Professional Documents
Culture Documents
حكم أنصار الطواغيت
حكم أنصار الطواغيت
ُون هللاِ ِمن أوليا َء ثُ َّم ال س ُك ُم النَّا ُر و َما لكم ِمن د ِ الذين ظَلَموا فَتَ َم َّ
َ oقولُهُ تعالى( :وال تَر َكنُوا إلى
الذين ظَلموا قد جا َء في ِه هذا الوعي ِد الشّدي ِد، َ كون إلى كان ُمج َّر ُد ال ُر ِصرون) [هود ،]113 :فإذا َ تُن َ
فكيف ب َمنْ اتَّبَعهم على ُكفِر ِهم أو َرض َي بأعمالِهم أو َ نوع ال ُمدا َهن ِة،
ِ كون قد يكونُ ِمن مع أنَّ ال ُر َ
سيكونُ ِمثلَهم في ال ُكفِر مادا َم راِضيًا بأعمالِ ِهم ،ث ّم تأ َّمل صرهم ،فوهللاِ إنَّه َ عاونَهم وأحبَّهم ونَ َ
المين
َ كان َمنْ َما َل إلى الظَّ ُون هللاِ ِمن أوليا َء ثُ َّم ال تُنصرون) ،فإذا َ قولَه تعالى( :و َما ل ُكم ِمن د ِ
فكيف ب َمنْ تَوالّهم وأعانَهم كأنصاِر َ واستعان بِهم قَطَ َع هللاُ ُواليَته عنه ولم يَكنْ ناص ًرا له، َ
ت وأعوانِهم. الطَّواغي ِ
الكتاب يَردُّو ُكم بع َد إيمانِكم َ الذين أُوتُوا
َ الذين آمنوا إنْ تُ ِطي ُعوا فريقًا ِم َن َ oقولُهُ تعالى( :يا أيُّها
ي إلى َكفرون وأنتُم تُتلَى َعلي ُكم آياتُ هللاِ وفِي ُكم رسولُهُ و َمنْ يَعتَصم باهللِ فق ْد هُد َ َ وكيف ت
َ كافرين،
َ
ؤمنين إنْ أطَاعُوا zأه َل َ سبحانَه وتعالى أنَّ ال ُم فأخبر ُ
َ صرا ٍط ُمستقيم) [آل عمران،]101 ،100 :
لإليمان وفِيهم رسو ُل هللاِ صلَّى ِ كفرون بع َد أنْ َهداهُم
َ ب َردُّوهم عن دينِهم ،ثُ َّم بيَّ َن أنَّهم َ
كيف يَ الكتا ِ
صراط ُمستقيم)، ٍ ُدي إلى هللاُ علي ِه وسلَّم يَتلُوا عليهم آياتِه ،ثُ َّم قا َل( :و َمنْ يَعتَصم باهللِ فق ْد ه َ
ب ُمؤم ٍن اإلعتصا ُم باهللِ للكافرين ل ْم يَعتَص ُموا باهللِ ْإذ ال يَستَقي ُم في قل ِ َ فأفادت اآليةُ أنَّ ال ُم ِط َ
يعين
الح َّكا َم الطَّواغيتَ أطَاعُوا أوليا َءهم ِم َن وطاعةُ الكافرين ،و َمح ُّل اإلستدال ِل ِمنْ ه ِذ ِه اآلي ِة أنَّ ُ
وباألخص األمريكان ،فطَا َعتُ ُهم لليَهو ِد والنَّصارى ِر َّدةٌ ظَاهرةٌ عن دي ِن ِّ اليَهود والنَّّصارى
الكافرين.
