مجهان ) بضم اجليم وإساكن امليم األسلم ‪ ،‬كنيته أبو حفص ابلرصي صدوق هل‬

‫أفراد من الرابعة ( حدثن سفينة ) موىل رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم يكىن أبا عبد الرْحن‬

‫يقال اكن اسمه مهران أو غري ذلك فلقب سفينة لكونه ْحل شيئا كبريا يف السفر ‪ ،‬مشهور هل‬

‫أحاديث كذا يف اتلقريب ‪ .‬وقال يف تهذيب اتلهذيب ‪ :‬قال ْحاد بن سلمة عن سعيد بن مجهان‬

‫عن سفينة ‪ :‬كنا مع انلب صّل اّلل عليه وسلم يف سفر واكن إذا أعيا بعض القوم ألىق عيل سيفه‬

‫ألىق عيل ترسه حىت ْحلت من ذلك شيئا كثريا فقال انلب صّل اّلل عليه وسلم ‪ " :‬أنت سفينة "‬

‫‪21‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫‪ ،‬انته ‪ .‬قوهل ‪ ( :‬اخلفافة يف أميت ثفاثون سنة ) ويف رواية أيب داود ‪ " :‬خفافة انلبوة ثفاثون سنة‬

‫" ‪ .‬قال العلقم قال شيخنا يعن احلافظ السيويط ‪ :‬لم يكن يف اثلفاثني بعده صّل اّلل عليه‬

‫وسلم إال اخللفاء األربعة وأيام احلسن ‪ ،‬قال العلقم ‪ :‬بل اثلفاثون سنة يه مدة اخللفاء األربعة‬

‫كما حررته ‪ ،‬فمدة خفافة أيب بكر سنتان وثفاثة أشهر وعرشة أيام ‪ ،‬ومدة عمر عرش سنني‬

‫وستة أشهر وثمانية أيام ‪ ،‬ومدة عثمان إحدى عرشة سنة وأحد عرش شهرا وتسعة أيام ‪ ،‬ومدة‬

‫خفافة عيل أربع سنني وتسعة أشهر وسبعة أيام ‪ ،‬هذا هو اتلحرير فلعلهم ألغوا األيام وبعض‬

‫الشهور ‪ .‬وقال انلووي يف تهذيب األسماء ‪ :‬مدة خفافة عمر عرش سنني وَخسة أشهر وإحدى‬

‫وعرشين يوما ‪ ،‬وعثمان اثنيت عرشة سنة إال ست يلال ‪ ،‬وعيل َخس سنني ‪ ،‬وقيل َخس سنني‬

‫إال أشهرا ‪ ،‬واحلسن حنو سبعة أشهر ‪ ،‬انته الكم انلووي ‪ .‬واألمر يف ذلك سهل ‪ .‬هذا آخر الكم‬

‫العلقم " ثم ملك بعد ذلك " قال املناوي أي بعد انقضاء زمان خفافة انلبوة يكون ملاك ؛ ألن‬

‫اسم اخلفافة إنما هو ملن صدق عليه هذا االسم بعمله للسنة ‪ .‬واملخالفون ملوك ال خلفاء وإنما‬

‫تسموا باخللفاء خللفهم املاض وأخرج ابليهيق يف املدخل عن سفينة أن أول امللوك معاوية رض‬

‫اّلل عنه ‪ ،‬واملراد لخفافة انلبوة يه اخلفافة الاكملة ويه منحرصة يف اخلمسة ففا يعارض احلديث‬

‫‪ :‬ال يزال هذا اَلين قائما حىت يملك اثنا عرش خليفة ألن املراد به مطلق اخلفافة واّلل أعلم‬

‫انته ‪ .‬الكمه حمصفا ( أمسك عليك خفافة أيب بكر ) أي اضبط احلساب اعقدا أصابعك ‪.‬‬

‫ويف رواية أيب داود ‪ :‬أمسك عليك أبا بكر سنتني وعمر عرشا وعثمان اثن عرش وعليا كذا ‪.‬‬

‫ولفظ أْحد يف مسنده ‪ :‬قال سفينة أمسك خفافة أيب بكر رض اّلل عنه سنتني وخفافة عمر‬

‫رض اّلل عنه عرش سنني وخفافة عثمان رض اّلل عنه اثن عرش سنة وخفافة عيل رض اّلل‬

‫عنه ست سنني ( فقلت هل ) أي لسفينة ( قال ) أي سفينة ( كذبوا بنو الزرقاء ) هو من باب‬

‫أكلون الَباغيث والزرقاء امرأة من أمهات بن أمية قاهل يف فتح الودود ( بل هم ملوك من رش‬

‫‪22‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫امللوك ) ويف رواية أيب داود ‪ :‬قلت لسفينة إن هؤالء يزعمون أن عليا لم يكن لخليفة ‪ .‬قال ‪:‬‬

‫كذبت استاه بن الزرقاء يعن بن مروان ‪ .‬قوهل ‪ ( :‬ويف ابلاب عن عمر وعيل قاال لم يعهد ) أي‬

‫لم يوص ‪ .‬أما حديث عمر فأخرجه الرتمذي بعد هذا ‪ ،‬وأما حديث عيل فأخرجه أْحد وابليهيق‬

‫يف دالئل انلبوة بسند حسن عن عمرو بن سفيان قال ‪ :‬ملا ظهر عيل يوم اجلمل قال ‪ :‬أيها انلاس‬

‫إن رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم لم يعهد إيلنا يف هذه اإلمارة شيئا حىت رأينا من الرأي أن‬

‫نستخلف أبا بكر فأقام واستقام حىت مىض سبيله ‪ ،‬ثم إن أبا بكر رأى من الرأي أن يستخلف‬

‫عمر فأقام واستقام حىت ِضب اَلين جبرانه ‪ ،‬ثم إن أقواما طلبوا اَلنيا فاكنت أمور يقيض اّلل‬

‫فيها ‪ .‬وأخرج احلاكم يف املستدرك وصححه ابليهيق يف اَلالئل عن أيب وائل قال ‪ :‬قيل لعيل أال‬

‫تستخلف علينا ؟ قال ‪ :‬ما استخلف رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم فأستخلف ‪ ،‬ولكن إن يرد‬

‫اّلل بانلاس خريا فسيجمعهم بعدي ىلع خريهم كما مجعهم بعد نبيهم ىلع خريهم ‪ .‬قوهل ‪ ( :‬هذا‬

‫حديث حسن ) وأخرجه أْحد وأبو داود والنسايئ ‪ .‬قال احلافظ يف الفتح بعد ذكر هذا احلديث‬

‫أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن حبان وغريه ‪.‬‬

‫َْ َ‬
‫ان ح َو َعبْد َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪َ -21919‬ح َّد َثنَا َب ْهز ‪َ ،‬ح َّد َثنَا َ َّ‬
‫الص َم هد ‪،‬‬ ‫ْحاد ْبن َسل َمة ‪َ ،‬حدثنَا َس هعيد ْبن مجه‬ ‫‪)11‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َْ َ َ ْ َ ََ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫َ َّ َ َ َّ‬
‫اّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه‬ ‫ْ‬
‫حدث هن ْحاد ‪ ،‬حدث هن س هعيد بن مجهان ‪ ،‬عن س هفينة ‪ ،‬قال ‪ :‬س همعت رسول ه‬
‫َ َ َ َ َْ ْ َ ََ‬ ‫ْ َ َ ْ ْ‬ ‫ْ َ َ ََ َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫اخلفافة ثفاثون َاع ًما‪ ،‬ث َّم يَكون َبع َد ذلهك الملك "‪ .‬قال س هفينة ‪ :‬أم هسك هخفافة‬
‫َوسل َم يقول ‪ " :‬ه‬
‫رش َة َسنَ ًة‪َ ،‬وخ َفافَ َة َعيل ستَّ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ََ َْ َ ََْْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ ََْ َ َ ََ َ َ َ ْ‬
‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ني‪ ،‬و هخفافة عمر عرش هسنهني‪ ،‬و هخفافة عثمان اثنيت ع‬
‫أ هيب بكر سنت ه‬
‫سن َ‬
‫ني‪.‬رواه أْحد اجلزء رقم ‪ ،11:‬الصفحة رقم‪243:‬‬‫ه ه‬

‫حكم احلديث‪ :‬إسناده حسن‪ ،‬رجاهل ثقات‬

‫َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫‪َ -13917‬ح َّد َثنَا َعبْد اّلل َّ ْبن حمَ َّمد بْن أَيب َشيْبَ َة ‪ -‬قَ َال َعبْد اّلل َّ ْبن أَ ْ َ‬
‫ْح َد ‪َ :‬و َس همعته أنا هم ْن عبْ هد‬ ‫ه‬ ‫ه ه ه‬ ‫ه‬

‫ري هة‬
‫ْ‬
‫احلبَاب ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ح َّدثَن ال ْ َو هيلد بْن الْمغ َ‬ ‫ن‬‫ب‬‫اّلل َّ بْن حمَ َّمد بْن أَيب َشيْبَ َة ‪ -‬قَ َال ‪َ :‬ح َّد َثنَا َزيْد ْ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه ه‬ ‫ه ه‬

‫‪23‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َّ َّ َّ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫اخلَثْ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ال ْ َم َعافر ُّي ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ح َّدثَن َعبْ‬
‫ب َصّل اّلل َّ َعليْ هه‬ ‫ه‬ ‫انل‬ ‫ع‬‫م‬‫ه‬ ‫س‬ ‫ه‬‫ن‬‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫ه ه‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ن‬‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫رش‬‫ه‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬
‫ه‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫هه‬
‫َ َ‬ ‫ََ ْ َْ َ َ َ ْ ْ ْ َ َ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ َ ْ‬ ‫َّ َ‬
‫ح َّن الق ْس َطن هطي هن َّية‪ ،‬فل هنع َم األ همري أ همريها‪َ ،‬و هنلع َم اجلَيش ذلهك اجلَيش "‪ .‬قال ‪:‬‬‫َو َسل َم يقول ‪ " :‬تلفت‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ َّ ْ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف َد َاع هين َم ْسل َمة ْبن عبْ هد ال َم هل هك ف َسأل هن‪ ،‬ف َحدثته‪ ،‬فغ َزا الق ْس َطن هطي هن َّية‪.‬رواه أْحد اجلزء رقم ‪،11:‬‬

‫الصفحة رقم‪237:‬‬

‫موَل حممد الفاتح ونشأته وَل ِّ‬


‫السلطان الع ِّ‬
‫ثماين حممد الفاتح يف مدينة أدرنة‪ ،‬يف ‪ 21‬من شهر‬ ‫ه‬
‫َ‬
‫رجب لعام ‪ 311‬للهجرة‪ ،‬والموافق للعرشين من نيسان‪/‬أبريل لعام ‪1429‬م‪ ،‬حيث ترعرع منذ‬

‫واهتم به جسديِّاً‪ ،‬وعقليِّاً؛ َِّ‬


‫فدربه ىلع‬ ‫َِّ‬ ‫صغره يف أحضان واَله ِّ‬
‫السلطان مراد اثلاين اذلي اعتىن‪،‬‬ ‫ه‬

‫الرماية بالقوس‪ ،‬وركوب اخليل‪ ،‬واستخدام السيف‪ ،‬كما اكن يأخذه معه يف بعض األحيان إىل‬
‫َِّ‬ ‫َ‬
‫وتحراكت اجلنود المقاتهلني‪ ،‬ويلتعل َم فنون القتال‪ ،‬وقيادة‬
‫ِّ‬ ‫املعارك؛ يلعتاد ىلع مشاهدة احلروب‪،‬‬
‫َِّ‬ ‫ِّ‬
‫أن ِّ‬
‫السلطان مراد اثلاين ُكف أفضل الشيوخ‪ ،‬واألساتذة؛ تلعليم ابنه‬ ‫اجليش‪ .‬ومن اجلدير باذلكر‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫حممد اثلاين؛ فاكن املفا أْحد بن اسماعيل الكوراين هو ِّ‬
‫أول مع هلم حممد الفاتح‪ ،‬كما أنه تتلمذ‬
‫ِّ‬
‫ىلع يد الشيخ ابن اتلمجيد‪ ،‬والشيخ َساج اَلين احللب‪ ،‬والشيخ خري اَلين‪ ،‬باإلضافة إىل مع هلم‬
‫َ َ‬ ‫ِّ‬
‫والرياضيات‪ ،‬والفلك‪ ،‬واتلاريخ‪ ،‬واللغات‬ ‫اجلغرافيا‪،‬‬
‫َ َ‬ ‫يصة ‪َ ،‬ح َّد َثنَا َع َّباد َّ‬‫‪َ -4111‬ح َّد َثنَا حمَ َّمد ْبن َحيْ َي بْن فَارس ‪َ ،‬ح َّد َثنَا قَب َ‬
‫الس َّماك ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫‪)11‬‬

‫يل‪َ ،‬وع َمر ْبن َعبدْ‬ ‫كر‪َ ،‬وع َمر‪َ ،‬وعثْ َمان‪َ ،‬وعَ‬‫ْ ََ َْ َ َ َ ْ‬ ‫ْ َ َ َّ ْ َّ َ‬ ‫ْ‬
‫ه‬ ‫ي‬
‫ه‬ ‫ب‬ ‫و‬‫ب‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬‫س‬‫َخ‬ ‫اء‬‫ف‬ ‫ل‬ ‫اخل‬ ‫‪:‬‬ ‫ول‬‫ق‬ ‫ي‬ ‫َس همعت سفيان اثلو هري‬
‫َْ‬
‫ض اّلل َّ عنه ْم‪.‬رواه أبو داود اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪21:‬‬ ‫الْ َعزيز‪َ ،‬ر ه َ‬
‫ه ه‬

‫حكم احلديث‪ :‬ضعيف اإلسناد مقطوع‬

‫باب ما جاء أن اخللفاء من قريش إىل أن تقوم الساعة‬

‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ْ َ َّ ْ‬


‫ابل ْرص ُّي ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ح َّد َثنَا َخاَل ْ‬ ‫َّ َ‬
‫ث ‪ ،‬قال ‪َ :‬حدثنَا شعبَة ‪،‬‬ ‫ار‬
‫ه ه‬ ‫َ‬ ‫احل‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫‪َ -2227‬حدثنَا حسني بن حممد‬ ‫‪)12‬‬
‫ْ َ ََ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫الزبَ ْري قَ َال ‪َ :‬سم ْعت َعبْ َ‬
‫َع ْن َحبيب بْن ُّ‬
‫يعة هعن َد‬‫اّلل َّ ْب َن أ هيب الهذي ْ هل يقول ‪ :‬اكن ناس همن ر هب‬
‫ه‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه ه‬

‫‪24‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫َ َ َْْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ ْ ْ َْ‬
‫ني ق َريش أ ْو يلَج َعل َّن اّلل َّ هذا األم َر هيف‬‫اص فقال َرجل هم ْن بَك هر ب ْ هن َوائهل ‪ :‬تلنت هه‬
‫عم هرو ب هن الع ه‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه‬ ‫ا‬
‫َ َْ َ َ ْ َ َ‬
‫ول‬‫س‬‫ر‬ ‫ت‬‫ع‬‫م‬ ‫س‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬‫ب‬‫ذ‬ ‫ك‬ ‫‪:‬‬ ‫اص‬ ‫مجْهور م َن الْ َع َرب َغ ْريه ْم‪َ .‬ف َق َال َع ْمرو ْبن الْ َ‬
‫ع‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫هه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ْ َ ْ َ َّ‬
‫الرش إ َىل يَ ْومه الْقيَ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َّ َ َ‬
‫ام هة "‪.‬رواه الرتمذي‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ري‬
‫ه‬ ‫اخل‬ ‫يف‬
‫ه‬ ‫اس‬
‫ه‬ ‫انل‬ ‫ة‬‫ال‬ ‫و‬ ‫ش‬ ‫ي‬‫ر‬‫ق‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ول‬‫ق‬ ‫ي‬ ‫وسلم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫اب ع هن اب هن مسعود واب هن عمر وجابهر‪ ،‬وهذا ح هديث حسن ص هحيح غ هريب‪.‬‬
‫و هيف ابل ه‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ ُّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ‬
‫ري ب هن مط هعم حيدث‬ ‫ان ‪ ،‬أخَبنا شعيب ‪ ،‬ع هن الزه هري ‪ ،‬قال ‪ :‬اكن حممد بن جب ه‬ ‫‪ 1111‬حدثنا أبو ايلم ه‬ ‫‪)11‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ْ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ َ ْ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ‬
‫اص حيدث أنه سيكون‬ ‫اّلل َّ بن عم هرو ب هن الع ه‬ ‫اوية وهو هعنده هيف وفد همن قريش‪ ،‬أن عبد ه‬ ‫أنه بلغ مع ه‬
‫َّ َ َ َ َّ َ ْ َ َّ َ َ َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َََْ ََ‬ ‫َ‬
‫ّلل َّ بهما هو أهله‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أما بعد‪ ،‬فإهنه بلغ هن‬ ‫اوية ‪ ،‬فقام فأثىن ىلع ا ه‬ ‫م هلك همن قحطان‪ ،‬فغ هضب مع ه‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫اّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه‬ ‫ت يف كتَاب اّلل َّ‪َ ،‬و َال ت ْؤثَر َع ْن َ‬ ‫يث لَي ْ َس ْ‬ ‫َ‬ ‫ون أَ َ‬‫َ َّ َ ً ْ ْ َ َ َ َّ َ‬
‫ول ه‬ ‫ه‬ ‫س‬‫ر‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫د‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫أن هرجاال همنكم يتحدث‬
‫َّ‬ ‫ُّ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َّ َّ‬ ‫ك ج َّهالك ْم‪ ،‬فَإيَّ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ َ‬
‫ّلل َّ َصّل اّلل َّ‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ول‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ين‬‫إ‬
‫ه‬ ‫ف‬ ‫؛‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ض‬‫ه ه ه‬ ‫ت‬ ‫يت‬ ‫ال‬ ‫اين‬ ‫م‬‫األ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫اك‬ ‫ه‬ ‫وئل‬
‫وسلم‪ ،‬فأ ه‬
‫ََ‬ ‫ََ ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫األ ْم َر يف ق َريْش‪َ ،‬ال ي َ‬ ‫َّ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ‬
‫يه ْم أ َحد هإال ك َّبه اّلل َّ ىلع َوج هه هه‪َ ،‬ما أقاموا‬ ‫ه ه‬‫د‬‫ا‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫إ‬
‫ه‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ول‬‫ق‬ ‫ي‬ ‫علي هه وسلم‬

