You are on page 1of 37

‫ﻟﻠــﻌــﻠـﻮﻡ‬

‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬

‫اﻟﻌدد ‪12‬‬
‫‪ ،،16‬اﻟﻌدد‬
‫اﻟﻣﺟﻠد ‪14‬‬
‫‪ 2019‬م‬
‫دﯾﺳﻣﺑر‪ 2017‬م‬
‫‪ 1441‬ھـ ‪ /‬ﯾوﻧﯾو‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪1438‬‬ ‫رﺑﯾﻊ‬
‫رﻣﺿﺎن‬
‫اﻟﺗرﻗﯾم اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﻌﯾﺎري ﻟﻠدورﯾﺎت ‪2616-6526‬‬
‫‪2320-1996‬‬
‫حوافز وضمانات االستثمار األجنبي المباشر في دولة اإلمارات العربية‬
‫المتحدة‪ :‬دراسة مقارنة‬

‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي‬


‫كلية القانون ‪ -‬جامعة الشارقة‬
‫الشارقة ‪ -‬اإلمارات العربية المتحدة‬
‫تاريخ القبول‪2019-06-24 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2019-04-28 :‬‬

‫ملخص البحث‪:‬‬
‫تهــدف هــذه الورقــة البحثيــة إلــى الوقــوف علــى مــدى كفايــة حوافــز وضمانــات االســتثمار‬
‫األجنبــي المباشــر فــي دولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة‪ ،‬وذلــك مــن خــال دراســة المنــاخ‬
‫االســتثماري فــي دولــة اإلمــارات‪ ،‬ومقارنــة الحوافــز والضمانــات التشــريعية التــي توفرهــا‬
‫لالســتثمار األجنبــي المباشــر مــع مثيالتهــا فــي تشــريعات االســتثمار فــي كل مــن المملكــة العربيــة‬
‫الســعودية ودولــة الكويــت‪ ،‬وقــد تــم تقســيم هــذا البحــث إلــى ثالثــة مباحــث مســتقلة‪ُ ،‬خصــص‬
‫المبحــث األول لدراســة تطــور االســتثمار األجنبــي المباشــر ونطاقــه فــي دولــة اإلمــارات العربيــة‬
‫المتحــدة‪ ،‬والمبحــث الثانــي لحوافــز االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي دولــة اإلمــارات‪ ،‬أمــا المبحــث‬
‫الثالــث فقــد تــم تخصيصــه لدراســة ضمانــات االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي دولــة اإلمــارات‪،‬‬
‫وأخيــرا احتــوت خاتمــة البحــث علــى أهــم النتائــج‪ ،‬وبعــض التوصيــات‪.‬‬

‫الكلمــات الدالــة‪ :‬االســتثمار األجنبــي المباشــر‪ ،‬حوافــز االســتثمار‪ ،‬ضمانــات االســتثمار‪،‬‬


‫المنــاخ االســتثماري‪ ،‬المخاطــر غيــر التجاريــة‪.‬‬

‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬ ‫‪746‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 746‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي ( ‪) 781-746‬‬
‫المقدمة‬
‫ •التعريف بموضوع البحث‪:‬‬
‫يُعــرف االســتثمار األجنبــي المباشــر‪ -‬وفقــا لدليــل إعــداد إحصــاءات ميــزان المدفوعــات‪،‬‬
‫الصــادر عــن صنــدوق النقــد الدولــي (‪ )IMF‬عــام ‪1993‬م‪ -‬علــى أنــه‪« :‬حصــول كيــان قائــم فــي‬
‫اقتصــاد مــا علــى مصلحــة دائمــة فــي مؤسســة مقيمــة فــي اقتصــاد آخــر‪ ،‬وتنطــوي هــذه المصلحــة‬
‫ـة إلــى تمتعــه‬‫علــى وجــود عالقــة طويلــة األجــل بيــن المســتثمر األجنبــي وهــذه المؤسســة‪ ،‬إضافـ ً‬
‫بدرجــة كبيــرة مــن النفــوذ فــي إدارتهــا وتســييرها»‪.‬‬

‫ويتميــز تدفــق االســتثمار األجنبــي المباشــر بأنــه ال يقتصــر فقــط علــى شــكل حصــص الملكيــة‪،‬‬
‫وإنمــا يأخــذ أيضــا شــكل آالت‪ ،‬وتكنولوجيــا‪ ،‬وتقنيــات حديثــة‪ ،‬ومهــارات‪ ،‬وخبــرات‪ ،‬وأســاليب‬
‫حديثــة فــي اإلدارة‪ ،‬ويأخــذ االســتثمار األجنبــي المباشــر العديــد مــن األشــكال؛ أهمهــا االســتثمار‬
‫المشــترك‪ ،‬وهــو مــن أكثــر األشــكال شــيوعا فــي الــدول الناميــة‪ ،‬فضــا عــن االســتثمارات المملوكة‬
‫بالكامــل للمســتثمر األجنبــي‪.‬‬

‫وقــد اتجهــت معظــم الــدول الناميــة منــذ مطلــع الثمانينــات مــن القــرن الماضــي إلــى فتــح‬
‫أبوابهــا أمــام االســتثمار األجنبــي المباشــر؛ بســبب تصاعــد أزمــة المديونيــة الخارجيــة لهــذه الدول‪،‬‬
‫وكبديــل لالقتــراض الخارجــي‪ ،‬وتجنبــا للقيــود التــي تُفــرض علــى مثــل هــذا النــوع مــن مصــادر‬
‫التمويــل الدوليــة‪ ،‬خاصــة مــع ارتفــاع ســعر تكلفــة االقتــراض الخارجــي مــن حيــث‪ :‬ســعر الفائــدة‪،‬‬
‫وفتــرة الســماح‪ ،‬ومــدة القــرض‪ ،‬والضمانــات الالزمــة‪ ،‬وتعــرض كثيــر مــن الــدول لضغــوط كبيــرة‬
‫مــن منظمــات التمويــل الدوليــة؛ الصنــدوق والبنــك الدولييــن‪.‬‬

‫ومــن ثـ َّـم أصبــح جــذب االســتثمارات األجنبيــة المباشــرة مجــاال واســعا للمنافســة والصــراع‬
‫بيــن معظــم دول العالــم المتقدمــة والناميــة علــى حــد ســواء‪ ،‬ومــن هــذا المنطــق أشــتد التنافــس‬
‫بيــن الــدول علــى جــذب االســتثمارات األجنبيــة مــن خــال إزالــة الحواجــز والعراقيــل التــي تعيــق‬
‫طريقهــا ومنحهــا الحوافــز والضمانــات التــي تُســهل قدومهــا ودخولهــا إلــى الســوق المحلــي‪.‬‬

‫ودولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة مــن الــدول التــي تعمــل علــى جــذب االســتثمارات األجنبيــة‬
‫المباشــرة إليهــا‪ ،‬والظفــر بمزاياهــا‪ ،‬فقامــت باســتكمال وصيانــة وتحديــث مرافــق البنيــة األساســية‪،‬‬
‫الماديــة واالجتماعيــة‪ ،‬وشــجعت القطــاع الخــاص علــى الدخــول فــي شــراكات مــع الشــركات‬
‫األجنبيــة‪ ،‬وخاصــة الشــركات متعــددة الجنســيات‪ ،‬وعقــدت العديــد مــن االتفاقــات‪ -‬الثنائيــة‬
‫والجماعيــة‪ -‬مــع عــدد مــن الــدول والشــركاء االقتصادييــن والتجارييــن‪ ،‬كمــا قامــت دولــة اإلمارات‬
‫بإصــدار وتحديــث حزمــة مــن القوانيــن‪ ،‬أهمهــا قوانيــن الشــركات‪ ،‬والــوكاالت التجاريــة‪ ،‬والعمــل‪،‬‬
‫والمصــرف المركــزي وتنظيــم المنشــآت واألنشــطة الماليــة‪ ،‬والقوانيــن المنظمــة لســوق العمــل‪،‬‬

‫‪747‬‬ ‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 747‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫حوافز وضامنات االستثامر األجنبي املبارش يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬دراسة مقارنة ( ‪) 781-746‬‬
‫وأخيــرا إصــدار المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م بشــأن االســتثمار األجنبــي‬
‫المباشــر الــذي نــص علــى العديــد مــن الحوافــز والضمانــات لزيــادة تدفــق االســتثمار األجنبــي‬
‫المباشــر إلــى دولــة اإلمــارات‪.‬‬

‫ ‪‬مشكلة البحث‪:‬‬
‫حرصــت دولــة اإلمــارات علــى توفيــر بنيــة أساســية مالئمــة‪ ،‬ووضــع إطــار قانونــي لتنظيــم‬
‫االســتثمارات األجنبيــة المباشــرة مــن خــال المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م‬
‫بشــأن االســتثمار األجنبــي المباشــر‪ ،‬الــذي نــص علــى العديــد مــن المزايــا والضمانــات التــي‬
‫تهــدف إلــى زيــادة تدفــق االســتثمارات األجنبيــة المباشــرة داخــل الدولــة‪ ،‬وحــول هــذه الحوافــز‬
‫وتلــك الضمانــات تــدور إشــكالية هــذا البحــث للوقــوف علــى مــدى كفايتهــا لزيــادة تدفــق االســتثمار‬
‫األجنبــي المباشــر إلــى دولــة اإلمــارات‪ ،‬وعليــه يمكننــا صياغــة إشــكالية هــذا البحــث فــي الســؤال‬
‫الرئيــس التالــي‪:‬‬

‫ •مــا مــدى كفايــة حوافــز وضمانــات االســتثمار االجنبــي المباشــر فــي دولــة اإلمــارات‬
‫لزيــادة التدفــق االســتثماري إليهــا؟‬

‫ •ومن خالل هذه اإلشكالية يمكننا طرح التساؤالت الفرعية اآلتية‪:‬‬

‫ •ما واقع االستثمار األجنبي المباشر في دولة اإلمارات العربية المتحدة؟‬

‫ •ما مجاالت االستثمار األجنبي المباشر في دولة اإلمارات العربية المتحدة؟‬

‫ •مــا مــدى كفايــة حوافــز االســتثمار األجنبــي المباشــر (الماديــة والتشــريعية) فــي دولــة‬
‫اإلمــارات العربيــة المتحــدة؟‬

‫ •مــا مــدى كفايــة ضمانــات االســتثمار الــواردة فــي المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪19‬‬
‫لســنة ‪2018‬م بشــأن االســتثمار األجنبــي المباشــر؟‬

‫ •فرضيات البحث‪:‬‬
‫تأسيســا علــى إشــكالية البحــث وتســاؤالته الفرعيــة‪ ،‬فإنــه يســعى إلى اختبــار صحــة الفرضيتين‬
‫اآلتيتين‪:‬‬

‫ •أن دولــة اإلمــارات توفــر حوافــز اســتثمارية (ماديــة وتشــريعية) كافيــة لزيــادة تدفقــات‬
‫االســتثمار األجنبــي داخــل الدولــة‪.‬‬

‫ •أن الضمانــات التشــريعية الــواردة بالمرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 91‬لســنة ‪8102‬م‬

‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬ ‫‪748‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 748‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي ( ‪) 781-746‬‬
‫كافيــة لطمأنــة المســتثمرين األجانــب علــى أموالهــم المســتثمرة داخــل دولــة اإلمــارات‪.‬‬

‫ •أهداف البحث‪:‬‬
‫تتلخص أهداف هذا البحث في اآلتي‪:‬‬

‫ •التعرف على واقع االستثمار األجنبي المباشر في دولة اإلمارات‪.‬‬

‫ •التعرف على مجاالت االستثمار األجنبي المباشر في دولة اإلمارات‪.‬‬

‫ •الوقوف على مدى كفاية حوافز االستثمار في دولة اإلمارات‪.‬‬

‫ •الوقــوف علــى مــدى كفايــة الضمانــات التــي أقرهــا المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪19‬‬
‫لســنة ‪2018‬م بشــأن االســتثمار األجنبــي المباشــر‪.‬‬

‫ •أهمية البحث‪:‬‬
‫تتجلــى أهميــة هــذا البحــث فــي حداثتــه‪ ،‬ومقارنتــه بيــن حوافــز وضمانــات االســتثمار فــي‬
‫دولــة اإلمــارات ومثيالتهــا فــي كل مــن المملكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬ودولــة الكويــت؛ للوصــول‬
‫إلــى نتائــج دقيقــة حــول فاعليــة حوافــز وضمانــات االســتثمار فــي دولــة اإلمــارات‪ ،‬خاصــة وأن‬
‫كل مــن الســعودية الكويــت تعــدان مــن الــدول المنافســة لدولــة اإلمــارات فــي جــذب االســتثمارات‬
‫األجنبيــة‪.‬‬

‫ •منهج البحث‪:‬‬
‫مــن أجــل اختبــار فرضيتــي البحــث‪ ،‬وتحقيــق أهدافــه‪ ،‬اعتمــد الباحــث بشــكل أساســي علــى‬
‫المنهــج الوصفــي التحليلــي‪ ،‬كمــا اعتمــد علــى المنهــج المقــارن لتقييــم الحوافــز والضمانــات‬
‫الــواردة فــي المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م بشــأن االســتثمار األجنبــي المباشــر‪،‬‬
‫ومقارنتهــا بمثيالتهــا فــي قوانيــن االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي كل مــن الســعودية والكويــت‪.‬‬

‫ •نطاق البحث‪:‬‬
‫اقتصــرت هــذه الدراســة علــى حوافــز االســتثمار (الماديــة والتشــريعية)‪ ،‬وضماناتــه الــواردة‬
‫فــي المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م بشــأن االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي‬
‫دولــة اإلمــارات‪ ،‬مــع مقارنتهــا بحوافــز وضمانــات االســتثمار فــي تشــريعات االســتثمار األجنبــي‬
‫المباشــر فــي كل مــن الســعودية والكويــت‪.‬‬

‫‪749‬‬ ‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 749‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫حوافز وضامنات االستثامر األجنبي املبارش يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬دراسة مقارنة ( ‪) 781-746‬‬
‫ •خطة البحث‪:‬‬
‫يتكــون هــذا البحــث مــن ثالثــة مباحــث مســتقلة‪ ،‬يتبعهــم خاتمــة‪ ،‬تنــاول المبحــث األول تطــور‬
‫االســتثمار األجنبــي المباشــر ونطاقــه فــي دولــة اإلمــارات‪ ،‬وتنــاول المبحــث الثانــي حوافــز‬
‫االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي دولــة اإلمــارات‪ ،‬وأمــا المبحــث الثالــث فقــد تنــاول ضمانــات‬
‫االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي دولــة اإلمــارات‪ ،‬وأخيــرا احتــوت الخاتمــة علــى نتائــج البحــث‬
‫وتوصياتــه‪.‬‬

‫المبحــث األول‪ :‬تطــور االســتثمار األجنبــي المباشــر ونطاقــه فــي دولــة اإلمــارات‬
‫العربيــة المتحــدة‬
‫ •تمهيد وتقسيم‪:‬‬
‫حتــى يتســنى لنــا تقييــم مــدى كفايــة حوافــز وضمانــات االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي‬
‫دولــة اإلمــارات؛ البــد لنــا مــن معرفــة مراحــل تطــور االســتثمار األجنبــي فيهــا وحجــم تدفقــات‬
‫االســتثمار األجنبــي فــي كل مــن مرحلــة‪ ،‬وكذلــك معرفــة نطــاق االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي‬
‫دولــة اإلمــارات؛ إذ يؤثــر هــذا النطــاق‪ -‬ضيقــا واتســاعا‪ -‬علــى حجــم تدفقــات االســتثمار األجنبــي‬
‫المباشــر‪.‬‬

‫وبالتالــي فإننــا نقســم هــذا المبحــث إلــى مطلبيــن‪ ،‬نخصــص األول لدراســة تطــور تدفقــات‬
‫االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي دولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة‪ ،‬ونحــدد فــي اآلخــر نطــاق‬
‫االســتثمار االجنبــي المباشــر وفقــا للمرســوم بقانــون رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م بشــأن االســتثمار‬
‫األجنبــي المباشــر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تطور تدفق االستثمار األجنبي المباشر في دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫شــهد تدفــق االســتثمار األجنبــي المباشــر تطــورا كبيــرا فــي دولــة اإلمــارات‪ ،‬وهــو مــا‬
‫يؤكــد عملهــا باســتمرار علــى تحســين منــاخ االســتثمار الســتقطاب االســتثمار األجنبــي المباشــر‪،‬‬
‫والجــدول والرســم البيانــي التالييــن يوضحــان نصيــب دولــة اإلمــارات مــن تدفقــات االســتثمار‬
‫األجنبــي المباشــر الســنوية والتراكميــة الداخلــة إلــى دولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة خــال الفتــرة‬
‫(‪2017 -2006‬م) بالمليــون دوالر‪.‬‬

‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬ ‫‪750‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 750‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي ( ‪) 781-746‬‬
‫الجدول (‪ :)1‬تدفقات االستثمار األجنبي المباشر السنوية والتراكمية الداخلة إلى دولة اإلمارات‬
‫خالل الفترة من ‪2006‬م حتى ‪2017‬م (بالمليون دوالر)‬

‫إجمالي تدفقات االستثمار األجنبي‬ ‫صافي تدفقات االستثمار‬


‫معدل التغير‬ ‫السنة‬
‫المباشر التراكمية الواردة‬ ‫األجنبي المباشر الواردة‬
‫‪40,313.7‬‬ ‫‪12,806.0‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪48,874.7‬‬ ‫‪1,380.50‬‬ ‫‪14,186.5‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪53,937.7‬‬ ‫‪-9,123.50‬‬ ‫‪5,063.0‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪55,072.0‬‬ ‫‪-3,928.70‬‬ ‫‪1,134.3‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪63,868.8‬‬ ‫‪7,662.50‬‬ ‫‪8,796.8‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪71,020.9‬‬ ‫‪-1,644.70‬‬ ‫‪7,152.1‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪80,587.5‬‬ ‫‪2,414.60‬‬ ‫‪9,566.7‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪90,352.4‬‬ ‫‪198.20‬‬ ‫‪9,764.9‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪101,424.0‬‬ ‫‪1,306.60‬‬ ‫‪11,071.5‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪109.974.9‬‬ ‫‪-2,520.60‬‬ ‫‪8,550.9‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪119.579.6‬‬ ‫‪1,053.90‬‬ ‫‪9,604.8‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪129.933.9‬‬ ‫‪749.40‬‬ ‫‪10,354.2‬‬ ‫‪2017‬‬

‫المصــدر‪ :‬جــدول مــن إعــداد الباحــث اعتمــاداً على بيانــات واردة في نشــرة ضمان االســتثمار‪،‬‬
‫العــدد ‪ ،2‬الســنة ‪2018‬م‪ ،‬مالمــح االســتثمار األجنبي المباشــر في الــدول العربية ‪2017‬م‪.‬‬

‫الشكل (‪)1‬‬
‫تدفقات االستثمار األجنبي المباشر السنوية والتراكمية الداخلة إلى دولة اإلمارات‬
‫خالل الفترة من ‪2006‬م حتى ‪2017‬م‬
‫‪140000‬‬
‫‪120000‬‬
‫القيمة بالمليون دوالر‬