َ كان مثلَهم إلشترا ِكهم جمي ًعا في طاع ِة يعين لليَهو ِد والنَّصارى َ أطاع ال ُم ِط َ ِ اإلسالم ،و َمنْ
ِ
ثانيًا :السنة:
رضي هللاُ عنه يقو ُل: َ سمعتُ عليًََّgzا رافع قا َلَ :
ٍ حسن بن محمد قا َل :أخبَرنِي عُبيد بن أبي ِ ••ع ِن
والزبي ُر وال ِمقدا ُد بن األسو ِد ،قا َل :إنطَلِقوا حتَّى تَأتُوا بَعثني( :رسو ُل هللاِ صلَّى هللاُ عليه وسلَّم أنَا ُّ
كتاب فَ ُخ ُذوه ِمنها .فانطَلقنا تعادى بنا الخي ُل ،حتَّى انتَهينا إلى ٌ خاخ فإنَّ بها ظُعينة ،و َم َعها ٍ روضة
الكتاب
َ ب ،فقُلنا لتُ ِخر ِجنَّ عي ِمن كتا ٍ الكتاب ،فقالتْ ما َم َ َ أخرجي الروض ِة ،فإذا نَحنُ بالظعينة فقلناِ :
فأخر َجتُه ِمن عقاصها ،فأتَينا به رسو ُل هللاِ صلَّى هللاُ علي ِه وسلَّم فإذا فيهِ :منْ َ الثياب،
َ أو لنُلقينَّا
ض أم ِر رسو ِل هللاِ صلَّى شركين ِمنْ أه ِل م َّكة ،يُخبِ ُرهم ببع ِ َ س ِمن ال ُم ب بن أبي بَلتَعةَ إلى أنُا ٍ حاط ِ
َعجل حاطب َماهذا؟ قا َل :يا رسو َل هللاِ ال ت َ ُ هللاُ عليه وسلَّم فقا َل رسو ُل هللاِ صلَّى هللاُ عليه وسلَّم :يا
هاجرين لهم َ وكان َمنْ مع َك ِمنْ ال ُم َ َعل َّي ،إنِّي ُكنتُ إم ًرا ملصقًا في قريش ،ولم أكنْ ِمنْ أنفسها،
ب فيهم أنْ أتّخ َذ عندهم ون بها أهليِ ِهم وأموالِهم ،فأحبَبتُ إذ فاتَني ذلكَ ِم َن النَّس ِ قَرابات بم َّكة ،يَح ُم َ
ضا بال ُكف ِر بع َد اإلسالم ،فقا َل رسو ُل هللاِ: يحمون بها قَرابتي ،و َما فعلتُ ُكف ًرا وال ارت َدا ًدا ،وال ِر ً َ يَ ًدا
ش ِه َد بد ًرا وما ق هذا ال ُمنافق ،قا َل :إنَّه ق ْد َ أضرب عُن َ
ْ لق ْد ص َدقكم .قا َل عُمر :يا رسول هللا َدعني
شئتم فق ْد َغفرتُ لكم) [رواه اعملوا ما ِ أهل بد ٍر فقا َل؛ ِ يكون ق ْد إطَّل َع على ِ َ يُدري َك لَع َّل هللاَ أنْ
ب بن أبي بَلتَعةَ رضي هللا عنه تَد ُّل على أنَّ ُمناصرةَ ال ُكفَّا ِر و ُمعاونتَهم صةَ حاط ِ البخاري] ،وقِ َّ
وجو ٍه: ِّين؛ ويَتبيَّنُ ذل َك ِمنْ ُ سلمين ُكف ٌر و ِر َّدةٌ َع ِن الد ِ َ و ُمظاهرتَهم على ال ُم
اإلسالم) ،وفي ِ ضا بال ُكف ِر بع َد رضي هللاُ عنه( :و َما فَعلتُ ُكف ًرا وال ارتِ َدا ًدا وال ِر ً َ ب
األ َّول :قو ُل حاط ٍ
أكون ُمؤمنًا باهللِ ورسولِ ِه ،صلَّى هللاُ عليه وسلَّم)، َ بي أنْ ال ِرواي ٍة عند البُخاري قال( :وهللاِ َما َ