‫اَل َ‬
‫ين "‪.‬رواه ابلخاري اجلزء رقم ‪ ،4:‬الصفحة رقم‪179:‬‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫‪َ -7141‬ح َّد َثنَا أَ ْ َ‬
‫ْحد ْبن يون َس ‪َ ،‬حدثنَا َاع هصم ْبن حم َّمد ‪َ ،‬س همعت أ هيب يقول ‪ :‬قال ْابن ع َم َر ‪ :‬قال‬ ‫‪)14‬‬

‫َ‬ ‫َْ َ َ َ ْ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬


‫اّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه وسلم ‪ " :‬ال يزال هذا األمر هيف قريش ما ب هيق همنهم اثن ه‬
‫ان "‪.‬رواه ابلخاري‬ ‫رسول ه‬

‫اجلزء رقم ‪ ،9:‬الصفحة رقم‪12:‬‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ ْ َ ْ َ َ َ‬


‫ث ب هن س هعيد ‪،‬‬ ‫ار ه‬
‫‪ -2941‬حدثنا زيد بن أخزم أبو طا هلب ‪ ،‬حدثنا أبو اع هصم ‪ ،‬عن عب هد الو ه‬ ‫‪)11‬‬
‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ‬ ‫َّ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َََْ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َ ْ َ ْ ْ َ‬
‫اّلل َّ ب هن بريدة ‪ ،‬عن أ هبي هه ‪ ،‬ع هن انل هب صّل اّلل َّ علي هه وسلم قال ‪" :‬‬
‫عن حسني المعل هم ‪ ،‬عن عب هد ه‬

‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َْ ََ َ َ ََ َ َْ ْ ً َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ‬
‫م هن استعملناه ىلع عمل‪ ،‬فرزقناه هرزقا‪ ،‬فما أخذ بعد ذلهك فهو غلول "‪.‬رواه أبو داود اجلزء رقم‬

‫‪ ،1:‬الصفحة رقم‪213:‬‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح‬

‫‪25‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫ْ‬
‫احلَارث بْن يَز َ‬ ‫ايع ‪َ ،‬‬ ‫َ َّ َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ ْ َ‬
‫األ ْو َ‬ ‫َ ْ ََْ َ‬
‫ان َّ‬ ‫‪َ -2941‬ح َّد َثنَ‬
‫يد ‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ُّ‬ ‫ه‬ ‫ز‬ ‫ا‬‫ن‬‫ث‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫‪،‬‬ ‫اف‬ ‫ع‬‫م‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ث‬‫د‬‫ح‬ ‫‪،‬‬ ‫الر ُّ‬
‫ّق‬ ‫و‬‫ر‬‫م‬ ‫ن‬‫ب‬ ‫وىس‬‫م‬ ‫ا‬ ‫‪)11‬‬
‫ه ه ه ه‬ ‫ه‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ َّ‬ ‫َ ْ َ ْ ْ َ ْ َ ْ ْ َ ْ ْ َ َّ َ َ َ ْ‬
‫ب َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم يقول ‪َ " :‬م ْن‬ ‫ه‬ ‫انل‬ ‫ت‬‫ع‬ ‫ري ب هن نفري ‪ ،‬ع هن المستو هر هد ب هن شداد قال ‪ :‬س هم‬
‫عن جب ه‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ َْ ْ َ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ً َ ْ َ‬ ‫َ َ َ َ ً َ َْ ْ‬
‫كتَس ْ‬
‫ب خا هد ًما‪ ،‬ف هإن ل ْم يَك ْن هل‬ ‫ب َز ْو َجة‪ ،‬ف هإن ل ْم يَك ْن هل خا هدم فليكت هس‬ ‫اكن نلَا اع همفا فلي ه‬
‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ‬ ‫ْ ْ َ َّ َّ َّ َ َّ‬ ‫َ ْ َ َ َْ ْ َ ْ َ ْ َ ً َ َ َ َ َ َ ْ‬
‫َّ‬
‫مسكن فليكت هسب مسكنا "‪ .‬قال ‪ :‬قال أبو بكر ‪ :‬أخ هَبت أن انل هب صّل اّلل علي هه وسلم قال‪:‬‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ي َ‬
‫ارق "‪.‬رواه أبو داود اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪213:‬‬ ‫" م هن اختذ غري ذلهك فهو َغل‪ ،‬أو س ه‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح‬

‫ْ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َّ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ‬ ‫‪َ -13111‬ح َّد َثنَ‬


‫يد ‪ ،‬ع ْن عبْ هد‬ ‫ارث بن ي هز‬
‫ه‬
‫احل َ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫ري‬ ‫ب‬‫ه‬ ‫ن‬ ‫اب‬
‫ه ه‬ ‫ن‬‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫يع‬‫ه‬‫ه‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫اب‬ ‫ا‬‫ن‬‫ث‬ ‫د‬‫ح‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬‫او‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫وىس‬‫م‬ ‫ا‬ ‫‪)17‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ ْ َ ْ َ َ َّ‬ ‫َْ َ َ َ ْ‬ ‫الر ْ َ‬
‫ب َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم‪،‬‬ ‫ه‬ ‫انل‬ ‫ت‬‫ع‬ ‫م‬
‫ه‬ ‫س‬ ‫‪:‬‬ ‫ول‬‫ق‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫اد‬ ‫د‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫د‬‫ر‬
‫ه‬ ‫و‬‫ت‬‫س‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ت‬‫ع‬ ‫م‬
‫ه‬ ‫س‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫‪،‬‬ ‫ري‬‫ب‬‫ج‬ ‫ن‬
‫ه‬
‫ْحن ب ْ‬
‫ه‬
‫َّ‬

‫َ ْ َ َ َ َ َ َ ً َ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َّ ْ َ ْ ً َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫زت َّوج‪ ،‬أ ْو لي َس‬ ‫ْنال‪ ،‬أو ليست هل زوجة فلي‬
‫ْنل فليت هخذ م ه‬
‫يقول ‪ " :‬من و هيل نلا عمفا‪ ،‬وليس هل م ه‬
‫َ َ َ َ ي‬ ‫َ ْ َ َّ ْ َ ً َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َّ ْ َ َّ ً َ َ ْ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫اب شيئًا هس َوى ذلهك فه َو َغل "‪.‬‬ ‫هل خا هدم فليت هخذ خا هدما‪ ،‬أو ليست هل دابة فليت هخذ دابة‪ ،‬ومن أص‬

‫رواه أْحد اجلزء رقم ‪ ،29:‬الصفحة رقم‪141:‬‬

‫حكم احلديث‪ :‬حديث صحيح‪ ،‬وهذا إسناد ضعيف‬

‫اّلل َّ ْبن‬ ‫د‬ ‫‪َ -173 )13‬ح َّد َثنَا َح َسن ‪َ ،‬وأَبو َسعيد َم ْو َىل بَن َهاشم‪ ،‬قَا َال ‪َ :‬ح َّد َثنَا ْابن لَه َ‬
‫يع َة ‪َ ،‬ح َّد َثنَا َعبْ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ َ َّ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ‬ ‫هبَ ْ َ َ َ ْ َ ْ‬
‫َ‬
‫اّلل َّ ب هن زرير ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬دخلت ىلع ع هيل ب هن أ هيب طا هلب ر هض اّلل َّ عنه ‪ -‬قال‬
‫رية ‪ ،‬عن عب هد ه‬
‫َ ْ َ َّ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ َّ َ َ ْ َ َ َ ً َ ْ‬ ‫َْ َ َْ ْ‬
‫َح َسن ‪ :‬يوم األضح ‪ -‬فقرب هإيلنا خ هزيرة ‪ ،‬فقلت ‪ :‬أصلحك اّلل َّ‪ ،‬لو قربت هإيلنا همن هذا ابلط‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫َ َّ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ َ َّ َ َّ َ َ َّ َ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ‬


‫ّلل َّ صّل‬
‫‪ -‬يع هن الوز ‪ -‬ف هإن اّلل َّ عز وجل قد أكرث اخلري‪ .‬فقال ‪ :‬يا ابن زرير‪ ،‬هإين س همعت رسول ا ه‬
‫َ ْ َ َْ َ َ ََ ْ‬ ‫يفة م ْن َمال اّلل َّ إ َّال قَ ْص َعتَ‬
‫َ َ ُّ ْ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ‬
‫ان ‪ :‬قصعة يأكلها هو وأهله‪،‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫ه‬ ‫خ‬ ‫ل‬‫ه‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫حي‬
‫ه‬ ‫ال‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ول‬‫ق‬ ‫ي‬ ‫اّلل َّ علي هه وسلم‬

‫اس "‪.‬رواه أْحد اجلزء رقم ‪ ،2:‬الصفحة رقم‪19:‬‬ ‫َوقَ ْص َعة يَ َضع َها َب ْ َ‬
‫ني يَ َدي َّ‬
‫انل ه‬ ‫ه‬

‫حكم احلديث‪ :‬إسناده ضعيف‬

‫فتح ابلاري برشح صحيح ابلخاري‬

‫‪26‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫قوهل‪( :‬حدثن إسماعيل بن عبد اّلل) هو ابن أيب أويس‪ .‬قوهل‪( :‬لقد علم قوم) أي‪ :‬قريش‬

‫واملسلمون‪ .‬قوهل‪( :‬حرفيت) بكرس املهملة وسكون الراء بعدها فاء أي‪ :‬جهة اكتسايب‪ ،‬واحلرفة‬

‫جهة االكتساب واتلرصف يف املعاش‪ ،‬وأشار بذلك إىل أنه اكن كسوبا ملؤنته ومؤنة عياهل باتلجارة‬

‫من غري عجز‪ ،‬تمهيدا ىلع سبيل االعتذار عما يأخذه من مال املسلمني إذا احتاج إيله‪ .‬قوهل‪:‬‬

‫(وشغلت) مجلة حايلة أي‪ :‬إن القيام بأمور اخلفافة شغله عن االحرتاف‪ ،‬وقد روى ابن سعد‬

‫وابن املنذر بإسناد صحيح عن مرسوق عن اعئشة قالت‪ " :‬ملا مرض أبو بكر مرضه اذلي مات‬

‫فيه قال‪ :‬انظروا ما زاد يف مال منذ دخلت اإلمارة فابعثوا به إىل اخلليفة بعدي‪ .‬قالت‪ :‬فلما مات‬

‫نظرنا فإذا عبد نويب اكن حيمل صبيانه‪ ،‬وناضح اكن يسيق بستانا هل‪ ،‬فبعثنا بهما إىل عمر فقال‪:‬‬

‫رْحة اّلل ىلع أيب بكر‪ ،‬لقد أتعب من بعده " وأخرج ابن سعد من طريق القاسم بن حممد عن‬

‫اعئشة حنوه وزاد‪ :‬إن اخلادم اكن صيقفا يعمل سيوف املسلمني وخيدم آل أيب بكر " ومن طريق‬

‫ثابت عن أنس حنوه وفيه‪ " :‬قد كنت حريصا ىلع أن أوفر مال املسلمني‪ ،‬وقد كنت أصبت من‬

‫اللحم واللنب "‪ .‬وفيه‪ " :‬وما اكن عنده دينار وال درهم‪ ،‬ما اكن إال خادم ولقحة وحملب "‪ .‬قوهل‪:‬‬

‫(آل أيب بكر ) أي‪ :‬هو نفسه ومن تلزمه نفقته‪ .‬وقيل‪ :‬أراد نفسه بديلل قوهل‪ " :‬أحرتف " حاكه‬

‫الطيب‪ .‬قال‪ :‬ويدل عليه نسق الالكم؛ ألنه أسند االحرتاف إىل ضمري املتلكم اعطفا هل ىلع "‬

‫فسيأكل " فلو اكن املراد األهل تلنافر‪ .‬انته‪ .‬وجزم ابليضاوي بأن قوهل‪ " :‬آل أيب بكر "‪ .‬عدول‬

‫عن املتلكم إىل الغيبة ىلع طريق االتلفات‪ ،‬قال‪ :‬وقيل‪ :‬أراد نفسه‪ ،‬واألول مقحم لقوهل‪ " :‬وأحرتف‬

‫"‪ .‬وليس بشء‪ ،‬بل املعىن أين كنت أكتسب هلم ما يأكلونه والن أكتسب للمسلمني‪ .‬قال‬

‫الطيب‪ :‬فائدة االتلفات أنه جرد من نفسه شخصا كسوبا ملؤنة األهل باتلجارة فامتنع لشغله‬

‫بأمر املسلمني عن االكتساب‪ ،‬وفيه إشعار بالعلة‪ ،‬وأن من اتصف بالشغل املذكور حقيق أن‬

‫يأكل هو وعياهل من بيت املال‪ ،‬وخص األكل من بني االحتياجات لكونه أهمها ومعظمها‪ .‬قال‬

‫‪27‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫ابن اتلني‪ :‬وفيه ديلل ىلع أن للعامل أن يأخذ من عرض املال اذلي يعمل فيه قدر حاجته إذا لم‬

‫يكن فوقه إمام يقطع هل أجرة معلومة‪ ،‬وسبقه إىل ذلك اخلطايب‪ .‬قلت‪ :‬لكن يف قصة أيب بكر‬

‫أن القدر اذلي اكن يتناوهل فرض هل باتفاق من الصحابة‪ ،‬فروى ابن سعد بإسناد مرسل رجاهل‬

‫ثقات قال‪ " :‬ملا استخلف أبو بكر أصبح َغديا إىل السوق ىلع رأسه أثواب يتجر بها‪ ،‬فلقيه عمر‬

‫بن اخلطاب وأبو عبيدة بن اجلراح فقال‪ :‬كيف تصنع هذا وقد ويلت أمر املسلمني؟ قال‪ :‬فمن‬

‫أين أطعم عيال؟ قالوا‪ :‬نفرض لك‪ .‬ففرضوا هل لك يوم شطر شاة "‪ .‬قوهل‪( :‬وأحرتف) يف رواية‬

‫الكشميهن‪ " :‬وحيرتف "‪ .‬قال ابن األثري‪ :‬أراد باحرتافه للمسلمني نظره يف أمورهم وتميزي‬

‫ماكسبهم وأرزاقهم‪ ،‬وكذا قال ابليضاوي‪ :‬املعىن‪ :‬أكتسب للمسلمني يف أمواهلم بالسيع يف‬

‫مصاحلهم ونظم أحواهلم‪ .‬وقال غريه‪ :‬يقال‪ :‬احرتف الرجل إذا جازى ىلع خري أو رش‪ .‬وقال املهلب‪:‬‬

‫قوهل‪ :‬أحرتف هلم أي‪ :‬أجتر هلم يف ماهلم حىت يعود عليهم من رحبه بقدر ما آكل أو أكرث‪ ،‬وليس‬

‫بواجب ىلع اإلمام أن يتجر يف مال املسلمني بقدر مؤنته إال أن يطوع بذلك كما تطوع أبو بكر‪.‬‬

‫قلت‪ :‬واتلوجيه اذلي ذكره ابن األثري أوجه؛ ألن أبا بكر بني السبب يف ترك االحرتاف وهو‬

‫االشتغال باإلمارة‪ ،‬فمىت يتفرغ لفاحرتاف لغريه؟ إذ لو اكن يمكنه االحرتاف الحرتف نلفسه كما‬

‫اكن‪ ،‬إال أن حيمل ىلع أنه اكن يعطي املال ملن يتجر فيه وجيعل رحبه للمسلمني‪ ،‬وقد روى‬

‫اإلسماعييل يف حديث ابلاب من طريق معمر عن الزهري‪ " :‬فلما استخلف عمر أكل هو وأهله‬

‫من املال ‪ -‬أي‪ :‬مال املسلمني ‪ -‬واحرتف يف مال نفسه "‪( .‬تنبيه)‪ :‬حديث أيب بكر هذا وإن اكن‬

‫ظاهره الوقف لكنه بما اقتضاه من أنه قبل أن يستخلف اكن حيرتف تلحصيل مؤنة أهله يصري‬

‫مرفواع؛ ألنه يصري كقول الصحايب‪ :‬كنا نفعل كذا ىلع عهد انلب صّل اّلل عليه وسلم وقد روى‬

‫ابن ماجه وغريه من حديث أم سلمة‪ " :‬أن أبا بكر خرج تاجرا إىل برصى يف عهد انلب صّل‬

‫اّلل عليه وسلم "‪ .‬وتقدم يف حديث أيب هريرة يف أول ابليوع‪ " :‬إن إخواين من املهاجرين اكن‬

‫‪28‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫يشغلهم الصفق باألسواق "‪ .‬ويأت حديث اعئشة‪ " :‬أن الصحابة اكنوا عمال أنفسهم "‪ .‬وهذا هو‬

‫الرس يف إيراد ابلخاري هل عقب حديثها عن أيب بكر‪.‬‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ َّ َ َ ْ َ‬


‫اّلل َّ ‪ ،‬قال ‪َ :‬حدث هن ْابن َوهب ‪ ،‬ع ْن يون َس ‪َ ،‬ع هن اب ْ هن هش َهاب ‪،‬‬
‫اعيل بن عب هد ه‬
‫‪ -2171‬حدثنا هإسم ه‬ ‫‪)19‬‬
‫َ ْ َ َ َ ْ َ َّ ْ ْ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ َ ْ َ َّ َ َ َ‬ ‫قَ َال ‪َ :‬ح َّدثَن ع ْر َوة ْ‬
‫َّ‬
‫ري ‪ ،‬أن اعئهشة ر هض اّلل عنها قالت ‪ :‬لما استخ هلف أبو بكر‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫الز‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ه‬
‫الصديق قَ َال ‪ :‬لَ َق ْد َعل َم قَ ْوم أَ َّن ح ْرفَيت ل َ ْم تَك ْن َت ْعجز َع ْن َمئونَة أَ ْهيل‪َ ،‬وشغلْت بأَ ْمر الْم ْسلمني‪َ،‬‬
‫هه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه ه‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ ْ َ َ َْ َ ََْ‬ ‫َ َ َْ‬
‫رتف لهلمس هل همني هفي هه‪.‬رواه ابلخاري اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة‬ ‫ال وحي ه‬ ‫فسيأكل آل أ هيب بكر همن هذا الم ه‬

