You are on page 1of 75

1

‫المـــــــر أ�ة والتوحيـــــد‬

‫* أيتها املرأة! اعتني العناية التامة بالتوحيد ‪ ..‬ولذا‪:‬‬


‫‪ -1‬اعبدي اهلل وحده ال رشيك له‪ ،‬وأخليص له العبادة؛ كام قال‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬
‫ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮊ [البينة‪ ،]5 :‬واحذري من الرشك!‬
‫ح ِن ْب ِن َأ يِب َبك َْر َة‬ ‫الر مْ َ‬ ‫ِ‬
‫فإن أكرب الكبائر اإلرشاك باهلل؛ حلديث َع ْبد َّ‬
‫(أ اَل ُأ َن ِّب ُئك ُْم بِ َأ ْك َب ِر ا ْل َك َبائِ ِر َث اَل ًثا؟‬
‫َع ْن َأبِيه ‪َ h‬ق َال‪َ :‬ق َال النَّبِ ُّي ☺‪َ :‬‬
‫وق ا ْل َوالِدَ ْي ِن‪،‬‬ ‫اك باهلل‪َ ،‬و ُع ُق ُ‬ ‫ال ْش َر ُ‬ ‫ول اهلل‪َ ،‬ق َال‪ :‬إْ ِ‬ ‫َقا ُلوا َب َلى َيا َر ُس َ‬
‫الزُّور َق َال‪َ :‬ف َما زَ َال ُيك َِّر ُر َها‬ ‫ِ‬ ‫َان ُمتَّكِئًا َف َق َال‪َ :‬أ اَل َو َق ْو ُل‬
‫َو َج َل َس َوك َ‬
‫َت) [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫َحتَّى ُق ْلنَا‪َ :‬ل ْي َت ُه َسك َ‬

‫‪ -2‬تابعي رسول اهلل ☺ يف عبادة اهلل تعاىل‪ ،‬واحذري من‬


‫املخالفة يف العبادة واإلحداث يف الدين (االبتداع يف الدين)؛‬
‫ث يِف‬
‫(م ْن َأ ْحدَ َ‬ ‫ت‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ول اهلل ☺‪َ :‬‬ ‫حلديث َع ِائ َش َة ‪َ i‬قا َل ْ‬
‫َأم ِرنَا ه َذا ما َلي ِ‬
‫س منْ ُه َف ُه َو َر ٌّد) [رواه مسلم]‪.‬‬‫ْ َ َ ْ َ‬
‫‪ -3‬جتنبي الرشك األكرب! وهو رصف يشء من العبادة لغري‬

‫‪7‬‬
‫اهلل تعاىل‪ ،‬ومن الرشك األكرب‪ :‬عبادة القبور ودعاء أصحاهبا‬
‫وطلب احلاجات منهم؛ كام حيصل عند قرب البدوي‪ ،‬وقرب زينب‪،‬‬
‫وقرب نفيسة وغريهم‪ ،‬وهذا الرشك األكرب كفر باهلل خمرج من ملة‬
‫اإلسالم‪ ،‬فاحذري منه غاية احلذر‪ ،‬وحذري أخواتك من هذا‬
‫الكفر!‪.‬‬
‫‪ -4‬حققي شهادة (ال إله إال اهلل) برشوطها السبعة وهي‪:‬‬
‫(العلم‪ ،‬اليقني‪ ،‬القبول‪ ،‬االنقياد‪ ،‬الصدق‪ ،‬اإلخالص‪ ،‬املحبة)‬
‫واعتني هبذه الشهادة يف حياتك كلها حتى متويت فاجعليها نصب‬
‫عينيك يف كل حلظة من حلظات عمرك واسأيل اهلل أن حيسن خامتتك‬
‫بأن تكون هذه الشهادة آخر كالمك حلديث ُم َع ِاذ ْب ِن َج َب ٍل ‪h‬‬
‫آخ ُر َك اَل ِم ِه اَل إِ َل َه إِ اَّل اهلل َد َخ َل‬
‫ان ِ‬
‫(م ْن َك َ‬ ‫َق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ول اهلل ☺‪َ :‬‬
‫ا ْل َج َّن َة) [رواه أبو داود]‪.‬‬
‫‪ -5‬أكثري من قول‪( :‬ال اله إال اهلل) فاجعليها عىل لسانك‬
‫دائ ًام؛ حلديث أيب هريرة ‪ h‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ☺‪( :‬أكثروا‬
‫من شهادة أن ال إله إال اهلل قبل أن حيال بينكم وبينها) [رواه أبو يعىل‬

‫املوصيل]‪.‬‬
‫‪ -6‬قويل‪ :‬ال إله إال اهلل وحده ال رشيك له‪ ،‬له امللك وله احلمد‬
‫وهو عىل كل يشء قدير‪ ،‬يف يوم مائة مرة أو أكثر من مائة مرة؛‬

‫‪8‬‬
‫(م ْن َق َال الَ إِل َه إِالَّ‬ ‫ول اهلل ☺‪َ ،‬ق َال‪َ :‬‬ ‫حلديث َأ يِب ُه َريرة ‪ h‬أن َر ُس َ‬
‫ك َو َل ُه ا ْل َح ْمدُ َو ُه َو َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء‬ ‫يك َل ُه‪َ ،‬ل ُه ا ْل ُم ْل ُ‬‫اهللُ َو ْحدَ ُه الَ َش ِر َ‬
‫ت َل ُه‬ ‫اب‪َ ،‬وكُتِ َب ْ‬ ‫َت َل ُه َعدْ َل َع ْش ِر ِر َق ٍ‬ ‫َق ِد ٌير فِي ك ُِّل َي ْومٍ‪َ ،‬ما َئ َة َم َّر ٍة َكان ْ‬
‫ان‪،‬‬ ‫ط ِ‬
‫الش ْي َ‬‫َت َل ُه ِح ْرزً ا ِم َن َّ‬‫ت َعنْ ُه َما َئ ُة َس ِّيئ ٍَة‪َ ،‬وكَان ْ‬ ‫ما َئ ُة حسنَ ٍة‪ ،‬وم ِ‬
‫ح َي ْ‬ ‫َ َ َ َُ‬
‫اء بِ ِه‪ ،‬إِالَّ َأ َحدٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪َ ،‬حتَّى ُي ْمسي َو َل ْم َي ْأت َأ َحدٌ بِ َأ ْف َض َل م َّما َج َ‬ ‫َي ْو َم ُه ذلِ َ‬
‫ك) [رواه الشيخان]‪.‬‬ ‫َع ِم َل َأ ْك َث َر ِم ْن َذلِ َ‬
‫‪ -7‬ذكري زميالتك وأهلك هبذه الشهادة (ال إله إال اهلل)‬
‫وحتقيقها واإلكثار منها وبيني هلم فضل ذلك‪.‬‬
‫‪ -8‬احذري من الرياء يف قولك أو فعلك؛ ألنه رشك أصغر‬
‫ف‬ ‫ول اهلل ☺‪( :‬إِ َّن َأ ْخ َو َ‬ ‫يد ‪َ h‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬ ‫ود ب ِن َلبِ ٍ‬
‫ِ‬
‫وحلديث محَ ْ ُم ْ‬
‫الش ُك‬ ‫ول اهلل َو َما رِّ ْ‬ ‫الش ُك الأَْ ْصغ َُر‪َ ،‬قا ُلوا‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫اف َع َل ْيك ُُم رِّ ْ‬‫َما َأ َخ ُ‬
‫ول‪َ « :‬ي ْو َم تجَُازَ ى ا ْل ِع َبا ُد بِ َأ ْع اَم هِِل ْم‬
‫اء» إِ َّن اهللَ َي ُق ُ‬ ‫الأَْ ْصغ َُر؟ َق َال‪ِّ :‬‬
‫«الر َي ُ‬
‫ظ ُروا َه ْل‬ ‫ون بِ َأ ْع اَملِك ُْم يِف الدُّ ْن َيا‪َ ،‬فا ْن ُ‬
‫ين ُكنْت ُْم ت َُر ُاء َ‬ ‫ِ‬
‫ا ْذ َه ُبوا إِ ىَل ا َّلذ َ‬
‫ون ِعنْدَ ُه ْم َجزَ ًاء») [رواه أمحد]‪.‬‬ ‫تدُ َ‬ ‫جَ ِ‬

‫‪ -9‬راقبي نفسك يف أعاملك ويف كالمك وقلبك وكل أمورك؛‬


‫حتى ال تقعي يف الرشك األصغر أو األكرب‪ ،‬ومن الرشك األصغر‬
‫احللف بغري اهلل ‪ -‬لفظ ًا بدون اعتقاد ومشاركة املخلوق هلل ‪-‬‬
‫كاحللف باألمانة‪ ،‬واعتقاد ما ليس بسبب سبب ًا‪ ،‬كاعتقاد أن النّجوم‬

‫‪9‬‬
‫سبب يف األمطار ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪ -10‬حافظي عىل توحيدك من اآليت‪:‬‬
‫‪ )1‬حافظي عليه من الرشك األكرب واألصغر‪.‬‬
‫‪ )2‬حافظي عىل توحيدك من كبائر الذنوب؛ ألهنا تُضعف‬
‫اإليامن‪.‬‬
‫‪ )3‬قويل‪ :‬اللهم إين أعوذ بك أن أرشك بك وأنا أعلم وأستغفرك‬
‫ملا ال أعلم ليذهب اهلل عنك قليل الرشك وكثريه‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الـمــــــــر أ�ة وال�صــــــــالة‬

‫أيتها املرأة! حافظي عىل الصلوات املفروضة بام ييل‪:‬‬

‫‪ -1‬توضئي الوضوء الرشعي بكل دقة‪( :‬النية‪ ،‬التسمية «بسم‬


‫اهلل» غسل الكفني‪ ،‬والواجب غسل الوجه كامالً‪ ،‬ثم غسل اليدين‬
‫مع املرفقني‪ ،‬ثم مسح الرأس كامالً‪ ،‬ثم غسل الرجلني مع الكعبني‪،‬‬
‫ويكون غسل األعضاء ثالث ًا ثالث ًا‪ ،‬أو مرتني مرتني‪ ،‬أو مرة مرة‪ ،‬أو‬
‫يغسل بعضها ثالث ًا‪ ،‬وبعضها مرتني‪ ،‬واألفضل التنويع‪ ،‬واهتمي‬
‫بإسباغ الوضوء (أي اإلنقاء واإلمتام) واألفضل التنويع‪ ،‬والعناية‬
‫به حتى لو كان اجلو بارد ًا أو حار ًا؛ فإنك إذا أسبغت حتقق لك‬
‫أمران (األول)‪ :‬أنه شطر اإليامن؛ حلديث َأ يِب َمالِ ٍك الأْ َ ْش َع ِر ّي ‪h‬‬
‫اليم ِ‬ ‫ول اهلل ☺ َق َال‪( :‬إِسبا ُغ ا ْلو ُض ِ‬ ‫َأن َر ُس َ‬
‫ن) [رواه ابن‬ ‫ط ُر إْ ِ اَ‬
‫وء َش ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ماجه]‪ ،‬و(الثاين)‪ :‬أن اهلل يمحو به اخلطايا‪ ،‬ويرفع به الدرجات؛‬
‫(أ اَل َأ ُد ُّلك ُْم َع َلى َما‬
‫ول اهلل ☺ َق َال‪َ :‬‬ ‫حلديث َأ يِب ُه َر ْي َر َة ‪ h‬أن َر ُس َ‬
‫طايا وير َفع بِ ِه الدَّ رج ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل!‬‫ات؟ َقا ُلوا بَلىَ َيا َر ُس َ‬ ‫َ َ‬ ‫َي ْم ُحو اهلل بِه ا ْل َخ َ َ َ َ ْ ُ‬
‫اج ِد‪،‬‬
‫طا إِ َلى ا ْل َم َس ِ‬ ‫َار ِه‪َ ،‬و َك ْث َر ُة ا ْل ُخ َ‬ ‫َق َال‪ :‬إِسبا ُغ ا ْلو ُض ِ‬
‫وء َع َلى ا ْل َمك ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬
‫الر َب ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوانْتِ َ‬
‫اط) [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫الص اَلة؛ َف َذلك ُْم ِّ‬
‫الص اَلة َب ْعدَ َّ‬
‫ظ ُار َّ‬
‫‪11‬‬
‫‪ -2‬تعلمي صفة صالة النبي ☺ ‪ ،‬وطبقيها تطبيقا حقيق ًا؛‬
‫(و َص ُّلوا ك اََم َر َأ ْيت ُُمونيِ ) [رواه البخاري]‪.‬‬
‫حلديث َ‬
‫وقومي إىل صالتك بخشوع وطمأنينة يف وقتها بركوعها‬
‫وسجودها والقراءة فيها وأذكارها بدقة مع حضور القلب‬
‫واإلقبال عىل اهلل فيها؛ وكأنك تصلني آخر صالة ثم متوتني بعدها‪،‬‬
‫وب‬ ‫واجعيل هذا التوجيه النبوي نصب عينيك؛ لحديث أَبِي أَيُّ َ‬
‫اء َر ُج ٌل إِلَى النَّب ِ ِّي ☺ َف َق َال‪ِ :‬ع ْظنِي َو َأ ْو ِج ْز‪،‬‬ ‫ال‪َ :‬ج َ‬ ‫ي‪ ،‬ق َ َ‬‫ار ِّ‬‫ص ِ‬ ‫الأْ َنْ َ‬
‫ك َف َص ِّل َص اَل َة ُم َو ِّدعٍ‪َ ،‬و اَل َت َك َّل ْم بِك اََل ٍم‬‫ت يِف َص اَلتِ َ‬ ‫َف َق َال‪( :‬إِ َذا ُق ْم َ‬
‫َّاس) [رواه أمحد]‪.‬‬ ‫اس مِمَّا يِف َيدَ ِي الن ِ‬ ‫اج ِع إْ ِ‬
‫ال َي َ‬
‫ِ ِ‬
‫َت ْعتَذ ُر م ْن ُه َغدً ا‪َ ،‬و مَْ‬
‫‪ -4‬إذا أديت الصالة املفروضة فأيت باألذكار التي بعدها بعناية‪،‬‬
‫ومن تلك األذكار أن تسبحي وتكربي وحتمدي بعد كل صالة‬
‫مفروضة (‪ )33‬مرة؛ لتحصيل عىل إدراك من سبقك‪ ،‬ولتسبقي‬
‫من بعدك‪ ،‬وال يكون أفضل منك إال من عمل مثلك؛ حلديث‬
‫ين َأت َْوا‬ ‫(أن ُف َق َر َاء المُْ َه ِ‬
‫اج ِر َ‬ ‫َأ يِب ُه َر ْي َر َة ‪َ - h‬و َه َذا َح ِد ُ‬
‫يث ُق َت ْي َب َة ‪َ :-‬‬
‫ات ا ْل ُعلىَ َوالن َِّعي ِم‬‫ور بِالدَّ رج ِ‬
‫َ َ‬ ‫ب َأ ْه ُل الدُّ ُث ِ‬‫ول اهلل ☺ َف َقا ُلوا‪َ :‬ذ َه َ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ون ك اََم‬ ‫وم َ‬‫ون ك اََم نُصَليِّ ‪َ ،‬و َي ُص ُ‬ ‫اك؟ َقا ُلوا‪ُ :‬ي َص ُّل َ‬ ‫المُْ ِقيمِ‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬و َما َذ َ‬
‫ول‬ ‫ون َو اَل ُن ْعتِ ُق‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫ون َو اَل َنت ََصدَّ ُق‪َ ،‬و ُي ْعتِ ُق َ‬
‫ن َُصو ُم‪َ ،‬و َيت ََصدَّ ُق َ‬
‫ون بِ ِه َم ْن‬
‫ُون بِ ِه َم ْن َس َب َقك ُْم َو َت ْسبِ ُق َ‬
‫اهلل ☺ ‪َ :‬أ َف اَل ُأ َع ِّل ُمك ُْم َش ْيئًا تُدْ ِرك َ‬

‫‪12‬‬
‫ُون َأ َحدٌ َأ ْف َض َل ِمنْك ُْم إِ اَّل َم ْن َصن ََع ِم ْث َل َما َصنَ ْعت ُْم؟!‬
‫َب ْعدَ ك ُْم‪َ ،‬و اَل َيك ُ‬
‫ون َو حَ ْت َمدُ َ‬
‫ون ُد ُب َر ك ُِّل‬ ‫َب َ‬ ‫ول اهلل! َق َال‪ :‬ت َُس ِّب ُح َ‬
‫ون َو ُتك رِّ ُ‬ ‫َقا ُلوا بَلىَ َيا َر ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ني َم َّرةً) [رواه مسلم]‪ ،‬وتكمل املائة بقول‪( :‬ال إله‬ ‫َص اَلة َث اَل ًثا َو َث اَلث َ‬
‫إال اهلل وحده ال رشيك له له امللك وله احلمد وهو عىل كل يشء‬
‫قدير) وتذكرين بقية األذكار التي بعد الصالة املفروضة‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا صليت الفريضة فراقبي نفسك من الوقوع يف الذنوب‪،‬‬
‫فاحفظي لسانك وجوارحك وقلبك حتى تأيت الفريضة التي‬
‫بعدها‪ ،‬وهكذا من فريضة إىل التي بعدها؛ ألن للصالة أثر ًا يف‬
‫العبد املؤمن‪ ،‬وألن الصالة تنهى عن الفحشاء واملنكر؛ لقوله‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﮊ [العنكبوت‪:‬‬

‫‪.]45‬‬
‫‪ -6‬إذا كان عندك ذنب أو ذنوب فتأثري بصالتك وتويب إىل‬
‫اهلل من تلك الذنوب وال تعودي إليها‪ ،‬ولتكن صالتك ناهية لك‪.‬‬
‫ي☺‬ ‫اء َر ُج ٌل إِ ىَل النَّبِ ِّ‬
‫(ج َ‬‫ويف احلديث َع ْن َأ يِب ُه َر ْي َر َة ‪َ h‬ق َال‪َ :‬‬
‫س َق َق َال‪« :‬إِ َّن ُه َس َين َْها ُه َما‬ ‫َ‬
‫َف َق َال‪ :‬إِ َّن ُف اَلنًا ُيصَليِّ بِال َّل ْي ِل‪َ ،‬فإِ َذا أ ْص َب َح رََ‬
‫َت ُق ُ‬
‫ول») [رواه أمحد]‪ ،‬أما إذا كنت تصلني ولكن ال تنتهي عن الذنوب‬
‫أو ذلك الذنب كالغيبة وغريها؛ فإن صالتك ضعيفة فاتقي اهلل‬
‫أيتها املؤمنة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -7‬اعلمي أنه ليس لك من صالتك إال ما خشعت فيه‪،‬‬
‫فال تضيعي صالتك حتى خترجي وليس معك منها إال القليل‪،‬‬
‫وانخرطي يف أعامل الطاعات‪ ،‬فحاويل أن جتمعي قلبك يف صالتك‬
‫وأن تتذكري فيها وقوفك بني يدي اهلل يوم القيامة واملوت والقرب‬
‫والقيامة واحلساب‪ ،‬فتخرجي منها بأكثرها ‪ -‬وفقك اهلل ‪،-‬‬
‫واجعيل هذا منهجك يف كل صالة؛ حلديث ُع َم َر ْب ِن الحْ َ َك ِم‪َ ،‬ع ْن‬
‫جدَ َف َصلىَّ ‪،‬‬ ‫اس َد َخ َل المَْس ِ‬
‫ْ‬ ‫ت َعماَّ َر ْب َن َي رِ ٍ‬ ‫َع ْب ِداهلل ْب ِن َعن ََم َة َق َال‪َ :‬ر َأ ْي ُ‬
‫ت‪ :‬يا َأبا ا ْلي ْق َظ ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫ت إِ َل ْيه‪َ ،‬ف ُق ْل ُ َ َ َ‬ ‫الصلاَ ةَ‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ف َلماَّ َخ َر َج ُق ْم ُ‬ ‫ف َّ‬ ‫َف َأ َخ َّ‬
‫ت ِمن حدُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ود َها َش ْي ًئا؟ ُق ْل ُ‬ ‫ت َق َال‪َ :‬ف َه ْل َر َأ ْيتَني ا ْن َت َق ْص ُ ْ ُ‬ ‫َل َقدْ َخ َّف ْف َ‬
‫ول اهلل ☺‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ان‪َ .‬س ِم ْع ُ‬ ‫الشي َط ِ‬
‫ت بهِ َا َس ْه َو َة َّ ْ‬ ‫لاَ ‪َ ،‬ق َال‪َ :‬فإِنيِّ َبا َد ْر ُ‬
‫ِ‬
‫ش َها‪،‬‬ ‫ب َل ُه من َْها إِ اَّل ُع رْ ُ‬ ‫الص اَل َة َما ُي ْك َت ُ‬‫َّ‬ ‫ول‪( :‬إِ َّن ا ْل َع ْبدَ َل ُيصَليِّ‬ ‫َي ُق ُ‬
‫ت ُْس ُع َها‪ُ ،‬ث ُمن َُها‪ُ ،‬س ُب ُع َها‪ُ ،‬سدُ ُس َها‪ ،‬مُخ ُُس َها‪ُ ،‬ر ُب ُع َها‪ُ ،‬ث ُل ُث َها نِ ْص ُف َها)‬
‫[رواه أمحد]‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المـــــر أ�ة وال�صدقـــات‬