ضا بال ُكف ِر بع َد اإلسالم) ،وفي ضا قا َل( :ول ْم أف َعلُهُ ارتِدا ًدا عن ِديني وال ِر ً وفي ِرواي ٍة عنده أي ً
ضا حاطب( :و َما فَعلتُ ذلكَ ُكف ًرا وال ارتِ َدا ًدا عن ِديني) ،وفي ِرواي ٍة عنده أي ً ُ ضا قا َل ِرواي ٍة عنده أي ً
ضا قا َل( :يا أكون ُمؤمنًا باهللِ ورسولِ ِه ،و َما غيَّرتُ وال بدَّلتُ ) ،وفي ِرواي ٍة عنده أي ً َ بي أال قا َلَ ( :ما َ
رضي
َ صحاب ِة أكون ُمؤمنًا باهللِ ورسولِ ِه) ،فهذا ي ُد ُّل على أنَّ ال ُمق َّرر عند ال َّ َ مالي أنْ ال َ رسو َل هللاِ
سلمين
َ س لهم وإفشا َء أسرا ِر ال ُم س َ رضي هللاُ عنه أنَّ ُمعاونةَ ال ُكفَّا ِر والتَّج ُ َ حاطب
ُ هللاُ عنهم و ِمنهم
اإلسالم و ُكف ٌر باهللِ ورسولِ ِه. ِ سلمين أنَّه ِر َّدةٌ عن دي ِن َ لهم ،و ُمناصرتَهم و ُمظاهرتَهم على ال ُم
نافق)،
ق هذا ال ُم ِ أضرب عُن َ ُ رضي هللاُ عنه( :يا رسو َل هللاَِ ،دعني َ الثَّاني :قو ُل عمر بن الخطَّاب
خان هللاَ أضرب عُنقَه فإنَّه ق ْد نَافق) ،وفي ِرواي ٍة قا َل عمر( :يا رسو َل هللاِ ق ْد َ ُ وفي ِرواي ٍة ( َدعني
ؤمنين فدعني َ خان هللاَ وال ُم فألض ِر ْب ُعنُقَه ،) ...ثُ َّم قا َل( :إنَّه ق ْد َ ْ ؤمنين فدعني َ ورسولَه وال ُم
ؤمنين،َ خان هللاَ ورسولَه وال ُم رب ُعنُقَه) ،وفي ِرواي ٍة أنَّ عمر بن الخطَّاب قا َل( :إنَّه ق ْد َ فألض ْ ْ
ؤمنين،
َ خان هللاَ ورسولَه وال ُم فأضرب ُعنُقه) ،وفي ِرواي ٍة قا َل عمر( :يا رسو َل هللاِ ق ْد َ ُ فدعني
ؤمنين،
َ خان هللاَ ورسولَه وال ُم فأضرب عُنقه ،) ...ثُ َّم عا َد عمر فقا َل( :يا رسو َل هللاِ ق ْد َ ُ دعني
كان ال ُمق َّرر عن َد عمر بن الخطَّاب رض َي هللاُ عنه أنَّ ُمظاهرةَ ال ُكفَّا ِر فألضرب ُعنُقه) ،فق ْد َ ْ دعني
اإلسالم وخيانةٌ هللِ ولرسولِه ِ ق و ُكف ٌر ِور َّدةٌ عن دي ِن س لهم نفا ٌ س َ سلمين و ُمعاونتَهم والتَّج ُ َ على ال ُم
فليس في ِه َخفاءz. َ قول عمر بن الخطَّاب رضي هللا عنه ؤمنين وذلكَ ظاه ٌر ِمن ِ َ ولل ُم
ق َما صد َ رسول هللاِ صلَّى هللاُ علي ِه وسلَّم على عمر قولُه هذا ،وإنِّما َذك َر له ِ ِ الثَّالث :عد ُم إنكا ِر
اعتذ َر ب ِه حاطب ،ولذلكَ قا َل رسو ُل هللاِ صلَّى هللاُ علي ِه وسلَّم( :لق ْد ص َدقَكم) ،وفي ِرواي ٍة قا َل:
صدقَكم) ،وفي ِرواي ٍة( :فص َّدقَه النبَََّي ق ال تَقُولوا له إالَّ خي ًرا) ،وفي ِرواي ٍة قا َل( :إنَّه قد َ ص َد َ ( َ
صلَّى هللاُ علي ِه وسلَّم).