‫‪100000‬‬
‫‪80000‬‬
‫‪60000‬‬
‫‪40000‬‬
‫‪20000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬
‫السنة‬
‫إجمالي تدفقات االستثمار األجنبي المباشرة التراكمية الواردة‬ ‫صافي تدفقات االستثمار األجنبي المباشر الواردة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على بيانات واردة في نشرة ضمان االستثمار‪ ،‬العدد ‪ ،2‬السنة ‪2018‬م‪ ،‬مالمح االستثمار األجنبي‬
‫‪751‬‬ ‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م مجلة‬
‫المباشر في الدول العربية ‪2017‬م‪.‬‬
‫ويالحظ من الجدول والشكل السابقين أن إجمالي تدفقات االستثمار األجنبي المباشر الواردة إلى دولة‬
‫اإلمارات في تزايد مستمر‪ ،‬إذ بلغت في عام ‪2006‬م ‪ 40‬مليار و ‪ 313.7‬مليون دوالر‪ ،‬ثم زادت سنويا‬
‫وبمعدالت مختلفة لتصل في عام ‪2017‬م إلى ما يقرب ‪ 130‬مليار دوالر‪ ،‬وهو ما يمثل قفزة كبيرة في حجم‬
‫االستثمار األجنبي المباشر داخل دولة اإلمارات‪ ،‬إذ إن التقدم الكبير الذي حققته اإلمارات خالل تلك السنوات أدي‬
‫‪���� ������� 2-16 .indd 751‬‬ ‫وبشكل ملحوظ إلى زيادة األرصدة المتراكمة فيها لالستثمار األجنبي المباشر‪.‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬
‫حوافز وضامنات االستثامر األجنبي املبارش يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬دراسة مقارنة ( ‪) 781-746‬‬
‫المصــدر‪ :‬مــن إعــداد الباحــث اعتمــادا علــى بيانــات واردة فــي نشــرة ضمــان االســتثمار‪،‬‬
‫العــدد ‪ ،2‬الســنة ‪2018‬م‪ ،‬مالمــح االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي الــدول العربيــة ‪2017‬م‪.‬‬

‫ويالحــظ مــن الجــدول والشــكل الســابقين أن إجمالــي تدفقــات االســتثمار األجنبــي المباشــر‬
‫الــواردة إلــى دولــة اإلمــارات فــي تزايــد مســتمر‪ ،‬إذ بلغــت فــي عــام ‪2006‬م ‪ 40‬مليــار و ‪313.7‬‬
‫مليــون دوالر‪ ،‬ثــم زادت ســنويا وبمعــدالت مختلفــة لتصــل فــي عــام ‪2017‬م إلــى مــا يقــرب ‪130‬‬
‫مليــار دوالر‪ ،‬وهــو مــا يمثــل قفــزة كبيــرة فــي حجــم االســتثمار األجنبــي المباشــر داخــل دولــة‬
‫اإلمــارات‪ ،‬إذ إن التقــدم الكبيــر الــذي حققتــه اإلمــارات خــال تلــك الســنوات أدي وبشــكل ملحــوظ‬
‫إلــى زيــادة األرصــدة المتراكمــة فيهــا لالســتثمار األجنبــي المباشــر‪.‬‬

‫أمــا عــن صافــي تدفقــات االســتثمار األجنبــي المباشــر إلــى دولــة اإلمــارات خــال الفتــرة‬
‫محــل الدراســة‪ ،‬فقــد اتجهــت إلــى الزيــادة فــي بعــض األعــوام‪ ،‬وإلــى االنخفــاض فــي بعــض‬
‫األعــوام األخــرى‪ ،‬وإن انضبطــت فــي الزيــادة خــال الثالثــة أعــوام األخيــرة ‪2015‬م‪2016 ،‬م‪،‬‬
‫‪2017‬م‪ ،‬ولعــل الســبب فــي انخفــاض صافــي تدفقــات االســتثمار األجنبــي المباشــر الــوارد إلــى‬
‫دولــة اإلمــارات فــي بعــض الســنوات يرجــع‪ -‬وبنســبة كبيــرة‪ -‬إلــى انخفــاض تدفقــات االســتثمار‬
‫األجنبــي المباشــر العالمــي بســبب زيــادة عمليــات االندمــاج والشــركاء عبــر الحــدود‪ ،‬وعمليــات‬
‫إعــادة هيكلــة الشــركات‪ ،‬ومــا تتضمنــه مــن تغيــرات فــي الهيــاكل القانونيــة‪ ،‬أو الملكيــة للشــركات‬
‫المتعــددة الجنســيات‪ ،‬بمــا فــي ذلــك التحويــات الضريبيــة‪ ،‬هــذا فضــا عمــا ســببته األزمــة الماليــة‬
‫العالميــة عــام ‪2008‬م‪ ،‬والســنوات التــي تلتهــا‪ ،‬مــن آثــار ســلبية علــى االقتصــاد العالمــي بصفــة‬
‫عامــة‪ ،‬وعلــى االســتثمارات األجنبيــة المباشــرة بصفــة خاصــة‪.‬‬

‫وتعــد دولــة اإلمــارات مــن الوجهــات االســتثمارية المفضلــة إقليميــا وعالميــا‪ ،‬ويتضــح ذلــك‬
‫مــن خــال اإلحصــاءات الــواردة فــي تقريــر االســتثمار العالمــي ‪2018‬م الصــادر عــن مؤتمــر‬
‫األمــم المتحــدة للتجــارة والتنميــة – األونكتــاد(((‪ ،‬ففــي العــام ‪2017‬م ارتفعــت قيمــة االســتثمار‬
‫األجنبــي المباشــر الداخــل إلــى دولــة اإلمــارات بمقــدار ‪ 749.4‬مليــون دوالر‪ ،‬وبنســبة ‪،7.8%‬‬
‫وبهــذا تتقــدم دولــة اإلمــارات ‪ 5‬مراتــب عالميــة لتحتــل المرتبــة ‪ 30‬عالميــا‪ ،‬فــي العــام ‪2017‬م‪،‬‬
‫حيــث بلــغ إجمالــي تدفــق االســتثمار األجنبــي الداخــل فــي العــام ‪2017‬م مــا مجموعــه ‪10.354‬‬

‫((( انظر‪:‬‬
‫‪ -‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬وزارة االقتصاد‪ ،‬قطاع التجارة الخارجية‪ ،‬إدارة االستثمار‪ ،‬اتجاهات تدفق االستثمار‬
‫األجنبي المباشر من خالل مالمح تقرير االستثمار العالمي‪ ،‬يونيو ‪2018‬م‪ ،‬ص‪ 7 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير االستثمار العالمي ‪2018‬م الصادر عن مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية – األونكتاد‪ ،‬والمتاح على‬
‫الرابط التالي‪:‬‬
‫‪- https://unctad.org/en/PublicationsLibrary/tdr2018overview_ar.pdf‬‬

‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬ ‫‪752‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 752‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي ( ‪) 781-746‬‬
‫مليــار دوالر مقابــل ‪ 9.06‬مليــار دوالر فــي العــام ‪2016‬م‪.‬‬

‫وعلــى مســتوى دول غــرب آســيا احتلــت دولــة اإلمــارات المرتبــة الثانيــة فــي حجــم تدفقــات‬
‫االســتثمارات األجنبيــة الــواردة خــال العــام ‪2017‬م بنســبة ‪ ،40%‬وذلــك بعــد تركيــا التــي احتلــت‬
‫المرتبــة األولــى بنســبة ‪ 42.6%‬مــن إجمالــي تدفــق االســتثمار األجنبــي إلــى غــرب آســيا‪ ،‬ثــم‬
‫جــاءت فــي المرتبــة الثالثــة لبنــان بنســبة ‪10%‬‬

‫وقــد تصـ َّـدرت دولــة االمــارات دول مجلــس التعــاون الخليجــي فــي جاذبيتهــا لالســتثمارات‬
‫األجنبيــة فــي العــام ‪2017‬م‪ ،‬وقــد َشـ َّ‬
‫ـك َل إجمالــي تدفــق االســتثمار األجنبــي لدولــة االمــارات للعــام‬
‫‪2017‬م البالــغ ‪ 10.354‬مليــار دوالر مــا نســبته ‪ 67%‬مــن تدفــق إجمالــي االســتثمارات االجنبيــة‬
‫المباشــرة لــدول مجلــس التعــاون الخليجــي للعــام ‪2017‬م‪ ،‬والبالــغ ‪ 15.45‬مليــار دوالر‪ ،‬ثــم تلتهــا‬
‫ســلطنة عمــان بالمرتبــة الثانيــة بنســبة ‪ ،12.1%‬ثــم المملكــة العربيــة الســعودية بنســبة ‪.9.2%‬‬

‫كمــا تصـ َّـدرت دولــة اإلمــارات أيضــا دول الوطــن العربــي في جاذبيتهــا لالســتثمارات األجنبية‬
‫ـك َل إجمالــي تدفــق لالســتثمار األجنبــي لدولــة االمــارات للعــام ‪2017‬م‬ ‫فــي العــام ‪2017‬م‪ ،‬وقــد ًشـ َّ‬
‫البالــغ ‪ 10.354‬مليــار مــا نســبته ‪ 36%‬مــن إجمالــي تدفــق االســتثمارات األجنبيــة المباشــرة لــدول‬
‫الوطــن العربــي للعــام ‪2017‬م‪ ،‬والبالــغ ‪ 28.72‬مليــار دوالر‪ ،‬ثــم تلتهــا جمهوريــة مصــر العربيــة‬
‫بالمرتبــة الثانيــة بنســبة ‪ 26%‬تقريبــا ومــن ثــم مملكــة المغــرب بالمرتبــة الثالثــة بنســبة ‪ ،9.2‬ثــم‬
‫جمهوريــة لبنــان بالمرتبــة الرابعــة بنســبة ‪.9.1%‬‬

‫ونظــراً للعالقــة الطرديــة بيــن تدفقــات االســتثمار األجنبــي المباشــر ومعــدل نمــو الناتــج‬
‫المحلــي اإلجمالــي فــإن زيــادة تدفــق االســتثمارات األجنبيــة المباشــرة داخــل دولــة اإلمــارات تؤثــر‬
‫إيجابيــا فــي معــدل نمــو الناتــج المحلــي اإلجمالــي‪ ،‬وهــو مــا يوضحــه الشــكل اآلتــي‪:‬‬
‫الشكل (‪)2‬‬
‫نسبة االستثمار األجنبي المباشر من الناتج المحلي اإلجمالي (‪)%‬‬
‫خالل الفترة من ‪2006‬م حتى ‪2016‬م‬

‫‪35‬‬
‫‪30.7‬‬
‫‪29.4‬‬
‫‪30‬‬
‫‪24.9‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪22.3‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪18.1‬‬ ‫‪18.9‬‬ ‫‪21.4‬‬
‫‪21.7‬‬ ‫‪20.4‬‬
‫‪20‬‬
‫‪17.1‬‬
‫النسبة‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪5.8‬‬ ‫‪5.5‬‬


‫‪3.1‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2.3‬‬
‫‪1.6‬‬ ‫‪2.1‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0.4‬‬
‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬
‫السنة‬

‫نسبة تدفقات االستثمار األجنبي المباشر التراكمية الواردة من الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫نسبة صافي تدفقات االستثمار األجنبي المباشر الواردة من الناتج المحلي اإلجمالي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على بيانات واردة في نشرة ضمان االستثمار‪ ،‬العدد ‪ ،2‬السنة ‪2018‬م‪ ،‬مالمح االستثمار األجنبي‬
‫المباشر في الدول العربية ‪2017‬م‪.‬‬
‫‪753‬‬ ‫العدد ‪2‬‬
‫من الثبات‬ ‫المباشر ‪16‬‬
‫تتسم بشيء‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬
‫‪2019‬مواضح من الشكل السابق أن صافي تدفقات االستثمار األجنبي املجلد‬ ‫ديسمرب وكما هو‬
‫النسبي‪ ،‬خاصة خالل الفترة من عام ‪2010‬م حتى عام ‪2016‬م‪ ،‬وهو ما يعني زيادة األرصدة التراكمية من‬
‫االستثمارات األجنبية المباشرة داخل دولة اإلمارات عاما بعد عام‪ ،‬األمر الذي يؤدي في النهاية إلى زيادة معدل‬
‫نمو الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫وبالنسبة للتطور النوعي لمشاريع االستثمار األجنبي المباشر فإن الشكل التالي يوضح تطور هذه المشاريع‬
‫في أهم ‪ 10‬قطاعات داخل دولة اإلمارات خالل الفترة من يناير ‪2013‬م حتى ديسمبر ‪2017‬م بالمليون دوالر‪:‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 753‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫حوافز وضامنات االستثامر األجنبي املبارش يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬دراسة مقارنة ( ‪) 781-746‬‬
‫المصــدر‪ :‬مــن إعــداد الباحــث اعتمــادا علــى بيانــات واردة فــي نشــرة ضمــان االســتثمار‪،‬‬
‫العــدد ‪ ،2‬الســنة ‪2018‬م‪ ،‬مالمــح االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي الــدول العربيــة ‪2017‬م‪.‬‬

‫وكمــا هــو واضــح مــن الشــكل الســابق أن صافــي تدفقــات االســتثمار األجنبــي المباشــر تتســم‬
‫بشــيء مــن الثبــات النســبي‪ ،‬خاصــة خــال الفتــرة مــن عــام ‪2010‬م حتــى عــام ‪2016‬م‪ ،‬وهــو‬
‫مــا يعنــي زيــادة األرصــدة التراكميــة مــن االســتثمارات األجنبيــة المباشــرة داخــل دولــة اإلمــارات‬
‫عامــا بعــد عــام‪ ،‬األمــر الــذي يــؤدي فــي النهايــة إلــى زيــادة معــدل نمــو الناتــج المحلــي اإلجمالــي‪.‬‬

‫وبالنســبة للتطــور النوعــي لمشــاريع االســتثمار األجنبــي المباشــر فــإن الشــكل التالــي يوضــح‬
‫تطــور هــذه المشــاريع فــي أهــم ‪ 10‬قطاعــات داخــل دولــة اإلمــارات خــال الفتــرة مــن ينايــر‬
‫‪2013‬م حتــى ديســمبر ‪2017‬م بالمليــون دوالر‪:‬‬

‫المصــدر‪ :‬مــن إعــداد الباحــث اعتمــادا علــى بيانــات واردة فــي نشــرة ضمــان االســتثمار‪،‬‬
‫العــدد ‪ ،2‬الســنة ‪2018‬م‪ ،‬مالمــح االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي الــدول العربيــة ‪2017‬م‪.‬‬

‫الشكل (‪)3‬‬
‫تطور المشاريع االستثمارية في أهم ‪ 10‬قطاعات‬
‫خالل الفترة من يناير ‪2013‬م حتى ديسمبر ‪2017‬م (بالمليون دوالر)‬

‫الفحم والنفط والغاز الطبيعي‬ ‫‪9,254‬‬

‫العقارات‬ ‫‪8,298‬‬

‫الفنادق والسياحة‬ ‫‪3,306‬‬

‫الخدمات المالية‬ ‫‪2,935‬‬

‫االتصاالت‬ ‫‪2,719‬‬

‫الطاقة البديلة‪ /‬المتجدة‬ ‫‪2,641‬‬

‫البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات‬ ‫‪2,401‬‬

‫مواد كيميائية‬ ‫‪2,168‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪1,000‬‬ ‫‪2,000‬‬ ‫‪3,000‬‬ ‫‪4,000‬‬ ‫‪5,000‬‬ ‫‪6,000‬‬ ‫‪7,000‬‬ ‫‪8,000‬‬ ‫‪9,000‬‬ ‫‪10,000‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على بيانات واردة في نشرة ضمان االستثمار‪ ،‬العدد ‪ ،2‬السنة ‪2018‬م‪ ،‬مالمح االستثمار األجنبي‬
‫المباشر في الدول العربية ‪2017‬م‪.‬‬
‫والغاز قطــاع‬
‫ـرا فــي‬ ‫الفحم كبيـ‬
‫والنفط‬ ‫ارتفاعــا‬
‫ـى قطاع‬‫يلقـفي‬ ‫المباشــر‬
‫كبيرا‬ ‫األجنبــي‬
‫يلقى ارتفاعا‬ ‫ـتثمارالمباشر‬ ‫االسـ‬
‫األجنبي‬ ‫ـابق أن‬
‫االستثمار‬ ‫السـأن‬
‫ـكلالسابق‬‫من الشـ‬
‫الشكل‬ ‫ويالحظمــن‬
‫ويالحــظ‬
‫ألنـذادولةالقطــاع‬
‫ـي هـ‬ ‫ـر فـ‬
‫عادي‬ ‫المباشـ‬
‫أمر‬ ‫األجنبــي‬
‫دوالر‪ ،‬وهذا‬ ‫ـتثمار مليون‬
‫االسـ‪9,254‬‬
‫ـوعالقطاع‬
‫فيـ هذا‬
‫المباشرمجم‬
‫األجنبيبلــغ‬
‫االستثمارـي‪ ،‬إذ‬
‫مجموع الطبيعـ‬
‫ـطبلغوالغــاز‬
‫والنفـإذ‬ ‫الفحــم‬
‫الطبيعي‪،‬‬
‫‪ 9,254‬مليــون دوالر‪ ،‬وهــذا أمــر عــادي ألن دولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة تمتلــك ‪ 4%‬مــن‬
‫بـ‬ ‫يقدر‬ ‫بمعدل‬ ‫الغاز‪،‬‬ ‫احتياطي‬ ‫من‬ ‫‪%‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫و‬ ‫العالم‪،‬‬ ‫في‬ ‫النفط‬ ‫احتياطي‬ ‫من‬ ‫‪%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫تمتلك‬ ‫المتحدة‬ ‫العربية‬ ‫اإلمارات‬
‫‪ 97.8‬مليون برميل‪ ،‬و ‪ 6,091‬متر مكعب على التوالي‪ ،‬كما صنفت دولة اإلمارات العربية المتحدة كسابع أكبر‬
‫برميــل‪،‬‬ ‫احتياطــي النفــط فــي العالــم‪ ،‬و‪ 3.5%‬مــن احتياطــي الغــاز‪ ،‬بمعــدل يقــدر بـــ ‪ 97.8‬مليــون‬
‫احتياطيات النفط والغاز الطبيعي المثبتة عالميا على الترتيب‪ ،‬وتتركز أغلب احتياطيات اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ـابع أكبــر‬
‫كسـ هذا‬ ‫وبحراـة(‪،)1‬المتحــدة‬
‫وبالتالي فإن‬ ‫العربيـ‬
‫ـارات برا‬
‫اإلمـأبوظبي‬ ‫الغازــتفي دولــة‬
‫البالد) في‬ ‫احتياطيصنف‬
‫ـي‪ ،‬كمــا‬ ‫التوالـمن‬
‫ـى ‪%94‬‬ ‫علـ و‬ ‫احتياطيـب‬
‫النفط‪،‬‬ ‫منــر مكعـ‬
‫‪ %‬مت‬‫‪6,091‬‬
‫و (‪95‬‬
‫احتياطيــات النفــط والغــاز الطبيعــي المثبتــة عالميــا علــى الترتيــب‪ ،‬وتتركــز أغلــب احتياطيــات‬
‫الخام‪.‬‬ ‫المواد‬ ‫في‬ ‫نسبية‬ ‫ميزة‬ ‫على‬ ‫يحتوي‬ ‫القطاع‬
‫الشكلالبــاد)‬
‫تضمنها فــي‬
‫التي الغــاز‬ ‫كما يتضح من خالل الجدول السابق ارتفاع نسبة االستثمارات األجنبية في بقية القطاعات‬
‫احتياطــي‬ ‫اإلمــارات العربيــة المتحــدة (‪ 95%‬مــن احتياطــي النفــط‪ ،‬و ‪ 94%‬مــن‬
‫السابق؛ ألنها قطاعات حيوية‪ ،‬وتتميز بمعدالت نمو متزايدة‪ ،‬وتُعد األكثر أمانا بالنسبة للمستثمر األجنبي‪ ،‬وجميعها‬
‫يتوافق مع االستراتيجية الوطنية لمإمارات ورؤية ‪.2021‬‬
‫الشارقة للعلوم القانونية املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م مجلة جامعة‬
‫المطلب الثاني‬
‫‪754‬‬
‫نطاق االستثمار األجنبي المباشر‬
‫وفقا للمرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م بشأن االستثمار األجنبي المباشر‬
‫صدر المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م لتنظيم االستثمار األجنبي المباشر في دولة اإلمارات‬
‫العربية المتحدة‪ ،‬ويهدف هذا المرسوم بقانون اتحادي‪ -‬وفقا لما تنص عليه مادتة الثانية‪ -‬إلى تعزيز فرص التنمية‬
‫االقتصادية واالزدهار في ربوع اإلمارات‪.‬‬
‫‪���� ������� 2-16 .indd 754‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬
‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي ( ‪) 781-746‬‬
‫فــي أبوظبــي بــرا وبحــرا(((‪ ،‬وبالتالــي فــإن هــذا القطــاع يحتــوي علــى ميــزة نســبية فــي المــواد‬
‫الخــام‪.‬‬