‫أيتها املرأة! اعتني بجانب الصدقة وسريي عىل ما ييل‪:‬‬

‫‪ -1‬اعلمي أن الصدقة وقاية من النار‪ ،‬فاجعيل بينك وبني النار‬


‫وقاية (الصدقة) حتى لو تصدقت باليشء القليل؛ حلديث َع ِد ِّي‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْب ِن َحات ٍم‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ق َال النَّبِ ُّي ☺‪( :‬ا َّت ُقوا الن ََّار َو َل ْو بِش ِّق مَت ْ َرة‪َ ،‬ف َم ْن مَل ْ‬
‫جَيِدْ َفبِكَلِ َم ٍة َط ِّي َب ٍة) [رواه الشيخان]‪.‬‬
‫‪ -2‬أنفقي يف كل وجوه الرب مما معك من املال يف كل وقت‬
‫بالليل أو بالنهار ويف كل مشاريع اخلري‪ ،‬وقد قال تعاىل‪ :‬ﮋﯜ‬
‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﮊ [البقرة‪.]274 :‬‬
‫‪ -3‬أخفي الصدقة؛ ألن ذلك خري لك كام قال تعاىل‪ :‬ﮋﭨ‬
‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭳﭴ ﮊ [البقرة‪ ،]271 :‬ولتكوين من السبعة الذين يظلهم‬
‫(س ْب َع ٌة ُيظِ ُّل ُه ْم اهلل‬‫اهلل؛ حلديث َأ يِب ُه َر ْي َر َة ‪َ h‬ع ْن النَّبِ ِّي ☺ َق َال‪َ :‬‬
‫اب َن َش َأ يِف ِع َبا َد ِة‬ ‫ِ‬ ‫يِف ظِ ِّل ِه َي ْو َم اَل ظِ َّل إِ اَّل ظِ ُّل ُه‪ :‬إْ ِ‬
‫ال َما ُم ا ْل َعاد ُل‪َ ،‬و َش ٌّ‬
‫رب ِه‪ ،‬ورج ٌل َق ْلبه مع َّل ٌق يِف المَْس ِ ِ‬
‫اجت ََم َعا‬ ‫اجد‪َ ،‬و َر ُج اَل ِن حََتا َّبا يِف اهلل ْ‬ ‫َ‬ ‫ُُ ُ َ‬ ‫َ ِّ َ َ ُ‬

‫‪30‬‬
‫ج ٍ‬
‫ال َف َق َال إِنيِّ‬ ‫ب َو مََ‬ ‫ات َمن ِْص ٍ‬ ‫َع َل ْي ِه َو َت َف َّر َقا َع َل ْي ِه‪َ ،‬و َر ُج ٌل َط َل َب ْت ُه ْام َر َأ ٌة َذ ُ‬
‫اف اهلل‪َ ،‬و َر ُج ٌل َت َصدَّ َق َأ ْخ َفى َحتَّى اَل َت ْع َل َم ِش اَم ُل ُه َما ُتن ِْف ُق َي ِمينُ ُه‪،‬‬ ‫َأ َخ ُ‬
‫ت َع ْينَا ُه) [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫اض ْ‬ ‫َو َر ُج ٌل َذك ََر اهلل َخالِ ًيا َف َف َ‬
‫‪ -4‬واعلمي أن الشمس يوم القيامة يف املوقف تكون عىل‬
‫رؤؤس اخلالئق‪ ،‬ولكن املتصدق يف ظل صدقته فتصدقي؛ حلديث‬
‫ول‪( :‬ك ُُّل ْام ِر ٍئ‬ ‫ول اهلل ☺ َي ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ول‪َ :‬س ِم ْع ُ‬ ‫ُع ْقب َة ابن َع ِ‬
‫ام ٍر‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫َ ْ َ‬
‫َّاس َأ ْو َق َال‪ :‬يحُ ْ ك ََم بَينَْ الن ِ‬
‫َّاس‪.‬‬ ‫يِف ظِ ِّل َصدَ َقتِ ِه َحتَّى ُي ْف َص َل بَينَْ الن ِ‬
‫ش ٍء َو َل ْو‬ ‫ِ ِ‬ ‫ي اَل خُ ْ ِ‬
‫يط ُئ ُه َي ْو ٌم إِ اَّل ت ََصدَّ َق فيه بِ يَ ْ‬
‫ال رْ ِ‬
‫ان َأ ُبو خَْ‬
‫َق َال َي ِزيدُ ‪َ :‬و َك َ‬
‫َك ْع َك ًة َأ ْو َب َص َل ًة َأ ْو ك ََذا) [رواه أمحد]‪.‬‬
‫‪ -5‬اجتهدي يف إخراج الصدقة؛ ألن الشيطان حريص عىل‬
‫العبد أن ال خيرج صدقة من املال فيقوم بتحريض العبد عىل املال‪،‬‬
‫ولكن ارغمي الشيطان وأخرجيها لوجه اهلل وال يتغلب عليك بل‬
‫يه‪َ ،‬ق َال َأ ُبو ُم َع ِ‬
‫او َي َة‪َ :‬ولاَ‬ ‫تغلبي عىل؛ الشيطان حلديث بريدَ ةَ‪َ ،‬عن َأبِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َُ ْ‬
‫ي ِر ُج َر ُج ٌل َش ْيئًا ِم َن‬ ‫(ما خُ ْ‬
‫ول اهلل ☺‪َ :‬‬ ‫ُأ َرا ُه َس ِم َع ُه ِمنْ ُه‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ني َش ْي َ‬ ‫ِ‬ ‫الصدَ َق ِة َحتَّى َي ُف َّ‬
‫طانًا) [رواه أمحد]‪.‬‬ ‫ك َعن َْها َل ْح َي ْي َس ْبع َ‬ ‫َّ‬
‫‪ -6‬تصدقي لو من حليك (من ذهبك) من (خوامتك) من‬
‫(أقراط األذان) (من مجيع ما معك من احليل أو غريه)؛ حلديث‬
‫ول اهلل ☺ َأنه َق َال‪( :‬يا معش النِّس ِ‬
‫اء!‬ ‫َع ْب ِداهلل ْب ِن ُعمر ‪َ k‬ع ْن رس ِ‬
‫َ َ ْ رََ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ‬

‫‪31‬‬
‫[رواه‬ ‫ت ََصدَّ ْق َن َو َأكْثِ ْر َن اِال ْستِ ْغ َف َار؛ َفإِنيِّ َر َأ ْي ُتك َُّن َأ ْك َث َر َأ ْه ِل الن ِ‬
‫َّار)‬
‫مسلم]‪.‬‬
‫‪ -7‬اجعيل لك صدقة جارية (وقف ًا) ولو يسري ًا جد ًا عىل قدر‬
‫استطاعتك (اعميل شقة سكنية وقف ًا عىل الفقراء) (اعميل برادة‬
‫وقف ًا ملن رشب منها) (اشرتي كتب ًا من كتب التوحيد أو مصاحف‬
‫أو من كتب احلديث أو كتب الفقه أو السرية النبوية واجعليها وقف ًا‬
‫يف املساجد أو يف املكتبات وغري ذلك)؛ ألن الوقف يستمر أجره‬
‫ول اهلل ☺ َق َال‪( :‬إِ َذا‬ ‫بعد موتك؛ حلديث َأ يِب ُه َر ْي َر َة ‪َ h‬أن َر ُس َ‬
‫ار َي ٍة‪،‬‬
‫ط َع َعنْ ُه َع َم ُل ُه إِ اَّل ِم ْن َث اَل َث ٍة‪ ،‬إِ اَّل ِم ْن‪َ :‬صدَ َق ٍة َج ِ‬
‫ان ا ْن َق َ‬ ‫ات إْ ِ‬
‫الن َْس ُ‬ ‫َم َ‬
‫َأ ْو ِع ْل ٍم ُينْ َت َف ُع بِ ِه‪َ ،‬أ ْو َو َل ٍد َصالِحٍ َيدْ ُعو َل ُه) [رواه مسلم]‪.‬‬
‫ال بل أعطى السائل ولو شيئ ًا يسري ًا (خبز ًا‬ ‫‪ -8‬ال تردي سائ ً‬
‫أرز ًا حل ًام طامطم بطاطس عصري ًا بصلة أو غري ذلك؛ حلديث ا ْب ِن‬
‫ول اهلل ☺ َق َال‪:‬‬ ‫ارثِ ِّي َع ْن َجدَّ تِ ِه َأن َر ُس َ‬ ‫ُب َج ْي ٍد الأْ َن َْص ِ‬
‫ار ِّي ُث َّم الحْ َ ِ‬
‫ف محُ ْ َر ٍق) [رواه مالك]‪.‬‬ ‫(ردوا المِْسكِني و َلو بِظِ ْل ٍ‬
‫ْ َ َ ْ‬ ‫ُ ُّ‬
‫‪ -9‬تصدقي وحثي عىل الصدقات إلعطاء الفقراء واأليتام‬
‫املحتاجني واألرامل املحتاجني واملساكني‪ ،‬واجعيل هذا الربنامج‬
‫حمط اهتاممك يف حياتك حتى تلقي اهلل (متويت)‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫المـــــــر أ�ة والتحــــلـي‬

‫أيتها املرأة! إن اهلل قد أباح لك التحيل بسائر أنواع احليل من‬


‫الذهب والفضة واجلواهر والورود وغري ذلك ولذا‪:‬‬
‫‪ -1‬احذري من اإلرساف يف لباس احليل وغريه‪ ،‬وقد قال‬
‫ﮋﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﮊ [األعراف‪:‬‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫يه َع ْن َجدِّ ِه‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ق َال‬‫ب َعن َأبِ ِ‬
‫‪ ،]31‬ويف حديث َع ْم ِرو ْب ِن ُش َع ْي ٍ ْ‬
‫اف َو اَل خَ ِمي َل ٍة)‬
‫ي إِس ٍ‬‫ِ‬ ‫يِ‬
‫ول اهلل ☺‪ُ ( :‬ك ُلوا َوت ََصدَّ ُقوا َوا ْل َب ُسوا ف َغ رْ رَْ‬
‫َر ُس ُ‬
‫[رواه النسائي]‪ ،‬ورواه البخاري معلق ًا‪( .‬االرساف)‪ :‬هو جماوزة احلد‬
‫يف كل فعل أو قول‪.‬‬
‫‪ -2‬احذري من لباس احليل للتكرب عىل الناس؛ ألن معك‬
‫أمواالً دون غريك من الناس؛ بل تواضعي وانتبهي هلذا احلديث‪:‬‬
‫اس ‪( :k‬ك ُْل َما ِشئ َ‬
‫ْت‬ ‫اف َو اَل خَ ِمي َل ٍة)‪َ ،‬و َق َال ا ْب ُن َع َّب ٍ‬
‫ي إِس ٍ‬ ‫ِ‬
‫(ف َغ رْ رَْ‬
‫يِ‬
‫ِ‬
‫ف َأ ْو خَمي َل ٌة) [رواه البخاري‬ ‫ِ‬ ‫ط َأت َ‬
‫ْت‪َ ،‬ما َأ ْخ َ‬ ‫َوا ْل َب ْس َما ِشئ َ‬
‫س ٌ‬ ‫ْك ا ْثنَ َتان رََ‬
‫تعليق ًا]‪ ،‬واملخيلة هي‪ :‬التكرب‪.‬‬
‫‪ -3‬ال خترجي هبذا احليل لرياه الرجال األجانب أو ليسمعوه‬

‫‪55‬‬
‫منك؛ بل ابتعدي عن ذلك‪ ،‬وقد قال تعاىل‪ :‬ﮋﯲ ﯳ ﯴ‬
‫ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﮊ [النور‪.]31 :‬‬
‫‪ -4‬ال تتحيل باحليل الذي هو عىل هيئة صور ذوات األرواح أو‬
‫متاثيل عىل ذلك كالفراشة والثعبان والغزال وغري ذلك‪ ،‬وأنكري‬
‫عىل من لبست حلي ًا عىل هيئة صور ذوات األرواح بل جيب طمس‬
‫يِ‬ ‫ِ‬
‫اج الأْ َ َسد ِّي َق َال‪َ :‬ق َال يِل َع ُّ‬
‫ل ْب ُن َأ يِب‬ ‫الصور‪ ،‬ويف حديث َأ يِب الهْ َ َّي ِ‬
‫ول اهلل ☺ َأ ْن اَل‬ ‫ك عَلىَ َما َب َع َثنِي َع َل ْي ِه َر ُس ُ‬ ‫(أ اَل َأ ْب َع ُث َ‬
‫ب ‪َ :h‬‬ ‫َطالِ ٍ‬
‫مِ‬
‫ش ًفا إِ اَّل َس َّو ْي َت ُه) [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫تَدَ َع ت ْ َث اًال إِ اَّل َط َم ْس َت ُه‪َ ،‬و اَل َق ًرْ‬
‫با ُم رْ ِ‬

‫‪ -5‬تصدقي مما أعطاك اهلل حتى من حليك الذي تلبسينه‪ ،‬فإن ما‬
‫عند اهلل خري وأبقى‪ ،‬فأعطي من حليك يف برامج اخلري كالصدقات‪،‬‬
‫أو بيعي منه يف بناء مسجد‪ ،‬أو عمل وقف لك‪ ،‬أو لكفالة يتيم‪ ،‬أو‬
‫للصدقة عىل فقري‪ ،‬أو أعطي من حليك لبعض اجلهات اخلريية‬
‫ليجعلك يف أمور الصدقة عىل املحتاجني‪ ،‬واسمعي لوصية رسول‬
‫(خ َر َج‬‫يد الخْ ُدْ ِر ِّي ‪َ h‬ق َال‪َ :‬‬ ‫اهلل ☺ كام جاء يف حديث َأيب س ِع ٍ‬
‫َ‬
‫ط ٍر إِىل ا ُملصَلىَّ َفمر عىل الن ِ‬
‫ِّساء َف َق َال‪:‬‬ ‫ول اهلل ☺ يف َأ ْض ًحى َأ ْو فِ ْ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫َ َّ َ‬
‫يا معش الن ِ‬
‫ِّساء ت ََصدَّ ْق َن َفإِ يّن ُأري ُتك َُّن َأ ْك َث َر َأ ْه ِل الن ِ‬
‫َّار َف ُق ْل َن‪َ :‬وبِ َم‬ ‫َ ْ رََ‬
‫ت ِم ْن‬ ‫ول اهلل َق َال‪ُ :‬تكْثِ ْر َن ال َّل ْع َن َو َت ْك ُف ْر َن ا ْل َعشريَ ‪ ،‬ما َر َأ ْي ُ‬
‫يا َر ُس َ‬
‫از ِم ِم ْن إِ ْحداك َُّن ُق ْل ِن‪:‬‬
‫الر ُج ِل الحْ ِ‬ ‫ب َّ‬
‫دين َأ ْذه ِ‬
‫ب ل ُل ِّ‬‫ناقصات َع ْق ٍل َو ٍ َ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬

‫‪56‬‬
‫ول اهلل! َق َال‪َ :‬أ َل ْي َس َشها َد ُة المَْ ْر َأ ِة ِم ْث َل‬
‫صان ِدينِنا َو َع ْقلِنا يا َر ُس َ‬
‫َوما ُن ْق ُ‬
‫صان َع ْقلِها‪،‬‬ ‫ك ِم ْن ُن ْق ِ‬ ‫الر ُج ِل؟ ُق ْل ِن‪ :‬بَلىَ ‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ف َذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ن ْصف َشها َدة َّ‬
‫ك ِم ْن‬ ‫ت مَل ْ ت َُص ِّل َو مَل ْ ت َُص ْم؟ ُق ْل َن‪َ :‬بىل‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ف َذلِ َ‬ ‫اض ْ‬‫َأ َل ْي َس إِذا َح َ‬
‫صان ِدينِها) [رواه الشيخان]‪.‬‬ ‫ُن ْق ِ‬

‫‪ -5‬تصدقي من حليك (من ذهبك)؛ استجابة لرسول اهلل ☺‬

‫وتأميل الصحابيات الكريامت‪ ،‬ريض اهلل عنهن‪ ،‬ملا وعظهن النبي‬


‫اس‬‫☺ وأمرهن بالصدقة ولو من حليهن‪ ،‬ففي حديث ا ْب َن َع َّب ٍ‬
‫اء َأ ْش َهدُ َع َلى ا ْب ِن‬ ‫ط ٌ‬‫(أ ْش َهدُ َع َلى النَّبِ ِّي ☺‪َ ،‬أ ْو َق َال َع َ‬ ‫‪َ k‬ق َال‪َ :‬‬
‫ظ َّن َأن ُه َل ْم ُي ْس ِم ْع‪،‬‬‫ول اهلل ☺ َخ َر َج َو َم َع ُه بِ اَل ٌل َف َ‬ ‫اس َأن َر ُس َ‬ ‫َع َّب ٍ‬
‫ت ا ْل َم ْر َأ ُة ُت ْل ِقي ا ْل ُق ْر َط َوا ْل َخات ََم‬
‫الصدَ َق ِة َف َج َع َل ْ‬
‫ظ ُه َّن َو َأ َم َر ُه َّن بِ َّ‬‫َف َو َع َ‬
‫ف َث ْوبِ ِه) [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫وبِ اَل ٌل ي ْأ ُخ ُذ فِي َطر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ -6‬وإذا بلغ احليل عندك نصاب ًا؛ فأدي زكاته (نصاب الذهب‬
‫‪ 85‬جرام ًا‪ )،‬وال تبخيل بالزكاة‪ ،‬وامحي نفسك من نار جهنم؛‬
‫(م ْن آتَا ُه اهلل َم اًال‬ ‫ول اهلل ☺‪َ :‬‬ ‫حلديث َأ يِب ُه َر ْي َر َة ‪َ h‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫اعا َأ ْق َر َع َل ُه زَ بِي َب َت ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ان‬ ‫َف َل ْم ُي َؤ ِّد زَ َكا َت ُه؛ ُم ِّث َل َل ُه َما ُل ُه َي ْو َم ا ْلق َي َامة ُش َج ً‬
‫ول‬ ‫ط َّو ُق ُه َي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِة ُث َّم َي ْأ ُخ ُذ بِلِ ْه ِز َم َت ْي ِه ‪َ -‬ي ْعنِي بِ ِشدْ َق ْي ِه ‪ُ -‬ث َّم َي ُق ُ‬
‫ُي َ‬
‫ك‪َ ،‬أنَا َكنْزُ َك‪ُ ،‬ث َّم ت اََل‪ :‬ﮋﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‪ ..‬الآْ َي َة‬ ‫َأنَا َما ُل َ‬
‫[آل عمران‪ ]180 :‬ﮊ [رواه البخاري]‪ ،‬الشجاع‪ :‬احلية الذكر أو الثعبان‬

‫‪57‬‬
‫ب َع ْن‬ ‫واألقرع‪ :‬ال شعر له لكثرة سمه‪ ،‬وحلديث َع ْم ِرو ْب ِن ُش َع ْي ٍ‬
‫ول اهلل ☺ َو يِف َأ ْي ِدهيِم ُس َو َار ِ‬
‫ان‬ ‫(أن ْام َر َأتَينْ ِ َأ َتتَا َر ُس َ‬ ‫يه َع ْن َجدِّ ِه‪َ :‬‬ ‫َأبِ ِ‬
‫اَ‬
‫ول‬‫ان زَ كَا َت ُه؟ َقا َلتَا‪ :‬اَل‪َ .‬ق َال‪َ :‬ف َق َال هَُل اَم َر ُس ُ‬‫ب َف َق َال هَُلم َأت َُؤ ِّد َي ِ‬
‫اَ‬ ‫ِم ْن َذ َه ٍ‬
‫َار؟! َقا َلتَا‪ :‬اَل‪َ .‬ق َال‪:‬‬ ‫ان َأ ْن ُي َس ِّو َركُم اهلل بِ ُس َو َار ْي ِن ِم ْن ن ٍ‬ ‫اهلل ☺ ‪َ :‬أ حُ ِ‬
‫ت َّب ِ‬
‫اَ‬
‫َف َأ ِّد َيا زَ كَا َت ُه) [رواه الرتمذي]‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫المر أ�ة والفراغ وال�صحة‬

‫أيتها املرأة! اعلمي أن الفراغ نعمة‪ ،‬وقد قال تعاىل‪ :‬ﮋﯡ ﯢ‬


‫ﯣﮊ [الرشح‪ ،]7 :‬أي إذا تفرغت من أشيائك ومل يبق يف قلبك‬
‫ما يعوقه؛ فاجتهد يف العبادة‪.‬‬