الرابع :أنَّ حقيقة فعل حاطب معصية وكبيرة من الكبائر وإن كان ظاهره كف ًرا إال أن النبي صلي
هللا عليه وسلم علم سريرته بالوحي ولذلك صدقه في قوله( :و َما فعلتُ ذل َك ُكف ًرا وال ارتِ َدا ًدا عن
ش يَ ًدا يَح ُمون بها قُرابتِه ،ومع ضا بأنَّه َما فَع َل ف ْعلَته تلكَ إالَّ لِيتَّخ َذ عن َد قري ٍ ديني) ،وعلَّ َل ذلكَ أي ً
تأواًل انتَفى عنه ال ُكفر ،ولذل َك قا َل كان ُم ِّ ب وال لغيره ،إالَّ أنَّ حاطبًا ل َّما َ ليس بعذ ٍر لحاط ٍ َ أنَّ ذلكَ
َض َر َر في ِه) [فتح الباري: تأواًل أنْ ال َ صن َع ذلكَ ُم ِّ حاطب َما َذ َكره ،فإنَّه َ َ الحافظُ ابن حجر( :وعُذ ُر
:8ص .]634
قال أبو محمد المقدسي( :وإنما الذي قاله الرسول عليه الصالة و السالم؛ أنه استثنى حاطبًا من
أن يكون قد كفر في هذه الحادثة ..باطالعه من طريق الوحي على سريرته وأنه لم يفعله نصرة
للمشركين ومظاهرة لهم على الموحدين ،وذلك بعد مقالة حاطب (ما فعلته كف ًرا وال ارتدا ًدا) فقال
صلى هللا عليه وسلم( :قد صدقكم ) ..وقال( :وما يدريك لعل هللا اطلع على اهل بدر فقال اعملوا
ما شئتم فقد غفرت لكم) فهذا الصحابي البدري قد استثناه النبي صلى هللا عليه وسلم وزكاه
وشهد بصدق سريرته وباطنه وأنه لم يفعل ذلك ردةً أوكف ًرا أي لم يكن فعله نصرة ومظاهرة
للمشركين على المسلمين ،بل كان إفشاؤه لسر رسول هللا مع تأوله أن رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم منصور مؤيد ال محالة من هللا؛ كبيرة من كبائر الذنوب اغتفرت مع كونه بدريًا ) ..
[الشهاب الثاقب ص .]13 ،12
أليس
َ ص ِة فقا َل: علي في هذ ِه القِ َّ ٍّ ث عن ريق الحار ِ ي ِمن طَ ِ الخامس :قا َل ابن حجر( :وعن َد الطَّبر ُ
اهر أعدائكَ عليكَ ) [فتح الباري :8 :ص ،]634فهذا يَ ُد ُّل ق ْد شَه َد بد ًرا؟ قا َل :بَلَى ،ولكنَّه نَكث وظَ َ
كث للعه ِد ِور َّدةٌ ظَاهرةٌ و ُكف ٌر سلمين نَ ٌ َ على أنَّ ُمظاهرةَ ال ُكفَّا ِر و ُمناصرتَهم و ُمعاونتَهم على ال ُم
صراح. ُ
س ِه و َمالِ ِه ص َر رسو َل هللاِ صلَّى هللاُ عليه وسلَّم بنَ ْف ِ السادس :أنَّ َحاطبًا رضي هللا عنه َمع أنَّه نَ َ
وكان
َ ش ِه َد َمع رسو ِل هللاِ صلَّى هللاُ علي ِه وسلَّم ال َمشا ِه َد ُكلَّها، رج َم َعه َغازيَا في َغزواتِ ِه و َ وخ َ َ
خان هللاَ ورسولَهَ والحديبَّية ،ق ْد قا َل في ِه عمر رضي هللا عنه( :إنَّه ق ْد َ ُ ش ِه َد بَد ًََzgرا ِم َّمنْ َ