‫كمــا يتضــح مــن خــال الجــدول الســابق ارتفــاع نســبة االســتثمارات األجنبيــة فــي بقيــة‬
‫القطاعــات التــي تضمنهــا الشــكل الســابق؛ ألنهــا قطاعــات حيويــة‪ ،‬وتتميــز بمعــدالت نمــو متزايدة‪،‬‬
‫وتُعــد األكثــر أمانــا بالنســبة للمســتثمر األجنبــي‪ ،‬وجميعهــا يتوافــق مــع االســتراتيجية الوطنيــة‬
‫لإلمــارات ورؤيــة ‪.2021‬‬

‫المطلــب الثانــي‪ :‬نطــاق االســتثمار األجنبــي المباشــر وفقــا للمرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪19‬‬
‫لســنة ‪2018‬م بشــأن االســتثمار األجنبــي المباشــر‬

‫صــدر المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م لتنظيــم االســتثمار األجنبــي المباشــر‬
‫فــي دولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة‪ ،‬ويهــدف هــذا المرســوم بقانــون اتحــادي‪ -‬وفقــا لمــا تنــص‬
‫عليــه مادتــة الثانيــة‪ -‬إلــى تعزيــز فــرص التنميــة االقتصاديــة واالزدهــار فــي ربــوع اإلمــارات‪.‬‬

‫وتســري أحــكام هــذا القانــون علــى كافــة مشــاريع االســتثمار األجنبــي المباشــر التــي تؤســس‬
‫وترخــص فــي الدولــة بعــد العمــل بهــذا القانــون‪ ،‬ويســتثنى مــن الخضــوع ألحكامــه المشــاريع التــي‬
‫تؤســس فــي المناطــق الحــرة الماليــة وغيــر الماليــة فــي دولــة اإلمــارات(((‪.‬‬

‫إن تعبيــر االســتثمار بصفــة عامــة يقتضــي قيــام المســتثمر باســتغالل أموالــه أو خبراتــه علــى‬
‫وجــه االســتقالل فــي عمــل أو مهنــة أيــا كانــت طبيعتهــا؛ أي ســواء كانــت مــن بيــن األعمــال‬
‫التجاريــة‪ ،‬أو تجــاوز ذلــك ليشــمل األعمــال الصناعيــة‪ ،‬واالســتخراجية‪ ،‬أو غيرهمــا‪ ،‬إال أن هــذا‬
‫المعنــى وإن صلــح تطبيقــه بالنســبة للمســتثمر الوطنــي فإنــه ال يصلــح للتطبيــق بالنســبة للمســتثمر‬
‫األجنبــي((( بســبب خصوصيــة بعــض األنشــطة‪ ،‬واألهميــة االســتراتيجية لبعــض القطاعــات‪.‬‬

‫فالمشــرع اإلماراتــي وإن كان مــدركا ألهميــة جــذب االســتثمارات األجنبيــة المباشــرة إلــى‬
‫داخــل دولــة اإلمــارات‪ ،‬ومــن ثـ َّـم بــادر بمنحهــا المزايــا العديــدة‪ ،‬والضمانــات التشــريعية التــي مــن‬
‫شــأنها اســتقطاب المزيــد منهــا‪ ،‬فإنــه فــي الوقــت نفســه كان مــدركا مــدى خطــورة هذه االســتثمارات‬

‫(( ( انظر‪ :‬البوابة الرسمية لحكومة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬حقائق وأرقام‪ ...‬متاح على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪- https://www.government.ae/ar-AE/about-the-uae/fact-sheet‬‬
‫(( ( انظر المادة رقم (‪ )3‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪.‬‬
‫(( ( لقد حدد المشرع اإلماراتي المقصود بالمستثمر األجنبي بموجب المادة (‪ )1‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪19‬‬
‫لسنة ‪2018‬م بشأن االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬إذ جاء النص فيها على أنه‪« :‬الشخص الطبيعي أو االعتباري‬
‫الذي ال يحمل جنسية الدولة ويقوم باالستثمار فى الدولة وفقا ألحكام هذا المرسوم بقانون»‪.‬‬

‫‪755‬‬ ‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 755‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫حوافز وضامنات االستثامر األجنبي املبارش يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬دراسة مقارنة ( ‪) 781-746‬‬
‫عندمــا تتعلــق بنشــاطات معينــة‪ ،‬وأن الســماح لألجانــب باالســتثمار فــي هــذه المشــروعات قــد يلحق‬
‫الضــرر باالقتصــاد اإلماراتــي‪ ،‬أو بســيادة دولــة اإلمــارات علــى أراضيهــا وعلــى اقتصادهــا‪،‬‬
‫لذلــك‪ ،‬ومــن هــذا المنطلــق‪ ،‬قــام المشــرع اإلماراتــي فــي المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة‬
‫‪2018‬م بتحديــد القطاعــات واألنشــطة التــي يجــوز للمســتثمر األجنبــي االســتثمار فيهــا‪ ،‬وأطلــق‬
‫عليهــا اســم «القائمــة اإليجابيــة»‪ ،‬والقطاعــات التــي ال يجــوز لــه االســتثمار فيهــا‪ ،‬وأطلــق عليهــا‬
‫اســم «القائمــة الســلبية»‪ ،‬والتــي اســتثناها المشــرع مــن الخضــوع ألحــكام المرســوم بقانــون اتحادي‬
‫رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م؛ ليســتمر خضوعهــا للتشــريعات المنظمــة لهــا فــي الدولــة‪.‬‬

‫(أوال) القائمة اإليجابية‪:‬‬

‫تضــم هــذه القائمــة القطاعــات واألنشــطة االقتصاديــة المتاحــة للمســتثمر األجنبــي داخــل‬
‫دولــة اإلمــارات‪ ،‬ســواء بنســبة ‪ ،100%‬أو أيــة نســبة تقــل عــن ذلــك وفقــا ألحــكام هــذا المرســوم‬
‫بقانــون(((‪ ،‬ويتــم تحديــد هــذه القائمــة بقــرار يصــدره مجلــس الــوزراء اســتثنا ًء مــن بعــض أحــكام‬
‫قانــون الشــركات‪ ،‬والقوانيــن االتحاديــة فــي الدولــة‪ ،‬ويصــدر قــرار مجلــس الــوزراء بنــاء علــى‬
‫عــرض وزيــر االقتصــاد‪ ،‬وتوصيــة لجنــة االســتثمار األجنبــي المباشــر‪ ،‬ويجــوز أن يُحــدد القــرار‬
‫اإلمــارة‪ ،‬أو اإلمــارات التــي يُســمح بإقامــة مشــروع االســتثمار األجنبــي المباشــر فيهــا(((‪.‬‬

‫وتســهم‬‫ويجــب أن تتوافــق هــذه القطاعــات مــع الــرؤى والخطــط االســتراتيجية للدولــة‪ُ ،‬‬
‫فــي تعزيــز بيئــة االبتــكار وتنقــل التكنولوجيــا والتقنيــات الحديثــة والمتطــورة وتلبــي االحتياجــات‬
‫التنمويــة‪ ،‬ولديهــا درجــة مــن الكفــاءة والخبــرة والشــهرة العالميــة‪ ،‬ولهــا أثــر إيجابــي علــى البيئــة‪،‬‬
‫وتوفــر فــرص عمــل وتدريــب للكــوادر الوطنيــة‪ ،‬وتُســهم فــي تحقيــق قيــم مضافــة عاليــة القتصــاد‬
‫الدولــة‪ ،‬وفقــاً ألفضــل الممارســات العالميــة‪ .‬‬

‫ويجــوز لمجلــس الــوزراء‪ -‬بنــاء علــى طلــب الحكومــة المحليــة‪ ،‬وتوصيــة لجنــة االســتثمار‬
‫األجنبــي المباشــر‪ ،‬وعــرض وزيــر االقتصــاد‪ -‬إصــدار قــرار بالموافقــة علــى مشــروع اســتثمار‬
‫أجنبــي مباشــر غيــر مــدرج بالقائمــة اإليجابيــة(((‪.‬‬

‫ويجــب أن يتضمــن القــرار الصــادر مــن مجلــس الــوزراء بالقائمــة اإليجابيــة‪ ،‬وكذلــك قــرار‬
‫الموافقــة علــى مشــروع اســتثمار أجنبــي مباشــر غيــر مــدرج بالقائمــة اإليجابيــة‪ ،‬الشــكل القانونــي‬
‫الــذي يتخــذه مشــروع االســتثمار األجنبــي المباشــر‪ ،‬ونســبة ملكيــة األجنبــي ســواء بنســبة ‪،100%‬‬
‫أو أيــة نســبة تقــل عــن ذلــك‪ ،‬والحــد األدنــى لــرأس مــال شــركة االســتثمار األجنبــي‪ ،‬والشــروط‬

‫(( ( انظر‪ :‬المادة (‪ )1‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪.‬‬
‫(( ( انظر المادة (‪ )7/3‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪.‬‬
‫(( ( انظر المادة (‪ )7/4‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪.‬‬

‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬ ‫‪756‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 756‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي ( ‪) 781-746‬‬
‫والضوابــط الالزمــة بهــذا الشــأن‪ ،‬والحــد األدنــى لنســبة الكــوادر الوطنيــة العاملــة فيــه‪ ،‬والمزايــا‬
‫المتاحــة لمشــروع االســتثمار األجنبــي المباشــر‪ ،‬ويجــوز أن يتضمــن قــرار مجلــس الــوزراء‬
‫اســتثناء شــركات االســتثمار األجنبــي مــن بعــض أحــكام قانــون الشــركات‪ ،‬والقوانيــن االتحاديــة‬
‫بالدولــة بمــا يتفــق وطبيعــة مشــاريع االســتثمار األجنبــي المباشــر(((‪.‬‬

‫(ثانيا) القائمة السلبية‪:‬‬

‫تضــم القائمــة الســلبية القطاعــات المقصــورة علــى االســتثمار الوطنــي؛ أي القطاعــات‬


‫واألنشــطة االقتصاديــة غيــر المتاحــة للمســتثمر األجنبــي المحــددة بالبنــد (‪ )2‬مــن المــادة (‪ )7‬مــن‬
‫المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م‪ ،‬وهــي‪:‬‬

‫ ‪ .‬أاستكشاف المواد البترولية والتنقيب عنها وإنتاجها‪.‬‬

‫ ‪ .‬بالتحريــات واألمــن والقطاعــات العســكرية وتصنيــع األســلحة والمتفجــرات والمعــدات‬


‫واألجهــرزة والمالبــس العســكرية‪.‬‬

‫ ‪ .‬جاألنشطة المصرفية والتمويل وأنظمة الدفع والتعامل مع النقد‪.‬‬

‫ ‪ .‬دخدمات التأمين‪.‬‬

‫ ‪ .‬هخدمات الحج والعمرة وخدمات العمالة والخدم واستقدام الموظفين‪.‬‬

‫ ‪ .‬وخدمات المياه والكهرباء‪.‬‬

‫ ‪ .‬زالخدمات المتصلة بمجال مصائد األسماك‪.‬‬

‫ ‪ .‬حخدمات البريد وخدمات االتصاالت والخدمات الصوتية والمرئية‪.‬‬

‫ ‪ .‬طخدمات النقل البري والنقل الجوي‪.‬‬

‫ ‪ .‬يخدمات الطباعة والنشر‪.‬‬

‫ ‪ .‬كخدمات الوكالء التجاريين‪.‬‬

‫ ‪ .‬لتجارة التجزئة الطبية مثل الصيدليات الخاصة‪.‬‬

‫ ‪ .‬ممراكز السموم وبنوك الدم والمحاجر الصحية‪.‬‬

‫(( ( انظر المادة (‪ )7/5‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪.‬‬

‫‪757‬‬ ‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 757‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫حوافز وضامنات االستثامر األجنبي املبارش يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬دراسة مقارنة ( ‪) 781-746‬‬
‫وبالنظــر إلــى القطاعــات واألنشــطة التــي تضمنتهــا القائمــة الســلبية نجــد أن المشــرع قــد أخــذ‬
‫بعيــن االعتبــار القطاعــات واألنشــطة ذات الطابــع الســيادي للدولــة‪ ،‬والقطاعــات المتصلــة باألمــن‬
‫القومــي‪ ،‬والقطاعــات واألنشــطة الحيويــة التــي تؤثــر فــي المصلحــة الوطنيــة والمواطنيــن‪ ،‬وعــدد‬
‫مــن الخدمــات ذات الطابــع الخــاص‪ ،‬وغيرهــا مــن األنشــطة والخدمــات التــي يمكــن أن يكــون‬
‫أثرهــا ســلبي علــى الشــركات الوطنيــة التــي تــزاول نشــاطا مماثــا‪.‬‬

‫أمــا مجــاالت االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي المملكــة العربيــة الســعودية فقــد نصــت المــادة‬
‫الثانيــة مــن نظــام االســتثمار األجنبــي الســعودي علــى أنــه‪« :‬مــع عــدم اإلخــال بمــا تقضــي بــه‬
‫األنظمــة واالتفاقــات‪ ،‬يصــدر الســتثمار رأس المــال األجنبــي فــي أي نشــاط اســتثماري فــي المملكة‬
‫بصفــة دائمــة أو مؤقتــة ترخيــص مــن الهيئــة‪ ،»...‬ويُفهــم مــن ذلــك أن األصــل العــام هــو جــواز‬
‫االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي جميــع األنشــطة االســتثمارية داخــل إقليــم المملكــة العربيــة‬
‫الســعودية‪ ،‬إال أن هــذا األصــل العــام قــد ورد عليــه اســتثناء‪ ،‬وهــو مــا نصــت عليــه المــادة الثالثــة‬
‫مــن هــذا النظــام بــأن‪« :‬يختــص المجلــس((( بإصــدار قائمــة أنــواع النشــاط المســتثنى مــن االســتثمار‬
‫األجنبــي»‪ ،‬وقــد أصــدر المجلــس قــراره الــذي حــدد األنشــطة المســتثناه مــن اإلســتثمار األجنبــي‬
‫فــي الســعودية بمــا يلــي(((‪:‬‬

‫ •قطاع الصناعة‪:‬‬
‫‪1 .1‬استكشــاف المــواد البتروليــة والتنقيــب عنهــا وإنتاجهــا وال يشــمل ذلــك الخدمــات المتصلــة‬
‫بمجــال التعديــن المصنفــة دوليــا باألرقــام (‪ 883‬و ‪.)5115‬‬

‫‪ 2 .2‬تصنيع المعدات واألجهزة والمالبس العسكرية‪.‬‬

‫‪3 .3‬تصنيع المتفجرات المدنية‪.‬‬

‫ •قطاع الخدمات‪:‬‬
‫‪1 .1‬خدمات تأمين اإلعاشة للقطاعات العسكرية‪.‬‬

‫‪2 .2‬التحريات واألمن‪.‬‬

‫‪3 .3‬االستثمار العقاري في مكة المكرمة والمدينة المنورة‪.‬‬

‫‪4 .4‬خدمات اإلرشاد السياحي ذات العالقة بالحج والعمرة‪.‬‬

‫((( المجلس االقتصادي األعلى‪.‬‬


‫(( ( وزارة التجارة واالستثمار‪ -‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬ ‫‪758‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 758‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي ( ‪) 781-746‬‬
‫‪5 .5‬خدمات التخديم وتقديم العاملين بما فيها مكاتب االستقدام والتوظيف األهلية‪.‬‬

‫‪6 .6‬خدمات السمسرة للعقار‪.‬‬

‫‪7 .7‬الخدمات الخاضعة لنظام المطبوعات والنشر‪ ،‬عدا الخدمات اآلتية‪:‬‬

‫ •خدمات اإلعداد لما قبل الطباعة المصنفة دوليا بالرقم (‪.)88442‬‬

‫ •المطابع المصنفة دوليا بالرقم (‪.)88442‬‬

‫ •الرسم والخط المصنفة دوليا بالرقم (‪.)87501‬‬

‫ •التصوير الفوتوغرافي المصنفة دوليا بالرقم (‪.)875‬‬

‫ •االستوديوهات التلفزيونية واإلذاعية المصنفة دوليا بالرقم (‪.)96114‬‬

‫ •مكاتب وسائل اإلعالم األجنبية ومراسليها المصنفة دوليا بالرقم (‪.)962‬‬

‫ •الدعاية واإلعالن المصنفة دوليا بالرقم (‪.)871‬‬

‫ •العالقات العامة المصنفة دوليا بالرقم (‪)86506‬‬

‫ •النشر المصنفة دوليا بالرقم (‪.)88442‬‬

‫ •الخدمات الصحفية المصنفة دوليا بالرقم (‪.)88442‬‬

‫ •إنتاج برامج الحاسب اآللي أو بيعها أو تأجيرها المصنفة دوليا بالرقم (‪.)88‬‬

‫ •الدراسات واالستشارات اإلعالمية المصنفة دوليا بالرقم (‪.)853‬‬

‫ •النسخ واالستنساخ المصنفة دوليا باألرقام (‪ 87904‬زائد ‪.)87507‬‬

‫ •توزيع األفالم السينمائية وأشرطة الفيديو المصنفة دوليا بالرقم (‪.)96113‬‬

‫‪ 8 .8‬الوكالء التجاريون بالعمولة المصنفة دوليا بالرقم (‪.)621‬‬

‫‪9 .9‬الخدمات الصوتية والمرئية‪.‬‬

‫‪1010‬خدمات النقل البري عدا نقل الركاب داخل المدن بواسطة القطارات‪.‬‬

‫‪1111‬الخدمــات التــي تقدمهــا القابــات والممرضــات وخدمــات العــاج الطبيعــي وخدمــات‬


