You are on page 1of 7

‫األكادميية للدراسات‬

‫اإلجتماعية واإلنسانية‬

‫الرتمجة واملعنى النص وسياقاته‬


‫من منظور تأويلي‬

Translation and Meaning the Text and Contexts From


Interpretative Perspective
‫ الزاوي بوزريبة خمتارية‬.‫د‬
ّ‫أستاذة حماضرة " أ " معهد ر‬
--1 ‫التمجة جامعة وهران‬
zaouimar@gmail.com

‫ملخص‬

‫ على‬-‫ كما تسمى أيضا بنظرية مدرسة باريس‬،‫ نظرية المعنى‬- ‫تستند النظرية التأويلية في الترجمة‬
‫ وتشتمل العملية الترجمية وفق هذا التصور‬. ‫ النص وليس على اللغات‬/‫مبدأ االشتغال على الخطاب‬
‫ والثالثة إعادة صياغة‬،‫ والثانية التفريغ‬،‫ األولى الفهم‬:‫(أي المنهج التأويلي) على ثالث مراحل هي‬
.‫النص في مجمله‬
‫يتم التركيز على هذه الخطوات فيها بشكل خاص على مجموعة من العناصر المعرفية المكملة التي‬
‫ يمكننا القول بأن الترجمة هي‬،‫ وعليه‬.‫تساعد على فهم المعنى وإيجاد المكافئ المناسب وليس المقابل‬
.‫ناتج قراءات معمقة تؤدي إلى الوصول إلى قصدية كاتب النص‬
،‫ الصياغة‬،‫ التفريغ‬،‫ الفهم‬،‫ العناصر المعرفية‬،‫ الترجمة‬،‫ المعنى‬،‫ النظرية التأويلية‬: ‫الكلمات الدالة‬
.‫القصدية‬

Abstract

The interpretative theory of translation or the theory of meaning, which is called also the theory of the Paris School,
is based on the principle of working on speech/text and not on the language. And according to this perception
(interpretative approach) the translation process includes three stages:The first is of understanding the content of the
text, the second is on its deverbalization, and finally the third is on rewording or re-expressing the content of the text.

In these phases the focus is particularly on several complementary elements which help to understand the meaning and
finding the appropriate reword and not the equivalent.The refore, we can say that translation is the result of in-depth
readings that lead to the intention of the author of the text.
Keywords: Interpretative theory, Meaning, Translation, Cognitive elements, Comprehension, Deverbalization, Expression.

111 117 - 111 ‫ ص‬. 2018 ‫ جانفي‬- 19 ‫ قسم اآلداب واللغات العدد‬/‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية ب‬
‫د ‪.‬الزاوي بوزريبة مختارية‬
‫قبـل مـا يزيـد عـن ألـفى سـنة كـان شيـشرون وهـوراس وجـريوم‬ ‫مقدمة‬
‫قـد أعابـوا عـلى غـريهم مـن املشـتغلني بالتـرمجـة‪ ،‬ميلـهم إلـى‬
‫احملـاكاة‪ ،‬كإجـراء حيفـظ للكـاتب بصـمته وللـنص دالالتـه‬ ‫أدى اختالف الّلغات وتعدّدها إىل ضرورة التفكري يف وسيلة‬
‫وتراكيـبه‪ ،‬وكـانت حجـتهم فـي ذلـك أن الرتمجـة تقتـضي‬ ‫لفهم اآلخر‪ ،‬فكانت الوسيلة هي الرتمجة بامتياز‪ .‬إن هذا‬
‫احـرتام جـوهر النـص األصـلي ال بنيتـه‪ ،‬حـرصا منـهم عـلى‬ ‫يسميه بول ريكور (‪ )Paul Ricœur‬حييل على‬ ‫احلدث كما ّ‬
‫األمـانة (‪ )Fidélité en traduction‬عـند تـناول أي نـص‪ ،‬أي‬ ‫جوانب من أسطورة بابل اليت انتهت بتش ّتت وانتشار ألسنة‬
‫التعامـل مـع املضمـون دون الشكـل‪.‬‬ ‫هلم نبين ألنفسنا مدينة وبرجا رأسه‬‫الناس مجيعا‪ ،‬إذ " قالوا ّ‬
‫بالسماء ونضع ألنفسنا امسا لئال نتبدّد على وجه األرض‪ ،‬فنزل‬
‫جند التوجه نفسه والتعامـل مـع النصـوص عنـد ثلـة مـن‬ ‫الرب لينظر املدينة والربج اللذين كان بنو آدم يبنونهما‪ ...‬وقال‬
‫مرتجـمي العـصر الذهـيب للرتمجـة خـالل العـصر العبـاسي‬ ‫هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى ال يسمع بعضهم لسان‬ ‫ّ‬
‫وعـلى رأسـهم حنـني بـن إسـحاق‪ ،‬الـذي يقـوم أسلوبـه فـي العمـل‬ ‫بعض‪ )1("..‬فكان األمر كذلك إىل أن حتقق التقارب والتواصل‬
‫عـلى‪":‬تأويـل حقـيقي للنـص املـطلوب ترمجتـه‪ ،‬وتلـك مرحلـة‬ ‫بفعل الرتمجة‪ ،‬هذا اإلجراء الذي مجع بني الفن والعلم يف آن‬
‫وعـاها بعـمق املـرتجم دون أن تصـاغ أهميتـها النظـرية علـى‬ ‫واحد‪.‬‬
‫مسـتوى الرتجـمة‪ .‬ويبـدو هـذا التفسـري‪ ،‬أو التحـليل للخطـاب‪،‬‬
‫إذا أردـنا استخـدام تعبـري جـان دوليـل‪ ،‬بوضـوح عبـر رسالـة حنـني‬
‫إن العملية الرتمجية بوصفها تفسري لعملية فكرية وإجرائية‬
‫تطرح أمرين أو مدخلني أساسيني هما النقل والتأويل‪ ،‬فإذا باعتـبارها منهجيـة الرتمجـة املتبـعة فـي مدرسـته"(‪.)3‬‬
‫كانت املقاربة األوىل تقف عند املعنى الضيق للكلمة‪ ،‬فإن‬
‫االشتغال على النموذج التأويلي يروم التغلغل إىل ما هو مسترت لـم يـكن التـطور الـذي شهدتـه الدراسـات الرتمجيـة خـالل‬
‫خلف القول للتمكن من الوصول إىل قصدية النص شفويا كان العقديـن اآلخـرين مـن الـقرن املـاضي إال امتـدادا للتـحوالت‬
‫أم مكتوبا‪ .‬فما العناصر املصاحبة اليت ال بد من تطويقها لبلوغ التـي شهـدتها حـقول أخـرى كاللسـانيات واألدب وغيـرهما‬
‫مفاد القول؟ وما حدود الفعل التأويلي يف ظل أبعاد اخلطاب مـن املـجاالت الفكـرية‪ ،‬فهجـر املنـهج اللساني الـذي سـاد الـعمل‬
‫بقـواعده فتـرة مـن الـزمن أضـحى ضـرورة متلـيها مسـة‬ ‫الداللية والسياقية واألسلوبية والثقافية؟‬
‫العـجز عـن إدراك املعـاني الضمنـية التـي كثيـرا مـا تـبقى‬
‫حبيـسة اخلصـوصية مهـما كانـت طبيعـتها‪ :‬لغويـة‪ ،‬ثقافيـة‬ ‫‪ -I‬الرتمجـة والتأويل‬
‫ارتبطت ترجـمة أي نص يف عمـومه مبـرحلة أسـاسية‪ ،‬يعـكف أو فرديـة‪.‬‬
‫فيـها املرتجـم بوصفـه أول متلـق عـلى تفسـري أفكـار ومعـاني مـن هـنا قفـزت تلـك املستـويات اللغويـة املتـأرجحة بيـن الكلمـة‬
‫النص مشـروع الرتمجـة‪ ،‬هذا النص اجملبور على عـبور مسـافات واجلملـة بوصفـها وحـدات داللـية‪ ،‬إلـى مـا يسـمى باللسانيـات‬
‫وثقافـات وألسنـة ليستقـر فـي مكـان آخـر ومبالمـح مغايـرة النصـية وهـى إجـراء سابـق ملفهومـه عـلى حـد قـول عبـد الـرزاق‬
‫أحيـانا غيـر تلـك التـي كـان علـيها مـن قبـل‪ .‬وقـد يتـجلى هـذا بـنور الـذي ال يعتبـر التحليـل النـصي أو االسـتداللي ولـيد هـذه‬
‫املتـغري فـي املعاجلـة اللغويـة واألسلوبيـة أحيـانا‪ ،‬لكنـه يأخـذ املستـجدات‪ ،‬فاإلنـسان أدرك قبـل القـرن العشـرين ماهيـة دراسـة‬
‫أحيانـا كثـرية بعـدا آخـر ترجـح فـيه كفـة التأويـل فـيأخذ وحتـليل مدونـات ونصـوص أكبـر مـن املـلفوظ البسـيط(‪.)4‬‬
‫الـنص أشـكاال عـدة‪ ،‬مـما جيعـل فائضـه مـن الـدالالت واملـعاني‬
‫يدخلـه فـي دوامـة التفسيـر والتأويـل املفتوحيـن على قراءات ‪ -1‬التفسري يف الرتمجة‬
‫يشـري جـورج شـتاينر‪)Steiner.G(.‬فـي كتـابة "مـا بعـد بابـل"‬ ‫متعدّدة‪.‬‬
‫يصبح النص يف املعاجلـة التأويلية حمـور تركيـز‪ ،‬وهـو إجـراء ‪ ،Après Babel‬إلـى أن الرتجـمة كمـمارسة وفعل إجـرائي‬
‫يسـعى إىل الكـشف عـن مقاصـد الكاتـب وأفكـاره الضمنـية غري عمـلي يفـرتض درايـة وفـهما لكـل جـزئية فـي النـص املصـدر‪،‬‬
‫باإلضافة إىل عنـصرين آخـرين وهمـا التفريغ وإعـادة التعبـري‪.‬‬ ‫املصرح بها‪.‬‬
‫ويتضـح فـي هـذا السيـاق أن الوحـدة الرتمجـية الـيت لـم تكـن ويعـد املنـهج التأويـلي أو مـا يـعرف بنـظرية املـعنى‪ ،‬اتـجاها فـي‬
‫ختـرج عـن نطـاق املفـردة واجلـملة حبـسب النظـرة التقليديـة‪ ،‬الرتمجـة يتبـعه جـميع أعـضاء جممـوعة ‪ Esit‬والـيت تعـرف‬
‫قـد اختـفت ليحـل حمـلها النـص ككـل‪ ،‬وهـو طـرح يتقامسـه باسـم مدرسـة باريـس‪.III‬‬
‫الكثيـر مـن دعـاة التـصور التأويلي معللـني ذلـك‪":‬بـأن مـعنى ويقـوم مبـدأ هـذه النظـرية عـلى التـعامل مـع املعـنى احلسـي‬
‫النـص (الـذي هـو مفـتاح اخلطـوات التفسـريية املتعـلقة بفـهم فـي مقابـل املـعنى اللغـوي أو اللفـظي‪ ،‬وهـو متيـيز تصـفه‬
‫النـص األصـلي) هـو بـدوره التعـبري عـن "أريـد القـول" الـذي جـاء لـيديرير (‪ )Lederer‬بـأن جزأه األول‪" :‬يقتـنص املـعنى مـن‬
‫عـن طريـق مرسـل هـذا النـص‪ ،‬وهـنا نـجد أن وحـدة املـعنى هـي خـالل تفسـري للنـص ككـل فيمــا يكتـفي اجلـزء الثـاني‬
‫العنـصر األصـغر الـذي مـن خاللـه يـمكن التوصـل إىل التسـاوي بالعـناصـر اللغـوية مـثل املفـردات‪ ،‬العـبارات واالصـطالحات‬
‫(‪)5‬‬
‫والرتاكـيب النحـوية‪".‬‬ ‫الرتجـمي(‪.)2‬‬

‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية ب‪ /‬قسم اآلداب واللغات العدد ‪ - 19‬جانفي ‪ . 2018‬ص ‪117 - 111‬‬ ‫‪112‬‬
‫الرتمجة واملعنى النص وسياقاته من منظور تأويلي‬
‫مـجردة تلـعب دور جـهاز مستـقبل للمعلومـات اجلـديدة الـيت‬ ‫ومن جهتها تستـند سيلسكوفيتـش ( ‪ ) D. Seleskovitch‬بوصفـها‬
‫يتضمنـها النـص‪ ،‬وأخيـرا السـياق الظريف الذي يعكـس جمـموع‬ ‫أبـرز الباحثيـن فـي نظريـة املعـنى‪ -‬فـي منهجـها عـلى جـملة‬
‫الـعناصر غـري اللغـوية املصـاحبة لـظهور هـذا النـص‪ ،‬ومنهـا‬ ‫مـن املالحظـات واالستنتـاجات العمليـة املستمـدة مـن خربتـها‬
‫الظـروف التـارخيية‪ ،‬الثقـافية‪ ،‬اجلغـرافـية‪ ،‬االجتمـاعية‬ ‫الطويـلة فـي جمـال الرتمجـة الشـفوية‪.‬‬
‫والسياسيـة‪......‬الـخ‪.‬‬ ‫وقـد حققـت هـذه التأمـالت مجـلة مـن التـحوالت فـي الرؤيـة‬
‫يـرى مؤيـدو هـذا املنـهج أن إدراك املـعنى وفـهم اخلطـاب ال‬ ‫الدالليـة املعتمـدة عـلى األبـعاد اللغـوية وآليـات املـقارنة السـائدة‬
‫يتـحقق إال باإلحاطـة بالسيـاقات مجيعـها‪ ،‬معتـربين إيـاها‬ ‫آنـذاك‪ ،‬إذ ركـزت سيليسـكوفيتش ( ‪ ) D. Seleskovitch‬على هـذا‬
‫مبثابة الـروافد األساسيـة للسيـاق العـام الـذي يـرفع اللبـس‬ ‫الفـرع بالدراسـة والتحـليل فـي أحـد أحباثهـا‪ ،‬وقـد خلـصت إلـى‬
‫ويكـن مـن حتصـيل املـعنى وفهـم‬ ‫ويقلـص الفـعل التـأويلي‪ ،‬مُ‬ ‫أن املـرتجم‪ ،‬خاصـة فـي الرتمجـة التتابعية‪ ،‬مطـالب باالبتعـاد‬
‫اخلـطاب فهمـا جيـدا فـي اللـغة املـصدر قـبل إعـادة صيـاغته‪.‬‬ ‫عـن املنطـوق مـن النـص ذي اخلاصـية السطـحية واالجتـهاد‬
‫مـن هنـا يتضـح أن العناصـر املولـدة للمـعنى جتـمع بـني ما هـو‬ ‫فـي اإلحاطـة بأفـكار النـص ومقاصـد املـرسل " ‪"Emetteur‬‬
‫لغـوي وغيـر لغـوي‪ ،‬وهـذا الزخـم الـداللي ال يتـأتى تطـويقه إال‬ ‫لتعـاد صياغـة كـل العـناصر الـواردة املصـرح بـها والضمنيـة‬
‫بـعد عمليـة حصر لـكل املكـونات اليت تـرمى إلـى تفـسري مـا لـم‬ ‫مـعا‪ ،‬والتـي تشـمل املكمـالت اإلدراكيـة واملخـزون املعـريف‬
‫يصـرح بـه‪" :‬فالـنص إذا نسـيج مـن الفضـاءات البيـضاء والفـجوات‬ ‫وكـذا السيـاق‪ ،‬وقـد رأت أن هـذا اإلجـراء ميـر مبـراحل ثـالث‬
‫الـيت يـجب ملؤهـا‪ ،‬وأن الـذي أنتـجه (أرسلـه) كـان ينتـظر دائـما‬ ‫تشـمل الرتجـمة الفوريـة والتتابعية معـا وهـى‪:‬‬
‫‪" -1‬مـرحلة االسـتماع لـدال لغـوي حيـمل مـعنى وإدراك بأنهـا ستمـأل‪ ،‬وأنـه تركـها لسببـني‪:‬‬
‫الـرسالة (اإلطـار اللغـوي) وفهـمها (إطـار الفـكر واالتصـال)‪ ،‬أوهلـما أن النـص له وترية داللية بطيـئة (أو اقتصـادية)‬
‫تعيـش عـلى فائـض قيـمة املـعنى الـذي يدخـل فيـه املتلـقي‪....‬‬ ‫مـن خـالل التحليـل واالسـتنتاج‪.‬‬
‫‪ -2‬النسـيان الفـوري واإلرادي للمنـطوق‪ ،‬والغايـة هـي أن منـسك ثـم لـكي يـمر النـص‪ ،‬شيـئا فشـيئا‪ ،‬مـن الوظــيفة التعليـمية‬
‫بالصـورة الذهنيـة للمـعنى بشـكل يـزيد عـن احلـد (املـفاهيم إلـى الوظـيفة اجلماليـة‪ ،‬يريـد أن يتـرك للـقارئ املبـادرة‬
‫(‪)8‬‬
‫التأويليـة‪.‬‬ ‫واألفكـار)‪.‬‬
‫يتضـح إذن أن النـص نسيـج مـن املسـكوت عنـه‪ ،‬ممـا يفتـرض‬ ‫‪ -3‬إنتـاج دال جديـد فـي اللـغة املتـرجم إليـها‪ ،‬وجيـب أن يكـون‬
‫من القـارئ القـدرة عـلى حتـليل العـناصر املكمـلة لسـلسلة‬ ‫مرهـونا بشـرطني‪ :‬نقـل مكونـات الرسـالة الـواردة يف األصـل‬
‫العنـاصر اللـغوية املعـرب عنـها‪ .‬وجتـعل هـذه العملـية النـص‬ ‫(‪)6‬‬
‫والتـواؤم مـع املتـلقي‪".‬‬
‫بنـا ًء قابـال للهـدم الكتـشاف جـزئياته بشـكل منفـصل‪ ،‬وهـي‬ ‫لـم تقتـصر الضـوابط واآلليـات اإلجـرائية اليت استخلصـتها‬
‫وترية جتـعل املعايـري الظـاهرة ال تعـكس الـدالالت الثـابتة‬ ‫الباحثـة عـلى اجلـانب الشفـوي مـن التـرمجة فحـسب‪ ،‬إذ تـم‬
‫والدينـاميكية بشكـل دقيـق‪ ،‬وهو األمر نفسه الذي أشارت إليه‬ ‫توسـيعها لتشـمل الرتجـمة التحريريـة بفـروعها مـن نصـوص‬
‫كل من‪ Seleskovitch.‬سليسكـوفيتش وليـديرير (‪)Lederer‬‬
‫أدبيـة وبراغمـاتية‪.‬‬
‫مـن خـالل مرحلـة التفريـغ ‪.Deverbalisation‬‬
‫وتعـد مرحـلة القـراءة (أي الفهـم) مـن أهـم اإلشكـاليات التـي‬
‫وتقوالن يف هذا الصدد بأن‪ " :‬التفـريغ اللغـوي والوعـي‬ ‫تنـاوهلا هـذا املنـهج‪ ،‬إذ اعـترب بـول ريكـور عمليـة القـراءة فـي حـد‬
‫باملعـنى والالوعـي باللغـة وهـو مصطلـح اعتمدتـه الباحثتـان‬ ‫ذاتـها ممـارسة للتـأويل‪ ،‬وهـي الفكـرة نفسها الـيت يقـف عنـدها‬
‫خلصوصيـة تطبيقـه عـلى النصـوص الشفويـة‪ ،‬واألفكـار‬ ‫غادامـري حيـن يعتبـر فـعل الفـهم مـرادفا "للتطـبيق" باملـعنى‬
‫الرئيسيـة فـي النظـرية التفـسريية للمـدرسة (‪ )...‬والفهـم‬ ‫اهليـرومنوطيقي للكـلمة‪.‬‬
‫مرحـلة وعي قائمـة تنفصـل عـن املـحفزات الـيت أدت إليهـا‪....‬‬
‫فاألشـكال تـتالشى وتتـوارى بيـنما تتـداعى املضـامني الـيت‬ ‫غـري أن اهلـدف األسـاس لعمليـة القـراءة قـد ال يتـحقق بفـعل‬
‫حـركتها اإلشـارة مشـكلة بذلـك عـددا ال حيـصى مـن الدوائـر‬ ‫قـراءة عـابرة كمـا يشـري إلـى ذلـك دوليـل (‪" :)Delisle‬إذ ميكننـا‬
‫الشـارحة خمتلفـة فيـما بينهـا فـي استـمراريتها‪ ،‬وحبـيث تنـضم‬ ‫أن نطـلع بصـريا عـلى الرمـوز الكتابيـة لنـص مكتـوب بلغـة‬
‫بعضـها إلـى املـخزون املعـريف‪ ،‬و تتـحول إلـى جـزء مـن املـعرفة‬ ‫أجنبـية‪ ،‬وأن ننـطق هـذا النـص فـي أذهاننـا دون أن نفـهم املـعنى‬
‫عنـد الفـرد"(‪. )9‬‬
‫(‪)7‬‬
‫الـذي ينقـله"‬