‫رقم‪17:‬‬

‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ َ َّ َ‬


‫اح ‪ ،‬حدثنا هإسما هعيل بن أ هيب خ هاَل ‪،‬‬‫‪ -1311‬حدثنا أبو بك هر بن أ هيب شيبة ‪ ،‬حدثنا و هكيع بن اجلر ه‬ ‫‪)11‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه‬
‫َ َ َ ْ َ َ‬ ‫ْ َ ََ ْ ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َع ْن قَيْس بْن أَيب َ‬
‫كن هدي ‪ ،‬قال ‪ :‬س همعت رسول ا ه‬
‫ازم ‪ ،‬عن ع هدي ب هن ع همرية ال ه‬
‫ه‬ ‫ح‬ ‫ه ه ه‬
‫وال يَأْت به يَ ْومَ‬
‫ً‬
‫ل‬ ‫غ‬
‫َ ْ َ ْ َ َْ ْ ْ ََ َ َ َ َ َ َ َ َْ ً َ َ َْ َ َ َ‬
‫ن‬ ‫اك‬ ‫ه‬‫ق‬ ‫و‬‫ف‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫ا‬‫ط‬ ‫ي‬‫خم‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ت‬‫ك‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ىلع‬ ‫م‬‫ك‬ ‫ن‬‫م‬ ‫اه‬ ‫ن‬‫ل‬ ‫م‬ ‫ع‬‫ت‬‫اس‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ول‬‫ق‬
‫َ َ َّ َ َ‬
‫ي‬ ‫وسلم‬
‫ه هه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ْ ْ َ‬ ‫َْ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َْ َ َ ْ َ َ َْْ َ ََ َْ‬ ‫الْقيَ َ‬
‫ّلل َّ‪ ،‬اقبَل عن‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫ول‬‫س‬‫ر‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬‫يل‬
‫ه ه‬ ‫إ‬ ‫ر‬‫ظ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ين‬‫أ‬ ‫ك‬ ‫ار‬
‫ه‬ ‫ص‬‫ن‬‫األ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ه‬ ‫د‬‫و‬‫س‬‫أ‬ ‫ل‬‫ج‬‫ر‬ ‫ه‬‫يل‬
‫ه ه‬ ‫إ‬ ‫ام‬‫ق‬ ‫ف‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫"‪.‬‬ ‫ة‬‫ام‬
‫ه ه‬
‫ْ َ َ ْ ْ ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬
‫استَع َملنَاه‬ ‫ع َملك‪ .‬قال ‪َ " :‬و َما لك ؟ " قال ‪َ :‬س همعتك تقول ‪ :‬كذا َوكذا‪ .‬قال ‪َ " :‬وأنا أقوهل الن‪ ،‬م هن‬
‫َ ْ َ َ َ ََ َ َْ ْ َ‬ ‫ىلع َع َمل فَلْيَج ْ‬
‫ئ ب َقليله َو َكثريه‪َ ،‬ف َ‬ ‫ْ ْ ََ‬
‫ ي عنه انتَه‪.‬رواه مسلم اجلزء‬
‫وت همنه أخذ‪ ،‬وما ن ه‬
‫ه‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫همنكم‬

‫رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪12:‬‬

‫فتح ابلاري برشح صحيح ابلخاري‬

‫قوهل‪( :‬حدثن إسماعيل بن عبد اّلل) هو ابن أيب أويس‪ .‬قوهل‪( :‬لقد علم قوم) أي‪ :‬قريش‬

‫واملسلمون‪ .‬قوهل‪( :‬حرفيت) بكرس املهملة وسكون الراء بعدها فاء أي‪ :‬جهة اكتسايب‪ ،‬واحلرفة‬

‫جهة االكتساب واتلرصف يف املعاش‪ ،‬وأشار بذلك إىل أنه اكن كسوبا ملؤنته ومؤنة عياهل باتلجارة‬

‫م ن غري عجز‪ ،‬تمهيدا ىلع سبيل االعتذار عما يأخذه من مال املسلمني إذا احتاج إيله‪ .‬قوهل‪:‬‬

‫(وشغلت) مجلة حايلة أي‪ :‬إن القيام بأمور اخلفافة شغله عن االحرتاف‪ ،‬وقد روى ابن سعد‬

‫‪29‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫وابن املنذر بإسناد صحيح عن مرسوق عن اعئشة قالت‪ " :‬ملا مرض أبو بكر مرضه اذلي مات‬

‫فيه قال‪ :‬انظروا ما زاد يف مال منذ دخلت اإلمارة فابعثوا به إىل اخلليفة بعدي‪ .‬قالت‪ :‬فلما مات‬

‫نظرنا فإذا عبد نويب اكن حيمل صبيانه‪ ،‬وناضح اكن يسيق بستانا هل‪ ،‬فبعثنا بهما إىل عمر فقال‪:‬‬

‫رْحة اّلل ىلع أيب بكر‪ ،‬لقد أتعب من بعده " وأخرج ابن سعد من طريق القاسم بن حممد عن‬

‫اعئشة حنوه وزاد‪ :‬إن اخلادم اكن صيقفا يعمل سيوف املسلمني وخيدم آل أيب بكر " ومن طريق‬

‫ثابت عن أنس حنوه وفيه‪ " :‬قد كنت حريصا ىلع أن أوفر مال املسلمني‪ ،‬وقد كنت أصبت من‬

‫اللحم واللنب "‪ .‬وفيه‪ " :‬وما اكن عنده دينار وال درهم‪ ،‬ما اكن إال خادم ولقحة وحملب "‪ .‬قوهل‪:‬‬

‫(آل أيب بكر ) أي‪ :‬هو نفسه ومن تلزمه نفقته‪ .‬وقيل‪ :‬أراد نفسه بديلل قوهل‪ " :‬أحرتف " حاكه‬

‫الطيب‪ .‬قال‪ :‬ويدل عليه نسق الالكم؛ ألنه أسند االحرتاف إىل ضمري املتلكم اعطفا هل ىلع "‬

‫فسيأكل " فلو اكن املراد األهل تلنافر‪ .‬انته‪ .‬وجزم ابليضاوي بأن قوهل‪ " :‬آل أيب بكر "‪ .‬عدول‬

‫عن املتلكم إىل الغيبة ىلع طريق االتلفات‪ ،‬قال‪ :‬وقيل‪ :‬أراد نفسه‪ ،‬واألول مقحم لقوهل‪ " :‬وأحرتف‬

‫"‪ .‬وليس بشء‪ ،‬بل املعىن أين كنت أكتسب هلم ما يأكلونه والن أكتسب للمسلمني‪ .‬قال‬

‫الطيب‪ :‬فائدة االتلفات أنه جرد من نفسه شخصا كسوبا ملؤنة األهل باتلجارة فامتنع لشغله‬

‫بأ مر املسلمني عن االكتساب‪ ،‬وفيه إشعار بالعلة‪ ،‬وأن من اتصف بالشغل املذكور حقيق أن‬

‫يأكل هو وعياهل من بيت املال‪ ،‬وخص األكل من بني االحتياجات لكونه أهمها ومعظمها‪ .‬قال‬

‫ابن اتلني‪ :‬وفيه ديلل ىلع أن للعامل أن يأخذ من عرض املال اذلي يعمل فيه قدر حاجته إذا لم‬

‫يكن فوقه إمام يقطع هل أجرة معلومة‪ ،‬وسبقه إىل ذلك اخلطايب‪ .‬قلت‪ :‬لكن يف قصة أيب بكر‬

‫أن القدر اذلي اكن يتناوهل فرض هل باتفاق من الصحابة‪ ،‬فروى ابن سعد بإسناد مرسل رجاهل‬

‫ثقات قال‪ " :‬ملا استخلف أبو بكر أصبح َغديا إىل السوق ىلع رأسه أثواب يتجر بها‪ ،‬فلقيه عمر‬

‫بن اخلطاب وأبو عبيدة بن اجلراح فقال‪ :‬كيف تصنع هذا وقد ويلت أمر املسلمني؟ قال‪ :‬فمن‬

‫‪31‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫أين أطعم عيال؟ قالوا‪ :‬نفرض لك‪ .‬ففرضوا هل لك يوم شطر شاة "‪ .‬قوهل‪( :‬وأحرتف) يف رواية‬

‫الكشميهن‪ " :‬وحيرتف "‪ .‬قال ابن األثري‪ :‬أراد باحرتافه للمسلمني نظره يف أمورهم وتميزي‬

‫ماكسبهم وأرزاقهم‪ ،‬وكذا قال ابليضاوي‪ :‬املعىن‪ :‬أكتسب للمسلمني يف أمواهلم بالسيع يف‬

‫مصاحلهم ونظم أحواهلم‪ .‬وقال غريه‪ :‬يقال‪ :‬احرتف الرجل إذا جازى ىلع خري أو رش‪ .‬وقال املهلب‪:‬‬

‫قوهل‪ :‬أحرتف هلم أي‪ :‬أجتر هلم يف ماهلم حىت يعود عليهم من رحبه بقدر ما آكل أو أكرث‪ ،‬وليس‬

‫بواجب ىلع اإلمام أن يتجر يف مال املسلمني بقدر مؤنته إال أن يطوع بذلك كما تطوع أبو بكر‪.‬‬

‫قلت‪ :‬واتلوجيه اذلي ذكره ابن األثري أوجه؛ ألن أبا بكر بني السبب يف ترك االحرتاف وهو‬

‫االشتغال باإلمارة‪ ،‬فمىت يتفرغ لفاحرتاف لغريه؟ إذ لو اكن يمكنه االحرتاف الحرتف نلفسه كما‬

‫اكن‪ ،‬إال أن حيمل ىلع أنه اكن يعطي املال ملن يتجر فيه وجيعل رحبه للمسلمني‪ ،‬وقد روى‬

‫اإلسماعييل يف حديث ابلاب من طريق معمر عن الزهري‪ " :‬فلما استخلف عمر أكل هو وأهله‬

‫من املال ‪ -‬أي‪ :‬مال املسلمني ‪ -‬واحرتف يف مال نفسه "‪( .‬تنبيه)‪ :‬حديث أيب بكر هذا وإن اكن‬

‫ظاهره الوقف لكنه بما اقتضاه من أنه قبل أن يستخلف اكن حيرتف تلحصيل مؤنة أهله يصري‬

‫مرفواع؛ ألنه يصري كقول الصحايب‪ :‬كنا نفعل كذا ىلع عهد انلب صّل اّلل عليه وسلم وقد روى‬

‫ابن ماجه وغريه من حديث أم سلمة‪ " :‬أن أبا بكر خرج تاجرا إىل برصى يف عهد انلب صّل‬

‫اّلل عليه وسلم "‪ .‬وتقدم يف حديث أيب هريرة يف أول ابليوع‪ " :‬إن إخواين من املهاجرين اكن‬

‫يشغلهم الصفق باألسواق "‪ .‬ويأت حديث اعئشة‪ " :‬أن الصحابة اكنوا عمال أنفسهم "‪ .‬وهذا هو‬

‫الرس يف إيراد ابلخاري هل عقب حديثها عن أيب بكر‪.‬‬

‫َّ‬ ‫َ ً ََ ََ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬


‫مجيعا وال تفرقوا‬ ‫باب قول اّلل تعاىل ‪َ :‬واعت هصموا هحبب هل ه‬
‫اّلل َّ ه‬ ‫‪)11‬‬

‫وقيل معناه أن ال أقتل إال مقبفا غري مدبر وهو يرجع إىل األول وقوهل تعاىل « واعتصموا حببل‬

‫اّلل مجيعا وال تفرقوا » قيل « حببل اّلل » أي بعهد اّلل كما قال يف الية بعدها « ِضبت عليهم‬

‫‪31‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫اذللة أينما ثقفوا إال حببل من اّلل وحبل من انلاس » أي بعهد وذمة وقيل « حببل من اّلل » يعن‬

‫القرآن كما يف حديث احلارث األعور عن عيل مرفواع يف صفة القرآن هو حبل اّلل املتني‬

‫ورصاطه املستقيم وقد ورد يف ذلك حديث خاص بهذا املعىن فقال اإلمام احلافظ أبو جعفر‬

‫الطَبي حدثنا سعيد بن حيي األموي حدثنا أسباط بن حممد عن عبد امللك بن أيب سليمان‬

‫العرزم عن عطية عن أيب سعيد قال قال رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلمكتاب اّلل هو حبل اّلل‬

‫املمدود من السماء إىل األرض وروى ابن مردويه من طريق إبراهيم بن مسلم اهلجري عن أيب‬

‫األحوص عن عبد اّلل رض اّلل قال قال رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم إن هذا القرآن هو حبل‬

‫اّلل املتني وهو انلور املبني وهو الشفاء انلافع عصمة ملن تمسك به وجناة ملن اتبعه وروى من‬

‫حديث حذيفة وزيد بن أرقم حنو ذلك وقال وكيع حدثنا األعمش عن أيب وائل قال قال عبد اّلل‬

‫إن هذا الرصاط حمترض حيرضه الشياطني يا عبد اّلل هذا الطريق هلم إىل الطريق فاعتصموا‬

‫حببل اّلل فإن حبل اّلل القرآن وقوهل « وال تفرقوا » أمرهم باجلماعة ونهاهم عن اتلفرقة وقد‬

‫وردت األحاديث املتعددة بانل ي عن اتلفرق واألمر باإلجتماع واإلئتفاف كما يف صحيح‬

‫مسلم « ‪ » 1711‬من حديث سهيل بن أيب صالح عن أبيه عن أيب هريرة أن رسول اّلل صّل اّلل‬

‫عليه وسلم قال إن اّلل يرىض لكم ثفاثا ويسخط لكم ثفاثا يرىض لكم أن تعبدوه وال ترشكوا‬

‫به شيئا وأن تعتصموا حببل اّلل مجيعا وال تفرقوا وأن تناصحوا من واله اّلل أمركم ويسخط لكم‬

‫ثفاثا قيل وقال وكرثة السؤال وإضاعة املال وقد ضمنت هلم العصمة عند اتفاقهم من اخلطأ كما‬

‫وردت بذلك األحاديث املتعددة أيضا وخيف عليهم اإلفرتاق واإلختفاف فقد وقع ذلك يف هذه‬

‫األمة فافرتقوا ىلع ثفاث وسبعني فرقة منها فرقة ناجية إىل اجلنة ومسلمة من عذاب انلار وهم‬

‫اذلين ىلع ما اكن عليه انلب صّل اّلل عليه وسلم‬

‫‪32‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫‪َ -1711 )14‬حدث هن زه ْري ْبن َح ْرب ‪َ ،‬حدثنَا َج هرير ‪ ،‬ع ْن س َهيْل ‪ ،‬ع ْن أ هبي هه ‪ ،‬ع ْن أ هيب ه َريْ َرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫َّ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ً َ َ ْ َ َ ْ َ َ ً َ َ ْ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ريىض لك ْم‬ ‫اّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم ‪ " :‬هإن اّلل َّ يرىض لكم ثفاثا‪ ،‬ويكره لكم ثفاثا ؛ ف‬ ‫َ‬
‫رسول ه‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ً َ ََ‬ ‫أَ ْن َت ْعبدوه‪َ ،‬و َال ت ْرشكوا به َشيْئًا‪َ ،‬وأَ ْن َت ْعتَصموا حبَبْ‬
‫يعا‪َ ،‬وال تف َّرقوا‪َ ،‬ويَك َره لك ْم هقيل‬‫مج‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬
‫ه ه ه ه‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ه هه‬

‫ال ‪.‬رواه مسلم اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪111:‬‬ ‫الس َؤ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫َوقَ َال ‪َ ،‬و َك ْ َ‬
‫رثةَ ُّ‬
‫ال‪ ،‬و هإضاعة الم ه‬
‫ه‬

‫املنهاج رشح صحيح مسلم بن احلجاج ‪:‬‬

‫وأما االعتصام حببل اّلل فهو اتلمسك بعهده ‪ ،‬وهو اتباع كتابه العزيز وحدوده ‪ ،‬واتلأدب بأدبه ‪.‬‬

‫واحلبل يطلق ىلع العهد ‪ ،‬وىلع األمان ‪ ،‬وىلع الوصلة ‪ ،‬وىلع السبب ‪ ،‬وأصله من استعمال العرب‬

‫احلبل يف مثل هذه األمور الستمساكهم باحلبل عند شدائد أمورهم ‪ ،‬ويوصلون بها املتفرق ‪،‬‬

‫فاستعري اسم احلبل هلذه األمور ‪ .‬وأما قوهل صّل اّلل عليه وسلم ‪ " :‬وال تفرقوا " فهو أمر بلزوم‬

‫مجاعة املسلمني وتألف بعضهم ببعض ‪ ،‬وهذه إحدى قواعد اإلسفام‪.‬‬


‫ََ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ َّ ْ ْ ْ َ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫‪َ -2111‬ح َّد َثنَا أَ ْ َ‬
‫ريةه ‪ ،‬ع ْن حم َّم هد ب ْ هن سوقة ‪،‬‬ ‫ْحد بْن َم هنيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا انلرض بن هإسما هعيل أبو الم هغ‬ ‫‪)11‬‬

‫اجلَابيَ هة َف َق َال ‪ :‬يَا َأ ُّي َها َّ‬


‫انلاس‪ ،‬هإين ق ْمت‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ََ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫اّلل َّ ب هن هدينار ‪ ،‬ع هن اب هن عمر قال ‪ :‬خطبنا عمر به ه‬
‫عن عب هد ه‬
‫َ‬ ‫َّ َّ‬ ‫فيك ْم َك َم َق َرسول اّلل َّ َص َّّل اّلل َّ َعلَيْه َو َسلَّ َم فينَا‪َ ،‬ف َق َال ‪ " :‬أوصيك ْم بأَ ْ‬
‫ص َ‬
‫ين يَلونه ْم‬
‫اذل َ‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫ايب‬
‫ه‬ ‫ح‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫امه‬ ‫ه‬
‫ََ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ‬ ‫ََ ْ َ ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ َ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ َّ َ َ َ ْ َّ َ ْ‬
‫اذلين يلونهم‪ ،‬ثم يفشو الك هذب حىت حي هلف الرجل وال يستحلف‪ ،‬ويشهد الشا ههد وال‬
‫ثم ه‬
‫ْ َ ْ ََْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َّ‬
‫يستشهد‪ ،‬أال ال خيلون رجل بهامرأة هإال اكن ث هاثلهما الشيطان‪ ،‬عليكم بهاجلماع هة‪ ،‬وإهياكم والفرقة‬