‫العامليــن شــبه الطبييــن المصنفــة دوليــا بالرقــم (‪.)93191‬‬
‫‪759‬‬ ‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 759‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫حوافز وضامنات االستثامر األجنبي املبارش يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬دراسة مقارنة ( ‪) 781-746‬‬
‫‪1212‬صيد الثروات المائية الحية‪.‬‬

‫‪1313‬مراكز السموم وبنوك الدم والمحاجر الصحية‪.‬‬

‫وبالتالــي فإنــه يجــوز للمســتثمر األجنبــي االســتثمار فــي أي نشــاط فــي المملكــة العربيــة‬
‫الســعودية غيــر هــذه األنشــطة المذكــورة فــي القائمــة المســتثناة‪ ،‬والتــي وردت علــى ســبيل الحصر؛‬
‫ومــن ثـ َّـم ال يجــوز التوســع فيهــا أو القيــاس عليهــا‪ ،‬ومــع ذلــك فــإن المنظــم الســعودي قــد أخــذ فــي‬
‫االعتبــار التطــورات المتالحقــة فــي مختلــف المجــاالت‪ ،‬وعلــى كافــة األصعــدة‪ ،‬والتــي يمكــن أن‬
‫تُحيــل هــذه االســتثناءات إلــى معوقــات تحــد مــن تدفــق االســتثمار األجنبــي المباشــر إلــى الســعودية‪،‬‬
‫لذلــك فقــد تــرك البــاب مفتوحــا أمــام خفــض هــذه االســتثناءات‪ ،‬وذلــك مــن خــال مــا نــص عليــه‬
‫فــي المــادة الثالثــة مــن الالئحــة التنفيذيــة لنظــام االســتثمار األجنبــي‪ ،‬والــذي ألــزم بموجبــه مجلــس‬
‫إدارة الهيئــة العامــة لالســتثمار بــأن يقــوم بصفــة دوريــة بمراجعــة قائمــة األنشــطة المســتثناة مــن‬
‫االســتثمار األجنبــي بغــرض تقليصهــا ويرفعهــا إلــى المجلــس االقتصــادي األعلــى للنظــر فــي‬
‫إقرارهــا‪.‬‬

‫ومــن يُمعــن النظــر فــي األنشــطة المســتثناة مــن االســتثمار األجنبــي فــي الســعودية يجــد أنهــا‬
‫تتعلــق بالســيادة الســعودية‪ ،‬وتؤثــر بصــورة كبيــرة علــى الحيــاة العامــة‪ ،‬مثــل قطاعــات التعليــم‪،‬‬
‫واالتصــاالت‪ ،‬والنقــل‪ ،‬والتنقيــب عــن البتــرول والمعــادن‪ ،‬وغيرهــا مــن األنشــطة المســتثناة‪ ،‬مــع‬
‫مالحظــة أن المنــع هنــا منعــا مطلقــا؛ بمعنــى أن المســتثمر األجنبــي ممنوعــا مــن االســتثمار فــي‬
‫هــذه األنشــطة داخــل الســعودية ســواء بمفــرده‪ ،‬أو بصفتــه شــريكا لشــركاء ســعوديين‪.‬‬

‫أمــا فــي دولــة الكويــت فقــد نصــت المــادة (‪ )11‬مــن القانــون رقــم (‪ )116‬لســنة ‪ 2013‬فــي‬
‫شــأن تشــجيع االســتثمار المباشــر فــي دولــة الكويــت علــى أن‪ ...« :‬يضــع مجلــس الــوزراء قائمــة‬
‫باالســتثمارات المباشــرة التــي ال تخضــع ألحــكام هــذا القانــون‪ ،‬ولــه أن يقــوم بتحديثهــا فــي ضــوء‬
‫السياســة العامــة للدولــة‪ ،‬وخططهــا‪ ،‬ومــا يقترحــه مجلــس إدارة الهيئــة((( فــي هــذا الشــأن‪ ،‬ويضــع‬
‫مجلــس الــوزراء أســس وقواعــد اســتثمارات األشــخاص االعتباريــة األجنبيــة فــي دولــة الكويــت»‪.‬‬

‫لذلــك فقــد صــدر قــرار مجلــس الــوزراء رقــم (‪ )75‬لســنة ‪ 2015‬بتاريــخ ‪ 26/1/2015‬بشــأن‬
‫تحديــد قائمــة باالســتثمارات المباشــرة التــي ال تخضــع ألحــكام قانــون رقــم ‪ 116‬لســنة ‪2013‬م فــي‬
‫شــأن تشــجيع االســتثمار المباشــر فــي دولــة الكويــت‪ ،‬وقــد دخــل هــذا القــرار حيــز النفــاذ بنشــره فــي‬
‫عــدد الجريــدة الرســمية رقــم (‪ )1221‬الصــادر يــوم االحــد الموافــق ‪ 1‬فبرايــر ‪ ،2015‬وبالتالــي‬
‫فــإن هيئــة تشــجيع االســتثمار المباشــر ســتتولى‪ -‬بالتعــاون مــع الجهــات المختصــة‪ -‬تطبيــق هــذا‬
‫القــرار والقيــام باســتثناء األنشــطة المذكــورة التــي تضمنهــا هــذا القــرار مــن أنشــطة االســتثمار‬

‫((( هيئة تشجيع االستثمار المباشر‪.‬‬

‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬ ‫‪760‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 760‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي ( ‪) 781-746‬‬
‫المباشــر المســموح مزاولتهــا تحــت مظلــة القانــون رقــم ‪ 116‬لســنة ‪2013‬م‪ ،‬ويشــمل القــرار‬
‫المشــار اليــه تســعة أنشــطة فــي إطــار التصنيــف الدولــي الموحــد‪ ،‬وهــي(((‪:‬‬

‫‪1 .1‬استخراج النفط الخام (الفرع ‪.)610‬‬

‫‪2 .2‬استخراج الغاز الطبيعي (الفرع ‪.)620‬‬

‫‪3 .3‬صناعة منتجات أفران الكوك (الفرع ‪.)1910‬‬

‫‪4 .4‬صناعة األسمدة والمركبات األزوتية (الفرع ‪.)2012‬‬

‫‪5 .5‬صناعــة غــاز االســتصباح وتوزيــع أنــواع الوقــود الغازيــة عــن طريــق أنابيــب رئيســية‬
‫(الفــرع ‪.)3520‬‬

‫‪6 .6‬األنشطة العقارية (الباب ل) باستثناء مشاريع البناء للتشغيل الخاص‪.‬‬

‫‪7 .7‬األنشطة الخاصة باألمن والتحقيقات (القسم ‪.)80‬‬

‫‪8 .8‬األنظمة الخاصة باإلدارة العامة والدفاع والضمان االجتماعي اإللزامي (الباب س)‪.‬‬

‫‪9 .9‬أنشطة المنظمات ذات العضوية (القسم ‪.)94‬‬

‫اضافة الى‪:‬‬

‫‪1010‬أنشطة استخدام العمالة بما في ذلك العمالة المنزلية‪.‬‬

‫ونالحــظ ممــا ســبق أن األصــل العــام فــي كل مــن‪ :‬اإلمــارات والســعودية والكويــت هــو جــواز‬
‫االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي كافــة المجــاالت وجميــع األنشــطة‪ ،‬إال أن هــذا األصــل العــام‬
‫تــرد عليــه بعــض االســتثناءات التــي تتعلــق بســيادة الدولــة وتحقيــق الصالــح العــام‪ ،‬ولذلــك يُمنــع‬
‫المســتثمر األجنبــي مــن االســتثمار فــي هــذه األنشــطة المســتثناة‪ ،‬وهــذا المنــع يضيق ويتســع حســب‬
‫الرؤيــة الخاصــة بــكل دولــة‪ ،‬وظروفهــا االقتصاديــة‪ ،‬واالجتماعيــة‪ ،‬والسياســية‪ ،‬وعلــى الرغــم‬
‫مــن أن هــذا المنــع مطلقــا إال أن المشــرع فــي كل دولــة مــن الــدول الثــاث((( كان حريصــا علــى‬

‫((( قرار مجلس الوزراء رقم (‪ )75‬لسنة ‪ 2015‬بتاريخ ‪ 26/1/2015‬بشأن تحديد قائمة باالستثمارات المباشرة التي‬
‫ال تخضع ألحكام القانون رقم ‪ 116‬لسنة ‪ 2013‬في شأن تشجيع االستثمار المباشر في دولة الكويت‪ ...‬متاح على‬
‫الرابط التالي‪:‬‬
‫‪- http://e.kdipa.gov.kw/main/cmd752015ar.pdf‬‬
‫((( انظر المادة (‪ )7‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪ ،‬والمادة (‪ )11‬من القانون رقم (‪ )116‬لسنة‬
‫‪ 2013‬في شأن تشجيع االستثمار المباشر في دولة الكويت‪ ،‬والمادة (‪ )2‬من نظام االستثمار األجنبي في المملكة‬

‫‪761‬‬ ‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 761‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫حوافز وضامنات االستثامر األجنبي املبارش يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬دراسة مقارنة ( ‪) 781-746‬‬
‫النــص علــى امكانيــة تعديــل هــذه االســتثناءات بالحــذف أو اإلضافــة وفقــا للتطــورات االقتصاديــة‪،‬‬
‫واالجتماعيــة‪ ،‬والسياســية علــى جميــع المســتويات‪ ،‬الداخليــة‪ ،‬واإلقليميــة‪ ،‬والعالميــة ‪ ،‬فطالمــا أن‬
‫هــذا الحظــر إنمــا ُقــرر لتحقيــق الصالــح العــام‪ ،‬فــإن الظــروف قــد تُحتــم فــي بعــض األحيــان حظــر‬
‫بعــض المشــروعات التــي كانــت متاحــة للمســتثمر األجنبــي مــن قبــل‪ ،‬أو رفــع الحظــر عــن بعــض‬
‫األنشــطة لــزوال ســبب الحظــر وحكمتــه‪.‬‬

‫وبالنســبة للمشــرع اإلماراتــي فقــد أجــاز لمجلــس الــوزراء إضافــة أيــة قطاعــات أو أنشــطة‬
‫إلــى القائمــة الســلبية الــواردة فــي المــادة (‪ )7‬مــن المرســوم بقانــون رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م بشــأن‬
‫االســتثمار االجنبــي المباشــر‪ ،‬وهــو ســلوك يجــب إعــادة النظــر فيــه؛ إذ كان يجــدر بالمشــرع‬
‫اإلماراتــي أن يُحيــل أمــر تحديــد القائمــة الســلبية‪ ،‬وكذلــك تعديلهــا بالحــذف منهــا أو اإلضافــة إليهــا‬
‫إلــى مجلــس الــوزراء‪ ،‬ومعنــى ذلــك أن تخلــو نصــوص القانــون مــن القائمــة الســلبية‪ ،‬وتصــدر هــذه‬
‫القائمــة الســلبية عــن مجلــس الــوزراء‪ ،‬وممــا يؤيــد هــذا الــرأي أن المنظــم الســعودي أحــال فــي‬
‫تحديــد هــذه القائمــة إلــى المجلــس االقتصــادي األعلــى(((‪ ،‬وأن المشــرع الكويتــي قــد أنــاط بمجلــس‬
‫الــوزراء مهمــة وضــع قائمــة باالســتثمارات المباشــرة التــي يحظــر علــى المســتثمر األجنبــي‬
‫االســتثمار فيهــا‪ ،‬وتكــون قاصــرة فقــط علــى المســتثمرين الكويتييــن(((‪.‬‬

‫كمــا نالحــظ أخيــرا أن حجــم األنشــطة المســتثناة مــن االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي المملكــة‬
‫العربيــة الســعودية أوســع نطاقــا وأكثــر عــددا عــن األنشــطة المســتثناة فــي كل مــن اإلمــارات‬
‫والكويــت‪ ،‬إذ أســهب المنظــم الســعودي فــي تعــداد األنشــطة المســتثناة؛ وهــو يحتــاج إلــى إعــادة‬
‫نظــر فــي هــذه األنشــطة‪ ،‬وحــذف مــا يمكــن حذفــه منهــا‪ ،‬وذلــك لزيــادة تدفقــات االســتثمار األجنبــي‬
‫المباشــر إلــى الســعودية‪ ،‬ويمكنــه فــي ذلــك االقتــداء بالقائمــة الســلبية فــي اإلمــارات واألنشــطة‬
‫المســتثناة فــي الكويــت‪ ،‬خاصــة وأن مــن يُمعــن النظــر فــي األنشــطة المســتثناة فــي كل مــن‬
‫اإلمــارات والكويــت يجــد أنهــا كافيــة لــدراء الخطــر عــن الدولــة وســيادتها‪ ،‬وتحقيــق الصالــح‬
‫العــام‪ ،‬وفــي الوقــت نفســه ال تُعــد مــن قبيــل المعوقــات الطــاردة لالســتثمار االجنبــي المباشــر‪.‬‬

‫العربية السعودية‪ ،‬الصادر بموجب المرسوم الملكي رقم م‪ 1/‬في ‪5/1/1421‬هـ‪.‬‬


‫((( انظر المادة (‪ )3‬من نظام االستثمار األجنبي في المملكة العربية السعودية‪ ،‬الصادر بموجب المرسوم الملكي رقم‬
‫م‪ 1/‬في ‪5/1/1421‬هـ‪.‬‬
‫(( ( انظر المادة (‪ )11‬من القانون رقم (‪ )116‬لسنة ‪ 2013‬في شأن تشجيع االستثمار المباشر في دولة الكويت‪.‬‬

‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬ ‫‪762‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 762‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي ( ‪) 781-746‬‬
‫المبحــث الثانــي‪ :‬حوافــز االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي دولــة اإلمــارات العربيــة‬
‫المتحــدة‬
‫ •تمهيد وتقسيم‪:‬‬
‫يُشــير مصطلــح حوافــز االســتثمار إلــى المزايــا الطبيعيــة التــي تتمتــع بهــا البلــد المضيــف مثل‪:‬‬
‫الموقــع الجغرافــي المتميــز‪ ،‬ووفــرة المــواد الخــام‪ ،‬وعوامــل اإلنتــاج‪ ،‬ال ســيما العمالــة الرخيصــة‪،‬‬
‫وكذلــك المزايــا القانونيــة واإلجرائيــة التــي توفرهــا للتأثيــر فــي قــرارات ودوافــع االســتثمار بمــا‬
‫يخــدم مصالحهــا‪ ،‬وكذلــك حجــم الســوق‪ ،‬واحتمــاالت نمــوه‪ ،‬باعتبارهــا أحــد العناصــر المؤثــرة‬
‫فــي اتجاهــات االســتثمار األجنبــي المباشــر‪ ،‬إذ يتأثــر تدفــق االســتثمار األجنبــي المباشــر ‪ -‬بشــكل‬
‫رئيــس‪ -‬بمجمــل األوضــاع االقتصاديــة واالجتماعيــة والسياســية التــي تســود فــي القطــر المســتقبل‬
‫لالســتثمار‪ ،‬والتــي تُمثــل مــا يُســمى بمنــاخ االســتثمار‪.‬‬

‫ويُعــرف منــاخ االســتثمار بأنــه‪« :‬مجموعــة مــن العوامــل السياســية‪ ،‬واالقتصاديــة‪،‬‬


‫واالجتماعيــة‪ ،‬والماليــة التــي تؤثــر بطريقــة مباشــرة‪ ،‬وغيــر مباشــرة علــى المســتثمر األجنبــي‪،‬‬
‫فتدفعــه إلــى اتخــاذ قــراره باالســتثمار فــي دولــة مــا‪ ،‬أو اإلحجــام عــن االســتثمار فيهــا‪ ،‬والبحــث‬
‫عــن بدائــل توفــر لــه الميــزات التــي تدفعــه إلــى االســتثمار‪ ،‬وتوفــر لــه ســبل الحمايــة القانونيــة‬
‫الفعالــة للمحافظــة علــى أموالــه وأرباحــه(((‪ ،‬كمــا يُقصــد بــه‪« :‬مجمــل األوضــاع االقتصاديــة‪،‬‬
‫واالجتماعيــة‪ ،‬والسياســية‪ ،‬والقانونيــة‪ ،‬واإلداريــة المكونــة للمحيــط الــذي تتــم فيــه العمليــة‬
‫االســتثمارية»(((‪ ،‬ويُقصــد بــه أيضــا‪« :‬مجمــل األوضــاع والظــروف المؤثــرة فــي اتجاهــات تدفــق‬
‫رأس المــال وتوظيفــه»(((‪.‬‬

‫ويُفهــم مــن ذلــك أن المنــاخ االســتثماري ال يقــف عنــد حــدود العوامــل االقتصاديــة الكليــة‬
‫ومــدى تحقيقهــا لالســتقرار االقتصــادي‪ ،‬بــل يتجــاوز ذلــك إلــى الظــروف السياســية واالجتماعيــة‬
‫الســائدة‪ ،‬ومــا توفــره مــن اســتقرار أمــام المســتثمرين‪ ،‬ومــن الجديــر بالذكــر أن بعــض الدراســات‬
‫تنظــر إلــى حوافــز االســتثمار بمفهومهــا الضيــق فــي صــورة حوافــز ضريبيــة‪ ،‬وماليــة‪ ،‬وإجرائيــة‪،‬‬

‫(( ( د‪ /‬محمد السيد عرفه‪ ،‬ضمانات االستثمار األجنبي وحوافزه في القانون المصري‪ ،‬مؤتمر االستثمار بين التشريعات‬
‫الوطنية واالتفاقات الدولية وأثرها في التنمية االقتصادية في دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬كلية القانون‪ -‬جامعة‬
‫اإلمارات‪ 25-27 ،‬أبريل ‪2011‬م‪ ،‬ص‪.557 :‬‬
‫(( ( د‪ /‬علي عبدالقادر علي‪ ،‬محددات االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬سلسلة جسر التنمية‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،34‬المعهد‬
‫العربي للتخطيط‪ ،‬الكويت‪ ،‬أكتوبر ‪2004‬م‪ ،‬ص‪.5 :‬‬
‫(( ( د‪ /‬حربي محمد موسى عريقات‪ ،‬مناخ االستثمار في الوطن العربي‪ ،‬المؤتمر الدولي الخامس لكلية العلوم اإلدارية‬
‫والمالية (نحو مناخ استثماري وأعمال مصرفية إلكترونية)‪ ،‬جامعة فالديفيا‪ 04 ،‬مايو ‪2007‬م‪ ،‬ص‪.8 :‬‬

‫‪763‬‬ ‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 763‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫حوافز وضامنات االستثامر األجنبي املبارش يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬دراسة مقارنة ( ‪) 781-746‬‬
‫والتــي تشــملها فــي الغالــب تشــريعات االســتثمار علــى أنهــا عوامــل مكملــة لجــذب االســتثمار(((‪.‬‬