‫مـن هنـا وجـب التـحول إىل مـستويات داعمـة لفـعل الفـهم ويسـتدعى إجـراء التـفريغ إمـكانات خاصـة عنـد االنتـقال مـن‬
‫وهـي السـياق اللغـوي الـذي يكـشف لنـا عـن الـدالالت املتـعددة نصـوص حمـررة (ترجـمة حتريريـة) إلـى نصـوص شفـوية‬
‫ذات الطـبيعة الالمتناهـية‪ ،‬والتـي يصـعب حتـديدها إال فـي (ترمجـة فوريـة أو تتابعية) ‪Traduction simultanée ou‬‬
‫إطـار سـياق معـني‪ ،‬ثـم السيـاق املـعريف وهـو يضـم جمـموع ‪consécutive‬‬
‫األفكـار الـيت حيـيل عليـها النـص وهـي تأخـذ شـكل متثيالت‬
‫‪113‬‬ ‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية ب‪ /‬قسم اآلداب واللغات العدد ‪ - 19‬جانفي ‪ . 2018‬ص ‪117 - 111‬‬
‫د ‪.‬الزاوي بوزريبة مختارية‬
‫لبـعض أو كـل املقاطـع املبهـمة أو اجملـازية‪ ،‬فـهو كـما تشـري‬ ‫إذ يتـسم االشتـغال عـلى هـذه األخيـرة جبـملة مـن التعقـيدات‬
‫إلـى ذلـك كـل مـن ليديـرير وسيـليكوفيتش(‪Seleskovitch‬‬ ‫العقـلية والنفسـية التـي تكـبل الرتمجـان أثنـاء السـريورة‬
‫‪ ) et lederer‬إجراء يعـنى بفـك شفـرات الرموز اللغـوية وإعـادة‬ ‫الرتمجيـة كالسـرعة فـي إجيـاد القـوالب الـناقلة للمـعنى‬
‫نقلهـا إىل فضـاء لـغة أجـنبية مع دحـض تلك املعـادالت املـتاحـة‬ ‫فـي اللغـة اهلـدف‪ ،‬استحـضار الذاكـرة‪ ،‬والتـحكم فـي آليـات‬
‫خـارج السـياقات (‪.)12‬‬ ‫التحـليل بـما يـسمح بالـولوج إلـى طبـقات اخلطـاب احملـصورة‬
‫مـن هنـا يتـأكد وجـود اختالفـات مجـة بيـن العمليـة التفسيـرية‬ ‫ضمـن قصـدية الكـاتب‪.‬‬
‫مـن البديهـي أن تنتـهي مرحلـة التفريـغ بالشـروع فـي استغـالل الـيت تتـم بيـن نصـوص كامـلة وبيـن نقـل الشفـرة الـيت متـثل‬
‫مجيـع العـناصر املشكـلة للنـص‪ ،‬إلعـادة صيـاغته مـن جديـد البـنى والرتاكيـب اللغويـة‪.‬‬
‫فـي لغـة جديـدة ضـمن أطـر ثقافيـة واجتماعيـة أخـرى وهـذا أمـا دولـيل فـريى‪ ":‬أن نـص اخلـطاب ال حيـمل املـعنى وإنـما يشـري‬
‫مـا يشـري إليـه دوليـل عنـدما‪" :‬يعـرف النشـاط الرتجـمي بأنـه إلـيه فقـط ‪ ،‬باعـتبار أن الرمـوز املكونـة لـه تشـري إلـى أشيـاء‬
‫عمليـة يـتم مـن خـالهلا حتديـد معنـى الرمـوز اللـغوية‪ ،‬عـلى أخـرى خمـتلفة عـنها ‪ .‬فاملـعنى إذن يصـبح استنتـاجا منطقيـا‬
‫أسـاس مـا يـراد قـوله‪ ،‬وجتسـد فـي نـص وبعـد ذلـك تتـم عـملية يقـع بيـن املستـوى الرتاكـييب والظـريف‪ .‬مـن هـنا تكـون العمـلية‬
‫كامـل هلـذا النـص مـن خـالل الرمـوز املتعـلقة باللغـة التفسيـرية ممـثلة فـي الوعـي بديـنامية العالقـات بيـن املفاهيـم‬ ‫إحـالل‬
‫والـرموز اللـسانية املمثلـة فـي شـكل خطـاب" (‪.)13‬‬
‫(‪)10‬‬
‫األخـرى"‬