‫‪ -1‬اعلمي أنك إذا كان عندك فراغ؛ فإنك تكونني مغبونة فيه‪،‬‬
‫اس ‪k‬‬ ‫وكذا إذا كنت صحيحة من األمراض؛ حلديث ا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫الص َّح ُة‪،‬‬
‫َّاس‪ِّ :‬‬ ‫يه اَم كَثِ ٌري ِم ْن الن ِ‬
‫ون فِ ِ‬‫َان َم ْغ ُب ٌ‬‫َق َال َق َال النَّبِ ُّي ☺‪( :‬نِ ْع َمت ِ‬
‫َوا ْل َف َرا ُغ) [رواه البخاري]‪ ،‬ومعنى هذا احلديث ‪ -‬كام قال احلافظ يف‬
‫فتح الباري ‪ :-‬أن من ال يستعمل صحته وفراغه فيام ينبغي؛ َف َقدْ‬
‫س َولمَ ْ يحُ ْ َمد َر ْأيه يِف َذلِ َك‪َ ،‬ق َال اِ ْبن َب َّطال‪:‬‬ ‫خ ٍ‬ ‫َغ َب َن لِك َْونِ ِه َب َ‬
‫اع ُهماَ بِ َب ْ‬
‫ار ًغا حتَّى يكُون مك ِْفيا ص ِ‬ ‫ِ‬
‫حيح‬ ‫َ ًّ َ‬ ‫َم ْعنَى الحْ َديث َأن المَْ ْرء لاَ َيكُون َف ِ َ َ‬
‫ِ‬
‫ص َعلىَ َأ ْن لاَ َي ْغبِن بِ َأ ْن َيترْ ُ ك‬ ‫ا ْل َبدَ ن‪َ ،‬ف َم ْن َح َص َل َل ُه َذل َك َف ْل َي ْح ِر ْ‬
‫اجتِنَاب‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ُشكْر اللهَّ َعلىَ َما َأ ْن َع َم بِه َع َل ْيه‪َ ،‬وم ْن ُشكْره ا ْمت َثال َأ َوامره َو ْ‬
‫ط يِف َذلِ َك َف ُه َو المَْ ْغ ُبون‪َ .‬و َأ َش َار بِ َق ْولِ ِه «كَثِري ِم ْن‬ ‫اهيه‪َ ،‬ف َم ْن َف َّر َ‬ ‫نَو ِ‬
‫َ‬
‫النَّاس» إِلىَ َأن ا َّل ِذي ُي َو َّفق لِ َذلِ َك َق ِليل‪ ،‬وقال ابن العبد‪ :‬إذا مجع له‬
‫الصحة والفراغ فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو املغبون‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫‪ -2‬استعميل فراغك وصحتك يف طاعة اهلل‪ ،‬وال تسويف وال‬
‫تتأخري‪ ،‬فمن استعمل فراغه وصحته يف طاعة اهلل فهو املغبون‪،‬‬
‫ومن استعملها يف معصية اهلل فهو املغبون‪ ،‬تنبهي لفراغك وال‬
‫تضيعه وتنبهي لصحتك فال تضيعيها كلها يف الكسل أو يف‬
‫الذنوب‪.‬‬
‫‪ -3‬اغتنمي كل حلظة من فراغك يف طاعة اهلل؛ حتى لو أنك‬
‫تسريين يف الطريق فأنت فارغة يف لسانك فسبحي وهليل وكربي‬
‫واستغفري‪ ،‬وحتى لو كنت تعملني يف املطبخ فاستعميل لسانك‬
‫يف الذكر وقراءة القرآن حتى لو قرأت الفاحتة عدة مرات أو قرأت‬
‫االخالص عدة مرات‪ ،‬فكم تربحني من احلسنات وأنت يف املطبخ‬
‫يف قراءة ما حتفظني من القرآن ولو من السور القصرية؛ حلديث‬
‫َس الجْ ُ َهنِ ِّي‬
‫اذ ْب ِن َأن ٍ‬ ‫يه مع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َس الجْ ُ َهن ِّي‪َ ،‬ع ْن َأبِ ُ َ‬ ‫اذ ْب ِن َأن ٍ‬ ‫سه ِل ب ِن مع ِ‬
‫َ ْ ْ َُ‬
‫(م ْن َق َر َأ‪ُ :‬ق ْل ُه َو اهللُ َأ َحدٌ‬ ‫ص ِ‬
‫ب النَّبِ ِّي ☺‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِّي ☺ َق َال‪َ :‬‬ ‫اح ِ‬ ‫َ‬
‫صا يِف جَْ‬ ‫ٍ‬ ‫حتَّى خَ ْ ِ‬
‫النَّةِ‪َ ،‬ف َق َال ُع َم ُر‬ ‫ش َم َّرات‪َ ،‬بنَى اهللُ َل ُه َق رْ ً‬ ‫يت َم َها َع رَْ‬ ‫َ‬
‫ول اهلل‬ ‫ول ا هلل؟! َف َق َال َر ُس ُ‬ ‫اب ‪ : h‬إِ ًذا ن َْس َتكْثِ َر َيا َر ُس َ‬ ‫ْب ُن الخْ َ َّط ِ‬
‫ب») [رواه أمحد]‪ ،‬ولو كنت ترشبني القهوة أو‬ ‫☺‪« :‬اهللُ َأ ْك َث ُر َو َأ ْط َي ُ‬
‫شاي فاستغيل هذا الوقت يف طاعة اهلل‪ ،‬واميلء وقتك كله بام يرفع‬
‫الدرجات عند اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ -4‬وإذا شغلت يف يديك بعمل وكنت فارغة يف سمعك؛‬
‫فاغتنمي سمعك يف استامع القرآن أو استامع حمارضة مفيدة‬
‫وتدبري‪ ..‬استغيل كل جارحة من جوارحك إذا كانت فارغة فيام‬
‫يعود عليك بالفائدة والنفع‪ ،‬واعلمي أنه قد يأتيك وقت تشغلني‬
‫عن كثري من الطاعات فاغتنمي الفراغ قبل الشغل؛ حلديث ابن‬
‫عباس ‪ k‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ☺ لرجل ‪ -‬وهو يعظه ‪« :-‬اغتنم‬
‫مخسا قبل مخس‪ :‬شبابك قبل هرمك‪ ،‬وصحتك قبل سقمك‪،‬‬
‫وغناءك قبل فقرك‪ ،‬وفراغك قبل شغلك‪ ،‬وحياتك قبل موتك»‬
‫[رواه احلاكم‪ ،‬وهذا حديث صحيح عىل رشط الشيخني ومل خيرجاه]‪.‬‬
‫‪ -5‬اغتنمي صحتك قبل أن تدامهك األمراض‪ ،‬فقومي‬
‫بالطاعات كقيام الليل‪ ،‬وصيام األيام التي ُسن صومها‪ ،‬ومعاونة‬
‫الضعيف بحمل يشء له أو مساعدته يف قيامه وغري ذلك‪ ،‬واعلمي‬
‫أنك إذا عملت كثري ًا من الطاعات يف صحتك ثم جاءك املرض؛ أن‬
‫وسى‬ ‫اهلل يكتب لك مثل ما كنت تعملينه يف صحتك؛ حلديث َأ يَب ُم َ‬
‫ب َل ُه يِف‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ☺‪( :‬إِ َذا َم ِر َض ا ْل َع ْبدُ َأ ْو َسا َف َر؛ كُت َ‬ ‫‪َ h‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصالِحِ ِم ْث ُل َما ك َ‬
‫يحا) [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫َان َي ْع َم ُل ُمق اًيم َصح ً‬ ‫ال َع َم ِل َّ‬
‫‪ -6‬استغيل كل حلظة يف كل جارحة من جوارحك‪ :‬السمع‬
‫والبرص والبدن والرجلني والقلب وغريها‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الـمـــــر أ�ة والحجــــاب‬

‫أيتها المرأة! إنه جيب عليك أن حتتجبي بتغطية وجهك‬


‫ومواضع الفتنة منك‪ ،‬ومعنى احلجاب أن تسرت املرأة بدهنا وقد دل‬
‫عىل ذلك الكتاب والسنة واالعتبار والقياس املطرد‪ ،‬فمن األدلة‪:‬‬
‫‪1‬ـ الدليل األول‪ :‬قوله تعاىل‪ :‬ﮋﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ‬
‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬
‫ﮪﮫ ﮬﮭﮮﮯﮰ ﮱﯓ‬
‫ﯔﯕﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚﯛﯜ ﯝ ﯞﯟﯠ‬
‫ﯡﯢ ﯣ ﯤﯥﯦﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬
‫ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﮊ‬
‫[النور‪ ،]31 :‬فقد أمر اهلل املؤمنات بحفظ فروجهن‪ ،‬واألمر بحفظ‬
‫الفرج أمر به وبام يكون وسيلة إليه ومن وسائله‪ :‬تغطية الوجه؛‬
‫ألن كشفه سبب النظر إىل املرأة وتأمل حماسنها والتلذذ بذلك‬
‫وبالتايل إىل الوصول واالتصال‪ ،‬ويف احلديث عن َأ يِب ُه َر ْي َر َة ‪h‬‬
‫‪69‬‬
‫ظ ُه ِم ْن الزِّ نَا بِ َه ِذ ِه ا ْل ِق َّص ِة‪َ ،‬ق َال‪:‬‬‫َأن النَّبِ َّي ☺ َق َال‪( :‬لِك ُِّل ا ْب ِن آ َد َم َح ُّ‬
‫ان َف ِزن ُ‬
‫َاه َما ا ْل َم ْش ُي‪،‬‬ ‫الر ْج اَل ِن تَزْ نِ َي ِ‬
‫ط ُش‪َ ،‬و ِّ‬ ‫ان تَزْ نِ َي ِ‬
‫ان َف ِزن ُ‬
‫َاه َما ا ْل َب ْ‬ ‫َوا ْل َيدَ ِ‬
‫َوا ْل َف ُم َيزْ نِي َف ِزنَا ُه ا ْل ُق َب ُل) [رواه أبوداود]‪.‬‬
‫‪ -2‬الدليل الثاين‪ :‬ﮋﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮊ [النور‪،]31 :‬‬
‫واخلامر‪ :‬ما ختمر املرأة رأسها وتغطيه به‪ ،‬فإذا أمرت فإن ترضب‬
‫باخلامر عىل جيبها كانت مأمورة بسرت وجهها إما ألنه من لزوم‬
‫ذلك أو بالقياس‪ ،‬فإنه إذا وجب سرت النحر والصدر كان وجوب‬
‫سرت الوجه من باب أوىل ألنه موضع اجلامل والفتنة‪.‬‬
‫اء‬ ‫ِ‬ ‫‪ -3‬الدليل الثالث‪ :‬حديث َع ِائ َشة ‪َ i‬قا َل ْ‬
‫ت‪( :‬ك َُّن ن َس ُ‬
‫ات‬ ‫ول اهلل ☺ صَالَ َة ا ْل َفج ِر م َت َل ِّفع ٍ‬ ‫َات ي ْش َهدْ َن م َع رس ِ‬ ‫المُْومن ِ‬
‫ْ ُ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫بِمروطِ ِهن‪ُ ،‬ثم ينْ َقلِبن إِ ىَل بي هِ ِ‬
‫الصالَ َة الَ َي ْع ِر ُف ُه َّن‬
‫ني َّ‬ ‫وتِ َّن ح َ‬
‫ني َي ْقض َ‬ ‫ُُ‬ ‫َّ َّ َ ْ َ‬ ‫ُُ‬
‫س) [رواه الشيخان]‪ ،‬والداللة فيه أن احلجاب والتسرت‬ ‫َأ َحدٌ ِم َن ا ْل َغ َل ِ‬
‫كان من عادات الصحابة الذين هم خري القرون وأكملها إيامن ًا‬
‫وأصلحها عمالً‪ ،‬فكيف يليق بنا أن نحيد عن تلك الطريقة التي‬
‫يف اتباعها بإحسان ريض اهلل عمن سلكها‪ ،‬وأن عائشة ‪ -‬وناهيك‬
‫هبا عل ًام وفه ًام وفقه ًا وبصرية يف دين اهلل ونصح ًا لعباد اهلل واقتداء‬
‫برسول اهلل ☺ ‪ -‬فلو رأى من النساء ما رأيناه ملنعهن من املساجد‪،‬‬
‫فكيف بزماننا؟! وكل ما ترتب عليه حمذور فهو حمظور‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ -4‬الدليل الرابع‪ :‬قالت أم سلمة‪( :‬يا رسول اهلل فكيف تصنع‬
‫النساء بذيوهلا؟ قال‪ :‬يرخينه شربا‪ ،‬قلت‪ :‬إذا تنكشف أقدامهن‬
‫قال‪ :‬فرتخينه ذراع ًا ال تزدن عليه)‪ ،‬وأخربين حممود بن خالد‬
‫الدمشقي عن الوليد بن مسلم عن أيب عمرو عن نافع عن أم سلمة‬
‫قالت‪ :‬قال رسول اهلل ☺‪( :‬ترخي املرأة من ذيلها شرب ًا‪ ،‬قلت‪ :‬إذا‬
‫تنكشف‪ ،‬قال‪ :‬ذراع ًا ال تزيد عليه) [رواه النسائي]‪ ،‬وفيه دليل عىل‬
‫وجوب سرت قدم املرأة‪ ،‬والقدم أقل فتنة من الوجه والكفني بال‬
‫ريب‪ ،‬فالتنبيه باألدنى تنبيه عىل ما فوقه‪ ،‬وما هو أوىل منه باحلكم‪.‬‬
‫‪ -5‬الدليل اخلامس‪ :‬قوله ☺ يف اخلروج النساء للعيد يف‬
‫(أ ِم ْرنَا َأ ْن ن ُْخ ِر َج الحُْ َّي َض‪َ ،‬ي ْو َم ا ْل ِعيدَ ْي ِن‪،‬‬ ‫ت‪ُ :‬‬ ‫حديث ُأ ِّم َعطِ َّي َة َقا َل ْ‬
‫ني َو َد ْع َو هَ ُت ْم‪َ ،‬و َي ْعت َِز ُل‬ ‫ِِ‬ ‫الدُ ِ‬ ‫و َذو ِ‬
‫اع َة المُْ ْسلم َ‬ ‫ج َ‬ ‫ور‪َ ،‬ف َي ْش َهدْ َن مََ‬ ‫ات خُْ‬ ‫َ َ‬
‫ول اهلل إِ ْحدَ انَا َل ْي َس هََلا‬ ‫ت ْام َر َأةٌ‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫َالهن َقا َل ِ‬ ‫ُ‬
‫احل َّي ُض َع ْن ُمص َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ابا) [رواه الشيخان]‪ ،‬فهو‬ ‫اب‪َ ،‬ق َال‪ :‬ل ُت ْلبِ ْس َها َصاح َبت َُها م ْن ِج ْل َب هَِ‬ ‫ِج ْل َب ٌ‬
‫يدل عىل أن املعتاد عندهن أن ال خترج إحداهن إال بجلباب‪ ،‬وأهنا‬
‫عند عدمه ال خترج‪ ،‬فلم يأذن هلن باخلروج بدون جلباب مع كون‬
‫اخلروج للعيد مرشوع للرجال والنساء‪ ،‬فكيف يرخص يف ترك‬
‫اجللباب خلروج غري مرشوع؟ بل قد يكون منهيا عنه‪ ،‬وفيه أدله‬
‫ذكرها ابن عثيمني يف رسالة احلجاب‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -6‬أيتها المرأة! يشرتط يف اللباس الذي خترج فيه املرأة ما ييل‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون ساتر ًا ملا حتته غري شفاف يصف البرشة‪.‬‬
‫ب‪ -‬فضفاضا غري ضيق يبني حجم عظامها لقوله ☺‪:‬‬
‫اط ك ََأ ْذن ِ‬
‫َاب ا ْل َب َق ِر‬ ‫ها‪َ :‬ق ْو ٌم َم َع ُه ْم ِس َي ٌ‬ ‫ان ِم ْن َأ ْه ِل الن ِ‬
‫َّار مَل ْ َأ َر مَُ‬ ‫(صنْ َف ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ت َمائِ اَل ٌ‬ ‫ات مُم ِ اَيل ٌ‬ ‫ات َع ِ‬
‫ار َي ٌ‬ ‫ون با النَّاس‪ ،‬ونِساء ك ِ‬
‫َاس َي ٌ‬ ‫َ َ َ ٌ‬ ‫ض ُب َ هَِ‬ ‫َي رْ ِ‬
‫حي َها‪،‬‬ ‫ت المَْائِ َل ِة‪ ،‬اَل َيدْ ُخ ْل َن جَْ‬
‫النَّ َة َو اَل جَيِدْ َن ِر َ‬
‫رءوسهن ك ََأسنِم ِة ا ْلب ْخ ِ‬
‫ُ ُ ُ ُ َّ ْ َ ُ‬
‫وجدُ ِم ْن َم ِسريَ ِة ك ََذا َوك ََذا) [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫َوإِ َّن ِر َ‬
‫حي َها َل ُي َ‬
‫ج‪ -‬ضافي ًا يسرت مجيع جسمها عن الرجال‪ ،‬وال تظهر ملحارمها‬
‫إال ما جرت به العادة وال يوقع املحارم يف الفتنة‪.‬‬
‫اس ‪َ k‬ع ْن‬ ‫د‪ -‬ال تتشبه بالرجال يف لباسها؛ حلديث ا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫ني ِم ْن‬ ‫ِّ‬
‫ات ِمن النِّس ِ‬
‫اء بِالر َج ِ‬
‫ال َوالمُْت ََش ِّب ِه َ‬ ‫ْ َ‬
‫النَّبِي ☺ َأنه‪َ ( :‬لعن المُْت ََشبه ِ‬
‫ِّ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ِّ‬
‫اء) [ رواه ابوداود]‪ ،‬وتشبهها بالرجل يف لباسه أن تلبس‬ ‫ال بِالنِّس ِ‬
‫الر َج ِ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ما خيتص بالرجل نوعا وصفة يف عرف املجتمعات كل بحسبه‪.‬‬
‫هـ‪ -‬ال يكون يف لباسها ما يلفت النظر‪.‬‬
‫و ال تكون متطيبة وال حتدث صوت ًا برجلها أو غريها إظهار ًا‬
‫لزينتها‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫المـــــــر أ�ة والـعـمــــــل‬

‫أيتها المرأة! إذا كنت تعملني يف وظيفة؛ فاسمعي ملا ييل‪:‬‬


‫‪ -1‬اعميل يف عمل مع النساء كتعليم البنات‪ ،‬وال تعميل يف‬
‫عمل خمتلط مع الرجال كام هو احلال يف املستشفيات‪ ،‬حيث نجد‬
‫أن كثريا من املمرضات خيتلطن مع الرجال واخللوة الغري رشعية‬
‫مع األطباء يف غرفة واحدة‪ ،‬وإذا قلت هلم‪ :‬اتقوا اهلل قالوا‪ :‬هذا‬
‫عملنا‪..‬؟! فاتقي اهلل أختي املسلمة! وإذا مل حتصيل عىل عمل‬
‫خاص بالنساء؛ فاتركي هذا العمل املختلط وابحثي عن عمل‬
‫ليس فيه أمور حمرمة‪.‬‬
‫‪ -2‬اعلمي أن العمل أمانة قال تعاىل‪ :‬ﮋﯟ ﯠ ﯡ‬
‫ﯢﯣ ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ‬
‫ﯬﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱﮊ [األحزاب‪ ،]72 :‬فاتقي اهلل يف هذه‬
‫األمانة وقومي هبا خري قيام‪ ،‬وهذا القيام واجب ويتناول أمرين‪:‬‬
‫األمر األول‪ :‬أمانة الدوام‪ ،‬فيجب عليك أن تداومي يف الوقت‬
‫املحدد وأن تبقي حتى ينتهي الدوام احلقيقي‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫األمر الثاين‪ :‬أمانة إنجاز العمل‪ ،‬فيجب عليك إنجاز عملك‬
‫املوكل إليك يف ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬اتقي اهلل وال تتأخري عن الدوام ثم توقعني عىل أنك‬
‫حرضت يف الوقت الرسمي‪ ،‬وأنجزي األعامل وال تسويف فيها‬
‫فهذا كله من اخليانة مع أنك تأخذين راتب ًا كامالً‪ ،‬فإذا كنت خائنة‬
‫ِ ٍ‬
‫َس ْب ِن َمالك َق َال‪َ :‬‬
‫(ما‬ ‫فأنت ضعيفة اإليامن الواجب؛ حلديث َأن ِ‬
‫ِ‬
‫«ل إِ اَيم َن لمَِ ْن اَل َأ َما َن َة َل ُه‪َ ،‬و اَل د َ‬
‫ين لمَِ ْن اَل‬ ‫ط َبنَا َنبِ ُّي اهلل ☺ إِ اَّل َق َال‪ :‬اَ‬
‫َخ َ‬
‫َع ْهدَ َل ُه) [رواه أمحد]‪.‬‬
‫‪ -4‬أتقني عملك الذي تعملني فيه بدقة؛ ألن اهلل حيب ذلك‬
‫ِ‬ ‫حلديث َع ِائ َش َة ‪َ i‬قا َل ْ‬
‫ول اهلل ☺‪( :‬إِ َّن اهللَ َت َع ىَال يحُ ُّ‬
‫ب‬ ‫ت‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ِ‬
‫ُم َع َم اًل َأ ْن ُيتْقنَ ُه) [رواه البيهقي يف ُ‬
‫ِ‬
‫الشعب]‪.‬‬ ‫إِ َذا َعم َل َأ َحدُ ك ْ‬
‫‪ -5‬إذا كنت مديرة لعمل كمدرسة أو غريها؛ فكوين قدوة‬
‫حسنة يف دوامك وإنجاز العمل ومالبسك وكالمك وحسن‬
‫خلقك؛ حتى يتأسى بك العامالت عندك من معلامت وموظفات‬
‫وغريهن‪ ،‬وحث املوظفات عىل حفظ هذه األمانة وإعطاء كل‬
‫واحدة حقها من الدرجات أو غريها بدون زيادة‪ ،‬وال تتساهيل يف‬
‫ذلك أو جتاميل فالنة ألهنا قريبة أو فالنة ألهنا صديقة ونحو ذلك‪،‬‬
‫واعلمي أن من جاملته عىل حسب العمل لن ينفعك يوم القيامة؛‬