‫ويمكننــا تعريــف حوافــز االســتثمار بأنهــا مجموعــة من المزايــا الطبيعيــة والمادية والتشــريعية‬
‫التــي تتوافــر فــي دولــة مــا ويكــون لهــا تأثيــرا إيجابيــا فــي قــرار المســتثمر األجنبــي باالســتثمار فــي‬
‫هــذه الدولــة دون غيرها‪.‬‬

‫وســنخصص هــذا المبحــث لدراســة حوافــز االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي دولــة اإلمــارات‬
‫مــن خــال مطلبيــن‪ ،‬نتنــاول فــي األول الحوافــز الطبيعيــة والماديــة لالســتثمار األجنبــي المباشــر‪،‬‬
‫ونتنــاول فــي اآلخــر الحوافــز التشــريعية لالســتثمار األجنبــي المباشــر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الحوافز الطبيعية والمادية لالستثمار االجنبي المباشر‬

‫تتمتــع دولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة بكثيــر مــن المقومــات الطبيعيــة‪ ،‬والماديــة الخاصــة‪،‬‬
‫والميــزات التنافســية التــي تمكنهــا مــن توفيــر المنــاخ االســتثماري المالئــم والجــاذب لــرؤوس‬
‫األمــوال األجنبيــة‪ ،‬وتتمثــل هــذه المقومــات فيمــا يلــي‪:‬‬

‫‪1 .1‬الموقــع الجغرافــي‪ :‬تتمتــع دولــة اإلمــارات بموقــع اســتراتيجي متميــز بيــن قــارات العالم‪،‬‬
‫ممــا أهلهــا أن تكــون حلقــة وصــل بيــن المناطــق الرئيســة العالميــة والنشــطة إنتاجــا أو‬
‫اســتهالكا‪ ،‬وهــو مــا يتيــح للمســتثمرين الوصــول إلــى أهــم األســواق العالميــة الناشــئة‪،‬‬
‫ومختلــف مراكــز األعمــال الرئيســة فــي أوروبــا‪ ،‬وآســيا‪ ،‬والمحيــط الهــادي‪ ،‬وأفريقيــا‪،‬‬
‫وأميــركا الشــمالية‪.‬‬

‫‪2 .2‬العوامــل االقتصاديــة‪ :‬تمتلــك دولــة اإلمــارات إحــدى أكثــر البنــى التحتيــة تطــورا فــي‬
‫العالــم‪ ،‬وذلــك بفضــل رؤوس األمــوال الضخمــة التــي تكرســها لتعزيــز البنيــة التحتيــة؛‬
‫تحقيقــا لرؤيــة اإلمــارات ‪ 2021‬التــي تهــدف إلــى جعــل دولــة اإلمــارات مــن أفضــل‬
‫بلــدان العالــم بحلــول اليوبيــل الذهبــي لالتحــاد‪ ،‬وفــق اســتراتيجية التنميــة الخضــراء‬
‫والمســتدامة‪ ،‬وتحظــى دولــة اإلمــارات بوجــود مصــادر مهمــة للطاقــة‪ ،‬إذ يُعــد النفــط‬
‫المحــرك الرئيــس للنمــو االقتصــادي فــي دولــة اإلمــارات‪ ،‬كمــا حرصــت دولــة اإلمــارات‬
‫علــى إنشــاء المناطــق الحــرة لتحفيــز االســتثمار األجنبــي والمحلــي‪ ،‬وعلــى الرغــم مــن‬
‫أن عــدد الســكان قليــل نســبيا‪ ،‬وكاد أن يكــون عقبــة أمــام التطــور والتنميــة االقتصاديــة‪،‬‬

‫(( ( انظر على سبيل المثال‪ :‬د‪ /‬رمضان صديق‪ ،‬الضمانات القانونية والحوافز الضريبية لتشجيع االستثمار‪ -‬دراسة‬
‫مقارنة بين القانون رقم ‪ 8‬لسنة ‪1997‬م والقانون رقم ‪ 230‬لسنة ‪1989‬م على ضوء آراء الفقه وأحكام القضاء‪،‬‬
‫(القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪1998 ،‬م)‪ ،‬ص‪ ،59 - 53 :‬و د‪ /‬آيات صالح دكروري‪ ،‬دور قوانين االستثمار‬
‫في جذب االستثمار األجنبي المباشر‪ -‬دراسة تطبيقية على االقتصاد المصري‪ ،‬مجلة مصر المعاصرة‪ ،‬الجمعية‬
‫المصرية لالقتصاد السياسي واإلحصاء والتشريع‪ ،‬المجلد ‪ ،109‬العددين‪ 529 :‬و ‪2018 ،530‬م‪ ،‬ص‪.190 :‬‬

‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬ ‫‪764‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 764‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي ( ‪) 781-746‬‬
‫فــإن السياســات الحكوميــة الرشــيدة تجــاوزت هــذه المشــكلة بفتــح البــاب أمــام الخبــرات‬
‫البشــرية المتطــورة والمؤهلــة‪ ،‬ومــن مختلــف دول العالــم‪ ،‬وفــي مختلــف التخصصــات‬
‫العلميــة الفنيــة والضروريــة لرفــد عجلــة التنميــة‪.‬‬

‫‪3 .3‬العوامــل السياســية‪ :‬تُعــد دولــة اإلمــارات نموذجــاً لالســتقرار السياســي واألمنــي رغــم‬
‫تواجــد شــريحة كبيــرة مــن الوافديــن واألجانــب المقيميــن والســائحين‪ ،‬وتُعــد صفــات‬
‫االعتــدال والتســامح وتقبــل اآلخريــن جــزءا مــن ثقافــة دولــة اإلمــارات وشــعبها األصيــل‪،‬‬
‫ويرجــع ذلــك إلــى مــا توليــه قيــادة الدولــة مــن اهتمــام يرتكــز علــى المواطــن وإســعاده‪،‬‬
‫وبنــاء عالقــات دوليــة طيبــة‪ ،‬إضافــة لخطة‪ ‬حكومــة المســتقبل‪ ‬التي أطلقهــا صاحــب‬
‫الســمو الشــيخ محمــد بــن راشــد آل مكتــوم‪ ،‬والتــي تســتند علــى تعزيــز مجتمــع فاضــل‪،‬‬
‫وبنــاء بيئــة متســامحة‪ ،‬وخلــق فــرص اقتصاديــة متســاوية للجميــع‪ ،‬ووفقــا لتقريــر مؤشــر‬
‫الســام العالمــي لعــام ‪2016‬م‪ ،‬حلَّــت دولــة اإلمــارات فــي المرتبــة الثالثــة فــي البــاد‬
‫األكثــر ســلمية فــي العالــم(((‪.‬‬

‫‪4 .4‬العوامــل االجتماعيــة‪ :‬تُعــد دولــة اإلمــارات بيئــة عمــل آمنــة‪ ،‬وتتمتــع بمعــدل جريمــة‬
‫ـدن للغايــة (‪ 110‬جريمــة لــكل ‪ 100‬ألــف نســمة مــن الســكان)‪ ،‬باإلضافــة إلــى كونهــا‬ ‫متـ ِ‬
‫مؤهلــة لتطويــر األعمــال‪ ،‬وتوفــر أوضــاع معيشــية مواتيــة ومريحــة لكافــة المقيميــن على‬
‫أرضهــا‪ ،‬ســواء مــن حيــث الخدمــات الصحيــة‪ ،‬أو التعليميــة‪ ،‬أو الســكنية‪ ،‬أو الترفيهيــة‪،‬‬
‫وغيرهــا‪ ،‬وتضــم اإلمــارات علــى أرضهــا أكثــر مــن ‪ 200‬جنســية مــن خلفيــات دينيــة‬
‫وثقافيــة مختلفــة‪ ،‬ويعيشــون معــا فــي تناغــم وســام‪ ،‬كمــا تحــرص الحكومــة اإلمارتيــة‬
‫صنفــت اإلمــارات فــي عــام ‪2015‬م‬ ‫علــى تعزيــز مفهــوم التســامح فــي المجتمــع‪ ،‬ولذلــك ُ‬
‫واحــدة مــن أقــل دول العالــم فــي مســتوى الجرائــم المقلقــة‪ ،‬وحققــت المرتبــة التاســعة‬
‫عالميــا فــي البلــدان ذات معــدالت الجريمــة المتدنيــة‪ ،‬والمرتبــة الرابعــة فيمــا يتعلــق‬
‫بجرائــم االعتــداء بشــكل عــام‪ ،‬وتُعــد هــذه التصنيفــات األفضــل بيــن العديــد مــن الــدول‬
‫المتقدمــة فــي جميــع أنحــاء العالــم؛ ممــا يجعلهــا بيئــة اســتثمارية مثاليــة(((‪.‬‬

‫‪5 .5‬العوامــل القانونيــة‪ :‬قامــت دولــة اإلمــارات بإصــدار وتحديــث حزمــة مــن القوانيــن ذات‬

‫(( ( انظر‪ :‬البوابة الرسمية لحكومة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬حقائق وأرقام‪ ...‬متاح على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪- https://www.government.ae/ar-AE/information-and-services/business/why-invest-‬‬
‫‪in-the-uae‬‬
‫(( ( انظر‪ :‬البوابة الرسمية لحكومة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬حقائق وأرقام‪ ...‬متاح على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪- https://www.government.ae/ar-AE/information-and-services/business/why-invest-‬‬
‫‪in-the-uae‬‬

‫‪765‬‬ ‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 765‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫حوافز وضامنات االستثامر األجنبي املبارش يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬دراسة مقارنة ( ‪) 781-746‬‬
‫الصلــة باالســتثمار‪ ،‬كمــا أنشــأت هيئــة مســتقلة لإلشــراف علــى أســواق المــال‪ ،‬وحــددت‬
‫أســس تســجيل الشــركات‪ ،‬وقواعــد اإلفصــاح والشــفافية‪ ،‬وتطبيــق مبــادئ الحوكمــة‬
‫لتهيئــة المنــاخ المالئــم لتشــجيع جــذب المدخــرات واالســتثمارات الوطنيــة‪ ،‬وتدفــق‬
‫االســتثمارات األجنبيــة‪ ،‬ويضــاف إلــى ذلــك حــرص دولــة اإلمــارات علــى وجــود قوانيــن‬
‫جمركيــة صارمــة؛ لمنــع تــداول ومــرور البضائــع المحظــورة التــي تضــر باالقتصــاد‬
‫والمشــروعات العاملــة فــي الدولــة‪ ،‬وقــد توجــت هــذه الجهــود بإصــدار المرســوم بقانــون‬
‫اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م بشــأن االســتثمار األجنبــي المباشــر الــذي نــص علــى‬
‫العديــد مــن المزايــا والضمانــات لتشــجيع تدفــق االســتثمار األجنبــي المباشــر‪.‬‬

‫ومــن الجديــر بالذكــر أن المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م بشــأن االســتثمار‬
‫األجنبــي المباشــر هــو أول تشــريع اتحــادي موحــد ينظــم االســتثمار األجنبــي المباشــر علــى‬
‫المســتوى االتحــادي‪ ،‬أمــا قبــل إصــدار هــذا المرســوم بقانــون‪ ،‬فقــد كانــت االســتثمارات العامــة فــي‬
‫دولــة اإلمــارات تخضــع لبعــض القــرارات الصــادرة عــن مجلــس الــوزراء االتحــادي‪ ،‬وبعــض‬
‫األحــكام الــواردة فــي قوانيــن الشــركات التجاريــة‪ ،‬والمعامــات والتجــارة اإللكترونيــة‪ ،‬وغيرهــا‪،‬‬
‫فضــا عــن بعــض التشــريعات المحليــة التــي أصدرتهــا كل إمــارة لتنظــم وتشــجع االســتثمارات‬
‫العامــة أو الخاصــة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحوافز التشريعية لالستثمار األجنبي المباشر‬

‫منــح المشــرع االتحــادي فــي دولــة اإلمــارات مشــاريع االســتثمار األجنبــي المباشــر((( العديــد‬
‫مــن الحوافــز االســتثمارية(((‪ ،‬والتــي أطلــق عليهــا اســم «مزايــا مشــروع االســتثمار األجنبــي‬
‫المباشــر»(((‪ ،‬وهــي‪:‬‬

‫‪1 .1‬معاملة شركات االستثمار األجنبي معاملة الشركات الوطنية‪:‬‬

‫وفقــا لنــص المــادة (‪ )8/1‬مــن المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م تُعامــل‬
‫شــركات االســتثمار األجنبــي المرخصــة وفقــا ألحــكام هــذا المرســوم بقانــون معاملــة الشــركات‬

‫(( ( وفقا لنص المادة (‪ )1‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م فإن مشروع االستثمار األجنبي المباشر‬
‫يعني أي نشاط اقتصادي يتخذ أحد األشكال القانونية للشركات الواردة بقانون الشركات‪ ،‬ويتم خالله االستثمار‬
‫المباشر لرأس المال األجنبي وفق أحكام هذا المرسوم بقانون‪.‬‬
‫(( ( انظر المادة (‪ )8‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪.‬‬
‫(( ( ومع ذلك فقد بيَّن المشرع االتحادي في نص المادة (‪ )1‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‬
‫المقصود بهذه المزايا عندما عرفها بأنها‪« :‬الحوافز التي يستفيد منها المشروع االجنبي وفقا لهذا المرسوم‬
‫بقانون والتشريعات النافذة في الدولة»‪ ،‬أي أنه عرف المزيا بالحوافز‪ ،‬األمر الذي يعني أنه ال فرق يذكر بين‬
‫المصطلحين‪.‬‬

‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬ ‫‪766‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 766‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي ( ‪) 781-746‬‬
‫الوطنيــة فــي الحــدود التــي تجيزهــا التشــريعات النافــذة فــي الدولــة‪ ،‬واالتفاقــات الدوليــة التــي تكــون‬
‫الدولــة طرفــا فيهــا‪.‬‬

‫ويترتــب علــى ذلــك التــزام الدولــة بعــدم التمييــز بيــن المســتثمرين األجانــب والمســتثمرين‬
‫الوطنييــن فــي الحقــوق والواجبــات المتصلــة باالســتثمار‪ ،‬والمنصــوص عليهــا فــي التشــريعات‬
‫النافــذة فــي الدولــة‪ ،‬واالتفاقــات الدوليــة التــي تكــون دولــة اإلمــارات طرفــا فيهــا‪ ،‬وهــذه المســاواة‬
‫وإن كانــت تمثــل ميــزة مهمــة يمتــاز بهــا االســتثمار األجنبــي المباشــر داخــل دولــة اإلمــارات‪،‬‬
‫وحافــزا مهمــا يشــجع المســتثمرين األجانــب علــى االســتثمار فــي اإلمــارات‪ ،‬فإنهــا تعــد فــي الوقــت‬
‫نفســه ضمانــة مهمــة للمســتثمر األجنبــي بعــدم تعرضــه إلــى معاملــة تختلــف عــن المعاملــة التــي‬
‫يُعامــل بهــا المســتثمر الوطنــي‪ ،‬أو التــي يُعامــل بهــا غيــره مــن المســتثمرين األجانــب األخريــن‪.‬‬

‫كمــا نــص المنظــم الســعودي فــي المــادة (‪ )6‬مــن نظــام االســتثمار األجنبــي‪ ،‬الصــادر بموجــب‬
‫المرســوم الملكــي رقــم م‪ 1/‬فــي ‪5/1/1421‬هـــ‪ ،‬علــى أن‪« :‬يتمتــع المشــروع المرخــص لــه بموجب‬
‫هــذا النظــام بجميــع المزايــا والحوافــز والضمانــات التــي يتمتــع بهــا المشــروع الوطنــي حســب‬
‫األنظمــة والتعليمــات»‪.‬‬

‫كمــا ســلك المشــرع الكويتــي المســلك نفســه‪ ،‬إذ نــص فــي المــادة (‪ )24‬مــن القانــون رقــم ‪116‬‬
‫لســنة ‪2013‬م فــي شــأن االســتثمار األجنبــي المباشــر علــى أنــه‪« :‬مــا لــم يوجــد نــص خــاص فــي‬
‫هــذا القانــون تُطبــق علــى االســتثمار المباشــر الخاضــع ألحكامــه القوانيــن واللوائــح المعمــول‬
‫بهــا فــي البــاد‪ ،‬كمــا تراعــى كافــة االتفاقــات الدوليــة النافــذة فــي البــاد ذات العالقــة باالســتثمار‬
‫ويُتجنــب االزدواج الضريبــي»‪.‬‬

‫وبذلــك تكــون قوانيــن االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي كل مــن اإلمــارات‪ ،‬والســعودية‪،‬‬
‫والكويــت قــد ضمنــت للمســتثمر األجنبــي المعاملــة نفســها التــي يعامــل بهــا المســتثمر الوطنــي‬
‫لحثــه علــى اتخــاذ قــرار االســتثمار علــى أراضيهــا‪ ،‬وذلــك طبقــا للقوانيــن واللوائــح المعمــول بهــا‬
‫فــي الدولــة‪ ،‬وبمــا يتفــق واالتفاقــات الدوليــة النافــذة التــي تكــون الدولــة طرفــا فيهــا‪ ،‬وإن كان‬
‫المنظــم الســعودي لــم يتعــرض لموضــوع االتفاقــات الدوليــة التــي الســعودية طرفــا فيهــا واكتفــى‬
‫بالنــص علــى تمتــع المشــروع األجنبــي بالمزايــا والحوافــز والضمانــات المنصــوص عليهــا فــي‬
‫األنظمــة والتعليمــات الوطنيــة‪ ،‬وكان يجــدر بالمنظــم الســعودي أن يســلك المســلك نفســه الــذي‬
‫ســلكه كل مــن‪ :‬المشــرع اإلماراتــي والمشــرع الكويتــي‪ ،‬خاصــة وأنــه نــص فــي المــادة (‪ )15‬مــن‬
‫نظــام االســتثمار األجنبــي علــى أن‪« :‬يلتــزم المســتثمر األجنبــي بــكل األنظمــة واللوائــح والتعليمــات‬
‫المعمــول بهــا فــي المملكــة العربيــة الســعودية وباالتفاقــات الدوليــة التــي تكــون طرفــا فيهــا»‪.‬‬

‫‪767‬‬ ‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 767‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫حوافز وضامنات االستثامر األجنبي املبارش يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬دراسة مقارنة ( ‪) 781-746‬‬
‫‪2 .2‬حرية تحويل األموال‪:‬‬

‫منــح المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م لشــركة االســتثمار األجنبــي حريــة‬
‫إجــراء التحويــات الماليــة لعوائــد مشــروع االســتثمار خــارج الدولــة‪ ،‬وتشــمل هــذه العوائــد‬
‫األربــاح الســنوية الصافيــة‪ ،‬وحصيلــة تصفيــة االســتثمار‪ ،‬أو بيــع المشــروع أو جــزء منــه‪ ،‬وأيضــا‬
‫األمــوال المتحصلــة عــن تســوية المنازعــات المرتبطــة بمشــروع االســتثمار األجنبــي المباشــر(((‪،‬‬
‫ويُعــد هــذا الحــق ميــزة مهمــة وضمانــة ضروريــة ألنهــا توفــر للمســتثمر األجنبــي حمايــة مــن‬
‫خطــر عــدم القابليــة للتحويــل الــذي يعــد نوعــا مــن المصــادرة المحــدودة‪.‬‬