‫اع َة‪َ ،‬منْ‬ ‫َ َ ْ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ ْ‬


‫اجل َ َم َ‬ ‫ان َم َع ال ْ َ‬
‫َ َّ َّ ْ َ َ‬
‫ني أبعد‪ ،‬من أراد حببوحة اجلن هة فليلزمه‬
‫ه‬ ‫ن‬ ‫ث‬‫اال‬
‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ه‬ ‫و‬‫ه‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫د‬‫ه‬ ‫اح‬
‫ه‬ ‫و‬ ‫؛ ف هإن الشيط‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ ْ‬
‫اءته َسيئَته فذ هلكم المؤ همن "‪ .‬رواه الرتمذي هذا َح هديث َح َسن َص هحيح غ هريب‬ ‫َسته حسنته وس‬

‫ْ َْ ْ‬ ‫ََ ََْ َ َ َ ْ‬ ‫جه‪َ ،‬وقَ ْد َر َواه ابْن الْمبَ َ‬


‫ارك َع ْن حمَ َّمد ب ْ‬ ‫ْ َ َ َْ ْ‬
‫ري َوجه‪،‬‬
‫ه‬ ‫غ‬ ‫ن‬‫م‬‫ه‬ ‫يث‬ ‫د‬
‫ه‬ ‫احل َ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫و‬
‫ه‬ ‫ر‬ ‫د‬‫ق‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫وق‬‫س‬ ‫ن‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫همن هذا الو‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َع ْن ع َم َر‪َ ،‬عن َّ‬
‫انل هب َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم‪ .‬رواه الرتمذي اجلزء رقم ‪ ،4:‬الصفحة رقم‪13:‬‬ ‫ه‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح‬

‫‪33‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫تحفة األحوذي برشح جامع الرتمذي ‪:‬‬

‫( عليكم باجلماعة ) أي املنتظمة بنصب اإلمامة ( وإياكم والفرقة ) أي احذروا مفارقتها ما‬

‫أمكن ‪ .‬وروى مسلم يف صحيحه عن أيب هريرة مرفواع ‪ " :‬من خرج من الطاعة وفارق اجلماعة‬

‫فمات مات ميتة جاهلية " " احلديث " ‪ .‬روى الشيخان عن حذيفة يف أثناء حديث ‪ :‬تلزم مجاعة‬

‫املسلمني وإمامهم ‪ .‬قلت ‪ :‬فإن لم يكن هلم مجاعة وال إمام ؟ قال فاعزتل تلك الفرق ُكها ‪ ،‬ولو‬

‫أن تعض بأصل شجرة حىت يدركك املوت وأنت ىلع ذلك ‪ .‬قال احلافظ قوهل ‪ :‬تلزم مجاعة‬

‫املسلمني وإمامهم أي أمريهم ‪ .‬زاد يف رواية أيب األسود ‪ :‬تسمع وتطيع وإن ِضب ظهرك وأخذ‬

‫مالك ‪ .‬وكذا يف رواية خاَل بن سبيع عند الطَباين ‪ :‬فإن رأيت خليفة فالزمه وإن ِضب ظهرك‬

‫فإن لم يكن خليفة فاهلرب ‪ .‬وقال الطَبي ‪ .‬اختلف يف هذا األمر ويف اجلماعة ‪ ،‬فقال قوم هو‬

‫للوجوب ‪ ،‬واجلماعة السواد األعظم ‪ ،‬ثم ساق حممد بن سريين عن أيب مسعود أنه وىص من سأهل‬

‫ملا قتل عثمان ‪ :‬عليك باجلماعة ‪ ،‬فإن اّلل لم يكن يلجمع أمة حممد ىلع ضفالة ‪ .‬وقال قوم ‪:‬‬

‫املراد باجلماعة الصحابة دون من بعدهم ‪ .‬وقال قوم ‪ :‬املراد بهم أهل العلم ألن اّلل جعلهم حجة‬

‫ىلع اخللق وانلاس تبع هلم يف أمر اَلين ‪ .‬قال الطَبي ‪ :‬والصواب أن املراد من اخلَب لزوم اجلماعة‬

‫اذل ين يف طاعة من اجتمعوا ىلع تأمريه ‪ ،‬فمن نكث بيعته خرج عن اجلماعة ‪ .‬قال ويف احلديث‬

‫‪ :‬أنه مىت لم يكن للناس إمام فافرتق انلاس أحزابا ففا يتبع أحدا يف الفرقة ويعزتل اجلميع إن‬

‫استطاع ذلك خشية من الوقوع يف الرش ‪ .‬وىلع ذلك يتْنل ما جاء يف سائر األحاديث ‪ ،‬وبه جيمع‬

‫بني ما ظاهره االختفاف منها انته ‪ ( .‬فإن الشيطان مع الواحد ) أي اخلارج عن طاعة األمري‬

‫املفارق للجماعة ( وهو ) أي الشيطان ( من االثنني أبعد ) أي بعيد ‪ .‬قال الطيب ‪ :‬أفعل هنا‬

‫ملجرد الزيادة ولو اكن مع اثلفاثة لاكن بمعىن اتلفضيل ‪ ،‬إذ ابلعد مشرتك بني اثلفاثة واالثنني‬

‫‪34‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫دون االثنني والفذ ‪ ،‬ىلع ما ال خيىف ( من أراد حببوحة اجلنة ) بضم املوحدتني أي من أراد أن‬

‫يسكن وسطها وخيارها‪.‬‬


‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ ْ ْ َ‬
‫رص ُّي ‪ ،‬قال ‪َ :‬حدث هن المعتَ همر ْبن سليْ َمان ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ابل‬ ‫ع‬ ‫ف‬
‫‪ -2117‬حدثنا أبو بك هر بن ن ه‬
‫ا‬ ‫‪)11‬‬

‫اّلل َّ َص َّّل اّلل َّ َعلَيْ هه َو َسلَّمَ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َح َّد َثنَا سلَيْ َمان ال ْ َم َد ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اّلل َّ ب هن هدينار ‪ ،‬ع هن اب هن عمر أن رسول ه‬
‫ين ‪ ،‬عن عب هد ه‬ ‫ه‬
‫ض َفالَة‪َ ،‬ويَد اّلل َّ َمعَ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ‬
‫ىلع َ‬ ‫َ ْ َ َ َّ َ َ َّ َ َّ‬ ‫َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ه‬ ‫اّلل َّ ال جي َمع أ َّم هيت ‪ -‬أو قال ‪ :‬أمة حممد صّل اّلل َّ علي هه وسلم ‪-‬‬ ‫قال ‪ " :‬إهن‬
‫ْ‬ ‫ج هه‪َ ،‬وسلَيْ َمان ال ْ َم َد ه ُّ‬
‫ْ َ َ َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫اع هة‪َ ،‬و َم ْن َش َّذ َش َّذ إ َىل َّ‬ ‫ْ‬
‫ين ه َو هعن هدي‬ ‫ار "‪ .‬هذا َح هديث غ هريب همن هذا الو‬
‫ه‬ ‫انل‬ ‫ه‬
‫اجل َ َم َ‬

‫ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ ُّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬


‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َْ َ ََْ ََ َْ َ َ َ‬ ‫ََْ ْ‬
‫احد همن أه هل‬
‫سليمان بن سفيان‪ ،‬وقد روى عنه أبو داود الطيال ه هيس وأبو اع همر العق هدي وغري و ه‬
‫َْ َ‬
‫ود ْبنَ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ْ َْ ْ ْ َ ْ ْ َ ْ‬ ‫َْ َ َ ْ َ َ ْ ْ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ْ‬
‫ال هعل هم‪َ ،‬وتف هسري اجلماع هة هعند أه هل ال هعل هم ‪ :‬هم أهل ال هفق هه وال هعل هم واحل هد ه‬
‫يث‪ ،‬وس همعت اجلار‬ ‫َ‬

‫َْ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫م َعاذ َيقول ‪َ :‬سم ْعت َع َّ ْ‬
‫يل ب َن احلَس هن يقول ‪ :‬سألت عبد ا ه‬
‫ّلل َّ بن المبار هك ‪ :‬م هن اجلماعة ؟ فقال ‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ َ َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أبو بَكر َوع َمر‪ .‬هقيل هل ‪ :‬قد َمات أبو بَكر َوع َمر‪ .‬قال ‪ :‬ففان َوففان‪ .‬هقيل هل ‪ :‬قد َمات ففان‬
‫َ‬ ‫َّ ْ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ُّ َّ ُّ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َوف َفان‪َ .‬ف َق َال ‪َ :‬عبْ‬
‫اعة‪َ .‬وأبو ْحْ َزة ه َو حم َّمد ْبن َميْمون‪،‬‬ ‫اّلل بن المبار هك وأبو ْحزة السك هري مج‬
‫ه‬ ‫د‬

‫ْ َ‬ ‫َّ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ْ ً َ‬
‫احلًا‪َ ،‬و هإن َما قال هذا هيف َحيَاته هه هعن َدنا‪ .‬رواه الرتمذي اجلزء رقم ‪ ،4:‬الصفحة رقم‪19:‬‬
‫َواكن شيخا ص ه‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح دون " و من شذ "‬

‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ َّ ْ َ ْ‬


‫‪ -4197‬حدثنا أْحد بن حنبل وحممد بن حيي ‪ ،‬قاال ‪ :‬حدثنا أبو الم هغريةه ‪ ،‬حدثنا صفوان ح‬ ‫‪)17‬‬

‫ان ‪َ ،‬ح َّد َثنَا بَق َّية ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ح َّدثَن َص ْف َوان ‪َ ،‬حنْ َوه‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ح َّدثَن أَ ْز َهر ْبن َعبدْ‬
‫َْ َ‬ ‫َو َح َّد َثنَا َع ْمرو ْ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ث‬‫ع‬ ‫ن‬‫ب‬
‫ْ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ ْ َ ََ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُّ َ ْ َ‬
‫ه َ‬
‫اوية ب هن أ هيب سفيان ‪ ،‬أنه قام هفينا فقال ‪ :‬أال هإن رسول‬ ‫اّلل َّ احلر ه‬
‫ازي ‪ ،‬عن أ هيب اع همر الهوز هن ‪ ،‬عن مع ه‬
‫ََ َْْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ ْ َ ْ َ ْ ْ َ ْ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َّ‬
‫ني‬
‫ه‬ ‫ت‬ ‫ن‬‫ه‬ ‫ث‬ ‫ىلع‬ ‫وا‬‫ق‬ ‫رت‬ ‫اف‬ ‫اب‬
‫ه‬ ‫ت‬‫ك‬‫ه‬ ‫ال‬ ‫ل‬
‫ه‬ ‫ه‬‫أ‬ ‫ن‬‫م‬‫ه‬ ‫م‬‫ك‬ ‫ل‬‫ب‬‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫إ‬
‫ه‬ ‫ال‬ ‫أ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ين‬‫ف‬‫ه‬ ‫ام‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬‫و‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬ ‫ّل‬ ‫اّلل َّ ص‬
‫ه‬
‫َْ َ َ ْ َ‬ ‫ىلع ثَ َفاث َو َسبْع َ‬
‫ََ‬ ‫ْ َّ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ ْ َ َّ ً َ َّ َ‬
‫اح َدة هيف‬‫ار َو َو ه‬‫ه‬
‫ون يف َّ‬
‫انل‬ ‫ه‬ ‫ع‬‫ب‬ ‫س‬‫و‬ ‫ان‬
‫ه‬ ‫ت‬ ‫ن‬‫ه‬ ‫ث‬ ‫؛‬ ‫ني‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫رت‬
‫ه‬ ‫ف‬ ‫ت‬‫س‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ه‬ ‫ال‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ذ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫وسب هعني هملة‪ ،‬وإهن‬

‫ارى‬ ‫خرج هم ْن أ َّميت أَقْ َوام َجتَ َ‬‫َ َّ َ َ ْ‬


‫ي‬‫س‬ ‫ه‬‫ن‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ا‬ ‫اد ْابن َحيْ َي َو َع ْمرو يف َحديثَيْه َ‬
‫م‬
‫َ َ‬
‫ز‬ ‫"‪.‬‬ ‫ة‬‫اع‬
‫ْ َ َّ َ َ ْ‬
‫اجل َ َم َ‬ ‫اجلن هة‪ ،‬و هيه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬

‫‪35‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫َ َ َ ْ‬ ‫ارى الْ َلكَب ل َصاحبه ‪َ -‬وقَ َال َع ْمرو ‪ :‬الْ َلكَب ب َ‬ ‫ْ ْ َ َْ‬
‫األ ْه َواء َك َما َيتَ َ‬
‫اح هب هه ‪ -‬ال يبْىق همنه‬
‫ه ه‬‫ص‬ ‫ههه‬ ‫ه‬
‫ج َ‬ ‫به ههم تهلك‬
‫َّ َ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫هع ْرق َوال َمف هصل هإال دخله "‪.‬رواه أبو داود اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪7:‬‬

‫حكم احلديث‪ :‬حسن‬

‫عون املعبود رشح سنن أيب داود ‪:‬‬

‫(وإن هذه امللة) يعن أمته صّل اّلل عليه وسلم‪( .‬ويه) أي‪ :‬الواحدة اليت يف اجلنة‪( .‬اجلماعة)‬

‫أي‪ :‬أهل القرآن وا حلديث والفقه والعلم اذلين اجتمعوا ىلع اتباع آثاره صّل اّلل عليه وسلم يف‬

‫مجيع األحوال ُكها ولم يبتدعوا باتلحريف واتلغيري ولم يبدلوا بالراء الفاسدة‬

‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ْ َ ْ َّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ََََْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َََ‬


‫‪ -217 )13‬أخَبنا ي هزيد بن هارون ‪ ،‬أنبأنا ب هقية ‪ ،‬حدث هن صفوان بن رستم ‪ ،‬عن عب هد الرْح هن ب هن‬
‫ََ َ‬ ‫ْ‬ ‫او َل انلَّ‬
‫ض اّلل َّ َعنْه قَ َال ‪َ :‬ت َط َ‬ ‫رسةَ ‪َ ،‬ع ْن تَميم َّ‬ ‫َمي ْ َ َ‬
‫ابلنَا هء هيف َز َم هن ع َم َر‪ ،‬فقال ع َمر ‪:‬‬
‫ه ه‬ ‫يف‬ ‫اس‬ ‫اَلاري َر ه َ‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ َّ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َّ‬ ‫رش الْع َريْ‬
‫يَا َم ْع َ َ‬
‫ارة هإال‬ ‫ب‪ ،‬األرض األرض‪ ،‬هإنه ال هإسفام هإال هجبماعة‪ ،‬وال مجاعة هإال به هإمارة‪ ،‬وال إهم‬ ‫ه‬
‫َ َ َ َ ْ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ ْ َ َ َ َ ً َ َ َ ْ َ َ ْ َ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ ً َ‬
‫ري هفقه اكن هفااك هل‬
‫بهطاعة‪ ،‬فمن سوده قومه ىلع ال هفق هه اكن حياة هل ولهم‪ ،‬ومن سوده قومه ىلع غ ه‬
‫َ‬
‫َوله ْم‪.‬رواه اَلارم اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪111:‬‬

‫حكم احلديث‪ :‬يف إسناده علتان‪ :‬األوىل جهالة صفوان بن رستم واثلانية االنقطاع‪.‬‬

‫انظر جمموعة الشبهات رقم ‪ 1‬ص ‪11-11‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ َ َّ َ َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬


‫َ‬
‫ان ‪ ،‬حدثنا ْحاد بن زيد ‪ ،‬ع هن اجلع هد أ هيب عثمان ‪ ،‬حدث هن أبو رجاء‬ ‫‪ -7114‬حدثنا أبو انلعم ه‬ ‫‪)71‬‬
‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫الْع َطار هد ُّي ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬س هم ْعت ْاب َن َع َّباس َر ه َ‬
‫ض اّلل َّ َعنْه َما‪َ ،‬عن َّ‬
‫انل هب َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم قال ‪َ " :‬م ْن‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ ْ ً َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ َ ْ َ َّ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ً َ َ َ َّ َ َ َ ً‬ ‫ْ َ‬ ‫ََ‬
‫ريهه شيئا يكرهه فليص هَب علي هه ؛ ف هإنه من فارق اجلماعة هشَبا فمات‪ ،‬هإال مات هميتة‬ ‫رأى همن أ هم ه‬
‫ً‬
‫َجا هه هل َّية "‪ .‬رواه ابلخاري اجلزء رقم ‪ ،9:‬الصفحة رقم‪47:‬‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫‪َ -4713‬ح َّد َثنَا أَ ْ َ‬
‫ْحد بْن يون َس ‪َ ،‬حدثنَا زه ْري ‪َ ،‬وأبو بَك هر ْبن ع َّياش ‪َ ،‬و همن َدل ‪ ،‬ع ْن م َطرف ‪،‬‬ ‫‪)74‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم ‪َ " :‬م ْن‬ ‫ا‬ ‫ول‬‫س‬‫ان ‪َ ،‬ع ْن أَيب َذر قَ َال ‪ :‬قَ َال َ‬
‫ر‬
‫َ ْ َ ْ ََْ َ‬
‫ب‬‫ه‬‫و‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫اَل‬ ‫خ‬ ‫ن‬‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬‫ه‬
‫َ ْ َ َ ْ‬
‫عن أ هيب ج‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬

‫‪36‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫َ َ َ َْ َ َ َ ْ ً َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫اإل ْسفامه هم ْن عن هق هه "‪.‬رواه أبو داود اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة‬
‫فارق اجلماعة هشَبا فقد خلع هربقة ه‬

‫رقم‪73:‬‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح‬

‫عون املعبود رشح سنن أيب داود ‪:‬‬

‫(من فارق اجلماعة قيد شَب) بكرس القاف أي‪ :‬قدر شَب‪( .‬فقد خلع) أي‪ :‬نزع‪( .‬ربقة اإلسفام‬

‫من عنقه) قال اخلطايب‪ :‬الربقة ما جيعل يف عنق اَلابة اكلطوق يمسكها ئلفا ترشد‪ ،‬يقول‪ :‬من‬