‫‪108‬‬
‫لقوله تعاىل‪ :‬ﮋﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ‬
‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮊ [املمتحنة‪.]3 :‬‬
‫‪ -6‬كوين يف عملك داعية إىل اهلل تعاىل‪ ،‬فوجهي زميالتك أو‬
‫غريهن إىل كل خري وحثيهن عىل حتقيق التوحيد والبعد عن الرشك‬
‫يف األلفاظ واألفعال‪ ،‬ورغبيهن يف طاعة اهلل وطاعة رسول اهلل‬
‫☺ واالستقامة عىل هدى اإلسالم يف اللباس والكالم واملجالس‬
‫واملعاملة وأكل احلالل وترك احلرام وغض البرص واستغالل‬
‫حياهتن فيام يقرهبن إىل اهلل تعاىل واملسارعة إىل اهلل اجلنة؛ لقوله‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬
‫ﭚ ﭛ ﭜﮊ [آل عمران‪.]133 :‬‬
‫‪ -7‬إذا رأيت منكر ًا من إحدى الزميالت‪ ،‬فأنكري عليها سواء‬
‫كان املنكر يف لباسها أو يف قوهلا أو يف عملها أو يف غري ذلك‪ ،‬وال‬
‫تسكتي حتى لو كان صاحب املنكر مديرتك أو غريها‪ ،‬ويكون‬
‫اإلنكار منك عىل حسب االستطاعة؛ حلديث َأ يِب َبك ٍْر ‪َ höò‬ق َال‪:‬‬
‫ان‪َ ،‬ف َقا َم إِ َل ْي ِه َر ُج ٌل‬
‫الص اَل ِة َم ْر َو ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫ط َبة َي ْو َم ا ْلعيد َق ْب َل َّ‬
‫(أو ُل من بدَ َأ بِا ْل ُخ ْ ِ‬
‫َ َّ َ ْ َ‬
‫ك‪َ ،‬ف َق َال َأ ُبو‬ ‫ط َب ِة‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬قدْ ت ُِر َك َما ُهنَالِ َ‬ ‫الص اَل ُة َق ْب َل ا ْل ُخ ْ‬ ‫َف َق َال‪َّ :‬‬
‫ول‪:‬‬ ‫ول اهلل ☺ َي ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫يد‪َ :‬أ َّما َه َذا َف َقدْ َق ىَض َما َع َل ْي ِه‪َ ،‬س ِم ْع ُ‬ ‫س ِع ٍ‬
‫َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َ ِ‬
‫َي ُه بِ َيده‪َ ،‬فإِ ْن مَل ْ َي ْس َتط ْع َفبِل َسانه‪َ ،‬فإِ ْن مَل ْ‬ ‫َم ْن َرأى منْك ُْم ُمنْك ًَرا َف ْل ُيغ رِّ ْ‬

‫‪109‬‬
‫ال اَيم ِن) [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫َي ْستَطِ ْع َفبِ َق ْلبِ ِه َو َذلِ َ‬
‫ك َأ ْض َع ُ‬
‫ف إْ ِ‬
‫‪ -8‬إذا كنت مديرة مثالً؛ فال تأخذي هدايا من املوظفات‬
‫عندك أو املعلامت عندك أو من الطالبات؛ ألن هذا حمرم ولو‬
‫ح ْي ٍد‬
‫أنك قاعدة يف بيتك هل سيهدونك هذه اهلدايا؛ حلديث َأ يِب مُ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ول اهلل ☺ اس َتعم َل ع ِ‬ ‫(أن َر ُس َ‬ ‫اع ِد ِّي‪َ :‬‬ ‫الس ِ‬
‫ني‬ ‫اء ُه ا ْل َعام ُل ح َ‬ ‫ال‪َ ،‬ف َج َ‬ ‫ام ً‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫َف َر َغ ِم ْن َع َملِ ِه‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫ي يِل‪َ .‬ف َق َال‬ ‫هذا ُأ ْهد َ‬ ‫هذا َلك ُْم َو َ‬ ‫ول اهلل! َ‬
‫ك َأ ْم الَ‪ُ .‬ث َّم‬ ‫ت َأ هُ ْيدَ ى َل َ‬ ‫ك َفنَ َ‬
‫ظ ْر َ‬ ‫بيك َو ُأ ِّم َ‬
‫ت َأ َ‬ ‫ت يِف بي ِ‬ ‫َل ُه‪َ :‬أفَالَ َق َعدْ َ‬
‫َْ‬
‫الصالَ ِة‪َ ،‬فت ََش َّهدَ َو َأ ْثنَى عَلىَ اهلل بِ اَم ُه َو‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ☺ َعش َّي ًة َب ْعدَ َّ‬ ‫َقا َم َر ُس ُ‬
‫هذا‬ ‫ول َ‬ ‫ام ِل ن َْس َت ْع ِم ُل ُه َف َي ْأتِينَا َف َي ُق ُ‬ ‫َأه ُله‪ُ ،‬ثم َق َال‪َ :‬أما بعدُ ‪َ ،‬فم ب ُال ا ْلع ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َ ْ اَ َ‬ ‫ْ ُ َّ‬
‫ظ َر َه ْل‬ ‫يه َو ُأ ِّم ِه َفنَ َ‬ ‫ت َأبِ ِ‬ ‫هذا ُأه ِدي يِل‪َ ،‬أفَالَ َقعدَ يِف بي ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫كم‪َ ،‬و َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫م ْن َع َمل ْ‬
‫ِ‬
‫هُ ْيدَ ى َل ُه َأ ْم الَ‪َ ،‬ف َوا َّل ِذي َن ْف ُس محَُ َّم ٍد بِ َي ِد ِه الَ َيغ ُُّل َأ َحدُ ك ُْم ِمن َْها َش ْيئًا‬
‫اء بِ ِه َل ُه‬‫ان َبع ًريا َج َ‬
‫إِالَّ جاء بِ ِه يوم ا ْل ِقيام ِة يحَ ِم ُله عَلىَ عن ُِق ِه‪ ،‬إِ ْن َك َ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ َْ َ َ َ ْ ُ‬
‫اء هَِبا‬ ‫َت َشا ًة َج َ‬ ‫خو ٌار‪َ ،‬وإِ ْن كَان ْ‬ ‫اء هَِبا هََلا َ‬ ‫اء‪َ ،‬وإِ ْن كَان ْ‬
‫َت َب َق َر ًة َج َ‬ ‫ُر َغ ٌ‬
‫ْت) [رواه الشيخان]‪.‬‬ ‫َت ْي َع ُر‪َ ،‬ف َقدْ َب َّلغ ُ‬

‫‪110‬‬
‫الـمــــر أ�ة وزوجهـــــا‬

‫أيتها املرأة! إذا كنت ذات زوج؛ فانتبهي ملا ييل‪:‬‬

‫‪ -1‬احرتمي زوجك غاية االحرتام‪ ،‬واجتهدي يف إسعاده‬


‫حسب استطاعتك وكوين له خري زوجة‪ ،‬وقدمي له كل ما يف‬
‫قدرتك لراحته‪ ،‬وإدخال الرسور عليه‪ ،‬وال تقرصي يف يشء إال‬
‫ما عجزت عنه‪ ،‬واعلمي أن حق الزوج عظيم عىل زوجته‪ ،‬فمن‬
‫قامت بحقه كان طريق ًا هلا إىل اخلري‪ ،‬وإن تركت حقه كانت قد‬
‫تعرضت لعذاب اهلل؛ حلديث الحْ ُ َصينِْ ا ْب ِن محِ ْ َص ٍن ‪َ ( :h‬أن َع َّم ًة‬
‫اجتِ َها‪َ ،‬ف َق َال لهَ َا النَّبِ ُّي‬ ‫َت النَّبِي ☺ يِف حاج ٍة‪َ ،‬ف َفر َغ ْ ِ‬
‫ت م ْن َح َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫َله َأت ِ‬
‫ُ‬
‫ف َأن ِ‬ ‫ات زَوجٍ َأن ِ‬ ‫☺‪َ :‬‬
‫ْت َل ُه؟»‬ ‫ت‪َ :‬ن َع ْم‪َ ،‬ق َال‪َ « :‬ك ْي َ‬ ‫ْت؟» َقا َل ْ‬ ‫«أ َذ ُ ْ‬
‫ْت ِمنْ ُه‪،‬‬ ‫ظ ِري َأين َأن ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ت َعنْ ُه‪َ ،‬ق َال‪َ « :‬فا ْن ُ‬ ‫ت‪َ :‬ما آ ُلو ُه إِلاَّ َما َع َج ْز ُ‬ ‫َقا َل ْ‬
‫َار ِك») [رواه أمحد]‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َفإِن اََّم ُه َو َجنَّتُك َون ُ‬
‫‪ -2‬أطيعي زوجك يف املعروف فيام أمرك به من حقوق‪،‬‬
‫واحذري من معصيته أو املامطلة يف إجابته‪ ،‬واعلمي أن طاعة‬
‫ح ِن ْب ِن‬
‫الر مْ َ‬ ‫ِ‬
‫الزوجة لزوجها من أسباب دخول اجلنة؛ حلديث َع ْبد َّ‬
‫ت‬ ‫ول اهلل ☺‪( :‬إِ َذا ص َّل ِ‬
‫ت المَْ ْر َأ ُة مَخ َْس َها‪َ ،‬و َص َام ْ‬ ‫َعو ٍ‬
‫ف‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪111‬‬
‫النَّ َة‬ ‫زَو َج َها ِق َ‬
‫يل هََلا‪ :‬ا ْد ُخليِ جَْ‬ ‫ت ْ‬ ‫ت َف ْر َج َها‪َ ،‬و َأ َط َ‬
‫اع ْ‬ ‫ظ ْ‬ ‫َش ْه َر َها‪َ ،‬و َح ِف َ‬
‫الن َِّة ِشئ ِ‬ ‫ي َأ ْب َو ِ‬ ‫ِ‬
‫ْت) [رواه أمحد]‪.‬‬ ‫اب جَْ‬ ‫م ْن َأ ِّ‬
‫‪ -3‬تنبهي ألمهية حق زوجك عليك؛ فهو حق عظيم فقومي‬
‫هبذا احلق طالبة أن يرىض عنك ربك‪ ،‬وافهمي مكانة زوجك؛‬
‫ْت ِآم ًرا َأ َحدً ا َأ ْن‬ ‫حلديث َأ يِب ُه َر ْي َر َة ‪َ h‬ع ْن النَّبِ ِّي ☺ َق َال‪َ ( :‬ل ْو ُكن ُ‬
‫َي ْس ُجدَ لأَِ َح ٍد لأََ َم ْر ُت المَْ ْر َأ َة َأ ْن َت ْس ُجدَ لِز َْو ِج َها) [رواه الرتمذي]‪ ،‬ولقوله‬
‫ش َأ ْن َي ْس ُجدَ‬ ‫ش‪َ ،‬و َل ْو َص َل َح لِ َب رَ ٍ‬ ‫ش َأ ْن َي ْس ُجدَ لِ َب رَ ٍ‬ ‫(ل َي ْص ُل ُح لِ َب رَ ٍ‬‫☺‪ :‬اَ‬
‫ش‪ ،‬لأََ َم ْر ُت المَْ ْر َأ َة َأ ْن ت َْس ُجدَ لِز َْو ِج َها‪ِ ،‬م ْن ِع َظ ِم َح ِّق ِه َع َل ْي َها‪َ ،‬وا َّل ِذي‬ ‫لِ َب رَ ٍ‬
‫ان ِم ْن َقدَ ِم ِه إِ ىَل َم ْف ِر ِق َر ْأ ِس ِه ُق ْر َح ٌة َتنْ َب ِ‬
‫ج ُس بِا ْل َق ْيحِ‬ ‫َن ْف يِس بِ َي ِد ِه‪َ ،‬ل ْو َك َ‬
‫اس َت ْق َب َل ْت ُه َت ْل َح ُس ُه َما َأ َّد ْت َح َّق ُه) [رواه أمحد]‪.‬‬ ‫و ِ ِ‬
‫الصديد‪ُ ،‬ث َّم ْ‬ ‫َ َّ‬
‫‪ -4‬افهمي حق زوجك عليك وطبقيه ومن ذلك‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق زوجك عليك أن ال تأذين ألحد من الرجال أو النساء‬
‫من حمرم أو غريه يف دخول منزل زوجك أو اجللوس يف منزله إذا‬
‫(و َلك ُْم‬
‫علمت أن الزوج يكرهه‪ ،‬وحيرم عليك إدخاله لقوله ☺‪َ :‬‬
‫َع َل ْي ِه َّن َأ ْن اَل ُيوطِئ َْن ُف ُر َشك ُْم َأ َحدً ا َتك َْر ُهو َن ُه) [رواه مسلم]‪ ،‬ولقوله‬
‫(و اَل َي ْأ َذ َّن يِف ُب ُيوتِك ُْم لأَِ َح ٍد َتك َْر ُهو َن ُه)‪.‬‬
‫☺‪َ :‬‬
‫ب من حق زوجك عليك أنه إذا سألك نفسك أن جتيبيه مهام‬
‫كانت الظروف عندك‪ ،‬وحيرم عليك منعه؛ حلديث َع ْب ِداهلل ْب ِن َأ يِب‬

‫‪112‬‬
‫الشا ِم َس َجدَ لِلنَّبِ ِّي ☺ َق َال َما َه َذا َيا‬ ‫َأ ْوفىَ َق َال‪( :‬لمََّا َق ِد َم ُم َعا ٌذ ِم ْن َّ‬
‫ار َقتِ ِه ْم‬ ‫ط ِ‬ ‫اق َفتِ ِه ْم َو َب َ‬
‫ون لأَِس ِ‬
‫الشا َم َف َوا َف ْقت ُُه ْم َي ْس ُجدُ َ َ‬ ‫ت َّ‬ ‫ُم َعا ُذ َق َال َأ َت ْي ُ‬
‫ول اهلل ☺ َف اَل‬ ‫ك َف َق َال َر ُس ُ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ت يِف َن ْف يِس َأ ْن َن ْف َع َل َذلِ َ‬ ‫َف َو ِد ْد ُ‬
‫ت المَْ ْر َأ َة‬ ‫َي اهلل لأََ َم ْر ُ‬ ‫ْت ِآم ًرا َأ َحدً ا َأ ْن َي ْس ُجدَ لِغ رْ ِ‬ ‫َت ْف َع ُلوا‪َ ،‬فإِنيِّ َل ْو ُكن ُ‬
‫َأ ْن َت ْس ُجدَ لِزَ ْو ِج َها‪َ ،‬وا َّل ِذي َن ْف ُس محَُ َّم ٍد بِ َي ِد ِه اَل ت َُؤ ِّدي المَْ ْر َأ ُة َح َّق َر هَِّبا‬
‫ب مَل ْ مَتْنَ ْع ُه)‬ ‫زَو ِج َها‪َ ،‬و َل ْو َس َأ هََلا َن ْف َس َها َو ِه َي عَلىَ َق َت ٍ‬ ‫ي َح َّق ْ‬ ‫َحتَّى ت َُؤ ِّد َ‬
‫[رواه ابن ماجه]‪.‬‬
‫والقتب هو للجمل كالربادع للحامر‪.‬‬
‫ج‪ -‬من حق زوجك عليك إذا دعاك إىل فراشه أن جتيبي فور ًا‬
‫وال تتأخري‪ ،‬وحيرم عليك هجر فراشه؛ حلديث َأ يِب ُه َر ْي َر َة ‪h‬‬
‫اش ِه َف َأ َب ْ‬
‫ت َأ ْن‬ ‫َعن النَّبِي ☺ َق َال‪( :‬إِ َذا دعا الرج ُل امر َأ َته إِ ىَل فِر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َّ ُ ْ َ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫يء؛ َل َعنَت َْها المَْ اَلئِ َك ُة َحتَّى ت ُْصبِ َح) [رواه البخاري]‪ ،‬ومعنى لعنتها‬
‫ت َ‬ ‫جَ ِ‬
‫املالئكة‪ :‬دعت عليها أن يطردها من رمحته ويبعدها من جنته‬
‫ويعاقبها عقوبة شديدة‪.‬‬
‫د‪ -‬من حق زوجك عليك أن ترضيه إذا دعاك إىل فراشه؛‬
‫(وا َّل ِذي َن ْف يِس‬
‫ول اهلل ☺‪َ :‬‬ ‫حلديث َأ يِب ُه َر ْي َر َة ‪َ h‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫َان ا َّل ِذي‬
‫اش َها َف َت ْأ َبى َع َل ْي ِه إِ اَّل ك َ‬
‫بِي ِد ِه ما ِمن رج ٍل يدْ عو امر َأ َته إِ ىَل فِر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ َ ُ َ ُ َْ ُ‬
‫طا َع َل ْي َها َحتَّى َي ْر ىَض َعن َْها) [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫يِف السم ِء س ِ‬
‫اخ ً‬ ‫َّ اَ َ‬

‫‪113‬‬
‫هـ‪ -‬ارحيي زوجك الراحة التامة‪ ،‬وقومي بخدمته حتى يأكل‬
‫طعامه‪ ،‬واهتمي بغدائه وجهزي له كل ما حيتاجه بكل رسور‬
‫اذ بن َج َب ٍل‪،‬‬ ‫وسخاوة نفس‪ ،‬وهيئي له ذلك بكل ارحيية؛ حلديث مع ِ‬
‫َُ‬
‫ت َما‬ ‫ول اهلل ☺‪َ ( :‬ل ْو َت ْع َل ُم المَْ ْر َأ ُة َح َّق ْ‬
‫الزَّوجِ َما َق َعدَ ْ‬ ‫َق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ض َغدَ اؤُ ُه َو َع َشاؤُ ُه َحتَّى َي ْف ُر َغ ِمنْ ُه) [رواه الطرباين]‪.‬‬
‫َح رََ‬

‫‪114‬‬
‫المـــر أ�ة و أ�والدهــــا‬

‫أيتها املرأة! إن كان لك أوالد من الذكور أو من اإلناث أو من‬


‫الذكور واإلناث فاسلكي ما ييل‪:‬‬
‫‪ -1‬قومي برتبية أوالدك عىل منهج اإلسالم وعقيدة التوحيد‬
‫اخلالص «عبادة اهلل وحده ال رشيك له»‪ ،‬وربطهم بدينهم منذ نعومة‬
‫أظفارهم‪ ،‬ووجهيهم إىل كل خري‪ ،‬واجتهدي يف أن تتعلق قلوهبم‬
‫باهلل توكال عليه ورجاء فيام عنده وإحسانا للظن به وانخراطا‬
‫يف طاعته واعلمي أن لك أثرا عليهم يف ذلك‪ ،‬وقد قال ☺ يف‬
‫حديث أيب هريرة ‪( :h‬ما من مولود إال يولد عىل الفطرة فأبواه‬
‫هيودانه أو ينرصانه أو يمجسانه‪ ،‬كام تنتج البهيمة هبيمة مجعاء هل‬
‫حتسون فيها من جدعاء)‪ .‬ثم يقول أبوهريرة ‪ :h‬ﮋﯙ ﯚ ﯛ‬
‫ﯜ ﯝ ﯞ ﮊ [الروم‪[ ،]30 :‬رواه الشيخان]‪.‬‬
‫‪ -2‬أكثري من الدعاء ألوالدك بأن يوفقهم اهلل إىل كل خري‬
‫وأن حيفظهم من كل سوء وأن جيمعك اهلل هبم يف اجلنة وأن ينجيهم‬
‫وإياك من النار وأن يرزقهم اهلل حالال من فضله‪ ،‬و ليكن دعاؤك‬
‫هلم مستمرا يف كل أمر توجهوا إليه من أمور اخلري بأن يسهل اهلل‬

‫‪149‬‬
‫هلم ذلك وأن خيتار اهلل هلم ما فيه اخلري يف الدنيا واآلخرة؛ فدعاؤك‬
‫هلم مستجاب‪ ،‬وقد قال ☺ يف حديث أيب هريرة ‪« :h‬ثالث‬
‫دعوات يستجاب هلن ال شك فيهن‪ :‬دعوة املظلوم‪ ،‬ودعوة‬
‫املسافر‪ ،‬ودعوة الوالد لولده» [رواه ابن ماجة]‪.‬‬

‫‪ -3‬اهتمي جد ًا بالدعاء هلم بأن جيعلهم اهلل علامء فقهاء دعاة‬


‫إىل اهلل ‪ D‬آمرين باملعروف ناهني عن املنكر صاحلني من حفظة‬
‫القرآن ومن حفظة ُسنَّة النبي ☺ وممن ينفع اهلل هبم األمة‪ ،‬وقد‬
‫ضمني رسول اهلل ☺ وقال‪« :‬اللهم علمه‬ ‫قال ابن عباس ‪k‬‬
‫الكتاب» [رواه البخاري]‪.‬‬
‫‪ -4‬وجهي األبناء الذكور إىل حلقات القرآن يف املساجد وهم‬
‫صغار؛ ليحفظوا القرآن يف صغرهم عىل أيدي معلمي احللقات‪،‬‬
‫ووجهي البنات إىل الدور النسائية واحللقات القرآنية النسائية؛‬
‫ليحفظن القرآن الكريم من الصغر‪ ،‬وتابعي األبناء والبنات يف‬
‫حلقاهتم بالسؤال عنهم وزياراهتم منك وتشجيعهم ومن آبائهم‬
‫وإخواهنم؛ لتكوين قد مجعت من اخلريية أنك علمت أوالدك‬
‫القرآن فدخلت يف قوله ☺ يف حديث عثامن ‪« :h‬خريكم من‬
‫تعلم القرآن وعلمه» [رواه البخاري]‪.‬‬
‫‪ -5‬اعميل هلم برناجم ًا مبسط ًا يف إعطائهم دروس ًا يف سرية النبي‬

‫‪150‬‬
‫☺ وشامئله؛ حتى ينشئوا عىل حمبة رسوهلم ☺ وتوقريه واحرتامه‬
‫واحلرص عىل متابعته‪ ،‬وأيضا حببيهم يف أصحاب رسول اهلل ☺‬