‫وال تقتصــر حريــة تحويــل العوائــد علــى المشــروع االســتثماري فحســب‪ ،‬بــل تمتــد هــذه الميزة‬
‫لــكل العامليــن فــي شــركة االســتثمار األجنبــي‪ ،‬إذ يحــق لهــم تحويــل رواتبهــم‪ ،‬وتعويضاتهــم‪،‬‬
‫ومســتحقاتهم إلــى خــارج دولــة اإلمــارات مــع مراعــاة أحــكام هــذا المرســوم بقانــون‪ ،‬مــا تفرضــه‬
‫القوانيــن والتشــريعات النافــذة فــي الدولــة مــن إجــراءات وضوابــط فــي هــذا الشــأن(((‪.‬‬

‫كمــا يحــق للمســتثمر األجنبــي فــي الســعودية إعــادة تحويــل نصيبــه مــن بيــع حصتــه‪ ،‬أو‬
‫مــن فائــض التصفيــة‪ ،‬أو األربــاح التــي حققهــا المشــروع إلــى الخــارج‪ ،‬أو التصــرف فيهــا بأيــة‬
‫وســيلة مشــروعة أخــرى‪ ،‬كمــا يحــق لــه تحويــل المبالــغ الضروريــة للوفــاء بــأي التزامــات تعاقديــة‬
‫خاصــة بالمشــروع(((‪ ،‬أمــا بخصــوص حــق العامليــن فــي مشــروع االســتثمار األجنبــي فــي تحويــل‬
‫رواتبهــم‪ ،‬وتعويضاتهــم‪ ،‬ومســتحقاتهم فقــد جــاء نظــام االســتثمار األجنبــي الســعودي خاليــا مــن‬
‫مثــل هــذا الحكــم‪.‬‬

‫أمــا المشــرع الكويتــي فقــد منــح مشــروع االســتثمار األجنبــي والعامليــن فيــه حريــة تحويــل‬
‫األمــوال للخــارج‪ ،‬فيحــق للمســتثمر األجنبــي أن يحــول إلــى الخــارج أرباحــه‪ ،‬أو رأس مالــه‪ ،‬أو‬
‫حصيلــة تصرفــه فــي حصصــه‪ ،‬أو نصيبــه فــي الكيــان االســتثماري‪ ،‬أو التعويضــات المســتحقة‬
‫لــه‪ ،‬كمــا أن للعامليــن فــي الكيــان االســتثماري تحويــل مدخراتهــم‪ ،‬ومســتحقاتهم إلــى الخــارج(((‪.‬‬

‫‪3 .3‬سرية المعلومات‪:‬‬

‫تتمتــع شــركات االســتثمار األجنبــي بمقتضــى المرســوم بقانــون اتحــادي رقم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م‬

‫(( ( انظر المادة (‪ )8/2‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪.‬‬
‫(( ( انظر المادة (‪ )8/3‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪.‬‬
‫((( انظر المادة (‪ )7‬من نظام االستثمار األجنبي في المملكة العربية السعودية‪ ،‬الصادر بموجب المرسوم الملكي رقم‬
‫م‪ 1/‬في ‪5/1/1421‬هـ‪.‬‬
‫(( ( انظر المادة (‪ )22‬من القانون رقم ‪ 116‬لسنة ‪2013‬م في شأن االستثمار األجنبي المباشر في دولة الكويت‪.‬‬

‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬ ‫‪768‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 768‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي ( ‪) 781-746‬‬
‫بضمــان ســرية معلوماتهــا الفنيــة‪ ،‬واالقتصاديــة‪ ،‬والماليــة‪ ،‬وكذلــك مبادراتهــا االســتثمارية المقدمــة‬
‫للســلطة المختصــة‪ ،‬أو ســلطة الترخيــص وفقــا ألحــكام هــذا المرســوم بقانــون‪ ،‬وبمــا ال يتعــارض‬
‫مــع التشــريعات النافــذة فــي الدولــة‪ ،‬واالتفاقــات الدوليــة التــي تكــون دولــة اإلمــارات طرفــا فيهــا(((‪،‬‬
‫ويهــدف المشــرع اإلماراتــي مــن ضمــان ســرية معلومــات وبيانــات شــركات االســتثمار األجنبيــة‬
‫طمأنــة المســتثمر األجنبــي‪ ،‬وعــدم اضعــاف المركــز التنافســي للمشــروع بتســريب معلومــات‬
‫ماليــة‪ ،‬أو اقتصاديــة‪ ،‬أو فنيــة عنــه علــى نحــو يضــر بقدرتــه التنافســية فــي الســوق المحلــي‪ ،‬أو‬
‫األســواق الخارجيــة‪.‬‬

‫أمــا نظــام االســتثمار األجنبــي الســعودي فلــم يتضمــن نصــا صريحــا ينــص على ضمان ســرية‬
‫معلومــات‪ ،‬وبيانــات‪ ،‬ومبــادرات شــركات االســتثمار‪ ،‬وإن كان ذلــك ال يحــرم مشــروع االســتثمار‬
‫األجنبــي مــن التمتــع بهــذا الحــق اســتنادا إلــى نــص المــادة (‪ )6‬مــن هــذا النظــام التــي تقــرر تمتــع‬
‫المشــروع المرخــص لــه بموجــب هــذا النظــام بجميــع المزايــا والحوافــز والضمانــات التــي يتمتــع‬
‫بهــا المشــروع الوطنــي حســب األنظمــة والتعليمــات‪ ،‬وال شــك أن مــن بيــن هــذه المزايــا‪ ،‬ســرية‬
‫المعلومــات والبيانــات والمبــادرات المتعلقــة بالمشــروع التــي تطلــع عليهــا الهيئــات العامــة عنــد‬
‫تأســيس المشــروع‪ ،‬أو أثنــاء مباشــرته لنشــاطه‪ ،‬ومــع ذلــك كان علــى المشــرع الســعودي أن‬
‫ينــص صراحــة علــى ضمــان ســرية معلومــات وبيانــات ومبــادرات المشــروع األجنبــي كمــا فعــل‬
‫المشــرع اإلماراتــي‪.‬‬

‫وبالنســبة للمشــرع الكويتــي فقــد أقــر صراحــة بتمتــع المســتثمر األجنبــي بمبــادئ ســرية‬
‫المعلومــات الفنيــة‪ ،‬واالقتصاديــة‪ ،‬والماليــة الخاصــة باســتثماره ‪ ،‬وحفــظ المبــادرات‪ ،‬وذلــك كلــه‬
‫طبقــا ألحــكام القوانيــن واللوائــح المعمــول بهــا فــي البــاد(((‪.‬‬

‫‪4 .4‬حرية التوسع في المشروع وتعديل عقد التأسيس‪:‬‬

‫أجــاز المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م لشــركة االســتثمار األجنبــي‪ -‬بعــد‬
‫الحصــول علــى موافقــة كتابيــة مــن ســلطة الترخيــص‪ ،‬والســلطة المختصــة‪ ،‬ووحــدة االســتثمار‪،‬‬
‫كل حســب اختصاصــه‪ -‬إدخــال شــريك‪ ،‬أو عــدد مــن الشــركاء‪ ،‬أو نقــل ملكيــة الشــركة إلــى‬
‫مســتثمر جديــد‪ ،‬أو تعديــل عقــد التأســيس أو النظــام األساســي‪ ،‬أو تغييــر الشــكل القانونــي لشــركة‬
‫االســتثمار األجنبــي‪ ،‬كمــا يجــوز للشــركة أيضــا االســتحواذ أو االندمــاج(((‪.‬‬

‫وهنــا يجــب أن نُشــيد بمســلك المشــرع اإلماراتــي فــي هــذا الصــدد؛ ألنــه أتــاح للمســتثمر‬

‫(( ( انظر المادة (‪ )8/4‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪.‬‬
‫(( ( انظر المادة (‪ )23‬من القانون رقم ‪ 116‬لسنة ‪2013‬م في شأن االستثمار األجنبي المباشر في دولة الكويت‪.‬‬
‫(( ( انظر المادة (‪ )8/5‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪.‬‬

‫‪769‬‬ ‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 769‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫حوافز وضامنات االستثامر األجنبي املبارش يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬دراسة مقارنة ( ‪) 781-746‬‬
‫األجنبــي حريــة التصــرف مشــروعه جزئيــا أو كليــا‪ ،‬وكذلــك تغييــر الشــكل القانونــي للشــركة‪،‬‬
‫واإلندمــاج مــع شــركة أخــرى‪ ،‬أو االســتحواذ علــى شــركات أخــرى‪ ،‬وكلهــا أمــور محفــزة تعطــي‬
‫المســتثمر مزيــدا مــن الثقــة والطمأننيــة‪ ،‬وتمكنــه مــن التعامــل بمرونــة مــع األوضــاع االقتصاديــة‬
‫ثــم ال يكــون‬
‫والماليــة ســواء بالنســبة لمشــروعة‪ ،‬أو بالنســبة للبلــد المضيــف الســتثماره‪ ،‬ومــن َّ‬
‫حبيســا فــي اســتثماره‪.‬‬

‫ولــم يتضمــن نظــام االســتثمار األجنبــي الســعودي أيــة نصــوص تتعلق بالتوســع في المشــروع‪،‬‬
‫أو تعديــل عقــد التأســيس‪ ،‬أو النظــام األساســي للشــركة‪ ،‬أو التنــازل عــن المنشــأة‪ ،‬أو ادخــال شــريك‬
‫أو شــركاء جــدد‪ ،‬أو االســتحواذ‪ ،‬أو االندماج‪.‬‬

‫أمــا المشــرع الكويتــي فقــد أفــاض فــي تفصيــل هــذا الموضــوع؛ إذ أجــاز للمســتثمر األجنبــي‬
‫نقــل ملكيــة الكيــان االســتثماري المرخــص فيــه‪ ،‬أو التنــازل عنــه‪ ،‬أو التصــرف فيه كليــا‪ ،‬أو جزئيا‪،‬‬
‫لصالــح مســتثمر آخــر‪ ،‬ســواء كان أجنبيــا أو كويتيــا‪ ،‬وفــي حالــة نقــل ملكيــة الكيــان االســتثماري‪،‬‬
‫أو التنــازل عنــه‪ ،‬كليــا أو جزئيــا‪ ،‬يحــل المالــك الجديــد‪ ،‬أو المتنــازل لــه‪ ،‬محــل المالــك األصلــي‬
‫فــي الحقــوق وااللتزامــات(((‪ ،‬كمــا يجــوز‪ ،‬بموافقــة مجلــس إدارة هيئــة تشــجيع االســتثمار المباشــر‪،‬‬
‫اندمــاج كيانيــن اســتثماريين أو أكثــر‪ ،‬ويكــون الكيــان الجديــد الناتــج عــن عمليــة االندمــاج خلفــا‬
‫قانونيــا للكيانــات المندمجــة‪ ،‬ويحــل محلهــا فــي الحقــوق وااللتزامــات‪ ،‬ويتمتــع الكيــان الجديــد‬
‫تلقائيــا بأقصــر المــدد المتبقيــة لإلعفــاءات والمزايــا الممنوحــة ألي مــن الكيانــات االســتثمارية‬
‫المندمجــة(((‪.‬‬

‫‪5 .5‬تيسيرات بشأن تسوية المنازعات‪:‬‬

‫ومــن هــذه التيســيرات مــا تضمنــه المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م مــن‬
‫جــواز تســوية الخالفــات والمنازعــات التــي قــد تنشــأ عــن مشــروع االســتثمار األجنبــي المباشــر‬
‫بكافــة الوســائل البديلــة لفــض المنازعــات‪ ،‬مثــل التحكيــم‪ ،‬والتســوية الوديــة‪ ،‬وذلــك مــع عــدم‬
‫اإلخــال بالحــق فــي التقاضــي(((‪ ،‬ومــن هــذه التيســيرات أيضــا النــص فــي هــذا المرســوم بقانــون‬
‫علــى إعطــاء صفــة االســتعجال لقضايــا مشــاريع االســتثمار األجنبــي المباشــر عنــد نظرهــا أمــام‬
‫المحاكــم المختصــة فــي الدولــة(((‪.‬‬

‫أمــا المنظــم الســعودي فقــد نــص فــي المــادة (‪ )13‬مــن نظــام االســتثمار األجنبــي فــي فقرتيــن‬

‫(( ( انظر المادة (‪ )20‬من القانون رقم ‪ 116‬لسنة ‪2013‬م في شأن االستثمار األجنبي المباشر في دولة الكويت‪.‬‬
‫(( ( انظر المادة (‪ )21‬من القانون رقم ‪ 116‬لسنة ‪2013‬م في شأن االستثمار األجنبي المباشر في دولة الكويت‪.‬‬
‫(( ( انظر المادة (‪ )12/1‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪.‬‬
‫(( ( انظر المادة (‪ )12/2‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪.‬‬

‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬ ‫‪770‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 770‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي ( ‪) 781-746‬‬
‫مختلفتيــن علــى الحكــم نفســه‪ ،‬إذ نصــت هــذه المــادة علــى أنــه‪ « :‬مــع عــدم اإلخــال باالتفاقــات‬
‫التــي تكــون المملكــة العربيــة الســعودية طرفــا فيهــا‪ -1:‬تتــم تســوية الخالفــات التــي تنشــأ بيــن‬
‫الحكومــة والمســتثمر األجنبــي فيمــا لــه عالقــة باســتثماراته المرخــص لهــا بموجــب هــذا النظــام‬
‫وديــا قــدر اإلمــكان فــإذا تعــذر ذلــك يُحــل الخــاف حســب األنظمــة‪ -2 .‬تتــم تســوية الخالفــات التــي‬
‫تنشــأ بينــه وبيــن شــركائه الســعوديين فيمــا لــه عالقــة باســتثماراته المرخصــة بموجــب هــذا النظــام‬
‫وديــا قــدر اإلمــكان‪ .‬فــإذا تعــذر ذلــك يُحــل الخــاف حســب األنظمــة»‪ ،‬ونالحــظ هنــا أن النــص‬
‫أغفــل طريقــة تســوية الخالفــات التــي تنشــأ عــن مشــروع االســتثمار األجنبــي مــع غيــر الحكومــة‬
‫والشــركاء الســعوديين فيمــا لــه عالقــة باســتثمارات المشــروع األجنبــي‪.‬‬

‫وبالنســبة للمشــرع الكويتــي فقــد قــرر‪ -‬فــي صــدر المــادة (‪ )26‬مــن القانــون رقــم ‪ 116‬لســنة‬
‫‪2013‬م‪ -‬اختصــاص المحاكــم الكويتيــة بنظــر أي نــزاع ينشــأ بيــن مشــروعات االســتثمار األجنبــي‬
‫والغيــر أيــا كان‪ ،‬ثــم أضــاف فــي عجــز هــذه المــادة أنــه‪ ...« :‬يجــوز االتفــاق علــى االلتجــاء فــي‬
‫هــذا النــزاع إلــى التحكيــم»‪ ،‬ويؤخــذ علــى المشــرع الكويتــي أنــه ضيــق واســعا‪ ،‬إذ قصــر الوســائل‬
‫البديلــة فــي حــل النــزاع علــى التحكيــم‪ ،‬علــى الرغــم مــن تعــدد هــذه الوســائل‪ ،‬ودورهــا المهــم فــي‬
‫إنهــاء الكثيــر مــن الخصومــات‪ ،‬وتوفيــر الجهــد والمــال والوقــت‪ ،‬وتخفيــف العــبء عــن المحاكــم‬
‫الوطنيــة‪.‬‬

‫ونالحــظ أن المســلك الــذي ســلكه المشــرع اإلماراتــي‪ -‬فيمــا يتعلــق بالوســائل البديلــة فــي‬
‫تســوية المنازعــات التــي تنشــأ عــن مشــروع االســتثمار األجنبــي‪ -‬هــو المســلك األكثــر مالئمــة‪،‬‬
‫ممــا يجعلــه حافــزا مهمــا مــن حوافــز جــذب االســتثمار األجنبــي المباشــر إلــى دولــة اإلمــارات‬
‫العربيــة المتحــدة‪ ،‬يضــاف إلــى ذلــك أن المشــرع اإلماراتــي‪ -‬علــى خــاف المشــرعين الســعودي‬
‫والكويتــي‪ -‬أعطــى للقضايــا التــي تنشــأ عــن مشــروع االســتثمار األجنبي المباشــر صفة االســتعجال‬
‫عنــد نظرهــا أمــام المحاكــم المختصــة فــي الدولــة‪ ،‬وهــي ميــزة أخــرى تضــاف لمزايــا العديــدة التــي‬
‫تضمنهــا المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م‪.‬‬

‫وبنــا ًء علــى مــا تقــدم يمكننــا القــول بــأن الحوافــز التشــريعية النــي تضمنهــا المرســوم بقانــون‬
‫اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م بشــأن االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي دولــة اإلمــارات تفــوق تلــك‬
‫المزايــا المقــررة فــي كل مــن‪ :‬القانــون الكويتــي والنظــام الســعودي‪ ،‬وأنهــا ســتؤدي دورا مهمــا فــي‬
‫زيــادة االســتثمارات األجنبيــة الــواردة إلــى دولــة اإلمــارات‪.‬‬

‫ومــع ذلــك يؤخــذ علــى المشــرع اإلماراتــي أنــه أغفــل فــي هــذا المرســوم بقانــون النــص‬
‫علــى بعــض اإلعفــاءات الضريبيــة والجمركيــة‪ ،‬وقــد تكــون حجتــه بالنســبة لألولــى؛ عــدم وجــود‬
‫ضرائــب اتحاديــة علــى الدخــل أو رأس المــال حتــى تاريــخ صــدور هــذا المرســوم بقانــون‪ ،‬إال‬
‫أن هــذا الوضــع قــد يســبب شــيئا مــن القلــق لــدى المســتثمر األجنبــي المحتمــل عــن اتخــاذ قــرار‬

‫‪771‬‬ ‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 771‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫حوافز وضامنات االستثامر األجنبي املبارش يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬دراسة مقارنة ( ‪) 781-746‬‬
‫االســتثمار فــي دولــة اإلمــارات‪ ،‬لــذا يجــدر بالمشــرع اإلماراتــي النــص علــى تمتــع مشــروع‬
‫االســتثمار األجنبــي باإلعفــاء‪ -‬لمــدة عشــر ســنوات تبــدأ مــن تاريــخ بــدء التشــغيل مثــا‪ -‬مــن‬
‫أي ضريبــة تفــرض مســتقبال علــى دخــل األشــخاص الطبيعييــن أو االعتبارييــن‪ ،‬أو علــى رأس‬
‫المــال‪ ،‬وهــو مــا ســيمثل حافــزا مهمــا مــن حوافــز تدفــق االســتثمار األجنبــي المباشــر‪ ،‬خاصــة وأن‬
‫المشــرع الكويتــي قــد قــرر هــذا اإلعفــاء‪ ،‬ليــس هــذا فحســب‪ ،‬بــل قــرر اإلعفــاء نفســه لــكل توســع‬
‫يطــرأ علــى الكيــان االســتثماري بحيــث تبــدأ مــن تاريــخ بــدء اإلنتــاج أو التشــغيل الفعلييــن فــي هــذا‬
‫التوســع(((‪.‬‬