سلمينَ ،مع أنَّه َما فَ َع َل ذل َك إالَّ َ َسا على ال ُم س ًَzg
شركين وت ََج ُ
َ ؤمنين)َ ،وع َّد فِ ْعلَه ذا َك ُمظاهرةً لل ُم َ وال ُم
رسول هللاِ صلَّى هللاُ عليه وسلَّم إليهم ال ِ ش بتَج ِهيز
اص ُر رسولِه ،وأنَّ إخبا َره لقري ٍ لظنِّه أنَّ هللاَ نَ ِ
علي
ٍّ س فَ َذ َك َر َمعنى حدي ِ
ث ث إبن عبَّا ٍ صتَه إبن َمر َدويه ِمنْ حدي ِ ضر هللاَ وال رسولَه َك َما َر َوى قِ َ يَ ُّ
كان أهلِي في ِه ِم ف َكتَبتُ ِكتابًا ال صنعتَ ؟ فقا َل :يا رسو َل هللاِ َ حاطب َما دعاكَ إلى َما َ ُ وفي ِه فقا َل( :يا
ي عن ريق ال ُزه ِر ِّ س َمويه ِمن طَ ِ وروى ابن شَاهين والبَا ُرودي والطَّبَرانِ ُي و َ ض ُّر هللاَ وال رسولَه)َ ، يَ ُ
وكان َحليَفgzاًَ َ أهل اليَم ِن(وحاطب رج ٌل ِمنْ ِ ُ عُروة عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بَلتَعة قا َل:
وكان بَنُوهُ وإخ َوتُهُ بم َّكة َ رسول هللاِ صلَّى هللاُ عليه وسلَّم وق ْد شَه َد بد ًرا ِ ب
وكان ِمن أصحا ِ َ للزبي ِر ُّ
علي وفي ٍّ ث َ
الحديث نَ َح َو حدي ِ نص ُح لهم في ِه ،) ...فَ َذ َك َر ش يَ َ حاطب ِم َن المدين ِة إلى ِكبا ِر قري ٍ ُ ف َكت ََب
نونولي بم َّكة بَ َ نذ أسلَمتُ ولكنَّني ُكنتُ إم ًرا غريَبًَzgا ْ َحاطب( :وهللاِ َما ارتَبتُ في هللاِ ُم ُ ُ آخ ِر ِه فقال
الذين آمنوا ال تَتَّ ِخ ُذوا َعدُوي َ إخوةً ...الحديث) ،وزا َد في آخ ِر ِه( :فأن َز َل هللاُ تعالى( :يا أ ُّيها
س وفيه نُزو ُل اآلي ِة، ث أن ٍ ورواهُ ابن َمر َدويه ِمن حدي ِ و َعدُوكم أوليا َء [ ) ...الممتحنةَ ،]4 - 1 :
قوي [اإلصابة في تمييز الصحابة :1 :ص ،]300 ٍّ ث ابن عمر بإسنا ٍد و َرواهُ ابن شَاهين ِمن حدي ِ
جاهدين،
َ ؤمنين ويُناص ُر الطَّواغيتَ ويُعينَهم على حر ِ
ب ال ُم َ فكيف ب َمنْ يَتولَّى ال ُكفَّا َر ويُعادي ال ُمَ
ت اإلسالميَّ ِة ،ف َمنْ وباألخص على الحركا ِ ِّ سلمين
َ كان على ال ُم َويَستع َمله الطَّاغوتُ ل ُمظاهر ِة األمريَ َ
فاق علي ِه. كم الِر َّد ِة والنِ ِ هو أولَى بإنزا ِل ُح ِ كان َحالُه هكذا فَ َ َ
شركين ل ْم يَكنْ ِمنْ ال ُمظاهر ِة في شي ٍء فق ْد َ حاطب لنف ٍر ِم َن ال ُم ُ ب الذي بَعثَهالسابع :إنَّ لفظَ الكتا ِ
ب( :أ َّما بع ُد يا َمعش َر َفسير يَحي بن سالم" أنَّ لفظَ الكتا ِ أهل ال َمغازي َو َه َو في "ت ِ بعض ِ ُ َذ َك َر