‫وعلامء الرشيعة واذكري هلم شيئا من سريهم‪ ،‬وكذلك الدعاة إليه‬


‫‪ D‬والقائمني عىل األمر باملعروف والنهي عن املنكر‪ ،‬وقد قال‬
‫تعاىل‪( :‬ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﮊ [األحزاب‪ ،]6 :‬وكذلك‬
‫قصص الرسل عليهم الصالة والسالم‪ ،‬وقد قال تعاىل‪( :‬ﯫ‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﮊ [يوسف‪ ،]111 :‬وبغيض إليهم‬
‫الغناء واللعب؛ حتى ال يتمنوا أن يكونوا العبني أو ممثلني أو‬
‫مطربني أو نحو ذلك‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا رأيت من أوالدك ذكيا؛ فاحريص عىل متابعته وتوجيهه‬
‫إىل العلامء يف حلقاهتم عسى أن يكون عاملا يف األمة‪ ،‬بل واجتهدي‬
‫يف متابعته للدراسة الرشعية حتى يأخذ أعىل الشهادات‪ ،‬وأنفقي‬
‫عليه من املال وبكل ما يف وسعك مع الدعاء له‪ ،‬وانظري كم من‬
‫األمهات أخرجن لألمة علامء أمثال اإلمام أمحد ‪ r‬وغريه‪.‬‬
‫‪ -7‬تابعي األبناء والبنات وجنبيهم رفقاء السوء والبطالني‬
‫وكوين موجهة هلم إىل الرفقة الصاحلة من العلامء والدعاة ومعلمي‬
‫القرآن الصاحلني‪ ،‬واسلكي معهم الرفق والنصح والتوجيه‬
‫السليم باألسلوب اجلميل املحبب وابذيل جهدك يف صالحهم‬

‫‪151‬‬
‫واستقامتهم حتى يصلحهم اهلل تعاىل فيكونوا ممن يدعون لك‬
‫ات‬ ‫ول اهلل ☺ َق َال‪« :‬إِ َذا َم َ‬ ‫بعد املوت‪ ،‬ف َع ْن َأبِى ُه َر ْي َر َة ‪َ h‬أن َر ُس َ‬
‫ار َي ٍة‪َ ،‬أ ْو‬
‫ط َع َعنْ ُه َع َم ُل ُه إِالَّ ِم ْن ثَالَ َث ٍة‪ :‬إِالَّ ِم ْن َصدَ َق ٍة َج ِ‬
‫ان ا ْن َق َ‬ ‫ا ِ‬
‫إلن َْس ُ‬
‫ِع ْل ٍم ُينْ َت َف ُع بِ ِه‪َ ،‬أ ْو َو َل ٍد َصالِحٍ َيدْ ُعو َل ُه» [رواه مسلم]‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫المـــــــر أ�ة والـعـــــــلم‬

‫أيتها املرأة! هل تعلمني أمهية العلم وفضله؟ اتبعي ما ييل‪:‬‬

‫؛‬ ‫☺‬ ‫‪ -1‬اطلبي العلم الرشعي من القرآن وسنة رسوله‬


‫لريفعك اهلل تعاىل كام قال سبحانه‪( :‬ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ‬
‫يف‬ ‫ﰍ ﰎ ﰏ ﰐﮊ [املجادلة‪ ،]11 :‬قال ابن عباس ‪k‬‬
‫تفسري هذه اآلية‪( :‬يرفع اهلل الذين ءامنوا منكم وآوتوا العلم عىل‬
‫الذين ءامنوا ومل يؤتوا العلم درجات) [رواه احلاكم]‪.‬‬
‫‪ -2‬اسلكي كل طريق يف طلب العلم الرشعي؛ ليسهل اهلل لك‬
‫الطريق إىل اجلنة كام قال ☺ ‪ -‬يف حديث أيب هريرة ‪« :- h‬من‬
‫[رواه‬ ‫سلك طريقا يلتمس فيه علام سهل اهلل له طريقا إىل اجلنة»‬
‫احلاكم ورواه أبو داوود بنحوه]‪.‬‬
‫‪ -3‬اجتهدي يف طلب العلم الرشعي‪ ،‬حتى وإن حصل لك‬
‫بعض التعب يف طلبه فإنه ال نظري له‪ ،‬وفيه من الفضائل اليشء‬
‫الكثري‪ ،‬ومنها ما جاء يف حديث أيب الدرداء ‪ h‬قال‪ :‬فإين سمعت‬
‫رسول اهلل ☺ يقول‪( :‬من سلك طريقا يبتغي فيه علام سلك اهلل‬

‫‪153‬‬
‫له طريق ًا إىل اجلنة‪ ،‬وإن املالئكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب‬
‫العلم‪ ،‬وإن العامل ليستغفر له من يف السموات ومن يف األرض حتى‬
‫احليتان يف املاء‪ ،‬وفضل العامل عىل العابد كفضل القمر عىل سائر‬
‫الكواكب‪ ،‬إن العلامء ورثة األنبياء إن األنبياء مل يورثوا دينار ًا وال‬
‫درمه ًا إنام ورثوا العلم‪ ،‬فمن أخذ به أخذ بحظ وافر) [رواه أبو داوود‬

‫وابن ماجة والرتمذي]‪.‬‬


‫‪ -4‬اعريف أمهية العلم الرشعي‪ ،‬فاشتغيل به وابذيل كل ما يف‬
‫وسعك لتحصيله واجتهدي غاية االجتهاد لتكوين من العاملات‬
‫برشع اهلل‪ ،‬وتأميل فضل العامل عىل العابد يف قوله ☺ ‪ -‬يف حديث‬
‫أيب أمامة الباهيل ‪ -‬قال‪( :‬ذكر لرسول اهلل ☺ رجالن أحدمها‬
‫عابد واآلخر عامل‪ ،‬فقال رسول اهلل ☺ ‪ :‬فضل العامل عىل العابد‬
‫كفضيل عىل أدناكم‪ ،‬ثم قال رسول اهلل ☺ ‪ :‬إن اهلل ومالئكته‬
‫وأهل السموات واألرضني حتى النملة يف حجرها وحتى احلوت‬
‫ليصلون عىل معلم الناس اخلري) [رواه الرتمذي]‪.‬‬
‫‪ -5‬اهتمي بالتفقه يف دين اهلل فقه العقائد «الفقه العميل»‪ ،‬وقد‬
‫قال ☺ ‪ -‬يف حديث معاوية ‪« :-‬من يرد اهلل به خري ًا يفقه يف الدين»‬
‫[رواه الشيخان]‪« ،‬يفقهه‪ :‬أي جيعله فقيها»‪.‬‬
‫‪ -6‬واحفظي كتاب اهلل القرآن أو بعضا منه‪ ،‬واحفظي كثريا من‬

‫‪154‬‬
‫أحاديث رسول اهلل ☺ واعريف الصحيح من الضعيف عن طريق‬
‫العلامء يف هذا العلم‪ ،‬فإذا حفظت بعضا من األحاديث الصحيحة‬
‫فعلميها للناس وبلغيها إليهم‪ ،‬وقد قال ☺ ‪ -‬يف حديث زيد بن‬
‫امرءا سمع منا حديث ًا فحفظه حتى يبلغه‪ ،‬فرب‬
‫ثابت ‪( :-‬نرض اهلل ً‬
‫حامل فقه إىل من هو أفقه منه‪ ،‬ورب حامل فقه ليس بفقيه) [رواه أبو‬

‫داوود]‪ ،‬ومعنى نرض اهلل امرءا‪ :‬قال اخلطايب دعا له بالنضارة وهي‬
‫النعمة‪ ،‬يقال نرض ونرض من النضارة وهي يف األصل حسن الوجه‬
‫والربيق‪ ،‬واملراد ألبسه اهلل النرضة وهي احلسن وخلوص اللون‪،‬‬
‫أي مجله وزينه وأوصله إىل نرضة اجلنة أي نعيمها ونضارهتا‪ ،‬قال‬
‫ابن عيينة ما من أحد يطلب احلديث إال ويف وجهه نرضة هلذا‬
‫احلديث‪.‬‬
‫‪ -7‬وال حتدثي الناس بحديث مكذوب‪ ،‬واحذري من ذلك‬
‫يف حديث املغرية‪( :‬من حدث عني‬ ‫☺‬ ‫كل احلذر‪ ،‬وقد قال‬
‫حديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبني) [رواه مسلم]‪ ،‬فتجنبي ما‬
‫يفعله بعض الناس اليوم من نرش أحاديث موضوعة يف الواتس أو‬
‫يف األنرتنت أو يف غريها‪.‬‬
‫‪ -8‬اهتمي بتفسري القرآن الكريم وبفهم سنة النبي ☺ ومعرفة‬
‫صحيحها من ضعيفها عن طريق علامء هذا العلم‪ ،‬وخذي من علم‬
‫أصول الفقه ما حتتاجينه يف العموم واخلصوص واملطلق واملقيد‬

‫‪155‬‬
‫والنسخ والقياس واإلمجاع وغري ذلك‪ ،‬مما يعني عىل فهم القرآن‬
‫والسنة ومعرفة املسائل املستجدة من النوازل الفقهية‪.‬‬
‫‪ -9‬ليكن طلبك العلم لوجه اهلل‪ ،‬ال للرياء وال للفخر و ال‬
‫للمجادلة بالباطل وال للرتبع عىل القلوب ونحوها‪ ،‬فعن ابن‬
‫كعب بن مالك عن أبيه‪ :‬قال سمعت رسول اهلل ☺ يقول‪( :‬من‬
‫طلب العلم ليجاري به العلامء‪ ،‬أو ليامري به السفهاء‪ ،‬أو يرصف‬
‫به وجوه الناس إليه أدخله اهلل النار) [رواه الرتمذي]‪.‬‬
‫‪ -10‬اعميل بام تعلمتيه ألنه ثمرة العلم العمل‪ ،‬فعن أيب‬
‫☺‬ ‫عبدالرمحن قال حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي‬
‫إهنم‪( :‬كانوا يقرتئون من رسول اهلل ☺ عرش آيات فال يأخذون‬
‫يف العرش األخرى حتى يعلموا ما يف هذه من العلم والعمل‪ ،‬قالوا‬
‫فعلمنا العلم والعمل) [رواه أمحد]‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫المـر أ�ة والقـر آ�ن الكريم‬

‫أيتها املرأة! كيف أنت مع القرآن الكريم «اهتمي بام ييل»‪.‬‬


‫‪ -1‬إذا أردت أن يرفعك اهلل ‪ D‬فاهتمي هبذا القرآن وال‬
‫تعريض عنه فيضعك اهلل‪ ،‬والعناية به بتالوته وفهمه وحفظ ما‬
‫تيرس منه والعمل هبذا القرآن‪ ،‬وقد قال ☺ يف حديث عمر ‪:h‬‬
‫(إن اهلل يرفع هبذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين) [رواه مسلم]‪.‬‬
‫‪ -2‬أكثري من تالوة القرآن يف كل وقت‪ ،‬وإذا كنت ال تقرئني‬
‫يف املصحف فاقرئي من ِح ْفظك من السور القصار التي حتفظينها‪،‬‬
‫وكلام قرأتيها أعيدي قراءهتا وهكذا‪ ،‬واجعيل قراءة القرآن هي‬
‫شغلك ومهك وقصدك وحديثك وراحتك ورسورك‪ ،‬وإذا كنت‬
‫وحدك فاقرئي القرآن وإذا كنت يف جملس فاقرئي عليهم بعض‬
‫اآليات من القرآن ليستمعوا له‪ ،‬فان يف تالوة القرآن احلسنات‬
‫الكثرية‪ ،‬فعن عبداهلل بن مسعود ‪ k‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ☺‪:‬‬
‫(من قرأ حرفا من كتاب اهلل فله به حسنة واحلسنة بعرش أمثاهلا‪ ،‬ال‬
‫أقول آمل حرف ولكن ألف حرف والم حرف وميم حرف ) [رواه‬

‫الرتمذي]‪ ،‬فامجعي من احلسنات وفقك اهلل‪.‬‬


‫‪163‬‬
‫‪ -3‬اجتهدي أن تقرئي القرآن كامال يف كل شهر‪ ،‬فان كان‬
‫عندك نشاط فاقرئيه يف عرشين ليلة‪ ،‬فان كنت أنشط فاقرئيه يف‬
‫سبع ليال أو يف ثالث ليال وال تزيدي عىل ذلك؛ ألنه ☺ قال‬
‫لعبداهلل بن عمرو ‪( :h‬اقرأ القرآن يف كل شهر‪ ،‬قال‪ :‬إين أطيق‬
‫أكثر من ذلك‪ ،‬قال‪ :‬اقرأه يف عرشين ليلة‪ ،‬قال‪ :‬إين أجد قوة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فاقرأه يف سبع وال تزد عىل ذلك) [رواه الشيخان]‪ ،‬ويف لفظ للبخاري‬
‫حتى قال‪« :‬يف ثال ث»‪.‬‬
‫‪ -4‬تعلمي القراءة الصحيحة للقرآن يف الدور النسائية أو عند‬
‫معلمة متقنة للقراءة ‪،‬وحاويل أن تكوين ماهرة يف قراءة القرآن‬
‫حافظة له عن ظهر قلب ‪ -‬إن تيرس لك ذلك ‪ -‬؛ لتكوين مع‬
‫املالئكة السفرة‪ ،‬وقد قال ☺ ‪ -‬يف حديث عائشة ‪( :- i‬مثل‬
‫الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام الربرة‪ ،‬ومثل‬
‫الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران) [رواه‬
‫الشيخان]‪ ،‬فتعاهدي حفظك للقران بضبطه وتفقده حتى ال تنسيه‪،‬‬
‫«ومعنى املاهر‪ :‬احلاذق جيد التالوة واحلفظ والسفرة‪ :‬هم املالئكة‬
‫الكتبة املقربون عند اهلل املطيعون له املطهرون من الذنوب»‪.‬‬
‫‪ -5‬اهتمي كل االهتامم بفهم القرآن وذلك بقراءة تفسريه ولو‬
‫من كتاب تفسري مبسط وتدبري اآليات‪ ،‬ولو جعلت لك قراءة‬
‫للقرآن عىل نوعني‪:‬‬

‫‪164‬‬
‫أ‪ -‬نوع قراءة حدر بحيث تقرئني كثري ًا من اآليات يف الزمن‬
‫القليل لتحصيل عىل أجر التالوة‪.‬‬
‫ب‪ -‬اجعيل نوع ًا آخر بحيث تقرئني القرآن كام ً‬
‫ال خالل أربعة‬
‫أشهر أو ستة أشهر أو سنة‪ ،‬وتكون هذه القراءة مع قراءة تفسري‬
‫القرآن وفهم اآليات وعرض نفسك عىل كل آية هل طبقتيها أم ال؛‬
‫ألن القرآن نزل للتالوة والعلم والعمل؛ كام قال تعاىل‪ :‬ﮋ ﭲ‬
‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﮊ [ص‪.]٢٩ :‬‬
‫‪ -6‬تعلم�ي القرآن وعلمي النس�اء وأوالدك القرآن وزوجك‬
‫وحمارم�ك‪ ،‬وافتح�ي حلق�ة قران يف بيت�ك ألهلك أو ش�اركي يف‬
‫حلق�ات ال�دور النس�ائية للقران وس�امهي بامل�ك يف جعل معلمة‬
‫قرآن عىل حسابك أو عمل مسابقات يف القرآن أو تشجيع حلقات‬
‫الق�رآن وحفاظ�ه وإكرامه�م‪ ،‬واجته�دي يف بي�ان تفسير الق�رآن‬
‫وتعلمه وتعليمه للناس؛ لتكوين أفضل الناس‪ ،‬وقد قال ☺‪( :‬إن‬
‫أفضلكم م�ن تعلم القرآن وعلمه) [رواه البخ�اري]‪ ،‬وقال‪( :‬خريكم‬
‫م�ن تعلم القرآن وعلمه) وعيشي عىل هذا املنهج «تتعلمني القرآن‬
‫وتعلمينه»‪.‬‬
‫‪ -7‬قومي يف صالة الليل هبذا القرآن‪ ،‬فإذا مررت بآية فيها‬
‫تسبيح فسبحي‪ ،‬وإذا فيها سؤال فاسأيل اهلل‪ ،‬أو فيها تعوذ فتعوذي‪،‬‬

‫‪165‬‬
‫كام فعل ☺ وكذلك إذا قرأت القرآن يف املنزل أو غريه‪ ،‬وشجعي‬
‫زميالتك وأهلك عىل قراءة القرآن وتدبره وبيني هلم ما يف ذلك‬
‫من الثواب العظيم‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫الـمـر أ�ة وحفـظ الوقــت‬

‫أيتها املرأة!‬
‫‪ -1‬إن وقتك الذي تعيشني فيه هو عمرك‪ ،‬فأنت مسئولة عنه‬
‫يوم القيامة «وعن عمره فيم أفناه»‪ ،‬فأعدي للسؤال جواب ًا‪.‬‬
‫‪ِ -2‬‬
‫املئي وقتك بام ينفعك واحريص كل احلرص عىل ذلك‪،‬‬
‫وقد قال ☺ ‪ -‬يف حديث أيب هريرة ‪( : - h‬احرص عىل ما‬
‫ينفعك) [رواه مسلم]‪.‬‬
‫‪ -3‬احذري من إضاعة الوقت فيام ال ينفع ‪ -‬كام يفعل كثري‬
‫من البطاالت اآليت ال هتتم إحداهن بالوقت بل تضيعه يف اللعب‬
‫واللهو والكالم الفارغ ‪ -‬بل أنفقي كل حلظة يف عمل خري ‪ ..‬فكم‬
‫جتمعني من احلسنات يف الدقيقة الواحدة‪ ،‬وارضب لك مثال أال‬
‫ٍ‬
‫(م ْن‬ ‫وهو قوله ☺ ‪ -‬يف حديث َع ْم ِرو ْب ِن َم ْي ُمون ‪َ - h‬ق َال‪َ :‬‬
‫ك َو َل ُه الحَْ ْمدُ ‪َ ،‬و ُه َو عَلىَ‬ ‫َق َال الَ إِ َل َه إِالَّ اهلل َو ْحدَ ُه الَ شرَ ِ َ‬
‫يك َل ُه‪َ ،‬ل ُه المُْ ْل ُ‬
‫س ِم ْن َو َل ِد‬ ‫ان َك َم ْن َأ ْع َت َق َأ ْر َب َع َة َأ ْن ُف ٍ‬ ‫ش ِم َرات؛ َك َ‬ ‫رَْ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ير‬
‫ٌ‬ ‫د‬‫ك ُِّل َشى ٍء َق ِ‬
‫ْ‬
‫يل) [رواه مسلم]‪ :‬كم تستغرق منك هذه الكلمة عرش مرات؟‬ ‫إِ ْس اَم ِع َ‬

‫‪187‬‬
‫إهنا تستغرق وقتا يسري ًا جدً ا‪ ،‬وأرضب لك مثاالً آخر ‪ ..‬فقد قال‬
‫☺ ‪ -‬يف حديث معاذ بن أنس ‪( :- h‬من قرأ قل هو اهلل أحد‬
‫حتى خيتمها عرش مرات بنى اهلل له قرص ًا يف اجلنة) [رواه أمحد]‪ .‬كم‬
‫تستغرق منك قراءهتا عرش مرات؟ إنه وقت يسري جد ًا‪.‬‬
‫‪ -4‬اعميل برناجما لوقتك من استيقاظك صباح ًا حتى تنامي‪،‬‬
‫بحيث يكون منظ ًام يف أعامل الطاعات من الصالة‪ ،‬وطلب‬
‫العلم‪ ،‬وقراءة القرآن‪ ،‬والذكر‪ ،‬والصدقات‪ ،‬والتسبيح والتهليل‪،‬‬
‫واإلصالح بني املتخاصمني‪ ،‬ويف الصيام‪ ،‬والصرب عىل املصائب‬
‫وعىل الطاعات وعن املعايص‪ ،‬وليس معنى ذلك إرهاق النفس‪،‬‬
‫فاعميل بام تطيقني حسب استطاعتك‪ ،‬ولكن ال خترجي شيئ ًا من‬
‫اهلم باحلسنات‬
‫وقتك يف معصية اهلل ‪ ، D‬بل إنك تثابني حتى عىل ّ‬
‫فهمي باحلسنات‪ ،‬فعن ابن عباس ‪ :k‬عن النبي ☺ فيام يروي‬
‫ِّ‬
‫عن ربه ‪ D‬قال‪( :‬إن اهلل كتب احلسنات والسيئات ثم بني ذلك‪،‬‬
‫فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها اهلل له عنده حسنة كاملة‪ ،‬فإن هو‬
‫هم هبا وعملها كتبها اهلل له عنده عرش حسنات إىل سبعامئة ضعف‬
‫إىل أضعاف كثرية‪ ،‬ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها اهلل له عنده‬
‫حسنة كاملة‪ ،‬فإن هو هم هبا فعملها كتبها اهلل له سيئة واحدة) [رواه‬