‫ومـن هـذا املنـظور أمـكن اعتـبار املعـاني اجلزئيـة ملكـونات‬ ‫وتعـد عـملية التـأويل‪ ،‬عـملية إبـداعية خـالقة تصـبو إلـى‬
‫اخلـطاب مبـثابة الـقاعدة التـي يتأسـس عليـها املعـنى الكـلى‬ ‫إبـراز قصديـة الكـاتب‪ ،‬وهـي تفصـح عـن رغبة فـي التواصـل‬
‫وهـي أيـضا املـادة الكاشـفة عـن مـدى متـاسك النـص وانسـجام‬ ‫حيركـها وعـى سابـق عـن التعبـري‪ ،‬كـما تسـعى إلـى الكشـف‬
‫أفكـاره‪.‬‬ ‫عـن مضـمون النص الظـاهر مـنه واخلـفي‪ ،‬ممـا خيـرج النـص‬
‫اجلـديد عـن إطـار النمـطية‪.‬‬
‫وحيـاول الكـثري مـن املهتـمني بالـرتمجة جـعل مصـطلح التفسـري‬
‫أو الرتمجـة التفـسريية مـرادفا للرتمجـة التأويليـة الـيت تسـتقى‬ ‫يثيـر الكثـري مـن الباحـثني مـسألة التـوافق واالختـالف‬
‫جـذورها مـن اجتـهادات الشـرح والتفسـري للنصـوص املقدسـة‬ ‫بيـن النـص املصـدر والنـص اهلـدف‪" :‬إذ يـرى أحـد املهـتمني‬
‫وخاصـة اإلجنـيل‪ .‬واملعـروف أن تاريـخ الرتجـمة فـي الغـرب‬ ‫بهـذا احلقـل انـه ميـكن النظـر فـي ثالثـة أوجـه للصياغـة‬
‫ارتبـط بـتاريخ ترمجـة الكتـاب املـقدس‪ ،‬ويعـترب اإلجنيـل أكثـر‬ ‫اللغويـة للنـص املرتجـم‪ ...‬مبـا يناسـب االستعمـال اجلـاري‬
‫الكـتب ترمجـة‪ ،‬فـقد ترجـم مـن اللـغة اآلراميـة إلـى اليونـانية‬ ‫للغـة املستقبـلة وهـو توافـق املفـردات وحـقل املـعنى‪ ،‬والقـواعد‬
‫ومـنها إلـى الالتيـنية ثـم إلــى خمتـلف اللغـات األوروبـية‪.‬‬ ‫ومبـادئ النحـو اجلمـلي والنـصي للغـة املستقبلـة‪.‬فـفي النـص‬
‫املتـرجم يضـطر املتـرجم إلـى أن يستخـدم هنـا وهنـاك كلـمات‬
‫وال منـاص كذلـك فـي هـذا السـياق مـن الوقـوف عنـد مصـطلح‬ ‫غـري واردة أو حمتملـة الوقـوع فـي اللـغة املستقبـلة‪.‬ففـي نـقل‬
‫"اهلرمينوطـيقا" الـذي ال تتضـح حـدود تـداوله مـن تـلك املتـعلقة‬ ‫املـعنى مثـال كثيـرا مـا يكـون التقـسيم هلـذا احلقـل فيـما يتعلــق‬
‫مبـصطلح التـأويل‪ ،‬وهـو تداخـل ميـكن تفسيـره باشرتاكهمـا‬ ‫بظاهـرة مـا يـحوى كلمـات خمتـلفة مـن حيـث العـدد واملـعنى‬
‫فـي خاصيـيت املنشـأ والعـرض‪ " ،‬ويعـد فريديـريك شالميـخر‬ ‫(‪)11‬‬
‫فـي اللغـتني املعنـيتني"‬
‫‪ Friedrich Shleiermecher‬عـامل الالهـوت األملاني أول مـن‬
‫صـاغ نظريـة التـأويل العـام ‪L’herméneutique générale‬‬
‫إن أهـم مـا يـلفت االنتـباه فـي هـذه املرحلـة هـو الرتكيـز عـلى‬
‫‪ .‬وهـو ذو فضـل فـي توسيـع داللـة هـذا املصطـلح فيـما وراء‬ ‫التخلـص مـن بعـض عناصـر النـص األصـلي كاملفـردات‬
‫نطـاق الالهـوت أو املشكـالت اجلـزئية فـي تفسـري النصـوص‬ ‫والرتاكـيب وطريقـة استـخدامها لتوصـيل املـعنى‪ ،‬بوصفـها‬
‫الدينـية‪.‬حبيـث أصـبح املصـطلح ميـتد ليشـمل عـلوم التفـسري‪،‬‬ ‫وسائـل تعبرييـة مقيـدة حلرية التفسـري والتشـبث أكـثر مبـا‬
‫كالفيـلولوجيا والقانـون والتاريـخ إىل جـانب تفسيـر النصـوص‬ ‫أوردتـه هـذه القـوالب اللغـوية مـن املـعاني املشـكلة للخطـاب‪.‬‬
‫الدينـية" (‪.)14‬‬ ‫‪-2‬التفسري‪ ،‬التأويل واهلرمينوطيقا‬
‫يأخـذ املعـنى شـكل ناتـج العمليـة الذهنيـة املـرتتبة عـن الفـهم‪–3 ،‬غايات املعنى وضرورات الفهم‬
‫وهـو مبـسمى آخـر ناتـج العـملية التفـسريية أو التأويلـية وهـي يقوم مفهـوم التفـسري والتأويـل واهلريومنـطقيا (وهذه األخرية‬
‫املـرحلة اليت تكـشف عن ديناميكـية املعنى الناتج عن تـعدد كلمـة معربـة) على خاصيـة مشرتكـة‪ ،‬هـي الفهـم وإدراك‬
‫املـعنى والغـوص فيـما وراء املصـرح بـه ‪ ،‬ولئـن كانـت هـذه‬ ‫القـراءات وثـراء املـادة الداللية‪.‬‬
‫وقـد ارتبـط مفـهوم التفـسري بآليـات الشـرح والتحلـيل الـيت املفاهيـم حتـيل عـلى بعضـها يف اخـتزالية جتعـل مـنها مرتادفـات‪،‬‬
‫تـرمى إلـى إزاحـة الغـموض والضبابيـة ملـادة نصـية ملفوظـة إال أنهـا فـي حقيـقة األمـر تنطـوي عـلى صـفة التـمييز والتـباين‬
‫أو مكتـوبة‪ ،‬وهـو مـن هـذا املـعنى يتضـمن التحليـل املفصـل طبـقا ملرجعيـتها وخصوصيـة تداولـها فـي النصـوص الدينـية‬

‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية ب‪ /‬قسم اآلداب واللغات العدد ‪ - 19‬جانفي ‪ . 2018‬ص ‪117 - 111‬‬ ‫‪114‬‬
‫الرتمجة واملعنى النص وسياقاته من منظور تأويلي‬
‫والفلسـفية بوجـه خـاص‪ .‬ويـرى الكـثري مـن املشتـغلني فـي ووفقا ملا سبق فإن التأكيد على بلوغ املعنى احلقيقي لقصدية‬
‫حتـديد املصـطلحات أن الفهـم يـحيل عـلى التفـسري أو يبـرز املؤلف أمر يصعب اإلمساك به أمام حركيته نظرا لتغري‬
‫كنتيـجة لـه أو العـكس‪ ،‬وأن مـا ورد فـي تعريـف كلمـة "فـهم" الظـروف املوضـوعية والتارخييـة‪.‬‬
‫فـي لسـان الـعرب البـن منـظور جيعـله مقابـال لــ‪:‬عـلم بالـشيء‪ -1 ،‬االنفتاح الداللي‬
‫عقلـه‪ ،‬وعرفـه‪ ،‬وهلـذا كـي يتحقـق الفهـم‪" :‬مـن األحـسن أن‬
‫يعـلم املرتجـم أن هنـاك عـادات ومـواقف وتصـورات لغويـة يـمكن تتيح النصوص اإلبداعية املعروفة بانتظامها تنظيما توليديا‪،‬‬
‫أن متنـع عنـه الفهـم‪ ،‬وعليـه أن يقـف عنـدها‪ ،‬ويواجـهها بالشـك إمكانية قراءتها من زوايا عدة‪ ،‬قراءة يستدل بها عن جوهر‬
‫املنهـجي‪ ،‬أال يـأخذ أي شـيء عـلى أنـه صحيـح إال إذا تيـقن مـن اخلطاب وخلفيته احلقيقية مما يفتح اجملال أمام حركية‬
‫ذلـك‪ ،‬أن يفحـص كـل شـيء (‪ )...‬وعندمـا يفهـم النـص ‪ ...‬ميـر غري مسبوقة تتجلى يف صور كثرية ومسميات أكثر منها‬
‫تعدد املعاني‪-‬والنزيف الداللي وال نهائية الداللة واالنزالق‬ ‫إىل اإلجـراء الرتجـمي" (‪.)15‬‬
‫الداللي‪.....‬وغريها وهي كلها مصطلحات تصب يف اجتاه واحد‬
‫مـن هـنا يكـون الفهـم عمليـة ذهنيـة وفكريـة الحقـة ملرحلـة حنـو االنفتـاح الـداللي‪.‬‬
‫التمـكن من النص وتذوقه واإلحاطة مبعانيه وفيه يقول هيجل‬
‫أن ‪":‬املعنى هو هذه الكلمة العجيبة اليت نستعملها بطريقتني إن حتديد مفهوم االنفتاح الداللي مشروط بتحقيق قراءة‬
‫متعارضتني يف الظاهر‪ ،‬ففي احلالة األوىل تدل على أعضاء إبداعية منتجة ومثمرة‪ ،‬مبعنى أنها قراءة ال تروم الظاهر بقدر‬
‫اإلدراك احلسي‪ ،‬ويف احلالة األخرى نسمي "املعنى" بالداللـة‪ ،‬ما تسعى إىل مساءلة احملجوب من املعاني‪.‬إذ يقوم املصطلح‬
‫على ربط االنفتاح حبتمية ثراء النص دالليا وأسلوبيا‪ ،‬وتفسري‬ ‫والفكـر واملظهر العـام للشـيء" (‪.)16‬‬
‫ذلك بأن هذا الزخم من األلفاظ املشكلة للنص األدبي مشحونة‬
‫فمن اخلطأ أن نتصور املعنى يف حدود ما يعنيه الشيء‪ ،‬إذ بشحنات داللية مركبة ومعقدة تفضي إىل سيل من القراءات‬
‫تفرتض عملية إنتاجه اخرتاق األطر املؤدية إىل الكشف عن غري احملدودة املتأرجحة بني داللة القصد وزئبقية املعنى‪" :‬‬
‫سبل التبليغ واإلفهام‪.‬فالفهم وإن كان يف جوهره تكامل فالنص يعيش صراعا داميا بني كونه قوال وكونه تأثريا‪،‬و‬
‫بني معطيات داللية وإحيائية تتحقق عن طريق التلميح بني مدلوله الذي يرتبط وجوده بإرادة خارج اللغة وداله الغيور‬
‫واالستعارة‪ ،‬فإنـه يقتضي وجـود اتفـاق مسبق يربط بيـن الفهـم الذي يأبى أن ينصاع لغري إرادته الذاتية يف إنشاء معناه‪.‬وأن هذا‬
‫الصراع الدامي‪ ،‬بل الوحشي الذي ميزق املعنى أشالء ويرمي‬ ‫واإلفهـام أو التفاهـم‪.‬‬
‫إن هذا الطرح املستفيض لكلمة "فهم" جيعل منه حلقة بها فوق النفايات املعجمية ‪ ،)...( ،‬فيتوه معه يف وادي االرحتال‬
‫حمورية خاضعة للتجربة والتطبيق واالتفاق‪ ،‬وهذا ما جيعل والتغري‪ ،‬ليخرج اللغة من مفهوم األداة إىل مفهوم آخر‪ ،‬تصري‬
‫كانط يؤكد على أن‪" :‬التجربة هي إدراك مفهوم‪ ،‬غري أننا اللغة فيه بانية ملا تنجزه ومولدة ملا سينجز‪.‬وهنا يصبح من‬
‫الضروري عدم اخللط بني مفهومني للغة‪ :‬األول يتالءم مع‬ ‫(‪)17‬‬
‫نفهمها إذا ما ختيلناها مبعـنى التفـاهم"‬
‫من هنا وأخذا يف احلسبان الطرح السابق ملعرفة ماهية الفهم‪ ،‬طبيعة لغة اخلطاب النفعي –اللغة أداة اتصال –كما جرى‬