‫وبالنســبة لإلعفــاءات الجمركيــة كان يجــب علــى المشــرع االتحــادي النــص علــى اإلعفــاء‬
‫الكلــي أو الجزئــي مــن الضرائــب الجمركيــة‪ ،‬أو أي رســوم أخــرى قــد تُســتحق علــى الــواردات‬
‫الالزمــة ألغــراض االســتثمار المباشــر‪ ،‬وذلــك مــع عــدم اإلخــال بأحــكام المرســوم بقانــون‬
‫اتحــادي رقــم ‪ 85‬لســنة ‪2007‬م فــي شــأن نظــام الجمــارك الموحــد لــدول مجلــس التعــاون لــدول‬
‫الخليــج العربيــة‪.‬‬

‫المبحــث الثالــث‪ :‬الضمانــات التشــريعية لالســتثمار األجنبــي المباشــر فــي دولــة‬


‫اإلمــارات العربيــة المتحــدة‬
‫ •تمهيد وتقسيم‪:‬‬
‫ينطــوي قيــام المســتثمر بنشــاط اســتثماري فــي بلــد أجنبــي علــى مجموعــة مــن المخاطــر التــي‬
‫تهــدد أموالــه‪ ،‬ســواء بالنقــص أو الفنــاء‪ ،‬وهــذه المخاطــر قــد تكــون تجاريــة‪ ،‬وقــد تكــون غيــر‬
‫تجاريــة‪.‬‬

‫والمخاطــر التجاريــة هــي مخاطــر تقتضيهــا طبيعــة العمــل التجــاري‪ ،‬وهــذه المخاطــر تدخــل‬
‫فــي إطــار حيــاة المشــروع‪ ،‬وليــس للدولــة المضيفــة لالســتثمار أيــة مســئولية فيهــا‪ ،‬ومــن ثـ َّـم ال‬
‫تســتطيع تقديــم ضمانــات كبيــرة بشــأنها‪ ،‬ومثــال هــذه المخاطــر‪ :‬األضــرار الماليــة التــي تصيــب‬
‫المشــروع االســتثماري نتيجــة أعمــال المنافســة‪ ،‬وتغيــر قــوى العــرض والطلــب‪.‬‬

‫أمــا المخاطــر غيــر التجاريــة‪ ،‬فهــي المخاطــر التــي تنجــم عــن ممارســة الجهــات اإلداريــة‬
‫والســيادية لســلطاتها‪ ،‬ومــا قــد ينجــم عــن ذلــك مــن مســاس بحــق ملكيــة المســتثمر ألموالــه‪ ،‬ســواء‬
‫باالســتيالء عليهــا عــن طريــق التأميــم أو المصــادرة أو نــزع الملكيــة للمنفعــة العامــة‪ ،‬أو فــرض‬
‫اإلجــراءات التحفظيــة‪ ،‬أو إجــراءات فــرض التســعيرة‪ ،‬أو تحديــد األربــاح‪ ،‬أو زيــادة الضرائــب‬
‫المفروضــة علــى رأس المــال‪ ،‬أو بتحديــد أو إلغــاء اإلعفــاءات الممنوحــة للمســتثمر‪ ،‬وغيــر ذلــك‬

‫(( ( انظر المادة (‪ )27‬من القانون رقم ‪ 116‬لسنة ‪2013‬م في شأن االستثمار األجنبي المباشر في دولة الكويت‪.‬‬

‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬ ‫‪772‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 772‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي ( ‪) 781-746‬‬
‫مــن تصرفــات أو قــرارات إداريــة أو ســيادية قــد تمــس باألمــوال المســتثمرة‪.‬‬

‫وتثيــر المخاطــر غيــر التجاريــة مخــاوف المســتثمرين خشــية ضيــاع أموالهــم‪ ،‬إذ إن تلــك‬
‫المخاطــر ال يتوقعهــا المســتثمرون‪ ،‬وتُلحــق بمشــروعاتهم أضــرارا بالغــة‪ ،‬األمــر الــذي يدفــع‬
‫الدولــة المضيفــة لالســتثمار إلــى النــص فــي تشــريعاتها علــى ضمانــات صريحــة تحمــي تلــك‬
‫االســتثمارات‪ ،‬وتضمــن عــدم المســاس بهــا إال وفقــا لمقتضيــات المصلحــة العامــة‪ ،‬وبالوســائل‬
‫التــي تتفــق مــع نصــوص القانــون واالتفاقــات الدوليــة ذات الصلــة(((‪ ،‬وتُمثــل هــذه الضمانــات‬
‫أهميــة خاصــة بالنســبة للمســتثمر األجنبــي؛ ألنهــا تحمــي أموالــه ممــا قــد يواجههــا مــن مخاطــر‬
‫ناجمــة عــن لجــوء الســلطات اإلداريــة والســيادية إلــى إجــراءات ماســة بحــق ملكيــة المســتثمر‬
‫ألموالــه المســتثمرة علــى إقليمهــا‪.‬‬

‫وقــد اكتفــى أغلــب الفقــه بذكــر أمثلــة لضمانــات االســتثمار دون أن يتصــدى لوضــع تعريــف‬
‫جامــع لهــذه الضمانــات‪ ،‬كمــا أن المشــرع فــي الــدول الثــاث محــل الدراســة لــم يتعــرض لتعريــف‬
‫المقصــود بضمانــات االســتثمار‪ ،‬وهــو مــا يُحتــم علينــا محاولــة صياغــة تعريــف لهــذه الضمانــات‪،‬‬
‫ويمكننــا تعريــف ضمانــات االســتثمار بأنهــا عبــارة عــن مجموعــة مــن التعهــدات التــي تتعهــد بهــا‬
‫الدولــة المضيفــة لالســتثمار فــي قوانينهــا الوطنيــة بمســئوليتها عــن األخطــار غيــر التجاريــة التــي‬
‫قــد تمــس ملكيــة األمــوال المســتثمرة‪ ،‬أو تؤثــر ســلبا فــي أداء المشــروع واســتمراره‪.‬‬

‫وتنقســم الضمانــات التشــريعية ضــد المخاطــر غيــر التجاريــة إلــى‪ :‬ضمانــات لحمايــة ملكيــة‬
‫مشــروع االســتثمار األجنبــي‪ ،‬وضمانــات لحمايــة نشــاط مشــروع االســتثمار األجنبــي‪.‬‬

‫وعلــى ذلــك ســنعرض للضمانــات التشــريعية لالســتثمار األجنبــي المباشــر فــي مطلبيــن‪،‬‬
‫نتنــاول فــي األول ضمانــات حمايــة ملكيــة مشــروع االســتثمار األجنبــي المباشــر‪ ،‬ونخصــص‬
‫اآلخــر لدراســة ضمانــات حمايــة نشــاط مشــروع االســتثمار االجنبــي المباشــر‪ ،‬وذلــك علــى النحــو‬
‫اآلتــي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ضمانات حماية ملكية مشروع االستثمار األجنبي المباشر‬

‫منــح المشــرع اإلماراتــي‪ -‬فــي المرســوم بقانــون اتحــادي ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م‪ -‬مشــروع‬
‫االســتثمار األجنبــي المباشــر ضمانتيــن أساســيتين لحمايــة ملكيــة المشــروع ضــد المخاطــر غيــر‬
‫التجاريــة‪ ،‬وهمــا‪:‬‬

‫(( ( د‪ /‬حمدي محمد مصطفى‪ ،‬تعويض المشروع االستثماري األجنبي المتضرر كأحد الضمانات القانونية في قوانين‬
‫االستثمار العربية واتفاقات االستثمار بدولة اإلمارات العربية المتحدة واتفاقية استثمار رؤوس األموال العربية‬
‫لسنة ‪1981‬م‪ ،‬مؤتمر االستثمار بين التشريعات الوطنية واالتفاقات الدولية وأثرها في التنمية االقتصادية في دولة‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬كلية القانون‪ -‬جامعة اإلمارات‪ 27 - 25 ،‬أبريل ‪2011‬م‪ ،‬ص‪.803 :‬‬

‫‪773‬‬ ‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 773‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫حوافز وضامنات االستثامر األجنبي املبارش يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬دراسة مقارنة ( ‪) 781-746‬‬
‫‪1 .1‬حظر نزع ملكية مشروع االستثمار األجنبي المباشر‪:‬‬

‫نــص المشــرع االتحــادي علــى هــذه الضمانــة لطمانــة المســتثمرين األجانــب على اســتثماراتهم‬
‫فــي مواجهــة خطــر نــزع ملكيــة المشــروع‪ ،‬فحظــر نــزع ملكيــة مشــروع االســتثمار األجنبــي‬
‫المباشــر‪ -‬كليــا أو جزئيــا‪ -‬إال للمنفعــة العامــة‪ ،‬ومقابــل تعويــض عــادل مقــدر فــي تاريــخ نــزع‬
‫الملكيــة(((‪.‬‬

‫كمــا نــص القانــون الســعودي علــى هــذه الضمانــة‪ ،‬فقــرر أنــه‪« :‬ال تجــوز مصــادرة‬
‫االســتثمارات التابعــة للمســتثمر األجنبــي كال أو جــزا إال بحكــم قضائــي‪ ،‬كمــا ال يجــوز نــزع‬
‫ملكيتهــا كال أو جــزءا إال للمصلحــة العامــة‪ ،‬مقابــل تعويــض عــادل وفقــا لألنظمــة والتعليمــات»(((‪.‬‬

‫واعتمــد المشــرع الكويتــي الحكــم نفســه فحظــر نــزع ملكيــة أي كيــان اســتثماري مرخــص‬
‫فيــه طبقــا ألحــكام القانــون إال للمنفعــة العامــة‪ ،‬وطبقــا للقوانيــن المعمــول بهــا‪ ،‬ومقابــل يُعــادل‬
‫القيمــة االقتصاديــة الحقيقيــة للمشــروع المنزوعــة ملكيتــه وقــت نــزع الملكيــة‪ ،‬وتُقــدر وفقــا للوضــع‬
‫االقتصــادي الســابق علــى أي تهديــد بنــزع الملكيــة‪ ،‬ويُدفــع التعويــض المســتحق فــور اتخــاذ القــرار‬
‫المشــار إليــه(((‪.‬‬

‫وممــا ســبق يتضــح أن نــزع ملكيــة المشــروع األجنبــي فــي الــدول الثــاث جائــزة‪ ،‬إذ إن‬
‫القانــون يقــرر حــق الدولــة فــي نــزع ملكيــة المشــروع األجنبــي‪ ،‬إال أن هــذا الحــق‪ -‬ومــن أجــل‬
‫حمايــة الطــرف األجنبــي‪ -‬مشــروط بــأن يكــون الباعــث علــى اتخــاذه تحقيــق مصلحــة عامــة‪ ،‬وأن‬
‫يتــم طبقــا ألحــكام القانــون‪ ،‬ومقابــل تعويــض‪ ،‬وهــذا التعويــض يجــب أن يكــون عــادال؛ بمعنــى‬
‫شــموله لــكل الخســائر التــي تلحــق بالمشــروع المنزوعــة ملكيتــه‪ ،‬وكل المكاســب التــي تفوتــه نتيجــة‬
‫نــزع الملكيــة‪.‬‬

‫‪2 .2‬حظر مصادرة أموال مشروع االستثمار األجنبي المباشر‪:‬‬

‫نظــرا ألهميــة ضمــان عــدم مصــادرة أمــوال مشــروع االســتثمار األجنبــي المباشــر؛ فقــد ورد‬
‫النــص علــى هــذه الضمانــة فــي القانــون اإلماراتــي(((‪ ،‬والقانــون الســعودي(((‪ ،‬وكذلــك القانــون‬

‫(( ( انظر المادة (‪ )9/1‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪.‬‬
‫((( انظر المادة (‪ )11‬من نظام االستثمار األجنبي في المملكة العربية السعودية‪ ،‬الصادر بموجب المرسوم الملكي رقم‬
‫م‪ 1/‬في ‪5/1/1421‬هـ‪،‬‬
‫(( ( انظر المادة (‪ )19‬من القانون رقم ‪ 116‬لسنة ‪2013‬م في شأن االستثمار األجنبي المباشر في دولة الكويت‪.‬‬
‫(( ( انظر المادة (‪ )9/3‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪.‬‬
‫((( انظر المادة (‪ )11‬من نظام االستثمار األجنبي في المملكة العربية السعودية‪ ،‬الصادر بموجب المرسوم الملكي رقم‬
‫م‪ 1/‬في ‪5/1/1421‬هـ‪،‬‬

‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬ ‫‪774‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 774‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي ( ‪) 781-746‬‬
‫الكويتــي(((‪ ،‬إال أن الفــارق بيــن هــذه القوانيــن الثالثــة‪ -‬كمــا قدمنــا‪ -‬يتمثــل فــي أن القانــون الكويتــي‬
‫يقــرر هــذه الحظــر بصــورة مطلقــا‪ ،‬دون أيــة اســتثناءات‪ ،‬فــي حيــن يُجيــز كل مــن القانــون‬
‫اإلماراتــي والقانــون الســعودي المصــادرة بشــرط صــدور حكــم قضائــي بهــا‪.‬‬

‫ومــن خــال اســتقراء نصــوص المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م بشــأن‬
‫االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي دولــة اإلمــارات‪ -‬نالحــظ أن المشــرع االتحــادي لــم ينــص علــى‬
‫ضمانــة عــدم جــواز التأميــم إال للصالــح العــام‪ ،‬ومقابــل تعويــض عــادل‪ ،‬األمــر الــذي قــد يُســبب‬
‫بعــض القلــق للمســتثمر االجنبــي المحتمــل‪ ،‬ويؤثــر فــي قــراراه باالســتثمار فــي دولــة اإلمــارات؛‬
‫ممــا يوجــب علــى المشــرع االتحــادي أن يبــادر بالنــص علــى هــذه الضمانــة المهمــة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ضمانات حماية نشاط مشروع االستثمار األجنبي المباشر‬

‫تتمثــل ضمانــات حمايــة نشــاط المشــروع التــي وردت فــي المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم‬
‫(‪ )19‬لســنة ‪2018‬م فــي حظــر الحجــز علــى أمــوال المشــروع‪ ،‬وحظــر تجميدهــا‪ ،‬وحظــر التحفــظ‬
‫عليهــا‪ ،‬وحظــر فــرض الحراســة عليهــا‪ ،‬وحظــر المســاس بحــق االنتفــاع بالعقــارات المخصصــة‬
‫لمشــروع االســتثمار األجنبــي المباشــر‪ ،‬وســنعرض لهــذه الضمانــات بشــيء مــن التفصيــل علــى‬
‫النحــو التالــي ‪:‬‬

‫‪1 .1‬حظر الحجز على أموال مشروع االستثمار األجنبي المباشر‪:‬‬

‫وفقــا للمرســوم بقانــون اتحــادي (‪ )19‬لســنة ‪2018‬م ال يجــوز الحجــز علــى أمــوال المشــروع‬
‫االســتثمار األجنبــي إال بحكــم قضائــي وفقــا ألحــكام التشــريعات المعمــول بهــا فــي الدولــة(((‪،‬‬
‫وهــذه الضمانــة تحمــي مشــروع االســتثمار االجنبــي المباشــر مــن خطــر الحجــز اإلداري الــذي‬
‫تملكــه الجهــات اإلداريــة فــى الدولــة‪ ،‬فتقــوم بتوقيــع الحجــز اإلدارى علــى أى شــخص (طبيعــي أو‬
‫معنوي)عــن طريــق التنفيــذ المباشــر أو الحجــز الجبــرى باعتبــار أن هــذا امتيــاز للســلطة العامــة‪.‬‬

‫ـرد بهــا القانــون اإلماراتــي؛ إذ لــم يتعــرض لهــا‬


‫ومــن الجديــر بالذكــر أن هــذه الضمانــة تفـ َّ‬
‫القانــون الســعودي‪ ،‬وال القانــون الكويتــي‪ ،‬وهــو مــا يعنــي حــرص المشــرع االتحــادي علــى ضمــان‬
‫تدفــق االســتثمارات األجنبيــة داخــل دولــة اإلمــارات‪.‬‬

‫‪2 .2‬حظر تجميد أموال مشروع االستثمار األجنبي المباشر‪:‬‬

‫يُقصــد بتجميــد األمــوال‪ :‬الحظــر المؤقــت علــى نقــل األمــوال أو تحويلهــا‪ ،‬أو تحريكهــا‪ ،‬أو‬

‫(( ( انظر المادة (‪ )19‬من القانون رقم ‪ 116‬لسنة ‪2013‬م في شأن االستثمار األجنبي المباشر في دولة الكويت‪.‬‬
‫(( ( انظر المادة (‪ )9/3‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪.‬‬

‫‪775‬‬ ‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 775‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫حوافز وضامنات االستثامر األجنبي املبارش يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬دراسة مقارنة ( ‪) 781-746‬‬
‫تبديلهــا‪ ،‬أو التصــرف فيهــا بــأي شــكل مــن األشــكال بقــرار صــادر مــن ســلطة مختصــة‪ ،‬وال‬
‫شــك أن هــذا التجميــد يُعــد خطــرا يُهــدد المشــروع األجنبــي‪ ،‬لذلــك نــص المشــرع االتحــادي فــي‬
‫الفقــرة الثالثــة مــن المــادة التاســعة مــن المرســوم بقانــون رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م علــى عــدم جــواز‬
‫تجميــد أمــوال مشــروع االســتثمار األجنبــي إال إذا كان تنفيــذا لحكــم قضائــي يقضــي بالتجميــد وفقــا‬
‫للتشــريعات المعمــول بهــا فــي دولــة اإلمــارات‪ ،‬وهــذه الضمانــة لــم نجــد لهــا ذكــر فــي القانــون‬
‫الســعودي‪ ،‬أو القانــون الكويتــي‪.‬‬

‫‪3 .3‬حظر التحفظ على أموال مشروع االستثمار األجنبي المباشر‪:‬‬

‫لــم ينــص القانــون الســعودي‪ -‬وكذلــك الحــال فــي القانــون الكويتــي‪ -‬علــى هــذه الضمانــة‪،‬‬
‫والتــي تعنــي أن‪ ‬تُغــل يــد صاحــب مشــروع االســتثمار األجنبــي المباشــر عــن التصرف فــي أمواله‪،‬‬
‫وممتلكاتــه الســائلة‪ ،‬والمنقولــة‪ ،‬والعقاريــة بطريقــة مباشــرة‪ ،‬علــى أن تصبــح جميــع ممتلكاتــه تحت‬
‫تصــرف الجهــة صاحبــة قــرار التحفــظ‪ ،‬أمــا المشــرع االتحــادي فقــد نــص علــى هــذه الضمانــة‬
‫فحظــر التحفــظ علــى أمــوال مشــروع االســتثمار األجنبــي إال إذا كان هــذا التحفــظ بنــا ًء علــى حكــم‬
‫قضائــي وفقــا ألحــكام التشــريعات المعمــول بهــا فــي الدولــة(((‪.‬‬