‫البخاري]‪ ،‬واعلمي أنك كلام اشتغلت بالطاعة وأقبلت عىل اهلل أقبل‬

‫‪188‬‬
‫اهلل عليك‪ ،‬وقد قال ☺ ‪ -‬يف حديث عائشة ‪( :- i‬عليكم بام‬
‫تطيقون‪ ،‬فواهلل اليمل اهلل حتى متلوا) [رواه البخاري]‪.‬‬
‫‪ -5‬جاهدي نفسك يف حفظ وقتك وعدم إضاعته؛ ألن‬
‫الوقت إذا ذهب فإنه ال يعود‪ ،‬وقد أعطاك اهلل هذا العمر للتذكر‬
‫والعظة والتوبة واالستغفار واملسابقة إىل اخلريات‪ ،‬وقد قال تعاىل‪:‬‬
‫ﮋ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ‪ ...‬اآلية ﮊ‬
‫[فاطر‪ ،]٣٧ :‬فاستغيل عمرك يف كل خري‪ ،‬واعمري أوقاتك بذكر اهلل‬
‫وعبادته والسعي يف مرضاته‪ ،‬وتأميل قوله ☺ ‪ -‬يف حديث عتبة‬
‫ال جير عىل وجهه من يوم ولد إىل أن‬ ‫بن عبيد ‪( :- h‬لو أن رج ً‬
‫يموت هرم ًا يف مرضاة اهلل حلقره يوم القيامة) [رواه أمحد والطرباين]‪.‬‬
‫‪ -6‬اعلمي أن كل حلظة من عمرك فهي إما لك أو عليك‪ ،‬فا‬
‫جعليها لك ويف ميزان حسناتك بطاعة اهلل‪ ،‬واستغيل كل حياتك‬
‫استغالالً سلي ًام واغتنميها يف املسارعة إىل اجلنة؛ فعن ابن عباس‬
‫‪ k‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ☺ لرجل و هو يعظه‪( :‬اغتنم مخس ًا قبل‬
‫مخس‪ :‬شبابك قبل هرمك‪ ،‬وصحتك قبل سقمك‪ ،‬وغناك قبل‬
‫فقرك‪ ،‬وفراغك قبل شغلك‪ ،‬وحياتك قبل موتك) [رواه احلاكم]‪.‬‬
‫‪ -7‬احذري من جمالسة النساء البطاالت الاليت ال هم هلن إال‬
‫احلكايات الفارغة وإضاعة االوقات والكالم الفارغ‪ ،‬بل واقرتاف‬

‫‪189‬‬
‫الذنوب يف جمالسهن وحديثهن يف الغيبة ونحوها‪ ،‬فانصحي هؤالء‬
‫البطاالت واعمري املجلس بذكر اهلل وتنبيههن عىل حفظ أوقاهتن‬
‫وبيني هلن ذلك وفقك اهلل‪.‬‬
‫‪ -8‬اغتنمي أوقات إجابة الدعاء (بني األذان واإلقامة‪ ،‬الثلث‬
‫االخري من الليل‪ ،‬ساعة اجلمعة وهي بعد العرص إىل غروب‬
‫الشمس‪ ،‬السجود يف الصالة‪ ،‬وقبل التسليم من الصالة) فأكثري‬
‫من الدعاء يف مثل هذه املواضع التي هي مواطن إجابة دعاء‬
‫املؤمن‪ ..‬واهلل املوفق‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫المـــر أ�ة ووالديهــــا‬

‫أيتها املرأة! كيف أنت مع والديك؟‬


‫‪ -1‬احفظي وصية اهلل لك يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭞﭟ ﭠ‬
‫ﭡ ﮊ [العنكبوت‪ ،]٨ :‬وقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﯠ ﯡﮊ‪.‬‬
‫‪ -2‬وإذا كان والداك كبريين؛ فلتكن معاملتك معهام بام‬
‫يتناسب معهام يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬
‫ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮊ‪..‬‬
‫فتنبهي ملا ييل‪:‬‬
‫‪ -1‬ال تسيئ إليهام أو إىل أحدمها بكلمة واحدة حتى ولو كانت‬
‫أقل كلمة وهي كلمة «أف» ومعناها‪ :‬التضجر‪.‬‬
‫‪ -2‬اجتهدي أن تكون كلامتك معهام أو مع أحدمها «كلامت‬
‫كريمة» ففيها الرقة وفيها الشفقة وفيها حمبة اخلري‪ ،‬وتكون اللفظة‬
‫مجيلة وتؤدى بأسلوب رائع ليس فيه تقطيب وال غضب وال رفع‬
‫صوت‪ ،‬بل تكون الكلمة بانرشاح صدر وابتسامة وتودد هلام‪.‬‬
‫‪ -3‬اشعرهيام أو أحدمها بأنه هو صاحب الفضل عليك بعد اهلل‬
‫تعاىل‪ ،‬وأنك مهام قدمت فلن توفيه حقه وأن ما تقدمينه هو أقل‬
‫‪208‬‬
‫القليل مهام كثر يف عينيك؛ ألن ذلك هو الواقع‪.‬‬
‫‪ -4‬اجتهدي أن حتققي هلام أو ألحدمها رغبته فيام يريد حسب‬
‫استطاعتك من مال ‪ -‬إذا كان معك مال ‪ -‬أو مسكن أو خدمة‬
‫أو طعام أو راحة أو ما يتحدث به مما ليس حمرما‪ ،‬وافسحي هلام‬
‫املجال يف احلديث وأصغي إىل حديثيهام فرحة مرسورة به وكأنك‬
‫تطلبني االستزادة منه ‪ ..‬وأشعرهيام أنك حتبني ذلك احلديث منهام‪،‬‬
‫وحققي هلام ما يريدان من متشية أو سفر إىل مكة أو املدينة أو غريمها‬
‫من األسفار املباحة‪ ،‬وهيئ هلام اجلو املناسب للراحة من التكييف‬
‫والسكن والعالج وكل ما حتمل هذه اجلملة «الراحة هلام»‪.‬‬
‫‪ -5‬اجتهدي يف دعوهتام إىل اهلل تعاىل وع ِّلمي من احتاج إىل‬
‫أن يتعلم التوحيد والصالة‪ ،‬وحثيهام عىل التوبة واالستغفار‬
‫باألسلوب اجلميل وعىل اإلكثار من قراءة القرآن وعىل تعلمه‬
‫وتعليمه‪ ،‬وإذا كان معهام مال أو ألحدمها مال فحثيهام عىل‬
‫اإلنفاق يف سبيل اهلل وعىل بناء وقف هلام أو ألحدمها عىل أعامل‬
‫الرب‪ ،‬وحثيهام عىل التطوع بالصالة والصيام وكل أعامل الطاعات‬
‫وهيئ هلام اجلو املناسب لذلك التهيئة املناسبة‪.‬‬
‫‪ -6‬اجليس معهام وتفقدي أمورمها تفقدا دقيق ًا‪ ،‬وأكثري‬
‫الرتدد عليهام واحلديث معهام كام حيبان ويرغبان وأكرميهام غاية‬
‫الكرم بكل ما يف وسعك‪ ،‬واعلمي أهنام كلام كربا احتاجا إىل عناية‬

‫‪209‬‬
‫أكرب واهتامم أوسع وصرب فسيح‪ ،‬وتذكري قول رسول اهلل ☺ ‪-‬‬
‫يف حديث أم الدرداء ‪( :- k‬الوالد أوسط أبواب اجلنة‪ ،‬فحافظ‬
‫عىل ذلك الباب إن شئت أو أضعه) [رواه احلاكم والرتمذي بنحوه]‪،‬‬
‫«ومعنى أوسط أبواب اجلنة‪ :‬أي خريها»‪.‬‬
‫‪ -7‬أريض والديك يف طاعة اهلل وسريي معهام يف ما يرضيهام مما‬
‫هو ليس حمرم ًا‪ ،‬واحفظي هذا احلديث وهو قوله ☺ ‪ -‬يف حديث‬
‫عبداهلل بن عمرو ‪( :- i‬رضا اهلل يف رضا الوالد‪ ،‬وسخط اهلل يف‬
‫سخط الوالد) [رواه احلاكم والرتمذي]‪.‬‬
‫‪ -8‬أكرمي أصدقاء والديك وصيل أصدقاء والديك بالصدقة‬
‫إن احتاجوا وغريها حتى بعد موت والديك‪ ،‬بل وأكرمي أهل‬
‫أصدقائهام فذلك أبر الرب؛ وقد قال ☺ ‪ -‬يف حديث ابن عمر ‪i‬‬
‫‪( :-‬إن أبر الرب صلة الولد أهل ود أبيه بعد أن يويل) [رواه مسلم]‪.‬‬
‫‪ -9‬قومي بسداد ما عليهام من الديون‪ ،‬وأعينيهام عىل كل خري‪،‬‬
‫وأكثري الدعاء هلام واالستغفار هلام يف حياهتام وبعد موهتام إن كنت‬
‫امرأة صاحلة؛ فعن أيب هريرة ‪ h‬أن النبي ☺ قال‪( :‬إذا مات‬
‫اإلنسان انقطع عمله إال من ثالث‪ :‬صدقة جارية‪ ،‬وعلم ينتفع به‪،‬‬
‫وولد صالح يدعو له) [رواه مسلم]‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫المــــر أ�ة وحيا ؤ�هــــا‬

‫أيتها املرأة! هل أنت من أهل احلياء؟ انتبهي ملا ييل‪:‬‬


‫‪ -1‬متسكي باحلياء إذا كنت مؤمنة؛ ألنه شعبة من اإليامن‪ ،‬وقد‬
‫قال ☺‪( :‬اإليامن بضع وستون شعبة واحلياء شعبة من اإليامن)‬
‫[رواه الشيخان]‪.‬‬
‫‪ -2‬كوين حيية حيبك اهلل تعاىل؛ وقد قال ☺ ‪ -‬يف حديث عيل‬
‫‪( :-h‬إن اهلل حيي ستري حيب احلياء والسرت‪ ،‬فإذا اغتسل أحدكم‬
‫فليسترت) [رواه أبوداود]‪.‬‬
‫‪ -3‬وليكن حياؤك حام ً‬
‫ال لك عىل فعل كل أمر حممود وترك‬
‫كل أمر مذموم؛ ألن هذا هو احلياء احلقيقي‪ ،‬فام أكثر من يدعي‬
‫احلياء وال حياء عنده‪.‬‬
‫‪ -4‬وال يكن عائق ًا لك من التفقه يف دين اهلل‪ ،‬بل تفقهي يف‬
‫الدين واسأيل أهل العلم عن كل ما يشكل عليك؛ وقد قالت‬
‫عائشة ‪( :i‬نعم النساء نساء األنصار! مل يمنعهن احلياء أن‬
‫يتفقهن يف الدين) [ذكره البخاري معلق ًا‪ ،‬ورواه مسلم]‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫‪ -5‬وختلقي باحلياء؛ تأسيا برسول اهلل ☺ ‪ -‬الذي كان شديد‬
‫احلياء ‪ -‬حتى قال أبو سعيد‪( :‬كان النبي ☺ أشد حياء من العذراء‬
‫يف خدرها) [رواه الشيخان]‪.‬‬
‫‪ -6‬واهتمي بحيائك كل االهتامم واعلمي أنك سوف حتصلني‬
‫عىل خري عظيم‪ ،‬وقد قال ☺ يف حديث عمران‪( :‬احلياء ال يأيت إال‬
‫بخري) [رواه الشيخان]‪ ،‬وقال ☺ ‪( :‬احلياء خري كله) [رواه مسلم]‪.‬‬
‫‪ -7‬استحي من اهلل حق احلياء بحفظ الرأس وما وعى (احفظي‬
‫ما يف رأسك من سمع وبرص وغريها من الذنوب)‪ ،‬واحفظي‬
‫بطنك وما حوى (فال تأخذي طعاما أو غريه إال حالال)‪ ،‬وال‬
‫تقعي يف املحرمات بل ابتعدي عنها‪ ،‬وتذكري املوت واآلخرة؛‬
‫فعن عبداهلل بن مسعود ‪ h‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ☺‪( :‬استحيوا‬
‫من اهلل حق احلياء‪ ،‬قال‪ :‬قلنا يا رسول اهلل! إنا نستحيي واحلمد‬
‫هلل‪ ،‬قال‪ :‬ليس ذاك‪ ،‬ولكن االستحياء من اهلل حق احلياء أن حتفظ‬
‫الرأس وما وعى والبطن وما حوى ولتذكر املوت والبىل‪ ،‬ومن‬
‫أراد اآلخرة ترك زينة الدنيا‪ ،‬فمن فعل ذلك فقد استحيا من اهلل‬
‫حق احلياء) [رواه الرتمذي وأمحد]‪.‬‬
‫‪ -8‬إذا مررت بحلقة أو موعظة أو كلمة توجيهية يف اخلري‬
‫أو درس يف الفقه أوغريه من دروس العلم الرشعي؛ فكوين ممن‬

‫‪244‬‬
‫يأوي إىل ذلك وال تعريض فتذهبي إال بعذر‪ ،‬وإذا كنت حتسني‬
‫أنك ال رغبة لك يف اجللوس فاستحيي واجليس وال تعريض؛‬
‫ليستحي اهلل منك اذا جلست‪ ،‬ويف حديث أيب واقد الليثي ‪h‬‬
‫قال‪( :‬بينام رسول اهلل ☺ يف املسجد فأقبل ثالثة نفر‪ ،‬فأقبل اثنان‬
‫إىل رسول اهلل ☺ وذهب واحد‪ ،‬فأما أحدمها فرأى فرجة فجلس‬
‫وأما اآلخر فجلس خلفهم‪ ،‬فلام فرغ رسول اهلل ☺ قال‪( :‬أال‬
‫أخربكم عن الثالثة؟ أما أحدهم فأوى إىل اهلل فآواه اهلل‪ ،‬وأما اآلخر‬
‫فاستحيا فاستحيا اهلل منه‪ ،‬وأما اآلخر فأعرض فأعرض اهلل عنه)‬
‫[رواه الشيخان]‪.‬‬
‫‪ -9‬اعلمي أن الذي ليس عنده حياء فإنه ال يمتنع من فعل‬
‫القبيح‪ ،‬فكوين من أهل احلياء الذي يمنعه حياؤه من فعل األمور‬
‫القبيحة؛ وقد قال ☺ يف حديث أيب مسعود ‪( :k‬إن مما أدرك‬
‫الناس من كالم النبوة األوىل‪« :‬إذا مل تستح فاصنع ما شئت») [رواه‬

‫البخاري]‪« ،‬أدرك الناس‪ :‬أي بلغهم»‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫المــــــر أ�ة وال�ســـــوق‬

‫أيتها املرأة!‬
‫إن استطعت عند خروجك إىل السوق أن يكون معك زوجك‬
‫أو ابنك أو أحد حمارمك فليكن ذلك‪ ،‬بحيث هو الذي يشرتي لك‬
‫ما تريدين وأنت ختتارين فقط‪ ،‬أما إذا مل جتدي أحد ًا من حمارمك‬
‫ليخرج معك إىل السوق؛ فانتبهي إىل ما ييل‪:‬‬
‫‪ -1‬ال خترجي إىل السوق إال لرضورة أو حاجة ماسة ومل جتدي‬
‫من خيدمك يف اإلتيان هبا من السوق‪ ،‬وكوين حذرة كل احلذر من‬
‫الرجال يف الرشاء منهم بحيث اشرتي ما حتتاجينه من أقرب مكان‬
‫ظاهر وال تدخيل داخل الدكان‪ ،‬بل اطلبي ما تريدين وأنت بعيدة‬
‫عن البائع ويف خارج الدكان‪.‬‬
‫‪ -2‬األصل أنك تبقني يف بيتك وكل ما حتتاجينه يأيت به زوجك‬
‫أو أبوك أو أخوانك أو أهلك؛ وقد قال تعاىل‪ :‬ﮋﭶ ﭷ ﭸﮊ‬
‫[األحزاب‪.]33 :‬‬
‫‪ -3‬ال تتحدثي مع الرجل البائع بكالم غري ما تريدين‪ ،‬وال‬

‫‪259‬‬
‫تكثري من الكالم معه يف سبيل ختفيض قيمة السلعة‪ ،‬بل لو تيرس‬
‫لك أنك ال تكلميه بل باإلشارة إىل السلعة التي تريدينها فذلك‬
‫أوىل‪.‬‬
‫‪ -4‬كوين متغطية (احلجاب الكامل) بتغطية مجيع جسمك مع‬
‫يديك ورجليك بمالبس عادية ليست مالبس زينة‪.‬‬
‫‪ -5‬غيض من برصك يف النظر إىل البائع وال تكثري من النظر‬
‫إىل وجهه؛ ألنه قد يستغل ذلك فيعطيك إشارة بعينيه إذا كان‬
‫خبيث ًا‪ ،‬فانتبهي رمحك اهلل!‪.‬‬

‫‪ -6‬وال جتعيل بائع ًا معين ًا هو الذي تشرتين منه كل مرة؛ ألنه‬


‫قد يسعى للتعرف عىل اسمك وحمل سكنك‪ ،‬ولكن اشرتي من‬
‫أي مكان ثم ارجعي إىل بيتك فور ًا بدون تأخر‪ ،‬وال تعطي البائع‬
‫رقمك وإذا أعطاك رقمه وقال هذا رقمي اتصيل يب إذا كان السلعة‬
‫مل تناسبك؛ فارمي هذا الرقم فور ًا وال تلتفتي إىل أساليبه اخلبيثة؛‬
‫ألن كثري ًا من البائعني هم من الذئاب البرشية‪.‬‬
‫‪ -7‬وليكن حديثك يف الرشاء بلغة ليس فيها خضوع أو‬
‫ترقيق؛ لقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭳ ﭴﮊ [األحزاب‪.]32 :‬‬
‫‪ -8‬اعلمي أن السوق هو أبغض البقاع إىل اهلل؛ حلديث َأ يِب‬

‫‪260‬‬
‫ب ا ْلبِ اَل ِد إِ ىَل اهلل َم َس ِ‬
‫اجدُ َها‪،‬‬ ‫ول اهلل ☺ َق َال‪َ :‬‬
‫(أ َح ُّ‬ ‫ُه َر ْي َر َة ‪َ h‬أن َر ُس َ‬
‫َض ا ْلبِ اَل ِد إِ ىَل اهلل َأ ْس َوا ُق َها) [رواه مسلم]‪ ،‬فال جتليس يف السوق‬ ‫َو َأ ْبغ ُ‬
‫إال بقدر حاجتك فقط ثم اخرجي من السوق إىل بيتك‪.‬‬

‫‪ -9‬إذا رأيت نساء يف السوق ممن فيهن ريبة وخسة مع البائعني‬


‫أو مع غريهم؛ فقدمي هلن النصيحة لوجه اهلل حلديث تمَِي ٍم الدَّ ِار ِّي‬
‫يح ُة‪ُ ،‬ق ْلنَا لِ َم ْن؟ َق َال‪ :‬هلل َولِكِتَابِ ِه‬ ‫ِ‬
‫َأن النَّبِ َّي ☺ َق َال‪( :‬الدِّ ُ‬
‫ين النَّص َ‬
‫ني َو َع َّامتِ ِه ْم) [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َول َر ُسوله َولأَِئ َّمة المُْ ْسلم َ‬
‫‪ -10‬إذا دخلت السوق فقويل‪( :‬ال إله إال اهلل وحده ال رشيك‬
‫له له امللك وله احلمد وهو عىل كل يشء قدير)؛ لتحصيل عىل‬
‫ما يف حديث َع ْب ِداهلل ْب ِن ُع َم َر ‪َ k‬أن َر ُس َ‬
‫ول اهلل ☺ َق َال‪َ :‬‬
‫(م ْن‬
‫ك َو َل ُه‬ ‫يك َل ُه‪َ ،‬ل ُه ا ْل ُم ْل ُ‬ ‫وق َف َق َال‪ :‬اَل إِ َل َه إِ اَّل اهلل َو ْحدَ ُه اَل شرَ ِ َ‬‫الس َ‬ ‫َد َخ َل ُّ‬
‫ال رْ ُي‪َ ،‬و ُه َو عَلىَ ك ُِّل‬ ‫وت‪ ،‬بِ َي ِد ِه خَْ‬
‫يت َو ُه َو َح ٌّي اَل َي ُم ُ‬ ‫الحَْ ْمدُ ‪ ،‬يحُ ْ يِي َو ُي ِم ُ‬
‫ف َس ِّي َئ ٍة‪،‬‬ ‫ف َأ ْل ِ‬ ‫ف َح َسنَ ٍة‪ ،‬وَمحََا َعنْ ُه َأ ْل َ‬ ‫ف َأ ْل ِ‬‫ب اهلل َل ُه َأ ْل َ‬ ‫ٍ ِ‬
‫شيَ ْ ء َقد ٌير؛ َك َت َ‬
‫ف َد َر َج ٍة) [رواه الرتمذي]‪.‬‬ ‫ف َأ ْل ِ‬ ‫َو َر َف َع َل ُه َأ ْل َ‬