‫ميكننا القول بأن معنى الفهم يوحي مبعنى سكوني ثابت يصل على تعريفها دي سوسري ومارتنيه وغريهما‪.‬والثاني‪ ،‬يتالءم مع‬
‫إىل العقل والقلب‪ ،‬بعكس معنى التفسري ‪ Exégèse‬فهو حييل طبيعة لغة اخلطاب األدبي حيث تكون اللغة فيه"اجناز أعمال"‬
‫على الدينامية أو احلركية واالستمرارية لوجود سلسلة ال كما نلمح ذلك يف قول بارت وجاكبسون‪ ،‬وكريستسفا‪ ،‬وجان‬
‫حمدودة من املعاني‪ .‬وقد يكون مفهوم التفسري من املفاهيم اليت كوهني وغريهـم" (‪.)19‬‬
‫وتبعـا ملقتضيـات القـراءات املتعـددة ومـا ينـجر عـن ذلـك مـن‬ ‫يصعب حتديدها نظرا لوجود عالقة دائرية‪ ،‬تصلها بالتأويل‬
‫سيولـة التخميـنات واالفرتاضـات‪ ،‬وتشـتت للمعـاني‪ ،‬يصـبح‬ ‫واهلريومنطيقا وهي مفاهيم حتيل على بعضها يف دائـرة‬
‫النـص يف موقـع انفـتاح عـلى ممارسـات ترمجية تأويليـة‬ ‫مغلقـة‪.‬‬
‫متباينـة‪ ،‬مـنها مـا خيضـع لضوابـط علميـة تنـأى بطبيعتـها‬ ‫‪ -II‬التأويل وفائض املعنى‬
‫عـن كـل انـزالق وانفـالت داللي‪ ،‬ومنـها مـا يؤثـر اختـراق‬
‫إن تعدد مصادر مكونات النص وكذا العناصر امليسرة الستقاء‬
‫الرتاكيـب والبـنى اللسانيـة املشكـلة للنـص (النص األدبـي عـلى‬
‫وجـه التحـديد) مـما ينـتفي مـعه مـحدودية الداللـة‪ ،‬وينـقل‬ ‫أفكاره جيعله أرضية خصبة لتنوع معانيه وغزارتها‪ ،‬وهو‬
‫الوحـدات مـن مـجال الـدالالت املعجميـة الساكنـة إىل فضاء‬ ‫ما يدفع بعملية التأويل كما تشري إىل ذلك ليديرير‪" :‬إىل‬
‫استجالء مضمرات القلوب واستشعار خلجات النفوس واستكناه‬
‫املعاني املتحركـة واملتغـرية‪.‬‬
‫خفايا العقول وهذا أمر حمال بال معايري يستبان بها ويقاس‪،‬‬
‫السيما وأن رواد املدرسة التأويلية يعرتفون بأنه ليس هناك إن اختالف مستويات القراءة وتباين املقامات وأحوال القراء‬
‫دوما معنى واحد‪ ،‬ألن املؤلـف وقـراءه ال يتصـورونه أبدا عـلى جيعل من اإلجراء االستكشايف ألي نص‪-‬أي القراءة مبفهومها‬
‫الرباغماتي‪ ،‬املؤشر احلق على حياة النص وإلغاء كل ما ميكن‬ ‫حنو متشابه متاما" (‪.)18‬‬
‫أن يرميه بسمة اجلمود واملوت‪ ،‬فالقارئ (قارئ النص األصلي أو‬
‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية ب‪ /‬قسم اآلداب واللغات العدد ‪ - 19‬جانفي ‪ . 2018‬ص ‪117 - 111‬‬
‫د ‪.‬الزاوي بوزريبة مختارية‬
‫املرتجم وقارئ الرتمجة) حمكوم مبرحلتني من القراءة أوالهـما العملية التأويلية‪،‬و منعا لالنزالق‪ ،‬والتسيب يف قراءة النص‬
‫القراءة االستكشافيـة والثانية القـراءة االسرتجاعيـة‪.‬فاألوىل األدبي ال بد من وضع موانع وحواجز لكثري من القراءات‬
‫(‪)24‬‬
‫هي مفتاح القراءة الثانية‪ ،‬بيد أن حرية القارئ يف التأويـل املنفلتة‪".‬‬
‫وعلى ضوء ما سبق‪ ،‬ميكننا القول بأن القصدية يف النصوص‬ ‫حمـدودة بسبب تشبع النص باملقومات الداللية والشكلية‪.‬‬
‫األدبية تعد عنصرا مشرتكا بني األطراف الثالثة وهي نوايا‬ ‫إنه ملن نافلة القول بأن تعدد القراءات إجراء يرمي إىل تسليط‬
‫املؤلف‪ ،‬ومقاصده باإلضافة إىل إسرتاتيجية متلقيه‪ ،‬وهي‬ ‫الضوء على زوايا وجوانب عديدة من النص‪ ،‬وهي أيضا مسوغ‬
‫الفكرة اليت يؤكدها أمربتو إيكو بقوله‪":‬عندما يتم إنتاج نص‬ ‫لتعدد الرتمجات بوصفها املعيار األساس ألزلية الكثري من‬
‫ما ال لكي يقرأه قارئ بعينه‪ ،‬بل لكي يتداوله جمموعة من‬ ‫النصوص اليت مل متت مبوت أصحابها‪ ،‬بل وأكثر من‬
‫القراء‪ ،‬فإن املؤلف يدرك أن هذا النص لن يؤول وفق رغباته هو‬ ‫ذلك فإنها مل تفقد شيئا من طاقتها التعبريية وال من سحر‬
‫بل وفق إسرتاتيجية معقدة من التفاعالت اليت تستوعب داخلها‬ ‫مضامينها‪ ،‬فهي نصوص يصح وصفها باخلالدة وحسبنا هنا‬
‫(‪)25‬‬
‫القراء مبؤهالتهم اللسانية باعتبارها موروثـا اجتماعيـا‪".‬‬ ‫أن نذكر منها‪ ،‬دون كيخـوتيلسرفانتيس(‪ )20‬ورومـيو وجولييـت‪،‬‬
‫(‪ ، )23‬الكومديا خامتة‬ ‫هاملت وأوتيلـو‪ ،‬وتاجـر البندقـية لشكسـبري‬
‫(‪)21‬‬