سي ِل ،فوهللاِ لو َجاَءكم ش كاللَّيل ،يَسي ُر كال َّ ش فإنَّ رسو َل هللاِ صلَّى هللاُ عليه وسلَّم َجا َءكم بِجي ٍ قري ٍ
سهيل ِّي [فتح الباري: سالم)َ ،كذا َحكاهُ ال ُ سكم وال َّ وأنج َز لَه و ْع َده ،فانظُروا ألنفُ َِ َوح َده لنَ َ
ص َرهُ هللاُ
وليس
َ سلمين،
َ شركين على ال ُمَ ب ال يُف َه ُم ِمنه ال ُمظاهرةُ لل ُم :7ص ،]521ف َمض ُمونُ ِرسال ِة حاط ٍ
يكون َمعصيةًَ ،كفَّ َرها هللاُ لَه َ سلمين ،غايَتُه أنَْ اص َر ال ُكفَّا َر وعاونَهم على ال ُم في ِه َما يَ ُد ُّل على أنَّه نَ َ
ب شُهو ِد ِه بَد ًرا. بِسب ِ
سلمين ،بَ ْل إنَّما فَ َعلَه ُمصانَعةً َ سا لل ُكفَّا ِر على ال ُم س َاطبًا ل ْم يَفع ْل ذلكَ نِفاقًا وال ت ََج ُ الثامن :إنَّ َح ِ
اإلسالم ،إالَّ أنَّ َحا ِطبًا ظَنَّ أنَّه
ِ كان بِ َح ِّد َذاتِه يُ َع ُّد ُكف ًََzgرا في ليكون لَه عن َدهُم يَدٌ ،وهذا الفِع ُل وإنْ َ َ
ين أظ ُهر ِهم َولَ ٌد َوأه ٌل (وكان لِي بَ َ َ س ال ُكفر ،فَفي ِرواي ِة ابن إسحاق أنَّه قا َل: ليس ِمنْ ِج ْن ِ َ
صفوان سهي ِل إبن َع ْمرو و َ الواقدي بِسنَ ٍد لَهُ ُمرس ٌل أنَّ َحا ِطَبًَzgا َكت ََب إلى ُ ُّ وروى صانَعتُ ُهم عليه َ ... فَ َ
س بالغزو وال أ َراهُ يُري ُد َغي َر ُكم، أذ َن في النَّا ِ بن أميّة و ِعكرمة؛ أنَّ رسو َل هللاِ صلَّى هللاُ عليه وسلَّم َّ
يكون لِ َي ِعن َد ُكم يَدّ) [فتح الباري :7 :ص ،]521ولذل َك قَبِ َل رسو ُل هللاِ صلَّى هللاُ َ وق ْد أحبَبتُ أنْ
صا ِدقًا في ع ُْذ ِر ِه الذي اعتَ َذ َر به. كان َ ُذرهُِ ،م َّما يَ ُد ُّل على أنَّه َ عليه وسلَّم ع َ
بي صلَّى هللاُ عليه وسلَّم َو ُه َو يُبَايَ ُع جلي رضي هللا عنه قا َل( :أتيتُ النَّ َ ••عنْ َجري ِر بن عبد هللا البَ ُّ
س ْط يَد َك أُبايِعكَ واشتَ ِر ْط َعلَ َّي فأنتَ أعلم ،قا َل :أُباي ُعكَ على أنْ تَعب َد هللاَ، فقُلتُ :يا رسو َل هللاِ أُب ُ
شركين) [رواه أحمد ،والنسائي، َ سلمين ،وتُفَار َ
ق ال ُم َ صالةَ ،وتُؤدِّي الزكاةَ ،وتُ ِ
ناص َح ال ُم وتُقي َم ال َّ
ُ
الحديث حيحة ( :2برقم :636ص ،])230فأفا َد ص َ سلسلة ال َّ وصح َحه األلبَانِي في ال َّ َّ والبيهقي،
شركين ،وأنَّ ذلكَ ِم َّما اشت ََرطَهُ رسو ُل هللاِ صلَّى هللاُ عليه وسلَّم عليهم عن َد َ وجوب ُمفارق ِة ال ُم َ