‫‪261‬‬
‫الـمــــر أ�ة والقناعـــة‬

‫أيتها املرأة! هل تتخلقني بالقناعة يف حياتك‪ :‬قناعة بنصيبك‬


‫يف احلياة‪ ،‬قناعة بام رزقك اهلل‪ ،‬قناعة بالزوج إن تزوجت‪ ،‬قناعة‬
‫باملنزل الذي تسكنني فيه‪ ،‬قناعة باألوالد؟ إن يرس اهلل لك ذلك‬
‫تفهمي ما ييل‪:‬‬
‫‪ -1‬اعلمي ان القناعة كنز ال يفنى فاقنعي بكل ما يرسه اهلل لك‬
‫يف هذه احلياة الدنيا‪ ،‬وتفهمي أن ما قدر اهلل لك سيأتيك من مال‬
‫أو ولد أو زوج أو غري ذلك‪ ،‬ولن يأتيك يشء غري ما قدر لك فال‬
‫تتعبي قلبك ونفسك يف التطلع إىل ما مل يقدر لك‪ ،‬بل كوين مرتاحة‬
‫النفس وقد قال النبي ☺ البن عباس ‪( :k‬واعلم أن ما أصابك‬
‫مل يكن ليخطأك‪ ،‬وما أخطأك مل يكن ليصيبك‪ ،‬وأعلم أن األمة لو‬
‫اجتمعوا عىل أن ينفعوك مل ينفعوك اال بشيئ قد كتبه اهلل لك‪ ،‬ولو‬
‫اجتمعوا عىل أن يرضوك مل يرضوك إال بيشء قد كتبه اهلل عليك)‬
‫[رواه احلاكم والرتمذي وأمحد]‪.‬‬
‫‪ -2‬إنك إن قنعت بام آتاك اهلل من رزق الكفاف وأنت مسلمة‬
‫فابرشي بالفالح (احلصول عىل املطلوب‪ ،‬والنجاة من املرهوب)‬
‫‪276‬‬
‫اص ‪َ k‬أن‬ ‫فاقنعي رمحك اهلل؛ حلديث َع ْب ِداهلل ْب ِن َع ْم ِرو ْب ِن ا ْل َع ِ‬
‫ول اهلل ☺ َق َال‪َ ( :‬قدْ َأ ْف َل َح َم ْن َأ ْس َل َم َو ُر ِز َق َك َفا ًفا َو َقنَّ َع ُه اهلل بِ اَم‬
‫َر ُس َ‬
‫آتَا ُه) [رواه مسلم]‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كنت ذات قناعة فإنك تكونني شاكرة هلل تعاىل‪ ،‬فاقنعي‬
‫بام عندك واشكري اهلل ‪ D‬عىل ذلك‪ ،‬وأقبيل عىل اهلل سبحانه‬
‫بطاعته واإلكثار من عبادته ومحده وذكره وشكره؛ حلديث َأ يِب‬
‫ول اهلل ☺‪َ ( :‬يا َأ َبا ُه َر ْي َرةَ! ك ُْن َو ِر ًعا َتك ُْن‬ ‫ُه َر ْي َر َة ‪َ h‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ِ‬ ‫ب لِلن ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّاس‪َ ،‬وك ُْن َقن ِ ًعا َتك ُْن َأ ْش َك َر الن ِ‬
‫ب‬ ‫َّاس َما حُت ُّ‬ ‫َّاس‪َ ،‬و َأح َّ‬ ‫َأ ْع َبدَ الن ِ‬
‫او َر َك َتك ُْن ُم ْسلِم‪َ ،‬و َأ ِق َّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َتك ُْن ُم ْؤمنًا‪َ ،‬و َأ ْحس ْن ِج َو َار َم ْن َج َ‬ ‫لِنَ ْف ِس َ‬
‫ب) [رواه ابن ماجه]‪.‬‬ ‫ك مُت ِ ُ‬
‫يت ا ْل َق ْل َ‬
‫ح ِ‬ ‫الض ِ‬
‫ك َفإِ َّن َك ْث َر َة َّ‬
‫ح َ‬‫الض ِ‬
‫َّ‬
‫‪ -4‬وإذا أصبحت آمنة من اخلوف يف نفسك ‪ ..‬قد عافاك اهلل يف‬
‫جسمك ‪ ..‬وعندك قوت يومك؛ فأنت يف خري عظيم‪ ،‬وكأنام مجعت‬
‫لك الدنيا‪ ،‬فاقنعي بام آتاك اهلل وأكثري من شكره تعاىل‪ ،‬فكم غريك‬
‫من البرش يعيش خائف ًا وقد ابتيل باألمراض الشديدة وال يملك قوت‬
‫ار ِّي َع ْن َأبِ ِيه َق َال‪:‬‬
‫يومه؛ حلديث َس َل َم َة ا ْب ِن ُع َب ْي ِد اهلل ْب ِن محِ ْ َص ٍن الأْ َن َْص ِ‬
‫سبِ ِه‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ يِ رِ‬ ‫يِ‬ ‫ِ‬
‫(م ْن أ ْص َب َح منْك ُْم ُم َع ىًاف ف َج َسده‪ ،‬آمنًا ف ْ‬
‫ول اهلل ☺‪َ َ :‬‬ ‫َق َال َر ُس ُ‬
‫َت َل ُه الدُّ ْن َيا) [رواه ابن ماجه والرتمذي]‪( ،‬يف‬ ‫وت َي ْو ِم ِه‪َ ،‬فك ََأ اَنم ِحيز ْ‬‫ِعنْدَ ُه ُق ُ‬
‫رسبه‪ :‬أي يف نفسه وبيته وغريها‪ ،‬حيزت‪ :‬أي مجعت)‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫‪ -5‬وانظري إىل من هو دونك يف املال والولد والصحة واملنزل‬
‫والزوج واألثاث وكل يشء من أمور الدنيا‪ ،‬وال تنظري إىل من هو‬
‫يِ‬
‫ال‪َ :‬أ َم َر يِن َخ ِليل ☺‬ ‫فوقك يف أمور الدنيا؛ حلديث َأ يِب َذ ٍّر ‪َ h‬ق َ‬
‫ظ َر إِ ىَل‬‫ني‪َ ،‬والدُّ ن ُِّو ِمن ُْه ْم‪َ ،‬و َأ َمرَنيِ َأ ْن َأ ْن ُ‬
‫ب المَْ َساكِ ِ‬ ‫(أ َمرَنيِ بِ ُح ِّ‬
‫بِ َس ْبعٍ‪َ :‬‬
‫الر ِح َم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ َر إِ ىَل َم ْن ُه َو َف ْوقي‪َ ،‬و َأ َمرَنيِ َأ ْن َأص َل َّ‬ ‫َم ْن ُه َو ُدونيِ ‪َ ،‬و اَل َأ ْن ُ‬
‫ول بِالحَْ ِّق‬ ‫ت‪َ ،‬و َأ َمرَنيِ َأ ْن اَل َأ ْس َأ َل َأ َحدً ا َش ْيئًا‪َ ،‬و َأ َمرَنيِ َأ ْن َأ ُق َ‬ ‫َوإِ ْن َأ ْد َب َر ْ‬
‫اف يِف اهلل َل ْو َم َة اَلئِمٍ‪َ ،‬و َأ َمرَنيِ َأ ْن ُأكْثِ َر‬‫ان ُم ًّرا‪َ ،‬و َأ َمرَنيِ َأ ْن اَل َأ َخ َ‬‫َوإِ ْن َك َ‬
‫ش)‬ ‫ت ا ْل َع ْر ِ‬ ‫ِم ْن َق ْو ِل‪ :‬اَل َح ْو َل َو اَل ُق َّو َة إِ اَّل با هلل‪َ ،‬فإِ هَّنُ َّن ِم ْن َكن ٍْز حَ ْت َ‬
‫[رواه أمحد]‪.‬‬
‫‪ -6‬وال حتتقري نعمة اهلل عليك وترين أهنا قليلة ازدرا ًء تطلع ًا‬
‫إىل املزيد‪ ،‬ناظرة إىل من كان أكثر منك ماالً أو وجاهة‪ ،‬أو من‬
‫كانت ذات زوج غني أو أوالد أو مسكن فاخر أو أثاث غال‪ ،‬أو‬
‫غري ذلك من أمور الدنيا الفانية‪ ،‬وانظري دائ ًام إىل من هو أسفل‬
‫منك ودونك وأقل منك يف أمور الدنيا الذاهبة؛ حلديث َأ يِب ُه َر ْي َر َة‬
‫ظ ُروا إِ ىَل َم ْن هو َأ ْس َف َل ِمنْك ُْم‬ ‫ول اهلل ☺‪( :‬ا ْن ُ‬ ‫‪َ h‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ظ ُروا إِ ىَل َم ْن ُه َو َف ْو َقك ُْم‪َ ،‬ف ُه َو َأ ْجدَ ُر َأ ْن اَل تَزْ َد ُروا نِ ْع َم َة اهلل‬
‫َو اَل َتنْ ُ‬
‫عليكم) [رواه ابن ماجة والرتمذي]‪.‬‬
‫‪ -7‬وإذا نظرت إىل من هو ُفضل عليك يف املال أو اخللق فال‬

‫‪278‬‬
‫تبقي عىل هذه النظرة؛ ألنك إن بقيت عليها احتقرت نعمة اهلل‬
‫عليك‪ ،‬ولكن انظري إىل من كان أقل منك يف املال واخللق حتى‬
‫ول اهلل‬ ‫ال حتتقري نعمة اهلل عليك؛ حلديث َأ يِب ُهر ْير َة ‪َ h‬ع ْن رس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ال ْل ِق َف ْل َينْ ُ‬ ‫ظر َأ َحدُ كُم إِ ىَل م ْن ُف ِّض َل َع َلي ِه يِف المَْ ِ‬
‫ظ ْر‬ ‫ال َو خَْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫☺ َق َال‪( :‬إِ َذا َن َ َ‬
‫إِ ىَل َم ْن ُه َو َأ ْس َف َل ِمنْ ُه)[رواه البخاري]‪ ،‬ومعنى فضل عليه‪ :‬أي ُأعطي‬
‫أكثر منه‪ ،‬واخللق أي الصورة أو األوالد وغريها من زينة الدنيا‪.‬‬

‫‪279‬‬
‫المر أ�ة وو�سائل االت�صال االجتماعي‬

‫أيتها املرأة! أيتها املرأة التي معها جوال‪..‬‬


‫‪ -1‬استعميل اجلوال استعامالً صحيح ًا‪ ،‬فكلمي فيه مع أهلك‬
‫أو زوجك أو زميالتك الصاحلات‪ ،‬وانتبهي ملا ييل‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال تردي عىل أي مكاملة من رقم جمهول ال تعرفينه؛ الحتامل‬
‫أن يكون هذا املتصل له غرض خبيث ويرغب أن يلعب عليك‪،‬‬
‫فكوين حازمة بل اقفيل اجلوال عندما يكثر هذا املتصل يف االتصال‬
‫عليك‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا حصل منك غلط بأن أجبت عىل هذا املتصل وعرفت‬
‫أنه أجنبي عنك؛ فكلام اتصل فاقفيل فور ًا وال ترتقبي منه كالم ًا‪،‬‬
‫ال فال تتامدي معه بل اقفيل حاالً بدون‬
‫بل حتى لو أعطاك كالم ًا مجي ً‬
‫تردد‪ ،‬خذي هذا الكالم مني مأخذ اجلد‪.‬‬
‫ج‪ -‬اعلمي أن املتصل األجنبي غالب ًا أنه سوف يعطيك كالم ًا‬
‫معسوالً حتى يوقعك يف الرشاك‪ ،‬فإذا كنت امرأة عاقلة فال تشبكي‬
‫معه أي عالقة ولو بكلمة‪ ،‬بل إذا أكثر االتصال فال تردي عليه‬
‫وبإمكانك جعل رقمه حمظور ًا؛ كي يتمكن من مكاملتك‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫د‪ -‬إذا كان املتصل مث ً‬
‫ال قد حصل منك رد عليه وعرفت منه أنه‬
‫يسأل مث ً‬
‫ال عن أحد إخوانك أو أبيك أو نحو ذلك؛ فليكن جوابك‬
‫معه بلهجة ليس فيها خضوع لقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬
‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﮊ [األحزاب‪ ،]32 :‬وقويل له كلمة واحدة وهي‪:‬‬
‫إذا تبغى والدي أو أحد إخواين فدق عليه بل ال تعطيه جوال أحد‬
‫منهم‪ ،‬وإذا أراد هو فليبحث عنه وليكن هذا آخر كالم لك معه‬
‫فال تردي عليه مرة أخرى‪.‬‬
‫هـ‪ -‬احذري من الرسائل التي يرسلها لك أحد من األجانب؛‬
‫ألنه هبذه الرسالة إذا وجد منك قبوالً تعلق بمتابعتك ومراسلتك‬
‫وحمادثتك بالكالم الفارغ املعسول حتى يوقعك يف الرذيلة‪ ،‬وال‬
‫تطمئني إليه كائن ًا من كان‪.‬‬
‫وقد يقول لك املتصل أو مرسل الرسالة عىل اجلوال أو عىل‬
‫الواتس أو تويرت‪ :‬أنا أرغب أتزوجك ملا سمعت عنك من سمعة‬
‫طيبة‪ ،‬فال تردي عليه و َأ ْل ِغي الرسائل فور ًا وال تكلميه بكلمة‬
‫واحدة‪ ،‬وإذا كان صادق ًا فإنه سوف يأيت إىل والدك أو إلخوانك‬
‫ويكون بذلك أتى البيت من بابه‪.‬‬
‫ز‪ -‬قد يطلب منك هذا الرجل أن ترسيل له صورتك فاحذري‬
‫التامدي معه! وال ترسيل له صورتك أو غريها وال تردي عليه‬

‫‪285‬‬
‫بيشء ولكن اقفيل جوالك أو غريي الرقم‪ ،‬وإذا أرسل صورته‬
‫إليك فألغيها فور ًا وال تفكري فيه‪.‬‬
‫ح‪ -‬ال تعطي رقمك لزميالتك الاليت عندهم إخوة أو نحوه‪،‬م‬
‫وإذا كان رقمك عند زميالتك فاطلبي منهن أن ال يقمن بتخزينه؛‬
‫ألنه قد يأيت أحد إخوان زميلتك ويتصل بك ويسعى ألن يشبك‬
‫معك عالقة بأي أسلوب‪ ،‬وإذا حصل أن اتصل بك أحد من‬
‫الرجال من تلفون زميلتك فاقطعي العالقة معها فور ًا وال تقبيل‬
‫أعذارها؛ ألهنا قد تكون وسخة ومتفقة معه عىل اإلساءة إىل‬
‫عرضك‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫الخلــق‬
‫وح�ســن ُ‬
‫المــر أ�ة ُ‬

‫أيتها املرأة! ختلقي بحسن اخللق كام ييل‪:‬‬


‫‪ -1‬اهتمي بحسن اخللق! فكوين أحسن أهلك ُخلق ًا‪ ،‬وأحسن‬
‫زميالتك خلق ًا‪ ،‬وأحسن جليساتك خلق ًا‪ ،‬وأحسن أهل حيك‬
‫ُخلق ًا‪ ،‬وأحسن أهل قرابتك خلق ًا‪ ،‬وثقيل ميزانك يوم القيامة‬
‫(ما ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫بحسن اخللق؛ حلديث َأ يِب الدَّ ْر َداء َع ْن النَّبِ ِّي ☺ َق َال‪َ :‬‬
‫ان ِم ْن ُح ْس ِن ا ْل ُخ ُل ِق) [رواه أبوداود]‪.‬‬
‫َش ْي ٍء َأ ْث َق ُل فِي ا ْل ِميزَ ِ‬

‫‪ -2‬تأيس برسول اهلل ☺ يف حسن اخللق‪ ،‬وكوين أحسن من‬


‫ول اهلل ☺‪َ ،‬أ ْح َس َن‬
‫َان َر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫أنت فيهم ُخلق ًا؛ حلديث ا ْلبرَ َ اء‪َ ،‬ق َال‪( :‬ك َ‬
‫َّاس َو ْج ًها‪َ ،‬و َأ ْح َسنَ ُه َخ ُل ًقا) [رواه الشيخان]‪.‬‬
‫الن ِ‬
‫‪ -3‬طبقي حسن اخللق (ختلقي بحسن اخللق يف كل أمورك)؛‬
‫ليزيد عمرك بفضل اهلل تعاىل‪ ،‬كام حيصل بحسن اخللق عمران الديار؛‬
‫حلديث َع ِائ َش َة ‪َ :i‬أن النَّبِ َّي ☺ َق َال لهَ َا‪( :‬إِ َّن ُه َم ْن ُأ ْعطِ َي َح َّظ ُه ِم َن‬
‫الر ِح ِم َو ُح ْس ُن‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْف ِق‪َ ،‬ف َقدْ ُأ ْعط َي َح َّظ ُه م ْن خَ ْي ِر الدُّ ْن َيا َو آْالخ َرة‪َ ،‬وص َل ُة َّ‬ ‫ِّ‬
‫ار) [رواه أمحد]‪.‬‬ ‫ان فِي الأَْ ْع َم ِ‬ ‫ان الدِّ َي َار‪َ ،‬و َي ِزيدَ ِ‬
‫ا ْلخُ ُل ِق َو ُح ْس ُن ا ْل ِج َو ِار َي ْع ُم َر ِ‬

‫‪ -4‬إنه كلام كان خلقك أحسن ترقيت يف اخلري وادركت معايل‬


‫‪314‬‬
‫األعامل الصاحلة من قيام الليل وصيام النهار يف ثواب ذلك؛‬
‫الر ُج َل َل ُيدْ ِر ُك بِ ُح ْس ِن‬ ‫ِ‬
‫حلديث َعائ َش َة ‪َ i‬ع ِن النَّبِ ِّي ☺ َق َال‪( :‬إِ َّن َّ‬
‫ُخ ُل ِق ِه َد َر َجة قائم الليل صائم النهار) [رواه أمحد وأبو داود]‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا أردت أن تكوين من أهل الرب فعليك بحسن اخللق؛‬
‫ت َر ُس َ‬
‫ول اهلل‬ ‫(س َأ ْل ُ‬‫ار ِّي َق َال‪َ :‬‬ ‫ان الأْ َن َْص ِ‬ ‫اس ْب ِن ِس ْم َع َ‬ ‫حلديث الن ََّّو ِ‬
‫اك يِف‬ ‫ب‪ُ :‬ح ْس ُن ا ْل ُخ ُل ِق‪َ ،‬و إْ ِ‬
‫ال ْث ُم‪َ :‬ما َح َ‬ ‫ب َو إْ ِ‬
‫ال ْثمِ‪َ ،‬ف َق َال ا ْل رِ ُّ‬ ‫☺ َع ْن ا ْل رِ ِّ‬
‫ِ‬ ‫ت َأ ْن ي َّ ِ‬ ‫َصدْ ِر َك َوك َِر ْه َ‬
‫َّاس) [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫طل َع َع َل ْيه الن ُ‬ ‫َ‬
‫‪ -6‬كوين من أهل حسن اخللق لتحصيل عىل بيت يف أعىل‬
‫ول اهلل ☺‪:‬‬ ‫اجلنة بفضل اهلل تعاىل؛ حلديث يِأب ُأ َما َم َة َق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ان م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت فِي َر َب ِ‬ ‫(أ َنا زَ ِعيم بِبي ٍ‬
‫َ‬
‫ح ًّقا‪،‬‬ ‫ض ا ْل َجنَّة‪ ،‬ل َم ْن ت ََر َك ا ْلم َر َاء َوإِ ْن َك َ ُ‬ ‫ٌ َْ‬
‫ازحا‪ ،‬وبِبي ٍ‬ ‫ط ا ْل َجن َِّة لِ َم ْن َت َر َك ا ْلك َِذ َب َوإِ ْن ك َ‬
‫ت فِي وس ِ‬ ‫وبِبي ٍ‬
‫ت‬ ‫َان َم ِ ً َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ‬
‫فِي َأ ْع َلى ا ْل َجن َِّة لِ َم ْن َح َّس َن ُخ ُل َق ُه) [رواه أبوداود]‪ ،‬ربض اجلنة‪ :‬أي‬
‫ما حول اجلنة‪.‬‬
‫‪ -7‬س‪ :‬هل تعلمني أكثر ما يدخل الناس اجلنة؟‬
‫ول‬‫(سئِ َل َر ُس ُ‬ ‫ج‪ :‬إنه حسن اخللق؛ حلديث َأ يِب ُه َر ْي َر َة ‪َ h‬ق َال‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫َّاس ا ْل َج َّن َة‪َ ،‬ف َق َال َت ْق َوى اهلل َو ُح ْس ُن‬‫اهلل ☺ َع ْن َأ ْك َث ِر َما ُيدْ خ ُل الن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْل ُخ ُل ِق‪َ ،‬و ُسئ َل َع ْن َأ ْك َث ِر َما ُيدْ خ ُل الن َ‬
‫َّاس الن ََّار‪َ ،‬ف َق َال ا ْل َف ُم َوا ْل َف ْر ُج)‬
‫[رواه الرتمذي]‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫‪ -8‬حسني خلقك للناس كلهم مع االستقامة منك عىل دين‬
‫اهلل‪ ،‬حلديث عبداهلل بن عمر ‪ ،k‬أن معاذ بن جبل ‪ h‬أراد سفر ًا‬
‫فقال‪ :‬يا رسول اهلل! أوصني‪ ،‬قال‪« :‬اعبد اهلل وال ترشك به شيئا»‪،‬‬
‫قال‪ :‬يا رسول اهلل زدين‪ ،‬قال‪« :‬إذا أسأت فأحسن»‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول‬
‫اهلل زدين‪ ،‬قال‪« :‬استقم ولتحسن خلقك» [رواه احلاكم]‪ ،‬وأويص‬
‫أخواتك وأهلك وزميالتك بحسن اخللق‪.‬‬
‫‪ -9‬اقرئي القرآن وتفهميه وطبقيه آية آية‪ ،‬واستقيمي عىل ما‬
‫فيه‪ ،‬واعميل بسنة رسول اهلل ☺ يف كل أمر من األمور؛ لتكوين‬
‫من أحسن الناس خلق ًا؛ حلديث َقتَاد ُة ‪ - h‬وك َ ِ‬
‫يب َي ْو َم‬‫َان ُأص َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ول اهلل‬ ‫ين َأ ْنبِئِينِي َع ْن ُخ ُل ِق رس ِ‬ ‫ِِ‬
‫ت‪َ ( :‬يا ُأ َّم ا ْل ُم ْؤمن َ‬ ‫ُأ ُح ٍد ‪ -‬وفيه َف ُق ْل ُ‬
‫َ ُ‬
‫ت‪َ :‬فإِ َّن ُخ ُل َق َنبِ ِّي‬ ‫ت َت ْق َر ُأ القرآن؟ ُق ْل ُ‬
‫ت‪ :‬بَلىَ َقا َل ْ‬ ‫ت‪َ :‬أ َل ْس َ‬ ‫☺ ‪َ ،‬قا َل ْ‬
‫َان القرآن) [رواه مسلم]‪.‬‬
‫اهلل ☺ ك َ‬
‫‪ -10‬أيتها املرأة املسلمة! إذا كان فيك أربع فال هتتمي بام فاتك‬
‫ول اهلل‬ ‫من الدنيا‪ ،‬وهي كام يف حديث َع ْب ِداهلل ْب ِن َع ْم ٍرو ‪َ k‬أن َر ُس َ‬
‫ك ِم َن الدُّ ْن َيا‪ِ :‬ح ْف ُظ‬
‫ك َما َفا َت َ‬ ‫(أ ْر َب ٌع إِ َذا ك َُّن فِ َ‬
‫يك َف اَل َع َل ْي َ‬ ‫☺ َق َال‪َ :‬‬
‫يث‪َ ،‬و ُح ْس ُن َخلِي َق ٍة‪َ ،‬و ِع َّف ٌة يِف ُط ْع َم ٍة) [رواه أمحد]‪.‬‬ ‫َأما َن ٍة‪ ،‬و ِصدْ ُق ح ِد ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪316‬‬
‫الـمــــر أ�ة وال�شــــكـوى‬
‫وكفران الع�شير‬