‫خرج من طاعة إمام اجلماعة أو فارقهم يف األمر املجتمع عليه فقد ضل وهلك واكن اكَلابة إذا‬

‫خلعت الربقة ال يت يه حمفوظة بها فإنها ال يؤمن عليها عند ذلك اهلفاك والضياع‪ .‬انته‪.‬‬

‫واحلديث سكت عنه املنذري‪.‬‬


‫ْ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ َ‬ ‫َّ َ َ َّ‬
‫‪َ 17171‬حدثنَا عفان ‪َ ،‬حدثنَا أبو خلف موىس ْبن خلف ‪ -‬اكن ي َعد هيف ابل َدال هء ‪-‬‬ ‫‪)71‬‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫َح َّد َثنَا َحيْ َي ْبن أيب َك هثري ‪َ ،‬ع ْن َزيْ هد بْن َس َّفام ‪َ ،‬ع ْن َجدهه َم ْمطور ‪َ ،‬عن احلَار هث األ ْش َعري ‪ ،‬أ َّن نَ َّ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َّ َ َ َّ َ َ َّ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َّ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫السفام هلخ ْم هس‬ ‫اّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم قال ‪ " :‬هإن اّلل َّ عز وجل أمر حيي بن زك هريا علي ههما‬ ‫ه‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ‬
‫ئ‪ ،‬فقال هل هعيس ‪ :‬هإنك‬ ‫َسا هئيل أن يع َملوا به ههن‪ ،‬واكد أن يب هط‬ ‫ُكمات أن يعمل به ههن‪ ،‬وأن يأمر ب هن هإ‬ ‫ه‬
‫يل أَ ْن َي ْع َملوا به َّن‪ ،‬فَإ َّما أَ ْن تبَل َغه َّن‪َ ،‬وإماَّ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َْ َََْ‬ ‫َْ ْ َ َ‬
‫لخ ْ‬
‫ئ‬ ‫ا‬‫َس‬ ‫إ‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ات‬ ‫م‬ ‫ُك‬ ‫س‬ ‫م‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫هه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫هه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫قد أ همرت ه‬
‫أَ ْن أبَل َغه َّن‪َ .‬ف َق َال ‪ :‬يَا أَِخ‪ ،‬إين أَ ْخ ََش إ ْن َسبَ ْقتَن أَ ْن أ َع َّذ َب‪ ،‬أَ ْو خيْ َس َف يب "‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬فَ َج َم َع َحيْيَ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ َ َََْ َ َ‬ ‫َ َ َ َ ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ ْ َ َ َ ْ‬ ‫َْ ْ ْ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ت ال َمق هد هس حىت امتأل المس هجد‪ ،‬فق هعد ىلع الرش هف ‪ ،‬فح همد اّلل َّ‪ ،‬وأثىن علي هه‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َسا هئيل هيف بي ه‬ ‫بَ هن هإ‬
‫َّ َ َّ َّ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َّ َ َ َّ َ َ َّ َ‬
‫ُكمات أن أعمل به ههن‪ ،‬وآمركم أن تعملوا به ههن ؛ أولهن أن‬ ‫ثم قال ‪ :‬هإن اّلل َّ عز وجل أمر هن هلخم هس ه‬

‫اهل ب َورق أَوْ‬ ‫رتى َعبْ ًدا م ْن َخالص َ‬ ‫اش َ َ‬‫ْ‬ ‫ك َمثَل َ‬ ‫َ ْ ً َ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َْ‬
‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ث‬‫م‬ ‫ن‬ ‫إ‬
‫ه‬ ‫ف‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ئ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ه‬‫ه‬ ‫تعبدوا اّلل َّ ال ت ه ه‬
‫ب‬ ‫وا‬‫ك‬ ‫رش‬

‫ك ؟ َوإ َّن َ‬
‫اّلل َّ‬
‫َ َْ َ َ َ‬
‫ه‬ ‫ل‬‫ذ‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ون‬ ‫ك‬ ‫َسه أَ ْن ي َ‬‫َذ َهب‪ ،‬فَ َج َع َل َي ْع َمل َوي َؤدي َغلَّتَه إ َىل َغ ْري َسي هدهه‪ ،‬فَ َأيُّك ْم َ َّ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َّ‬
‫اّلل َّ َع َّز َو َجل‬ ‫اعبدوه َو َال ت ْرشكوا به َشيْئًا‪َ ،‬وآمرك ْم ب َّ‬
‫الص َفا هة فَإ َّن َ‬ ‫َ َّ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ‬
‫عز وجل خلقكم ورزقكم ف‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه هه‬

‫‪37‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫َ َّ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ْ‬ ‫َْ‬
‫ت‪ ،‬ف هإذا َصليْت ْم ففا تلتَ هفتوا‪َ ،‬وآمرك ْم بهالصيَامه ف هإن َمثل ذلهك‬‫ين هصب وجهه لهوج هه عب هدهه ما لم يلت هف‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫وف فَم َّ‬
‫الصائه هم هعن َد‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫َ َّ‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫يح الْم ْ‬
‫س‬ ‫رصة هم ْن هم ْسك يف ع َصابَة ُكُّه ْم َجيد ر َ‬
‫َك َمثَل َرجل َم َعه َّ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ َ ُّ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫ْ َّ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫اّلل َّ أَ ْطيَب م ْ‬
‫َسه ال َعد ُّو‪ ،‬فشدوا‬ ‫الص َدق هة ف هإن َمثل ذلهك ك َمث هل َرجل أ‬‫يح ال هم ْس هك‪َ ،‬وآمركم هب‬ ‫ر‬
‫ه ه ه‬‫ن‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ْ ْ َ َ ََ َْ‬ ‫َ ََ َ َ ْ َ ْ َ ْ ََْ َ َْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ََ ْ َ‬
‫رضبوا عنقه‪ ،‬فقال ‪ :‬هل لكم أن أفت هدي نف هيس همنكم ؟ فجعل يفت هدي‬ ‫ه‬ ‫يل‬
‫ه‬ ‫وه‬‫م‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ق‬
‫ه‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ىل‬ ‫يدي هه إه‬
‫َّ َ َ َ َ‬ ‫اّلل َّ َع َّز َو َج َّل َكث ً‬ ‫ْ ْ‬ ‫كث َ َّ َ َّ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َْ َ ْ ْ َْ‬
‫ريا‪َ ،‬وإهن َمثل ذلهك‬ ‫ه‬ ‫ري حىت فك نفسه‪َ ،‬وآمركم به هذك هر ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ال‬‫و‬ ‫يل‬
‫نفسه همنهم بهال ه‬
‫ل‬
‫ه‬ ‫ق‬

‫ااع يف أَثَره‪ ،‬فَأَ َىت ح ْصنًا َحصينًا َفتَ َح َّص َن فيه‪َ ،‬وإ َّن الْ َعبْ َد أَ ْح َصن ماَ‬ ‫َس ً‬ ‫َك َمثَل َرجل َطلَبَه الْ َعد ُّو ه َ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َّ ْ َ‬
‫اّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم‬‫اّلل َّ ع َّز َوجل "‪ ،‬قال ‪ :‬فقال رسول ه‬ ‫ان هإذا اكن هيف هذك هر ه‬ ‫يكون همن الشيط ه‬
‫َ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ َ َ َّ ْ َ َّ َ َ ْ ْ َ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َََ‬


‫َ‬
‫اجلها هد هيف س هبي هل‬ ‫‪ " :‬وأنا آمركم هلخمس اّلل َّ أمر هن به ههن ؛ بهاجلماع هة‪ ،‬والسم هع والطاع هة‪ ،‬وال ههجرةه‪ ،‬و ه‬
‫َّ َ ْ‬ ‫َ ْ ََ ْ َ ََ َْ َ ْ َ‬ ‫َ َّ َ ْ َ َ َ َ ْ‬
‫اإل ْسفامه هم ْن عن هق هه‪ ،‬هإال أن يَ ْر هج َع‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫ه‬ ‫ة‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫ه‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫َب‬ ‫ش‬ ‫ه‬ ‫يد‬ ‫ق‬‫ه‬ ‫ة‬ ‫ه‬ ‫اع‬‫اجل َ َم َ‬ ‫اّلل َّ ف هإنه من خرج همن‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َّ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ َ َّ َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ام َو هإن َصّل ؟ قال ‪َ " :‬و هإن‬ ‫ّلل َّ‪ ،‬و هإن ص‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫ول‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫وا‬ ‫ال‬ ‫د َاع به َدع َوى اجلا هه هلي هة فهو همن جثا جهنم "‪ .‬ق‬

‫ني‬ ‫ني بأَ ْس َمائه ْم ب َما َس َّماهم اّلل َّ َع َّز َو َج َّل الْم ْسلم َ‬ ‫ادعوا الْم ْسلم َ‬ ‫َ ْ‬
‫ف‬ ‫‪،‬‬‫م‬ ‫ل‬ ‫ام َوإ ْن َص َّّل َو َز َع َم َأنَّه م ْ‬
‫س‬ ‫َص َ‬
‫هه‬ ‫هه ه‬ ‫هه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ َّ َ َ َّ‬ ‫ْ ْ َ َ َ‬
‫جل "‪.‬رواه أْحد اجلزء رقم ‪ ،23:‬الصفحة رقم‪414:‬‬ ‫اّلل َّ عز و‬ ‫ه‬ ‫اد‬ ‫المؤ هم هنني هعب‬

‫حكم احلديث‪ :‬حديث صحيح‬


‫َ َ ْ َ َ َّ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ ُّ َ َّ‬ ‫َّ ً‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫بَاب ق ْو ه ههل ت َعاىل ‪َ { :‬وكذلهك َج َعلناك ْم أمة َو َس ًطا }‪ ،‬وما أمر انل هب صّل اّلل َّ علي هه وسلم بهلزومه‬
‫َ‬

‫َْ َ َ َ ْ َ ْ ْ ْ‬
‫اجلماع هة‪ ،‬وهم أهل ال هعل هم‪ .‬صحيح ابلخاري كتاب اإلعتصام بالكتاب والسنة‬

‫قال يف فتح ابلاري‪...‬فعرف أن املراد بالوصف املذكور أهل السنة واجلماعة وهم أهل العلم‬

‫الرشيع ومن سواهم‪ ،‬ولو نسب إىل العلم ف ي نسبة صورية ال حقيقية‪ ،‬وورد األمر بلزوم اجلماعة‬

‫يف عدة أحاديث‪ ،‬منها ما أخرجه الرتمذي مصححا من حديث احلارث بن احلارث األشعري‬

‫فذكر حديثا طويفا وفيه‪ " :‬وأنا آمركم لخمس أمرن اّلل بهن‪ :‬السمع والطاعة واجلهاد واهلجرة‬

‫واجلماعة‪ ،‬فإن من فارق اجلماعة قيد شَب فقد خلع ربقة اإلسفام من عنقه "‪ ،‬ويف خطبة عمر‬

‫‪38‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫املشهورة اليت خطبها باجلابية‪ " :‬عليكم باجلماعة‪ ،‬وإياكم والفرقة؛ فإن الشيطان مع الواحد‪،‬‬

‫وهو من االثنني أبعد " وفيه‪ " :‬ومن أراد حببوحة اجلنة فليلزم اجلماعة‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫كر ْبن أَيب َشيْبَ َة ‪َ ،‬ح َّد َثنَا َح ْفص ْبن غيَ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ ْ‬
‫اويَة ‪َ ،‬و َو هكيع ‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫و‬‫ب‬ ‫أ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫اث‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫‪ - 1171‬حدثنا أبو ب ه‬ ‫‪)71‬‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ْ َّ َ َ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ْ‬
‫ّلل صّل‬ ‫َّ‬ ‫اّلل ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ا ه‬ ‫َّ‬ ‫اّلل ب هن مرة ‪ ،‬عن مرسوق ‪ ،‬عن عب هد ه‬ ‫َّ‬ ‫ع هن األعم هش ‪ ،‬عن عب هد ه‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َّ‬ ‫َ َ ُّ َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َّ‬
‫ّلل َّ هإال به هإحدى‬
‫حيل دم ام هرئ مس هلم يشهد أن ال إههل إهال اّلل َّ‪ ،‬وأين رسول ا ه‬ ‫اّلل َّ علي هه َوسل َم ‪ " :‬ال ه‬
‫اتلارك َلينه الْم َفارق للْ َج َم َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫ثَ َفاث ؛ اثلَّيب َّ‬
‫اع هة‪ .‬رواه مسلم اجلزء رقم‬ ‫ه ه‬ ‫انلف هس‪َ ،‬و َّ ه ه ه ه ه‬ ‫انلفس هب‬ ‫الز هاين‪ ،‬و‬

‫‪ ،1:‬الصفحة رقم‪111:‬‬

‫قال انلووي ‪:‬‬

‫وأما قوهل صّل اّلل عليه وسلم ‪ ( :‬واتلارك َلينه املفارق للجماعة ) فهو اعم يف لك مرتد عن‬

‫اإلسفام بأي ردة اكنت ‪ ،‬فيجب قتله إن لم يرجع إىل اإلسفام ‪ ،‬قال العلماء ‪ :‬ويتناول أيضا لك‬

‫خارج عن اجلماعة ببدعة أو بيغ أو غريهما ‪ ،‬وكذا اخلوارج ‪ .‬واّلل أعلم‬


‫َ ْ ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ُّ ُّ َ َ‬ ‫َبن أَ ْ َ‬
‫ْحد ْبن َحيْ َ‬ ‫‪ -4121‬أَ ْخ َ َ‬
‫ويف ‪ ،‬قال ‪َ :‬حدثنَا أبو ن َعيْم ‪ ،‬قال ‪َ :‬حدثنَا يَ هزيد ْبن َم ْردانبَه ‪،‬‬
‫ه‬ ‫الص‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫‪)73‬‬
‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ َّ‬
‫ب َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم ىلع‬ ‫انل‬ ‫ت‬‫األ ْش َجيع قَ َال ‪َ :‬رأَي ْ‬
‫َْ َْ‬
‫ح‬ ‫ي‬ ‫رش‬ ‫ن‬ ‫َع ْن زيَاد بْن ع َفاقَ َة ‪َ ،‬ع ْن َع ْرفَ َج َة ب ْ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه ه ه‬

‫اع َة‪ ،‬أَوْ‬ ‫َ ََ ْ‬


‫اجل َ َم َ‬ ‫َ َ ْ ََْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ َ َ َ‬
‫اس‪ ،‬فقال ‪ " :‬إهنه َسيَكون َبع هدي هنَات َوهنَات‪ ،‬فمن رأيتموه فارق‬
‫ْ َْ َْ‬
‫َب خيطب انل‬
‫ال همن ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ ً َ ْ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َّ َ َّ َ َّ‬
‫ّلل َّ ىلع اجلماع هة‪،‬‬
‫ي هريد يفرق أمر أم هة حممد صّل اّلل َّ علي هه وسلم اكئهنا من اكن فاقتلوه‪ ،‬ف هإن يد ا ه‬
‫َ َّ َّ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ‬
‫اعة يَ ْركض "‪.‬رواه النسايئ اجلزء رقم ‪ ،7:‬الصفحة رقم‪92:‬‬ ‫ف هإن الشيطان مع من فارق اجلم‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح اإلسناد‬

‫حاشية السندي ىلع النسايئ ‪:‬‬

‫قوهل ( هنات ) أي رشور وفساد ( فارق اجلماعة ) أي خالف ما اتفق عليه املسلمون تفريقا‬

‫بني املسلمني وإيقااع للخفاف بينهم ( أو يريد يفرق ) ُكمة أو للشك ويفرق بمعىن أن يفرق‬

‫‪39‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫مفعول يريد ( فاقتلوه ) أي ادفعوه وال تمكنوه مما يريد فإن أدى األمر إىل القتل يف ذلك حيل‬

‫قتله ( فإن يد اّلل ىلع اجلماعة ) أي حفظه تعاىل ونرصه مع املسلمني إذا اتفقوا فمن أراد‬

‫اتلفريق بينهم فقد أراد رصف انلرص عنهم ‪.‬‬


‫َ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ َ َّ َ َ ْ َ َ َ َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َََ َ‬
‫‪ 4122‬أخَبنا عمرو بن ع هيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حيي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هزياد بن هعفاقة ‪،‬‬ ‫‪)79‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ََْ َ َ َ َ َ ْ َ َ‬


‫اّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم يقول ‪َ " :‬ستَكون َبع هدي هنَات َوهنَات‪،‬‬
‫عن عرفجة قال ‪ :‬س همعت رسول ه‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َّ َ َّ َ َّ‬
‫فمن أراد أن يفرق أمر أم هة حممد صّل اّلل َّ علي هه وسلم وهم مجع ف ه‬
‫اِضبوه بهالسي هف "‪.‬رواه النسايئ‬

‫اجلزء رقم ‪ ،7:‬الصفحة رقم‪91:‬‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح‬


‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬
‫‪َ - 1312‬و َحدث هن عث َمان ْبن أ هيب شيبَة ‪َ ،‬حدثنَا يونس ْبن أ هيب يعفور ‪ ،‬ع ْن أ هبي هه ‪ ،‬ع ْن َع ْرف َجة ‪ ،‬قال‬ ‫‪)31‬‬

‫َ‬ ‫ََ‬
‫ىلع َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ََْ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫احد‬
‫ه‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ج‬‫ر‬ ‫يع‬‫مج‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ر‬‫م‬ ‫أ‬‫و‬ ‫م‬ ‫اك‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ول‬‫ق‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬‫و‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬ ‫ّل‬ ‫ص‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬
‫ه‬ ‫ول‬ ‫‪ :‬س همعت رس‬
‫َ ْ‬ ‫ْ َْ َ َ ََ َ‬ ‫َْ‬
‫مجاعتَك ْم فاقتلوه "‪.‬رواه مسلم اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة‬ ‫ي هريد أن يَش َّق َع َصاكم ‪ ،‬أو يفرق‬

‫رقم‪21:‬‬

‫املنهاج رشح صحيح مسلم بن احلجاج ‪:‬‬

‫وقوهل صّل اّلل عليه وسلم ‪ ( :‬يريد أن يشق عصاكم ) معناه ‪ :‬يفرق مجاعتكم كما تفرق‬