‫‪4 .4‬حظر فرض الحراسة على أموال مشروع االستثمار األجنبي المباشر‪:‬‬

‫يُعــرف البعــض الحراســة بأنهــا‪« :‬وضــع مــال يقــوم فــي شــأنه نــزاع‪ ،‬أو يكــون الحــق فيــه غير‬
‫ثابــت‪ ،‬ويهــدد بخطــر عاجــل فــي يــد أميــن يتكفــل بحفظــه وإدارتــه‪ ،‬ورده مــع تقديــم حســاب عنــه‬
‫إلــى مــن يثبــت لــه الحــق فيــه‪ ،‬ويوضــع المــال تحــت الحراســة إمــا باتفــاق الطرفيــن المتنازعيــن؛‬
‫فتكــون حراســة اتفاقيــة‪ ،‬وإمــا بحكــم مــن القضــاء؛ فتكــون الحراســة قضائيــة(((‪.‬‬

‫وقــد حظــر المشــرع االتحــادي اإلماراتــي فــرض الحراســة علــى أمــوال مشــروع االســتثمار‬
‫األجنبــي المباشــر إال بنــا ًء علــى حكــم قضائــي(((‪ ،‬ومعنــى ذلــك أنــه ال يجــوز فــرض الحراســة‬
‫علــى أمــوال المشــروع األجنبــي بالطريــق اإلداري‪ ،‬وهــي ضمانــة مهمــة ُ‬
‫أغفــل النــص عليهــا فــي‬
‫القانــون الســعودي والقانــون الكويتــي‪.‬‬

‫(( ( انظر المادة (‪ )9/3‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪.‬‬
‫(( ( د‪ /‬أنور العمروسي‪ ،‬الموسوعة الوافية في شرح القانون المدني وأحكام القضاء الحديثة في مصر واألقطار‬
‫العربية‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار العدالة‪ ،‬بدون سنة نشر)‪ ،‬ط ‪ ،4‬ص‪.488 :‬‬
‫(( ( انظر المادة (‪ )9/3‬من المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م‪.‬‬

‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬ ‫‪776‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 776‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي ( ‪) 781-746‬‬
‫‪5 .5‬حظــر المســاس بحــق االنتفــاع بالعقــارات المخصصــة لمشــروع االســتثمار األجنبــي‬
‫المباشــر‪:‬‬

‫وفقــا لنــص المــادة (‪ )9/2‬مــن المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم (‪ )19‬لســنة ‪2018‬م ال يجــوز‬
‫إلغــاء‪ ،‬أو إيقــاف‪ ،‬أو تقييــد حــق مشــروع االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي االنتفــاع بالعقــارات‬
‫المخصصــة لــه‪ ،‬ويفهــم مــن هــذه الضمانــة أنــه ال يجــوز لســلطات الدولــة أن تصــدر قــرارا‬
‫بإلغــاء أو ايقــاف أو تقييــد حــق االنتفــاع بالعقــارات التــي تتخذهــا الشــركة مقــرا لمزاولــة نشــاطها‬
‫وإدارتهــا؛ إذ إن ذلــك قــد يــؤدي إلــى تعطيــل نشــاط الشــركة والحــد مــن قدرتهــا علــى ممارســة‬
‫نشــاطها‪ ،‬ومــع ذلــك فإنــه يجــوز للســلطات المختصــة القيــام بــأي تصــرف ممــا ســبق حــال مخالفــة‬
‫الشــركة لشــروط الترخيــص‪ ،‬مــع التاكيــد علــى أننــا ال نصــادف مثــل هــذه الضمانــة فــي القانــون‬
‫الســعودي‪ ،‬وال فــي القانــون الكويتــي‪.‬‬

‫ويتضح مما ســبق أن الضمانات التشــريعية المقررة لالســتثمارات األجنبية المباشــرة في دولة‬
‫اإلمــارات تفــوق الضمانــات نفســها التــي تضمنهــا كل مــن‪ :‬نظــام االســتثمار االجنبــي الســعودي‪،‬‬
‫وقانــون االســتثمار المباشــر الكويتــي‪ ،‬ومــع ذلــك فقــد أغفــل المشــرع االتحــادي اإلماراتــي النــص‬
‫علــى عــدم جــواز تســعير منتجــات مشــروع االســتثمار األجنبــي المباشــر‪ ،‬أو تحديــد هامــش ربــح‬
‫لــه‪ ،‬كمــا لــم يتكفــل المشــرع االتحــادي بضمانــة الثبــات التشــريعي؛ بمــا يضمــن عــدم االنتقــاص‬
‫مــن الحوافــز والضمانــات التــي نــص عليهــا القانــون الــذي نشــأ المشــروع االســتثماري فــي ظلــه‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫توصــل الباحــث مــن خــال هــذه الدراســة إلــى عــدد مــن النتائــج التــي أوصــى فــي ضوئهــا‬
‫بعــدد مــن التوصيــات التــي نذكرهــا فيمــا يأتــي علــى التوالــي‪:‬‬

‫(أوال) النتائج‪:‬‬

‫‪1 .1‬إن إجمالــي تدفقــات االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي دولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة‬
‫فــي تزايــد مســتمر‪.‬‬

‫‪2 .2‬احتلــت دولــة اإلمــارات المرتبــة الثالثيــن عالميــا‪ ،‬واألولــى عربيــا فــي حجــم تدفقــات‬
‫االســتثمار األجنبيــة المباشــرة الــواردة خــال العــام ‪2017‬م‪.‬‬

‫‪3 .3‬إن زيــادة تدفقــات االســتثمار األجنبــي المباشــر إلــى دولــة اإلمــارات أثــرت بصــورة‬
‫إيجابيــة علــى معــدل نمــو الناتــج المحلــي اإلجمالــي‪.‬‬

‫‪4 .4‬إن المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م بشــأن االســتثمار األجنبــي المباشــر‬

‫‪777‬‬ ‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 777‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫حوافز وضامنات االستثامر األجنبي املبارش يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬دراسة مقارنة ( ‪) 781-746‬‬
‫فــي دولــة اإلمــارات يهــدف إلــى تعزيــز فــرص التنميــة االقتصاديــة‪ ،‬واالزدهــار فــي‬
‫ربــوع دولــة اإلمــارات‪.‬‬

‫‪5 .5‬إن األصــل العــام فــي كل مــن دولــة اإلمــارات‪ ،‬والمملكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬ودولــة‬
‫الكويــت هــو جــواز االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي كافــة المجــاالت‪ ،‬وجميــع األنشــطة‪،‬‬
‫إال أن هــذا األصــل تــرد عليــه بعــض االســتثناءات التــي تتعلــق بســيادة الدولــة‪ ،‬وتحقيــق‬
‫الصالــح العــام‪ ،‬وأن هــذه االســتثناءات تضيــق وتتســع حســب الرؤيــة الخاصــة بــكل‬
‫دولــة‪ ،‬وظروفهــا االقتصاديــة‪ ،‬واالجتماعيــة‪ ،‬والسياســية‪.‬‬

‫‪6 .6‬تتمتــع دولــة اإلمــارات بكثيــر مــن المقومــات الطبيعيــة والماديــة الخاصــة‪ ،‬والميــزات‬
‫التنافســية التــي تمكنهــا مــن توفيــر المنــاخ االســتثماري المالئــم‪ ،‬والجــاذب لــرؤوس‬
‫األمــوال األجنبيــة؛ ممــا يجعلهــا مــن الوجهــات االســتثمارية المفضلــة إقليميــا وعالميــا‪.‬‬

‫‪7 .7‬أن المشــرع اإلماراتــي نــص فــي المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م بشــأن‬
‫االســتثمار األجنبــي المباشــر علــى القطاعــات واألنشــطة المســتثناة مــن الخضــوع لهــذا‬
‫المرســوم‪ ،‬وذلــك خالفــا للمنظــم الســعودي الــذي أنــاط بالمجلــس االقتصــادي األعلــى‬
‫مهمــة تحديــد القطاعــات واألنشــطة المســتثناة‪ ،‬وكذلــك المشــرع الكويتــي الــذي أوكل هــذه‬
‫المهمــة لمجلــس الــوزراء‪.‬‬

‫‪8 .8‬أن الحوافــز التشــريعية التــي تضمنهــا المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م‬
‫بشــأن االســتثمار األجنبــي المباشــر فــي دولــة اإلمــارات تفــوق مثيالتهــا فــي القانونيــن‪:‬‬
‫الســعودي‪ ،‬والكويتــي‪.‬‬

‫‪9 .9‬أن المشــرع االتحــادي فــي دولــة اإلمــارات أغفــل النــص علــى اإلعفــاءات الضريبيــة فــي‬
‫حالــة فــرض ضرائــب مباشــرة فــي دولــة اإلمــارات‪ ،‬وكذلــك أغفــل النــص علــى بعــض‬
‫اإلعفــاءات الجمركيــة‪.‬‬

‫‪1010‬أن المشــرع اإلماراتــي لــم ينــص علــى عــدم جــواز تأميــم مشــروع االســتثمار االجنبــي‬
‫فــي دولــة اإلمــارات إال العتبــارات الصالــح العــام‪ ،‬ومقابــل تعويــض يعــادل القيمــة‬
‫االقتصاديــة للمشــروع وقــت تاميمــه‪.‬‬

‫‪1111‬أن المشــرع االتحــادي فــي دولــة اإلمــارات لــم ينــص علــى عــدم جــواز تســعير منتجــات‬
‫مشــروعات االســتثمار األجنبــي تســعيرا جبريــا‪ ،‬أو تحديــد هامــش ربــح لهــا‪.‬‬

‫‪1212‬أن الضمانــات التشــريعية المقــررة لالســتثمارات األجنبيــة المباشــرة فــي دولــة اإلمــارات‬
‫تفــوق الضمانــات نفســها التــي تضمنهــا كل مــن‪ :‬نظــام االســتثمار االجنبــي الســعودي‪،‬‬

‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬ ‫‪778‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 778‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي ( ‪) 781-746‬‬
‫وقانــون االســتثمار المباشــر الكويتــي‪.‬‬

‫(ثانيا) التوصيات‪:‬‬

‫‪1 .1‬نوصــي المشــرع اإلماراتــي بتعديــل البنــد (‪ )2‬مــن المــادة (‪ )7‬مــن المرســوم بقانــون‬
‫اتحــادي رقــم ‪ 19‬لســنة ‪2018‬م فينــص علــى اختصــاص مجلــس الــوزراء بصياغــة‬
‫القائمــة التــي تتضمــن القطاعــات واألنشــطة المســتثناة مــن االســتثمار األجنبــي المباشــر؛‬
‫وذلــك خــاف للنــص الحالــي الــذي يُعــدد هــذه القطاعــات وتلــك المجــاالت علــى ســبيل‬
‫الحصــر مــع إعطــاء مجلــس الــوزراء الحــق فــي الحــذف منهــا واإلضافــة إليهــا‪.‬‬

‫‪2 .2‬نوصــي المشــرع االتحــادي اإلماراتــي بتقريــر بعــض اإلعفــاءات الضريبيــة‪ -‬الدائمــة‬
‫أو المؤقتــة‪ -‬حــال فــرض ضرائــب مباشــرة فــي دولــة اإلمــارات‪ ،‬وكذلــك تقريــر بعــض‬
‫اإلعفــاءات الجمركيــة‪.‬‬

‫‪3 .3‬نوصــي المشــرع االتحــادي فــي دولــة اإلمــارات بــإدراج نــص بعــدم جــواز تأميــم‬
‫مشــروع االســتثمار األجنبــي إال العتبــارات الصالــح العــام‪ ،‬ومقابــل تعويــض يُعــادل‬
‫القيمــة االقتصاديــة للمشــروع وقــت تأميمــه‪.‬‬

‫‪4 .4‬نوصــي المشــرع االتحــادي اإلماراتــي بــإدراج نــص يحظــر تســعير منتجــات مشــروعات‬
‫االســتثمار األجنبــي تســعيرا جبريــا‪ ،‬أو تحديــد هامــش ربــح لهــا‪.‬‬

‫‪5 .5‬نوصــي المشــرع االتحــادي بــإدراج نــص يكفــل للمســتثمر األجنبــي اســتبعاد القوانيــن‬
‫والتعديــات الالحقــة التــي تــؤدي إلــى االنتقــاص مــن الحوافــز والضمانــات الممنوحــة‬
‫لــه‪ ،‬بحيــث ال يســري علــى مشــروع االســتثمار األجنبــي إال أحــكام القانــون الــذي نشــأ‬
‫فــي ظلــه‪.‬‬

‫‪779‬‬ ‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 779‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


‫حوافز وضامنات االستثامر األجنبي املبارش يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬دراسة مقارنة ( ‪) 781-746‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‬
‫(أوال) الكتب القانونية‪:‬‬
‫أنـور العمروسـي‪ ،‬الموسـوعة الوافيـة فـي شـرح القانـون المدني وأحـكام القضاء الحديثة فـي مصر واألقطـار العربية‪،‬‬
‫(القاهـرة‪ :‬دار العدالـة‪ ،‬بدون سـنة نشـر)‪ ،‬ط ‪.4‬‬
‫رمضـان صديـق‪ ،‬الضمانـات القانونيـة والحوافـز الضريبيـة لتشـجيع االسـتثمار‪ -‬دراسـة مقارنـة بيـن القانـون رقـم ‪8‬‬
‫لسـنة ‪1997‬م والقانـون رقـم ‪ 230‬لسـنة ‪1989‬م علـى ضـوء آراء الفقـه وأحـكام القضـاء‪( ،‬القاهـرة‪ :‬دار النهضـة‬
‫العربيـة‪1998 ،‬م)‪.‬‬

‫(ثانيا) البحوث‪:‬‬
‫اإلمـارات العربيـة المتحـدة‪ ،‬إمـارة أبو ظبي‪ ،‬دائرة التخطيـط واالقتصاد‪ ،‬قطاع التخطيط واإلحصاء‪ ،‬إدارة الدراسـات‪،‬‬
‫االسـتثمار األجنبي المباشـر‪ -‬دراسـة تحليلية‪ ،‬أغسطس ‪2008‬م‪.‬‬
‫اإلمـارات العربيـة المتحـدة‪ ،‬وزارة االقتصـاد‪ ،‬قطـاع التجـارة الخارجيـة‪ ،‬إدارة االسـتثمار‪ ،‬اتجاهـات تدفـق االسـتثمار‬
‫األجنبـي المباشـر مـن خلال مالمـح تقريـر االسـتثمار العالمي‪ ،‬يونيـو ‪2018‬م‪.‬‬
‫آيـات صلاح دكـروري‪ ،‬دور قوانيـن االسـتثمار في جذب االسـتثمار األجنبي المباشـر‪ -‬دراسـة تطبيقية علـى االقتصاد‬
‫المصـري‪ ،‬مجلـة مصـر المعاصـرة‪ ،‬الجمعيـة المصريـة لالقتصـاد السياسـي واإلحصـاء والتشـريع‪ ،‬المجلد ‪،109‬‬
‫العدديـن‪ 529 :‬و ‪2018 ،530‬م‪.‬‬
‫حربـي محمـد موسـى عريقـات‪ ،‬منـاخ االسـتثمار فـي الوطـن العربـي‪ ،‬المؤتمـر الدولـي الخامس لكليـة العلـوم اإلدارية‬
‫والماليـة (نحـو منـاخ اسـتثماري وأعمـال مصرفيـة إلكترونيـة)‪ ،‬جامعـة فالديفيا‪ 04 ،‬مايـو ‪2007‬م‪.‬‬
‫حمـدي محمـد مصطفـى‪ ،‬تعويـض المشـروع االسـتثماري األجنبـي المتضـرر كأحـد الضمانـات القانونيـة فـي قوانيـن‬
‫االسـتثمار العربيـة واتفاقـات االسـتثمار بدولـة اإلمـارات العربية المتحدة واتفاقية اسـتثمار رؤوس األمـوال العربية‬
‫لسـنة ‪1981‬م‪ ،‬مؤتمـر االسـتثمار بيـن التشـريعات الوطنيـة واالتفاقـات الدوليـة وأثرهـا فـي التنميـة االقتصادية في‬
‫دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة‪ ،‬كليـة القانـون‪ -‬جامعـة اإلمـارات‪ 27 - 25 ،‬أبريـل ‪2011‬م‪.‬‬
‫علـي عبدالقـادر علـي‪ ،‬محـددات االسـتثمار األجنبـي المباشـر‪ ،‬سلسـلة جسـر التنميـة‪ ،‬المجلـد ‪ ،3‬العـدد ‪ ،34‬المعهـد‬
‫العربـي للتخطيـط‪ ،‬الكويـت‪ ،‬أكتوبـر ‪2004‬م‪.‬‬
‫محمـد السـيد عرفـه‪ ،‬ضمانـات االسـتثمار األجنبـي وحوافزه فـي القانون المصـري‪ ،‬مؤتمر االسـتثمار بين التشـريعات‬
‫الوطنيـة واالتفاقـات الدوليـة وأثرهـا فـي التنميـة االقتصاديـة فـي دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة‪ ،‬كليـة القانـون‪-‬‬
‫جامعـة اإلمـارات‪ 27 - 25 ،‬أبريـل ‪2011‬م‪.‬‬

‫(ثالثا) القوانين‪:‬‬
‫القانون رقم ‪ 116‬لسنة ‪2013‬م في شأن االستثمار األجنبي المباشر في دولة الكويت‪.‬‬
‫الالئحة التنفيذية للقانون (‪ )116‬لسنة ‪2013‬م في شأن تشجسع االستثمار المباشر في دولة الكويت‪.‬‬
‫المرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 19‬لسنة ‪2018‬م بشأن االستثمار األجنبي المباشر‪.‬‬
‫نظام االستثمار األجنبي في المملكة العربية السعودية‪ ،‬الصادر بموجب المرسوم الملكي رقم م‪ 1/‬في ‪5/1/1421‬هـ‪.‬‬

‫(رابعا) التقارير‪:‬‬
‫تقرير االستثمار العالمي ‪2018‬م الصادر عن مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية – األونكتاد‪.‬‬

‫املجلد ‪ 16‬العدد ‪2‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫ديسمرب ‪2019‬م‬ ‫‪780‬‬

‫‪���� ������� 2-16 .indd 780‬‬ ‫‪30/12/2019 9:55 AM‬‬


) 781-746 ( ‫أحمد عبدالصبور الدلجاوي‬
Incentives and Guarantees for Direct Foreign
Investment in the UAE
(A Comparative Study)

Ahmed Abdulsabour Al-Daljawi


College of Law - University of Sharjah
Sharjah - U.A.E
Abstract:
This paper aims to study the adequacy of incentives and guarantees for
direct foreign investment in the United Arab Emirates, by studying the in-
vestment climate in the United Arab Emirates and comparing the provided
incentives and legislative guarantees to direct foreign investment with their
counterparts in investment legislation in the Kingdom of Saudi Arabia and
Kuwait. The study is divided into three sections: the first section addresses
the evolution and scope of direct foreign investment in the United Arab
Emirates; the second section deals with the incentives for foreign direct
investment in the United Arab Emirates; and the third section draws on
the guarantees for direct foreign investment in the United Arab Emirates.
Finally, the conclusion contains the most important results and some rec-
ommendations.

Keywords: Direct Foreign Investment (DFI), Investment Incentives,


Investment Guarantees, Investment Climate, Non-Commercial Risks.

781 2 ‫ العدد‬16 ‫املجلد‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫م‬2019 ‫ديسمرب‬

���� ������� 2-16 .indd 781 30/12/2019 9:55 AM

You might also like