أنواع ال ُمعاون ِة ال يُ َحقِّق ذل َك الشَّرط. ِ نوع ِمنْ
ٍ شركين و ُمعاونتُ ُهم ِّ
بأي َ ُمبايَعتِ ِهم لَه ،و ُمظاهرةُ ال ُم
بي هللاِ َما أتَيتُ َك حتَّى َحلَفتُ أكث َر ِمنْ ••وعن بَهز بن حكيم عن أبيه عن َجدِّه قا َل( :قُلتُ ؛ يا نَ َ
آتي ِدينَكْ ،وإنِّي ُكنتُ إم ًرا ال أ ْع ْق ُل شَيَئًَzgا إالَّ َما علَّ َمني هللاُ ألصابِع يَديِ ِه -أالَّ آتِيكَ ،وال َ َعد ِد ِهنِّ َ -
باإلسالم ،قا َل :قُلتُ َ :و َما آياتُ ِ ورسولُهُ ،وإنِّي أسألُكَ بِوج ِه هللاِ َع َّز َو َج َّل بِ َما بَ َعثَكَ ربُكَ إلينَا؟ قا َل:
صالةَ ،وتُؤدِّي الزكاةَ، سلمتُ َوج َه َي إلى هللاِ َع َّز َو َج َّل وتَخلَّيتَ ،وتُقي ُم ال َّ اإلسالم؟ قا َل :أنْ تقو َل؛ أ ْ ِ
سلم ُم َح َّرم ،أخوان نصيران ،ال يَقبَ ُل هللاُ َع َّز َو َج َّل ِمنْ ُمشر ٍك بع َد َما أسلَ َم َعماًل أو سلم على ُم ٍ ُك ُّل ُم ٍ
الذهب ُي وصح َحه ووافَقَه َّ َّ سلمين) [رواه أحمد ،والنسائي ،والحاكم، َ شركين إلى ال ُم َ ق ال ُم يُفار ُ
اإلستدالل بِ ِه قولُهُ( :ال يَقب ُل هللاُ ِ حيحة ( ،])99 :369 :1و َمح ُل ص َ سنه األلبَان ُي في السلسلة ال َّ وح ََّ
شركين) ،فَ َد َّل على أنَّ َمنْ ل ْم يُفار ْ
ق َ ق ال ُم شرك بَع َد َما أسل َم َعماًل أو يُفار ُ َع َّز َو َج َّل ِمنْ ُم ٍ
شركين
َ ِصحة إيمانِ ِه ُه َو ُمفارقةُ ال ُم
شركين ال يََقبَ ُل هللاُ ِمنه َعماًل بَع َد إسالمه ،وأنَّ الشَّرطَ في َّ
َ ال ُم
ق ذل َك األص َل والفعل ال يُحقِّ ُ
ِ سلمين ،و ُمظاهرةُ ال ُكفَّا ِر و ُمعاونتُ ُهم و ُمناصرتُ ُهم بالقو ِل
َ إلى ال ُم
العظيم.
سريَّةً إلى َخث َعم ث َ ••عن جرير بن عبد هللا رضي هللا عنه( :أنَّ رسو َل هللاِ صلَّى هللاُ عليه وسلَّم بَ َع َ
فص ِ فأسر َع فيهم القت َل ،فبَلَ َغ النَّبي صلَّى هللاُ عليه وسلَّم فأ َم َر لَهم بن ِ َ س ُجو ِد ناس بال ُّ ٌ فاعتَص َم
شركين ،قالوا :يا رسو َل هللاِ َولِ َم؟ قا َل :ال َ ين أ ْظ ُه ِر ال ُم سلم يُقي ُم بَ َ ال َعق ِل وقا َل :أنَا بَري ٌء ِمنْ ُك ِّل ُم ِ
بين أ ْظ ُه ِر كان ال ُمقي ُم َ تَ َرايَا نَا َراهُما) [رواه الترمذي ،وأبو داود ،وإسناده صحيح] ،فإذا َ
اص َرهُم فكيف ِب َمنْ ظا َه َرهُم و َعاونَ ُهم ونَ َ َ شركين ق ْد بَري َء ِمنهُ رسو ُل هللاِ صلَّى هللاُ عليه وسلَّم َ ال ُم
على ال ُمسلمين.