‫العصاة املشقوقة ‪ ،‬وهو عبارة عن اختفاف اللكمة وتنافر انلفوس ‪.‬‬


‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫‪َ 7134‬حدثنَا حم َّمد ْبن المث َّىن ‪َ ،‬حدثنَا ال َو هيلد ْبن م ْس هلم ‪َ ،‬حدثنَا ْابن َجابهر ‪َ ،‬حدث هن برس بْن عبَيْ هد‬ ‫‪)31‬‬

‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ ْ َ ُّ َ َّ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َّ َ َّ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ‬
‫اّلل َّ احلرض هم ‪ ،‬أنه س همع أبا هإد هريس اخلوال هين ‪ ،‬أنه س همع حذيفة بن ايلم ه‬
‫ان يقول ‪ :‬اكن انلاس‬ ‫ه‬
‫َ ْ‬ ‫َّ َ َ َ َ َ ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َْ َ َ َ َ‬
‫َ‬
‫اّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه وسلم ع هن اخل ه‬
‫ري‪ ،‬وكنت أسأهل ع هن الرش خمافة أن يد هرك هن‪ ،‬فقلت‬ ‫يسألون رسول ه‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ‬
‫اخل َ ْ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َّ َّ َّ‬ ‫َ َ َ‬
‫ري هم ْن رش ؟ قال‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ع‬‫ب‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬‫ري‬
‫ه‬ ‫اخل‬ ‫ا‬‫ذ‬ ‫ه‬‫ه‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫اء‬‫ج‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫رش‬ ‫و‬ ‫ة‬‫ي‬‫ل‬‫ه‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫ج‬ ‫يف‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫إ‬
‫ه‬ ‫‪،‬‬ ‫اّلل‬
‫ه‬ ‫ول‬‫‪ :‬يا رس‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ َ َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪ " :‬ن َع ْم "‪ .‬قلت ‪َ :‬وهل َبع َد ذلهك الرش هم ْن خ ْري ؟ قال ‪ " :‬ن َع ْم‪َ ،‬و هفي هه دخن "‪ .‬قلت ‪َ :‬و َما دخنه ؟ قال‬

‫‪41‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََْ ََْ َ َ ْ‬
‫اخل َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ ْ‬ ‫َْ َْ َ َْ َ ْ َْ‬
‫ري هم ْن رش ؟ قال ‪" :‬‬
‫ه‬ ‫ك‬‫ه‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫د‬ ‫ع‬‫ب‬ ‫ل‬ ‫ه‬‫ف‬ ‫‪:‬‬ ‫ت‬ ‫ري هد هِي‪ ،‬تع هرف همنهم َوتن ه‬
‫كر "‪ .‬قل‬ ‫‪ " :‬قوم يهدون بهغ ه‬
‫ْ َ َ َ‬
‫ّلل َّ‪ ،‬هصفه ْم نلَا‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫ا‬
‫َ َ َ‬
‫ول‬‫س‬‫ر‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫ت‬
‫ْ‬
‫ل‬ ‫ق‬ ‫"‪.‬‬ ‫ا‬‫يه‬ ‫ىلع أَب ْ َواب َج َه َّن َم‪َ ،‬م ْن أَ َج َ‬
‫ابه ْم إ َيلْ َها قَ َذفوه ف َ‬ ‫ََ ْ َ ََ‬
‫نعم‪ ،‬داعة‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ََْ ََ َ َ‬ ‫ْ َْ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ َ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫اعة‬ ‫" ه ْم هم ْن هج َدلتهنَا ‪َ ،‬ويَتَلكمون بهأل هسن هتنَا "‪ .‬قلت ‪ :‬ف َما تأمر هن هإن أد َرك هن ذلهك ؟ قال ‪ " :‬تلزم مج‬
‫َ ْ َ ْ ْ َ ْ َ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫اعة َو َال إ َ‬ ‫امه ْم "‪ .‬قلْت ‪ :‬فَإ ْن ل َ ْم يَك ْن لَه ْم َ َ‬ ‫الْم ْسلم َ‬
‫زتل تهلك ال هف َرق ُك َها‪،‬‬
‫ه‬ ‫اع‬‫ف‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫؟‬ ‫ام‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫مج َ‬
‫ه‬
‫ني َوإ َم َ‬
‫ه‬ ‫هه‬
‫َ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َ َ َ َّ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ‬
‫ولو أن تعض بهأص هل شجرة حىت يد هركك الموت وأنت ىلع ذلهك "‪ .‬رواه ابلخاري اجلزء رقم ‪،9:‬‬

‫الصفحة رقم‪11:‬‬

‫قوهل‪ ( :‬تلزم مجاعة املسلمني وإمامهم ) ‪ -‬بكرس اهلمزة ‪ -‬أي‪ :‬أمريهم‪ ،‬زاد يف رواية أيب األسود‪:‬‬

‫" تسمع وتطيع‪ ،‬وإن ِضب ظهرك وأخذ مالك "‪ ،‬وكذا يف رواية خاَل بن سبيع عند الطَباين‪ " :‬فإن‬

‫رأيت خليفة فالزمه وإن ِضب ظهرك‪ ،‬فإن لم يكن خليفة فاهلرب‪.‬‬

‫( وأنت ىلع ذلك ) أي‪ :‬العض‪ ،‬وهو كناية عن لزوم مجاعة املسلمني وطاعة سفاطينهم ولو عصوا‪.‬‬

‫قال ابليضاوي‪ :‬املعىن‪ :‬إذا لم يكن يف األرض خليفة فعليك بالعزلة والصَب ىلع تحمل شدة‬

‫الزمان‪ ،‬وعض أصل الشجرة كناية عن ماكبدة املشقة‪ ،‬كقوهلم‪ :‬ففان يعض احلجارة من شدة‬

‫األلم‪ ،‬أو‪ :‬املراد‪ :‬اللزوم‪ ،‬كقوهل يف احلديث الخر‪ " :‬عضوا عليها بانلواجذ "‪ ،‬ويؤيد األول قوهل يف‬

‫احلديث الخر‪ " :‬فإن مت وأنت اعض ىلع جذل خري لك من أن تتبع أحدا منهم "‪ .‬وقال ابن‬

‫بطال‪ :‬فيه حجة جلماعة الفقهاء يف وجوب لزوم مجاعة املسلمني وترك اخلروج ىلع أئمة اجلور‪.‬‬

‫يف فتح ابلاري‬


‫َّ َ َ َ‬ ‫جرير ‪َ -‬ي ْعن ْاب َن َ‬‫وخ ‪َ ،‬ح َّد َثنَا َ‬
‫َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ ُّ َ‬
‫ازم ‪َ -‬حدثنَا غيْفان بْن َج هرير ‪،‬‬
‫ه‬ ‫ح‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫‪ -1343 )31‬حدثنا شيبان بن فر‬

‫انلب َص َّّل اّلل َّ َعلَيْه َو َسلَّ َم‪َ ،‬أنَّه قَ َال ‪َ " :‬م ْن َخ َرجَ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َََْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ َْ‬
‫ه‬ ‫عن أ هيب قي هس ب هن هرياح ‪ ،‬عن أ هيب هريرة ‪ ،‬ع هن ه‬
‫َْ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ات ميتَ ًة َجاهل َّي ًة‪َ ،‬و َم ْن قَات َ َل َتحْ َ‬
‫ت َرايَة هعم َّية ‪ ،‬يغ َضب‬ ‫هه‬ ‫ه‬ ‫همن الطاع هة‪ ،‬وفارق اجلماعة‪ ،‬فمات م‬

‫َ َ َ ً َ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ َ َ َ َ َّ َ ْ‬ ‫َ َ َ َ َْ َْ‬ ‫َ َ َ َْ َْ‬
‫رضب‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫يت‬
‫ه‬ ‫م‬‫أ‬ ‫ىلع‬ ‫ج‬ ‫ر‬‫خ‬ ‫ن‬‫م‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫ي‬‫ل‬ ‫ه‬
‫هه‬ ‫ا‬ ‫ج‬ ‫ة‬‫ل‬ ‫ت‬‫ق‬ ‫ف‬
‫ه ه‬‫ل‬ ‫ت‬‫ق‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫ب‬‫ص‬‫ع‬ ‫رص‬‫ن‬‫ي‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫ب‬‫ص‬‫ع‬ ‫ىل‬‫إ‬
‫ه‬ ‫و‬‫ع‬ ‫د‬ ‫هلعصبة‪ ،‬أو ي‬

‫‪41‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ ََْ‬
‫ذلي عهد عه َده فلي َس همن‪َ ،‬ول ْست همنه رواه‬ ‫ْ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ ََ َ َ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬
‫اج َرها‪َ ،‬وال يتحاَش همن مؤ هم هنها‪َ ،‬وال ي هِ ه ه‬
‫برها وف ه‬

‫مسلم اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪21:‬‬

‫قال انلووي ‪:‬‬

‫( يغضب لعصبة أو يدعو إىل عصبة أو ينرص عصبة ) هذه األلفاظ اثلفاثة بالعني والصاد‬

‫املهملتني ‪ ،‬هذا هو الصواب املعروف يف نسخ بفادنا وغريها ‪ ،‬وح ى القاض عن رواية العذري‬

‫بالغني والضاد املعجمتني يف األلفاظ اثلفاثة ‪ ،‬ومعناها ‪ :‬أنه يقاتل لشهوة نفسه وغضبه هلا ‪،‬‬

‫ويؤيد الرواية األوىل احلديث املذكور بعدها ‪ " :‬يغضب للعصبة ‪ ،‬ويقاتل للعصبة " ‪ ،‬ومعناه ‪ :‬إنما‬

‫يقاتل‬
‫ْ َ َ َ ََ ْ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬
‫‪َ -4421 )31‬حدثنَا عث َمان ْبن ال َهيْث هم ‪َ ،‬حدثنَا َع ْوف ‪َ ،‬ع هن احل َ َس هن ‪ ،‬ع ْن أ هيب بَك َرة قال ‪ :‬لقد نف َع هن‬
‫ْ َ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َّ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫ام اجل َ َم هل َبع َد َما هكدت أن أحل َ َق‬ ‫اّلل َّ َصّل اّلل َّ علي هه وسلم أي‬ ‫ول ه‬ ‫اّلل َّ بهك هلمة س همعتها همن رس ه‬
‫َْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َّ َ ْ َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫بأَ ْ‬
‫ار َس قد‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬‫و‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫َّ‬ ‫ّلل‬ ‫ا‬ ‫ّل‬ ‫ص‬ ‫َّ‬ ‫ّلل‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫ول‬‫س‬‫ر‬ ‫غ‬‫ل‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ع‬‫م‬ ‫ل‬‫ه‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫أ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫اجل‬ ‫اب‬
‫ه‬
‫ص َ‬
‫ح‬ ‫ه‬
‫ْ ًَ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ َْ ْ ْ َ ْ َ َ َ‬ ‫َّ‬
‫رسى قال ‪ " :‬ل ْن يف هل َح ق ْوم‪َ ،‬ول ْوا أم َرهم ام َرأة "‪.‬رواه ابلخاري اجلزء رقم ‪،1:‬‬ ‫َملكوا علي ههم بهنت هك‬

‫الصفحة رقم‪3:‬‬

‫فتح ابلاري برشح صحيح ابلخاري ‪:‬‬

‫قوهل‪ ( :‬حدثنا عوف ) هو األعرايب ( واحلسن ) هو ابلرصي واإلسناد ُكه برصيون‪ ،‬وسماع احلسن‬

‫من أيب بكرة تقدم بيانه يف الصلح‪ .‬قوهل‪ ( :‬نفعن اّلل بكلمة سمعتها من رسول اّلل صّل اّلل‬

‫عليه وسلم أيام اجلمل ) فيه تقديم وتأخري‪ ،‬واتلقدير‪ :‬نفعن اّلل أيام اجلمل بكلمة سمعتها من‬

‫رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم أي قبل ذلك‪ ،‬فـ " أيام " يتعلق بـ " نفعن " ال بـ " سمعتها " فإنه‬

‫سمعها قبل ذلك قطعا‪ ،‬واملراد بأصحاب اجلمل العسكر اذلين اكنوا مع اعئشة‪ .‬قوهل‪ ( :‬بعدما‬

‫كدت أحلق بأصحاب اجلمل ) يعن اعئشة رض اّلل عنها ومن معها‪ ،‬وسيأت بيان هذه القصة يف‬

‫‪42‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫كتاب الفنت إن شاء اّلل تعاىل‪ ،‬وحمصلها أن عثمان ملا قتل وبويع عيل باخلفافة خرج طلحة‬

‫والزبري إىل مكة فوجدا اعئشة واكنت قد حجت‪ ،‬فاجتمع رأيهم ىلع اتلوجه إىل ابلرصة يستنفرون‬

‫انلاس للطلب بدم عثمان‪ ،‬فبلغ ذلك عليا فخرج إيلهم‪ ،‬فاكنت وقعة اجلمل‪ ،‬ونسبت إىل اجلمل‬

‫اذلي اكنت اعئشة قد ركبته ويه يف هودجها تدعو انلاس إىل اإلصفاح‪ ،‬والقائل‪ " :‬ملا بلغ " هو‬

‫أبو بكرة‪ ،‬وهو تفسري لقوهل‪ " :‬بكلمة " وفيه إطفاق اللكمة ىلع الالكم الكثري‪ .‬قوهل‪ ( :‬ملكوا‬

‫عليهم بنت كرسى ) يه بوران بنت شريويه بن كرسى بن برويز‪ ،‬وذلك أن شريويه ملا قتل أباه‬

‫كما تقدم اكن أبوه ملا عرف أن ابنه قد عمل ىلع قتله احتال ىلع قتل ابنه بعد موته فعمل يف‬

‫بعض خزائنه املختصة به حقا مسموما وكتب عليه‪ :‬حق اجلماع‪ ،‬من تناول منه كذا جامع كذا‪.‬‬

‫فقرأه شريويه‪ ،‬فتناول منه فاكن فيه هفاكه‪ ،‬فلم يعش بعد أبيه سوى ستة أشهر‪ ،‬فلما مات لم‬

‫خيلف أخا؛ ألنه اكن قتل إخوته حرصا ىلع امللك ولم خيلف ذكرا‪ ،‬وكرهوا خروج امللك عن ذلك‬

‫ابليت فملكوا املرأة واسمها بوران بضم املوحدة‪ .‬ذكر ذلك ابن قتيبة يف املغازي‪ .‬وذكر الطَبي‬

‫أيضا أن أختها أرزميدخت ملكت أيضا‪ .‬قال اخلطايب‪ :‬يف احلديث ‪ :‬أن املرأة ال تيل اإلمارة وال‬

‫القضاء‪ .‬وفيه أنها ال تزوج نفسها‪ ،‬وال تيل العقد ىلع غريها‪ ،‬كذا قال‪ ،‬وهو متعقب‪ ،‬واملنع من أن‬

‫تيل اإلمارة والقضاء قول اجلمهور‪ ،‬وأجازه الطَبي ويه رواية عن مالك‪ ،‬وعن أيب حنيفة تيل‬

‫احلكم فيما جتوز فيه شهادة النساء‪ .‬ومناسبة هذا احلديث للرتمجة من جهة أنه تتمة قصة كرسى‬

‫اذلي مزق كتاب انلب صّل اّلل عليه وسلم فسلط اّلل عليه ابنه فقتله ثم قتل إخوته حىت أفىض‬

‫األمر بهم إىل تأمري املرأة‪ ،‬فجر ذلك إىل ذهاب ملكهم ومزقوا كما داع به انلب صّل اّلل عليه‬

‫وسلم ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫َْ َ َْ ْ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ َ َ َ َ َّ‬
‫يهم فمن نكث‬ ‫اّلل َّ فوق أي هد ه‬
‫اذلين يبايهعونك هإنما يبايهعون اّلل َّ يد ه‬
‫قال اّلل عز وجل ‪ :‬هإن ه‬ ‫‪)91‬‬

‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ْ ََْ َ َ َ َ ََ‬ ‫ََ َْ‬ ‫َ َّ َ ْ‬


‫ف هإن َما ينكث ىلع نف هس هه ومن أوىف بهما اعهد عليه اّلل َّ فسيؤ هتي هه أجرا ع هظيما‪ .‬سورة‬
‫ً‬ ‫ً‬

‫الفتح ‪11 :‬‬

‫قال اإلمام ابن كثري ‪:‬‬

‫وهذه ابليعة يه بيعة الرضوان واكنت تحت شجرة سمرة باحلديبية واكن الصحابة رض اّلل عنهم‬

‫اذلين بايعوا رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم يومئذ قيل ألفا وثفاث مئة وقيل وأربع مئة وقيل‬

‫وَخس مئة واألوسط أصح‪-‬األحاديث الواردة يف بيعة الرضوان‪ « -‬ذكر االحاديث الواردة يف ذلك‬

‫» قال ابلخاري « ‪ » 4341‬حدثنا قتيبة حدثنا سفيان عن عمرو عن جابر رض اّلل عنه قال كنا‬

‫يوم احلديبية ألفا وأربع مئة‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َّ َ َ َ‬ ‫قال اّلل عز وجل ‪ :‬لَ َق ْد َر ه َ‬


‫ض اّلل َّ ع هن المؤ هم هنني هإذ يبايهعونك تحت الشجر هة فع هلم ما هيف‬ ‫‪)91‬‬

‫ً‬ ‫ْ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ ً َ‬
‫كينة علي ههم وأثابهم فتحا ق هريبا‪ .‬سورة الفتح ‪13 :‬‬ ‫قلوبه ههم فأنزل الس ه‬

‫قال اإلمام ابن كثري ‪:‬‬

‫خيب تعاىل عن رضاه عن املؤمنني اذلين بايعوا رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم تحت الشجرة وقد‬

‫تقدم ذكر عدتهم وأنهم اكنوا ألفا وأربع مئة وأن الشجرة اكنت سمرة بأرض احلديبية قال‬

‫ابلخاري « ‪ » 4111‬حدثنا حممود حدثنا عبيد اّلل عنإَسائيل عن طارق بن عبد الرْحن رض اّلل‬

‫عنه قال انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون فقلت ما هذا املسجد قالوا هذه الشجرة حيث بايع‬

‫رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم بيعة الرضوان فأتيت سعيد بن املسيب فأخَبته فقال سعيد‬

‫حدثن أيب أنه اكن فيمن بايع رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم تحت الشجرة فلما خرجنا يف العام‬