‫أيتها املرأة! إن احلياة حتتاج إىل صرب؛ ألن فيها املتاعب فال‬
‫جتري وراء العواطف‪ ،‬بل ترفقي وتريثي وتصربي ‪ ..‬ولذا‪:‬‬
‫‪ -1‬ال تكثري من شكوى الزوج أو غريه‪ ،‬كام هو حال أكثر‬
‫النساء‪ ،‬فإهنا ال تكاد تسكت بل تشكو من زوجها بأن فيه وفيه‬
‫من املعايب‪ ،‬فهي تشكو من زوجها مع زميالهتا ومع أهلها ومع‬
‫أمها وأبيها وإخوهتا وجليساهتا‪ ،‬بل إهنا ال تكاد تذكر زوجها بخري‬
‫‪ -‬إال ما رحم اهلل تعاىل ‪ -‬مهام أحسن إليها‪ ،‬ويف حديث َجابِ ِر ْب ِن‬
‫ول اهلل ☺ الص اَل َة يوم ا ْل ِع ِ‬ ‫ت م َع رس ِ‬ ‫َع ْب ِداهلل ‪َ h‬ق َال‪َ :‬‬
‫يد‪،‬‬ ‫َْ َ‬ ‫َّ‬ ‫(ش ِهدْ ُ َ َ ُ‬
‫ان َو اَل إِ َق َام ٍة‪ُ ،‬ث َّم َقا َم ُم َت َو ِّكئًا عَلىَ‬ ‫ط َب ِة بِغ رْ ِ‬
‫َي َأ َذ ٍ‬ ‫الص اَل ِة َق ْب َل خُْ‬
‫ال ْ‬ ‫َف َبدَ َأ بِ َّ‬
‫ث عَلىَ َط ِ ِ‬ ‫بِ اَل ٍل َف َأ َم َر بِ َت ْق َوى اهلل َو َح َّ‬
‫َّاس َو َذك ََّر ُه ْم‪،‬‬ ‫اعته َو َو َع َظ الن َ‬ ‫َ‬
‫ُث َّم َم ىَض َحتَّى َأتَى الن َِّس َ‬
‫اء َف َو َع َ‬
‫ظ ُه َّن َو َذك ََّر ُه َّن‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬ت ََصدَّ ْق َن‬
‫ِ‬ ‫ت امر َأ ٌة ِمن ِس َ ِ‬ ‫َفإِ َّن َأ ْك َث َرك َُّن َح َ‬
‫طة الن َِّساء َس ْف َع ُ‬
‫اء‬ ‫ْ‬ ‫ب َج َهن ََّم‪َ ،‬ف َق َام ْ ْ َ‬‫ط ُ‬
‫الشكَاةَ‪،‬‬‫ول اهلل؟! َق َال‪ :‬لأَِنك َُّن ُتكْثِ ْر َن َّ‬ ‫ت‪ :‬لمَِ َيا َر ُس َ‬ ‫الدَّ ْي ِن َف َقا َل ْ‬‫خَْ‬

‫‪324‬‬
‫ني يِف َث ْو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫َو َت ْك ُف ْر َن ا ْل َعشريَ ‪َ ،‬ق َال َف َج َع ْل َن َيت ََصدَّ ْق َن م ْن ُحل ِّي ِه َّن ُي ْلق َ‬
‫بِ اَل ٍل ِم ْن َأ ْق ِر َطتِ ِه َّن َو َخ َو مِات ِ ِه َّن) [رواه مسلم]‪.‬‬
‫ِ‬
‫رمحك اهلل ‪ !-‬وال تكثري من شكوى زوجك‪ ،‬بل‬ ‫فاتق اهلل ‪-‬‬
‫وال تقومي بشكواه إىل أحد مادامت األمور واحلياة معه مستمرة‪،‬‬
‫بل اصربي واحتسبي أجرك عىل اهلل تعاىل‪ ،‬ال تكثري شكوى أحد‬
‫من أهلك أو غريهم بل أقيل من ذلك صربا واحتساب ًا‪.‬‬
‫‪ -2‬ال تكفري العشري (ال جتحدي نعمة الزوج وتنكري‬
‫إحسانه) كام هو حال أكثر النساء‪ ،‬فإهنا ال تكاد تعرتف لزوجها‬
‫بإحسان مهام أحسن إليها أو أعطاها وصرب عليها؛ حلديث َأيب‬
‫يد الخْ دْ ِري ‪َ h‬ق َال‪( :‬يا معش الن ِ‬
‫ِّساء! ت ََصدَّ ْق َن َفإِ يّن ُأري ُتك َُّن‬ ‫س ِع ٍ‬
‫رََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ول اهلل؟! َق َال‪ُ :‬تكْثِ ْر َن ال َّل ْع َن‬ ‫َأ ْك َث َر َأ ْه ِل الن ِ‬
‫َّار‪َ ،‬ف ُق ْل َن‪َ :‬وبِ َم يا َر ُس َ‬
‫َو َت ْك ُف ْر َن ا ْل َعشريَ ) [رواه الشيخان]‪.‬‬
‫‪ -3‬ال تلعني أحد وال يكن اللعن عىل لسانك‪ ،‬كام يفعل‬
‫الكثري من النساء‪ ،‬فهي تلعن وتسب و تشتم فهي (تلعن زوجها‬
‫وأوالدها والبهائم وغريهم)؛ بل صوين لسانك عن اللعن‪ ،‬وقد‬
‫قال ☺‪( :‬تكثرن اللعن) فاتقي اهلل يف لسانك واحذري أن تعود‬
‫اللعنة عليك؛ وقد قال ☺‪( :‬اللعنة إذا وجهت ‪ -‬أي من وجهت‬
‫ال أو وجدت فيه مسلك ًا‪ ،‬وإال قالت‪:‬‬
‫إليه ‪ -‬فإن أصابت عليه سبي ً‬

‫‪325‬‬
‫يارب! وجهت إىل فالن فلم أجد فيه مسلك ًا ومل أجد عليه سبي ً‬
‫ال‪،‬‬
‫فيقال هلا‪ :‬ارجعي من حيث جئت) [رواه أمحد]‪ ،‬ويف حديث أيب‬
‫الدرداء ‪( :h‬وإال رجعت إىل قائلها)‪[ ،‬رواه أبوداود]‪ ،‬بل ال تلعني‬
‫حيوان أو آدمي ًا أو رحيا أو غري ذلك؛ ففي حديث ابن عباس ‪k‬‬
‫ال لعن الريح فقال ☺‪( :‬ال تلعنها فإهنا مأمورة‪ ،‬وإنه من‬ ‫أن رج ً‬
‫لعن شيئ ًا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه) [رواه أبوداود]‪.‬‬
‫‪ -4‬ال تلعبي عىل زوجك أو عىل ابنك أو أهلك أو عىل أبيك‪،‬‬
‫كام يفعل الكثري من النساء الاليت يلعبن عىل األزواج؛ ففي حديث‬
‫ول اهلل ☺ يِف َأ ْض َحى َأ ْو‬ ‫(خ َر َج َر ُس ُ‬ ‫يد الخْ ُدْ ِر ّي ِ‪َ h‬قال‪َ :‬‬ ‫َأ يِب س ِع ٍ‬
‫َ‬
‫اء! ت ََصدَّ ْق َن‬ ‫اء َف َق َال‪ :‬يا معش النِّس ِ‬ ‫ط ٍر إِ ىَل المُْصَل‪َ ،‬فمر عَلىَ النِّس ِ‬ ‫فِ ْ‬
‫َ َ ْ رََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫ول اهلل؟! َق َال ُتكْثِ ْر َن‬ ‫َّار‪َ ،‬ف ُق ْل َن‪َ :‬وبِ َم َيا َر ُس َ‬‫َفإِنيِّ ُأ ِري ُتك َُّن َأ ْك َث َر َأ ْه ِل الن ِ‬
‫ب‬ ‫ين َأ ْذ َه َ‬‫ات َع ْق ٍل َو ِد ٍ‬‫َاقص ِ‬ ‫ِ‬
‫ت م ْن ن َ‬
‫ال َّلعن و َت ْك ُفر َن ا ْلع ِش ‪ ،‬ما ر َأي ُ ِ‬
‫َ ريَ َ َ ْ‬ ‫ْ َ َ ْ‬
‫ان ِدينِنَا َو َع ْقلِنَا‬‫از ِم ِم ْن إِ ْحدَ اك َُّن‪ُ ،‬ق ْل َن‪َ :‬و َما ُن ْق َص ُ‬ ‫الر ُج ِل الحَْ ِ‬ ‫ب َّ‬ ‫ل ُل ِّ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫الر ُج ِل؟‬ ‫ول اهلل؟! َق َال َأ َل ْي َس َش َها َد ُة المَْ ْر َأة م ْث َل ن ْصف َش َها َدة َّ‬ ‫َيا َر ُس َ‬
‫ت مَل ْ ت َُص ِّل‬‫اض ْ‬ ‫ان َع ْقلِ َها‪َ ،‬أ َل ْي َس إِ َذا َح َ‬
‫ك ِم ْن ُن ْق َص ِ‬ ‫ُق ْلن‪ :‬بَلىَ ‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ف َذلِ ِ‬
‫َ‬
‫ان ِدين ِ َها) [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫ك ِم ْن ُن ْق َص ِ‬ ‫و مَل تَصم؟ ُق ْلن‪ :‬بَلىَ ‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ف َذلِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ُ ْ‬
‫فاملرأة قد تضحك عىل الرجل العاقل فيطيعها يف أمور كثرية‬
‫فيها مافيها من األخطاء واإلثم‪ ،‬فال تكوين ممن يلعب عىل الرجل‬

‫‪326‬‬
‫حتى يوقعه يف ما ال ينبغي موافقة لك أيتها املرأة‪.‬‬
‫‪ -5‬وال تكوين كثرية اإلحلاح يف طلب ما تريدين من الزوج أو‬
‫الويل بام ليس مهام‪ ،‬أو تظهري خالف ما يف باطنك ‪ -‬كام هو حال‬
‫كثري من النساء ‪ -‬وقد قال ☺‪( :‬إنكن ألنتن صواحب يوسف)‬
‫[رواه الشيخان]‪.‬‬

‫‪327‬‬
‫المر�أة وح�سن الخاتمة‬

‫أيتها املرأة! اهتمي بحسن اخلامتة وذلك كام ييل‪:‬‬


‫‪ -1‬اعلمي أنك يف كل حلظة وأنت عرضة للموت فكوين يف‬
‫كل حلظة عىل طاعة اهلل ‪ ، D‬وعييش حياتك عىل هذا املنهج‬
‫(عىل طاعة اهلل يف كل وقت)‪ ،‬حتى إذا نزل بك املوت وإذا بك عىل‬
‫طاعة اهلل تعاىل‪ ،‬وقد قال تعاىل لرسوله ☺‪ :‬ﮋﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬
‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﮊ [األنعام‪.]162 :‬‬
‫‪ -2‬كوين يف كل حلظة يف حالة استسالم هلل تعاىل بالتوحيد‪،‬‬
‫خملصة له يف أعاملك و أقوالك‪ ،‬متقربة إليه تعاىل بام حيب من‬
‫األعامل و األقوال وأعامل القلوب‪ ،‬حتى إذا نزل بك املوت فإذا بك‬
‫عىل هذا اإلسالم‪ ،‬وقد قال تعاىل‪ :‬ﮋﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﮊ‬
‫[البقرة‪.]١٣٢ :‬‬
‫‪ -3‬اسأيل اهلل تعاىل (حسن اخلامتة) ‪ ..‬فاألعامل باخلواتيم‪،‬‬
‫ِِ‬ ‫(أن َر ُج اًل ِم ْن َأ ْع َ‬
‫ويف حديث سهل َس ْه ِل ْب ِن َس ْع ٍد‪َ :‬‬
‫ظ ِم المُْ ْسلم َ‬
‫ني‬
‫ي☺‬ ‫زْو ٍة َغزَ َاها َم َع ال َّنبِ ِّي ☺‪َ ،‬ف َن َ‬
‫ظ َر ال َّنبِ ُّ‬ ‫ني يِف َغ َ‬
‫ِِ‬
‫َاء َع ْن المُْ ْسلم َ‬
‫َغن ً‬

‫‪358‬‬
‫ظ ْر إِ ىَل َه َذا‪،‬‬ ‫الر ُج ِل ِم ْن َأ ْه ِل الن ِ‬
‫َّار َف ْل َينْ ُ‬ ‫ب َأ ْن َينْ ُ‬
‫ظ َر إِ ىَل َّ‬ ‫َف َق َال‪َ :‬م ْن َأ َح َّ‬
‫ال ِم ْن َأ َشدِّ الن ِ‬
‫َّاس عَلىَ‬ ‫ك الحَْ ِ‬ ‫َفا َّت َب َع ُه َر ُج ٌل ِم ْن ا ْل َق ْو ِم َو ُه َو عَلىَ تِ ْل َ‬
‫ت َف َج َع َل ُذ َبا َب َة َس ْي ِف ِه بَينَْ َثدْ َي ْي ِه‬ ‫اس َت ْع َج َل المَْ ْو َ‬ ‫ني َحتَّى ُج ِر َح َف ْ‬
‫المُْ رْ ِ ِ‬
‫شك َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س ًعا َف َق َال‪:‬‬ ‫الر ُج ُل إِ ىَل النَّبِ ِّي ☺ ُم رْ ِ‬ ‫َحتَّى َخ َر َج م ْن بَينْ ِ َكت َف ْيه‪َ ،‬ف َأ ْق َب َل َّ‬
‫اك َق َال‪ُ :‬ق ْل َ ِ‬
‫ب َأ ْن‬ ‫ت ل ُف اَل ٍن َم ْن َأ َح َّ‬ ‫ول اهلل‪َ ،‬ف َق َال َو َما َذ َ‬ ‫نك َر ُس ُ‬ ‫َأ ْش َهدُ َأ َ‬
‫َان ِمن َأع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ َر إِ ىَل َر ُج ٍل ِم ْن َأ ْه ِل الن ِ‬
‫اء‬‫ظمنَا َغنَ ً‬ ‫ظ ْر إِ َل ْيه‪َ ،‬وك َ ْ ْ‬ ‫َّار َف ْل َينْ ُ‬ ‫َينْ ُ‬
‫اس َت ْع َج َل‬ ‫ك‪َ ،‬ف َل اَّم ُج ِر َح ْ‬ ‫وت عَلىَ َذلِ َ‬ ‫ت َأن ُه اَل َي ُم ُ‬ ‫ني َف َع َر ْف ُ‬ ‫ِِ‬
‫َع ِن المُْ ْسلم َ‬
‫ك‪ /‬إِ َّن ا ْل َع ْبدَ َل َي ْع َم ُل‬ ‫ت َف َقت ََل َن ْف َس ُه‪َ ،‬ف َق َال النَّبِ ُّي ☺ ِعنْدَ َذلِ َ‬ ‫المَْ ْو َ‬
‫الن َِّة َوإِ َّن ُه‬‫الن َِّة‪َ ،‬و َي ْع َم ُل َع َم َل َأ ْه ِل جَْ‬ ‫َّار َوإِ َّن ُه ِم ْن َأ ْه ِل جَْ‬ ‫َع َم َل َأ ْه ِل الن ِ‬
‫ال َواتِيمِ) [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫ِم ْن َأ ْه ِل الن ِ‬
‫َّار‪َ ،‬وإِن اََّم الأَْ ْع اَم ُل بِ خَْ‬

‫‪ -4‬اسأيل اهلل تعاىل أن يتوفاك عىل اإلسالم‪ ،‬كدعوة يوسف‬


‫÷‪ ،‬كام قال تعاىل عن يوسف ÷ أنه قال‪ :‬ﮋﯲ ﯳ‬
‫ﯴ ﯵﮊ [يوسف‪.]١٠١ :‬‬

‫‪ -5‬استعيذي باهلل تعاىل من أن يتخبطك الشيطان عند املوت‪،‬‬


‫َان َيدْ ُعو‪ :‬ال َّل ُه َّم إِنِّي‬
‫ول اهلل ☺ ك َ‬ ‫(أن َر ُس َ‬ ‫ويف حديث َأ يِب ا ْل َيسرَِ ‪َّ :‬‬
‫ك ِم ْن ا ْل َغ َر ِق‬ ‫ك ِم ْن الت ََّر ِّدي‪َ ،‬و َأ ُعو ُذ بِ َ‬ ‫ك ِم ْن ا ْل َهدْ مِ‪َ ،‬و َأ ُعو ُذ بِ َ‬
‫َأ ُعو ُذ بِ َ‬
‫ت)‬ ‫ان ِعنْدَ ا ْلمو ِ‬ ‫ط ُ‬ ‫طنِي َّ‬
‫الش ْي َ‬ ‫ك َأ ْن َي َت َخ َّب َ‬ ‫َوا ْل َح َر ِق َوا ْل َه َرمِ‪َ ،‬و َأ ُعو ُذ بِ َ‬
‫َ ْ‬
‫[رواه أبو داود وأمحد]‪.‬‬

‫‪359‬‬
‫‪ -6‬اسأيل اهلل تعاىل أن جيعل آخر كالمك (ال إله إال اهلل)‪ ،‬ويف‬
‫َان‬
‫(م ْن ك َ‬ ‫اذ ْب ِن َج َب ٍل ‪َ h‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬ ‫حديث مع ِ‬
‫ول اهلل ☺ ‪َ :‬‬ ‫َُ‬
‫آخ ُر ك اََل ِم ِه اَل إِ َل َه إِ اَّل اهلل َد َخ َل جَْ‬
‫النَّ َة) [رواه أبوداود واحلاكم]‪.‬‬ ‫ِ‬

‫‪ -7‬إذا أردت املوت يف املكان الفاضل (املدينة أو مكة) فاسأيل‬


‫اهلل ذلك فهو خري لك‪ ،‬وقد قال عمر ‪( : h‬واجعل مويت يف بلد‬
‫رسولك ☺) [رواه البخاري]‪.‬‬
‫‪ -8‬واسأيل اهلل أن يميتك مسكينة وأن حيييك مسكينة وأن‬
‫يد الخْ ُدْ ِر ِّي ‪َ h‬ق َال‪:‬‬ ‫حيرشك يف زمرة املساكني؛ ويف حديث َأ يِب س ِع ٍ‬
‫َ‬
‫ول يِف ُد َع ِائ ِه‪( :‬ال َّل ُه َّم‬
‫ول اهلل ☺ َي ُق ُ‬ ‫ني َفإِنيِّ َس ِم ْع ُ‬
‫ت َر ُس َ‬ ‫َأ ِحبوا المَْس ِ‬
‫اك َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫زُم َر ِة المَْ َساكِ ِ‬
‫شنيِ يِف ْ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َأ ْحيِني م ْسكينًا َو َأمتْني م ْسكينًا َو ْ‬
‫ني) [رواه‬ ‫اح رُ ْ‬
‫ابن ماجه واحلاكم]‪.‬‬
‫‪ -9‬واسأيل اهلل أن حيييك إذا كانت احلياة خري ًا لك‪ ،‬وأن يتوفاك‬
‫إذا كانت الوفاة خري لك‪ ،‬وذلك إذا نزل بك رض وكنت متمنية‬
‫املوت والبد‪ ،‬وعن أنس بن مالك ‪ :h‬قال النبي ☺‪( :‬ال يتمنني‬
‫ض أصابه‪ ،‬فإن كان ال بد فاع ً‬
‫ال فليقل‪ :‬اللهم‬ ‫أحدكم املوت من رُ ٌّ‬
‫أحيني ما كانت احلياة خري ًا يل‪ ،‬وتوفني إذا كانت الوفاة خري ًا يل)‬
‫[رواه البخاري]‪.‬‬

‫‪360‬‬
‫‪ -10‬واسأيل اهلل ‪ D‬أن تكون وفاتك عىل عمل صالح‪،‬‬
‫وقد قال ☺ ‪( :‬إذا أراد اهلل بعبده خري ًا عسله‪ ،‬فقيل وما عسله؟‬
‫ال صاحل ًا بني يدي موته ثم يقبضه عليه) [رواه أمحد]‪.‬‬
‫قال يفتح له عم ً‬

‫تم بحمد اهلل‬

‫‪361‬‬

You might also like