‫اإلهليـة لدانيت(‪ ،)22‬ودون خـوان والبخـيل ملولييـر ‪.‬‬


‫خنلص يف النهاية إىل القول بأن العملية الرتمجية ارتبطت‬
‫منذ البدء بعملية التأويل‪ ،‬فكان الفهم هو الرتمجة واالنفتاح‬ ‫‪ -2‬سلطان القصديـة‬
‫تتميـز األعمال األدبية كما هو متعارف عليه بشحناتها الداللي نناج القراءات املتعدّدة واملتن ّوعة حبثا عن املكبوت‬
‫الداللية وطاقتها التعبريية غري النمطية‪ ،‬مما جيعلها عصية وراء املكتوب‪ .‬وهذه العملية ضرورية لتحقيق معادلة الفهم‬
‫على الفهم واإلدراك‪ ،‬وبالتالي فهي تستوجب عناء ومشقة واإلفهام وجتاوز كل غموض قد يتجّلى على مستوى السياق‬
‫لالنتقال مبضامينها ومعانيها من ضفة النص األصلي إىل اللفظي‪.‬‬
‫الضفة املقابلة أال وهي اللغة اهلدف (اللغة املرتجم إليها)‪ .‬اهلوامش‬
‫غري أن هذه الرحلة احملفوفة باملخاطر كونها قد تلحق األذى‬
‫‪ -1‬بول ريكو‪ ،‬عن الرتمجة‪ ،‬ترمجة حسني محزي‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرون‪،‬‬
‫أحيانا بالنص املراد ترمجته‪ ،‬وهي يف الوقت ذاته السبيل إىل بريوت‪ ،2008 ،‬ص ص‪42-41‬‬
‫التعرف على ما هو جمهول ومسترت لدى اآلخر‪ ،‬استنادا لرأي ‪2- HURTADO ALBIRAmparo Traducción y Traductologíaintroducción‬‬
‫‪a la traductología. Cátedra - Madrid 2004, p 302.‬‬ ‫أنطوان بريمان (‪ )Berman‬الذي يرى يف اإلجراء الرتمجي جتاوز‬
‫لتقنيات نقل األلفاظ والعبارات إىل ما هو أعمق‪،‬أي حماولة ‪ -3‬مريم سالمة‪-‬كار –الرتمجة يف العصر العباسي –مدرسة حنني بن‬
‫إسحاق وأهميتها يف الرتمجة –ترمجة جنيب غزاوي‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة‪.‬‬
‫إدراك معنى النص ومراميه وغاياته خاصة وأن النص وصاحبه دمشق‪ 1998‬ص ‪.42‬‬
‫ينزالن دائما منزلة الغرابة‪ ،‬غرابة تصنعها مقاصد النص ‪4- Voir : BANNOUR Abderrzek. Texte, contexte et situations de‬‬
‫‪discours.Dans actes du colloque- la Linguistique textuelle : etats et‬‬ ‫ومقاصد مؤلفـه‪.‬‬
‫‪perspectives. Avril 2005, P46.‬‬
‫‪«Pourtant l’analyse textuelle ou discursive n’est pas nouvelle. Ce n’est‬‬ ‫ويعد تفعيل اجلوانب االستكشافية لدى املتلقي مبثابة األرضية‬
‫‪pas au XXeme Siecle que l’homme a appris a approcher et analyser‬‬
‫» ‪un corpus ، ni une entité plus grande que l’énoncé simple‬‬
‫األساسية اليت تقوم عليها املقاربات التأويلية‪ ،‬واليت وإن‬
‫‪5-LEDERER Mariane. La traduction aujourd’hui. Ed Hachette.‬‬ ‫بدت متحررة من كل سلطة أو قيد إال أنها ختضع لسلطان‬
‫‪France.1994.P51‬‬ ‫القصدية أو القصـد‪.‬‬
‫‪« La différence essentielle entre équivalences et correspondances‬‬
‫‪: les premiers s’établissent entre textes ، les secondes entre des‬‬ ‫والشك أن كل إجراء تأويلي يقوم على قدرة املتلقي‪ ،‬على‬
‫‪éléments linguistiques ، mots syntagmes ، figements ou formes‬‬ ‫تعرية مقاصد املؤلف احلقيقية مما حيول دون الولوج إىل‬
‫‪syntaxiques ».‬‬
‫‪HURTADO ALBIR Amparo, Opcit p417‬‬
‫متاهات التأويل املضللة اليت تنفتح على فضاء داللي ال نهائي‪،‬‬
‫‪Las tres etapas son:‬‬ ‫يتخطى أحيانا كثرية حدود النص ومعامله‪.‬ولإلشارة فإن هذه‬
‫;‪« 1° audición de un significante lingüístico portador de sentido‬‬ ‫املقاصد تقع موقع الركن املركزي يف املقاربات التأويلية‪ ،‬وهي‬
‫‪aprehensión (ámbito de la lengua) y comprensión (ámbito del‬‬ ‫اليت حتدد هوية النص موضوع الرتمجة وانتمائه احلضاري‬
‫‪pensamiento y de la comunicación) del mensaje mediante análisis‬‬
‫;‪y síntesis‬‬ ‫والثقايف‪.‬وال ريب يف أن تلك املقاصد ال ميكن تطويقها إال من‬
‫‪2° olvido inmediato y voluntario del significante para no retener‬‬ ‫خالل مجلة من الضوابط كما يشري إىل ذلك طه عبد الرمحن‬
‫;)‪más que la imagen mental del significado (conceptos، ideas،etc.‬‬
‫بقوله‪":‬أن احملجوب من النص هو فضاء االنفتاح الداللي‪ ،‬غري‬
‫‪3° producción de un nuevo significante en la otra lengua que‬‬
‫‪debe responder a un doble imperativo: expresar todo el mensaje‬‬ ‫أن العوامل الذاتية للمتلقي هي اليت حترك دواعي التحريف‬
‫» ‪original y adaptarse al destinatario.‬‬ ‫واالفرتاء على النص‪ ،‬وبقدر حجم التأويل املنحرف حيدث‬
‫‪7-Jean Delisle. L’Analyse du discours…… ,Opcit , P70‬‬ ‫االنزالق إىل متاهات التسلط واإلمالء‪ ،‬فاجلزء املسكوت عنه‬
‫‪« On peut très bien visualiser les signes graphiques d’un texte‬‬
‫مكون مركزي يف كل النصوص األدبية‪ ،‬وهو األصل يف‬
‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية ب‪ /‬قسم اآلداب واللغات العدد ‪ - 19‬جانفي ‪ . 2018‬ص ‪117 - 111‬‬ ‫‪116‬‬
‫الرتمجة واملعنى النص وسياقاته من منظور تأويلي‬
‫أنظر الرتمجة األدبية مالحظات وجتارب يف لوجوس‪-‬ترمجة أمحد درويش‬ ‫‪étranger ou prononcer mentalement les sons qu’ils symbolisent ،‬‬
‫النصوص األدبية املشكالت واحللول‪ .‬العدد الثالث‪.‬جملة جامعة القاهرة‪.2007.‬‬ ‫»‪sans pour autant comprendre les sens dont il sont porteurs‬‬
‫ص‪67‬‬ ‫‪ -8‬أمحد بوحسن‪.‬نظرية األدب‪.‬القراءة‪ -‬الفهم‪ -‬التأويل‪ .‬دار األمان‪ .‬الرباط‬
‫‪ -22‬أليخريي دانيت"‪ )Allighieri"(1321-1265‬شاعر ايطالي اشتغل بالسياسة‬ ‫‪ 2004.‬ص‪31.‬‬
‫وارتقى اىل مناصب الدولة بفلورنسا‪،‬لكنه‬ ‫‪9- HURTADO ALBIR Amparo, opcit PP 326-327.‬‬
‫انسحب بعد ذلك ليتفرغ لألدب والشعر من أعماله‪ ،‬األغاني‪ ،‬احلياة اجلديدة‬ ‫‪« La fase de desverbalización، la conciencia del sentido ، la no‬‬