‫‪44‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫املقبل نسيناها فلم نقدر عليها فقال سعيد إن أصحاب حممد صّل اّلل عليه وسلم لم يعلموها‬

‫وعلمتموها أنتم فأنتم أعلم‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ َْ َ ََ َ ْ َ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ ُّ َ َ َ َ ْ ْ‬
‫اّلل َّ‬
‫رشكن به ه‬
‫قال اّلل عز وجل ‪ :‬يا أيها انل هب هإذا جاءك المؤ همنات يبايهعنك ىلع أن ال ي ه‬ ‫‪)92‬‬

‫ني أَيْديهنَّ‬ ‫ني َو َال َي ْقتلْ َن أَ ْو َال َده َّن َو َال يَأْت َ‬
‫ني بب ْهتَان َي ْف َرتينَه َب ْ َ‬ ‫َشيْئًا َو َال ي َ ْرس ْق َن َو َال يَ ْزن َ‬
‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ َّ َ ْ َ ْ ْ َ َّ َ َّ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫وأرج هل ههن وال يع هصينك هيف معروف فبايهعهن واستغ هفر لهن اّلل َّ هإن اّلل َّ غفور ر هحيم‪.‬‬

‫سورة املمتحنة ‪12 :‬‬

‫قال ابلخاري « ‪ » 4391‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أِخ ابن شهاب عن عمه قال أخَبن‬

‫عروة أن اعئشة زوج انلب صّل اّلل عليه وسلم أخَبته أن رسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم اكن‬

‫يمتحن من هاجر إيله من املؤمنات بهذه الية « يا أيها انلب إذا جاءك املؤمنات يبايعنك » إىل‬

‫قوهل « غفور رحيم » قال عروة قالت اعئشة فمن أقرت بهذا الرشط من املؤمنات قال هلا رسول‬

‫اّلل صّل اّلل عليه وسلم قد بايعتك الكما وال واّلل ما مست يده يد امرأة يف املبايعة قط ما‬

‫يبايعهن إال بقوهل قد بايعتك ىلع ذلك هذا لفظ ابلخاري‪.‬‬


‫َ َ َ ْ‬ ‫َ ْ ْ َ َ َ َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َّ‬
‫ّلل َّ بْن هدينَار ‪ ،‬قال ‪ :‬ش ههدت ْاب َن‬
‫‪ -7211‬حدثنا مسدد ‪ ،‬حدثنا حيي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬حدثنا عبد ا ه‬ ‫‪)91‬‬

‫َ‬
‫ّلل َّ عبْ هد‬ ‫َّ َ َ ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ َ ََ َ‬ ‫ََ َ ْ َْ‬ ‫ْ‬
‫اجتَ َم َع َّ‬ ‫ع َم َر َحيْث‬
‫انلاس ىلع عب هد الم هل هك‪ ،‬قال ‪ :‬كتب إهين أقه ُّر بهالسم هع َوالطاع هة هلعب هد ا ه‬
‫ْ َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َّ َ َّ َ ْ َ َ‬ ‫َ ْ ََ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َّ‬ ‫ْ ْ َ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وهل ما استطعت‪ ،‬و هإن ب هن قد أقروا به همث هل ذلهك‪ .‬رواه‬
‫اّلل وسن هة رس ه ه‬‫ري المؤ هم هنني ىلع سن هة ه‬
‫ه‬ ‫م‬
‫ه‬ ‫أ‬ ‫ك‬
‫ه‬ ‫ل‬
‫ه‬ ‫م‬

‫ابلخاري اجلزء رقم ‪ ،9:‬الصفحة رقم‪77:‬‬

‫فتح ابلاري برشح صحيح ابلخاري ‪:‬‬

‫وقوهل‪ " :‬حيث اجتمع انلاس ىلع عبد امللك " يريد ابن مروان بن احلكم‪ ،‬واملراد باالجتماع‬

‫اجتماع اللكمة واكنت قبل ذلك مفرقة‪ ،‬واكن يف األرض قبل ذلك اثنان لك منهما يدىع هل‬

‫باخلفافة‪ ،‬وهما عبد امللك بن مروان وعبد اّلل بن الزبري‪ ،‬فأما ابن الزبري فاكن أقام بمكة واعذ‬
‫‪45‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫بابليت بعد موت معاوية‪ ،‬وامتنع من املبايعة لزييد بن معاوية‪ ،‬فجهز إيله يزيد اجليوش مرة بعد‬

‫أخرى فمات يزيد وجيوشه حمارصون ابن الزبري‪ ،‬ولم يكن ابن الزبري ادىع اخلفافة حىت مات‬

‫يزيد يف ربيع األول سنة أربع وستني‪ ،‬فبايعه انلاس باخلفافة باحلجاز‪ ،‬وبايع أهل الفاق ملعاوية‬

‫بن يزيد بن معاوية فلم يعش إال حنو أربعني يوما ومات‪ ،‬فبايع معظم الفاق لعبد اّلل بن الزبري‬

‫وانتظم هل ملك احلجاز وايلمن ومرص والعراق واملرشق ُكه ومجيع بفاد الشام حىت دمشق‪ ،‬ولم‬

‫يتخلف عن بيعته إال مجيع بن أمية ومن يهوى هواهم واكنوا بفلسطني‪ ،‬فاجتمعوا ىلع مروان بن‬

‫احلكم فبايعوه باخلفافة‪ ،‬وخرج بمن أطاعه إىل جهة دمشق والضحاك بن قيس قد بايع فيها‬

‫البن الزبري‪ ،‬فاقتتلوا " بمرج راهط "‪ ،‬فقتل الضحاك وذلك يف ذي احلجة منها‪ ،‬وغلب مروان ىلع‬

‫الشام‪ ،‬ثم ملا انتظم هل ملك الشام ُكه توجه إىل مرص‪ ،‬فحارص بها عبد الرْحن بن جحدر اعمل‬

‫ابن الزبري حىت غلب عليها يف ربيع الخر سنة َخس وستني ثم مات يف سنته‪ ،‬فاكنت مدة ملكه‬

‫ستة أشهر؛ وعهد إىل ابنه عبد امللك بن مروان فقام مقامه‪ ،‬وكمل هل ملك الشام ومرص واملغرب‪،‬‬

‫والبن الزبري ملك احلجاز والعراق واملرشق إال أن املختار بن أيب عبيد غلب ىلع الكوفة‪ ،‬واكن‬

‫يدعو إىل املهدي من أهل ابليت فأقام ىلع ذلك حنو السنتني‪ ،‬ثم سار إيله مصعب بن الزبري أمري‬

‫ابلرصة ألخيه فحارصه حىت قتل يف شهر رمضان سنة سبع وستني‪ ،‬وانتظم أمر العراق ُكه البن‬

‫الزبري فدام ذلك إىل سنة إحدى وسبعني‪ ،‬فسار عبد امللك إىل مصعب فقاتله حىت قتله يف مجادى‬

‫الخرة منها وملك العراق ُكه‪ ،‬ولم يبق مع ابن الزبري إال احلجاز وايلمن فقط‪ ،‬فجهز إيله عبد‬

‫امللك احلجاج‪ ،‬فحارصه يف سنة اثنتني وسبعني إىل أن قتل عبد اّلل بن الزبري يف مجادى األوىل‬

‫سنة ثفاث وسبعني‪ ،‬واكن عبد اّلل بن عمر يف تلك املدة امتنع أن يبايع البن الزبري أو لعبد امللك‬

‫كما اكن امتنع أن يبايع لعيل أو معاوية‪ ،‬ثم بايع ملعاوية ملا اصطلح مع احلسن بن عيل واجتمع‬

‫عليه انلاس‪ ،‬وبايع البنه يزيد بعد موت معاوية الجتماع انلاس عليه‪ ،‬ثم امتنع من املبايعة ألحد‬

‫‪46‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫حال االختفاف إىل أن قتل ابن الزبري وانتظم امللك ُكه لعبد امللك فبايع هل حينئذ‪ ،‬فهذا معىن‬

‫قوهل‪ :‬ملا اجتمع انلاس ىلع عبد امللك‪ .‬وأخرج يعقوب بن سفيان يف تارخيه من طريق سعيد بن‬

‫حرب العبدي قال‪ :‬بعثوا إىل ابن عمر ملا بويع ابن الزبري فمد يده ويه ترعد فقال‪ :‬واّلل ما كنت‬

‫ألعطي بيعيت يف فرقة‪ ،‬وال أمنعها من مجاعة‪ ،‬ثم لم يلبث ابن عمر أن تويف يف تلك السنة بمكة‪،‬‬

‫واكن عبد امللك وىص احلجاج أن يقتدي به يف مناسك احلج كما تقدم يف " كتاب احلج " فدس‬

‫احلجاج عليه احلربة املسمومة‪ ،‬كما تقدم بيان ذلك يف " كتاب العيدين " فاكن ذلك سبب موته‬

‫رض اّلل‪.‬‬

‫ب َص َّّل اّلل َّ َعلَيهْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َََ َ َ َ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬


‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ه‬ ‫‪ -7213‬حدثنا أبو اع هصم ‪ ،‬عن ي هزيد ب هن أ هيب عبيد ‪ ،‬عن سلمة قال ‪ :‬بايعنا انل ه‬ ‫‪)97‬‬
‫َْ‬ ‫َْ َْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ ََ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َّ َ ْ َ َّ َ‬
‫ّلل َّ‪ ،‬قد بَايعت هيف األ َّو هل‪.‬‬
‫َوسل َم تحت الشج َرةه‪ ،‬فقال هل ‪ " :‬يا سلمة‪ ،‬أال تبايهع ؟ "‪ .‬قلت ‪ :‬يا رسول ا ه‬
‫َ َ‬
‫قال ‪َ " :‬و هيف اثلَّ هاين "‪ .‬رواه ابلخاري اجلزء رقم ‪ ،9:‬الصفحة رقم‪73:‬‬

‫فتح ابلاري برشح صحيح ابلخاري ‪:‬‬

‫وقال املهلب فيما ذكره ابن بطال‪ :‬أراد أن يؤكد بيعة سلمة؛ لعلمه بشجاعته وعنائه يف اإلسفام‬

‫وشهرته باثلبات‪ ،‬فَّللك أمره بتكرير املبايعة يلكون هل يف ذلك فضيلة‪.‬‬


‫َ َّ َ َ ْ َ‬
‫األ ْع َمش ‪َ ،‬ع ْن َزيْد بْن َو ْهب ‪َ ،‬ع ْن َعبدْ‬ ‫َ‬
‫يس بْن يون َ‬ ‫‪َ -4243‬ح َّد َثنَا م َس َّدد ‪َ ،‬ح َّد َثنَ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ا‬‫ن‬‫ث‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫‪،‬‬ ‫س‬ ‫ع‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫‪)111‬‬

‫ب َص َّّل اّلل َّ َعلَيْه َو َسلَّ َم قَ َال ‪َ " :‬منْ‬


‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ‬
‫ك ْعبَة ‪َ ،‬ع ْن َعبْد اّلل َّ بْن َع ْ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫انل‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫و‬‫ر‬‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫الرْح هن ب هن عب هد رب ال‬
‫ََََ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ً ََ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ْ َ ْ ََ َ َ ْ َ َ َ‬
‫اِضبوا رقبة‬
‫ازعه ف ه‬
‫بايع هإماما فأعطاه صفقة ي هدهه وثمرة قل هب هه فلي هطعه ما استطاع‪ ،‬فإهن جاء آخر ين ه‬
‫ت َه َذا هم ْن َرسول اّلل َّ َص َّّل اّلل َّ َعلَيْه َو َسلَّ َم ؟ قَ َال ‪َ :‬سم َعتْه أذنَ َ‬
‫اي‪َ ،‬و َواعهَ‬ ‫ْال َخر "‪ .‬قلْت ‪ :‬أَن ْ َ‬
‫ت َسم ْع َ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َ َْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫ّلل َّ‪ ،‬واع هص هه هيف‬
‫اوية يأمرنا أن نفعل ونفعل‪ .‬قال ‪ :‬أ هطعه هيف طاع هة ا ه‬‫ه‬ ‫ع‬‫م‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫اب‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫‪:‬‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫‪.‬‬ ‫ب‬‫قل ه‬

‫اّلل َّ‪.‬رواه أبو داود اجلزء رقم ‪ ،4:‬الصفحة رقم‪239:‬‬ ‫َ ْ َ‬


‫مع هصي هة ه‬

‫عون املعبود رشح سنن أيب داود‬

‫‪47‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫(فأعطاه) أي‪ :‬اإلمام إياه أو بالعكس‪( .‬صفقة يده) يف انلهاية‪ :‬الصفقة املرة من اتلصفيق بايلد‬

‫ألن املتبايعني يضع أحدهما يده يف يد الخر عند يمينه وبيعته كما يفعل املتبايعان‪( .‬وثمرة‬

‫قلبه) كناية عن اإلخفاص يف العهد والزتامه‪ .‬قاهل يف جممع ابلحار‪( .‬فليطعه) أي‪ :‬اإلمام‪( .‬فإن‬

‫جاء آخر) أي‪ :‬إمام آخر‪( .‬ينازعه) أي‪ :‬اإلمام األول أو املبايع‪.‬‬
‫َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ َ ْ‬ ‫ْ ْ َ َّ َ ْ‬ ‫َ َّ َ‬
‫اّلل َّ ‪َ ،‬ع هن اجلري هري ‪ ،‬عن أ هيب‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪َ -1311 )111‬وحدث هن َوهب بن ب هقية ال َو ه‬
‫اس هط ُّي ‪ ،‬حدثنا خ هاَل بن عب هد ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ ََ‬
‫اّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه وسلم ‪ " :‬هإذا‬ ‫رضة ‪ ،‬عن أ هيب س هعيد اخلد هري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ه‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ََْ َ ْ‬
‫ني فاقتلوا ال هخ َر همنه َما "‪.‬رواه مسلم اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪21:‬‬‫ويع هخل هليفت ه‬‫ب ه‬

‫املنهاج رشح صحيح مسلم بن احلجاج‬

‫قوهل صّل اّلل عليه وسلم ‪ ( :‬إذا بويع خلليفتني فاقتلوا الخر منهما ) هذا حممول ىلع ما إذا لم‬

‫يندفع إال بقتله ‪ ،‬وقد سبق إيضاح هذا يف األبواب السابقة ‪ .‬وفيه أنه ال جيوز عقدها خلليفتني ‪،‬‬

‫وقد سبق قريبا نقل اإلمجاع فيه ‪ ،‬واحتمال إمام احلرمني ‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َََ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ‬


‫َبنا َمالهك ‪ ،‬ع ْن حم َّم هد ب ْ هن المنك هد هر ‪ ،‬ع ْن َجابه هر ب ْ هن عبْ هد‬ ‫اّلل َّ ْبن يوسف ‪ ،‬أخ‬
‫‪ -7211 )111‬حدثنا عبد ه‬
‫َ َ َ َ ْ َ ْ َ َّ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ْ ْ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َّ َ ْ َ ًّ َ َ َ َ َ‬
‫ايب َوعك‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫األ‬ ‫اب‬ ‫ص‬ ‫أ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫فا‬
‫ه مه‬ ‫س‬ ‫اإل‬ ‫ىلع‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬‫و‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬ ‫ّل‬ ‫ص‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬
‫ه‬ ‫ول‬ ‫ابيا بايع رس‬ ‫اّلل َّ ‪ ،‬أن أعر ه‬
‫ه‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ُّ َ‬
‫ّلل َّ‪ ،‬أقهل هن بيع هيت‪.‬‬ ‫اّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه وسلم‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول ا ه‬ ‫ول ه‬ ‫بهالم هدين هة‪ ،‬فأىت األعر هايب إهىل رس ه‬
‫َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َّ َ َ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫اّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه وسلم‪ ،‬ثم جاءه فقال ‪ :‬أقهل هن بيع هيت‪ .‬فأب‪ ،‬ثم جاءه فقال ‪ :‬أقهل هن‬ ‫فأب رسول ه‬
‫َْ‬ ‫َّ َ ْ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ُّ َ َ َ‬ ‫ََْ‬
‫ري تن هِ‬ ‫اّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه وسلم ‪ " :‬هإنما الم هدينة اكل ه‬
‫ك ه‬ ‫بيع هيت‪ .‬فأب‪ ،‬فخرج األعر هايب‪ ،‬فقال رسول ه‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫خبَث َها‪َ ،‬ويَن َصع هطيب َها "‪ .‬رواه ابلخاري اجلزء رقم ‪ ،9:‬الصفحة رقم‪79:‬‬

‫فتح ابلاري برشح صحيح ابلخاري ‪:‬‬

‫قوهل‪( :‬فبايعه ىلع اإلسفام‪ ،‬فجاء من الغد حمموما فقال أقلن) ظاهره أنه سأل اإلقالة من اإلسفام‬

‫وبه جزم عياض‪ ،‬وقال غريه إنما استقاهل من اهلجرة وإال لاكن قتله ىلع الردة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫قوهل‪ ( :‬ىلع اإلسفام ) ظاهر يف أن طلبه اإلقالة اكن فيما يتعلق بنفس اإلسفام‪ ،‬وحيتمل أن يكون‬

‫يف يشء من عوارضه اكهلجرة‪ ،‬واكنت يف ذلك الوقت واجبة‪ ،‬ووقع الوعيد ىلع من رجع أعرابيا‬

‫بعد هجرته‪.‬‬
‫َ ْ َ َََْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫‪ -4177 )117‬أخَب هن حممد بن قدامة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ج هرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن أ هيب وائهل ‪ ،‬عن أ هيب ُنيلة‬
‫َ َ َ‬
‫ول اّلل َّ‪ ،‬ابْسطْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ‬ ‫َّ َّ َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ه‬ ‫ابل َج هيل قال ‪ :‬قال َج هرير ‪ :‬أتيت انل هب صّل اّلل َّ علي هه وسلم وهو يبايهع‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رس‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ‬
‫يل‪ ،‬فأنت أعلم‪ .‬قال ‪ " :‬أبايهعك ىلع أن تعبد اّلل‪ ،‬وت هقيم الصفاة‪،‬‬‫رتط ع َّ‬
‫يدك حىت أبايهعك‪ ،‬واش ه‬
‫ني‪َ ،‬وت َفار َق الْم ْرشك َ‬
‫ني "‪ .‬رواه النسايئ اجلزء رقم ‪ ،4:‬الصفحة‬ ‫الز َاك َة‪َ ،‬وتنَاص َح الْم ْسلم َ‬
‫ت َّ‬‫َوت ْؤ َ‬
‫هه‬ ‫ه‬ ‫هه‬ ‫ه‬ ‫ه‬