بين
قام َ "باب؛ َما َجا َء في كراهي ِة ال ُم ِ ُ سير"، ب ال ِّ نن" في "كتا ِ س ِ ي في "ال ُّ ••وقا َل اإلما ُم التِّرمذ ُ
بي صلَّى هللاُ عليه وسلَّم س ُم َرةُ بن ُجندُبَ ،ع ِن النَّ ِّ (و َروى َ شركين" [َ :]133 :1605 :4 َ أ ْظ ُه ِر ال ُم
كان َمنْسا َكنَهم أو َجا َم َعهم فَ ُه َو ِمثلُهم) ،فإذا َ شركين وال تُ َجا ِم ُعوهم ،فَ َمنْ َ َ سا ِكنُوا ال ُم قا َل :ال تُ َ
ناص َرهم َ صير ِمثلَهم في ال ُكف ِر َمنْ ب أولَى أنْ يَ َ ار ِمثلَهم ،فَ ِمنْ با ِ ص َ ساكنَهم أو إختلطَ بِهم َ َ
س لَهم. س َ سلمين أو ت ََج ََّ و َعاونَهم وظَا َه َرهم على ال ُم
ثالثًا :اإلجماع-:
سلمين فَ ِمنْ ذلكَ : َ ار وظَا َه َرهم على ال ُم العلم اإلجما َع على ُكف ِر َمنْ تَولَّى ال ُكفَّ َ ِ بعض أه ِل ُ ق ْد َذ َك َر
(ص َّح أنَّ صهَُ : رحمه هللاُ تعالى في "ال ُمحلَّى باآلثار" [َ ]138 :11ما نَ ُّ •• َما قَالَهُ اإلما ُم ابنُ حزم ِ
(و َمنْ يَتَولَّ ُهم ِم ْن ُكم فإنَّه ِم ْنهم) ،إنَّ َما ه َُو على ظَا ِه ِر ِه بأنَّه كاف ٌر ِمنْ ُجمل ِة ال ُكفَّا ِر، قولَهُ تعالىَ :
سلمين). َ اثنان ِمنْ ال ُم ِ ق ال يَختلِفُ فيه وهذا ح ٌ
رحمه هللاُ تعالى بع َد أنْ تَكلَّ َم على َّيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشَّيخ ِ ••وقا َل الش ُ
اإلسالم ،أو أثنَى عليهم، ِ فكيف بِ َمنْ أ َعانَهم أو َج َّرهم على بال ِد أه ِل َ الكافرين... ( : َ ب ُمعادا ِة ُو ُجو ِ
وأحب ظُهو َرهم ،فإنَّ َّ سا ِكنَهم َو ِواليَتَهمارهم َو َم َ واختار ِديَ َ
َ اإلسالم،
ِ أهل
بالعدل على ِ ِ ضلَهم أو فَ َّ
باإليمان فق ْد َحبِطَ َع َملُه َو َه َو في اآلخر ِة ِم َن ِ (و َمنْ يَكفُر صريحةٌ باإلتِّفاق ،قا َل هللاُ تعالىَ : هذا ِر َّدةٌ َ
سنيَّة.]326 :8 : الخاسرين)) [الدُّر ُر ال ُ
[نثر اللؤلؤ والياقوت لعبد الرحمن األمين :ص 21 - 11بتصرف].
تنبيه مهم :هذا بالنسبة لحكم التكفير ،أما حكم قتال هؤالء األعوان ،واألنصار؛ فهو واجب إذا
قاتلوا المسلمين مع الكافرين ،والمنافقين ،والمرتدين [دعوة المقاومة اإلسالمية العالمية ألبي
مصعب السوري :2 :ص .]987