‫وأهمها على اإلطالق رائعته الكوميديا اإلهلية اليت كتبها بني‪1306-1308‬‬ ‫‪conciencia de la lengua ، son ideas centrales de la teoría interpretativa‬‬
‫‪de l’ESIT(…). Puede decirse que cada acto de comprensión es una‬‬
‫و‪.1321‬‬
‫‪toma de conciencia que persiste ، disociada de las estimulaciones‬‬
‫‪-23‬موليري (‪ )1673-1622‬كاتب مسرحي وممثل فرنسي‪ ،‬بعد حصوله‬ ‫‪que la han provocado (…). Las formas se desvanecen ، y desaparecen‬‬
‫على شهادة الكفاءة يف احملاماة‪ ،‬هجر مهنته األصلية ليؤسس فرقته املسرحية‬ ‫‪mientras que los contenidos movilizados por la señal se asocian a‬‬
‫سنة‪ 1643‬من أعماله‪ ،‬مدرسة السيدات‪ ،‬مريض الوهم‪ ،‬دون خوان والبخيل‪.‬‬ ‫‪recuerdos anteriores constituyendo innumerables metacircuitos‬‬
‫‪-24‬عبد الرمحن طه‪.‬جتديد املنهج يف تقويم الرتاث‪.‬املركز الثقايف العربي‪.‬‬ ‫‪de duración variable ، algunos se integran en el bagaje cognitivo y‬‬
‫بريوت‪. 1994‬ص‪139‬‬ ‫» ‪se convierten en una parcela del saber del individuo .‬‬
‫‪10- Jean Delisle.L’Analyse du discours comme méthode de‬‬
‫‪ -25‬ايكوأمربتو‪ :‬التأويل بني السيميائيات والتفكيكية‪ .‬ترمجة وتقديم سعيد‬
‫‪traduction. Opcit P72‬‬
‫بنكراد‪ .‬املركز الثقايف العربي‪ .‬الدار البيضاء ‪ 2000‬ص ص‪.86-85‬‬
‫ويسوق الكاتب يف كتابه حدود التأويل‪ ،‬مثال القنينة احلاملة لنص جمهول‬
‫املؤلف وظروف كتابته‪.‬‬ ‫‪ -11‬عمر شيخ الشباب‪ ،‬التأويل ولغة الرتمجة‪ .‬دار اهلجرة‪.‬بريوت‪ .‬ص ‪43‬‬
‫‪« Supposant que je trouve le texte de Wordsworth dans une bouteille,‬‬ ‫‪12- HURTADO ALBIR Amparo,Traducción y Traductología…-‬‬
‫? ‪et que je ne sache ni quand, ni par qui il a été écrit. Que se passe-t-il‬‬ ‫‪opcitpp 323-324‬‬
‫‪Après avoir rencontré le mot gay, je regarderai si le cours successif‬‬ ‫‪13- DELISLEJean. L’analyse du discours comme méthode‬‬
‫‪du texte autorise une interprétation sexuelle, pouvant m’amener à‬‬ ‫‪de traduction. Initiation à la traduction française de textes‬‬
‫‪penser que gay véhicule des connotations d’homosexualité.si c’est‬‬ ‫‪pragmatiques anglais. Théorie et pratique.Ottawa, presse se‬‬
‫‪clairement le cas, ou du moins si ça l’est de manière persuasive,‬‬ ‫‪l’université d’Ottawa. Coll « cahiers de traductologie » 1980, P 73.‬‬
‫‪je peux formuler l’hypothèse que ce texte n’a pas été écrit par un‬‬ ‫‪« En effet le texte d’un message ne contient pas le sens، il ne fait que‬‬
‫‪poète romantique mais par un écrivain contemporain qui imitait‬‬ ‫‪pointer vers lui، puisque les signes qui le composent renvoient à‬‬
‫» ‪probablement le style d’un poète romantique.‬‬ ‫‪autre chose qu’a eux-mêmes.‬‬
‫‪Pour plus de détailles.‬‬ ‫‪Le sens se définit donc comme une synthèse originale se situant au‬‬
‫‪Voir:UmbertoEco.Les Limites.deL’interprétation.Grasset.Milan1992.P13‬‬ ‫‪carrefour des références structurales et situationnelles. L’analyse‬‬
‫‪exégétique ou (L’interprétation) correspond a une prise de‬‬
‫‪conscience réfléchie de la dynamique des rapports entre référents‬‬
‫» ‪et signes linguistiques combinés en un message.‬‬
‫‪ -14‬توفيق سعيد‪.‬يف ماهية اللغة وفلسفة التأويل ‪ -‬جمد‪ .‬املؤسسة اجلامعية‬
‫للدراسات والنشر والتوزيع‪ .‬بريوت‪ 2002 .‬ص ‪.87‬‬
‫‪ -15‬ينظر‪ :‬املودن حسن‪ ،‬من أجل مقاربة علمية للرتمجة‪ .‬يف جملة فكر ونقد‪،‬‬
‫العدد ‪ 22‬أكتوبر ‪ ،1999‬الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -16‬بوحسن أمحد‪ .‬نظرية األدب‪ ...‬مرجع سابق ص‪.112‬‬
‫‪ -17‬املرجع نفسه‪ .‬ص ‪.106:‬‬
‫‪ -18‬الديداوي حممد‪.‬مفاهيم الرتمجة‪ .‬املنظور التعرييب لنقل املعرفة‪.‬املركز‬
‫الثقايف العربي‪.‬الدار البيضاء‪ ،2007‬ص‪.19.‬‬
‫‪ -19‬عياشي منذر‪.‬الكتابة الثانية وفاحتة املتعة‪.‬املركز الثقايف العربي الدار‬
‫البيضاء‪ 1998.‬ط‪ 1‬ص ‪ 18‬ص ‪19‬‬
‫‪ -20‬ميقال دي سرفانتيس(‪)1616-1547‬كاتب ورائد من رواد األدب االسباني‬
‫اىل درجة اعتباره رمزا من الرموز الفكرية والثقافية هلذا البلد‪،‬و يكفي ذكر‬
‫لغة سرفانتيس ليستشف أن احلديث يدور حول اللغة االسبانية‪.‬قضى شبابه يف‬
‫املغامرات احلربية‪،‬و قد أسر يف اجلزائر بني‪ 1580-1575‬وهناك تشبع بالكثري‬
‫من األفكار اليت استغلها فيما بعد يف العديد من مؤلفاته‪،‬و اليت نذكر على رأسها‬
‫رائعته" دون كيخوتي دي المنشا" واليت صدر أرل جزء منها سنة ‪ ،1605‬أما‬
‫اجلزء الثاني فصدر يف ‪.1615‬وكان هلذه الرواية دور كبري يف الرواية العاملية‬
‫وهي تعبري عن التعارض بني املثالي والواقعي وبني الشعري واحملسوس‪.‬‬
‫‪ -21‬ويليام شكسبري (‪ )1616-1564‬شاعر وكاتب تراجيديات اجنليزي‪ ،‬وأشهر‬
‫شعراء العصر الفكتوري على االطالق‪ ،‬جل مسرحياته تتمحور حول أحداث‬
‫وأشخاص تارخييني من أشهر أعماله روميو وجولييت‪ ،‬تاجر البندقية‪ ،‬هامليت‬
‫وأوتيلو‪ .‬وعن هذه األخرية يقال أن األديب خليل مطران هو الذي ابتدع اسم‬
‫"عطيل" حني ترجم املسرحية وقد كتب يف مقدمة كتابه أنه حياول بهذا االسم‬
‫أن يرد االسم إىل أصله العربي‪ ،‬ما دامت الشخصية عند شكسبري هي شخصية‬
‫عبد مغربي وقد تصور أن الكاتب حياول أن حياكي نطقا عربيا وأنه ميكن أن‬
‫يكون "عطا اهلل" أو "عطيل" وقد رجح الثاني‪.‬‬

‫‪117‬‬ ‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية ب‪ /‬قسم اآلداب واللغات العدد ‪ - 19‬جانفي ‪ . 2018‬ص ‪117 - 111‬‬

You might also like