‫رقم‪ ،131:‬باب ابليعة ىلع فراق املرشكني‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح‬

‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬


‫‪َ -2317 )113‬حدثنَا ههشام ْبن ع َّمار ‪ ،‬قال ‪َ :‬حدثنَا ال َو هيلد بْن م ْس هلم ‪ ،‬قال ‪َ :‬حدثنَا َس هعيد ْبن عبْ هد‬
‫َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ ُّ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ‬ ‫الْ َ‬
‫يس اخل َ ْوال هين ‪ ،‬ع ْن أ هيب م ْس هلم ‪ ،‬قال ‪َ :‬حدث هن‬ ‫وِخ ‪ ،‬عن ربهيعة ب هن ي هزيد ‪ ،‬عن أ هيب هإد هر‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫اتل‬ ‫يز‬
‫ه ه‬‫ز‬ ‫ع‬

‫َّ‬
‫يع ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا‬
‫ْ َ ْ َ ُّ َ َ‬
‫ج‬ ‫ش‬ ‫األ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫األمني أَ َّما ه َو إ َ َّل فَ َحبيب َوأَ َّما ه َو عنْدي فَأَمني َع ْوف ْبن َ‬
‫م‬
‫َْ‬
‫يب‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫احل‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ‬
‫ّلل َّ‪ ،‬فبَ َس ْطنَا‬ ‫ا‬ ‫ول‬
‫َ َ َ‬
‫س‬ ‫ر‬ ‫ون‬ ‫ع‬ ‫اي‬ ‫انلب َص َّّل اّلل َّ َعلَيْه َو َسلَّ َم َسبْ َع ًة أَ ْو َث َمانيَ ًة أَ ْو ت ْس َع ًة‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬أَ َال تبَ‬ ‫هعنْ َد َّ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َّ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َْ ََ ََ َ َ‬
‫ّلل َّ‪ ،‬إهنا قد بايعناك‪ ،‬فعفام نبايهعك ؟ فقال ‪ " :‬أن تعبدوا اّلل َّ‪ ،‬وال‬ ‫أي هدينا‪ ،‬فقال قائهل ‪ :‬يا رسول ا ه‬
‫َ ََْ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ ً ْ َ ً‬ ‫َْ َ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ ًْ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫ات اخلمس‪َ ،‬وتسمعوا‪َ ،‬وت هطيعوا ‪ -‬وأَس ه‬
‫ُكمة خفية ‪ -‬وال تسألوا‬ ‫رشكوا به هه شيئا‪َ ،‬وت هقيموا الصلو ه‬ ‫ت ه‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ََ َْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ‬ ‫َّ َ َ ْ ً َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫اوهل هإياه‪.‬رواه‬ ‫وئلك انلف هر يسقط سوطه ففا يسأل أحدا ين ه‬ ‫انلاس شيئا "‪ .‬قال ‪ :‬فلقد رأيت بعض أ ه‬

‫ابن ماجة‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َْ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ َ‬


‫‪َ ) 44 ( 1342‬حدثنَا حم َّمد ْبن بَشار ‪َ ،‬حدثنَا حم َّمد ْبن َجعفر ‪َ ،‬حدثنَا شعبَة ‪ ،‬ع ْن ف َرات‬ ‫‪)119‬‬
‫َّ‬ ‫اع ْدت أَبَا ه َريْ َر َة ََخْ َس سن َ‬
‫ني‪ ،‬فَ َس هم ْعته حيَدث َعن َّ‬
‫انل هب َصّل اّلل َّ‬ ‫الْ َق َّزاز ‪َ ،‬ع ْن أَيب َحازم ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َْ‬
‫ب‪َ ،‬وإنَّه َال نَ َّ‬
‫ب‬ ‫ب َخلَ َفه نَ ي‬ ‫َّ َ َ َ َ‬
‫ك نَ ي‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ُك‬ ‫‪،‬‬ ‫اء‬ ‫ألنْبيَ‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ه‬ ‫وس‬ ‫س‬
‫َ َ ْ َ ْ َ َ َ‬
‫ت‬ ‫يل‬‫ئ‬ ‫ا‬‫َس‬
‫ه ه‬ ‫إ‬ ‫و‬‫ن‬‫ب‬ ‫ت‬‫ن‬‫اك‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬
‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ‬
‫ال‬ ‫علي هه وسلم‪ ،‬ق‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬

‫‪49‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬
‫األ َّول‪َ ،‬وأَ ْعطوهمْ‬
‫َ ْ َ ْ َ َّ َ ْ َ‬ ‫َ َ َْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ََ ْ‬ ‫ْ‬
‫ه‬ ‫ف‬ ‫ل‬
‫ه‬ ‫و‬‫األ‬ ‫ة‬
‫ه‬ ‫ع‬‫ي‬ ‫ب‬‫ه‬ ‫ب‬ ‫وا‬‫ف‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫؟‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ر‬‫م‬ ‫أ‬‫ت‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫‪:‬‬ ‫وا‬‫ال‬ ‫ق‬ ‫"‪.‬‬ ‫رث‬‫ك‬ ‫َبع هدي‪َ ،‬و َستَكون خلفاء فت‬

‫اس َ ْ‬
‫رت َاعه ْم‪.‬رواه مسلم اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪17:‬‬ ‫َح َّقه ْم ؛ فَإ َّن َ‬
‫اّلل َّ َسائله ْم َع َّما ْ‬
‫ه‬ ‫ه‬

‫املنهاج رشح صحيح مسلم بن احلجاج‬

‫قوهل صّل اّلل عليه وسلم ‪ ( :‬اكنت بنو إَسائيل تسوسهم األنبياء ُكما هلك نب خلفه نب ) أي‬

‫‪ :‬يتولون أمورهم كما تفعل األمراء والوالة بالرعية ‪ .‬والسياسة ‪ :‬القيام ىلع الشء بما يصلحه ‪.‬‬

‫ويف هذا احلديث ‪ :‬جواز قول ‪ :‬هلك ففان إذا مات ‪ ،‬وقد كرثت األحاديث به ‪ ،‬وجاء يف القرآن‬

‫العزيز قوهل تعاىل ‪ { :‬حىت إذا هلك قلتم لن يبعث اّلل من بعده رسوال } ‪ .‬قوهل صّل اّلل عليه‬

‫وسلم ‪ ( :‬وتكون خلفاء فتكرث قالوا ‪ :‬فما تأمرنا ؟ قال ‪ :‬فوا بيعة األول فاألول ) قوهل ‪ " :‬فتكرث‬

‫" باثلاء املثلثة من الكرثة ‪ ،‬هذا هو الصواب املعروف ‪ ،‬قال القاض ‪ :‬وضبطه بعضهم " فتكَب "‬

‫بابلاء املوحدة كأنه من إكبار قبيح أفعاهلم ‪ ،‬وهذا تصحيف ‪ .‬ويف هذا احلديث ‪ :‬معجزة ظاهرة‬

‫لرسول اّلل صّل اّلل عليه وسلم ‪ .‬ومعىن هذا احلديث ‪ :‬إذا بويع خلليفة بعد خليفة فبيعة األول‬

‫صحيحة جيب الوفاء بها ‪ ،‬وبيعة اثلاين باطلة حيرم الوفاء بها ‪ ،‬وحيرم عليه طلبها ‪ ،‬وسواء عقدوا‬

‫للثاين اعملني بعقد األول أو جاهلني ‪ ،‬وسواء اكنا يف بدلين أو بدل ‪ ،‬أو أحدهما يف بدل اإلمام‬

‫املنفصل والخر يف غريه ‪ ،‬هذا هو الصواب اذلي عليه أصحابنا ومجاهري العلماء ‪ ،‬وقيل ‪ :‬تكون‬

‫ملن عقدت هل يف بدل اإلمام ‪ ،‬وقيل ‪ :‬يقرع بينهم ‪ ،‬وهذان فاسدان ‪ ،‬واتفق العلماء ىلع أنه ال جيوز‬

‫أن يعقد خلليفتني يف عرص واحد سواء اتسعت دار اإلسفام أم ال ‪ ،‬وقال إمام احلرمني يف كتابه "‬

‫اإلرشاد " ‪ :‬قال أصحابنا ‪ :‬ال جيوز عقدها لشخصني ‪ ،‬قال ‪ :‬وعندي أنه ال جيوز عقدها الثنني‬

‫يف صقع واحد ‪ ،‬وهذا جممع عليه ‪ .‬قال ‪ :‬فإن بعد ما بني اإلمامني وختللت بينهما شسوع‬

‫فلفاحتمال فيه جمال ‪ ،‬قال ‪ :‬وهو خارج من القواطع ‪ ،‬وح ى املازري هذا القول عن بعض‬

‫‪51‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫املتأخرين من أهل األصل ‪ ،‬وأراد به إمام احلرمني ‪ ،‬وهو قول فاسد خمالف ملا عليه السلف‬

‫واخللف ‪ ،‬ولظواهر إطفاق األحاديث ‪ .‬واّلل أعلم ‪.‬‬


‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫‪َ -1311 )114‬ح َّد َثنَا عبَيْد اّلل َّ ْبن م َعاذ الْ َعنْ َ‬
‫َب ُّي ‪َ ،‬حدثنَا أ هيب ‪َ ،‬حدثنَا َاع هصم ‪َ -‬وه َو ‪ْ :‬ابن حم َّم هد ب ْ هن َزيْد‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫‪َ -‬ع ْن َزيْ هد بْن حمَ َّمد ‪َ ،‬ع ْن نَافهع ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ج َ‬
‫اء َعبْد ا ْ‬
‫ني اكن‬‫ّلل َّ ب ْ هن م هطيع هح‬
‫ّلل َّ بن عم َر إهىل عب هد ا ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫َ َ ْ َّ ْ َ َ َ‬
‫ادةً‪َ .‬ف َق َال ‪ :‬إين لَمْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ْ ْ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ‬
‫ه‬ ‫اوية‪ ،‬فقال ‪ :‬اطرحوا هأل هيب عب هد الرْح هن هوس‬
‫همن أم هر احلرةه ما اكن زمن ي هزيد ب هن مع ه‬
‫َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ ْ َ ََْ َ َ َ َ َ ً َ ْ َ َ‬
‫ّلل َّ صّل اّلل َّ علي هه وسلم يقوهل ؛ س همعت‬
‫آتهك هألج هلس‪ ،‬أتيتك هألحدثك ح هديثا س همعت رسول ا ه‬
‫َ َ‬ ‫َ َْ َ ْ َ َ َ‬
‫ام هة ال ح َّجة هل‪،‬‬ ‫اعة لَ ه َ‬
‫يق اّلل َّ يوم ال هقي‬ ‫ول اّلل َّ َص َّّل اّلل َّ َعلَيْه َو َسلَّ َم َيقول ‪َ " :‬م ْن َخلَ َع يَ ًدا م ْن َط َ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ َ‬
‫رس‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬
‫َو َم ْن َمات‪َ ،‬ولي َس هيف عن هق هه َبيْ َعة َمات هميتَة َجا هه هل َّية‪ .‬رواه مسلم باب مفازمة مجاعة املسلمني‬

‫عند ظهور الفنت اجلزء رقم ‪ ،1:‬الصفحة رقم‪22:‬‬

‫رس ب ْ هن َس هعيد ‪،‬‬


‫َ ْ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ َ ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ َّ َ َ ْ َ‬
‫اعيل ‪ ،‬حدث هن ابن وهب ‪ ،‬عن عمرو ‪ ،‬عن بكري ‪ ،‬عن ب ه‬ ‫‪ -7111 )111‬حدثنا هإسم ه‬
‫َْ َ ْ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ‬
‫اد َة بْن َّ‬
‫صل َحك اّلل َّ‪،‬‬ ‫ت َوه َو َم هريض‪ ،‬قلنا ‪ :‬أ‬ ‫م‬
‫ه ه‬ ‫ا‬ ‫الص‬ ‫ه‬ ‫عن جنادة ب هن أ هيب أمية قال ‪ :‬دخلنا ىلع عب‬
‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َّ ُّ َّ‬ ‫َ ْ َ َ َّ َ َّ‬ ‫ََْ َ‬ ‫ث حبَ‬ ‫َ ْ‬
‫ب َصّل اّلل َّ‬ ‫ه‬ ‫انل‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫اع‬‫د‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫م‬‫ل‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬ ‫ّل‬ ‫ص‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫انل‬ ‫ن‬‫م‬‫ه‬ ‫ه‬‫ت‬‫ع‬‫م‬‫ه‬ ‫س‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬ ‫ك‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ن‬‫ي‬ ‫يث‬ ‫د‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫حد‬

‫َّ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫َعليْ هه َو َسل َم فبَايعنَاه‪.‬‬

‫َ ْ َ َ ََ َْ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َ ََْ َ ْ َ َ ََ ََ‬


‫رسنا‬‫‪ -7111‬فقال هفيما أخذ علينا‪ ،‬أن بايعنا ىلع السم هع والطاع هة هيف منش هطنا ومكر ههنا ‪ ،‬وع ه‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ ً َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َّ َ ْ َ‬
‫اّلل َّ هفي هه‬
‫ازع األمر أهله‪ ،‬هإال أن تروا كفرا بواحا ‪ ،‬هعندكم همن ه‬ ‫رسنا‪ ،‬وأثرة علينا‪ ،‬وأن ال نن ه‬‫وي ه‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ب ْرهان"‪.‬رواه ابلخاري كتاب الفنت باب قول انلب َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم سرتون بعدي أمورا‬

‫ترتكونها اجلزء رقم ‪ ،9:‬الصفحة رقم‪47:‬‬

‫قال يف الفتح ‪:‬‬

‫قول‪ ( :‬وأن ال ننازع األمر أهله ) أي‪ :‬امللك واإلمارة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫تعديل الشبهات يف معاين كتاب اإلمارة‬

‫قال انلووي‪ :‬املراد بالكفر هنا‪ :‬املعصية‪ ،‬ومعىن احلديث‪ :‬ال تنازعوا والة األمور يف واليتهم‪ ،‬وال‬

‫تعرتضوا عليهم إال أن تروا منهم منكرا حمققا تعلمونه من قواعد اإلسفام‪ ،‬فإذا رأيتم ذلك‬

‫فأنكروا عليهم وقولوا باحلق حيثما كنتم‪ .‬انته‪ ،‬وقال غريه‪ :‬املراد باإلثم هنا‪ :‬املعصية والكفر‪،‬‬

‫ففا يعرتض ىلع السلطان إال إذا وقع يف الكفر الظاهر‪ ،‬واذلي يظهر ْحل رواية الكفر ىلع ما‬

‫إذا اكنت املنازعة يف الوالية ففا ينازعه بما يقدح يف الوالية إال إذا ارتكب الكفر‪.‬‬

‫ْ َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ََ َ ْ‬


‫‪ -4112 )121‬أخَب هن أْحد بن س هعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أ هيب ‪ ،‬عن صا هل هح ب هن كيسان ‪،‬‬
‫َ َّ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ َّ‬ ‫ْ‬
‫احلَار ْ‬
‫اّلل َّ صّل اّلل َّ‬
‫ت ‪ ،‬أن رسول ه‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ث ب هن فضيل ‪ ،‬أن ابن هشهاب حدثه‪ ،‬عن عبادة ب هن الصا هم ه‬
‫ه ه‬ ‫َع هن‬

‫َ ًْ ََ َ ْ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ‬


‫رسقوا‪،‬‬
‫ه‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ئ‬‫ي‬ ‫ش‬ ‫َّ‬ ‫اّلل‬
‫ه‬ ‫ب‬
‫ه ه‬ ‫وا‬ ‫ك‬‫رش‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫؛‬ ‫اء‬ ‫س‬ ‫الن‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫اي‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ىلع‬ ‫ون‬ ‫ع‬
‫ه ه‬ ‫اي‬ ‫ب‬‫ت‬ ‫ال‬ ‫أ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫علي هه وسلم ق‬

‫ْ ََ َْ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َْ ََْ َ ََْ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َْ‬


‫ون‬ ‫ص‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ال‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬
‫ه‬ ‫ج‬‫ْ‬
‫ر‬ ‫أ‬‫و‬ ‫م‬ ‫يك‬ ‫د‬
‫ه‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ني‬ ‫ب‬ ‫ه‬‫ون‬ ‫رت‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ان‬ ‫ت‬‫ه‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫وا‬ ‫ت‬ ‫أ‬‫ت‬ ‫ال‬‫و‬‫َو َال تَ ْزنوا‪َ ،‬و َال َت ْقتلوا أ ْوالدكم‪َ ،‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ك‪َ ،‬ف َق َال َ‬
‫ََ َ َْ ََ َ َ‬ ‫َْ ََ َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ّلل َّ َصّل اّلل َّ َعليْ هه َو َسل َم ‪:‬‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫ول‬‫س‬‫ر‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫ذ‬ ‫ىلع‬ ‫اه‬ ‫ن‬‫ع‬‫اي‬ ‫ب‬‫ف‬ ‫‪.‬‬‫َّ‬ ‫اّلل‬
‫ه‬ ‫ول‬‫هيف َمعروف ؟ " قلنا ‪ :‬بّل يا رس‬

‫اّلل َّ؛ إ ْن َش َ‬ ‫َ ََْ َ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ‬ ‫ََ ْ َ َ َ ََْ َ َ‬


‫ك َشيْئًا َفنَ َاتلْ‬
‫اء‬ ‫ه ه‬ ‫ىل‬‫إ‬
‫ه‬ ‫ه‬‫ر‬‫م‬ ‫أ‬‫ف‬ ‫ة‬‫وب‬‫ق‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ن‬‫ت‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ار‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫و‬‫ه‬ ‫ف‬ ‫ة‬‫وب‬‫ق‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫" فمن أصاب بعد ذل ه‬
‫َ ََ َ َ ْ َ َ َ‬
‫اء َاعقبَه "‪.‬رواه النسايئ اجلزء رقم ‪ ،7:‬الصفحة رقم‪142:‬‬ ‫غفر هل‪ ،‬وإهن ش‬

‫حكم احلديث‪ :‬صحيح بما قبله‬

‫‪52‬‬

You might also like